تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 [20]

نضال مسيلي
2015-09-21, 22:06
اللهم اجعلنا من من يرث الفردوس الاعلى
اللهم احشرنا مع الانبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن ذلك رفيقا

اريام 2015
2015-09-22, 16:26
بارك الله فيك

boumaiza tarek7
2015-09-26, 19:32
شكرا لكم
تشكرون

karim-se
2015-10-05, 22:17
شكرا على مااعطيتا جزاك الله خيرا

karim-se
2015-10-05, 22:27
اللهم فرج هم المهمومين واقض الدين عن المدينين ، وداوي مرضانا ومرضى المسلمين... يا رب العالمين.



اللهم انصر الاسلام والمسلمين ، وارفع راية الحق والدين ، وأرنا الاسلام عزيزا يا عزيز .


اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل ارض وتحت كل سماء ، اللهم سدد رميهم ، وداوي مرضاهم ـ واشف جرحاهم ، وثبتهم وكن معهم وادفع عنهم عدوهم وتقبل شهداءهم ... يا رب العالمين ، يا أرحم الراحمين ، يا الله




اللهم اهلك الكفرة والمشركين أعداءك أعداء الدين ... اللهم من لم تكتب له الهداية فخذه أخذ عزير مقتدر - إنك قوي منتقم جبار - يا الله يا الله يا الله


اللهم يا سامع السر والنجوى يا كاشف الضر والبلوى اللهم يا سامع السر والخفيه يا من حوائجنا عنده مقضيه ، اللهم يا مسبب الاسباب يا قاهر الاعداء يا هازم الاحزاب يا منزل الشتاء يا مخرج الاموات
يا كاشف الكرب يا سميع يا عليم يا رافع السماء بغير عمد ما مسير الارض والسحاب اللهم انصر اهل فلسطين على من عاداهم اللهم سدد رميهم واجبركسرهم وداوي مرضاهم وتقبل شهداهم ، اللهم ثبت الارض من تحت اقدامهم اللهم اجعل نار اعدائهم بردا وسلاما عليهم يا رب العالمين .
اللهم اجعل نار المسلمين تحرق الاعداء اللهم احرس المسجد الاقصى من مكر الماكرين اللهم اقتل من قتل المسلمين ودمر اعداء الدين بقوتك وجبروتك يا منتقم يا جبار يا الله .

اللهم انصر شعب فلسطين على اعدائك اعدائهم اليهود اللهم اجعل لاهل فلسطين وكل المسلمين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة في قلوب اعدائهم اللهم اشفي جرحاهم وجرحى المسلمين ,واطلق اسراهم واسرى المسلمين ,اللهم انصر مجاهديهم في سبيلك في برك وبحرك وجوك يا رب العالمين - يا الله .

اللهم ...احقن دماء المسلمين فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس ومصر والمغرب ، واحقن دماء المسلمين فى إيران واحقن دماء المسلمين فى لبنان واحقن دماء المسلمين فى أفعانستان واحقن دماء المسلمين فى ارتريا واحقن دماء المسلمين فى الفلبين واحقن دماء المسلمين فى روسيا واحقن دماء المسلمين فى الصين واحقن دماء المسلمين في كل مكان ، فوق كل ارض وتحت كل سماء .

اللهم أنت الحق الحقيق ، وأنت الحرز الوثيق ، وأنت رب البيت العتيق ، بك أدفع ما لا أطيق يا شفيق يا رفيق ،اللهم إني أسألك باسمك الذي ابتدعت به عجائب الخلق في غوامض السر بنور جلال جمالك ،
وأسألك بكل اسم هو لك سميت بك نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استاثرت به في علم الغيب عندك ان تنصر الأسلام وأن تعز المسلمين في كل وقت وحين وان ترنا الاسلام عزيزا يا عزيز.

اللهم من أرادانا والإسلام والمسلمين بخير فوفقه إلي كل خير ومن أرادنا والأسلام والمسلمين بسوء
اللهم أجعل كيده في نحره وأهلكه كما أهلكت عاد وثمود
اللهم أجعلنا ممن يقتدي بسيد الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
اللهم أرزقتا الخير كله عاجله وأجله وأجنبنا والمسلمين الشر كله عاجله وأجله
اللهم ردنا لدينك مرداً جميلاً اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وأهدنا صراطك المستقيم
اللهم وسع أرزاقنا ويسر أمورنا ويمن كتابنا واختم بالصالحات اعمالنا.
اللهم أرزقنا والمسلمين الفردوس الأعلى يا رب العاملين
اللهم أصلح ذات بيننا وأزل البغضاء والغل والحسد من قلوبنا
اللهم حكم فينا كتابك وسنة نبيك الهادي الامين - محمد - سيد الاولين والاخرين ، ولا تحكم فينا عبادك
اللهم أجعل القرآن لنا وللمسلمين نبراسا ونورا ، اللهم أجله سبب زوال همنا وغمنا ن اللهم أرزقنا والمسلمين قراءة القرآن الكريم أناء الليل وأطراف النهار لعلك ترضى ... يا الله .

اللهم يسر أمورنا ونور طريقنا وطريق المسلمين
اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات,والمؤمنين والمؤمنات, الاحياء منهم والاموات انك يا ربنا سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين
اللهم آمين ...اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ... وأذل الشرك والمشركين ... ودمر أعداءك أعداء الدين ... يا ذا القوة المتين اللهم منزل الكتاب ، مجري السحاب ، سريع الحساب ، هازم الأحزاب ، اللهم اهزم اعداء الدين من اليهود والنصارى والكفرة والملحدين اللهم اهزمهم وزلزلهم ، وانصرنا عليهم نصرا مؤزرا يا رب العالمين ...
اللهم إنهم يحادونك ويحادون رسولك صلى الله عليه وسلم ، اللهم فرق جمعهم ، وشتت شملهم وفل حدهم ، وزلزل الأرض من تحت أقدامهم ... سلط عليهم سيف انتقامك يا جبار ، أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، اجعل دائرة السوء عليهم ، وخذهم أخذ عزيز مقتدر ، يا عزيز يا قادر ، يا منتقم يا جبار ، يا قوي يا متين يا قهار ...
اللهم إنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ... اللهم فأرح منهم العباد والبلاد ...
اللهم انصر المجاهدين الموحدين في كل مكان ، اللهم ثبت أقدامهم ، وارحم شهداءهم ، وسدد رميتهم ، ووحد صفهم ، ولم شعثهم ، وأعل رايتهم ، وانصرهم على من ظلمهم وعاداهم ...
اللهم كن لأهلنا وإخواننا في فلسطين والعراق ، والصومال والسودان ، ولبنان ، وأفغانستان والشيشان ، وكشمير ، وكل بلاد المسلمين ...
اللهم إنهم جياع فأطعمهم ، حفاة فاحملهم ، عراة فاكسهم ، مشردين فآوهم ، وردهم إلى بلادهم سالمين آمنين غانمين ... غير خزايا ولا مفتونين ...
اللهم ارفع الظلم عن المظلومين ... وفك أسرى المأسورين ... وأطلق سراح المسجونين المظلومين ...

ayoub 19
2015-10-06, 12:49
صلى الله على محمد و على اله وصحبه وسلم

ayoub 19
2015-10-07, 14:54
ربي يجازيك خير انشاءالله

zidane201024
2015-10-08, 18:35
قسم الكتاب و السنة

sahartech
2015-11-22, 10:41
مشكووووور على الموضوع

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:17
السلام عليكم
نواصل مع تفسير سورة الأعراف
قوله تعالى ((
وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوْمِهِۦ غَضْبَـٰنَ أَسِفًۭا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِى مِنۢ بَعْدِىٓ ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى ٱلْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُۥٓ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِى وَكَادُوا۟ يَقْتُلُونَنِى فَلَا تُشْمِتْ بِىَ ٱلْأَعْدَآءَ وَلَا تَجْعَلْنِى مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿١٥٠﴾))
التفسير

يخبر تعالى أن موسى عليه السلام رجع إلى قومه من مناجاة ربه تعالى وهو غضبان أسف قال أبو الدرداء أشد الغضب "قال بئسما خلفتموني من بعدي" يقول بئس ما صنعتم في عبادة العجل بعد أن ذهبت وتركتكم وقوله "أعجلتم أمر ربكم" يقول استعجلتم مجيئي إليكم وهو مقدر من الله تعالى وقوله "وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه" قيل: كانت الألواح من زمرد.
وقيل من ياقوت وقيل من برد.
وفي هذا دلالة على ما جاء في الحديث "ليس الخبر كالمعاينة" ثم ظاهر السياق أنه إنما ألقى الألواح غضبا على قومه وهذا قول جمهور العلماء سلفا وخلفا وروى ابن جرير عن قتادة في هذا قولا غريبا لا يصح إسناده إلى حكاية قتادة وقد رده ابن عطية وغير واحد من العلماء وهو جدير بالرد وكأنه تلقاه قتادة عن بعض أهل الكتاب وفيهم كذابون ووضاعون وأفاكون وزنادقة وقوله "وأخذ برأس أخيه يجره إليه" خوفا أن يكون قد قصر في نهيهم قال في الآية الأخرى "قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أن لا تتبعن أفعصيت أمري قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي" وقال ها هنا "ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين" أي لا تسوقني سياقهم وتجعلني معهم وإنما قال "ابن أم ليكون أرق وأنجع عنده وإلا فهو شقيقه لأبيه وأمه فلما تحقق موسى عليه السلام براءة ساحة هارون عليه السلام كما قال تعالى "ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري".
تفسير ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:20
((قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِى وَلِأَخِى وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّ‌ ٰحِمِينَ ﴿١٥١﴾)) الأعراف


قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) قالَ أي موسى عليه السلام، متضرعا إلى ربه، استنزالا لرحمته، وتعوذا بمغفرته من سخطه.
ولا يخفى اقتضاء المقام لذلك رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وقال الزمخشري: لما اعتذر إليه أخوه، وذكر له شماتة الأعداء قال رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي ليرضي أخاه، ويظهر لأهل الشماتة رضاه عنه، فلا تتم لهم شماتتهم.
واستغفر لنفسه مما فرط منه إلى أخيه، ولأخيه أن عسى فرط في حسن الخلافة، وطلب أن لا يتفرقا عن رحمته، ولا تزال منتظمة لهما في الدنيا والآخرة.
محاسن التأويل للقاسمي

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:23
(( إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ ٱلْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌۭ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌۭ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَكَذَ‌ ٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُفْتَرِينَ ﴿١٥٢﴾ )) الأعراف

أما الغضب الذي نال بني إسرائيل في عبادة العجل فهو أن الله تعالى لم يقبل لهم توبة حتى قتل بعضهم بعضا كما تقدم في سورة البقرة "فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم" وأما الذلة فأعقبهم ذلك ذلة وصغارا في الحياة الدنيا وقوله "وكذلك نجزي المفترين" نائلة لكل من افترى بدعة فإن ذل البدعة ومخالفة الرشاد متصلة من قلبه على كتفيه كما قال الحسن البصري: إن ذل البدعة على أكتافهم وإن هملجت بهم البغلات وطقطقت بهم البراذين.
وهكذا روى أيوب السختياني عن أبي قلابة الجرمي أنه قرأ هذه الآية "وكذلك نجزي المفترين" فقال هي والله لكل مفتر إلى يوم القيامة.
وقال سفيان بن عيينة كل صاحب بدعة ذليل ثم نبه تعالى عباده وأرشدهم إلى أنه يقبل توبة عباده من أي ذنب كان حتى ولو كان من كفر أو شرك أو نفاق أو شقاق ولهذا عقب هذه القصة.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:25
((
وَٱلَّذِينَ عَمِلُوا۟ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُوا۟ مِنۢ بَعْدِهَا وَءَامَنُوٓا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعْدِهَا لَغَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ ﴿١٥٣﴾)) الأعراف
وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ من شرك وكبائر، وصغائر ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا بأن ندموا على ما مضى، وأقلعوا عنها، وعزموا على أن لا يعودوا وَآمنُوا باللّه وبما أوجب اللّه من الإيمان به، ولا يتم الإيمان إلا بأعمال القلوب، وأعمال الجوارح المترتبة على الإيمان إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا أي: بعد هذه الحالة، حالة التوبة من السيئات والرجوع إلى الطاعات، لَغَفُورٌ يغفر السيئات ويمحوها، ولو كانت قراب الأرض رَحِيمٌ بقبول التوبة، والتوفيق لأفعال الخير وقبولها.
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:27
((وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلْأَلْوَاحَ ۖ وَفِى نُسْخَتِهَا هُدًۭى وَرَحْمَةٌۭ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴿١٥٤﴾ الأعراف

وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أي: سكن غضبه، وتراجعت نفسه، وعرف ما هو فيه، اشتغل بأهم الأشياء عنده، فـ أَخَذَ الألْوَاحَ التي ألقاها، وهي ألواح عظيمة المقدار، جليلة وَفِي نُسْخَتِهَا أي: مشتملة ومتضمنة هُدًى وَرَحْمَةٌ أي: فيها الهدى من الضلالة، وبيان الحق من الباطل، وأعمال الخير وأعمال الشر، والهدى لأحسن الأعمال، والأخلاق، والآداب، ورحمة وسعادة لمن عمل بها، وعلم أحكامها ومعانيها، ولكن ليس كل أحد يقبل هدى اللّه ورحمته، وإنما يقبل ذلك وينقاد له، ويتلقاه بالقبول الذين [هم] لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ أي: يخافون منه ويخشونه، وأما من لم يخف اللّه ولا المقام بين يديه، فإنه لا يزداد بها إلا عتوا ونفورا وتقوم عليه حجة اللّه فيها.
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:29
((وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُۥ سَبْعِينَ رَجُلًۭا لِّمِيقَـٰتِنَا ۖ فَلَمَّآ أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّـٰىَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ۖ إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَـٰفِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الأعراف
واختار موسى من قومه سبعين رجلا مِن خيارهم, وخرج بهم إلى طور "سيناء" للوقت والأجل الذي واعده الله أن يلقاه فيه بهم للتوبة مما كان من سفهاء بني إسرائيل من عبادة العجل, فلما أتوا ذلك المكان قالوا: لن نؤمن لك -يا موسى- حتى نرى الله جهرة فإنك قد كلَّمته فأرِنَاهُ, فأخذتهم الزلزلة الشديدة فماتوا, فقام موسى يتضرع إلى الله ويقول: رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتُهم, وقد أهلكتَ خيارهم؟ لو شئت أهلكتهم جميعًا من قبل هذا الحال وأنا معهم, فإن ذلك أخف عليَّ, أتهلكنا بما فعله سفهاء الأحلام منا؟ ما هذه الفعلة التي فعلها قومي من عبادتهم العجل إلا ابتلاءٌ واختبارٌ, تضلُّ بها مَن تشاء مِن خلقك, وتهدي بها من تشاء هدايته, أنت وليُّنا وناصرنا, فاغفر ذنوبنا, وارحمنا برحمتك, وأنت خير مَن صفح عن جُرْم, وستر عن ذنب.
التفسير الميسر

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:31
((۞ وَٱكْتُبْ لَنَا فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةًۭ وَفِى ٱلْءَاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٦﴾ الأعراف

وقال موسى في تمام دعائه وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً من علم نافع، ورزق واسع، وعمل صالح.
وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً :وهي ما أعد اللّه لأوليائه الصالحين من الثواب.
إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ أي: رجعنا مقرين بتقصيرنا، منيبين في جميع أمورنا.
قَالَ اللّه تعالى عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ممن كان شقيا، متعرضا لأسبابه، وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ من العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المؤمن والكافر، فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة اللّه، وغمره فضله وإحسانه، ولكن الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة، ليست لكل أحد، ولهذا قال عنها: فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ المعاصي، صغارها وكبارها.
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ الواجبة مستحقيها وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ومن تمام الإيمان بآيات اللّه معرفة معناها، والعمل بمقتضاها، ومن ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، في أصول الدين وفروعه.
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:34
((ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَـٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾ الأعراف

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ احتراز عن سائر الأنبياء، فإن المقصود بهذا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.
والسياق في أحوال بني إسرائيل وأن الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم شرط في دخولهم في الإيمان، وأن المؤمنين به المتبعين، هم أهل الرحمة المطلقة، التي كتبها اللّه لهم، ووصفه بالأمي لأنه من العرب الأمة الأمية، التي لا تقرأ ولا تكتب، وليس عندها قبل القرآن كتاب.
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ باسمه وصفته، التي من أعظمها وأجلها، ما يدعو إليه، وينهى عنه.
وأنه يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وهو كل ما عرف حسنه وصلاحه ونفعه.
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وهو: كل ما عرف قبحه في العقول والفطر.
فيأمرهم بالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والإحسان إلى الجار والمملوك، وبذل النفع لسائر الخلق، والصدق، والعفاف، والبر، والنصيحة، وما أشبه ذلك، وينهى عن الشرك باللّه، وقتل النفوس بغير حق، والزنا، وشرب ما يسكر العقل، والظلم لسائر الخلق، والكذب، والفجور، ونحو ذلك.
فأعظم دليل يدل على أنه رسول اللّه، ما دعا إليه وأمر به، ونهى عنه، وأحله وحرمه، فإنه يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ من المطاعم والمشارب، والمناكح.
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ من المطاعم والمشارب والمناكح، والأقوال والأفعال.
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ أي: ومن وصفه أن دينه سهل سمح ميسر، لا إصر فيه، ولا أغلال، ولا مشقات ولا تكاليف ثقال.
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ أي: عظموه وبجلوه وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنـزلَ مَعَهُ وهو القرآن، الذي يستضاء به في ظلمات الشك والجهالات، ويقتدى به إذا تعارضت المقالات، أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الظافرون بخير الدنيا والآخرة، والناجون من شرهما، لأنهم أتوا بأكبر أسباب الفلاح.
وأما من لم يؤمن بهذا النبي الأمي، ويعزره، وينصره، ولم يتبع النور الذي أنـزل معه، فأولئك هم الخاسرون.
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:36
((قُلْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ٱلَّذِى لَهُۥ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ ۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِىِّ ٱلْأُمِّىِّ ٱلَّذِى يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَـٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾ الأعراف

قل -أيها الرسول- للناس كلهم: إني رسول الله إليكم جميعًا لا إلى بعضكم دون بعض, الذي له ملك السموات والأرض وما فيهما, لا ينبغي أن تكون الألوهية والعبادة إلا له جل ثناؤه, القادر على إيجاد الخلق وإفنائه وبعثه, فصدَّقوا بالله وأقرُّوا بوحدانيته, وصدَّقوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأميِّ الذي يؤمن بالله وما أنزل إليه من ربه وما أنزل على النبيين من قبله, واتبعوا هذا الرسول, والتزموا العمل بما أمركم به من طاعة الله, رجاء أن توفقوا إلى الطريق المستقيم.
التفسير الميسر

أيمن عبد الله
2015-11-23, 07:40
(( وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰٓ أُمَّةٌۭ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ ﴿١٥٩﴾ الأعراف

وحين يسمع قوم موسى هذا القول سيقولون في أنفسهم أنه يعلم ما في صدورنا من تفكير في الإِيمان برسالة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
ولكن لو عمَّم الحكم فمن يفكر في الإِيمان بمحمد يقول: لماذا يصدر حكماً ضدي وأنا أفكر في الإِيمان؟ لكن الحق «صان الاحتمال» وأوضح لكل واحد من هؤلاء الذين يفكرون في الإِيمان بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أن يتجه إلى إعلان الإِيمان فقال: { وَمِن قَوْمِ موسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [ الأعراف: 159] أي يدلون الناس على الحق ويدعونهم إلى طريق الخير، وبهذا الحق يعدلون في حكمهم بين الناس ولا يجورون.
ويقول الحق بعد ذلك: { وَقَطَّعْنَاهُمُ اثنتي عَشْرَةَ ...}
الشعراوي

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-24, 20:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
الحمد لله على الصحة والعافية..
تحية طيبة مباركة للأفاضل والفضليات في هذا الموضوع المبارك الذي نتوق إليه ونحنّ ونسأل الله التوفيق لإتمامه ونيل النفع و الحسنات من خلاله
شكر الله لجميع المسهمين فيه والمارّين عليه كتب الله لهم الخير والفلاح أينما كانوا .. حضورا وغيابا ..
ونسلّم على شيخ الحاضرين وإمام المسهمين الأخ الطيب الخلوق الأستاذ الفاضل "أيمن عبد الله" ولا أنسى البقية من الأكارم وأسمي منهم الأستاذة القديرة نور والمباركة ساجدة لربي ..
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .. سلا..م

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-24, 21:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/160]
((وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))
قوله تعالى: (( وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما)) عدد نعمه على بني إسرائيل، وجعلهم أسباطا ليكون أمر كل سبط معروفا من جهة رئيسهم؛ فيخف الأمر على موسى. وفي التنزيل (( وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا)) [المائدة : 12] وقد تقدم. وقوله (( اثنتي عشرة)) والسبط مذكر لأن بعده (( أمما)) فذهب التأنيث إلى الأمم. ولو قال : اثني عشر لتذكير السبط جاز؛ عن الفراء. وقيل : أراد بالأسباط القبائل والفرق؛ فلذلك أنث العدد. قال الشاعر :
وإن قريشا كلها عشر أبطن *** وأنت بريء من قبائلها العشر
فذهب بالبطن إلى القبيلة والفصيلة؛ فلذلك أنثها. والبطن مذكر؛ كما أن الأسباط جمع مذكر. الزجاج : المعنى قطعناهم اثنتي عشرة فرقة. (( أسباطا)) بدل من اثنتي عشرة (( أمما)) نعت للأسباط. وروى المفضل عن عاصم(( وقطعناهم)) مخففا. (( أسباطا)) الأسباط في ولد إسحاق بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل عليهما السلام. والأسباط مأخوذ من السبط وهو شجر تعلفه الإبل. وقد مضى في (البقرة) مستوفى.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-24, 21:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/161]
((وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ))
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى :
(( وَإِذْ قِيلَ لَهُمْ اُسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَة وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّة وَادْخُلُوا الْبَاب سُجَّدًا نَغْفِر لَكُمْ)) يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَاذْكُرْ أَيْضًا يَا مُحَمَّد مِنْ خَطَإِ فِعْل هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَخِلَافهمْ عَلَى رَبّهمْ وَعِصْيَانهمْ نَبِيّهمْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَتَبْدِيلهمْ الْقَوْل الَّذِي أُمِرُوا أَنْ يَقُولُوهُ حِين قَالَ اللَّه لَهُمْ : (( اُسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَة )) وَهِيَ قَرْيَة بَيْت الْمَقْدِس , (( وَكُلُوا مِنْهَا )) يَقُول : مِنْ ثِمَارهَا وَحُبُوبهَا وَنَبَاتهَا , (( حَيْثُ شِئْتُمْ)) مِنْهَا يَقُول : أَنَّى شِئْتُمْ مِنْهَا , (( وَقُولُوا حِطَّة )) يَقُول : وَقُولُوا : هَذِهِ الْفِعْلَة حِطَّة تَحُطّ ذُنُوبنَا , (( نَغْفِر لَكُمْ )) : يَتَغَمَّد لَكُمْ رَبّكُمْ ذُنُوبكُمْ الَّتِي سَلَفَتْ مِنْكُمْ , فَيَعْفُو لَكُمْ عَنْهَا , فَلَا يُؤَاخِذكُمْ بِهَا .' (( سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)) مِنْكُمْ , وَهُمْ الْمُطِيعُونَ لِلَّهِ , عَلَى مَا وَعَدْتُكُمْ مِنْ غُفْرَان الْخَطَايَا.
تفسير الإمام الطبري رحمه الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-24, 21:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/162]
((فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : (( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْر الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنْ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ )) يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَغَيَّرَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِاَللَّهِ مِنْهُمْ مَا أَمَرَهُمْ اللَّه بِهِ مِنْ الْقَوْل , فَقَالُوا : وَقَدْ قِيلَ لَهُمْ قُولُوا هَذِهِ حِطَّة : حِنْطَة فِي شَعِيرَة ; وَقَوْلهمْ ذَلِكَ كَذَلِكَ هُوَ غَيْر الْقَوْل الَّذِي قِيلَ لَهُمْ قُولُوهُ. يَقُول اللَّه تَعَالَى : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رَجَزًا مِنْ السَّمَاء )) : بَعَثْنَا عَلَيْهِمْ عَذَابًا أَهْلَكْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يُغَيِّرُونَ مَا يُؤْمَرُونَ بِهِ , فَيَفْعَلُونَ خِلَاف مَا أَمَرَهُمْ اللَّه بِفِعْلِهِ وَيَقُولُونَ غَيْر الَّذِي أَمَرَهُمْ اللَّه بِقِيلِهِ . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الرِّجْز فِيمَا مَضَى.
تفسير الإمام الطبري رحمه الله
روى معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل (( فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم)) قالوا : حبة في شعرة. وقيل لهم (( ادخلوا الباب سجدا)) فدخلوا متوركين على أستاههم. (( بما كانوا يظلمون)) مرفوع؛ لأنه فعل مستقبل وموضعه نصب. و (( ما)) بمعنى المصدر، أي بظلمهم. وقد مضى في (البقرة) ما في هذه الآية من المعاني والأحكام. والحمد لله.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-24, 21:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/163]
((وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا السياق هو بسط لقوله تعالى: (( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت)) الآية، يقول تعالى لنبيه صلوات اللّه وسلامه عليه، (( واسألهم)) أي واسأل هؤلاء اليهود الذين بحضرتك عن قصة أصحابهم الذين خالفوا أمر اللّه ففاجأتهم نقمته على صنيعهم واعتدائهم واحتيالهم في المخالفة، وحذر هؤلاء من كتمان صفتك التي يجدونها في كتبهم لئلا يحل بهم ما حل بإخوانهم وسلفهم، وهذه القرية هي أيلة وهي على شاطىء بحر القلزم، وقال ابن عباس: هي قرية يقال لها أيلة بين مدين والطور وهو قول عكرمة ومجاهد وقتادة والسدي ، وقيل: هي مدين وهو رواية عن ابن عباس، وقوله: (( إذ يعدون في السبت)) أي يعتدون فيه ويخالفون أمر اللّه فيه لهم بالوصاة به إذ ذاك (( إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا)) ، قال ابن عباس: أي ظاهرة على الماء، (( ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم)) أي نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده، وإخفائها عنهم في اليوم الحلال لهم صيده، (( كذلك نبلوهم)) نختبرهم (( بما كانوا يفسقون)) يقول: بفسقهم عن طاعة اللّه وخروجهم عنها، وهؤلاء قوم احتالوا على انتهاك محارم اللّه بما تعاطعوا من الأسباب الظاهرة التي معناها في الباطن تعاطي الحرام، وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (لا تركبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم اللّه بأدنى الحيل) .
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-24, 21:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/164]
((وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ))
.قوله تعالى: { واسألهم عن القرية} أي عن أهل القرية؛ فعبر عنهم بها لما كانت مستقرا لهم أو سبب اجتماعهم. نظيره { واسأل القرية التي كنا فيها} [يوسف : 82]. وقوله عليه السلام : (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ) يعني أهل العرش من الملائكة، فرحا واستبشارا بقدومه، رضي الله عنه. أي واسأل اليهود الذين هم جيرانك عن أخبار أسلافهم وما مسخ الله منهم قردة وخنازير. هذا سؤال تقرير وتوبيخ. وكان ذلك علامة لصدق النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ أطلعه الله على تلك الأمور من غير تعلم. وكانوا يقولون : نحن أبناء الله وأحباؤه، لأنا من سبط خليله إبراهيم، ومن سبط إسرائيل وهم بكر الله، ومن سبط موسى كليم الله؛ ومن سبط ولده عزير، فنحن من أولادهم. فقال الله عز وجل لنبيه : سلهم يا محمد عن القرية، أما عذبتهم بذنوبهم؛ وذلك بتغيير فرع من فروع الشريعة. واختلف في تعيين هذه القرية؛ فقال ابن عباس وعكرمة والسدي : هي أيلة. وعن ابن عباس أيضا أنها مدين بين أيلة والطور. الزهري : طبرية. قتادة وزيد بن أسلم : هي ساحل من سواحل الشأم، بين مدين وعينون، يقال لها : مقناة. وكان اليهود يكتمون هذه القصة لما فيها من السبة عليهم. { التي كانت حاضرة البحر} أي كانت بقرب البحر؛ تقول : كنت بحضرة الدار أي بقربها. { إذ يعدون في السبت} أي يصيدون الحيتان، وقد نهوا عنه؛ يقال : سبت اليهود؛ تركوا العمل في سبتهم. وسبت الرجل للمفعول سباتا أخذه ذلك، مثل الخرس. وأسبت سكن فلم يتحرك. والقوم صاروا في السبت. واليهود دخلوا في السبت، وهو اليوم المعروف. وهو من الراحة والقطع. ويجمع أسبت وسبوت وأسبات. وفي الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من احتجم يوم السبت فأصابه برص فلا يلومن إلا نفسه). قال علماؤنا : وذلك لأن الدم يجمد يوم السبت، فإذا مددته لتستخرجه لم يجر وعاد برصا. وقراءة الجماعة { يعدون} . وقرأ أبو نهيك { يعدون} بضم الياء وكسر العين وشد الدال. الأولى من الاعتداء والثانية من الإعداد؛ أي يهيئون الآلة لأخذها. وقرأ ابن السميقع { في الأسبات} على جمع السبت. { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم} وقرئ { أسباتهم} . { شرعا} أي شوارع ظاهرة على الماء كثيرة. وقال الليث : حيتان شرع رافعة رءوسها. وقيل : معناه أن حيتان البحر كانت ترد يوم السبت عنقا من البحر فتزاحم أيلة. ألهمها الله تعالى أنها لا تصاد يوم السبت؛ لنهيه تعالى اليهود عن صيدها. وقيل : إنها كانت تشرع على أبوابهم؛ كالكباش البيض رافعة رءوسها. حكاه بعض المتأخرين؛ فتعدوا فأخذوها في السبت؛ قاله الحسن. وقيل : يوم الأحد، وهو الأصح على ما يأتي بيانه. { ويوم لا يسبتون} أي لا يفعلون السبت؛ يقال : سبت يسبت إذا عظم السبت. وقرأ الحسن { يسبتون} بضم الياء، أي يدخلون في السبت؛ كما يقال : أجمعنا وأظهرنا وأشهرنا، أي دخلنا في الجمعة والظهر والشهر. { لا تأتيهم} أي حيتانهم. { كذلك نبلوهم} أي نشدد عليهم في العبادة ونختبرهم. والكاف في موضع نصب. { بما كانوا يفسقون} أي بفسقهم. وسئل الحسين بن الفضل : هل تجد في كتاب الله الحلال لا يأتيك إلا قوتا، والحرام يأتيك جزفا جزفا؟ قال : نعم، في قصة داود وأيلة { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم} . وروي في قصص هذه الآية أنها كانت في زمن داود عليه السلام، وأن إبليس أوحى إليهم فقال : إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت، فاتخذوا الحياض؛ فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم الجمعة فتبقى فيها، فلا يمكنها الخروج منها لقلة الماء، فيأخذونها يوم الأحد. وروى أشهب عن مالك قال : زعم ابن رومان أنهم كانوا يأخذ الرجل خيطا ويضع فيه وهقة، وألقاها في ذنب الحوت، وفي الطرف الآخر من الخيط وتد وتركه كذلك إلى الأحد، ثم تطرق الناس حين رأوا من صنع هذا لا يبتلى حتى كثر صيد الحوت، ومشي به في الأسواق، وأعلن الفسقة بصيده؛ فقامت فرقة من بني إسرائيل ونهت، وجاهرت بالنهي واعتزلت. وقيل : إن الناهين قالوا : لا نساكنكم؛ فقسموا القرية بجدار. فأصبح الناهون ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد، فقالوا : إن للناس لشأنا؛ فعلوا على الجدار فنظروا فإذا هم قردة؛ ففتحوا الباب ودخلوا عليهم، فعرفت القردة أنسابها من الإنس، ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة؛ فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي؛ فيقول : ألم ننهكم! فتقول برأسها نعم. قال قتادة : صار الشبان قردة والشيوخ خنازير، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم. فعلى هذا القول إن بني إسرائيل لم تفترق إلا فرقتين. ويكون المعنى في قوله تعالى { وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا} أي قال الفاعلون للواعظين حين وعظوهم : إذا علمتم أن الله مهلكنا فلم تعظوننا؟ فمسخهم الله قردة. قوله تعالى: { قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون} أي قال الواعظون : موعظتنا إياكم معذرة إلى ربكم؛ أي إنما يجب علينا أن نعظكم لعلكم تتقون. أسند هذا القول الطبري عن ابن الكلبي. وقال جمهور المفسرين : إن بني إسرائيل افترقت ثلاث فرق، وهو الظاهر من الضمائر في الآية. فرقة عصمت وصادت، وكانوا نحوا من سبعين ألفا. وفرقة اعتزلت ولم تنه ولم تعص، وإن هذه الطائفة قالت للناهية : لم تعظون قوما - تريد العاصية - الله مهلكهم أو معذبهم على غلبة الظن، وما عهد من فعل الله تعالى حينئذ بالأمم العاصية. فقالت الناهية : موعظتنا معذرة إلى الله لعلهم يتقون. ولو كانوا فرقتين لقالت الناهية للعاصية : ولعلكم تتقون، بالكاف. ثم اختلف بعد هذا؛ فقالت فرقة : إن الطائفة التي لم تنه ولم تعص هلكت مع العاصية عقوبة على ترك النهي؛ قاله ابن عباس. وقال أيضا : ما أدري ما فعل بهم؛ وهو الظاهر من الآية. وقال عكرمة : قلت لابن عباس لما قال ما أدري ما فعل بهم : ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه وخالفوهم فقالوا : لم تعظون قوما الله مهلكهم؟ فلم أزل به حتى عرفته أنهم قد نحوا؛ فكساني حلة. وهذا مذهب الحسن. ومما يدل على أنه إنما هلكت الفرقة العادية لا غير قوله { وأخذنا الذين ظلموا} [الأعراف : 165]. وقوله { ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت} [البقرة : 65] الآية. وقرأ عيسى وطلحة { معذرة} بالنصب. ونصبه عند الكسائي من وجهين : أحدهما على المصدر. والثاني على تقدير فعلنا ذلك معذرة. وهي قراءة حفص عن عاصم. والباقون بالرفع : وهو الاختيار؛ لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليموا عليه، ولكنهم قيل لهم : لم تعظون؟ فقالوا : موعظتنا معذرة. ولو قال رجل لرجل : معذرة إلى الله وإليك من كذا، يريد اعتذارا؛ لنصب. هذا قول سيبويه. ودلت الآية على القول بسد الذرائع. وقد مضى في (البقرة). ومضى فيها الكلام في الممسوخ هل ينسل أم لا، مبينا. والحمد لله. ومضى في آل عمران والمائدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-25, 22:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/165]
((فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ))
والنسيان يطلق على الساهي. والعامد : التارك؛ لقوله تعالى { فلما نسوا ما ذكروا به} أي تركوه عن قصد؛ ومنه { نسوا الله فنسيهم} [التوبة : 67]. ومعنى { بعذاب بئيس} أي شديد. وفيه إحدى عشرة قراءة : الأولى : قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي { بئيس} على وزن فعيل. الثانية : قراءة أهل مكة { بئيس} بكسر الباء والوزن واحد. والثالثة : قراءة أهل المدينة { بيس} الباء مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها سين مكسورة منونة، وفيها قولان. قال الكسائي : الأصل فيه { بييس} خفيفة الهمزة، فالتقت ياءان فحذفت إحداهما وكسر أوله : كما يقال : رغيف وشهيد. وقيل : أراد { بئس} على وزن فعل؛ فكسر أوله وخفف الهمزة وحذف الكسرة؛ كما يقال : رحم ورحم. الرابعة : قراءة الحسن، الباء مكسورة بعدها همزة ساكنة بعدها سين مفتوحة. الخامسة : قرأ أبو عبدالرحمن المقرئ { بئس} الباء مفتوحة والهمزة مكسورة والسين مكسورة منونة. السادسة : قال يعقوب القارئ : وجاء عن بعض القراء { بعذاب بئس} الباء مفتوحة والهمزة مكسورة والسين مفتوحة. السابعة : قراءة الأعمش { بيئس} على وزن فيعل. وروي عنه { بيأس} على وزن فيعل. وروي عنه { بئس} بباء مفتوحة وهمزة مشددة مكسورة، والسين في كله مكسورة منونة، أعني قراءة الأعمش. العاشرة : قراءة نصر بن عاصم { بعذاب بيس} الباء مفتوحة والياء مشددة بغير همز. قال يعقوب القارئ : وجاء عن بعض القراء { بئيس} الباء مكسورة بعدها همزة ساكنة بعدها ياء مفتوحة. فهذه إحدى عشرة قراءة ذكرها النحاس. قال علي بن سليمان : العرب تقول جاء ببنات بيس أي بشيء رديء. فمعنى { بعذاب بيس} بعذاب رديء. وأما قراءة الحسن فزعم أبو حاتم أنه لا وجه لها، قال : لأنه لا يقال مررت برجل بئس، حتى يقال : بئس الرجل، أو بئس رجلا. قال النحاس : وهذا مردود من كلام أبي حاتم؛ حكى النحويون : إن فعلت كذا وكذا فبها ونعمت. يريدون فيها ونعمت الخصلة. والتقدير على قراءة الحسن : بعذاب بئس العذاب.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-25, 22:29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/166]
((فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ))
قوله تعالى: { فلما عتوا عن ما نهوا} أي فلما تجاوزوا في معصية الله. { قلنا لهم كونوا قردة خاسئين} يقال : خسأته فخسأ؛ أي باعدته وطردته. ودل على أن المعاصي سبب النقمة : وهذا لا خفاء به. فقيل : قال لهم ذلك بكلام يسمع، فكانوا كذلك. وقيل : المعنى كوّناهم قردة.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-25, 22:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/167]
((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))
{ تأذن} تفعَّل من الأذام أي أعلم، قاله مجاهد، وفي قوة الكلام ما يفيد معنى القسم من هذه اللفظة، ولهذا أتبعت باللام في قوله: { ليبعثن عليهم} أي على اليهود، { إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب} أي بسبب عصيانهم ومخالفتهم أوامر اللّه وشرعه واحتيالهم على المحارم، ويقال: إن موسى عليه السلام ضرب عليهم الخراج سبع سنين، وقيل ثلاث عشرة سنة، وكان أول من ضرب الخراج، ثم كانوا في قهر الملوك من اليونانيين والكشدانيين والكلدانيين، ثم صاروا إلى قهر النصارى وإذلالهم إياهم وأخذهم منهم الجزية والخراج، ثم جاء الإسلام ومحمد صلى اللّه عليه وسلم، فكانوا تحت قهره وذمته يؤدون الخراج والجزية. قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: هي المسكنة وأخذ الجزية منهم، وعنه: هي الجزية، والذي يسومهم سوء العذاب محمد صلى اللّه عليه وسلم وأمته إلى يوم القيامة وكذا قال سعيد بن جبير وابن جريج والسدي وقتادة . ثم آخر أمرهم أنهم يخرجون أنصاراً للدجال فيقتلهم المسلمون مع عيسى بن مريم عليه السلام، وذلك آخر الزمان. وقوله { إن ربك لسريع العقاب} أي لمن عصاه وخالف شرعه، { وإنه لغفور رحيم} أي لمن تاب إليه وأناب، وهذا من باب قرن الرحمة مع العقوبة لئلا يحصل اليأس، فيقرن تعالى بين الترعيب والترهيب كثيراً لتبقى النفوس بين الرجاء والخوف.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-25, 22:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/168]
{ وقطَّعناهم } فرَّقناهم { في الأرض أُمما } فرقا { منهم الصالحون ومنهم } ناس { دون ذلك } الكفار والفاسقون { وبلوناهم بالحسنات } بالنعم { والسيئات } النقم { لعلهم يرجعون } عن فسقهم.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-25, 22:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/169]
((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ))
{ فخلف من بعدهم خَلْفٌ ورثوا الكتاب } التوراة عن آبائهم { يأخذون عرض هذا الأدنى } أي حطام هذا الشيء الدنيء أي الدنيا من حلال وحرام { ويقولون سيغفر لنا } ما عملناه لنا { و إن يأتهم عرض مثله يأخذوه } الجملة حال، أي يرجون المغفرة وهم عائدون إلى ما فعلوه مصرون عليه، وليس في التوراة وعد المغفرة مع الإصرار { ألم يؤخذ } استفهام تقرير { عليهم ميثاق الكتب } الإضافة بمعنى في { أن لا يقولوا على الله إلا الحقَّ ودرسوا } عطف على يؤخذ قرءوا { ما فيه } فلم كذبوا عليه بنسبة المغفرة إليه مع الإصرار { والدَّار الآخرة خير للَّذين يتقون } الحرام { أفلا يعقلون } بالياء والتاء أنها خير فيؤثرونها على الدنيا.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-11-25, 22:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/170]
((والَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ))
.قوله تعالى: { والذين يمسكون بالكتاب} أي بالتوراة، أي بالعمل بها؛ يقال : مسك به وتمسك به أي استمسك به. وقرأ أبو العالية وعاصم في رواية أبي بكر { يمسكون} بالتخفيف من أمسك يمسك. والقراءة الأولى أولى؛ لأن فيها معنى التكرير والتكثير للتمسك بكتاب الله تعالى وبدينه فبذلك يمدحون. فالتمسك بكتاب الله والدين يحتاج إلى الملازمة والتكرير لفعل ذلك.
وقال كعب بن زهير :
فما تمسك بالعهد الذي زعمت *** إلا كما تمسك الماء الغرابيل
فجاء به على طبعه يذم بكثرة نقض العهد.

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

سَـآجدة
2015-11-26, 09:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..,
-----------------------------------------
بارك الله في أهلنا أهل هذا الصرح المبارك الطيب الذي جمع أهله على القرءان
ونخص بالشكر القائمين عليه الأستاذان المباركان ''أيمن عبد الله'' و ''قَاسِمٌ.قَاسِم''
والأستاذتان ''بسمة تنتظر فرحة'' و''نور''
وكل المتابعين الكرام للصفحة زوارا وأعضاء
رعاكم الله وجزاكم خيرا
----------------------------------------------------

تفسير الآية 171 من سورة الأعراف

(۞ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)

ثم قال تعالى:وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ حين امتنعوا من قبول ما في التوراة.
فألزمهم اللّه العمل ونتق فوق رءوسهم الجبل فصار فوقهم كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ
وقيل لهم: خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ أي: بجد واجتهاد.
وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ دراسة ومباحثة، واتصافا بالعمل به لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ إذا فعلتم ذلك.
تفسير آل سعدي -رحمه الله تعالى -

سَـآجدة
2015-11-26, 09:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..,
تفسير الآية 172 من سورة الأعراف

((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)))
يقول تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ أي: أخرج من أصلابهم ذريتهم، وجعلهم يتناسلون ويتوالدون قرنا بعد قرن.
و حين أخرجهم من بطون أمهاتهم وأصلاب آبائهم أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ أي: قررهم بإثبات ربوبيته، بما أودعه في فطرهم من الإقرار، بأنه ربهم وخالقهم ومليكهم.
قالوا: بلى قد أقررنا بذلك، فإن اللّه تعالى فطر عباده على الدين الحنيف القيم.
فكل أحد فهو مفطور على ذلك، ولكن الفطرة قد تغير وتبدل بما يطرأ عليها من العقائد الفاسدة،
ولهذا قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أي: إنما امتحناكم حتى أقررتم بما تقرر عندكم، من أن اللّه تعالى ربكم، خشية أن تنكروا يوم القيامة، فلا تقروا بشيء من ذلك، وتزعمون أن حجة اللّه ما قامت عليكم، ولا عندكم بها علم، بل أنتم غافلون عنها لاهون.
فاليوم قد انقطعت حجتكم، وثبتت الحجة البالغة للّه عليكم.
تفسير آل سعدي -رحمه الله تعالى -

سَـآجدة
2015-11-26, 09:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..,
تفسير الآية 173 من سورة الأعراف

((أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)))

أو تحتجون أيضا بحجة أخرى، فتقولون: إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ فحذونا حذوهم، وتبعناهم في باطلهم.
أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ فقد أودع اللّه في فطركم، ما يدلكم على أن ما مع آبائكم باطل، وأن الحق ما جاءت به الرسل، وهذا يقاوم ما وجدتم عليه آباءكم، ويعلو عليه.
نعم قد يعرض للعبد من أقوال آبائه الضالين، ومذاهبهم الفاسدة ما يظنه هو الحق، وما ذاك إلا لإعراضه، عن حجج اللّه وبيناته، وآياته الأفقية والنفسية، فإعراضه عن ذلك، وإقباله على ما قاله المبطلون، ربما صيره بحالة يفضل بها الباطل على الحق، هذا هو الصواب في تفسير هذه الآيات.
وقد قيل: إن هذا يوم أخذ اللّه الميثاق على ذرية آدم، حين استخرجهم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم، فشهدوا بذلك، فاحتج عليهم بما أقروا به في ذلك الوقت على ظلمهم في كفرهم، وعنادهم في الدنيا والآخرة، ولكن ليس في الآية ما يدل على هذا، ولا له مناسبة، ولا تقتضيه حكمة اللّه تعالى، والواقع شاهد بذلك.
فإن هذا العهد والميثاق، الذي ذكروا، أنه حين أخرج اللّه ذرية آدم من ظهره، حين كانوا في عالم كالذر، لا يذكره أحد، ولا يخطر ببال آدمي، فكيف يحتج اللّه عليهم بأمر ليس عندهم به خبر، ولا له عين ولا أثر؟"
تفسير آل سعدي -رحمه الله تعالى -

سَـآجدة
2015-11-26, 09:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..,
تفسير الآية 174 من سورة الأعراف

((وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)))

وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ أي: نبينها ونوضحها،
وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إلى ما أودع اللّه في فطرهم، وإلى ما عاهدوا اللّه عليه، فيرتدعون عن القبائح.
تفسير آل سعدي -رحمه الله تعالى -

سَـآجدة
2015-11-26, 09:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..,
تفسير الآية 175 من سورة الأعراف

((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) ))

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا أي: علمناه كتاب اللّه، فصار العالم الكبير والحبر النحرير.
فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات اللّه، فإن العلم بذلك، يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال،
ويرقى إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات، فترك هذا كتاب اللّه وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس.
فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان، أي: تسلط عليه حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزا.
فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ بعد أن كان من الراشدين المرشدين.
تفسير آل سعدي -رحمه الله تعالى -

مومن شريف
2015-12-04, 10:21
جازاك الله خير الجزاء

amine_dji
2015-12-18, 17:10
بارك الله فيك

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:27
السلام عليكم
قال تعالى
(( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَـٰهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُۥٓ أَخْلَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ ۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّ‌ ٰلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَـٰتِنَا ۚ فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾ الأعراف

الآية رقم 176
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا بأن نوفقه للعمل بها، فيرتفع في الدنيا والآخرة، فيتحصن من أعدائه.
وَلَكِنَّهُ فعل ما يقتضي الخذلان، فَأَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ، أي: إلى الشهوات السفلية، والمقاصد الدنيوية.
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وترك طاعة مولاه، فَمَثَلُهُ في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها، كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ أي: لا يزال لاهثا في كل حال، وهذا لا يزال حريصا، حرصا قاطعا قلبه، لا يسد فاقته شيء من الدنيا.
ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا بعد أن ساقها اللّه إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها، لهوانهم على اللّه، واتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من اللّه.
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات، فإذا تفكروا علموا، وإذا علموا عملوا.
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:29
قوله تعالى
((سَآءَ مَثَلًا ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَـٰتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا۟ يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧﴾ الأعراف
قوله "ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا" يقول تعالى ساء مثلا مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا أي ساء مثلهم أن شبهوا بالكلاب التي لا همة لها إلا في تحصيل أكلة أو شهوة فمن خرج عن حيز العلم والهدى وأقبل على شهوة نفسه واتبع هواه صار شبيها بالكلب وبئس المثل مثله وهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه" وقوله "وأنفسهم كانوا يظلمون" أي ما ظلمهم الله ولكن هم ظلموا أنفسهم بإعراضهم عن اتباع الهدى وطاعة المولى إلى الركون إلى دار البلى والإقبال على تحصيل اللذات وموافقة الهوى.
تفسير ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:31
قوله تعالى
((مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِى ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ ﴿١٧٨﴾ الأعراف

يقول تعالى من هداه الله فإنه لا مضل له ومن أضله فقد خاب وخسر وضل لا محالة فإنه تعالى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا جاء في حديث ابن مسعود: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" الحديث بتمامه رواه الإمام أحمد وأهل السنن وغيرهم.
تفسير ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:33
قوله تعالى

((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًۭا مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌۭ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌۭ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌۭ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ ﴿١٧٩﴾ الأعراف

ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس, لهم قلوب لا يعقلون بها, فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا, ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته, ولهم آذان لا يسمعون بها آيات كتاب الله فيتفكروا فيها, هؤلاء كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقال لها, ولا تفهم ما تبصره, ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما, بل هم أضل منها; لأن البهائم تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها, وهم بخلاف ذلك, أولئك هم الغافلون عن الإيمان بالله وطاعته.
التفسير الميسر

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:35
قوله تعالى
((وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا۟ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَـٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴿١٨٠﴾ الأعراف


الدرس الرابع:180 دعاء الله بأسمائه الحسنىوبعد استعراض مشهد الميثاق الكوني بالتوحيد ; واستعراض مثل المنحرف عن هذا الميثاق وعن آيات الله بعد إذ آتاه الله إياها.. يعقب بالتوجيه الآمر بإهمال المنحرفين - الذين كانوا يتمثلون في المشركين الذين كانوا يواجهون دعوة الإسلام بالشرك - الذين يلحدون في أسماء الله ويحرفونها , فيسمون بها الشركاء المزعومين:( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها , وذروا الذين يلحدون في أسمائه , سيجزون ما كانوا يعملون)..والإلحاد هو الإنحراف أو التحريف.. وقد حرف المشركون في الجزيرة أسماء الله الحسنى , فسموا بها آلهتهم المدعاة.. حرفوا اسم( الله)فسموا به "اللات".
واسم( العزيز)فسموا به "العزى ".. فالآية تقرر أن هذه الأسماء الحسنى لله وحده.
وتأمر أن يدعوه المؤمنون وحده بها , دون تحريف ولا ميل ; وأن يدعوا المحرفين المنحرفين ; فلا يحفلوهم ولا يأبهوا لما هم فيه من الإلحاد.
فأمرهم موكول إلى الله ; وهم ملاقون جزاءهم الذي ينتظرهم منه.. وياله من وعيد !..وهذا الأمر بإهمال شأن الذين يلحدون في أسماء الله ; لا يقتصر على تلك المناسبة التاريخية , ولا على الإلحاد في أسماء الله بتحريفها اللفظي إلى الآلهة المدعاة.. إنما هو ينسحب على كل ألوان الإلحاد في شتى صوره.. ينسحب على الذين يلحدون - أي يحرفون أو ينحرفون - في تصورهم لحقيقة الألوهية على الإطلاق.
كالذين يدّعون له الولد.
وكالذين يدّعون أن مشيئته - سبحانه - مقيدة بنواميس الطبيعة الكونية ! وكالذين يدعون له كيفيات أعمال تشبه كيفيات أعمال البشر - وهو سبحانه ليس كمثله شيء - وكذلك من يدعون أنه سبحانه إله في السماء , وفي تصريف نظام الكون , وفي حساب الناس في الآخرة.
ولكنه ليس إلهاً في الأرض , ولا في حياة الناس , فليس له - في زعمهم - أن يشرع لحياة الناس ; إنما الناس هم الذين يشرعون لأنفسهم بعقولهم وتجاربهم ومصالحهم - كما يرونها هم - فالناس - في هذا - هم آلهة أنفسهم.
أو بعضهم آلهة بعض !.. وكله إلحاد في الله وصفاته وخصائص ألوهيته.. والمسلمون مأمورون بالإعراض عن هذا كله وإهماله ; والملحدون موعدون بجزاء الله لهم على ما كانوا يعملون !
تفسير في ظلال القرآن

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:48
قوله تعالى
((وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌۭ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ ﴿١٨١﴾ الأعراف

يقول تعالى "وممن خلقنا" أي بعض الأمم "أمة" قائمة بالحق قولا وعملا "يهدون بالحق" يقولونه ويدعون إليه "وبه يعدلون" يعملون ويقضون وقد جاء في الآثار أن المراد بهذه الأمة المذكورة في الآية هي هذه الأمة المحمدية قال سعيد عن قتادة في تفسير هذه الآية بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأ هذه الآية "هذه لكم وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها" "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في قوله تعالى "وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم متى ما نزل" وفي الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة" وفي رواية "حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" وفي رواية "وهم بالشام".
تفسير ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:50
قوله تعالى

((وَٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَـٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٢﴾ الأعراف

يقول تعالى "والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" ومعناه أنه يفتح لهم أبواب الرزق ووجوه المعاش في الدنيا حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء.
كما قال تعالى "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين".
تفسير ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:52
قال تعالى
((وَأُمْلِى لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ ﴿١٨٣﴾ الأعراف


متن متانة اشتدّ وقوي ( وأملى لهم إنّ كيدي متين ) معطوف على ( سنستدرجهم ) فهو داخل في الاستقبال وهو خروج من ضمير التكلم بنون العظمة إلى ضمير تكلم المفرد والمعنى أؤخرهم ملاوة من الدهر أي مدة فيها طول والملاوة بفتح الميم وضمها وكسرها ومنه ( واهجرني مليّاً ) أي طويلاً وسمي فعله ذلك بهم كيداً لأنه شبيه بالكيد من حيث أنه في الظاهر إحسان وفي الحقيقة خذلان ، قال ابن عباس : يريد أنّ مكري شديد ، وقيل : إن عذابي وسماه كيداً لنزوله بالعباد من حيث لا يشعرون والمتين من كل شيء القوي يقال : متن متانه وهذا إخبار عن المكذبين عموماً ، وقيل : نزلت في المستهزئين من قريش قتلهم الله في ليلة واحدة بعد أن أمهلهم مدة ، وقرأ عبد الحميد عن ابن عامر أن كيدي بفتح الهمزة على معنى لأجل ( أنّ كيدي ) ، وقرأ الجمهور بكسرها على الاستئناف .
البحر المحيط

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:54
قال تعالى
((أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا۟ ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌۭ مُّبِينٌ ﴿١٨٤﴾ الأعراف

يقول تعالى "أو لم يتفكروا" هؤلاء المكذبون بآياتنا "ما بصاحبهم" يعني محمدا صلى الله عليه وسلم "من جنة" أي ليس به جنون بل هو رسول الله حقا دعا إلى حق "إن هو إلا نذير مبين" أي ظاهر لمن كان له لب وقلب يعقل به ويعي به كما قال تعالى "وما صاحبكم بمجنون" وقال تعالى "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد" يقول إنما أطلب منكم أن تقوموا قياما خالصا لله ليس فيه تعصب ولا عناد مثنى وفرادى أي مجتمعين ومتفرقين ثم تتفكروا في هذا الذي جاءكم بالرسالة من الله أبه جنون أم لا فإنكم إذا فعلتم ذلك بان لكم وظهر أنه رسول الله حقا وصدقا وقال قتادة بن دعامة ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصفا فدعا قريشا فجعل يفخذهم فخذا فخذا يا بني فلان يا بني فلان فحذرهم بأس الله ووقائع الله فقال قائلهم إن صاحبكم هذا لمجنون بات يصوت إلى الصباح أو حتى أصبح فأنزل الله تعالى "أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين".
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:56
قال تعالى
((أَوَلَمْ يَنظُرُوا۟ فِى مَلَكُوتِ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَىْءٍۢ وَأَنْ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَىِّ حَدِيثٍۭ بَعْدَهُۥ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾ الأعراف

أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فإنهم إذا نظروا إليها، وجدوها أدلة دالة على توحيد ربها، وعلى ما له من صفات الكمال.
و كذلك لينظروا إلى جميع مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ فإن جميع أجزاء العالم، يدل أعظم دلالة على اللّه وقدرته وحكمته وسعة رحمته، وإحسانه، ونفوذ مشيئته، وغير ذلك من صفاته العظيمة، الدالة على تفرده بالخلق والتدبير، الموجبة لأن يكون هو المعبود المحمود، المسبح الموحد المحبوب.
وقوله: وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ أي: لينظروا في خصوص حالهم، وينظروا لأنفسهم قبل أن يقترب أجلهم، ويفجأهم الموت وهم في غفلة معرضون، فلا يتمكنون حينئذ، من استدراك الفارط.
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ أي: إذا لم يؤمنوا بهذا الكتاب الجليل، فبأي حديث يؤمنون به؟" أبكتب الكذب والضلال؟ أم بحديث كل مفتر دجال؟ ولكن الضال لا حيلة فيه، ولا سبيل إلى هدايته.
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-12-31, 17:58
قال تعالى
((مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِىَ لَهُۥ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِى طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٨٦﴾ الأعراف
يقول تعالى من كتب عليه الضلالة فإنه لا يهديه أحد ولو نظر لنفسه فيما نظر قاله لا يجزي عنه شيئا "ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا" وكما قال تعالى "قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون".
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:11
قال تعالى
((يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةًۭ ۗ يَسْـَٔلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٧﴾ الأعراف

يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: يَسْأَلُونَكَ أي: المكذبون لك، المتعنتون عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا أي: متى وقتها الذي تجيء به، ومتى تحل بالخلق؟ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي أي: إنه تعالى مختص بعلمها، لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ أي: لا يظهرها لوقتها الذي قدر أن تقوم فيه إلا هو.
ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أي: خفي علمها على أهل السماوات والأرض، واشتد أمرها أيضا عليهم، فهم من الساعة مشفقون.
لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً أي: فجأة من حيث لا تشعرون، لم يستعدوا لها، ولم يتهيأوا لقيامها.
يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا أي: هم حريصون على سؤالك عن الساعة، كأنك مستحف عن السؤال عنها، ولم يعلموا أنك
لكمال علمك بربك، وما ينفع السؤال عنه
غير مبال بالسؤال عنها، ولا حريص على ذلك، فلم لا يقتدون بك، ويكفون عن الاستحفاء عن هذا السؤال الخالي من المصلحة المتعذر علمه، فإنه لا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب.
وهي من الأمور التي أخفاها الله عن الخلق، لكمال حكمته وسعة علمه.
قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فلذلك حرصوا على ما لا ينبغي الحرص عليه، وخصوصا مثل حال هؤلاء الذين يتركون السؤال عن الأهم، ويدعون ما يجب عليهم من العلم، ثم يذهبون إلى ما لا سبيل لأحد أن يدركه، ولا هم مطالبون بعلمه.
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:13
قال تعالى
((قُل لَّآ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًۭا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لَٱسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ ٱلسُّوٓءُ ۚ إِنْ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌۭ وَبَشِيرٌۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٨﴾ الأعراف

أمره الله تعالى أن يفوض الأمور إليه وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب المستقبل ولا أطلاع له على شيء من ذلك إلا بما أطلعه الله عليه كما قال تعالى "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا" الآية وقوله "ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير" قال عبدالرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد "ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير" قال لو كنت أعلم متى أموت لعملت عملا صالحا وكذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد وقال مثله ابن جريج وفيه نظر لأن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ديمة وفي رواية كان إذا عمل عملا أثبته فجميع عمله كان على منوال واحد كأنه ينظر إلى الله عز وجل في جميع أحواله اللهم إلا أن يكون المراد أن يرشد غيره إلى الاستعداد لذلك والله أعلم.
والأحسن في هذا ما رواه الضحاك عن ابن عباس "ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير" أي من المال وفي رواية لعلمت إذا اشتريت شيئا ما أربح فيه شيئا إلا ربحت فيه ولا يصيبني الفقر.
وقال ابن جرير وقال آخرون: معنى ذلك لو كنت أعلم الغيب لأعددت للسنة المجدبة من المخصبة ولوقت الغلاء من الرخص فاستعددت له من الرخص.
وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم "وما مسني السوء" قال لاجتنبت ما يكون من الشر قبل أن يكون واتقيته ثم أخبر أنه إنما هو نذير وبشير أي نذير من العذاب وبشير للمؤمنين بالجنات كما قال تعالى "فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا".
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:15
قال تعالى
((۞ هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَ‌ ٰحِدَةٍۢ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًۭا فَمَرَّتْ بِهِۦ ۖ فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَـٰلِحًۭا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ ﴿١٨٩﴾ الأعراف

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ أيها الرجال والنساء، المنتشرون في الأرض على كثرتكم وتفرقكم.
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وهو آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم.
وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا أي: خلق من آدم زوجته حواء لأجل أن يسكن إليها لأنها إذا كانت منه حصل بينهما من المناسبة والموافقة ما يقتضي سكون أحدهما إلى الآخر، فانقاد كل منهما إلى صاحبه بزمام الشهوة.
فَلَمَّا تَغَشَّاهَا أي: تجللها مجامعا لها قدَّر الباري أن يوجد من تلك الشهوة وذلك الجماع النسل، [وحينئذ] حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا، وذلك في ابتداء الحمل، لا تحس به الأنثى، ولا يثقلها.
فَلَمَّا استمرت به و أَثْقَلَتْ به حين كبر في بطنها، فحينئذ صار في قلوبهما الشفقة على الولد، وعلى خروجه حيا، صحيحا، سالما لا آفة فيه [كذلك] فدعوا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا ولدا صَالِحًا أي: صالح الخلقة تامها، لا نقص فيه لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ .
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:17
قال تعالى
((فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُمَا صَـٰلِحًۭا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَا ۚ فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٩٠﴾ الأعراف

تفسير الآيتين 190 و191:ـ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا على وفق ما طلبا، وتمت عليهما النعمة فيه جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا أي: جعلا للّه شركاء في ذلك الولد الذي انفرد اللّه بإيجاده والنعمة به، وأقرَّ به أعين والديه، فَعَبَّدَاه لغير اللّه.
إما أن يسمياه بعبد غير اللّه كـ "عبد الحارث" و "عبد العزيز" و "عبد الكعبة" ونحو ذلك، أو يشركا باللّه في العبادة، بعدما منَّ اللّه عليهما بما منَّ من النعم التي لا يحصيها أحد من العباد.
وهذا انتقال من النوع إلى الجنس، فإن أول الكلام في آدم وحواء، ثم انتقل إلى الكلام في الجنس، ولا شك أن هذا موجود في الذرية كثيرا، فلذلك قررهم اللّه على بطلان الشرك، وأنهم في ذلك ظالمون أشد الظلم، سواء كان الشرك في الأقوال، أم في الأفعال، فإن الخالق لهم من نفس واحدة، الذي خلق منها زوجها وجعل لهم من أنفسهم أزواجا، ثم جعل بينهم من المودة والرحمة ما يسكن بعضهم إلى بعض، ويألفه ويلتذ به، ثم هداهم إلى ما به تحصل الشهوة واللذة والأولاد والنسل.
ثم أوجد الذرية في بطون الأمهات، وقتا موقوتا، تتشوف إليه نفوسهم، ويدعون اللّه أن يخرجه سويا صحيحا، فأتم اللّه عليهم النعمة وأنالهم مطلوبهم.
أفلا يستحق أن يعبدوه، ولا يشركوا به في عبادته أحدا، ويخلصوا له الدين.
ولكن الأمر جاء على العكس، فأشركوا باللّه من لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ .
تفسير السعدي

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:19
قال تعالى
((أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْـًۭٔا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿١٩١﴾ الأعراف

هذا إنكار من الله على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره من الأنداد والأصنام والأوثان وهي مخلوقة لله مربوبة مصنوعة لا تملك شيئا من الأمر ولا تضر ولا تبصر ولا تنتصر لعابديها بل هي جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر وعابدوها أكمل منها بسمعهم وبصرهم وبطشهم ولهذا قال "أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون" أي أتشركون به من المعبودات ما لا يخلق شيئا ولا يستطيع ذلك كقوله تعالى "يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز" أخبر تعالى أن آلهتهم لو اجتمعوا كلهم ما استطاعوا خلق ذبابة بل لو سلبتهم الذبابة شيئا من حقير المطاعم وطارت لما استطاعوا إنقاذه منها فمن هذه صفته وحاله كيف يعبد ليرزق ويستنصر؟ ولهذا قال تعالى "لا يخلق شيئا وهم يخلقون" أي بل هم مخلوقون مصنوعون كما قال الخليل "أتعبدون ما تنحتون" الآية.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:20
قال تعالى
((وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًۭا وَلَآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ﴿١٩٢﴾ الأعراف

قال تعالى "ولا يستطيعون لهم نصرا" أي لعابديهم "ولا أنفسهم ينصرون" يعني ولا لأنفسهم ينصرون ممن أرادهم بسوء كما كان الخليل عليه الصلاة والسلام يكسر أصنام قومه ويهينها غاية الإهانة كما أخبر تعالى عنه في قوله "فراغ عليهم ضربا باليمين" وقال تعالى "فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون" وكما كان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما وكانا شابين قد أسلما لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فكانا يعدوان في الليل على أصنام المشركين يكسرانها ويتلفانها ويتخذانها حطبا للأرامل ليعتبر قومهما بذلك ويرتئوا لأنفسهم فكان لعمرو بن الجموح وكان سيدا في قومه صنم يعبده ويطيبه فكانا يجيئان في الليل فينكسانه على رأسه ويلطخانه بالعذرة فيجيء عمرو بن الجموح فيرى ما صنع به فيغسله ويطيبه ويضع عنده سيفا ويقول له انتصر ثم يعودان لمثل ذلك ويعود إلى صنيعه أيضا حتى أخذاه مرة فقرناه مع كلب ميت ودلياه في حبل في بئر هناك فلما جاء عمرو بن الجموح ورأى ذلك نظر فعلم أن ما كان عليه من الدين باطل وقال: تالله لو كنت إلها مستدن لم تك والكلب جميعا في قرن ثم أسلم فحسن إسلامه وقتل يوم أحد شهيدا رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنة الفردوس مأواه.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:22
قال تعالى
((وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَـٰمِتُونَ ﴿١٩٣﴾ الأعراف

وقوله "وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم" الآية يعني أن هذه الأصنام لا تسمع دعاء من دعاها وسواء لديها من دعاها ومن دحاها كما قال إبراهيم يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:24
قال تعالى
((إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا۟ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿١٩٤﴾
أَلَهُمْ أَرْجُلٌۭ يَمْشُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍۢ يَبْطِشُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌۭ يُبْصِرُونَ بِهَآ ۖ أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌۭ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ٱدْعُوا۟ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴿١٩٥﴾الأعراف

تفسير الآيتين 194 و195 :ـ وهذا من نوع التحدي للمشركين العابدين للأوثان، يقول تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ أي: لا فرق بينكم وبينهم، فكلكم عبيد للّه مملوكون، فإن كنتم كما تزعمون صادقين في أنها تستحق من العبادة شيئا فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فإن استجابوا لكم وحصلوا مطلوبكم، وإلا تبين أنكم كاذبون في هذه الدعوى، مفترون على اللّه أعظم الفرية، وهذا لا يحتاج إلى التبيين فيه، فإنكم إذا نظرتم إليها وجدتم صورتها دالة على أنه ليس لديها من النفع شيء،فليس لها أرجل تمشي بها، ولا أيد تبطش بها، ولا أعين تبصر بها، ولا آذان تسمع بها، فهي عادمة لجميع الآلات والقوى الموجودة في الإنسان.
فإذا كانت لا تجيبكم إذا دعوتموها، وهي عباد أمثالكم، بل أنتم أكمل منها وأقوى على كثير من الأشياء، فلأي شيء عبدتموها.
قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ أي: اجتمعوا أنتم وشركاؤكم على إيقاع السوء والمكروه بي، من غير إمهال ولا إنظار فإنكم غير بالغين لشيء من المكروه بي.
السعدي

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:27
قال تعالى
((إِنَّ وَلِۦِّىَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْكِتَـٰبَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّـٰلِحِينَ ﴿١٩٦﴾ الأعراف

"إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين" أي الله حسبي وكافيني وهو نصيري وعليه متكلي وإليه ألجأ وهو وليي في الدنيا والآخرة وهو ولي كل صالح بعدي وهذا كما قال هود عليه السلام لما قال له قومه "إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم" وكقول الخليل "أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين" الآيات وكقوله لأبيه وقومه "إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون".
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:29
قال تعالى
((وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ﴿١٩٧﴾ الأعراف

لقد أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتحدى المشركين.
فتحداهم.
وأمر أن يبين لهم عجز آلهتهم وسخف الشرك بها فبين لهم:( والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون)..( وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا , وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون)..وإذا كان هذا التقرير ينطبق على آلهة الوثنية الساذجة في جاهلية العرب القديمة.. فإنه ينطبق كذلك على كل الآلهة المدعاة في الجاهلية الحديثة..إن هؤلاء المشركين الجدد يدعون من دون الله أولياء من أصحاب السلطان الظاهر في الأرض ! ولكن هؤلاء الأولياء لا يستطيعون نصرهم ولا أنفسهم ينصرون.
حين يجري قدر الله بما يشاء في أمر العباد في الموعد المرسوم .
في ظلال القرآن

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:30
قال تعالى
((وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا۟ ۖ وَتَرَىٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾ الأعراف

قوله "وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون" كقوله تعالى "إن تدعوهم لا يسمعوا دعاؤكم" الآية وقوله "وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون" إنما قال "ينظرون إليك" أي يقابلونك بعيون مصورة كأنها ناظرة وهى جماد ولهذا عاملهم معاملة من يعقل لأنها على صور مصورة كالإنسان وتراهم ينظرون إليك فعبر عنها بضمير من يعقل وقال السدي: المراد بهذا المشركون وروي عن مجاهد نحوه والأول أولى وهو اختيار ابن جرير وقاله قتادة.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:32
قال تعالى
((خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَـٰهِلِينَ ﴿١٩٩﴾ الأعراف

( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) . هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمّ جميع أمته وهي أمر بجميع مكارم الأخلاق ، وقال عبد الله بن الزبير ومجاهد وعروة والجمهور : أي اقبل من الناس في أخلاقهم وأموالهم ومعاشرتهم بما أتى عفواً دون تكلّف ولا تخرّج والعفو ضد الجهد أي لا تطلب منهم ما يشق عليهم حتى لا ينفروا وقد أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : « يسروا ولا تعسروا » وقال حاتم :
خذي العفو مني تستديمي مودّتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
وقال الآخر :
إذا ما بلغة جاءتك عفوا ... فخذها فالغنى مرعى وشرب
إذا اتفق القليل وفيه سلم ... فلا ترد الكثير وفيه حرب
وقال الشعبي : سأل الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن قوله تعالى : ( خذ العفو ) ، فأخبره عن الله تعالى أنه يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك ، وقال ابن عباس والضحاك والسدّي : هي في الأموال قبل فرض الزكاة أمر أن يأخذ ما سهل من أموال الناس أي ما فضل وزاد ثم فرضت الزكاة فنسخت هذه ، وتؤخذ طوعاً وكرهاً ، وقال مكي عن مجاهد إن العفو هو الزكاة المفروضة ، وقال ابن زيد : الآية جميعها في مداراة الكفار وعدم مؤاخذتهم ثم نسخ ذلك بالقتال انتهى ، والذي يظهر القول الأوّل من أنه أمر بمكارم الأخلاق وأن ذلك حكم مستمر في الناس ليس بمنسوخ ويدلّ عليه حديث الحر بن قيس حين أدخل عيينة بن حصن على عمر فكلم عمر كلاماً فيه غلظة فأراد عمر أن يهمّ به فتلا الحر هذه الآية على عمر فقرّرها ووقف عندها .

والعرف المعروف والجميل من الأفعال والأقوال ، وقرأ عيسى بن عمر ( بالعرف ) بضم الراء والأمر بالإعراض عن الجاهلين حضّ على التخلق بالحلم والتنزه عن منازعة السفهاء وعلى الإغضاء عما يسوء كقول من قال : إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ، وقول الآخران كان ابن عمتك وكالذي جذب رداءه حتى جزّ في عنقه وقال : أعطني من مال الله ، وخرج البزار في مسنده من حديث جابر بن سليم ما وصاه به الرسول صلى الله عليه وسلم « اتقِ الله ولا تحقرن من المعروف شيئاً وأن تلقى أخاك بوجه منبسط وأن تفرغ من فضل دلوك في إناء »
البحر المحيط

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:35
قال تعالى
((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌۭ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ ۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٠٠﴾ الأعراف

"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم" وقال في هذه السورة الكريمة أيضا وإما ينزعنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم فهذه الآيات الثلاث في الأعراف والمؤمنون وحم السجدة لا رابع لهن فإنه تعالى يرشد فيهن إلى معاملة العاصي من الإنس بالمعروف بالتي هي أحسن فإن ذلك يكفه عما هو فيه من التمرد بإذنه تعالى ولهذا قال "فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" ثم يرشد تعالى إلى الاستعاذة به من شيطان الجان فإنه لا يكفه عنك الإحسان وإنما يريد هلاكك ودمارك بالكلية فإنه عدو مبين لك ولأبيك من قبلك قال ابن جرير في تفسير قوله "وإما ينزغنك من الشيطان نزع" وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهل ويحملك على مجازاته "فاستعذ بالله" يقول فاستجر بالله من نزغه "إنه سميع عليم" سميع لجهل الجاهل عليك والاستعاذة به من نزغه ولغير ذلك من كلام خلقه لا يخفي عليه منه شيء عليم بما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه.
وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم لما نزلت "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" قال "يا رب كيف بالغضب؟ فأنزل الله "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم" قلت وقد تقدم في أول الاستعاذة حديث الرجلين اللذين تسابا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما حتى جعل أنفه يتمرغ غضبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فقيل له فقال ما بي من جنون وأصل النزغ الفساد إما بالغضب أو غيره قال الله تعالى "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم" والعياذ الالتجاء والاستناد والاستجارة من الشر وأما الملاذ ففي طلب الخير كما قال الحسن بن هانئ في شعره: يا من ألوذ به فيمـا أؤملـــه ومن أعوذ به مما أحـــاذره لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ولا يهيضون عظما أنت جابره وقد قدمنا أحاديث الاستعاذة في أول التفسير بما أغنى عن إعادته ههنا.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:36
قال تعالى
((إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَـٰٓئِفٌۭ مِّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴿٢٠١﴾ الأعراف

يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر أنهم إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان فقيل بمعنى واحد وقيل بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالهم بالذنب ومنهم من فسره بإصابة الذنب وقوله تذكروا أي عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب "فإذا هم مبصرون" أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ههنا حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبها طيف فقالت يا رسول الله ادع الله أن يشفيني فقال "إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت فاصبري ولا حساب عليك" فقالت: بل أصبر ولا حساب علي ورواه غير واحد من أهل السنن وعندهم قالت: يا رسول الله إني أصرع وأتكشف فادع الله أن يشفيني فقال "إن شئت دعوت الله أن يشفيك وإن شئت صبرت ولك الجنة" فقالت: بل أصبر ولي الجنة ولكن ادع الله أن لا أتكشف فدعا لها فكانت لا تتكشف وأخرجه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة عمرو بن جامع من تاريخه أن شابا كان يتعبد في المسجد فهويته امرأة فدعته إلى نفسها فما زالت به حتى كاد يدخل معها المنزل فذكر هذه الآية "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" فخر مغشيا عليه ثم أفاق فأعادها فمات فجاء عمر فعزى فيه أباه وكان قد دفن ليلا فذهب فصلى على قبره بمن معه ثم ناداه عمر فقال يا فتى "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فأجابه الفتى من داخل القبر: يا عمر قد أعطانيهما ربي عز وجل في الجنة مرتين.
وقوله تعالى "وإخوانهم يمدونهم" أي وإخوان الشياطين من الإنس كقوله "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" وهم أتباعهم والمستمعون لهم القابلون لأوامرهم يمدونهم في الغي أي تساعدهم الشياطين على المعاصي وتسهلها عليهم وتحسنها لهم.
وقال ابن كثير: المد الزيادة يعني يزيدونهم في الغي يعني الجهل والسفه "ثم لا يقصرون" قيل معناه إن الشياطين تمد الإنس لا تقصر في أعمالهم بذلك.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:38
قال تعالى
((وَإِخْوَ‌ ٰنُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِى ٱلْغَىِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴿٢٠٢﴾ الأعراف

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله صلى الله عليه وسلم "وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون" الآية قال لا الإنس يقصرون عما يعملون ولا الشياطين تمسك عنهم وقيل معناه كما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله "يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون" قال هم الجن يوحون إلى أوليائهم من الإنس ثم لا يقصرون يقول لا يسأمون وكذا قال السدي وغيره إن الشياطين يمدون أولياءهم من الإنس ولا تسأم من إمدادهم في الشر لأن ذلك طبيعة لهم وسجية "لا يقصرون" لا تفتر فيه ولا تبطل عنه كما قال تعالى "ألم ترأنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا" قال ابن عباس وغيره تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:39
قال تعالى
((وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِـَٔايَةٍۢ قَالُوا۟ لَوْلَا ٱجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ مِن رَّبِّى ۚ هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًۭى وَرَحْمَةٌۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠٣﴾ الأعراف

وإذا لم تجئ -أيها الرسول- هؤلاء المشركين بآية قالوا: هلا أحدَثْتها واختلقتها من عند نفسك, قل لهم -أيها الرسول- : إن هذا ليس لي, ولا يجوز لي فِعْله; لأن الله إنما أمرني باتباع ما يوحى إليَّ من عنده, وهو هذا القرآن الذي أتلوه عليكم حججًا وبراهين من ربكم, وبيانًا يهدي المؤمنين إلى الطريق المستقيم, ورحمة يرحم الله بها عباده المؤمنين.
السعدي

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:41
قال تعالى
((وَإِذَا قُرِئَ ٱلْقُرْءَانُ فَٱسْتَمِعُوا۟ لَهُۥ وَأَنصِتُوا۟ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٢٠٤﴾ الأعراف

هذا الأمر عام في كل من سمع كتاب اللّه يتلى، فإنه مأمور بالاستماع له والإنصات، والفرق بين الاستماع والإنصات، أن الإنصات في الظاهر بترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه.
وأما الاستماع له، فهو أن يلقي سمعه، ويحضر قلبه ويتدبر ما يستمع، فإن من لازم على هذين الأمرين حين يتلى كتاب اللّه، فإنه ينال خيرا كثيرا وعلما غزيرا، وإيمانا مستمرا متجددا، وهدى متزايدا، وبصيرة في دينه، ولهذا رتب اللّه حصول الرحمة عليهما، فدل ذلك على أن من تُلِيَ عليه الكتاب، فلم يستمع له وينصت، أنه محروم الحظ من الرحمة، قد فاته خير كثير.
ومن أوكد ما يؤمر به مستمع القرآن، أن يستمع له وينصت في الصلاة الجهرية إذا قرأ إمامه، فإنه مأمور بالإنصات، حتى إن أكثر العلماء يقولون: إن اشتغاله بالإنصات، أولى من قراءته الفاتحة، وغيرها.
السعدي

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:43
قال تعالى
((وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًۭا وَخِيفَةًۭ وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْءَاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ ﴿٢٠٥﴾ الأعراف

يأمر تعالى بذكره أول النهار وآخره كثيرا كما أمر بعبادته في هذين الوقتين في قوله "فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب" وقد كان هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء وهذه الآية مكية وقال ههنا بالغدو وهو أول النهار والآصال جمع أصيل كما أن الأيمان جمع يمين وأما قوله "تضرعا وخيفة" أي اذكر ربك في نفسك رغبة ورهبة وبالقول لا جهرا ولهذا قال "ودون الجهر من القول" وهكذا يستحب أن يكون الذكر لا يكون نداء وجهرا بليغا ولهذا لما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز وجل "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان".
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء في بعض الأسفار فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه سميع قريب أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" وقد يكون المراد من هذه الآية كما في قوله تعالى "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا" فإن المشركين كانوا إذا سمعوا القرآن سبوه وسبوا من أنزله وسبوا من جاء به فأمره الله تعالى أن لا يجهر به لئلا ينال منه المشركون ولا يخافت به عن أصحابه فلا يسمعهم وليتخذ سبيلا بين الجهر والإسرار وكذا قال في هذه الآية الكريمة "ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين" وقد زعم ابن جرير وقبله عبدالرحمن بن زيد بن أسلم أن المراد بها أمر السامع للقرآن في حال استماعه بالذكر على هذه الصفة وهذا بعيد مناف للإنصات المأمور به ثم إن المراد بذلك في الصلاة كما تقدم أو في الصلاة والخطبة ومعلوم أن الإنصات إذ ذاك أفضل من الذكر باللسان سواء كان سرا أو جهرا فهذا الذي قالاه لم يتابعا عليه بل المراد الحض على كثرة الذكر من العباد بالغدو والآصال لئلا يكونوا من الغافلين ولهذا مدح الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2015-12-31, 18:46
آخر آية في سورة الأعراف
قال تعالى
((
إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢٠٦﴾ الأعراف

قال "إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته"الآية وإنما ذكرهم بهذا ليقتدى بهم في كثرة طاعتهم وعبادتهم ولهذا شرع لنا السجود ههنا لما ذكر سجودهم لله عز وجل كما جاء في الحديث "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها يتمون الصفوف الأول فالأول ويتراصون في الصف" وهذه أول سجدة في القرآن مما يشرع لتاليها ومستمعها السجود بالإجماع وقد ورد في حديث رواه ابن ماجه عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عدها في سجدات القرآن آخر تفسير سورة الأعراف ولله الحمد والمنة.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2016-01-01, 23:40
السلام عليكم
نبدأ على بركة الله مع سورة الأنعام
اسورة الأنعام قال العوفي وعكرمة وعطاء عن ابن عباس أنزلت سورة الأنعام بمكة.
وقال الطبراني: حدثنا علي بن عبدالعزيز حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: نزلت الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح وقال سفيان الثوري عن ليث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: نزلت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم جملة وأنا آخذة بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم إن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة.
وقال شريك عن ليث عن شهر عن أسماء قالت: نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مسير في زجل من الملائكة وقد طبقوا ما بين السماء والأرض.
وقال السدي عن مرة عن عبدالله قال: نزلت سورة الأنعام يشيعها سبعون ألفا من الملائكة وروي نحوه من وجه آخر عن ابن مسعود.
وقال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو عبدالله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل قالا: حدثنا محمد بن عبدالوهاب العبدي أخبرنا جعفر بن عون حدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن السدي حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال: لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال "لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق" ثم قال صحيح على شرط مسلم.
وقال أبو بكر بن مردوية: حدثنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن دستوريه الفارسي حدثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد بن سالم حدثنا ابن أبي فديك حدثني عمر بن طلحة الرقاشي عن نافع بن مالك بن أبي سهيل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح والأرض بهم ترتج" ورسول الله يقول "سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم" ثم روى ابن مردوية عن الطبراني عن إبراهيم بن نائلة عن إسماعيل بن عمر عن يوسف بن عطية عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة وشيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميد
ابن كثير

أيمن عبد الله
2016-01-01, 23:42
قال تعالى
((ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَ ۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿١﴾ الأنعام

هذا إخبار عن حمده والثناء عليه بصفات الكمال، ونعوت العظمة والجلال عموما، وعلى هذه المذكورات خصوصا.
فحمد نفسه على خلقه السماوات والأرض، الدالة على كمال قدرته، وسعة علمه ورحمته، وعموم حكمته، وانفراده بالخلق والتدبير، وعلى جعله الظلمات والنور، وذلك شامل للحسي من ذلك، كالليل والنهار، والشمس والقمر.
والمعنوي، كظلمات الجهل، والشك، والشرك، والمعصية، والغفلة، ونور العلم والإيمان، واليقين، والطاعة، وهذا كله، يدل دلالة قاطعة أنه تعالى، هو المستحق للعبادة، وإخلاص الدين له، ومع هذا الدليل ووضوح البرهان { ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } أي يعدلون به سواه، يسوونهم به في العبادة والتعظيم، مع أنهم لم يساووا الله في شيء من الكمال، وهم فقراء عاجزون ناقصون من كل وجه.
السعدي

أيمن عبد الله
2016-01-01, 23:44
قال تعالى
((هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن طِينٍۢ ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلًۭا ۖ وَأَجَلٌۭ مُّسَمًّى عِندَهُۥ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ﴿٢﴾ الأنعام

وقوله تعالى "هو الذي خلقكم من طين"يعني أباهم آدم الذي هو أصلهم ومنه خرجوا فانتشروا في المشارق والمغارب وقوله "ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده" قال سعيد بن جبير عن ابن عباس "ثم قضى أجلا" يعني الموت "وأجل مسمى عنده" يعني الآخرة وهكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والضحاك وزيد بن أسلم وعطية والسدي ومقاتل بن حيان وغيرهم وقول الحسن في رواية عنه "ثم قضى أجلا" وهو ما بين أن يخلق إلى أن يموت "وأجل مسمى عنده" وهو ما بين أن يموت إلى أن يبعث هو يرجع إلى ما تقدم وهو تقدير الأجل الخاص وهو عمر كل إنسان وتقدير الأجل العام وهو عمر الدنيا بكمالها ثم انتهائها وانقضائها وزوالها وانتقالها والمصير إلى الدار الآخرة وعن ابن عباس ومجاهد "ثم قضى أجلا" يعني مدة الدنيا "وأجل مسمى عنده" يعني عمر الإنسان إلى حين موته وكأنه مأخوذ من قوله تعالى بعد هذا "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار" الآية وقال عطية عن ابن عباس "ثم قضى أجلا" يعني النوم يقبض فيه الروح ثم يرجع إلى صاحبه عند اليقظة "وأجل مسمى عنده" يعني أجل موت الإنسان وهذا قول غريب ومعني قوله "عنده" أي لا يعلمه إلا هو كقوله "إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو" وكقوله "يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها" وقوله تعالى "ثم أنتم تمترون" قال السدي وغيره: يعني تشكون في أمر الساعة.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2016-01-01, 23:46
قال تعالى
((وَهُوَ ٱللَّهُ فِى ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتِ وَفِى ٱلْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴿٣﴾ الأنعام

وقوله تعالى "وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم" اختلف مفسرو هذه الآية على أقوال بعد اتفاقهم على إنكار قول الجهمية الأول القائلين تعالى عن قولهم علوا كبيرا بأنه في كل مكان حيث حملوا الآية على ذلك فالأصح من الأقوال أنه المدعو الله في السموات وفى الأرض أي يعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في السموات ومن في الأرض ويسمونه الله ويدعونه رغبا ورهبا إلا من كفر من الجن والإنس وهذه الآية على هذا القول كقوله تعالى "وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله" أي هو إله من في السماء وإله من في الأرض وعلى هذا فيكون قوله "يعلم سركم وجهركم" خبرا أو حالا.
"والقول الثاني" أن المراد أنه الله الذي يعلم ما في السموات وما في الأرض من سر وجهر فيكون قوله يعلم متعلقا بقوله "في السموات وفي الأرض" تقديره وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض ويعلم ما تكسبون والقول الثالث أن قوله "وهو الله في السموات" وقف تام ثم استأنف الخبر فقال "وفي الأرض يعلم سركم وجهركم" وهذا اختيار ابن جرير وقوله "ويعلم ما تكسبون" أي جميع أعمالكم خيرها وشرها.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2016-01-01, 23:50
قال تعالى
(( وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ ءَايَةٍۢ مِّنْ ءَايَـٰتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا۟ عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿٤﴾ الأنعام

( وما تأتيهم من آية من ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) ( من ) الأولى زائدة لاستغراق الجنس ، ومعنى الزيادة فيها أن ما بعدها معمول لما قبلها فاعل بقوله ( تأتيهم ) فإذا كانت النكرة بعدها مما لا يستعمل إلا في النفي العام ، كانت ( من ) لتأكيد الاستغراق نحو ما في الدار من أحد ، وإذا كانت مما يجوز أن يراد بها الاستغراق ، ويجوز أن يراد بها نفي الوحدة أو نفي الكمال كانت ( من ) دالة على الاستغراق نحو ما قام من رجل ، و ( من ) الثانية للتبعيض . قال الزمخشري : يعني وما يظهر لهم قط دليل من الأدلة التي يجب فيها النظر والاستدلال والاعتبار إلا كانوا عنه ( معرضين ) تاركين للنظر ، لا يلتفتون إليه ولا يرفعون به رأساً لقلة خوفهم وتدبرهم للعواقب؛ انتهى . واستعمال الزمخشري قط مع المضارع في قوله : وما يظهر لهم قط دليل ليس بجيد ، لأن قط ظرف مختص بالماضي إلا إن كان أراد بقوله : وما يظهر وما ظهر ولا حاجة إلى استعمال ذلك . وقيل : الآية هنا العلامة على وحدانية الله وانفراده بالألوهية . وقيل : الرسالة . وقيل : المعجز الخارق . وقيل : القرآن ومعنى ( عنها ) أي : عن قبولها أو سماعها ، والإعراض ضد الإقبال وهو مجاز إذ حقيقته في الأجسام ، والجملة من قوله : ( كانوا ) ومتعلقها في موضع الحال فيكون ( تأتيهم ) ماضي المعنى لقوله : ( كانوا ) أو يكون ( كانوا ) مضارع المعنى لقوله : ( تأتيهم ) وذو الحال هو الضمير في ( تأتيهم ) ، ولا يأتي ماضياً إلا بأحد شرطين أحدهما : أن يسبقه فعل كما في هذه الآية ، والثاني أن تدخل على ذلك الماضي قد نحو ما زيد إلا قد ضرب عمراً ، وهذا التفات وخروج من الخطاب إلى الغيبة والضمير عائد على ( الذين كفروا ) . وتضمنت هذه الآية مذمة هؤلاء ( الذين كفروا ) بأنهم يعرضون عن كل آية ترد عليهم ، ولما تقدّم الكلام أولاً في التوحيد وثانياً في المعاد وثالثاً في تقرير هذين المطلوبين ، ذكر بعد ذلك ما يتعلق بتقرير النبوة وبين فيه أنهم أعرضوا عن تأمل الدلائل ، ويدل ذلك على أن التقليد باطل وأن التأمل في الدلائل واجب ولذلك ذموا بإعراضهم عن الدلائل .
البحر المحيط في تفسير القرآن العظيم
تأليف أبي عبدالله محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي (المتوفى في 745 هـ).

أيمن عبد الله
2016-01-01, 23:52
قال تعالى
((فَقَدْ كَذَّبُوا۟ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنۢبَـٰٓؤُا۟ مَا كَانُوا۟ بِهِۦ يَسْتَهْزِءُونَ ﴿٥﴾ الأنعام

وهذا تهديد لهم ووعيد شديد على تكذيبهم بالحق بأنه لا بد أن يأتيهم خبر ما هم فيه من التكذيب وليجدن غبه وليذوقن وباله.
ثم قال تعالى واعظا لهم أن يصيبهم من العذاب والنكال الدنيوي ما حل بأشباههم ونظرائهم من القرون السالفة الذين كانوا أشد منهم قوة وأكثر جمعا وأكثر أموالا وأولادا واستعلاء في الأرض وعمارة لها.
ابن كثير

أيمن عبد الله
2016-01-01, 23:57
قال تعالى
((أَلَمْ يَرَوْا۟ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍۢ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًۭا وَجَعَلْنَا ٱلْأَنْهَـٰرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـٰهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنۢ بَعْدِهِمْ قَرْنًا ءَاخَرِينَ ﴿٦﴾ الأنعام

" ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن " أي من أهل زمان، والقرن مدة أغلب أعمار الناس وهي سبعون سنة.
وقيل ثمانون .
وقيل القرن أهل عصر فيه نبي أو فائق في العلم.
قلت المدة أو كثرت واشتقاقه من قرنت.
" مكناهم في الأرض " جعلنا لهم فيها مكاناً وقررناهم فيها وأعطيناهم من القوى والآلات ما تمكنوا بها من أنواع التصرف فيها.
" ما لم نمكن لكم "ما لم نجعل لكم من السعة وطول المقام يا أهل مكة ما لم نعطكم من القوة والسعة في المال والاستظهار في العدد والأسباب .
" وأرسلنا السماء عليهم " أي المطر أو ا لسحاب، أو المظلة إن مبدأ المطر منها.
" مدراراً " أي مغزاراً .
" وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم " فعاشوا في الخصب والريف بين الأنهار والثمار.
" فأهلكناهم بذنوبهم " أي لم يغن ذلك عنهم شيئاً .
" وأنشأنا " وأحدثنا.
" من بعدهم قرناً آخرين " بدلاً منهم، والمعنى أنه سبحانه وتعالى كما قدر على أن يهلك من قبلكم كعاد وثمود وينشئ مكانهم يعمر بهم بلاده يقدر أن يفعل ذلك بكم .

(أنوار التنزيل وأسرار التأويل ) للبيضاوي

nedromar
2016-01-12, 19:48
chokran lak

KAHINA
2016-01-14, 14:49
موضوع مفيد جدا .... جزاك الله خيرا

بلقاسم بن ناجي
2016-01-14, 17:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على ماتبذلون من جهد

بلقاسم بن ناجي
2016-01-14, 17:21
الحمد لله أن جعلنا شعوبا وقبائل لنتعاف فيما بيننا فاللهم لك الحمد:mh92:

rachidpharm
2016-02-09, 18:23
شكراا جعله الله في ميزان حسناتك

saba14
2016-02-16, 14:52
سلام عليكم. عندي سؤال
ما معني «الظواهر القرآنية»
هل يدلل علي قصص القرآن؟

rahouiabed1
2016-02-26, 09:22
الموضوع مبارك إن شاء الله ، بارك الله فيك ورحم والديك في الدنيا كانا أم في الآخرة آمين

أريد توضيحا لكلمتي : -1 . أركسهم.........الآية 88 من سورة النساء .
-2 .نتقنا الجبل......الآية 171 من سورة الأعراف .

وشكرا .

Seddiki Ayoub
2016-02-29, 02:31
شكرااا على الإفادة

Oumire
2016-03-27, 17:57
مشكور اخي الكريم واصل

Issam41
2016-03-29, 21:43
بارك الله فيك

mounm690
2016-04-03, 18:10
اللهمم بارك

mounm690
2016-04-03, 18:22
اللهم صلي عللى سيدنا محمد

mounm690
2016-04-03, 18:28
اللهم صلي عللى سيدنا محمد

Benghezala Ahmed
2016-04-10, 20:19
جزاك الله خيرا

mde
2016-04-11, 19:17
صلى الله عليه وسلم

lahif
2016-04-12, 15:28
بارك الله فيك

TAMAH ABDELMADJID
2016-04-16, 11:46
بارك الله في الاستاذ قاســـم لفتحه هذا الموضوع

ritadj firaous
2016-04-30, 12:06
أي ما لكم أيها المؤمنون أصبحتم فرقتين في شأن المنافقين، بعضكم يقول نقتلهم وبعضكم يقول لا نقتلهم والحال أنهم منافقون والله نكسَّهم وردّهم إِلى الكفر بسبب النفاق والعصيان

ritadj firaous
2016-04-30, 12:07
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} أي ما لكم أيها المؤمنون أصبحتم فرقتين في شأن المنافقين، بعضكم يقول نقتلهم وبعضكم يقول لا نقتلهم والحال أنهم منافقون والله نكسَّهم وردّهم إِلى الكفر بسبب النفاق والعصيان

zerka
2016-05-02, 08:48
شكرا علي هذا التميز شكرا علي هذا التميز

zerka
2016-05-02, 08:49
شكرا علي
هذا التميز

zerka
2016-05-02, 08:49
شكرا علي هذا التميز
شكرا علي هذا التميز

zerka
2016-05-02, 08:50
شكرا علي هذا التميز
شكرا علي هذا التميز
شكرا علي هذا التميز

zerka
2016-05-02, 08:50
شكرا علي هذا التميز
شكرا علي هذا التميز شكرا علي هذا التميز

zerka
2016-05-02, 08:50
شكرا علي هذا التميز شكرا علي هذا التميز
شكرا علي هذا التميز

zerka
2016-05-02, 08:51
شكرا علي هذا التميز
شكرا علي هذا التميز
شكرا علي هذا التميز
شكرا علي هذا التميز

zerka
2016-05-02, 08:51
شكرا شكرا شكرا

zerka
2016-05-02, 08:52
شكرا شكرا
شكرا

zerka
2016-05-02, 08:52
شكرا شكرا شكرا

zerka
2016-05-02, 08:52
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا

zerka
2016-05-02, 08:53
شكرا
شكرا شكرا

zerka
2016-05-02, 08:53
شكرا شكرا شكرا
شكرا

zerka
2016-05-02, 08:53
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا

zerka
2016-05-02, 08:54
شكرا شكرا
شكرا شكرا

zerka
2016-05-02, 08:54
شكرا شكرا شكرا
شكرا
شكرا

zerka
2016-05-02, 08:55
شكرا شكرا جزاك الله خير

zerka
2016-05-02, 08:55
شكرا شكرا جزاك الله خير
شكرا شكرا جزاك الله خير

mouadayache
2016-06-15, 23:49
أخي قاسم شكرا لك على هذه المجهودات ، وأثابك الله على ذلك ..و شكرا

sliman rabeh
2016-07-10, 15:59
جزاك الله خيرًا وبارك فيك

Killua_zoldyck
2016-07-18, 14:25
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات

محب الغرباء
2016-08-21, 10:31
جزاكم الله خيراً

smylee
2016-09-18, 11:28
بارك الله فيكم

missouml
2016-10-23, 19:55
شكرا جزيلا لك
وبارك الله فيك
جعلها الله صدقة جارية في ميزان الحسنات إن شاء الله