تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 [13] 14 15 16 17 18 19 20

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:05
ما معنى
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )

في قوله تعالى

((رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )) سورة النور (37)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:22
ما معنى كلمة
كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ

في قوله تعالى

(( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) سورة النور (39)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:24
ما معنى كلمة في قوله تعالى

(( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )) سورة النور (40)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:26
ما معنى قوله تعالى

(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )) سورة النور (41)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:28
ما معنى قوله تعالى

(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )) سورة النور (43)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:40
بين قدرة الله تعالى من خلال هذه الآية

(( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:42
ما معنى قوله تعالى

(( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ )) سورة النور (49)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:44
ما معنى كلمة في قوله تعالى

(( أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) سورة النور (50)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:46
ما هي آثار طاعة الله ورسوله في قوله تعالى

(( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) (52) سورة النور

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:49
ما معنى كلمة
حُمِّلَ
في قوله تعالى

(( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )) سورة النور (54)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:52
سؤال

ما أثر هذا الوعد الإلاهي في نفوس كل من يدافع عن الخير ويسعى لترسيخه رغم الظلمات الكثيرة ؟

(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) سورة النور (55)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:54
هذه الآية تحتوي على أدب من آداب الاستئذان ما هو ؟

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) سورة النور (58)

(( وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) سورة النور (60)

أيمن عبد الله
2014-03-20, 23:59
ما هي معاني الكلمات الملونة في هذه الآية القرآنية الكريمة ؟

(( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) سورة النور (61)

أيمن عبد الله
2014-03-21, 00:01
ما معنى قوله تعالى

(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة النور (62)

أيمن عبد الله
2014-03-21, 00:02
ما معنى قوله تعالى

(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة النور (62)

أيمن عبد الله
2014-03-21, 00:07
ما معنى كلمة في قوله تعالى

(( لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) سورة النور (63)

أيمن عبد الله
2014-03-21, 00:09
ختام سورة النور (( الحجاب ))
ما معنى قوله تعالى
(( أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة النور (64)

أيمن عبد الله
2014-03-21, 07:56
ما معنى كلمة
تَسْتَأْنِسُوا

في قوله تعالى

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) سورة النور (27)
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ))(27)

نظراً إلى خطر الرمي بالفاحشة وفعلها وحرمة ذلك كان المناسب هنا ذكر وسيلة من وسائل الوقاية من الوقوع في مثل ذلك ففرض الله تعالى على المؤمنين الإستئذان فقال : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } أي يا من آمنتم بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً لا تدخلوا بيوتاً على أهلها حتى تسلموا عليهم قائلين السلام عليكم وتستأذنوا قائلين أندخل ثلاث مرات فإن أذن لكم بالدخول دخلتم وإن قيل لكم ارجعوا أي لم يأذنوا لكم لحاجة عندهم فارجعوا وعبر عن الإستئذان بالاستئناس لأمرين أولهما أن لفظ الإستئناس وارد في لغة العرب بمعنىلإستئذان وثانيهما : أن الإستئذان من خصائص الإِنسان الناطق وعدمه من خصائص الحيوان المتوحش إذ يدخل على المنزل بدون إذن إذ ذاك ليس من خصائصه .
وقوله { ذلك خير لكم } أي الإِستئذان خير لكم أي من عدمه لما فيه من الوقاية من الوقوع في الإثم وقوله : { لعلكم تذكرون } أي تذكرون أنكم مؤمنون وأن الله تعالى أمركم بالإِستئذان حتى لا يحصل لكم ما يضركم وبذلك يزداد إيمانكم وتسموا أرواحكم .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري

أيمن عبد الله
2014-03-21, 08:07
ما هي آداب الاستئذان من خلال سورة النور ؟

((فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )) سورة النور (28)

* ماذا يحدث لو خالفنا آداب الاستئذان ؟
(( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )) (28)

الظاهر أن الاستئذان متقدم على السلام لأن الأصل في الترتيب الذّكري أن يكون على وفق الترتيب الواقعي، وبه قال بعض العلماء، والجمهور على تقديم السلام على الاستئذان، بدليل ما أخرجه الترمذي عن جابر رضي اللّه عنه:
«السلام قبل الكلام» وما أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن أبي شيبة عن أبي هريرة فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال: لا يؤذن له حتى يسلم، و
ما أخرجه قاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن ابن عباس قال: استأذن عمر رضي اللّه عنه على النبي صلّى اللّه عليه وسلم فقال: «السلام على رسول اللّه، السلام عليكم، أيدخل عمر؟».
والسلام يكون أيضا ثلاثا كما
أخرج الإمام أحمد عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة فقال: «السلام عليك ورحمة اللّه» فقال سعد: وعليك السلام ورحمة اللّه، ولم يسمع النبي صلّى اللّه عليه وسلم حتى سلم ثلاثا، ورد عليه سعد ثلاثا.
والحكمة من الاستئذان والسلام تحاشي الاطلاع على العورات، بدليل
ما رواه أبو داود عن هزيل قال: جاء رجل (قال عثمان: سعد) فوقف على باب النبي صلّى اللّه عليه وسلم يستأذن، فقام على الباب،- قال عثمان: مستقبل الباب- فقال له النبي صلّى اللّه عليه وسلم «هكذا عنك- أو هكذا- فإنما الاستئذان من النظر»
وفي الصحيحين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال: «لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن، فخذفته بحصاة، ففقأت عينه، ما كان عليك من جناح».
والمراد من هذين الحديثين أن من أدب الاستئذان ألا يستقبل المستأذن الباب بوجهه، وإنما يجعله عن يمينه أو شماله، وألا ينظر إلى داخل البيت،
روي أن أبا سعيد الخدري استأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وهو مستقبل الباب، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تستأذن وأنت مستقبل الباب»
وذلك سواء أكان الباب مغلقا أم مفتوحا فإن الطارق قد يقع نظره عند الفتح له على ما لا يجوز أو ما يكره أهل البيت اطلاعه عليه.
والاستئذان واجب ولو كان الطارق أعمى لأن من عورات البيوت ما يدرك بالسمع، وقد يتأذى أهل البيت بدخول الأعمى، وأما
الحديث المتقدم:
«إنما جعل الاستئذان من أجل البصر»
فهو بحسب الغالب المعتاد.
ولا فرق في وجوب الاستئذان بين الرجال والنساء، والمحارم وغير المحارم لأن الحكم عام، ولو كان الزائر والدا أو ولدا،
قال رجل للنبي صلّى اللّه عليه وسلم- فيما رواه مالك في الموطأ عن عطاء بن يسار-: أأستأذن يا رسول اللّه على أمي؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «نعم» قال: ليس لها خادم غيري، أأستأذن عليها كلما دخلت عليها؟ قال: «أتحب أن تراها عريانة؟» قال: لا، قال: «فاستأذن عليها».
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن مسعود قال: «عليكم أن تستأذنوا أمهاتكم وأخواتكم».
وروى الطبري عن طاوس قال: «ما من امرأة أكره إلي أن أرى عورتها من ذات محرم»
وعلى هذا يكون الاستئذان على المحارم واجبا وتركه غير جائز، واستدل ابن عباس عن ذلك بقوله تعالى: وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ولم يفرق بين من كان أجنبيا أو ذا رحم محرم.
وقوله تعالى: بُيُوتاً نكرة في سياق النهي فتفيد العموم الشامل للبيوت المسكونة وغير المسكونة، لكن الآية التالية: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ يقتضي حمل الآية الأولى على المسكونة فقط، ويصير المعنى: أيها المخاطبون لا تدخلوا بيوتا مسكونة لغيركم حتى تستأنسوا.
ثم ذكر تعالى حكمة الأمر بالاستئذان والسلام فقال:
ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ يعني الاستئذان والسلام خير وأفضل للطرفين: المستأذن وأهل البيت، من الدخول بغتة، ومن تحية الجاهلية، فقد كان الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته قال: حييتم صباحا، وحييتم مساء، ودخل، فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف. وقوله لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ متعلق بمحذوف، أي أنزل عليكم أو أرشدكم ربكم لتتذكروا وتتعظوا، وتعملوا بما هو أصلح لكم.
وكلمة خَيْرٌ هنا أفعل تفضيل، وكلمة «لعل» للتعليل، والحكم المعلل بها مفهوم مما سبق، أي أرشدكم اللّه إلى ذلك الأدب وبيّنه لكم، ليكون متذكرا منكم دائما، فتعملوا بموجبه.
ثم ذكر تعالى حكم حالة أخرى هي حالة فراغ البيوت من أهلها فقال:
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً، فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ أي إن لم تجدوا في بيوت غيركم أحدا يأذن لكم، فلا تدخلوها حتى يأذن لكم صاحب الدار، فلا يحل الدخول في هذه الحالة لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه، ولأن للبيوت حرمة، وفيها خبيئات لا يريد أحد الاطلاع عليها، فإن المانع من الدخول ليس الاطلاع على العورات فقط، بل وعلى ما يخفيه الناس عادة. وإذن الصبي والخادم لا يبيح الدخول في البيوت الخالية من أصحابها، فإن كان صاحب الدار موجودا فيها، اعتبر إذن الصبي والخادم إذا كان رسولا من صاحب الدار، وإلا لم يجز الدخول.
وقوله: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً المدار فيه على ظن الطارق، فإن كان يظن أنه ليس بها أحد، فلا يحل له أن يدخلها.
لكن يستثني بداهة وشرعا حالة الضرورة، كمداهمة البيت لحرق أو غرق أو مقاومة منكر أو منع جريمة ونحو ذلك.
وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ: ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ أي إن طلب منكم صاحب البيت الرجوع، فارجعوا فإن الرجوع هو خير لكم وأطهر في الدين والدنيا، ولا يليق بكم أيها المؤمنون أن تلحوا في الاستئذان، والوقوف على الأبواب، أو القعود أمامها بعد أن تردوا، ففي ذلك ذل ومهانة وعيب، وإحراج لصاحب البيت.
وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ أي أن اللّه عليم بنياتكم وأقوالكم وأفعالكم، فيجازيكم عليها. وهذا وعيد لمن يخالف ما أرشد اللّه إليه، فإن القصد من هذا الإخبار هنا تقرير الجزاء على هذه الأعمال.
ثم بيّن اللّه تعالى حكم البيوت غير المسكونة، فقال:
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ، فِيها مَتاعٌ لَكُمْ أي لا إثم ولا حرج عليكم من الدخول إلى بيوت لا تستعمل للسكنى الخاصة، كالفنادق وحوانيت التجار والحمامات العامة ونحوها من الأماكن العامة، إذا كان لكم فيها مصلحة أو انتفاع كالمبيت فيها، وإيواء الأمتعة، والمعاملة بيعا وشراء وغيرهما، والاغتسال، ونحو ذلك.
وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ أي إن اللّه تعالى عليم بما تظهرونه من استئذان عند الدخول، وما تضمرونه من قصد سيء من حب الاطلاع على عورات الناس. وهذا وعيد لأهل الريبة الذين يدخلون البيوت للاطلاع على عوراتها، وهو شبيه بالوعيد الذي ختمت به الآية السابقة.
وهذه الآية الكريمة أخص من سابقتها، ومخصصة لعموم الآية المتقدمة المانعة مطلقا من دخول بيوت الآخرين، وذلك أنها تقتضي جواز الدخول إلى البيوت التي ليس فيها أحد، إذا كان للداخل متاع فيها، بغير إذن، كالبيت المستقل المعد للضيف بعد الإذن له فيه أول مرة، ولم يكن مجرد غرفة ضمن غرف أخرى.
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على ما يلي:
1- تحريم دخول بيت الآخرين من غير استئذان وجوبا، وسلام وتحية ندبا، ويكون السلام قبل الاستئذان، كما دلت السنة.
والسنة في الاستئذان كما تقدم أن يكون ثلاث مرات لا يزاد عليها. وصورة الاستئذان أن يقول الشخص رجلا كان أو امرأة، بصيرا أو أعمى: السلام عليكم أأدخل؟ فإن أذن له دخل، وإن أمر بالرجوع انصرف، وإن لم يجبه أحد استأذن ثلاثا ثم ينصرف من بعد الثلاث.
قال مالك: الاستئذان ثلاث، لا أحب أن يزيد أحد عليها، إلا من علم أنه لم يسمع، فلا أرى بأسا أن يزيد إذا استيقن أنه لم يسمع.
وقال المالكية: إنما خص الاستئذان بثلاث لأن الغالب من الكلام إذا كرر ثلاثا، سمع وفهم، ولذلك كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى يفهم عنه، وإذا سلم على قوم، سلم عليهم ثلاثا، وإذا كان الغالب هذا فإذا لم يؤذن له بعد ثلاث، ظهر أن رب المنزل لا يريد الإذن، أو لعله يمنعه من الجواب عنه عذر لا يمكنه قطعه، فينبغي للمستأذن أن ينصرف لأن الزيادة على ذلك قد تقلق رب المنزل، وربما يضره الإلحاح حتى ينقطع عما كان مشغولا به كما
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم لأبي أيوب حين استأذن عليه، فخرج مستعجلا فقال:
«لعلنا أعجلناك ..» الحديث.
أما اليوم حيث اتخذ الناس الأبواب والأجراس، فصار الاستئذان بقرع الباب أو بدق الجرس، فإن طلب من الطارق التعريف بنفسه وجب عليه ذلك، منعا من الإزعاج والتخويف أو الإحراج والمضايقة.
ولا يستقبل المستأذن الباب بوجهه، وإنما يقف يمينا وشمالا، بحيث إذا فتح الباب لا يقع النظر فجأة على ما يكره صاحب البيت.
وصفة الدق أن يكون خفيفا بحيث يسمع، ولا يعنف في ذلك، فقد روى أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: كانت أبواب النبي صلّى اللّه عليه وسلم تقرع بالأظافير «1».
ودليل التعريف بشخص الداخل
ما روى الصحيحان وغيرهما عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال: استأذنت على النبي صلّى اللّه عليه وسلم فقال: «من هذا»؟
فقلت: أنا، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «أنا أنا» كأنه كره ذلك لأن قوله: «أنا»
لا يحصل بها تعريف، وإنما أن يذكر اسمه، كما فعل عمر وأبو موسى رضي اللّه عنهما.
ولكل قوم في الاستئذان عرفهم في العبارة، وكان الناس في الماضي يسلمون، ثم تركوا السلام لاتخاذ الأبواب التامة الستر، المحكمة الإغلاق. وهذا في بيت الآخرين.
أما في بيت الإنسان الخاص، فلا حاجة فيه للإذن إن كان فيه الأهل (الزوجة). والسنة السلام إذا دخل. قال قتادة: إذا دخلت على بيتك فسلم على أهلك، فهم أحق من سلمت عليهم. فإن كان فيه مع الأهل أمك أو أختك، فقال العلماء: تنحنح واضرب برجلك حتى تنتبها لدخولك لأن الأهل لا حشمة بينك وبينها، وأما الأم والأخت فقد تكونان على حالة لا تحب أن تراهما فيه.
وإذا دخل بيت نفسه وليس فيه أحد، يقول: السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، كما قال قتادة. والملائكة ترد عليه.
وإذا رأى أهل الدار أحدا يطلع عليهم من ثقب الباب، فطعن أحدهم عينه فقلعها، فقال الشافعي وأحمد: لا شيء عليه،
لما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «من اطلع في دار قوم بغير إذنهم، ففقئوا عينه، فقد هدرت عينه»
وعبارة مسلم: «من اطلع في بيت قوم من غير إذنهم، حلّ لهم أن يفقؤوا عينه».
وروى سهل بن سعد رضي اللّه عنه أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال لمن اطلع في إحدى حجراته، وكانت في يده مدرى يحك بها رأسه: «لو كنت أعلم أنك تنظر لطعنت بها في عينك».
وقال أبو حنيفة ومالك: إن فقأ عينه فعليه الضمان من قصاص أو أرش (تعويض أو دية) لعموم قوله تعالى: وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ [المائدة 5/ 45]. ثم إن الاعتداء جناية، يستوجب الأرش أو القصاص. أما الأحاديث السابقة فهي منسوخة، وكان ذلك قبل نزول قوله تعالى: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ [النحل 16/ 126]. ويحتمل أن يكون ذلك على وجه الوعيد لا على وجه الحتم، والخبر إذا كان مخالفا لكتاب اللّه تعالى لا يجوز العمل به. وقد كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم يتكلم بالكلام في الظاهر، وهو يريد شيئا آخر كما
جاء في الخبر أن عباس بن مرداس لما مدحه قال لبلال: «قم فاقطع لسانه»
وإنما أراد بذلك أن يدفع إليه شيئا، ولم يرد به القطع في الحقيقة. وكذلك هذا يحتمل أن يراد بفقء العين أن يعمل به عملا حتى لا ينظر بعد ذلك في بيت غيره.
2- تحريم الدخول إلى بيت الآخرين إذا لم يوجد فيه صاحبه حتى يؤذن له، وهذا مستفاد من الآية: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً والصحيح أن هذه الآية مرتبطة بما قبلها، التقدير: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا، فإن أذن لكم فادخلوا، وإلا فارجعوا، فإن لم تجدوا فيها أحدا يأذن لكم، فلا تدخلوها حتى تجدوا إذنا. ولا فرق في وجوب الاستئذان وتحريم الدخول بغير إذن بين أن يكون الباب مغلقا أو مفتوحا.
ويجوز الإذن من الصغير والكبير، وقد كان أنس بن مالك يستأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وكذلك الصحابة مع أبنائهم وغلمانهم رضي اللّه عنهم.
3- قوله تعالى: وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقوله تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ وعيد لأهل التجسس على البيوت، وطلب الدخول على غفلة للمعاصي والنظر إلى ما لا يحل ولا يجوز.
4- إباحة الدخول في البيوت غير المسكونة والأماكن العامة كالفنادق والحوانيت والحمامات العامة ونحوها، إذا كان الدخول لمصلحة أو حق انتفاع كالمبيت والمعاملة والاغتسال وإيداع الأمتعة ونحو ذلك.
وعلى هذا تكون آية لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ .. لرفع حكم الاستئذان في كل بيت لا يسكنه أحد لأن العلة في الاستئذان إنما هي لأجل الاطلاع على الحرمات، فإذا زالت العلة زال الحكم.

__________
(1) ذكره أبو بكر علي بن ثابت الخطيب في جامع

الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي

أيمن عبد الله
2014-03-21, 08:14
ما معنى قوله تعالى

(( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ )) سورة النور (29)
(( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ))(29)



وقوله : { ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم } . هذه رخصة منه تعالى لعباده المؤمنين بأن لا يستأذنوا عند جخولهم بيوتاً غير مسكونة أي ليس فيها نساء من زوجات وسريات يحرم النظر إليهن وذلك كالدكاكين والفنادق وما إلى ذلك فللعبد أن يدخل لقضاء حاجاته المعبر عنها بالمتاع بدون استئذان لأنها مفتوحة للعموم من أصحاب الأغراض والحاجات أما السلام فسنة على من دخل على دكان أو فندق فليقل السلام عليكم والذي يسقط هو الإستئذان أي طلب الإذن لا غير .
وقوله تعالى : { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } أي يعلم ما تظهرون من أقوالكم وأعمالكم وما تخفون إذاً فراقبوه تعالى في أوامره وفاعلوا المأمور واتركوا المنهي تكملوا وتسعدوا في الدنيا الآخرة.
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري

أيمن عبد الله
2014-03-21, 08:29
ما معنى قوله تعالى

(( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) سورة النور (31)

ما معنى قوله تعالى

(( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) سورة النور (31)

الحكم السابع حكم النظر والحجاب
سبب النزول:
أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال: بلغنا عن جابر بن عبد اللّه، حدّث أن أسماء بنت مرثد كانت في نخل لها، فجعل النساء يدخلن عليها غير متأزرات، فيبدو ما في أرجلهن، تعني الخلاخل، وتبدو صدورهن وذوائبهن، فقالت أسماء: ما أقبح هذا! فأنزل اللّه في ذلك: وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ. و
أخرج ابن مردويه عن علي كرم اللّه وجهه أن رجلا مرّ على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في طريق من طرقات المدينة، فنظر إلى امرأة ونظرت إليه، فوسوس لهما الشيطان أنه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا إعجابا به، فبينما الرجل يمشي إلى جنب حائط وهو ينظر إليها إذ استقبله الحائط فشق أنفه، فقال:
واللّه لا أغسل الدم حتى آتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فأخبره أمري، فأتاه فقص عليه قصته، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «هذا عقوبة ذنبك» وأنزل اللّه تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ الآية.
وأخرج ابن جرير عن حضرمي أن امرأة اتخذت برتين «1» من فضة، واتخذت جزعا (سلسلة خرز) فمرت على قوم، فضربت برجلها، فوقع الخلخال على الجزع، فصوّت، فأنزل اللّه وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ الآية.
المناسبة:
الآية واضحة الاتصال بما قبلها، فإن الدخول إلى البيوت مظنة الاطلاع على العورات، لذا أمر المؤمنون والمؤمنات بغض البصر بصورة حكم عام يشمل المستأذن للدخول إلى البيوت وغيره، فيجب على المستأذن التحلي به عند الاستئذان والدخول، منعا من انتهاك الحرمات المنهي عنها، كما يجب على النساء عدم إبداء الزينة لأحد إلا للمحارم، لما في ذلك من الفتنة الداعية إلى الوقوع في الحرام، كالنظر الذي هو أيضا بريد الزنى، فالجامع بين حكم النظر والحجاب سد الذرائع إلى الفساد.
التفسير والبيان:
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ أي قل يا محمد لعبادنا المؤمنين: كفّوا أبصاركم عما حرم اللّه عليكم، فلا تنظروا إلا إلى ما أباح لكم النظر إليه. والتعبير بالمؤمنين: إشارة إلى أن من شأن المؤمنين أن يسارعوا إلى امتثال الأوامر. وليس المراد بغض البصر إغماض العين وإطباق أجفانها، بل المراد جعلها خافضة الطرف من الحياء، ومِنْ للتبعيض أي يغضوا بعض أبصارهم، فلا يحملقوا بأعينهم في محرم، ويكون المراد حينئذ توبيخ من يكثر التأمل في المحرم، كما حدث في سبب النزول الذي أخرجه ابن مردويه، وللتفرقة في الأمر بين غض البصر وحفظ الفروج، فإن الأصل في الفروج التحريم إلا ما استثني، وأما النظر فالأصل فيه الإباحة إلا ما استثني كما بينا.
فإن وقع البصر على محرّم من غير قصد، وجب إغضاء الطرف وصرف النظر عنه سريعا
لما رواه مسلم في صحيحة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن جرير بن عبد اللّه البجلي رضي اللّه عنه قال: «سألت النبي صلّى اللّه عليه وسلم عن نظر الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري».
وروى أبو داود عن بريدة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لعلي: «يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليس لك الآخرة».
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «إياكم والجلوس على الطرقات، قالوا: يا رسول اللّه، لا بدّ لنا من مجالسنا نتحدث فيها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: إن أبيتم فأعطوا الطريق حقّه، قالوا:
وما حقّ الطريق يا رسول اللّه؟ قال: غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».
وسبب الأمر بغض البصر هو سدّ الذرائع إلى الفساد، ومنع الوصول إلى الإثم والذنب، فإن النظر بريد الزنى، وقال بعض السلف: النظر سهم سمّ إلى القلب، ولذلك جمع اللّه في الآية بين الأمر بحفظ الفروج، والأمر بحفظ الأبصار التي هي بواعث إلى المحظور الأصلي وهو الزنى، فقال:
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ أي من ارتكاب الفاحشة كالزنى واللواط ومن نظر أحد إليها، كما
روى أحمد وأصحاب السنن: «احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك».
وقال تعالى مبينا حكمة الأمر بالحكمين:
ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ أي إن غض البصر وحفظ الفرج خير وأطهر لقلوبهم، وأنقى لدينهم، كما قيل: من حفظ بصره أورثه اللّه نورا في بصيرته، أو في قلبه. و
روى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة، ثم يغض بصره، إلا أخلف اللّه له عبادة يجد حلاوتها»
وروى الطبراني عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم، من تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه».
وأزكى الذي هو أفعل التفضيل للمبالغة في أن غض البصر وحفظ الفرج يطهران النفوس من دنس الرذائل. والمفاضلة على سبيل الفرض والتقدير، أو باعتبار ظنهم أن في النظر نفعا.
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ أي إن اللّه عليم علما تاما بكل ما يصدر عنهم من أفعال، لا تخفى عليه خافية، وهذا تهديد ووعيد، كما قال تعالى: يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر 40/ 19] فهو يعلم استراق النظر وسائر الحواس، والخبرة: العلم القوي الذي يصل إلى بواطن الأشياء.
أخرج البخاري في صحيحة تعليقا ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «كتب على ابن آدم حظّه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة، فزنى العينين النظر، وزنى اللسان النطق، وزنى الأذنين الاستماع، وزنى اليدين البطش، وزنى الرّجلين الخطا، والنفس تمنّي وتشتهي، والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه».
وخلافا لما عليه غالب الخطابات التشريعية من دخول النساء في الحكم بخطاب الرجال تغليبا، أمر اللّه تعالى المؤمنات بغض البصر وحفظ الفروج كما أمر الرجال، تأكيدا للمأمور به، وبيان بعض الأحكام التي تخصهن وهي النهي عن إبداء الزينة، والحجاب، والامتناع عن كل ما يلفت النظر إلى زينتهن، فقال تعالى:
وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ أي وقل أيها الرسول أيضا للنساء المؤمنات: اغضضن أبصاركن عما حرم اللّه عليكن من النظر إلى غير أزواجكن، واحفظن فروجكن عن الزنى ونحوه كالسحاق، فلا يجوز للمرأة النظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا، في رأي كثير من العلماء، بدليل
ما رواه أبو داود والترمذي عن أم سلمة: «أنها كانت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، فدخل عليه، وذلك بعد ما أمرنا بالحجاب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: احتجبا منه، فقلت: يا رسول اللّه، أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: أو عمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟».
وفي الموطأ عن عائشة أنها احتجبت عن أعمى، فقيل لها:
إنه لا ينظر إليك، قالت: لكنني أنظر إليه.
وأجاز جماعة آخرون من العلماء نظر النساء إلى الرجال الأجانب بغير شهوة فيما عدا ما بين السرة والركبة، بدليل ما ثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة، وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت. وهذا الرأي أيسر في عصرنا.
وأصحاب الرأي الثاني وهو جواز النظر بغير شهوة يحملون الأمر بالاحتجاب من ابن أم مكتوم على الندب، وكذلك احتجاب عائشة رضي اللّه عنها من الأعمى كان ورعا منها، ويؤيد ذلك استمرار العمل على خروج النساء إلى الأسواق وإلى المساجد وفي الأسفار متنقبات، حتى لا يراهن أحد من الرجال، ولم يؤمر الرجال بالانتقاب حتى لا يراهم النساء، فكان ذلك دليلا على المغايرة في الحكم بين الرجال والنساء.
ثم ذكر اللّه تعالى الأحكام الخاصة بالنساء وهي ما يلي:
1- وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب حين التحلي بها وهي كل ما يتزين به ويتجمل من أنواع الحلي والخضاب وغيرها، فيكون إبداء مواقع الزينة منهيا عنه بالأولى، أو لا يظهرن مواضع الزينة بإطلاق الزينة وإرادة مواقعها، بدليل قوله: إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها والثاني هو الأولى لأن الزينة نفسها ليست مقصودة بالنهي، وعلى كل حال هناك تلازم بين الزينة وموضعها، والغاية هي النهي عن أجزاء الجسد التي تكون محلا للزينة، كالصدر والأذن والعنق والساعد والعضد والساق.
وأما ما ظهر منها فهو الوجه والكفان والخاتم، كما نقل عن ابن عباس وجماعة، وهو المشهور عند الجمهور، ويستأنس له
بالحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن عائشة رضي اللّه عنها: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا» وأشار إلى وجهه وكفيه.
وهو حديث مرسل.
وبناء عليه قال الحنفية والمالكية، والشافعي في قول له: إن الوجه والكفين ليسا بعورة، فيكون المراد بقوله: ما ظَهَرَ مِنْها ما جرت العادة بظهوره.
وروي عن أبي حنيفة رضي اللّه عنه: أن القدمين ليستا من العورة أيضا لأن الحرج في سترهما أشد منه في ستر الكفين، لا سيما أهل الريف. وعن أبي يوسف: أن الذراعين ليستا بعورة، لما في سترهما من الحرج.
وذهب الإمام أحمد، والشافعي في أصح قوليه إلى أن بدن الحرة كله عورة، للأحاديث المتقدمة في نظر الفجأة، وتحريم متابعة النظر، و
لما رواه البخاري عن ابن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أردف الفضل بن العباس يوم النحر خلفه، فطفق الفضل ينظر إلى امرأة وضيئة خثعمية حين سألته، فأخذ النبي صلّى اللّه عليه وسلم بذقن الفضل، فحول وجهه عن النظر إليها.
ويكون المراد بقوله: إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ما ظهر بنفسه من غير قصد.
والراجح فقها وشرعا أن الوجه والكفين ليسا بعورة إذا لم تحصل فتنة، فإن خيفت الفتنة وحصلت المضايقة وكثر الفساق وجب ستر الوجه. وأما أدلة الفريق الثاني فمحمولة على الورع والاحتياط ومخافة الفتنة والاسترسال في مزالق الشيطان.
ويجوز شرعا استثناء وللضرورة النظر إلى الأجنبية كحال الخطوبة والشهادة والقضاء والمعاملة والمعالجة والتعليم، ففي كل هذه الأحوال يجوز النظر إلى الوجه والكفين فقط، ويجوز للطبيب إذا لم توجد طبيبة النظر إلى موضع العلة أو الداء للعلاج.
2- وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ أي ليسدلن ويرخين أغطية الرؤوس على أعلى أجزاء الصدر لستر الشعور والأعناق والصدور. والضرب هنا:
السدل والإلقاء والإرخاء، والخمر: جمع خمار: وهو ما تغطي به المرأة رأسها، والجيوب: جمع جيب: وهو فتحة في أعلى الثوب يبدو منها بعض النحر.
وهذا أمر إرشاد لستر بعض مواضع الزينة الباطنة عند النساء، روى البخاري عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: يرحم اللّه نساء المهاجرات الأول لما أنزل اللّه: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ شققن مروطهن (أزرهن) فاختمرن بها.
3- وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أي لا يظهرن زينتهن الخفية إلا لأزواجهن فهم المقصودون بالمتعة والنظر، أو آباء النساء والأجداد، أو آباء الأزواج أو أبناء النساء أو أبناء الأزواج أو الإخوة والأخوات وبني الإخوة أو بني الأخوات الشقيقات أو لأب أو لأم، فكل هؤلاء محارم يجوز للمرأة أن تظهر عليهم بزينتها ولكن من غير تبرج، وهؤلاء هم الأقارب من النسب وهم خمسة أنواع، وفيهم نوعان من الأقارب لأجل المصاهرة وهما آباء الأزواج وأبناء الأزواج، ولكن لم تذكر الآية من المحارم النسبية الأعمام والأخوال لأن العمومة والخؤولة بمنزلة الأبوة. كذلك لم تذكر المحارم من الرضاع ولكن نصت السنة عليهم
فيما أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن عائشة: «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب».
أَوْ نِسائِهِنَّ، أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ، أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ، أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ هؤلاء بقية الأنواع الذين يجوز للمرأة إظهار الزينة فيما عدا ما بين السرة والركبة، وهم النساء، والمماليك، والتابعون غير أولي الحاجة إلى النساء وهم الأجراء والأتباع الذين لا شهوة عندهم إلى النساء، كالخصيان والمجبوبين والمعتوهين، والأطفال الذين لا يفهمون أحوال النساء وعوراتهن لصغرهم وعدم اطلاعهم على القضايا الجنسية.
لكن وقع خلاف بين العلماء في النساء والمماليك والتابعين والأطفال، أما النساء: فقال الجمهور: المراد النساء المسلمات أي نسائهن في الدين، دون نساء أهل الذمة، فلا يجوز للمسلمة إظهار شيء من جسمها ما عدا الوجه والكفين أمام المرأة الكافرة، لئلا تصفها لزوجها أو غيره، فهي كالرجل الأجنبي بالنسبة لها.
أما المسلمة فتعلم أن ذلك حرام، فتنزجر عنه،
أخرج الشيخان في الصحيحين عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لا تباشر المرأة المرأة تنعتها لزوجها، كأنه ينظر إليها».
روى سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي اللّه عنه: «أما بعد، فإنه بلغني أن نساء من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك، فانه من قبلك، فلا يحل لامرأة تؤمن باللّه واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملتها».
وقال جماعة منهم الحنابلة: إن المراد بهن عموم النساء المسلمات والكافرات، فتكون الإضافة في قوله تعالى: أَوْ نِسائِهِنَّ للمشاكلة والمشابهة أي من جنسهن، وتكون عورة المرأة بالنسبة للمرأة مطلقا ما بين السرة والركبة فقط.
وأما ما ملكت أيمانهن: فقال الأكثرون: يشمل الرجال والنساء، فيجوز أن تظهر المرأة على رقيقها من الرجال والنساء ما عدا ما بين السرة والركبة
لما رواه أحمد وأبو داود وابن مردويه والبيهقي عن أنس رضي اللّه عنه أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، وعلى فاطمة ثوب إذا قنّعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطّت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلّى اللّه عليه وسلم ما تلقى قال: «إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك وغلامك».
وذهبت طائفة إلى أن ذلك مخصوص بالإماء فقط لأن العبد رجل كالحر الأجنبي في التحريم.
وأما التابعون غير أولي الإربة أي الحاجة إلى النساء: فهم الذين يتبعون الناس لينالوا من فضل طعامهم من غير أن تكون لهم حاجة في النساء ولا ميل إليهن، واختلف العلماء في المراد بهم فقيل: إنه الشيخ الفاني الذي فنيت شهوته، أو الأبله الذي لا يدري من أمر النساء شيئا، أو المجبوب، أو الخصي أو الممسوح أو خادم القوم للعيش أو المخنث. والمعتمد أن المراد به: كل من ليس له حاجة إلى النساء، وأمنت من جهته الفتنة ونقل أوصاف النساء للأجانب،
أخرج مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان رجل يدخل على أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلم مخنّث، وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة، فدخل النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وهو ينعت امرأة يقول: إذا أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «ألا أرى هذا يعلم ما هاهنا، لا يدخلن عليكن» فأخرجه من المنزل.
وأما الأطفال الذين لم يطلعوا على عورات النساء: فهم الذين لا يفهمون أحوال النساء وعوراتهن، ولم يظهر عندهم الميل الجنسي القوي لصغر سنهم، فإذا كان الطفل صغيرا لا يفهم ذلك فلا بأس بدخوله على النساء، أما المراهق أو القريب من المراهقة قبل البلوغ الذي يحكي ما يرى، ويفرّق بين الشوهاء والحسناء، فلا يمكّن من الدخول على النساء، بدليل وجوب استئذان الطفل عند دخول البيوت، في أوقات ثلاثة، بيّنها اللّه تعالى بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ .. الآية [النور 24/ 59].
وقال جماعة آخرون: لا يحرم على المرأة إبداء زينتها للطفل إلا إذا كان فيه تشوق إلى النساء، سواء أكان مراهقا أم غير مراهق، والإباحة هنا أوسع مما قرره أصحاب الرأي الأول.
ثم نهى اللّه تعالى عما يكون وسيلة أو ذريعة إلى الفتنة فقال:
وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ أي لا يجوز للمرأة أن تدق برجليها في مشيتها، ليعلم الناس صوت خلاخلها لأنه مظنة الفتنة والفساد، ولفت الأنظار، وإثارة مشاعر الشهوة، وإساءة الظن بأنها من أهل الفسوق، فإسماع صوت الزينة كإبدائها وأشد، والغرض التستر.
وهذا يشمل كل ما يؤدي إلى الفتنة والفساد كتحريك الأيدي بالأساور، وتحريك الجلاجل (المقصات) في الشعر، والتعطر والتطيب والزخرفة عند الخروج من البيت، فيشم الرجال طيبها، ويفتتنون بزخارفها
روى أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال: «كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت، فمرّت بالمجلس، فهي كذا وكذا»
يعني زانية. و
أخرج أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «لا يقبل اللّه صلاة امرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل من الجنابة».
واللام في قوله: لِيُعْلَمَ لام العاقبة أو الصيرورة، فهي منهية عن الضرب بالأرجل أمام الرجال الأجانب مطلقا، سواء قصدت إعلامهم أم لم تقصد، فإن عاقبة الضرب بالأرجل ذات الخلاخل، ومثلها (الأحذية الحالية ذات الكعاب العالية) أن يعلم الناس ما يخفين من الزينة، فتقع الفتنة بها. واستدل الحنفية بهذا النهي على أن صوت المرأة عورة، فإنها إذا كانت منهية عن فعل يسمع له صوت خلخالها، فهي منهية عن رفع صوتها بالطريق الأولى.
والظاهر أن صوت المرأة ليس بعورة إن أمنت الفتنة، بدليل أن نساء النبي صلّى اللّه عليه وسلم كن يروين الأخبار للرجال الأجانب.
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي ارجعوا إلى طاعة اللّه والإنابة إليه أيها المؤمنون جميعا، وافعلوا ما أمركم به من هذه الصفات والأخلاق الحميدة، واتركوا ما نهاكم عنه من غض البصر وحفظ الفرج والدخول إلى بيوت الآخرين بلا استئذان وما كان عليه الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة، تفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة. وخوطبوا بصفة الإيمان للتنبيه على أن الإيمان الصحيح هو الذي يحمل صاحبه على الامتثال وعلى التوبة والاستغفار من الهفوات والزلات، فإن التوبة سبب الفلاح والفوز بالسعادة.
فقه الحياة أو الأحكام:
يستنبط من الآيات ما يأتي:
1- وجوب غض البصر من الرجال والنساء عما لا يحل من جميع المحرّمات وكل ما يخشى الفتنة من أجله لأن البصر مفتاح الوقوع في المنكرات، وشغل القلب بالهواجس، وتحريك النفس بالوساوس، وبريد السقوط في الفتنة أو الزنى، ومنشأ الفساد والفجور.
2- وجوب حفظ الفروج أي سترها عن أن يراها من لا يحل، وحفظها من التلوث بالفاحشة كالزنى واللواط، واللمس والمفاخذة والسحاق.
3- تحريم الدخول إلى الحمام بغير مئزر، قال ابن عمر: أطيب ما أنفق الرجل درهم يعطيه للحمّام في خلوة، أي في وقت لا يوجد فيه الناس أو قلة الناس. و
ذكر الترمذي عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «اتقوا بيتا يقال له الحمّام، قيل: يا رسول اللّه، إنه يذهب به الوسخ ويذكّر النار، فقال: إن كنتم لا بد فاعلين فأدخلوه مستترين».
4- إن غض البصر وحفظ الفرج أطهر في الدين، وأبعد من دنس الذنوب، واللّه مطّلع عالم بأفعال العباد ونيات القلوب وهمسات الألسن، واستراق السمع والبصر، وبكل شيء، لا تخفى عليه خافية، ويجازي على ذلك كله.
5- العورات أربعة أقسام:
أ- عورة الرجل مع الرجل: يجوز له أن ينظر إلى جميع بدنه إلا ما بين السرة والركبة، وهما ليستا بعورة، وعند أبي حنيفة رحمه اللّه: الركبة عورة.
وقال مالك: الفخذ ليست بعورة أي في الصلاة لا في النظر، والدليل على أنها عورة ما
روي عن حذيفة «أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم مرّ به في المسجد، وهو كاشف عن فخذه، فقال صلّى اللّه عليه وسلم فيما رواه الحاكم عن محمد بن عبد اللّه بن جحش: غطّ فخذك، فإن الفخذ عورة»
وقال لعلي رضي اللّه عنه فيما رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم عن علي: «لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت».
أما الأمرد فلا يحل النظر إليه.
ولا يجوز للرجل مضاجعة الرجل، وإن كان كل واحد منهما في جانب من الفراش
لما روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري أنه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد».
وتكره المعانقة وتقبيل الوجه إلا لولده شفقة. وتستحب المصافحة لما
روى أنس قال: قال رجل: يا رسول اللّه، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: «لا»، قال: أيلتزمه ويقبّله؟ قال: «لا»، قال: أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: «نعم».ب- وعورة المرأة مع المرأة: كعورة الرجل مع الرجل، لها النظر إلى جميع بدنها إلا ما بين السرة والركبة، وعند خوف الفتنة لا يجوز، ولا تجوز المضاجعة.
والأصح أن المرأة الذمية (غير المسلمة) لا يجوز لها النظر إلى بدن المسلمة لأنها أجنبية في الدين، واللّه تعالى يقول: أَوْ نِسائِهِنَّ وليست الذمية من نسائنا.
ج- وعورة المرأة مع الرجل: إن كانت أجنبية عنه فجميع بدنها عورة، ولا يجوز له أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين لحاجتها لذلك في البيع والشراء. ولا يجوز أن يتعمد النظر إلى وجه الأجنبية لغير غرض، وإن وقع بصره عليها بغتة يغض بصره، للآية: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ.
وأجاز أبو حنيفة النظر مرة واحدة إذا لم يكن محل فتنة. ولا يجوز أن يكرر النظر إليها،
للحديث المتقدم: «يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة».
ويجوز النظر للخطبة،
لقوله صلّى اللّه عليه وسلم فيما أخرجه ابن حبان والطبراني عن أبي حميد الساعدي: «إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها، إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم»
ويجوز النظر عند البيع ليعرفها عند الحاجة، وكذلك يجوز عند تحمل الشهادة النظر إلى الوجه لأن المعرفة تحصل به. أما النظر للشهوة فهو محظور
لقوله صلّى اللّه عليه وسلم فيما أخرجه أحمد والطبراني عن ابن مسعود: «العينان تزنيان».
كذلك يجوز للطبيب الأمين أن ينظر للمرأة للمعالجة، ويجوز للختّان أن ينظر إلى فرج المختون لأنه موضع ضرورة، ويجوز تعمد النظر إلى فرج الزانيين لتحمل الشهادة على الزنى، وإلى فرج المرأة لتحمل شهادة الولادة، وإلى ثدي المرضعة لتحمل الشهادة على الرضاع. ويصح النظر لبدن المرأة للإنقاذ من غرق أو حرق وتخليصها منه.
وأما إذا كانت المرأة ذات محرم من الرجل بنسب أو رضاع أو مصاهرة فعورتها معه ما بين السرة والركبة كعورة الرجل. وقال جماعة منهم أبو حنيفة:
بل عورتها معه: ما لا يبدو عند المهنة.
وأما إذا كانت المرأة زوجة: فيجوز له أن ينظر إلى جميع بدنها، حتى إلى فرجها، غير أنه يكره النظر إلى الفرج.
د- وعورة الرجل مع المرأة: إن كان أجنبيا منها فعورته معها ما بين السرة والركبة. وقيل: جمع بدنه إلا الوجه والكفين كهي معه، والأول أصح بخلاف المرأة في حق الرجل لأن بدن المرأة في ذاته عورة، بدليل أنه لا تصح صلاتها مكشوفة البدن، وبدن الرجل بخلافه. ولا يجوز لها قصد النظر عند خوف الفتنة، ولا تكرار النظر إلى وجهه،
للحديث السابق: «احتجبا منه»
أي عن ابن أم مكتوم، وإن كان أعمى.
وإن كان زوجا فلها أن تنظر إلى جميع بدنه، غير أنه يكره النظر إلى الفرج، كما يكره له أيضا.
ولا يجوز للرجل أن يجلس عاريا في بيت خال، وله ما يستر عورته لأنه
روي أنه صلّى اللّه عليه وسلم سئل عنه، فقال فيما رواه البخاري والترمذي وابن ماجه: «اللّه أحق أن يستحيي منه»
وقال فيما أخرجه الترمذي عن ابن عمر: «إياكم والتعري، فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يفضي الرجل إلى أهله» «1».
6- أمر اللّه تعالى النساء بألا يبدين زينتهن للناظرين إلا الوجه والكفين حذرا من الافتتان، والزينة نوعان: ظاهر وباطن، أما الظاهر فمباح لكل الناس من المحارم والأجانب. وأما الباطن فلا يحل إبداؤه إلا لمن سمّاهم اللّه تعالى في هذه الآية.
أما السّوار: فقالت عائشة: هو من الزينة الظاهرة لأنه في اليدين.
وقال مجاهد: هو من الزينة الباطنة لأنه خارج عن الكفين، وإنما يكون في الذراع. وأما الخضاب فهو- في رأي ابن العربي- من الزينة الباطنة إذا كان في القدمين.
7- يجب على المرأة ستر شعرها وعنقها ومقدم صدرها، لقوله تعالى:
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ والخمار: ما تغطي به المرأة رأسها. روى البخاري عن عائشة قالت: رحم اللّه نساء المهاجرات الأول لما نزل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ شققن أزرهن فاختمرن بها.
8- استثنى اللّه تعالى من الرجال الذين لا يجوز للمرأة إبداء زينتها لهم المحارم ومن في حكمهم وهم الأزواج، وآباءهن وكذا الأجداد، سواء من جهة الأب أو الأم، وأبناء الأزواج ذكورا وإناثا، والإخوة الأشقاء أو لأب أو لأم، وأبناء الإخوة كذلك. ويلحق بهم الأعمام والأخوال، وهؤلاء هم الأقارب من جهة النسب، ومثلهم الأقارب من جهة الرضاع، وجميع هؤلاء يسمون المحارم.
ومن الاستثناء: النساء والمماليك العبيد والإماء المسلمات والكتابيات، في رأي الأكثرين، وقيل: الإماء فقط، والتابعون غير أولي الإربة وهم المسنون الضّعفة أو البله، أو العنّين أو الممسوح، وهم في المعنى متقاربون، والأطفال الذين لم يفهموا شيئا عن عورات النساء، ولم يظهر فيهم الميل الجنسي لصغر سنهم.
9- يحرم على المرأة فعل ما شأنه الإيقاع في الفتنة والفساد والتبرج والتعرض للرجال، كالضرب بالنعال، والتعطر والتزين عند الخروج من البيت. فإن ضربت المرأة بنعلها فرحا بحليها فهو مكروه كما ذكر القرطبي.
10- التوبة على المؤمنين والمؤمنات واجبة وفرض متعين بلا خلاف بين الأمة، فإن كل إنسان محتاج إلى التوبة لأنه لا يخلو من سهو وتقصير في أداء حقوق اللّه تعالى، فلا تترك التوبة في كل حال، ويلزم تجديد التوبة كلما تذكر الإنسان ذنبه لأنه يلزمه أن يستمر على ندمه وعزمه إلى أن يلقى ربه.
أخرج أحمد والبخاري والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر أنه قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه وسلم يقول: أيها الناس، توبوا إلى اللّه، فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة».
وشروط التوبة أربعة: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما مضى، والعزم على ألا يعود إليه، ورد الحقوق إلى أهلها.

__________
(1) تفسير الرازي: 23/ 202- 204

الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي

أيمن عبد الله
2014-03-21, 08:44
ما معنى قوله تعالى

(( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) سورة النور (32)
(( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))(32)

ما زال السياق في ذكر الأسباب الواقية من وقوع الفاحشة فأمر تعالى في الآية الأولى من هذا السياق ( 32 ) أمر جماعه المسلمين أن يزوجوا الأيامى من رجالهم ونسائهم بالمساعدة على ذلك واإلإعانة عليه حتى لا يبقى في البلد أو القرية عزبٌ إلا نادراً ولا فرق بين البكر والثيب في ذلك فقال تعالى : { وأنكحوا } والأمر للإِرشاد { الأيامى } جمع أيّم وهو من لا زوج له من رجل أو امرأة بكراً كان أو ثيباً ، { منكم } أي من جماعات المسلمين لا من غيرهم كأهل الذمة من الكافرين . وقوله : { والصالحين من عبادكم وإمائكم } أي وزوجوا القادرين على مؤونة الزواج وتبعاته ، وتكاليفه من مماليككم وقوله : { إن يكونوا فقراء } غير موسرين لا يمنعكم ذلك من تزويجهم فقد تكفل الله بغناهم بعد تزويجهم بقوله : { يغنهم الله من فضله والله واسع عليم } أي واسع الفضل عليم بحاجة المحتاجين وأمر تعالى في هذه الآية من لا يجد نكاحاً لانعدام الزوج أو الزوجة مؤقتاً أو انعدام مؤونة الزواج من مهر ووليمة أن يستعفف أي يعف نفسه بالصبر والصيام والصلاة حتى لا يتطلع إلى الحرام فيهلك فقال تعالى { وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم } أي واسع الفضل مطلق الغنى عليم بحال عباده وحاجة المحتاجين منهم .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري

أيمن عبد الله
2014-03-21, 08:52
ما معنى كل من الكلمات
لْيَسْتَعْفِفِ .. فَكَاتِبُوهُمْ ...لَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ
في قوله تعالى

(( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة النور (33)
(( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (33)

{ وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم } أي واسع الفضل مطلق الغنى عليم بحال عباده وحاجة المحتاجين منهم . وقوله تعالى : { والذين يبتغون الكتاب } هذه مسألة ثالثة تضمنتها هذه الآية ويه إذا كان للمسلم عبد وطلب منه أن يكاتبه ، وكان أهلا للتحرر بأن يقدر على تسديد مال المكاتبة ويستطيع أن يستقل بنفسه فعلى مالكه أن يكتبه ، وأن يعينه على ذلك بإسقاط نجم من نجوم الكتابة ، وهذا معنى قوله تعالى : { والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم وإن علمتم فيهم خيراً وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } وقوله تعالى : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } أي على الزنا وهي مسألة رابعة تضمنتها هذه الآية وهي أن جاريتين كانتا لعبد الله بن أبي بن سلول المنافق يقال لهما معاذة ومسيكه قد أسلمتا فأمرهما بالزنا لتكسبا له بفرجيهما كما هي عادة أهل الجاهلية قبل الإسلام فشكتا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا } أي لأجل مال قليل يعرض لكم ويزول عنكم بسرعة ، وقوله : { ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } أي لهن رحيم بهن لأن المكره لا إثم عليه فيما يقول ولا فيما يفعل فامتنع المنافق من ذلك .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري

أيمن عبد الله
2014-03-21, 08:59
ما معنى قوله تعالى

(( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة النور (35)
ما معنى قوله تعالى

(( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة النور (35)
قوله تعالى : { الله نور السموات والأرض } يخبر تعالى أنه لولاه لما كان في الكون نور ولا هداية في السموات ولا في الأرض فهو تعالى منورهما فكتابه نور ورسوله نور أي يهتدي بهما في ظلمات الحياة كما يهتدي بالنور الحسي والله ذاته نور وحجابه نور فكل نور حسي أو معنوي الله خالقه وموهبه وهادٍ إليه .
وقوله تعالى : { مثل نوره كمشكاة } أي كوة في جدار { فيها مصباح المصباح في زجاجة } من بلور ، { والزجاجة } في صفائها وصقالتها مشرقة { كأنها كوكب دري } والكوكب الدري هو المضيء المشرق كأنه درة بيضاء صافية ، وقوله : { يوقد من شجرة مباركة } أي وزيت المصباح من شجرة مباركة وهي الزيتونة والزيتونة لا شرقية ولا غربية في موقعها من البستان لا ترى الشمس إلا في الصباح ، ولا غربية لا ترى الشمس إلا في المساء بل هي وسط البستان تصيبها الشمس في كامل النهار فلذا كان زيتها في غاية الجودة يكاد يشتعل لصفائه ، ولو لم تمسه نار ، وقوله تعالى : { نور على نور } أي نور النار على نور الزيت وقوله تعالى : { يهدي الله لنوره من يشاء } يخبر تعالى أنه يهدي لنوره الذي هو الإيمان والإسلام والإحسان من يشاء من عباده ممن علم أنهم يرغبون في الهداية ويطلبونها ويكملون ويسعدون عليها .
وقوله : { ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم } يخبر تعالى : أنه يضرب الأمثال للناس كهذا المثل الذي ضربه للإيمان وقلب عبده المؤمن وأنه عليم بالعباد وأحوال القلوب ، ومن هو أهل لهداية ومن ليس لها بأهل ، إذ هو بكل شيء عليم .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري

أيمن عبد الله
2014-03-21, 09:09
سؤال ما علاقة ذكر بيوت الله بعد آية الله نور اسموات والارض

(( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ )) سورة النور (36)
((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ، وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ هذا متعلق بما قبله أي كمشكاة كائنة في مساجد أمر اللّه أن ترفع بالبناء أو التعظيم بتطهيرها من الأنجاس الحسية، والمعنوية مثل الشرك والوثنية ولغو الحديث، ويخصص الدعاء والعبادة فيها للّه، ويذكر فيها اسم اللّه بتوحيده، أو بتلاوة كتابه.
قال قتادة: هي هذه المساجد، أمر اللّه سبحانه وتعالى ببنائها وعمارتها ورفعها وتطهيرها. وقال ابن عباس: «المساجد: بيوت اللّه في الأرض، تضيء لأهل السماء، كما تضيء النجوم لأهل الأرض». وقال عمرو بن ميمون:
«أدركت أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وهم يقولون: المساجد بيوت اللّه، وحقّ على اللّه أن يكرم من زاره فيها». و
أخرج الشيخان في الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «من بنى مسجدا للّه يبتغي به وجه اللّه، بنى اللّه له مثله في الجنة».
والسبب في جعل المشكاة في مساجد: أن المصباح الموضوع في الزجاجة الصافية إذا كان في المساجد كان أعظم وأضخم، فكان أضوأ، فكان التمثيل به أتم وأكمل، كما قال الرازي.
يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ أي ينزه اللّه ويقدسه ويصلي في تلك المساجد في أوائل النهار بكرة وغدوة، وأواخره في الآصال والعشايا رجال لا تشغلهم الدنيا والمعاملات الرابحة عن ذكر اللّه وحده، وإقامة الصلاة لوقتها، وأداء الزكاة المفروضة عليهم للمستحقين.
وقوله: رِجالٌ فيه إشعار بهمتهم العالية، وعزيمتهم الصادقة، التي بها صاروا عمارا للمساجد التي هي بيوت اللّه في أرضه، وشكره وتوحيده وتنزيهه،كما قال تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ [الأحزاب 33/ 23]. والمراد بقوله: عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ غير الصلاة، منعا من التكرار. وخص التجارة بالذكر لأنها أعظم ما يشتغل به الإنسان عن الصلاة.
وشبيه الآية قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [المنافقون 63/ 9].
ويستدل بكلمة رِجالٌ على أن صلاة الجماعة مطلوبة من الرجال، أما النساء فصلاتهن في بيوتهن أفضل لهن لما
رواه أبو داود عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها».
وروى الإمام أحمد عن أم سلمة رضي اللّه عنها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «خير مساجد النساء قعر بيوتهن».
وتخصيص المساجد بالذكر لأنها مصدر إشعاع عقدي وفكري وتنظيمي وسلوكي وعلمي وسياسي في حياة المسلمين.
وسبب انصراف الرجال إلى العبادة الخوف من عذاب اللّه كما قال: يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ أي إن الرجال الذين يؤدون الصلاة جماعة في المساجد يخافون عقاب يوم القيامة الذي تضطرب فيه القلوب والأبصار من شدة الفزع والهول، كقوله تعالى: إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ [إبراهيم 14/ 42] وقوله عز وجل: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً [الدهر 76/ 10].
وعاقبة أمرهم ما قال اللّه تعالى:
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أي يذكرون اللّه ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ليثيبهم اللّه ثوابا يكافئ حسن عملهم، فهم الذين يتقبل حسناتهم، ويتجاوز عن سيئاتهم، ويضاعف لهم الجزاء الحسن، كقوله تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها [الأنعام 6/ 160] وقوله سبحانه:
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ [يونس 10/ 26] وقوله عز وجل: وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ [البقرة 2/ 261]. وقال اللّه تعالى في
الحديث القدسي فيما رواه أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ أي إن اللّه تعالى واسع الفضل والإحسان يرزق من يريد ويعطي من يشاء، بغير عدّ ولا إحصاء، واللّه على كل شيء قدير.
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يأتي:
1- إن أول موضع تظهر فيه هداية اللّه ونوره هو في المساجد التي يشيد بناءها المؤمنون، ويعمرونها بالصلاة والأذكار في أوائل النهار وأواخره، والمساجد المخصوصة للّه تعالى بالعبادة تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، كما قال ابن عباس ومجاهد والحسن.
روى أنس بن مالك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «من أحبّ اللّه عز وجل فليحبني، ومن أحبّني فليحبّ أصحابي، ومن أحب أصحابي، فليحبّ القرآن، ومن أحبّ القرآن فليحبّ المساجد، فإنها أفنية اللّه أبنيته، أذن اللّه في رفعها، وبارك فيها، ميمونة ميمون أهلها، محفوظة محفوظ أهلها، هم في صلاتهم، واللّه عز وجل في حوائجهم، هم في مساجدهم واللّه من ورائهم».
2- يأمر اللّه بعمارة المساجد عمارة حسية بالبناء، وعمارة معنوية بالصلاة وتلاوة القرآن والأذكار وحلقات التعليم، كما قال تعالى: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة 9/ 18] و
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلم فيما رواه ابن ماجه عن عليّ: «من بنى للّه مسجدا، بنى اللّه له بيتا في الجنة»
وروى ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم: «من أخرج أذى من المسجد، بنى اللّه له بيتا في الجنة»
وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم فيما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد، فاشهدوا له بالإيمان، إن اللّه تعالى يقول: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.
أما زخرفة المساجد فبعضهم أباحها لأن فيها تعظيم المساجد، واللّه تعالى أمر بتعظيمها في قوله: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ أي تعظّم. وروي عن عثمان أنه بنى مسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم بالسّاج «1» وحسّنه. قال أبو حنيفة: لا بأس بنقش المساجد بماء الذهب، ونقش عمر بن عبد العزيز مسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وبالغ في عمارته وتزيينه، زمن ولايته على المدينة قبل خلافته، ولم ينكر عليه أحد ذلك.
وكرهه قوم لما
أخرجه أبو داود عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد».
وتصان المساجد وتنزه عن الروائح الكريهة والأقوال السيئة وغيرها، وذلك من تعظيمها،
جاء في الحديث الصحيح عند الشيخين عن جابر: «من أكل ثوما أو بصلا فلا يغشانا في مساجدنا» أو «فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته».
والمساجد فيما ذكر كلها سواء،
للحديث المتقدم ولحديث ابن عمر رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال في غزوة تبوك فيما رواه أحمد ومسلم عن أبي سعيد: «من أكل من هذه الشجرة الخبيثة- يعني الثّوم- شيئا فلا يقربنا في المسجد».
وتصان المساجد أيضا عن البيع والشراء وجميع الأشغال الدنيوية لما
أخرجه مسلم عن بريدة من قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلم للرجل الذي نادى على الجمل الأحمر: «لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له».
وهذا يدل على أن الأصل ألا يعمل في المسجد غير الصلوات والأذكار وقراءة القرآن. و
روى الترمذي عن عبد اللّه بن عمرو عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم أنه نهى عن تناشد الأشعار في المسجد، وعن البيع والشراء فيه، وأن يتحلّق الناس يوم الجمعة قبل الصلاة.
ولكن
روي في حديث آخر أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم رخص في إنشاد الشعر في المسجد.
ويكره رفع الصوت في المسجد في العلم وغيره في رأي مالك وجماعة،
لحديث أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم فيما رواه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه: «من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردّها اللّه عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا».
وأجاز أبو حنيفة وأصحابه رفع الصوت في الخصومة (التقاضي) والعلم لأنه لا بد لهم من ذلك.
ويجوز عند المالكية النوم في المسجد لمن احتاج إلى ذلك من رجل أو امرأة من الغرباء، ومن لا بيت له، فقد أنزل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم في صفّة المسجد رهطا من عكل. وفي الصحيحين عن ابن عمر أنه كان ينام وهو شاب أعزب، لا أهل له، في مسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم. ويكره عند الشافعية النوم في المساجد.
ويسن الدعاء عند دخول المسجد
روى مسلم عن أبي أسيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك».
وبعد الدخول يسن صلاة ركعتين تحية المسجد لما
روى مسلم أيضا عن أبي قتادة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس».
3- وصف اللّه تعالى المسبّحين في المساجد بأنهم المراقبون أمر اللّه، الطالبون رضاءه، الذين لا يشغلهم عن الصلاة وذكر اللّه شيء من أمور الدنيا. قال كثير من الصحابة: نزلت هذه الآية في أهل الأسواق الذين إذا سمعوا النداء بالصلاة، تركوا كل شغل وبادروا. وهم أيضا في مبادرتهم إلى صلاة الجماعة في المساجد يخافون عذاب يوم القيامة.
4- يكافئ اللّه ويجازي على الحسنات ويضاعف الثواب إلى عشر أمثاله.
واللّه يرزق من يشاء من عباده من غير أن يحاسبه على ما أعطاه إذ لا نهاية لعطائه.

__________
(1) أحسن أنواع الخشب المأخوذ من شجر معروف في الهند.
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي

mahdi81
2014-03-21, 09:46
ما معنى عتل و زنيم

أيمن عبد الله
2014-03-21, 10:57
ما معنى عتل و زنيم
مرحبا بك في هذه الصفحات على مائدة القرآن الكريم
((عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ( )) سورة القلم 13)
{ عتل بعد ذلك زنيم } : أي غليظ جاف . زنيم دعي في قريش وليس منهم وهو الوليد بن المغيرة .
قوله تعالى { فلا تطع المكذبين } أي بناء على أنك أيها الرسول مهتد وقومك ضالون فلا تطع هؤلاء الضالين المكذبين بالله ولقائه وبك وبما جئت به من الدين الحق وقوله { ودوا لو تدهن فيدهنون } أي ومما يؤكد لك عدم مشروعية طاعتهم فيما يطالبون ويقترحونه عليك أنهم ودوا أي تمنوا وأحبوا لو تلين لهم فتمالئهم بسكوتك عن آلهتهم فيدهنون بالكف عن أذيتك بترك السبّ والشتم . وقوله تعالى { ولا تطع كل حلاف مهين } بعدما نهاه عن إطاعة الكافرين عامة نهاه عن طاعة أفراد شريرين لا خير فيهم البتة كالوليد بن المغيرة فقال : { ولا تطع كل حلاف } كثير الحلف بالباطل { مهين } أي حقير . { هماز } عياب { مشاء بنميم } أي مغتاب نمام ينقل الحديث على وجه الإفساد { مناع للخير } أي يبخل بالمال أشد البخل { معتد أثيم } أي ظالم للناس معتدٍ على أموالهم وأنفسهم { أثيم } كثير الإثم لغشيانه المحرمات وقوله { عتل بعد ذلك زنيم } أي غليظ الطبع جاف لا أدب معه . { زنيم } أي دعي في قريش وليس منهم . وقوله تعالى { أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } أي لأجل إن كان ذا مال وبنين حمله الشعور بالغنى على التكذيب بآيات الله فإذا تُليت عليه وسمعها قال أساطير الأولين رداً لها ووصفها بأنها أسطورة أي أكذوبة مسطرة ومكتوبة من أساطير الأولين من الأمم الماضية . قال تعالى { سنسمه على الخرطوم } أي نجعل له سمة شر وقبح يعرف بها مدى حياته تكون بمثابة من جدع أنفه أو رسم على أنفه فكل من رآه استقبح منظره .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري

سَـآجدة
2014-03-21, 12:49
ما معنى
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )

في قوله تعالى

((رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )) سورة النور (37)
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سورة النور (37)
{ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } [النور: 37]
واليوم في ذاته لا يُخاف منه، وإنما يُخَاف ما فيه،
كما يقول الطالب: خِفْت يوم الامتحان، واليوم يوم عادي لا يخاف منه، إنما يُخاف مما سيحدث في هذا اليوم،
فالمراد: يخافون عذاب هذا اليوم.
ومعنى { تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } [النور: 37]
يعني: رجفة القلب واضطراب حركته، وما ينتابه من خفقان شديد، ونحن نرى ما يصيب القلوب من ذلك لمجرد أحداث الدنيا، فما بالك بهوْل الآخرة،
وما يحدث من اضطراب في القلب؟
كذلك تضطرب الأبصار وتتقلَّب هنا وهناك؛ لأنها حين ترى الفزع الذي يخيفها تتقلب،
تنظر هنا وتنظر هنا عَلَّها ترى ما يُطمئنها أو يُخفِّف عنها ما تجد،
لكن هيهات فلن ترى إلا فزعاً آخر أشدّ وأَنكى.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

سَـآجدة
2014-03-21, 12:52
ما معنى كلمة
كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ

في قوله تعالى

(( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) سورة النور (39)
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سورة النور (39)
السراب: ما يظهر في الصحراء وقت الظهيرة كأنه ماء وليس كذلك. وهذه الظاهرة نتيجة انكسار الضوء،
و " قِيعة ": جمع قاع وهي الأرض المستوية مثل جار وجيرة.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

رحيق الكلمات
2014-03-21, 14:15
ما معنى كلمة في قوله تعالى

(( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )) سورة النور (40)


قال قتادة: { لجي} هو العميق
إذا أخرج يده لم يكد يراها أي لم يقارب رؤيتها من شدة الظلام، فهذا مثل قلب الكافر الجاهل البسيط المقلد الذي لا يعرف حال من يقوده، ولا يدري أين يذهب، بل كما يقال في المثل للجاهل: أين تذهب؟ قال: معهم، قيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري. وقال ابن عباس رضي اللّه عنهما { يغشاه موج} يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر، وهي كقوله: { ختم اللّه على قلوبهم وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم غشاوة} الآية. وكقوله: { وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} الآية. فالكافر يتقلب في خمسة من الظلم: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار
تفسير ابن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 14:21
ما معنى قوله تعالى

(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )) سورة النور (41)
معنى قوله تعالى

(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )) سورة النور (41)






قال تعالى: { كل قد علم صلاته وتسبيحه} أي كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة اللّه عزَّ وجلَّ، ثم أخبر أنه عالم بجميع ذلك لا يخفى عليه من ذلك شيء

تفسير ابن كثير

{ كل قد علم صلاته وتسبيحه} يجوز أن يكون المعنى : كل قد علم الله صلاته وتسبيحه؛ أي علم صلاة المصلي وتسبيح المسبح. ولهذا قال { والله عليم بما يفعلون} أي لا يخفي عليه طاعتهم ولا تسبيحهم. ومن هذه الجهة يجوز نصب { كل} عند البصريين والكوفيين بإضمار فعل يفسره ما بعده. وقد قيل : المعنى قد علم كل مصل ومسبح صلاة نفسه وتسبيحه الذي كلفه. وقرأ بعض الناس { كل قد علم صلاته وتسبيحه} غير مسمى الفاعل. وذكر بعض النحويين أن بعضهم قرأ { كل قد عُلم صلاته وتسبيحه} ؛ فيجوز أن يكون تقديره : كل قد علمه الله صلاته وتسبيحه. ويجوز أن يكون المعنى : كل قد علم غيره صلاته وتسبيحه أي صلاة نفسه؛ فيكون التعليم الذي هو الإفهام والمراد الخصوص؛ لأن من الناس من لم يعلم. ويجوز أن يكون المعنى كل قد استدل منه المستدل، فعبر عن الاستدلال بالتعليم قاله المهدوي. والصلاة هنا بمعنى التسبيح، وكرر تأكيدا؛ كقول { يعلم السر والنجوى} . والصلاة قد تسمى تسبيحا؛ قاله القشيري.
تفسير القرطبي

رحيق الكلمات
2014-03-21, 14:24
ما معنى قوله تعالى

(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )) سورة النور (43)
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )) سورة النور (43)
{ فترى الودق} أي المطر

{ وينزل من السماء من جبال فيها من برد} قال بعض النحاة: { من} الأولى لابتداء الغاية، والثانية للتبعيض، والثالثة لبيان الجنس، ومعناه أن في السماء جبال برد ينزل اللّه منها البرد، وأما من جعل الجبال ههنا كناية عن السحاب فإن من الثانية عنده لابتداء الغاية لكنها بدل من الأولى واللّه أعلم
{ يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} أي يكاد ضوء برقه من شدته يخطف الأبصار إذا اتبعته وتراءته
تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 14:26
بين قدرة الله تعالى من خلال هذه الآية

(( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)
قدرة الله تعالى من خلال هذه الآية

(( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)
يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم في خلقه أنواع المخلوقات، على اختلاف أشكالها وألوانها وحركاتها وسكناتها من ماء واحد، { فمنهم من يمشي على بطنه} كالحية وما شاكلها، { ومنهم من يمشي على رجلين} كالإنسان والطير، { ومنهم من يمشي على أربع} كالأنعام وسائر الحيوانات، ولهذا قال: { يخلق اللّه ما يشاء} أي بقدرته، لأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولهذا قال: { إن اللّه على كل شيء قدير} .
تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 14:30
ما معنى قوله تعالى

(( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ )) سورة النور (49)
(( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ )) سورة النور (49)

{ إِذَا فَرِيق مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ } عَنْ قَبُول الْحَقّ وَالرِّضَا بِحُكْمِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَقَوْله : { وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّه وَرَسُوله } يَقُول : وَإِذَا دُعِيَ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ إِلَى كِتَاب اللَّه وَإِلَى رَسُوله { لِيَحْكُم بَيْنهمْ } فِيمَا اخْتَصَمُوا فِيهِ بِحُكْمِ اللَّه , { إِذَا فَرِيق مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ } عَنْ قَبُول الْحَقّ وَالرِّضَا بِحُكْمِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ'

وقوله تعالى: { وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين} أي وإذا كانت الحكومة لهم لا عليهم جاءوا سامعين مطيعين وهو معنى قوله { مذعنين} ، وإذا كانت الحكومة عليه أعرض ودعا إلى غير الحق، وأحب أن يتحاكم إلى غير النبي صلى اللّه عليه وسلم ليروج باطله، فإذعانه أولاً لم يكن عن اعتقاد منه أن ذلك هو الحق، بل لأنه موافق لهواه، ولهذا لما خالف الحق قصده عدل عنه إلى غيره

تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 14:37
ما معنى كلمة في قوله تعالى

(( أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) سورة النور (50)
(( أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) سورة النور (50)

وَقَوْله : { أَنْ يَحِيف اللَّه عَلَيْهِمْ وَرَسُوله } الحيف بمعنى الجور


وَالْمَعْنَى : أَنْ يَحِيف رَسُول اللَّه عَلَيْهِمْ , فَبَدَأَ بِاللَّهِ تَعَالَى ذِكْره تَعْظِيمًا لِلَّهِ , كَمَا يُقَال : مَا شَاءَ اللَّه ثُمَّ شِئْت , بِمَعْنَى شِئْت .
تفسير الطبري

رحيق الكلمات
2014-03-21, 15:06
ما هي آثار طاعة الله ورسوله في قوله تعالى

(( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) (52) سورة النور
آثار طاعة الله ورسوله في قوله تعالى

(( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) (52)

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُوله وَيَخْشَى اللَّه وَيَتَّقِهِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُوله فِيمَا أَمَرَهُ وَنَهَاهُ , وَيُسَلِّم لِحُكْمِهِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ , وَيَخَفْ عَاقِبَة مَعْصِيَة اللَّه وَيَحْذَرهُ , وَيَتَّقِ عَذَاب اللَّه بِطَاعَتِهِ إِيَّاهُ فِي أَمْره وَنَهْيه ; الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُوله وَيَخْشَى اللَّه وَيَتَّقِهِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُوله فِيمَا أَمَرَهُ وَنَهَاهُ , وَيُسَلِّم لِحُكْمِهِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ , وَيَخَفْ عَاقِبَة مَعْصِيَة اللَّه وَيَحْذَرهُ , وَيَتَّقِ عَذَاب اللَّه بِطَاعَتِهِ إِيَّاهُ فِي أَمْره وَنَهْيه ;' يَقُول : فَالَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِرِضَا اللَّه عَنْهُمْ يَوْم الْقِيَامَة وَأَمْنهمْ مِنْ عَذَابه .يَقُول : فَالَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِرِضَا اللَّه عَنْهُمْ يَوْم الْقِيَامَة وَأَمْنهمْ مِنْ عَذَابه .'

تفسير الطبري

أخبر تعالى عن صفة المؤمنين المستجيبين للّه ولرسوله الذين لا يبغون ديناً سوى كتاب اللّه وسنة رسوله، فقال: { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى اللّه ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} أي سمعاً وطاعة، ولهذا وصفهم تعالى بالفلاح وهو نيل المطلوب والسلامة من المرهوب، فقال تعالى: { وأولئك هم المفلحون} ، وقال قتادة: ذكر لنا أن أبا الدرداء قال: لا إسلام إلا بطاعة اللّه، ولا خير إلا في جماعة، والنصيحة للّه ولرسوله وللخليفة وللمؤمنين عامة، قال: وقد ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كان يقول: عروة الإسلام شهادة أن لا إله إلا اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والطاعة لمن ولاه اللّه أمر المسلمين ""رواه ابن أبي حاتم""
تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 15:21
ما معنى كلمة
حُمِّلَ
في قوله تعالى

(( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )) سورة النور (54)
(( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )) سورة النور (54)

{ فإنما عليه ما حمّل} أي إبلاغ الرسالة وأداء الأمانة
تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 15:27
سؤال

ما أثر هذا الوعد الإلاهي في نفوس كل من يدافع عن الخير ويسعى لترسيخه رغم الظلمات الكثيرة ؟

(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) سورة النور (55)
أثر هذا الوعد الإلاهي في نفوس كل من يدافع عن الخير ويسعى لترسيخه رغم الظلمات الكثيرة ؟

(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) سورة النور (55)


هذا وعد من اللّه تعالى لرسوله صلوات اللّه وسلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد، وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس أمناً وحكماً فيهم، وقد فعله تبارك وتعالى وله الحمد والمنة، فإنه صلى اللّه عليه وسلم لم يمت حتى فتح اللّه عليه مكة وخيبر والبحرين وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكمالها، وأخذ الجزية من مجوس هجر، ومن بعض أطراف الشام، وهاداه هرقل ملك الروم وصاحب مصر المقوقس، وملوك عمان، والنجاشي ملك الحبشة، ثم قام بالأمر بعده خليفته أبو بكر الصديق، فبعث جيوش الإسلام إلى بلاد فارس صحبة خالد بن الوليد رضي اللّه عنه، ففتحوا طرفاً منها، وقتلوا خلقاً من أهلها، وجيشاً آخر صحبه أبو عبيدة رضي اللّه عنه إلى أرض الشام، وثالثاً صحبه عمرو بن العاص رضي اللّه عنه إلى بلاد مصر، ففتح اللّه للجيش الشامي في أيامه بصرى ودمشق، وتوفاه اللّه عزَّ وجلَّ واختار له ما عنده من الكرامة، ومنَّ على أهل الإسلام بأن ألهم الصديق أن يستخلف عمر الفاروق، فقام بالأمر بعده قياماً تاماً لم يدر الفلك بعد الأنبياء على مثله في قوة سيرته وكمال عدله؛ وتم في أيامه فتح البلاد الشامية بكمالها وديار مصر إلى آخرها وأكثر إقليم فارس، وكسر كسرى، وأهانه غاية الهوان، وكسر قيصر وانتزع يده عن بلاد الشام وانحدر إلى القسطنطينية، وأنفق أموالهما في سبيل اللّه، كما أخبر بذلك ووعد به رسول اللّه عليه من ربه أتم سلام وأزكى صلاة. ثم لما كانت الدولة العثمانية امتدت الممالك الإسلامية إلى أقصى مشارق الأرض ومغاربها، ففتحت بلاد المغرب إلى أقصى ما هنالك الأندلس وقبرص، وبلاد القيروان وبلاد سبتة مما يلي البحر المحيط، ومن ناحية المشرق إلى أقصى بلاد الصين، وقتل كسرى، وباد ملكه بالكلية، وفتحت مدائن العراق وخراسان والأهواز، وقتل المسلمون من الترك مقتلة عظيمة جداً، وخذل اللّه ملكهم الأعظم خاقان، وجبي الخراج من المشارق والمغارب إلى حضرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي اللّه عنه، وذلك ببركة تلاوته ودراسته وجمعه الأمة على حفظ القرآن؛ ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن اللّه زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها) فها نحن نتقلب فيما وعدنا اللّه ورسوله، وصدق اللّه ورسوله، فنسأل اللّه الإيمان به وبرسوله، والقيام بشكره على الوجه الذي يرضيه عنا

تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 15:37
هذه الآية تحتوي على أدب من آداب الاستئذان ما هو ؟

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) سورة النور (58)

(( وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) سورة النور (60)

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) سورة النور (58)

(( وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) سورة النور (60)

هذه الآيات الكريمة اشتملت على استئذان الأقارب بعضهم على بعض، وما تقدم في أول السورة فهو استئذان الأجانب بعضهم على بعض، فأمر اللّه تعالى المؤمنين أن يستأذنهم خدمهم مما ملكت أيمانهم وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم منهم في ثلاثة أحوال: الأول من قبل صلاة الغداة لأن الناس إذ ذاك يكونون نياماً في فرشهم، { وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة} أي في وقت القيلولة، لأن الإنسان قد يضع ثيابه في تلك الحال مع أهله، { ومن بعد صلاة العشاء} ، لأنه وقت النوم فيؤمر الخدم والأطفال أن لا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال، لما يخشى من أن يكون الرجل على أهله أو نحو ذلك من الأعمال، ولهذا قال: { ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن} أي إذا دخلوا في حال غير هذه الأحوال، فلا جناح عليكم في تمكينكم إياهم، ولا عليهم إن رأوا شيئاً في غير تلك الأحوال، ولأنهم طوافون عليكم أي في الخدمة وغير ذلك، ولهذا روى أهل السنن أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال في الهرة: (إنها ليست بنجسة إنها من الطوافين عليكم - أو الطوفات - ). عن ابن عباس أن رجلين سألاه عن الاستئذان في ثلاث عورات التي أمر اللّه بها في القرآن؟ فقال ابن عباس: إن اللّه ستير يحب الستر، كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم، ولا حجال في بيوتهم، فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله، فأمرهم اللّه أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمى اللّه؛ ثم جاء اللّه بعد بالستور، فبسط اللّه عليهم الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال، فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به ""أخرجه ابن أبي حاتم وإسناده صحيح إلى ابن عباس كما قال ابن كثير""وقال السدي: كان أناس من الصحابة رضي اللّه عنهم يحبون أن يواقعوا نساءهم في هذه الساعات ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلاة، فأمرهم اللّه أن يأمروا المملوكين والغلمان أن لا يدخلوا عليهم في تلك الساعات إلا بإذن، وقال مقاتل بن حيان: بلغنا واللّه أعلم أن رجلاً من الأنصار وامرأته أسماء بنت مرثد صنعا للنبي صلى اللّه عليه وسلم طعاماً، فجعل الناس يدخلون بغير إذن، فقالت أسماء: يا رسول اللّه ما أقبح هذا، إنه ليدخل على المرأة وزوجها وهما في ثوب واحد غلامهما بغير إذن، فأنزل اللّه في ذلك: { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} إلى آخرها؛ ومما يدل على أنها محكمة لم تنسخ قوله: { كذلك يبين اللّه لكم الآيات واللّه عليم حكيم} ، ثم قال تعالى: { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم} يعني إذا بلغ الأطفال الذين إنما كانوا يستأذنون في العورات الثلاث إذا بلغوا الحلم، وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال، وإن لم يكن في الأحوال الثلاث. قال الأوزاعي: إذا كان الغلام رباعياً فإنه يستأذن في العورات الثلاث على أبويه، فإذا بلغ الحلم فليستأذن على كل حال، وقال في قوله: { كما استأذن الذين من قبلهم} يعني كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه، وقوله: { والقواعد من النساء} هن اللواتي انقطع عنهن الحيض ويئسن من الولد { اللاتي لا يرجون نكاحا} أي لم يبق لهن تشوف إلى التزوج، { فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة} الاستئذان في ثلاثة أوقات { من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة } أي وقت الظهر { ومن بعد الصلاة العشاء ثلاث عورات لكم }

تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 15:56
ما هي معاني الكلمات الملونة في هذه الآية القرآنية الكريمة ؟

(( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) سورة النور (61)
معاني الكلمات الملونة في هذه الآية القرآنية الكريمة ؟


(( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) سورة النور (61)
ان تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ :تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج، وقالوا: الطعام أفضل الأموال، وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وتضمن هذا بيوت الأبناء لأنه لم ينص عليهم، ولهذا استدل بهذا من ذهب إلى أن مال الولد بمنزلة مال أبيه


مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ : فقال سعيد بن جبير والسدي: هو خادم الرجل من عبد وقهرمان، فلا بأس أن يأكل مما استودعه من الطعام بالمعروف. وقال الزهري عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان المسلمون يذهبون مع النفير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيدفعون مفاتحهم إلى ضمنائهم، ويقولون: قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما احتجتم إليه، فكانوا يقولون: إنه لا يحل لنا أن نأكل، إنهم أذنوا لنا عن غير طيب أنفسهم، وإنما نحن أمناء، فأنزل اللّه: { أو ما ملكتم مفاتحه} ، وقوله: { أو صديقكم} أي بيوت أصدقائكم وأصحابكم فلا جناح عليكم في الأكل منها إذا علمتم أن ذلك لا يشق عليهم ولا يكرهون ذلك

أَشْتَاتًا :فهذه رخصة من اللّه تعالى في أن يأكل الرجل وحده ومع الجماعة، وإن كان الأكل مع الجماعة أبرك وأفضل

{ فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم} يعني فليسلم بعضكم على بعض
تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 16:00
ما معنى قوله تعالى

(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة النور (62)


معنى قوله تعالى

(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة النور (62)[



وهذا أيضاً أدب أرشده اللّه عباده المؤمنين، فكما أمرهم بالاستئذان عند الدخول، كذلك أمرهم بالاستئذان عند الانصراف، لا سيما إذا كانوا في أمر جامع مع الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه، من صلاة جمعة أو عيد أو جماعة أو اجتماع في مشورة ونحو ذلك، أمرهم اللّه تعالى أن لا يتفرقوا عنه والحالة هذه إلا بعد استئذانه ومشاورته، ثم أمر رسوله صلوات اللّه وسلامه عليه إذا استأذنه أحد منهم في ذلك أن يأذن له إن شاء اللّه، ولهذا قال: { فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم} الآية، وقد قال صلى اللّه عليه وسلم: (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة) ""أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حديث حسن"".

تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 16:04
ما معنى كلمة في قوله تعالى

(( لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) سورة النور (63)

(( لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) سورة النور (63)

دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا : يقول: لا تسموه إذا دعوتموه يا محمد، ولا تقولوا: يا ابن عبد اللّه، ولكن شرِّفوه فقولوا: يا نبي اللّه، يا رسول اللّه
لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ : قال مقاتل: هم المنافقون كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة، فيلوذون ببعض أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم،حتى يخرجوا من المسجد، وكان إذا أراد أحدهم الخروج أشار بإصبعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فيأذن له من غير أن يتكلم الرجل، وقال السدي: كانوا إذا كانوا معه في جماعة لاذ بعضهم ببعض حتى يتغيبوا عنه فلا يراهم، وقال قتادة في قوله: { قد يعلم اللّه الذين يتسللون منكم لواذا} يعني لواذاً عن نبي اللّه وعن كتابه
تفسير بن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-21, 16:11
ختام سورة النور (( الحجاب ))
ما معنى قوله تعالى
(( أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة النور (64)

ختام سورة النور (( الحجاب ))
ما معنى قوله تعالى
(( أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة النور (64)


قوله { ألا إن لله ما في السماوات والأرض} خلقا وملكا. { قد يعلم ما أنتم عليه} فهو يجازيكم به. و { يعلم} هنا بمعنى علم. { ويوم يرجعون إليه} بعد ما كان في خطاب رجع في خبر وهذا يقال له : خطاب التلوين. { فينبئهم بما عملوا} أي يخبرهم بأعمالهم ويجازيهم بها. { والله بكل شيء عليم} من أعمالهم وأحوالهم.

تفسير القرطبي
وهكذا نكون قد ختمنا سورة النور بفضل ونعمة من الله
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الكريم

أيمن عبد الله
2014-03-21, 16:16
بارك الله في كل من ساهم معنا في بيان وتفسير بعض معاني سورة النور

وللعلم فقط ربما لاحظتم أنني قمت بنقل تفسير وبيان بعض الآيات للدكتور وهبة الزحيلي

وقد كان البيان والتفسير مطولا خاصة في بيان احكام اللعان وجريمة الزنا

لأن فيها أمور فقهية في المعاملات فما أردت أن يكن الشرح مقتصرا على نقل وبيان لمعاني

كلمات وتفسيرا مختصرا لهذا نقلت التفسير المطول مع بيان بعض الاحكام الفقيه

وهي من كتاب

الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي

والله الموفق

رحيق الكلمات
2014-03-21, 16:29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم استاذنا ايمـــن

- لقد وفقتم في تبيان معاني السورة الكريمة من خلال الشرح الوافر والاسئلة الحكيمة
احسست في هذه الصفحة المباركة اني اقرأ القرآن لاول مرة

إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
بارك الله في جميع الاخوة والاخوات

أيمن عبد الله
2014-03-21, 17:00
السلام عليكم
هذا الموضوع المبارك لاستاذ مبارك ( نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا)
بدأ بمشاركة يوم 26/12/2013 من قبل الاستاذ قاسم
لكنه اليوم في المشاركة رقم 3046 وذلك خلال 87 يوما فقط حتى الآن

أي بمعدل 35 مشاركة يوميا وهذا رقم قياسي لأي موضوع بالمنتدى والله اعلم

إنها بركة القرآن الكريم ....فهيا نلتقي حول مائدة القرآن الكريم

أيمن عبد الله
2014-03-22, 08:18
السلام عليكم

حاولت عبثا وضع اقتباسات متعددة لسورة النور وما ورد من بيان معانيها وأحكماها

لكن باءت كل محاولاتي بالفشل ......فمن يحاول وله الأجر من الله تعالى

أيمن عبد الله
2014-03-22, 08:19
السلام عليكم

حاولت عبثا وضع اقتباسات متعددة لسورة النور وما ورد من بيان معانيها وأحكامها

لكن باءت كل محاولاتي بالفشل ......فمن يحاول وله الأجر من الله تعالى

سَـآجدة
2014-03-22, 14:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إضافة بخصوص سورة الفرقان ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسأل الله أن يثبت الأجر لكل من ساهم في هذا العمل الصالح
نسأل الله لنا ولكن الفردوس الأعلى
فهي غاية الأماني بعد رؤية الله سبحانه في الجنة
ولكنني أردت أن أصحح معلومة مغلوطة يظنها معظم الناس حقيقة علمية
وهو ما أشارت إليه أختي الكريمة ساجدة لربي
أولا:
يقول العلماء أنه لا يجوز تفسير أي ظاهرة كونية بالقرآن الكريم
لأن تفسير الظواهر الكونية يكون بالنظريات،فإذا كانت النظرية خاطئة،كان القرآن خاطئا
وهو والله ذنب عظيم
فقد يستغل أعداء الملة هكذا أمور،للاحتجاج على أن القرآن ليس كلام الله
ومنه لابد من اجتماع كل العلماء لطرح أي رأي حول الظواهر الكونية
كما يجب أن يجمعوا على صحة أي استدلال على أي ظاهرة كونية
لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة
ثانيا:
ذكرت أختي ساجدة لربي مسألة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس
وهذا الأمر غير صحيح البتة
فالأرض ثابتة لا تدور ولا تتحرك،ولكن الشمس هي التي تدور حول الأرض
فيكون منها الليل والنهار والفصول الأربعة
وهذا كله بنص القرآن والسنة،وإجماع سلف الأمة وخلفها
فالقول بحركة الأرض حول نفسها وحول الأرض مخالف لكلام الله،ومنه فهو مخالف للعقيدة
ثالثا:
لو طلبت دليل دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس من العلماء الغربيين على أن يكون دليلا علميا،لأجابوا بالصمت المطبق
لأنهم لا يملكون دليلا على ذلك،بل يملكون نظريات فقط
رابعا:
هناك أدلة علمية لدينا ظهرت حديثا تدل على أن الأرض جامدة لا تتحرك،لا حول نفسها ولا حول الشمس
وذلك ما يوافق القرآن والسنة والعقل
هذه المداخلة بإذن الله في صلب الموضوع،لأن هناك من يفسر القرآن،ولا يعلم أنه يخرجه من معناه الأصلي
هذا،وأسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه،ويرينا البطال باطلا ويرزقنا اجتنابه
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الادريسي لقد جعلتني اعيد التفكير في ما كتب من قبل لكن عندي استفسار حول دوران الارض او ثباتها اذا وافق استاذنا قاسم
يستمر الظل في حركة وتغير مادامت الشمس مستمرة في حركة دوران، وما دام الضوء المنبعث منها يسير بسرعة هائلة (مقدارها ثلاثمائة ألف كيلومتراً في الثانية تقريباً)، ولولا هذه السرعة لما تحددت معالم ظلال الأشياء.
ولا يبقى الظل أو يسكن إلا بسكون الأرض، أي : توقفها عن الدوران، ولو حدث هذا لاختل توازنها في دورانها حول أمها الشمس، ولارتطمت بسطح هذه الشمس، وبهذا تكون نهايتها.

بارك الله فيكم



بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة النور
مدنية، وهي أربع وستون آية.
تسميتها:
سميت سورة النور لتنويرها طريق الحياة الاجتماعية للناس، ببيان الآداب والفضائل، وتشريع الأحكام والقواعد، ولتضمنها الآية المشرقة وهي قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [35] أي منورهما، فبنوره أضاءت السموات والأرض، وبنوره اهتدى الحيارى والضالون إلى طريقهم.
مناسبتها لما قبلها:
تظهر مناسبة هذه السورة لسورة قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ من وجهين:
الأول- أنه تعالى لما قال في مطلع سورة المؤمنين: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ذكر هنا أحكام من لم يحفظ فرجه من الزناة، وما اتصل بذلك من شأن القذف، وقصة الإفك، والأمر بغض البصر الذي هو داعية الزنى، والاستئذان الذي جعل من أجل النظر، وأمر بالتزويج حفظا للفروج، وأمر من عجز عن مؤن الزواج بالاستعفاف وحفظ فرجه، ونهى عن إكراه الفتيات على الزنى.الثاني- بعد أن ذكر اللّه تعالى في سورة المؤمنين المبدأ العام في مسألة الخلق، وهو أنه لم يخلق الخلق عبثا، بل للتكليف بالأمر والنهي، ذكر هنا طائفة من الأوامر والنواهي في أشياء تعد مزلقة للعصيان والانحراف والضلال.
فضلها:
في هذه السورة أنس وشعور بالطمأنينة لأن المؤمن يرتاح للعفة والطهر، ويشمئز من الفحش وسوء الظن والاتهام،
ذكر مجاهد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «علّموا رجالكم سورة المائدة، وعلموا نساءكم سورة النور»
وقال حارث بن مضرّب رضي اللّه عنه: كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أن تعلّموا سورة النساء والأحزاب والنور. وتعليم هذه السورة للنساء مروي أيضا عن عائشة رضي اللّه عنها.
مشتملاتها:
اشتملت هذه السورة على أحكام مهمة تتعلق بالأسرة، من أجل بنائها على أرسخ الدعائم، وصونها من المخاطر والعواصف، والتركيز على تماسكها وتنظيمها، وحمايتها من الانهيار والدمار.
فكان مقصود هذه السورة ذكر أحكام العفاف والسّتر.
لقد بدأت ببيان حد الزنى، وحد قذف المحصنات، وحكم اللعان عند الاتهام بالفاحشة أو لنفي نسب الولد، من أجل تطهير المجتمع من الانحلال والفساد واختلاط الأنساب، وبعدا عن هدم حرمة الأعراض، وصون الأمة من التردي في حمأة الإباحية والفوضى.
ثم ذكرت قصة الإفك المبنية على سوء الظن والتسرع بالاتهام لتبرئة أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها، ومحاربة شيوع الفاحشة، وترديد الإشاعاتالمغرضة التي تهدم صرح الأمة، وتقوّض بنيتها التي ينبغي أن تقوم على الثقة والمحبة، والابتعاد عن وساوس الشيطان.
ثم تحدثت السورة عن باقة من الآداب الاجتماعية في الحياة الخاصة والعامة، وهي الاستئذان عند دخول البيوت، وغض الأبصار، وحفظ الفروج، وإبداء النساء زينتهن لغير المحارم مما يدل على تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء غير المحارم، وتزويج الأيامى (غير المتزوجين) من الرجال والنساء، والاستعفاف لمن لم يجد مؤن الزواج، من أجل تحقيق الاستقامة على شريعة اللّه، وصون الأسرة المسلمة، ورعاية حال الشباب والفتيات، والبعد عن الفتنة.
ثم أبانت مزية تشريع الأحكام وأنه نور وهدى، وفضل آيات القرآن، ومزية بيوت اللّه وهي المساجد، وعدم جدوى أعمال الكفار وتشبيهها بالسراب الخادع أو ظلمات البحار.
وأعقب ذلك تنبيه الناس إلى أدلة وجود اللّه ووحدانيته في صفحة الكون الأعلى والأسفل من تقليب الليل والنهار وإنزال المطر وخلق السموات والأرض، وخضوع جميع الكائنات الحية للّه عز وجل، وطيران الطيور، وخلق الدواب ذات الأنواع العجيبة.
ثم انتقل إلى وصف مواقف المنافقين والمؤمنين الصادقين من حكم اللّه والرسول بإعراض الأولين وإطاعة الآخرين، ووعده تعالى للمؤمنين الذين يعملون الصالحات بالاستخلاف في الأرض.
ثم عادت الآيات لبيان حكم استئذان الموالي والأطفال في البيوت في أوقات ثلاثة، وحكم رفع الحرج عن ذوي الأعذار في الجهاد، وعن الأقارب والأصدقاء في الأكل من بيوت أقاربهم بلا إذن، واستئذان المؤمنين الرسول صلّى اللّه عليه وسلم عند الانصراف، وتفويضه بالإذن لمن شاء، وتعظيم مجلسه ومناداته بأدب جم وحياء وتبجيل يليق به وبرسالته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله مجهود الجميع
سورة النُّور 24/114

سبب التسمية :
سُميت ‏سورة ‏النور ‏لما ‏فيها ‏من ‏إشعاعات ‏النور ‏الرباني ‏بتشريع ‏الأحكام ‏والآداب ‏والفضائل ‏الإنسانية ‏التي ‏هي ‏قبس ‏من ‏نور ‏الله ‏على ‏عباده ‏وفيض ‏من ‏فيوضات ‏رحمته ‏وجوده ‏‏" ‏الله ‏نور ‏السموات ‏والأرض ‏‏" ‏اللهم ‏ّنوِّرْ ‏قلوبنا ‏بنور ‏كتابك ‏المبين ‏يا ‏رب ‏العالمين .‎‏
التعريف بالسورة :
1) مدنية .
2) من المثاني .
3) عدد آياتها .64 .
4) ترتيبها الرابعة والعشرون .
5) نزلت بعد سورة الحشر .
6) بدأت بـ " سورة أنزلنها "، تحدثت عن حديث الإفك .
7) الجزء " 18 " ، الحزب " 35 ، 36 " ، الربع " 4،5،6،7 " .
محور مواضيع السورة :
سورة النور من السور المدنية التي تتناول الأحكام التشريعية وتعني بأمور التشريع والتوجيه والأخلاق وتهتم بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يُرَبَّى عليها المسلمون أفرادا وجماعات وقد اشتملت هذه السورة على أحكام هامة وتوجيهات عامة تتعلق بالأسرة التي هي النواة الأولى لبناء المجتمع الأكبر .
سبب نزول السورة :
1) قال المفسرون قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء ليست لهم أموال وبالمدينة نساء بغايا مسافحات يكرين أنفسهن وهن يومئذ أخصب أهل المدينة فرغب في كسبهن ناس من فقراء المهاجرين فقالوا لو أنا تزوجنا منهن فعشنا معهن إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن فاستأذنوا النبي في ذلك فنزلت هذه الآية وحرم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك وقال عكرمة نزلت الآية في نساء بغايا متعالجات بمكة والمدينة وكن كثيرات ومنهن تسع صواحب رايات لهن رايات كرايات البيطار يعرفونها أم مهدون جارية السائب بن أبي السائب المخزومي وأم غليظ جارية صفوان بن أمية وحية القبطية جارية العاص بن وائل ومرية جارية ابن مالك بن عمثلة بن السباق وجلالة جارية سهيل بن عمرو وام سويد جارية عمرو بن عثمان المخزومي وشريفة جارية زمعة بن الاسود وقرينة جارية هشام بن ربيعة المواخير لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة أو مشرك من أهل الأوثان فأراد ناس من المسلمين نكاحهن ليتخذوهن ما أكلة فأنزل الله تعالى هذه الآية ونهى المؤمنين عن ذلك وحرمه عليهم .
2) عن ابن عباس قال لما نزلت (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء )إلى قوله تعالى الفاسقون قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار أهكذا أُنْزِلَتْ يا رسول الله؟ فقال رسول الله:ألا تسمعون يا معشر الانصار إلى ما يقول سيدكم ؟قالوا يا رسول الله إنَّه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا وما طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته فقال سعد : والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من عند الله ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن اهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله إني لأتي بهم حتى يقضي حاجته فما لبثوا إلا يسيرا
حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشيا فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح وغدا على رسول الله فقال : يا رسول الله إني جئت أهلي عشيا فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله ما جاء به واشتد عليه فقال سعد بن عبادة : الآن يضرب رسول الله هلال ابن امية ويبطل شهادته في المسلمين ، فقال هلال : والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا فقال هلال يا رسول الله إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك والله يعلم إني لصادق فوالله إن رسول الله يريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك في تربد جلده فامسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزلت (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم )الآيات كلها فسري عن رسول الله فقال أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا فقال هلا قد كنت أرجو ذاك من ربي وذكر باقي الحديث .
3) عن عبد الله قال انا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من الانصار فقال: لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فإن تكلم جلدتموه وإن قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ والله لأسألن عنه رسول الله فلما كان من الغد أتى رسول الله فسأله فقال لو ان رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلم جلدتموه او قتل قتلتموه او سكت سكت على غيظ فقال اللهم افتح وجعل يدعو فنزلت آية اللعان (والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم )الآية فابتلى به الرجل من بين الناس فجاء هو وامراته إلى رسول الله فتلاعنا فشهد الرجل اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين ثم لعن الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين فذهبت لتلعن فقال رسول الله فلعنت فلما أدبرت قال لعلها إن تجئ به أسود جعدا فجاءت به اسود جعدا رواه مسلم عن ابي خيثمة .
4) عن عروة ان عائشة عنها حدثته بحديث الافك وقالت فيه وكان ابو ايوب الانصاري حين اخبرته امراته وقالت يا ابا ايوب الم تسمع بما تحدث الناس قال وما يتحدثون فاخبرته يقول اهل الافك فقال ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم قالت فانزل الله عز وجل ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم .
فضل السورة :
1) عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور .
2) أخرج ابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله : عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور "
3) أخرج الحاكم عن أبي وائل قال حججت أنا وصاحب لي وابن عباس على الحج فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي : سبحان الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل ! لو سمعت هذا الترك لأسْلَمَتْ .



ما معنى كلمة
فَرَضْنَاهَا
في قوله تعالى
((سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) سورة النور(01)
قوله تعالى : { سورة أنزلناها } أي هذه سورة من كتاب الله أنزلناها أي على عبدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم { وفرضناها } أي وفرضنا ما اشتملت عليه من أحكام على أمة الإسلام ، وقوله : { لعلكم تذكرون } أي تتعظون فتعملون بما حوته هذه السورة من أوامر ونواه وآداب وخلاق
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري


ما معنى قوله تعالى
((الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ )) سورة النور(02)
وقوله تعالى : { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة } أي من زنت برجل منكم أيها المسلمون وهما بكران حُرَّان غير محصنين ولا مملوكين فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة بعصا لا تشين جارحة ولا تكسر عضواً أي جلداً غير مبرح ، وزادت السنة تغريب سنة ، وقوله تعالى : { ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله } ، أي لا تشفقوا عليهما فتعلطوا حَدَّ الله تعالى وتحرموهما من التطهير بهذا الحد لأن الحدود كفارة لأصحابها ، وقوله : { إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } أي فأقيموا عليهما الحد وقوله : { وليشهد عذابهما } أي إقامة الحد { طائفة من المؤمنين } أي ثلاثة أنفار فأكثر وأربعة أولى لأن شهادة الزنا تثبت بأربعة شهداء وكلما كثر العدد كان أولى وأفضل .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري


ما الحكمة في :قوله تعالى
(( الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)) سورة النور(03)
وقوله تعالى : { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة } أي لا يطأ مثله من الزواني أو مشركة لا دين لها ، والزانية أيضاً لا يطأها إلا زانٍ مثلها أو مشرك { وحرم ذلك على المؤمنين } أي حرم الله الزنا على المؤمنين والمؤمنات ولازم هذا ان لا نزوج زانياً من عفيفة إلا بعد توبته ، ولا تزوج زانية من عفيف إلا بعد توبتها .
هداية الآيات :
- بيان حكم الزانية والزاني البكرين الحرين وهو جلد مائة وتغريب عام وأما الثيبان فالرجم إن كانا حرين أو جلد خمسين جلدة لكل واحد منهما إن كانا غير حرين .
2- وجوب إقامة هذا الحد أمام طائفة من المؤمنين .
3- لا يحل تزويج الزاني إلا بعد توبته ، ولا الزانية إلا بعد توبتها
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ: هذه الآية شروع في بيان الأحكام التي أشير إليها في الآية السابقة: سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها، وهي تبين حد الزناة.
والمعنى أن عقوبة الزانية والزاني الحرين البالغين العاقلين البكرين غير المحصنين بالزواج هي الجلد لكل منهما مائة جلدة. والحكمة في البدء في حد الزنى بالمرأة وفي حد السرقة بالرجل لأن دواعي الزنى تحدث غالبا من المرأة، وعاره عليها أشد، وأثره فيها أدوم، وأما السرقة فالغالب وقوعها من الرجال، وهم عليها أجرأ من النساء وأخطر، فقدموا عليهن.
وظاهر الآية أن حد الزناة مطلقا هو الجلد مائة، لكن ثبت في السنة القطعية المتواترة التفريق بين حد المحصن وغير المحصن، أما حد المحصن فهو الرجم بالحجارة حتى الموت، بالسنة القولية والفعلية
أخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه، المفارق للجماعة».
وأخرج أصحاب الكتب الستة ما عدا ابن ماجه، ومالك في الموطإ وأحمد في مسنده عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أن أعرابيين أتيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فقال أحدهما:
يا رسول اللّه إن ابني هذا كان عسيفا- أجيرا- على هذا، فزنى بامرأته، فافتديت ابني منه بمئة شاة ووليدة- أمة- فسألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأن على امرأة هذا: الرجم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب اللّه تعالى: الوليدة والغنم ردّ عليك، وعلى ابنك مائة جلدة، وتغريب عام، واغد يا أنيس- رجل من أسلم- إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها» فغدا عليها، فاعترفت، فرجمها.
وروى جماعة من الصحابة في الصحاح وغيرها بالنقل المتواتر أن ماعز بن مالك الأسلمي اعترف بالزنى أمام الرسول صلّى اللّه عليه وسلم وهو في المسجد أربع مرات، فأمر الرسول برجمه.
وروى مسلم وأحمد وأبو داود عن بريدة أن امرأة من بني غامد أقرت بالزنى، فرجمها الرسول صلّى اللّه عليه وسلم بعد أن وضعت.
وأنكر الخوارج مشروعية حد الرجم لأنه لا يتنصف، فلا يصح أن يكون حدا للمحصنات من الحرائر، واللّه تعالى جعل حد الإماء نصف حد المحصنات الحرائر في قوله: فَإِذا أُحْصِنَّ، فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ، فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ [النساء 4/ 25]، ولأن الرجم لم يذكر في القرآن في حد الزنى، ولأن آية الجلد عامة لكل الزناة، فلا تخصص بخبر الواحد المروي في حد الرجم.
ورد الجمهور على تلك الأدلة بأن التنصيف وارد في الجلد، فبقي ما عداه وهو الرجم على عمومه، وبأن الأحكام الشرعية كانت تنزل بحسب تجدد المصالح، فلعل المصلحة التي اقتضت وجوب الرجم حدثت بعد نزول آية الجلد، وأما تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد فهو جائز عندنا، بل إن أحاديث الرجم ثابتة بالتواتر المعنوي، والآحاد في تفاصيل الصور والخصوصيات.وشروط الإحصان: البلوغ والعقل والحرية والدخول في زواج صحيح، وأضاف أبو حنيفة ومالك شرط الإسلام، فلا يرجم الذمي، ورد عليهما بأن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أمر برجم يهوديين.
وأما حد غير المحسن وهو البكر: فليس الجلد مائة جلدة فقط، وإنما يضم إليه تغريب (نفي) سنة، بدليل ما ثبت في السنة، ومنها قصة العسيف المتقدمة: «وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام» ومنها
ما رواه أحمد وأصحاب الكتب الستة إلا البخاري والنسائي عن عبادة بن الصامت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «خذوا عني قد جعل اللّه لهن سبيلا: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيّب بالثيّب جلد مائة والرّجم»
إلا أن جلد الثيب لم يستقر عليه التشريع المعمول به في السنة النبوية، وأصبح المطبق هو الرجم فقط، كما تقدم.
والقول بالتغريب هو رأي الجمهور، وقال أبو حنيفة: ليس التغريب من الحد، وإنما هو تعزير مفوض إلى رأي الإمام وحكمه. وما يزال الظاهرية يقولون بوجوب جلد الثيب ورجمه، أخذا بحديث عبادة السابق.
وعموم قوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي يشمل المسلم والكافر، غير أن الحربي لا يحد حد الزنى لأنه لم يلتزم أحكامنا، وأما الذمي فيجلد في رأي الجمهور، وروي عن مالك رحمه اللّه أن الذمي لا يجلد إذا زنى.
وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ أي لا يحملنكم العطف والشفقة على ترك حد الزناة، فهو حكم اللّه تعالى، ولا يجوز تعطيل حدود اللّه، والواجب التزام النص، والغيرة على حرمات اللّه، كما
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم فيما رواه أحمد وأصحاب الكتب الستة عن عائشة رضي اللّه عنها: «والذي نفسي بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أي فأقيموا الحدود على من زنى،وشددوا عليه الضرب غير المبرح ليرتدع هو وأمثاله، إن كنتم تصدقون باللّه وبالآخرة التي يجري فيها الحساب والجزاء. وهذا ترغيب شديد وحض أكيد وإلهاب على تطبيق وتنفيذ حدود اللّه. وفي ذكر اليوم الآخر تذكير للمؤمنين بما فيه من العقاب تأثرا بعاطفة اللين في استيفاء الحد،
جاء في الحديث: «يؤتى بوال نقص من الحد سوطا، فيقال له: لم فعلت ذلك؟ فيقول: يا ربّ رحمة بعبادك فيقول له: أنت أرحم بهم مني! فيؤمر به في النار».
وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أي ولتكن إقامة الحد علانية، أمام فئة من المسلمين، زيادة في التنكيل للزانيين، فإنهما إذا جلدا بحضرة الناس كان ذلك أبلغ في زجرهما، وأنجع في ردعهما، وأكثر تقريعا وتوبيخا وتأنيبا لهما.
والطائفة: أقلها واحد، وقيل: اثنان فأكثر، وقيل: ثلاثة نفر فصاعدا، وقيل: أربعة نفر فصاعدا لأنه لا يكفي في شهادة الزنى إلا أربعة فأكثر، وقيل: خمسة، وقيل: عشرة فصاعدا.
وقال قتادة: أمر اللّه أن يشهد عذابهما طائفة من المؤمنين، أي نفر من المسلمين، ليكون ذلك موعظة وعبرة ونكالا. وهذا أولى الآراء في تقديري.
ويثبت الزنى بأحد أمور ثلاثة:
1- الإقرار أو الاعتراف: وهذا هو الواقع فعلا في عهود الإسلام.
2- البينة أو الشهادة: أي شهادة أربعة رجال أحرار عدول مسلمين على التلبس بالزنى فعلا، ورؤية ذلك بالعين المجردة، وهذا نادر جدا لم يحصل إلا قليلا.
3- الحبل عند المرأة بلا زوج معروف لها.وحكمة حد الزنى:
الحفاظ على الأعراض والحقوق، ومنع اختلاط الأنساب، وتحقيق العفاف والصون، وطهر المجتمع، والحيلولة دون ظهور اللقطاء في الشوارع، وانتشار الأمراض الجنسية الخطيرة، كالزّهري والسيلان، وتكريم المرأة نفسها، وعدم إهدار مستقبلها.
روي عن حذيفة أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «يا معشر الناس اتقوا الزنى، فإن فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، أما التي في الدنيا: فيذهب البهاء، ويورث الفقر، وينقص العمر، وأما التي في الآخرة: فسخط اللّه سبحانه وتعالى، وسوء الحساب، وعذاب النار».
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً .. الآية: هذا خبر خرج مخرج الغالب فلا يقصد به التحريم الاصطلاحي، وإنما التنزه والابتعاد والترفع، والمعنى: أن الشأن في الزاني الفاسق الفاجر ألا يرغب إلا في نكاح أمثاله من النساء الزانيات الفاسقات، فهو عادة لا يرغب في نكاح المرأة الصالحة، وإنما يميل إلى الزواج بالفاسقة الخبيثة أو المشركة مثلها التي لا تهتم عادة لحرمة العرض، ولا تأبه بشأن التعفف.
وكذلك الشأن في الزانية الخبيثة لا يرغب فيها غالبا إلا زان خبيث مثلها أو مشرك لا يتعفف عادة.
وبدئ بالزاني هنا، وبالزانية في الآية السابقة لأن هذه الآية تتحدث عن النكاح وإبداء الرغبة فيه بالخطبة، والعادة أن ذلك يكون من الرجل، لا من المرأة، أما أكثر دواعي الزنى فتكون من المرأة فبدئ بها كما بينا، فهي المادة في الزنى، وأما في النكاح فالرجل هو الأصل لأنه الراغب والطالب عادة.وليس معنى الجملتين في الآية هنا واحدا، فإن الجملة الأولى تصف الزاني بأنه لا يرغب في العفيفات المؤمنات، وإنما يميل إلى الزانية والمشركة، والجملة الثانية تصف الزانية بأنه لا يرغب فيها المؤمنون الأعفاء، وإنما يميل إليها الفجار والمشركون، فكان المعنى مختلفا إذ لا يلزم عقلا من كون الزاني لا يرغب إلا في مثله أن الزانية لا يرغب فيها غير أمثالها، وكانت الآية موضحة وجود التلاؤم والانسجام والتفاهم والاقتران من كلا الطرفين: الرجل والمرأة. وقد سمعنا كثيرا اليوم أن الممثلين والممثّلات ونحوهم من أهل الفن لا يتزوج الواحد منهم أو الواحدة إلا بمحترف فنا مماثلا لأن عنصر الغيرة في زعمهم يجب أن يرتفع، ليستمر الفريقان في عملهما، وإلا تعرض الزواج للهدم والفسخ والزوال، فكما لا يألف العفيف ولا يقبل غير العفائف، كذلك لا تقبل العفيفة الشريفة بحال إسفاف زوجها وتبذّله، واختراقه حدود الصون والعفة، ولربما كانت المرأة أشد غيظا وغضبا وتحرقا من الرجل في هذا، وقد يكون العكس، والمعول عليه وجود الدين والخلق والإحساس المرهف وتوافر الغيرة الدينية على الحرمات والأعراض، والبعد عن جعل العلاقة بين الرجل والمرأة مجرد علاقة مادية شهوانية، كما هو الشائع اليوم لدى الماديين الملحدين الذين رفعوا مسألة العرض من قاموس الأخلاق والقيم، سواء في الشرق أو الغرب.
وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أي حرّم التزوج بالبغايا أو تزويج العفائف بالرجال الفجار على المؤمنين الأتقياء، والمراد بالتحريم التنزه والتعفف مبالغة في التنفير لأنه تشبّه بالفسّاق، وتعرض للتهمة، وتسبب لسوء المقالة، والطعن في النسب وغير ذلك من المفاسد.
وهذا رأي الجمهور كأبي بكر وعمر وجماعة من التابعين وفقهاء الأمصار جميعا، فيجوز نكاح الزانية، والزنى لا يوجب تحريمها على الزوج، ولا يوجب الفرقة بينهما، ويؤيدهم
ما أخرجه الطبراني والدارقطني من حديث عائشة قالت: «سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن رجل زنى بامرأة، وأراد أن يتزوجها، فقال: أوله سفاح، وآخره نكاح، والحرام لا يحرم الحلال».
وما أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما عن ابن عباس أن رجلا قال للنبي صلّى اللّه عليه وسلم: إن امرأتي لا تمنع يد لامس! قال صلّى اللّه عليه وسلم: غرّبها، قال: أخاف أن تتبعها نفسي، قال:
فاستمتع بها.
وهو دليل على جواز نكاح الزانية، وعلى أن الزوجة إذا زنت لا ينفسخ نكاحها.
وقوله: «لا تمنع يد لامس»
معناه الزانية، وأنها مطاوعة من راودها، لا ترد يده. وقوله: «غرّبها» أي أبعدها بالطلاق، وهذا دليل آخر على جواز نكاح الفاجرة. و
قوله: «فاستمتع بها»
أن لا تمسكها إلا بقدر ما تقضي متعة النفس منها، والاستمتاع بالشيء: الانتفاع به إلى مدة، ومنه سمي نكاح المتعة، ومنه آية: إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ [غافر 40/ 39].
وأما حكم الحرمة في الآية فمخصوص بالسبب الذي ورد فيه، أو منسوخ بقوله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ [النور 24/ 32] فإنه يتناول المسافحات.
وقال جماعة من السلف (علي وعائشة والبراء، وابن مسعود في رواية عنه): إن من زنى بامرأة أو زنى بها غيره لا يحل له أن يتزوجها
، و
قال علي: إذا زنى الرجل فرّق بينه وبين امرأته
وكذلك هي إذا زنت. ودليلهم أن الحرمة في الآية على ظاهرها، والخبر في قوله الزَّانِي لا يَنْكِحُ .. بمعنى النهي، وأحاديث منها
ما رواه أبو داود عن عمار بن ياسر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «لا يدخل الجنة ديّوث»
ومنها
ما رواه الإمام أحمد عن عبد اللّه بن عمر قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة:
العاقّ لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والدّيّوث، وثلاث لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنّان بما أعطى».وذهب الإمام أحمد رحمه اللّه إلى أنه لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك، حتى تستتاب، فإن تابت، صح العقد عليها، وإلا فلا، وكذلك لا يصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح حتى يتوب توبة صحيحة لقوله تعالى: وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وهذه الآية كقوله تعالى: مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ، وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ [النساء 4/ 25] وقوله سبحانه: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ، وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ [المائدة 5/ 5].
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي
الناشر : دار الفكر المعاصر - دمشق
الطبعة : الثانية ، 1418 هـ

ما معنى كلمة
الْمُحْصَنَاتِ
في قوله تعالى
((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) سورة النور(04)
الحكم الثالث حد القذف

[سورة النور (24): الآيات 4 الى 5]
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)
الإعراب:
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً ثَمانِينَ منصوب على المصدر، وجَلْدَةٍ تمييز منصوب.
إِلَّا الَّذِينَ تابُوا الَّذِينَ إما منصوب على الاستثناء، كأنه قال: إلا التائبين، وإما مرفوع على الابتداء، وخبره فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وإما مجرور على البدل من الهاء والميم في لَهُمْ.
البلاغة:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ استعارة، أستعير لفظ الرمي (وهو الإلقاء بالحجارة ونحوها) لشيء معنوي وهو القذف باللسان، بجامع الأذى في كل منهما.
غَفُورٌ رَحِيمٌ صيغة مبالغة على وزن فعول وفعيل.
المفردات اللغوية:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ يقذفون العفائف الحرائر البالغات العاقلات المسلمات، ولا فرق بين الذكر والأنثى، وتخصيص المحصنات مراعاة للواقعة، أو لأن قذف النساء أغلب وأشنع، والرمي: الإلقاء بشيء يضر أو يؤذي، أستعير للسب بالزنى لما فيه من الأذى والضرر، أما القذف بغير الزنى مثل يا فاسق، يا شارب الخمر فيوجب التعزير ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ لإثبات زناهن برؤيتهم، وهو جمع شهيد، وهو الشاهد، وسمي بذلك لأنه يخبر عن شهادة وعلم وأمانة.ولا تعتبر شهادة زوج المقذوفة عند الشافعية، وتعتبر عند أبي حنيفة فَاجْلِدُوهُمْ اجلدوا كل واحد منهم وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً أي تسقط عدالتهم، فلا تقبل لهم أي شهادة كانت بعدئذ لأنه مفتر. ولا يتوقف ذلك على استيفاء الجلد عند الشافعية لترتب الجزاءين على القذف على السواء جوابا للشرط، دون ترتيب بينهما، فيحصلان دفعة واحدة، ويتوقف عدم قبول شهادته عند أبي حنيفة على استيفاء الحد. وقوله: أَبَداً أي ما لم يتب، وعند أبي حنيفة: إلى آخر عمره وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ المحكوم بفسقهم لإتيانهم كبيرة.
إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عن القذف وَأَصْلَحُوا أعمالهم بالتدارك، ومنه الاستسلام للحد، أو طلب العفو (الاستحلال) من المقذوف. فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لهم قذفهم رَحِيمٌ بهم بإلهامهم التوبة. وبالتوبة ينتهي فسقهم وتقبل شهادتهم عند الشافعية، ولا تقبل عند الحنفية لأن الاستثناء يكون راجعا إلى الجملة الثالثة وهي: وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ في رأيهم، وإلى أصل الحكم وجميع الجمل في رأي الشافعية، لكن تستثنى الجملة الأولى، فلا يسقط الحد بالتوبة بالاتفاق، حفاظا على حق العبد، ويبقى الاستثناء في ظاهره عائدا إلى رد الشهادة والتفسيق.
المناسبة:
بعد التنفير من نكاح الزانيات وإنكاح الزناة، نهى اللّه تعالى عن القذف وهو الرمي بالزنى، وذكر حده في الدنيا وهو الجلد ثمانين، وعقوبته في الآخرة وهو العذاب المؤلم ما لم يتب القاذف.
ودلت القرائن على أن المراد الرمي بالزنى بإجماع العلماء لتقدم الكلام عن الزنى، ووصف النساء بالمحصنات وهن العفائف عن الزنى، ولاشتراط إثبات التهمة بأربعة شهود، ولا يطلب هذا العدد إلا في الزنى، ولانعقاد الإجماع على أنه لا يجب الجلد بالرمي بغير الزنى، كالرمي بالسرقة وشرب الخمر والكفر، فمجموع هذه القرائن الأربع يجعل المراد هو الرمي بالزنى.
التفسير والبيان:
هذه الآية تبين حكم قذف المحصنة وهي الحرة البالغة العاقلة العفيفة، يجلد قاذفها ثمانين جلدة، وكذلك يجلد قاذف الرجل العفيف اتفاقا، وقذف الرجل
داخل في حكم الآية بالمعنى، كدخول تحريم شحم الخنزير في تحريم لحمه. وذكر النساء، لأن رميهن بالفاحشة أشنع، والزنى منهن أقبح، أما السرقة فالرجل عليها أجرأ وأقدر، فبدأ به في آية حد السرقة.
وفي التعبير بالإحصان إشارة إلى أن قذف العفيف رجلا أو امرأة موجب لحد القذف، أما المعروف بفجوره فلا حد على قاذفه، إذ لا كرامة للفاسق.
والمعنى: إن الذين يسبّون النساء العفيفات الحرائر المسلمات برميهن بالزنى، ولم يتمكنوا من إثبات التهمة بأربعة شهود رأوهن متلبّسات بالزنى، أي لم يقيموا البينة على صحة القذف الذي قالوه، لهم ثلاثة أحكام:
الأول- أن يجلد القاذف ثمانين جلدة. والجلد: الضرب.
الثاني- أن ترد شهادته أبدا، فلا تقبل في أي أمر مدة العمر.
الثالث- أن يصير فاسقا ليس بعدل، لا عند اللّه ولا عند الناس، سواء كان كاذبا في قذفه أو صادقا. والفسق: الخروج عن طاعة اللّه تعالى، وهذا دليل على أن القذف كبيرة من الكبائر، لما يترتب عليه من التشنيع وهتك حرمة المؤمنات. لكن شرط القاذف الذي نصت عليه الآية: عجزه عن الإتيان بأربعة شهود، وتقضي قواعد الشرع أن يكون من أهل التكليف: وهو البالغ العاقل المختار، العالم بالتحريم حقيقة، أو حكما كمن أسلم حديثا ومضت عليه مدة يتمكن فيها من معرفة أحكام الشرع.
وشرط المقذوف المرمي بنص الآية: أن يكون محصنا: وهو المكلف (البالغ العاقل) الحر، المسلم، العفيف عن الزنى. فشرائط إحصان القذف خمسة: هي البلوغ والعقل باعتبارهما من لوازم العفة عن الزنى، والحرية لأنها من معاني الإحصان، والإسلام،
لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتقدم: «من أشرك باللّه فليس بمحصن»
والعفة عن الزنى، فلا يعتبر كل من المجنون والصبي والعبد والكافر والزاني محصنا، فلا يحد قاذفهم، لكن يعزر للإيذاء. ويلاحظ أن ظاهر الآية يتناول جميع العفائف، سواء كانت مسلمة أو كافرة، وسواء كانت حرة أو رقيقة، إلا أن الفقهاء قالوا شرائط الإحصان في القذف خمسة: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والحرية، والعفة عن الزنى. وإنما اعتبرنا الإسلام للحديث المتقدم، واعتبرنا العقل والبلوغ
لقوله صلّى اللّه عليه وسلم فيما رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن عائشة: «رفع القلم عن ثلاثة»
ومنهم الصبي والمجنون، واعتبرنا الحرية لأن العبد ناقص الدرجة، فلا يعظم عليه التعيير بالزنى، واعتبرنا العفة عن الزنى لأن الحد مشروع لتكذيب القاذف، فإذا كان المقذوف زانيا، فالقاذف صادق في القذف، فلا يحد، وكذلك إذا كان المقذوف وطئ امرأة بشبهة أو نكاح فاسد لأن فيه شبهة الزنى.
وإذا كان العبد أو الكافر عفيفا عن الزنى، فيصبح محصنا من وجه، وغير محصن من وجه آخر، فيكون ذلك شبهة في إحصانه، فيجب درء الحد عن قاذفه.
وكان ينبغي جعل التزوج من صفات الإحصان، إلا أن العلماء أجمعوا على عدم اعتباره هنا، وهو كون المرمي زوجة أو زوجا، بدليل الآيات التالية في اللعان، فتكون آية اللعان مخصصة لعموم الموصول: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ.
وظاهر الآية: ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ يدل على أنه يشترط لتحقق القذف الموجب للعقوبة عجز القاذف عن الإتيان بأربعة يشهدون أنهم قد رأوا المقذوف يزني، وتاء بِأَرْبَعَةِ تفيد في ظاهرها اعتبار كونهم من الرجال، ويؤكد ذلك أنه لا تعتبر شهادة النساء في الحدود اتفاقا.
ولم تشترط الآية أكثر من كون الرجال الأربعة أهلا للشهادة، لكن العلماء
اختلفوا في اشتراط كون الشاهد عدلا، فقال الشافعية: تشترط عدالة الشاهد، وقال الحنفية: لا تشترط عدالة الشاهد. فإذا شهد أربعة فساق فهم قذفة عند الشافعية يحدون كالقاذف، ولا يحدون عند الحنفية، ويدرأ الحد عن القاذف لأنه تثبت بشهادتهم شبهة الزنى، فيسقط الحد عنهم وعن القاذف، وكذا عن المقذوف.
وظاهر عموم الآية أنه يكفي أن يكون زوج المقذوفة أحد الشهود الأربعة، وقد أخذ الحنفية بهذا الظاهر، وقال مالك والشافعي: لا يعتبر الزوج أحد الشهود، ويلاعن الزوج ويحد الشهود الثلاثة الآخرون لأن الشهادة بالزنى قذف، ولم يكتمل نصاب الشهادة المطلوب.
وظاهر إطلاق الآية أنه يصح مجيء الشهود متفرقين أو مجتمعين، وبه أخذ المالكية والشافعية، وذلك كالشهادة في سائر الأحكام. وقال أبو حنفية: لا تقبل شهادتهم إلا إذا كانوا مجتمعين غير متفرقين، فإن تفرقوا لم تقبل شهادتهم لأن الشاهد الواحد لما شهد صار قاذفا، ولم يأت بأربعة شهداء، فوجب عليه الحد، ولم يعد صالحا للشهادة. ونقل ذلك أيضا عن مالك.
وظاهر الآية أيضا أن القاذف يجلد إذا أتى بشاهدين أو ثلاثة فقط، وكذلك يجلد هؤلاء الشهود إذا لم يكملوا النصاب، بدليل فعل عمر الذي أمر بجلد ثلاثة شهود وهم شبل بن معبد وأبو بكرة (نفيع بن الحارث) وأخوه نافع شهدوا بالزنى على المغيرة بن شعبة، وأما رابعهم زياد فلم يجزم بحدوث حقيقة الزنى.
والخطاب في قوله تعالى: فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً هم أولياء الأمر الحكام، وظاهر هذا العموم يشمل الحر والرقيق، فحدهما ثمانون جلدة، وبه أخذ ابن مسعود والأوزاعي والشيعة، وأجمع بقية الفقهاء على أن حد الرقيق في القذف النصف وهو أربعون جلدة. ودل هذا الظاهر أيضا أن الحاكم يقيم الحد ولو من غير طلب المقذوف، وبه أخذ ابن أبي ليلى، وقال الجمهور: لا يحد إلا بمطالبة المقذوف، وقال مالك: إذا سمعه الإمام يقذف، حدّه ولو لم يطلب المقذوف، إذا كان مع الإمام شهود عدول. والخلاصة: أن الإمام لا يقيم حد القذف إلا بمطالبة المقذوف في المذاهب الأربعة.
وفي إقامة حد القذف: مراعاة لحق اللّه تعالى في حماية الأعراض، ولحق العبد الذي انتهكت حرمته، لكن اختلف الفقهاء في المغلّب في هذا الحد:
فقال الشافعية: يغلّب حق العبد باعتبار حاجته، وغنى اللّه عز وجل.
وذهب الحنفية إلى تغليب حق اللّه تعالى لأن استيفاءه يحقق مصلحة العبد أيضا. وتظهر ثمرة الخلاف في أمثلة منها:
أ- إذا مات المقذوف قبل استيفاء الحد، فيسقط عند الحنفية تغليبا لحق اللّه تعالى، وقال الشافعية: لا يسقط الحد بموت المقذوف، بل يتولى ورثته المطالبة به تغليبا لحق العبد.
ب- وإذا قذف شخص جماعة بكلمة واحدة أو بكلمات متعددة، فالحنفية يقولون بتداخل الحد، ويكفي للجميع حد واحد، تغليبا لحق اللّه تعالى كمن زنى مرارا أو سرق أو شرب الخمر، ولا يتداخل الحد عند الشافعية، وعليه لكل واحد حد تغليبا لحق العباد.
ج- وإذا عفا المقذوف عن الحد، يسقط عند الشافعية تغليبا لحق العبد، ولا يسقط عند الحنفية بعد طلب إقامته.
وبما أن مجموع العقوبات الثلاث مرتب على القذف بالعطف بالواو، فترد شهادة القاذف ولو قبل جلده في رأي الشافعي، ولا ترد شهادته إلا بعد جلده في رأي أبي حنيفة ومالك لأن الواو وإن لم تقتض الترتيب، لكن المراد الترتيب
لقوله صلّى اللّه عليه وسلم فيما رواه الديلمي وابن أبي شيبة عن ابن عمرو مرفوعا: «المسلمون عدول، بعضهم على بعض، إلا محدودا في فرية»
أي قذف، ورواه الدارقطني عن عمر في كتابه إلى أبي موسى.ورد شهادة القاذف عام يشمل ما إذا كانت الشهادة واقعة منه قبل القذف أم بعد القذف، ويشمل شهادة من قذف وهو كافر ثم أسلم، إلا أن الحنفية استثنوا الكافر إذا حد في القذف ثم أسلم، فإن شهادته بعد إسلامه تكون مقبولة، لاستفادته بالإسلام عدالة جديدة.
ورد شهادة القاذف هي من تمام الحد في رأي الحنفية، عملا بظاهر الآية التي رتب اللّه فيها على القذف عقوبتين، فكان الظاهر أن مجموعهما حد القذف. وقال مالك والشافعي: الحد هو جلد ثمانين فقط، وأما رد الشهادة فهو عقوبة زائدة على الحد لأن الحد عقوبة بدنية، ورد الشهادة عقوبة معنوية، ولأن
قول النبي صلّى اللّه عليه وسلم لهلال بن أمية فيما أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي عن ابن عباس: «البينة أو حد في ظهرك»
يدل على أن الجلد هو تمام الحد.
ويلزم على قول الحنفية أن الحاكم لا يرد شهادة القاذف إلا بطلب المقذوف، أما الآخرون فلا يرون توقف رد الشهادة على طلب المقذوف.
ثم استثنى اللّه تعالى حال التوبة فقال:
إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أي إلا الذين رجعوا عن قولهم وندموا على فعلهم، وأصلحوا حالهم وأعمالهم، فلم يعودوا إلى قذف المحصنات، قال ابن عباس: أي أظهروا التوبة، فإن اللّه غفور ستار لذنوبهم، رحيم بهم، فيقبل توبتهم، ويرفع عنهم صفة الفسق التي وسموا بها.
قال الشافعي: توبة القاذف: إكذابه نفسه، والمعنى كما فسره الاصطخري من أصحاب الشافعي: أن يقول: كذبت فيما قلت، فلا أعود لمثله، وفسره أبو إسحاق المروزي من أصحاب الشافعي: لا يقول: كذبت لأنه ربما يكون صادقا، فيكون قوله: (كذبت) كذبا، والكذب معصية، والإتيان بالمعصية لا يكون توبة عن معصية أخرى، بل يقول: القذف باطل، وندمت على ما قلت، ورجعت عنه، ولا أعود إليه. ورجح أبو الحسن اللخمي أن التوبة إنما تكون بالتكذيب في القذف.
وقال بعض العلماء: توبة القاذف كتوبة غيره، تكون بينه وبين ربه، ومضمونها الندم على ما قال، والعزم على ألا يعود.
وقد اختلف العلماء في هذا الاستثناء، هل يعود إلى الجملة الأخيرة فقط، فترفع التوبة الفسق فقط، ويبقى مردود الشهادة دائما، وإن تاب وأصلح، أو يعود إلى الجملتين الثانية والثالثة أو إلى الكل؟
يلاحظ كما ذكرنا أن الآية ذكرت ثلاثة أحكام بثلاث جمل متعاطفة بالواو، معقبة بالاستثناء، فاتفق العلماء على أن الاستثناء لا يرجع هنا إلى الجملة الأولى، فلا يسقط الحد بتوبة القاذف، للمحافظة على حق العبد وهو المقذوف.
وانحصر الخلاف في عود الاستثناء إلى الجملتين الثانية والثالثة، أي رد الشهادة والفسق، فقال الحنفية: إنما يعود الاستثناء إلى الجملة الأخيرة فقط، فيرتفع الفسق بالتوبة، ويبقى مردود الشهادة أبدا لأن قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ جملة مستأنفة بصيغة الإخبار، منقطعة عما قبلها، لدفع توهم أن القذف لا يكون سببا لثبوت صفة الفسق بهتك عرض المؤمن بلا فائدة، وإذا كانت الجملة الأخيرة مستأنفة، توجه الاستثناء إليها وحدها.
وقال الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة): يعود الاستثناء إلى كلتا الجملتين الثانية والثالثة لأن جملة وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً مستأنفة منقطعة عما قبلها لأنها ليست من تتمة الحد، وجملة وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ تبين علة رد الشهادة، فإذا ارتفع الفسق الذي هو علة بالتوبة، ارتفع المعلول الذي هو رد الشهادة، فهذه الجملة تعليل، لا جملة مستقلة بنفسها، أي لا تقبلوا شهادتهم لفسقهم، فإذا زال الفسق فلم لا تقبل شهادتهم؟.ولا يثور هذا الخلاف بين الفريقين إذا قامت قرينة أو دليل على أن الاستثناء يرجع إلى الجملة الأخيرة أو إلى الجمل كلها، كما في المثالين الآتين:
الأول- قوله تعالى في دية القتل الخطأ: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ، وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ، إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا [النساء 4/ 92] فيه قرينة تدل على أن الاستثناء عائد إلى الدية لا إلى تحرير الرقبة لأن التحرير حق اللّه تعالى، وتصدق الولي لا يسقط حق اللّه تعالى.
الثاني- قوله تعالى في المحاربين: إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ [المائدة 5/ 34] فيه دليل على رجوع الاستثناء إلى الجمل كلها، فإن التقييد في قوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ يمنع عود الاستثناء إلى الجملة الأخيرة، وهي قوله سبحانه: وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ لأن التوبة تسقط العذاب الأخروي، سواء أكانت قبل القدرة عليهم أم بعدها، فلم يكن لهذا التقييد فائدة إلا سقوط الحد، فهذا الاستثناء راجع إلى الجميع بالاتفاق.
فقه الحياة أو الأحكام:
1- أرشدت الآية إلى وجوب حد القاذف ثمانين جلدة إذا عجز عن إثبات تهمته بأربعة شهود، وإلى الحكم برد شهادته، وصيرورته فاسقا، إلا إذا تاب فتقبل شهادته وترتفع صفة الفسق عنه في رأي الجمهور، وتزول عنه صفة الفسق فقط بالتوبة في مذهب الحنفية، ويظل مردود الشهادة أبدا وإن تاب.
2- وللقذف شروط تسعة عند العلماء: شرطان في القاذف: وهما العقل والبلوغ لأنهما أصلا التكليف.
وشرطان في المقذوف به: وهو أن يقذف بوطء يلزمه فيه الحد: وهو عند الجمهور غير الحنفية: الزنى واللواط، أو بنفيه من أبيه دون سائر المعاصي.وخمسة شروط في المقذوف: وهي العقل والبلوغ والإسلام والحرية والعفة عن الفاحشة التي رمي بها.
3- واتفق العلماء على أن القذف بصريح الزنى يوجب الحد، أما القذف بالتعريض والكناية، مثل ما أنا بزان ولا أمي بزانية، فقال مالك: هو قذف.
وقال الشافعي: هو قذف إن نوى وفسره به فقال: أردت به القذف. وقال أبو حنيفة: ليس ذلك قذفا، لما فيه من شبهة، والحدود تدرأ بالشبهات.
4- وذهب الجمهور إلى أنه لا حد على من قذف رجلا من أهل الكتاب أو امرأة منهم، ولكنه يعزر، وقال الزهري وسعيد بن المسيب وابن أبي ليلى: عليه الحد إذا كان لها ولد من مسلم.
5- وإذا رمى صبية يمكن وطؤها قبل البلوغ بالزنى كان قذفا عند مالك وقال الآخرون من الأئمة: ليس بقذف لأنه ليس بزنى إذ لا حد عليها، ويعزّر.
6- وأما شرط أداء الشهادة وهو كون ذلك في مجلس واحد ففيه رأيان للعلماء كما تقدم: رأي يشترط اجتماع الشهود في مجلس واحد، ورأي لا يشترط ذلك، ويصح أداؤهم الشهادة متفرقين.
7- إن رجع أحد الشهود، وقد رجم المشهود عليه في الزنى، فقال الجمهور:
يغرم ربع الدية، ولا شيء على الآخرين. وقال الشافعي: إن قال: تعمدت ليقتل، فالأولياء بالخيار: إن شاؤوا قتلوا، وإن شاؤوا عفوا، وأخذوا ربع الدية، وعليه الحدّ.
8- صفة حد القذف فيها رأيان أيضا: قال أبو حنيفة: هو من حقوق اللّه تعالى والمغلب فيه حق اللّه، وقال الجمهور: هو من حقوق الآدميين. وفائدة الخلاف: أنه على الرأي الأول تنفع القاذف التوبة فيما بينه وبين اللّه تعالىولا يورث الحد ولا يسقط بالعفو، وعلى الرأي الثاني: لا تنفع القاذف التوبة حتى يسامحه المقذوف، ويورث الحد، ويسقط بالعفو. وقد ذكر سابقا آثار أخرى للخلاف.
قال ابن العربي: والصحيح أنه حق الآدميين، والدليل أنه يتوقف على مطالبة المقذوف، وأنه يصح له الرجوع عنه.
9- الشهادة تكون على معاينة الزنى، يرون ذلك كالمرود في المكحلة، وفي موضع واحد في رأي مالك، فإن لم يتحقق ذلك جلد الشهود، كما بينا.
10- إذا تاب القاذف قبلت شهادته في رأي الجمهور لأن ردها كان لعلة الفسق، فإذا زال بالتوبة، قبلت شهادته مطلقا قبل الحد وبعده. ولا تقبل شهادته مدة العمر وإن تاب في رأي الحنفية. ويترجح الرأي الأول بأن التوبة تمحو الكفر، فما دونه أولى، و
بقوله صلّى اللّه عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه عن ابن مسعود: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»
وإذا قبل اللّه التوبة من العبد، كان قبول العباد أولى.
11- تسقط شهادة القاذف في رأي الشافعي وابن الماجشون بنفس قذفه، ولا تسقط في رأي مالك وأبي حنيفة حتى يجلد، فإن منع من جلده مانع عفو أو غيره لم تردّ شهادته.
12- تجوز شهادة المحدود بحد القذف بعد التوبة في كل شيء مطلقا في رأي الأكثرين. وقال ابن الماجشون: من حد في قذف أو زنى، فلا تجوز شهادته في شيء من وجوه الزنى، ولا في قذف ولا لعان، وإن كان عدلا.
13- إذا لم يجلد القاذف بأن مات المقذوف قبل أن يطالب القاذف بالحد، أو لم يرفع إلى السلطان، أو عفا المقذوف، فالشهادة مقبولة لأن النهي عن قبول الشهادة معطوف على الجلد. وقد بينا أن الشافعي ومثله الليث والأوزاعي قالوا: ترد شهادة القاذف بالقذف نفسه، وإن لم يحد لأنه بالقذف يفسق لأنه من الكبائر، فلا تقبل شهادته حتى تصح براءته بإقرار المقذوف له بالزنى أو بقيام البينة عليه.
ويرى أبو حنيفة ومالك أنه لا ترد شهادة القاذف إلا بعد جلده وصيرورته محدودا في القذف، للحديث المتقدم الذي رواه الديلمي وابن أبي شيبة عن ابن عمرو: «المسلمون عدول، بعضهم على بعض، إلا محدودا في قذف».
14- لا تكفي التوبة الشخصية أو القلبية لإعادة اعتبار القاذف وقبول شهادته لأن الأمر متعلق بحق الغير وهو المقذوف، بل لا بد من إعلانها، لذا قال تعالى: وَأَصْلَحُوا أي بإظهار التوبة. وقيل: وأصلحوا العمل، لكن هذا لا يناسب هنا.
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي
الناشر : دار الفكر المعاصر - دمشق
الطبعة : الثانية ، 1418 هـ



بوركتم

سَـآجدة
2014-03-22, 14:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما معنى كلمة يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ؟
في قوله تعالى:
((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)) سورة النور(06)
الحكم الرابع حكم اللعان أو قذف الرجل زوجته
[سورة النور (24): الآيات 6 الى 10]
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8) وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)
سبب النزول:
أخرج البخاري وأبو داود والترمذي عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلّى اللّه عليه وسلم بشريك بن سحماء «1»، فقال له النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «البيّنة أو حد في ظهرك» فقال: يا رسول اللّه، إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ينطلق، يلتمس البينة! فجعل النبي صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «البينة أو حدّ في ظهرك».
فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، ولينزل اللّه ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل، فأنزل اللّه عليه: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ فقرأ حتى بلغ إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ.
وأخرجه أحمد بلفظ: لما نزلت: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ، ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ، فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً، وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار: أهكذا نزلت يا رسول اللّه؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟
قالوا: يا رسول اللّه، لا تلمه، فإنه رجل غيور، واللّه ما تزوج امرأة قط، فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته.
فقال سعد: واللّه يا رسول اللّه، إني لأعلم أنها حق، وأنها من اللّه، ولكني تعجبت أني لو وجدت لكاعا «2» مع رجل لم يكن لي أن أنحيّه ولا أحركه، حتى آتي بأربعة شهداء، فو اللّه لا آتي بهم، حتى يقضي حاجته.
قال: فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، فجاء من أرضه، فوجد عند اهله رجلا، فرأى بعينه، وسمع بأذنه، فلم يهجه حتى أصبح، فغدا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وقال له: إني جئت أهلي عشاء، فوجدت عندها رجلا، فرأيت بعيني، وسمعت بأذني، فكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه.
واجتمعت الأنصار، فقالوا: قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة إلا أن يضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم هلال بن أمية، ويبطل شهادته في الناس.
فقال هلال: واللّه إني لأرجو أن يجعل اللّه لي منها مخرجا، فو اللّه إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يريد أن يضربه، فأنزل اللّه عليه الوحي، فأمسكوا عنه، حتى فرغ من الوحي، فنزلت: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ الآية. وأخرج أبو يعلى مثل هذه الرواية من حديث أنس.
وفي رواية: لما نزلت الآية المتقدمة في الذين يرمون المحصنات، وتناول ظاهرها الأزواج وغيرهم قال سعد: يا رسول اللّه، إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة! واللّه لأضربنّه بالسيف غير مصفح عنه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه، واللّه أغير مني»؟!
وأخرج الشيخان وغيرهما عن سهل بن سعد قال: جاء عويمر إلى عاصم بن عدي، فقال: اسأل لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا، فقتله، أيقتل به، أم كيف يصنع به؟
فسأله عاصم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فعاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم السائل، فلقيه عويمر ، فقال: ما صنعت؟ قال: ما صنعت؟ إنك لم تأتني بخبر، سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فعاب السائل، فقال عويمر: فو اللّه لآتين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فلأسألنه، فسأله، فقال: إنه أنزل فيك وفي صاحبك .. الحديث.
أي فيمن وقع له مثل ما وقع لك.
قال الحافظ ابن حجر: اختلف الأئمة في هذه المواضيع، فمنهم من رجّح أنها نزلت في شأن عويمر، ومنهم من رجح أنها نزلت في شأن هلال، ومنهم من جمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضا، فنزلت في شأنهما. وإلى هذا جنح النووي، وتبعه الخطيب، فقال: لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد.
قال ابن حجر: لا مانع من تعدد الأسباب.
وقال القرطبي: والمشهور أن نازلة هلال كانت قبل، وأنها سبب الآية.
وقيل: نازلة عويمر بن أشقر كانت قبل وهو حديث صحيح مشهور خرجه الأئمة. قال السهيلي: وهو الصحيح. وقال الكلبي: والأظهر أن الذي وجد مع امرأته شريكا عويمر العجلاني لكثرة ما
روي ان النبي صلّى اللّه عليه وسلم لاعن بين العجلاني وامرأته.
والمهم أن جميع الروايات متفقة على ثلاثة أمور:
أولها: أن آيات اللعان نزلت بعد آية قذف المحصنات بتراخ عنها وأنها منفصلة عنها.
وثانيها: أنهم كانوا قبل نزول آيات اللعان يفهمون من قوله تعالى:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ أنها تشمل الأجنبية والزوجة على السواء.
وثالثها: أن هذه الآية نزلت تخفيفا على الزوج.
التفسير والبيان:
فرّج اللّه تعالى بهذه الآية عن الأزواج وأوجد لهم المخرج إذا قذف أحدهم زوجته، وتعسّر عليه إقامة البينة، وهو أن يحضرها إلى الحاكم، فيدعي عليها بما رماها به، فيلاعنها كما أمر اللّه عز وجل، بأن يحلفه الحاكم أربع شهادات باللّه، في مقابلة أربعة شهداء، إنه لمن الصادقين فيما رماها به من الزنى، فقال تعالى:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ..- إلى قوله-: إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ أي إن الأزواج الذين يقذفون زوجاتهم بالزنى، ولم يتمكنوا من إحضار أربعة شهود يشهدون بصحة قذفهم، وإنما كانوا هم الشهود فقط، فالواجب عليهم أن يشهد الواحد منهم أربع شهادات باللّه إنه لصادق فيما رمى به زوجته من الزنى، والشهادة الخامسة أن لعنة اللّه عليه إن كان من الكاذبين فيما اتهمها به. واللعن:
الطرد من رحمة اللّه.
فإذا قال ذلك بانت منه بهذا اللعان نفسه عند جمهور العلماء غير الحنفية، وحرمت عليه أبدا، ويعطيها مهرها، ويسقط عنه حد القذف، وينفي الولد عنه إن وجد، ويتوجه عليها حد الزنى.
وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ ..- إلى قوله-: إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ أي ويدفع عنها حد الزنى أن تحلف باللّه أربعة أيمان: إن زوجها كاذب فيما رماها به من الفاحشة، والشهادة الخامسة أن غضب اللّه عليها إن كان زوجها صادقا فيما يقول.
وسبب التفرقة بينهما بتخصيصه باللعنة، وتخصيصها بالغضب هو التغليظ عليها لأنها سبب الفجور ومنبعه، بإطماعها الرجل في نفسها.
ثم بيّن اللّه تعالى ما تفضل به على عباده من الفضل والنعمة والرحمة بهذا التشريع إذ جعل اللعان للزوج طريقا لتحقيق مراده. وللزوجة سبيلا إلى درء العقوبة عن نفسها، فقال:
وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ، وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ أي ولولا ما خصكم اللّه به من مزيد فضله ونعمته وإحسانه ورحمته ولطفه ورأفته من تشريع ما به فرج ومخرج من الشدة والضيق، وتمكين من قبول التوبة، لوقعتم في الحرج والمشقة في كثير من أموركم، ولفضحكم وعاجلكم بالعقوبة، ولكنه ستر عليكم، وأنقذكم من الورطة باللعان، فمن صفاته الذاتية أنه كتب الرحمة على نفسه، وأنه التواب الذي يقبل التوبة عن عباده، وإن كان ذلك بعد الحلف والأيمان المغلظة، وأنه حكيم فيما يشرعه، ويأمر به، وينهى عنه، فإنه بالرغم من أن أحد الزوجين كاذب في يمينه، يدرأ عنه العقاب الدنيوي وهو الحد، ويستحق ما هو أشد منه وهو العقاب الأخروي. وعبر بقوله: حَكِيمٌ لا رحيم مع أن الرحمة تناسب التوبة لأن اللّه أراد الستر على عباده بتشريع اللعان بين الزوجين.
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على مشروعية حكم اللعان بين الزوجين، وكيفية اللعان، ولا بدّ من توضيح الأحكام التالية التي أصّلها الفقهاء بنحو جلي:
- آيات اللعان وآية القذف:
جاء ذكر آيات اللعان بعد آية قذف المحصنات غير الزوجات، فرأى علماء الأصول من الحنفية أن آيات اللعان ناسخة لعموم آية القذف: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ لتراخي نزولها عنها، فيكون قذف الزوجة منسوخا إلى بدل وهو اللعان.
وذهب الأئمة الآخرون إلى أن آيات اللعان مخصصة لعموم آية القذف، فتكون هذه الآية مختصة بالمحصنات غير الزوجات، وآيات اللعان خاصة بالزوجات، ويكون موجب قذف المحصنة الحدّ فقط، ثم استثني من ذلك الزوجة، فيكون موجب قذفها الحد أو اللعان.
2- وحكمة اللعان:
كما بينا التخفيف على الأزواج الذين لا يتيسر لهم إثبات زنى زوجاتهم بأربعة شهود.
3- هل ألفاظ اللعان شهادات أم أيمان؟:
يرى الحنفية أن ألفاظ اللعان شهادات لظاهر الآيات التي ذكر فيها لفظ الشهادة خمس مرات وهي: وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ أي ليس لهم بينة، ثم قال: فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أي بينته المشروعة في حقه، ثم قال: أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ ثم قال: أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ وهذه المواضع الثلاثة هي أخبار مؤكدة بالشهادة، ورتبوا على ذلك أنه يشترط في المتلاعنين أهلية الشهادة.
وذهب الجمهور إلى أن ألفاظ اللعان أيمان، لا شهادات لأن قوله تعالى:
أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ قسم أو أيمان مؤكدة بلفظ الشهادة، كما قال تعالى:
إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا: نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ [المنافقون 63/ 1] ثم قال تعالى: اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ [2]. و
قال صلّى اللّه عليه وسلم: «لولا الأيمان لكان لي ولها شأن» «1».
ورتبوا على ذلك أنه لا يشترط في المتلاعنين إلا أهلية اليمين.
قال ابن العربي: والفيصل في أنها يمين لا شهادة أن الزوج يحلف لنفسه في إثبات دعواه وتخليصه من العذاب، وكيف يجوز لأحد أن يدّعي في الشريعة أن شاهدا يشهد لنفسه بما يوجب حكما على غيره، هذا بعيد في الأصل، معدوم في النظر «1».
والحكمة في تكرار الشهادات التغليظ والتشدد في أمر خطير يترتب عليه الحد والتشنيع وفسخ الزواج ونفي الولد إن وجد والتحريم المؤبد.
4- شروط المتلاعنين:
ترتب عند العلماء على الخلاف في ألفاظ اللعان:
شهادات أو أيمان اختلافهم في أوصاف المتلاعنين أو شروطهم، فاشترط الحنفية والأوزاعي والثوري في الزوج الملاعن أن يكون أهلا للشهادة على المسلم، وفي الزوجة أيضا أن تكون أهلا للشهادة على المسلم، وأن تكون ممن يحد قاذفها، فلا يصح اللعان إلا من زوجين حرين مسلمين لأن اللعان عندهم شهادة، فلا لعان بين رقيقين، ولا بين كافرين، ولا بين المختلفين دينا أو حرية ورقا.
وأدلتهم قوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ وأن كلمات اللعان من الزوج شهادات مؤكدات بأيمان، وهي بدل من الشهود، ولأن لعان الزوجة معارضة للعان الزوج. وأما كونها ممن يحد قاذفها فلأن اللعان بدل عن الحد في قذف الأجنبية. و
روى ابن عبد البر عن عبد اللّه بن عمرو أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لا لعان بين مملوكين ولا كافرين».
وروى الدارقطني عن ابن عمرو أيضا مرفوعا: «أربعة ليس بينهم لعان: ليس بين الحرة والعبد لعان، وليس بين المسلم واليهودية لعان، وليس بين المسلم والنصرانية لعان».
وذهب الجمهور إلى أن اللعان يصح من كل زوجين: مسلمين أو كافرين، عدلين أو فاسقين، محدودين في قذف أو غير محدودين، حرين أو عبدين لعموم قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ و
لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلم سمى اللعان يمينا، فقال لما علم أن امرأة هلال بن أمية جاءت بولد شبيه بشريك بن سحماء:
«لولا الأيمان لكان لي ولها شأن».
5- وترتب على الخلاف السابق أيضا الاختلاف في ملاعنة الأخرس
، فقال الجمهور: يلاعن لأنه ممن يصح طلاقه وظهاره وإيلاؤه، إذا فهم ذلك عنه.
وقال أبو حنيفة: لا يلاعن لأنه ليس من أهل الشهادة.
6- إذا قذف الرجل زوجته بعد الطلاق
، فإن كان هنالك نسب يريد أن ينفيه أو حمل يتبرأ منه، لاعن، وإلا لم يلاعن.
ولا ملاعنة بين الرجل وزوجته بعد انقضاء العدة إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون الرجل غائبا، فتأتي امرأته بولد في مغيبه، وهو لا يعلم، فيطلّقها فتنقضي عدتها، ثم يقدم فينفيه، فله أن يلاعنها بعد العدة، ولو بعد وفاتها، ويرثها لأنها ماتت قبل وقوع الفرقة بينهما. ولو مات الزوج قبل اللعان ترث عند الحنفية.
وإذا كانت المرأة حاملا لاعن عند الجمهور قبل الوضع،
لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلم لا عن قبل الوضع، وقال: «إن جاءت به كذا فهو لأبيه، وإن جاءت به كذا فهو لفلان».
وقال أبو حنيفة: لا يلاعن إلا بعد أن تضع، لاحتمال كون الانتفاخ بسبب ريح أو داء.
وإذا قذف بالوطء في الدبر لزوجه لاعن عند الجمهور لأنه دخل تحت عموم قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وقال أبو حنيفة: لا يلاعن لأن اللواط عنده لا يوجب الحد.
7- إذا قذف زوجته ثم زنت
وثبت الزنى قبل التعانه، فلا حدّ على القاذف ولا لعان في رأي أكثر أهل العلم، لظهور أمر قبل استيفاء الحد واللعان يمنع وجوب الحد وصحة اللعان. وقال الثوري والمزني: لا يسقط الحدّ عن القاذف لأن المقذوف كان محصنا في حال القذف، ويعتبر الإحصان والعفة حال القذف لا بعده.
ومن قذف امرأته وهي كبيرة لا تحمل تلاعنا، فالزوج يلاعن لدفع الحد عنه، والزوجة لدرء العقاب وهو حد الزنى. فإن كانت صغيرة لا تحمل لاعن هو لدرء الحد، ولم تلاعن هي لأنها لو أقرت لم يلزمها شيء.
8- إذا شهد أربعة على امرأة بالزنى، أحدهم زوجها
، فإن الزوج في رأي المالكية يلاعن وتحدّ الشهود الثلاثة إذ لا يصح أن يكون أحد الشهود. وقال أبو حنيفة: إذا شهد الزوج والثلاثة، قبلت شهادتهم، وحدّت المرأة.
9- إذا أبى الزوج اللعان
، فلا حدّ عليه عند أبي حنيفة، ويسجن أبدا حتى يلاعن لأن الحدود لا تؤخر. وقال الجمهور: إن لم يلاعن الزوج حدّ لأن اللعان له براءة كالشهود للأجنبي، فإن لم يأت الأجنبي بأربعة شهود حدّ، فكذلك الزوج إن لم يلاعن.
وإذا امتنعت الزوجة من اللعان ترجم في رأي الجمهور. ولا ترجم عند الحنفية.
10- كيفية اللعان:
بعد نزول آيات اللعان
أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بدعوة عويمر العجلاني وزوجته وشريك بن سحماء، وقال لعويمر: اتق اللّه في زوجتك وابن عمك ولا تقذفها، فقال: يا رسول اللّه، أقسم باللّه، إني رأيت شريكا على بطنها، وإني ما قربتها منذ أربعة أشهر، وإنها حبلى من غيري.
فقال لها النبي صلّى اللّه عليه وسلم: اتقي اللّه ولا تخبري إلا بما صنعت، فقالت:
يا رسول اللّه، إن عويمرا رجل غيور، وإنه رأى شريكا يطيل النظر إلي، ويتحدث، فحملته الغيرة على ما قال.فنودي «الصلاة جامعة» فصلى العصر، ثم قال لعويمر: قم وقل: أشهد باللّه، إن خولة لزانية، وإني لمن الصادقين، ثم قال: قل: أشهد باللّه، إني رأيت شريكا على بطنها، وإني لمن الصادقين، ثم قال: قل: أشهد باللّه، إنها حبلى من غيري، وإني من الصادقين، ثم قال: قل: أشهد باللّه، إنها زانية، وإني ما قربتها منذ أربعة شهور، وإني لمن الصادقين، ثم قال: قل: لعنة اللّه على عويمر (أي نفسه) إن كان من الكاذبين فيما قال، ثم قال: اقعد.
وقال لخولة: قومي، فقامت، وقالت: أشهد باللّه، ما أنا بزانية، وإن عويمرا زوجي لمن الكاذبين، وقالت في الثانية: أشهد باللّه ما رأى شريكا على بطني، وإنه لمن الكاذبين، وقالت في الثالثة: إني حبلى منه، وقالت في الرابعة: أشهد باللّه، إنه ما رآني على فاحشة قط، وإنه لمن الكاذبين، وقالت في الخامسة: غضب اللّه على خولة إن كان عويمر من الصادقين في قوله، ففرّق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بينهما.
وفي رواية أخرى لابن عباس عند الإمام أحمد: «فلما كانت الخامسة، قيل له: يا هلال اتق اللّه، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب، فقال: واللّه لا يعذبني اللّه عليها، كما لم يجلدني عليها، فشهد في الخامسة أن لعنة اللّه عليه إن كان من الكاذبين.
ثم قيل للمرأة: اشهدي أربع شهادات باللّه، إنه لمن الكاذبين، وقيل لها عند الخامسة: اتقي اللّه، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب، فتلكأت ساعة، وهمت بالاعتراف، ثم قالت: واللّه لا أفضح قومي، فشهدت في الخامسة أن غضب اللّه عليها إن كان من الصادقين.
ففرّق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بينهما، وقضى ألا يدعى ولدها لأب، ولا يرمى ولدها، ومن رماها أو رمى ولدها، فعليه الحد، وقضى ألا بيت لها عليه، ولا قوت لها، من أجل أنهما يفترقان من غير طلاق ولا متوفى عنها.
وقال: «إن جاءت به أصيهب أريشح حمش الساقين، فهو لهلال، وإن جاءت به أورق جعدا جماليا، خدلج الساقين، سابغ الأليتين، فهو الذي رميت به» فجاءت به على النعت المكروه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «لولا الأيمان لكان لي ولها شأن».
يفهم من الآية وهذه الحادثة كيفية اللعان، وهو أن يقول الحاكم للملاعن:
قل أربع مرات: أشهد باللّه، إني لمن الصادقين، وفي المرة الخامسة، قل: لعنة اللّه عليه إن كان من الكاذبين.
وتشهد المرأة أربع مرات: أشهد باللّه إنه لمن الكاذبين، وفي المرة الخامسة تقول: غضب اللّه عليها إن كان من الصادقين.
ويكتفى بدلالة الحال والقرائن عن ذكر متعلق الصدق والكذب، أي فيما رماها به من الزنى ونفي الولد، وفيما اتهمها به.
ولا بد من الحلف خمس مرات من كل منهما، ولا يقبل من الزوج إبدال اللعنة بالغضب، ولا يقبل من الزوجة إبدال الغضب باللعنة.
وظاهر الآية وهو مذهب الجمهور البداءة في اللعان بما بدأ اللّه به، وهو الزوج، وفائدته درء الحد عنه، ونفي النسب منه
لقوله صلّى اللّه عليه وسلم: «البينة وإلا حدّ في ظهرك»
ولو بدئ بالمرأة قبله لم يجز لأنه عكس ما رتبه اللّه تعالى.
وقال أبو حنيفة: يجزئ إن بدأت هي بلعانها. وسبب الخلاف: أن الجمهور يرون أن لعان الزوج موجب للحد على الزوجة، ولعانها يسقط ذلك الحد، فكان من المعقول أن يكون لعانها متأخرا عن لعانه. وأبو حنيفة لا يرى لعان الزوج موجبا لشيء قبلها، فلا حاجة لأن يتأخر لعانها عن لعانه.
وإذا كانت المرأة حاملا، وأراد الزوج نفي الحمل عنه قال: وأن هذا الحمل ليس مني، وهذا رأي الجمهور، وقال أبو حنيفة: لا لعان لنفي الحمل، وينتظر حتى تضع، فيلاعن لنفيه.
وإذا كان هناك ولد يريد الزوج نفيه عنه، تعرض له في اللعان.
ويقام الرجل حتى يشهد والمرأة قاعدة، وتقام المرأة والرجل قاعد حتى تشهد. ويعظهما القاضي أو نائبه عند ابتداء اللعان وقبل الخامسة من الشهادات، بأن يذكرهما ويخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا.
ويحضر اللعان جمع من عدول المسلمين.
11- آثار اللعان وما يترتب عليه: يترتب على اللعان:
أولا-
إسقاط حد القذف عن الزوج، وإيجاب حد الزنى على الزوجة لأن اللّه تعالى قال: فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ والشهادة من الأجنبي تسقط حد القذف عن القاذف، وتوجب حد الزنى على المقذوف، واللّه تعالى أقام شهادة الزوج مقام شهادة الأجنبي. ثم قال تعالى: وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ والمراد منه عذاب الدنيا لأن (أل) للعهد المذكور في قوله تعالى: وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما أي عذاب حد الزنى، ولا يصح أن يراد منه عذاب الآخرة لأن لعان الزوجة إن كانت كاذبة لا يزيدها إلا عذابا في الآخرة، وإن كانت صادقة فلا عذاب عليها في الآخرة حتى يدرأه اللعان، فتعين أن يراد به عذاب الدنيا. ويؤيده
قوله صلّى اللّه عليه وسلم لخولة بنت قيس: «الرجم أهون عليك من غضب اللّه»
فقد فسر صلّى اللّه عليه وسلم العذاب المدروء عنها بالرجم.
وأصرح من ذلك
قوله لخولة قبل الشهادة الخامسة: «عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة»
أي الحد، لا الحبس. وهذا قول الجمهور.
وقال أبو حنيفة رحمه اللّه: آيات اللعان نسخت الحد عن قاذف زوجته،ولكن لعانه لا يوجب حد الزنى على الزوجة لأن حد الزنى لا يثبت إلا بأربعة شهود، أو بالإقرار أربع مرات.
ويترتب على هذا الخلاف: حكم الممتنع عن اللعان من الزوجين، فعلى رأي الجمهور كما تقدم: إن امتنع الزوج من اللعان يحد لأن اللعان رخصة له، فلما أبى أن يلاعن، فقد أضاع على نفسه هذه الرخصة، فصار حكمه وحكم غير الزوج سواء. وإن امتنعت الزوجة يقام عليها حد الزنى وهو الرجم إن كانت محصنة.
وعلى رأي الحنفية: إذا امتنع الزوج من اللعان، حبس حتى يلاعن، كما بينا لأن اللعان حق توجه عليه، يستوفيه الحاكم منه بالقهر والتعزير، فيكون له حبسه حتى يلاعن أو يكذب نفسه في القذف، فيقام عليه حده. ورأي الجمهور هو الصواب عملا بظاهر الآية.
ثانيا-
يترتب على اللعان أيضا نفي الولد، كما ثبت في حادثة هلال بن أمية.
ثالثا-
الفرقة بين المتلاعنين: قال مالك وأحمد: بتمام اللعان تقع الفرقة بين الزوجين المتلاعنين، فلا يجتمعان أبدا ولا يتوارثان، ولا يحل له مراجعتها أبدا لا قبل الزواج من زوج آخر ولا بعده، كما
ثبت في السنة الصحيحة، روى الدارقطني عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «المتلاعنان لا يجتمعان أبدا».
ورأى الشافعي أن الفرقة تحصل بمجرد لعان الزوج لأنها فرقة بالقول، فيستقل بها قول الزوج وحده كالطلاق، ولا تأثير للعان الزوج إلا في دفع العذاب (حد الزنى) عن نفسها. واتفق الشافعي ومالك وأحمد على وقوع التحريم المؤبد بين المتلاعنين. وهذا هو الظاهر من الآيات.
وقال أبو حنيفة وأصحابه: لا تقع الفرقة باللعان حتى يفرق الحاكم بينهما لقول ابن عمر وابن عباس: «فرّق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بين المتلاعنين»
فأضاف الفرقة إليه، و
قال صلّى اللّه عليه وسلم: «لا سبيل لك عليها».
وإن أكذب الزوج نفسه فهو خاطب من الخطاب لقوله تعالى: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء 4/ 3] وقوله سبحانه: وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ [النساء 4/ 24].
12- ما يحتاج إليه اللعان:
يحتاج اللعان إلى أربعة أشياء:
الأول- عدد الألفاظ وهو أربع شهادات، كما تقدم.
الثاني- المكان: وهو أن يقصد به أشرف البقاع بالبلدان: إن كان بمكة فعند الركن والمقام، وإن كان بالمدينة فعند المنبر، وإن كان ببيت المقدس فعند الصخرة، وإن كان في سائر البلدان ففي مساجدها.
الثالث- الوقت: وذلك بعد صلاة العصر.
الرابع- جمع الناس: بأن يكون هناك أربعة أنفس فصاعدا. فاللفظ وجمع الناس مشروطان، والزمان والمكان مستحبان.
- قال العلماء: لا يحل للرجل قذف زوجته
إلا إذا علم زناها أو ظنه ظنا مؤكدا، والأولى به تطليقها، سترا عليها، ما لم يترتب على فراقها مفسدة. فإن أتت بولد علم أنه ليس منه، وجب عليه نفيه، وإلا كان بسكوته مستلحقا ما ليس منه، وهو حرام، كما يحرم عليه نفي من هو منه. وإنما يعلم أن الولد ليس منه إذا لم يطأها أصلا، أو وطئها وأتت به لدون ستة أشهر من الوطء، فإن أتت به لستة أشهر فأكثر، فإن لم يستبرئها بحيضة حرم النفي، وإن استبرأها بحيضة، حلّ النفي، على رأي القائلين بأن الحامل لا تحيض.

الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي
الناشر : دار الفكر المعاصر - دمشق
الطبعة : الثانية ، 1418 هـ


((وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)) سورة النور(07)
وقوله - سبحانه - : ( والخامسة أَنَّ لَعْنَةَ الله عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الكاذبين ) بيان لما يجب على القاذف بعد أن شهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين .
أى : والشهادة الخامسة بعد الأربع المتقدمة ، أن يشهد القاذف بأن لعنة الله - تعالى - عليه ، إن كان من الكاذبين ، فى رميه لزوجته بالزنا .
الوسيط لطنطاوي



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
النور/08
(( ويدرأ )) أي يدفع (( عنها العذاب )) حد الزنا الذي ثبت بشهاداته (( أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين )) فيما رماها من الزنا .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
النور/11
(( بالإفك)) الإفك الكذب.
.((عصبة))والعصبة ثلاثة رجال؛ قال ابن عباس. وعنه أيضا من الثلاثة إلى العشرة. ابن عيينة : أربعون رجلا. مجاهد : من عشرة إلى خمسة عشر. وأصلها في اللغة وكلام العرب الجماعة الذين يتعصب بعضهم لبعض.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( والذي تولى كبره منهم)) قيل: ابتدأ به، وقيل: الذي كان يجمعه ويذيعه ويشيعه(( له عذاب عظيم)) أي على ذلك، ثم الأكثرون على أن المراد بذلك إنما هو عبد اللّه بن أبي بن سلول قبحه اللّه تعالى ولعنه.
وفي من نزلت الاية الكريمة ؟
هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين رضي اللّه عنها، حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت، والفرية التي غار اللّه عزَّ وجلَّ لها ولنبيه صلوات اللّه وسلامه عليه، فأنزل اللّه تعالى براءتها صيانة لعرض الرسول صلى اللّه عليه وسلم، فقال تعالى: (( إن الذين جاءوا بالأفك عصبة منكم)) أي جماعة منكم يعني ما هو واحد ولا اثنان بل جماعة؛ فكان المقدم في هذه اللعنة عبد اللّه بن أبي بن سلول رأس المنافقين، فإنه كان يجمعه ويستوشيه حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين، فتكلموا به، وجوزه آخرون منهم، وبقي الأمر كذلك قريباً من شهر حتى نزل القرآن
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
النور/14
(( لمسكم فيما أفضتم)) أيها العصبة أي خضتم (( فيه عذاب عظيم )) في الآخرة .

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
النور/15
(( تَلَقَّوْنَهُ )) تَتَلَقَّوْنَ الْإِفْك الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الْعُصْبَة مِنْ أَهْل الْإِفْك , فَتَقْبَلُونَهُ , وَيَرْوِيه بَعْضكُمْ عَنْ بَعْض ; يُقَال : تَلَقَّيْت هَذَا الْكَلَام عَنْ فُلَان , بِمَعْنَى أَخَذْته مِنْهُ ; وَقِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّ الرَّجُل مِنْهُمْ فِيمَا ذُكِرَ يَلْقَى آخَر فَيَقُول : أَوَمَا بَلَغَك كَذَا وَكَذَا عَنْ عَائِشَة ؟ لِيُشِيعَ عَلَيْهَا بِذَلِكَ الْفَاحِشَة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[إضافة]
والآية الكريمة تحذّر المؤمنين من الوقوع في الأعراض وكيل الإتهامات دونما تحقق وتبيّن
وأن هذا الأمر من اتهام البريئ العفيف بالفاحشة او غيرها من البهتان، عظيمٌ عند الله حتى وإن استصغره الناس واتخذوه من باب المزح والسخرية
فينالهم بذلك عند الله العذاب الشديد.
*******************************



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النور/16
(( هذا بهتان )) كذب .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
وحقيقة البهتان أن يقال في الإنسان ما ليس فيه، والغيبة أن يقال في الإنسان ما فيه. وهذا المعنى قد جاء في صحيح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.




***من اللمسات البيانية فى سورة النور***
آية (4):
*ما اللمسة البيانية في قوله تعالى (وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)فى سورة النور ولماذا لم يقل منهم أو عنهم؟(د.حسام النعيمى)
في قوله تعالى في سورة النور (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)) استعمل (تقبلوا لهم) كان ممكن في غير القرآن أن يقول: ولا تقبلوا منهم شهادة أو ولا تقبلوا عنهم شهادة والقبول من هو الأكثر استعمالاً لأن القبول هو أخذ الشيء برضى أي أن هناك معطي وهناك آخِذ فإذن هناك صلة مقصودة أقدم لك شيئاً تقبله مني وتبقى هناك صلة بيني وبينك كأنه يراد أن تستمر الصِلة بين الطرفين. لو قال قبل عنه كأنه انقطعت الصلة أخذها وانقطعت الصلة لأن (عن) للمجاوزة. إذا كان الفعل مبنياً للمعلوم الذي جاء بـ (عن) يكون الله تعالى يتكلم عن نفسه إما مباشرة جلت قدرته أو عن طريق الغيبة (وهو) (أولئك الذين نتقبل عنهم) الكلام من الله سبحانه وتعالى. لكن لما يكون الكلام من عباده أو مبنياً للمجهول تبتعد فكرة الصلة المادية. لكن (يُقبل منه) مبنية للمجهول، للمفعول لا تحس بالرابط الذي كأنما يراد تجنبه. انتقلت للبناء للمفعول لو كانت مبنية للفاعل كانت ستكون: يقبل عنه.
(ولا تقبلوا لهم شهادة) وردت مرة واحدة فقط لم يقل لا تقبلوا منهم. اللام كما يقول علماؤنا للملك والملكية. هؤلاء الذين يرمون المحصنات ورمي المحصنة شيء عظيم ليس بالأمر السهل أن تتهم المرأة في عفافها ولذلك العقوبة شديدة ثمانين جلدة أمام الناس ولا تقبل لهم شهادة. لم يقل ولا تقبلوا منهم أو عنهم كأنما لا ينبغي أصلاً أن يباشروا إصدار شهادة فلا تنفصل عنهم ولا تصدر منهم، هم لهم شهادة ولو كان في غير القرآن كان يمكن القول ولا تقبلوا شهادة لهم ولكن في القرآن قدّم (لهم) تعني أنهم يملكون شهادة في مناسبات أخرى لكن لا يُمكّنون من إظهارها أصلاً تبقى في ملكهم، هذه الشهادة لهم احتفظوا بها (لو قال تقبلوا منهم أو عنهم كأنها صدرت منهم، يسمعون ولا يقبلون) لكن المطلوب أصلاً أن لا يتكلم لأنه اتهم امرأة عفيفة بعفافها فجُلِد وحتى لو كان له شهادة احتفظ بها. هم يملكون شهادة لكن يقال لهم احتفظوا بملككم ولا يُمكّنون من إظهارها أصلاً حتى تقبل منهم أو تقبل عنهم. الشهادة ملكه لأنه ارتكب هذا الجرم العظيم وهو قذف المرأة المحصنة.

آية (20):
*ما دلالة التوكيد بـ (إنّ) واللام في هذه الآية (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143) البقرة)وفى(وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ (20) النور) ما أكّد ؟(د.فاضل السامرائى)
التوكيد بحسب ما يحتاجه المقام، إذا احتاج إلى توكيدين مثلاً لما يذكر الله تعالى النعم التي أنزلها علينا يؤكد وإذا لم يحتج إلى توكيد لا يؤكد ولو احتاج لتوكيد واحد يؤكد بواحد. (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143) البقرة) أكّد. (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ (20) النور) ما أكّد. في الآية الأولى كانوا في طاعة (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) ويقولن هذه الآية نزلت لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة تساءل الصحابة عن الذين ماتوا هل ضاعت صلاتهم؟ وهل ضاعت صلاتنا السابقة؟ سألوا عن طاعة كانوا يعملون بها فأكدّ الله تعالى (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) أما في الآية الثانية فهم في معصية (يحبون أن تشيع الفاحشة) فلا يحتاج إلى توكيد. في تعداد النعم لما هم في طاعة يؤكد ولما يكون في معصية لا يؤكد.

بين كيف نحافظ على نظافة المجتمع وسلامته من انتشار الفواحش من خلا ل هذه الآية ؟
((إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) سورة النور (19)
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ } أي: الأمور الشنيعة المستقبحة المستعظمة، فيحبون أن تشتهر الفاحشة { فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: موجع للقلب والبدن، وذلك لغشه لإخوانه المسلمين، ومحبة الشر لهم، وجراءته على أعراضهم، فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله؟" وسواء كانت الفاحشة، صادرة أو غير صادرة.
وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، وصيانة أعراضهم، كما صان دماءهم وأموالهم، وأمرهم بما يقتضي المصافاة، وأن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه. { وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } فلذلك علمكم، وبين لكم ما تجهلونه.
تفسير السعدي
يقول تعالى ذكره: والله يعلم كذب الذين جاءوا بالإفك من صدقهم، وأنتم أيها الناس لا تعلمون ذلك، لأنكم لا تعلمون الغيب، وإنما يعلم ذلك علام الغيوب. يقول: فلا تَرْووا ما لا علم لكم به من الإفك على أهل الإيمان بالله، ولا سيما على حلائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكوا.
تفسير الطبري



ثم قال تعالى : { ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشيطان } يعني طرائقه ومسالكه وما يأمر به ، { وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشيطان فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بالفحشآء والمنكر } ، وهذا تنفير وتحذير من ذلك بأفصح عبارة وأبلغها وأوجزها وأحسنها . قال ابن عباس { خُطُوَاتِ الشيطان } : عمله ، وقال عكرمة : نزعاته ، وقال قتادة : كل معصية فيه من خطوات الشيطان ، وسأل رجل ابن مسعود فقال : إني حرمت أن آكل طعاماً وسماه ، فقال : هذا من نزغات الشيطان ، كفّر عن يمينك وكل . وقال الشعبي في رجل نذر ذبح ولده : هذا من نزغات الشيطان وأفتاه أن يذبح كبشاً . وعن أبي رافع قال : غضبت على امرأتي فقالت : هي يوماً يهويدة ويوماً نصرانية وكل مملوك لها حر إن لم تطلق امرأتك ، فأتيت عبد الله بن عمر فقال : إنما هذه من نزغات الشيطان . ثم قال تعالى : { وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً } أي لولا أن الله يرزق من يشاء التوبة والرجوع إليه ، ويزكي النفوس من شركها وفجورها ودنسها ، وما فيها من أخلاق رديئة كل بحسبه ، لما حصّل أحد لنفسه زكاة ولا خيراً ، { ولكن الله يُزَكِّي مَن يَشَآءُ } أي من خلقه ويضل من يشاء ويرديه في مهالك الضلال والغي ، وقوله : { والله سَمِيعٌ } أي سميع لأقوال عباده ، { عَلِيمٌ } بمن يستحق منهم الهدى والضلال .
الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)

يقول تعالى : { وَلاَ يَأْتَلِ } من الألية وهي الحلف أي لا يحلف { أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ } أي الطول والصدقة والإحسان . { والسعة } أي الجدة { أَن يؤتوا أُوْلِي القربى والمساكين والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله } أي لا تحلفوا أن لا تصلوا قراباتكم المساكين والمهاجرين ، وهذا في غاية الترفق والعطف على صلة الأرحام ، ولهذا قال تعالى : { وَلْيَعْفُواْ وليصفحوا } أي عما تقدم منهم من الإساءة والأذى ، وهذا من حلمه تعالى وكرمه ولطفه بخلقه مع ظلمهم لأنفسهم ، وهذه الآيات نزلت في ( الصدّيق ) رضي الله عنه ، حين حلف أن لا ينفع ( مسطح بن أثاثة ) بنافعة أبداً ، بعدما قال في عائشة ما قال كما تقدم في الحديث ، فلما أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة ، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت ، وتاب الله على من كان تكلم من المؤمنين في ذلك ، وأقيم الحد على من أقيم عليه ، شرع تبارك وتعالى - وله الفضل والمنة - يعطف الصديق على قريبه ونسيبه ، وهو مسطح بن أثاثة ، فإنه كان ابن خالة الصديق ، وكان مسكيناً لا مال له إلاّ ما ينفق عليه أبو بكر رضي الله عنه وكان من المهاجرين في سبيل الله وقد زلق زلقة تاب الله عليه منها وضرب الحد عليها وكان الصديق رضي الله عنه معروفاً بالمعروف ، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب ، فلما نزلت هذه الآية ، قال الصديق : بلى والله إنا نحب ان تغفر لنا ربنا ، ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة وقال : والله لا أنزعها منه أبداً ، فلهذا كان الصديق هو الصديق رضي الله عنه وعن بنته .
الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي

وقوله تعالى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ، عن ابن عباس قال : إنهم يعني المشركين إذا رأوا أنه لا يدخل الجنة إلاّ أهل الصلاة ، قالوا : تعالوا حتى نجحد فيجحدون فيختم على أفواههم ، وتشهد أيديهم وأرجلهم ، ولا يكتمون الله حديثاً .
وروى ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال : « كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال : » أتدرون ممَّ أضحك؟ « قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : » من مجادلة العبد ربه ، يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول : بلى ، فيقول : لا أجيز عليَّ شاهداً إلا من نفسي ، فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ، وبالكرام عليك شهوداً ، فيختم على فيه ويقال لأركانه : انطقي ، فتنطق بعمله ، ثم يخلى بينه وبين الكلام ، فيقول : بعداً لكنَّ وسحقاً ، فعنكن كنت أناضل « وقال قتادة : ابن آدم ، والله إن عليك لشهوداً غير متهمة من بدنك فراقبهم ، واتق الله في سرك وعلانيتك ، فإنه لا يخفى عليه خافية ، الظُلمة عنده ضوء ، والسر عنده علانية ، فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل ولا قوة إلاّ بالله . وقوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ الله دِينَهُمُ الحق } ، قال ابن عباس { دِينَهُمُ } : أي حسابهم ، وكذا قال غير واحد ، وقوله : { وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الله هُوَ الحق المبين } أي وعده ووعيده ، وحسابه هو العدل الذي لا جور فيه .
الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي

هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات ، خرج مخرج الغالب { المؤمنات } فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة ، ولا سيما التي كانت سبب النزول وهي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما ، وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ، ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية ، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن ، وقوله تعالى : { لُعِنُواْ فِي الدنيا والآخرة } ، كقوله : { إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ } [ الأحزاب : 57 ] الآية ، وقد ذهب بعضهم إلى أنها خاصة بعائشة رضي الله عنها ، قال ابن عباس : نزلت في عائشة خاصة ، و « عن عائشة رضي الله عنها قالت : بما رميت به وأنا غافلة فبلغني بعد ذلك ، قالت : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عندي ، إذ أوحي إليه ، قالت : وكان إذا أوحي إليه أخذه كهيئة السبات ، وإنه أوحى إليه وهو جالس عندي ثم استوى جالساً يمسح على وجهه وقال : » يا عائشة أبشري « قالت : فقلت : بحمد الله لا بحمدك ، فقرأ : { إِنَّ الذين يَرْمُونَ المحصنات الغافلات المؤمنات } - حتى بلغ - { أولئك مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } » [ النور : 26 ] ، وقال الضحاك : المراد بها أزواج النبي خاصة دون غيرهن من النساء ، وقال العوفي عن ابن عباس في الآية { إِنَّ الذين يَرْمُونَ المحصنات الغافلات المؤمنات } الآية : يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رماهن أهل النفاق ، فأوجب الله لهم اللعنة والغضب وباؤوا بسخط من الله ، فكان ذلك في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نزل بعد ذلك : { والذين يَرْمُونَ المحصنات ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ . . . } [ النور : 4 ] إلى قوله { فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النور : 5 ] فأنزل الله الجلد والتوبة ، فالتوبة تقبل والشهادة ترد .
وقال ابن جرير : فسّر ابن عباس سورة النور ، فلما أتى على هذه الآية { إِنَّ الذين يَرْمُونَ المحصنات الغافلات المؤمنات } الآية فقال : في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي مبهمة وليست لهم توبة ، ثم قرأ : { والذين يَرْمُونَ المحصنات ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ . . . } [ النور : 4 ] إلى قوله { إِلاَّ الذين تَابُواْ مِن بَعْدِ ذلك وَأَصْلَحُواْ } [ النور : 5 ] الآية ، قال : فجعل لهؤلاء توبة ، ولم يجعل لمن قذف أولئك توبة ، قال فهمَّ بعض القوم أن يقوم إليه فيقبل رأسه من حسن ما فسر به سورة النور ، وقد اختار ابن جرير عمومها ، وهو الصحيح ويعضد العموم ما رواه أبي حاتم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اجتنبوا السبع الموبقات » قيل : وما هن يا رسول الله؟ قال : « الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
النور/19
أستاذي الفاضل "ايمن عبد الله" شكر الله أسئلتك الطيبة بين الفينة والأخرى

*بيّن كيف نحافظ على نظافة المجتمع وسلامته من انتشار الفواحش من خلال هذه الآية ؟
يكون ذلك بعدّة سلوكات بعضها مذكور وبعضها مُتضمَّنٌ
*التزام كل من الرجل والمرأة بما شرعه الله سبحانه وتعالى.
*تربية الناشئة على الستر والحياء والتعفف عن المنكرات بإشباع عواطفهم وشغل فراغاتهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
*محاصرة اتساع رقعة الإختلاط والتضييق عليه إلى المستويات الدّنيا
*تجنّب تتبع عورات الناس والبعد عن ترويج ونشر ما يقع في علم الإنسان من فواحش سواء حدثت أم تحدث لأن كثرة التحدّث عن الفواحش يجعل من وقوعها شيئا مألوفا.
*كراهية كل ما له علاقة بالوصول إلى الفواحش بالقلب لأن ذلك هو البذرة الأولى للبعد عن الفاحشة، لأن من أحبها بقلبه سيسكت عن النهي عنها بيده ولسانه.
والعلم عند الله سبحانه.
سلا..م


و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
سورة النور (26)
{ ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ.. } [النور: 3]
أن الزواج يقوم على التكافؤ، حتى لا يستعلي طرف على الآخر، ومن هذا التكافؤ
قوله تعالى:
{ ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ.. } [النور: 26].
ثم يقول سبحانه: { أُوْلَـٰئِكَ.. } [النور: 26] أي: الذين دارتْ عليهم حادثة الإفك، وخاض الناس في حقهم، وهما عائشة وصفوان
{ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ.. } [النور: 26]
أي: مما يُقَال عنهم، بدليل هذا التكافؤ الذي ذكرتْه الآية، فمن أطيبُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وكما ذكرنا أن الله تعالى ما كان ليُدلِّس على رسوله صلى الله عليه وسلم ويجعل من زوجاته مَنْ تحوم حولها الشبهات.
إذن: فلا بُدَّ أن تكون عائشة طَيّبةً طِيبةً تكافي وتناسب طِيبة رسول الله؛ لذلك برَّأها الله مما يقول المفترون.
وقوله:
{ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [النور: 26]
مغفرة نزلتْ من السماء قبل القيامة، ورزق كريم، صحيح أن الرزق كله من الله بكرم،
لكن هنا يراد الرزق المعنوي للكرامة وللمنزلة وللسمو،
لا الرزق الحسيّ الذي يقيم قِوام البدن من أكل وشرب وخلافه.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
سورة النور (27)

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا» أي تستأذنوا «وتسلموا على أهلها» فيقول الواحد السلام عليكم أأدخل؟ كما ورد في حديث «ذلكم خير لكم» من الدخول بغير استئذان «لعلكم تذكرون» بإدغام التاء الثانية في الذال خيريته فتعملون به
تفسير الجلالين
****************
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه،

لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأذنوا أهلها في الدخول وتسلموا عليهم
وصيغة ذلك من السنة: السلام عليكم أأدخل؟ ذلكم الاستئذان خير لكم؛ لعلكم تتذكرون- بفعلكم له- أوامر الله، فتطيعوه
تفسير الميسر


(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ))(27)
نظراً إلى خطر الرمي بالفاحشة وفعلها وحرمة ذلك كان المناسب هنا ذكر وسيلة من وسائل الوقاية من الوقوع في مثل ذلك ففرض الله تعالى على المؤمنين الإستئذان فقال : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } أي يا من آمنتم بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً لا تدخلوا بيوتاً على أهلها حتى تسلموا عليهم قائلين السلام عليكم وتستأذنوا قائلين أندخل ثلاث مرات فإن أذن لكم بالدخول دخلتم وإن قيل لكم ارجعوا أي لم يأذنوا لكم لحاجة عندهم فارجعوا وعبر عن الإستئذان بالاستئناس لأمرين أولهما أن لفظ الإستئناس وارد في لغة العرب بمعنىلإستئذان وثانيهما : أن الإستئذان من خصائص الإِنسان الناطق وعدمه من خصائص الحيوان المتوحش إذ يدخل على المنزل بدون إذن إذ ذاك ليس من خصائصه .
وقوله { ذلك خير لكم } أي الإِستئذان خير لكم أي من عدمه لما فيه من الوقاية من الوقوع في الإثم وقوله : { لعلكم تذكرون } أي تذكرون أنكم مؤمنون وأن الله تعالى أمركم بالإِستئذان حتى لا يحصل لكم ما يضركم وبذلك يزداد إيمانكم وتسموا أرواحكم .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري


بوركتم

سَـآجدة
2014-03-22, 14:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )) (28)
الظاهر أن الاستئذان متقدم على السلام لأن الأصل في الترتيب الذّكري أن يكون على وفق الترتيب الواقعي، وبه قال بعض العلماء، والجمهور على تقديم السلام على الاستئذان، بدليل ما أخرجه الترمذي عن جابر رضي اللّه عنه:
«السلام قبل الكلام» وما أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن أبي شيبة عن أبي هريرة فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال: لا يؤذن له حتى يسلم، و
ما أخرجه قاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن ابن عباس قال: استأذن عمر رضي اللّه عنه على النبي صلّى اللّه عليه وسلم فقال: «السلام على رسول اللّه، السلام عليكم، أيدخل عمر؟».
والسلام يكون أيضا ثلاثا كما
أخرج الإمام أحمد عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة فقال: «السلام عليك ورحمة اللّه» فقال سعد: وعليك السلام ورحمة اللّه، ولم يسمع النبي صلّى اللّه عليه وسلم حتى سلم ثلاثا، ورد عليه سعد ثلاثا.
والحكمة من الاستئذان والسلام تحاشي الاطلاع على العورات، بدليل
ما رواه أبو داود عن هزيل قال: جاء رجل (قال عثمان: سعد) فوقف على باب النبي صلّى اللّه عليه وسلم يستأذن، فقام على الباب،- قال عثمان: مستقبل الباب- فقال له النبي صلّى اللّه عليه وسلم «هكذا عنك- أو هكذا- فإنما الاستئذان من النظر»
وفي الصحيحين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال: «لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن، فخذفته بحصاة، ففقأت عينه، ما كان عليك من جناح».
والمراد من هذين الحديثين أن من أدب الاستئذان ألا يستقبل المستأذن الباب بوجهه، وإنما يجعله عن يمينه أو شماله، وألا ينظر إلى داخل البيت،
روي أن أبا سعيد الخدري استأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وهو مستقبل الباب، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تستأذن وأنت مستقبل الباب»
وذلك سواء أكان الباب مغلقا أم مفتوحا فإن الطارق قد يقع نظره عند الفتح له على ما لا يجوز أو ما يكره أهل البيت اطلاعه عليه.
والاستئذان واجب ولو كان الطارق أعمى لأن من عورات البيوت ما يدرك بالسمع، وقد يتأذى أهل البيت بدخول الأعمى، وأما
الحديث المتقدم:
«إنما جعل الاستئذان من أجل البصر»
فهو بحسب الغالب المعتاد.
ولا فرق في وجوب الاستئذان بين الرجال والنساء، والمحارم وغير المحارم لأن الحكم عام، ولو كان الزائر والدا أو ولدا،
قال رجل للنبي صلّى اللّه عليه وسلم- فيما رواه مالك في الموطأ عن عطاء بن يسار-: أأستأذن يا رسول اللّه على أمي؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «نعم» قال: ليس لها خادم غيري، أأستأذن عليها كلما دخلت عليها؟ قال: «أتحب أن تراها عريانة؟» قال: لا، قال: «فاستأذن عليها».
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن مسعود قال: «عليكم أن تستأذنوا أمهاتكم وأخواتكم».
وروى الطبري عن طاوس قال: «ما من امرأة أكره إلي أن أرى عورتها من ذات محرم»
وعلى هذا يكون الاستئذان على المحارم واجبا وتركه غير جائز، واستدل ابن عباس عن ذلك بقوله تعالى: وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ولم يفرق بين من كان أجنبيا أو ذا رحم محرم.
وقوله تعالى: بُيُوتاً نكرة في سياق النهي فتفيد العموم الشامل للبيوت المسكونة وغير المسكونة، لكن الآية التالية: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ يقتضي حمل الآية الأولى على المسكونة فقط، ويصير المعنى: أيها المخاطبون لا تدخلوا بيوتا مسكونة لغيركم حتى تستأنسوا.
ثم ذكر تعالى حكمة الأمر بالاستئذان والسلام فقال:
ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ يعني الاستئذان والسلام خير وأفضل للطرفين: المستأذن وأهل البيت، من الدخول بغتة، ومن تحية الجاهلية، فقد كان الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته قال: حييتم صباحا، وحييتم مساء، ودخل، فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف. وقوله لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ متعلق بمحذوف، أي أنزل عليكم أو أرشدكم ربكم لتتذكروا وتتعظوا، وتعملوا بما هو أصلح لكم.
وكلمة خَيْرٌ هنا أفعل تفضيل، وكلمة «لعل» للتعليل، والحكم المعلل بها مفهوم مما سبق، أي أرشدكم اللّه إلى ذلك الأدب وبيّنه لكم، ليكون متذكرا منكم دائما، فتعملوا بموجبه.
ثم ذكر تعالى حكم حالة أخرى هي حالة فراغ البيوت من أهلها فقال:
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً، فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ أي إن لم تجدوا في بيوت غيركم أحدا يأذن لكم، فلا تدخلوها حتى يأذن لكم صاحب الدار، فلا يحل الدخول في هذه الحالة لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه، ولأن للبيوت حرمة، وفيها خبيئات لا يريد أحد الاطلاع عليها، فإن المانع من الدخول ليس الاطلاع على العورات فقط، بل وعلى ما يخفيه الناس عادة. وإذن الصبي والخادم لا يبيح الدخول في البيوت الخالية من أصحابها، فإن كان صاحب الدار موجودا فيها، اعتبر إذن الصبي والخادم إذا كان رسولا من صاحب الدار، وإلا لم يجز الدخول.
وقوله: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً المدار فيه على ظن الطارق، فإن كان يظن أنه ليس بها أحد، فلا يحل له أن يدخلها.
لكن يستثني بداهة وشرعا حالة الضرورة، كمداهمة البيت لحرق أو غرق أو مقاومة منكر أو منع جريمة ونحو ذلك.
وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ: ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ أي إن طلب منكم صاحب البيت الرجوع، فارجعوا فإن الرجوع هو خير لكم وأطهر في الدين والدنيا، ولا يليق بكم أيها المؤمنون أن تلحوا في الاستئذان، والوقوف على الأبواب، أو القعود أمامها بعد أن تردوا، ففي ذلك ذل ومهانة وعيب، وإحراج لصاحب البيت.
وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ أي أن اللّه عليم بنياتكم وأقوالكم وأفعالكم، فيجازيكم عليها. وهذا وعيد لمن يخالف ما أرشد اللّه إليه، فإن القصد من هذا الإخبار هنا تقرير الجزاء على هذه الأعمال.
ثم بيّن اللّه تعالى حكم البيوت غير المسكونة، فقال:
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ، فِيها مَتاعٌ لَكُمْ أي لا إثم ولا حرج عليكم من الدخول إلى بيوت لا تستعمل للسكنى الخاصة، كالفنادق وحوانيت التجار والحمامات العامة ونحوها من الأماكن العامة، إذا كان لكم فيها مصلحة أو انتفاع كالمبيت فيها، وإيواء الأمتعة، والمعاملة بيعا وشراء وغيرهما، والاغتسال، ونحو ذلك.
وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ أي إن اللّه تعالى عليم بما تظهرونه من استئذان عند الدخول، وما تضمرونه من قصد سيء من حب الاطلاع على عورات الناس. وهذا وعيد لأهل الريبة الذين يدخلون البيوت للاطلاع على عوراتها، وهو شبيه بالوعيد الذي ختمت به الآية السابقة.
وهذه الآية الكريمة أخص من سابقتها، ومخصصة لعموم الآية المتقدمة المانعة مطلقا من دخول بيوت الآخرين، وذلك أنها تقتضي جواز الدخول إلى البيوت التي ليس فيها أحد، إذا كان للداخل متاع فيها، بغير إذن، كالبيت المستقل المعد للضيف بعد الإذن له فيه أول مرة، ولم يكن مجرد غرفة ضمن غرف أخرى.
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على ما يلي:
1- تحريم دخول بيت الآخرين من غير استئذان وجوبا، وسلام وتحية ندبا، ويكون السلام قبل الاستئذان، كما دلت السنة.
والسنة في الاستئذان كما تقدم أن يكون ثلاث مرات لا يزاد عليها. وصورة الاستئذان أن يقول الشخص رجلا كان أو امرأة، بصيرا أو أعمى: السلام عليكم أأدخل؟ فإن أذن له دخل، وإن أمر بالرجوع انصرف، وإن لم يجبه أحد استأذن ثلاثا ثم ينصرف من بعد الثلاث.
قال مالك: الاستئذان ثلاث، لا أحب أن يزيد أحد عليها، إلا من علم أنه لم يسمع، فلا أرى بأسا أن يزيد إذا استيقن أنه لم يسمع.
وقال المالكية: إنما خص الاستئذان بثلاث لأن الغالب من الكلام إذا كرر ثلاثا، سمع وفهم، ولذلك كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى يفهم عنه، وإذا سلم على قوم، سلم عليهم ثلاثا، وإذا كان الغالب هذا فإذا لم يؤذن له بعد ثلاث، ظهر أن رب المنزل لا يريد الإذن، أو لعله يمنعه من الجواب عنه عذر لا يمكنه قطعه، فينبغي للمستأذن أن ينصرف لأن الزيادة على ذلك قد تقلق رب المنزل، وربما يضره الإلحاح حتى ينقطع عما كان مشغولا به كما
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم لأبي أيوب حين استأذن عليه، فخرج مستعجلا فقال:
«لعلنا أعجلناك ..» الحديث.
أما اليوم حيث اتخذ الناس الأبواب والأجراس، فصار الاستئذان بقرع الباب أو بدق الجرس، فإن طلب من الطارق التعريف بنفسه وجب عليه ذلك، منعا من الإزعاج والتخويف أو الإحراج والمضايقة.
ولا يستقبل المستأذن الباب بوجهه، وإنما يقف يمينا وشمالا، بحيث إذا فتح الباب لا يقع النظر فجأة على ما يكره صاحب البيت.
وصفة الدق أن يكون خفيفا بحيث يسمع، ولا يعنف في ذلك، فقد روى أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: كانت أبواب النبي صلّى اللّه عليه وسلم تقرع بالأظافير «1».
ودليل التعريف بشخص الداخل
ما روى الصحيحان وغيرهما عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال: استأذنت على النبي صلّى اللّه عليه وسلم فقال: «من هذا»؟
فقلت: أنا، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «أنا أنا» كأنه كره ذلك لأن قوله: «أنا»
لا يحصل بها تعريف، وإنما أن يذكر اسمه، كما فعل عمر وأبو موسى رضي اللّه عنهما.
ولكل قوم في الاستئذان عرفهم في العبارة، وكان الناس في الماضي يسلمون، ثم تركوا السلام لاتخاذ الأبواب التامة الستر، المحكمة الإغلاق. وهذا في بيت الآخرين.
أما في بيت الإنسان الخاص، فلا حاجة فيه للإذن إن كان فيه الأهل (الزوجة). والسنة السلام إذا دخل. قال قتادة: إذا دخلت على بيتك فسلم على أهلك، فهم أحق من سلمت عليهم. فإن كان فيه مع الأهل أمك أو أختك، فقال العلماء: تنحنح واضرب برجلك حتى تنتبها لدخولك لأن الأهل لا حشمة بينك وبينها، وأما الأم والأخت فقد تكونان على حالة لا تحب أن تراهما فيه.
وإذا دخل بيت نفسه وليس فيه أحد، يقول: السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، كما قال قتادة. والملائكة ترد عليه.
وإذا رأى أهل الدار أحدا يطلع عليهم من ثقب الباب، فطعن أحدهم عينه فقلعها، فقال الشافعي وأحمد: لا شيء عليه،
لما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «من اطلع في دار قوم بغير إذنهم، ففقئوا عينه، فقد هدرت عينه»
وعبارة مسلم: «من اطلع في بيت قوم من غير إذنهم، حلّ لهم أن يفقؤوا عينه».
وروى سهل بن سعد رضي اللّه عنه أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال لمن اطلع في إحدى حجراته، وكانت في يده مدرى يحك بها رأسه: «لو كنت أعلم أنك تنظر لطعنت بها في عينك».
وقال أبو حنيفة ومالك: إن فقأ عينه فعليه الضمان من قصاص أو أرش (تعويض أو دية) لعموم قوله تعالى: وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ [المائدة 5/ 45]. ثم إن الاعتداء جناية، يستوجب الأرش أو القصاص. أما الأحاديث السابقة فهي منسوخة، وكان ذلك قبل نزول قوله تعالى: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ [النحل 16/ 126]. ويحتمل أن يكون ذلك على وجه الوعيد لا على وجه الحتم، والخبر إذا كان مخالفا لكتاب اللّه تعالى لا يجوز العمل به. وقد كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم يتكلم بالكلام في الظاهر، وهو يريد شيئا آخر كما
جاء في الخبر أن عباس بن مرداس لما مدحه قال لبلال: «قم فاقطع لسانه»
وإنما أراد بذلك أن يدفع إليه شيئا، ولم يرد به القطع في الحقيقة. وكذلك هذا يحتمل أن يراد بفقء العين أن يعمل به عملا حتى لا ينظر بعد ذلك في بيت غيره.
2- تحريم الدخول إلى بيت الآخرين إذا لم يوجد فيه صاحبه حتى يؤذن له، وهذا مستفاد من الآية: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً والصحيح أن هذه الآية مرتبطة بما قبلها، التقدير: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا، فإن أذن لكم فادخلوا، وإلا فارجعوا، فإن لم تجدوا فيها أحدا يأذن لكم، فلا تدخلوها حتى تجدوا إذنا. ولا فرق في وجوب الاستئذان وتحريم الدخول بغير إذن بين أن يكون الباب مغلقا أو مفتوحا.
ويجوز الإذن من الصغير والكبير، وقد كان أنس بن مالك يستأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وكذلك الصحابة مع أبنائهم وغلمانهم رضي اللّه عنهم.
3- قوله تعالى: وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقوله تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ وعيد لأهل التجسس على البيوت، وطلب الدخول على غفلة للمعاصي والنظر إلى ما لا يحل ولا يجوز.
4- إباحة الدخول في البيوت غير المسكونة والأماكن العامة كالفنادق والحوانيت والحمامات العامة ونحوها، إذا كان الدخول لمصلحة أو حق انتفاع كالمبيت والمعاملة والاغتسال وإيداع الأمتعة ونحو ذلك.
وعلى هذا تكون آية لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ .. لرفع حكم الاستئذان في كل بيت لا يسكنه أحد لأن العلة في الاستئذان إنما هي لأجل الاطلاع على الحرمات، فإذا زالت العلة زال الحكم.

__________
(1) ذكره أبو بكر علي بن ثابت الخطيب في جامع

الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي



(( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ))(29)



وقوله : { ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم } . هذه رخصة منه تعالى لعباده المؤمنين بأن لا يستأذنوا عند جخولهم بيوتاً غير مسكونة أي ليس فيها نساء من زوجات وسريات يحرم النظر إليهن وذلك كالدكاكين والفنادق وما إلى ذلك فللعبد أن يدخل لقضاء حاجاته المعبر عنها بالمتاع بدون استئذان لأنها مفتوحة للعموم من أصحاب الأغراض والحاجات أما السلام فسنة على من دخل على دكان أو فندق فليقل السلام عليكم والذي يسقط هو الإستئذان أي طلب الإذن لا غير .
وقوله تعالى : { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } أي يعلم ما تظهرون من أقوالكم وأعمالكم وما تخفون إذاً فراقبوه تعالى في أوامره وفاعلوا المأمور واتركوا المنهي تكملوا وتسعدوا في الدنيا الآخرة.
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري[/size]

[size=5]ما معنى قوله تعالى

(( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) سورة النور (31)

الحكم السابع حكم النظر والحجاب
سبب النزول:
أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال: بلغنا عن جابر بن عبد اللّه، حدّث أن أسماء بنت مرثد كانت في نخل لها، فجعل النساء يدخلن عليها غير متأزرات، فيبدو ما في أرجلهن، تعني الخلاخل، وتبدو صدورهن وذوائبهن، فقالت أسماء: ما أقبح هذا! فأنزل اللّه في ذلك: وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ. و
أخرج ابن مردويه عن علي كرم اللّه وجهه أن رجلا مرّ على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في طريق من طرقات المدينة، فنظر إلى امرأة ونظرت إليه، فوسوس لهما الشيطان أنه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا إعجابا به، فبينما الرجل يمشي إلى جنب حائط وهو ينظر إليها إذ استقبله الحائط فشق أنفه، فقال:
واللّه لا أغسل الدم حتى آتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فأخبره أمري، فأتاه فقص عليه قصته، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «هذا عقوبة ذنبك» وأنزل اللّه تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ الآية.
وأخرج ابن جرير عن حضرمي أن امرأة اتخذت برتين «1» من فضة، واتخذت جزعا (سلسلة خرز) فمرت على قوم، فضربت برجلها، فوقع الخلخال على الجزع، فصوّت، فأنزل اللّه وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ الآية.
المناسبة:
الآية واضحة الاتصال بما قبلها، فإن الدخول إلى البيوت مظنة الاطلاع على العورات، لذا أمر المؤمنون والمؤمنات بغض البصر بصورة حكم عام يشمل المستأذن للدخول إلى البيوت وغيره، فيجب على المستأذن التحلي به عند الاستئذان والدخول، منعا من انتهاك الحرمات المنهي عنها، كما يجب على النساء عدم إبداء الزينة لأحد إلا للمحارم، لما في ذلك من الفتنة الداعية إلى الوقوع في الحرام، كالنظر الذي هو أيضا بريد الزنى، فالجامع بين حكم النظر والحجاب سد الذرائع إلى الفساد.
التفسير والبيان:
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ أي قل يا محمد لعبادنا المؤمنين: كفّوا أبصاركم عما حرم اللّه عليكم، فلا تنظروا إلا إلى ما أباح لكم النظر إليه. والتعبير بالمؤمنين: إشارة إلى أن من شأن المؤمنين أن يسارعوا إلى امتثال الأوامر. وليس المراد بغض البصر إغماض العين وإطباق أجفانها، بل المراد جعلها خافضة الطرف من الحياء، ومِنْ للتبعيض أي يغضوا بعض أبصارهم، فلا يحملقوا بأعينهم في محرم، ويكون المراد حينئذ توبيخ من يكثر التأمل في المحرم، كما حدث في سبب النزول الذي أخرجه ابن مردويه، وللتفرقة في الأمر بين غض البصر وحفظ الفروج، فإن الأصل في الفروج التحريم إلا ما استثني، وأما النظر فالأصل فيه الإباحة إلا ما استثني كما بينا.
فإن وقع البصر على محرّم من غير قصد، وجب إغضاء الطرف وصرف النظر عنه سريعا
لما رواه مسلم في صحيحة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن جرير بن عبد اللّه البجلي رضي اللّه عنه قال: «سألت النبي صلّى اللّه عليه وسلم عن نظر الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري».
وروى أبو داود عن بريدة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لعلي: «يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليس لك الآخرة».
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «إياكم والجلوس على الطرقات، قالوا: يا رسول اللّه، لا بدّ لنا من مجالسنا نتحدث فيها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: إن أبيتم فأعطوا الطريق حقّه، قالوا:
وما حقّ الطريق يا رسول اللّه؟ قال: غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».
وسبب الأمر بغض البصر هو سدّ الذرائع إلى الفساد، ومنع الوصول إلى الإثم والذنب، فإن النظر بريد الزنى، وقال بعض السلف: النظر سهم سمّ إلى القلب، ولذلك جمع اللّه في الآية بين الأمر بحفظ الفروج، والأمر بحفظ الأبصار التي هي بواعث إلى المحظور الأصلي وهو الزنى، فقال:
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ أي من ارتكاب الفاحشة كالزنى واللواط ومن نظر أحد إليها، كما
روى أحمد وأصحاب السنن: «احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك».
وقال تعالى مبينا حكمة الأمر بالحكمين:
ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ أي إن غض البصر وحفظ الفرج خير وأطهر لقلوبهم، وأنقى لدينهم، كما قيل: من حفظ بصره أورثه اللّه نورا في بصيرته، أو في قلبه. و
روى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة، ثم يغض بصره، إلا أخلف اللّه له عبادة يجد حلاوتها»
وروى الطبراني عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم، من تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه».
وأزكى الذي هو أفعل التفضيل للمبالغة في أن غض البصر وحفظ الفرج يطهران النفوس من دنس الرذائل. والمفاضلة على سبيل الفرض والتقدير، أو باعتبار ظنهم أن في النظر نفعا.
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ أي إن اللّه عليم علما تاما بكل ما يصدر عنهم من أفعال، لا تخفى عليه خافية، وهذا تهديد ووعيد، كما قال تعالى: يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر 40/ 19] فهو يعلم استراق النظر وسائر الحواس، والخبرة: العلم القوي الذي يصل إلى بواطن الأشياء.
أخرج البخاري في صحيحة تعليقا ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «كتب على ابن آدم حظّه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة، فزنى العينين النظر، وزنى اللسان النطق، وزنى الأذنين الاستماع، وزنى اليدين البطش، وزنى الرّجلين الخطا، والنفس تمنّي وتشتهي، والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه».
وخلافا لما عليه غالب الخطابات التشريعية من دخول النساء في الحكم بخطاب الرجال تغليبا، أمر اللّه تعالى المؤمنات بغض البصر وحفظ الفروج كما أمر الرجال، تأكيدا للمأمور به، وبيان بعض الأحكام التي تخصهن وهي النهي عن إبداء الزينة، والحجاب، والامتناع عن كل ما يلفت النظر إلى زينتهن، فقال تعالى:
وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ أي وقل أيها الرسول أيضا للنساء المؤمنات: اغضضن أبصاركن عما حرم اللّه عليكن من النظر إلى غير أزواجكن، واحفظن فروجكن عن الزنى ونحوه كالسحاق، فلا يجوز للمرأة النظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا، في رأي كثير من العلماء، بدليل
ما رواه أبو داود والترمذي عن أم سلمة: «أنها كانت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، فدخل عليه، وذلك بعد ما أمرنا بالحجاب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: احتجبا منه، فقلت: يا رسول اللّه، أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: أو عمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟».
وفي الموطأ عن عائشة أنها احتجبت عن أعمى، فقيل لها:
إنه لا ينظر إليك، قالت: لكنني أنظر إليه.
وأجاز جماعة آخرون من العلماء نظر النساء إلى الرجال الأجانب بغير شهوة فيما عدا ما بين السرة والركبة، بدليل ما ثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة، وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت. وهذا الرأي أيسر في عصرنا.
وأصحاب الرأي الثاني وهو جواز النظر بغير شهوة يحملون الأمر بالاحتجاب من ابن أم مكتوم على الندب، وكذلك احتجاب عائشة رضي اللّه عنها من الأعمى كان ورعا منها، ويؤيد ذلك استمرار العمل على خروج النساء إلى الأسواق وإلى المساجد وفي الأسفار متنقبات، حتى لا يراهن أحد من الرجال، ولم يؤمر الرجال بالانتقاب حتى لا يراهم النساء، فكان ذلك دليلا على المغايرة في الحكم بين الرجال والنساء.
ثم ذكر اللّه تعالى الأحكام الخاصة بالنساء وهي ما يلي:
1- وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب حين التحلي بها وهي كل ما يتزين به ويتجمل من أنواع الحلي والخضاب وغيرها، فيكون إبداء مواقع الزينة منهيا عنه بالأولى، أو لا يظهرن مواضع الزينة بإطلاق الزينة وإرادة مواقعها، بدليل قوله: إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها والثاني هو الأولى لأن الزينة نفسها ليست مقصودة بالنهي، وعلى كل حال هناك تلازم بين الزينة وموضعها، والغاية هي النهي عن أجزاء الجسد التي تكون محلا للزينة، كالصدر والأذن والعنق والساعد والعضد والساق.
وأما ما ظهر منها فهو الوجه والكفان والخاتم، كما نقل عن ابن عباس وجماعة، وهو المشهور عند الجمهور، ويستأنس له
بالحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن عائشة رضي اللّه عنها: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا» وأشار إلى وجهه وكفيه.
وهو حديث مرسل.
وبناء عليه قال الحنفية والمالكية، والشافعي في قول له: إن الوجه والكفين ليسا بعورة، فيكون المراد بقوله: ما ظَهَرَ مِنْها ما جرت العادة بظهوره.
وروي عن أبي حنيفة رضي اللّه عنه: أن القدمين ليستا من العورة أيضا لأن الحرج في سترهما أشد منه في ستر الكفين، لا سيما أهل الريف. وعن أبي يوسف: أن الذراعين ليستا بعورة، لما في سترهما من الحرج.
وذهب الإمام أحمد، والشافعي في أصح قوليه إلى أن بدن الحرة كله عورة، للأحاديث المتقدمة في نظر الفجأة، وتحريم متابعة النظر، و
لما رواه البخاري عن ابن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أردف الفضل بن العباس يوم النحر خلفه، فطفق الفضل ينظر إلى امرأة وضيئة خثعمية حين سألته، فأخذ النبي صلّى اللّه عليه وسلم بذقن الفضل، فحول وجهه عن النظر إليها.
ويكون المراد بقوله: إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ما ظهر بنفسه من غير قصد.
والراجح فقها وشرعا أن الوجه والكفين ليسا بعورة إذا لم تحصل فتنة، فإن خيفت الفتنة وحصلت المضايقة وكثر الفساق وجب ستر الوجه. وأما أدلة الفريق الثاني فمحمولة على الورع والاحتياط ومخافة الفتنة والاسترسال في مزالق الشيطان.
ويجوز شرعا استثناء وللضرورة النظر إلى الأجنبية كحال الخطوبة والشهادة والقضاء والمعاملة والمعالجة والتعليم، ففي كل هذه الأحوال يجوز النظر إلى الوجه والكفين فقط، ويجوز للطبيب إذا لم توجد طبيبة النظر إلى موضع العلة أو الداء للعلاج.
2- وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ أي ليسدلن ويرخين أغطية الرؤوس على أعلى أجزاء الصدر لستر الشعور والأعناق والصدور. والضرب هنا:
السدل والإلقاء والإرخاء، والخمر: جمع خمار: وهو ما تغطي به المرأة رأسها، والجيوب: جمع جيب: وهو فتحة في أعلى الثوب يبدو منها بعض النحر.
وهذا أمر إرشاد لستر بعض مواضع الزينة الباطنة عند النساء، روى البخاري عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: يرحم اللّه نساء المهاجرات الأول لما أنزل اللّه: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ شققن مروطهن (أزرهن) فاختمرن بها.
3- وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أي لا يظهرن زينتهن الخفية إلا لأزواجهن فهم المقصودون بالمتعة والنظر، أو آباء النساء والأجداد، أو آباء الأزواج أو أبناء النساء أو أبناء الأزواج أو الإخوة والأخوات وبني الإخوة أو بني الأخوات الشقيقات أو لأب أو لأم، فكل هؤلاء محارم يجوز للمرأة أن تظهر عليهم بزينتها ولكن من غير تبرج، وهؤلاء هم الأقارب من النسب وهم خمسة أنواع، وفيهم نوعان من الأقارب لأجل المصاهرة وهما آباء الأزواج وأبناء الأزواج، ولكن لم تذكر الآية من المحارم النسبية الأعمام والأخوال لأن العمومة والخؤولة بمنزلة الأبوة. كذلك لم تذكر المحارم من الرضاع ولكن نصت السنة عليهم
فيما أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن عائشة: «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب».
أَوْ نِسائِهِنَّ، أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ، أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ، أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ هؤلاء بقية الأنواع الذين يجوز للمرأة إظهار الزينة فيما عدا ما بين السرة والركبة، وهم النساء، والمماليك، والتابعون غير أولي الحاجة إلى النساء وهم الأجراء والأتباع الذين لا شهوة عندهم إلى النساء، كالخصيان والمجبوبين والمعتوهين، والأطفال الذين لا يفهمون أحوال النساء وعوراتهن لصغرهم وعدم اطلاعهم على القضايا الجنسية.
لكن وقع خلاف بين العلماء في النساء والمماليك والتابعين والأطفال، أما النساء: فقال الجمهور: المراد النساء المسلمات أي نسائهن في الدين، دون نساء أهل الذمة، فلا يجوز للمسلمة إظهار شيء من جسمها ما عدا الوجه والكفين أمام المرأة الكافرة، لئلا تصفها لزوجها أو غيره، فهي كالرجل الأجنبي بالنسبة لها.
أما المسلمة فتعلم أن ذلك حرام، فتنزجر عنه،
أخرج الشيخان في الصحيحين عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لا تباشر المرأة المرأة تنعتها لزوجها، كأنه ينظر إليها».
روى سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي اللّه عنه: «أما بعد، فإنه بلغني أن نساء من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك، فانه من قبلك، فلا يحل لامرأة تؤمن باللّه واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملتها».
وقال جماعة منهم الحنابلة: إن المراد بهن عموم النساء المسلمات والكافرات، فتكون الإضافة في قوله تعالى: أَوْ نِسائِهِنَّ للمشاكلة والمشابهة أي من جنسهن، وتكون عورة المرأة بالنسبة للمرأة مطلقا ما بين السرة والركبة فقط.
وأما ما ملكت أيمانهن: فقال الأكثرون: يشمل الرجال والنساء، فيجوز أن تظهر المرأة على رقيقها من الرجال والنساء ما عدا ما بين السرة والركبة
لما رواه أحمد وأبو داود وابن مردويه والبيهقي عن أنس رضي اللّه عنه أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، وعلى فاطمة ثوب إذا قنّعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطّت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلّى اللّه عليه وسلم ما تلقى قال: «إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك وغلامك».
وذهبت طائفة إلى أن ذلك مخصوص بالإماء فقط لأن العبد رجل كالحر الأجنبي في التحريم.
وأما التابعون غير أولي الإربة أي الحاجة إلى النساء: فهم الذين يتبعون الناس لينالوا من فضل طعامهم من غير أن تكون لهم حاجة في النساء ولا ميل إليهن، واختلف العلماء في المراد بهم فقيل: إنه الشيخ الفاني الذي فنيت شهوته، أو الأبله الذي لا يدري من أمر النساء شيئا، أو المجبوب، أو الخصي أو الممسوح أو خادم القوم للعيش أو المخنث. والمعتمد أن المراد به: كل من ليس له حاجة إلى النساء، وأمنت من جهته الفتنة ونقل أوصاف النساء للأجانب،
أخرج مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان رجل يدخل على أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلم مخنّث، وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة، فدخل النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وهو ينعت امرأة يقول: إذا أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «ألا أرى هذا يعلم ما هاهنا، لا يدخلن عليكن» فأخرجه من المنزل.
وأما الأطفال الذين لم يطلعوا على عورات النساء: فهم الذين لا يفهمون أحوال النساء وعوراتهن، ولم يظهر عندهم الميل الجنسي القوي لصغر سنهم، فإذا كان الطفل صغيرا لا يفهم ذلك فلا بأس بدخوله على النساء، أما المراهق أو القريب من المراهقة قبل البلوغ الذي يحكي ما يرى، ويفرّق بين الشوهاء والحسناء، فلا يمكّن من الدخول على النساء، بدليل وجوب استئذان الطفل عند دخول البيوت، في أوقات ثلاثة، بيّنها اللّه تعالى بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ .. الآية [النور 24/ 59].
وقال جماعة آخرون: لا يحرم على المرأة إبداء زينتها للطفل إلا إذا كان فيه تشوق إلى النساء، سواء أكان مراهقا أم غير مراهق، والإباحة هنا أوسع مما قرره أصحاب الرأي الأول.
ثم نهى اللّه تعالى عما يكون وسيلة أو ذريعة إلى الفتنة فقال:
وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ أي لا يجوز للمرأة أن تدق برجليها في مشيتها، ليعلم الناس صوت خلاخلها لأنه مظنة الفتنة والفساد، ولفت الأنظار، وإثارة مشاعر الشهوة، وإساءة الظن بأنها من أهل الفسوق، فإسماع صوت الزينة كإبدائها وأشد، والغرض التستر.
وهذا يشمل كل ما يؤدي إلى الفتنة والفساد كتحريك الأيدي بالأساور، وتحريك الجلاجل (المقصات) في الشعر، والتعطر والتطيب والزخرفة عند الخروج من البيت، فيشم الرجال طيبها، ويفتتنون بزخارفها
روى أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال: «كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت، فمرّت بالمجلس، فهي كذا وكذا»
يعني زانية. و
أخرج أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «لا يقبل اللّه صلاة امرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل من الجنابة».
واللام في قوله: لِيُعْلَمَ لام العاقبة أو الصيرورة، فهي منهية عن الضرب بالأرجل أمام الرجال الأجانب مطلقا، سواء قصدت إعلامهم أم لم تقصد، فإن عاقبة الضرب بالأرجل ذات الخلاخل، ومثلها (الأحذية الحالية ذات الكعاب العالية) أن يعلم الناس ما يخفين من الزينة، فتقع الفتنة بها. واستدل الحنفية بهذا النهي على أن صوت المرأة عورة، فإنها إذا كانت منهية عن فعل يسمع له صوت خلخالها، فهي منهية عن رفع صوتها بالطريق الأولى.
والظاهر أن صوت المرأة ليس بعورة إن أمنت الفتنة، بدليل أن نساء النبي صلّى اللّه عليه وسلم كن يروين الأخبار للرجال الأجانب.
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي ارجعوا إلى طاعة اللّه والإنابة إليه أيها المؤمنون جميعا، وافعلوا ما أمركم به من هذه الصفات والأخلاق الحميدة، واتركوا ما نهاكم عنه من غض البصر وحفظ الفرج والدخول إلى بيوت الآخرين بلا استئذان وما كان عليه الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة، تفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة. وخوطبوا بصفة الإيمان للتنبيه على أن الإيمان الصحيح هو الذي يحمل صاحبه على الامتثال وعلى التوبة والاستغفار من الهفوات والزلات، فإن التوبة سبب الفلاح والفوز بالسعادة.
فقه الحياة أو الأحكام:
يستنبط من الآيات ما يأتي:
1- وجوب غض البصر من الرجال والنساء عما لا يحل من جميع المحرّمات وكل ما يخشى الفتنة من أجله لأن البصر مفتاح الوقوع في المنكرات، وشغل القلب بالهواجس، وتحريك النفس بالوساوس، وبريد السقوط في الفتنة أو الزنى، ومنشأ الفساد والفجور.
2- وجوب حفظ الفروج أي سترها عن أن يراها من لا يحل، وحفظها من التلوث بالفاحشة كالزنى واللواط، واللمس والمفاخذة والسحاق.
3- تحريم الدخول إلى الحمام بغير مئزر، قال ابن عمر: أطيب ما أنفق الرجل درهم يعطيه للحمّام في خلوة، أي في وقت لا يوجد فيه الناس أو قلة الناس. و
ذكر الترمذي عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «اتقوا بيتا يقال له الحمّام، قيل: يا رسول اللّه، إنه يذهب به الوسخ ويذكّر النار، فقال: إن كنتم لا بد فاعلين فأدخلوه مستترين».
4- إن غض البصر وحفظ الفرج أطهر في الدين، وأبعد من دنس الذنوب، واللّه مطّلع عالم بأفعال العباد ونيات القلوب وهمسات الألسن، واستراق السمع والبصر، وبكل شيء، لا تخفى عليه خافية، ويجازي على ذلك كله.
5- العورات أربعة أقسام:
أ- عورة الرجل مع الرجل: يجوز له أن ينظر إلى جميع بدنه إلا ما بين السرة والركبة، وهما ليستا بعورة، وعند أبي حنيفة رحمه اللّه: الركبة عورة.
وقال مالك: الفخذ ليست بعورة أي في الصلاة لا في النظر، والدليل على أنها عورة ما
روي عن حذيفة «أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم مرّ به في المسجد، وهو كاشف عن فخذه، فقال صلّى اللّه عليه وسلم فيما رواه الحاكم عن محمد بن عبد اللّه بن جحش: غطّ فخذك، فإن الفخذ عورة»
وقال لعلي رضي اللّه عنه فيما رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم عن علي: «لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت».
أما الأمرد فلا يحل النظر إليه.
ولا يجوز للرجل مضاجعة الرجل، وإن كان كل واحد منهما في جانب من الفراش
لما روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري أنه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد».
وتكره المعانقة وتقبيل الوجه إلا لولده شفقة. وتستحب المصافحة لما
روى أنس قال: قال رجل: يا رسول اللّه، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: «لا»، قال: أيلتزمه ويقبّله؟ قال: «لا»، قال: أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: «نعم».ب- وعورة المرأة مع المرأة: كعورة الرجل مع الرجل، لها النظر إلى جميع بدنها إلا ما بين السرة والركبة، وعند خوف الفتنة لا يجوز، ولا تجوز المضاجعة.
والأصح أن المرأة الذمية (غير المسلمة) لا يجوز لها النظر إلى بدن المسلمة لأنها أجنبية في الدين، واللّه تعالى يقول: أَوْ نِسائِهِنَّ وليست الذمية من نسائنا.
ج- وعورة المرأة مع الرجل: إن كانت أجنبية عنه فجميع بدنها عورة، ولا يجوز له أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين لحاجتها لذلك في البيع والشراء. ولا يجوز أن يتعمد النظر إلى وجه الأجنبية لغير غرض، وإن وقع بصره عليها بغتة يغض بصره، للآية: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ.
وأجاز أبو حنيفة النظر مرة واحدة إذا لم يكن محل فتنة. ولا يجوز أن يكرر النظر إليها،
للحديث المتقدم: «يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة».
ويجوز النظر للخطبة،
لقوله صلّى اللّه عليه وسلم فيما أخرجه ابن حبان والطبراني عن أبي حميد الساعدي: «إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها، إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم»
ويجوز النظر عند البيع ليعرفها عند الحاجة، وكذلك يجوز عند تحمل الشهادة النظر إلى الوجه لأن المعرفة تحصل به. أما النظر للشهوة فهو محظور
لقوله صلّى اللّه عليه وسلم فيما أخرجه أحمد والطبراني عن ابن مسعود: «العينان تزنيان».
كذلك يجوز للطبيب الأمين أن ينظر للمرأة للمعالجة، ويجوز للختّان أن ينظر إلى فرج المختون لأنه موضع ضرورة، ويجوز تعمد النظر إلى فرج الزانيين لتحمل الشهادة على الزنى، وإلى فرج المرأة لتحمل شهادة الولادة، وإلى ثدي المرضعة لتحمل الشهادة على الرضاع. ويصح النظر لبدن المرأة للإنقاذ من غرق أو حرق وتخليصها منه.
وأما إذا كانت المرأة ذات محرم من الرجل بنسب أو رضاع أو مصاهرة فعورتها معه ما بين السرة والركبة كعورة الرجل. وقال جماعة منهم أبو حنيفة:
بل عورتها معه: ما لا يبدو عند المهنة.
وأما إذا كانت المرأة زوجة: فيجوز له أن ينظر إلى جميع بدنها، حتى إلى فرجها، غير أنه يكره النظر إلى الفرج.
د- وعورة الرجل مع المرأة: إن كان أجنبيا منها فعورته معها ما بين السرة والركبة. وقيل: جمع بدنه إلا الوجه والكفين كهي معه، والأول أصح بخلاف المرأة في حق الرجل لأن بدن المرأة في ذاته عورة، بدليل أنه لا تصح صلاتها مكشوفة البدن، وبدن الرجل بخلافه. ولا يجوز لها قصد النظر عند خوف الفتنة، ولا تكرار النظر إلى وجهه،
للحديث السابق: «احتجبا منه»
أي عن ابن أم مكتوم، وإن كان أعمى.
وإن كان زوجا فلها أن تنظر إلى جميع بدنه، غير أنه يكره النظر إلى الفرج، كما يكره له أيضا.
ولا يجوز للرجل أن يجلس عاريا في بيت خال، وله ما يستر عورته لأنه
روي أنه صلّى اللّه عليه وسلم سئل عنه، فقال فيما رواه البخاري والترمذي وابن ماجه: «اللّه أحق أن يستحيي منه»
وقال فيما أخرجه الترمذي عن ابن عمر: «إياكم والتعري، فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يفضي الرجل إلى أهله» «1».
6- أمر اللّه تعالى النساء بألا يبدين زينتهن للناظرين إلا الوجه والكفين حذرا من الافتتان، والزينة نوعان: ظاهر وباطن، أما الظاهر فمباح لكل الناس من المحارم والأجانب. وأما الباطن فلا يحل إبداؤه إلا لمن سمّاهم اللّه تعالى في هذه الآية.
أما السّوار: فقالت عائشة: هو من الزينة الظاهرة لأنه في اليدين.
وقال مجاهد: هو من الزينة الباطنة لأنه خارج عن الكفين، وإنما يكون في الذراع. وأما الخضاب فهو- في رأي ابن العربي- من الزينة الباطنة إذا كان في القدمين.
7- يجب على المرأة ستر شعرها وعنقها ومقدم صدرها، لقوله تعالى:
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ والخمار: ما تغطي به المرأة رأسها. روى البخاري عن عائشة قالت: رحم اللّه نساء المهاجرات الأول لما نزل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ شققن أزرهن فاختمرن بها.
8- استثنى اللّه تعالى من الرجال الذين لا يجوز للمرأة إبداء زينتها لهم المحارم ومن في حكمهم وهم الأزواج، وآباءهن وكذا الأجداد، سواء من جهة الأب أو الأم، وأبناء الأزواج ذكورا وإناثا، والإخوة الأشقاء أو لأب أو لأم، وأبناء الإخوة كذلك. ويلحق بهم الأعمام والأخوال، وهؤلاء هم الأقارب من جهة النسب، ومثلهم الأقارب من جهة الرضاع، وجميع هؤلاء يسمون المحارم.
ومن الاستثناء: النساء والمماليك العبيد والإماء المسلمات والكتابيات، في رأي الأكثرين، وقيل: الإماء فقط، والتابعون غير أولي الإربة وهم المسنون الضّعفة أو البله، أو العنّين أو الممسوح، وهم في المعنى متقاربون، والأطفال الذين لم يفهموا شيئا عن عورات النساء، ولم يظهر فيهم الميل الجنسي لصغر سنهم.
9- يحرم على المرأة فعل ما شأنه الإيقاع في الفتنة والفساد والتبرج والتعرض للرجال، كالضرب بالنعال، والتعطر والتزين عند الخروج من البيت. فإن ضربت المرأة بنعلها فرحا بحليها فهو مكروه كما ذكر القرطبي.
10- التوبة على المؤمنين والمؤمنات واجبة وفرض متعين بلا خلاف بين الأمة، فإن كل إنسان محتاج إلى التوبة لأنه لا يخلو من سهو وتقصير في أداء حقوق اللّه تعالى، فلا تترك التوبة في كل حال، ويلزم تجديد التوبة كلما تذكر الإنسان ذنبه لأنه يلزمه أن يستمر على ندمه وعزمه إلى أن يلقى ربه.
أخرج أحمد والبخاري والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر أنه قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه وسلم يقول: أيها الناس، توبوا إلى اللّه، فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة».
وشروط التوبة أربعة: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما مضى، والعزم على ألا يعود إليه، ورد الحقوق إلى أهلها.

__________
(1) تفسير الرازي: 23/ 202- 204

الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي

(( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))(32)

ما زال السياق في ذكر الأسباب الواقية من وقوع الفاحشة فأمر تعالى في الآية الأولى من هذا السياق ( 32 ) أمر جماعه المسلمين أن يزوجوا الأيامى من رجالهم ونسائهم بالمساعدة على ذلك واإلإعانة عليه حتى لا يبقى في البلد أو القرية عزبٌ إلا نادراً ولا فرق بين البكر والثيب في ذلك فقال تعالى : { وأنكحوا } والأمر للإِرشاد { الأيامى } جمع أيّم وهو من لا زوج له من رجل أو امرأة بكراً كان أو ثيباً ، { منكم } أي من جماعات المسلمين لا من غيرهم كأهل الذمة من الكافرين . وقوله : { والصالحين من عبادكم وإمائكم } أي وزوجوا القادرين على مؤونة الزواج وتبعاته ، وتكاليفه من مماليككم وقوله : { إن يكونوا فقراء } غير موسرين لا يمنعكم ذلك من تزويجهم فقد تكفل الله بغناهم بعد تزويجهم بقوله : { يغنهم الله من فضله والله واسع عليم } أي واسع الفضل عليم بحاجة المحتاجين وأمر تعالى في هذه الآية من لا يجد نكاحاً لانعدام الزوج أو الزوجة مؤقتاً أو انعدام مؤونة الزواج من مهر ووليمة أن يستعفف أي يعف نفسه بالصبر والصيام والصلاة حتى لا يتطلع إلى الحرام فيهلك فقال تعالى { وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم } أي واسع الفضل مطلق الغنى عليم بحال عباده وحاجة المحتاجين منهم .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري


(( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (33)

{ وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم } أي واسع الفضل مطلق الغنى عليم بحال عباده وحاجة المحتاجين منهم . وقوله تعالى : { والذين يبتغون الكتاب } هذه مسألة ثالثة تضمنتها هذه الآية ويه إذا كان للمسلم عبد وطلب منه أن يكاتبه ، وكان أهلا للتحرر بأن يقدر على تسديد مال المكاتبة ويستطيع أن يستقل بنفسه فعلى مالكه أن يكتبه ، وأن يعينه على ذلك بإسقاط نجم من نجوم الكتابة ، وهذا معنى قوله تعالى : { والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم وإن علمتم فيهم خيراً وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } وقوله تعالى : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } أي على الزنا وهي مسألة رابعة تضمنتها هذه الآية وهي أن جاريتين كانتا لعبد الله بن أبي بن سلول المنافق يقال لهما معاذة ومسيكه قد أسلمتا فأمرهما بالزنا لتكسبا له بفرجيهما كما هي عادة أهل الجاهلية قبل الإسلام فشكتا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا } أي لأجل مال قليل يعرض لكم ويزول عنكم بسرعة ، وقوله : { ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } أي لهن رحيم بهن لأن المكره لا إثم عليه فيما يقول ولا فيما يفعل فامتنع المنافق من ذلك .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري


بوركتم

سَـآجدة
2014-03-22, 19:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ختام سورة النور بحمد الله
ما معنى قوله تعالى

(( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة النور (35)
قوله تعالى : { الله نور السموات والأرض } يخبر تعالى أنه لولاه لما كان في الكون نور ولا هداية في السموات ولا في الأرض فهو تعالى منورهما فكتابه نور ورسوله نور أي يهتدي بهما في ظلمات الحياة كما يهتدي بالنور الحسي والله ذاته نور وحجابه نور فكل نور حسي أو معنوي الله خالقه وموهبه وهادٍ إليه .
وقوله تعالى : { مثل نوره كمشكاة } أي كوة في جدار { فيها مصباح المصباح في زجاجة } من بلور ، { والزجاجة } في صفائها وصقالتها مشرقة { كأنها كوكب دري } والكوكب الدري هو المضيء المشرق كأنه درة بيضاء صافية ، وقوله : { يوقد من شجرة مباركة } أي وزيت المصباح من شجرة مباركة وهي الزيتونة والزيتونة لا شرقية ولا غربية في موقعها من البستان لا ترى الشمس إلا في الصباح ، ولا غربية لا ترى الشمس إلا في المساء بل هي وسط البستان تصيبها الشمس في كامل النهار فلذا كان زيتها في غاية الجودة يكاد يشتعل لصفائه ، ولو لم تمسه نار ، وقوله تعالى : { نور على نور } أي نور النار على نور الزيت وقوله تعالى : { يهدي الله لنوره من يشاء } يخبر تعالى أنه يهدي لنوره الذي هو الإيمان والإسلام والإحسان من يشاء من عباده ممن علم أنهم يرغبون في الهداية ويطلبونها ويكملون ويسعدون عليها .
وقوله : { ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم } يخبر تعالى : أنه يضرب الأمثال للناس كهذا المثل الذي ضربه للإيمان وقلب عبده المؤمن وأنه عليم بالعباد وأحوال القلوب ، ومن هو أهل لهداية ومن ليس لها بأهل ، إذ هو بكل شيء عليم .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري



((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ، وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ هذا متعلق بما قبله أي كمشكاة كائنة في مساجد أمر اللّه أن ترفع بالبناء أو التعظيم بتطهيرها من الأنجاس الحسية، والمعنوية مثل الشرك والوثنية ولغو الحديث، ويخصص الدعاء والعبادة فيها للّه، ويذكر فيها اسم اللّه بتوحيده، أو بتلاوة كتابه.
قال قتادة: هي هذه المساجد، أمر اللّه سبحانه وتعالى ببنائها وعمارتها ورفعها وتطهيرها. وقال ابن عباس: «المساجد: بيوت اللّه في الأرض، تضيء لأهل السماء، كما تضيء النجوم لأهل الأرض». وقال عمرو بن ميمون:
«أدركت أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وهم يقولون: المساجد بيوت اللّه، وحقّ على اللّه أن يكرم من زاره فيها». و
أخرج الشيخان في الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «من بنى مسجدا للّه يبتغي به وجه اللّه، بنى اللّه له مثله في الجنة».
والسبب في جعل المشكاة في مساجد: أن المصباح الموضوع في الزجاجة الصافية إذا كان في المساجد كان أعظم وأضخم، فكان أضوأ، فكان التمثيل به أتم وأكمل، كما قال الرازي.
يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ أي ينزه اللّه ويقدسه ويصلي في تلك المساجد في أوائل النهار بكرة وغدوة، وأواخره في الآصال والعشايا رجال لا تشغلهم الدنيا والمعاملات الرابحة عن ذكر اللّه وحده، وإقامة الصلاة لوقتها، وأداء الزكاة المفروضة عليهم للمستحقين.
وقوله: رِجالٌ فيه إشعار بهمتهم العالية، وعزيمتهم الصادقة، التي بها صاروا عمارا للمساجد التي هي بيوت اللّه في أرضه، وشكره وتوحيده وتنزيهه،كما قال تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ [الأحزاب 33/ 23]. والمراد بقوله: عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ غير الصلاة، منعا من التكرار. وخص التجارة بالذكر لأنها أعظم ما يشتغل به الإنسان عن الصلاة.
وشبيه الآية قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [المنافقون 63/ 9].
ويستدل بكلمة رِجالٌ على أن صلاة الجماعة مطلوبة من الرجال، أما النساء فصلاتهن في بيوتهن أفضل لهن لما
رواه أبو داود عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها».
وروى الإمام أحمد عن أم سلمة رضي اللّه عنها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «خير مساجد النساء قعر بيوتهن».
وتخصيص المساجد بالذكر لأنها مصدر إشعاع عقدي وفكري وتنظيمي وسلوكي وعلمي وسياسي في حياة المسلمين.
وسبب انصراف الرجال إلى العبادة الخوف من عذاب اللّه كما قال: يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ أي إن الرجال الذين يؤدون الصلاة جماعة في المساجد يخافون عقاب يوم القيامة الذي تضطرب فيه القلوب والأبصار من شدة الفزع والهول، كقوله تعالى: إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ [إبراهيم 14/ 42] وقوله عز وجل: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً [الدهر 76/ 10].
وعاقبة أمرهم ما قال اللّه تعالى:
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أي يذكرون اللّه ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ليثيبهم اللّه ثوابا يكافئ حسن عملهم، فهم الذين يتقبل حسناتهم، ويتجاوز عن سيئاتهم، ويضاعف لهم الجزاء الحسن، كقوله تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها [الأنعام 6/ 160] وقوله سبحانه:
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ [يونس 10/ 26] وقوله عز وجل: وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ [البقرة 2/ 261]. وقال اللّه تعالى في
الحديث القدسي فيما رواه أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ أي إن اللّه تعالى واسع الفضل والإحسان يرزق من يريد ويعطي من يشاء، بغير عدّ ولا إحصاء، واللّه على كل شيء قدير.
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يأتي:
1- إن أول موضع تظهر فيه هداية اللّه ونوره هو في المساجد التي يشيد بناءها المؤمنون، ويعمرونها بالصلاة والأذكار في أوائل النهار وأواخره، والمساجد المخصوصة للّه تعالى بالعبادة تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، كما قال ابن عباس ومجاهد والحسن.
روى أنس بن مالك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «من أحبّ اللّه عز وجل فليحبني، ومن أحبّني فليحبّ أصحابي، ومن أحب أصحابي، فليحبّ القرآن، ومن أحبّ القرآن فليحبّ المساجد، فإنها أفنية اللّه أبنيته، أذن اللّه في رفعها، وبارك فيها، ميمونة ميمون أهلها، محفوظة محفوظ أهلها، هم في صلاتهم، واللّه عز وجل في حوائجهم، هم في مساجدهم واللّه من ورائهم».
2- يأمر اللّه بعمارة المساجد عمارة حسية بالبناء، وعمارة معنوية بالصلاة وتلاوة القرآن والأذكار وحلقات التعليم، كما قال تعالى: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة 9/ 18] و
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلم فيما رواه ابن ماجه عن عليّ: «من بنى للّه مسجدا، بنى اللّه له بيتا في الجنة»
وروى ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم: «من أخرج أذى من المسجد، بنى اللّه له بيتا في الجنة»
وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم فيما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد، فاشهدوا له بالإيمان، إن اللّه تعالى يقول: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.
أما زخرفة المساجد فبعضهم أباحها لأن فيها تعظيم المساجد، واللّه تعالى أمر بتعظيمها في قوله: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ أي تعظّم. وروي عن عثمان أنه بنى مسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم بالسّاج «1» وحسّنه. قال أبو حنيفة: لا بأس بنقش المساجد بماء الذهب، ونقش عمر بن عبد العزيز مسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وبالغ في عمارته وتزيينه، زمن ولايته على المدينة قبل خلافته، ولم ينكر عليه أحد ذلك.
وكرهه قوم لما
أخرجه أبو داود عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد».
وتصان المساجد وتنزه عن الروائح الكريهة والأقوال السيئة وغيرها، وذلك من تعظيمها،
جاء في الحديث الصحيح عند الشيخين عن جابر: «من أكل ثوما أو بصلا فلا يغشانا في مساجدنا» أو «فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته».
والمساجد فيما ذكر كلها سواء،
للحديث المتقدم ولحديث ابن عمر رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال في غزوة تبوك فيما رواه أحمد ومسلم عن أبي سعيد: «من أكل من هذه الشجرة الخبيثة- يعني الثّوم- شيئا فلا يقربنا في المسجد».
وتصان المساجد أيضا عن البيع والشراء وجميع الأشغال الدنيوية لما
أخرجه مسلم عن بريدة من قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلم للرجل الذي نادى على الجمل الأحمر: «لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له».
وهذا يدل على أن الأصل ألا يعمل في المسجد غير الصلوات والأذكار وقراءة القرآن. و
روى الترمذي عن عبد اللّه بن عمرو عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم أنه نهى عن تناشد الأشعار في المسجد، وعن البيع والشراء فيه، وأن يتحلّق الناس يوم الجمعة قبل الصلاة.
ولكن
روي في حديث آخر أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم رخص في إنشاد الشعر في المسجد.
ويكره رفع الصوت في المسجد في العلم وغيره في رأي مالك وجماعة،
لحديث أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم فيما رواه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه: «من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردّها اللّه عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا».
وأجاز أبو حنيفة وأصحابه رفع الصوت في الخصومة (التقاضي) والعلم لأنه لا بد لهم من ذلك.
ويجوز عند المالكية النوم في المسجد لمن احتاج إلى ذلك من رجل أو امرأة من الغرباء، ومن لا بيت له، فقد أنزل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم في صفّة المسجد رهطا من عكل. وفي الصحيحين عن ابن عمر أنه كان ينام وهو شاب أعزب، لا أهل له، في مسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم. ويكره عند الشافعية النوم في المساجد.
ويسن الدعاء عند دخول المسجد
روى مسلم عن أبي أسيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك».
وبعد الدخول يسن صلاة ركعتين تحية المسجد لما
روى مسلم أيضا عن أبي قتادة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس».
3- وصف اللّه تعالى المسبّحين في المساجد بأنهم المراقبون أمر اللّه، الطالبون رضاءه، الذين لا يشغلهم عن الصلاة وذكر اللّه شيء من أمور الدنيا. قال كثير من الصحابة: نزلت هذه الآية في أهل الأسواق الذين إذا سمعوا النداء بالصلاة، تركوا كل شغل وبادروا. وهم أيضا في مبادرتهم إلى صلاة الجماعة في المساجد يخافون عذاب يوم القيامة.
4- يكافئ اللّه ويجازي على الحسنات ويضاعف الثواب إلى عشر أمثاله.
واللّه يرزق من يشاء من عباده من غير أن يحاسبه على ما أعطاه إذ لا نهاية لعطائه.

__________
(1) أحسن أنواع الخشب المأخوذ من شجر معروف في الهند.
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي



مرحبا بك في هذه الصفحات على مائدة القرآن الكريم
((عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ( )) سورة القلم 13)
{ عتل بعد ذلك زنيم } : أي غليظ جاف . زنيم دعي في قريش وليس منهم وهو الوليد بن المغيرة .
قوله تعالى { فلا تطع المكذبين } أي بناء على أنك أيها الرسول مهتد وقومك ضالون فلا تطع هؤلاء الضالين المكذبين بالله ولقائه وبك وبما جئت به من الدين الحق وقوله { ودوا لو تدهن فيدهنون } أي ومما يؤكد لك عدم مشروعية طاعتهم فيما يطالبون ويقترحونه عليك أنهم ودوا أي تمنوا وأحبوا لو تلين لهم فتمالئهم بسكوتك عن آلهتهم فيدهنون بالكف عن أذيتك بترك السبّ والشتم . وقوله تعالى { ولا تطع كل حلاف مهين } بعدما نهاه عن إطاعة الكافرين عامة نهاه عن طاعة أفراد شريرين لا خير فيهم البتة كالوليد بن المغيرة فقال : { ولا تطع كل حلاف } كثير الحلف بالباطل { مهين } أي حقير . { هماز } عياب { مشاء بنميم } أي مغتاب نمام ينقل الحديث على وجه الإفساد { مناع للخير } أي يبخل بالمال أشد البخل { معتد أثيم } أي ظالم للناس معتدٍ على أموالهم وأنفسهم { أثيم } كثير الإثم لغشيانه المحرمات وقوله { عتل بعد ذلك زنيم } أي غليظ الطبع جاف لا أدب معه . { زنيم } أي دعي في قريش وليس منهم . وقوله تعالى { أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } أي لأجل إن كان ذا مال وبنين حمله الشعور بالغنى على التكذيب بآيات الله فإذا تُليت عليه وسمعها قال أساطير الأولين رداً لها ووصفها بأنها أسطورة أي أكذوبة مسطرة ومكتوبة من أساطير الأولين من الأمم الماضية . قال تعالى { سنسمه على الخرطوم } أي نجعل له سمة شر وقبح يعرف بها مدى حياته تكون بمثابة من جدع أنفه أو رسم على أنفه فكل من رآه استقبح منظره .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سورة النور (37)
{ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } [النور: 37]
واليوم في ذاته لا يُخاف منه، وإنما يُخَاف ما فيه،
كما يقول الطالب: خِفْت يوم الامتحان، واليوم يوم عادي لا يخاف منه، إنما يُخاف مما سيحدث في هذا اليوم،
فالمراد: يخافون عذاب هذا اليوم.
ومعنى { تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } [النور: 37]
يعني: رجفة القلب واضطراب حركته، وما ينتابه من خفقان شديد، ونحن نرى ما يصيب القلوب من ذلك لمجرد أحداث الدنيا، فما بالك بهوْل الآخرة،
وما يحدث من اضطراب في القلب؟
كذلك تضطرب الأبصار وتتقلَّب هنا وهناك؛ لأنها حين ترى الفزع الذي يخيفها تتقلب،
تنظر هنا وتنظر هنا عَلَّها ترى ما يُطمئنها أو يُخفِّف عنها ما تجد،
لكن هيهات فلن ترى إلا فزعاً آخر أشدّ وأَنكى.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي



السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سورة النور (39)
السراب: ما يظهر في الصحراء وقت الظهيرة كأنه ماء وليس كذلك. وهذه الظاهرة نتيجة انكسار الضوء،
و " قِيعة ": جمع قاع وهي الأرض المستوية مثل جار وجيرة.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي



قال قتادة: { لجي} هو العميق
إذا أخرج يده لم يكد يراها أي لم يقارب رؤيتها من شدة الظلام، فهذا مثل قلب الكافر الجاهل البسيط المقلد الذي لا يعرف حال من يقوده، ولا يدري أين يذهب، بل كما يقال في المثل للجاهل: أين تذهب؟ قال: معهم، قيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري. وقال ابن عباس رضي اللّه عنهما { يغشاه موج} يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر، وهي كقوله: { ختم اللّه على قلوبهم وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم غشاوة} الآية. وكقوله: { وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} الآية. فالكافر يتقلب في خمسة من الظلم: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار
تفسير ابن كثير



معنى قوله تعالى

(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )) سورة النور (41)






قال تعالى: { كل قد علم صلاته وتسبيحه} أي كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة اللّه عزَّ وجلَّ، ثم أخبر أنه عالم بجميع ذلك لا يخفى عليه من ذلك شيء

تفسير ابن كثير

{ كل قد علم صلاته وتسبيحه} يجوز أن يكون المعنى : كل قد علم الله صلاته وتسبيحه؛ أي علم صلاة المصلي وتسبيح المسبح. ولهذا قال { والله عليم بما يفعلون} أي لا يخفي عليه طاعتهم ولا تسبيحهم. ومن هذه الجهة يجوز نصب { كل} عند البصريين والكوفيين بإضمار فعل يفسره ما بعده. وقد قيل : المعنى قد علم كل مصل ومسبح صلاة نفسه وتسبيحه الذي كلفه. وقرأ بعض الناس { كل قد علم صلاته وتسبيحه} غير مسمى الفاعل. وذكر بعض النحويين أن بعضهم قرأ { كل قد عُلم صلاته وتسبيحه} ؛ فيجوز أن يكون تقديره : كل قد علمه الله صلاته وتسبيحه. ويجوز أن يكون المعنى : كل قد علم غيره صلاته وتسبيحه أي صلاة نفسه؛ فيكون التعليم الذي هو الإفهام والمراد الخصوص؛ لأن من الناس من لم يعلم. ويجوز أن يكون المعنى كل قد استدل منه المستدل، فعبر عن الاستدلال بالتعليم قاله المهدوي. والصلاة هنا بمعنى التسبيح، وكرر تأكيدا؛ كقول { يعلم السر والنجوى} . والصلاة قد تسمى تسبيحا؛ قاله القشيري.
تفسير القرطبي



(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )) سورة النور (43)
{ فترى الودق} أي المطر

{ وينزل من السماء من جبال فيها من برد} قال بعض النحاة: { من} الأولى لابتداء الغاية، والثانية للتبعيض، والثالثة لبيان الجنس، ومعناه أن في السماء جبال برد ينزل اللّه منها البرد، وأما من جعل الجبال ههنا كناية عن السحاب فإن من الثانية عنده لابتداء الغاية لكنها بدل من الأولى واللّه أعلم
{ يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} أي يكاد ضوء برقه من شدته يخطف الأبصار إذا اتبعته وتراءته
تفسير بن كثير



قدرة الله تعالى من خلال هذه الآية

(( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)
يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم في خلقه أنواع المخلوقات، على اختلاف أشكالها وألوانها وحركاتها وسكناتها من ماء واحد، { فمنهم من يمشي على بطنه} كالحية وما شاكلها، { ومنهم من يمشي على رجلين} كالإنسان والطير، { ومنهم من يمشي على أربع} كالأنعام وسائر الحيوانات، ولهذا قال: { يخلق اللّه ما يشاء} أي بقدرته، لأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولهذا قال: { إن اللّه على كل شيء قدير} .
تفسير بن كثير



(( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ )) سورة النور (49)

{ إِذَا فَرِيق مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ } عَنْ قَبُول الْحَقّ وَالرِّضَا بِحُكْمِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَقَوْله : { وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّه وَرَسُوله } يَقُول : وَإِذَا دُعِيَ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ إِلَى كِتَاب اللَّه وَإِلَى رَسُوله { لِيَحْكُم بَيْنهمْ } فِيمَا اخْتَصَمُوا فِيهِ بِحُكْمِ اللَّه , { إِذَا فَرِيق مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ } عَنْ قَبُول الْحَقّ وَالرِّضَا بِحُكْمِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ'

وقوله تعالى: { وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين} أي وإذا كانت الحكومة لهم لا عليهم جاءوا سامعين مطيعين وهو معنى قوله { مذعنين} ، وإذا كانت الحكومة عليه أعرض ودعا إلى غير الحق، وأحب أن يتحاكم إلى غير النبي صلى اللّه عليه وسلم ليروج باطله، فإذعانه أولاً لم يكن عن اعتقاد منه أن ذلك هو الحق، بل لأنه موافق لهواه، ولهذا لما خالف الحق قصده عدل عنه إلى غيره

تفسير بن كثير



(( أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) سورة النور (50)

وَقَوْله : { أَنْ يَحِيف اللَّه عَلَيْهِمْ وَرَسُوله } الحيف بمعنى الجور


وَالْمَعْنَى : أَنْ يَحِيف رَسُول اللَّه عَلَيْهِمْ , فَبَدَأَ بِاللَّهِ تَعَالَى ذِكْره تَعْظِيمًا لِلَّهِ , كَمَا يُقَال : مَا شَاءَ اللَّه ثُمَّ شِئْت , بِمَعْنَى شِئْت .
تفسير الطبري




آثار طاعة الله ورسوله في قوله تعالى

(( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) (52)

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُوله وَيَخْشَى اللَّه وَيَتَّقِهِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُوله فِيمَا أَمَرَهُ وَنَهَاهُ , وَيُسَلِّم لِحُكْمِهِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ , وَيَخَفْ عَاقِبَة مَعْصِيَة اللَّه وَيَحْذَرهُ , وَيَتَّقِ عَذَاب اللَّه بِطَاعَتِهِ إِيَّاهُ فِي أَمْره وَنَهْيه ; الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُوله وَيَخْشَى اللَّه وَيَتَّقِهِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُوله فِيمَا أَمَرَهُ وَنَهَاهُ , وَيُسَلِّم لِحُكْمِهِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ , وَيَخَفْ عَاقِبَة مَعْصِيَة اللَّه وَيَحْذَرهُ , وَيَتَّقِ عَذَاب اللَّه بِطَاعَتِهِ إِيَّاهُ فِي أَمْره وَنَهْيه ;' يَقُول : فَالَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِرِضَا اللَّه عَنْهُمْ يَوْم الْقِيَامَة وَأَمْنهمْ مِنْ عَذَابه .يَقُول : فَالَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِرِضَا اللَّه عَنْهُمْ يَوْم الْقِيَامَة وَأَمْنهمْ مِنْ عَذَابه .'

تفسير الطبري

أخبر تعالى عن صفة المؤمنين المستجيبين للّه ولرسوله الذين لا يبغون ديناً سوى كتاب اللّه وسنة رسوله، فقال: { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى اللّه ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} أي سمعاً وطاعة، ولهذا وصفهم تعالى بالفلاح وهو نيل المطلوب والسلامة من المرهوب، فقال تعالى: { وأولئك هم المفلحون} ، وقال قتادة: ذكر لنا أن أبا الدرداء قال: لا إسلام إلا بطاعة اللّه، ولا خير إلا في جماعة، والنصيحة للّه ولرسوله وللخليفة وللمؤمنين عامة، قال: وقد ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كان يقول: عروة الإسلام شهادة أن لا إله إلا اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والطاعة لمن ولاه اللّه أمر المسلمين ""رواه ابن أبي حاتم""
تفسير بن كثير



(( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )) سورة النور (54)

{ فإنما عليه ما حمّل} أي إبلاغ الرسالة وأداء الأمانة
تفسير بن كثير



أثر هذا الوعد الإلاهي في نفوس كل من يدافع عن الخير ويسعى لترسيخه رغم الظلمات الكثيرة ؟

(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) سورة النور (55)


هذا وعد من اللّه تعالى لرسوله صلوات اللّه وسلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد، وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس أمناً وحكماً فيهم، وقد فعله تبارك وتعالى وله الحمد والمنة، فإنه صلى اللّه عليه وسلم لم يمت حتى فتح اللّه عليه مكة وخيبر والبحرين وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكمالها، وأخذ الجزية من مجوس هجر، ومن بعض أطراف الشام، وهاداه هرقل ملك الروم وصاحب مصر المقوقس، وملوك عمان، والنجاشي ملك الحبشة، ثم قام بالأمر بعده خليفته أبو بكر الصديق، فبعث جيوش الإسلام إلى بلاد فارس صحبة خالد بن الوليد رضي اللّه عنه، ففتحوا طرفاً منها، وقتلوا خلقاً من أهلها، وجيشاً آخر صحبه أبو عبيدة رضي اللّه عنه إلى أرض الشام، وثالثاً صحبه عمرو بن العاص رضي اللّه عنه إلى بلاد مصر، ففتح اللّه للجيش الشامي في أيامه بصرى ودمشق، وتوفاه اللّه عزَّ وجلَّ واختار له ما عنده من الكرامة، ومنَّ على أهل الإسلام بأن ألهم الصديق أن يستخلف عمر الفاروق، فقام بالأمر بعده قياماً تاماً لم يدر الفلك بعد الأنبياء على مثله في قوة سيرته وكمال عدله؛ وتم في أيامه فتح البلاد الشامية بكمالها وديار مصر إلى آخرها وأكثر إقليم فارس، وكسر كسرى، وأهانه غاية الهوان، وكسر قيصر وانتزع يده عن بلاد الشام وانحدر إلى القسطنطينية، وأنفق أموالهما في سبيل اللّه، كما أخبر بذلك ووعد به رسول اللّه عليه من ربه أتم سلام وأزكى صلاة. ثم لما كانت الدولة العثمانية امتدت الممالك الإسلامية إلى أقصى مشارق الأرض ومغاربها، ففتحت بلاد المغرب إلى أقصى ما هنالك الأندلس وقبرص، وبلاد القيروان وبلاد سبتة مما يلي البحر المحيط، ومن ناحية المشرق إلى أقصى بلاد الصين، وقتل كسرى، وباد ملكه بالكلية، وفتحت مدائن العراق وخراسان والأهواز، وقتل المسلمون من الترك مقتلة عظيمة جداً، وخذل اللّه ملكهم الأعظم خاقان، وجبي الخراج من المشارق والمغارب إلى حضرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي اللّه عنه، وذلك ببركة تلاوته ودراسته وجمعه الأمة على حفظ القرآن؛ ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن اللّه زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها) فها نحن نتقلب فيما وعدنا اللّه ورسوله، وصدق اللّه ورسوله، فنسأل اللّه الإيمان به وبرسوله، والقيام بشكره على الوجه الذي يرضيه عنا

تفسير بن كثير



(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) سورة النور (58)

(( وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) سورة النور (60)

هذه الآيات الكريمة اشتملت على استئذان الأقارب بعضهم على بعض، وما تقدم في أول السورة فهو استئذان الأجانب بعضهم على بعض، فأمر اللّه تعالى المؤمنين أن يستأذنهم خدمهم مما ملكت أيمانهم وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم منهم في ثلاثة أحوال: الأول من قبل صلاة الغداة لأن الناس إذ ذاك يكونون نياماً في فرشهم، { وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة} أي في وقت القيلولة، لأن الإنسان قد يضع ثيابه في تلك الحال مع أهله، { ومن بعد صلاة العشاء} ، لأنه وقت النوم فيؤمر الخدم والأطفال أن لا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال، لما يخشى من أن يكون الرجل على أهله أو نحو ذلك من الأعمال، ولهذا قال: { ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن} أي إذا دخلوا في حال غير هذه الأحوال، فلا جناح عليكم في تمكينكم إياهم، ولا عليهم إن رأوا شيئاً في غير تلك الأحوال، ولأنهم طوافون عليكم أي في الخدمة وغير ذلك، ولهذا روى أهل السنن أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال في الهرة: (إنها ليست بنجسة إنها من الطوافين عليكم - أو الطوفات - ). عن ابن عباس أن رجلين سألاه عن الاستئذان في ثلاث عورات التي أمر اللّه بها في القرآن؟ فقال ابن عباس: إن اللّه ستير يحب الستر، كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم، ولا حجال في بيوتهم، فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله، فأمرهم اللّه أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمى اللّه؛ ثم جاء اللّه بعد بالستور، فبسط اللّه عليهم الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال، فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به ""أخرجه ابن أبي حاتم وإسناده صحيح إلى ابن عباس كما قال ابن كثير""وقال السدي: كان أناس من الصحابة رضي اللّه عنهم يحبون أن يواقعوا نساءهم في هذه الساعات ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلاة، فأمرهم اللّه أن يأمروا المملوكين والغلمان أن لا يدخلوا عليهم في تلك الساعات إلا بإذن، وقال مقاتل بن حيان: بلغنا واللّه أعلم أن رجلاً من الأنصار وامرأته أسماء بنت مرثد صنعا للنبي صلى اللّه عليه وسلم طعاماً، فجعل الناس يدخلون بغير إذن، فقالت أسماء: يا رسول اللّه ما أقبح هذا، إنه ليدخل على المرأة وزوجها وهما في ثوب واحد غلامهما بغير إذن، فأنزل اللّه في ذلك: { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} إلى آخرها؛ ومما يدل على أنها محكمة لم تنسخ قوله: { كذلك يبين اللّه لكم الآيات واللّه عليم حكيم} ، ثم قال تعالى: { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم} يعني إذا بلغ الأطفال الذين إنما كانوا يستأذنون في العورات الثلاث إذا بلغوا الحلم، وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال، وإن لم يكن في الأحوال الثلاث. قال الأوزاعي: إذا كان الغلام رباعياً فإنه يستأذن في العورات الثلاث على أبويه، فإذا بلغ الحلم فليستأذن على كل حال، وقال في قوله: { كما استأذن الذين من قبلهم} يعني كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه، وقوله: { والقواعد من النساء} هن اللواتي انقطع عنهن الحيض ويئسن من الولد { اللاتي لا يرجون نكاحا} أي لم يبق لهن تشوف إلى التزوج، { فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة} الاستئذان في ثلاثة أوقات { من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة } أي وقت الظهر { ومن بعد الصلاة العشاء ثلاث عورات لكم }

تفسير بن كثير



معاني الكلمات الملونة في هذه الآية القرآنية الكريمة ؟


(( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) سورة النور (61)
ان تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ :تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج، وقالوا: الطعام أفضل الأموال، وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وتضمن هذا بيوت الأبناء لأنه لم ينص عليهم، ولهذا استدل بهذا من ذهب إلى أن مال الولد بمنزلة مال أبيه


مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ : فقال سعيد بن جبير والسدي: هو خادم الرجل من عبد وقهرمان، فلا بأس أن يأكل مما استودعه من الطعام بالمعروف. وقال الزهري عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان المسلمون يذهبون مع النفير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيدفعون مفاتحهم إلى ضمنائهم، ويقولون: قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما احتجتم إليه، فكانوا يقولون: إنه لا يحل لنا أن نأكل، إنهم أذنوا لنا عن غير طيب أنفسهم، وإنما نحن أمناء، فأنزل اللّه: { أو ما ملكتم مفاتحه} ، وقوله: { أو صديقكم} أي بيوت أصدقائكم وأصحابكم فلا جناح عليكم في الأكل منها إذا علمتم أن ذلك لا يشق عليهم ولا يكرهون ذلك

أَشْتَاتًا :فهذه رخصة من اللّه تعالى في أن يأكل الرجل وحده ومع الجماعة، وإن كان الأكل مع الجماعة أبرك وأفضل

{ فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم} يعني فليسلم بعضكم على بعض
تفسير بن كثير






معنى قوله تعالى

(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة النور (62)[



وهذا أيضاً أدب أرشده اللّه عباده المؤمنين، فكما أمرهم بالاستئذان عند الدخول، كذلك أمرهم بالاستئذان عند الانصراف، لا سيما إذا كانوا في أمر جامع مع الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه، من صلاة جمعة أو عيد أو جماعة أو اجتماع في مشورة ونحو ذلك، أمرهم اللّه تعالى أن لا يتفرقوا عنه والحالة هذه إلا بعد استئذانه ومشاورته، ثم أمر رسوله صلوات اللّه وسلامه عليه إذا استأذنه أحد منهم في ذلك أن يأذن له إن شاء اللّه، ولهذا قال: { فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم} الآية، وقد قال صلى اللّه عليه وسلم: (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة) ""أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حديث حسن"".

تفسير بن كثير



(( لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) سورة النور (63)

دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا : يقول: لا تسموه إذا دعوتموه يا محمد، ولا تقولوا: يا ابن عبد اللّه، ولكن شرِّفوه فقولوا: يا نبي اللّه، يا رسول اللّه
لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ : قال مقاتل: هم المنافقون كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة، فيلوذون ببعض أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم،حتى يخرجوا من المسجد، وكان إذا أراد أحدهم الخروج أشار بإصبعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فيأذن له من غير أن يتكلم الرجل، وقال السدي: كانوا إذا كانوا معه في جماعة لاذ بعضهم ببعض حتى يتغيبوا عنه فلا يراهم، وقال قتادة في قوله: { قد يعلم اللّه الذين يتسللون منكم لواذا} يعني لواذاً عن نبي اللّه وعن كتابه
تفسير بن كثير




ختام سورة النور (( الحجاب ))
ما معنى قوله تعالى
(( أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة النور (64)


قوله { ألا إن لله ما في السماوات والأرض} خلقا وملكا. { قد يعلم ما أنتم عليه} فهو يجازيكم به. و { يعلم} هنا بمعنى علم. { ويوم يرجعون إليه} بعد ما كان في خطاب رجع في خبر وهذا يقال له : خطاب التلوين. { فينبئهم بما عملوا} أي يخبرهم بأعمالهم ويجازيهم بها. { والله بكل شيء عليم} من أعمالهم وأحوالهم.

تفسير القرطبي
وهكذا نكون قد ختمنا سورة النور بفضل ونعمة من الله
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الكريم




بارك الله في كل من ساهم معنا في بيان وتفسير بعض معاني سورة النور

وللعلم فقط ربما لاحظتم أنني قمت بنقل تفسير وبيان بعض الآيات للدكتور وهبة الزحيلي

وقد كان البيان والتفسير مطولا خاصة في بيان احكام اللعان وجريمة الزنا

لأن فيها أمور فقهية في المعاملات فما أردت أن يكن الشرح مقتصرا على نقل وبيان لمعاني

كلمات وتفسيرا مختصرا لهذا نقلت التفسير المطول مع بيان بعض الاحكام الفقيه

وهي من كتاب

الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي

والله الموفق
ختمنا بحمد الله نقل وجمع تفسير سورة النور
ونشكر أهلنا وأهل صفحتنا الكرام الذين لم يتوانوا يوماً في إفادتنا
وقد اختصنا الله من بين كافة الأعضاء لنجمع بيان قرآنه
والفضل بعد الله تعالى لمن جمعنا فيها
أستاذنا المبارك قاسِمٌ.قاسِم
ونذكر كل من شارك معنا
الأستاذان الفاضلان أيمن عبد الله وعبد الله المالكي /الأستاذتان نور وبسمة والاستاذة والسيدة الفاضلة يسرا/الأخت طالبة علم شرعي وروسلين وبثينة/ الاخوان المسافر 09و كذا الإدريسي العلوي الهاشمي
أتمنى أني لم انس أي واحد
فجزاكم الله خيرا
جمعنا الله في حوض رسوله كما جمعنا في رحاب القرآن
بوركتم

moh140
2014-03-22, 19:09
http://www.alsadea.com/vb/mwaextraedit4/extra/55.gif

سَـآجدة
2014-03-23, 11:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على بركة الله نبدأ سورة المؤمنون

سورة المُؤْمِنُونَ 23/114
سبب التسمية :
سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏الجليل ‏تخليداً ‏لهم ‏و ‏إشادة ‏بمآثرهم ‏وفضائلهم ‏الكريمة ‏التي ‏استحقوا ‏بها ‏ميراث ‏الفردوس ‏الأعلى ‏في ‏جنات ‏النعيم‎.‎‏
التعريف بالسورة :
1) مكية .
2) من المئين .
3) عدد آياتها ." 118 .
4) ترتيبها الثالثة والعشرون .
5) نزلت بعد سورة " الأنبياء " .
6) بدأت باسلوب توكيد " قد أفلح المؤمنون " .
7) الجزء " 18 " ، الحزب " 35 " ، الربع " 1،2،3" .
محور مواضيع السورة :
سورة " المؤمنون " من السور المكية التي تعالج أصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث .
سبب نزول السورة :
1) عبد الرحمن بن عبد القارئ قال سمعت عمر بن الخطاب عنه يقول كان إذا أُنزِلَ الوحي على رسول الله يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه
فقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تُهِنَّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا ثم قال لقد أُنْزِلَتْ علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ (قد أفلح المؤمنون) إلى عشر آيات .
2) عن ابي هريرةأن رسول اللهكان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل (الذين هم في صلاتهم خاشعون ) .
3) عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في أربع قلت يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله تعالى (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى )وقلت يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجابا فانه يدخل عليك البر والفاجر فأنزل الله تعالى (وإذا سألتموهن فاسألوهن من وراء حجاب) وقلت لازواج النبيلتنتهن أو ليبدلنه الله سبحانه أزواجا خيرا منكن فانزل الله (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خير منكن ) الآية ونزلت (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين إلى قوله تعالى ثم أنشأناه خلقا أخر فقلت فتبارك الله أحسن الخالقين ) .

سَـآجدة
2014-03-23, 18:38
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما معنى خَاشِعون ؟
من قوله تعالى :
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) الآية 2 من سورة المؤمنون

سَـآجدة
2014-03-23, 18:39
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما معنى اللَّغْو؟
من قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) الآية 3 من سورة المؤمنون

سَـآجدة
2014-03-23, 18:41
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما معنى الْعَادُونَ ؟
من قوله تعالى :
(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) الآية 7 من سورة المؤمنون

المسافر 09
2014-03-23, 21:45
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما معنى خَاشِعون ؟
من قوله تعالى :
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) الآية 2 من سورة المؤمنون

ما معنى خَاشِعون ؟
من قوله تعالى :
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) الآية 2 من سورة المؤمنون
الخشوع في اللغة : الخضوع والتواضع .
وفي المراد بالخشوع في الصلاة أربعة أقوال .
أحدها : أنه النظر إِلى موضع السجود . روى أبو هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا صلى رفع بصره إِلى السماء ، فنزلت : { الذين هم في صلاتهم خاشعون } فنكس رأسه . وإِلى هذا المعنى ذهب مسلم بن يسار ، وقتادة .
والثاني : أنه تركُ الالتفات في الصلاة ، وأن تُلين كنفك للرجل المسلم ، قاله عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
والثالث : أنه السكون في الصلاة ، قاله مجاهد ، وإِبراهيم ، والزهري .
والرابع : أنه الخوف ، قاله الحسن .
زاد المسير في علم التفسير
علي بن محمد الجوزي

المسافر 09
2014-03-23, 21:47
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما معنى اللَّغْو؟
من قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) الآية 3 من سورة المؤمنون

ما معنى اللَّغْو؟
من قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) الآية 3 من سورة المؤمنون
وفي المراد باللغو هاهنا خمسة أقوال .
أحدها : الشِّرك ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : الباطل ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : المعاصي ، قاله الحسن . والرابع : الكذب ، قاله السدي . والخامس : الشتم والأذى الذي كانوا يسمعونه من الكفار ، قاله مقاتل . قال الزجاج : واللغو : كل لعب ولهو ، وكل معصية فهي مطَّرَحة مُلغاة . فالمعنى : شغلهم الجِدُّ فيما أمرهم الله به عن اللغو .
زاد المسير في علم التفسير
علي بن محمد الجوزي

المسافر 09
2014-03-23, 21:49
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما معنى الْعَادُونَ ؟
من قوله تعالى :
(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) الآية 7 من سورة المؤمنون
ما معنى الْعَادُونَ ؟
من قوله تعالى :
(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) الآية 7 من سورة المؤمنون
قوله تعالى : { فمن ابتغى } أي : طَلَب { وراء ذلك } أي : سوى الأزواج والمملوكات { فأولئك هم العادُون } يعني : الجائرين الظالمين ، لأنهم قد تجاوزوا إِلى مالا يَحلُّ ، { والذين هم لأماناتهم } قرأ ابن كثير : «لأمانتهم» وهو اسم جنس ، والمعنى : للأمانات التي ائتُمنوا عليها ، فتارة تكون الأمانة بين العبد وبين ربِّه ، وتارة تكون بينه وبين جنسه ، فعليه مراعاة الكُلِّ .
زاد المسير في علم التفسير
علي بن محمد الجوزي

أيمن عبد الله
2014-03-24, 07:43
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى

((وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ )) سورة المؤمنون (8)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 07:45
ما معنى قوله تعالى

(( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) )) سورة المؤمنون

أيمن عبد الله
2014-03-24, 07:47
ما هو الاعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمة ؟
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) )) سورة المؤمنون

أيمن عبد الله
2014-03-24, 07:49
ما معنى كلمة
طَرَائِقَ
في قوله تعالى

(( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ )) سورة المؤمنون (17)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 07:52
ما معنى كلمة

فَأَسْكَنَّاهُ
في قوله تعالى

((وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ( )) سورة المؤمنون 18)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 07:54
ما معنى قوله تعالى

وما هي فوائد استعمال زيت الزيتوت في الأكل والدهن ؟

((وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ )) سورة المؤمنون (20)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 07:56
ما معنى قوله تعالى

(( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (( سورة المؤمنون (21)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 14:15
والله حثَّ جميع الأنبـــياء على *** حَجٍّ لمكَّـــــةَ مَضْمُــون به الظَّفَـــرُ

فالمؤمنـــونَ لهم نــــورٌ يفرّقهم *** وقـولةَ الشُّعـــرآءِ النَّمــــــلُ يحتقِـرُ

نور الهدى.سـ
2014-03-24, 14:23
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى

((وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ )) سورة المؤمنون (8)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
{ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} الآية 8 من سورة المؤمنون
أي إذا اؤتمنوا لم يخونوا، وإذا عاهدوا لم يغدروا
تفسير بن كثير
{ والذين هم لأماناتهم } وفي قراءة بالإفراد: ما ائْتُمِنوا عليه من أمر الدين والدنيا { وعهدهم } المأخوذ عليهم في ذلك { راعون } حافظون.
تفسير الجلالين

نور الهدى.سـ
2014-03-24, 14:34
ما معنى قوله تعالى

(( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) )) سورة المؤمنون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ أولئك هم الوارثون} الآية 10 من سورة المؤمنون
""أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة"". وقال مجاهد: ما من عبد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار، فأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة، ويهدم بيته الذي في النار، وأما الكافر فيهدم بيته الذي في الجنة، ويبني بيته الذي في النار، فالمؤمنون يرثون منازل الكفار لأنهم أطاعوا ربهم عزَّ وجلَّ بل أبلغ من هذا أيضاً، وهو ما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إذا كان يوم القيامة دفع اللّه لكل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقال هذا فكاكك من النار)،
تفسير بن كثير
(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)الآية 11 من سورة المؤمنون
الفردوس أعلى مكان في الجنة، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة " ذلك؛ لأن الفردوس جنة على أعلى رَبْوة في الجنة. يعني: في مكان مُميّز منها، والعلو في مسألة المسكن والجنان أمر محبوب في الدنيا، الناس يُحبون السُّكْنى في الأماكن العالية، حيث نقاء الهواء ونقاء الماء، أَلاَ تراهم يزرعون في المرتفعات، وإنْ كانت الأرض مستوية يجعلون فيها مصارف منخفضة تمتصُّ الماء الزائد الذي يفسد الزرع
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

رحيق الكلمات
2014-03-24, 15:10
ما هو الاعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمة ؟
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) )) سورة المؤمنون
الاعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمة ؟
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) )) سورة المؤمنون

قال بعض العلماء : " وهنا يقف الإنسان مدهوشاً ، أمام ما كشف عنه القرآن من حقيقة فى تكوين الجنين ، لم تعرف على وجه الدقة إلا أخيراً ، بعد تقدم علم الأجنة التشريحى " .
وذلك أن خلايا العظام غير خلايا اللحم وقد ثبت أن خلايا العظام هى التى تكون أولاً من الجنين ، ولا تشاهد خلية واحدة من خلايا اللحم إلا بعد ظهور خلايا الهيكل العظمى للجنين . وهى التى يسجلها النص القرآنى فى قوله - تعالى - ( فَخَلَقْنَا المضغة عِظَاماً فَكَسَوْنَا العظام لَحْماً ) فسبحانه العليم الخبير .
وقوله - تعالى - : ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ ) بيان لما انتهت إليه أطوار خلق الإنسان .
أى : ثم صيرنا هذا الإنسان بشراً سويًّا ، بعد أن كان نطفة ، فعلقة ، فمضغة ، فعظاماً ، فلحماً يكسو هذه العظام ، وهذا كله يدل على كمال قدرة الله - تعالى - وعلى أنه حق ، إذ قدرته - سبحانه - لا يعجزها شىء .

الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-24, 15:13
ما معنى كلمة
طَرَائِقَ
في قوله تعالى

(( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ )) سورة المؤمنون (17)
قوله تعالى

(( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ )) سورة المؤمنون (17)
الطرائق : جمع طريقة ، والمراد بها السموات السبع . وسميت طرائق لأن كل سماء فوق الأخرى ، والعرب تسمى كل شىء فوق شىء طريقة بمعنى مطروقة .
وهو مأخوذ من قولهم : فلان طرق النعل ، إذا ركب بعضها فوق بعض .
فالآية الكريمة فى معنى قوله - تعالى - : ( الذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ) وقيل : سميت طرائق ، لأنها طرق الملائكة فى النزول والعروج .

الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-24, 15:17
ما معنى كلمة

فَأَسْكَنَّاهُ
في قوله تعالى

((وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ )) سورة المؤمنون 18
قوله تعالى

((وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ )) سورة المؤمنون 18

قوله : ( فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأرض ) أى : هذا الماء النازل من السماء بتقدير معين منا تقتضيه حكمتنا ، جعلناه ساكناً مستقراً فى الأرض ، لتنعموا به عن طريق استخراجه من الآبار والعيون وغيرها .
وفى هذه الجملة الكريمة إشارة إلى أن المياه الجوفيى الموجودة فى باطن الأرض ، مستمدة من المياه النازلة من السحاب عن طريق المطر .
وهذا ما قررته النظريات العلمية الحديثة بعد مئات السنين من نزول القرآن الكريم . وبعد أن بقى العلماء دهورا طويلة ، يظنون أن المياه التى فى جوف الأرض ، لا علاقة لها بالمياه النازلة على الأرض عن طريق المطر .

الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-24, 15:29
ما معنى قوله تعالى

وما هي فوائد استعمال زيت الزيتوت في الأكل والدهن ؟

((وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ )) سورة المؤمنون (20)


((وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ )) سورة المؤمنون (20)

والمراد بالشجرة فى قوله - تعالى - بعد ذلك : ( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ . . ) ، شجرة الزيتون . وهى معطوفة على " جنات " من عطف الخاص على العام .
أى : فأنشأنا لكم بسبب هذا لاماء النازل من السماء ، جنات ، وأنشأنا لكم بسببه - أيضاً - شجرة مباركة تخرج من هذا الوادى المقدس الذى كلم الله - تعالى - عليه موسى - عليه السلام - وهو المعروف بطور سيناء . أى : بالجبل المسمى بهذا الاسم فى منطقة سيناء ، ومكانها معروف .
قالوا : وكلمة سيناء - بفتح السين والمد على الراجح - معناها : الحسن باللغة النبطية . أو معناها : الجبل الملىء بالأشجار . وقيل : مأخوذة من السنا بمعنى الارتفاع .
وخصت شجرة الزيتون بالذكر : لأنها من أكثر الأشجار فائدة بزيتها وطعامها وخشبها ، ومن أقل الأشجار - أيضاً - تكلفة لزارعها .

الوسيط لطنطاوي

{ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ } وهي شجرة الزيتون، أي: جنسها، خصت بالذكر، لأن مكانها خاص في أرض الشام، ولمنافعها، التي ذكر بعضها في قوله: { تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ } أي: فيها الزيت، الذي هو دهن، يستعمل استعماله من الاستصباح به، واصطباغ الآكلين، أي: يجعل إداما للآكلين، وغير ذلك من المنافع.
تفسير السعدي

فوائد استعمال زيت الزيتوت في الأكل والدهن

زيت الزيتون هبة الله تعالى للإنسان. عرف القدماء بعضاً من فوائده، وأدرك الطب الحديث- منذ سنوات معدودات- بعضاً آخر منها، والحقيقة أن الأمريكان يغبطون سكان حوض البحر الأبيض المتوسط على غذائهم، فهم يعرفون أن مرض شرايين القلب التاجية أقل حدوثاً في إيطاليا وأسبانيا وما جاورهما مما هو عليه في شمال أوروبا والولايات المتحدة، ويعزو الباحثون ذلك إلى كثرة استهلاك زيت الزيتون عند سكان حوض البحر المتوسط، واعتمادهم عليه كمصدر أساسي للدهون في طعامهم بدلاً من السمنة (المرجرين) والزبدة وأشباهها.
يقول كتاب Heart Owner Handbook الذي أصدره معهد تكساس لأمراض القلب حديثاً: إن المجتمعات التي تستخدم الدهون اللامشبعة الوحيدة (وأشهرها زيت الزيتون) في غذائها كمصدر أساسي للدهون تتميز بقلة حدوث مرض شرايين القلب التاجية، فزيت الزيتون عند سكان اليونان وإيطاليا وإسبانيا يشكل المصدر الأساسي للدهون في غذائهم، وهم يتميزون بأنهم الأقل تعرضاً لمرض شرايين القلب وسرطان الثدي في العالم أجمع، وليس هذا فحسب، بل إن الأمريكيين الذين يحذون حذو هؤلاء يقل عندهم حدوث مرض شرايين القلب.
ما تقدم خلاصة الخلاصة لأبحاث حديثة ودقيقة كلها تؤكد أهمية هذا النبات وفوائده، بعد أن كان ينتج بكميات قليلة ولا يؤبه له ولكن نتائج هذه الأبحاث كانت كالدعاية له فصار الطلب عليه كثيراً وارتفعت أسعاره كثيراً.
وقد أمرنا نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بتناوله والإدهان به قبل أربعة عشر قرناً من الزمان رحمة بأمته وبالمؤمنين لئلا تصيبهم الأمراض التي ربما تعوقهم عن طاعة ربهم، وحثنا عليه بقوله: «كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة» يأمرنا بتناوله وهو غير شاك ولا يخاف أن تظهر بعد أيام أو أشهر أمراض أو عاهات جراء تناوله، ولا شك أن الذي يأمرك بأمر هو غير متيقن منه فأنه يضع لنفسه نوعاً من الإحترازات والتحوطات بأن يحيل الخبر إلى قائله أو يخبرك بأن هذا العلاج في طور التجربة كما تفعل كثير من مراكز الأبحاث اليوم.
فالسؤال إذن من الذي أخبر نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بهذه النتائج المبهرة لزيت الزيتون في زمن لم تكن فيه أي من وسائل البحوث والتقنية المتوفرة اليوم، لا في بلاد الحجاز ولا في أي مكان من العالم؟ لا شك أننا لو تأملنا قليلاً ودققنا في الأمر سنصل إلى نتيجة واحدة هي أن الذي أخبره هو خالق السموات والأرض الذي وعده ووعدنا في كلامه المنزل من عنده بأنه سيجعل لكل زمن آية تدل عليه وعلى أنه واحد لا شريك له في ملكه ولا في علمه، وليكون هذا المبلّغ عنه رجل أمي لا يحسن القراءة ولا الكتابة؛ ليكون أدعى إلى الناس أن يؤمنوا به ويصدقوه، قال تعالى: ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد﴾ [سبأ: 6]وقال تعالى: ﴿وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [الحجر: 64].
إعداد: قسطاس إبراهيم النعيمي

مراجعة: علي عمر بلعجم

رحيق الكلمات
2014-03-24, 15:34
ما معنى قوله تعالى

(( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (( سورة المؤمنون (21)

(( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (( سورة المؤمنون (21)
لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا
وبعد أن بين - سبحانه - جانباً من مظاهر نعمه فى الماء والنبات أتبع ذلك ببيان جانب آخر من نعمه فى الأنعام والحيوان . فقال : ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنعام لَعِبْرَةً . . ) .
والأنعام : تطلق على الإبل والبقر والغنم . وقد تطلق على الإبل خاصة .
والعبرة : اسم من الاعتبار ، وهو الحالة التى تجعل الإنسان يعتبر ويتعظ بما يراه ويسمعه .
أى : وإن لكم - أيها الناس - فيما خلق الله لكم من الأنعام لعبرة وعظة ، تجعلكم تخلصون العبادة لله - تعالى - وتشكرونه على آلائه .
وقوله - سبحانه - : ( نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) . بيان لمواطن العبرة ، وتعريف بأوجه النعمة .
أى : نسقيكم مما فى بطونها من ألبان خالصة ، تخرج من بين فرث ودم ، ولكم فى هذه الأنعام منافع كثيرة ، كأصوافها وأوبارها وأشعارها ، ومنها تأكلون من لحومها ، ومما يستخرج من ألبانها الوسيط لطنطاوي

أيمن عبد الله
2014-03-24, 17:31
]هل طوفان سيدنا نوح كان شاملا لكل الأرض حتى أمره الله تعالى لحمل زوجين من كل حيوان ؟[/color]
((فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ )) سورة المؤمنون (27)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 17:35
ما معنى كلمة

لَمُبْتَلِينَ


في قوله تعالى


(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ )) سورة المؤمنون (30)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 17:40
ما معنى كلمة
أَتْرَفْنَاهُمْ

في قوله تعالى

(( وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ )) سورة المؤمنون (33)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 17:41
ما معنى قوله تعالى

(( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ )) سورة المؤمنون (36)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 17:44
ما معنى كلمة

تَتْرَى
في قوله تعالى

(( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ )) سورة المؤمنون (44)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 17:46
ما معنى كلمة

وَجِلَةٌ
في قوله تعالى

(( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )) سورة المؤمنون (60)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 17:47
ما معنى كلمة

مُتْرَفِيهِمْ
في قوله تعالى

(( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ )) سورة المؤمنون (64)

أيمن عبد الله
2014-03-24, 17:49
ما معنى قوله تعالى

(( مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ )) سورة المؤمنون (67)

روسلين
2014-03-24, 18:00
]هل طوفان سيدنا نوح كان شاملا لكل الأرض حتى أمره الله تعالى لحمل زوجين من كل حيوان ؟[/color]
((فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ )) سورة المؤمنون (27)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عم طوفان نوح جميع الأرض، كما صرح بذلك علماء التفسير وغيرهم، وكما يفهم من القرآن العظيم،

. فمما يدل على عموم الطوفان قول الله تعالى: لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ {هود:43}. وقوله تعالى: فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا {القمر:11-12}. أي صارت الأرض كلها عيوناً.

قال أهل التفسير: أرسل الله من السماء مطراً لم تعهده الأرض قبله، كأفواه القرب، وأمر الأرض فنبعت من جميع فجاجها، وسائر أرجائها.
وجاء في تفسير ابن كثير عند قول الله تعالى: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ: أَيِ: السَّفِينَةُ سَائِرَةٌ بِهِمْ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، الَّذِي قَدْ طَبَّق جَمِيعَ الْأَرْضِ، حَتَّى طَفَتْ عَلَى رُؤوسِ الْجِبَالِ.

وفي تفسير اللباب للنعماني: وعمَّ -الطوفان- جميع الأرض طولاً وعرْضاً.

وفي تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور: وَفِي زَمَنِ نُوحٍ وَقَعَ الطُّوفَانُ عَلَى جَمِيعِ الْأَرْضِ..

وفي قصص الأنبياء لابن كثير: ..وَعَمَّ – الطوفان- جَمِيعَ الْأَرْضِ طُولَهَا وَالْعَرْضَ، سَهْلَهَا وَحَزْنَهَا، وَجِبَالَهَا وَقِفَارَهَا وَرِمَالَهَا، وَلَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِمَّنْ كَانَ بِهَا مِنَ الْأَحْيَاءِ عَيْنٌ تَطْرِفُ، وَلَا صَغِيرٌ وَلَا كَبِير.

وفي العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ: "وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ" فصارَ طوفانًا جارفًا أَهْلَكَ جميعَ مَنْ على وجهِ الأرضِ، مِنْ كُلِّ ما هو حَيٌّ إلا مَنْ كان في تلك السفينةِ.

روسلين
2014-03-24, 18:13
ما معنى كلمة

لَمُبْتَلِينَ


في قوله تعالى


(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ )) سورة المؤمنون (30)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة لَمُبْتَلِينَ

في قوله تعالى ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ

سورة المؤمنون/30

أَيْ مُخْتَبِرِينَ لَهُمْ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ لِيَظْهَرَ الْمُطِيعُ ، وَالْعَاصِي فَيَتَبَيَّنَ لِلْمَلَائِكَةِ حَالُهُمْ ؛ لَا أَنْ يَسْتَجِدَّ الرَّبُّ عِلْمًا . وَقِيلَ : أَيْ نُعَامِلُهُمْ مُعَامَلَةَ الْمُخْتَبِرِينَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْمَعْنَى فِي ( الْبَقَرَةِ ) وَغَيْرِهَا . وَقِيلَ : ( وَإِنْ كُنَّا ) أَيْ وَقَدْ كُنَّا .

تفسير القرطبي

روسلين
2014-03-24, 18:32
ما معنى كلمة
أَتْرَفْنَاهُمْ

في قوله تعالى

(( وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ )) سورة المؤمنون (33)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة

أَتْرَفْنَاهُمْ

في قوله تعالى

(( وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ )) سورة المؤمنون (33)



أَيْ وَسَّعْنَا عَلَيْهِمْ نِعَمَ الدُّنْيَا حَتَّى بَطِرُوا وَصَارُوا يُؤْتَوْنَ بِالتُّرْفَةِ

تفسير القرطبي

روسلين
2014-03-24, 18:46
ما معنى قوله تعالى

(( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ )) سورة المؤمنون (36)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى

(( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ )) سورة المؤمنون (36)

وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ قَوْلِ الْمَلَأِ مِنْ ثَمُودَ أَنَّهُمْ قَالُوا : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ : أَيْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ أَيُّهَ الْقَوْمُ ، مِنْ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ وَمَصِيرِكُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا مُخْرَجُونَ أَحْيَاءً مِنْ قُبُورِكُمْ ، يَقُولُونَ : ذَلِكَ غَيْرُ كَائِنٍ .

وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنِي عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : ( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ) يَقُولُ : بِعِيدٌ بَعِيدٌ .

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : ( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ) قَالَ : يَعْنِي الْبَعْثَ . وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ اللَّامَ مَعَ هَيْهَاتَ فِي الِاسْمِ الَّذِي يَصْحَبُهَا وَتَنْزَعُهَا مِنْهُ ، تَقُولُ : هَيْهَاتَ لَكَ هَيْهَاتَ ، وَهَيْهَاتَ مَا تَبْتَغِي هَيْهَاتَ ; وَإِذَا أَسْقَطْتِ اللَّامَ رَفَعَتِ الِاسْمَ بِمَعْنَى هَيْهَاتَ ، كَأَنَّهُ قَالَ : بَعِيدٌ مَا يَنْبَغِي لَكَ ; كَمَا قَالَ جَرِيرٌ :


فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيِقُ وَمَنْ بِهِ وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نُواصِلُهْ


كَأَنَّهُ قَالَ : الْعَقِيقُ وَأَهْلُهُ ، وَإِنَّمَا أُدْخِلَتِ اللَّامُ مَعَ هَيْهَاتَ فِي الِاسْمِ ، لِأَنَّهُمْ قَالُوا : هَيْهَاتَ أَدَاةٌ غَيْرُ مَأْخُوذَةٍ مِنْ فِعْلٍ ، فَأَدْخَلُوا مَعَهَا فِي الِاسْمِ اللَّامَ ، كَمَا أَدْخَلُوهَا مَعَ هَلُمَّ [ ص: 31 ] لَكَ ، إِذْ لَمْ تَكُنْ مَأْخُوذَةً مِنْ فِعْلٍ ، فَإِذَا قَالُوا : أَقْبَلَ ، لَمْ يَقُولُوا لَكَ ، لِاحْتِمَالِ الْفِعْلِ ضَمِيرَ الِاسْمِ .

وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي كَيْفِيَّةِ الْوَقْفِ عَلَى هَيْهَاتَ ، فَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَخْتَارُ الْوُقُوفَ فِيهَا بِالْهَاءِ ; لِأَنَّهَا مَنْصُوبَةٌ ، وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَخْتَارُ الْوُقُوفَ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ ، وَيَقُولُ : مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ التَّاءَ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ بِهَاءِ التَّأْنِيثِ ، فَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ دَرَاكِ وَنَظَارِ ، وَأَمَّا نَصْبُ التَّاءِ فِيهِمَا ; فَلِأَنَّهُمَا أَدَاتَانِ ، فَصَارَتَا بِمَنْزِلَةِ خَمْسَةَ عَشَرَ ، وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ : إِنْ قِيلَ : إِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مُسْتَغْنِيَةٌ بِنَفْسِهَا ، يَجُوزُ الْوُقُوفُ عَلَيْهَا ، وَإِنَّ نَصْبَهَا كَنَصْبِ قَوْلِهِ : ثُمَّتَ جَلَسْتُ ; وَبِمَنْزِلَةِ قَوْلِ الشَّاعِرِ .


مَاوِيَّ يَا رُبَّتَمَا غَارَةٍ شَعْوَاءَ كَاللَّذْعَةِ بِالْمِيسَمِ


قَالَ : فَنَصْبُ هَيْهَاتَ بِمَنْزِلَةِ هَذِهِ الْهَاءِ الَّتِي فِي " رُبَّتْ " لِأَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى حَرْفٍ ، عَلَى رُبَّ وَعَلَى ثُمَّ ، وَكَانَا أَدَاتَيْنِ ، فَلَمْ تُغَيِّرْهُمَا عَنْ أَدَاتِهِمَا فَنَصَبَا .

وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ ، فَقَرَأَتْهُ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ غَيْرَ أَبِي جَعْفَرٍ : ( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ) بِفَتْحِ التَّاءِ فِيهِمَا . وَقَرَأَ ذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ : ( هَيْهَاتِ هَيْهَاتِ ) بِكَسْرِ التَّاءِ فِيهِمَا . وَالْفَتْحُ فِيهِمَا هُوَ الْقِرَاءَةُ عِنْدَنَا ; لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ .


تفسير الطبري

روسلين
2014-03-24, 19:40
ما معنى كلمة

تَتْرَى
في قوله تعالى

(( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ )) سورة المؤمنون (44)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة

تَتْرَى
في قوله تعالى

(( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ )) سورة المؤمنون (44)

يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا ) إِلَى الْأُمَمِ الَّتِي أَنْشَأْنَا بَعْدَ ثَمُودَ ( رُسُلَنَا تَتْرَى ) يَعْنِي : يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَبَعْضُهَا فِي أَثَرِ بَعْضٍ ، وَهِيَ مِنَ الْمُوَاتَرَةِ ، وَهِيَ اسْمٌ لِجَمْعٍ مِثْلُ شَيْءٍ ، لَا يُقَالُ : جَاءَنِي فُلَانٌ تَتْرَى ، كَمَا لَا يُقَالُ : جَاءَنِي فُلَانٌ مُوَاتَرَةً ، وَهِيَ تُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ ، وَفِيهَا الْيَاءُ ، فَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْهَا ( فَعْلَى ) مِنْ وَتَرْتُ وَمَنْ قَالَ : " تَتْرًا " يُوهِمُ أَنَّ الْيَاءَ أَصْلِيَّةٌ ، كَمَا قِيلَ : مِعْزًى بِالْيَاءِ ، وَمَعْزًا ، وَبَهْمَى بَهْمًا ، وَنَحْوُ ذَلِكَ ، فَأُجْرِيَتْ أَحْيَانًا وَتُرِكَ إِجْرَاؤُهَا أَحْيَانًا ، فَمَنْ جَعَلَهَا ( فَعْلَى ) وَقَفَ عَلَيْهَا أَشَارَ إِلَى الْكَسْرِ ، وَمَنْ جَعَلَهَا أَلِفَ إِعْرَابٍ لَمْ يُشِرْ ; لِأَنَّ أَلِفَ الْإِعْرَابِ لَا تُكْسَرُ ، لَا يُقَالُ : رَأَيْتُ زَيْدًا ، فَيُشَارُ فِيهِ إِلَى الْكَسْرِ .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنِي عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : ثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) يَقُولُ : يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا .

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) يَقُولُ : بَعْضُهَا عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ .

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ : ( تَتْرَى ) قَالَ : اتِّبَاعُ بَعْضِهَا بَعْضًا .

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) قَالَ : يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا .

حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) قَالَ : بَعْضُهُمْ عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ ، يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا .

وَاخْتَلَفَتْ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ ، فَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ( تَتْرًا ) بِالتَّنْوِينِ . وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ يَقْرَءُونَهُ : ( تَتْرَى ) بِإِرْسَالِ الْيَاءِ عَلَى مِثَالِ ( فَعْلَى ) ، وَالْقَوْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ ، وَلُغَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ ، غَيْرَ أَنِّي مَعَ ذَلِكَ أَخْتَارُ الْقِرَاءَةَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ ; لِأَنَّهَا أَفْصَحُ اللُّغَتَيْنِ وَأَشْهَرُهُمَا .

تفسير الطبري

zakaria12345
2014-03-24, 21:23
بارك الله فيكم

رحيق الكلمات
2014-03-24, 22:56
ما معنى كلمة

وَجِلَةٌ
في قوله تعالى

(( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )) سورة المؤمنون (60)
قوله تعالى

(( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )) سورة المؤمنون (60)
{ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي: خائفة
تفسير السعدي

رحيق الكلمات
2014-03-24, 23:00
ما معنى كلمة

مُتْرَفِيهِمْ
في قوله تعالى

(( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ )) سورة المؤمنون (64)
قوله تعالى

(( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ )) سورة المؤمنون (64)
{ حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ } أي: متنعميهم، الذين ما اعتادوا إلا الترف والرفاهية والنعيم، ولم تحصل لهم المكاره

تفسير السعدي

نور الهدى.سـ
2014-03-24, 23:00
ما معنى كلمة

وَجِلَةٌ
في قوله تعالى

(( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )) سورة المؤمنون (60)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ... } [المؤمنون: 60]
الوجل: انفعال قسري واضطراب يطرأ على العضو من خوف أو خشية، والخوف شيء يخيفك أنت، أما الخشية فهي أعلى من الخوف، وهي أن تخاف ممن يوقع بك أذى أشد مما أنت فيه.
ومن أهل التفسير مَنْ يرى أن الآية جاءت في الرجل الذي يسرق، والذي يزني، والذي يشرب الخمر، لكن قلبه وَجلٌ من لقاء الله وخشيته، فما يزال فيه بقية من بقايا الإيمان والحياء من الله تعالى. وقالوا: إن عائشة رضي الله عنها فهمت هذا من الآية.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

رحيق الكلمات
2014-03-24, 23:02
ما معنى قوله تعالى

(( مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ )) سورة المؤمنون (67)
قوله تعالى

(( مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ )) سورة المؤمنون (67)
{ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ } قال المفسرون معناه: مستكبرين به، الضمير يعود إلى البيت، المعهود عند المخاطبين، أو الحرم، أي: متكبرين على الناس بسببه، تقولون: نحن أهل الحرم، فنحن أفضل من غيرنا وأعلى، { سَامِرًا } أي: جماعة يتحدثون بالليل حول البيت { تَهْجُرُونَ }[أي: تقولون الكلام الهجر الذي هو القبيح في] هذا القرآن.
فالمكذبون كانت طريقتهم في القرآن، الإعراض عنه، ويوصي بعضهم بعضا بذلك { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } وقال الله عنهم: { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ* وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ* وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ }{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } فلما كانوا جامعين لهذه الرذائل، لا جرم حقت عليهم العقوبة، ولما وقعوا فيها، لم يكن لهم ناصر ينصرهم، ولا مغيث ينقذهم، ويوبخون عند ذلك بهذه الأعمال الساقطة
تفسير السعدي

نور الهدى.سـ
2014-03-24, 23:03
ما معنى كلمة

مُتْرَفِيهِمْ
في قوله تعالى

(( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ )) سورة المؤمنون (64)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ.. } [المؤمنون: 64].
{ مُتْرَفِيهِمْ.. } [المؤمنون: 64] من الترف وهو التنعُّم؛ لأن الحياة تقوم على ضروريات تستبقي الحياة وكماليات تُسعدِها وتُرفِّهها وتُثريها، فالمتْرَف مَنْ عنده من النعيم فوق الضروريات، يقال: ترِف الرجل يتَرف من باب فَرِح يفرح، وأترفته النعمة إذا أطغته، وأترفه الله يعني: وسّع عليه النعمة وزاده منها. وعلى قدر الإتراف يكون الأخذ أبلغَ والألم أشدّ
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

أبومحمد17
2014-03-25, 13:58
بارك الله فيك

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:43
السلام عليكم
ما معنى كلمة في قوله تعالى
((أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ )) سورة المؤمنون (69)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:45
ما معنى كلمة في قوله تعالى
((أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )) سورة المؤمنون (70)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:46
ما معنى قوله تعالى
((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )) سورة المؤمنون (71)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:48
ما معنى كلمة

خَرْجًا فَخَرَاجُ
في قوله تعالى
((أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) سورة المؤمنون (72)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:49
ما معنى كلمة


لَنَاكِبُونَ
في قوله تعالى
((وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ )) سورة المؤمنون (74)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:51
ما هي الحكمة من هذه الآية
((وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )) سورة المؤمنون (75)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:52
ما معنى قوله تعالى
(( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) سورة المؤمنون (76)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:54
ما معنى كلمة

مُبْلِسُونَ
في قوله تعالى
(( حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ))سورة المؤمنون (77)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:55
ما معنى كلمة
يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ

في قوله تعالى
((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) سورة المؤمنون (88)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:57
ما معنى كلمة


ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
في قوله تعالى
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ )) سورة المؤمنون (96)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 18:59
ما معنى قوله تعالى
((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) )) سورة المؤمنون

أيمن عبد الله
2014-03-25, 19:01
ما معنى قوله تعالى
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) )) سورة المؤمنون

روسلين
2014-03-25, 19:08
السلام عليكم
ما معنى كلمة في قوله تعالى
((أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ )) سورة المؤمنون (69)


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُم في قوله تعالى
((أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ )) سورة المؤمنون (69)

أي : أفهم لا يعرفون محمدا وصدقه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم ، أفيقدرون على إنكار ذلك والمباهتة فيه؟ ولهذا قال جعفر بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، للنجاشي ملك الحبشة : أيها الملك ، إن الله بعث إلينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته . وهكذا قال المغيرة بن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم وكذلك قال أبو سفيان صخر بن حرب لملك الروم هرقل ، حين سأله وأصحابه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته ، وكانوا بعد كفارا لم يسلموا ، ومع هذا ما أمكنهم إلا الصدق فاعترفوا بذلك .

تفسير ابن كثير

روسلين
2014-03-25, 19:13
ما معنى كلمة في قوله تعالى
((أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )) سورة المؤمنون (70)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


معنى كلمة بِهِ جِنَّةٌ في قوله تعالى

((أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )) سورة المؤمنون (70)

أي : افتراه من عنده ، أو أن به جنونا لا يدري ما يقول . وأخبر عنهم أن قلوبهم لا تؤمن به ، وهم يعلمون بطلان ما يقولونه في القرآن ، فإنه قد أتاهم من كلام الله ما لا يطاق ولا يدافع ، وقد تحداهم وجميع أهل الأرض أن يأتوا بمثله ، فما استطاعوا ولا يستطيعون أبد الآبدين

تفسير ابن كثير

روسلين
2014-03-25, 19:23
ما معنى قوله تعالى
((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )) سورة المؤمنون (71)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما معنى قوله تعالى
((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )) سورة المؤمنون (71)

وقوله : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) قال مجاهد ، وأبو صالح والسدي : الحق هو الله

عز وجل ، والمراد : لو أجابهم الله إلى ما في أنفسهم من الهوى ، وشرع الأمور على وفق ذلك ( لفسدت السماوات والأرض

ومن فيهن ) أي : لفساد أهوائهم واختلافها ، كما أخبر عنهم في قولهم : ( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين

عظيم ) ثم قال : ( أهم يقسمون رحمة ربك ) [ الزخرف : 31 ، 32 ] وقال تعالى : ( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا

لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ) [ الإسراء : 100 ] وقال : ( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا )

[ النساء : 53 ] ، ففي هذا كله تبيين عجز العباد واختلاف آرائهم وأهوائهم ، وأنه تعالى هو الكامل في

جميع صفاته وأقواله وأفعاله ، وشرعه وقدره ، وتدبيره لخلقه تعالى وتقدس ، فلا إله غيره ، ولا رب سواه .

ثم قال : ( بل أتيناهم بذكرهم ) يعني : القرآن ، ( فهم عن ذكرهم معرضون ) .

ر

تفسير ابن كثير


ويأتي في تفسير الطبري

يقول تعالى ذكره : ولو عمل الرب تعالى ذكره بما يهوى هؤلاء المشركون وأجرى التدبير على مشيئتهم وإرادتهم وترك الحق الذي هم له كارهون ، لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ; وذلك أنهم لا يعرفون عواقب الأمور والصحيح من التدبير والفاسد ، فلو كانت الأمور جارية على مشيئتهم وأهوائهم مع إيثار أكثرهم الباطل على الحق ، لم تقر السموات والأرض ومن فيهن من خلق الله ، لأن ذلك قام بالحق .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا السدي ، عن أبي صالح : ( ولو اتبع الحق أهواءهم ) قال : الله .

قال : ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح : ( ولو اتبع الحق أهواءهم ) قال : الحق : هو الله .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : ( ولو اتبع الحق أهواءهم ) قال : الحق : الله .

وقوله : ( بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ) اختلف أهل التأويل في تأويل الذكر في هذا الموضع ، فقال بعضهم : هو بيان الحق لهم بما أنزل على رجل منهم من هذا القرآن .

ذكر من قال ذلك :

حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( بل أتيناهم بذكرهم ) يقول : بينا لهم .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : بل أتيناهم بشرفهم ; وذلك أن هذا القرآن كان شرفا لهم ، لأنه نزل على رجل منهم ، فأعرضوا عنه وكفروا به . وقالوا : ذلك نظير قوله ( وإنه لذكر لك ولقومك ) وهذان القولان متقاربا المعنى ; وذلك أن الله جل ثناؤه أنزل هذا القرآن بيانا بين فيه ما لخلقه إليه الحاجة من أمر دينهم ، وهو مع ذلك ذكر لرسوله صلى الله عليه وسلم وقومه وشرف لهم .

روسلين
2014-03-25, 19:33
ما معنى كلمة

خَرْجًا فَخَرَاجُ
في قوله تعالى
((أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) سورة المؤمنون (72)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة

خَرْجًا فَخَرَاجُ
في قوله تعالى
((أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) سورة المؤمنون (72)

( خرجا ) : قال الحسن : أجرا . وقال قتادة : جعل

ا ( فخراج ) أي أنت لا تسألهم أجرة ولا جعلا ولا شيئا على دعوتك إياهم إلى الهدى ، بل أنت في ذلك تحتسب عند الله جزيل ثوابه

تفسير ابن كثير

روسلين
2014-03-25, 19:37
ما معنى كلمة


لَنَاكِبُونَ
في قوله تعالى
((وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ )) سورة المؤمنون (74)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة


لَنَاكِبُونَ
في قوله تعالى
((وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ )) سورة المؤمنون (74)

أي : لعادلون جائرون منحرفون . تقول العرب : نكب فلان عن الطريق : إذا زاغ عنها .

تفسير ابن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-25, 21:15
ما هي الحكمة من هذه الآية
((وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )) سورة المؤمنون (75)

الحكمة من هذه الآية
((وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )) سورة المؤمنون (75)


بين - سبحانه - بعد ذلك ، أن هؤلاء المشركين ، قد قست قلوبهم ، وفسدت نفوسهم ، وماتت ضمائرهم ، وصاروا لا يؤثر فيهم الابتلاء بالخير أو الشر هذا بيان لشدة تمردهم وعنادهم، وأنهم إذا أصابهم الضر، دعوا الله أن يكشف عنهم ليؤمنوا، أو ابتلاهم بذلك ليرجعوا إليه. إن الله إذا كشف الضر عنهم لجوا، أي: استمروا في طغيانهم يعمهون، أي: يجولون في كفرهم، حائرين مترددين.
كما ذكر الله حالهم عند ركوب الفلك، وأنهم يدعون مخلصين له الدين، وينسون ما يشركون به، فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بالشرك وغيره.

تفسير السعدي

رحيق الكلمات
2014-03-25, 21:17
ما معنى قوله تعالى
(( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) سورة المؤمنون (76)

معنى قوله تعالى
(( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) سورة المؤمنون (76)

والاستكانة : الانتقال من كون إلى كون ومن حال إلى حال . ثم غلب استعمال هذه الكلمة فى الانتقال من حال التكبر والغرور إلى حال التذلل والخضوع .
أى : ولقد أخذنا هؤلاء الطغاة ، بالعذاب الشديد ، كالفقر ، والمصائب والأمراض فما خضعوا لربهم - عز وجل - وما انقادوا له وأطاعوه ، وما تضرعوا إليه - سبحانه - بالدعاء الخالص لوجهه الكريم ، لكى يكشف عنهم - عز وجل - ما نزل بهم من ضر .
الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-25, 21:28
ما معنى كلمة

مُبْلِسُونَ
في قوله تعالى
(( حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ))سورة المؤمنون (77)

معنى كلمة

مُبْلِسُونَ
في قوله تعالى
(( حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ))سورة المؤمنون (77)
مُبْلِسُونَ أى : هم مستمرون على جحودهم وعنادهم ، حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد من أبواب عذاب الآخرة المعد لهم إذا هم فيه مبلسون ، أى : ساكتون من شدة الحيرة وآيسون من كل نجاء . يقال : أبلس فلان إبلاساً ، إذا سكت فى حيرة ويأس من الخلاص مما هو فيه من عذاب وبلاء .

الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-25, 21:31
ما معنى كلمة
يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ

في قوله تعالى
((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) سورة المؤمنون (88)

معنى كلمة
يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ

في قوله تعالى
((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) سورة المؤمنون (88)

يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ ( وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ ) أى : وهو - سبحانه - يغيث من يشاء من خلقه فلا يستطيع أحد أن يناله بسوء ، أما من يريد الله - تعالى - أن يزل به عقابه ، فلن يستطيع أحد أن يمنع هذا العقاب عنه .
يقال : أجرت فلاناً على فلان ، إذا أغثته وأنقذته منه . وعدى بعلى لتضمينه معنى النصر .
إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) أى : إن كنتم - أيضاً - من أهل العلم والفهم .
الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-25, 21:32
ما معنى كلمة


ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
في قوله تعالى
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ )) سورة المؤمنون (96)

معنى كلمة


ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
في قوله تعالى
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ )) سورة المؤمنون (96)
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أى : قابل - أيها الرسول الكريم - سيئات هؤلاء المشركين الجاهلين ، بالأخلاق والسجايا التى هى أحسن من غيرها ، كأن تعرض عنهم ، وتصبر على سوء أخلاقهم ، فأنت صاحب الخلق العظيم ، ونحن أعلم منك بما يصفوننا به من صفات باطلة . وما يصفوك به من صفات ذميمة ، وسنجازيهم على ذلك بما يستحقون ، فى الوقت الذى نريده .
فالآية الكريمة توجيه حكيم من الله - تعالى - لنبيه - ، وتسلية له عما أصابه من أعدائه ، وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( خُذِ العفو وَأْمُرْ بالعرف وَأَعْرِضْ عَنِ الجاهلين ).
الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-25, 21:38
ما معنى قوله تعالى
((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) )) سورة المؤمنون

معنى قوله تعالى

((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) )) سورة المؤمنون
وقوله : ( هَمَزَاتِ ) جمع همزة وهى المرة من الهمز . وهى فى اللغة النخس والدفع باليد أو بغيرها . يقال : همزه يهمزه - بضم الميم وكسرها - إذا نخسه ودفعه وغمزه .
ومنه المهماز ، وهو حديدة تكون مع الراكب للدابة يحثها بها على السير .
والمراد بهمزات الشياطين هنا : وساوسهم لبنى آدم وحضهم إياهم على ارتكاب ما نهاهم الله - تعالى - عنه .
أى : وقل - أيها الرسول الكريم - يا رب أعوذ بك ، واعتصم بحماك ، من وساوس الشياطين ، ومن نزغاتهم الأثيمة ، ومن همزاتهم السيئة .

وأعوذ بك يا إلهى وأتحصن بك ، من أن يحضرنى أحد منهم فى أى أمر من أمور دينيى أو من دنياى ، فأنت وحدك القادر على حمايتى منهم .

الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-25, 21:42
ما معنى قوله تعالى
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) )) سورة المؤمنون

معنى قوله تعالى
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) )) سورة المؤمنون
( حتى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الموت . . . ) بيان لحال الكافرين عندما يدركهم الموت . و " حتى " حرف ابتداء . . . والمراد بمجىء الموت : مجىء علاماته .
أى : أن هؤلاء الكافرين يستمرون فى لجاجهم وطغيانهم ، حتى إذا فاجأهم الموت ، ونزلت بهم سكراته ، ورأوا مقاعدهم فى النار ، قال كل واحد منهم يا رب ارجعنى إلى الدنيا ، ( لعلي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ) أى : لكى أعمل عملا صالحا فيما تركت خلفى من عمرى فى أيام الدنيا ، بأن أخلص لك العبادة والطاعة وأتبع كل ما جاء به نبيك من أقوال وأفعال .
وجاء لفظ ( ارجعون ) بصيغة الجمع . لتعظيم شأن المخاطب ، وهو الله - تعالى - واستدرار عطفه - عز وجل .

( وَمِن وَرَآئِهِمْ ) أى : ومن أمام هذا الكافر وأمثاله ، حاجز يحول بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا ، وهذا الحاجز مستمر إلى يوم البعث والنشور .
فالمراد بالبرزخ : تلك المدة التى يقضيها هؤلاء الكافرون منذ موتهم إلى يوم يبعثون .
وفى هذه الجملة الكريمة . زجر شديد لهم عن طلب العودة إلى الدنيا . وتيئيس وإقناط لهم من التفكير فى المطالبة بالرجعة ، وتهديد لهم بعذاب القبر إلى يوم القيام .
الوسيط لطنطاوي

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:38
ما معنى كلمة

كَالِحُونَ

في قوله تعالى

(( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ )) سورة المؤمنون (104)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:39
ما معنى قوله تعالى

(( فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ )) سورة المؤمنون (110)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:41
ما معنى قوله تعالى

(( قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ )) سورة المؤمنون (113)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:42
ما معنى قوله تعالى

(( قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) سورة المؤمنون (114)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:44
ختام سورة المؤمنون

ما معنى قوله تعالى

(( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )) سورة المؤمنون (118)

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:48
لمسات بيانية من سورة المؤمنون

*مقارنة بين صفات المؤمنين فى سورتى المؤمنون والمعارج: (د.فاضل السامرائى)
إن آيات سورة (المؤمنون) في ذكر فلاح المؤمنين وآيات سورة المعارج في ذكر المعافين من الهلع وقد جعل كل صفة في مواطنها.

سورة المؤمنون ... سورة المعارج
قال تعالى فى سورة (المؤمنون): ... وقال تعالى فى سورة (المعارج):
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). ... (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا {20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا {21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ {23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ {24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ {26} وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ {27} إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ {28} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {29} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {30} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {31} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {32} وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ {33} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{34} أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ).
(قد أفلح المؤمنون) فذكر صفة الإيمان على وجه العموم. المؤمنين بيوم الدين وغيره فما ذكره في سورة (المؤمنون) أكمل. ... (والذين يصدقون بيوم الدين) فذكر ركناً من أركان الإيمان، وهو التصديق بيوم الدين وثمة فرق بين الحالين.
(الذين هم في صلاتهم خاشعون). والخشوع أعم من الدوام ذلك أنه يشمل الدوام على الصلاة، وزيادة فهو روح الصلاة، وهو من أفعال القلوب والجوارح من تدبر وخضوع وتذلل وسكون وإلباد بصر وعدم التفات. والخاشع دائم على صلاته منهمك فيها حتى ينتهي. ... (والذين هم على صلاتهم دائمون)
(والذين هم عن اللغو معرضون) وهو كل باطل من كلام وفعل وما توجب المروءة إطراحه كما ذكرنا. فهذه صفة فضل لم ترد في المعارج ... لم يذكر مثل ذلك
(والذين هم للزكاة فاعلون) أعم وأشمل فالزكاة تشمل العبادة المالية كما تشكل طهارة النفس فهي أعلى مما في المعارج وأكمل فإنه ذكر في المعارج أنهم يجعلون في أموالهم حقاُ للسائل والمحروم. أما الزكاة فإنها تشمل أصنافاً ثمانية وليس للسائل والمحروم فقط، هذا علاوة على ما فيها من طهارة النفس وتزكيتها كما سبق تقريره. ... (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)
(والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فغنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون واذلين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) ... (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فغنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون واذلين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)
لم يذكر ذلك ... (والذين هم بشهادتهم قائمون) ذلك أنه في سياق المعاناة من الهلع وقد ذكرنا مناسبة ذلك وعلاقته بالنجاة منه. فاقتضى ذلك ذكره وتخصيصه من بين الأمانات.
(والذين هم على صلواتهم يحافظون) بالجمع. والصلوات أعم من الصلاة واشمل والمحافظة على الصلوات أعلى من المحافظة على الصلاة لما فيها من التعدد والفرائض والسنن. ... (والذين هم على صلاتهم يحافظون) بإفراد الصلاة.
فلما كانت الصفات في آيات سورة (المؤمنون) أكمل وأعلى كان جزاؤهم كذلك، فجعل لهم الفردوس ثم ذكر أنهم خالدون فيها، (أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). والفردوس أعلى الجنة وربوتها، وأفضلها، ومنه تتفجر أنهار الجنة. وثم ذكر أنهم فيها خالدون ... (أولئك في جنات مكرمون) ولم يذكر أنهم في الفردوس، ولم يذكر الخلود، فانظر كيف ناسب كل تعبير موطنه. } أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}
(المؤمنون) المؤمنين وهم المصدقون بيوم الدين وزيادة، وذكر الخشوع في الصلاة، وهو الدوام عليها وزيادة، وذكر فعلهم للزكاة وهي العبادة المالية وزيادة ومستحقوها هم السائل والمحروم وزيادة، وذكر الإعراض عن اللغو وهو زيادة وذكر الصلوات وهي الصلاة وزيادة، ثم ذكر الفردوس وهي الجنة وزيادة في الفضل والمرتبة، وذكر الخلود فيها وهو والإكرام وزيادة.
فانظر ما أجمل هذا التناسب والتناسق، فسبحان الله رب العالمين.

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:50
آية (12):
* ما فائدة تكرار كلمة خلقنا في آية سورة المؤمنون أما كلمة جعل فجاءت مرة واحدة فقط؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة المؤمنون (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) هناك فرق بين الجعل والخلق فالجعل هو أن تُغيّر الصيرورة فنقول جعلت الماء ثلجاً أي أنه لم يكن فصار كما جاء في قوله تعالى (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي) لم يكن هارون وزيراً من قبل فصار وزيراً. أما الخلق فهو مرحلة مستقلة عن غيرها والخلق هو من مادة بخلاف الإبداع الذي هو من عدم بدليل قوله تعالى (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) النار مخلوقة قبل الجان. وقوله تعالى (إني خالق بشراً من طين) استخدام حرف من يفيد أن الطين موجود وخلق آدم من مادة موجودة هي الطين أما قوله تعالى (جاعل في الأرض خليفة) لم يكن فيها خليفة فصار فيها.

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:51
آية (12):
* ما فائدة تكرار كلمة خلقنا في آية سورة المؤمنون أما كلمة جعل فجاءت مرة واحدة فقط؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة المؤمنون (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) هناك فرق بين الجعل والخلق فالجعل هو أن تُغيّر الصيرورة فنقول جعلت الماء ثلجاً أي أنه لم يكن فصار كما جاء في قوله تعالى (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي) لم يكن هارون وزيراً من قبل فصار وزيراً. أما الخلق فهو مرحلة مستقلة عن غيرها والخلق هو من مادة بخلاف الإبداع الذي هو من عدم بدليل قوله تعالى (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) النار مخلوقة قبل الجان. وقوله تعالى (إني خالق بشراً من طين) استخدام حرف من يفيد أن الطين موجود وخلق آدم من مادة موجودة هي الطين أما قوله تعالى (جاعل في الأرض خليفة) لم يكن فيها خليفة فصار فيها.

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:54
*لماذا في سورة المؤمنون آية 15 و 16 جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد في البعث مع ان الناس يشككون في البعث أكثر ؟(د.فاضل السامرائى)
(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ {15} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ {16}) جاء التوكيد في الآية 15 مع ذكر الموت بـ (إنّ) واللام، أما في الآية 16 مع ذكر ابعث جاء التوكيد بـ (إنّ) فقط ولم يأتي باللام لأن هناك قاعدة نحوية أن اللام إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للحال فلا يصح أن يقال لتبعثون لأنها لن تفيد الإستقبال ولكنها تخلص الفعل المضارع للحال وليس هذا هو المقصود في الآية. يوم القيامة استقبال ولا تصح اللام هنا لأن الكلام على يوم القيامة واللام تخلّصه للحال ولو أن عندي رأي آخر كما جاء في قوله تعالى (إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة) قال النحاة هذا تنزيل المستقبل تنزيل الماضي.
وفي سورة يوسف الآية (ليسجنن وليكوناً من الصاغرين) النون نون التوكيد التي تخلص الفعل للمستقبل واللام هي لام القسم وليست لام التوكيد هنا.مسألة التوكيد أولاً تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30}) ولم يذكر اللام هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون 10 مرات بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلام أصلاً عن خلق الإنسان وتطويره وأحكامه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) وهذا أكبر دليل على أن إعادته ممكنة ولا شك أنها أسهل من الخلق والإبتداء فلهذا جعل سبحانه وتعالى توكيدين في الخلق وتوكيداً واحداً في البعث لأن البعث أهون عليه من الخلق من عدم وكلهما هين على الله تعالى.
الأمر الآخر لو لاحظنا ما ذكره تعالى في خلق الإنسان لتُوهّم أن الإنسان قد يكون مخلّداً في الدنيا لكن الحقيقة أن الإنسان سيموت وكثيراً ما يغفل الإنسان عن الموت وينساق وراء شهواته (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) فيعمل الإنسان عمل الخلود (ألهكم التكاثر) فأراد تعالى أن يُذكّرهم بما غفلوا عنه كما ورد في الحديث الشريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) ثم الآية لم ترد في سياق المنكرين للبعث فليس من الضرورة تأكيد البعث كما أكدّ الموت. وقد أكدّ لأطماع الناس في الخلود في الدنيا وكل المحاولات للخلود في الدنيا ستبوء بالفشل مهما حاول الناس للخلود لا يمكنهم هذا.

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:54
*لماذا في سورة المؤمنون آية 15 و 16 جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد في البعث مع ان الناس يشككون في البعث أكثر ؟(د.فاضل السامرائى)
(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ {15} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ {16}) جاء التوكيد في الآية 15 مع ذكر الموت بـ (إنّ) واللام، أما في الآية 16 مع ذكر ابعث جاء التوكيد بـ (إنّ) فقط ولم يأتي باللام لأن هناك قاعدة نحوية أن اللام إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للحال فلا يصح أن يقال لتبعثون لأنها لن تفيد الإستقبال ولكنها تخلص الفعل المضارع للحال وليس هذا هو المقصود في الآية. يوم القيامة استقبال ولا تصح اللام هنا لأن الكلام على يوم القيامة واللام تخلّصه للحال ولو أن عندي رأي آخر كما جاء في قوله تعالى (إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة) قال النحاة هذا تنزيل المستقبل تنزيل الماضي.
وفي سورة يوسف الآية (ليسجنن وليكوناً من الصاغرين) النون نون التوكيد التي تخلص الفعل للمستقبل واللام هي لام القسم وليست لام التوكيد هنا.مسألة التوكيد أولاً تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30}) ولم يذكر اللام هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون 10 مرات بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلام أصلاً عن خلق الإنسان وتطويره وأحكامه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) وهذا أكبر دليل على أن إعادته ممكنة ولا شك أنها أسهل من الخلق والإبتداء فلهذا جعل سبحانه وتعالى توكيدين في الخلق وتوكيداً واحداً في البعث لأن البعث أهون عليه من الخلق من عدم وكلهما هين على الله تعالى.
الأمر الآخر لو لاحظنا ما ذكره تعالى في خلق الإنسان لتُوهّم أن الإنسان قد يكون مخلّداً في الدنيا لكن الحقيقة أن الإنسان سيموت وكثيراً ما يغفل الإنسان عن الموت وينساق وراء شهواته (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) فيعمل الإنسان عمل الخلود (ألهكم التكاثر) فأراد تعالى أن يُذكّرهم بما غفلوا عنه كما ورد في الحديث الشريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) ثم الآية لم ترد في سياق المنكرين للبعث فليس من الضرورة تأكيد البعث كما أكدّ الموت. وقد أكدّ لأطماع الناس في الخلود في الدنيا وكل المحاولات للخلود في الدنيا ستبوء بالفشل مهما حاول الناس للخلود لا يمكنهم هذا.

أيمن عبد الله
2014-03-25, 23:57
*قال تعالى في سورة المؤمنون (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19)) وقال في سورة الزخرف (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)) ذكر الواو في الأولى (ومنها) وحذف الواو في الثانية (منها) لماذا؟ (د.فاضل السامرائى)
في سورة المؤمنون السياق في الكلام عن الدنيا وأهل الدنيا وتعداد النعم قال (ومنها تأكلون) فالفاكهة في الدنيا ليست للأكل فقط فمنها ما هو للإدخار والبيع والمربّيات والعصائر فكأنه تعالى يقصد بالآية : ومنها تدّخرون، ومنها تعصرون ومنها تأكلون وهذا ما يُسمّى عطف على محذوف. أما في سورة الزخرف فالسياق في الكلام عن الجنة والفاكهة في الجنة كلها للأكل ولا يُصنع منها أشياء أخرى.

أيمن عبد الله
2014-03-26, 00:01
* ما الفرق بين فواكه وفاكهة؟ (د.فاضل السامرائى)
فاكهة إسم جنس يعني عام يشمل المفرد والمثنى والجمع أما فواكه فهي جمع وإسم الجنس يكون أعمّ من الجمع. للحبة الواحدة يقال عنها فاكهة والحبتين يقال فاكهة لكن لا يقال فواكه، لكن فواكه يقال عنها فواكه وفاكهة، فاكهة تشمل فواكه لكن فواكه لا تشمل فاكهة من حيث اللفظ لأن هذا يدل على جمع والفاكهة تدل على الجمع أيضاً وتدل على المفرد والمثنى. ليس هذا فقط لو كان عندنا أنواع من الفواكه كالرمان والبرتقال وغيرها نسميها فواكه ونسميها فاكهة أيضاً. لو كان عندنا فقط نوع واحد من الفاكهة مثل الرمان أو التفاح نسميه فاكهة ولا نسميه فواكه إذن فاكهة أعمّ لأنها للمفرد والمثنى والجمع والمتعدد وغير المتعدد المتنوع وغير المتنوع. الفواكه للجمع والمتنوع فقط إذن أيها الأعم؟ فاكهة أعمّ. لذلك تستعمل الفاكهة في القرآن لما هو أوسع من الفواكه، مثال: (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) الرحمن) آية أخرى (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) المؤمنون) عندنا أمران: الأرض (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) الرحمن) وعندنا (لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ) أيها الأكثر الفواكه في الأرض كلها في عموم الأرض أو فقط في البساتين ؟ في عموم الأرض لأن البساتين هي في الأرض ومحدودة لذلك لما قال (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) قال (فيها فاكهة) ولما قال (فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) قال (لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ)، أيها الأكثر؟ الفاكهة أكثر.
إذن الفاكهة إسم جنس والفواكه جمع وإسم الجنس هنا أعمّ من الجمع. حتى في الجمع لما يذكر فاكهة معناها أكثر وأشكل وأعم من فاكهة حتى في الجنة مثل في الصافات قال (فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43)) وفي الواقعة (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)) مع السابقون قال (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ) كثير ومن دونهم قال (فواكه) هذا متعلق بالدرجة أيضاً.

روسلين
2014-03-26, 09:16
ما معنى كلمة

كَالِحُونَ

في قوله تعالى

(( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ )) سورة المؤمنون (104)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة

كَالِحُونَ

في قوله تعالى

(( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ )) سورة المؤمنون (104)


وقوله : ( كالحون ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : يعني عابسون .

وقال الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ا : ( وَهُمْ فِيهَا كالحون ) قال : ألم تر إلى الرأس المشيط الذي قد بدا أسنانه وقلصت شفتاه .

وقال الإمام أحمد ، رحمه الله : أخبرنا علي بن إسحاق ، أخبرنا عبد الله هو ابن المبارك ، رحمه الله أخبرنا سعيد بن يزيد ،

عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وهم فيها كالحون ) ،

قال : " تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته " .

ورواه الترمذي ، عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك ، به وقال : حسن غريب .

تفسير ابن كثير

روسلين
2014-03-26, 09:25
ما معنى قوله تعالى

(( فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ )) سورة المؤمنون (110)

معنى قوله تعالى

(( فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ )) سورة المؤمنون (110)

يقول تعالى ذكره : فاتخذتم أيها القائلون لربكم ( ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ) في الدنيا ، القائلين فيها : ( ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين ) سخريا . والهاء والميم في قوله : ( فاتخذتموهم ) من ذكر الفريق .

واختلفت القراء في قراءة قوله : ( سخريا ) فقرأه بعض قراء الحجاز وبعض أهل البصرة والكوفة ( فاتخذتموهم سخريا ) بكسر السين ، ويتأولون في كسرها أن معنى ذلك الهزء ، ويقولون : إنها إذا ضمت فمعنى الكلمة : السخرة والاستعباد . فمعنى الكلام على مذهب هؤلاء : فاتخذتم أهل الإيمان بي في الدنيا هزؤا ولعبا ، تهزءون بهم ، حتى أنسوكم ذكري . وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والكوفة : " فاتخذتموهم سخريا " بضم السين ، وقالوا : معنى الكلمة في الضم والكسر واحد . وحكى بعضهم عن العرب سماعا لجي ولجي ، ودري ، ودري ، منسوب إلى الدر ، وكذلك كرسي وكرسي ; وقالوا ذلك من قيلهم كذلك ، نظير قولهم في جمع العصا : العصي بكسر العين ، والعصي بضمها ; قالوا : وإنما اخترنا الضم في السخري ; لأنه أفصح اللغتين .

والصواب من القول في ذلك ، أنهما قراءتان مشهورتان ، ولغتان معروفتان بمعنى واحد ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء ، فبأيتهما قرأ القارئ ذلك فمصيب ، وليس يعرف من فرق بين معنى ذلك إذا كسرت السين وإذا ضمت ; لما ذكرت من الرواية عمن سمع من العرب ما حكيت عنه .

ذكر الرواية به عن بعض من فرق في ذلك بين معناه مكسورة سينه ومضمومة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ( فاتخذتموهم سخريا ) قال : هما مختلفتان : سخريا ، وسخريا ، يقول الله : ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) قال : هذا سخريا : يسخرونهم ، والآخرون : الذين يستهزئون بهم هم سخريا ، فتلك سخريا يسخرونهم عندك ، فسخرك رفعك فوقه ، والآخرون : استهزءوا بأهل الإسلام هي : سخريا يسخرون منهم . فهما مختلفتان . وقرأ قول الله : ( وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) وقال : يسخرون منهم كما سخر قوم نوح بنوح ، اتخذوهم سخريا : اتخذوهم هزؤا ، لم يزالوا يستهزئون بهم .

وقوله : ( حتى أنسوكم ذكري ) يقول : لم يزل استهزاؤكم بهم ، أنساكم ذلك من فعلكم بهم ذكري ، فألهاكم عنه ( وكنتم منهم تضحكون ) .

كما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( حتى أنسوكم ذكري ) قال : أنسى هؤلاء الله استهزاؤهم بهم ، وضحكهم بهم ، وقرأ : ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) حتى بلغ : ( إن هؤلاء لضالون )

تفسير الطبري

كما يأتي في تفسير ابن كثير

( إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا ) أي : فسخرتم منهم في دعائهم إياي وتضرعهم إلي ، ( حتى أنسوكم ذكري ) أي : حملكم بغضهم على أن نسيتم معاملتي ( وكنتم منهم تضحكون ) أي : من صنيعهم وعبادتهم

روسلين
2014-03-26, 09:31
ما معنى قوله تعالى

(( قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ )) سورة المؤمنون (113)

معنىكلمةفَاسْأَلِ الْعَادِّينَ من قوله تعالى

(( قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ )) سورة المؤمنون (113)


قَالَ قَتَادَةُ : يَعْنِي : الْحُسَّابَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْسِبُونَ آجَالَنَا

روسلين
2014-03-26, 09:41
ما معنى قوله تعالى

(( قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) سورة المؤمنون (114)

معنى قوله تعالى

(( قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) سورة المؤمنون (114)

" قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا " أَيْ مُدَّة يَسِيرَة عَلَى كُلّ تَقْدِير " لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " أَيْ لَمَا آثَرْتُمْ الْفَانِي عَلَى الْبَاقِي وَلَمَا

تَصَرَّفْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ هَذَا التَّصَرُّف السَّيِّئ وَلَا اِسْتَحْقَقْتُمْ مِنْ اللَّه سَخَطه فِي تِلْكَ الْمُدَّة الْيَسِيرَة فَلَوْ أَنَّكُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى طَاعَة اللَّه

وَعِبَادَته كَمَا فَعَلَ الْمُؤْمِنُونَ لَفُزْتُمْ كَمَا فَازُوا قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُس حَدَّثَنَا الْوَلِيد حَدَّثَنَا صَفْوَان

عَنْ أَيْفَع بْن عَبْد الْكَلَاعِيّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَخْطُب النَّاس فَقَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّه إِذَا أَدْخَلَ أَهْل الْجَنَّة

الْجَنَّة وَأَهْل النَّار النَّار قَالَ يَا أَهْل الْجَنَّة كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْض عَدَد سِنِينَ ؟ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْض يَوْم قَالَ لَنِعْمَ مَا اِتَّجَرْتُمْ

فِي يَوْم أَوْ بَعْض يَوْم رَحْمَتِي وَرِضْوَانِي وَجَنَّتِي اُمْكُثُوا فِيهَا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ ثُمَّ قَالَ يَا أَهْل النَّار كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْض عَدَد

سِنِينَ ؟ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْض يَوْم فَيَقُول بِئْسَ مَا اِتَّجَرْتُمْ فِي يَوْم أَوْ بَعْض يَوْم نَارِي وَسَخَطِي اُمْكُثُوا فِيهَا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ"

تفسير ابن كثير

روسلين
2014-03-26, 09:44
ختام سورة المؤمنون

ما معنى قوله تعالى

(( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )) سورة المؤمنون (118)

معنى قوله تعالى

(( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )) سورة المؤمنون (118)

وقوله : ( وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ) هذا إرشاد من الله إلى هذا الدعاء ، فالغفر إذا أطلق معناه محو الذنب وستره عن الناس ، والرحمة معناها : أن يسدده ويوفقه في الأقوال والأفعال .

تفسير ابن كثير

رحيق الكلمات
2014-03-26, 12:59
ختام سورة المؤمنون

ما معنى قوله تعالى

(( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )) سورة المؤمنون (118)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى

(( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )) سورة المؤمنون (118)


ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله : ( وَقُل رَّبِّ اغفر وارحم وَأنتَ خَيْرُ الراحمين ) أى : وقل - أيها الرسول الكريم - مناجيا ربك : رب اغفر للمؤمنين ذنوبهم ، وارحم العصاة منهم ، وأنت يا مولانا خير من يرحم ، وخير من يغفر .
قال الآلوسى : " وفى تخصيص هذه الدعاء بالذكر ما يدل على أهمية ما فيه ، وقد علم النبى صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يقول نحوه فى صلاته . فقد أخرج الشيخان عن أبى بكر - رضى الله عنه - قال : يا رسول الله ، علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى . فقال له قل : " اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لى مغفرة من عندك ، وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم " .

الوسيط لطنطاوي

لقد ختمنا تفسير سورة المؤمنون الحمد لله رب العالمين
بارك الله في جميع الاخوة والاخوات ونسأل الله ان يغفر لنا ويرحمنا برحمته الواسعة

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-26, 16:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
نشكر الإخوة والأخوات الأفاضل
ونسأل الله لهم جزيل الأجر والثواب وغن كان الله سيجزيهم دون دعائنا فهي واحة القرآن الكريم
ونخص الأستاذ أيمن عبد الله الأستاذة رحيق الكلمات والتلميذة ساجدة لربي والأخت المباركة روسلين والأخ المبارك المسافر09
واتركوا لي فضلا جمع اقتباسات السورة
سلا..م

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-26, 16:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
جمع وبيان أهم مفردات سورة المومنون
الجزء الأول
[01 إل 30]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على بركة الله نبدأ سورة المؤمنون

سورة المُؤْمِنُونَ 23/114
سبب التسمية :
سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏الجليل ‏تخليداً ‏لهم ‏و ‏إشادة ‏بمآثرهم ‏وفضائلهم ‏الكريمة ‏التي ‏استحقوا ‏بها ‏ميراث ‏الفردوس ‏الأعلى ‏في ‏جنات ‏النعيم‎.‎‏
التعريف بالسورة :
1) مكية .
2) من المئين .
3) عدد آياتها ." 118 .
4) ترتيبها الثالثة والعشرون .
5) نزلت بعد سورة " الأنبياء " .
6) بدأت باسلوب توكيد " قد أفلح المؤمنون " .
7) الجزء " 18 " ، الحزب " 35 " ، الربع " 1،2،3" .
محور مواضيع السورة :
سورة " المؤمنون " من السور المكية التي تعالج أصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث .
سبب نزول السورة :
1) عبد الرحمن بن عبد القارئ قال سمعت عمر بن الخطاب عنه يقول كان إذا أُنزِلَ الوحي على رسول الله يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه
فقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تُهِنَّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا ثم قال لقد أُنْزِلَتْ علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ (قد أفلح المؤمنون) إلى عشر آيات .
2) عن ابي هريرةأن رسول اللهكان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل (الذين هم في صلاتهم خاشعون ) .
3) عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في أربع قلت يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله تعالى (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى )وقلت يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجابا فانه يدخل عليك البر والفاجر فأنزل الله تعالى (وإذا سألتموهن فاسألوهن من وراء حجاب) وقلت لازواج النبيلتنتهن أو ليبدلنه الله سبحانه أزواجا خيرا منكن فانزل الله (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خير منكن ) الآية ونزلت (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين إلى قوله تعالى ثم أنشأناه خلقا أخر فقلت فتبارك الله أحسن الخالقين ) .






ما معنى خَاشِعون ؟
من قوله تعالى :
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) الآية 2 من سورة المؤمنون
الخشوع في اللغة : الخضوع والتواضع .
وفي المراد بالخشوع في الصلاة أربعة أقوال .
أحدها : أنه النظر إِلى موضع السجود . روى أبو هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا صلى رفع بصره إِلى السماء ، فنزلت : { الذين هم في صلاتهم خاشعون } فنكس رأسه . وإِلى هذا المعنى ذهب مسلم بن يسار ، وقتادة .
والثاني : أنه تركُ الالتفات في الصلاة ، وأن تُلين كنفك للرجل المسلم ، قاله عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
والثالث : أنه السكون في الصلاة ، قاله مجاهد ، وإِبراهيم ، والزهري .
والرابع : أنه الخوف ، قاله الحسن .
زاد المسير في علم التفسير
علي بن محمد الجوزي


ما معنى اللَّغْو؟
من قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) الآية 3 من سورة المؤمنون
وفي المراد باللغو هاهنا خمسة أقوال .
أحدها : الشِّرك ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : الباطل ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : المعاصي ، قاله الحسن . والرابع : الكذب ، قاله السدي . والخامس : الشتم والأذى الذي كانوا يسمعونه من الكفار ، قاله مقاتل . قال الزجاج : واللغو : كل لعب ولهو ، وكل معصية فهي مطَّرَحة مُلغاة . فالمعنى : شغلهم الجِدُّ فيما أمرهم الله به عن اللغو .
زاد المسير في علم التفسير
علي بن محمد الجوزي

ما معنى الْعَادُونَ ؟
من قوله تعالى :
(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) الآية 7 من سورة المؤمنون
قوله تعالى : { فمن ابتغى } أي : طَلَب { وراء ذلك } أي : سوى الأزواج والمملوكات { فأولئك هم العادُون } يعني : الجائرين الظالمين ، لأنهم قد تجاوزوا إِلى مالا يَحلُّ ، { والذين هم لأماناتهم } قرأ ابن كثير : «لأمانتهم» وهو اسم جنس ، والمعنى : للأمانات التي ائتُمنوا عليها ، فتارة تكون الأمانة بين العبد وبين ربِّه ، وتارة تكون بينه وبين جنسه ، فعليه مراعاة الكُلِّ .
زاد المسير في علم التفسير
علي بن محمد الجوزي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
{ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} الآية 8 من سورة المؤمنون
أي إذا اؤتمنوا لم يخونوا، وإذا عاهدوا لم يغدروا
تفسير بن كثير
{ والذين هم لأماناتهم } وفي قراءة بالإفراد: ما ائْتُمِنوا عليه من أمر الدين والدنيا { وعهدهم } المأخوذ عليهم في ذلك { راعون } حافظون.
تفسير الجلالين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ أولئك هم الوارثون} الآية 10 من سورة المؤمنون
""أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة"". وقال مجاهد: ما من عبد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار، فأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة، ويهدم بيته الذي في النار، وأما الكافر فيهدم بيته الذي في الجنة، ويبني بيته الذي في النار، فالمؤمنون يرثون منازل الكفار لأنهم أطاعوا ربهم عزَّ وجلَّ بل أبلغ من هذا أيضاً، وهو ما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إذا كان يوم القيامة دفع اللّه لكل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقال هذا فكاكك من النار)،
تفسير بن كثير
(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)الآية 11 من سورة المؤمنون
الفردوس أعلى مكان في الجنة، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة " ذلك؛ لأن الفردوس جنة على أعلى رَبْوة في الجنة. يعني: في مكان مُميّز منها، والعلو في مسألة المسكن والجنان أمر محبوب في الدنيا، الناس يُحبون السُّكْنى في الأماكن العالية، حيث نقاء الهواء ونقاء الماء، أَلاَ تراهم يزرعون في المرتفعات، وإنْ كانت الأرض مستوية يجعلون فيها مصارف منخفضة تمتصُّ الماء الزائد الذي يفسد الزرع
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي



الاعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمة ؟
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) )) سورة المؤمنون

قال بعض العلماء : " وهنا يقف الإنسان مدهوشاً ، أمام ما كشف عنه القرآن من حقيقة فى تكوين الجنين ، لم تعرف على وجه الدقة إلا أخيراً ، بعد تقدم علم الأجنة التشريحى " .
وذلك أن خلايا العظام غير خلايا اللحم وقد ثبت أن خلايا العظام هى التى تكون أولاً من الجنين ، ولا تشاهد خلية واحدة من خلايا اللحم إلا بعد ظهور خلايا الهيكل العظمى للجنين . وهى التى يسجلها النص القرآنى فى قوله - تعالى - ( فَخَلَقْنَا المضغة عِظَاماً فَكَسَوْنَا العظام لَحْماً ) فسبحانه العليم الخبير .
وقوله - تعالى - : ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ ) بيان لما انتهت إليه أطوار خلق الإنسان .
أى : ثم صيرنا هذا الإنسان بشراً سويًّا ، بعد أن كان نطفة ، فعلقة ، فمضغة ، فعظاماً ، فلحماً يكسو هذه العظام ، وهذا كله يدل على كمال قدرة الله - تعالى - وعلى أنه حق ، إذ قدرته - سبحانه - لا يعجزها شىء .

الوسيط لطنطاوي



قوله تعالى

(( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ )) سورة المؤمنون (17)
الطرائق : جمع طريقة ، والمراد بها السموات السبع . وسميت طرائق لأن كل سماء فوق الأخرى ، والعرب تسمى كل شىء فوق شىء طريقة بمعنى مطروقة .
وهو مأخوذ من قولهم : فلان طرق النعل ، إذا ركب بعضها فوق بعض .
فالآية الكريمة فى معنى قوله - تعالى - : ( الذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ) وقيل : سميت طرائق ، لأنها طرق الملائكة فى النزول والعروج .

الوسيط لطنطاوي



قوله تعالى

((وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ )) سورة المؤمنون 18

قوله : ( فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأرض ) أى : هذا الماء النازل من السماء بتقدير معين منا تقتضيه حكمتنا ، جعلناه ساكناً مستقراً فى الأرض ، لتنعموا به عن طريق استخراجه من الآبار والعيون وغيرها .
وفى هذه الجملة الكريمة إشارة إلى أن المياه الجوفيى الموجودة فى باطن الأرض ، مستمدة من المياه النازلة من السحاب عن طريق المطر .
وهذا ما قررته النظريات العلمية الحديثة بعد مئات السنين من نزول القرآن الكريم . وبعد أن بقى العلماء دهورا طويلة ، يظنون أن المياه التى فى جوف الأرض ، لا علاقة لها بالمياه النازلة على الأرض عن طريق المطر .

الوسيط لطنطاوي





((وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ )) سورة المؤمنون (20)

والمراد بالشجرة فى قوله - تعالى - بعد ذلك : ( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ . . ) ، شجرة الزيتون . وهى معطوفة على " جنات " من عطف الخاص على العام .
أى : فأنشأنا لكم بسبب هذا لاماء النازل من السماء ، جنات ، وأنشأنا لكم بسببه - أيضاً - شجرة مباركة تخرج من هذا الوادى المقدس الذى كلم الله - تعالى - عليه موسى - عليه السلام - وهو المعروف بطور سيناء . أى : بالجبل المسمى بهذا الاسم فى منطقة سيناء ، ومكانها معروف .
قالوا : وكلمة سيناء - بفتح السين والمد على الراجح - معناها : الحسن باللغة النبطية . أو معناها : الجبل الملىء بالأشجار . وقيل : مأخوذة من السنا بمعنى الارتفاع .
وخصت شجرة الزيتون بالذكر : لأنها من أكثر الأشجار فائدة بزيتها وطعامها وخشبها ، ومن أقل الأشجار - أيضاً - تكلفة لزارعها .

الوسيط لطنطاوي

{ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ } وهي شجرة الزيتون، أي: جنسها، خصت بالذكر، لأن مكانها خاص في أرض الشام، ولمنافعها، التي ذكر بعضها في قوله: { تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ } أي: فيها الزيت، الذي هو دهن، يستعمل استعماله من الاستصباح به، واصطباغ الآكلين، أي: يجعل إداما للآكلين، وغير ذلك من المنافع.
تفسير السعدي

فوائد استعمال زيت الزيتوت في الأكل والدهن

زيت الزيتون هبة الله تعالى للإنسان. عرف القدماء بعضاً من فوائده، وأدرك الطب الحديث- منذ سنوات معدودات- بعضاً آخر منها، والحقيقة أن الأمريكان يغبطون سكان حوض البحر الأبيض المتوسط على غذائهم، فهم يعرفون أن مرض شرايين القلب التاجية أقل حدوثاً في إيطاليا وأسبانيا وما جاورهما مما هو عليه في شمال أوروبا والولايات المتحدة، ويعزو الباحثون ذلك إلى كثرة استهلاك زيت الزيتون عند سكان حوض البحر المتوسط، واعتمادهم عليه كمصدر أساسي للدهون في طعامهم بدلاً من السمنة (المرجرين) والزبدة وأشباهها.
يقول كتاب heart owner handbook الذي أصدره معهد تكساس لأمراض القلب حديثاً: إن المجتمعات التي تستخدم الدهون اللامشبعة الوحيدة (وأشهرها زيت الزيتون) في غذائها كمصدر أساسي للدهون تتميز بقلة حدوث مرض شرايين القلب التاجية، فزيت الزيتون عند سكان اليونان وإيطاليا وإسبانيا يشكل المصدر الأساسي للدهون في غذائهم، وهم يتميزون بأنهم الأقل تعرضاً لمرض شرايين القلب وسرطان الثدي في العالم أجمع، وليس هذا فحسب، بل إن الأمريكيين الذين يحذون حذو هؤلاء يقل عندهم حدوث مرض شرايين القلب.
ما تقدم خلاصة الخلاصة لأبحاث حديثة ودقيقة كلها تؤكد أهمية هذا النبات وفوائده، بعد أن كان ينتج بكميات قليلة ولا يؤبه له ولكن نتائج هذه الأبحاث كانت كالدعاية له فصار الطلب عليه كثيراً وارتفعت أسعاره كثيراً.
وقد أمرنا نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بتناوله والإدهان به قبل أربعة عشر قرناً من الزمان رحمة بأمته وبالمؤمنين لئلا تصيبهم الأمراض التي ربما تعوقهم عن طاعة ربهم، وحثنا عليه بقوله: «كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة» يأمرنا بتناوله وهو غير شاك ولا يخاف أن تظهر بعد أيام أو أشهر أمراض أو عاهات جراء تناوله، ولا شك أن الذي يأمرك بأمر هو غير متيقن منه فأنه يضع لنفسه نوعاً من الإحترازات والتحوطات بأن يحيل الخبر إلى قائله أو يخبرك بأن هذا العلاج في طور التجربة كما تفعل كثير من مراكز الأبحاث اليوم.
فالسؤال إذن من الذي أخبر نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بهذه النتائج المبهرة لزيت الزيتون في زمن لم تكن فيه أي من وسائل البحوث والتقنية المتوفرة اليوم، لا في بلاد الحجاز ولا في أي مكان من العالم؟ لا شك أننا لو تأملنا قليلاً ودققنا في الأمر سنصل إلى نتيجة واحدة هي أن الذي أخبره هو خالق السموات والأرض الذي وعده ووعدنا في كلامه المنزل من عنده بأنه سيجعل لكل زمن آية تدل عليه وعلى أنه واحد لا شريك له في ملكه ولا في علمه، وليكون هذا المبلّغ عنه رجل أمي لا يحسن القراءة ولا الكتابة؛ ليكون أدعى إلى الناس أن يؤمنوا به ويصدقوه، قال تعالى: ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد﴾ [سبأ: 6]وقال تعالى: ﴿وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [الحجر: 64].
إعداد: قسطاس إبراهيم النعيمي

مراجعة: علي عمر بلعجم



(( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (( سورة المؤمنون (21)
لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا
وبعد أن بين - سبحانه - جانباً من مظاهر نعمه فى الماء والنبات أتبع ذلك ببيان جانب آخر من نعمه فى الأنعام والحيوان . فقال : ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنعام لَعِبْرَةً . . ) .
والأنعام : تطلق على الإبل والبقر والغنم . وقد تطلق على الإبل خاصة .
والعبرة : اسم من الاعتبار ، وهو الحالة التى تجعل الإنسان يعتبر ويتعظ بما يراه ويسمعه .
أى : وإن لكم - أيها الناس - فيما خلق الله لكم من الأنعام لعبرة وعظة ، تجعلكم تخلصون العبادة لله - تعالى - وتشكرونه على آلائه .
وقوله - سبحانه - : ( نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) . بيان لمواطن العبرة ، وتعريف بأوجه النعمة .
أى : نسقيكم مما فى بطونها من ألبان خالصة ، تخرج من بين فرث ودم ، ولكم فى هذه الأنعام منافع كثيرة ، كأصوافها وأوبارها وأشعارها ، ومنها تأكلون من لحومها ، ومما يستخرج من ألبانها الوسيط لطنطاوي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عم طوفان نوح جميع الأرض، كما صرح بذلك علماء التفسير وغيرهم، وكما يفهم من القرآن العظيم،

. فمما يدل على عموم الطوفان قول الله تعالى: لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ {هود:43}. وقوله تعالى: فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا {القمر:11-12}. أي صارت الأرض كلها عيوناً.

قال أهل التفسير: أرسل الله من السماء مطراً لم تعهده الأرض قبله، كأفواه القرب، وأمر الأرض فنبعت من جميع فجاجها، وسائر أرجائها.
وجاء في تفسير ابن كثير عند قول الله تعالى: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ: أَيِ: السَّفِينَةُ سَائِرَةٌ بِهِمْ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، الَّذِي قَدْ طَبَّق جَمِيعَ الْأَرْضِ، حَتَّى طَفَتْ عَلَى رُؤوسِ الْجِبَالِ.

وفي تفسير اللباب للنعماني: وعمَّ -الطوفان- جميع الأرض طولاً وعرْضاً.

وفي تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور: وَفِي زَمَنِ نُوحٍ وَقَعَ الطُّوفَانُ عَلَى جَمِيعِ الْأَرْضِ..

وفي قصص الأنبياء لابن كثير: ..وَعَمَّ – الطوفان- جَمِيعَ الْأَرْضِ طُولَهَا وَالْعَرْضَ، سَهْلَهَا وَحَزْنَهَا، وَجِبَالَهَا وَقِفَارَهَا وَرِمَالَهَا، وَلَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِمَّنْ كَانَ بِهَا مِنَ الْأَحْيَاءِ عَيْنٌ تَطْرِفُ، وَلَا صَغِيرٌ وَلَا كَبِير.

وفي العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ: "وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ" فصارَ طوفانًا جارفًا أَهْلَكَ جميعَ مَنْ على وجهِ الأرضِ، مِنْ كُلِّ ما هو حَيٌّ إلا مَنْ كان في تلك السفينةِ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة لَمُبْتَلِينَ

في قوله تعالى ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ

سورة المؤمنون/30

أَيْ مُخْتَبِرِينَ لَهُمْ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ لِيَظْهَرَ الْمُطِيعُ ، وَالْعَاصِي فَيَتَبَيَّنَ لِلْمَلَائِكَةِ حَالُهُمْ ؛ لَا أَنْ يَسْتَجِدَّ الرَّبُّ عِلْمًا . وَقِيلَ : أَيْ نُعَامِلُهُمْ مُعَامَلَةَ الْمُخْتَبِرِينَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْمَعْنَى فِي ( الْبَقَرَةِ ) وَغَيْرِهَا . وَقِيلَ : ( وَإِنْ كُنَّا ) أَيْ وَقَدْ كُنَّا .

تفسير القرطبي

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-26, 16:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
جمع وبيان أهم مفردات سورة المومنون
الجزء الثاني
[31 إل 80]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة

أَتْرَفْنَاهُمْ

في قوله تعالى

(( وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ )) سورة المؤمنون (33)



أَيْ وَسَّعْنَا عَلَيْهِمْ نِعَمَ الدُّنْيَا حَتَّى بَطِرُوا وَصَارُوا يُؤْتَوْنَ بِالتُّرْفَةِ

تفسير القرطبي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى

(( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ )) سورة المؤمنون (36)

وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ قَوْلِ الْمَلَأِ مِنْ ثَمُودَ أَنَّهُمْ قَالُوا : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ : أَيْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ أَيُّهَ الْقَوْمُ ، مِنْ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ وَمَصِيرِكُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا مُخْرَجُونَ أَحْيَاءً مِنْ قُبُورِكُمْ ، يَقُولُونَ : ذَلِكَ غَيْرُ كَائِنٍ .

وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنِي عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : ( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ) يَقُولُ : بِعِيدٌ بَعِيدٌ .

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : ( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ) قَالَ : يَعْنِي الْبَعْثَ . وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ اللَّامَ مَعَ هَيْهَاتَ فِي الِاسْمِ الَّذِي يَصْحَبُهَا وَتَنْزَعُهَا مِنْهُ ، تَقُولُ : هَيْهَاتَ لَكَ هَيْهَاتَ ، وَهَيْهَاتَ مَا تَبْتَغِي هَيْهَاتَ ; وَإِذَا أَسْقَطْتِ اللَّامَ رَفَعَتِ الِاسْمَ بِمَعْنَى هَيْهَاتَ ، كَأَنَّهُ قَالَ : بَعِيدٌ مَا يَنْبَغِي لَكَ ; كَمَا قَالَ جَرِيرٌ :


فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيِقُ وَمَنْ بِهِ وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نُواصِلُهْ


كَأَنَّهُ قَالَ : الْعَقِيقُ وَأَهْلُهُ ، وَإِنَّمَا أُدْخِلَتِ اللَّامُ مَعَ هَيْهَاتَ فِي الِاسْمِ ، لِأَنَّهُمْ قَالُوا : هَيْهَاتَ أَدَاةٌ غَيْرُ مَأْخُوذَةٍ مِنْ فِعْلٍ ، فَأَدْخَلُوا مَعَهَا فِي الِاسْمِ اللَّامَ ، كَمَا أَدْخَلُوهَا مَعَ هَلُمَّ [ ص: 31 ] لَكَ ، إِذْ لَمْ تَكُنْ مَأْخُوذَةً مِنْ فِعْلٍ ، فَإِذَا قَالُوا : أَقْبَلَ ، لَمْ يَقُولُوا لَكَ ، لِاحْتِمَالِ الْفِعْلِ ضَمِيرَ الِاسْمِ .

وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي كَيْفِيَّةِ الْوَقْفِ عَلَى هَيْهَاتَ ، فَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَخْتَارُ الْوُقُوفَ فِيهَا بِالْهَاءِ ; لِأَنَّهَا مَنْصُوبَةٌ ، وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَخْتَارُ الْوُقُوفَ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ ، وَيَقُولُ : مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ التَّاءَ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ بِهَاءِ التَّأْنِيثِ ، فَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ دَرَاكِ وَنَظَارِ ، وَأَمَّا نَصْبُ التَّاءِ فِيهِمَا ; فَلِأَنَّهُمَا أَدَاتَانِ ، فَصَارَتَا بِمَنْزِلَةِ خَمْسَةَ عَشَرَ ، وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ : إِنْ قِيلَ : إِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مُسْتَغْنِيَةٌ بِنَفْسِهَا ، يَجُوزُ الْوُقُوفُ عَلَيْهَا ، وَإِنَّ نَصْبَهَا كَنَصْبِ قَوْلِهِ : ثُمَّتَ جَلَسْتُ ; وَبِمَنْزِلَةِ قَوْلِ الشَّاعِرِ .


مَاوِيَّ يَا رُبَّتَمَا غَارَةٍ شَعْوَاءَ كَاللَّذْعَةِ بِالْمِيسَمِ


قَالَ : فَنَصْبُ هَيْهَاتَ بِمَنْزِلَةِ هَذِهِ الْهَاءِ الَّتِي فِي " رُبَّتْ " لِأَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى حَرْفٍ ، عَلَى رُبَّ وَعَلَى ثُمَّ ، وَكَانَا أَدَاتَيْنِ ، فَلَمْ تُغَيِّرْهُمَا عَنْ أَدَاتِهِمَا فَنَصَبَا .

وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ ، فَقَرَأَتْهُ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ غَيْرَ أَبِي جَعْفَرٍ : ( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ) بِفَتْحِ التَّاءِ فِيهِمَا . وَقَرَأَ ذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ : ( هَيْهَاتِ هَيْهَاتِ ) بِكَسْرِ التَّاءِ فِيهِمَا . وَالْفَتْحُ فِيهِمَا هُوَ الْقِرَاءَةُ عِنْدَنَا ; لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ .


تفسير الطبري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة

تَتْرَى
في قوله تعالى

(( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ )) سورة المؤمنون (44)

يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا ) إِلَى الْأُمَمِ الَّتِي أَنْشَأْنَا بَعْدَ ثَمُودَ ( رُسُلَنَا تَتْرَى ) يَعْنِي : يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَبَعْضُهَا فِي أَثَرِ بَعْضٍ ، وَهِيَ مِنَ الْمُوَاتَرَةِ ، وَهِيَ اسْمٌ لِجَمْعٍ مِثْلُ شَيْءٍ ، لَا يُقَالُ : جَاءَنِي فُلَانٌ تَتْرَى ، كَمَا لَا يُقَالُ : جَاءَنِي فُلَانٌ مُوَاتَرَةً ، وَهِيَ تُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ ، وَفِيهَا الْيَاءُ ، فَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْهَا ( فَعْلَى ) مِنْ وَتَرْتُ وَمَنْ قَالَ : " تَتْرًا " يُوهِمُ أَنَّ الْيَاءَ أَصْلِيَّةٌ ، كَمَا قِيلَ : مِعْزًى بِالْيَاءِ ، وَمَعْزًا ، وَبَهْمَى بَهْمًا ، وَنَحْوُ ذَلِكَ ، فَأُجْرِيَتْ أَحْيَانًا وَتُرِكَ إِجْرَاؤُهَا أَحْيَانًا ، فَمَنْ جَعَلَهَا ( فَعْلَى ) وَقَفَ عَلَيْهَا أَشَارَ إِلَى الْكَسْرِ ، وَمَنْ جَعَلَهَا أَلِفَ إِعْرَابٍ لَمْ يُشِرْ ; لِأَنَّ أَلِفَ الْإِعْرَابِ لَا تُكْسَرُ ، لَا يُقَالُ : رَأَيْتُ زَيْدًا ، فَيُشَارُ فِيهِ إِلَى الْكَسْرِ .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنِي عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : ثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) يَقُولُ : يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا .

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) يَقُولُ : بَعْضُهَا عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ .

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ : ( تَتْرَى ) قَالَ : اتِّبَاعُ بَعْضِهَا بَعْضًا .

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) قَالَ : يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا .

حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) قَالَ : بَعْضُهُمْ عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ ، يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا .

وَاخْتَلَفَتْ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ ، فَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ( تَتْرًا ) بِالتَّنْوِينِ . وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ يَقْرَءُونَهُ : ( تَتْرَى ) بِإِرْسَالِ الْيَاءِ عَلَى مِثَالِ ( فَعْلَى ) ، وَالْقَوْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ ، وَلُغَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ ، غَيْرَ أَنِّي مَعَ ذَلِكَ أَخْتَارُ الْقِرَاءَةَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ ; لِأَنَّهَا أَفْصَحُ اللُّغَتَيْنِ وَأَشْهَرُهُمَا .

تفسير الطبري


قوله تعالى

(( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )) سورة المؤمنون (60)
{ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي: خائفة
تفسير السعدي



قوله تعالى

(( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ )) سورة المؤمنون (64)
{ حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ } أي: متنعميهم، الذين ما اعتادوا إلا الترف والرفاهية والنعيم، ولم تحصل لهم المكاره

تفسير السعدي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ... } [المؤمنون: 60]
الوجل: انفعال قسري واضطراب يطرأ على العضو من خوف أو خشية، والخوف شيء يخيفك أنت، أما الخشية فهي أعلى من الخوف، وهي أن تخاف ممن يوقع بك أذى أشد مما أنت فيه.
ومن أهل التفسير مَنْ يرى أن الآية جاءت في الرجل الذي يسرق، والذي يزني، والذي يشرب الخمر، لكن قلبه وَجلٌ من لقاء الله وخشيته، فما يزال فيه بقية من بقايا الإيمان والحياء من الله تعالى. وقالوا: إن عائشة رضي الله عنها فهمت هذا من الآية.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي


قوله تعالى

(( مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ )) سورة المؤمنون (67)
{ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ } قال المفسرون معناه: مستكبرين به، الضمير يعود إلى البيت، المعهود عند المخاطبين، أو الحرم، أي: متكبرين على الناس بسببه، تقولون: نحن أهل الحرم، فنحن أفضل من غيرنا وأعلى، { سَامِرًا } أي: جماعة يتحدثون بالليل حول البيت { تَهْجُرُونَ }[أي: تقولون الكلام الهجر الذي هو القبيح في] هذا القرآن.
فالمكذبون كانت طريقتهم في القرآن، الإعراض عنه، ويوصي بعضهم بعضا بذلك { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } وقال الله عنهم: { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ* وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ* وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ }{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } فلما كانوا جامعين لهذه الرذائل، لا جرم حقت عليهم العقوبة، ولما وقعوا فيها، لم يكن لهم ناصر ينصرهم، ولا مغيث ينقذهم، ويوبخون عند ذلك بهذه الأعمال الساقطة
تفسير السعدي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ.. } [المؤمنون: 64].
{ مُتْرَفِيهِمْ.. } [المؤمنون: 64] من الترف وهو التنعُّم؛ لأن الحياة تقوم على ضروريات تستبقي الحياة وكماليات تُسعدِها وتُرفِّهها وتُثريها، فالمتْرَف مَنْ عنده من النعيم فوق الضروريات، يقال: ترِف الرجل يتَرف من باب فَرِح يفرح، وأترفته النعمة إذا أطغته، وأترفه الله يعني: وسّع عليه النعمة وزاده منها. وعلى قدر الإتراف يكون الأخذ أبلغَ والألم أشدّ
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُم في قوله تعالى
((أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ )) سورة المؤمنون (69)

أي : أفهم لا يعرفون محمدا وصدقه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم ، أفيقدرون على إنكار ذلك والمباهتة فيه؟ ولهذا قال جعفر بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، للنجاشي ملك الحبشة : أيها الملك ، إن الله بعث إلينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته . وهكذا قال المغيرة بن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم وكذلك قال أبو سفيان صخر بن حرب لملك الروم هرقل ، حين سأله وأصحابه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته ، وكانوا بعد كفارا لم يسلموا ، ومع هذا ما أمكنهم إلا الصدق فاعترفوا بذلك .

تفسير ابن كثير


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


معنى كلمة بِهِ جِنَّةٌ في قوله تعالى

((أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )) سورة المؤمنون (70)

أي : افتراه من عنده ، أو أن به جنونا لا يدري ما يقول . وأخبر عنهم أن قلوبهم لا تؤمن به ، وهم يعلمون بطلان ما يقولونه في القرآن ، فإنه قد أتاهم من كلام الله ما لا يطاق ولا يدافع ، وقد تحداهم وجميع أهل الأرض أن يأتوا بمثله ، فما استطاعوا ولا يستطيعون أبد الآبدين

تفسير ابن كثير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما معنى قوله تعالى
((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )) سورة المؤمنون (71)

وقوله : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) قال مجاهد ، وأبو صالح والسدي : الحق هو الله

عز وجل ، والمراد : لو أجابهم الله إلى ما في أنفسهم من الهوى ، وشرع الأمور على وفق ذلك ( لفسدت السماوات والأرض

ومن فيهن ) أي : لفساد أهوائهم واختلافها ، كما أخبر عنهم في قولهم : ( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين

عظيم ) ثم قال : ( أهم يقسمون رحمة ربك ) [ الزخرف : 31 ، 32 ] وقال تعالى : ( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا

لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ) [ الإسراء : 100 ] وقال : ( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا )

[ النساء : 53 ] ، ففي هذا كله تبيين عجز العباد واختلاف آرائهم وأهوائهم ، وأنه تعالى هو الكامل في

جميع صفاته وأقواله وأفعاله ، وشرعه وقدره ، وتدبيره لخلقه تعالى وتقدس ، فلا إله غيره ، ولا رب سواه .

ثم قال : ( بل أتيناهم بذكرهم ) يعني : القرآن ، ( فهم عن ذكرهم معرضون ) .

ر

تفسير ابن كثير


ويأتي في تفسير الطبري

يقول تعالى ذكره : ولو عمل الرب تعالى ذكره بما يهوى هؤلاء المشركون وأجرى التدبير على مشيئتهم وإرادتهم وترك الحق الذي هم له كارهون ، لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ; وذلك أنهم لا يعرفون عواقب الأمور والصحيح من التدبير والفاسد ، فلو كانت الأمور جارية على مشيئتهم وأهوائهم مع إيثار أكثرهم الباطل على الحق ، لم تقر السموات والأرض ومن فيهن من خلق الله ، لأن ذلك قام بالحق .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا السدي ، عن أبي صالح : ( ولو اتبع الحق أهواءهم ) قال : الله .

قال : ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح : ( ولو اتبع الحق أهواءهم ) قال : الحق : هو الله .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : ( ولو اتبع الحق أهواءهم ) قال : الحق : الله .

وقوله : ( بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ) اختلف أهل التأويل في تأويل الذكر في هذا الموضع ، فقال بعضهم : هو بيان الحق لهم بما أنزل على رجل منهم من هذا القرآن .

ذكر من قال ذلك :

حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( بل أتيناهم بذكرهم ) يقول : بينا لهم .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : بل أتيناهم بشرفهم ; وذلك أن هذا القرآن كان شرفا لهم ، لأنه نزل على رجل منهم ، فأعرضوا عنه وكفروا به . وقالوا : ذلك نظير قوله ( وإنه لذكر لك ولقومك ) وهذان القولان متقاربا المعنى ; وذلك أن الله جل ثناؤه أنزل هذا القرآن بيانا بين فيه ما لخلقه إليه الحاجة من أمر دينهم ، وهو مع ذلك ذكر لرسوله صلى الله عليه وسلم وقومه وشرف لهم .





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة

خَرْجًا فَخَرَاجُ
في قوله تعالى
((أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) سورة المؤمنون (72)

( خرجا ) : قال الحسن : أجرا . وقال قتادة : جعل

ا ( فخراج ) أي أنت لا تسألهم أجرة ولا جعلا ولا شيئا على دعوتك إياهم إلى الهدى ، بل أنت في ذلك تحتسب عند الله جزيل ثوابه

تفسير ابن كثير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة


لَنَاكِبُونَ
في قوله تعالى
((وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ )) سورة المؤمنون (74)

أي : لعادلون جائرون منحرفون . تقول العرب : نكب فلان عن الطريق : إذا زاغ عنها .

تفسير ابن كثير

الحكمة من هذه الآية
((وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )) سورة المؤمنون (75)


بين - سبحانه - بعد ذلك ، أن هؤلاء المشركين ، قد قست قلوبهم ، وفسدت نفوسهم ، وماتت ضمائرهم ، وصاروا لا يؤثر فيهم الابتلاء بالخير أو الشر هذا بيان لشدة تمردهم وعنادهم، وأنهم إذا أصابهم الضر، دعوا الله أن يكشف عنهم ليؤمنوا، أو ابتلاهم بذلك ليرجعوا إليه. إن الله إذا كشف الضر عنهم لجوا، أي: استمروا في طغيانهم يعمهون، أي: يجولون في كفرهم، حائرين مترددين.
كما ذكر الله حالهم عند ركوب الفلك، وأنهم يدعون مخلصين له الدين، وينسون ما يشركون به، فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بالشرك وغيره.

تفسير السعدي


معنى قوله تعالى
(( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) سورة المؤمنون (76)

والاستكانة : الانتقال من كون إلى كون ومن حال إلى حال . ثم غلب استعمال هذه الكلمة فى الانتقال من حال التكبر والغرور إلى حال التذلل والخضوع .
أى : ولقد أخذنا هؤلاء الطغاة ، بالعذاب الشديد ، كالفقر ، والمصائب والأمراض فما خضعوا لربهم - عز وجل - وما انقادوا له وأطاعوه ، وما تضرعوا إليه - سبحانه - بالدعاء الخالص لوجهه الكريم ، لكى يكشف عنهم - عز وجل - ما نزل بهم من ضر .
الوسيط لطنطاوي




معنى كلمة

مُبْلِسُونَ
في قوله تعالى
(( حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ))سورة المؤمنون (77)
مُبْلِسُونَ أى : هم مستمرون على جحودهم وعنادهم ، حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد من أبواب عذاب الآخرة المعد لهم إذا هم فيه مبلسون ، أى : ساكتون من شدة الحيرة وآيسون من كل نجاء . يقال : أبلس فلان إبلاساً ، إذا سكت فى حيرة ويأس من الخلاص مما هو فيه من عذاب وبلاء .

الوسيط لطنطاوي

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-26, 16:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
جمع وبيان أهم مفردات سورة المومنون
الجزء الأخير
[81 إل 118]
معنى كلمة
يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ

في قوله تعالى
((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) سورة المؤمنون (88)

يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ ( وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ ) أى : وهو - سبحانه - يغيث من يشاء من خلقه فلا يستطيع أحد أن يناله بسوء ، أما من يريد الله - تعالى - أن يزل به عقابه ، فلن يستطيع أحد أن يمنع هذا العقاب عنه .
يقال : أجرت فلاناً على فلان ، إذا أغثته وأنقذته منه . وعدى بعلى لتضمينه معنى النصر .
إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) أى : إن كنتم - أيضاً - من أهل العلم والفهم .
الوسيط لطنطاوي



معنى كلمة


ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
في قوله تعالى
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ )) سورة المؤمنون (96)
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أى : قابل - أيها الرسول الكريم - سيئات هؤلاء المشركين الجاهلين ، بالأخلاق والسجايا التى هى أحسن من غيرها ، كأن تعرض عنهم ، وتصبر على سوء أخلاقهم ، فأنت صاحب الخلق العظيم ، ونحن أعلم منك بما يصفوننا به من صفات باطلة . وما يصفوك به من صفات ذميمة ، وسنجازيهم على ذلك بما يستحقون ، فى الوقت الذى نريده .
فالآية الكريمة توجيه حكيم من الله - تعالى - لنبيه - ، وتسلية له عما أصابه من أعدائه ، وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( خُذِ العفو وَأْمُرْ بالعرف وَأَعْرِضْ عَنِ الجاهلين ).
الوسيط لطنطاوي



معنى قوله تعالى

((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) )) سورة المؤمنون
وقوله : ( هَمَزَاتِ ) جمع همزة وهى المرة من الهمز . وهى فى اللغة النخس والدفع باليد أو بغيرها . يقال : همزه يهمزه - بضم الميم وكسرها - إذا نخسه ودفعه وغمزه .
ومنه المهماز ، وهو حديدة تكون مع الراكب للدابة يحثها بها على السير .
والمراد بهمزات الشياطين هنا : وساوسهم لبنى آدم وحضهم إياهم على ارتكاب ما نهاهم الله - تعالى - عنه .
أى : وقل - أيها الرسول الكريم - يا رب أعوذ بك ، واعتصم بحماك ، من وساوس الشياطين ، ومن نزغاتهم الأثيمة ، ومن همزاتهم السيئة .

وأعوذ بك يا إلهى وأتحصن بك ، من أن يحضرنى أحد منهم فى أى أمر من أمور دينيى أو من دنياى ، فأنت وحدك القادر على حمايتى منهم .

الوسيط لطنطاوي



معنى قوله تعالى
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) )) سورة المؤمنون
( حتى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الموت . . . ) بيان لحال الكافرين عندما يدركهم الموت . و " حتى " حرف ابتداء . . . والمراد بمجىء الموت : مجىء علاماته .
أى : أن هؤلاء الكافرين يستمرون فى لجاجهم وطغيانهم ، حتى إذا فاجأهم الموت ، ونزلت بهم سكراته ، ورأوا مقاعدهم فى النار ، قال كل واحد منهم يا رب ارجعنى إلى الدنيا ، ( لعلي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ) أى : لكى أعمل عملا صالحا فيما تركت خلفى من عمرى فى أيام الدنيا ، بأن أخلص لك العبادة والطاعة وأتبع كل ما جاء به نبيك من أقوال وأفعال .
وجاء لفظ ( ارجعون) بصيغة الجمع . لتعظيم شأن المخاطب ، وهو الله - تعالى - واستدرار عطفه - عز وجل .

( وَمِن وَرَآئِهِمْ ) أى : ومن أمام هذا الكافر وأمثاله ، حاجز يحول بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا ، وهذا الحاجز مستمر إلى يوم البعث والنشور .
فالمراد بالبرزخ : تلك المدة التى يقضيها هؤلاء الكافرون منذ موتهم إلى يوم يبعثون .
وفى هذه الجملة الكريمة . زجر شديد لهم عن طلب العودة إلى الدنيا . وتيئيس وإقناط لهم من التفكير فى المطالبة بالرجعة ، وتهديد لهم بعذاب القبر إلى يوم القيام .
الوسيط لطنطاوي



لمسات بيانية من سورة المؤمنون

*مقارنة بين صفات المؤمنين فى سورتى المؤمنون والمعارج: (د.فاضل السامرائى)
إن آيات سورة (المؤمنون) في ذكر فلاح المؤمنين وآيات سورة المعارج في ذكر المعافين من الهلع وقد جعل كل صفة في مواطنها.

سورة المؤمنون ... سورة المعارج
قال تعالى فى سورة (المؤمنون): ... وقال تعالى فى سورة (المعارج):
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). ... (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا {20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا {21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ {23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ {24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ {26} وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ {27} إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ {28} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {29} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {30} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {31} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {32} وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ {33} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{34} أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ).
(قد أفلح المؤمنون) فذكر صفة الإيمان على وجه العموم. المؤمنين بيوم الدين وغيره فما ذكره في سورة (المؤمنون) أكمل. ... (والذين يصدقون بيوم الدين) فذكر ركناً من أركان الإيمان، وهو التصديق بيوم الدين وثمة فرق بين الحالين.
(الذين هم في صلاتهم خاشعون). والخشوع أعم من الدوام ذلك أنه يشمل الدوام على الصلاة، وزيادة فهو روح الصلاة، وهو من أفعال القلوب والجوارح من تدبر وخضوع وتذلل وسكون وإلباد بصر وعدم التفات. والخاشع دائم على صلاته منهمك فيها حتى ينتهي. ... (والذين هم على صلاتهم دائمون)
(والذين هم عن اللغو معرضون) وهو كل باطل من كلام وفعل وما توجب المروءة إطراحه كما ذكرنا. فهذه صفة فضل لم ترد في المعارج ... لم يذكر مثل ذلك
(والذين هم للزكاة فاعلون) أعم وأشمل فالزكاة تشمل العبادة المالية كما تشكل طهارة النفس فهي أعلى مما في المعارج وأكمل فإنه ذكر في المعارج أنهم يجعلون في أموالهم حقاُ للسائل والمحروم. أما الزكاة فإنها تشمل أصنافاً ثمانية وليس للسائل والمحروم فقط، هذا علاوة على ما فيها من طهارة النفس وتزكيتها كما سبق تقريره. ... (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)
(والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فغنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون واذلين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) ... (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فغنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون واذلين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)
لم يذكر ذلك ... (والذين هم بشهادتهم قائمون) ذلك أنه في سياق المعاناة من الهلع وقد ذكرنا مناسبة ذلك وعلاقته بالنجاة منه. فاقتضى ذلك ذكره وتخصيصه من بين الأمانات.
(والذين هم على صلواتهم يحافظون) بالجمع. والصلوات أعم من الصلاة واشمل والمحافظة على الصلوات أعلى من المحافظة على الصلاة لما فيها من التعدد والفرائض والسنن. ... (والذين هم على صلاتهم يحافظون) بإفراد الصلاة.
فلما كانت الصفات في آيات سورة (المؤمنون) أكمل وأعلى كان جزاؤهم كذلك، فجعل لهم الفردوس ثم ذكر أنهم خالدون فيها، (أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). والفردوس أعلى الجنة وربوتها، وأفضلها، ومنه تتفجر أنهار الجنة. وثم ذكر أنهم فيها خالدون ... (أولئك في جنات مكرمون) ولم يذكر أنهم في الفردوس، ولم يذكر الخلود، فانظر كيف ناسب كل تعبير موطنه. } أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}
(المؤمنون) المؤمنين وهم المصدقون بيوم الدين وزيادة، وذكر الخشوع في الصلاة، وهو الدوام عليها وزيادة، وذكر فعلهم للزكاة وهي العبادة المالية وزيادة ومستحقوها هم السائل والمحروم وزيادة، وذكر الإعراض عن اللغو وهو زيادة وذكر الصلوات وهي الصلاة وزيادة، ثم ذكر الفردوس وهي الجنة وزيادة في الفضل والمرتبة، وذكر الخلود فيها وهو والإكرام وزيادة.
فانظر ما أجمل هذا التناسب والتناسق، فسبحان الله رب العالمين.


آية (12):
* ما فائدة تكرار كلمة خلقنا في آية سورة المؤمنون أما كلمة جعل فجاءت مرة واحدة فقط؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة المؤمنون (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) هناك فرق بين الجعل والخلق فالجعل هو أن تُغيّر الصيرورة فنقول جعلت الماء ثلجاً أي أنه لم يكن فصار كما جاء في قوله تعالى (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي) لم يكن هارون وزيراً من قبل فصار وزيراً. أما الخلق فهو مرحلة مستقلة عن غيرها والخلق هو من مادة بخلاف الإبداع الذي هو من عدم بدليل قوله تعالى (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) النار مخلوقة قبل الجان. وقوله تعالى (إني خالق بشراً من طين) استخدام حرف من يفيد أن الطين موجود وخلق آدم من مادة موجودة هي الطين أما قوله تعالى (جاعل في الأرض خليفة) لم يكن فيها خليفة فصار فيها.


آية (12):
* ما فائدة تكرار كلمة خلقنا في آية سورة المؤمنون أما كلمة جعل فجاءت مرة واحدة فقط؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة المؤمنون (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) هناك فرق بين الجعل والخلق فالجعل هو أن تُغيّر الصيرورة فنقول جعلت الماء ثلجاً أي أنه لم يكن فصار كما جاء في قوله تعالى (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي) لم يكن هارون وزيراً من قبل فصار وزيراً. أما الخلق فهو مرحلة مستقلة عن غيرها والخلق هو من مادة بخلاف الإبداع الذي هو من عدم بدليل قوله تعالى (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) النار مخلوقة قبل الجان. وقوله تعالى (إني خالق بشراً من طين) استخدام حرف من يفيد أن الطين موجود وخلق آدم من مادة موجودة هي الطين أما قوله تعالى (جاعل في الأرض خليفة) لم يكن فيها خليفة فصار فيها.


*لماذا في سورة المؤمنون آية 15 و 16 جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد في البعث مع ان الناس يشككون في البعث أكثر ؟(د.فاضل السامرائى)
(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ {15} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ {16}) جاء التوكيد في الآية 15 مع ذكر الموت بـ (إنّ) واللام، أما في الآية 16 مع ذكر ابعث جاء التوكيد بـ (إنّ) فقط ولم يأتي باللام لأن هناك قاعدة نحوية أن اللام إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للحال فلا يصح أن يقال لتبعثون لأنها لن تفيد الإستقبال ولكنها تخلص الفعل المضارع للحال وليس هذا هو المقصود في الآية. يوم القيامة استقبال ولا تصح اللام هنا لأن الكلام على يوم القيامة واللام تخلّصه للحال ولو أن عندي رأي آخر كما جاء في قوله تعالى (إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة) قال النحاة هذا تنزيل المستقبل تنزيل الماضي.
وفي سورة يوسف الآية (ليسجنن وليكوناً من الصاغرين) النون نون التوكيد التي تخلص الفعل للمستقبل واللام هي لام القسم وليست لام التوكيد هنا.مسألة التوكيد أولاً تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30}) ولم يذكر اللام هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون 10 مرات بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلام أصلاً عن خلق الإنسان وتطويره وأحكامه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) وهذا أكبر دليل على أن إعادته ممكنة ولا شك أنها أسهل من الخلق والإبتداء فلهذا جعل سبحانه وتعالى توكيدين في الخلق وتوكيداً واحداً في البعث لأن البعث أهون عليه من الخلق من عدم وكلهما هين على الله تعالى.
الأمر الآخر لو لاحظنا ما ذكره تعالى في خلق الإنسان لتُوهّم أن الإنسان قد يكون مخلّداً في الدنيا لكن الحقيقة أن الإنسان سيموت وكثيراً ما يغفل الإنسان عن الموت وينساق وراء شهواته (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) فيعمل الإنسان عمل الخلود (ألهكم التكاثر) فأراد تعالى أن يُذكّرهم بما غفلوا عنه كما ورد في الحديث الشريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) ثم الآية لم ترد في سياق المنكرين للبعث فليس من الضرورة تأكيد البعث كما أكدّ الموت. وقد أكدّ لأطماع الناس في الخلود في الدنيا وكل المحاولات للخلود في الدنيا ستبوء بالفشل مهما حاول الناس للخلود لا يمكنهم هذا.


*لماذا في سورة المؤمنون آية 15 و 16 جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد في البعث مع ان الناس يشككون في البعث أكثر ؟(د.فاضل السامرائى)
(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ {15} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ {16}) جاء التوكيد في الآية 15 مع ذكر الموت بـ (إنّ) واللام، أما في الآية 16 مع ذكر ابعث جاء التوكيد بـ (إنّ) فقط ولم يأتي باللام لأن هناك قاعدة نحوية أن اللام إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للحال فلا يصح أن يقال لتبعثون لأنها لن تفيد الإستقبال ولكنها تخلص الفعل المضارع للحال وليس هذا هو المقصود في الآية. يوم القيامة استقبال ولا تصح اللام هنا لأن الكلام على يوم القيامة واللام تخلّصه للحال ولو أن عندي رأي آخر كما جاء في قوله تعالى (إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة) قال النحاة هذا تنزيل المستقبل تنزيل الماضي.
وفي سورة يوسف الآية (ليسجنن وليكوناً من الصاغرين) النون نون التوكيد التي تخلص الفعل للمستقبل واللام هي لام القسم وليست لام التوكيد هنا.مسألة التوكيد أولاً تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30}) ولم يذكر اللام هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون 10 مرات بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلام أصلاً عن خلق الإنسان وتطويره وأحكامه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) وهذا أكبر دليل على أن إعادته ممكنة ولا شك أنها أسهل من الخلق والإبتداء فلهذا جعل سبحانه وتعالى توكيدين في الخلق وتوكيداً واحداً في البعث لأن البعث أهون عليه من الخلق من عدم وكلهما هين على الله تعالى.
الأمر الآخر لو لاحظنا ما ذكره تعالى في خلق الإنسان لتُوهّم أن الإنسان قد يكون مخلّداً في الدنيا لكن الحقيقة أن الإنسان سيموت وكثيراً ما يغفل الإنسان عن الموت وينساق وراء شهواته (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) فيعمل الإنسان عمل الخلود (ألهكم التكاثر) فأراد تعالى أن يُذكّرهم بما غفلوا عنه كما ورد في الحديث الشريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) ثم الآية لم ترد في سياق المنكرين للبعث فليس من الضرورة تأكيد البعث كما أكدّ الموت. وقد أكدّ لأطماع الناس في الخلود في الدنيا وكل المحاولات للخلود في الدنيا ستبوء بالفشل مهما حاول الناس للخلود لا يمكنهم هذا.


*قال تعالى في سورة المؤمنون (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19)) وقال في سورة الزخرف (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)) ذكر الواو في الأولى (ومنها) وحذف الواو في الثانية (منها) لماذا؟ (د.فاضل السامرائى)
في سورة المؤمنون السياق في الكلام عن الدنيا وأهل الدنيا وتعداد النعم قال (ومنها تأكلون) فالفاكهة في الدنيا ليست للأكل فقط فمنها ما هو للإدخار والبيع والمربّيات والعصائر فكأنه تعالى يقصد بالآية : ومنها تدّخرون، ومنها تعصرون ومنها تأكلون وهذا ما يُسمّى عطف على محذوف. أما في سورة الزخرف فالسياق في الكلام عن الجنة والفاكهة في الجنة كلها للأكل ولا يُصنع منها أشياء أخرى.


* ما الفرق بين فواكه وفاكهة؟ (د.فاضل السامرائى)
فاكهة إسم جنس يعني عام يشمل المفرد والمثنى والجمع أما فواكه فهي جمع وإسم الجنس يكون أعمّ من الجمع. للحبة الواحدة يقال عنها فاكهة والحبتين يقال فاكهة لكن لا يقال فواكه، لكن فواكه يقال عنها فواكه وفاكهة، فاكهة تشمل فواكه لكن فواكه لا تشمل فاكهة من حيث اللفظ لأن هذا يدل على جمع والفاكهة تدل على الجمع أيضاً وتدل على المفرد والمثنى. ليس هذا فقط لو كان عندنا أنواع من الفواكه كالرمان والبرتقال وغيرها نسميها فواكه ونسميها فاكهة أيضاً. لو كان عندنا فقط نوع واحد من الفاكهة مثل الرمان أو التفاح نسميه فاكهة ولا نسميه فواكه إذن فاكهة أعمّ لأنها للمفرد والمثنى والجمع والمتعدد وغير المتعدد المتنوع وغير المتنوع. الفواكه للجمع والمتنوع فقط إذن أيها الأعم؟ فاكهة أعمّ. لذلك تستعمل الفاكهة في القرآن لما هو أوسع من الفواكه، مثال: (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) الرحمن) آية أخرى (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) المؤمنون) عندنا أمران: الأرض (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) الرحمن) وعندنا (لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ) أيها الأكثر الفواكه في الأرض كلها في عموم الأرض أو فقط في البساتين ؟ في عموم الأرض لأن البساتين هي في الأرض ومحدودة لذلك لما قال (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) قال (فيها فاكهة) ولما قال (فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) قال (لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ)، أيها الأكثر؟ الفاكهة أكثر.
إذن الفاكهة إسم جنس والفواكه جمع وإسم الجنس هنا أعمّ من الجمع. حتى في الجمع لما يذكر فاكهة معناها أكثر وأشكل وأعم من فاكهة حتى في الجنة مثل في الصافات قال (فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43)) وفي الواقعة (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)) مع السابقون قال (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ) كثير ومن دونهم قال (فواكه) هذا متعلق بالدرجة أيضاً.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى كلمة

كَالِحُونَ

في قوله تعالى

(( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ )) سورة المؤمنون (104)


وقوله : ( كالحون ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : يعني عابسون .

وقال الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ا : ( وَهُمْ فِيهَا كالحون ) قال : ألم تر إلى الرأس المشيط الذي قد بدا أسنانه وقلصت شفتاه .

وقال الإمام أحمد ، رحمه الله : أخبرنا علي بن إسحاق ، أخبرنا عبد الله هو ابن المبارك ، رحمه الله أخبرنا سعيد بن يزيد ،

عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وهم فيها كالحون ) ،

قال : " تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته " .

ورواه الترمذي ، عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك ، به وقال : حسن غريب .

تفسير ابن كثير

معنى قوله تعالى

(( فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ )) سورة المؤمنون (110)

يقول تعالى ذكره : فاتخذتم أيها القائلون لربكم ( ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ) في الدنيا ، القائلين فيها : ( ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين ) سخريا . والهاء والميم في قوله : ( فاتخذتموهم ) من ذكر الفريق .

واختلفت القراء في قراءة قوله : ( سخريا ) فقرأه بعض قراء الحجاز وبعض أهل البصرة والكوفة ( فاتخذتموهم سخريا ) بكسر السين ، ويتأولون في كسرها أن معنى ذلك الهزء ، ويقولون : إنها إذا ضمت فمعنى الكلمة : السخرة والاستعباد . فمعنى الكلام على مذهب هؤلاء : فاتخذتم أهل الإيمان بي في الدنيا هزؤا ولعبا ، تهزءون بهم ، حتى أنسوكم ذكري . وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والكوفة : " فاتخذتموهم سخريا " بضم السين ، وقالوا : معنى الكلمة في الضم والكسر واحد . وحكى بعضهم عن العرب سماعا لجي ولجي ، ودري ، ودري ، منسوب إلى الدر ، وكذلك كرسي وكرسي ; وقالوا ذلك من قيلهم كذلك ، نظير قولهم في جمع العصا : العصي بكسر العين ، والعصي بضمها ; قالوا : وإنما اخترنا الضم في السخري ; لأنه أفصح اللغتين .

والصواب من القول في ذلك ، أنهما قراءتان مشهورتان ، ولغتان معروفتان بمعنى واحد ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء ، فبأيتهما قرأ القارئ ذلك فمصيب ، وليس يعرف من فرق بين معنى ذلك إذا كسرت السين وإذا ضمت ; لما ذكرت من الرواية عمن سمع من العرب ما حكيت عنه .

ذكر الرواية به عن بعض من فرق في ذلك بين معناه مكسورة سينه ومضمومة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ( فاتخذتموهم سخريا ) قال : هما مختلفتان : سخريا ، وسخريا ، يقول الله : ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) قال : هذا سخريا : يسخرونهم ، والآخرون : الذين يستهزئون بهم هم سخريا ، فتلك سخريا يسخرونهم عندك ، فسخرك رفعك فوقه ، والآخرون : استهزءوا بأهل الإسلام هي : سخريا يسخرون منهم . فهما مختلفتان . وقرأ قول الله : ( وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) وقال : يسخرون منهم كما سخر قوم نوح بنوح ، اتخذوهم سخريا : اتخذوهم هزؤا ، لم يزالوا يستهزئون بهم .

وقوله : ( حتى أنسوكم ذكري ) يقول : لم يزل استهزاؤكم بهم ، أنساكم ذلك من فعلكم بهم ذكري ، فألهاكم عنه ( وكنتم منهم تضحكون ) .

كما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( حتى أنسوكم ذكري ) قال : أنسى هؤلاء الله استهزاؤهم بهم ، وضحكهم بهم ، وقرأ : ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) حتى بلغ : ( إن هؤلاء لضالون )

تفسير الطبري

كما يأتي في تفسير ابن كثير

( إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا ) أي : فسخرتم منهم في دعائهم إياي وتضرعهم إلي ، ( حتى أنسوكم ذكري ) أي : حملكم بغضهم على أن نسيتم معاملتي ( وكنتم منهم تضحكون ) أي : من صنيعهم وعبادتهم

معنىكلمةفَاسْأَلِ الْعَادِّينَ من قوله تعالى

(( قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ )) سورة المؤمنون (113)


قَالَ قَتَادَةُ : يَعْنِي : الْحُسَّابَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْسِبُونَ آجَالَنَا

معنى قوله تعالى

(( قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) سورة المؤمنون (114)

" قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا " أَيْ مُدَّة يَسِيرَة عَلَى كُلّ تَقْدِير " لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " أَيْ لَمَا آثَرْتُمْ الْفَانِي عَلَى الْبَاقِي وَلَمَا

تَصَرَّفْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ هَذَا التَّصَرُّف السَّيِّئ وَلَا اِسْتَحْقَقْتُمْ مِنْ اللَّه سَخَطه فِي تِلْكَ الْمُدَّة الْيَسِيرَة فَلَوْ أَنَّكُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى طَاعَة اللَّه

وَعِبَادَته كَمَا فَعَلَ الْمُؤْمِنُونَ لَفُزْتُمْ كَمَا فَازُوا قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُس حَدَّثَنَا الْوَلِيد حَدَّثَنَا صَفْوَان

عَنْ أَيْفَع بْن عَبْد الْكَلَاعِيّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَخْطُب النَّاس فَقَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّه إِذَا أَدْخَلَ أَهْل الْجَنَّة

الْجَنَّة وَأَهْل النَّار النَّار قَالَ يَا أَهْل الْجَنَّة كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْض عَدَد سِنِينَ ؟ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْض يَوْم قَالَ لَنِعْمَ مَا اِتَّجَرْتُمْ

فِي يَوْم أَوْ بَعْض يَوْم رَحْمَتِي وَرِضْوَانِي وَجَنَّتِي اُمْكُثُوا فِيهَا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ ثُمَّ قَالَ يَا أَهْل النَّار كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْض عَدَد

سِنِينَ ؟ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْض يَوْم فَيَقُول بِئْسَ مَا اِتَّجَرْتُمْ فِي يَوْم أَوْ بَعْض يَوْم نَارِي وَسَخَطِي اُمْكُثُوا فِيهَا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ"

تفسير ابن كثير

معنى قوله تعالى

(( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )) سورة المؤمنون (118)

وقوله : ( وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ) هذا إرشاد من الله إلى هذا الدعاء ، فالغفر إذا أطلق معناه محو الذنب وستره عن الناس ، والرحمة معناها : أن يسدده ويوفقه في الأقوال والأفعال .

تفسير ابن كثير


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى

(( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )) سورة المؤمنون (118)


ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله : ( وَقُل رَّبِّ اغفر وارحم وَأنتَ خَيْرُ الراحمين ) أى : وقل - أيها الرسول الكريم - مناجيا ربك : رب اغفر للمؤمنين ذنوبهم ، وارحم العصاة منهم ، وأنت يا مولانا خير من يرحم ، وخير من يغفر .
قال الآلوسى : " وفى تخصيص هذه الدعاء بالذكر ما يدل على أهمية ما فيه ، وقد علم النبى صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يقول نحوه فى صلاته . فقد أخرج الشيخان عن أبى بكر - رضى الله عنه - قال : يا رسول الله ، علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى . فقال له قل : " اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لى مغفرة من عندك ، وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم " .

الوسيط لطنطاوي

لقد ختمنا تفسير سورة المؤمنون الحمد لله رب العالمين
بارك الله في جميع الاخوة والاخوات ونسأل الله ان يغفر لنا ويرحمنا برحمته الواسعة


اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وهاديا لنا وشفيعا
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
شكر الله لكم جميعا
سلا..م

أيمن عبد الله
2014-03-26, 18:09
لمسات بيانية من سورة المؤمنون

آية (12):
* ما فائدة تكرار كلمة خلقنا في آية سورة المؤمنون أما كلمة جعل فجاءت مرة واحدة فقط؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة المؤمنون (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) هناك فرق بين الجعل والخلق فالجعل هو أن تُغيّر الصيرورة فنقول جعلت الماء ثلجاً أي أنه لم يكن فصار كما جاء في قوله تعالى (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي) لم يكن هارون وزيراً من قبل فصار وزيراً. أما الخلق فهو مرحلة مستقلة عن غيرها والخلق هو من مادة بخلاف الإبداع الذي هو من عدم بدليل قوله تعالى (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) النار مخلوقة قبل الجان. وقوله تعالى (إني خالق بشراً من طين) استخدام حرف من يفيد أن الطين موجود وخلق آدم من مادة موجودة هي الطين أما قوله تعالى (جاعل في الأرض خليفة) لم يكن فيها خليفة فصار فيها.


لمسات بيانية من سورة المؤمنون

*مقارنة بين صفات المؤمنين فى سورتى المؤمنون والمعارج: (د.فاضل السامرائى)
إن آيات سورة (المؤمنون) في ذكر فلاح المؤمنين وآيات سورة المعارج في ذكر المعافين من الهلع وقد جعل كل صفة في مواطنها.

سورة المؤمنون ... سورة المعارج
قال تعالى فى سورة (المؤمنون): ... وقال تعالى فى سورة (المعارج):
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). ... (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا {20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا {21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ {23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ {24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ {26} وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ {27} إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ {28} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {29} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {30} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {31} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {32} وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ {33} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{34} أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ).
(قد أفلح المؤمنون) فذكر صفة الإيمان على وجه العموم. المؤمنين بيوم الدين وغيره فما ذكره في سورة (المؤمنون) أكمل. ... (والذين يصدقون بيوم الدين) فذكر ركناً من أركان الإيمان، وهو التصديق بيوم الدين وثمة فرق بين الحالين.
(الذين هم في صلاتهم خاشعون). والخشوع أعم من الدوام ذلك أنه يشمل الدوام على الصلاة، وزيادة فهو روح الصلاة، وهو من أفعال القلوب والجوارح من تدبر وخضوع وتذلل وسكون وإلباد بصر وعدم التفات. والخاشع دائم على صلاته منهمك فيها حتى ينتهي. ... (والذين هم على صلاتهم دائمون)
(والذين هم عن اللغو معرضون) وهو كل باطل من كلام وفعل وما توجب المروءة إطراحه كما ذكرنا. فهذه صفة فضل لم ترد في المعارج ... لم يذكر مثل ذلك
(والذين هم للزكاة فاعلون) أعم وأشمل فالزكاة تشمل العبادة المالية كما تشكل طهارة النفس فهي أعلى مما في المعارج وأكمل فإنه ذكر في المعارج أنهم يجعلون في أموالهم حقاُ للسائل والمحروم. أما الزكاة فإنها تشمل أصنافاً ثمانية وليس للسائل والمحروم فقط، هذا علاوة على ما فيها من طهارة النفس وتزكيتها كما سبق تقريره. ... (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)
(والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فغنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون واذلين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) ... (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فغنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون واذلين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)
لم يذكر ذلك ... (والذين هم بشهادتهم قائمون) ذلك أنه في سياق المعاناة من الهلع وقد ذكرنا مناسبة ذلك وعلاقته بالنجاة منه. فاقتضى ذلك ذكره وتخصيصه من بين الأمانات.
(والذين هم على صلواتهم يحافظون) بالجمع. والصلوات أعم من الصلاة واشمل والمحافظة على الصلوات أعلى من المحافظة على الصلاة لما فيها من التعدد والفرائض والسنن. ... (والذين هم على صلاتهم يحافظون) بإفراد الصلاة.
فلما كانت الصفات في آيات سورة (المؤمنون) أكمل وأعلى كان جزاؤهم كذلك، فجعل لهم الفردوس ثم ذكر أنهم خالدون فيها، (أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). والفردوس أعلى الجنة وربوتها، وأفضلها، ومنه تتفجر أنهار الجنة. وثم ذكر أنهم فيها خالدون ... (أولئك في جنات مكرمون) ولم يذكر أنهم في الفردوس، ولم يذكر الخلود، فانظر كيف ناسب كل تعبير موطنه. } أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}
(المؤمنون) المؤمنين وهم المصدقون بيوم الدين وزيادة، وذكر الخشوع في الصلاة، وهو الدوام عليها وزيادة، وذكر فعلهم للزكاة وهي العبادة المالية وزيادة ومستحقوها هم السائل والمحروم وزيادة، وذكر الإعراض عن اللغو وهو زيادة وذكر الصلوات وهي الصلاة وزيادة، ثم ذكر الفردوس وهي الجنة وزيادة في الفضل والمرتبة، وذكر الخلود فيها وهو والإكرام وزيادة.
فانظر ما أجمل هذا التناسب والتناسق، فسبحان الله رب العالمين.


آية (12):
* ما فائدة تكرار كلمة خلقنا في آية سورة المؤمنون أما كلمة جعل فجاءت مرة واحدة فقط؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة المؤمنون (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) هناك فرق بين الجعل والخلق فالجعل هو أن تُغيّر الصيرورة فنقول جعلت الماء ثلجاً أي أنه لم يكن فصار كما جاء في قوله تعالى (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي) لم يكن هارون وزيراً من قبل فصار وزيراً. أما الخلق فهو مرحلة مستقلة عن غيرها والخلق هو من مادة بخلاف الإبداع الذي هو من عدم بدليل قوله تعالى (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) النار مخلوقة قبل الجان. وقوله تعالى (إني خالق بشراً من طين) استخدام حرف من يفيد أن الطين موجود وخلق آدم من مادة موجودة هي الطين أما قوله تعالى (جاعل في الأرض خليفة) لم يكن فيها خليفة فصار فيها.


*لماذا في سورة المؤمنون آية 15 و 16 جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد في البعث مع ان الناس يشككون في البعث أكثر ؟(د.فاضل السامرائى)
(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ {15} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ {16}) جاء التوكيد في الآية 15 مع ذكر الموت بـ (إنّ) واللام، أما في الآية 16 مع ذكر ابعث جاء التوكيد بـ (إنّ) فقط ولم يأتي باللام لأن هناك قاعدة نحوية أن اللام إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للحال فلا يصح أن يقال لتبعثون لأنها لن تفيد الإستقبال ولكنها تخلص الفعل المضارع للحال وليس هذا هو المقصود في الآية. يوم القيامة استقبال ولا تصح اللام هنا لأن الكلام على يوم القيامة واللام تخلّصه للحال ولو أن عندي رأي آخر كما جاء في قوله تعالى (إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة) قال النحاة هذا تنزيل المستقبل تنزيل الماضي.
وفي سورة يوسف الآية (ليسجنن وليكوناً من الصاغرين) النون نون التوكيد التي تخلص الفعل للمستقبل واللام هي لام القسم وليست لام التوكيد هنا.مسألة التوكيد أولاً تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30}) ولم يذكر اللام هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون 10 مرات بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلام أصلاً عن خلق الإنسان وتطويره وأحكامه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) وهذا أكبر دليل على أن إعادته ممكنة ولا شك أنها أسهل من الخلق والإبتداء فلهذا جعل سبحانه وتعالى توكيدين في الخلق وتوكيداً واحداً في البعث لأن البعث أهون عليه من الخلق من عدم وكلهما هين على الله تعالى.
الأمر الآخر لو لاحظنا ما ذكره تعالى في خلق الإنسان لتُوهّم أن الإنسان قد يكون مخلّداً في الدنيا لكن الحقيقة أن الإنسان سيموت وكثيراً ما يغفل الإنسان عن الموت وينساق وراء شهواته (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) فيعمل الإنسان عمل الخلود (ألهكم التكاثر) فأراد تعالى أن يُذكّرهم بما غفلوا عنه كما ورد في الحديث الشريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) ثم الآية لم ترد في سياق المنكرين للبعث فليس من الضرورة تأكيد البعث كما أكدّ الموت. وقد أكدّ لأطماع الناس في الخلود في الدنيا وكل المحاولات للخلود في الدنيا ستبوء بالفشل مهما حاول الناس للخلود لا يمكنهم هذا.


*لماذا في سورة المؤمنون آية 15 و 16 جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد في البعث مع ان الناس يشككون في البعث أكثر ؟(د.فاضل السامرائى)
(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ {15} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ {16}) جاء التوكيد في الآية 15 مع ذكر الموت بـ (إنّ) واللام، أما في الآية 16 مع ذكر ابعث جاء التوكيد بـ (إنّ) فقط ولم يأتي باللام لأن هناك قاعدة نحوية أن اللام إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للحال فلا يصح أن يقال لتبعثون لأنها لن تفيد الإستقبال ولكنها تخلص الفعل المضارع للحال وليس هذا هو المقصود في الآية. يوم القيامة استقبال ولا تصح اللام هنا لأن الكلام على يوم القيامة واللام تخلّصه للحال ولو أن عندي رأي آخر كما جاء في قوله تعالى (إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة) قال النحاة هذا تنزيل المستقبل تنزيل الماضي.
وفي سورة يوسف الآية (ليسجنن وليكوناً من الصاغرين) النون نون التوكيد التي تخلص الفعل للمستقبل واللام هي لام القسم وليست لام التوكيد هنا.مسألة التوكيد أولاً تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30}) ولم يذكر اللام هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون 10 مرات بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلام أصلاً عن خلق الإنسان وتطويره وأحكامه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14}) وهذا أكبر دليل على أن إعادته ممكنة ولا شك أنها أسهل من الخلق والإبتداء فلهذا جعل سبحانه وتعالى توكيدين في الخلق وتوكيداً واحداً في البعث لأن البعث أهون عليه من الخلق من عدم وكلهما هين على الله تعالى.
الأمر الآخر لو لاحظنا ما ذكره تعالى في خلق الإنسان لتُوهّم أن الإنسان قد يكون مخلّداً في الدنيا لكن الحقيقة أن الإنسان سيموت وكثيراً ما يغفل الإنسان عن الموت وينساق وراء شهواته (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) فيعمل الإنسان عمل الخلود (ألهكم التكاثر) فأراد تعالى أن يُذكّرهم بما غفلوا عنه كما ورد في الحديث الشريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) ثم الآية لم ترد في سياق المنكرين للبعث فليس من الضرورة تأكيد البعث كما أكدّ الموت. وقد أكدّ لأطماع الناس في الخلود في الدنيا وكل المحاولات للخلود في الدنيا ستبوء بالفشل مهما حاول الناس للخلود لا يمكنهم هذا.


* ما الفرق بين فواكه وفاكهة؟ (د.فاضل السامرائى)
فاكهة إسم جنس يعني عام يشمل المفرد والمثنى والجمع أما فواكه فهي جمع وإسم الجنس يكون أعمّ من الجمع. للحبة الواحدة يقال عنها فاكهة والحبتين يقال فاكهة لكن لا يقال فواكه، لكن فواكه يقال عنها فواكه وفاكهة، فاكهة تشمل فواكه لكن فواكه لا تشمل فاكهة من حيث اللفظ لأن هذا يدل على جمع والفاكهة تدل على الجمع أيضاً وتدل على المفرد والمثنى. ليس هذا فقط لو كان عندنا أنواع من الفواكه كالرمان والبرتقال وغيرها نسميها فواكه ونسميها فاكهة أيضاً. لو كان عندنا فقط نوع واحد من الفاكهة مثل الرمان أو التفاح نسميه فاكهة ولا نسميه فواكه إذن فاكهة أعمّ لأنها للمفرد والمثنى والجمع والمتعدد وغير المتعدد المتنوع وغير المتنوع. الفواكه للجمع والمتنوع فقط إذن أيها الأعم؟ فاكهة أعمّ. لذلك تستعمل الفاكهة في القرآن لما هو أوسع من الفواكه، مثال: (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) الرحمن) آية أخرى (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) المؤمنون) عندنا أمران: الأرض (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) الرحمن) وعندنا (لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ) أيها الأكثر الفواكه في الأرض كلها في عموم الأرض أو فقط في البساتين ؟ في عموم الأرض لأن البساتين هي في الأرض ومحدودة لذلك لما قال (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) قال (فيها فاكهة) ولما قال (فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) قال (لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ)، أيها الأكثر؟ الفاكهة أكثر.
إذن الفاكهة إسم جنس والفواكه جمع وإسم الجنس هنا أعمّ من الجمع. حتى في الجمع لما يذكر فاكهة معناها أكثر وأشكل وأعم من فاكهة حتى في الجنة مثل في الصافات قال (فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43)) وفي الواقعة (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)) مع السابقون قال (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ) كثير ومن دونهم قال (فواكه) هذا متعلق بالدرجة أيضاً.

أيمن عبد الله
2014-03-26, 19:26
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة الحج
مدنية، وهي ثمان وسبعون آية.
تسميتها:
سميت سورة الحج لإعلان فريضة الحج فيها على الناس، على لسان إبراهيم الخليل عليه السلام: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ بعد بناء البيت العتيق، فأذن، فبلغ صوته أنحاء الأرض، وأسمع النطف في الأصلاب والأجنة في الأرحام، وأجابوا النداء: «لبيك اللهم لبيك».
صلتها بما قبلها:
هناك تناسب وارتباط بين بداية هذه السورة، وخاتمة السورة السابقة، فقد ختم اللّه سورة الأنبياء ببيان اقتراب الساعة ووصف أهوالها في قوله:
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ، فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا وافتتح هذه السورة بقوله: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ.
وفي السورة المتقدمة بيان قصص أكثر من عشرة من الأنبياء تدور على ما قاموا به من إثبات توحيد اللّه، ونبذ الشرك، والإيمان بالبعث، وفي هذه السورة استدلال بخلق الإنسان بأطواره المتعددة وبإبداع السموات والأرض على قدرة اللّه على إحياء البشر للبعث، وعلى وجوده تعالى ووحدانيته، ثم تنبيه الأفكار على الالتفات لأحوال أهل القرى الظالمة التي أهلكها اللّه، والاتعاظ بها بسبب تكذيبهم الرسل.

مشتملاتها:
بالرغم من أن هذه السورة مدنية تضمنت الكلام عن فرضية الحج ومناسكه، وعن مشروعية القتال ومقومات النصر، فإنها تحدثت عن أمور مشابهة لموضوعات السور المكية من الإيمان باللّه عزّ وجلّ وتوحيده، والبعث والاستدلال عليه، والجزاء على الأعمال.
افتتحت السورة بما يهز المشاعر، وينشر الرعب والخوف من أهوال الساعة، وشدائد يوم القيامة.
ثم انتقلت إلى بيان أدلة البعث، وإتيان القيامة، وبيان بعض مشاهدها من جعل الأبرار في دار النعيم، وزجّ الكفار في نار الجحيم، وإعلان خسارة المنافقين المضطربين الذين لا يعرف لهم قرار ولا اتجاه. ثم أبانت حرمة المسجد الحرام، وفرضية الحج ومنافعه، وحرماته وشعائره، ومناسكه وذبائحه، وأردفت ذلك بالحديث المقنع عن أسباب فرضية القتال، ومقومات النصر على الأعداء، مع تسلية الرسول صلّى اللّه عليه وسلم عما ناله من أذى قومه، وتكذيبهم له، والتعريف بحال أهل القرى الظالمة التي أهلكها اللّه، وجعل العاقبة للمتقين، وتحديد مهمة النبي صلّى اللّه عليه وسلم وهي الإنذار مكذبي القرآن بالنار، وتبشير المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالجنة والنعيم، وإظهار مدى فضل اللّه على المهاجرين وإثابتهم.
واقتضت الحكمة بعدئذ الكلام عن أدلة القدرة الإلهية من خلق الليل والنهار، والسماء والأرض، والإحياء والإماتة، والعلم الشامل لجميع مكنونات الكون، وتفرد اللّه تعالى بالحساب والفصل والحكم بين الناس. ثم بيان مدى تبرم الكفار بآيات اللّه، وإظهار الغضب على وجوههم، وتحديهم بأن معبوداتهم من الأصنام وغيرها لا تستطيع خلق ذبابة، فضلا عن خلق الإنسان، وأن منشأ شركهم إقفار قلوبهم من تقدير اللّه حق قدره، علما بأن اللّه يرسل رسلا من الملائكة ومن البشر لتبليغ الرسالة الإلهية على أتم وجه.
ثم عاد الكلام إلى بيان أحكام التشريع من أمر المؤمنين بفرائض جوهرية ثلاث: هي إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والجهاد في سبيل اللّه حق الجهاد، وأردف ذلك بالتذكير بسماحة الإسلام، وأن الدين يسر لا عسر، ثم أمرهم بالاعتصام بدين اللّه والقرآن والإسلام، وبيان أن الرسول شهيد على أمته يوم القيامة، وأن أمته تشهد على الأمم المتقدمة بتبليغ أنبيائهم لهم دعوة اللّه وتشريعه، وتلك مزية سامية لهذه الأمة.
فضلها:
قال العزيزي: وهي من أعاجيب السور، نزلت ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، مكيا ومدنيا، سلميا وحربيا، محكما ومتشابها.

أيمن عبد الله
2014-03-26, 19:32
السلام عليكم

ربما أول ما يتبادر للذهن ان السورة اسمها سورة الحج لكنها بدأت بهذه الآيات
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) )) سورة الحج
آيات عن أهوال يوم القيامة ترى مالحكمة في ذلك ؟

أيمن عبد الله
2014-03-26, 19:34
[font="amiri"]ما معنى كلمة
يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
في قوله تعالى

[B][SIZE="5"]((وَمِنَ النَّاسِ [COLOR="Red"]مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ )) سورة الحج (3)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 19:43
ما معنى قوله تعالى

(( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ )) سورة الحج (4)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 19:46
ما معنى
وما وجه الاعجاز في هذه الآيات
في قوله تعالى
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )) سورة المؤمنون (5)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:13
ما معنى كلمة

مُنِيرٍ
في قوله تعالى

(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ )) سورة الحج (8)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:14
ما معنى قوله تعالى

(( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10) (( سورة الحج

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:32
كيف هو حال هذا الصنف من الناس المذكور في الآية
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )) سورة الحج (11)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:37
ما معنى

لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ
في قوله تعالى

(( يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ)) سورة الحج (13)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:39
ما معنى قوله تعالى
(( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )) سورة الحج (15)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:42
ما معنى كلمة

الصَّابِئِينَ
في قوله تعالى

(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) سورة الحج (17)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:44
كيف تسجد بقية المخلوقات
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )) سورة الحج (18)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:46
ماذا فسّر جمهور العلماء عن المقصود بالخصمين في هذه الآية
((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:50
ما معنى

في قوله تعالى
(( يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) )) سورة الحج

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:52
ما معنى كلمة

في قوله تعالى

((وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )) سورة الحج (24)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:53
ما معنى كلمة في قوله تعالى
(( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) سورة الحج (25)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 21:56
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) سورة الحج (26)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:02
قال تعالى
((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) سورة الحج (27)
1* ما معنى رِجَالًا.....ضَامِرٍ.... فَجٍّ عَمِيقٍ
2*ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:05
قال تعالى
((لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) سورة الحج (28)
1* ما معنى بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ...الْبَائِسَ الْفَقِيرَ؟
2* ما هي الفوائد التي تكون في الحج ؟

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:08
ما معنى كلمة

في قوله تعالى
(( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (29)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:12
ماذا قال العلماء عند كلامهم عن معنى تعظيم حرمات الله ؟
(( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) سورة الحج (30)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:14
ما معنى قوله تعالى
((حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)) سورة الحج (31)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:19
ما معنى شعائر الله تعالى وكيف يكن تعظيمها ؟
((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) سورة الحج (32)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:20
ما معنى

في قوله تعالى
(( لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (33)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:22
ما معنى

في قوله تعالى
((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )) سورة الحج (34)

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:24
ما معنى
في قوله تعالى
((وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) سورة الحج (36)
** ما هو الاعجاز العلمي في ذكر اسم الله تعالى عند الذبح ؟

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:26
ما معنى

في قوله تعالى
((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )) سورة الحج (37)

طالبة علم شرعي
2014-03-26, 22:36
[font="amiri"]ما معنى كلمة
يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
في قوله تعالى

[b][size=5]((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ )) سورة الحج (3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاية 3 من سورة الحج
حدثنا القاسم، فال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) قال: النضر بن الحارث (1) . ويعني بقوله( مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) من يخاصم في الله، فيزعم أن الله غير قادر على إحياء من قد بلي وصار ترابا، بغير علم يعلمه، بل بجهل منه بما يقول.
[color=red]
تفسير الطبري

{ وَمِنَ الناس مَن يجادل فِى الله بِغَيْرِ عِلْمٍ } قالوا : الملائكة بنات الله ، والقرآن أساطير الأوّلين ، وأنكروا البعث وإحياء من صار ترابا

تفسير الجلالين رحمهما الله


قوله عز وجل : { وَمِنَ الناس مَن يجادل فِى الله } ، يعني : يخاصم في الله ، يعني : في وحدانية الله؛ ويقال : في دين الله . { بِغَيْرِ عِلْمٍ } ، يعني : بغير حجة؛ ويقال : بغير علم يعلمه ، وهو النضر بن الحارث وأصحابه .

بحر العلوم للسمرقندي

طالبة علم شرعي
2014-03-26, 22:38
ما معنى قوله تعالى

(( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ )) سورة الحج (4)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآية 4 من سورة الحج
القول في تأويل قوله تعالى : { كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) }
يقول تعالى ذكره: قضي على الشيطان، فمعنى(كُتِبَ) ههنا قُضِي، والهاء التي في قوله عليه من ذكر الشيطان.
كما حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر عن قتادة( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ ) قال: كُتب على الشيطان، أنه من اتبع الشيطان من خلق الله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ ) قال: الشيطان اتبعه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد( أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ ) ، قال: اتبعه.

تفسير الطبري


{ كُتِبَ عَلَيْهِ } قضي على الشيطان { أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ } أي اتّبعه


تفسير الجلالين رحمهما الله

أيمن عبد الله
2014-03-26, 22:38
كيف فسّر العلماء هذه العلماء هذه الآية الكريمة في ظل تكالب الشرق والغرب على المؤمنين الصادقين ؟
(( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )) سورة الحج (38)

طالبة علم شرعي
2014-03-26, 22:43
ما معنى كلمة

مُنِيرٍ
في قوله تعالى

(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ )) سورة الحج (8)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاية 8 من سورة الحج

(منير ) يقول ينير عن حجته. وإنما يقول ما يقول من الجهل ظنا منه وحسبانا،

تفسير الطبري

{ ولا كتاب منير } : أي ولا كتاب من كتب الله ذي نور يكشف الحقائق ويقرر الحق ويبطل الباطل .


ايسر التفاسير للجزائري

طالبة علم شرعي
2014-03-26, 22:44
ما معنى قوله تعالى

(( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10) (( سورة الحج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاية 9و10من سورة الحج
القول في تأويل قوله تعالى : { ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ (10) }
يقول تعالى ذكره: يجادل هذا الذي يجادل في الله بغير علم( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) .
واختلف أهل التأويل في المعنى الذي من أجله وصف بأنه يثني عطفه ، وما المراد من وصفه إياه بذلك، فقال بعضهم: وصفه بذلك لتكبره وتبختره، وذكر عن العرب أنها تقول: جاءني فلان ثاني عطفه: إذا جاء متبخترا من الكبر.
ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) يقول: مستكبرا في نفسه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لاوٍ رقبته.
ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال: رقبته.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتادة
( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال: لاوٍ عنقه.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قَتادة، مثله.
وقال آخرون: معنى ذلك أنه يعرض عما يدعى إليه فلا يسمع له.
ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال:
عبيده على جُرْم ، وهو يغفر مثله من آخر غيره، أو يحمل ذنب مذنب على غير مذنب ، فيعاقبه به ويعفو عن صاحب الذنب ، ولكنه لا يعاقب أحدا إلا على جرمه ، ولا يعذب أحدا على ذنب يغفر مثله لآخر إلا بسبب استحق به منه مغفرته.
تفسيرالطبري

طالبة علم شرعي
2014-03-26, 22:45
كيف هو حال هذا الصنف من الناس المذكور في الآية
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )) سورة الحج (11)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاية 11 من سورة الحج
يعني جلّ ذكره بقوله( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) أعرابا كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهاجرين من باديتهم، فإن نالوا رخاء من عيش بعد الهجرة والدخول في الإسلام أقاموا على الإسلام، وإلا ارتدّوا على أعقابهم، فقال الله( ومن الناس من يعبد الله ) على شك،( فإن أصابه خير اطمأن به ) وهو السعة من العيش وما يشبهه من أسباب الدنيا اطمأنّ به يقول: استقرّ بالإسلام وثبت عليه( وإن أصابته فتنة ) وهو الضيق بالعيش وما يشبهه من أسباب الدنيا( انقلب على وجهه ) يقول: ارتدّ فانقلب على وجهه الذي كان عليه من الكفر بالله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) ... إلى قوله
( انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) قال: الفتنة البلاء، كان أحدهم إذا قدم المدينة وهي أرض وبيئة، فإن صحّ بها جسمه ، ونُتِجت فرسه مُهرا حسنا، وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأنّ إليه وقال: ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيرا ، وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته
خيلهم وولدت نساؤهم الغلمان، اطمأنوا وقالوا: هذا دين صدق ، وإن تأخر عنهم الرزق، وأزلقت خيولهم ، وولدت نساؤهم البنات، قالوا: هذا دين سَوْء، فانقلبوا على وجوههم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) قال: هذا المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صَلَح من دنياه. وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر.
تفسير الطبري

أيمن عبد الله
2014-03-26, 23:43
سورة الحج هي السورة القرآنية الوحيدة التي تحتوي على سجدتين (حسب رواية حفص)

وتحتوي على سجدة واحدة حسب رواية ورش ....ماهي آيات السجدة في روايتي حفص وورش ؟

ღصمتـﮯ~ لغتـﮯღ
2014-03-27, 14:42
السّلآم عليْكم و رحمة الله و بركاته
؛؛

ما معنى

لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ
في قوله تعالى

(( يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ)) سورة الحج (13)

الآية (13) من سورة الحج
( يدعو لمن ضره أقرب من نفعه ) أي : ضرره في الدنيا قبل الآخرة أقرب من نفعه فيها ، وأما في الآخرة فضرره محقق متيقن .
تفسير ابن كثير

ღصمتـﮯ~ لغتـﮯღ
2014-03-27, 15:12
السّلآم عليْكم و رحمة الله وبرَكـآته
؛؛

ما معنى قوله تعالى
(( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )) سورة الحج (15)

الآية (15) من سورة الحج

قوله تعالى : ((من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء)) قال أبو جعفر النحاس : من أحسن ما قيل فيها أن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه . (فليمدد بسبب إلى السماء) أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء . (ثم ليقطع) أي ثم ليقطع النصر إن تهيأ له (فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) وحيلته ما يغيظه من نصر النبي - صلى الله عليه وسلم- .والفائدة في الكلام أنه إذا لم يتهيأ له الكيد والحيلة بأن يفعل مثل هذا لم يصل إلى قطع النصر .
وكذا قال ابن عباس : ( إن الكناية في ينصره الله ترجع إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهو وإن لم يجر ذكره فجميع الكلام دال عليه ؛ لأن الإيمان هو الإيمان بالله وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، والانقلاب عن الدين انقلاب عن الدين الذي أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ أي من كان يظن ممن يعادي محمدا - صلى الله عليه وسلم - ومن يعبد الله على حرف أنا لا ننصر محمدا فليفعل كذا وكذا ) . وعن ابن عباس أيضا ( أن الهاء تعود على ( من ) والمعنى : من كان يظن أن الله لا يرزقه فليختنق ، فليقتل نفسه ؛ إذ لا خير في حياة تخلو من عون الله ) . والنصر على هذا القول الرزق ؛ تقول العرب : من ينصرني نصره الله ؛ أي من أعطاني أعطاه الله .
وكذا روى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : من كان يظن أن لن ينصره الله أي لن يرزقه . وهو قول أبي عبيدة . وقيل : إن الهاء تعود على الدين ؛ والمعنى : من كان يظن أن لن ينصر الله دينه . فليمدد بسبب أي بحبل . والسبب ما يتوصل به إلى الشيء . إلى السماء إلى سقف البيت . ابن زيد : هي السماء المعروفة . وقرأ الكوفيون ثم ليقطع بإسكان اللام . قال النحاس : وهذا بعيد في العربية ؛ ( لأن ) ثم ليست مثل الواو والفاء ، لأنها يوقف عليها وتنفرد . وفي قراءة عبد الله ( فليقطعه ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ) . قيل : ( ما ) بمعنى الذي ؛ أي هل يذهبن كيده الذي يغيظه ، فحذف الهاء ليكون أخف . وقيل : ( ما ) بمعنى المصدر ؛ أي هل يذهبن كيده غيظه .
تفسير القرطبِي

ღصمتـﮯ~ لغتـﮯღ
2014-03-27, 15:21
السّلآم عليْكم و رحْمــة الله و بركآته
؛؛

ما معنى كلمة

الصَّابِئِينَ
في قوله تعالى

(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) سورة الحج (17)


الآية (17) من سورة الحج

(الصَّابِئِينَ) هم قوم يعبدون النجوم.

- تفسير القرطبي-

الصابئون: قوم يعبدون الملائكة، ويصلون للقبلة، ويقرءون الزبور.

-تفسير الطّبري-

أيمن عبد الله
2014-03-27, 17:27
الله يبارك فيك يا اختنا
صمتي لغتي رجاء اجعلي حجم الخط 5 سميك

المسافر 09
2014-03-28, 10:08
كيف تسجد بقية المخلوقات
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )) سورة الحج (18)


كيف تسجد بقية المخلوقات
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )) سورة الحج (18)
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السموات وَمَن فِي الارض } الرؤية هنا هي القلبية لا البصرية ، أي ألم تعلم . والخطاب لكل من يصلح له ، وهو من تتأتى منه الرؤية ، والمراد بالسجود هنا هو : الانقياد الكامل ، لا سجود الطاعة الخاصة بالعقلاء ، سواء جعلت كلمة من خاصة بالعقلاء ، أو عامة لهم ولغيرهم ، ولهذا عطف { الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب } على من ، فإن ذلك يفيد أن السجود هو الانقياد لا الطاعة الخاصة بالعقلاء ، وإنما أفرد هذه الأمور بالذكر مع كونها داخلة تحت من ، على تقدير جعلها عامة لكون قيام السجود بها مستبعداً في العادة ، وارتفاع { كَثِيرٍ مّنَ الناس } بفعل مضمر يدل عليه المذكور ، أي ويسجد له كثير من الناس . وقيل : مرتفع على الابتداء وخبره محذوف وتقديره : وكثير من الناس يستحق الثواب ، والأوّل أظهر .وإنما لم يرتفع بالعطف على من ، لأن سجود هؤلاء الكثير من الناس هو سجود الطاعة الخاصة بالعقلاء ، والمراد بالسجود المتقدّم هو : الانقياد ، فلو ارتفع بالعطف على من لكان في ذلك جمع بين معنيين مختلفين في لفظ واحد . وأنت خبير بأنه لا ملجىء إلى هذا بعد حمل السجود على الانقياد ، ولا شك أنه يصح أن يراد من سجود كثير من الناس هو انقيادهم لا نفس السجود الخاص ، فارتفاعه على العطف لا بأس به ، وإن أبى ذلك صاحب الكشاف ومتابعوه ، وأما قوله : { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذاب } فقال الكسائي والفراء : إنه مرتفع بالابتداء وخبره ما بعده . وقيل : هو معطوف على كثير الأوّل ، ويكون المعنى : وكثير من الناس يسجد وكثير منهم يأبى ذلك ، وقيل : المعنى وكثير من الناس في الجنة ، وكثير حق عليه العذاب هكذا حكاه ابن الأنباري { وَمَن يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } أي من أهانه الله بأن جعله كافراً شقياً ، فما له من مكرم يكرمه فيصير سعيداً عزيزاً . وحكى الأخفش والكسائي والفراء أن المعنى : ومن يهن الله فما له من مكرم ، أي إكرام { إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء } من الأشياء التي من جملتها ما تقدّم ذكره من الشقاوة والسعادة والإكرام والإهانة
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)

المسافر 09
2014-03-28, 10:24
ماذا فسّر جمهور العلماء عن المقصود بالخصمين في هذه الآية
((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)


]ماذا فسّر جمهور العلماء عن المقصود بالخصمين في هذه الآية [/color]
((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)
{ هذان خَصْمَانِ } الخصمان أحدهما أنجس الفرق : اليهود والنصارى والصابئون والمجوس والذين أشركوا ، والخصم الآخر : المسلمون ، فهما فريقان مختصمان . قاله الفراء وغيره . وقيل : المراد بالخصمين الجنة والنار . قالت الجنة : خلقني لرحمته ، وقالت النار : خلقني لعقوبته . وقيل : المراد بالخصمين : هم الذين برزوا يوم بدر ، فمن المؤمنين حمزة وعليّ وعبيدة ، ومن الكافرين : عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة . وقد كان أبو ذرّ رضي الله عنه يقسم أن هذه الآية نزلت في هؤلاء المتبارزين كما ثبت عنه في الصحيح ، وقال بمثل هذا جماعة من الصحابة ، وهم أعرف من غيرهم بأسباب النزول . وقد ثبت في الصحيح أيضاً عن عليّ أنه قال : فينا نزلت هذه الآية . وقرأ ابن كثير « هذان » بتشديد النون ، وقال سبحانه : { اختصموا } ولم يقل : اختصما . قال الفراء : لأنهم جمع ، ولو قال اختصما لجاز ، ومعنى { فِي رَبّهِمْ } في شأن ربهم ، أي في دينه ، أو في ذاته ، أو في صفاته ، أو في شريعته لعباده ، أو في جميع ذلك .
ثم فصل سبحانه ما أجمله في قوله : { يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } فقال : { فالذين كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال الأزهري : أي سوّيت وجعلت لبوساً لهم ، شبهت النار بالثياب؛ لأنها مشتملة عليهم كاشتمال الثياب ، وعبر بالماضي عن المستقبل تنبيهاً على تحقق وقوعه . وقيل : إن هذه الثياب من نحاس قد أذيب فصار كالنار ، وهي السرابيل المذكورة في آية أخرى . وقيل : المعنى في الآية : أحاطت النار بهم . وقرىء : « قُطّعَتْ » بالتخفيف ، ثم قال سبحانه : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } والحميم هو : الماء الحار المغلي بنار جهنم ، والجملة مستأنفة أو هي خبر ثانٍ للموصول { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } الصهر : الإذابة ، والصهارة : ما ذاب منه ، يقال : صهرت الشيء فانصهر ، أي أذبته فذاب فهو صهير ، والمعنى : أنه يذاب بذلك الحميم ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء { والجلود } معطوفة على ما ، أي ويصهر به الجلود والجملة في محل نصب على الحال .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)

المسافر 09
2014-03-28, 10:58
ما معنى

في قوله تعالى
(( يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) )) سورة الحج



ما معنى

في قوله تعالى
(( يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) )) سورة الحج

{ فالذين كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال الأزهري : أي سوّيت وجعلت لبوساً لهم ، شبهت النار بالثياب؛ لأنها مشتملة عليهم كاشتمال الثياب ، وعبر بالماضي عن المستقبل تنبيهاً على تحقق وقوعه . وقيل : إن هذه الثياب من نحاس قد أذيب فصار كالنار ، وهي السرابيل المذكورة في آية أخرى . وقيل : المعنى في الآية : أحاطت النار بهم . وقرىء : « قُطّعَتْ » بالتخفيف ، ثم قال سبحانه : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } والحميم هو : الماء الحار المغلي بنار جهنم ، والجملة مستأنفة أو هي خبر ثانٍ للموصول { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } الصهر : الإذابة ، والصهارة : ما ذاب منه ، يقال : صهرت الشيء فانصهر ، أي أذبته فذاب فهو صهير ، والمعنى : أنه يذاب بذلك الحميم ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء { والجلود } معطوفة على ما ، أي ويصهر به الجلود والجملة في محل نصب على الحال .
وقيل : إن الجلود لا تذاب ، بل تحرق ، فيقدّر فعل يناسب ذلك ، ويقال : وتحرق به الجلود كما في قول الشاعر :
علفتها تبناً وماءً بارداً ... أي وسقيتها ماء ، ولا يخفى أنه لا ملجىء لهذا ، فإن الحميم إذا كان يذيب ما في البطون فإذابته للجلد الظاهر بالأولى . { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } : المقامع جمع مقمعة ومقمع ، قمعته : ضربته بالمقمعة ، وهي قطعة من حديد . والمعنى : لهم مقامع من حديد يضربون بها ، أي للكفرة ، وسميت المقامع مقامع؛ لأنها تقمع المضروب ، أي تذلله . قال ابن السكيت : أقمعت الرجل عني إقماعاً : إذا اطلع عليك فرددته عنك { كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } أي من النار { أُعِيدُواْ فِيهَا } أي في النار بالضرب بالمقامع ، و { مِنْ غَمّ } بدل من الضمير في منها بإعادة الجارّ أو مفعول له ، أي لأجل غمّ شديد من غموم النار { وَذُوقُواْ عَذَابَ الحريق } هو بتقدير القول ، أي أعيدوا فيها؛ وقيل لهم : ذوقوا عذاب الحريق ، أي العذاب المحرق ، وأصل الحريق الاسم من الاحتراق ، تحرق الشيء بالنار واحترق حرقة واحتراقاً ، والذوق مماسة يحصل معها إدراك الطعم ، وهو هنا توسع ، والمراد به إدراك الألم . قال الزجاج : وهذا لأحد الخصمين . وقال في الخصم الآخر وهم المؤمنون : { إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } فبيّن سبحانه حال المؤمنين بعد بيانه لحال الكافرين .
ثم بيّن الله سبحانه بعض ما أعده لهم من النعيم بعد دخولهم الجنة فقال : { يُحَلَّوْنَ فِيهَا } قرأ الجمهور { يحلون } بالتشديد والبناء للمفعول ، وقرىء مخففاً ، أي يحليهم الله أو الملائكة بأمره . و « من » في قوله : { مِنْ أَسَاوِرَ } للتبعيض ، أي يحلون بعض أساور ، أو للبيان ، أو زائدة ، و « من » في { مّن ذَهَبٍ } للبيان ، والأساور : جمع أسورة والأسورة : جمع سوار . وفي السوار لغتان : كسر السين وضمها ، وفيه لغة ثالثة ، وهي أسوار . قرأ نافع وابن كثير وعاصم وشيبة { ولؤلؤاً } بالنصب عطف على محل { أساور } أي ويحلون لؤلؤاً ، أو بفعل مقدّر ينصبه ، وهكذا قرأ بالنصب يعقوب والجحدري وعيسى بن عمر ، وهذه القراءة هي الموافقة لرسم المصحف فإن هذا الحرف مكتوب فيه بالألف ، وقرأ الباقون بالجرّ عطفاً على { أساور } أي يحلون من أساور ومن لؤلؤ ، واللؤلؤ : ما يستخرج من البحر من جوف الصدف .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
امحمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)

المسافر 09
2014-03-28, 11:02
ما معنى كلمة

في قوله تعالى

((وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )) سورة الحج (24)




ما معنى كلمة

في قوله تعالى

((وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )) سورة الحج (24)

{ وَهُدُواْ إِلَى الطيب مِنَ القول } أي أرشدوا إليه ، قيل : هو لا إله إلا الله . وقيل : الحمد لله . وقيل : القرآن . وقيل : هو ما يأتيهم من الله سبحانه من البشارات . وقد ورد في القرآن ما يدلّ على هذا القول المجمل هنا ، وهو قوله سبحانه : { الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } [ الزمر : 74 ] ، { الحمد لِلَّهِ الذي هَدَانَا لهذا } [ الأعراف : 43 ] ، { الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن } [ فاطر : 34 ] . ومعنى { وَهُدُواْ إلى صراط الحميد } : أنهم أرشدوا إلى الصراط المحمود وهو طريق الجنة ، أو صراط الله الذي هو دينه القويم ، وهو الإسلام .
وقد أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { والصابئين } قال : هم قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون القبلة ، ويقرؤون الزبور { والمجوس } عبدة الشمس والقمر والنيران ، { والذين أَشْرَكُواْ } عبدة الأوثان { إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } قال : الأديان ستة؛ فخمسة للشيطان ، ودين الله عزّ وجلّ . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال : فصل قضاءه بينهم فجعل الخمسة مشتركة وجعل هذه الأمة واحدة . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : الذين هادوا : اليهود ، والصابئون : ليس لهم كتاب ، والمجوس : أصحاب الأصنام ، والمشركون : نصارى العرب .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي ذرّ أنه كان يقسم قسماً أن هذه الآية : { هذان خَصْمَانِ } الآية نزلت في الثلاثة والثلاثة الذين بارزوا يوم بدر ، وهم : حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعليّ بن أبي طالب ، وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، قال عليّ : وأنا أوّل من يجثو في الخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة . وأخرجه البخاري وغيره من حديث عليّ . وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس بنحوه ، وهكذا روي عن جماعة من التابعين . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال : من نحاس ، وليس من الآنية شيء إذا حمي أشدّ حرّاً منه ، وفي قوله : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } قال : النحاس يذاب على رؤوسهم ، وقوله : { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } قال : تسيل أمعاؤهم { والجلود } قال : تتناثر جلودهم . وأخرج عبد بن حميد ، والترمذي وصححه ، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن جرير وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وأبو نعيم في الحلية ، وابن مردويه عن أبي هريرة؛ أنه تلا هذه الآية : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :« إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه ، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ، ثم يعاد كما كان » وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ } قال : يمشون وأمعاءهم تتساقط وجلودهم . وفي قوله : { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } قال : يضربون بها ، فيقع كل عضو على حياله فيدعون بالويل والثبور . وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال : يسقون ماء إذا دخل في بطونهم أذابها والجلود مع البطون . وأخرج أحمد ، وأبو يعلى وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث والنشور عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض فاجتمع الثقلان ما أقلوه من الأرض ، ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان » وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن سلمان قال : النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها ، ثم قرأ : { كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا } . وفي الصحيحين وغيرهما عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة » وفي الباب أحاديث .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { وَهُدُواْ إِلَى الطيب مِنَ القول } قال : ألهموا . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : هدوا إلى الطيب من القول في الخصومة إذ قالوا : الله مولانا ولا مولى لكم . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن إسماعيل بن أبي خالد في الآية قال : القرآن { وَهُدُواْ إلى صراط الحميد } قال : الإسلام . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : الإسلام . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله الذي قال : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب } [ فاطر : 10 ] .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
امحمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)

المسافر 09
2014-03-28, 16:18
ما معنى كلمة في قوله تعالى
(( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) سورة الحج (25)
{ إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله والمسجد الحرام } أي ومن صفتهم أنهم مع كفرهم يصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام ، أي ويصدون عن المسجد الحرام من أراده من المؤمنين ، الذين هم أحق الناس به في نفس الأمر ، وقوله : { الذي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } أي يمنعون عن الوصول إلى المسجد الحرام ، وقد جعله الله للناس لا فرق بين المقيم فيه والنائي عنه البعيد الدار منه ، { سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } ، ومن ذلك استواء الناس في رباع مكة وسكناها ، كما قال ابن عباس : ينزل أهل مكة وغيرهم في المسجد الحرام؛ وقال مجاهد : { سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } أهل مكة وغيرهم فيه سواء في المنازل ، وقال قتادة : سواء فيه أهله وغيره أهله؛ وهذه المسألة هي التي اختلف فيها الشافعي وإسحاق بن راهوية بمسجد الخيف وأحمد بن حنبل حاضر أيضاً . فذهب رحمه الله إلى أن رباع مكة تملك وتورث وتؤجر ، واحتج بحديث الزهري « عن أسامه بن زيد قال ، قلت : يا رسول الله أتنزل غداً في دارك بمكة؟ فقال : » وهل ترك لنا عقيل من رباع « ثم قال : » لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر « ، وبما ثبت أن عمر بن الخطاب اشترى من ( صفوان بن أمية ) داراً بمكة فجعلها سجناً بأربعة آلاف درهم ، وذهب إسحاق بن راهوية إلى أنها لا تورث ولا تؤجر ، وهو مذهب طائفة من السلف ، واحتج إسحاق بن راهوية بما روي عن علقمة بن نضلة قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة إلا السوائب من احتاج سكن ومن استغنى أسكن . وقال عبد الله بن عمرو : لا يحل بيع دور مكة ولا كراؤها ، وكان عطاء ينهى عن الكراء في الحرم . وقال عمر بن الخطاب : يا أهل مكة لا تتخذوا لدوركم أبواباً لينزل البادي حيث يشاء ، وروى الدارقطني عن عبد الله بن عمرو موقوفاً : » من أكل كراء بيوت مكة أكل ناراً « ، وتوسط الإمام أحمد فقال : تملك وتورث ولا تؤجر جمعاً بين الأدلة والله أعلم .
وقوله تعالى : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } قال بعض المفسرين : الباء هاهنا زائدة ، كقوله : { تَنبُتُ بالدهن } [ المؤمنين : 20 ] أي تنبت الدهن ، وكذا قوله : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ } تقديره إلحاداً . والأجود أنه ضمن الفعل ههنا معنى يهم ، ولهذا عداه بالباء فقال : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ } أي يهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار ، وقوله : { بِظُلْمٍ } أي عامداً قاصداً أنه ظلم ليس بمتأول ، وقال ابن عباس : بظلم بشرك ، وقال مجاهد : أن يعبد فيه غير الله ، وكذا قال قتادة وغير واحد .وقال العوفي عن ابن عباس : بظلم هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة أو قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك ، فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم . وقال مجاهد : بظلم يعمل فيه عملاً سيئاً ، وهذا من خصوصية الحرم أنه يعاقب البادي فيه الشر إذا كان عازماً عليه وإن لم يوقعه ، كما قال ابن مسعود : لو أن رجلاً أراد فيه بإلحاد بظلم وهو بعدن أبين لأذاقه الله من العذاب الأليم . وقال الثوري عن عبد الله بن مسعود قال : ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه ولو أن رجلاً بعدن أبين هم أن يقتل رجلاً بهذا البيت لأذاقه الله من العذاب الأليم؛ وقال سعيد بن جبير : شتم الخادم ظلم فما فوقه؛ وقال ابن عباس في قول الله : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } قال : نزلت في عبد الله بن أنيس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مع رجلين أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار ، فافتخروا في الأنساب ، فغضب عبد الله بن أنيس فقتل الأنصاري ، ثم ارتد عن الإسلام ، ثم هرب إلى مكة ، فنزلت فيه : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } يعني من لجأ إلى الحرم بإلحاد يعني بميل عن الإسلام . وهذه الآثار وإن دلت على أن هذه الأشياء من الإلحاد ، ولكن هو أعم من ذلك ، بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ منها؛ ولهذا لما هم أصحاب الفيل على تخريب البيت أرسل الله عليهم { طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ } [ الفيل : 3-5 ] أي دمرهم وجعلهم عبرة ونكالاً لكل من أراده بسوء ، ولذلك ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يغزو هذا البيت جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم » وعن سعيد بن عمرو قال : أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير وهو جالس في الحجر فقال : يا ابن الزبير إياك والإلحاد في الحرم ، فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب لوزنتها » قال : فانظر لا تكن هو .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي

رحيق الكلمات
2014-03-28, 22:29
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) سورة الحج (26)




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) سورة الحج (26)


يذكر تعالى عظمة البيت الحرام وجلالته وعظمة بانيه، وهو خليل الرحمن، فقال: { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ } أي: هيأناه له، وأنزلناه إياه، وجعل قسما من ذريته من سكانه، وأمره الله ببنيانه، فبناه على تقوى الله، وأسسه على طاعة الله، وبناه هو وابنه إسماعيل، وأمره أن لا يشرك به شيئا، بأن يخلص لله أعماله، ويبنيه على اسم الله.
{ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس وأضافه الرحمن إلى نفسه، لشرفه، وفضله، ولتعظم محبته في القلوب، وتنصب إليه الأفئدة من كل جانب، وليكون أعظم لتطهيره وتعظيمه، لكونه بيت الرب للطائفين به والعاكفين عنده، المقيمين لعبادة من العبادات من ذكر، وقراءة، وتعلم علم وتعليمه، وغير ذلك من أنواع القرب، { وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } أي: المصلين، أي: طهره لهؤلاء الفضلاء، الذين همهم طاعة مولاهم وخدمته، والتقرب إليه عند بيته، فهؤلاء لهم الحق، ولهم الإكرام، ومن إكرامهم تطهير البيت لأجلهم، ويدخل في تطهيره، تطهيره من الأصوات اللاغية والمرتفعة التي تشوش المتعبدين، بالصلاة والطواف، وقدم الطواف على الاعتكاف والصلاة، لاختصاصه بهذا البيت، ثم الاعتكاف، لاختصاصه بجنس المساجد.
تفسير السعدي

رحيق الكلمات
2014-03-28, 22:38
قال تعالى
((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) سورة الحج (27)
1* ما معنى رِجَالًا.....ضَامِرٍ.... فَجٍّ عَمِيقٍ
2*ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟


قال تعالى
((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) سورة الحج (27)
رِجَالًا.....ضَامِرٍ.... فَجٍّ عَمِيقٍ


1* ما معنى 2*ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟
رِجَالًا اي مشاة على أرجلهم من الشوق
ضَامِرٍ اي ناقة ضامر تقطع المهامه والمفاوز، وتواصل السير، حتى تأتي إلى أشرف الأماكن
فَجٍّ عَمِيقٍ اي من كل بلد بعيد، وقد فعل الخليل عليه السلام، ثم من بعده ابنه محمد صلى الله عليه وسلم،
فدعيا الناس إلى حج هذا البيت، وأبديا في ذلك وأعادا، وقد حصل ما وعد الله به، أتاه الناس رجالا وركبانا من مشارق الأرض ومغاربها
تفسير السعدي

ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟



الحج يختلف عن كل العبادات. لما قال تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) هذه دعوة للناس أجمعين للدخول في الإسلام بخلاف ما لو قال صلّوا أو صوموا.

دعوة لجميع الناس للدخول في الإسلام، كيف؟ الصلاة الصيام والزكاة الديانات مشتركة فيها. وكفار قريش كانوا يصلّوا

(وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال) فلو قال صلّوا لقالوا إنما نصلي ولو قال زكّوا لقالوا إننا نزكّي ولو قال صوموا لقالوا إننا نصوم، إذن هذه الدعوات لو قالها لا تكون دعوة للدخول في الإسلام بخلاف الحج.

لم يكن أهل الكتاب من النصارى واليهود يحجون إلى بيت الله الحرام. فلما قال تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) معناها كلٌ مدعوون للدخول في الإسلام لأن هذه العبادة الوحيدة التي لم تكن عند أهل الكتاب.

هم كانوا يصلّون ويصومون ويزكّون إلا الحج فلم يكونوا يحجون لمكة. ولذلك هذه دعوة للدخول في دين الله.

الحد يختلف عن بقية العبادات لأن بقية العبادات موجودة. إذن هو دعوة للدخول في الإسلام وإقامة هذه العبادة.



لمسات بيانية
د.فاضل السامرائى

رحيق الكلمات
2014-03-28, 22:46
قال تعالى
((لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) سورة الحج (28)
1* ما معنى بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ...الْبَائِسَ الْفَقِيرَ؟
2* ما هي الفوائد التي تكون في الحج ؟

قال تعالى
((لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) سورة الحج (28)
1* ما معنى بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ...الْبَائِسَ الْفَقِيرَ؟
2* ما هي الفوائد التي تكون في الحج ؟
بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ الإبل والبقر والغنم
الْبَائِسَ الْفَقِيرَالذى أصابه بؤس ومكروه بجانب فقره واحتياجه .
الفوائد التي تكون في الحج
"المنافع التي يشهدها المسلمون في الحج منافع كثيرة منافع دينية ، ومنافع اجتماعية ، ومنافع دنيوية .
أما المنافع الدينية : فهي ما يقوم به الحجاج من أداء المناسك ، وما يحصل من التعليم والتوجيه من العلماء من هنا ومن هناك ، وما يحصل كذلك من الإنفاق في الحج ، فإنه من الإنفاق في سبيل الله عز وجل .
وأما المنافع الاجتماعية : فهي ما يحصل من تعارف الناس بينهم ، وائتلاف قلوبهم ، واكتساب بعضهم من أخلاق بعض ، وحسن المعاملة والتربية بعضهم البعض ، كما هو مشاهد لكل لبيب تأمل ذلك .
وأما الفوائد الدنيوية : فما يحصل من المكاسب لأصحاب السيارات وغيرها مما يستأجر لأداء الحج ، وكذلك ما يحصل للحجاج من التجارة التي يوردونها معهم ويستوردونها من مكة ، وغير هذا من المنافع العظيمة
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (23/7-9)

المسافر 09
2014-03-29, 19:18
ما معنى كلمة

في قوله تعالى
(( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (29)


ما معنى كلمة

في قوله تعالى
(( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (29)

وقوله : { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ } ، قال ابن عباس : هو وضع الإحرام من حلق الرأس ، ولبس الثياب ، وقص الأظافر ونحو ذلك ، وقوله : { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } يعني نحر ما نذر من أمر البدن ، وقال مجاهد : { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } نذر الحج والهدي وما نذر الإنسان من شيء يكون في الحج ، وعنه : كل نذر إلى أجل ، وقوله : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } قال مجاهد : يعني الطواف الواجب يوم النحر ، وقال أبو حمزة قال ، قال لي ابن عباس : أتقرأ سورة الحج ، يقول الله تعالى : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } ؟ فإن آخر المناسك الطواف بالبيت العتيق ، قلت : وهكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه لما رجع إلى مِنى يوم النحر بدأ برمي الجمرة ، فرماها بسبع حصيات ، ثم نحر هديه وحلق رأسه ، ثم أفاض فطاف بالبيت ، وفي « الصحيحين » عن ابن عباس أنه قال : أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ، وقوله : { بالبيت العتيق } ، قال الحسن البصري في قوله : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } قال : لأنه أول بيت وضع للناس ، وقال خصيف . إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار قط . وعن مجاهد : لم يرده أحد بسوء إلا هلك ، وفي الحديث : « إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار » روي مرفوعاً ومرسلاً .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-03-29, 19:32
ماذا قال العلماء عند كلامهم عن معنى تعظيم حرمات الله ؟
(( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) سورة الحج (30)

ماذا قال العلماء عند كلامهم عن معنى تعظيم حرمات الله ؟
(( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) سورة الحج (30)

ذلِكَ، وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ ... أي ذلك هو المأمور به من الطاعات في أداء المناسك وثوابها الجزيل، ومن يعظم أحكام اللّه بالعلم بوجوبها والعمل بموجبها، بأن يجتنب المعاصي والمحارم، ويلتزم بالأوامر، فله على ذلك ثواب جزيل، والثواب يكون على الأمرين معا: فعل الطاعات، واجتناب المحظورات أو ترك المحرّمات.
والحرمات: جمع حرمة وهي بمعنى ما حرم اللّه من كل منهي عنه في الحج من الجدال والجماع والفسوق والصيد، وتعظيمها يكون باجتنابها. وقيل: الحرمات:
جميع التكاليف الشرعية في الحج وغيره، وقيل: هي مناسك الحج خاصة، وقيل: إنها حرمات خمس: المسجد الحرام (الكعبة) والبيت الحرام، والمشعر الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام. وتعظيمها باجتناب المعاصي، ومنها الاعتداءات فيها.
وضمير فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ راجع إلى التعظيم المفهوم من يُعَظِّمْ أي أن تعظيم هذه الأشياء سبب للمثوبة المضمونة عند اللّه تعالى، وعلى هذا لا يكون خَيْرٌ أفعل تفضيل.وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ أي وأبيح لكم أيها الناس ذبح الأنعام وأكلها إلا ما استثني وتلي عليكم في آية المائدة وغيرها، وهو الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير اللّه به .. إلخ ولم يحرم عليكم ما حرمه أهل الجاهلية من البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي. فلا يراد من قوله يُتْلى ما ينزل في المستقبل، كما هو ظاهر الفعل المضارع، بل المراد: ما سبق نزوله، ويكون التعبير بالمضارع للتنبيه على أن ذلك المتلو ينبغي استحضاره والالتفات إليه.
والاستثناء متصل إن أريد من المستثنى: المحرم من خصوص الأنعام، وهو منقطع إن أريد به ما يشمل الدم ولحم الخنزير وغيرهما، والراجح الأول والجملة معترضة لدفع الإيهام بأن تعظيم الحرمات يقضي باجتناب الأنعام، كما قضي باجتناب الصيد في الحرم وفي أداء المناسك في الحج والعمرة.
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ أي تجنبوا القذر من الأصنام، وسميت رجسا تقبيحا لها وتنفيرا منها، وابتعدوا عن عبادة الأوثان، فذلك رجس، والمراد من اجتنابها: اجتناب عبادتها وتعظيمها، وتأكيدا للأمر أوقع الاجتناب على ذاتها. والجملة مرتبطة بقوله: وَمَنْ يُعَظِّمْ .. أي إذا كان تعظيم حرمات اللّه فيه الخير ورضا اللّه تعالى، وكان من تعظيمها اجتناب ما نهى اللّه عنه، فاجتنبوا الأوثان، ولا تعظموها، ولا تذبحوا لها كما كان يفعل أهل الجاهلية.
وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ أي وابتعدوا عن الكذب والباطل وشهادة الزور، فذلك كله يدخل تحت عبارة قَوْلَ الزُّورِ والأحسن التعميم، حتى يشمل شهادة الزور،
أخرج أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن مسعود أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «عدلت شهادة الزور الإشراك باللّه» ثلاثا، وتلا هذه الآية.
المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
اد وهبة بن مصطفى الزحيلي


ومن منازل : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) منزلة تعظيم حرمات الله عز وجل

قال الله عز وجل : ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) قال جماعة من المفسرين : حرمات الله هاهنا مغاضبه ، وما نهى عنه ، وتعظيمها ترك ملابستها . قال الليث : حرمات الله : ما لا يحل انتهاكها . وقال قوم : الحرمات : هي الأمر والنهي . وقال الزجاج : الحرمة ما وجب القيام به ، وحرم التفريط فيه . وقال قوم : الحرمات هاهنا المناسك ، ومشاعر الحج زمانا ومكانا .

والصواب : أن الحرمات تعم هذا كله . وهي جمع حرمة وهي ما يجب احترامه ، وحفظه من الحقوق ، والأشخاص ، والأزمنة ، والأماكن ، فتعظيمها توفيتها حقها ، وحفظها من الإضاعة .

قال صاحب " المنازل " :

الحرمة : هي التحرج عن المخالفات والمجاسرات .

التحرج : الخروج من حرج المخالفة . وبناء " تفعل " يكون للدخول في الشيء . كتمنى إذا دخل في الأمنية ، وتولج في الأمر دخل فيه ، ونحوه . وللخروج منه ، كتخرج وتحوب وتأثم ، إذا أراد الخروج من الحرج . والحوب هو الإثم .

أراد أن الحرمة هي الخروج من حرج المخالفة ، وجسارة الإقدام عليها . ولما كان المخالف قسمين جاسرا وهائبا . قال : عن المخالفات والمجاسرات .

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)
دار الكتاب العربي
سنة النشر: 1416 / 1996م
رقم الطبعة: ---
عدد الأجزاء: جزءان

سَـآجدة
2014-03-29, 19:43
ما معنى قوله تعالى
((حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)) سورة الحج (31)
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سورة الحج (31)

{ومن يشرك باللّه فكأنما خر من السماء} أي سقط منها،
{ فتخطفه الطير} أي تقطعه الطيور في الهواء،
{ أو تهوي به الريح في مكان سحيق} أي بعيد، مهلك لمن هوى فيه، ولهذا جاء في حديث البراء: أن الكافر إذا توفته ملائكة الموت وصعدوا بروحه إلى السماء، فلا تفتح له أبواب السماء، بل تطرح روحه طرحاً من هناك، ثم قرأ هذه الآية: { فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} .
تفسير بن كثير

سَـآجدة
2014-03-29, 19:46
ما معنى شعائر الله تعالى وكيف يكن تعظيمها ؟
((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) سورة الحج (32)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سورة الحج (32)
الشعائر: جمع شعيرة، وهي المعالم التي جعلها الله لعباده لينالوا ثوابه بتعظيمها، فالإحرام شعيرة، والتكبير شعيرة، والطواف شعيرة، والسَّعْي شعيرة، ورمْي الجمار شعيرة.. إلخ.
وهذه أمور عظّمها الله، وأمرنا بتعظيمها.
وتعظيم الشيء أبلغ وأشمل من فِعْله، أو أدائه، أو عمله، عَظَّم الشعائر يعني: أدَّاها بحبٍّ وعشْق وإخلاص، وجاء بها على الوجه الأكمل، وربما زاد على ما طُلِبَ منه.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

المسافر 09
2014-03-29, 20:18
ما معنى شعائر الله تعالى وكيف يكن تعظيمها ؟
((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) سورة الحج (32)

تعظيم شعائر الله

الحمد لله حمداً يبلغ رضاه، وصلى الله على أشرف من اجتباه، وعلى من صاحبه ووالاه، وسلم تسليماً لا يدرك منتهاه، أما بعد:
فإن التعظيم في اللغة: مصدر عظّم يقال: عظّم فلان الأمر تعظيماً بمعنى فخمه وبجَّلَه، وهو مأخوذ من مادة (ع ظ م) التي تدور حول معنى الكبر والقوة، وعَظُمَ الشيء عِظَماً: كبُر، فهو عظيمٌ، وعَظَّمه أي فخَّمه، والتَعْظيمُ: التبجيلُ، والعَظَمَةُ: الكبرياء.1
والشَّعِيرةُ: البَدَنَةُ المُهْداةُ وجمعها: شَعائرُ، وشِعارُ الحَج: مَناسِكُهُ وعلاَماتُه، والشَّعِيرَةُ والشَّعارَةُ والمَشْعَرُ: مُعْظَمُها أو شَعائِرهُ: مَعالِمُه التي نَدَبَ اللَّهُ إليها، وأمَرَ بالقيامِ بها، والمَشْعَرُ الحَرامُ وتكسرُ مِيمُه: بالمُزْدَلِفَةِ.2
والحرمات في اللغة: جمع حرمة وهي: ما لا يحل انتهاكه، وهي مأخوذة من مادة (ح ر م) التي تدل على المنع والتشديد يقال: الحلال ضد الحرام، والحرمات: جمع حرمة "بضمتين": وهي ما يجب احترامه3، ولهذا سمي الحرمين لحرمتهما، وأنه حرم أن يحدث فيهما، أو يأوي إليهما محدث.
وتعظيم شعائر الله معناه:
إذا فسرنا الشعائر بالهدايا فتعظيمها على وجهين:
أحدهما: أن يختارها عظام الأجسام، حساناً، جساماً، سماناً، غالية الأثمان، ويترك المكاس، والمكاس هو: انتقاص الثمن في البياعة، ومنه أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه4 في شرائها، فقد كانوا يتغالون في ثلاثة، ويكرهون المكاس فيهن: الهدى، والأضحية، والرقبة.
وروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن أبيه: "أنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلاثمائة دينار، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعها ويشتري بثمنها بدناً، فنهاه عن ذلك، وقال: بل أهدها، وأهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئة بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من ذهب"5.
والوجه الثاني في تعظيم شعائر الله - تعالى -: أن يعتقد أن طاعة الله - تعالى - في التقرب بها، وإهدائها إلى بيته المعظم أمر عظيم لا بد وأن يحتفل به، ويتسارع فيه.
والشعائر: اختلف في معناها فقال بعضهم: هي كل عبادة، وقال بعضهم: بل المناسك في الحج، وقال بعضهم: بل المراد الهدى خاصة، والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء.
وتعظيم شعائر الله - تبارك وتعالى - يقتضي أمور:
1- تعظيم الله - تعالى -.
2- وما جاء عنه في كتابه الكريم.
3- وتعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
4- وتعظيم حرماته وهي كل ما يجب احترامه، وتعظيم حرماته هو العلم بوجوبها، والإقرار بها، والقيام بحقوقها.
ومن تعظيم حرمات الله - تعالى - تعظيم المقدسات الإسلامية، وتعظيم الشعائر الدينية، وتعظيم المسجد الحرام، ومعرفة مكانته ومنزلته، وأنه أشرف البقاع على وجه الأرض، وأن الذنوب فيه أشد حرمة وأعظم من غيره، ويجب تعظيم شعائر الله - جل وعلا - فيه لقوله - تعالى -: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}6، وتعظيم مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والأدب مع صاحبه، وعدم رفع الصوت على سنته؛ أو تقديم قول أحد من البشر على قوله.
والشعائر منها ما هو زماني، ومنها ما هو مكاني:
- فأما الشعائر الزمانية فمن ذلك الأشهر الحرم، وشهر رمضان، وهناك من الناس من يعظم شعبان أو غيره من الأزمنة أو الأمكنة التي لم يعظمها الله - تبارك وتعالى -، ولا ينبغي ذلك، بل على الناس تعظيم ما عظمه الله وعظمه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، على الكيفية التي أَمَرُوا بها، أو وردت عن النبي - عليه الصلاة والسلام - دون ابتداع أو غلو في التعظيم.
- والشعائر المكانية منها الثلاثة المساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وبيت المقدس؛ والمساجد من شعائر الله، ورفع الأذان فيها من شعائر الله، وتعظيمها من تعظيم شعائر الله، ولهذا جاء في تفسير قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهٌِ}7 أن الناس كانوا إذا جاءوا إلى مكة وأرادوا الحج أخذوا من لحاء الشجر - ولاسيما شجر السمر الذي يكثر في مكة - وجعلوه علامةً على رقابهم، أو على دوابهم؛ فلا يتعرض لهم أحد أبداً، والقلائد هي التي كان المشركون يتقلدونها إذا أرادوا الحج مقبلين إلى مكة من لِحَاء السَّمُر، وإذا خرجوا منها إلى منازلهم منصرفين منه8 لأن الناس كانوا في الجاهلية يقطعون الطريق، فإذا قدم القادم ورأوا عليه هذا الشعار والعلامة عظموا ذلك، ولم يتعرض له أحد؛ فكان هذا حالهم في الجاهلية، فلما جاء الإسلام زاد ذلك تعظيماً وتشريفًا - ولله الحمد - بأن أعاد إلى هذا البيت نقاء وطهارة التوحيد، وجاء رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعظَّم الحرم أشد مما كان يُعظم في الجاهلية، ودخل في ذلك ما ذكره بعض العلماء من الصفا والمروة، ومزدلفة ومنى، وكل ما عظمه الشرع، ولهذا جاء في تفسير قوله - تعالى -: {وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ}: لا تتركوا الإهداء إلى البيت؛ فإن فيه تعظيمًا لشعائر الله، ولا تتركوا تقليدها في أعناقها لتتميز به عما عداها من الأنعام، وليعلم أنها هدي إلى الكعبة فيجتنبها من يريدها بسوء، وتبعث من يراها على الإتيان بمثله9، وأقرب ما يتجه إليه الذهن في معنى {شَعَائِرَ اللَّهٌِ} في هذا المقام أنها شعائر الحج والعمرة، وما تتضمنه من محرمات على المحرم للحج أو العمرة حتى ينتهي حجه بنحر الهدي الذي ساقه إلى البيت الحرام؛ فلا يستحلها المحرم في فترة إحرامه؛ لأن استحلالها فيه استهانة بحرمة الله الذي شرع هذه الشعائر، وقد نسبها السياق القرآني إلى الله تعظيماً لها، وتحذيراً من استحلالها، والهدي هو الذبيحة التي يسوقها الحاج أو المعتمر؛ وينحرها في آخر أيام الحج أو العمرة، فينهي بها شعائر حجه أو عمرته، وهي ناقة، أو بقرة، أو شاة10.
وتعظيم حرمات الله يتبعه التحرج من المساس بها وذلك خير عند الله، خير في عالم الضمير والمشاعر، وخير في عالم الحياة والواقع؛ فالضمير الذي يتحرج هو الضمير الذي يتطهر، والحياة التي ترعى فيها حرمات الله هي الحياة التي يأمن فيها البشر من البغي والاعتداء، ويجدون فيها مثابة أمن، وواحة سلام، ومنطقة اطمئنان.
ولما كان المشركون يحرمون بعض الأنعام كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي فيجعلون لها حرمة، وهي ليست من حرمات الله، بينما هم يعتدون على حرمات الله؛ فإن النص يتحدث عن حل الأنعام إلا ما حرم الله منها كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ }11، وذلك كي لا تكون هنالك حرمات إلا لله؛ ولا يشرع أحد إلا بإذن الله؛ ولا يحكم إلا بشريعة الله12.
ويربط بين الهدي الذي ينحره الحاج، وتقوى القلوب؛ إذ أن التقوى هي الغاية من مناسك الحج وشعائره، وهذه المناسك والشعائر إن هي إلا رموز تعبيرية عن التوجه إلى رب البيت وطاعته، وقد تحمل في طياتها ذكريات قديمة من عهد إبراهيم - عليه السلام - وما تلاه، وهي ذكريات الطاعة والإنابة، والتوجه إلى الله منذ نشأة هذه الأمة المسلمة، فهي والدعاء والصلاة سواء.
وهذه الأنعام التي تتخذ هدياً ينحر في نهاية أيام الإحرام يجوز لصاحبها الانتفاع بها، فإن كان في حاجة إليها ركبها، أو في حاجة إلى ألبانها شربها، حتى تبلغ محلها وهو البيت العتيق، ثم تنحر هناك ليأكل منها، ويطعم البائس الفقير.
من الآيات الواردة في تعظيم الحرمات والشعائر:
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}13.
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}14.
من الأحاديث الواردة في تعظيم الحرمات والشعائر:
- حديث جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((نَعَمْ))"15.
- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ))16.
- وعَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ؛ فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ؟ لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ! فَقَالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ؛ فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ، فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ؛ فَلَمَّا سَارَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ فَجَعَلَتْ الْقَبَائِلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَمُرُّ كَتِيبَةً كَتِيبَةً عَلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ قَالَ: يَا عَبَّاسُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ غِفَارُ، قَالَ: مَا لِي وَلِغِفَار،َ ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ، فقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمَرَّتْ سُلَيْمُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا؛ قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ، عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، مَعَهُ الرَّايَةُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ: الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ؛ الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ؛ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَبَّاسُ حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ، ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ، وَرَايَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ؛ فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَة؟َ قَالَ: ((مَا قَالَ؟)) قَالَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: ((كَذَبَ سَعْدٌ؛ وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ))...الخ الحديث"17.
- وعن أبي هريرة - رضي لله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دم عفراءَ أحبّ إلى الله من دم سَوداوين))18، أي ضحوا بالعفراء وهي الشاة التي يضرب لونها إلى بياض غير ناصع، والعفرة لون الأرض، فإن دمها عند الله أفضل من دم شاتين سوداوين19.
- وعن أنس - رضي لله عنه - قال: "نحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده سبع بدن قياماً، وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين"20.
- وعن علي - رضي الله عنه - قال: ((أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن، وألا نضحي بمقابَلَة، ولا مدابَرَة، ولا شَرْقاء، ولا خَرْقاء))21.
والنصوص كثيرة بما يتبين من خلالها كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعظمون الشعائر، وكيف كانوا يحتفون بها، وما قصة دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة المكرمة، والكيفية التي دخل بها - صلى الله عليه وسلم - مع أنه في حالة نصر على عدوه علينا ببعيدة، إلا أن تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - لشعائر الله، وحرماته؛ منعه من أن يحدث شيئاً لا يرضاه الله - تعالى -.
وهكذا نجد أن الله - تبارك وتعالى - قد حث وحض على تعظيم شعائره، وليس أدل على ذلك من قوله - تبارك وتعالى -: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}22، فجعل تعظيم شعائر الله من التقوى، وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن القلب هو محل التقوى كما جاء عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((التقوى هاهنا ثلاثاً، وأشار إلى صدره))23، وإذا خشع القلب واتقى خشعت سائر الجوارح.
وليُعلَم أن شعائر الله - تبارك وتعالى - لا يعظمها إلا من عظم الله واتقاه، وعرفه - تبارك وتعالى -، وقدَّره حق قدره، وهذا أمرٌ لا خلاف فيه بين المسلمين، وكذا كل من يقرأ كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1 الصحاح في اللغة (ج1/ص480).
2 القاموس المحيط (ج1/ص534).
3 التحرير والتنوير (ج1/ص2777).
4 لسان العرب (ج6/ص220).
5 مسند أحمد (2302)، وهو في صحيح وضعيف سنن أبي داود (ج4/ص256).
6 سورة الحج (32).
7 سورة المائدة (2).
8 تفسير الطبري (ج 9/ص467).
9 تفسير ابن كثير (ج2/ص10).
10 في ظلال القرآن (ج2/ص308).
11 سورة الحج (30).
12 في ظلال القرآن (4-2421).
13 سورة الحج (32).
14 سورة الحج (30).
15 مسلم (17).
16 أحمد (5189)، وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ج2/ص15).
17 البخاري (3944).
18 رواه أحمد (2/417) وهو في السلسلة الصحيحة المختصرة (ج4/ص475).
19 فيض القدير (ج3/ص713).
20 صحيح البخاري (1626).
21 إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (ج4/ص363).
22 سورة الحج (32).
23 صحيح مسلم (4650).

رحيق الكلمات
2014-03-29, 21:00
ما معنى

في قوله تعالى
(( لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (33)

قوله تعالى
(( لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (33)
( لكم فيها منافع ) أي : لكم في البدن منافع ، من لبنها ، وصوفها وأوبارها وأشعارها ، وركوبها
إلى أجل مسمى ) : قال مقسم ، عن ابن عباس [ في قوله ] : ( لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ) قال : ما لم يسم بدنا .
وقال مجاهد في قوله : ( لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ) ، قال : الركوب واللبن والولد ، فإذا سميت بدنة أو هديا ، ذهب ذلك كله . وكذا قال عطاء ، والضحاك ، وقتادة ، [ ومقاتل ] وعطاء الخراساني ، وغيرهم .
( ثم محلها إلى البيت العتيق ) أي : محل الهدي وانتهاؤه إلى البيت العتيق ، وهو الكعبة
الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-29, 21:04
ما معنى

في قوله تعالى
((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )) سورة الحج (34)

قوله تعالى
((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )) سورة الحج (34)
( ولكل أمة جعلنا منسكا ) قال : عيدا
من بهيمة الأنعام ) ، كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ، فسمى وكبر ، ووضع رجله على صفاحهما .
( فله أسلموا ) أي : أخلصوا واستسلموا لحكمه وطاعته .
( وبشر المخبتين ) قال : المطمئنين الراضين بقضاء الله ، المستسلمين له
الوسيط لطنطاوي

رحيق الكلمات
2014-03-29, 21:15
ما معنى
في قوله تعالى
((وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) سورة الحج (36)
** ما هو الاعجاز العلمي في ذكر اسم الله تعالى عند الذبح ؟

قوله تعالى
((وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) سورة الحج (36)

والبدن : جمع بدنة . وهى الإبل خاصة التى تهدى إلى البيت الحرام للتقرب بها إلى الله - تعالى - وقيل : البدن تطلق على الإبل والبقر .
وسميت بهذا الإسم لبدانتها وضخامتها . يقال : بدن الرجل - بوزن كرم - إذا كثر لحمه ، وضخم جسمه .
شَعَائِرِ اللَّهِ شعيرة من شعائر ديننا ، وعلامة من العلامات الدالة على قوة إيمان من ينفذ هذه الشعيرة بتواضع وإخلاص
{ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا } أي: عند ذبحها قولوا " بسم الله " واذبحوها

{ صَوَافَّ } أي: قائمات، بأن تقام على قوائمها الأربع، ثم تعقل يدها اليسرى، ثم تنحر.
فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا أي: سقطت في الأرض جنوبها، حين تسلخ، ثم يسقط الجزار جنوبها على الأرض، فحينئذ قد استعدت لأن يؤكل منها
كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ } أي: البدن جعلناها منقادة لأمركم
تفسير السعدي

التفسير العلمي لأهمية التسمية والتكبير عند الذبح:

توصل فريق من كبار الباحثين وأساتذة الجامعات في سوريا إلى اكتشاف علمي يبين أن هناك فرقاً كبيراً من حيث العقامة الجرثومية بين اللحم المكبَّر عليه واللحم غير المكبَّر عليه، أي الذي قيل عند ذبحه: (بسم الله، الله أكبر).

وقام فريق طبي يتألف من 30 أستاذاً باختصاصات مختلفة في مجال الطب المخبري والجراثيم والفيروسات والعلوم الغذائية وصحة اللحوم والباثولوجيا التشريحية وصحة الحيوان والأمراض الهضمية وجهاز الهضم بأبحاث مخبرية جرثومية وتشريحية على مدى ثلاث سنوات لدراسة الفرق بين الذبائح التي ذكر اسم الله عليها ومقارنتها مع الذبائح التي تذبح بنفس الطريقة ولكن بدون ذكر اسم الله عليها.
وأكدت الأبحاث أهمية وضرورة ذكر اسم الله (بسم الله الله أكبر) على ذبائح الأنعام والطيور لحظة ذبحها، وكانت النتائج المدهشة والمفاجئة والتي وصفها أعضاء الطاقم الطبي بأنها: معجزات تفوق الوصف والخيال. وقال مسئول الإعلام عن هذا البحث الدكتور خالد حلاوة: إن التجارب المخبرية أثبتت أن نسيج اللحم المذبوح بدون تسمية وتكبير من خلال الاختبارات النسيجية والزراعات الجرثومية مليء بمستعمرات الجراثيم، ومحتقن بالدماء؛ بينما كان اللحم المسمى والمكبر عليه خالياً تماماً من الجراثيم ومعقماً ولا يحتوي نسيجه على الدماء
الإعجاز في التذكية (الذبح)

رحيق الكلمات
2014-03-29, 21:27
ما معنى

في قوله تعالى
((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )) سورة الحج (37)

قوله تعالى
((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )) سورة الحج (37)

( لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا ولكن يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ . . . ) .
أى : لن يصل إلى الله - تعالى - لحم هذه الأنعام ودماؤها ، من حيث هى لحوم ودماء ، ولكن الذى يصل إليه - سبحانه - ويثيبكم عليه ، هو تقواكم ومراقبتكم له - سبحانه - وخوفكم منه ، واستقامتكم على أمره وإخلاصكم العبادة له .
قالوا : وفى هذا إشارة إلى قبح ما كان يفعله المشركون ، من تقطيعهم للحوم الأنعام ، ونشرها حول الكعبة ، وتلطيخها بالدماء ، وتحذير للمسلمين من أن يفعلوا فعل هؤلاء الجهلاء ، إذ رضا الله - تعالى - لا ينال بذلك ، وإنما ينال بتقوى القلوب .
ثم كرر - سبحانه - تكذيره إياهم بنعمه ، ليكون أدعى إلى شكره وطاعته فقال : ( كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ الله على مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المحسنين ) .
أى : كهذا التسخير العجيب الذى ترونه سخرنا لكم هذه الأنعام لكى تكبروا الله وتعظموه وتقدسوه بسبب هدايته لكم إلى الإيمان .
وبشر - أيها الرسول الكريم - المحسنين لأقوالهم وأفعالهم ، بثوابنا الجزيل وبعطائنا الواسع .
وبذلك ترى أن سورة الحج قد سبحت بنا سبحا طويلا فى حديثها عن البيت الحرام ، وعن آداب الحج ومناكسه وأحكامه ، وعن الجزاء الحسن الذى أعده - تعالى - للمستجيبين لأمره .
الوسيط لطنطاوي

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-29, 22:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما معنى كلمة
خوّان
في قوله تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾
[الحج/38]

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-29, 22:08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما معنى كلمتي

صَوَامِعُ / بِيَعٌ
في قوله تعالى:

﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ


[الحج/40]

رحيق الكلمات
2014-03-29, 22:13
كيف فسّر العلماء هذه العلماء هذه الآية الكريمة في ظل تكالب الشرق والغرب على المؤمنين الصادقين ؟
(( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )) سورة الحج (38)

كيف فسّر العلماء هذه العلماء هذه الآية الكريمة في ظل تكالب الشرق والغرب على المؤمنين الصادقين ؟
(( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )) سورة الحج (38)
هذا إخبار ووعد وبشارة من الله، للذين آمنوا، أن الله يدافع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم كل شر -بسبب إيمانهم- من شر الكفار، وشر وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره، ما لا يتحملون، فيخفف عنهم غاية التخفيف. كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمستقل ومستكثر.
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ } أي: خائن في أمانته التي حمله الله إياها، فيبخس حقوق الله عليه، ويخونها، ويخون الخلق.
{ كَفُورٌ } لنعم الله، يوالي عليه الإحسان، ويتوالى منه الكفر والعصيان، فهذا لا يحبه الله، بل يبغضه ويمقته، وسيجازيه على كفره وخيانته، ومفهوم الآية، أن الله يحب كل أمين قائم بأمانته، شكور لمولاه.
تفسير السعدي

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-29, 22:21
سورة الحج هي السورة القرآنية الوحيدة التي تحتوي على سجدتين (حسب رواية حفص)

وتحتوي على سجدة واحدة حسب رواية ورش ....ماهي آيات السجدة في روايتي حفص وورش ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في رواية حفص عن قراءة عاصم رحمهما الله
سجدتان في الآيتين
http://www.djelfa.info/vb/data:image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQAAAQABAAD/2wCEAAkGBxITEhUUExQWFhUXGRwbGBcYGSQdIBwhHx4eHiUgIy QhHSgiICEmHyEhIjEiJiktLi4uHB8zODMuNygtLysBCgoKBQUF DgUFDisZExkrKysrKysrKysrKysrKysrKysrKysrKysrKysrKy srKysrKysrKysrKysrKysrKysrK//AABEIAIkBbwMBIgACEQEDEQH/xAAcAAACAwEBAQEAAAAAAAAAAAAABQMEBgIHAQj/xABFEAACAgEDAwMCAwYCBQkJAAABAgMRBAASIQUTMQYiQVFhBx QyI0JScYGRYrEzQ3KSoRUkc4KissHR8BY0NbPC0tPh8f/EABQBAQAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAD/xAAUEQEAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAA/9oADAMBAAIRAxEAPwD3HRo0aA0tw+u48uRNjRyBpoApkUA+3dy Oaon+R41Z6g0oQ9lUaT4DsVX+ZIVjwOaA58cedI+iekkinbMmb fmP+uSMGNKqgoQNRUD5fcxNG+AAGhyJ0jVndlRFFszEAAD5JPA H30jx/UL5Dr+VhLQlhuyZSY0I+e2CN8pPwQAhvhj41X6L0LMLynPyI8m JmuODtqVSm3K27YCSKBCkHb9WIvSr1DmYkHV8USiaWSUEqO4Sk BO1FYRAch2FFjwpUH5sBs+pdQjgjMkrbUHzRJ58AAAlifgAEnV P0z1hsuATNBJAGZgqyimKg0GI+L81/mOdZ7rEU4zc4JM6iTp4MQ/hdTKu5T5BWwePO/7DTfExWy1gneYnHaKNxCooOWG7c7XbLyKQUPN7roBoNGjVDrWR PHFux4RNJuX9mXCWtjcQTxYHPOgv6xGD6hduqflciQo6xmRYYw O37uAHY++R9p3e0CNfuQDp96n6W2XCYEyGgawS0bEMB/1WU39LNXVhhwUnW+n9Sx5op8Nlnijh2Twyn9pNtPDBttGSr5JA/negZ9f9QT488MaYkk0TAtLKl/swPmthVq/h3BjftB0enOr5mRNP3cRsfHTaIWkI3uedxIDEAeK/zPNU8HOGXn408Mp7IxJGKV53yIKI/dYFCD8gqR9dM/R2Qz4q77LK80ZLckmOaSOz/PboHWjSb1TnjHjXIeZooonBkVU3mUNaCMDyCXZTx9NMcHNjmiS aNg0bqHVvggiwf7aCxqn0/qsE5cQyLJ2ztcobCt/DY4sfIux86j6p02LKjCSFmiJDFUcgOPo20+5T5q6PzY18yOkwv CMcDtxLQ2RN2+B+77KIU/QVY48aCTH6tBJK8KSK8iC3VTez7MRwp+x5+2ruq+BgRQII4Y0j QeFRQoH9BrvIyEjUs7KijyzEAc8eT99BLqLIyEjG52VFsC2IAs mgOfkkgAfJOucHMjmRZInWSNhaupBB+OCNJ+mYMGRIMzuHI9x7 O7hYatCFShTgggsw3XY4HGgfMwAsmgPJOl6ddxjAcjvJ2Bf7Um k4NWGPBF+CLB+NUpcTHzySzO8cLvG8BtULqee4tAuKogH2kMDR sEXerYIaPckUTyxAmASD2q9UPg7fpYFgE6D70bqoyFLrHKiXSN KmzeP4gp94X/aVSfIFUdLOt+pniyYMaDHkneR1ErKCEhQ+XZ9pXcBzsuz9rFyx YeY+HOmTIgnkWQKYLqMFdqhSwBJH6rIHJ+laU+lepSFunK8pdZ 8BnJIq3UwG6HAO2Q/20G00aNZT0N6kgn7uMk0s0mMxDSTAbpBuYbxtABUMCvgH2gnzZ DV6gM8bs8W5SwUb0De4BrAJANgGjR+x+mosuMToyJKy87WaJhu FHlbo7T8GuR8UedfOl9Lhx12QoqAmzXlj8sxPLMfliSdBn+vN0 3DaBJ9ytkSCOMB3JJJAv9XAFiz9xribpncnEcGMVjRx3Z5XkAI HJWJd9uSON5pRd+6q1e6v6Siy5d+Y3eiX/RY5G1FJFFm/ed+TRJAAPC3yYcKct1IPHLuglwlZE/dJST9Q/o4B/mPpoIYz09s5sEI5mWLut732gWoq997vcD4qvnVjBx+nTTTQRkt Lj7e6oeT27rIF7qJ4PgmvnX2LpcMeUGY93PaOR45ZFoBVIQqu0 UqAyD2jk3ZJPOp+hemEgmkyWYvkzD9s6jYrfpr2Ake2uCbblvc b0Ep6Fh7gle4iwvda6+tb7rVTKw8COWOFr7sh9kavIzUPLEBjt UfLGh4F2Rqxn+lMSbJjypIw0kZDL4A3DgMaFsQPFkgVwL51OPy mLKq0kcuVIaNHdI4UsbbnwoNWaHAHwNA10g6f1qSbJKbVihUMF EtiWUqaLKhIKRj6sLawQAKJs9Q6bJLMrvOyQR0wiT27mBu5Huy goewUDzu3DgKYl6ZjZUmQoH5iYQlpOWJWeTtpRJIClx8ccAnQd 9F9Q5OVmOI8crgonE8ilTK5ogx2fdHV+6qPm/A0w6z14ROIIY2nyWXcIl4Cg2N0jkbY0sHk8mjtDEVr76cyGb8y rsWMeRIov4Bp1H9FYD+mvvqGHNYIMN4YyT73lUsQPjao4Y/FEjzf20E0qZRx6DxLkEC22lkWzyQtgtQ8WRZHNeNIfw46gk8c0 g77OJSjSz7rk28Aj2qii7Hbj4U+eTzqcKFkjRGcyMqgFz5YgUS a4s+dJvTUzd7PjZr7eSNg+iNBCwA+1lv+OgiX1YHDSQwSywLws qrzK5IAWJSPcvm5SVQeQSLIadFfJZGbJWNGZrWNCW2LQoM3hmu ySAALoXVmxntIInMKq0gU7FY7QWrgE0aF6r9EfJMd5SwrJuNLC zMoX4BLAEt9eK0EHXUyXKpFIsEVEyz8F1A+EBG0E8ne1gV4Pxk 5WEfUYsWaPKy4xCXRqZooxyF3DnuyEKbkkbgkbQL4vdXxOpTjP im7K4jwypFtB7hJU0bDEVXncAbsAVye+i5DmbpZEjPHJgyWWP6 zWMwY/Bar5+50Gy1Dm5SRRvJIdqIpZj9ABZ1Nqp1bp8eRDJBKLjlQowH BoiuPodBQ9U9XfGw3yY49/bCu6NwdgIL1/iCWR8WNZ+T1vmmSo+k5nbFFi4VW2+4NQ30WvbQvkbj8C7WJ6Lm O1MnqGRkQIRUJVEDAeBIyrvkH1BPPz8jWw0HmnS/XXUlyZ0yemZRj8oIowTGLIotu2yWKbcp4JIoiqYSeruoNv7fSM jda7C5Qfs7XdZ7nD+aQX8E/TW70aDGdAg6hNlrLm46QiOGSO0lDiTuujAUACuwJRNmydIPWuF n4nTOnpBKBLj9lGCyFe5IAqoo4uRSbXZxdgmgDr0zMxhIhQl1B rlGKkUb4KkH/AM9JsX0jjLOuQxlmmW9jTStJsvztUnap+4Ggmyus7c2HF9o3xS SszH4UqoVR8klrJ+Avjmxm/WHUOpHL7HTJYWZscmRZOeyVcU/F0zhyAGBB7d1wdab1F6ZxM5FTKhWUKbUkkFfrTKQwuhdHmhpZF 6VMNQYZjw8WgXMK3NIfFbmBCiv3jub6Fa0Cf0x6T/KznPzHgidEZSUdje6izzSyEGRuPG1VW+PAph6TznTEychFnyID M74qHmRozt/TuIJUvvZL/dK6by+kcBmDviQO4N72jVmJ/iYkWzfc2Tp0BoPP/wAOMbIOZ1DJlw2xY5zGY1ci/aZL4s1uLbzQA3MfPnTXqE79PwcuXgVNJIprcFEsl7yByQpcuR8 ga1muJY1YFWAZSKIIsEH4I+RoMj68lgl6eRux5lO1g0uR2lO33 Bw6c3YHC1dnkaoehepgYGBjyY4Q5BlTtsaXYA7sygiyrcBU87W HJAss8v0NjKVbExsOGTdZlaEOUH1ReBu+hJoeaPjV7L9JQTwLD ktJkFX7gldyHD/VSm3ZXgKoA+2gVdbycvFyMTF6fHjtG0Ui9mQlRH29tPYBbbztq vNfXXXov0jk4mTk5E+UJzkBd1IVtgWO4gsQKB2ADjaB9NOeg+l 8XELNDGd78NI7NI7D6bnJNfYcfbXzqnp0TbrycqMMbIjmK/0HFgfyI0Gb/DLMzzLmw5jiQxuhDK+9VdtxZAQooABWCclQwvk6jh9VRND+X6p i5BmDe9GxmlR2Dbh2yilWUcBb54F2bOtr0fpUOLEsMCBI18Af8 SSeST8k8nUPWelvPtUTyRR89xYvaz+KG/8AUg83tomxyPkMpL1efKEMWBiZeMqTRsZHRYIwgb3qVJ3MCpb2 hfJB+NHrfr8vSjAYMdmx5JmfIZULcu62BR9rMXZgT5YAfvHWtx ukrDB2caoQP0mt9EmyTuNsSbsk2bu9LYvTcskyS5eU06xsGjhW MRxhh4cgEs7A8i2oHkC9BnOrepMpoZm6bgZaSSsHkmliUbfaqb kjdwZH2qAFoD558GXpHrPqcmMt9JyDklPkrHGWHFnewZQfO2r+ LPnXoOjQYR/UnWHb9n0shQFJ7syIWq94FM20k7dtjwGN8imHQOgSxJ0/cFU46yB1BvaHHCA8Xt9osDnbetXo0GQ6V63xt2SmVkRwSxTyKY 5WCbVBpCLrcrLT3zy558DWT9JdSMORmZnbgkxzGoSXHiMKvK8l CNd/+kLsy3ITQpfvr0nq3SUlBdY4DOBSSSxB9v8AkSB9ARqlH6WjeO RMqSTJ7qbH3nam3zSIlKlGqI93A9xrQVfVcr4GM02FFCGOQjSx kbe6ZXEZ5HhyzKdxvx4OqXRvTOcOo/n8nIQ3EyGCNWpAdpCAk+4Aru3bQWYniqAv9N9D40UiyM+ROYyD EMiZpVjI8FVY0CPg8kfGtPoMFljq+VjRhViUPLL3AXeBmi3ERg UjOljlvD0AOCTqt6b6Zn47okmKGGDDkJFLHIAMhXKMkaqx3Ifa ASxIBXybvXo2jQefdSzOqSvFmQ4Jj7G9OzI696RZQNzAA7VCMq NtY29H9NC1GF0n1Bck8WRLCuwt2spo5nlcA+FRAkSngbQ3H316 xqjD0xFnknDSbpFVWUuSntuiF8A8+R/52GL6N6q6oI4lk6dlTOd3ddljho17VRTIfbdAux+Ca5oVeoJ1n MjUZGDjxU0bxuZxvgdH3d3gEEEUNoN0DZ92vTNKeu+m8XM2/mYzIEDALvYL7hRsKwDeOCQaPIrQJPXmL1KcrBiovYdGE0nd7bW bAX9LMFHk7RbeLXm8ZkxZ+XAiRdPmVkxRiymVliIlQq6SJZ96R ul2KvfxyNexRoFAAFACgPsNdaDNbJsT87kCIzB5kl7cf6iohhj cqPlgUZgvzVeTqJfWvTcmJ1jz44mZStlhHIhIq9sgsEfceRrVa W5/p/DmO6bGglb6yRKx/uQdBlureqMZsVsPHyZMvJeLtqcYhpN1bd7Ovsj55LEitaPo3Tp I5ZZJCCZEhBP1ZFIY/a+P7av4OBDCuyGKOJf4Y1Cj+wAGo+qYTyqAmRLAQf1RCMk8eD3 I3FfPAB++gUer+uZGO2MmLFHPLNIV7TvsJUIWLA0QAtckj5A8k a+eiumZEK5D5ARGnnaURI5dY9yqCNxA8sC1AUL1P0L0vHjyvO0 k2RO6hTNOwZgo52KFVVVb5oDk+b0x6r0qHJTtzLvS7K7iAfswB AYfY2PtoMFk+teozZ74+BBFJEC6iSQPsO0C37qnaRvJTYATa+e aGpwugtEenop3LixGMt9f2aoOPvV/008xcZI0WONVRFFKqigAPgAcDUugNGjWO6x63ixsmdHLSLHHHS Js3CT3sy+51JJRoz9PpZsANjo0q9MdWbKxknaPtF93s3bqAYgW aHJABIri6+NSdU6mkckELbryGaNWX90iNnsn44U1960HcnV4Fn XHMgM7AsIxywUAncwF7V4rc1AmgOSBq9rD4Lv09shmxVgwYVZ3 nMncmnYfvHksSR8ub+PHiz1HpgzsyLdlsIscRZC48YI37i2x3e +RuRvaPAA+ug1+jSnKXLkm2qVhgUqTJw0kvyVUfpRfgsbY80Bw 2vub6hx48iPFL3PJRWNRZ28+4/AUUTZ+n1IsGujSr1PI4xpFjEvckUxx9oWwZgaNn2qB53MQBXmy AcT+HfSeoLkJLLJugjxxjkFnpypJ7kYYAleANzgFrYi1Ckh6Xo 1Gs6FigZd4AJWxYBuiR5ANHn7HVPrKZLKFxmjRmamkcFti/JVRwzfABIAuzdUQYaNI+hSY0Ltipk97INySb5N8h8AswH6R4AU AAcUNPNAaNRZM2xGfazbQTtUWxoXQHyT8DSLDxczIdZcknHiU7 kxo2tjRsGZx5/6NDt+pfQaLUazoWKBlLKAWUEWAfFjyLo1/LXOXPsRn2s1C9qC2P2A+v/DWO9M9DlTMysiSVYny1tsYEPJGE2hTvuiRuNiio3KASACQ2ruB ySB4HP34H/HXWsfi+nsWGcwwK/fSISxNPJJNGhJZNwVpK3A8krR93kXpiPTwSKUmWd5pAO5MrVIw XnYnxGvkAJVbib3e7QNoc+J5HiV1aSPbvUGyu66v6EgXR1M8qg gEgFjSgnyaJofU0Cf6HWLw/UAwcN5p8JsPGSSNUUkM5DvTSPtLV+oMbJYkN5sX1n9LSbPaXdJ Pk4qJJBDI+yBe7vUEbVJsbCSxv4r4ADa6NLOkYM6FnyJjLI37q jbGg+iLZP8ANmJJ+w40i/ErqWUkCRYDj83K42Rit7KPJWwVABrczUtWLBI0GvJ18jcMAVII IsEcgjSHJ6Icwq+Uz9kqpGJ+kAkAkTFWPcINjbez7N500z+mpL F2juVOOI2KcD921ohT4IBHHGg+Y3VoZJXijcO8f69vIQ/wsw9ob52k3XNVqfLyo4l3yOqLYG52CiyaAs8ckgD+esz6cx8vH SVpkx44IkPaxsUXVAEkkgcmiQB/HyTpbLj4nVXwXyO/UsByEx91Re3YGDigXNyAX4IHHBNhvtK/U3X4MHHbInJEa0PaLJJNAAahw8DJeUTZEu0KT24IidgsEAyNQM jUSa4UE+CQG1T9d4LSY0papII42kbHqjMyDcqs1+1LHIAs8c1Y YNIjWAR4IvXWs30jqiRxwwwwPRxO/FHuF0Nv7P3NQI3ActQ451d6Pj5ZYy5MiixS48XKJ4NlyA0j/elXnhfnQWMDreNM7xwzxSPH+tEcMVrjkA2OeP56vA6x/pTtyYc0uND+UkMkqOxUO/7NyhNk+5gooWSA3wQKMXpvoskWOJMOUySZpE0uTkncVDKCKRaD EA0FsAc88AaDbaNJ8ucYeIxkn3MqmpZuSztdWEFm2NBEHigB41 S/D3JzXw1OekiZAZt28KCQTuUjZxwpC8gG1PGg0hOqnV+qQ40TTT uEjWrNE+TQAABJJPAAFnWP6r03Jzs/FyYQ0UOG7f6cFRMWIVticMAE3AO1WdtArZ1L+IrRtEUzmjhwSw v96WdlBfYgqo72/qssfA22CQ2kMoZQymwwBB+oPOu9ZfpPXceDGw1bvIs8nZg7/wCs/q2FieRuVRV8+5R50rycg/nDmZGdtgx5GiTGiV/dJsPtNG5mKtuoJYKiqAbcG80aXdE6i86s7Y8kC37BLQZhX6ioJ Kc8U3u45A1nek9YzJuqzBKk6eqdtZErasoALWTTM17lJTcotQa Iag2ejWbiTqMpMx2Q7Q3ZxSbskEBp3UHxd7I+Af3m+KJwU7eUZ 8555zA/cEThRGnN9uIEheVI3NuYkEX8aDZaNeZYXS4snGwsPFypcfElhM 2wWZZFVl3qXNCMAuopQbs8BRzrcAZs7K7/APNYFvbFw8z8UDI3KpXnau43Vt5Gg0Gq6yxmRkBXuBVZh8gEsF J+xKsB/I6sayPVen9Siy5J8L8tJHMqB45yylGQEAqyg2pB5B+Rx5Ogk6r 6/wALHOQkrFZoDXZI98vtDAxi/cGugfqDdaXHrq5owslKEa57IjA8OvbmjDCwPJaq+vGr2LHJiFs jKX8zmZBVQuNEQAEB2opY+1RbEvIw5avgDVvI6NJmYzRZgENur xDHc74ipDK3cqjIGF2FoeOfJDrrsM08OdjvEqxNCVikD2ZCyNu taG3a1fJu9LugZivlYsgHOR05WsfRHQ1/TvH++g/h5A9NPk5s8g/TI+QylR8hRHtUA/Ngk/XWnh6fEpRlQAxoY0P8KHbaj7exf90aDjMynjcEqvYCO0khblCt EDbXII3En4ofXWe6v66w4cjEiQpLJlMi2jLao52q31YF2FKPgu fCnVaLr2Rjy5MUmFlTyPM7RNEoMboaCDezbY6QBWBrkE/Or3QvT+FgY0CSR48bAoSxA5mND2lhZa+FPnxoNTrMes/V64IAETyyFTJtUGhGhHcctVDYpuvJJUfOmvVpcta/LRQyed3dlaOvpW2J7/4ay87SY7vNnxy5U2RG0aw4sLPHFGKLIDx7nuy7Vu2gADbWgbr0 JV6h+bOU4aQbVh/ZhWUL+m9u9gCS493BOlPrLOyDkdl8fMOGFBZ8QAtKx8qxDh0QD yFG5ifIA91HN9MdJQjGMc+XP7Nkfdd5IFu1pt4ECDzyVuq93A0 9HoOAcLkZyj6LmS//AH6Ch0n1Fi469vG6Zmov+DEK3/OyCT9z9fOr49V5Lcp0vLr6yNDH/nNrh/w9xG/XLmP/ALWXKb/7epI/w86YPOMJP+ld5f8A5jtoKeJ64l/Nw482Ki94lVaLKSZlIUt70CggUD7gSBWmc3q2FeopgFTvdLD2K 3UW2V5vYC1+PA8+Pp6XBhU2J05GY2D2FiRgOPlitg/z+NUOn9Imyc5M3Jx48cQqRElq0rEgrukdeAqqzBYwSLYkngUGo mzUWSOIn3ybii/UKASf5Cxz9SPrpX070/j4femhjd5WBLEsXd6s7QWPH0A4Hj6a79SemocwJvaWOSMkxzQu UkS+DR+hAFggjjWe6f6K7kky5U3UJI1YKgly7SVdoO7bEEI5JX a1+PvoLPTeqJk5mDlRhgmRhz8MKIqTHYA/cWw1c9G+sYuoHIEa7TBJtI3BrU3tfj9N0faeQQQdTZzSwBVxcA SdtdkREiRqqmuOfcq+0eFPgaW4PolXiY5TFZ5ZRK5xWaFVIBUI pWiVALctyzMzfPAVfVHU2aPq0RdXOPHHPGtD2AJvo/U74y3PPuH206hUDqjsP9biJz/0cj//AJNV5/w/wGEahHQIGU7JGXuKx3Mspu5FZuTuJvn66ZdUzJ43JiwzMdtKyy Ivn4O4ggX9L0FH0/6wiysvJxVXa0B4bcDvAYoxocrtkBWj8bT86dx4cMbvKFVXet7/ACa8Ak80PgeBrPen+kSwyZGdkxoMiYAdrHWwiA+LoGRzwWY+do AFDml6izm6jGcGHGn2S+2aaaFo0iS7JHcALyce3aCAaJ4Gg46n +JKY2R2srFmjjdiIZFKSF68kxq29B9OCSKNDwND6f9U4uYrtA7 FUrczRug5v5dQDVG68fOoOl9Ax8OWNMTCjRGDdyZdoKUBtBv3v u5+eK0um/DjGcyBsjNML7rx/zLCIbjZAUVxd8Ekc6CXoPR1xJ53kze4ch7aIqiDdITsNDktsUp 5pgpNcaU+mn2p0c2Ts7+ISf8CuP+9j/wCWmY/DXp53GVZZywAJmnkc8cAj38MBwGHIHA86YyiLDWKKLCleKFbjM SqwQ0VqmcPuIJ5o3uNnk6AX1bAeoHA9wl2Fg3G0kAMUHN7gjBv FVf00xWePIikC8rbxk/BItWr7A2L+x1mejdGfJzx1GfFXGKIUhQ0ZWsUXkKkgUtqqAmtx s+Knf0Ku+TZmZkcErs746SALbG22nbvRWNkhWHk1Wgo+mXO/pDNwzdPlU/cj8qf/AAY61HqDrsOHEZZt22wKRC5s/ZQf7njVXrnpTHyYYoiZIezXZeByjxUu32kf4eKN6RdM9C4zPKJ FzVKsEaR8uS8kUDvbZJz5quPHj6B8/D/1PhTRTbciICTImZI2dVfbI98qTYti1fXj66udI6ouF0aKZgSIY EG26silAs8AE1yeAOdU+ldP6dBkNj/lcMuJFMCwRdyRFoe+YlT2yGs7ifgfOmfUl6i6diLGxI0YFTI8h kRV8cR9pdxr90kC/qNBc6B1yDNxIs3aAtM3uomMratz9iGG4eR/PUfp71liZkMs0bFFgLCUSjYU22bI+AQLB/vRBAp9b6UuN0swRk7F2CQngurSKZSdtUXBe6r9RrUecmDixTY0 fT5WWQFXigxmCyWtfrAC+OLLCtBH1T18Bjrk4eO2VDyZH7iwiM KSDxJTFxX6K/qLFy9C/EXpmYY1jmAkcjbFIpVr+niib+hOlvpb8O8WCBpZcKJ8li0oidj IqE8rGGct4oAv8mz4oBz1D0qMrszNJkYcyx7WXGlUUDRKklCDt N0QB86Ct1/HljgwTkOs8sWbBukCbAd8hjB22aIWQDz55+2rvp1AmV1FSRXfS UfYPBGCf7q2o8L0FhRypKBM0ikMTJPI+9lNq7hmIZgeQSOCB9B qTrnVMaEzI0GRI8oCssUEjdy1oAMBsHBq9wr5OgadJ6rj5kXcg kWWIkqSPFjgjn/1zq5BAqKERQqqKCqKAH0AHA1j/QfRx03DkaYNH3ZTKUJMpiBCqqswBshVG5vAJPwAdVut9Ti6q0e LhvKVWRZJsqFmRYlX91XFbpH/AEgCwASx8DQa4daxzkflhKnf27u3fur/ANc15o341l8PqWLD1M4sGEimQss2Qm1T3NneKlQN5XaQS/jcwHnUeT+FHT2lSUHJRlJJ2zt72IouxNtu+6sL+dTj8L+nBhIq zJLzcq5Egdr+rb7Ogo+mgqr0kgV2zlYv+5uH+cA079KetIc6fK gRSrY7lbJB3qGZdwrx7lPB5rafnXc8BxEiixsBplisxkSIKYhg SS77rO423JO46h9F+nnhfIyZ0hjnyWsxwj2xqLIW6G9ySWd65J +gGg1WjRo0Bo0aRdMzMuaYyMggxVsKsg/ayn+Mj/VJ8hT7j87fGge6NZnpfrOHInmSFHeGGMu+SqkpusexRVudtta3 4+bGr3Supzzvu/LtDBXDTHbI54qoxZRfP6yG/wAPzoHGly9Eg75yCm6b4dyWKCqpLJEYPyFq+Sb189QdVOND3Fi aZtyqsasqkljXliAAPJPwAT4vVrp+SZIkkIA3qGpWDCjyKYcEV 8jQWNGjWQPqmeKeZsuOHHwk3BZnZg7MGICqrKC5IG72iuQAW0G qhxkTcURV3Hc20Abifk15P3OpdZ7pfVsvJlVlx+xii/fPxLJwa2xj9Aujbm6/dF2II/Vw/wCVj05kCfse4rs1F24O1RVEbdx83+zfiheg1GjRo0Bo0azOL6w TIhkfDiknZZjCq/pUsF3bi3IWKudx5+ACSAQ02jVDo8E6IfzEokkZix2rtRLAGxB5 2ivLEkkk8AgD51DrMUUkcRJaWQgJGg3MRdFiB+lF+XagPF2QCD DRpT/y9G2R+XiDSuD+1KD2wir97eAx4pBbc3VWddHr8H5v8nuPf7fdK 0aC3XJ8AnzX0H8tA00aRdH9SLlSsIELYyhv+ck7VdgQKjBFuo5 uQe26Av4r9G9UNk5ckUWPJ+WjSzlMCqs9ilQMo3irO4GuPoVJD S6NGjQGjVaLPiaR4ldTJGFLoDyoa9t/S6OrOgNGuJpVRSzEKoFliaAH1JPjUMGfE8QmV1MRXcHv27f4r8 V8340FnRpL1n1DFFi/mUdGQ7CrXYZSwsrXLezcwrzX01T6Z6xxzhY2VPIEE5Cr7GXcxJ HC2xA4JuyKF3Wg02jRpZ1nrkWMFDbnke+3DGN0klfwr9BxbGlF 8kDQXMTDjiBEaIgJLEKoFkmyTXkk8k6n0jf1CIYkbLURTSkiPH Q92RvoAFHuYCi221X+KudVetdQ6kYoDiY0Ykdv2iTtfbW/3ijULW7KliDQAayQDfr3TRk400BO3uxum7+HcCL/AKef6av6zGN1PqEuairjCLCVW7kspG+Q8hdih7QXz7xdeQD50+ gNGqfVOpxY6b5W2i6AolmJ8Kqi2Zj8KoJOqEnqREVO6jrNL/o8YU8pF0CVUkKPkknat8kaB3o1T6r1OLHTuSkgWAAqlmZj4VVU FmY/QDUPRsyeXc0sPYU120ZgZK5tnCkqt/Cgn7kHgAy0aoS9YhWdMffczAnYoLFVonc1foXigWoE8Czq/oDRrAY3qlsnqaY8WQ0YXewjCKUdI3MbBmPu7hIJAWgoAuzYG/0Bo0hbqWQ8m4IuPixkmSWfhnC+dqcbF/xuQfotENrjB9TjJkC4kTTRc78g+yIUDwrEXISaHsBA838ENDo0 aNAslGU04C7I8dCCW/U8vH6QPEag/JsmjQHBKnH6dDjZUk02ZLI0vtSKRgURZZQoCqB8uyoCb4oai9a 5PUi6Q4UDdtkJknV41IJsBRvJ2/Vn2NwRQvxiJ5smbGx1x8HJZ48VMd2ZdvbnjeJ0/WQzIrxnc445HPkaD0zo+VI0+ZGxFRyJ2x9FaGM/97dpf6Qw/fLK2e+ZIhMLjhUjZdu4BB4Y0tkk83VWdcdby2wfz2YwG1hAqbj xuvt7mrkIC6k/ZTr76oz9oxmxp4xKcmI9tSP26sdjigbPtJe/jYCfGgm6DGM3BX8xuYiWQbgxVg0UzqGBUgqQV4IOn2FiiNQoLs B8u5c/3Yk6T+lF7UM4kZBtyspj7gdivM8i7qNKSrBqPIDC9Zn1D1DOz5 4T0qQHHhdTJKH2o7bhYuj3UVN1heLYckrWg32dMyRuyqXZVYqg 8sQLC/1PGsP+H8mFmH808v5jOX/SCUbWxz8okZJ7ag8bhZNG2J1pvVXW2xIRKsRmJkRO2ppm3sF9o P6m5vbx886w0npVuo5/5wY2T05hEwM29FdpNy7DtVjdKGDbv1AgfF6D1BxYIBIseR5H35 BH99ZXosE8eU0cWLsgDlpsmZw0kzbWAK0ST5X3NQChlA8VVxfU XUcf9jl4M2S68LkYoUpKPgsrMO231Hi7rjXHp/B6sepNk5W1MdomAiWbcq2UKLt2gdwU257INkDitBtDkJvEe5d5 BYJY3EAgE15oEgX9xqXSBMlcjHky4REkuyZIZmAbaAxAJPFKWU MVv6XyNY7qU3Vs3Gxsh2x8CENFK4aVgSvtfeWoBQPiJvvZ4Gg9 H6ikrRkQuqOeA7LuC/U7bFmvFmr834OXy/TkOLg5kWKSs8kEjvJf7R2pzvNVyWJ/SABdCqGmXV+rZK5UcOPEkgMUrvuLLtYAdu2raFZrU+TzYFKbxP T/APlaCb85mY0soeNoZY4pVlYWQVZIwqqsYorW5mO+yTWg18fUJA emftdyzAq5IA7h7DOD9uVJofXTjp3SYoS7IvvkYtI7HczH7k80 PAXwBwABrIZULYuB0uWZZD+TMRlCqWZQYHiJIFk7S4uvodVusf icySwnHwsibHfzJ2nUvdj9mCtHaa/VV3x9dBr8JDDkGFfy0cBTdFGnEpazvYjwV5Xkc2efOqmP6YT8z +cyH7mSDSMtxrGnICAA+4e7kuTuNHgAAYjqEORm9VxsqCHMi7b RA97HVAiqzb/eXJ2tG7gqFNtt5rwx9b5nUXlcLjzrjY8kMlx7D3lSRHcn3FzwD tjUD9Nk87QD3onSMXGyZXM7yTkiP9o3CCSmWNFACiwo+LO0Xq/6TypHXIWRizR5U6An+HeWQf0RlH9NYjqfUJcmdnx8XJMUz4r48/bIHchk9xcEhljKnbuZR4byK1ssGM4h6hPNxE0veUjk7RBEp4HN 7lYV5P8AXQaHXE7kKxCliASFFAk/QWQOfua1n+uZUuFjz5SCSf3rI0TsLRKVXWOvBCgtRPJvnSLrf4 gzKsaR4OTFLMwSMzoo93khVElu1cDwtkWwF6Bx6d9NNHlTZ0rb JsgASQxtcYArbZKhmcc+4bR7jx8nUaS9Bnz2aU5kUESe0xCKQu QDdq5KgEjjlRXP2vUPTe3mrDnKCrhZOwd7Fdj8AsoIBsBW2nkH i7GgudQ6FDPKsk26QIBtiY3GGBveU8M3ii11QoA2SdR6DDPIrz BpFUDbEx/ZAg3uKeGbxy11QqubwWavWuqYCqgx8e7V2Er3MV3JuUqv7NNw3 gc7uASBYbT+u48odNcRShJVVe5J3O17RW8q5BCEi+T45+dA96l 0mCcIJYw+w2t/BII+PsSNZnqXopcorDIkcOHExeOOHiRnqt5eh2wLNKtk0CWr26 +Jm9QPScWVUeTIqBpkFLI6AqXrdQDso8cHk1RrUqev4iP/AHPqG7xs/KPf9/0/8dA59S9xcHJ7TMJFgk2P87gho/zvnU43PD3ItgmaL2OwsAkWLqiVvkgHWcxXzMvKMvayMfF/LvG0U5QdxifayopJU1YLMeRtAHk65wfUT4kcOJJiZks0cES7oo dyOwjW6ewoogg2RoNJ0grJHHMTG8hQK0qLQP8AEFu2C7r4J0r9 epJ2ImjkaMpk45JHyplVCDfBFNf9BrKQdbzMbGlwzjZUWTudoJ IYBOgWRzIADapaglDu4FXz40t6Tk9Y/LZGFnw5Ms8pXsSBFMaeDbSKwFBqJ44ri/Gg9F6LI/5vORmJG+J0BP6VaFFofQbkY8fJP304edQyqSAzXtHyaFmv5DSv G6e6508/+rkghQc87keYn/suusE0vVRlR5WTDukgZn/LRZCuxhcGM9uIKL27lYu7EkrQ2g1oHnVfU0rLmSLiNH+URzHkv tYGiNyj7lQTwSOAGIPGthDjRK7Sqqh5a3NQ3NQoAnyQB8ax3Ve v5eVFJDH0vJ7U8bRiSVkQhmBW2QsWVBd7vsePF5vDTOypnGV0q R5UjjjgkkmMUcRCgSMGU2CXtg8YLkbRxV6D1x1sEXX3Hkaxno1 cQSzxRT5c85UiSaZXFbGKEKxRUBBN0vnzzWtCeomN8bHfa80qs WK+0Uijc4BJNbyoC2T7vPGsp6u9S9Rxs+NUxpJMNlVN0SqWMj2 AQWagyttAUiiCxPxQbHpPSIMZCkKBQTbHyzn+JmNs7f4mJOrr3 Rrg/Fi//Ea8v6P0PraTF8eZ4YWsumfKuQzN9QI1AQH6B/n+g3/QzliM/nDB3L47AYLX/XJN/wD686Cng9AhhJyJ2WWYW5mkVVEfDXsHiNfc1/JslmY8676h6ox4cmHHd1DSiwS6CiSAootuJc3VA/pOk3qpFzsqLBjnfYFkOZHGRXbK0quwFhmfaAoIJXufbS7pXXpY 4o4W6ZkT5kCLG7dtVUiOhvWVvaQR7lUckmvvoJejZOL1XKyBO5 c40rIuG3CKEO3uMv8ArSxBPu4XgVfJfJg5kzHuuMWBTSRQG3YD gF5CAF+uxB8D3kWNZzOzWy8jFeDp+ZBkRzITPJGsahCQJFc77Z Sl8C+QurXrf1PnYmZjLDAZIHBBoA732yNt3XalQgaqO4FvFaDd 6NGjQGjRo0EWTjpIjJIqujAhlYWCD5BB4I0lwvTGFhh5cXDjEo U121UO3+EMxFX48gaf6NB5Zgei8vGgl7UcZ3tu7MrHKZmL2HJd khV1/i2sfaLZqo63oHR8uPGKy5GyUvv3JUlCgNrF12kcf6tIwOAAOSd No0GD6FDJPmJOxnyY492yaZVgijsEXDGF3SMf09xuNpNMfneaN GgNGjRoMpN+HfT2kaRonId97Rd1xEWu7MYbabPNVX203yfT+NJ Ms0kfcZAAgclkSvlUPtVv8QF/fTTRoDRo0aA0aNGgNGjRoDVTq3T0yIZIJL2SKVajRoiuD8HVvR oPO8vphilWB8vN6g67WXFBVVq/aZ3VVGyx++3uo+1vGrnrWOGTJwGZz+Yx3735aIdyRwRXjjau4A dx9q1fI1uNcrGASQACfJrk19froFXSvz3ek/MflxDz2hFv3/qNFi3H6KsD5vSgfhzgAsFEyxMSxgWeRYiTyfYGqifjx9q1rtGg rrhIIhEg7aBdqiP27QBQC1VV8VpLk+j4JXVsiSedVIKxSyXHY8 EoAA//AFr1otGgNU8/pkczRO+64X3pTFeaK8gEWKJ4OrmjQGjRoJ0Bo1WTqEJ21LGdxp aYcn6DnnVnQQZuP3EZN7puFbkNMP5GjX0vz9KOq3Sei4+Nu7MY Uty7klnc/VnYl2P8ydMNGgUYvQymQ05ycl731E0g7S7tvhQo/Tt4s8bm+um+jRoE3qX01DmqncaSN4yTHNC5SRCRRKsPqPg2NVe jejoIJFmeTIyZlvZJkymQpfB2jhFNcWFur55N6AzLuCbhuIJC3 yQKBNeaBI5+413oDVPqfScfIULPDHKAbAkQNR+oscH7jVzXzcL q+fpoEremIFh7ONeGu8OTjBYy1fBO02D4PzwOdR5WDmqsUGNKi Rqihsma5ZiRxwppSxFHexPJPt00yepQxyRxPIiySkiNCfc9CzQ 8mh/4fXVvQKsjpUpiRFy50ZPMoERZ/wDaDRMv+6Bqv0r0ysU35iWabJnoqskxX2KasIqKqLdCyBZrzXG nuvhOg+6NGjQGjRo0Bo0aNAaNGjQGjRo0Bo0aNAaNGjQGjRo0B o0aNAaNGjQGjRo0Bo0aNAaNGjQGjRo0Bo0aNBBm5kcSF5G2qPJ//mkUjZM7Sw/oVlBawD2w25dhI8ttAYr8bz7gAttOubhEWUBth3lSasL7qsA/T6aXZTzriZDYwX8wryMqkWG2N7U8it0QVQfiwdBLL0Bi0kgnbf KEDWilfYbWgADxZ8k+fmhriHqMySN3+EjAD0Bxu8SX5K2Cp4H8 hR0n/wDbXdl45QH8o0MfdehSSZNGG/nwpU1xcy38VoeryBZEO3ce29KeATviA5o0dxFcfJ0EvUusRwxL KdzhyojWMW0jN+lVHHJ+pIAFkkAE68wyfxCH5xZd/KqVAS3xlUkErJIoLM5IBMsasqUBTDcdemTdJEkEUcjFXjClZI6 tXC7dy7lIPkimUgg8jX5mz325kUdBY2XHZ40pVBYIZKFWATu4B FX9BWg/S3QOvx5QYAFXVVYqSGBV72urKSro1GmB+CCARWkWT1qLNyMzBk Esa4gR2KSFHkBUngLTBQdrAq3PtugaN70f0tBi7kJWSRdhdaBQ IXVVQVtVUs0oFWSTZJ1L06Hp+NKMVGT8xIrOQzbpXBrczMbY3Q 8nworgcAu6fgnZG3ToggyY0kfNmbuOFIsCmYvI9GwGIRbvn9Or 3/IuSSsPfdcZKLPvLTzsTZDMQBGl/CcnwNgFFX0rAnyehY0EMghdseFC5BO0AKrVtZTdA1zphm9Xmws aAysmSUdUyZFG0hCSncC2f0vt3c+A/wDQLEXU553zYIjHHJBIiI7KWG14o33FbFkbmoWBwPvq70bokeP ua2kmeu5NIbd68fZVFmkUBRZoapdIZRn5yjyVx3P9VdQf+wf7a PTnq3HzZciKGz2SPfxTgll3LR8B0YfegfBGgVdW6Is2bjZWU5g kWTt4qxckmmkPcYqQdyIw21Sgt7iSCGkuFlZTsJmOPjKxAjjb9 pKAat3U+xD5CJ7iKthyuoPxCyRDBBkMQFhyoGZj4VWcRsf91zq T1n61xumojzrKwc0O2m7+pJIUf3s/ANHQdep/Tz5TQbcqXHjjNkRMVZj8AEED7e4NxdAHnUj+mlmcvlucgWdkRF RIPj2Wd7AfvuTzZAW60v8AUvVYJcbGyI4hO7MJsVXftAMEZ97E 1tCpuPI+g+b1d6Z6oEjYiPE8ZyscTITyu6gzRX53BTu8cgH6aD Q6NGjQGjRo0Bo0aNAaNGjQGjRo0Bo0aNAaNGjQGjRo0Bo0aNAa NGjQGjRo0Bo0aNAaNGjQGjRo0Bo0aNB8I1nlLYrUSAvABY0rgc LbH9MoWl93D0OQb26LUWT+hv8AZP8AloFgykjTjG2KAPPbRABQ FkPVAVVXQ8DUeBE00ncY2tg3VBtt7VQHkopO7eeWaiPaANef+m f/AIgP5/8A1a9c0HMhNGgCa4BNC/50a15ifww7mx544zIFQPtyHVGKDg7RECP97XqGjQKfTXT5oImS Vkb9pIy7AfarsX2knzRJF0OK/mV8fonHGZJmFpt7ur7BK6oCqgXtVhuuuQ1iqFVd6bRoMU34eLy ozs5Ig5kijSRVEZLFvb+zJIFkAGwAfrzpZ1H0BDjhOxj5WW7M1 l8woAOX2vZAKM9k+0m2JN3r0jRoM31j0fBlyLPI08UhjCSCGdk DqCTsbbW4As3PB51V676fTFw8g9OxlSV9m9YR22dFYblUrVN2y 4UjkE8c612jQefdX61H1aH8kmLlVI8fdMsTRLGqSI7bmJHNLQV bJJHjyLx/DLAZdkhyZYgKSKTIkZE+PaN3FfHmtbPRoMVkfhf0+RAk35iYKK Tu5MjbB9FG+hxx41SxsSDAy/ZD1TLdFAUsWljjVwT7CzBf3dp+ea+uvQtGg//Zhttp://c00022506.cdn1.cloudfiles.rackspacecloud.com/22_18.png
http://c00022506.cdn1.cloudfiles.rackspacecloud.com/22_77.png
أما رواية ورش لقراءة الإمام نافع رحمهما الله
ففيها الموضع الأول فقط
سلا..م

رحيق الكلمات
2014-03-29, 22:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جميع الاخوة والاخوات
معذرة استاذ قاسم احس بالتعب الشديد نكمل في يوم آخر ان شاء الله
نستودعكم الله

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-29, 22:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جميع الاخوة والاخوات
معذرة استاذ قاسم احس بالتعب الشديدنكمل في يوم آخر ان شاء الله
نستودعكم الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
شكر الله لكم جميعا
لا داعي للإعتذار أستاذتنا المباركة فقد قدّمت للموضوع الكثير جعله الله في ميزان حسناتك
وقد كنت أوّل من شارك فيه شفاك الله وعافاك
وسنكمل هذا العمل بإذن الله يوما ما
بفضل الله أولا وبجهود جميع الإخوة والأخوات ثانيا
نستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك زوّدك الله التقوى
سلا..م

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-03-29, 22:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء في الآية الكريمة نصران
أحدهما من الله للعبد والآخر من العبد لله
كيف يكون نصرنا لله سبحانه وهو غنيّ عنا؟
﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
[الحج/40]

المسافر 09
2014-03-29, 23:00
خَوَّانٍ كَفُورٍ صيغة مبالغة على وزن فعّال وفعول.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما معنى كلمة
خوّان
في قوله تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾
[الحج/38]



كيف فسّر العلماء هذه العلماء هذه الآية الكريمة في ظل تكالب الشرق والغرب على المؤمنين الصادقين ؟
(( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )) سورة الحج (38)
هذا إخبار ووعد وبشارة من الله، للذين آمنوا، أن الله يدافع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم كل شر -بسبب إيمانهم- من شر الكفار، وشر وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره، ما لا يتحملون، فيخفف عنهم غاية التخفيف. كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمستقل ومستكثر.
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ } أي: خائن في أمانته التي حمله الله إياها، فيبخس حقوق الله عليه، ويخونها، ويخون الخلق.
{ كَفُورٌ } لنعم الله، يوالي عليه الإحسان، ويتوالى منه الكفر والعصيان، فهذا لا يحبه الله، بل يبغضه ويمقته، وسيجازيه على كفره وخيانته، ومفهوم الآية، أن الله يحب كل أمين قائم بأمانته، شكور لمولاه.
تفسير السعدي

المسافر 09
2014-03-29, 23:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما معنى كلمتي

صَوَامِعُ / بِيَعٌ
في قوله تعالى:

﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ


[الحج/40]

ما معنى كلمتي

صَوَامِعُ / بِيَعٌ
في قوله تعالى:

﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ


[الحج/40]



تسمى آية سنة التدافع
قال ابن عباس : نزلت في محمد وأصحابه حين أخرجوا من مكة ، وقال مجاهد والضحاك وغير واحد من السلف : هذه أول آية نزلت في الجهاد ، وقال ابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن ، قال ابن عباس : فأنزل الله عزَّ وجلَّ : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } ، قال أبو بكر رضي الله عنه : فعرفت أنه سيكون قتال ، زاد أحمد : وهي أول آية نزلت في القتال . وقوله : { وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } أي هو قادر على نصر عباده المؤمنين من غير قتال ، ولكن هو يريد من عباده أن يبذلوا جهدهم في طاعته كما قال : { ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ ولكن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ والذين قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [ محمد : 4 ] ، وقال تعالى : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } [ التوبة : 14 ] ، وقال : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الذين جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصابرين } [ آل عمران : 142 ] ، وقال : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حتى نَعْلَمَ المجاهدين مِنكُمْ والصابرين وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ } [ محمد : 21 ] والآيات في هذا كثيرة ، ولهذا قال ابن عباس في قوله : { وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } وقد فعل ، وإنما شرع تعالى الجهاد في الوقت الأليق به ، لأنهم لما كانوا بمكة كان المشركون أكثر عدداً ، فلو أمر المسلمون وهم أقل بقتال الباقين لشق عليهم ، ولهذا لما بايع أهل يثرب ليلة العقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا نيفاً وثمانين قالوا : « يا رسول الله ألا نميل على أهل الوادي ، يعنون أهل منى ليالي منى فنقتلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إني لم أؤمر بهذا « ، فلما بغى المشركون وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم ، وهموا بقتله وشردوا أصحابه ، فلما استقروا بالمدينة وصارت لهم دار الإسلام ، ومعقلاً يلجئون إليه ، شرع الله جهاد الأعداء ، فكانت هذه الآية أول ما نزل في ذلك ، فقال تعالى : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الذين أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ } قال ابن عباس : أخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق يعني محمداً وأصحابه ، { إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا الله } أي ما كان لهم إساءة ولا ذنب ، إلا أنهم وحدوا الله وعبدوه لا شريك له ، كما قال تعالى : { يُخْرِجُونَ الرسول وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بالله رَبِّكُمْ } [ الممتحنة : 1 ] ، وقال تعالى في قصة أصحاب الأخدود : { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بالله العزيز الحميد } [ البروج : 8 ] .
ثم قال تعالى : { وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } أي لولا أنه يدفع بقوم عن قوم ، ويكف شرور أناس عن غيرهم ، بما يخلقه ويقدره من الأسباب لفسدت الأرض ، ولأهلك القوي الضعيف ، { لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ } وهي المعابد للرهبان ، وقال قتادة : هي معابد الصابئين ، وفي رواية عنه : صوامع المجوس ، { وَبِيَعٌ } وهي أوسع منها وهي للنصارى أيضاً ، وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره : أنها كنائس اليهود ، وعن ابن عباس : أنها كنائس اليهود ، وقوله : { وَصَلَوَاتٌ } قال ابن عباس : الصلوات كنائس ، وكذا قال عكرمة والضحاك وقتادة : إنها كنائس اليهود وهم يسمونها صلوات ، وحكى السدي عن ابن عباس : أنها كنائس النصارى ، وقال أبو العالية وغيره : الصلوات معابد الصابئين .وقال مجاهد : الصلوات مساجد لأهل الكتاب ، ولأهل الإسلام بالطرق ، وأما المساجد فهي للمسلمين . وقوله : { يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيراً } ، فقد قيل : الضمير في قوله { يُذْكَرُ فِيهَا } عائد إلى المساجد لأنها أقرب المذكورات ، وقال الضحاك : الجميع يذكر فيها الله كثيراً ، وقال ابن جرير : الصواب لهدمت صوامه الرهبان وبيع النصارى وصلوات اليهود وهي كنائسهم ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيراً ، لأن هذا هو المستعمل المعروف في كلام العرب . وقال بعض العلماء : هذا تَرَقٍ من الأقل إلى الأكثر إلى أن انتهى إلى المساجد ، وهي أكثر عُمّاراً وأكير عبَّاداً ، وهم ذوو القصد الصحيح . وقوله : { وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ } ، كقوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد : 7 ] ، وقوله : { إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } وصف نفسه بالقوة والعزة ، فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديراً ، وبعزته لا يقهره قاهر ، ولا يغلبه غالب ، بل كل شيء ذليل لديه فقير إليه ، ومن كان القوي العزيز ناصره فهو المنصور ، وعدوه هو المقهور ، قال الله تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين * إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون } [ الصافات : 171-173 ] ، وقال تعالى : { كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ ورسلي إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [ المجادلة : 21 ] .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-03-29, 23:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء في الآية الكريمة نصران
أحدهما من الله للعبد والآخر من العبد لله
كيف يكون نصرنا لله سبحانه وهو غنيّ عنا؟
﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
[الحج/40]


جاء في الآية الكريمة نصران
أحدهما من الله للعبد والآخر من العبد لله
كيف يكون نصرنا لله سبحانه وهو غنيّ عنا؟
﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
[الحج/40]

﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
إذا أردْتَ نصْر الله عز وجل المطلق ومِن أمْتَع المشاعر التي يشْعر بها الإنسان حينما ينْصره الله عز وجل، هذا النَّصْر يتنافس في البيع والشِّراء، وأحيانًا ينتصِر على من في البيت، وحتَّى على جرثوم دخل إلى جسْمِهِ، هذا النَّصْر بِمُطْلِقِه أليْسَ له قانون ؟! قال تعالى:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
هل الله تعالى بِحاجة إلى أن ننْصُرَهُ ؟ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ:
(( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ))
[رواه مسلم]
قال العلماء: المضاف محذوف، نحن علينا أن ننْصر دين الله حينما تؤدِّي الصلوات الخمْس ولا تأخذك في الله لَومة لائِم ؛ هذا نصْر لِدِين الله تعالى، وحينما تُقيم الشَّرع في عَمَلِكَ فهذا نصْر لِدِين الله تعالى، نحن عندنا وقائِع وعندنا شرائِع فالوقائِع ربَّما لو أعْلَنْتَ عن بِضاعَتِك في أجْهزة الإعلام عن طريق نِساءٍ كاسِيات عارِيات ربَّما كان هذا هو المانِع، أما لو خِفْت الله ولم تفْعَل هذا فأيَّةُ طاعةٍ لله هي في حقيقتِها نصْرٌ لدِين الله، لأنَّك إذا أنت أطَعْتَ الله وفلانٌ أطاع، فالحق يتنامى، وينْكَمِش الباطل، وبه تكون قد نصرْت دين الله، أما إذا كان الكلّ يأكل الرِّبا، فإذا خالف أحدهم اتُّهِمَ ! وكذا المصافحة والاخْتِلاط، فهذه الآية دقيقة جدًّا:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
ونصر الله هو نصْرُ دينِهِ، وتطبيق أيُّ حكمٍ شرعي هو في الحقيقة نصْر لِدِين الله تعالى، وبه تتَّسِعُ دوائر الحق، وتضيق دوائر الباطل، فإذا كان بالحي بنايات كبيرة جدًا أمام مسْجِدٍ، ثمَّ في الصُّبْح لا تجِد إلا سبعة من المُصَلِّين ! أين قوله صلى الله عليه وسلَّم:عن جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ))
[رواه مسلم]
وإذا رأيْتَ جماعة كبيرة كلُّهم بالسيارات يوم الجمعة يمْشون وتاركين لِصَلاة الجمعة، أين نصْر دين الله ؟! قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(9)﴾
[سورة الجمعة]
فالذي يَحْصَل أنَّ أمْر الله هان على الناس، فهانوا هُمْ على الله تعالى ! قال تعالى:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
فأنت أقِمِ الشَّرع ومعنى ذلك أنَّك نصَرْتَ لِدِين الله تعالى، وحينما تنتصِرُ لِدِين الله ينْصُرُكَ الله مطلقًا وأنت لك باليوم مئات المعارك ؛ تِجارتُكَ معركة، وبيعُكَ وشِراؤُكَ معركة، وتزْويج البنات معركة، فالحياة مُعَقَّدة جدًّا، قال تعالى:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
فكلّ من أطاع الله يكون قد ساهَمَ في نشْر الحق، ونصْر دِين الله تعالى، وكثَّر سواد المسلمين.

المسافر 09
2014-03-29, 23:33
السلام عليكم

ما معنى كلمة

نَكِيرِ
في الآية (( وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ )) (44) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:35
السلام عليكم

ما معنى كلمة
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:36
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:37
السلام عليكم

ما معنى كلمة

يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ
((وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:38
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:41
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:43
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
(( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:45
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:46
السلام عليكم

ما معنى كلمة

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
(( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:47
السلام عليكم

ما معنى كلمة

مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ
((لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:49
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى

((ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:50
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:52
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:53
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:55
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) من سورة الحج
هل في هذه الآية اعجاز علمي ماهو ؟ ولماذا ذكر الذباب بالضبط كمثل وليس حشرة أخرى ؟

المسافر 09
2014-03-29, 23:56
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:57
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) من سورة الحج

المسافر 09
2014-03-29, 23:59
السلام عليكم
آخر سورة الحج وختامها
ما معنى كلمة
(( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) من سورة الحج

رحيق الكلمات
2014-03-30, 16:14
السلام عليكم

ما معنى كلمة

نَكِيرِ
في الآية (( وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ )) (44) من سورة الحج

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى كلمة

نَكِيرِ
في الآية (( وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ )) (44) من سورة الحج

{ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي: إنكاري عليهم كفرهم، وتكذيبهم كيف حاله، كان أشد العقوبات، وأفظع المثلات، فمنهم من أغرقه، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من أهلك بالريح العقيم، ومنهم من خسف به الأرض، ومنهم من أرسل عليه عذاب يوم الظلة، فليعتبر بهم هؤلاء المكذبون، أن يصيبهم ما أصابهم، فإنهم ليسوا خيرا منهم، ولا كتب لهم براءة في الكتب المنزلة من الله، وكم من المعذبين المهلكين أمثال هؤلاء كثير
تفسير السعدي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:14
السلام عليكم

ما معنى كلمة

نَكِيرِ
في الآية (( وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ )) (44) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
(44)من سورة الحج
النكير: هو الإنكار على شخص بتغيير حاله من نعمة إلى نقمة، كالذي يُكرمك ويُواسيك ويَبَشُّ في وجهك ويُغدق عليك، ثم يقطع عنك هذا كله، فتقول: لماذا تنكَّر لي فلان؟ يعني: قطع عني نعمته
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:18
السلام عليكم

ما معنى كلمة
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
{ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ.. } [الحج: 45]
أي: بسبب ظُلْمها، ولا يُغيِّر الله ما بقوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم،فهلاك القُرَى لا بُدَّ أن يكون له سبب، فلما وقع عليها الهلاك أصبحت { خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا.. } [الحج: 45]
الشيء الخاوي يعني: الذي سقط وتهدَّم على غيره،
وقوله{ عَلَىٰ عُرُوشِهَا.. } [الحج: 45] يدل على عِظَم ما حَلَّ بها من هلاك، حيث سقط السقف أولاً، ثم انهارت عليه الجدران،
أو: أن الله تعالى قَلَبها رأساً على عَقِب، وجعل عاليها سافلها.
وقوله سبحانه: { وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ.. } [الحج: 45] البئر: هو الفجوة العميقة في الأرض، بحيث تصل إلى مستوى الماء الجوفيّ، ومنه يُخرجون الماء للشُّرْب وللزراعة.. إلخ
البئر حين تكون عاملة ومُسْتفاداً منها تلحظ حولها مظاهر حياة، حيث ينتشر الناس حولها، وينمو النبات على بقايا المياه المستخرجة منها، ويحوم حولها الطير ليرتوي منها، أما البئر المعطّلة غير المستعملة فتجدها خَرِبة ليس بها علامات حياة، وربما تسفو عليها الرياح، وتطمسها فتُعطَّل وتُهجَر، فالمراد معطلة عن أداء مهمتها، ومهمة البئر السُّقيا.
{ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } [الحج: 45]
القصر: اسم للمأوى الفَخْم؛ لأن المأوى قد يكون خيمة، أو فسطاطاً، أو عريشة، أو بيتاً، أو عمارة، وعندما يرتقي الإنسان في المأوى فيبني لنفسه شيئاً خاصاً به، لكن لا بُدَّ له أنْ يخرج لقضاء لوازم الحياة من طعام وخلافه، أما القصر فيعني مكان السكن الذي يتوفر لك بداخله كل ما تحتاج إليه، بحيث لا تحتاج إلى الخروج منه، يعني: بداخله كل مُقوِّمات الحياة. ومنه: سميت الحور مقصورات
{ مَّشِيدٍ } [الحج: 45] من الشيد، وهو الجير الذي يستعمل كَمُونَةٍ في بناء الحجر يعني: مادة للصق الحجارة،
وجَعْلها على مستوى واحد، وقديماً كان البناء بالطوب اللَّبن، والمونة من الطين، أما في القصور والمساكن الفخمة الراقية فالبناء بالحجر، والمشيد أيضاً العالي المرتفع،
ومنه قولهم: أشاد به يعني: رفعه وأعْلى من مكانته، والارتفاع من مَيْزات القصور،
ومعلوم أن مقاسات الغرف في العمارات مثلاً غيرها في القصور، هذه ضيقة منخفضة، وهذه واسعة عالية
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:21
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
{ يَعْقِلُونَ بِهَآ.. } [الحج: 46]
تدل على أن للعقل مهام أخرى غير أنه يختار ويفاضل بين البدائل، فالعقل من مهامه أنْ يعقل صاحبه عن الخطأ، ويعقله أنْ يشرد في المتاهات،
والبعض يظن أن معنى عقل يعني حرية الفكر وأنْ يشطح المرء بعقله في الأفكار كيف يشاء،
لا، العقل من عِقَال الناقة الذي يمنعها، ويحجزها أنْ تشرُدَ منك.
{ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } [الحج: 46] فعمي الأبصار شيء هيِّن، إذا ما قِيسَ بعمى القلوب؛ لأن الإنسان إذا فقد رؤية البصر يمكنه أنْ يسمع،
وأنْ يُعمل عقله، وأنْ يهتدي، ومَا لا يراه يمكن أنْ يخبره به غيره، ويَصِفه له وَصْفا دقيقاً وكأنه يراه، لكن ما العمل إذا عَميَتْ القلوب، والأنظار مبصرة؟
وإذا كان لعمى الأبصار بديل وعِوَض، فما البديل إذا عَمي القلب؟ الأعمى يحاول أنْ يتحسَّس طريقه، فإنْ عجز قال لك: خُذْ بيدي، أما أعمى القلب فماذا يفعل؟
لذلك، نقول لمن يغفل عن الشيء الواضح والمبدأ المستقر: أعمى قَلْب. يعني: طُمِس على قلبه فلا يعي شيئاً.
{ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } [الحج: 46] معلوم أن القلوب في الصدور، فلماذا جاء التعبيرهكذا؟
قالوا: ليؤكد لك على أن المراد القلب الحقيقي، حتى لا تظن أنه القلب التفكيريّ التعقليّ
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:23
السلام عليكم

ما معنى كلمة

يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ
((وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ.. } [الحج: 47]
ولا يستعجل الإنسانُ العذابَ إلا إذا كان غَيْرَ مؤمن به، المؤمن بالعذاب - حقيقةً - يخاف منه، ويريد أنْ يبطئ عنه أو أنْ ينجوَ منه. والمعنى: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ.. } [الحج: 47] أنهم يظنون أنَّه إنْ توعّدهم الله بالعذاب فإنه سيقع لِتَوِّه. لذلك، الحق سبحانه يصحح لهم هذا الفهم،
فيقول { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ.. } [الحج: 47]
فلا تتعجلوا توعّدكم به، فهو واقع بكم لا محالة؛ لأنه وَعْد من الله، والله لا يُخلِف وعده، لكن اعلموا أن اليوم عند الله ليس كيومكم، اليوم عندكم أربع وعشرون ساعة،
أما عند الله فهو كألف سنة من حسابكم أنتم للأيام
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

رحيق الكلمات
2014-03-30, 16:24
السلام عليكم

ما معنى كلمة
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) من سورة الحج

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى كلمة
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) من سورة الحج

{ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ } أي: وكم من قرية { أَهْلَكْنَاهَا } بالعذاب الشديد، والخزي الدنيوي، { وَهِيَ ظَالِمَةٌ } بكفرها بالله وتكذيبها لرسله، لم يكن عقوبتنا لها ظلما منا، { فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } أي: فديارهم متهدمة، قصورها، وجدرانها، قد سقطت عروشها، فأصبحت خرابا بعد أن كانت عامرة، وموحشة بعد أن كانت آهلة بأهلها آنسة، { وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ } أي: وكم من بئر، قد كان يزدحم عليه الخلق، لشربهم، وشرب مواشيهم، ففقد أهله، وعدم منه الوارد والصادر، وكم من قصر، تعب عليه أهله، فشيدوه، ورفعوه، وحصنوه، وزخرفوه، فحين جاءهم أمر الله، لم يغن عنهم شيئا، وأصبح خاليا من أهله، قد صاروا عبرة لمن اعتبر، ومثالا لمن فكر ونظر.
تفسير السعدي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:26
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
{ أَمْلَيْتُ.. } [الحج: 48]أمهلتُ، لكن طوال الإمهال لا يعني الإهمال؛ لأن الله تعالى يُملي للكافر ويُمهله لأجل، فإذا جاء الأجل والعقاب أخذه.
{ ثُمَّ أَخَذْتُهَا } [الحج: 48] وأخْذُ الشيء يتناسب مع قوة الآخذ وقدرته وعنف الانتقام بحسب المنتقم، فإذا كان الآخذ هو الله عز وجل،{ وَإِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } [الحج: 48] يعني: المرجع والمآب، فلن يستطيعوا أنْ يُفلِتوا.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:29
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
{ والذين سعوا في آياتنا}من الآية 51أي في إبطال آياتنا. { معاجزين} أي مغالبين مشاقين؛ قاله ابن عباس.
الفراء : معاندين. وقال عبدالله ابن الزبير : مثبطين عن الإسلام. وقال الأخفش : معاندين مسابقين. الزجاج : أي ظانين أنهم يعجزوننا لأنهم ظنوا أن لا بعث، وظنوا أن الله لا يقدر عليهم؛ وقاله قتادة. وكذلك معنى قراءة ابن كثير وأبي عمرو { معجزين} بلا ألف مشددا.
ويجوز أن يكون معناه أنهم يعجزون المؤمنين في الإيمان بالنبي عليه السلام وبالآيات؛ قاله السدي. وقيل : أي ينسبون من اتبع محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العجز؛ كقولهم : جهلته وفسقته.
تفسير القرطبي

رحيق الكلمات
2014-03-30, 16:31
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) من سورة الحج

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى كلمة
((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) من سورة الحج

فتكون لهم قلوب يعقلون بها أضاف العقل إلى القلب لأنه محله كما أن السمع محله الأذن . وقد قيل : إن العقل محله الدماغ ؛ وروي عن أبي حنيفة ؛ وما أراها عنه صحيحة . فإنها لا تعمى الأبصار قال الفراء : الهاء عماد ، ويجوز أن يقال فإنه ، وهي قراءة عبد الله بن مسعود ، والمعنى واحد ، التذكير على الخبر ، والتأنيث على الأبصار أو القصة ؛ أي فإن الأبصار لا تعمى ، أو فإن القصة . لا تعمى الأبصار أي أبصار العيون ثابتة لهم . ولكن تعمى القلوب التي في الصدور أي عن درك الحق والاعتبار
وقال قتادة : البصر الناظر جعل بلغة ومنفعة ، والبصر النافع في القلب . وقال مجاهد : لكل عين أربع أعين ؛ يعني لكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه لدنياه ، وعينان في قلبه لآخرته ؛ فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه فلم يضره عماه شيئا ، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه فلم ينفعه نظره شيئا . وقال قتادة ، وابن جبير : نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم الأعمى . قال ابن عباس ، ومقاتل : لما نزل ومن كان في هذه أعمى قال ابن أم مكتوم : يا رسول الله ، فأنا في الدنيا أعمى أفأكون في الآخرة أعمى ؟ فنزلت فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور . أي من كان في هذه أعمى بقلبه عن الإسلام فهو في الآخرة في النار .
تفسير القرطبي

رحيق الكلمات
2014-03-30, 16:36
السلام عليكم

ما معنى كلمة

يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ
((وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) من سورة الحج

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
((وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) من سورة الحج
يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِأي: يستعجلك هؤلاء المكذبون بالعذاب، لجهلهم، وظلمهم، وعنادهم، وتعجيزا لله، وتكذيبا لرسله، ولن يخلف الله وعده، فما وعدهم به من العذاب، لابد من وقوعه، ولا يمنعهم منه مانع، وأما عجلته، والمبادرة فيه، فليس ذلك إليك يا محمد، ولا يستفزنك عجلتهم وتعجيزهم إيانا
تفسير السعدي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:38
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
(( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) من سورة الحج

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
{ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ اللّه ما يلقي الشيطان ثم يحكم اللّه آياته والله عليم حكيم}الآية 52 من سورة الحج
وقد ذكرها محمد بن إسحاق في السيرة بنحو من هذا، وكلها مرسلات ومنقطعات واللّه أعلم. وقد ساقها البغوي في تفسيره ثم سأل ههنا
سؤالاً: كيف وقع مثل هذا مع العصمة المضمونة من اللّه تعالى لرسوله صلاة اللّه وسلامه عليه؟ ثم حكى أجوبة عن الناس، من ألطفها: أن الشيطان أوقع في مسامع المشركين ذلك،
فتوهموا أنه صدر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وليس كذلك في نفس الأمر، بل إنما كان من صنيع الشيطان،
لا عن رسول الرحمن صلى اللّه عليه وسلم واللّه أعلم.
وقوله { إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} هذا فيه تسلية من اللّه لرسوله صلاة اللّه وسلامه عليه، قال البخاري قال ابن عباس { في أمنيته} إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل اللّه ما يلقي الشيطان { ثم يحكم اللّه آياته} .
وقال مجاهد: { إذا تمنى} يعني إذا قال؛
ويقال أمنيته قراءته { إلا أماني} يقرؤون ولا يكتبون. قال البغوي: وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله: { تمنى} أي تلا وقرأ كتاب اللّه { ألقى الشيطان في أمنيته} أي في تلاوته، قال الشاعر في عثمان حين قتل: تمنّى كتاب اللّه أول ليلة ** وآخرها لاقى حمام المقادر وقال الضحاك { إذا تمنى} : إذا تلا، قال ابن جرير: هذا القول أشبه بتأويل الكلام.
وقوله تعالى: { فينسخ اللّه ما يلقي الشيطان} حقيقة النسخ لغة الإزالة والرفع،
قال ابن عباس: أي فيبطل اللّه سبحانه وتعالى ما ألقى الشيطان قال السيوطي بعدما ذكر هذه الروايات في اللباب: وكلها إما ضعيفة وإما منقطعة، قال الحافظ ابن حجر: لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلاً،
وقال ابن العربي: إن هذه الروايات باطلة لا أصل لها ؛ وقال الضحاك: نسخ جبريل بأمر اللّه ما ألقى الشيطان وأحكم اللّه آياته، وقوله: { واللّه عليم} أي بما يكون من الأمور والحوداث لا تخفى عليه خافية { حكيم} أي في تقديره وخلقه وأمره، له الحكمة التامة والحجة البالغة،
ولهذا قال: { ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض} أي شك وشرك وكفر ونفاق كالمشركين حين فرحوا بذلك واعتقدوا أنه صحيح من عند اللّه وإنما كان من الشيطان،
قال ابن جريج { للذين في قلوبهم مرض} هم المنافقون،
{ والقاسية قلوبهم} هم المشركون، وقال مقاتل بن حيان: هم اليهود، { وإن الظالمين لفي شقاق بعيد} أي في ضلال ومخالفة وعناد بعيد أي من الحق والصواب
تفسير بن كثير

سَـآجدة
2014-03-30, 16:43
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
{ فِي مِرْيَةٍ } [الحج: 55] يعني: في شك من هذا
{ وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } [الحج: 55] يعني: المرية مستمرة، لكن بدراً انتهت، المرية ستظل إلى أن تقوم الساعة.
{ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } [الحج: 55] يعني: فجأة، وقد تكلَّم العلماء في معنى الساعة: أهي يوم القيامة، أم يوم يموت الإنسان؟ الساعة تشمل المعنيين معاً، على اعتبار أن مَنْ مات فقد قامت قيامته حيث انقطع عمله، وموت الإنسان يأتي فجأة، كما أن القيامة تأتي فجأة، فهما - إذن - يستويان.
{ أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } [الحج: 55] البعض اعتبر
{ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } [الحج: 55] يعني القيامة، وبالتالي فالساعة تعني الموت، وآخرون يقولون: { عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } [الحج: 55] المراد يوم بدر الذي فصل الله فيه بين الحق والباطل.
و قيل { عَقِيمٍ } [الحج: 55] لا خيرَ فيها ولا نفع، بل فيها الشر والعذاب، أو عقيم يعني: لا يأتي يوم بعده؛ لأنكم تركتم دنيا الأغيار، وتقلّب الأحوال حال بعد حال، فالدنيا تتقلَّب من فقر إلى غنى، ومن صحة إلى مرض، ومن صِغَر إلى كِبَر، ومن أَمْن إلى خوف، وتتحول من صيف إلى شتاء، ومن حر إلى برد، ومن ليل إلى نهار.. وهكذا.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:46
السلام عليكم

ما معنى كلمة

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
(( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
قوله تعالى { الملك يومئذ لله يحكم بينهم}(56) من سورة الحج
يعني يوم القيامة هو لله وحده لا منازع له فيه ولا مدافع. والملك هو اتساع المقدور لمن له تدبير الأمور
تفسير القرطبي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:49
السلام عليكم

ما معنى كلمة

مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ
((لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الآية 59 من سورة الحج
{ ليدخلنهم مدخلا } بضم الميم وفتحها أي إدخالا أو موضعا
{ يرضونه } وهو الجنة
تفسير الجلالــــــــين

سَـآجدة
2014-03-30, 16:53
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى

((ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)من سورة الحج
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الآية 60 من سورة الحج
قوله تعالى { ذلك ومن عاقب} { ذلك} في موضع رفع؛
أي ذلك الأمر الذي قصصنا عليك. قال مقاتل : نزلت في قوم من مشركي مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم فقالوا : إن أصحاب محمد يكرهون القتال في الشهر الحرام فاحملوا عليهم؛ فناشدهم المسلمون ألا يقاتلوهم في الشهر الحرام؛ فأبى المشركون إلا القتال،
فحملوا عليهم فثبت المسلمون ونصرهم الله على المشركين؛ وحصل في أنفس المسلمين من القتال في الشهر الحرام شيء؛ فنزلت هذه الآية.
وقيل : نزلت في قوم من المشركين، مثلوا بقوم من المسلمين قتلوهم يوم أحد فعاقبهم رسول الله بمثله.
فمعنى { من عاقب بمثل ما عوقب به} أي من جازى الظالم بمثل ما ظلمه؛ فسمى جزاء العقوبة عقوبة لاستواء الفعلين في الصورة؛ فهو مثل { وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى : 40]. ومثل { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} [البقرة : 194]. وقد تقدم. { ثم بغي عليه} أي بالكلام والإزعاج من وطنه؛ وذلك أن المشركين كذبوا نبيهم وآذوا من آمن به وأخرجوه وأخرجوهم من مكة، وظاهروا على إخراجهم.
{ لينصرنه الله} أي لينصرن الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ فإن الكفار بغوا عليهم. { إن الله لعفو غفور} أي عفا عن المؤمنين ذنوبهم وقتالهم في الشهر الحرام وستر.
تفسير القرطبي

سَـآجدة
2014-03-30, 16:58
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الآية 61 من سورة الحج
أن الله يأخذ من القوي ويعطي للضعيف، ويأخذ من الطويل ويعطي للقصير، فالمسألة ليست ثابتة (أو مكانيكا) وإنما خلقها الله بقدر. والليل والنهار هما ظرفا الأحداث التي تفعلونها، والحق سبحانه { يُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱللَّيْلِ.. } [الحج: 61].
يولج الليل يعني: يُدخِل الليل على النهار، فيأخذ منه جزءاً جزءاً فيُطوِّل الليل ويُقصِّر النهار،
ثم يُدخِل النهار على الليل فيأخذ منه جزءاً جزءاً، فيُطوِّل النهار ويُقصِّر الليل؛ لذلك نراهما لا يتساويان،
فمرة يطول الليل في الشتاء مثلاً، ويقصر النهار، ومرة يطول النهار في الصيف، ويقصر الليل. فزيادة أحدهما ونَقْص الآخر أمر مستمر، وأغيار متداولة بينهما.
وإذا كانت الأغيار في ظرف الأحداث،
فلا بُدَّ أن تتغير الأحداث نفسها بالتالي، فعندما يتسع الظرف يتسع كذلك الخير فيه،
فمثلاً عندنا في المكاييل: الكَيْلة والقدح والوَيْبة وعندنا الأردب، وكل منهما يسَعُ من المحتوى على قدر سعته.
وهكذا كما نزيد أن ننقص في ظرف الأحداث نزيد وننقص في الأحداث نفسها.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

سَـآجدة
2014-03-30, 17:02
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الآية 67 من سورة الحج
{ لكل أمة جعلنا منسكا } بفتح السين وكسرها شريعة
{ هم ناسكوه } عاملون به { فلا يُنازعُنَّك } يراد به لا تنازعهم
{ في الأمر } أي أمر الذبيحة إذ قالوا: ما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتم { وادع إلى ربك } إلى دينه { إنك لعلى هدى } دين
{ مستقيم }
تفسير الجلالين

سَـآجدة
2014-03-30, 17:06
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الآية 72 من سورة الحج
{ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ.. } [الحج: 72]
أي: الكراهية تراها وتقرؤها في وجوههم عُبُوساً وتقطيباً وغضباً وانفعالاً، ينكر ما يسمعون، ويكاد أن يتحول الانفعال إلى نزوع غضبي يفتك بمَنْ يقرأ القرآن لما بداخلهم من شر وكراهية لما يتلى عليهم.
{ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَٰتِنَا.. } [الحج: 72] والسَّطْو: الفَتْك والبطش؛ لأن العمل الوجداني الذي يشغل نفوسهم يظهر أولاً على وجوههم انفعالاً يُنبيء بشيء يريدون إيقاعه بالمؤمنين، ثم يتحول الوجدان إلى نزوع حركي هو الفتك والبطش
{ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ.. } [الحج: 72] يعني: مالي أراكم مغتاظين من آيات الله كارهين لها الآن، والأمر ما يزال هيِّناً؟ أمجرد سماع الآيات يفعل بكم هذا كلّه؟ فما بالكم حينما تباشرون النار في الآخرة، الغيظ الذي تظنونه شرّاً فتسطُون علينا بسببه أمر بسيط، وهناك أشرّ منه ينتظركم { ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ.. } [الحج: 72]
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

سَـآجدة
2014-03-30, 17:13
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) من سورة الحج
هل في هذه الآية اعجاز علمي ماهو ؟ ولماذا ذكر الذباب بالضبط كمثل وليس حشرة أخرى ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآية 73 من سورة الحج
( ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ( 73 ) ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ( 74 )
يقول تعالى منبها على حقارة الأصنام وسخافة عقول عابديها
( يا أيها الناس ضرب مثل (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ) أي : لما يعبده الجاهلون بالله المشركون به ، ( فاستمعوا له ) أي : أنصتوا وتفهموا ،
( إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ) أي : لو اجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا [ ص: 454 ] على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك . كما قال الإمام أحمد (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251) .
حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا شريك ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)رفع الحديث قال : " ومن أظلم ممن خلق [ خلقا ] كخلقي؟ فليخلقوا مثل خلقي ذرة ، أو ذبابة ، أو حبة " .
وأخرجه صاحبا الصحيح ، من طريق عمارة ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة ، فليخلقوا شعيرة " .
ثم قال تعالى أيضا
( وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) )
أي : هم عاجزون عن خلق ذباب واحد ، بل أبلغ من ذلك عاجزون عن مقاومته والانتصار منه ، لو سلبها شيئا من الذي عليها من الطيب ، ثم أرادت أن تستنقذه منه لما قدرت على ذلك . هذا والذباب من أضعف مخلوقات الله وأحقرها ولهذا
[ قال ( ضعف الطالب والمطلوب (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ) ] .
قال ابن عباس : الطالب : الصنم ، والمطلوب : الذباب . واختاره ابن جرير ، وهو ظاهر السياق . وقال السدي (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468)وغيره : الطالب : العابد ، والمطلوب : الصنم .
ثم قال ( ما قدروا الله حق قدره (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ) أي : ما عرفوا قدر الله وعظمته حين عبدوا معه غيره ، من هذه التي لا تقاوم الذباب لضعفها وعجزها ، ( إن الله لقوي عزيز (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ) أي : هو القوي الذي بقدرته وقوته خلق كل شيء ،
( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ) [ الروم : 27 ] ،
( إن بطش ربك لشديد . إنه هو يبدئ ويعيد (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ) [ البروج : 12 ، 13 ] ، ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1227&idto=1227&bk_no=49&ID=1251#docu) ) [ الذاريات : 58 ]
وقوله ( عزيز ) أي : قد عز كل شيء فقهره وغلبه ، فلا يمانع ولا يغالب ، لعظمته وسلطانه ، وهو الواحد القهار .
تفسير بن كثير

سَـآجدة
2014-03-30, 17:21
السلام عليكم

ما معنى كلمة
(( مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الآية 74 من سورة الحج
{ ما قدروا الله } عظموه { حقَّ قدره } عظمته إذ أشركوا به ما لم يمتنع من الذباب ولا ينتصف منه { إن الله لقوي عزيز } غالب
تفسير الجلالين

سَـآجدة
2014-03-30, 17:23
السلام عليكم

ما معنى كلمة
((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
(75) من سورة الحج
{ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس } رسلا ،
نزل لما قال المشركون (أأنزل عليه الذكر من بيننا)
{ إن الله سميع } لمقالتهم { بصير } بمن يتخذه رسولاً كجبريل وميكائيل وإبراهيم ومحمد وغيرهم صلى الله عليهم وسلم
تفسير الجلالين

سَـآجدة
2014-03-30, 17:28
السلام عليكم
آخر سورة الحج وختامها
ما معنى كلمة
(( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) من سورة الحج

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
ختــــــــــــــام سورة الحج
***********************
{ وجاهدوا في الله } لإقامة دينه { حق جهاده } باستفراغ الطاقة فيه ونصب حَقَّ على المصدر { هو اجتباكم } اختاركم لدينه
{ وما جعل عليكم في الدين من حَرَج } أي ضيق بأن سهله عند الضرورات كالقصر والتيمم وأكل الميتة والفطر للمرض والسفر
{ مِلة أبيكم } منصوب الخافض الكاف { إبراهيم } عطف بيان
{ هو } أي الله { سمَّاكم المسلمين من قبل } أي قبل هذا الكتاب
{ وفي هذا } أي القرآن { ليكون الرسول شهيداً عليكم } يوم القيامة أنه بلَّغكم { وتكونوا } أنتم { شهداء على الناس } أن رسلهم بلَّغوهم { فأقيموا الصلاة } داوموا عليها
{ وآتوا الزكاة واعتصموا بالله } ثقوا به { هو مولاكم } ناصركم ومتولي أموركم { فنعم المولى } هو { ونعم النصير } الناصر لكم
تفسير الجلالين

سَـآجدة
2014-03-30, 17:29
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بعد إذنكم جميعا سيتم جمع كل مفردات سورة الحج

سَـآجدة
2014-03-30, 17:36
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الجزء الأول من سورة الحج


بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة الحج
مدنية، وهي ثمان وسبعون آية.
تسميتها:
سميت سورة الحج لإعلان فريضة الحج فيها على الناس، على لسان إبراهيم الخليل عليه السلام: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ بعد بناء البيت العتيق، فأذن، فبلغ صوته أنحاء الأرض، وأسمع النطف في الأصلاب والأجنة في الأرحام، وأجابوا النداء: «لبيك اللهم لبيك».
صلتها بما قبلها:
هناك تناسب وارتباط بين بداية هذه السورة، وخاتمة السورة السابقة، فقد ختم اللّه سورة الأنبياء ببيان اقتراب الساعة ووصف أهوالها في قوله:
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ، فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا وافتتح هذه السورة بقوله: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ.
وفي السورة المتقدمة بيان قصص أكثر من عشرة من الأنبياء تدور على ما قاموا به من إثبات توحيد اللّه، ونبذ الشرك، والإيمان بالبعث، وفي هذه السورة استدلال بخلق الإنسان بأطواره المتعددة وبإبداع السموات والأرض على قدرة اللّه على إحياء البشر للبعث، وعلى وجوده تعالى ووحدانيته، ثم تنبيه الأفكار على الالتفات لأحوال أهل القرى الظالمة التي أهلكها اللّه، والاتعاظ بها بسبب تكذيبهم الرسل.

مشتملاتها:
بالرغم من أن هذه السورة مدنية تضمنت الكلام عن فرضية الحج ومناسكه، وعن مشروعية القتال ومقومات النصر، فإنها تحدثت عن أمور مشابهة لموضوعات السور المكية من الإيمان باللّه عزّ وجلّ وتوحيده، والبعث والاستدلال عليه، والجزاء على الأعمال.
افتتحت السورة بما يهز المشاعر، وينشر الرعب والخوف من أهوال الساعة، وشدائد يوم القيامة.
ثم انتقلت إلى بيان أدلة البعث، وإتيان القيامة، وبيان بعض مشاهدها من جعل الأبرار في دار النعيم، وزجّ الكفار في نار الجحيم، وإعلان خسارة المنافقين المضطربين الذين لا يعرف لهم قرار ولا اتجاه. ثم أبانت حرمة المسجد الحرام، وفرضية الحج ومنافعه، وحرماته وشعائره، ومناسكه وذبائحه، وأردفت ذلك بالحديث المقنع عن أسباب فرضية القتال، ومقومات النصر على الأعداء، مع تسلية الرسول صلّى اللّه عليه وسلم عما ناله من أذى قومه، وتكذيبهم له، والتعريف بحال أهل القرى الظالمة التي أهلكها اللّه، وجعل العاقبة للمتقين، وتحديد مهمة النبي صلّى اللّه عليه وسلم وهي الإنذار مكذبي القرآن بالنار، وتبشير المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالجنة والنعيم، وإظهار مدى فضل اللّه على المهاجرين وإثابتهم.
واقتضت الحكمة بعدئذ الكلام عن أدلة القدرة الإلهية من خلق الليل والنهار، والسماء والأرض، والإحياء والإماتة، والعلم الشامل لجميع مكنونات الكون، وتفرد اللّه تعالى بالحساب والفصل والحكم بين الناس. ثم بيان مدى تبرم الكفار بآيات اللّه، وإظهار الغضب على وجوههم، وتحديهم بأن معبوداتهم من الأصنام وغيرها لا تستطيع خلق ذبابة، فضلا عن خلق الإنسان، وأن منشأ شركهم إقفار قلوبهم من تقدير اللّه حق قدره، علما بأن اللّه يرسل رسلا من الملائكة ومن البشر لتبليغ الرسالة الإلهية على أتم وجه.
ثم عاد الكلام إلى بيان أحكام التشريع من أمر المؤمنين بفرائض جوهرية ثلاث: هي إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والجهاد في سبيل اللّه حق الجهاد، وأردف ذلك بالتذكير بسماحة الإسلام، وأن الدين يسر لا عسر، ثم أمرهم بالاعتصام بدين اللّه والقرآن والإسلام، وبيان أن الرسول شهيد على أمته يوم القيامة، وأن أمته تشهد على الأمم المتقدمة بتبليغ أنبيائهم لهم دعوة اللّه وتشريعه، وتلك مزية سامية لهذه الأمة.
فضلها:
قال العزيزي: وهي من أعاجيب السور، نزلت ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، مكيا ومدنيا، سلميا وحربيا، محكما ومتشابها.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاية 3 من سورة الحج
حدثنا القاسم، فال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) قال: النضر بن الحارث (1) . ويعني بقوله( مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) من يخاصم في الله، فيزعم أن الله غير قادر على إحياء من قد بلي وصار ترابا، بغير علم يعلمه، بل بجهل منه بما يقول.

تفسير الطبري

{ وَمِنَ الناس مَن يجادل فِى الله بِغَيْرِ عِلْمٍ } قالوا : الملائكة بنات الله ، والقرآن أساطير الأوّلين ، وأنكروا البعث وإحياء من صار ترابا

تفسير الجلالين رحمهما الله


قوله عز وجل : { وَمِنَ الناس مَن يجادل فِى الله } ، يعني : يخاصم في الله ، يعني : في وحدانية الله؛ ويقال : في دين الله . { بِغَيْرِ عِلْمٍ } ، يعني : بغير حجة؛ ويقال : بغير علم يعلمه ، وهو النضر بن الحارث وأصحابه .

بحر العلوم للسمرقندي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآية 4 من سورة الحج
القول في تأويل قوله تعالى : { كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) }
يقول تعالى ذكره: قضي على الشيطان، فمعنى(كُتِبَ) ههنا قُضِي، والهاء التي في قوله عليه من ذكر الشيطان.
كما حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر عن قتادة( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ ) قال: كُتب على الشيطان، أنه من اتبع الشيطان من خلق الله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ ) قال: الشيطان اتبعه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد( أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ ) ، قال: اتبعه.

تفسير الطبري


{ كُتِبَ عَلَيْهِ } قضي على الشيطان { أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ } أي اتّبعه


تفسير الجلالين رحمهما الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاية 8 من سورة الحج

(منير ) يقول ينير عن حجته. وإنما يقول ما يقول من الجهل ظنا منه وحسبانا،

تفسير الطبري

{ ولا كتاب منير } : أي ولا كتاب من كتب الله ذي نور يكشف الحقائق ويقرر الحق ويبطل الباطل .


ايسر التفاسير للجزائري



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاية 9و10من سورة الحج
القول في تأويل قوله تعالى : { ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ (10) }
يقول تعالى ذكره: يجادل هذا الذي يجادل في الله بغير علم( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) .
واختلف أهل التأويل في المعنى الذي من أجله وصف بأنه يثني عطفه ، وما المراد من وصفه إياه بذلك، فقال بعضهم: وصفه بذلك لتكبره وتبختره، وذكر عن العرب أنها تقول: جاءني فلان ثاني عطفه: إذا جاء متبخترا من الكبر.
ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) يقول: مستكبرا في نفسه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لاوٍ رقبته.
ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال: رقبته.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتادة
( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال: لاوٍ عنقه.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قَتادة، مثله.
وقال آخرون: معنى ذلك أنه يعرض عما يدعى إليه فلا يسمع له.
ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال:
عبيده على جُرْم ، وهو يغفر مثله من آخر غيره، أو يحمل ذنب مذنب على غير مذنب ، فيعاقبه به ويعفو عن صاحب الذنب ، ولكنه لا يعاقب أحدا إلا على جرمه ، ولا يعذب أحدا على ذنب يغفر مثله لآخر إلا بسبب استحق به منه مغفرته.
تفسيرالطبري




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاية 11 من سورة الحج يعني جلّ ذكره بقوله( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) أعرابا كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهاجرين من باديتهم، فإن نالوا رخاء من عيش بعد الهجرة والدخول في الإسلام أقاموا على الإسلام، وإلا ارتدّوا على أعقابهم، فقال الله( ومن الناس من يعبد الله ) على شك،( فإن أصابه خير اطمأن به ) وهو السعة من العيش وما يشبهه من أسباب الدنيا اطمأنّ به يقول: استقرّ بالإسلام وثبت عليه( وإن أصابته فتنة ) وهو الضيق بالعيش وما يشبهه من أسباب الدنيا( انقلب على وجهه ) يقول: ارتدّ فانقلب على وجهه الذي كان عليه من الكفر بالله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) ... إلى قوله
( انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) قال: الفتنة البلاء، كان أحدهم إذا قدم المدينة وهي أرض وبيئة، فإن صحّ بها جسمه ، ونُتِجت فرسه مُهرا حسنا، وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأنّ إليه وقال: ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيرا ، وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته
خيلهم وولدت نساؤهم الغلمان، اطمأنوا وقالوا: هذا دين صدق ، وإن تأخر عنهم الرزق، وأزلقت خيولهم ، وولدت نساؤهم البنات، قالوا: هذا دين سَوْء، فانقلبوا على وجوههم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) قال: هذا المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صَلَح من دنياه. وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر.
تفسير الطبري





السّلآم عليْكم و رحمة الله و بركاته
؛؛


الآية (13) من سورة الحج
( يدعو لمن ضره أقرب من نفعه ) أي : ضرره في الدنيا قبل الآخرة أقرب من نفعه فيها ، وأما في الآخرة فضرره محقق متيقن .
تفسير ابن كثير


السّلآم عليْكم و رحمة الله وبرَكـآته
؛؛


الآية (15) من سورة الحج

قوله تعالى : ((من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء)) قال أبو جعفر النحاس : من أحسن ما قيل فيها أن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه . (فليمدد بسبب إلى السماء) أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء . (ثم ليقطع) أي ثم ليقطع النصر إن تهيأ له (فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) وحيلته ما يغيظه من نصر النبي - صلى الله عليه وسلم- .والفائدة في الكلام أنه إذا لم يتهيأ له الكيد والحيلة بأن يفعل مثل هذا لم يصل إلى قطع النصر .
وكذا قال ابن عباس : ( إن الكناية في ينصره الله ترجع إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهو وإن لم يجر ذكره فجميع الكلام دال عليه ؛ لأن الإيمان هو الإيمان بالله وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، والانقلاب عن الدين انقلاب عن الدين الذي أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ أي من كان يظن ممن يعادي محمدا - صلى الله عليه وسلم - ومن يعبد الله على حرف أنا لا ننصر محمدا فليفعل كذا وكذا ) . وعن ابن عباس أيضا ( أن الهاء تعود على ( من ) والمعنى : من كان يظن أن الله لا يرزقه فليختنق ، فليقتل نفسه ؛ إذ لا خير في حياة تخلو من عون الله ) . والنصر على هذا القول الرزق ؛ تقول العرب : من ينصرني نصره الله ؛ أي من أعطاني أعطاه الله .
وكذا روى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : من كان يظن أن لن ينصره الله أي لن يرزقه . وهو قول أبي عبيدة . وقيل : إن الهاء تعود على الدين ؛ والمعنى : من كان يظن أن لن ينصر الله دينه . فليمدد بسبب أي بحبل . والسبب ما يتوصل به إلى الشيء . إلى السماء إلى سقف البيت . ابن زيد : هي السماء المعروفة . وقرأ الكوفيون ثم ليقطع بإسكان اللام . قال النحاس : وهذا بعيد في العربية ؛ ( لأن ) ثم ليست مثل الواو والفاء ، لأنها يوقف عليها وتنفرد . وفي قراءة عبد الله ( فليقطعه ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ) . قيل : ( ما ) بمعنى الذي ؛ أي هل يذهبن كيده الذي يغيظه ، فحذف الهاء ليكون أخف . وقيل : ( ما ) بمعنى المصدر ؛ أي هل يذهبن كيده غيظه .
تفسير القرطبِي

السّلآم عليْكم و رحْمــة الله و بركآته
؛؛




الآية (17) من سورة الحج

(الصَّابِئِينَ) هم قوم يعبدون النجوم.

- تفسير القرطبي-

الصابئون: قوم يعبدون الملائكة، ويصلون للقبلة، ويقرءون الزبور.

-تفسير الطّبري-

كيف تسجد بقية المخلوقات
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )) سورة الحج (18)
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السموات وَمَن فِي الارض } الرؤية هنا هي القلبية لا البصرية ، أي ألم تعلم . والخطاب لكل من يصلح له ، وهو من تتأتى منه الرؤية ، والمراد بالسجود هنا هو : الانقياد الكامل ، لا سجود الطاعة الخاصة بالعقلاء ، سواء جعلت كلمة من خاصة بالعقلاء ، أو عامة لهم ولغيرهم ، ولهذا عطف { الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب } على من ، فإن ذلك يفيد أن السجود هو الانقياد لا الطاعة الخاصة بالعقلاء ، وإنما أفرد هذه الأمور بالذكر مع كونها داخلة تحت من ، على تقدير جعلها عامة لكون قيام السجود بها مستبعداً في العادة ، وارتفاع { كَثِيرٍ مّنَ الناس } بفعل مضمر يدل عليه المذكور ، أي ويسجد له كثير من الناس . وقيل : مرتفع على الابتداء وخبره محذوف وتقديره : وكثير من الناس يستحق الثواب ، والأوّل أظهر .وإنما لم يرتفع بالعطف على من ، لأن سجود هؤلاء الكثير من الناس هو سجود الطاعة الخاصة بالعقلاء ، والمراد بالسجود المتقدّم هو : الانقياد ، فلو ارتفع بالعطف على من لكان في ذلك جمع بين معنيين مختلفين في لفظ واحد . وأنت خبير بأنه لا ملجىء إلى هذا بعد حمل السجود على الانقياد ، ولا شك أنه يصح أن يراد من سجود كثير من الناس هو انقيادهم لا نفس السجود الخاص ، فارتفاعه على العطف لا بأس به ، وإن أبى ذلك صاحب الكشاف ومتابعوه ، وأما قوله : { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذاب } فقال الكسائي والفراء : إنه مرتفع بالابتداء وخبره ما بعده . وقيل : هو معطوف على كثير الأوّل ، ويكون المعنى : وكثير من الناس يسجد وكثير منهم يأبى ذلك ، وقيل : المعنى وكثير من الناس في الجنة ، وكثير حق عليه العذاب هكذا حكاه ابن الأنباري { وَمَن يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } أي من أهانه الله بأن جعله كافراً شقياً ، فما له من مكرم يكرمه فيصير سعيداً عزيزاً . وحكى الأخفش والكسائي والفراء أن المعنى : ومن يهن الله فما له من مكرم ، أي إكرام { إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء } من الأشياء التي من جملتها ما تقدّم ذكره من الشقاوة والسعادة والإكرام والإهانة
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)


]ماذا فسّر جمهور العلماء عن المقصود بالخصمين في هذه الآية [/color]
((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)
{ هذان خَصْمَانِ } الخصمان أحدهما أنجس الفرق : اليهود والنصارى والصابئون والمجوس والذين أشركوا ، والخصم الآخر : المسلمون ، فهما فريقان مختصمان . قاله الفراء وغيره . وقيل : المراد بالخصمين الجنة والنار . قالت الجنة : خلقني لرحمته ، وقالت النار : خلقني لعقوبته . وقيل : المراد بالخصمين : هم الذين برزوا يوم بدر ، فمن المؤمنين حمزة وعليّ وعبيدة ، ومن الكافرين : عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة . وقد كان أبو ذرّ رضي الله عنه يقسم أن هذه الآية نزلت في هؤلاء المتبارزين كما ثبت عنه في الصحيح ، وقال بمثل هذا جماعة من الصحابة ، وهم أعرف من غيرهم بأسباب النزول . وقد ثبت في الصحيح أيضاً عن عليّ أنه قال : فينا نزلت هذه الآية . وقرأ ابن كثير « هذان » بتشديد النون ، وقال سبحانه : { اختصموا } ولم يقل : اختصما . قال الفراء : لأنهم جمع ، ولو قال اختصما لجاز ، ومعنى { فِي رَبّهِمْ } في شأن ربهم ، أي في دينه ، أو في ذاته ، أو في صفاته ، أو في شريعته لعباده ، أو في جميع ذلك .
ثم فصل سبحانه ما أجمله في قوله : { يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } فقال : { فالذين كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال الأزهري : أي سوّيت وجعلت لبوساً لهم ، شبهت النار بالثياب؛ لأنها مشتملة عليهم كاشتمال الثياب ، وعبر بالماضي عن المستقبل تنبيهاً على تحقق وقوعه . وقيل : إن هذه الثياب من نحاس قد أذيب فصار كالنار ، وهي السرابيل المذكورة في آية أخرى . وقيل : المعنى في الآية : أحاطت النار بهم . وقرىء : « قُطّعَتْ » بالتخفيف ، ثم قال سبحانه : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } والحميم هو : الماء الحار المغلي بنار جهنم ، والجملة مستأنفة أو هي خبر ثانٍ للموصول { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } الصهر : الإذابة ، والصهارة : ما ذاب منه ، يقال : صهرت الشيء فانصهر ، أي أذبته فذاب فهو صهير ، والمعنى : أنه يذاب بذلك الحميم ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء { والجلود } معطوفة على ما ، أي ويصهر به الجلود والجملة في محل نصب على الحال .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)


ما معنى

في قوله تعالى
(( يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) )) سورة الحج

{ فالذين كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال الأزهري : أي سوّيت وجعلت لبوساً لهم ، شبهت النار بالثياب؛ لأنها مشتملة عليهم كاشتمال الثياب ، وعبر بالماضي عن المستقبل تنبيهاً على تحقق وقوعه . وقيل : إن هذه الثياب من نحاس قد أذيب فصار كالنار ، وهي السرابيل المذكورة في آية أخرى . وقيل : المعنى في الآية : أحاطت النار بهم . وقرىء : « قُطّعَتْ » بالتخفيف ، ثم قال سبحانه : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } والحميم هو : الماء الحار المغلي بنار جهنم ، والجملة مستأنفة أو هي خبر ثانٍ للموصول { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } الصهر : الإذابة ، والصهارة : ما ذاب منه ، يقال : صهرت الشيء فانصهر ، أي أذبته فذاب فهو صهير ، والمعنى : أنه يذاب بذلك الحميم ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء { والجلود } معطوفة على ما ، أي ويصهر به الجلود والجملة في محل نصب على الحال .
وقيل : إن الجلود لا تذاب ، بل تحرق ، فيقدّر فعل يناسب ذلك ، ويقال : وتحرق به الجلود كما في قول الشاعر :
علفتها تبناً وماءً بارداً ... أي وسقيتها ماء ، ولا يخفى أنه لا ملجىء لهذا ، فإن الحميم إذا كان يذيب ما في البطون فإذابته للجلد الظاهر بالأولى . { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } : المقامع جمع مقمعة ومقمع ، قمعته : ضربته بالمقمعة ، وهي قطعة من حديد . والمعنى : لهم مقامع من حديد يضربون بها ، أي للكفرة ، وسميت المقامع مقامع؛ لأنها تقمع المضروب ، أي تذلله . قال ابن السكيت : أقمعت الرجل عني إقماعاً : إذا اطلع عليك فرددته عنك { كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } أي من النار { أُعِيدُواْ فِيهَا } أي في النار بالضرب بالمقامع ، و { مِنْ غَمّ } بدل من الضمير في منها بإعادة الجارّ أو مفعول له ، أي لأجل غمّ شديد من غموم النار { وَذُوقُواْ عَذَابَ الحريق } هو بتقدير القول ، أي أعيدوا فيها؛ وقيل لهم : ذوقوا عذاب الحريق ، أي العذاب المحرق ، وأصل الحريق الاسم من الاحتراق ، تحرق الشيء بالنار واحترق حرقة واحتراقاً ، والذوق مماسة يحصل معها إدراك الطعم ، وهو هنا توسع ، والمراد به إدراك الألم . قال الزجاج : وهذا لأحد الخصمين . وقال في الخصم الآخر وهم المؤمنون : { إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } فبيّن سبحانه حال المؤمنين بعد بيانه لحال الكافرين .
ثم بيّن الله سبحانه بعض ما أعده لهم من النعيم بعد دخولهم الجنة فقال : { يُحَلَّوْنَ فِيهَا } قرأ الجمهور { يحلون } بالتشديد والبناء للمفعول ، وقرىء مخففاً ، أي يحليهم الله أو الملائكة بأمره . و « من » في قوله : { مِنْ أَسَاوِرَ } للتبعيض ، أي يحلون بعض أساور ، أو للبيان ، أو زائدة ، و « من » في { مّن ذَهَبٍ } للبيان ، والأساور : جمع أسورة والأسورة : جمع سوار . وفي السوار لغتان : كسر السين وضمها ، وفيه لغة ثالثة ، وهي أسوار . قرأ نافع وابن كثير وعاصم وشيبة { ولؤلؤاً } بالنصب عطف على محل { أساور } أي ويحلون لؤلؤاً ، أو بفعل مقدّر ينصبه ، وهكذا قرأ بالنصب يعقوب والجحدري وعيسى بن عمر ، وهذه القراءة هي الموافقة لرسم المصحف فإن هذا الحرف مكتوب فيه بالألف ، وقرأ الباقون بالجرّ عطفاً على { أساور } أي يحلون من أساور ومن لؤلؤ ، واللؤلؤ : ما يستخرج من البحر من جوف الصدف .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
امحمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)


ما معنى كلمة

في قوله تعالى

((وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )) سورة الحج (24)

{ وَهُدُواْ إِلَى الطيب مِنَ القول } أي أرشدوا إليه ، قيل : هو لا إله إلا الله . وقيل : الحمد لله . وقيل : القرآن . وقيل : هو ما يأتيهم من الله سبحانه من البشارات . وقد ورد في القرآن ما يدلّ على هذا القول المجمل هنا ، وهو قوله سبحانه : { الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } [ الزمر : 74 ] ، { الحمد لِلَّهِ الذي هَدَانَا لهذا } [ الأعراف : 43 ] ، { الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن } [ فاطر : 34 ] . ومعنى { وَهُدُواْ إلى صراط الحميد } : أنهم أرشدوا إلى الصراط المحمود وهو طريق الجنة ، أو صراط الله الذي هو دينه القويم ، وهو الإسلام .
وقد أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { والصابئين } قال : هم قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون القبلة ، ويقرؤون الزبور { والمجوس } عبدة الشمس والقمر والنيران ، { والذين أَشْرَكُواْ } عبدة الأوثان { إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } قال : الأديان ستة؛ فخمسة للشيطان ، ودين الله عزّ وجلّ . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال : فصل قضاءه بينهم فجعل الخمسة مشتركة وجعل هذه الأمة واحدة . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : الذين هادوا : اليهود ، والصابئون : ليس لهم كتاب ، والمجوس : أصحاب الأصنام ، والمشركون : نصارى العرب .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي ذرّ أنه كان يقسم قسماً أن هذه الآية : { هذان خَصْمَانِ } الآية نزلت في الثلاثة والثلاثة الذين بارزوا يوم بدر ، وهم : حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعليّ بن أبي طالب ، وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، قال عليّ : وأنا أوّل من يجثو في الخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة . وأخرجه البخاري وغيره من حديث عليّ . وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس بنحوه ، وهكذا روي عن جماعة من التابعين . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال : من نحاس ، وليس من الآنية شيء إذا حمي أشدّ حرّاً منه ، وفي قوله : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } قال : النحاس يذاب على رؤوسهم ، وقوله : { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } قال : تسيل أمعاؤهم { والجلود } قال : تتناثر جلودهم . وأخرج عبد بن حميد ، والترمذي وصححه ، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن جرير وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وأبو نعيم في الحلية ، وابن مردويه عن أبي هريرة؛ أنه تلا هذه الآية : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :« إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه ، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ، ثم يعاد كما كان » وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ } قال : يمشون وأمعاءهم تتساقط وجلودهم . وفي قوله : { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } قال : يضربون بها ، فيقع كل عضو على حياله فيدعون بالويل والثبور . وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال : يسقون ماء إذا دخل في بطونهم أذابها والجلود مع البطون . وأخرج أحمد ، وأبو يعلى وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث والنشور عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض فاجتمع الثقلان ما أقلوه من الأرض ، ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان » وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن سلمان قال : النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها ، ثم قرأ : { كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا } . وفي الصحيحين وغيرهما عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة » وفي الباب أحاديث .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { وَهُدُواْ إِلَى الطيب مِنَ القول } قال : ألهموا . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : هدوا إلى الطيب من القول في الخصومة إذ قالوا : الله مولانا ولا مولى لكم . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن إسماعيل بن أبي خالد في الآية قال : القرآن { وَهُدُواْ إلى صراط الحميد } قال : الإسلام . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : الإسلام . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله الذي قال : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب } [ فاطر : 10 ] .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
امحمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)


ما معنى كلمة في قوله تعالى
(( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) سورة الحج (25)
{ إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله والمسجد الحرام } أي ومن صفتهم أنهم مع كفرهم يصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام ، أي ويصدون عن المسجد الحرام من أراده من المؤمنين ، الذين هم أحق الناس به في نفس الأمر ، وقوله : { الذي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } أي يمنعون عن الوصول إلى المسجد الحرام ، وقد جعله الله للناس لا فرق بين المقيم فيه والنائي عنه البعيد الدار منه ، { سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } ، ومن ذلك استواء الناس في رباع مكة وسكناها ، كما قال ابن عباس : ينزل أهل مكة وغيرهم في المسجد الحرام؛ وقال مجاهد : { سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } أهل مكة وغيرهم فيه سواء في المنازل ، وقال قتادة : سواء فيه أهله وغيره أهله؛ وهذه المسألة هي التي اختلف فيها الشافعي وإسحاق بن راهوية بمسجد الخيف وأحمد بن حنبل حاضر أيضاً . فذهب رحمه الله إلى أن رباع مكة تملك وتورث وتؤجر ، واحتج بحديث الزهري « عن أسامه بن زيد قال ، قلت : يا رسول الله أتنزل غداً في دارك بمكة؟ فقال : » وهل ترك لنا عقيل من رباع « ثم قال : » لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر « ، وبما ثبت أن عمر بن الخطاب اشترى من ( صفوان بن أمية ) داراً بمكة فجعلها سجناً بأربعة آلاف درهم ، وذهب إسحاق بن راهوية إلى أنها لا تورث ولا تؤجر ، وهو مذهب طائفة من السلف ، واحتج إسحاق بن راهوية بما روي عن علقمة بن نضلة قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة إلا السوائب من احتاج سكن ومن استغنى أسكن . وقال عبد الله بن عمرو : لا يحل بيع دور مكة ولا كراؤها ، وكان عطاء ينهى عن الكراء في الحرم . وقال عمر بن الخطاب : يا أهل مكة لا تتخذوا لدوركم أبواباً لينزل البادي حيث يشاء ، وروى الدارقطني عن عبد الله بن عمرو موقوفاً : » من أكل كراء بيوت مكة أكل ناراً « ، وتوسط الإمام أحمد فقال : تملك وتورث ولا تؤجر جمعاً بين الأدلة والله أعلم .
وقوله تعالى : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } قال بعض المفسرين : الباء هاهنا زائدة ، كقوله : { تَنبُتُ بالدهن } [ المؤمنين : 20 ] أي تنبت الدهن ، وكذا قوله : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ } تقديره إلحاداً . والأجود أنه ضمن الفعل ههنا معنى يهم ، ولهذا عداه بالباء فقال : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ } أي يهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار ، وقوله : { بِظُلْمٍ } أي عامداً قاصداً أنه ظلم ليس بمتأول ، وقال ابن عباس : بظلم بشرك ، وقال مجاهد : أن يعبد فيه غير الله ، وكذا قال قتادة وغير واحد .وقال العوفي عن ابن عباس : بظلم هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة أو قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك ، فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم . وقال مجاهد : بظلم يعمل فيه عملاً سيئاً ، وهذا من خصوصية الحرم أنه يعاقب البادي فيه الشر إذا كان عازماً عليه وإن لم يوقعه ، كما قال ابن مسعود : لو أن رجلاً أراد فيه بإلحاد بظلم وهو بعدن أبين لأذاقه الله من العذاب الأليم . وقال الثوري عن عبد الله بن مسعود قال : ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه ولو أن رجلاً بعدن أبين هم أن يقتل رجلاً بهذا البيت لأذاقه الله من العذاب الأليم؛ وقال سعيد بن جبير : شتم الخادم ظلم فما فوقه؛ وقال ابن عباس في قول الله : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } قال : نزلت في عبد الله بن أنيس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مع رجلين أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار ، فافتخروا في الأنساب ، فغضب عبد الله بن أنيس فقتل الأنصاري ، ثم ارتد عن الإسلام ، ثم هرب إلى مكة ، فنزلت فيه : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } يعني من لجأ إلى الحرم بإلحاد يعني بميل عن الإسلام . وهذه الآثار وإن دلت على أن هذه الأشياء من الإلحاد ، ولكن هو أعم من ذلك ، بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ منها؛ ولهذا لما هم أصحاب الفيل على تخريب البيت أرسل الله عليهم { طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ } [ الفيل : 3-5 ] أي دمرهم وجعلهم عبرة ونكالاً لكل من أراده بسوء ، ولذلك ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يغزو هذا البيت جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم » وعن سعيد بن عمرو قال : أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير وهو جالس في الحجر فقال : يا ابن الزبير إياك والإلحاد في الحرم ، فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب لوزنتها » قال : فانظر لا تكن هو .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) سورة الحج (26)


يذكر تعالى عظمة البيت الحرام وجلالته وعظمة بانيه، وهو خليل الرحمن، فقال: { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ } أي: هيأناه له، وأنزلناه إياه، وجعل قسما من ذريته من سكانه، وأمره الله ببنيانه، فبناه على تقوى الله، وأسسه على طاعة الله، وبناه هو وابنه إسماعيل، وأمره أن لا يشرك به شيئا، بأن يخلص لله أعماله، ويبنيه على اسم الله.
{ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس وأضافه الرحمن إلى نفسه، لشرفه، وفضله، ولتعظم محبته في القلوب، وتنصب إليه الأفئدة من كل جانب، وليكون أعظم لتطهيره وتعظيمه، لكونه بيت الرب للطائفين به والعاكفين عنده، المقيمين لعبادة من العبادات من ذكر، وقراءة، وتعلم علم وتعليمه، وغير ذلك من أنواع القرب، { وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } أي: المصلين، أي: طهره لهؤلاء الفضلاء، الذين همهم طاعة مولاهم وخدمته، والتقرب إليه عند بيته، فهؤلاء لهم الحق، ولهم الإكرام، ومن إكرامهم تطهير البيت لأجلهم، ويدخل في تطهيره، تطهيره من الأصوات اللاغية والمرتفعة التي تشوش المتعبدين، بالصلاة والطواف، وقدم الطواف على الاعتكاف والصلاة، لاختصاصه بهذا البيت، ثم الاعتكاف، لاختصاصه بجنس المساجد.
تفسير السعدي



قال تعالى
((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) سورة الحج (27)
رِجَالًا.....ضَامِرٍ.... فَجٍّ عَمِيقٍ


1* ما معنى 2*ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟
رِجَالًا اي مشاة على أرجلهم من الشوق
ضَامِرٍ اي ناقة ضامر تقطع المهامه والمفاوز، وتواصل السير، حتى تأتي إلى أشرف الأماكن
فَجٍّ عَمِيقٍ اي من كل بلد بعيد، وقد فعل الخليل عليه السلام، ثم من بعده ابنه محمد صلى الله عليه وسلم،
فدعيا الناس إلى حج هذا البيت، وأبديا في ذلك وأعادا، وقد حصل ما وعد الله به، أتاه الناس رجالا وركبانا من مشارق الأرض ومغاربها
تفسير السعدي

ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟



الحج يختلف عن كل العبادات. لما قال تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) هذه دعوة للناس أجمعين للدخول في الإسلام بخلاف ما لو قال صلّوا أو صوموا.

دعوة لجميع الناس للدخول في الإسلام، كيف؟ الصلاة الصيام والزكاة الديانات مشتركة فيها. وكفار قريش كانوا يصلّوا

(وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال) فلو قال صلّوا لقالوا إنما نصلي ولو قال زكّوا لقالوا إننا نزكّي ولو قال صوموا لقالوا إننا نصوم، إذن هذه الدعوات لو قالها لا تكون دعوة للدخول في الإسلام بخلاف الحج.

لم يكن أهل الكتاب من النصارى واليهود يحجون إلى بيت الله الحرام. فلما قال تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) معناها كلٌ مدعوون للدخول في الإسلام لأن هذه العبادة الوحيدة التي لم تكن عند أهل الكتاب.

هم كانوا يصلّون ويصومون ويزكّون إلا الحج فلم يكونوا يحجون لمكة. ولذلك هذه دعوة للدخول في دين الله.

الحد يختلف عن بقية العبادات لأن بقية العبادات موجودة. إذن هو دعوة للدخول في الإسلام وإقامة هذه العبادة.



لمسات بيانية
د.فاضل السامرائى




قال تعالى
((لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) سورة الحج (28)
1* ما معنى بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ...الْبَائِسَ الْفَقِيرَ؟
2* ما هي الفوائد التي تكون في الحج ؟
بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ الإبل والبقر والغنم
الْبَائِسَ الْفَقِيرَالذى أصابه بؤس ومكروه بجانب فقره واحتياجه .
الفوائد التي تكون في الحج
"المنافع التي يشهدها المسلمون في الحج منافع كثيرة منافع دينية ، ومنافع اجتماعية ، ومنافع دنيوية .
أما المنافع الدينية : فهي ما يقوم به الحجاج من أداء المناسك ، وما يحصل من التعليم والتوجيه من العلماء من هنا ومن هناك ، وما يحصل كذلك من الإنفاق في الحج ، فإنه من الإنفاق في سبيل الله عز وجل .
وأما المنافع الاجتماعية : فهي ما يحصل من تعارف الناس بينهم ، وائتلاف قلوبهم ، واكتساب بعضهم من أخلاق بعض ، وحسن المعاملة والتربية بعضهم البعض ، كما هو مشاهد لكل لبيب تأمل ذلك .
وأما الفوائد الدنيوية : فما يحصل من المكاسب لأصحاب السيارات وغيرها مما يستأجر لأداء الحج ، وكذلك ما يحصل للحجاج من التجارة التي يوردونها معهم ويستوردونها من مكة ، وغير هذا من المنافع العظيمة
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (23/7-9)




ما معنى كلمة

في قوله تعالى
(( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (29)

وقوله : { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ } ، قال ابن عباس : هو وضع الإحرام من حلق الرأس ، ولبس الثياب ، وقص الأظافر ونحو ذلك ، وقوله : { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } يعني نحر ما نذر من أمر البدن ، وقال مجاهد : { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } نذر الحج والهدي وما نذر الإنسان من شيء يكون في الحج ، وعنه : كل نذر إلى أجل ، وقوله : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } قال مجاهد : يعني الطواف الواجب يوم النحر ، وقال أبو حمزة قال ، قال لي ابن عباس : أتقرأ سورة الحج ، يقول الله تعالى : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } ؟ فإن آخر المناسك الطواف بالبيت العتيق ، قلت : وهكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه لما رجع إلى مِنى يوم النحر بدأ برمي الجمرة ، فرماها بسبع حصيات ، ثم نحر هديه وحلق رأسه ، ثم أفاض فطاف بالبيت ، وفي « الصحيحين » عن ابن عباس أنه قال : أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ، وقوله : { بالبيت العتيق } ، قال الحسن البصري في قوله : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } قال : لأنه أول بيت وضع للناس ، وقال خصيف . إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار قط . وعن مجاهد : لم يرده أحد بسوء إلا هلك ، وفي الحديث : « إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار » روي مرفوعاً ومرسلاً .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

ماذا قال العلماء عند كلامهم عن معنى تعظيم حرمات الله ؟
(( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) سورة الحج (30)

ذلِكَ، وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ ... أي ذلك هو المأمور به من الطاعات في أداء المناسك وثوابها الجزيل، ومن يعظم أحكام اللّه بالعلم بوجوبها والعمل بموجبها، بأن يجتنب المعاصي والمحارم، ويلتزم بالأوامر، فله على ذلك ثواب جزيل، والثواب يكون على الأمرين معا: فعل الطاعات، واجتناب المحظورات أو ترك المحرّمات.
والحرمات: جمع حرمة وهي بمعنى ما حرم اللّه من كل منهي عنه في الحج من الجدال والجماع والفسوق والصيد، وتعظيمها يكون باجتنابها. وقيل: الحرمات:
جميع التكاليف الشرعية في الحج وغيره، وقيل: هي مناسك الحج خاصة، وقيل: إنها حرمات خمس: المسجد الحرام (الكعبة) والبيت الحرام، والمشعر الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام. وتعظيمها باجتناب المعاصي، ومنها الاعتداءات فيها.
وضمير فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ راجع إلى التعظيم المفهوم من يُعَظِّمْ أي أن تعظيم هذه الأشياء سبب للمثوبة المضمونة عند اللّه تعالى، وعلى هذا لا يكون خَيْرٌ أفعل تفضيل.وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ أي وأبيح لكم أيها الناس ذبح الأنعام وأكلها إلا ما استثني وتلي عليكم في آية المائدة وغيرها، وهو الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير اللّه به .. إلخ ولم يحرم عليكم ما حرمه أهل الجاهلية من البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي. فلا يراد من قوله يُتْلى ما ينزل في المستقبل، كما هو ظاهر الفعل المضارع، بل المراد: ما سبق نزوله، ويكون التعبير بالمضارع للتنبيه على أن ذلك المتلو ينبغي استحضاره والالتفات إليه.
والاستثناء متصل إن أريد من المستثنى: المحرم من خصوص الأنعام، وهو منقطع إن أريد به ما يشمل الدم ولحم الخنزير وغيرهما، والراجح الأول والجملة معترضة لدفع الإيهام بأن تعظيم الحرمات يقضي باجتناب الأنعام، كما قضي باجتناب الصيد في الحرم وفي أداء المناسك في الحج والعمرة.
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ أي تجنبوا القذر من الأصنام، وسميت رجسا تقبيحا لها وتنفيرا منها، وابتعدوا عن عبادة الأوثان، فذلك رجس، والمراد من اجتنابها: اجتناب عبادتها وتعظيمها، وتأكيدا للأمر أوقع الاجتناب على ذاتها. والجملة مرتبطة بقوله: وَمَنْ يُعَظِّمْ .. أي إذا كان تعظيم حرمات اللّه فيه الخير ورضا اللّه تعالى، وكان من تعظيمها اجتناب ما نهى اللّه عنه، فاجتنبوا الأوثان، ولا تعظموها، ولا تذبحوا لها كما كان يفعل أهل الجاهلية.
وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ أي وابتعدوا عن الكذب والباطل وشهادة الزور، فذلك كله يدخل تحت عبارة قَوْلَ الزُّورِ والأحسن التعميم، حتى يشمل شهادة الزور،
أخرج أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن مسعود أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «عدلت شهادة الزور الإشراك باللّه» ثلاثا، وتلا هذه الآية.
المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
اد وهبة بن مصطفى الزحيلي


ومن منازل : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) منزلة تعظيم حرمات الله عز وجل

قال الله عز وجل : ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) قال جماعة من المفسرين : حرمات الله هاهنا مغاضبه ، وما نهى عنه ، وتعظيمها ترك ملابستها . قال الليث : حرمات الله : ما لا يحل انتهاكها . وقال قوم : الحرمات : هي الأمر والنهي . وقال الزجاج : الحرمة ما وجب القيام به ، وحرم التفريط فيه . وقال قوم : الحرمات هاهنا المناسك ، ومشاعر الحج زمانا ومكانا .

والصواب : أن الحرمات تعم هذا كله . وهي جمع حرمة وهي ما يجب احترامه ، وحفظه من الحقوق ، والأشخاص ، والأزمنة ، والأماكن ، فتعظيمها توفيتها حقها ، وحفظها من الإضاعة .

قال صاحب " المنازل " :

الحرمة : هي التحرج عن المخالفات والمجاسرات .

التحرج : الخروج من حرج المخالفة . وبناء " تفعل " يكون للدخول في الشيء . كتمنى إذا دخل في الأمنية ، وتولج في الأمر دخل فيه ، ونحوه . وللخروج منه ، كتخرج وتحوب وتأثم ، إذا أراد الخروج من الحرج . والحوب هو الإثم .

أراد أن الحرمة هي الخروج من حرج المخالفة ، وجسارة الإقدام عليها . ولما كان المخالف قسمين جاسرا وهائبا . قال : عن المخالفات والمجاسرات .

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)
دار الكتاب العربي
سنة النشر: 1416 / 1996م
رقم الطبعة: ---
عدد الأجزاء: جزءان

سَـآجدة
2014-03-30, 17:43
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الجزء الثاني من سورة الحج

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سورة الحج (31)

{ومن يشرك باللّه فكأنما خر من السماء} أي سقط منها،
{ فتخطفه الطير} أي تقطعه الطيور في الهواء،
{ أو تهوي به الريح في مكان سحيق} أي بعيد، مهلك لمن هوى فيه، ولهذا جاء في حديث البراء: أن الكافر إذا توفته ملائكة الموت وصعدوا بروحه إلى السماء، فلا تفتح له أبواب السماء، بل تطرح روحه طرحاً من هناك، ثم قرأ هذه الآية: { فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} .
تفسير بن كثير






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سورة الحج (32)
الشعائر: جمع شعيرة، وهي المعالم التي جعلها الله لعباده لينالوا ثوابه بتعظيمها، فالإحرام شعيرة، والتكبير شعيرة، والطواف شعيرة، والسَّعْي شعيرة، ورمْي الجمار شعيرة.. إلخ.
وهذه أمور عظّمها الله، وأمرنا بتعظيمها.
وتعظيم الشيء أبلغ وأشمل من فِعْله، أو أدائه، أو عمله، عَظَّم الشعائر يعني: أدَّاها بحبٍّ وعشْق وإخلاص، وجاء بها على الوجه الأكمل، وربما زاد على ما طُلِبَ منه.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي



تعظيم شعائر الله

الحمد لله حمداً يبلغ رضاه، وصلى الله على أشرف من اجتباه، وعلى من صاحبه ووالاه، وسلم تسليماً لا يدرك منتهاه، أما بعد:
فإن التعظيم في اللغة: مصدر عظّم يقال: عظّم فلان الأمر تعظيماً بمعنى فخمه وبجَّلَه، وهو مأخوذ من مادة (ع ظ م) التي تدور حول معنى الكبر والقوة، وعَظُمَ الشيء عِظَماً: كبُر، فهو عظيمٌ، وعَظَّمه أي فخَّمه، والتَعْظيمُ: التبجيلُ، والعَظَمَةُ: الكبرياء.1
والشَّعِيرةُ: البَدَنَةُ المُهْداةُ وجمعها: شَعائرُ، وشِعارُ الحَج: مَناسِكُهُ وعلاَماتُه، والشَّعِيرَةُ والشَّعارَةُ والمَشْعَرُ: مُعْظَمُها أو شَعائِرهُ: مَعالِمُه التي نَدَبَ اللَّهُ إليها، وأمَرَ بالقيامِ بها، والمَشْعَرُ الحَرامُ وتكسرُ مِيمُه: بالمُزْدَلِفَةِ.2
والحرمات في اللغة: جمع حرمة وهي: ما لا يحل انتهاكه، وهي مأخوذة من مادة (ح ر م) التي تدل على المنع والتشديد يقال: الحلال ضد الحرام، والحرمات: جمع حرمة "بضمتين": وهي ما يجب احترامه3، ولهذا سمي الحرمين لحرمتهما، وأنه حرم أن يحدث فيهما، أو يأوي إليهما محدث.
وتعظيم شعائر الله معناه:
إذا فسرنا الشعائر بالهدايا فتعظيمها على وجهين:
أحدهما: أن يختارها عظام الأجسام، حساناً، جساماً، سماناً، غالية الأثمان، ويترك المكاس، والمكاس هو: انتقاص الثمن في البياعة، ومنه أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه4 في شرائها، فقد كانوا يتغالون في ثلاثة، ويكرهون المكاس فيهن: الهدى، والأضحية، والرقبة.
وروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن أبيه: "أنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلاثمائة دينار، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعها ويشتري بثمنها بدناً، فنهاه عن ذلك، وقال: بل أهدها، وأهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئة بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من ذهب"5.
والوجه الثاني في تعظيم شعائر الله - تعالى -: أن يعتقد أن طاعة الله - تعالى - في التقرب بها، وإهدائها إلى بيته المعظم أمر عظيم لا بد وأن يحتفل به، ويتسارع فيه.
والشعائر: اختلف في معناها فقال بعضهم: هي كل عبادة، وقال بعضهم: بل المناسك في الحج، وقال بعضهم: بل المراد الهدى خاصة، والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء.
وتعظيم شعائر الله - تبارك وتعالى - يقتضي أمور:
1- تعظيم الله - تعالى -.
2- وما جاء عنه في كتابه الكريم.
3- وتعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
4- وتعظيم حرماته وهي كل ما يجب احترامه، وتعظيم حرماته هو العلم بوجوبها، والإقرار بها، والقيام بحقوقها.
ومن تعظيم حرمات الله - تعالى - تعظيم المقدسات الإسلامية، وتعظيم الشعائر الدينية، وتعظيم المسجد الحرام، ومعرفة مكانته ومنزلته، وأنه أشرف البقاع على وجه الأرض، وأن الذنوب فيه أشد حرمة وأعظم من غيره، ويجب تعظيم شعائر الله - جل وعلا - فيه لقوله - تعالى -: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}6، وتعظيم مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والأدب مع صاحبه، وعدم رفع الصوت على سنته؛ أو تقديم قول أحد من البشر على قوله.
والشعائر منها ما هو زماني، ومنها ما هو مكاني:
- فأما الشعائر الزمانية فمن ذلك الأشهر الحرم، وشهر رمضان، وهناك من الناس من يعظم شعبان أو غيره من الأزمنة أو الأمكنة التي لم يعظمها الله - تبارك وتعالى -، ولا ينبغي ذلك، بل على الناس تعظيم ما عظمه الله وعظمه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، على الكيفية التي أَمَرُوا بها، أو وردت عن النبي - عليه الصلاة والسلام - دون ابتداع أو غلو في التعظيم.
- والشعائر المكانية منها الثلاثة المساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وبيت المقدس؛ والمساجد من شعائر الله، ورفع الأذان فيها من شعائر الله، وتعظيمها من تعظيم شعائر الله، ولهذا جاء في تفسير قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهٌِ}7 أن الناس كانوا إذا جاءوا إلى مكة وأرادوا الحج أخذوا من لحاء الشجر - ولاسيما شجر السمر الذي يكثر في مكة - وجعلوه علامةً على رقابهم، أو على دوابهم؛ فلا يتعرض لهم أحد أبداً، والقلائد هي التي كان المشركون يتقلدونها إذا أرادوا الحج مقبلين إلى مكة من لِحَاء السَّمُر، وإذا خرجوا منها إلى منازلهم منصرفين منه8 لأن الناس كانوا في الجاهلية يقطعون الطريق، فإذا قدم القادم ورأوا عليه هذا الشعار والعلامة عظموا ذلك، ولم يتعرض له أحد؛ فكان هذا حالهم في الجاهلية، فلما جاء الإسلام زاد ذلك تعظيماً وتشريفًا - ولله الحمد - بأن أعاد إلى هذا البيت نقاء وطهارة التوحيد، وجاء رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعظَّم الحرم أشد مما كان يُعظم في الجاهلية، ودخل في ذلك ما ذكره بعض العلماء من الصفا والمروة، ومزدلفة ومنى، وكل ما عظمه الشرع، ولهذا جاء في تفسير قوله - تعالى -: {وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ}: لا تتركوا الإهداء إلى البيت؛ فإن فيه تعظيمًا لشعائر الله، ولا تتركوا تقليدها في أعناقها لتتميز به عما عداها من الأنعام، وليعلم أنها هدي إلى الكعبة فيجتنبها من يريدها بسوء، وتبعث من يراها على الإتيان بمثله9، وأقرب ما يتجه إليه الذهن في معنى {شَعَائِرَ اللَّهٌِ} في هذا المقام أنها شعائر الحج والعمرة، وما تتضمنه من محرمات على المحرم للحج أو العمرة حتى ينتهي حجه بنحر الهدي الذي ساقه إلى البيت الحرام؛ فلا يستحلها المحرم في فترة إحرامه؛ لأن استحلالها فيه استهانة بحرمة الله الذي شرع هذه الشعائر، وقد نسبها السياق القرآني إلى الله تعظيماً لها، وتحذيراً من استحلالها، والهدي هو الذبيحة التي يسوقها الحاج أو المعتمر؛ وينحرها في آخر أيام الحج أو العمرة، فينهي بها شعائر حجه أو عمرته، وهي ناقة، أو بقرة، أو شاة10.
وتعظيم حرمات الله يتبعه التحرج من المساس بها وذلك خير عند الله، خير في عالم الضمير والمشاعر، وخير في عالم الحياة والواقع؛ فالضمير الذي يتحرج هو الضمير الذي يتطهر، والحياة التي ترعى فيها حرمات الله هي الحياة التي يأمن فيها البشر من البغي والاعتداء، ويجدون فيها مثابة أمن، وواحة سلام، ومنطقة اطمئنان.
ولما كان المشركون يحرمون بعض الأنعام كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي فيجعلون لها حرمة، وهي ليست من حرمات الله، بينما هم يعتدون على حرمات الله؛ فإن النص يتحدث عن حل الأنعام إلا ما حرم الله منها كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ }11، وذلك كي لا تكون هنالك حرمات إلا لله؛ ولا يشرع أحد إلا بإذن الله؛ ولا يحكم إلا بشريعة الله12.
ويربط بين الهدي الذي ينحره الحاج، وتقوى القلوب؛ إذ أن التقوى هي الغاية من مناسك الحج وشعائره، وهذه المناسك والشعائر إن هي إلا رموز تعبيرية عن التوجه إلى رب البيت وطاعته، وقد تحمل في طياتها ذكريات قديمة من عهد إبراهيم - عليه السلام - وما تلاه، وهي ذكريات الطاعة والإنابة، والتوجه إلى الله منذ نشأة هذه الأمة المسلمة، فهي والدعاء والصلاة سواء.
وهذه الأنعام التي تتخذ هدياً ينحر في نهاية أيام الإحرام يجوز لصاحبها الانتفاع بها، فإن كان في حاجة إليها ركبها، أو في حاجة إلى ألبانها شربها، حتى تبلغ محلها وهو البيت العتيق، ثم تنحر هناك ليأكل منها، ويطعم البائس الفقير.
من الآيات الواردة في تعظيم الحرمات والشعائر:
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}13.
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}14.
من الأحاديث الواردة في تعظيم الحرمات والشعائر:
- حديث جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((نَعَمْ))"15.
- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ))16.
- وعَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ؛ فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ؟ لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ! فَقَالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ؛ فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ، فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ؛ فَلَمَّا سَارَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ فَجَعَلَتْ الْقَبَائِلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَمُرُّ كَتِيبَةً كَتِيبَةً عَلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ قَالَ: يَا عَبَّاسُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ غِفَارُ، قَالَ: مَا لِي وَلِغِفَار،َ ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ، فقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمَرَّتْ سُلَيْمُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا؛ قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ، عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، مَعَهُ الرَّايَةُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ: الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ؛ الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ؛ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَبَّاسُ حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ، ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ، وَرَايَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ؛ فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَة؟َ قَالَ: ((مَا قَالَ؟)) قَالَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: ((كَذَبَ سَعْدٌ؛ وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ))...الخ الحديث"17.
- وعن أبي هريرة - رضي لله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دم عفراءَ أحبّ إلى الله من دم سَوداوين))18، أي ضحوا بالعفراء وهي الشاة التي يضرب لونها إلى بياض غير ناصع، والعفرة لون الأرض، فإن دمها عند الله أفضل من دم شاتين سوداوين19.
- وعن أنس - رضي لله عنه - قال: "نحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده سبع بدن قياماً، وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين"20.
- وعن علي - رضي الله عنه - قال: ((أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن، وألا نضحي بمقابَلَة، ولا مدابَرَة، ولا شَرْقاء، ولا خَرْقاء))21.
والنصوص كثيرة بما يتبين من خلالها كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعظمون الشعائر، وكيف كانوا يحتفون بها، وما قصة دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة المكرمة، والكيفية التي دخل بها - صلى الله عليه وسلم - مع أنه في حالة نصر على عدوه علينا ببعيدة، إلا أن تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - لشعائر الله، وحرماته؛ منعه من أن يحدث شيئاً لا يرضاه الله - تعالى -.
وهكذا نجد أن الله - تبارك وتعالى - قد حث وحض على تعظيم شعائره، وليس أدل على ذلك من قوله - تبارك وتعالى -: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}22، فجعل تعظيم شعائر الله من التقوى، وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن القلب هو محل التقوى كما جاء عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((التقوى هاهنا ثلاثاً، وأشار إلى صدره))23، وإذا خشع القلب واتقى خشعت سائر الجوارح.
وليُعلَم أن شعائر الله - تبارك وتعالى - لا يعظمها إلا من عظم الله واتقاه، وعرفه - تبارك وتعالى -، وقدَّره حق قدره، وهذا أمرٌ لا خلاف فيه بين المسلمين، وكذا كل من يقرأ كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1 الصحاح في اللغة (ج1/ص480).
2 القاموس المحيط (ج1/ص534).
3 التحرير والتنوير (ج1/ص2777).
4 لسان العرب (ج6/ص220).
5 مسند أحمد (2302)، وهو في صحيح وضعيف سنن أبي داود (ج4/ص256).
6 سورة الحج (32).
7 سورة المائدة (2).
8 تفسير الطبري (ج 9/ص467).
9 تفسير ابن كثير (ج2/ص10).
10 في ظلال القرآن (ج2/ص308).
11 سورة الحج (30).
12 في ظلال القرآن (4-2421).
13 سورة الحج (32).
14 سورة الحج (30).
15 مسلم (17).
16 أحمد (5189)، وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ج2/ص15).
17 البخاري (3944).
18 رواه أحمد (2/417) وهو في السلسلة الصحيحة المختصرة (ج4/ص475).
19 فيض القدير (ج3/ص713).
20 صحيح البخاري (1626).
21 إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (ج4/ص363).
22 سورة الحج (32).
23 صحيح مسلم (4650).

قوله تعالى
(( لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (33)
( لكم فيها منافع ) أي : لكم في البدن منافع ، من لبنها ، وصوفها وأوبارها وأشعارها ، وركوبها
إلى أجل مسمى ) : قال مقسم ، عن ابن عباس [ في قوله ] : ( لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ) قال : ما لم يسم بدنا .
وقال مجاهد في قوله : ( لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ) ، قال : الركوب واللبن والولد ، فإذا سميت بدنة أو هديا ، ذهب ذلك كله . وكذا قال عطاء ، والضحاك ، وقتادة ، [ ومقاتل ] وعطاء الخراساني ، وغيرهم .
( ثم محلها إلى البيت العتيق ) أي : محل الهدي وانتهاؤه إلى البيت العتيق ، وهو الكعبة
الوسيط لطنطاوي



قوله تعالى
((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )) سورة الحج (34)
( ولكل أمة جعلنا منسكا ) قال : عيدا
من بهيمة الأنعام ) ، كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ، فسمى وكبر ، ووضع رجله على صفاحهما .
( فله أسلموا ) أي : أخلصوا واستسلموا لحكمه وطاعته .
( وبشر المخبتين ) قال : المطمئنين الراضين بقضاء الله ، المستسلمين له
الوسيط لطنطاوي



قوله تعالى
((وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) سورة الحج (36)

والبدن : جمع بدنة . وهى الإبل خاصة التى تهدى إلى البيت الحرام للتقرب بها إلى الله - تعالى - وقيل : البدن تطلق على الإبل والبقر .
وسميت بهذا الإسم لبدانتها وضخامتها . يقال : بدن الرجل - بوزن كرم - إذا كثر لحمه ، وضخم جسمه .
شَعَائِرِ اللَّهِ شعيرة من شعائر ديننا ، وعلامة من العلامات الدالة على قوة إيمان من ينفذ هذه الشعيرة بتواضع وإخلاص
{ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا } أي: عند ذبحها قولوا " بسم الله " واذبحوها

{ صَوَافَّ } أي: قائمات، بأن تقام على قوائمها الأربع، ثم تعقل يدها اليسرى، ثم تنحر.
فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا أي: سقطت في الأرض جنوبها، حين تسلخ، ثم يسقط الجزار جنوبها على الأرض، فحينئذ قد استعدت لأن يؤكل منها
كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ } أي: البدن جعلناها منقادة لأمركم
تفسير السعدي

التفسير العلمي لأهمية التسمية والتكبير عند الذبح:

توصل فريق من كبار الباحثين وأساتذة الجامعات في سوريا إلى اكتشاف علمي يبين أن هناك فرقاً كبيراً من حيث العقامة الجرثومية بين اللحم المكبَّر عليه واللحم غير المكبَّر عليه، أي الذي قيل عند ذبحه: (بسم الله، الله أكبر).

وقام فريق طبي يتألف من 30 أستاذاً باختصاصات مختلفة في مجال الطب المخبري والجراثيم والفيروسات والعلوم الغذائية وصحة اللحوم والباثولوجيا التشريحية وصحة الحيوان والأمراض الهضمية وجهاز الهضم بأبحاث مخبرية جرثومية وتشريحية على مدى ثلاث سنوات لدراسة الفرق بين الذبائح التي ذكر اسم الله عليها ومقارنتها مع الذبائح التي تذبح بنفس الطريقة ولكن بدون ذكر اسم الله عليها.
وأكدت الأبحاث أهمية وضرورة ذكر اسم الله (بسم الله الله أكبر) على ذبائح الأنعام والطيور لحظة ذبحها، وكانت النتائج المدهشة والمفاجئة والتي وصفها أعضاء الطاقم الطبي بأنها: معجزات تفوق الوصف والخيال. وقال مسئول الإعلام عن هذا البحث الدكتور خالد حلاوة: إن التجارب المخبرية أثبتت أن نسيج اللحم المذبوح بدون تسمية وتكبير من خلال الاختبارات النسيجية والزراعات الجرثومية مليء بمستعمرات الجراثيم، ومحتقن بالدماء؛ بينما كان اللحم المسمى والمكبر عليه خالياً تماماً من الجراثيم ومعقماً ولا يحتوي نسيجه على الدماء
الإعجاز في التذكية (الذبح)




قوله تعالى
((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )) سورة الحج (37)

( لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا ولكن يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ . . . ) .
أى : لن يصل إلى الله - تعالى - لحم هذه الأنعام ودماؤها ، من حيث هى لحوم ودماء ، ولكن الذى يصل إليه - سبحانه - ويثيبكم عليه ، هو تقواكم ومراقبتكم له - سبحانه - وخوفكم منه ، واستقامتكم على أمره وإخلاصكم العبادة له .
قالوا : وفى هذا إشارة إلى قبح ما كان يفعله المشركون ، من تقطيعهم للحوم الأنعام ، ونشرها حول الكعبة ، وتلطيخها بالدماء ، وتحذير للمسلمين من أن يفعلوا فعل هؤلاء الجهلاء ، إذ رضا الله - تعالى - لا ينال بذلك ، وإنما ينال بتقوى القلوب .
ثم كرر - سبحانه - تكذيره إياهم بنعمه ، ليكون أدعى إلى شكره وطاعته فقال : ( كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ الله على مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المحسنين ) .
أى : كهذا التسخير العجيب الذى ترونه سخرنا لكم هذه الأنعام لكى تكبروا الله وتعظموه وتقدسوه بسبب هدايته لكم إلى الإيمان .
وبشر - أيها الرسول الكريم - المحسنين لأقوالهم وأفعالهم ، بثوابنا الجزيل وبعطائنا الواسع .
وبذلك ترى أن سورة الحج قد سبحت بنا سبحا طويلا فى حديثها عن البيت الحرام ، وعن آداب الحج ومناكسه وأحكامه ، وعن الجزاء الحسن الذى أعده - تعالى - للمستجيبين لأمره .
الوسيط لطنطاوي



كيف فسّر العلماء هذه العلماء هذه الآية الكريمة في ظل تكالب الشرق والغرب على المؤمنين الصادقين ؟
(( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )) سورة الحج (38)
هذا إخبار ووعد وبشارة من الله، للذين آمنوا، أن الله يدافع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم كل شر -بسبب إيمانهم- من شر الكفار، وشر وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره، ما لا يتحملون، فيخفف عنهم غاية التخفيف. كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمستقل ومستكثر.
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ } أي: خائن في أمانته التي حمله الله إياها، فيبخس حقوق الله عليه، ويخونها، ويخون الخلق.
{ كَفُورٌ } لنعم الله، يوالي عليه الإحسان، ويتوالى منه الكفر والعصيان، فهذا لا يحبه الله، بل يبغضه ويمقته، وسيجازيه على كفره وخيانته، ومفهوم الآية، أن الله يحب كل أمين قائم بأمانته، شكور لمولاه.
تفسير السعدي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في رواية حفص عن قراءة عاصم رحمهما الله
سجدتان في الآيتين
http://www.djelfa.info/vb/data:image/jpeg;base64,/9j/4aaqskzjrgabaqaaaqabaad/2wceaakgbxitehuuexqwfhuxgrwbgbcygsqdibwhhx4ehiugiy qhhsgiicemhyehijeijiktli4uhb8zodmunygtlysbcgokbquf dgufdiszexkrkysrkysrkysrkysrkysrkysrkysrkysrkysrky srkysrkysrkysrkysrkysrkysrk//aabeiaikbbwmbigaceqedeqh/xaacaaacawebaqeaaaaaaaaaaaaabqmebgihaqj/xabfeaacagedawmcawycbqkjaaabagmrbaasiqutmqyiqvfhbx qyi0jscygryrezq3ksorukc4kisshr8by0nbpc0tph8f/eabqbaqaaaaaaaaaaaaaaaaaaaad/xaaueqeaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa/9oadambaairaxeapwd3hro0aa0tw+u48urnjrybpoapkua+3dy oaon+r41z6g0oq9luat4dsvx+zivjwoaa58cedi+iekkinbmmb fmp+usmgnkqgoqnrud5fcxng+aaghyj0jvndlrffszeaad5jpa h30jx/ul5dr+vhlqlhuyzsy0i+e2cn8ppwqahvhj41x6l0lmlynpyi8m jmuodtqvsm3k27ycskbckhb9wivsr1dmykhv8usiawsueqo4sk bo1fyrach2ffjwpuh5sbs+pdqjgjmkrbuhzrj58aaalifgaenv p0z1hsuatnbjagzgqyimkg0gi+l81/modz7reu4zc4jm6itp4mq/hdtku5t5bwwepo/7dtfexwy1gneynhaknxcooowg7c7xblykqupn7robongjvdrwr phfux4rnjux9mxcwtjcqtxyhpogv6xgd6hduqflciqo6xmryyw o37uahy++r9p3e0cnfuqdp96n6w2xcyeyggaws0bemb/1wu39lnxvhhwunw+n9sx5op8nlnijh2twyn9pntpdbttgsr5ja/negz9f9qt488maykk0tatlkl/swpmthvq/h3bjftb0enor5mrnp3crsfhtaiwki3uedxideaek/zpnu8hogxn408mp7ixjgkv53yiki/dyfcd8gqr9dm/r2qz4q77lk80zlckmoasoz/pbohwjsb1tnjhjxiezooonbkvu3munacmdycxztx9nmchnjmis ang0bqhvvggiwf7acxqn0/qse5cqylj2ztcobct/dy4sfiux86j6p02lkjcsfmijdfucgopo20+5t5q6pzy18yokwv cmcdtxlq2rn2+b+77kiu/qvy48acth6tbjk8ksk8ic3vtez7mrwp+x5+2ruq+bgrqii4y0j qefrqoh9brviyejus7kijyzeac8et99blqliyejg52vfsc2ias mgofkkgafjouchmjmrzinwsnhaupbb+ocnj+mymgrimzuhi9x7 o7hyatcfshtgggsw3xy4hggfmwasmgpjol6ddxjacjvj2bf7um k4nwgpbf+clb+nupcthzyszo8clvg8btulqee4taukogh2kmdr sexeryiapckutyxamasd2q9upg7fpyfge6d70bqoyflrhkixsn kmzep4gp94x/avsfifudlot+pniyymadhkner1erkcehq+xz9pxcbzsuz9rfyx yey+homtignkwqkylqmfdqhswbjh6rihj+lau+lepsfunk8pdz 8bnjiq3uwg6hao2q/20g00anzt0n6kgn7umk0s0mmxdstabpbuybxtabumcvgh2gnzz dv6gm8bs8w5swub0de4brajanggjr+x+mosumtoyjky87wajhu fhlbo7t8gur8uedfol9lhx12qoqamzxlj8sxplmflisdbn+vn0 3dabj9ytkscomb3jjjav9xafiz9xribpncnecgmvjrx3z5xkai hjwjd9uson5prd+6q1e6v6siy5d+y3eix/ry5g1fjffm/ed+trjaapc3yyckct1iphluglwlze/djst9q/o4b/mppoiyz09s5sei5mwlut732gwoq997vcd4qvnvjbx+ntttqrkt lj7e6oet27rif7qj4pgmvnx2lpcmeugy93paor45zfobviqqu0 uqayd2jk3zjpop+hemegmkywyvkzd9s6jyrfpr2ake2ucbblvc b0ep6fh7gle4iwvda6+tb7rvtkw8cowofr7sh9kavizuplebjt uflgh4f2rqxn+lmsbjjypiw0kzdl4a3dgmafsqpfkgvwl51opy mlkq0kcuvianhdi4usbbnwonwahahwna10g6f1qsbjkbvihumf etiwuqalkhikrj6slawqakjs9q6bjlmrvoyqr0wit27mbu5huy goewudzu3dgkyl6zjzumqoh5iyqlpowjwettprjiclx8ccanqd 9f9q5ovmoi8crgone8iltk5ogx2fdhv+6qpm/a0w6z14roiiy2nywxcil4cg2n0jkby0shk8mjtdevr76cygb8y rswmeriov4bp1h9fyd+mvvqghnyimn4yyt73lusqpjao4y/fejzf20e0qzrx6dxlkec22lkwzyqtgtq8wrzhnenifw46gk8c0 g77ojsjsz7rk28aj2qii7hbj4u+etzqckfkjrgcymqgfz5ygus a4s+djvtuzd7pjzr7esng+inbcwa+1lv+ogix1yhdsqwsywlws qrzk5iawjspcvm5svqeqsliadffjzgbjwngzrwncw2lqom3hmu ysaaloxvmxntiinmkq0gu7fy7qwrge0af6r9efjmd5swrjunlc zmox4blaet9ek0ehxuyxkpfiseveyz8f1a+ebg0e8ne1gv4pxk 5wefuyswapky4xcxrqzooxyf3dnuyekbkkbgkbql4vdxxoptjp im7k4jwypftb7hju0bdevxncabsavye+i5dmbpzejphjgywwp6 zwmwy/bar5+50gy1dm5srrvjidqipzj9abz1nqp1bp8erdjbkljlqowh boiupodbq9u9xfgw3yy49/bcu6nwdgil1/icwr8wnz+t1vmmso+k5nbffi4vw2+4nq30wvbqvkbj8c7wj6lm o1mnqgrkqirujvedaebiyrvkh1bppz8jww0hmns/xxulyz0yemzrj8oiowtgliotu2ywkbcp4jioiqyseruonv7fsm jda7c5qfs7xdz7nd+aqx8e/tw70adgdag6hnlrlm46qiogso0ldituujauacuwjrnmydipwuf n4ntonpbkblj9lgcyfe5iaqoo4ursbxzxdgmgdr0zmxhihql1b rlgkkub4kkh/am9jsx0jjlouqxlmmw9jtstjsvztunap+4ggmyus7c2hf9o3xs sszh4uqovr8klrj+avjmxm/whuophl7htjywzscmrzoeyvcu/f0zhyagbb7d1wdab1f6zxm5ftkhwukbukkffrtkqwuhdhmhpzf 6vmnqyzjw8wgxmk3niffbmbciv3jub6fa0cf0x6t/kznpzhgidezsudje6izzsyegrupg1vw+paph6tznteychfnyid m74qhmrozt/tuijuvvzl/dk6by+kcbmdviqo4n72jvmj/iykwzfc2tp0bopp/waombioz1djlw2xy5zgy1ci/azl4s1ulbzqa3mfpntxqe79pwcuxgvnjiprcfesl7ybyqpcur8 ga1mujy1yfwazskiiseh4i+romj68lgl6erux5lo1g0ur2lo33 bw6c3yhc1dnkaoehepgygbjyy4q5blttsaxya7sygiyrcbu87w hjass8v0njkvbexsogtdzlaeouh1rebu+hjoeapjv7l9jqtwld ktjkfx7gldyhd/vsm3zxgkoa+2gvdbycvfymtf6fhjtg0ui9mqlrh29tpybbbztq vnfxxxov0jk4mtk5e+ujzkbd1ivtgwo4gsqkb2adjab9noeg+l 8xelndgd78ni7ni7d6bnjnfycfbxzqnp0tbrycqmmbijmk/0hfgfyi0gb/dlmzzlmw5jiqxuhdk+9vdtxzaqooabwcclqwvk6jh9vrnd+x6p i5bmde9gxmlr2dbh2yilwucbb54f2botr0fpuolesmcbi18af8 ssest8k8nupwelvptutyrr89xyvaz+kg/8aug83tomxypkmpl1efkemwbizemqtrszhryiwgb3qvj3mcpb2 hfjb+nhrfr8vsjaymdmx5jmfizulcu62br9rmxzgt5yafvhwtx ukrdb2caoqp0mt9emytunssbsk2bu9lyvtcskys5eu06xsgjhw mrxhh4cges7a8i2ohkc9bnorepmpozm6bgzassshkmliubfaqb kjdwzh2qafod558gxphrpqcmmt9jydklpkrhgwhfnewzqfo2r+ lpnxoojqyr/unwhb9n0shqfj7syiwq94fm20k7dtjwgn8imhqogsxj0/cfu46yb1bvahhca8xt9osdnbetxo0gq6v63xt2smvkrwsxtyky 5wcbvbpclrcrlt3zy558dwt9jdsmormznbgkxzgosxhimkvk8l cnd/+klsy3itqpfvr0nq3sulbdy4dobsssxb9v8aksb9arqlh6wjeo rmqstj7qbh3nam3zsilklgqi93a9xrqvfvcr4gm02ffcgoqjsx kbe6zxez5hhyzkdxvx4oqxrvtocoo/n8niq3eygcnwpadpcak+4aru3bqwyniqav9n9d40uiym+royyd emizpvji8fvy0cpg8kfgtpomfljq+vjrhviupll3axebmi3erg ujoljlvd0aoctqt6b6zn47okmkggddkjflhiamhxkmkaqx3ifa asxibxybvxo2jqefdszoqsvfmq4jj7g9ozi696rzqnzaa7vcmq nty29h9nc1gf0n1bck8wrlcuwt2spo5nlca+fraksngbq3h316 xqjd0xfnkndsbpfvwuusntuif8a8+r/52gl6n6q6oi4lk6dltod3ddljho17vrtifbdaux+ca5oveoj1n mjuzgdjxu0bxuzxvgdh3d3geeeunon0dz92vtnkeu+m8xm2/myziedalvyl7hrskwdeocqapirqjpxml1kcrbiovydge0nd7bw bax9lmfhk7rbelxm8zkxz+xairdpmvkxriymvliilqq6sjz96r ul2kvfxynexrofaafacgpsndadnbjst87kcizb5kl7cf6iohhj cqplguzgvzvetqjfwvtcmj1jz44mzstlhhihiq9sgsefcerrva w5/p/dmo6bgglb6yrkx/uqdblureqmzsvsphyzmvjeltqcyhpn1bd7ovsj55leitapo3tp i5zzjcczehbp1zfiy/a+p7av4obdcuygkojf4y1cj+wago+qytyqamrlaqf1rcmk8ed3 i3ffpab++guer+uzgo2mmlfhplniv7tvsjuiwla0qatckj5a8k a+eiumzek5d5argnnauri5dy9yqcnxa8sc1aul1p0l0vhjyvo0 k2ro6htnowzgo52kfvvvb5odk+b0x6r0qhjttzlvs7k7iafswb ayfy2ptomfk+teozz74+bbfjec6isqpso0c37qnarvjtyata+e agpwugteenop3lixgmt9f2aoopvv/008xczi0wonvrffkqigapgacduugngjwo6x63ixsmdhlslhhhs js3ct3sy+51jjroz9ppzsanjo0q9mdwbkxknaptf93s3bqaygw ahjabiri6+nsdu6mkckelbryganwx90innsn44u1960hcnv4fn xhmgm7asixywuancwf7v4rc1amgosbq9rd4lv09shmxvgwyvz3 nmncmnyfvhkssr8ub+phiz1hpgzsyldlsiscrzc48yi37i2x3e +rurvapaa+ug1+jsnkxlkm2qvhguqtjw0kvyvufprfgsby80bw 2vub6hx48ipfl3pjrwnrz28+4/auutz+n1isgujsr1pi4xpfjevckuxx9owwzgann2qb53mqbxmy act+hfseolkjlljugjxxjkfnpypj7kyyaleanzgfryi1ckh6xo 1gs6figzd4ajwxybuir5anhn7hvprkzlkfxmjrmamkcfti/jvrwzfabiauzduqyani+hsy0ltipk97inysb5n8h8aswh6r4au aacunpnaanrzm2xgfazbqttuwxoxqhyt8dsldxczidzcknhiu7 kxo2tjrsgzx5/6ndt+pfqaluazowkbllkawuewaffjylo1/lxoxpsrn2s1c9qc2p2a+v/dwo9m9dltmysisvyny1tsyepjge2htvuiruniio3kasacq2rub ysb4hp34h/hxwsfi+nswgcwwk/fsisxnpjjnghjznwvpk3a8krr93kxpiptwskumwd5pao5mrviw xnynxgvkajvbib3e7qnoc+j5hiv1aspbvugyu66v6egxr1m8qg gegfjsgnyajofu0cf6hwlw/uawcn5p8jspgssnuukm5dvtsptlv+ombjykn5sx1n9lsbpaxdj pk4qjjbdi+ybe7vuebvjsbcsxv4r4ada6nlokym6fnyjjli37q jbgg+ilzp8anmjj+w40i/erqwukcrydj83k42rit7kpjwwvabrczutwlbi0gvj18jcmavii isecgjshj6icwq+uz9kqpgj+kakaktfwpcinjbez7n500z+mpl f2juvooi2kcd921oht4ibhhgg+y3vozjxijco8f69viq/wsw9ob52k3xnvqflyo4l3yoqlyg52ciyaas8ckgd+esz6cx8vh svpkx44ikpaxsuxvaekkgcmiqb/hytpblj4nvxwxyo/usbyex91re3ygdigxnyax4ihhbnhvtk/u3x4mhhbinjea0paljjnaaahw8djeutzeu0kt24iidgseaynqm jusa4ue+cqg1t9d4lsy0papii42kbhqjmydcqs1+1lhias8c1y ynijwar4ivxws30jqirxwwwwprxo/fhuf0nv7p3nqi3actq451d6pj5zyy5miixs48xkj4nlya0j/elxnhfnqwmdrenm7xwzxsph+tecmvrjka2oep56va6x/pttyyc0und+ukmkqoxuo/7nyhnk+5goowsa3wqkmxpvoskwojmouyszpe0utkncvdkckrad ea0fsac88aadbanj8ucyeixkn3mqmpzusztdwefm2nbehigb41 s/d3jzxw1oekizazt28kcqtuujzxwpc8gg1pgg0hoqnv+qq40ttt uejwrne+tqaabjjpaafnwp6r03jzs/fyyq0uog7f6cfrmwivticmae3ao1wdtarz1l+irrteuzmjhwsw v96wdlbfygqo72/qssfa22cq2kmozqymwwbb+opou9zfppxcedgw1bvis8nzg7/wcs/q2fieruvrv8+5r50rycg/ndmzgdtgx5gitgiv/djsptng5mktuojykiqabcg80axde6i86s7y8kc37blqzhx6ioj kc8u3u45a1nek9yzjuqzbkk6eqdtzerasoalwttm17ljtcotqa iag2ejwbitqmpmx2q7q3zxsbskebp3uhxd7i+af3m+kjwu7euz 8555za/cethrgnn9uiehevi3nuykex8adzanezyxs4sngwspfypcfelhm 2wwzzfvl3qxncmauopqbs8brzrcazs7k7/apnyfvbfw8z8udi3kpxnau43vt5gg0gq6yxmrkbxubvzh8gesf j+xksb/i6saypven9siy5j8l8tjhmqb45yylgqeaqyg2pb5b+rx5ogk6r 6/walhoqkrfzodxzi98vtdaxi/cgugfqddaxhrq5owslkea57ija8ovbmjdcwpjaq+vgr2lhjifs jkx8zmzbvquneqaeb2opy+1rbeviw5avgdvvi6njmyzrzgenur xdhc74ipdk3cqjigf2foeofjdrrsm08odjveqxncvikd2zcynu tag3a1fju9lugzivlysghor05wsfrhq1/tvh++g/h5a9npk5s8g/ti+qylr8hrhtua/ngk/xwnh6feprlqaxoy0p8khbaj7exf90adjmynjceqvyco0khblct edbxii3en4ofxwe6v66w4cjeiqpljlmi2jlao52q31yf2fkpgu fcnvalr2rjy5mumfltypm7rneomboacdezby6qbwbrke/or3qvt+fgy0csr48baosxa5mnd2lhza+fpnxontrmes/v64iaetyyftjtughghhcctvdypuvjjufomvvpcta/lrqyed3dlaovpw2j7/4ay87sy7vnnxy5u2rg0aw4slphfgklidx7nuy7vu2gadbwgbr0 jv6h+bou4aqbvh/zhwul+m9u9gcs493bolprloydkdl8fmogfbz8qatkx8qxdh0qd yfg5ifia91hn9mdjqjgmc+xp7nkfdd5ifu1pt4ecdzyvuq93a0 9hooaclkzyj6lms//ah6ch0n1fi469vg6zmov+dek3/oyct9z9for49v5lcp0vlr6yndh/nnrh/w9xg/xlmp/alwxkb/7epi/w86ypomjp+ld5f8a5jtokej64l/nw482ki94lvalkszliut70cggud7gsbwmc3q2feopgftvdld2k 3uw2v5vyc1+pa8+pp6xbhu2j05gy2d2firgoplitg/z+nuon9imyc5m3jx48cqqrelq0regrukdeaqqzbywslykngugo mzuwsoin3ybii/ukasf5cxz9sprpx070/j4femhjd5wblesxd6s7qwph0a4hj6a79semocwjvawosmkxzqu uks+dr+hafggjjwe6f6k7kky5u3uji1ykgly7svdoo7beei5jx a1+pvolpteqjk5mdlrhgmrhz8mkiqthya/cww1c9g+syuohiea7tbjti3bru3tfj9n0faeqqqdtzzswbvxca sdtdkreirqqmuofcq+0efpgaw4polxiy5tfz5zrk5xwafvibui pwivalctyzmzfpavfvhu2apq0rdxophhpgtd2ajvo/u74y3ppuh206hudqjsp9bijz/0cj//ajnv5/w/wgeahhqigu7jgxukx3mspu5fzutujvn66zduzj43jiwzmdtkyy ivn4o4ggx9l0fh0/6wiysvjxvxa0b4bcdvayoxocrtkbwj8bt86dx4cmbvkfvxet7/aca8ak80pgebrpen+kswyzgdkxomiyadrhwwia+logrzwwy+do afdml6izm6jgcghgn2s+2aaafo0is7jhcalyce3acaaj4gg46n +jky2r2srfmjjdiizfksf68kxq29b9ocskndwnd6f9u4uyrta7 furczrug5v5dqdvg68foool9ax8ownmtcjrgddyzdokubtbv3v u5+ek0um/djgcybsjnml7rx/zlcibjzauvxd8ekc6cxopr1xj53kze4ch7aiqidditsndktsup 5pgpncau+mn2p0c2ts7+isf8cup+9j/wcwmy/dxp53gvzzywajmnkc8caj38mbwghiha86yyildwkklclekfbjm sqwq0vqmcpuij5o3unnk6ax1baeoha9wl2fg3g0kamuhn7gjbv fvf00xwepiikc8rbxk/bitwr7a2l+x1mejdgfjzx1gffxgkiuhq0zwsuxkkkgutqqamtx s+knf0ku+tzmzkcers746salbg22nbvrwnkhwhk1wgo+mxo/pdnwzdplu/cj8qf/aay61hqdrsohezzt22wkrc5s/zqf7njvxrnpthyyyoiziezxzebyjxuu32kf4ekn6rdm9c4zpkj fzvksear8us8kudvbzjz5quphj6b8/d/1phtrtbciictimzi2dvfbi98qtyti1fxj66udi6ouf0akzgsiy eg26silas8ae1yeaodu+ldp6dbknj/lcmujfmcwrdyrfoe+ylt2ygs7ifgfomful6i6dilgxi0yfti8h krv8cr9pdxr90kc/qnbc6b1ydnxis3aatm3uommratz9igg4er/pufp71lizkms0bffglcusjyu22bi+aqlb/vrbap9b6uun0swrk7f2cqngurskzsdtuxbe6r9rruecmdixty0 ft5wwqfxigxmcywtfrac+ollctbh1t18bjrk4eo2vdyzh7iwim ksdxjtfxx6k/qlfy9c/expmyy1jmakcjbfipvr+niib+holvpb8o8wcbpzckj8li0oidj iqe8rggct4oav8mz4obz1d0qmrsznjkycyx7wxgluudrkklcdt n0qb86ct1/hljgwtkos8swbbukcbad8hjb22aiwqdz55+2rvp1amv1fsrxfs ufypbgcf7q2o8l0fhrypkbm0ikmtjpi+9lnq7hmizgeqsocb9b qtrnvmaezi0gri8ocssuejdy1oambshbq9wr5ogadj6rj5kxcg kwwikqspfjgjn/1zq5baqkerqqqkcqkah0aha1j/qfrx03dkaynh3ztkujmpibcqqswbshvg5vajpwadvut9ti6q0e lhvkvwrzjsqfmrylx91xfbph/aegcwasx8dqa4daxzkflhknf27u3fur/anc15o341l8pqwld1m4sgeimqss2qm1t3nneklqn5xaqs/jcwhnuet+fht2lsuhjrljj2zt72iouxntu+6sl+dtj8l+nbhiq zjlzcq5egdr+rb7ogo+mgqr0kgv2zlyv+5uh+ca079ketic6fk grsry7lbjb3qgzdwrx7lpb5rafnxc8bxeiixsbplisxksikyhg ss77ro423jo46h9f+nnhfiyz0hjnywsxwj2xqliw6g9yswd65j +ggg1wjro0bo0ardmzmuayymggxvsksg/ayn+mj/vj8ht7j87fgge6nznpfrohinmsfheggmu+sqkpusexrvudtta3 4+bgr3supzzvu/ltdbxdthbi54qoxzrfp6yg/wapzohgly9eg75ycm6b4dywkcqpljeypyfq+sb189qdvond3fi aztyqsasqkljxliaapjpwat4vvrp+szikkia3qgpwdcjykycev 8jqwngjwqpqmekezsuohhwk3bznzg7mgicqrkc5ig72iuqaw0g qhxktcurv3hc20abifk15p3opdz7pfvsvjlvlx+xii/fpxljwa2xj9aujbm6/df2ii/vw/wcvj05kcfse4rs1f24o1rvebdx83+zfiheg1gjro0bo0azol6w tihkfdiknzzjcq/pusf3bi3iwkudx5+acsaq02jvdo8e6ifzeokkzix2rtrlagxb5 2ivlekkk8agd51drmuukcrjawqgjgg3mrdfib+lf+xagpf2qcd drpt/y9g2r+xidsud+1kd2wir97eax4pbbc3vwddhr8h5v8nupf7fdk 0ac3xj8anzx0h8ta00ardh9sllssielyyhv+ck7vdgqkjbfuo5 uqe26av4r9g9unk5ckuwpj+wjszlmcqs9ilqmo3iro4gupovjd s6ngjqgjvalpiar4ldtjgflodyoa9t/s6orogngujpvrszekofliaah1jpjumgfe8qmv1mrxchv27f4r8 v8340fnrpl1n1dffi/mudgq7crxyzswsrxlezcwrzx01t6z6xxzhy2vpiee5cr7gxcxj hc2xa4juykf3wg02jrpz1nrkwmfdbnke+3dgn0klfwr9bxbglf 8kdqxmtdjibeaigjlekofkmytxkk8k6n0jf1ciykblurtskiph q92rvoafhuyci221x+kudvetdq6kyodiy0ykdv2ittfbw/3ijulw7klidqaayqdfr3trk400bo3uxum7+hccl/akef6av6zgn1pqeuairjclcvw7kspg+q8hdih7qxz7xdeqd50+ gngqfvopxy6b5w2i6aolmj8kqi2zj8kojoqenqrevo6jrnl/o8yu8pf0cvukkpkknat8kab3o1t6r1olhtuskgwaaqlmzj4vvu fmy/qduprsyexc0spyu120zgzk5tnckqt/cgn7khgay0aos9yhwdmffczanyolfvonc1foxigwoe8czq/odrray3qlsnqay8wq0yxewjckudi3mbbmpu7hijawgoauzyg/0bo0hbqwq8m4iupixkmswfhnc+dqcbf/xuqfotenrjb9tjjkc4kttrc78g+yiudwrexisahsba838endo0 anaslgu04c7i8dccw/u8vh6qpeag/jsmjqhbknh6ddjzuk02zli0vtskrgurzzqocqb8uyocb4oai9a 5pui6q4uddtkjknv41ijsbrvj2/vn2nwrqvxij5smbgx1x8hjz48vmd2zdvbnjej0/wqzirxnc445hpkad0zo+vi0+zgxfryj2x9fagm/97dpf6qw/flk2e+zihmljhujzdu4bb4y0tkk83vwdcdby2wfz2ywg1haqbj xuvt7mrkic6k/ztr76oz9oxmxp4xkcmi9tsp26sdjigbptje/jycfggm6dgm3bx8xuyiwqbgxvg0uzqgbugqqv4ion2fiinqols b8u5c/3yk6t+lf7um4kzbtyspj7gdivm8i7qnksrbqpidc9zn1d1doz5 4t0qqhhhdtjkh2o7bhyuj3uvn1helyckrwg32dmyruyqxzvyqg 8sqlc/1pgsp+h8mfmh808v5jox/scubwxz8okzj7ag8bhzng2j1pvvxw2xirksrmjkro2ppm3sf9o p6m5vbx886w0npvuo5/5wy2t05hewm29fdpny7dtvjdkgdbv1agff6d1bxyibiser5h35 bh99zxose8eu0cwlsgdlpsmzw0kzbwak0st5x3nqchla8vvxfu xucf9jl4m2s68lkyoupkpgsrmo231hi7rjxhp/b6sepnk5w1mdomaiwbcq2uklt2gdwu257inkditbtdkjvee5d5 byjy3eage15oegx9xqxsbmlcjhky4rekuyzizmabaaxajpfkwu mvv6xyny7qu3vs3gxsh2x8cenfk4avgsvtfewobqpijvvz4gg9 h6ikrrkquqoea7luc/u7bfmvfmr834oxy/tkolg5kwkss8kejvjf7r2pzvnvywj/sabdcqgmxv+rzk5ucopekgmurvulltyadu2rafzru+tzyfkbxp t/aplacb85my0soenozy4pvlywqvziwqqsyorw5mo+ytwg18fuja emftdyzaq5ia7h7dod9uvjofxtjp3syos7ivvkyti7hczh7k80 paxwbwabrizulyub0uwzzd+tmrlcqwzqyhijifk7s4uvodvusf icyswnhwsibhfzj2nuvdj9mcthaa/vv3x9dbr8jddkgffy0cbtdfgnepazvyjwv5xkc2efoqmp6yt8z +cyh7msdsmtxrgnicaa+4e7kutunhgaayjqeorm9vxsqchmi7b ra97hvaiqzb/exj2tg7gqfntt5rwx9b5nuxlcljzrjy8kmlx7d3lsrhcn3fzwd tjud9nk87qd3onsmxgyzxm7ytkip9o3ccsmwnfaciwo+lo0xq/6typhxiwrizr5u6an+hewqf0rlh9nyjqfujcmdnx8xjmuz4r48/bihchk9xcehljknbuzr4byk1ssgm4h6hpnxe0veujk7rbep4hn 7lyv5p8axqahxe7kkxcliasffak/qwqofua1n+uzuufjz5scsf3ri0tslrkvxwovbcgtrpjvnslrf4 gzksar4otflmwsmzoo93khvelu1cdwtkwwf6bx6d9nnhltz0rb jsgasqxtcyarbzkhmcc+4br7jx8nuas9bnz2au5kuese0xckqu qddq5kgejjlrxp2vupte3mrdnkcrhzowd7fdj8asoibsbw2nkh i7ggudq6fdpksk26qibtiy3ggbveu8m3ii11qoa2sdr6ddpirz bpfudbex/zag3ukegbxy11qqubwwavwuqycqgx8e7v2er3mv3juuqv7nnw3 gc7uasbybt+u48odncrshjvve5j3o17rw8q5bcei+t45+da96l 0mccijyw+w2t/bii+pssnznqxopcordikcohexeoohirnqt5eh2wlnktk0cwr26 +jm9qpscwvuetiqbpkfli6aqxrdqdso8chk1rruqev4ip/ahpqg7xs/kpf9/0/8da59s9xchj7tmjfgk2p87gho/zvnu43pd3itgmal2owsakwlqivvkghwcxxzmvkmvaymff/lvg0u5qdxifayopju1ylmertahk65wfut4kcojjizks0ces7oo dyowjw6ewoogg2ronj0grjhhmtg8hqk0qlqp8aefu2c7r4j0r9 epj2imjkampk45jhyplvcdfbfnf9brkqdbzmbglwzjzuwtudoj iybogwrziadapagldu4fxz40t6tk9y/lzgfnw5ms8pxssbfmaedbskwfbqj44ri/gg9f6li/5vormjg+j0bp6vaffofqbky8fjp304edqyqsazxthyafmv5dsv g6e6508/+rkghqc87keyn/suuse0vvrlr5wtdukgzn/lrzcuxhcgm9uikl27lyu7ekrq2g1ohnvfu0rlmslinh+urzhkv tyginyj7lqtwsoagipgthdjrk7sqqh5a3nq3nqoanyqb8ax3ve v5evfjdh0vj7u8brisvkqhmbw2qswvbd7vsepf5vdtoypngv0q r5ujjjgkkmmucrcgsmgu2cxtg8ylkbrxv6d1x1sexx3hkaxno1 cqszxrt5c85uisazxfbgkekxrubbn0vnzzwtceomn8bhfa80qs wk+0uijc4bjnbyoc2t7vpgsp6u9s9rxs+nuxpjmnlvn0sqwmj2 aqwagyttauiicxpxqbhppsimzckkbqtbhyzn+jmns7f4mjorr3 rrg/fi//ea8v6p0pratf8ez4ywsumfkuqzn9qi1aqh6b/n+g3/qzlim/ndb3l47aylx/xjn/wd686cng9ahhjyj2wwyw5mkvvefdxshinfc1/jslmy8676h6ox4cmhhd1dsiws6cisaootujc3va/pok3qpfzsqlbjnfyfkozhgrxbk0quwfhmfaaoijxufbs7pxxpy 4o4w6zkt5kclg7dtvuiohvwvvaqr7luckmvvojejzol1xkybo5 c40riug3ckeo3umv8arsxbpu4xgvfjfjg5kzhuumwbtsrqg3yd gf5caf+uxb8d3kwnzzozwy8jfedp+zbkrzitpjgsahcqjfc77z sl8c+qurxrf1pnymzjldazihbboa732ynt3xalqgaqo4fvfadd 6ngjqgjro0ewtjpijjiqujahlywcd5bb4i0lwvtgfhh5cxdjeo u121uo3+emxfx48gaf6nb5zgei8vggl7ucz3tu7mrhkzml2hjd khv1/i2sfalzqo63ohr8upgky5gyuvv3julcgnrf12kcf6tiwoaaosd no0gd6fdjpmjoxnyy492yazvgijsexdgf3smf09xunpnmfnean ggngjrompn+hft2karonid97rd1xewu7mybabpnvx203yft+nj ms0kfczaagclksvluptvv8qf/fttrodro0aa0anggngjrodvtq3t0yizijl2skvajroiud8hvvr opo8vphilwb8vn6g67wxfbvvq/az3vvgyx++3uo+1vgrnrwogtjwgzz+yx3735aidyrwrxjjau4a dx9q1fi1uncrgasqacfjrk19frofxsvz3ek/mflxdz2hfv3/qnfi3h6ksd5vsgfhzgasfeyxmsxgweryityfygqifjx9q1rtgg rrhiiheg7abdqip27qbqc1vv8vplk+j4jxvsisedvikxsyxhy8 eoaa//afr1otggnu8/pkczro+64x3ptfeak8gewkj4ormjqgjroj0bo1wtqej21lgdxp aycn6dnnvnqqzup3ezn7pufbknmp5gjx0vz9koq3sei4+nu7my uty7klnc/vnyl2p8ydmngguyvqymq05ycl731e0g7s7tvhqo/tt4s8bm+um+jroe3qx01dmqncasn4ythnc5srcrrkspqpg2nve jejoijfmetiyzlvzjkymqpfb2jhfncwfur55n6azlucbhuijc3 yqkbneabi5+413odvpqfscfiulpdhkabakqnr+osch7jvzxzcl q+fpoeremifh7onegu8otjbyy1fbo02d4pzwodr5wdmqsugnki rqihsma5zirxwppsxfhexpjpt00yepqxyrxpiiyskincfc9czq 8mh/4fxvvqksjpupirfy50zpmoerz/wdadrmv+6bqv0r0ysu35iwabjnoqskxx2kasiqkqldcybzrzxg nuvhog+6ngjqgjro0bo0anaangjqgjro0bo0anaangjqgjro0b o0anaangjqgjro0bo0anaangjqgjro0bo0anbbm5kcsf5g2qpj//mkujzm7sw/ovlbawd2w25dhi8ttayr8bz7gattoubhewubth3lsasl7qsa/t6axztzrizdywx8wrymqkwg2n7u8it0qvqfiwdbll0bi0kgnbf kedwilfybwgadxz8k+fmhrihqmysn3+ejad0bxu8sx5k2cp4h8 hr0n/wdbxdl45qh8o0mfdehsszngg/nwpu1xcy38voerybzeo3ce29keatvia5o0dxfcfj0evuusrwxl kdzhyojwmw0jn+lvhhj+piafkkae68wyfxch5xzd/kqvas3xlukerjiolm5ibmsasqubtdcdemtdjekeucjfxjclzi6 txc7dy7lipkimugg8jx5mz325kudby2xhz40pvbyizkfwatu4b fx9bwg/s3qovx5qyafxvvyqsgbv72urksro1gmb+ccarwkwt1qlnymzbk esa4gr2ksfhkbungltbqdraq3ptugan70f0tbi7kjwsrdhdabq ixvvqvtvus0ofwstzj1l06hp+nkmvgt8xiroqzbpxbrczmby3q 8nworgcau6fgnzg3toggyy0kfnmbuofiscmyvi9gwgirbvn9or 3/iussspfdczklpvltzstzdmqbgl/ccnwngffx0ranyehy0emghdsefc5bo0akrvtztda1zphm9xmws aaysmsuduyzfg0hcsncc2f0vt3c+a/wdqlexu553zyijhhjbiii7kwg14o33fbfkbmowbwpvq70bokep ua2kmeu5nibd68fzvfmkubrzoapdizrn5yjyvx3p9vdqf+wf7a ptnq3hzzcikgz2spfxtgll3lr8b0yfegfbggvdw6is2bjzwu5g kwtt4qxckmmkpcyqqdyiw21sgt7iscgkuflztsjmopjkxajjb9 pkaat3u+xd5cj7ikthyuopxcyrdbbkmqfhyogzj4vwcrsf91zq t1n61xumojzrkwc0o2m7+pjiuf3s/anhqdep/tz5tqbcqxhjjnkrmvzj8aeed7e4nxdahnuj+mlmcvlucgwdkrf ripj2wd7afvutzzaw60v8auvvyjcbgyi4ho7mjsvxftamez97e 1tcpupi+g+b1d6z6oejyipe8zysctityu6gzrx53btu8cgh6ad q6ngjqgjro0bo0anaangjqgjro0bo0anaangjqgjro0bo0anaa ngjqgjro0bo0anaangjqgjro0bo0anb8i1nllyrusavaby0rgc lbh9mowl93d0oqb26luwt+hv8azp8alofgykjtjg2kappbrabq fkpvavvxq8duebe00ncy2tg3vbtt7vqhkopo7eewaipaanef+m f/aigp5/8a1a9c0hmhnggca4bnc/50a15ifww7mx544zifqptyhvgkdg7recp97xqgjqkftxt5oims vkb9piy7afarsx2knzrjf0ok/mv8fonhgzjmfpt7ur7bk6ocqgxtvhuuuq1iqfvd6bromu34ely ozs5ig5kijsrvezlfvb+zjifkagwafrzpz1h0bdjhoxj5ww7m1 l8woaox2vzakm9k+0m2jn3r0jrom31j0fblylpi08uhjcscgdk dqctsbbw4as3pb51v676ftfw8g9oxlsv9m9yr22dfyblurvn2y 4ujke8c612jqefdx61h1ah8kmllvi8fdmstrlgqsi7bmjhnlqv bjjhjylx/dlazdkhyzygksktikze+pan3ffhmtbpromvkfhf0+rak35iykk tu5mjbb9fg+hxx41sxssday/zd1tldfauswljjvwt7czbf3dp+ea+uvqtgg//zhttp://c00022506.cdn1.cloudfiles.rackspacecloud.com/22_18.png
http://c00022506.cdn1.cloudfiles.rackspacecloud.com/22_77.png
أما رواية ورش لقراءة الإمام نافع رحمهما الله
ففيها الموضع الأول فقط
سلا..م





خَوَّانٍ كَفُورٍ صيغة مبالغة على وزن فعّال وفعول.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما معنى كلمة
خوّان
في قوله تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾
[الحج/38]



:
كيف فسّر العلماء هذه العلماء هذه الآية الكريمة في ظل تكالب الشرق والغرب على المؤمنين الصادقين ؟
(( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )) سورة الحج (38)
هذا إخبار ووعد وبشارة من الله، للذين آمنوا، أن الله يدافع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم كل شر -بسبب إيمانهم- من شر الكفار، وشر وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره، ما لا يتحملون، فيخفف عنهم غاية التخفيف. كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمستقل ومستكثر.
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ } أي: خائن في أمانته التي حمله الله إياها، فيبخس حقوق الله عليه، ويخونها، ويخون الخلق.
{ كَفُورٌ } لنعم الله، يوالي عليه الإحسان، ويتوالى منه الكفر والعصيان، فهذا لا يحبه الله، بل يبغضه ويمقته، وسيجازيه على كفره وخيانته، ومفهوم الآية، أن الله يحب كل أمين قائم بأمانته، شكور لمولاه.
تفسير السعدي






المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1056019922#post1056019922)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما معنى كلمتي
صَوَامِعُ / بِيَعٌ
في قوله تعالى:﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
[الحج/40]

ما معنى كلمتيصَوَامِعُ / بِيَعٌ
في قوله تعالى:﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
[الحج/40]

تسمى آية سنة التدافع

قال ابن عباس : نزلت في محمد وأصحابه حين أخرجوا من مكة ، وقال مجاهد والضحاك وغير واحد من السلف : هذه أول آية نزلت في الجهاد ، وقال ابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن ، قال ابن عباس : فأنزل الله عزَّ وجلَّ : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } ، قال أبو بكر رضي الله عنه : فعرفت أنه سيكون قتال ، زاد أحمد : وهي أول آية نزلت في القتال . وقوله : { وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } أي هو قادر على نصر عباده المؤمنين من غير قتال ، ولكن هو يريد من عباده أن يبذلوا جهدهم في طاعته كما قال : { ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ ولكن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ والذين قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [ محمد : 4 ] ، وقال تعالى : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } [ التوبة : 14 ] ، وقال : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الذين جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصابرين } [ آل عمران : 142 ] ، وقال : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حتى نَعْلَمَ المجاهدين مِنكُمْ والصابرين وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ } [ محمد : 21 ] والآيات في هذا كثيرة ، ولهذا قال ابن عباس في قوله : { وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } وقد فعل ، وإنما شرع تعالى الجهاد في الوقت الأليق به ، لأنهم لما كانوا بمكة كان المشركون أكثر عدداً ، فلو أمر المسلمون وهم أقل بقتال الباقين لشق عليهم ، ولهذا لما بايع أهل يثرب ليلة العقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا نيفاً وثمانين قالوا : « يا رسول الله ألا نميل على أهل الوادي ، يعنون أهل منى ليالي منى فنقتلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إني لم أؤمر بهذا « ، فلما بغى المشركون وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم ، وهموا بقتله وشردوا أصحابه ، فلما استقروا بالمدينة وصارت لهم دار الإسلام ، ومعقلاً يلجئون إليه ، شرع الله جهاد الأعداء ، فكانت هذه الآية أول ما نزل في ذلك ، فقال تعالى : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الذين أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ } قال ابن عباس : أخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق يعني محمداً وأصحابه ، { إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا الله } أي ما كان لهم إساءة ولا ذنب ، إلا أنهم وحدوا الله وعبدوه لا شريك له ، كما قال تعالى : { يُخْرِجُونَ الرسول وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بالله رَبِّكُمْ } [ الممتحنة : 1 ] ، وقال تعالى في قصة أصحاب الأخدود : { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بالله العزيز الحميد } [ البروج : 8 ] .
ثم قال تعالى : { وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } أي لولا أنه يدفع بقوم عن قوم ، ويكف شرور أناس عن غيرهم ، بما يخلقه ويقدره من الأسباب لفسدت الأرض ، ولأهلك القوي الضعيف ، { لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ } وهي المعابد للرهبان ، وقال قتادة : هي معابد الصابئين ، وفي رواية عنه : صوامع المجوس ، { وَبِيَعٌ } وهي أوسع منها وهي للنصارى أيضاً ، وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره : أنها كنائس اليهود ، وعن ابن عباس : أنها كنائس اليهود ، وقوله : { وَصَلَوَاتٌ } قال ابن عباس : الصلوات كنائس ، وكذا قال عكرمة والضحاك وقتادة : إنها كنائس اليهود وهم يسمونها صلوات ، وحكى السدي عن ابن عباس : أنها كنائس النصارى ، وقال أبو العالية وغيره : الصلوات معابد الصابئين .وقال مجاهد : الصلوات مساجد لأهل الكتاب ، ولأهل الإسلام بالطرق ، وأما المساجد فهي للمسلمين . وقوله : { يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيراً } ، فقد قيل : الضمير في قوله { يُذْكَرُ فِيهَا } عائد إلى المساجد لأنها أقرب المذكورات ، وقال الضحاك : الجميع يذكر فيها الله كثيراً ، وقال ابن جرير : الصواب لهدمت صوامه الرهبان وبيع النصارى وصلوات اليهود وهي كنائسهم ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيراً ، لأن هذا هو المستعمل المعروف في كلام العرب . وقال بعض العلماء : هذا تَرَقٍ من الأقل إلى الأكثر إلى أن انتهى إلى المساجد ، وهي أكثر عُمّاراً وأكير عبَّاداً ، وهم ذوو القصد الصحيح . وقوله : { وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ } ، كقوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد : 7 ] ، وقوله : { إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } وصف نفسه بالقوة والعزة ، فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديراً ، وبعزته لا يقهره قاهر ، ولا يغلبه غالب ، بل كل شيء ذليل لديه فقير إليه ، ومن كان القوي العزيز ناصره فهو المنصور ، وعدوه هو المقهور ، قال الله تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين * إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون } [ الصافات : 171-173 ] ، وقال تعالى : { كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ ورسلي إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [ المجادلة : 21 ] .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1056020143#post1056020143)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء في الآية الكريمة نصران
أحدهما من الله للعبد والآخر من العبد لله
كيف يكون نصرنا لله سبحانه وهو غنيّ عنا؟
﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
[الحج/40]


جاء في الآية الكريمة نصران
أحدهما من الله للعبد والآخر من العبد لله
كيف يكون نصرنا لله سبحانه وهو غنيّ عنا؟
﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
[الحج/40]

﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
إذا أردْتَ نصْر الله عز وجل المطلق ومِن أمْتَع المشاعر التي يشْعر بها الإنسان حينما ينْصره الله عز وجل، هذا النَّصْر يتنافس في البيع والشِّراء، وأحيانًا ينتصِر على من في البيت، وحتَّى على جرثوم دخل إلى جسْمِهِ، هذا النَّصْر بِمُطْلِقِه أليْسَ له قانون ؟! قال تعالى:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
هل الله تعالى بِحاجة إلى أن ننْصُرَهُ ؟ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ:
(( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ))
[رواه مسلم]
قال العلماء: المضاف محذوف، نحن علينا أن ننْصر دين الله حينما تؤدِّي الصلوات الخمْس ولا تأخذك في الله لَومة لائِم ؛ هذا نصْر لِدِين الله تعالى، وحينما تُقيم الشَّرع في عَمَلِكَ فهذا نصْر لِدِين الله تعالى، نحن عندنا وقائِع وعندنا شرائِع فالوقائِع ربَّما لو أعْلَنْتَ عن بِضاعَتِك في أجْهزة الإعلام عن طريق نِساءٍ كاسِيات عارِيات ربَّما كان هذا هو المانِع، أما لو خِفْت الله ولم تفْعَل هذا فأيَّةُ طاعةٍ لله هي في حقيقتِها نصْرٌ لدِين الله، لأنَّك إذا أنت أطَعْتَ الله وفلانٌ أطاع، فالحق يتنامى، وينْكَمِش الباطل، وبه تكون قد نصرْت دين الله، أما إذا كان الكلّ يأكل الرِّبا، فإذا خالف أحدهم اتُّهِمَ ! وكذا المصافحة والاخْتِلاط، فهذه الآية دقيقة جدًّا:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
ونصر الله هو نصْرُ دينِهِ، وتطبيق أيُّ حكمٍ شرعي هو في الحقيقة نصْر لِدِين الله تعالى، وبه تتَّسِعُ دوائر الحق، وتضيق دوائر الباطل، فإذا كان بالحي بنايات كبيرة جدًا أمام مسْجِدٍ، ثمَّ في الصُّبْح لا تجِد إلا سبعة من المُصَلِّين ! أين قوله صلى الله عليه وسلَّم:عن جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ))
[رواه مسلم]
وإذا رأيْتَ جماعة كبيرة كلُّهم بالسيارات يوم الجمعة يمْشون وتاركين لِصَلاة الجمعة، أين نصْر دين الله ؟! قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(9)﴾
[سورة الجمعة]
فالذي يَحْصَل أنَّ أمْر الله هان على الناس، فهانوا هُمْ على الله تعالى ! قال تعالى:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
فأنت أقِمِ الشَّرع ومعنى ذلك أنَّك نصَرْتَ لِدِين الله تعالى، وحينما تنتصِرُ لِدِين الله ينْصُرُكَ الله مطلقًا وأنت لك باليوم مئات المعارك ؛ تِجارتُكَ معركة، وبيعُكَ وشِراؤُكَ معركة، وتزْويج البنات معركة، فالحياة مُعَقَّدة جدًّا، قال تعالى:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾
[سورة الحج]
فكلّ من أطاع الله يكون قد ساهَمَ في نشْر الحق، ونصْر دِين الله تعالى، وكثَّر سواد المسلمين.