تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 [15] 16 17 18 19 20

المسافر 09
2014-04-11, 06:50
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
(( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )) طه (123)

ما معنى قوله تعالى
(( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )) طه (123)
{ قال اهبطا منها جميعا } : أي آدم وحواء من الجنة وإبليس سبق أن أبلس وهبط .
{ بعضكم لبعض عدو } : أي آدم وحواء وذريتها عدو لإبليس وذريته ، وإبليس وذريته عدو لآدم وحواء وذريتهما .
{ فإما يأتينكم مني هدى } : أي فإن يأتيكم مني هدى وهو كتاب ورسول .
{ فمن اتبع هداي } : أي الذي أرسلت به رسولي وهو القرآن .
{ فلا يضل } : أي في الدنيا .
{ ولا يشقى } : في الآخرة .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في قصة آدم إنها لما أكل آدم وحواء من الشجرة وبدت لهما سواءتهما وعاتبهما ربهما بقوله في آية غير هذه { ألم أنهكما عن تلكم الشجرة وأقل إن الشيطان لكما عدو مبين } وأنزل على آدم كلمة التوبة فقالها مع زوجته فتاب الله عليهما لما تم كل ذلك قال { اهبطا منها } أي من الجنة { جميعاً } إذ إبليس العدو قد اُبْلِس من قبل وطُرد من الجنة فهبطوا جميعاً . وقوله { فإما يأتينكم مني هدىً } أي بيان عبادتي تحمله كتبي وتبينه رسلي ، { فمن اتبع هداي } فآمن به وعمل بما فيه { فلا يضل } في حياته { ولا يشقى } في آخرته .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 06:54
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
(( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) )) طه

ما معنى قوله تعالى
(( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) )) طه
{ ومن أعرض عن ذكري } : أي عن القرآن فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه .
{ معيشة ضنكا } : أي ضيقة تضيق بها نفسه ولم يسعد بهل ولو كانت واسعة .
{ أعمى } : أي أعمى البصر لا يبصر
{ ومن أعرض عن ذكري } أي فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه { فإن له } أي جزاءً منا له { معيشة ضنكا } أي ضيقة تضيق بها نفسه فلم يشعر بالغبطة والسعادة وإن اتسع رزقه كما يضيق عليه قبره ويشقى فيه طيلة حياة البرزخ ، ويحشر يوم القيامة أعمى لا حجة له ولا بصر يبصر به .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 06:57
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
(( قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) )) طه

ما معنى قوله تعالى
(( قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) )) طه
{ وقد كنت بصيرا } : أي ذا بصر في الدنيا وعند البعث .
{ قال كذلك } : أي الأمر كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكما نسيتها تنسى في جهنم .
{ وكذلك نجزي من أسرف } : أي وكذلك الجزاء الذي جازينا به من نسي آياتنا نجزي من أسرف في المعاصي ولم يقف عند حد ، ولم يؤمن بآيات ربه سبحانه وتعالى .
{ أشد وأبقى } : أي أشد من عذاب الدنيا وأدوم فلا ينقضي ولا ينتهي .
وقد يعجب لحاله ويسأل ربه { لم حشرتني أعمى وقد كنت } في الدنيا وفي البعث { بصيرا } فيجيبه ربه تعالى : { كذلك } أي الأمر كذلك بصيرا وأصبحت أعمى لأنك { أتتك آياتنا } تحملها كتبنا وتبينها رسلنا { فنسيتها } أي تركتها ولم تلتفت إليها معرضا عنها فاليوم تترك في جهنم منسياً كذلك وقوله تعالى في الآية الآخرة ( 127 ) { وكذلك نجزي من أسرف } في معاصينا فلم يقف عند حد ولم يؤمن بآيات ربه فنجعل له معيشة ضنكاً في حياته الدنيا وفي البرزخ { ولعذاب الآخرة أشد } من عذاب الدنيا { وأبقى } أي أدوم حيث لا ينقضي ولا ينتهي .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير عداوة الشيطان للإنسان .
2- عِدَةُ الله تعالى لمن آمن بالقرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في حياته ولا يشقى في آخرته .
3- بيان جزاء من أعرض عن القرآن في الدنيا والآخرة .
4- التنديد بالإسراف في الذنوب والمعاصي مع الكفر بآيات الله ، وبيان جزاء ذلك .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 07:02
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) )) طه

ما معنى قوله تعالى
((وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) )) طه
{ قال كذلك } : أي الأمر كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكما نسيتها تنسى في جهنم .
{ وكذلك نجزي من أسرف } : أي وكذلك الجزاء الذي جازينا به من نسي آياتنا نجزي من أسرف في المعاصي ولم يقف عند حد ، ولم يؤمن بآيات ربه سبحانه وتعالى .
{ أشد وأبقى } : أي أشد من عذاب الدنيا وأدوم فلا ينقضي ولا ينتهي .
{ وكذلك نجزي من أسرف } في معاصينا فلم يقف عند حد ولم يؤمن بآيات ربه فنجعل له معيشة ضنكاً في حياته الدنيا وفي البرزخ { ولعذاب الآخرة أشد } من عذاب الدنيا { وأبقى } أي أدوم حيث لا ينقضي ولا ينتهي .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 07:07
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) )) طه

ما معنى قوله تعالى
((أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) )) طه
{ أفلم يهد لهم } : أي أفلم يُبينْ لهم .
{ من القرون } : أي من أهل القرون .
{ لآيات لأولى النهى } : أي أصحاب العقول الراجحة إذ النهية العقل .
بعد ذكر قصة آدم عليه السلام وما تضمنته من هداية الآيات قال تعالى { أفلم يهد } لأهل مكة المكذبين المشركين أي أغَفَلوا فلم يهد لهم أي يتبين { كم اهلكنا قبلهم من القرون } أي اهلاكنا للعديد من أهل القرون الذين هم يمشون في مساكنهم ذاهبين جائين كثمود وأصحاب مدين والمؤتفكات أهلكناهم بكفرهم ومعاصيهم فيؤمنوا ويوحدوا ويطيعوا فينجوا ويسعدوا . وقوله تعالى : { إن في ذلك } المذكور من الإهلاك للقرون الأولى { لآيات } أي دلائل واضحة على وجوب الإيمان بالله ورسوله وطاعتهما ، { لأولى النهى } أي لأصحاب العقول أما الذين لا عقول لهم لأنهم عطلوها فلم يفكروا بها فلا يكون في ذلك آيات لهم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 07:39
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى )) سورة طه (129)

ما معنى قوله تعالى
((وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى )) سورة طه (129)
{ أفلم يهد لهم } : أي أفلم يُبينْ لهم .
{ من القرون } : أي من أهل القرون .
{ لآيات لأولى النهى } : أي أصحاب العقول الراجحة إذ النهية العقل .
بعد ذكر قصة آدم عليه السلام وما تضمنته من هداية الآيات قال تعالى { أفلم يهد } لأهل مكة المكذبين المشركين أي أغَفَلوا فلم يهد لهم أي يتبين { كم اهلكنا قبلهم من القرون } أي اهلاكنا للعديد من أهل القرون الذين هم يمشون في مساكنهم ذاهبين جائين كثمود وأصحاب مدين والمؤتفكات أهلكناهم بكفرهم ومعاصيهم فيؤمنوا ويوحدوا ويطيعوا فينجوا ويسعدوا . وقوله تعالى : { إن في ذلك } المذكور من الإهلاك للقرون الأولى { لآيات } أي دلائل واضحة على وجوب الإيمان بالله ورسوله وطاعتهما ، { لأولى النهى } أي لأصحاب العقول أما الذين لا عقول لهم لأنهم عطلوها فلم يفكروا بها فلا يكون في ذلك آيات لهم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 07:44
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
(( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) )) طه

ما معنى قوله تعالى
(( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) )) طه
{ ما يقولون } : من كلمات الكفر ، ومن مطالبتهم بالآيات .
{ ومن آناء الليل } : أي ساعات الليل واحدها إني أوإنو .
{ لعلك ترضى } : أي رجاء أن تثاب الثواب الحسن الذي ترضى به .
{ فاصبر } يا رسولنا { على ما يقولون } من أنك ساحر وشاعر وكاذب وكاهن من كلمات الكفر ، واستعن على ذلك بالصلاة ذات الذكر والتسبيح { قبل طلوع الشمس } وهو صلاة الصبح { وقبل غروبها } وهو صلاة العصر { ومن آناء الليل } أي ساعات الليل وهما صلاتا المغرب والعشاء ، { وأطراف النهار } وهو صلاة الظهر لأنها تقع بين طرفي النهار أي نصفه الأول ونصفه الثاني وذلك عند زوال الشمس ، لعلك بذلك ترضى بثواب الله تعالى لك .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 07:47
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) )) طه

ما معنى قوله تعالى
((وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) )) طه
{ إلى ما متعنا به ازواجاً منهم } : أي رجالاً منهم من الكافرين .
{ زهرة الحياة الدنيا } : أي زينة الحياة الدنيا وقيل فيها زهرة لأنها سرعان ما تذبل وتذوى .
{ لنفتنهم فيه } : أي لنبتليهم في ذلك أيشكرون أم يكفرون .
{ والعاقبة للتقوى } : العاقبة الحميدة في الدنيا والاخرة لأهل التقوى .
وقوله تعالى { ولا تمدن عينيك } أي لا تتطلع ناظراً { إلى ما متعنا به أزواجاً منهم } أشكالاً في عقائدهم وأخلاقهم وسلوكهم { زهرة الحياة الدنيا } أي من زينة الحياة الدنيا { لنفتنهم فيه } أي لنختبرهم في ذلك الذي متعناهم به من زينة الحياة الدنيا وقوله تعالى : { ورزق ربك } أي ما لك عند الله من أجر ومثوبة { خير وأبقى } خيراً في نوعه وأبقى في مدته ، واختيار الباقي على الفاني مطلب العقلاء .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 07:50
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )) طه (132)

ما معنى قوله تعالى
((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )) طه (132)
وقوله تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } أي من أزواجك وبناتك وأتباعك المؤمنين بالصلاة ففيها الملاذ وفيها الشفاء من آلام الحاجة والخصاصية واصطبر عليها واحمل نفسك على الصبر على إقامتها .وقوله { لا نسألك رزقاً } أي لا نكلفك ما لا تَعْطِيناه ولكن تكلف صلاة فأدها على أكمل وجوهها . { نحن نرزقك } أي رزقك علينا ، { والعاقبة للتقوى } أي العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة لأهل التقوى من عبادنا وهم الذين يخشوننا فيؤدون ما أوجبنا عليهم ويجتنبون ما حرمنا عليهم رهبة منا ورغبة فينا . هؤلاء لهم أحسن العواقب ينتهون إليها نصر في الدنيا وسعادة في الآخرة .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير مبدأ العاقل من اعتبر بغيره .
2- بيان فضيلة العقل وشرف صاحبه وانتفاعه به .
3- وجوب الصبر على دعوة الله والاستعانة على ذلك بالصلاة .
4- بيان أوقات الصلوات الخمس والحصول على رضى النفس بثوابها .
5- وجوب عدم تعلق النفس بما عند أهل الكفر من مال ومتاع لأنهم ممحنون به .
6- وجوب الرضا بما قسم الله للعبد من رزق إنتظاراً لرزق الآخرة الخالد الباقي .
7- وجوب الأمر بالصلاة بين الأهل والأولاد والمسلمين والصبر على ذلك .
8- فضل التقوى وكرامة أصحابها وفوزهم بحسن العاقبة في الدنيا والآخرة .
9- إقام الصلاة بين أفراد الأسرة المسلمة ييسر الله تعالى به أسباب الرزق وتوسعته عليهم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 07:53
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
(( وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) سورة طه

ما معنى قوله تعالى
(( وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) سورة طه
{ لولا } : أي هَلا فهي أداة تخيض وحث على وقوع ما يذكر بعدها .
{ بآية من ربه } : أي معجزة تدل على صدقه في نبوته ورسالته .
{ بينة ما في الصحف الأولى } : أي المشتمل عليها القرآن العظيم من أنباء الأمم الماضية وهلاكهم بتكذيبهم لرسلهم .
{ من قبله } : من قبل ارسالنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وانزالنا القرآن .
{ من قبل أن ندل ونخزى } : أي من قبل أن يصينبا الذل والخزي يوم القيامة في جهنم .
ما زال السياق مع المشركين طلباً لهدايتهم فقال تعالى مخبراً عن أولئك المشركين الذين متع الله رجالاً منهم بزهرة الحياة الدنيا أنهم أصروا على الشرك والتكذيب { وقالوا لولا يأتينا بآية } أي هلا يأتينا محمد بمعجزة كالتي أتى بها صالح وموسى وعيسى بن مريم تدل على صدقه في نبوته ورسالته إلينا . فقال تعالى راداً عليهم قولتهم الباطلة : { أو لم تأتهم بَيّنة ما في الصحف الأولى؟ } أيطالبون بالآيات وقد جاءتهم بينة ما في الصحف الأولى بواسطة القرأن الكريم فعرفوا ما حل بالأمم التي طالبت بالآيات ولما جاءتهم الآيات كذبوا بها فأهلكهم الله بتكذيبهم فما يؤمن هؤلاء المشركين المطالبين بالآيات أنها لو جاءتهم ما آمنوا بها فأهلكوا كما أهلك المكذبين من قبلهم .
وقوله تعالى في الآية الثانية ( 134 ) { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله } أي من قبل ارسالنا محمد وانزالنا الكتاب عليه لقالوا للرب تعالى إذا وقفوا بين يديه : { ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك } فيما تدعونا إليه من التوحيد والإيمان والعمل الصالح وذلك من قبل أن نذل هذا الذل ونخزى هذا الخزي في نار جهنم . فإن كان هذا قولهم لا محالة فلم لا يؤمنون ويتبعون آيات الله فيعلمون بما جاء فيها من الهدى قبل حلول العذاب بهم ؟
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-11, 07:55
ختام سورة طه
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) )) طه

ختام سورة طه
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) )) طه
{ متربص } : أي منتظر ما يؤول إليه الأمر .
{ فستعلمون } : أي يوم القيامة .
{ الصراط السوي } : أي الدين الصحيح وهو الإسلام .
{ ومن اهتدي } : أي ممن ضل نحن أم أنتم .
وفي الآية الأخيرة قال تعالى لرسوله بعد هذا الإرشاد الذي أرشدهم إليه { قل كل متربص } أي كل منا متربص أي منتظر ما يؤول إليه الأمر { فتربصوا } . فستعلمون في نهاية الأمر وعندنا توقفون في عرصات القيامة { من } هم { أصحاب الصراط السوي } الي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام الدين الحق ، { ومن اهتدى } إلى سبيل النجاة والسعادة ممن ضل ذلك فخسر وهلك .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- المطالبة بالآيات سنة متبعة للأمم والشعوب عندما تعرض عن الحق للعقل وهدايته .
2- الذلة والخزي تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من الإيمان والعمل الصالح . 3- في الآية إشادة الى حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه : « يحتج به على الله يوم القيامة ثلاثة : الهالك في الفترة ، والمغلوب على عقله ، والصبي الصغير ، فيقول المغلوب على عقله لم تجعل لي عقلاً انتفع به ، ويقول الهالك في الفترة لم يأتني رسول ولا نبي ولو أتاني لك رسول أو نبي لكنت أطوع خلقك إليك ، وقرأ صلى الله عليه وسلم { لولا أرسلت إلينا رسولاً } ويقول الصبي الصغير كنت صغيراً لا أعقل . قال فترفع لهم نار ويقال لهم : رِدُوها قال فَيرِدُها من كان في علم الله أنه سعيد ، ويتلكأ عنها من كان في علم الله أنه شقي فيقول إياي عصيتم فكيف برسلي لو أتتكم » . رواه ابن جرير عند تفسير هذه الآية { ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا } .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-11, 14:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمع مفردات سورة طه
الآيات [01-40]

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة طه
مكية، وهي مائة وخمس وثلاثون آية.
التسمية:
سميت (سورة طه) لابتداء السورة بالنداء بها طه، ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى وهو اسم من أسماء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وفي ذلك تكريم له، وتسلية عما يلقاه من إعراض قومه.
مناسبتها لما قبلها:
تظهر مناسبة هذه السورة لما قبلها من وجوه هي:
أولا- أن طه نزلت بعد سورة مريم، كما روي عن ابن عباس.
ثانيا- أنه ذكر في سورة مريم قصص عدد من الأنبياء والمرسلين (عشرة) مثل زكريا ويحيى وعيسى وإبراهيم، وموسى الذي ذكرت قصته موجزة مجملة، فذكرت في هذه السورة موضحة مفصلة، كما وضحت قصة آدم عليه السلام الذي لم يذكر في سورة مريم إلا مجرد اسمه فقط.
ثالثا- أنه ذكر في آخر سورة مريم تيسير القرآن باللسان العربي، لسان محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم للتبشير والإنذار، وابتدئ ذكر هذه السورة بتأكيد هذا المعنى.
ما اشتملت عليه السورة:
موضوع هذه السورة كموضوعات سائر السور المكية وهو إثبات أصول الدين من التوحيد والنبوة والبعث. وكانت بداية السورة ذات إيحاء وتأثير عجيب، من خلال الحديث عن سلطان اللّه وعظمته وقدرته وشمول علمه، وقد أدرك هذا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه حين تلاوتها في بداية إسلامه، كما هو معروف في قصة إسلامه.
وتضمنت السورة ما يأتي:
1- القرآن الكريم تذكرة لمن يخشى رب الأرض والسموات العلى، وتثبيت لشخصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في قيامه بواجب الدعوة والتبليغ، والإنذار والتبشير، وعدم الالتفات لمكائد المشركين [الآيات: 1- 8].
2- البيان الجلي لقصة موسى وتكليم اللّه له، وإلقائه صغيرا في اليم في صندوق، وإرساله مع أخيه هارون إلى فرعون الطاغية الجبار، وجداله بالحسنى لإثبات ربوبية اللّه وحده، ومبارزته السحرة، وتأييد اللّه له وانتصاره المؤزر، وإيمان السحرة بدعوته، ومعجزة انفلاق البحر وعبور بني إسرائيل فيه، وإهلاك فرعون وجنوده، وكفران بني إسرائيل بنعم اللّه الكثيرة عليهم، وحديث السامري وإضلاله بني إسرائيل باتخاذ العجل إلها لهم، وغضب موسى من أخيه هارون، الآيات [9- 98].
3- الإشارة لفائدة القصص القرآني، وتوضيح جزاء من أعرض عن القرآن [99- 101].
4- بيان حالة الحشر الرهيبة، وإبادة الجبال، وأوصاف المجرمين يوم القيامة، والحساب العادل [102- 112].
5- عربية القرآن ووعيده وعصمة رسوله من نسيانه [113- 114].
6- إيراد قصة آدم عليه السلام مع إبليس في الجنة [115- 122].
- تأكيد بيان الجزاء في الدنيا والآخرة لمن أعرض عن القرآن، بالعيشة الضنك في الدنيا، والعمى في الآخرة عن الحجة المنقذة من العذاب [124- 127].
8- العظة والاعتبار بهلاك الأمم السابقة وتأخير عذاب المشركين إلى يوم القيامة [128- 129].
9- توجيهات ربانية للنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأمته في الصبر على الأذى، وتنزيه اللّه تعالى في الليل والنهار، وعدم الافتتان بزهرة الحياة الدنيا لدى الآخرين، وأمر الأهل بإقامة الصلاة ومتابعة التنفيذ [130- 132].
10- طلب المشركين إنزال آيات مادية من اللّه، وإعذارهم بعد إرسال الرسول وإنزال القرآن، ثم وعيدهم بالعذاب المنتظر يوم القيامة [133- 135].
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي



طه (1)
هل طه اسم من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ؟
اختلف العلماء في ذلك وأنقل لكم رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى

قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ
في شرح نظم الورقات في أصول الفقه .
صفحــة 141 ــ 142

......... وهنا نناقش المؤلف رحمه الله تعالى في قوله :

( طـــه ) حيث جعل ( طه ) من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم

وهذا لا يصح نظراً ولا أثراً .

أما عدم صحته أثراً : فلعدم النقل ، فإنه لم يأتِ حديث صحيح ولا ضعيف أن من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ( طه )
أبداً .

وأما النظر : فلأن ( طه ) مركب من حرفين مهملين هجائيين
والحروف الهجائية ليس لها معنى ، ومن المعلوم أن أسماء الرسول
صلى الله عليه وسلم كلها تحمل معاني .

فليس له اسم صلى الله عليه وسلم هو علم محض ،
بل أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كلها أعلام وألقاب ،
أما أعلامنا نحن فهي مجرد علم ، ولهذا نسمي ابننا مثلاً عبدالله ،
وهو من أفجر عباد الله ، إذاً صار الاسم هذا مجرد علم ،
كأنه حجر على رأس جبل يدل على الطريق فقط .

أما أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كلها فهي أعلام وأوصاف ،
وكذلك أسماء الله تعالى ، وكذلك أسماء القرآن كلها أعلام وأوصاف ،
وكلمة ( طه ) لا تجد فيها شيء من الوصف .

إذن لا يصح نظراً أن تكون ( طه ) من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم .

فإن قال قائل : كيف تقول هذا الكلام ؟ وقد قال الله تعالى :

{ طــه ـ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى }

وهذا خطاب يقول : يا طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
قلنا : إذاً سمي الرسول صلى الله عليه وسلم الـــــمــص ؛
لأن الله تعالى قال : { الــمص * كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه }

وهل أحد سماه المص ؟!!

وسمه الر . لأن الله يقول : { الر * كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور }

فهل سيسميه أم لا ؟
الجواب : لا ، لن يسميه ، إذن انتقضت قاعدته .

فالمهم أن ( طه ) ليس من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم .
ولا يصح أن يكون اسماً له ، لا أثراً ولا نظراً .


في شرح نظم الورقات في أصول الفقه . الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ
صفحــة 141 ــ 142

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث،
قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى )
قال: هي مثل قوله فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ فكانوا يعلقون الحبال في صدورهم في الصلاة.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى )
قال: في الصلاة كقوله: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ فكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة
( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) لا والله ما جعله الله شقيا، ولكن جعله رحمة ونورا، ودليلا إلى الجنة.
وقوله ( إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) يقول تعالى ذكره: ما أنـزلنا عليك هذا القرآن إلا تذكرة لمن يخشى عقاب الله، فيتقيه بأداء فرائض ربه واجتناب محارمه.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد،
قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى )
وإن الله أنـزل كتبه، وبعث رسله رحمة رحم الله بها العباد، ليتذكر ذاكر، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله، وهو ذكر له أنـزل الله فيه حلاله وحرامه، فقال تَنْـزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا .
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى )
قال: الذي أنـزلناه عليك تذكرة لمن يخشى.
فمعنى الكلام إذن: يا رجل ما أنـزلنا عليك هذا القرآن لتشقى به، ما أنـزلناه إلا تذكرة لمن يخشى.
وقد اختلف أهل العربية في وجه نصب تذكرة، فكان بعض نحويي البصرة يقول: قال: إلا تذكرة بدلا من قوله لتشقى، فجعله: ما أنـزلنا عليك القرآن إلا تذكرة، وكان بعض نحويي الكوفة
يقول: نصبت على قوله: ما أنـزلناه إلا تذكرة، وكان بعضهم ينكر قول القائل: نصبت بدلا من قوله (لِتَشْقَى) ويقول: ذلك غير جائز، لأن (لِتَشْقَى) في الجحد، و ( إِلا تَذْكِرَةً ) في التحقيق، ولكنه تكرير، وكان بعضهم يقول: معنى الكلام: ما أنـزلنا عليك القرآن إلا تذكرة لمن يخشى، لا لتشقى.
القول في تأويل قوله تعالى : تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا (4)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: هذا القرآن تنـزيل من الربّ الذي خلق الأرض والسموات العلى ، والعُلَى: جمع عليا.
واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله (تَنـزيلا) فقال بعض نحويي البصرة: نصب ذلك بمعنى: نـزل الله تنـزيلا وقال بعض من أنكر ذلك من قيله هذا من كلامين، ولكن المعنى: هو تنـزيل، ثم أسقط هو، واتصل بالكلام الذي قبله، فخرج منه، ولم يكن من لفظه.
قال أبو جعفر: والقولان جميعا عندي غير خطأ.
تفسير الطبري



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى
((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) )) سورة طه

الْعَرْشِ اسْتَوَى : استواء يليق بجلاله، ويناسب عظمته وجماله، فاستوى على العرش، واحتوى على الملك

وَمَا تَحْتَ الثَّرَى : أي: الأرض، فالجميع ملك لله تعالى، عبيد مدبرون، مسخرون تحت قضائه وتدبيره، ليس لهم من الملك شيء، ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
تفسير السعدي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى )) طه (7)
{ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ } الكلام الخفي { وَأَخْفَى } من السر، الذي في القلب، ولم ينطق به. أو السر: ما خطر على القلب. { وأخفى } ما لم يخطر. يعلم تعالى أنه يخطر في وقته، وعلى صفته، المعنى: أن علمه تعالى محيط بجميع الأشياء، دقيقها، وجليلها، خفيها، وظاهرها، فسواء جهرت بقولك أو أسررته، فالكل سواء، بالنسبة لعلمه تعالى.فلما قرر كماله المطلق، بعموم خلقه، وعموم أمره ونهيه، وعموم رحمته، وسعة عظمته، وعلوه على عرشه، وعموم ملكه، وعموم علمه، نتج من ذلك، أنه المستحق للعبادة، وأن عبادته هي الحق التي يوجبها الشرع والعقل والفطرة، وعبادة غيره باطلة
تفسير السعدي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى )) طه (9)
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الاستفهام التقريري والتعظيم لهذه القصة والتفخيم لها: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } في حاله التي هي مبدأ سعادته، ومنشأ نبوته، أنه رأى نارا من بعيد، وكان قد ضل الطريق، وأصابه البرد، ولم يكن عنده ما يتدفأ به في سفره.
تفسير السعدي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
(( إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) )) طه
آنَسْتُ : أبصرت
بِقَبَسٍ : شهاب من نار
هُدًى : من يهديني الطريق. وكان مطلبه، النور الحسي والهداية الحسية، فوجد ثم النور المعنوي، نور الوحي، الذي تستنير به الأرواح والقلوب، والهداية الحقيقية، هداية الصراط المستقيم، الموصلة إلى جنات النعيم، فحصل له أمر لم يكن في حسابه، ولا خطر بباله.

نُودِيَ: من قبل الله - عز وجل

فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ : تعظيما لأمرنا . وتأدبا فى حضرتنا .
إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى :تعليل للأمر بخلع النعل ، أى : أزل نعليك من رجليك لأنك الآن موجود بالوادى ( المقدس ) أى : المظهر المبارك ، المسمى طوى : فهو عطف بيان من الوادى
تفسير السعدي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) )) طه
اخْتَرْتُكَ : اصطفيتك من بين أفراد قومك لحمل رسالتى ، وتبليغ دعوتى ( فاستمع لِمَا يوحى ) إليك منى ، ونفذ ما آمرك به
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي : التى هى من أشرف العبادات ، وأفضل الطاعات ( لذكري ) أى : وأدم إقامة الصلاة بخشوع وإخلاص ، ليشتد تذكرك لى ، واتصالك بى ، وذلك لأن الصلاة مشتملة على الكثير من الأذكار التى فيها الثناء على ذاتى وصفاتى
أَكَادُ أُخْفِيهَا : إن الساعة التى هى وقت البعث والحساب والثواب والعقاب ، آتية أى : كائنة وحاصلة لا شك فيها .
وقوله ( أَكَادُ أُخْفِيهَا ) أى : أقرب أن أخفى وقتها ولا أظهره لا إجمالا ولا تفصيلا ، ولولا أن فى إطلاع أصفيائى على بعض علاماتها فائدة ، لما تحدثت عنها .
فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى : فلا يصدك ويشغلك عن الإيمان بالساعة، والجزاء، والعمل لذلك، من كان كافرا بها، غير معتقد لوقوعها.
{ فَتَرْدَى } أي: تهلك وتشقى، إن اتبعت طريق من يصد عنها .
الوسيط لطنطاوي





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى

(( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) )) سورة طه

وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى....قال بعض المفسرين : إنما قال له ذلك على سبيل الإيناس له . وقيل : إنما قال له ] ذلك على وجه التقرير ، أي : أما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها ، فسترى ما نصنع بها الآن ، ( وما تلك بيمينك يا موسى ) استفهام تقرير .

تفسير الطبري

وجاء في تفسير القرطبي

وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى....قيل : كان هذا الخطاب من الله تعالى لموسى وحيا ؛ لأنه قال : فاستمع لما يوحى ولا بد للنبي في نفسه من معجزة يعلم بها صحة نبوة نفسه ، فأراه في العصا وفي نفسه ما أراه لذلك . ويجوز أن يكون ما أراه في الشجرة آية كافية له في نفسه ، ثم تكون اليد والعصا زيادة توكيد ، وبرهانا يلقى به قومه . واختلف في ما في قوله وما تلك فقال الزجاج والفراء : هي اسم ناقص وصلت ب ( يمينك ) أي ما التي بيمينك ؟ وقال أيضا : تلك بمعنى هذه ؛ ولو قال : ما ذلك لجاز ؛ أي ما ذلك الشيء : ومقصود السؤال تقرير الأمر حتى يقول موسى : هي عصاي ؛ ليثبت الحجة عليه بعد ما اعترف ، وإلا فقد علم الله ما هي في الأزل . وقال ابن الجوهري وفي بعض الآثار أن الله تعالى عتب على موسى إضافة العصا إلى نفسه في ذلك الموطن ، فقيل له : ألقها لترى منها العجب فتعلم أنه لا ملك عليها ولا تنضاف إليك . وقرأ ابن أبي إسحاق ( عصي ) على لغة هذيل ؛ ومثله ( يا بشرى ) و ( محيي ) وقد تقدم . وقرأ الحسن ( عصاي ) بكسر الياء لالتقاء الساكنين . ومثل هذا قراءة حمزة ( وما أنتم بمصرخي ) . وعن ابن أبي إسحاق سكون الياء .

وَأَهُشُّ.... : أهز بها الشجرة ليسقط ورقها ، لترعاه غنمي .

قال عبد الرحمن بن القاسم : عن الإمام مالك : والهش : أن يضع الرجل المحجن في الغصن ، ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره ، ولا يكسر العود ، فهذا الهش ، ولا يخبط . وكذا قال ميمون بن مهران أيضا .

تفسير ابن كثير

مَآرِبُ أُخْرَى : مصالح ومنافع وحاجات أخر غير ذلك . وقد تكلف بعضهم لذكر شيء من تلك المآرب التي أبهمت ، فقيل : كانت تضيء له بالليل ، وتحرس له الغنم إذا نام ، ويغرسها فتصير شجرة تظله ، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة .



سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى...وعلى موسى حينئذ مدرعة من صوف ، فدخلها بخلال من عيدان ، فلما أمره بأخذها أدلى طرف المدرعة على يده ، فقال له ملك : أرأيت يا موسى ، لو أذن الله بما تحاذر أكانت المدرعة تغني عنك شيئا ؟ قال : لا ولكني ضعيف ، ومن ضعف خلقت . فكشف عن يده ثم وضعها على فم الحية ، حتى سمع حس الأضراس والأنياب ، ثم قبض فإذا هي عصاه التي عهدها ، وإذا يده في موضعها الذي كان يضعها إذا توكأ بين الشعبتين; ولهذا قال تعالى : ( سنعيدها سيرتها الأولى ) أي : إلى حالها التي تعرف قبل ذلك .

وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ

قال مجاهد : ( واضمم يدك إلى جناحك ) كفه تحت عضده .

وذلك أن موسى ، عليه السلام ، كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها ، تخرج تتلألأ كأنها فلقة قمر .


تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ....بمعنى من غير برص ولا أذى ، ومن غير شين . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، وغيرهم .

وقال الحسن البصري : أخرجها - والله - كأنها مصباح ، فعلم موسى أنه قد لقي ربه عز وجل

تفسير ابن كثير

آيَةً أُخْرَى


سوى العصا . فأخرج يده من مدرعة له مصرية لها شعاع مثل شعاع الشمس يغشى البصر . وآية منصوبة على البدل من بيضاء ؛ قاله الأخفش . النحاس : وهو قول حسن . وقال الزجاج : المعنى آتيناك آية أخرى أو نؤتيك ؛ لأنه لما قال : تخرج بيضاء من غير سوء دل على أنه قد آتاه آية أخرى



لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى ...د العظمى . وكان حقه أن يقول الكبيرة وإنما قال الكبرى لوفاق رءوس الآي . وقيل : فيه إضمار ؛ معناه لنريك من آياتنا الآية الكبرى ، دليله قول ابن عباس يد موسى أكبر آياته .

تفسير القرطبي


والله أعلم


السلام عليكم

معنى قوله تعالى
((اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ]طَغَىl) طه


وَطَغَى مَعْنَاهُ عَصَى وَتَكَبَّرَ وَكَفَرَ وَتَجَبَّرَ وَجَاوَزَ الْحَدَّ

تفسير القرطبي

وَطَغَى مَعْنَاهُ إنه تجاوز قدره ، وتمرد على ربه

تفسير الطبري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) )) سورة طه
اشْرَحْ لِي صَدْرِي : وسعه وأفسحه، لأتحمل الأذى القولي والفعلي، ولا يتكدر قلبي بذلك، ولا يضيق صدري، فإن الصدر إذا ضاق، لم يصلح صاحبه لهداية الخلق ودعوتهم.
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي : سهل علي كل أمر أسلكه وكل طريق أقصده في سبيلك، وهون علي ما أمامي من الشدائد، ومن تيسير الأمر أن ييسر للداعي أن يأتي جميع الأمور من أبوابها، ويخاطب كل أحد بما يناسب له، ويدعوه بأقرب الطرق الموصلة إلى قبول قوله.
يَفْقَهُوا قَوْلِي : كان في لسانه ثقل لا يكاد يفهم عنه الكلام
اجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي : معينا يعاونني، ويؤازرني، ويساعدني على من أرسلت إليهم، وسأل أن يكون من أهله، لأنه من باب البر، وأحق ببر الإنسان قرابته
اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي : قوني به، وشد به ظهري
كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا : علم عليه الصلاة والسلام، أن مدار العبادات كلها والدين، على ذكر الله، فسأل الله أن يجعل أخاه معه، يتساعدان ويتعاونان على البر والتقوى، فيكثر منهما ذكر الله من التسبيح والتهليل، وغيره من أنواع العبادات.
قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ :أعطيت جميع ما طلبت، فسنشرح صدرك، ونيسر أمرك، ونحل عقدة من لسانك، يفقهوا قولك، ونشد عضدك بأخيك هارون
تفسير السعدي







معنى قوله تعالى
((وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى )) طه (37)
مَنَنَّا :لما ذكر الله سبحانه منته على عبده ورسوله، موسى بن عمران، في الدين، والوحي، والرسالة، وإجابة سؤاله، ذكر نعمته عليه، وقت التربية، والتنقلات في أطواره فقال: { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى }
تفسير السعدي



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال تعالى (( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى )) سورة طه (38)
*1* كيف كان الوحي لأم موسى ؟
*2* ما هي أنواع الوحي ؟
*3* من هو الصحابي الذي كان يأتي جبريل عليه السلام في صورته ؟

*1* كيف كان الوحي لأم موسى ؟

إيحاء الله - تعالى - إلى أم موسى كان عن طريق الإلهام أو المنام أو غيرهما .

*2* ما هي أنواع الوحي ؟
" الوحى : إما أن يكون على لسان نبى فى وقتها ، كقوله - تعالى : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين ) أو يبعث إليها ملكا لا على وجه النبوة كما بعث إلى مريم . أو يريها ذلك فى المنام فتتنبه عليه أو يلهمها كقوله - تعالى - : ( وأوحى رَبُّكَ إلى النحل ) أى : أوحينا إليها أمرا لا سبيل إلى التوصل إليه ، ولا إلى العلم به ، إلا بالوحى .

تفسير السعدي
*3* من هو الصحابي الذي كان يأتي جبريل عليه السلام في صورته ؟

الصحابي الذي كان يأتي جبريل عليه السلام في صورته للنبي صلى الله عليه وسلم هو دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، وقد ذكر العلماء أنه كان من أحسن الصحابة رضي الله عنهم وجهاً.
روى النسائي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن جبريل عليه السلام كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه.





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى
((أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي )) سورة طه (39)

التَّابُوتَ قال الشيخ بن عثيمين في تفسيره : و{ التابوت } شيء من الخشب، أو من العاج يشبه الصندوق؛ ينزل، ويصطحبونه معهم، وفيه السكينة - يعني أنه كالشيء الذي يسكنهم، ويطمئنون إليه -؛ وهذا من آيات الله.

عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ فرعون هو العدو ، كان لله ولموسى .....تفسير الطبري

أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي قال : حببتك إلى عبادي . تفسير ابن كثير


وألقيت عليك محبة مني قال ابن عباس : أحبه الله وحببه إلى خلقه . وقال ابن عطية : جعل عليه مسحة من جمال لا يكاد يصبر عنه من رآه . وقال قتادة : كانت في عيني موسى ملاحة ما رآه أحد إلا أحبه وعشقه . وقال عكرمة : المعنى جعلت فيك حسنا وملاحة فلا يراك أحد إلا أحبك

تفسير القرطبي


أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي قال عباس : حببتك إلى عبادي ، وقال الصداني : حببتك إلى خلقي .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : أي حسنت خلقك .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني إبراهيم بن مهدي عن رجل ، عن الحكم بن أبان عن عكرمة قوله ( وألقيت عليك محبة مني ) قال : حسنا وملاحة .

قال أبو جعفر : والذي هو أولى بالصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله ألقى محبته على موسى ، كما قال جل ثناؤه ( وألقيت عليك محبة مني ) فحببه إلى آسية امرأة فرعون ، حتى تبنته وغذته وربته ، وإلى فرعون حتى كف عنه عاديته وشره ، وقد قيل : إنما قيل : وألقيت عليك محبة مني ، لأنه حببه إلى كل من رآه . ومعنى ( وألقيت عليك محبة مني ) حببتك إليهم ، يقول الرجل لآخر إذا أحبه : ألقيت عليك رحمتي : أي محبتي .

تفسير الطبري

لِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي قال أبو عمران الجوني : تربى بعين الله .

وقال قتادة : تغذى على عيني .

وقال معمر بن المثنى : ( ولتصنع على عيني ) بحيث أرى .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : يعني أجعله في بيت الملك ينعم ويترف ، غذاؤه عندهم غذاء الملك ، فتلك الصنعة .

تفسير ابن كثير




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى قوله تعالى
((أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي )) سورة طه (39)
***(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص) (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ (39) طه) فما الفرق بين الآيتين؟ وما الفرق بين ألقيه واقذفيه؟

واليمُّ: البحر الكبير، سواء أكان مالحاً أم عَذْباً، فلما تكلّم الحق سبحانه عن فرعون قال:
{ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ }
[الأعراف: 136] والمراد: البحر الأحمر، أما موسى فقد وُلِد في مصر وأُلْقِي تابوته في النيل، وكان على النيل قصر فرعون.

وبالله.. أي أم هذه التي تُصدِّق هذه الكلام: إنْ خِفْتِ على ولدك فألقيه في اليم؟ وكيف يمكن لها أن تنقذه من هلاك مظنون وترمي به في هلاك مُتيقّن؟

ومع ذلك لم تتردد أم موسى لحظة في تنفيذ أمر الله، ولم تتراجع، وهذا هو الفرق بين وارد الرحمن ووارد الشيطان، وارد الرحمن لا تجد النفس له ردّاً، بل تتلقاه على أنه قضية مُسلَّمة، فوارد الشيطان لا يجرؤ أن يزاحم وارد الرحمن، فأخذتْ الأم الوليد وأَلْقَتْه كما أوحى إليها ربها.

وتلحظ في هذه الآيات أن آية القصص لم تذكر شيئاً عن مسألة التابوت:
{ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ }
[القصص: 7] هكذا مباشرة.

قالوا: لأن الحق سبحانه تكلم عن الغاية التي تخيف، وهي الرَّمي في اليم، وطبيعي في حنان الأم أنْ تحتال لولدها وتعمل على نجاته، فتصنع له مثل هذا التابوت، وتُعِدّه إعداداً مناسباً للطَفْو على صفحة الماء.

فالكلام هنا لإعداد الأم وتهيئتها لحين الحادثة، وفَرْق بين الخطاب للإعداد قبل الحادثة والخطاب حين الحادثة، فسوف يكون للأمومة ترتيب ووسائل تساعد على النجاة، صنعتْ له صندوقاً جعلت فيه مَهْداً ليّناً واحتاطتْ للأمر، ثم يطمئنها الحق سبحانه على ولدها:
{ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ }
[القصص: 7] فسوف نُنجيه؛ لأن له مهمة عندي
{ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }
[القصص: 7].

فإذا ما جاء وقت التنفيذ جاء الأمر في عبارات سريعة متلاحقة: { أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ } [طه: 39].

لذلك، تجد السياق في الآية الأولى هادئاً رتيباً يناسب مرحلة الإعداد، أما في التنفيذ فقد جاء السياق سريعاً متلاحقاً يناسب سرعة التنفيذ، فكأن الحق سبحانه أوحى إاليها: أسرعي إلى الأمر الذي سبق أنْ أوحيتُه إليك، هذا الكلام في الحبْكة الأخيرة لهذه المسألة.

وقوله تعالى: { فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ } [طه: 39] أي: تحمله الأمواج وتسير به، وكأن لديها أوامر أن تُدخِله في المجرى الموصِّل لقصر فرعون.
فعندنا ـ إذن ـ لموسى ثلاثة إلقاءات: إلقاء الرحمة والحنان في التابوت، وإلقاء التابوت في اليم تنفيذاً لأمر الله، وإلقاء اليَمِّ للتابوت عند قصر فرعون.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

كلمة القذف : تستعمل لما فيه الشدة والقوة والضخامة .
وكلمة الإلقاء : تعني مجرد الوضع وهي أقل قوة من القذف
هنا الله عز وجل يخبرنا كيف أوحى لأم موسى، وربما الأمر كان فيه نوع من الشدة، لأن الأم سيصعب عليها أن تضع ابنها في التابوت وترميه في اليم، فكان عليها أن تفعل ذلك بسرعة حتى لا تكثر التفكير فقد يتسبب ذلك في عدم تطبيقها للأمر الإلهي، وهذا الأمر أيضا يحتاج لقوة منها حتى لا تتراجع، وبعد أن وضعته في التابوت بهذه الطريقة، كان عليها أن تتصرف على ذات النحو مع التابوت الذي يحمل ابنها
أما "فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ" هنا حتى تطمئن أم موسى بأن ابنها سيكون بأمان، فاليم لن يتعامل معه بقوة وعنف بل على العكس.
ثم جاء قوله تعالى وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي
ألقيت هنا تبعتها كلمة "محبة" وعبارة "لتصنع على عيني" فالسياق هنا يحتاج إلى كلمة أقل قوة وشدة و"ألقيت" هي أكثر ملاءمة من غيرها.




((أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي )) سورة طه (39)
**ما اللمسة البيانية في ورود لفظة اليم 8 مرات في قصة موسى ? ووردت لفظة البحر 8 مرات في القصة نفسها ووردت لفظة البحرين مرة واحدة؟
ما اللمسة البيانية في ورود لفظة اليم 8 مرات في قصة موسى ووردت لفظة البحر 8 مرات في القصة نفسها ووردت لفظة البحرين مرة واحدة؟
القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في موقفين متشابهين كما في قصة موسى عليه السلام مرة يستعمل اليم ومرة يستعمل البحر في القصة نفسها اليمّ كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (يمّا) اليمّ وردت كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطيف أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة عبرانية. لكن من الملاحظ أن القرآن لم يستعمل اليم إلا في مقام الخوف والعقوبة
أما البحر فعامة ولم يستعمل اليم في مقام النجاة، البحر قد يستعمله في مقام النجاة أو العقوبة. قال تعالى (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (7) القصص) هذا خوف، (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ (136) الأعراف) ، (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) طه) هذه عقوبة،
أما البحر فعامة استعملها في النِعم لبني إسرائيل وغيرهم ،في نجاة بني إسرائيل استعمل البحر ولم يستعمل اليم. واستعمل البحر في النجاة والإغراق (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ (50) البقرة) استعملها في الإغراق والإنجاء (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) أي أنجيناهم. اليم يستعمل للماء الكثير وإن كان نهراً كبيراً واسعاً يستعمل اليم ويستعمل للبحر أيضاً.
اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم: النهر أصغر من البحر والقرآن أطلق اليم على الماء الكثير ويشتق من اليم ما لم يشتقه من البحر (ميموم) أي غريق لذلك تناسب الغرق. العرب لا تجمع كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسمع لها جمع ولا يقاس لها جمع وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من خصوصية القرآن في الاستعمال. كونها خاصة بالخوف والعقوبة هذا من خصوصية الاستعمال في القرآن.
والله اعلم





قال تعالى
((إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) )) سورة طه
***حينما تكلم ربنا تبارك وتعالى على سيدنا موسى قال (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه) ولما تكلم عن الرسول ? قال (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) الطور) فما الفروق الدلالية بين الآيتين؟
*** ما الفرق بين (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ) وبين (فرددناه إلى أمه) ؟
*** *ما هي دلالة التعليل بـ ( كي) في قوله تعالى (كي تقرّ عينها ولا تحزن) وباللام في قوله تعالى (ولتعلم)؟ (د.فاضل السامرائى)
قال تعالى: (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى(40)).

*** ما الفرق بين فتنة وفتون (وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا (40) طه)؟
أُخْتُكَ : واسمها مريم

أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ : أي : على امرأة ترضعه وتضمه إليها
وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا : قال ابن عباس رضي الله عنه : اختبرناك اختبارا . وقال الضحاك ومقاتل : ابتليناك ابتلاء . وقال مجاهد : أخلصناك إخلاصا .
ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى :قال مقاتل : على موعد ولم يكن هذا الموعد مع موسى وإنما كان موعدا في تقدير الله ، قال محمد بن كعب : جئت على القدر الذي قدرت أنك تجيء .
وقال عبد الرحمن بن كيسان : على رأس أربعين سنة ، وهو القدر الذي يوحى فيه إلى الأنبياء ، وهذا معنى قول أكثر المفسرين ، أي : على الموعد الذي وعده الله وقدره أنه يوحى إليه بالرسالة ، وهو أربعون سنة .
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي :أي اخترتك واصطفيتك لوحيي ورسالتي ، يعني لتنصرف على إرادتي ومحبتي ، وذلك أن قيامه بأداء الرسالة [ تصرف على ] إرادة الله ومحبته
تفسير البغوي

الفروق الدلالية بين الآيتين؟
الصنع يكون في بداية الأمر، هو الكلام على موسى تكلم على ولادته ونشأته(إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه)هذا في مرحلة طفولته(إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) طه)والرسول بعد الأربعين يحمل همّ الرسالة كيف يقال له تصنع على عيني؟ وإنما هو يحتاج إلى رعاية الآن للتبليغ. الدلالة العامة لقوله(وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)أي ينشئك بالصورة التي يريدها ابتداء ويهيأ المكان الذي يريده ولما قال عن النبي r(فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) يعني يحفظك، كما قال (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا (14) القمر) السفينة قال تجري بأعيننا يعني برعايتنا وحفظنا. (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (67) المائدة) يعني يحفظك أنت تحت رعايتنا وحفظنا نراقب الأمر(إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) طه)نحن نراك ونحفظك ونحميك ونرعاك يعني أنت تحت رعايتنا.
ما الفرق بين (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ) وبين (فرددناه إلى أمه) ؟
ما الفرق بين ردّ ورجع وكلاهما في نفس السياق؟ الرجوع عندما كنت تعرفه مقدماً أنت مسافر من هنا من دبي إلى الشام وأنت ناوي ترجع هذا رجوع يعني أنت أصلاً مقرر من ساعة ما إنطلقت من النقطة التي انطلقت منها أنت ناوي إلى الرجوع هذا رجع، وحينئذٍ كل مؤمن يؤمن بأننا سوف نرجع إلى الله عز وجل بعد أن نموت هذا رجوع. لكن واحد انطلق من دبي إلى الشام ومش ناوي يرجع كان مهاجراً ليس في خطته ولا في خريطته أن يعود انتهينا عوده يعني نهائي مهاجر كما يهاجر الكثيرون ولأمر ما أجبره على العودة هذا يسمى ردّ ولهذا فرق بين (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ) وبين (فرددناه إلى أمه)، رددناك هذه أم موسى وضعت الطفل في صندوق والصندوق في نايلون وترميه في البحر ولا تعرف أين ذهب؟ قطعاً ولا في بالها أن هذا سيعود انتهى فلما الله قال (إِنَّا رَادُّوهُ) على خلاف ما ظننتي.


*ما هي دلالة التعليل بـ ( كي) في قوله تعالى (كي تقرّ عينها ولا تحزن) وباللام في قوله تعالى (ولتعلم)؟ (د.فاضلالسامرائى)
قال تعالى: (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى(40)).


التعليل بكي واللام
الحقيقة أنه لا يبدو هناك فرق واضح بينهما في التعليل، فهما متقاربان جدا، غير أن الذي يبدو أن الأصل في (كي) أن تستعمل لبيان الغرض الحقيقي، واللام تستعمل له ولغيره، فاللام أوسع استعمالا من (كي)، وهذا ما نراه في الاستعمال القرآني.
والظاهر من الاستعمال القرآني أن (كي) تستعمل للغرض المؤكد والمطلوب الأول، يدل على ذلك قوله تعالى: "فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق" القصص 13، فقد جعل التعليل الأول بـ (كي) "كي تقر عينها" والثاني باللام " ولتعلم أن وعد الله حق" والأول هو المطلوب الأول، والمقصود الذي تلح عليه الأم هو رد ابنها إليها في الحال بدليل اقتصاره عليه في آية طه، أما جعله نبيا مرسلا، وهو ما يشير إليه قوله تعالى: "ولتعلم أن وعد الله حق" فهو غرض بعيد، و الجمع بينهما يفيد التوكيد والله أعلم.


ما الفرق بين فتنة وفتون (وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا (40) طه)؟
لفتون ذكروا فيها إحتمالين: قالوا هي إما مصدر (والفتنة أيضاً مصدر كالقعود والجلوس) مصدر فعل (فتن) وفَتَن أي اختبر ولها معاني كثيرة منها وضع الذهب في النار حتى تبين جودته وليختبره والفتنة التعذيب. وقسم ذهب إلى أنها جمع (فتون) (وفتناك فتونا) قالوا جمع فَتْن كالظنّ والظنون، (فَتْن) فتناً مصدر وفتنة مصدر. المصدر يُجمع إذا اختلفت أنواعه كالظنون (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) الأحزاب). فقالوا (وفتناك فتوناً) أي امتحناك واختبرناك عدة مرات. رجّح بعضهم على أنها جمع وليست مفرداً. فإذن الفتون تختلف عن الفتنة، الفتنة هي المصدر والفتون جمع. والفتنة مصدر وقد تكون للواحدة وقد تكون لغير الواحدة لأن أحياناً ما دامت على وزن فَعلة وفِعلة تحتمل، لأن المصدر إذا أردنا المرة جئنا به على وزن فَعلة (إسم المرة) إذا كان واحداً ركض ركضة، مشى مشية، الرحمة مشتركة لأنها على وزن فَعلة نأتي بها مرة واحدة نقول (رحمة واحدة) وإذا أردنا نأتي بها جمع نقول (رحمة). فتنة على وزن الهيئة لكنها مصدر (مشية، فعلة) ليست إسم هيئة إلا إذا أردنا الهيئة تحدد بشيء: فتنة المؤمن حتى يتضح أنه يراد بها الهيئة "وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة". فالفتون رجحوا أنها جمع فَتٍن وقسم قال جمع فتنة مثل بدر بدور وهناك أمثلة في اللغة. فِتَن جمع أيضاً ويبدو لي أن فتون جمع لأنه منّ عليه بأنه اختبره عدة اختبارات ونجّاه منها وليست مسألة واحدة وإنما عدة اختبارات ونجاه منها وأعدّه للرسالة فهي من باب المنّ عليه، يبو لي هذا والله أعلم.
موقع اسلاميات


سلا..م

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-11, 14:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمع مفردات سورة طه
[44--101]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وسبحان مسبب الأسباب وليجزيك الله عني خير الجزاء فقد كانت لكلماتك أعلاه وقعا على النفس

ونرجو أن يكون ما سنخطه خالصا لوجه الله تعالى


تفسير ابن كثير

{ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}
هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاسكتبار، وموسى صفوة اللّه من خلقه إذ ذاك، ومع هذا

أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين، وعن الحسن البصري { فقولا له قولا لينا} أعذرا إليه، قولا له: إن لك رباً ولك

معاداً، وإن بين يديك جنة وناراً، والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق، لين سهل رفيق، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع، كما قال تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} ، وقوله: { لعله يتذكر أو يخشى} أي لعله يرجع عما هو فيه من الضلال والهلكة، أو يخشى - أي يوجد طاعة من خشية ربه - كما قال تعالى: { لمن أراد أن يذكر أو يخشى} فالتذكر الرجوع عن المحذور، والخشية تحصيل الطاعة، وقال الحسن البصري: { لعله يتذكر أو يخشى} يقول: لا تقل أنت يا موسى وأخوك هارون أهلكه قبل أن أعذر إليه.

تفسير ابن كثير

يقول تعالى إخباراً عن موسى وهارون عليهما السلام: أنهما قالا مستجيرين باللّه تعالى شاكيين إليه { إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} يعنيان أن يبدر إليهما بعقوبة، أو يعتدي عليهما فيعاقبهما وهما لا يستحقان منه ذلك، قال عبد الرحمن بن زيد { أن يفرط} يعجل، وقال مجاهد: يسلط علينا، وقال ابن عباس { أو أن يطغى} يعتدي { قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} أي لا تخافا منه فإنني معكما أسمع كلامكما وكلامه، وأرى مكانكما ومكانه، لا يخفى عليّ من أمركم شيء، واعلما أن ناصيته بيدي فلا يتكلم ولا يتنفس ولا يبطش إلا بإذني، وأنا معكم بحفظي ونصري، وتأييدي. { فأتياه فقولا إنا رسولا ربك} قد تقدم في حديث الفتون عن ابن عباس، أنه قال: مكثا على بابه حيناً لا يؤذن لهما، حتى أذن لهما بعد حجاب شديد. وقوله: { قد جئناك بآية من ربك} أي بدلالة ومعجزة من ربك، { والسلام على من اتبع الهدى} أي والسلام عليك إن اتبعت الهدى، ولهذا لما كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم كتاباً كان أوله (بسم اللّه الرحمن الرحيم. من محمد رسول اللّه إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك اللّه أجرك مرتين)، ولهذا قال موسى وهارون عليهما السلام لفرعون { والسلام على من اتبع الهدى * إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى} أي قد أخبرنا اللّه فيما أوحاه إلينا من الوحي المعصوم، أن العذاب متمحض لمن كذب بآيات اللّه وتولى عن طاعته، كما قال تعالى: { فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا . فإن الجحيم هي المأوى} ، وقال تعالى: { فأنذرتكم نارا تلظى . لا يصلاها إلا الأشقى . الذي كذب وتولى} ، وقال تعالى: { فلا صدق ولا صلى . ولكن كذب وتولى} أي كذب بقلبه وتولى بفعله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


تفسير الطبري

الْقَوْل في تَأْويل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ فَمَا بَال الْقُرُون الْأُولَى } يَقُول تَعَالَى ذكْره : قَالَ فرْعَوْن لمُوسَى , إذْ وَصَفَ مُوسَى رَبّه جَلَّ جَلَاله بمَا وَصَفَهُ به منْ عَظيم السُّلْطَان , وَكَثْرَة الْإنْعَام عَلَى خَلْقه وَالْإفْضَال : فَمَا شَأْن الْأُمَم الْخَاليَة منْ قَبْلنَا لَمْ تُقرّ بمَا تَقُول , وَلَمْ تُصَدّق بمَا تَدْعُو إلَيْه , وَلَمْ تُخْلص لَهُ الْعبَادَة , وَلَكنَّهَا عَبَدَتْ الْآلهَة وَالْأَوْثَان منْ دُونه , إنْ كَانَ الْأَمْر عَلَى مَا تَصف منْ أَنَّ الْأَشْيَاء كُلّهَا خَلْقه , وَأَنَّهَا في نعَمه تَتَقَلَّب , وَفي منَنه تَتَصَرَّف ؟ الْقَوْل في تَأْويل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ فَمَا بَال الْقُرُون الْأُولَى } يَقُول تَعَالَى ذكْره : قَالَ فرْعَوْن لمُوسَى , إذْ وَصَفَ مُوسَى رَبّه جَلَّ جَلَاله بمَا وَصَفَهُ به منْ عَظيم السُّلْطَان , وَكَثْرَة الْإنْعَام عَلَى خَلْقه وَالْإفْضَال : فَمَا شَأْن الْأُمَم الْخَاليَة منْ قَبْلنَا لَمْ تُقرّ بمَا تَقُول , وَلَمْ تُصَدّق بمَا تَدْعُو إلَيْه , وَلَمْ تُخْلص لَهُ الْعبَادَة , وَلَكنَّهَا عَبَدَتْ الْآلهَة وَالْأَوْثَان منْ دُونه , إنْ كَانَ الْأَمْر عَلَى مَا تَصف منْ أَنَّ الْأَشْيَاء كُلّهَا خَلْقه , وَأَنَّهَا في نعَمه تَتَقَلَّب , وَفي منَنه تَتَصَرَّف ؟'


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



تفسير الجلالين

{ منها } أي من الأرض { خلقناكم } بخلق أبيكم آدم منها { وفيها نعيدكم } مقبورين بعد الموت { ومنها نخرجكم } عند البعث { تارة } مرة { أخرى } كما أخرجناكم عند ابتداء خلقكم .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



تفسير الطبري

الْقَوْل في تَأْويل قَوْله تَعَالَى : { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتنَا كُلّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى } يَقُول تَعَالَى ذكْره : وَلَقَدْ أَرَيْنَا فرْعَوْن آيَاتنَا , يَعْني أَدلَّتنَا وَحُجَجنَا عَلَى حَقيقَة مَا أَرْسَلْنَا به رَسُولَيْنَا , مُوسَى وَهَارُون إلَيْه كُلّهَا { فَكَذَّبَ وَأَبَى } أَنْ يَقْبَل منْ مُوسَى وَهَارُون مَا جَاءَا به منْ عنْد رَبّهمَا منْ الْحَقّ اسْتكْبَارًا وَعُتُوًّا . الْقَوْل في تَأْويل قَوْله تَعَالَى : { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتنَا كُلّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى } يَقُول تَعَالَى ذكْره : وَلَقَدْ أَرَيْنَا فرْعَوْن آيَاتنَا , يَعْني أَدلَّتنَا وَحُجَجنَا عَلَى حَقيقَة مَا أَرْسَلْنَا به رَسُولَيْنَا , مُوسَى وَهَارُون إلَيْه كُلّهَا { فَكَذَّبَ وَأَبَى } أَنْ يَقْبَل منْ مُوسَى وَهَارُون مَا جَاءَا به منْ عنْد رَبّهمَا منْ الْحَقّ اسْتكْبَارًا وَعُتُوًّا .'

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى
((قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) )) طه

لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى...
يقول تعالى مخبرا عن فرعون أنه قال لموسى حين أراه الآية الكبرى ، وهي إلقاء عصاه فصارت ثعبانا عظيما ونزع يده من تحت جناحه فخرجت بيضاء من غير سوء فقال : هذا سحر ، جئت به لتسحرنا وتستولي به على الناس ، فيتبعونك وتكاثرنا بهم ، ولا يتم هذا معك ، فإن عندنا سحرا مثل سحرك ، فلا يغرنك ما أنت فيه.

تفسير ابن كثير

بِسِحْرٍ مِثْلِهِ....أي لنعارضنك بمثل ما جئت به ليتبين للناس أن ما أتيت به ليس من عند الله..تفسير القرطبي


فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا..موعدا هو مصدر ؛ أي وعدا . وقيل : الموعد اسم لمكان الوعد ؛ كما قال تعالى : وإن جهنم لموعدهم أجمعين فالموعد هاهنا مكان . وقيل : الموعد اسم لزمان الوعد ؛ كقوله تعالى : إن موعدهم الصبح فالمعنى : اجعل لنا يوما معلوما ، أو مكانا معروفا . قال القشيري : والأظهر أنه مصدر ولهذا قال : لا نخلفه . أي لا نخلف ذلك الوعد ، والإخلاف أن يعد شيئا ولا ينجزه . وقال الجوهري والميعاد المواعدة والوقت والموضع وكذلك الموعد . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وشيبة والأعرج ( لا نخلفه ) بالجزم جوابا لقوله : اجعل ومن رفع فهو نعت ل ( موعد ) والتقدير . موعدا غير مخلف

تفسير القرطبي

فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا أي : يوما نجتمع نحن وأنت فيه ، فنعارض ما جئت به بما عندك من السحر في مكان معين
ووقت معين....تفسير ابن كثير






وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ( 59 ) ) .

يَوْمُ الزِّينَةِ وَهُوَ يَوْمُ عِيدِهِمْ ونَوْرُوزِهِمْ وَتَفَرُّغِهِمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ جَمِيعِهِمْ ; لِيُشَاهِدَ النَّاسُ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى مَا يَشَاءُ ، وَمُعْجِزَاتِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَبُطْلَانَ مُعَارَضَةِ السِّحْرِ لِخَوَارِقِ الْعَادَاتِ النَّبَوِيَّةِ ، وَلِهَذَا قَالَ : ( وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ) أَيْ : جَمِيعُهُمْ ) ضُحًى ) أَيْ : ضَحْوَةً مِنَ النَّهَارِ لِيَكُونَ أَظْهَرَ وَأَجْلَى وَأَبْيَنَ وَأَوْضَحَ ، وَهَكَذَا شَأْنُ الْأَنْبِيَاءِ ، كُلُّ أَمْرِهِمْ وَاضِحٌ ، بَيِّنٌ ، لَيْسَ فِيهِ خَفَاءٌ وَلَا تَرْوِيجٌ ; وَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ " لَيْلًا " وَلَكِنْ نَهَارًا ضُحًى .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَكَانَ يَوْمُ الزِّينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ .

وَقَالَ السُّدِّيُّ ، وقَتَادَةُ ، وَابْنُ زَيْدٍ : كَانَ يَوْمَ عِيدِهِمْ .

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : يَوْمَ سُوقِهِمْ .

تفسير ابن كثير

وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى أَيْ وَجُمِعَ النَّاسُ ؛ فَ ( أَنْ ) فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ ( يَوْمُ ) بِالرَّفْعِ . وَعَطْفُ وَأَنْ يُحْشَرَ يُقَوِّي قِرَاءَةَ الرَّفْعِ ؛ لِأَنَّ أَنْ لَا تَكُونُ ظَرْفًا ، وَإِنْ كَانَ الْمَصْدَرُ الصَّرِيحُ يَكُونُ ظَرْفًا كَمَقْدِمِ الْحَاجِّ ؛ لِأَنَّ مَنْ قَالَ آتِيكَ مَقْدِمَ الْحَاجِّ لَمْ يَقُلْ آتِيكَ أَنْ يَقْدِمَ الْحَاجُّ . النَّحَّاسُ : وَأَوْلَى مِنْ هَذَا أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ عَطْفًا عَلَى الزِّينَةِ . وَالضُّحَا مُؤَنَّثَةٌ تُصَغِّرُهَا الْعَرَبُ بِغَيْرِ هَاءٍ لِئَلَّا يُشْبِهَ تَصْغِيرُهَا ضَحْوَةً ؛ قَالَهُ النَّحَّاسُ . وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ : ضَحْوَةُ النَّهَارِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، ثُمَّ بَعْدَهُ الضُّحَى وَهِيَ حِينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ ؛ مَقْصُورَةً تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ ؛ فَمَنْ أَنَّثَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهَا جَمْعُ ضَحْوَةٍ ؛ وَمَنْ ذَكَّرَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ اسْمٌ عَلَى فِعْلٍ مِثْلَ صُرَدٍ وَنُغَرٍ ؛ وَهُوَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ مِثْلَ سَحَرٍ ؛ تَقُولُ : لَقِيتُهُ ضُحًا ؛ وَضُحَا إِذَا أَرَدْتَ بِهِ ضُحَا يَوْمِكَ لَمْ تُنَوِّنْهُ ، ثُمَّ بَعْدَهُ الضَّحَاءُ مَمْدُودٌ مُذَكَّرٌ ، وَهُوَ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ الْأَعْلَى . وَخَصَّ الضُّحَى لِأَنَّهُ أَوَّلُ النَّهَارِ ، فَلَوِ امْتَدَّ الْأَمْرُ فِيمَا بَيْنَهُمْ كَانَ فِي النَّهَارِ مُتَّسَعٌ . وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَالْجَحْدَرِيِّ وَغَيْرِهِمَا ( وَأَنْ يَحْشُرَ النَّاسَ ضُحًا ) عَلَى مَعْنَى وَأَنْ يَحْشُرَ اللَّهُ النَّاسَ وَنَحْوِهِ . وَعَنْ بَعْضِ الْقُرَّاءِ ( وَأَنْ تَحْشُرَ النَّاسَ ) وَالْمَعْنَى وَأَنْ تَحْشُرَ أَنْتَ يَا فِرْعَوْنُ النَّاسَ وَعَنِ الْجَحْدَرِيِّ أَيْضًا ( وَأَنْ نَحْشُرَ ) بِالنُّونِ وَإِنَّمَا وَاعَدَهُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ؛ لِيَكُونَ عُلُوُّ كَلِمَةِ اللَّهِ ، وَظُهُورُ دِينِهِ ، وَكَبْتُ الْكَافِرِ ، وَزُهُوقُ الْبَاطِلِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ ، وَفِي الْمَجْمَعِ الْغَاصِّ لِتَقْوَى رَغْبَةُ مَنْ رَغِبَ فِي الْحَقِّ ، وَيَكِلَّ حَدَّ الْمُبْطِلِينَ وَأَشْيَاعِهِمْ ، وَيُكْثِرَ الْمُحَدِّثُ بِذَلِكَ الْأَمْرِ الْعِلْمَ فِي كُلِّ بَدْوٍ وَحَضَرٍ ، وَيَشِيعَ فِي جَمْعِ أَهْلِ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ .

تفسير القرطبي


ما معنى قوله تعالى ....وما اعراب الكلمات المسطرة
((فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) )) طه
"فَتَوَلَّى فِرْعَوْن" أَدْبَرَ "فَجَمَعَ كَيْده" أَيْ ذَوِي كَيْده مِنْ السَّحَرَة "ثُمَّ أَتَى" بِهِمْ الْمَوْعِد .قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى

"قَالَ لَهُمْ مُوسَى" وَهُمْ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ مَعَ كُلّ وَاحِد حَبْل وَعَصًا "وَيْلكُمْ" أَيْ أَلْزَمَكُمْ اللَّه الْوَيْل "لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّه كَذِبًا" بِإِشْرَاكِ أَحَد مَعَهُ " فَيُسْحِتَكُمْ" بِضَمِّ الْيَاء وَكَسْر الْحَاء وَبِفَتْحِهِمَا أَيْ يُهْلِككُمْ "بِعَذَابٍ" مِنْ عِنْده "وَقَدْ خَابَ" خَسِرَ "مَنْ افْتَرَى" كَذَبَ عَلَى اللَّه .فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى

"فَتَنَازَعُوا أَمْرهمْ بَيْنهمْ" فِي مُوسَى وَأَخِيهِ "وَأَسَرُّوا النَّجْوَى" أَيْ الْكَلَام بَيْنهمْ فِيهِمَا .
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى

"قَالُوا" لِأَنْفُسِهِمْ "إنْ هَذَانِ" وَهُوَ مُوَافِق لِلُغَةِ مَنْ يَأْتِي فِي الْمُثَنَّى بِالْأَلِفِ فِي أَحْوَاله الثَّلَاث وَلِأَبِي عَمْرو : هَذَيْنِ "لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمْ الْمُثْلَى" مُؤَنَّث أَمْثَل بِمَعْنَى أَشْرَف أَيْ بِأَشْرَافِكُمْ بِمَيْلِهِمْ إلَيْهِمَا لِغَلَبَتِهِمَا.
فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى

"فَاجْمَعُوا كَيْدَكُمْ" مِنْ السِّحْر بِهَمْزَةِ وَصْل وَفَتْح الْمِيم مِنْ جَمَعَ أَيْ لَمَّ وَبِهَمْزَةِ قَطْع وَكَسْر الْمِيم مِنْ أَجْمَعَ أَحْكَمَ "ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا" حَال أَيْ مُصْطَفِّينَ "وَقَدْ أَفْلَحَ" فَازَ "الْيَوْم مَنْ اسْتَعْلَى" غَلَبَ.
تفسير الجلالين
**
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)
(إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف «1»، (هذان) مبتدأ في محلّ رفع مبنيّ على الألف، (اللام) لام الابتداء (ساحران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما (يريدان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و(الألف) فاعل (يخرجاكم) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون، و(الألف) فاعل، و(كم) ضمير مفعول به (من أرضكم) متعلّق ب (يخرجاكم)، (بسحرهما) متعلّق ب (يخرجاكم) و(الباء) سببيّة.
والمصدر المؤوّل (أن يخرجاكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريدان.
(الواو) عاطفة (بطريقتكم) متعلّق ب (يذهبا)، (المثلى) نعت لطريقتكم مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة.
جملة: «قالوا ...» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إن (هـ) هذان لساحران» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هذان ل (هما) ساحران» في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
وجملة: « (هما) ساحران» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذان).
وجملة: «يريدان ...» في محلّ رفع نعت لساحران.
وجملة: «يخرجاكم ...» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: «يذهبا ...» لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرجاكم.

.................................
(1) يجوز أن تكون مهملة ف (هذان) مبتدأ (ساحران) خبر (اللام) هي الفارقة التي تشعر يكون (إن) مخفّفة .. وقالوا: (إن) نافية و(اللام) بمعنى إلّا، وفيه بعد.
الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ)




ما معنى قوله تعالى
((قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) )) طه
*{ إنه لكبيركم } أي معلمكم العظيم { الذي علمكم السحر } فتواطأتهم معه على الهزيمة .
*{ لن نؤثرك } : أي لن نفضلك ونختارك .
{ قالوا لن نؤثرك } يا فرعون { على ما جاءنا من البينات } الدلائل والحجج القاطعة على أن رب موسى وهارون هو الرب الحق الذي تجب عبادته وطاعته فلن نختارك على الذي خلقنا فتؤمن بك ونكفر به لن يكون هذا أبداً واقض ما أنت عازم على قضائه علينا من القتل والصلب . { إنما تقضى هذه الحياة الدنيا } في هذه الحياة الدنيا لما لك من السلطان فيها أما الآخرة فسوف يقضى عليك فيها بالخلد في العذاب المهين .
*{ وما أكرهتنا عليه من السحر } أي من تعلمه والعمل به ، ونحن لا نريد ذلك ولا شك ان فرعون كان قد ألزمهم بتعلم السحر والعمل به من أجل محاربة موسى وهارون لما رأى من معجزة العصا واليد . وقولهم { والله خير وأبقى } أي خير ثوابا وجزاء حسنا لمن آمن به وعمل صالحاً ، وأبقى عذاباً لمن كفر به وبآمن بغيره وعصاه . هذا ما دلت عليه الآيتان ( 72 ) و ( 73 ) .
أما الآية الثالثة ( 74 ) وهي قوله تعالى : { أنه من يأت ربه مجرماً } أي على نفسه بإفسادها بالشرك والمعاصي { فإن له جهنم لا يموت فيها } فيستريح من العذاب فيها ، { ولا يحيى } حياة يسعد فيها .
*{ مجرماً } : مجرماً أي على نفسه مفسداً لها بآثار الشرك والكفر والمعاصي .
{ أنه من يأت ربه مجرماً } أي على نفسه بإفسادها بالشرك والمعاصي { فإن له جهنم لا يموت فيها } فيستريح من العذاب فيها ، { ولا يحيى } حياة يسعد فيها .
وقولهم { ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات } أي مؤمناً به كافراً بالطاغوت قد عمل بشرائعه فأدى الفرائض واجتنب المناهي { فأولئك لهم } جزاء إيمانهم وعملهم الصالح { الدرجات العلى جنات عدن } أي في جنات عدن { تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } لا يموتون ولا يخرجون منها ، { وذلك جزاء من تزكى } أي تتطهر بالإيمان وصالح الأعمال بعد تخليه عن الشرك والخطايا والذنوب . لا شك ان هذا العلم الذي عليه السحرة كان قد حصل لهم من طريق دعوة موسى وهارون إذا أقاموا بينهم زمناً طويلاً.
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري





ما معنى قوله تعالى
((وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى )) طه (77)
**{ ان أسر بعبادي } : أي سر ليلاً من أرض مصر .
{ طريقاً في البحر يبساً } : طريقاً في وسط البحر يابساً لا ماء فيه .
{ لا تخاف دركاً } : أي لا تخش أن يدركك فرعون ، ولا تخشى غرقاً .
إنه بعد الجدال الطويل والخصومة الشديدة التي دامت زمناً غير قصير وأبى فيها فرعون وقومه قبول الحق والإذعان له أوحى تعالى الى موسى عليه السلام بما أخبر به في قوله عز وجل : { ولقد أوحينا إلى موسى } وبأي شيء أوحى إليه . بالسرى ببني إسرائيل وهو قوله تعالى { ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي } قوله { فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً } أي اجعل لهم طريقاً وسطه يابساً لا ماء فيه حتى اجتاز بنو إسرائيل البحر ، ولما تابعهم فرعون ودخل البحر بجنود أطبق الله تعالى عليهم البحر فأغرقهم أجمعين ، بعد أن نجى موسى وبني إسرائيل ، وهو معنى قوله تعالى : { فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم } أي من ماء البحر { ما غشيهم } أي الشيء العظيم من مياه البحر . وقوله لموسى { لا تخاف دركاً ولا تخشى } أي لا تخاف أن يدركك فرعون من ورائك ولا تخشى غرقاً في البحر .
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) )) طه
{ يا بني إسرائيل قد انجيناكم من عدوكم } أي فرعون ، { وواعدناكم جانب الطور الأيمن } أي مع نبينا موسى لانزال التوارة لهدايتكم وحكمهم بشرائعها ، وأنزلنا عليكم المن والسلوى غذاء لكم في التيه ، { كلوا من طيبات ما رزقناكم } أي قلنا لكم : كلوا من طيبات ما رزقناكم من حلال الطعام والشراب ، { ولا تطغوا فيه } بترك الحلال الى الحرام وبالأسراف في تناوله وبعدم شكر الله تعالى ، وقوله تعالى : { فيحل عليكم غضبي } أي أن أنتم طغيتم فيه . { ومن يحلل عليه غضبي } أي ومن يجب عليه غضبي { فقد هوى } أي في قعر جهنم وهلك .
وقوله تعالى : { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى } يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن غيرهم وعمل صالحاً أي أدى الفرائض واجتنب المناهي ثم استمر على ذلك ملازماً له حتى مات .
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(( وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) )) طه
**{ وما أعجلك } : أي شيء جعلك تترك قومك وتأتي قبلهم .
{ هم على أثري } : أي آتون بعدي وليسوا ببعيدين مني .
{ وعجلت إليك ربي لترضى } : أي استعجلت المجئ إليك طلباً لرضاك عني .
بعد أن نجى الله تعالى بني إسرائيل من فرعون وملائه حيث اجتاز بهم موسى البحر وأغرق الله فرعون وجنوده أخبرهم موسى أن ربه تعالى قد أمره أن يأتيه ببني اسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض المعاد إلى جبل الطور ليؤتيهم التوارة فيها شريعتهم ونظام حياتهم دنيا ودينا وأنه واعدهم جانب الطور الأيمن ، واستعجل موسى في المسير إلى الموعد فاستخلف أخاه هارون على بني اسرائيل ليسير بهم وراء موسى ببطء حتى يلحقوا به عند جبل الطور ، وحدث أن بني إسرائيل فتنهم السامري بضع العجل ودعوتهم الى عبادته وترك المسير وراء موسى عليه السلام فقوله تعالى : { وما أعجلك عن قومك يا موسى } هو سؤال من الله تعالى لموسى ليخبره بما جرى قومه بعده وهو لا يدري فلما قال تعالى لموسى : { وما أعجلك } عن المجئ وحدك دون بني إسرائيل مع ان الأمر أنك تأتي معهم أجاب موسى بقوله { هم اولاء على أثري } آتون بعدي ، وعجلت المجئ إليك لترضى عني .
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(( قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) )) طه

**شرح الكلمات :
{ وما أعجلك } : أي شيء جعلك تترك قومك وتأتي قبلهم .
{ هم على أثري } : أي آتون بعدي وليسوا ببعيدين مني .
{ وعجلت إليك ربي لترضى } : أي استعجلت المجئ إليك طلباً لرضاك عني .
{ قد فتنا قومك } : أي ابتليناهم أي بعادة العجل .
{ وأضلهم السامري } : أي عن الهدى الذي هو الإسلام إلى الشرك وعبادة غير الرب تعالى .
{ غضبان أسفاً } : أي شديد الغضب والحزن .
{ وعداً حسناً } : أي بأن يعطيكم التوارة فيها نظام حياتكم وشريعة ربكم لتكملوا عليها وتسعدوا .
{ أفطال عليكم العهد } : أي مدة الموعد وهي ثلاثون يوماً قبل أن يكملها الله تعالى أربعين يوماً .
{ بملكنا } : أي بأمرنا وطاقنا ، ولكن غلب علينا الهوى فلم نقدر على انجاز الوعد بالسير وراءك .
{ أوزاراً } : أي احمالاً من حلي نساء الأقباط وثيابهن .
{ فقذفناها } : أي ألقيناها في الحفرة بأمر هارون عليه السلام .
{ ألقى السامري } : السامري هو موسى بن ظفر من قبيلة سامرة الإسرائيلية ، وما ألقاه هو التراب الذي أخذه من تحت حافز فرس جبريل ألقاه أي قذفه على الحلي .
{ عجلاً جسداً } : أي ذا جثة .
{ له خوار } : الخوار صوت البقر .
{ فنسي } : أي موسى ربه هنا وذهب يطلبه .
{ ألا يرجع إليهم قولاً } : أنه لا يكلمهم إذا كلموه لعدم نطقه بغير الخوار .
معنى الآيات : بعد أن نجى الله تعالى بني إسرائيل من فرعون وملائه حيث اجتاز بهم موسى البحر وأغرق الله فرعون وجنوده أخبرهم موسى أن ربه تعالى قد أمره أن يأتيه ببني اسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض المعاد إلى جبل الطور ليؤتيهم التوارة فيها شريعتهم ونظام حياتهم دنيا ودينا وأنه واعدهم جانب الطور الأيمن ، واستعجل موسى في المسير إلى الموعد فاستخلف أخاه هارون على بني اسرائيل ليسير بهم وراء موسى ببطء حتى يلحقوا به عند جبل الطور ، وحدث أن بني إسرائيل فتنهم السامري بضع العجل ودعوتهم الى عبادته وترك المسير وراء موسى عليه السلام فقوله تعالى : { وما أعجلك عن قومك يا موسى } هو سؤال من الله تعالى لموسى ليخبره بما جرى قومه بعده وهو لا يدري فلما قال تعالى لموسى : { وما أعجلك } عن المجئ وحدك دون بني إسرائيل مع ان الأمر أنك تأتي معهم أجاب موسى بقوله { هم اولاء على أثري } آتون بعدي ، وعجلت المجئ إليك لترضى عني . هنا أخبره تعالى بما حدث لقومه فقال عز وجل : { إنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري } أي بصنع العجل لهم ودعوتهم الى عبادته بحجة انه الرب تعالى وأن موسى لم يهتد إليه . ولما انتهت المناجاة وأعطى الله تعالى موسى الألواح التي فيه التوارة { فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً } أي حزينا إلى قومه فقال لهم لما أخبر تعالى عنه بقوله : { قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً } فذكرهم بوعد الله تعالى لهم بإنجائهم من آل فرعون وإكرامهم بالملك والسيادة موبخاً لهم على خطيئتهم بتخلفهم عن السير وراءه وانشغالهم بعبادة العجل والخلافات الشديدة بينهم ، وقوله { أفطال عليكم العهد } أي لم يطل فالمدة هي ثلاثون يوماً فلم تكتمل حتى فتنتم وعبدتم غير الله تعالى ، قوله { أم أرتم أن يحل عليكم غضب من ربكم } أي بل أردتم بصنعيكم الفاسد أن يجب عليكم غضب من ربكم فحل بكم ، { فأخلفتم موعدي } بعكوفكم على عبادة العجل وترككم السير وقوله تعالى { قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا } هذا ما قاله قوم موسى كالمعتذرين به إليه فزعموا أنهم ما قدروا على عدم اخلاف الموعد لغلبة الهوى عليهم فلم يطيقوا السير وراءه مع وجود العجل وما ظللهم به السامري من أنه هو إلههم وأن موسى أخطأ الطريق إليه . هذا معنى قولهم : { ما أخلفنا موعدك بملكنا } أي بامرنا وقدرتنا إذ كنا مغلوبين على أمرنا .
وقولهم : { ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها } هذا بيان لوجه الفتنة وسببها وهي أنهم لما كانوا خارجين من مصر استعار نسائهم حلياً من نساء القبط بدعوى عيد لهم ، واصبحوا خارجين مع موسى في طريقهم الى القدس ، وتم إنجاؤهم واغراق فرعون ولما نزلوا بالساحل استعجل موسى موعد ربه وتركهم تحت إمره هارون أخيه على ان يواصلوا سيرهم وراء موسى إلى جبل الطور غير أن موسى الملقب بالسامري استغل الفرصة وقال لنساء بني إسرائيل هذا الحلى الذي عندكن لا يحل لكن أخذه إذ هي ودائع كيف تستحلونها وحفر لهم حفرة وقال ألقوها فيها وأوقد فيها النار لتحترق ولا ينتفع بها بعد ، هذا ما دل عليه قولهم ( ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم ) أي قوم فرعون فقذفناها أي في الحفرة التي أمر بها السامري وقوله تعالى { فكذلك ألقى السامرى } ما معه من التراب الذي أخذه من تحت حافر فرس جبريل ، فصنع السامري العجل فأخرجه لهم عجلاً جسداً له خوار أي صوت فقال بعضهم لبعض هذا إلهكم وإله موسى الذي ذهب الى موعده فنسي وضل الطريق اليه فاعبدوه حتى يأتي موسى .

أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
((فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) )) طه

**{ ألقى السامري } : السامري هو موسى بن ظفر من قبيلة سامرة الإسرائيلية ، وما ألقاه هو التراب الذي أخذه من تحت حافز فرس جبريل ألقاه أي قذفه على الحلي .
{ عجلاً جسداً } : أي ذا جثة .
{ له خوار } : الخوار صوت البقر .
{ فنسي } : أي موسى ربه هنا وذهب يطلبه .
وقوله تعالى { قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا } هذا ما قاله قوم موسى كالمعتذرين به إليه فزعموا أنهم ما قدروا على عدم اخلاف الموعد لغلبة الهوى عليهم فلم يطيقوا السير وراءه مع وجود العجل وما ظللهم به السامري من أنه هو إلههم وأن موسى أخطأ الطريق إليه . هذا معنى قولهم : { ما أخلفنا موعدك بملكنا } أي بامرنا وقدرتنا إذ كنا مغلوبين على أمرنا .
وقولهم : { ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها } هذا بيان لوجه الفتنة وسببها وهي أنهم لما كانوا خارجين من مصر استعار نسائهم حلياً من نساء القبط بدعوى عيد لهم ، واصبحوا خارجين مع موسى في طريقهم الى القدس ، وتم إنجاؤهم واغراق فرعون ولما نزلوا بالساحل استعجل موسى موعد ربه وتركهم تحت إمره هارون أخيه على ان يواصلوا سيرهم وراء موسى إلى جبل الطور غير أن موسى الملقب بالسامري استغل الفرصة وقال لنساء بني إسرائيل هذا الحلى الذي عندكن لا يحل لكن أخذه إذ هي ودائع كيف تستحلونها وحفر لهم حفرة وقال ألقوها فيها وأوقد فيها النار لتحترق ولا ينتفع بها بعد ، هذا ما دل عليه قولهم ( ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم ) أي قوم فرعون فقذفناها أي في الحفرة التي أمر بها السامري وقوله تعالى { فكذلك ألقى السامرى } ما معه من التراب الذي أخذه من تحت حافر فرس جبريل ، فصنع السامري العجل فأخرجه لهم عجلاً جسداً له خوار أي صوت فقال بعضهم لبعض هذا إلهكم وإله موسى الذي ذهب الى موعده فنسي وضل الطريق اليه فاعبدوه حتى يأتي موسى . قال تعالى موبخاً إياهم { أفلا يرون ألا يرجع اليهم قولاً } إذا كلموه ، { ولا يملك لهم ضراً ولا نفعا } فكيف يعقلون أنه إله وهو لا يجيبهم إذا سألوه ، ولا يعطيهم إذا طلبوه ، ولا ينصرهم إذا استنصروه ولكنه الجهل والضلال واتباع الهوى . والعياذ بالله تعالى .
هداية الآيات
1- ذم العجلة وبيان آثارها الضارة فاستعجال موسى الموعد وتركه قومه وراءه كان سبباً في أمر عظيم وهو عبادة العجل وما تترب عليها من آثار جسام .
2- مشروعية طلب رضا الله تعالى ولكن بما يجب أن يقترب به إليه .
3- مشروعية الغضب لله تعالى والحزن على ترك عبادته بمخالفة أمره ونهيه .
4- مشروعية استعارة الحلي للنساء والزينة ، وحرمة جحدها وأخذها بالباطل .
5- وجوب استعمال العقل واستخدام الفكر للتمييز بين الحق والباطل ، والخير والشر .

أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
((قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) )) طه
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحوار الذي دار بين موسى وقومه بعد رجوعه إليهم من المناجاة فقوله تعالى : { ولقد قال لهم هارون من قبل } أي من قبل رجوع موسى قال لهم أثناء عبادتهم العجل يا قوم إن العجل ليس إلهكم ولا إله موسى وإنما هو فتنة فتنتم به ليرى الله تعالى صبركم على عبادته ولزوم طاعة رسوله ، وليرى خلاف ذلك فيجزى كلاً بما يستحق وقال لهم : { وإن ربكم الرحمن } الذي شاهدتم آثار رحمته في حياتكم كلها فاذكروها { فاتبعون } في عبادة الله وحده وترك عبادة غيره { وأطيعوا أمري } فإني خليفة موسى الرسول فيكم فأجاب القوم الضالون بما أخبر تعالى عنهم بقوله : { قالوا لن نبرح عليه عاكفين } أي لن نزول عن عبادته والعكوف حوله { حتى يرجع إلينا موسى } . ولما سمع موسى من قومه ما سمع التفت إلى هارون قائلاً معاتباً عازلاً لائماً { يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا } أي بعبادة العجل { ألا تتبعني } أي بمن معك من المسلمين وتترك المشركين ، { أفعصيت أمري } ، ومن شدة الوجد وقوة اللوم والعذل أخذ بشعر رأسي أخيه بيمينه وأخذ بلحيته بيساره وجره إليه وهو يعاتبه ويلوم عليه فقال هارون : { يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي } إن لي عذراً في عدم متابعتك وهو إني خشيت إن أتيتك ببعض قومك وهم المسلمون وتركت بعضاً آخر وهو عباد العجل { أن تقول فرقت بين بني إسرائيل } وذلك لا يرضيك . { ولم ترقب قولي } أي ولم تنظر قولي فيما رأيت في ذلك .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- معصية الرسول تؤدي إلى فتنة العاص في دينه ونياه .
2- جواز العذل والعتاب للحبيب عند تقصيره فيما عهد به إليه .
3- جواز الاعتذار لمن اتهم بالتقصير وان حقا .
4- قد يخطئ المجتهد في اجتهاده وقد يصيب .
{ فما خطبك } : أي ما شأنك وما هذا الأمر العظيم الذي صدر منك .
{ بصرت بما لم يبصروا به } : أي علمت من طريق الإبصار والنظر ما لم يعلموا به لأنهم لم يروه .
{ } قبضة من أثر الرسول : أي قبضت قبضة من تراب حافر فرس الرسول جبريل عليه السلام .
{ فنبذتها } : أي القيتها وطرحتها على الحلى المصنوع عجلاً .
{ سولت لي نفسي } : أي زينت لي هذا العمل الذي هو صنع العجل .
{ أن تقول لا مساس } : أي اذهب تائها في الأرض طول حياتك وأنت تقول لا مساس أي لا يمسني أحد ولا أمسه لما يحصل من الضرر العظيم لمن تمسه أو يمسك .
{ إلهك } : أي العجل .
{ ظلت } : أي ظللت طوال الوقت عاكفاً عليه .
{ في اليم نسفاً } : أي في البحر ننسفه بعد إحراقه وجعله كالنشارة نسفاً .
{ إنما الهكم الله } : أي لا معبود إلا الله لا إله إلا هو .
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحوار بين موسى وقومه فبعد لومه أخاه وعذله له التفت إلى السامرى المنافق إذ هو من عباد البقر وأظهر الإسلام في بني إسرائيل ، ولما اتيحت له الفرصة عاد الى عبادة البقر فصنع العجل وعبده ودعا الى عبادته فقال له : في غضب { فما خطبك يا سامري } أي ما شأنك وما الذي دعاك الى فعلك القبيح الشنيع هذا فقال السامري كالمعتذر { بصرت بما لم يبصروا به } أي علمت ما لم يعمله قومك { فقبضت قبضة من أثر } حافز فرس { الرسول فنبذتها } في الحلي المصنوع عجلاً فخار كما تخور البقر . { وكذلك سولت لي نفسي } ذلك أي زينته لي وحسنته ففعلته ، وهنا أجابه موسى عليه السلام بما أخبر تعالى به في قوله : { قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس } أي لك مدة حياتك أن تقول لمن أراد أن يقربك لا مساس أي لا تمسني ولا أمسك لتتيه طول عمرك في البرية مع السباع والحيوان عقوبة لك على جريمتك ، ولا شك أن فراره من الناس وفرار الناس منه لا يكون مجرد أنه لا يرقب في ذلك ، لعله قيل إنها الحمى فإذا مس أحد حممعاً أي أصابتهما الحمى معاً كأنه اسلاك كهربائية مكشوفة من مسها تكهرب منها . وقوله له : { وإن لك موعداً لن تخلفه } ، أي ذاك النفي والطرد عذاب الدنيا ، وإن لك عذاباً آخر يوم القيامة في موعد لن تخلفه أبداً فهو آت وواقع لا محالة .
وقوله : أي موسى للسامري : ( وانظر إلى الهك ) المزعوم ( الذي ظلت عليه عاكفاً ) تعبده لا تفارقه ، والله ( لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفاً ) وفعلاً حرقه ثم جعله كالنشارة وذره في البحر تذرية حتى يعثر له على أثر ، ثم قال لأولئك الذين عبدوا العجل المغرر بهم المضللين : ( إنما الهكم ) الحق الذي تجب له العبادة والطاعة ( الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً ) أي وسع علمه فهو عليم بكل شيء وقدير على كل شيء وما عداه فليس له ذلك ولم لم يكن ذا قدرة على شيء وعلم بكل شيء فكيف يُعبد ويُطاع . .
داية الآيات :
من هداية الآيات :
1- مشروعية الاستنطاق للمتهم والاستجواب له .
2- ما سولت النفس لأحد ولا زينت له شيئاً إلا تورط فيه إن هو عمل بما سولته له ،
3- قد يجمع الله تعالى للعبد ذي الذنب العظيم بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .
4- مشروعية هجران المبتدع ونفيه وطرده فلا يسمح لأحد بالاتصال به والقرب منه .
5- كسر الأصنام والأوثان والصور وآلات اللهو والباطل الصارفة عن عباد الله تعالى .

أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(( مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) )) طه
معنى الآيات :
بعد نهاية الحديث بين موسى وفرعون ، وبين موسى ، وبني اسرائيل قال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم { كذلك نقص عليك } أي كما قصصنا عليك ما قصصنا من نبأ موسى وفرعون وخبر موسى وبني إسرائيل نقص عليك { من أنباء قد سبق } أي أحداث الأمم السابقة ليكون ذلك آية نبوتك ووحينا إليك ، وعبرة وذكرى للمؤمنين . وقوله تعالى : { وقد آتيناك من لدنا ذكراً } أي وقد أعطيناك تفضلا منا ذكرا وهو القرآن العظيم يذكر به العبد ويهتدي به الى سبيل النجاة والسعادة ، وقوله { من أعرض عنه } أي عن القرآن فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه { فإنه يحمل يوم القيامة وزراً } أي اثماً عظيماً لأنه لم يعمل صالحاً ولك عمله كان سيئاً لكفره وعدم إيمانه ، { خالدين فيه } أي في ذلك الوزر في النار ، وقوله { وساء لهم يوم القيامة حملاً } أي قبح ذلك الحمل حملاً يوم القيامة إذ صاحبه لا ينجو من العذاب بل بطرح معه في جهنم يخلد فيها.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري


سلا..م

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-11, 14:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمع مفردات سورة طه
[102--135]
ما معنى قوله تعالى
(( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104) )) طه
**{ زرقا } : أي عيونهم زرق ووجوههم سود آية أنهم أصحاب الجحيم .
{ يتخافتون بينهم } : أي يخفضون أصواتهم يتسارون بينهم من شدة الهول .
{ أمثلهم طريقة } : أي أعدلهم رأياً في ذلك ، وهذا كله لعظم الموقف وشدة الهول والفزع

وقوله { يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين } أي المكذبين بالدين الحق العاملين بالشرك والمعاصي { يومئذ } أي يوم ينفخ في الصور النفخة الثانية { زرقا } أي الأعين مع اسوداد الوجوه وقوله : { يتخافتون بينهم } أي يتهامسون بينهم يسأل بعضهم بعضاً كما لبثتم في الدنيا وفي القبور فيقول البعض : { إن لبثتم الا عشراً } أي ما لبثتم إلا عشر ليال ، وقوله تعالى : { نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة } أي أعدلهم رأياً { إن لبثتم إلا يوماً } ، وهذا التقال للزمن الطويل سببه هول القيامة وعظم ما يشاهدون فيها من ألوان الفزع والعذاب .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم يقص تعالى انباء ما قد سبق بعد قصه عليه أنباء موسى وفرعون بالحق ، وايتائه القرآن الكريم .
2- كون القرآن للذاكرين لما يحمل من الحجج والدلائل والبراهين .
3- سوء حال المجرمين يوم القيامة ، الذين أعرضوا عن القرآن الكريم .
4- عظم أهوال يوم القيامة حتى يتقال معها المرء مدة الحياة الدنيا التي هي آلاف الأعوام .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) )) طه
**شرح الكلمات :
{ يسألونك عن الجبال } : أي المشركون عن الجبال كيف تكون يوم القيامة .
{ فقل ينسفها ربي نسفا } : أي يفتتها ثم تذرها الرياح فتكون هباء منثاً .
{ قاعاً صفصفا } : أي مستوياً .
{ عوجا ولا أمتا } : اي لا ترى فيها انخفاضاً ولا ارتفاعاً .
{ الداعي } : أي إلى المحشر يدعوهم إليه للعرض على الرب تعالى .
{ وخشعت الأصوات } : أي سكنت فلا يسمع الهمس وهو صوت الأقدام الخلفي .
{ ورضى له قولاً } : بأن قال لا إله إلا الله من قلبه صادقاً .
{ ولا يحيطون به علما } : الله تعالى ما بين أيدي الناس وما خلفهم ، وهو لا يحيطون به علما .
{ وعنت الوجوه للحي القيوم } : أي ذلت وخضعت للرب الحي الذي لا يموت .
{ من حمل ظلما } : أي جاء يوم القيامة يحمل أوزار الظلم وهو الشرك .
{ ظلما ولا هضما } : أي لا يخاف ظلما بأن يزاد في سيئاته ولا هضماً بأن ينقص من حسناته .
معنى الآيات :
يقول تعالى لرسوله : { ويسألونك } أي المشركين من قومك المكذبين بالبعث الآخر والجزاء { عن الجبال } عن مصيرها يوم القيامة فقل له : { ينسفها ربي نسفا ، فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجا ولا أمتا } أي أجبهم بان الله تعالى يفتتها ثم ينسفها فتكون هباء منبثاً ، فيترك أماكنها قاعاً صفصفاً أي أرضاً مستوية لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا أي لا انخفاضاً ولا ارتفاعاً . وقوله { يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً } أي يوم تقوم القيامة فينشرون يدعوهم الداعي هلموا الى أرض المحشر فلا يميلون عن صوته يمنة ولا يسرة وهو معنى لا عوج له . وقوله تعالى : { وخشعت الأصوات للرحمن } أي ذلت وسكنت { فلا تسمع إلا همساً } وهو صوت خفي كأصوات خفاف الإبل إذا مشت وقوله تعالى : { يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا } أي يخبر تعالى انهم يوم جمعهم للمحشر لفصل القضاء لا تنفع شفاعة أحدٌ أحداً إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة ، ورضى له قولا أي وكان المشفوع فيه من أهل التوحيد لا إله إلا الله وقوله { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، ولا يحيطون به علماً } أي يعلم ما بين أيدي أهل المحشر أي ما يسيحكم به عليهم من جنة او نار ، وما خلفهم مما تركوه من أعمال في الدنيا ، وهم لا يحيطون به عزوجل علماً ، فلذا سيكون الجزاء عادلاً رحيماً ، وقوله : { وعنت الوجوه للحي القيوم } أي ذلت وخضعت كما يعنو بوجهه الأسير ، والحي القيوم هو الله جل جلاله وقوله تعالى : { وقد خاب } أي خسر { من حمل ظلماً } ألا وهو الشرك والعياذ بالله وقوله تعال : { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن } والحال أنه مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والبعث الآخر فهذا لا يخاف ظلما بالزيادة في سيآته ، ولا هضما بنقص من حسناته ، وهي عدالة الله تعالى تتجلى في موقف الحساب والجزاء .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان جهل المشركين في سؤالهم عن الجبال .
2- تقرير مبدأ البعث الآخر .
3- لا شفاعة لغير أهل التوحيد فلا يَشفع مشرك ، ولا يُشفع لمشرك .
4- بيان خيبة المشركين وفوز الموحدين يوم القيامة .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
(( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا )) طه (112)
**
وقوله : { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } لما ذكر الظالمين ووعيدهم ثنى بالمتقين وحكمهم ، وهو أنهم لا يظلمون ولا يهضمون أي لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم ، قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد ، فالظلم الزيادة بأن يحمل عليه ذنب غيره ، والهضم : النقص .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي


ما معنى قوله تعالى واعرب الكلمات المسطرة
((فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا )) طه (114)
**
(الواو) عاطفة (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و(الياء) المحذوفة مضاف إليه، و(النون) في (زدني) للوقاية، (علما) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «تعالى اللّه ...» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه.
وجملة: «يقضى إليك وحيه ...» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: «لا تعجل ...» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ...» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تعجل.
وجملة النداء: «ربّ ...» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «زدني ...» لا محلّ لها جواب النداء.
{ فتعالى الله الملك الحق } فإن الله تعالى يخبر عن علوه من سائر خلقه وملكه لهم وتصرفه فيهم وقهره لهم ، ومن ثم فهو منزه عن الشريك والولد وعن كل نقص يصفه به المفترون الكذابون .
وقوله : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } يعلم تعالى رسوله كيفية تلقي القرآن عن جبريل عليه السلام فيرشده إلى أنه لا ينبغي أن يستعجل في قراءة الآيات ولا في إملائها على أصحابها ولا في الحكم بها حتى يفرغ جبريل من قراءتها كاملة عليه وبيان مراد الله تعالى منها في إنزالها عليه . وطلب إليه أن يسأله المزيد من العلم بقوله : { وقل رب زدني علما } ، وفيه إشعار بأنه دائماً في حاجة الى المزيد ، ولذا فلا يستعجل ولكن يتريث ويتمهل ، وهذا علماء أمته أحوج منه صلى الله عليه وسلم فالاستعجال في الفيتا وفي اصدار الحكم كثيراً ما يخطئ صاحبهما .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري.
(الواو) عاطفة (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و(الياء) المحذوفة مضاف إليه، و(النون) في (زدني) للوقاية، (علما) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «تعالى اللّه ...» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه.
وجملة: «يقضى إليك وحيه ...» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: «لا تعجل ...» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ...» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تعجل.
وجملة النداء: «ربّ ...» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «زدني ...» لا محلّ لها جواب النداء.
الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي



ما معنى قوله تعالى
((ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى )) طه (122)
**{ فاجتباه ربه فتاب عليه } : أي اختاره لولايته فهداه فتاب ليكون عبداً صالحاً .
وقوله : { وعصى ءَادَمُ رَبَّهُ فغوى * ثُمَّ اجتباه رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وهدى } ، روى البخاري ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « حاجَّ موسى آدم فقال له : أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال آدم : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه؟ أتلومني على أمر كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقني ، أو قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى » ، وفي رواية لابن أبي حاتم : « احتج آدم وموسى عند ربهما ، فحج آدم موسى . قال موسى : أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك في جنته ، ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك! قال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه ، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء ، وقربك نجياً ، فكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى : بأربعين عاماً ، قال آدم : فهل وجدت فيها وعصى آدم ربه فغوى؟ قال : نعم ، قال : أفتلومني على أن عملت عملاً كتب الله عليّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحجَّ آدمُ موسى » .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي


ما معنى قوله تعالى
(( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )) طه (123)
{ قال اهبطا منها جميعا } : أي آدم وحواء من الجنة وإبليس سبق أن أبلس وهبط .
{ بعضكم لبعض عدو } : أي آدم وحواء وذريتها عدو لإبليس وذريته ، وإبليس وذريته عدو لآدم وحواء وذريتهما .
{ فإما يأتينكم مني هدى } : أي فإن يأتيكم مني هدى وهو كتاب ورسول .
{ فمن اتبع هداي } : أي الذي أرسلت به رسولي وهو القرآن .
{ فلا يضل } : أي في الدنيا .
{ ولا يشقى } : في الآخرة .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في قصة آدم إنها لما أكل آدم وحواء من الشجرة وبدت لهما سواءتهما وعاتبهما ربهما بقوله في آية غير هذه { ألم أنهكما عن تلكم الشجرة وأقل إن الشيطان لكما عدو مبين } وأنزل على آدم كلمة التوبة فقالها مع زوجته فتاب الله عليهما لما تم كل ذلك قال { اهبطا منها } أي من الجنة { جميعاً } إذ إبليس العدو قد اُبْلِس من قبل وطُرد من الجنة فهبطوا جميعاً . وقوله { فإما يأتينكم مني هدىً } أي بيان عبادتي تحمله كتبي وتبينه رسلي ، { فمن اتبع هداي } فآمن به وعمل بما فيه { فلا يضل } في حياته { ولا يشقى } في آخرته .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
(( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) )) طه
{ ومن أعرض عن ذكري } : أي عن القرآن فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه .
{ معيشة ضنكا } : أي ضيقة تضيق بها نفسه ولم يسعد بهل ولو كانت واسعة .
{ أعمى } : أي أعمى البصر لا يبصر
{ ومن أعرض عن ذكري } أي فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه { فإن له } أي جزاءً منا له { معيشة ضنكا } أي ضيقة تضيق بها نفسه فلم يشعر بالغبطة والسعادة وإن اتسع رزقه كما يضيق عليه قبره ويشقى فيه طيلة حياة البرزخ ، ويحشر يوم القيامة أعمى لا حجة له ولا بصر يبصر به .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري


ما معنى قوله تعالى
(( قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) )) طه
{ وقد كنت بصيرا } : أي ذا بصر في الدنيا وعند البعث .
{ قال كذلك } : أي الأمر كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكما نسيتها تنسى في جهنم .
{ وكذلك نجزي من أسرف } : أي وكذلك الجزاء الذي جازينا به من نسي آياتنا نجزي من أسرف في المعاصي ولم يقف عند حد ، ولم يؤمن بآيات ربه سبحانه وتعالى .
{ أشد وأبقى } : أي أشد من عذاب الدنيا وأدوم فلا ينقضي ولا ينتهي .
وقد يعجب لحاله ويسأل ربه { لم حشرتني أعمى وقد كنت } في الدنيا وفي البعث { بصيرا } فيجيبه ربه تعالى : { كذلك } أي الأمر كذلك بصيرا وأصبحت أعمى لأنك { أتتك آياتنا } تحملها كتبنا وتبينها رسلنا { فنسيتها } أي تركتها ولم تلتفت إليها معرضا عنها فاليوم تترك في جهنم منسياً كذلك وقوله تعالى في الآية الآخرة ( 127 ) { وكذلك نجزي من أسرف } في معاصينا فلم يقف عند حد ولم يؤمن بآيات ربه فنجعل له معيشة ضنكاً في حياته الدنيا وفي البرزخ { ولعذاب الآخرة أشد } من عذاب الدنيا { وأبقى } أي أدوم حيث لا ينقضي ولا ينتهي .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير عداوة الشيطان للإنسان .
2- عِدَةُ الله تعالى لمن آمن بالقرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في حياته ولا يشقى في آخرته .
3- بيان جزاء من أعرض عن القرآن في الدنيا والآخرة .
4- التنديد بالإسراف في الذنوب والمعاصي مع الكفر بآيات الله ، وبيان جزاء ذلك .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري


ما معنى قوله تعالى
((وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) )) طه
{ قال كذلك } : أي الأمر كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكما نسيتها تنسى في جهنم .
{ وكذلك نجزي من أسرف } : أي وكذلك الجزاء الذي جازينا به من نسي آياتنا نجزي من أسرف في المعاصي ولم يقف عند حد ، ولم يؤمن بآيات ربه سبحانه وتعالى .
{ أشد وأبقى } : أي أشد من عذاب الدنيا وأدوم فلا ينقضي ولا ينتهي .
{ وكذلك نجزي من أسرف } في معاصينا فلم يقف عند حد ولم يؤمن بآيات ربه فنجعل له معيشة ضنكاً في حياته الدنيا وفي البرزخ { ولعذاب الآخرة أشد } من عذاب الدنيا { وأبقى } أي أدوم حيث لا ينقضي ولا ينتهي .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
((أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) )) طه
{ أفلم يهد لهم } : أي أفلم يُبينْ لهم .
{ من القرون } : أي من أهل القرون .
{ لآيات لأولى النهى } : أي أصحاب العقول الراجحة إذ النهية العقل .
بعد ذكر قصة آدم عليه السلام وما تضمنته من هداية الآيات قال تعالى { أفلم يهد } لأهل مكة المكذبين المشركين أي أغَفَلوا فلم يهد لهم أي يتبين { كم اهلكنا قبلهم من القرون } أي اهلاكنا للعديد من أهل القرون الذين هم يمشون في مساكنهم ذاهبين جائين كثمود وأصحاب مدين والمؤتفكات أهلكناهم بكفرهم ومعاصيهم فيؤمنوا ويوحدوا ويطيعوا فينجوا ويسعدوا . وقوله تعالى : { إن في ذلك } المذكور من الإهلاك للقرون الأولى { لآيات } أي دلائل واضحة على وجوب الإيمان بالله ورسوله وطاعتهما ، { لأولى النهى } أي لأصحاب العقول أما الذين لا عقول لهم لأنهم عطلوها فلم يفكروا بها فلا يكون في ذلك آيات لهم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
((وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى )) سورة طه (129)
{ أفلم يهد لهم } : أي أفلم يُبينْ لهم .
{ من القرون } : أي من أهل القرون .
{ لآيات لأولى النهى } : أي أصحاب العقول الراجحة إذ النهية العقل .
بعد ذكر قصة آدم عليه السلام وما تضمنته من هداية الآيات قال تعالى { أفلم يهد } لأهل مكة المكذبين المشركين أي أغَفَلوا فلم يهد لهم أي يتبين { كم اهلكنا قبلهم من القرون } أي اهلاكنا للعديد من أهل القرون الذين هم يمشون في مساكنهم ذاهبين جائين كثمود وأصحاب مدين والمؤتفكات أهلكناهم بكفرهم ومعاصيهم فيؤمنوا ويوحدوا ويطيعوا فينجوا ويسعدوا . وقوله تعالى : { إن في ذلك } المذكور من الإهلاك للقرون الأولى { لآيات } أي دلائل واضحة على وجوب الإيمان بالله ورسوله وطاعتهما ، { لأولى النهى } أي لأصحاب العقول أما الذين لا عقول لهم لأنهم عطلوها فلم يفكروا بها فلا يكون في ذلك آيات لهم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
(( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) )) طه
{ ما يقولون } : من كلمات الكفر ، ومن مطالبتهم بالآيات .
{ ومن آناء الليل } : أي ساعات الليل واحدها إني أوإنو .
{ لعلك ترضى } : أي رجاء أن تثاب الثواب الحسن الذي ترضى به .
{ فاصبر } يا رسولنا { على ما يقولون } من أنك ساحر وشاعر وكاذب وكاهن من كلمات الكفر ، واستعن على ذلك بالصلاة ذات الذكر والتسبيح { قبل طلوع الشمس } وهو صلاة الصبح { وقبل غروبها } وهو صلاة العصر { ومن آناء الليل } أي ساعات الليل وهما صلاتا المغرب والعشاء ، { وأطراف النهار } وهو صلاة الظهر لأنها تقع بين طرفي النهار أي نصفه الأول ونصفه الثاني وذلك عند زوال الشمس ، لعلك بذلك ترضى بثواب الله تعالى لك .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
((وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) )) طه
{ إلى ما متعنا به ازواجاً منهم } : أي رجالاً منهم من الكافرين .
{ زهرة الحياة الدنيا } : أي زينة الحياة الدنيا وقيل فيها زهرة لأنها سرعان ما تذبل وتذوى .
{ لنفتنهم فيه } : أي لنبتليهم في ذلك أيشكرون أم يكفرون .
{ والعاقبة للتقوى } : العاقبة الحميدة في الدنيا والاخرة لأهل التقوى .
وقوله تعالى { ولا تمدن عينيك } أي لا تتطلع ناظراً { إلى ما متعنا به أزواجاً منهم } أشكالاً في عقائدهم وأخلاقهم وسلوكهم { زهرة الحياة الدنيا } أي من زينة الحياة الدنيا { لنفتنهم فيه } أي لنختبرهم في ذلك الذي متعناهم به من زينة الحياة الدنيا وقوله تعالى : { ورزق ربك } أي ما لك عند الله من أجر ومثوبة { خير وأبقى } خيراً في نوعه وأبقى في مدته ، واختيار الباقي على الفاني مطلب العقلاء .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري


ما معنى قوله تعالى
((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )) طه (132)
وقوله تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } أي من أزواجك وبناتك وأتباعك المؤمنين بالصلاة ففيها الملاذ وفيها الشفاء من آلام الحاجة والخصاصية واصطبر عليها واحمل نفسك على الصبر على إقامتها .وقوله { لا نسألك رزقاً } أي لا نكلفك ما لا تَعْطِيناه ولكن تكلف صلاة فأدها على أكمل وجوهها . { نحن نرزقك } أي رزقك علينا ، { والعاقبة للتقوى } أي العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة لأهل التقوى من عبادنا وهم الذين يخشوننا فيؤدون ما أوجبنا عليهم ويجتنبون ما حرمنا عليهم رهبة منا ورغبة فينا . هؤلاء لهم أحسن العواقب ينتهون إليها نصر في الدنيا وسعادة في الآخرة .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير مبدأ العاقل من اعتبر بغيره .
2- بيان فضيلة العقل وشرف صاحبه وانتفاعه به .
3- وجوب الصبر على دعوة الله والاستعانة على ذلك بالصلاة .
4- بيان أوقات الصلوات الخمس والحصول على رضى النفس بثوابها .
5- وجوب عدم تعلق النفس بما عند أهل الكفر من مال ومتاع لأنهم ممحنون به .
6- وجوب الرضا بما قسم الله للعبد من رزق إنتظاراً لرزق الآخرة الخالد الباقي .
7- وجوب الأمر بالصلاة بين الأهل والأولاد والمسلمين والصبر على ذلك .
8- فضل التقوى وكرامة أصحابها وفوزهم بحسن العاقبة في الدنيا والآخرة .
9- إقام الصلاة بين أفراد الأسرة المسلمة ييسر الله تعالى به أسباب الرزق وتوسعته عليهم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
(( وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) سورة طه
{ لولا } : أي هَلا فهي أداة تخيض وحث على وقوع ما يذكر بعدها .
{ بآية من ربه } : أي معجزة تدل على صدقه في نبوته ورسالته .
{ بينة ما في الصحف الأولى } : أي المشتمل عليها القرآن العظيم من أنباء الأمم الماضية وهلاكهم بتكذيبهم لرسلهم .
{ من قبله } : من قبل ارسالنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وانزالنا القرآن .
{ من قبل أن ندل ونخزى } : أي من قبل أن يصينبا الذل والخزي يوم القيامة في جهنم .
ما زال السياق مع المشركين طلباً لهدايتهم فقال تعالى مخبراً عن أولئك المشركين الذين متع الله رجالاً منهم بزهرة الحياة الدنيا أنهم أصروا على الشرك والتكذيب { وقالوا لولا يأتينا بآية } أي هلا يأتينا محمد بمعجزة كالتي أتى بها صالح وموسى وعيسى بن مريم تدل على صدقه في نبوته ورسالته إلينا . فقال تعالى راداً عليهم قولتهم الباطلة : { أو لم تأتهم بَيّنة ما في الصحف الأولى؟ } أيطالبون بالآيات وقد جاءتهم بينة ما في الصحف الأولى بواسطة القرأن الكريم فعرفوا ما حل بالأمم التي طالبت بالآيات ولما جاءتهم الآيات كذبوا بها فأهلكهم الله بتكذيبهم فما يؤمن هؤلاء المشركين المطالبين بالآيات أنها لو جاءتهم ما آمنوا بها فأهلكوا كما أهلك المكذبين من قبلهم .
وقوله تعالى في الآية الثانية ( 134 ) { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله } أي من قبل ارسالنا محمد وانزالنا الكتاب عليه لقالوا للرب تعالى إذا وقفوا بين يديه : { ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك } فيما تدعونا إليه من التوحيد والإيمان والعمل الصالح وذلك من قبل أن نذل هذا الذل ونخزى هذا الخزي في نار جهنم . فإن كان هذا قولهم لا محالة فلم لا يؤمنون ويتبعون آيات الله فيعلمون بما جاء فيها من الهدى قبل حلول العذاب بهم ؟
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ختام سورة طه
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) )) طه
{ متربص } : أي منتظر ما يؤول إليه الأمر .
{ فستعلمون } : أي يوم القيامة .
{ الصراط السوي } : أي الدين الصحيح وهو الإسلام .
{ ومن اهتدي } : أي ممن ضل نحن أم أنتم .
وفي الآية الأخيرة قال تعالى لرسوله بعد هذا الإرشاد الذي أرشدهم إليه { قل كل متربص } أي كل منا متربص أي منتظر ما يؤول إليه الأمر { فتربصوا } . فستعلمون في نهاية الأمر وعندنا توقفون في عرصات القيامة { من } هم { أصحاب الصراط السوي } الي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام الدين الحق ، { ومن اهتدى } إلى سبيل النجاة والسعادة ممن ضل ذلك فخسر وهلك .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- المطالبة بالآيات سنة متبعة للأمم والشعوب عندما تعرض عن الحق للعقل وهدايته .
2- الذلة والخزي تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من الإيمان والعمل الصالح . 3- في الآية إشادة الى حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه : « يحتج به على الله يوم القيامة ثلاثة : الهالك في الفترة ، والمغلوب على عقله ، والصبي الصغير ، فيقول المغلوب على عقله لم تجعل لي عقلاً انتفع به ، ويقول الهالك في الفترة لم يأتني رسول ولا نبي ولو أتاني لك رسول أو نبي لكنت أطوع خلقك إليك ، وقرأ صلى الله عليه وسلم { لولا أرسلت إلينا رسولاً } ويقول الصبي الصغير كنت صغيراً لا أعقل . قال فترفع لهم نار ويقال لهم : رِدُوها قال فَيرِدُها من كان في علم الله أنه سعيد ، ويتلكأ عنها من كان في علم الله أنه شقي فيقول إياي عصيتم فكيف برسلي لو أتتكم » . رواه ابن جرير عند تفسير هذه الآية { ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا } .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

والشكرموصول بعد الله سبحانه في تمام بيان مفردات السورة
للاستاذ أيمن عبد الله الأخ المبارك المسافر09 الاستاذتين نور والناشئة والأخت المباركة روسلين
وفقنا الله وإياكم للخيرات ونيل عالي الدرجات
ونأمل أن يكون الغائبون بخير بإذن الله
سلا..م

أيمن عبد الله
2014-04-12, 07:36
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة مريم
مكية، وهي ثمان وتسعون آية.
تسميتها:
سميت «سورة مريم» لاشتمالها على قصة حمل السيدة مريم، وولادتها عيسى عليه السلام، من غير أب، وأصداء ذلك الحمل، وما تبعه ورافق ولادة عيسى من أحداث عجيبة، من أهمها كلامه وهو طفل في المهد.
مناسبتها لما قبلها:
اشتملت السورتان على قصص عجيبة، فسورة الكهف اشتملت على قصة أصحاب الكهف، وطول لبثهم هذه المدة الطويلة، بلا أكل ولا شرب، وقصة موسى مع الخضر، وما فيها من المثيرات، وقصة ذي القرنين.
وسورة مريم فيها أعجوبتان: قصة ولادة يحيى بن زكريا عليه السلام حال كبر الوالد وعقم الوالدة أي بين شيخ فان وعجوز عاقر، وقصة ولادة عيسى عليه السلام من غير أب.
ما اشتملت عليه السورة:
موضوع السورة كسائر السور المكية هو إثبات وجود اللّه ووحدانيته، وإثبات البعث والجزاء من خلال إيراد قصص جماعة من الأنبياء، على النحو التالي:
- افتتحت السورة بقصة ولادة يحيى بن زكريا عليهما السلام، من أب شيخ كبير وأم عاقر لا تلد، ولكن بقدرة اللّه القادر على كل شيء، خلافا للمعتاد، وإجابة لدعاء الوالد الصالح، وأعقبه الخبر بإيتاء يحيي النبوة في حال الصبا، الآيات [1- 15].
2- أردف ذلك قصة ولادة عيسى من مريم العذراء، من غير أب، لتكون دليلا آخر على القدرة الربانية. وقد أثار ذلك موجة من النقد واللوم والتعنيف، خفف منها كلام عيسى وهو طفل في المهد، تبرئة لأمه، ووصف نفسه بصفات النبوة والكمال.
واقترن المخاض بحدثين غريبين: هما نداء عيسى أمه حين الولادة بألا تحزن، فقد جعل اللّه عندها نهرا، وأمرها بهز النخل أخذا بالأسباب لإسقاط الرطب، الآيات [16- 36].
وأحدثت هذه الولادة اختلافا بين النصارى في شأن عيسى، الآيات [37- 40].
3- انتقلت الآيات بعدئذ إلى بيان جانب من قصة إبراهيم الخليل عليه السلام، ومناقشته أباه في عبادة الأصنام، وإكرام اللّه له بهبته- وهو كبير، وامرأته سارّة عاقر- ولدا هو إسحاق ومن بعده ابنه يعقوب وجعلهما نبيين، كما حدث فعلا من ولادة إسماعيل قبل ذلك، وإبراهيم شيخ كبير بعد دخوله على زوجته هاجر، الآيات [41- 50].
4- ثم تحدثت السورة عن قصة موسى ومناجاته ربه في الطور، وجعل أخيه هارون نبيا، الآيات [51- 53].
5- ثم أشارت إلى قصص إسماعيل الموصوف بصدق الوعد وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وإدريس الصدّيق النبي، وما أنعم اللّه به على أولئك الأنبياء من ذرية آدم لإثبات وحدة الرسالة بدعوة الناس إلى التوحيد ونبذ الشرك الآيات [54- 58]. وما سبق كله يشمل حوالي ثلثي السورة.
6- قورن الخلف بالسلف، وبان الفرق بأن الخلف أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات، وجدد الوعد بجنات عدن لمن تاب وعمل صالحا [59- 63].
7- ناسب ذلك الكلام عن الوحي، وأن جبريل لا ينزل بالوحي إلا بإذن ربه، الآيات [64- 65].
8- ناقش اللّه المشركين الذين أنكروا البعث، وأخبر بحشر الكافرين مع الشياطين، وإحضارهم جثيا حول جهنم، وبأن جميع الخلق ترد على النار [66- 72].
9- أبان اللّه تعالى موقف المشركين حين سماع القرآن من المؤمنين بأنهم خير منهم مجلسا ومجتمعا. وهددهم بأنه أهلك كثيرا من الأمم السابقة بسبب عتوهم واستكبارهم، وأنه يمدّ للظالمين ويمهلهم، ويزيد الهداية للمهتدين، وأن معبودات المشركين ستكون أعداء لهم [73- 84] وذلك كله لتنزيه اللّه عن الولد والشريك.
10- التمييز بين حشر وفد المتقين إلى الجنان، وسوق المجرمين إلى النيران [85- 87].
11- التنديد بمن ادعى الولد للّه، والرضا عن المؤمنين الصالحين، وأن القرآن لتبشير المتقين وإنذار الكافرين المعاندين [88- 98].
فضلها:
روى محمد بن إسحاق في السيرة من حديث أم سلمة، وأحمد بن حنبل عن ابن مسعود في قصة الهجرة إلى أرض الحبشة من مكة: أن جعفر بن أبي طالب رضي اللّه عنه قرأ صدر هذه السورة على النجاشي وأصحابه.

أيمن عبد الله
2014-04-12, 07:42
السلام عليكم
نبدأ على بركة الله مع سورة مريم
ما معنى قوله تعالى .....ما سبب كتابة كلمة رحمة بتاء مفتوحة وأحيانا بتاء مربوطة ؟
((كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) )) سورة مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 07:46
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) )) سورة مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 07:47
ما معنى قوله تعالى
(( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا )) مريم (7)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 07:50
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 07:54
ما معنى قوله تعالى
((فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا )) مريم(11)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 07:57
ما معنى قوله تعالى
((يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) )) سورة مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:01
ما معنى قوله تعالى
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) )) سورة مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:06
ما معنى قوله تعالى
((فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) )) سورة مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:09
ما معنى قوله تعالى
((فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:10
ما معنى قوله تعالى
((فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا )) مريم(29)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:13
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:14
ما معنى قوله تعالى
((ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ))مريم (34)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:16
ما معنى قوله تعالى
((فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) مريم (37)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:17
ما معنى قوله تعالى
((أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) مريم (38)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:18
ما معنى قوله تعالى
((وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) مريم (39)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:53
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:55
ما معنى قوله تعالى
((وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 08:59
ما معنى قوله تعالى
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:00
ما معنى قوله تعالى
((وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا )) مريم (57)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:02
ما معنى قوله تعالى
((أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا )) مريم (58)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:07
ما معنى قوله تعالى ....
ما الفرق بين (خَلَفً....خَلْفٌ )
َ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )) مريم (59)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:09
ما معنى قوله تعالى
((وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:12
ما معنى قوله تعالى
((وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:14
ما معنى قوله تعالى
((فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا )) مريم (68)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:16
ما معنى قوله تعالى
((ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:18
ما معنى قوله تعالى
((وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا )) مريم (71)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:21
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا )) مريم (73)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:22
ما معنى قوله تعالى
((وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا )) مريم (74)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:24
ما معنى قوله تعالى
(( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا )) مريم (75)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:26
ما معنى قوله تعالى
((أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:27
ما معنى قوله تعالى
((وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا )) مريم (81)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:28
ما معنى قوله تعالى
((أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:29
ما معنى قوله تعالى
(( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:31
ما معنى قوله تعالى
((لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا )) مريم (87)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:35
ما معنى قوله تعالى
((وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) )) مريم

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:36
ما معنى قوله تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )) مريم (96)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:37
ما معنى قوله تعالى
((فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا )) مريم (97)

أيمن عبد الله
2014-04-12, 09:38
ختام سورة مريم
ما معنى قوله تعالى
(( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98) )) سورة مريم

المسافر 09
2014-04-12, 18:01
السلام عليكم
نبدأ على بركة الله مع سورة مريم
ما معنى قوله تعالى .....ما سبب كتابة كلمة رحمة بتاء مفتوحة وأحيانا بتاء مربوطة ؟
((كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) )) سورة مريم

نبدأ على بركة الله مع سورة مريم
ما معنى قوله تعالى .....ما سبب كتابة كلمة رحمة بتاء مفتوحة وأحيانا بتاء مربوطة ؟
((كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) )) سورة مريم
{ كَهَيَعَص } : هذه من الحروف المقطعة تكتب كهيعص كاف ، هاء يا عين صاد . ومذهب السلف أن يقال فيها : الله أعلم بمراده بذلك .
{ ذكر رحمة ربك : أي هذا ذكر رحمة ربك .
{ نادى ربه } : أي قال : يا رب ليسأله الولد .
{ نداءً خفيا } : أي سر بعداً عن الرياء .
أما قوله تعالى : كَهَعيص فإن هذا من الحروف المقطعة والراجح أنها من المتشابه الذي نؤمن به ونفوض فهم معناه لمنزله سبحانه وتعالى فنقول : { كهيعص } الله أعلم بمراده به . وأما قوله تعالى : { ذكر رحمة ربك عبده زكريا } فإن معناه : مما تتلو عليك في هذا القرآن يا نبينا فيكون دليلاً على نبوتك ذكر رحمة ربك التي رحم بها عبده زكريا حيث كبرت سنه ، وأمراته عاقر لا يولد لها ورغب في الولد لمصلحة الدعوة الإسلامية إذ لا يوجد من يخلفه فيها إذا مات نظراً الى ان الموجود من بني عمه ومواليه ليس بينهم كفؤ لذلك بل هم دعاة الى السوء فنادى ربه نداء خفياً.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري..........
.............................................

فإن تاء التأنيث في الأسماء أصلها تاء كما هو مذهب أكثر النحاة ومنهم: سيبويه والفراء وابن كيسان وابن جني.
ولكنها تقلب في الوقف هاء في الأغلب للتفريق بين التاءين الاسمية والفعلية، أو بين التاء التي هي للتأنيث كالغاشية والقارعة والتي هي من أصل الكلمة؛ كما في كلمة القت وعفريت وعنكبوت. ومن العرب من يقف عليها بالتاء كما نقله أبو الخطاب وهي لغة حمير وطيء، وقد كتبت بعض التاءات في القرآن مبسوطة مراعاة لهذه اللغة، ومن شواهد هذه اللغة قول الراجز:
الله نجاك بكفي مسلمت**** من بعد ما وبعدما وبعدمت
صارت نفوس القوم عند الغلصمت**** وكادت الحرة أن تدعى أمت
كذا في شافية ابن الحاجب، وفي شرح الأشموني للألفية. وقد ذكر الأشموني من أمثلته ما سمع من قول بعضهم: يا أهل سورة البقرت. فقال مجيب: ما أحفظ منها ولا آيت.
وذكر أن هذه اللغة كتب بها في المصحف إن شجرت الزقوم، وامرأت نوح، وأشباه ذلك، وأنها وقف عليها بالتاء كل من: نافع وعاصم وأبي عامر وحمزة.
وأما الإعجاز الرقمي فلا أثر له في هذا.
وأما الصحابة فإنما اعتمدوا في الكتابة ماهو معروف في لغة العرب، وإذا اختلفوا في شيء رجعوا فيه للغة قريش التي نزل بها القرآن؛ كما قال عثمان رضي الله عنه لكتاب المصحف: إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم.
وبعض هذه الكلمات التي كتبت فيها التاءات مبسوطة راعى فيها الصحابة رضوان الله عليهم أنها تقرأ في بعض القراءات بالإفراد، وفي بعضها بجمع المؤنث السالم، فبكتابتها بالتاء المبسوطة تكون الكلمات صالحة لكل من القراءتين؛ كما قال ابن الجزري رحمه الله في مقدمته:
....... وكل ما اختلف**** جمعا وفردا فيه بالتاء عرف.
ومن الأمثلة على ما اختلف في إفراده وجمعه فكتب بالتاء مراعاة لذلك: بينت في قوله: فَهُمْ عَلَى بَيِّنَت مِّنْهُ {فاطر:40} وغيابت في قوله: وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَت الْجُبِّ {يوسف:10} وجمالت في قوله :كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ{المرسلات:23}
فهذه الكلمات قرأها حفص بالإفراد، وفيها قراءات أخرى بالجمع كما ذكر الجزري في النشر.
ثم إنا ننبه إلى أن الرسم توقيفي يجب اتباع الطريقة التي كتبه الصحابة بها، ولا يجوز خلافهم فيها كما نص عليه الإمام مالك رحمه الله وأحمد وغيرهم. رحمة الله تعالى على الجميع.
والله أعلم. المصدر (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=103859)

المسافر 09
2014-04-12, 18:17
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) )) سورة مريم

ما معنى قوله تعالى
((قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) )) سورة مريم
*{ وهن العظم مني } : أي رق وضعف لكبر سني .
{ واشتعل الرأس شيباً } : أي انتشر الشيب في شعر انتشاراً النار في الحطب .
{ ولم أكن بدعائك رب شقيا } : أي إنك لم تخيبني فما دعوتك فيه قبل فلا تخيبني اليوم فيما أدعوك فيه .
{ وإني خفت الموالي } : أي خشيت بني عمر أن يضيعوا الدين بعد موتي .
{ إمرأتي عاقراً } : لا تلد واسمها أشاع وهي أخت حنة أم مريم .
{ فهب لي من لدنك ولياً } : أي ارزقني من عندك ولداً .
{ ويرث من آل يعقوب } : أي جدي يعقوب العلم والنبوة .
{ واجلعه رب رضيا } : أي مرضيا عندك .
فنادى ربه نداً خفياً قائلاً : { رب إني وهن العظم مني } أي رق وضعف ، { واشتعل الرأس شيباً } أي شاب شعر رأسي لكبر سني ، { ولم أكن بدعائك رب شقيا } أي في يوم من الأيام بمعنى أنك عودتي الاستجابة لما ادعوك له ولم تحرمني استجابة دعائي فأشقى به دون الحصول على رغبتي . { وإني } يا ربي قد { حفت الموالي } أن يضيعوا هذه الدعوة دعوة الحق التي هي عبادتك بما شرعت وحدك لا شريك لك ، وذلك بعد موتي { فهب لي من لدنك } أي من عندك تفضلاً به على إذ الأسباب غير متوفرة للولد : المرأة عاقر وأنا شيخ كبير هرم ، { ولياً } أمر هذه الدعوة بعد وفاتي فيرثني فيها { ويرث من آل يعقوب } جدي ما تركوه بعدهم من دعوة أبيهم وهي الحنفية عبادة الله وحده لا شريك له { واجله رب رضيا } أي وأجعل الرب تبارك وتعالى بما في قوله : { يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ، لم نجعل له من قبل سميا } أي من سمي باسمه يحيى قط .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بإخباره بهذا الذي أخبر به عن زكريا عليه السلام .
2- استحباب السرية في الدعاء لأنه أقرب الى الاستجابة .
3- وجود العقم في بعض النساء .
4- قدرة الله تعالى فوق الأسباب إن شاء تعالى أوقف الأسباب وأعطى بدونها .
5- تقرير مبدأ أن الأنبياء لا يورثون فيما يخلفون من المال كالشاه والبعير وإنما يورثهم الله أولادهم في النبوة والعلم والحكمة .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 18:24
ما معنى قوله تعالى
(( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا )) مريم (7)

ما معنى قوله تعالى
(( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا )) مريم (7)
وقوله : { لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } . قال قتادة : أي لم يسم أحد قبله بهذا الاسم ، وقال مجاهد : { لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } أي شبيهاً ، أخذه من معنى قوله : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [ مريم : 65 ] ؟ أي شبيهاً ، وقال ابن عباس : أي لم تلد العواقر قبله مثله ، وهذا دليل على أن زكريا عليه السلام كان لا يولد له ، وكذلك امرأته كانت عاقراً من أول عمرها ، بخلاف إبراهيم وسارة عليهما السلام ، فإنهما إنما تعجبا من البشارة بإسحاق لكبرهما ، ولهذا قال : { أَبَشَّرْتُمُونِي على أَن مَّسَّنِيَ الكبر فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } [ الحجر : 54 ] مع أنه كان قد ولد له قبله إسماعيل بثلاث عشرة سنة.
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-04-12, 18:28
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) )) مريم

ما معنى قوله تعالى
((قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) )) مريم
{ أنى يكون لي غلام ؟ } : أي من أي وجهٍ وَجِهَةٍ يكون لي ولد .
{ عتياً } : أي يبست مفاصلي وعظامي .
{ آية } : أي علامة تدلني على حمل أمراتي .
{ سوياً } : أي حال كونك سوي الخلق ما بك عليه خرس .
ما زال السياق الكريم في ذكر رحمة الله وعبده زكريا إنه لما بشره ربه تعالى بيحيى قال : ما أخبر به تعالى عنه في قوله : { قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امراتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً } أي من أي وجه يأتيني الولد أمن غير أمراتي ، أم منها ولكن تهبني قوة على مباضعتها وتجعل رحمها قادرة على العلوق ، لأني كما تعلم يا ربي قد بلغت من الكبر حداً بس فيه عظمي ومفاصلي وهو العتى كما أن امراتي عاقر لا يولد لها . فأجابه الرب تبارك وتعالى بما في قوله عزوجل : { قال كذلك } أي الأمر كما قلت يا زكريا ، ولكن { قال ربك هو على هين } أي إعطاؤك الولد على ما أنت عليه من الضعف والكبر وامرأتك من العقر سهل يسير لا صعوبة فيه ويدلك على ذلك أني { قد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً } فكما قدر ربك على خلقك ولم تك شيئاً فهو قادر على هبتك الولد على ضعفك وعقر امرأتك وهنا طالب زكريا ربه بان يجعل له علامة تدل على وقت حمل امرأته بالولد فقال ما أخبر به تعال في قوله : { قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً } فأعطاه تعالى علامة على وقت حمل امراته وهي ان يصبح يوم بداية الحمل لا يقدر على الكلام وهو سوي البدن ما به خرس ولا مرض يمنعه من الكلام .

أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 18:33
ما معنى قوله تعالى
((فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا )) مريم(11)

ما معنى قوله تعالى
((فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا )) مريم(11)
{ فَخَرَجَ على قَوْمِهِ مِنَ المحراب } أي الذي بشر فيه بالولد { فأوحى إِلَيْهِمْ } أي أشار ، إشارة خفية سريعة { أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } أي موافقة له فيما أمر به في هذه الأيام الثلاثة زيادة على أعماله ، شكراً لله على ما أولاه . قال مجاهد { فأوحى إِلَيْهِمْ } أي أشار . وقال مجاهد : أي كتب لهم في الأرض .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-04-12, 18:37
ما معنى قوله تعالى
((يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) )) سورة مريم
{ وآتيناه الحكم صبياً } : الحكم الحكمة بمعنى واحد وهما الفقه في الدين ومعرفة اسرار الشرع .
{ وحناناً من لدنا } : أي عطفاً على الناس موهوباً له من عندنا .
{ وزكاة } : اي طهارة من الذنوب والآثام .
{ جبارا عصياً } : أي متعاليا لا يقبل الحق عصياً لا يطيع أمر الله عز وجل وأمر والديه .
{ وسلام عليه } : أي أمان له من الشيطان أن يمسه بسوء يوم يولد ، وأمان له من فتاني القبر يوم يموت ، وأمان له من الفزع الأكبر يوم يبعث حياً .
{ يا يحيى خذا الكتاب بقوة } هذا قول الله تعالى للغلام بعد بلوغه ثلاث سنين أمره الله تعالى أن يتعلم التوارة ويعمل بها بقوة جد وحزم وقوله { وآتيناه الحكم صبياً } أي وهبناه الفقه في الكتاب ومعرفة أسرار الشرع وهو صبي لم يبلغ سن الاحتلام . وقوله تعالى { وحناناً من لدنا وزكاة وكان تقياً } أي ورحمة منا به ومحبة له آتيناه الحكم صبياً أنه عليه السلام كان ذا حنان على أبويه وغيرهما من المسلمين وقوله { وزكاة } أي طهارة من الذنوب باستعمال بدنه في طاعة ربه عزوجل { وكان تقياً } أي خائفاً من ربه فلا يعصه بترك فريضة ولا يفعل حرام .
وقوله تعالى : { وبراً بوالديه } أي محسنا بهما مطيعاً لهما لا يؤذيهما أدنى أذى وقوله { ولم يكن جباراً عصياً } أي لم يكن عليه السلام مستكبراً ولا ظالماً ، ولا متمرداً عاصياً لربه ولا لأبويه وقوله : { وسلام عليه يوم ولد } أي أمان له من الشيطان يوم ولد ، وأمان له من فتانى القبر يوم يموت ، وأمان له من الفزع الأكبر يوم يبعث حياً ، فسبحان الله ما أعظم فضله وأجزل عطاءه على أوليائه ، اللهم أمنا كما أمنته فإنك ذو فضل عظيم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- طلب معرفة السبب الذي يتأتى به الفعل غير قادح في صاحبه فسؤال زكريا عن الوجه الذي يأتي به الولد ، كسؤال إبراهيم عن كيفية إحياء الموتى .
2- جواز طلب العلامات الدالة على الشيء .
3- آية عجيبة أن يصبح زكريا لا يتكلم فيفهم غيره بالإشارة فقط .
4- فضل التسبيح في الصباح والمساء .
5- وجوب أخذ القرآن بجد وحزم وحفظاً وعملاً بما فيه .
6- صدق قول أهل العلم من حفظ القرآن في سن ما قبل البلوغ فقد أوتي الحكم صبياً .
7- وجوب البر بالوالدين ورحمتهما والحنان عليهما والتواضع لهما .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 18:46
ما معنى قوله تعالى
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) )) سورة مريم

ما معنى قوله تعالى
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) )) سورة مريم
شرح الكلمات :
{ واذكر في الكتاب } : أي القرآن مريم أي خبرها وقصتها .
{ مريم } : هي بنت عمران والدة عيسى عليه السلام .
{ إذا انتبذت } : أي حين اعتزلت أهلها باتخاها مكاناً خاصاً تخلو فيه بنفسها .
{ شرقيا } : أي شرق الدار التي بها أهلها .
{ حجابا } : أي ساتراً يسترها عن أهلها وذيها .
{ روحنا } : جبريل عيله السلام .
{ بشراً سوياً } : أي تام الخلق حتى لا تفزع ولا تروع منه .
{ إن كنت تقياً } : أي عاملاً بإيمانك وتقواك لله فابتعد عني ولا تؤذني .
{ ولم يمسني بشر } : أي لم أتزوج .
{ ولم أك بغياً } : أي زانية .
{ قال كذلك } : أي الأمر كذلك وهو خلق غلام منك من غير أب .
{ هو على هين } : ما هو إلا أن ينفخ رسولنا كم درعك حتى يكون الولد .
{ ولنجعله آية للناس } : أي وليكون الولد رحمة بمن آمن به واتبع ما جاء به .
{ أمراً مقضيا } : أي حكم الله به وفرغ منه فهو كائن حتماً لا محالة .
معنى الآيات :
هذه بداية قصة مريم عليها السلام إذ قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم { واذكر في الكتاب } أي القرآن الكريم { مريم } أي نبأها وخبرها ليكون ذلك دليلاً على نبوتك وصدقك في رسالتك وقوله { إذا انتبذت } أي اعتزلت { من أهلها } هذا بداية القصة وقوله { مكاناً شرقياً } أي موضعاً شرقي دار قومها وشرق المسجد ، ولذا اتخذ النصارى المشرق قبله لهم في صلاتهم ولا حجة لهم في إلا الإبتداع وإلا فقبلة كل مصلي لله الكعبة بيت الله الحرام قوله تعالى : { فاتخذت من دونهم } أي من دون أهلها { حجاباً } ساتراً عن أعينهم ، ولما فعلت ذلك أرسل الله تعالى إليها جبريل في صورة بشر سوي الخلقة معتدلها ، فدخل عليها فقالت ما قص الله تعالى في كتابه { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } أي أحتمي بالرحمن الذي يرحم الضعيفات مثلي إن كنت مؤمناً تقياً فاذهب عني ولا تروعني أو تمسني بسوء . فقال لها جبريل عليه السلام ما أخبر تعالى به وهو { قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً } أي طاهراً لا يتلوث بذنب قط . فأجابت بما أخبر تعالى عنها في قوله : { أنى يكون لي غلام } أي من أي وجه يأتيني الولد ، { ولم يمسني بشر } أي وأنا لم أتزوج ، { ولم أك بغياً } أي ولم أك زانية ، فأجابها جبريل بما أخبر تعالى به في قوله : { قال كذلك } أي الأمر كما قلت ولكن ربك قال : { هو علي هين } أي خلقه بدون أب من نكاح أو سفاح ، لأنه هين علينا من جهة ، { ولنجعلنه آية للناس } دالة على قدرتنا على خلق آدم بدون أب ولا أم ، والبعث الاخر من جهة أخرى ، وقوله تعالى { رحمة منا وكان أمراً مقضياً } أي ولنجعل الغلام المبشر به رحمة منا لكل من آمن به واتبع طريقته في الإيمان والاستقامة وكان هذا الخلق للغلام وهبته لك امراً مقضياً أي حكم الله فيه وقضى به فهو كائن لا محالة ونفخ جبريل في جيب قميصها فسرت النفخة في جسمها فحملت به وكما سيأتي بيانه في الآيات التالية .
هداية الآيات
من هداية الآيات : 1- بيان شرف مريم وكرامتها على ربها .
2- فضيلة العفة والحياء .
3- كون الملائكة يتشكلون كما أذن الله تعالى لهم .
4- مشروعية التعوذ بالله من كل ما يخاف من إنسان أو جان .
5- التقوى مانعة من فعل الأذة بالناس أو إدخال الضرر عليهم .
6- خلق عيس آية مبصرة تتجلى فيها قدرة الله تعالى على الخلق بدأ وإعادة .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 18:52
ما معنى قوله تعالى
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) )) سورة مريم

ما معنى قوله تعالى
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) )) سورة مريم
شرح الكلمات :
{ واذكر في الكتاب } : أي القرآن مريم أي خبرها وقصتها .
{ مريم } : هي بنت عمران والدة عيسى عليه السلام .
{ إذا انتبذت } : أي حين اعتزلت أهلها باتخاها مكاناً خاصاً تخلو فيه بنفسها .
{ شرقيا } : أي شرق الدار التي بها أهلها .
{ حجابا } : أي ساتراً يسترها عن أهلها وذيها .
{ روحنا } : جبريل عيله السلام .
{ بشراً سوياً } : أي تام الخلق حتى لا تفزع ولا تروع منه .
{ إن كنت تقياً } : أي عاملاً بإيمانك وتقواك لله فابتعد عني ولا تؤذني .
{ ولم يمسني بشر } : أي لم أتزوج .
{ ولم أك بغياً } : أي زانية .
{ قال كذلك } : أي الأمر كذلك وهو خلق غلام منك من غير أب .
{ هو على هين } : ما هو إلا أن ينفخ رسولنا كم درعك حتى يكون الولد .
{ ولنجعله آية للناس } : أي وليكون الولد رحمة بمن آمن به واتبع ما جاء به .
{ أمراً مقضيا } : أي حكم الله به وفرغ منه فهو كائن حتماً لا محالة .
معنى الآيات :
هذه بداية قصة مريم عليها السلام إذ قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم { واذكر في الكتاب } أي القرآن الكريم { مريم } أي نبأها وخبرها ليكون ذلك دليلاً على نبوتك وصدقك في رسالتك وقوله { إذا انتبذت } أي اعتزلت { من أهلها } هذا بداية القصة وقوله { مكاناً شرقياً } أي موضعاً شرقي دار قومها وشرق المسجد ، ولذا اتخذ النصارى المشرق قبله لهم في صلاتهم ولا حجة لهم في إلا الإبتداع وإلا فقبلة كل مصلي لله الكعبة بيت الله الحرام قوله تعالى : { فاتخذت من دونهم } أي من دون أهلها { حجاباً } ساتراً عن أعينهم ، ولما فعلت ذلك أرسل الله تعالى إليها جبريل في صورة بشر سوي الخلقة معتدلها ، فدخل عليها فقالت ما قص الله تعالى في كتابه { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } أي أحتمي بالرحمن الذي يرحم الضعيفات مثلي إن كنت مؤمناً تقياً فاذهب عني ولا تروعني أو تمسني بسوء . فقال لها جبريل عليه السلام ما أخبر تعالى به وهو { قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً } أي طاهراً لا يتلوث بذنب قط . فأجابت بما أخبر تعالى عنها في قوله : { أنى يكون لي غلام } أي من أي وجه يأتيني الولد ، { ولم يمسني بشر } أي وأنا لم أتزوج ، { ولم أك بغياً } أي ولم أك زانية ، فأجابها جبريل بما أخبر تعالى به في قوله : { قال كذلك } أي الأمر كما قلت ولكن ربك قال : { هو علي هين } أي خلقه بدون أب من نكاح أو سفاح ، لأنه هين علينا من جهة ، { ولنجعلنه آية للناس } دالة على قدرتنا على خلق آدم بدون أب ولا أم ، والبعث الاخر من جهة أخرى ، وقوله تعالى { رحمة منا وكان أمراً مقضياً } أي ولنجعل الغلام المبشر به رحمة منا لكل من آمن به واتبع طريقته في الإيمان والاستقامة وكان هذا الخلق للغلام وهبته لك امراً مقضياً أي حكم الله فيه وقضى به فهو كائن لا محالة ونفخ جبريل في جيب قميصها فسرت النفخة في جسمها فحملت به وكما سيأتي بيانه في الآيات التالية .
هداية الآيات
من هداية الآيات : 1- بيان شرف مريم وكرامتها على ربها .
2- فضيلة العفة والحياء .
3- كون الملائكة يتشكلون كما أذن الله تعالى لهم .
4- مشروعية التعوذ بالله من كل ما يخاف من إنسان أو جان .
5- التقوى مانعة من فعل الأذة بالناس أو إدخال الضرر عليهم .
6- خلق عيس آية مبصرة تتجلى فيها قدرة الله تعالى على الخلق بدأ وإعادة .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 19:01
ما معنى قوله تعالى
((فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) )) سورة مريم


ما معنى قوله تعالى
((فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) )) سورة مريم
شرح الكلمات :
{ فانتبذت به } : فاعتزلت من أهلها .
{ مكاناً قصياً } : أي بعيداً من أهلها .
{ فأجاها المخاض } : أي ألجاها الطلق واضطرها وجع الولادة .
{ إلى جذع النخلة } : لتعتمد عليها وهي تعاني من آلام الولادة .
{ نسياً منسياً } : أي شيئاً متروكاً لا يعرف بعدما وضعته .
{ تحتك سرياً } : أي نهراً يقال له سري .
{ رطباً جنياً } : الرطب الجني : ما طاب وصلح للإجتناء .
{ فكلي واشربي } : أي كل من الرطب واشربي من السري .
{ وقري عيناً } : أي وطيبي نفساً وافرحي بولادتك إياي ولا تحزني .
{ نذرت للرحمن صوماً } : أي إمساكاً عن الكلام وصمتاً .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في قصة مريم إنه بعد أن بشرها جبريل بالولد وقال لها وكان أمراً مقضياً ونفخ في كم درعها أو جيب قميصها فحملته فوراً { وانتبذت به مكاناً قصياً } أي فاعتزلت به في مكان بعيد { فأجاءها المخاض } أي ألجأها وجع النفاس { إلى جذع النخلة } لتعتمد عليه وهي تعاني من آلام الطلق وأوجاعه ، ولما وضعته قالت متأسفة متحسرة ما أخبر تعالى به : { قالت يا ليتني مت قبل هذا } أي الوقت الذي أصبحت فيه أم ولد ، { وكنت نسياً منسياً } أي شيئاً متروكاً لا يذكر ولا يعرف وهنا { فنادها } عيسى عليه السلام { من تحتها الا تحزني } يحملها على الصبر والعزاء وقوله تعالى : { قد جعل ربك تحتك سرياً } أي نهر يقال له سري ، { وهزئ إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي } أي كلي من الرطب واشربي من ماء النهر ، { وقري عيناً } أي طيبي نفساً وافرحي بولدك ، { فإما ترين من البشر أحداً } أي فسألك عن حالك أو عن ولدك فلا تكليمه واكتفي بقولك { إني نذرت للرحمن صوماً } أي صمتاً { فلن أكلم اليوم إنسياً } هذا كله من قول عيسى لها انطقه الله كرامة لها ليذهب عنها حزنها وألمها النفسي من جراء الولادة وهي بكر لم تتزوج .
من هداية الآيات :
1- من مظاهر قدرة الله تعالى حملها ووضعها في خلال ساعة من نهار .
2- إثبات كرامات الله لأوليائه إذ أكرم الله تعالى مريم بنطق عيسى ساعة وضعه فأرشدها وبشرها وأذهب عنها الألم والحزن ، وأثمر لها نخلة فأرطبت وأجرى لها النهر بعد يبسه .
3- تقرير نظام الأسباب التي في مكنة الإنسان القيام بها فإن الله تعالى قد أثمر لمريم النخلة إذ هذا لا يمكنها القيام به ثم أمرها أن تحرك النخلة من جذعها ليتساقط عليها الرطب الجني إذ هذا في استطاعتها .
4- مشروعية النذر الا أنه بالامتناع عن الكلام منسوخ في الإسلام .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 19:04
ما معنى قوله تعالى
((فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) )) مريم

ما معنى قوله تعالى
((فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) )) مريم
{ فأتت به } : أي بولدها عيسى عليه وعليها السلام .
{ جئت شيئا فريا } : أي عظيماً حيث أتيت بولد من غير أب .
{ يا أخت هارون } : أي يا أخت الرجل الصالح هارون .
{ امرأ سوء } : أي رجلاً يأتي الفواحش .
{ فأشارت إليه } : أي إلى عيسى وهو في المهد .
ما زال السياق الكريم في قصة مريم مع قومها : إنها بعد أن تماثلت للشفاء حملت ولدها وأتت به قومها وما ان رأوهما حتى قال قائلهم : { يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً } أي أمراً عظيماً وهو إيتانك بولد من غير أب . { يا أخت هارون } نسبوها الى عبد صالح يسمى هارون : { ما كان أبوك } عمران { أمرأ سوء } يأتي الفواحش { وما كانت أمك } « حنة » { بغيا } أي زانية فكيف حصل لك هذا وأنت بنت البيت الطاهر والأسرة الشريفة . وهنا أشارت إلى عيسى الرضيع في قماطته أي قالت لهم سلوه يخبركم الخبر وينبئكم بالحق ، لأنها علمت أنه يتكلم لما سبق أن ناداها ساعة وضعه من تحتها وقال ما ذكر تعالى في الآيات السابقة فردوا عليها مستخفين بها منكرين عليها متعجبين منها : { كيف نكلم من كان في المهد صبياً ؟ }
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 19:07
ما معنى قوله تعالى
((فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا )) مريم(29)

ما معنى قوله تعالى
((فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا )) مريم(29)
{ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي المهد صَبِيّاً } ؟ قال السدي : لما أشارت إليه غضبوا وقالوا لسخريتها بنا حتى تأمرنا أن نكلم هذا الصبي أشد علينا من زناها { قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي المهد صَبِيّاً } أي من هو موجود في مهده في حال صباه وصغره ، كيف يتكلم؟
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-04-12, 19:11
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) )) مريم


ما معنى قوله تعالى
((قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) )) مريم
{ آتاني الكتاب } : أي الأنجيل باعتبار ما يكون مستقبلاً .
{ مباركاً أينما كنت } : أي حيثما وجدت كانت البركة فيَّ ومعي ينتفع الناس بي .
{ وبرا بوالداتي } : أي محسناً بها مطيعاً لها لا ينالها مني أدنى أذى .
{ جبارا شقيا } : ظالماً متعالياً ولا عاصياً لربي خارجاً عن طاعته
{ كيف نكلم من كان في المهد صبياً ؟ } فأنطق الله عيسى الرضيع فأجابهم بما أخبر تعالى عنه في قوله : { قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً } فأجابهم بكل ما كتب الله وأنطقه به ، وكان عيسى كما أخبر عن نفسه لم ينقص من ذلك شيئاً كان عبداً الله وأنزل عليه الإنجيل ونبأه وأرسله الى نبي إسرائيل وكان مباركاً يشفي المرضى ويحيى الموتى بإذن الله تنال البركة من صحبته وخدمته والإيمان به وبمحبته وكان مقيماً للصلاة مؤدياً للزكاة طوال حياته وما كان ظالماً ولا متكبراً عاتباً ولا جباراً عصياً . فعليه كما أخبر السلام أي الأمان التام يوم ولد فلم يقربه شيطان ويوم يموت فلا يفتن قبره ويوم يبعث حياً فلا يحزنه الفزع الأكبر ، ويكون من الآمنين السعداء في دار السلام .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعبودية عيسى ونبوته عليهما السلام .
2- آية نطق عيسى في المهد وإخباره بما أولاه الله من الكمالات .
3- وجوب بر الوالدين بالاحسان بهما وطاعتهما والمعروف وكف الأذى عنهما .
4- التنديد بالتعالى والكبر والظلم والشقاوة التي هي التمرد والعصيان
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 19:37
ما معنى قوله تعالى
((ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ))مريم (34)

ما معنى قوله تعالى
((ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ))مريم (34)
الإشارة بقوله : { ذلك } إلى المتصف بالأوصاف السابقة . قال الزجاج : ذلك الذي قال إني عبد الله عيسى ابن مريم ، لا ما تقوله النصارى من أنه ابن الله وأنه إله . وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب : { قَوْلَ الحق } بالنصب . وقرأ الباقون بالرفع . فوجه القراءة الأولى أنه منتصب على المدح ، أو على أنه مصدر مؤكد لقال : إني عبد الله ، قاله الزجاج . ووجه القراءة الثانية أنه نعت لعيسى أي ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ ، قاله الكسائي . وسمي قول الحق كما سمي كلمة الله ، والحق هو الله عزّ وجلّ . وقال أبو حاتم : المعنى : هو قول الحق . وقيل التقدير : هذا لكلام قول الحق . وهو من باب إضافة الموصوف إلى الصفة مثل حق اليقين . وقيل : الإضافة للبيان . وقرىء « قال الحق » وروي ذلك عن ابن مسعود ، وقرأ الحسن : « قول الحق » بضم القاف ، والقول والقول والقال والمقال بمعنى واحد ، و { الذي فِيهِ يَمْتُرُونَ } صفة لعيسى أي : ذلك عيسى ابن مريم الذي فيه يمترون قول الحق ، ومعنى { يمترون } : يختلفون ، على أنه من المماراة ، أو يشكوا على أنه من المرية .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني

المسافر 09
2014-04-12, 19:42
ما معنى قوله تعالى
((فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) مريم (37)

ما معنى قوله تعالى
((فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) مريم (37)
{ فاختلف الأحزاب } : أي في شأن عيسى فقال اليهود هو ساحر وابن زنا ، وقالت النصارى هو الله وابن الله تعالى عما يصفون .
{ من مشهد يوم عظيم } : هو يوم القيامة .
وقوله تعالى { فاختلف الأحزاب من بينهم } أي في شأن عيسى فمن قائل هو الله ، ومن قائل هو ابن الله ومن قائل هو وامه الهين من دون الله والقائلون بهذه المقالات كفروا فتوعدهم الله تعالى بالعذاب الأليم فقال { فويل للذين كفروا } بنسبَتِهم الولد والشريك لله ، والويل واد في جهنم فهم إذ داخلوها لا محالة ، وقوله { من مشهد يوم عظيم } يعني به يوم القيامة وهو يوم ذو أهوال وشدائد لا يقادر قدرها .

أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 21:57
ما معنى قوله تعالى
((أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) مريم (38)

ما معنى قوله تعالى
((أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) مريم (38)
{ أسمع بهم وأبصر يأتوننا } يخبر تعالى أن هؤلاء المتعامين اليوم عن الحق لا يريدون أن يبصروا آثاره الدالة عليه فيؤمنوا ويوحدوا ويعبدوا ، والمتصاممين عن سماع الحجج والبراهين وتوحيد الله وتنزيهه عن الشريك والولد هؤلاء يوم يقدمون عليه تعالى في عرصات القيامة يصبحون أقوى ما يكون أبصاراً وسمعاً ، ولكن حين لا ينفعهم الشرك والكفر وهم الظالمون في ضلال مبين أي عن طريق الهدى وهو سبب عدم إبصارهم للحق وسماعهم لحججه التي جاءت بها رسل الله ونزلت بها كتبه .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 22:01
ما معنى قوله تعالى
((وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) مريم (39)

ما معنى قوله تعالى
((وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) مريم (39)
{ وأنذرهم يوم الحسرة } : أي خوفهم بما يقع في يوم القيامة من الحسرة والندامة وذلك عندما يشاهدون أهل الجنة قد ورثوا منازلهم فيها وهم ورثوا منازل أهل الجنة في النار الحسرة ويشتد الندم .
{ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهو في غفلة وهو لا يؤمنون } يأمر تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بأن ينذر الكفار والمشركين أي يخوفهم عاقبة شركهم وكفرهم وضلالهم يوم القيامة حيث تشتد فيه الحسرة وتعظم الندامة وذلك عندما يتوارث الموحدون مع المشركين فالموحدون يرثون منازل المشركين في الجنة ، والمشركون يرثون منازل الموحدين في الناؤ ، وعندما يؤتى بالموت في صورة كبش فيذبح بين الجنة والنار ، وينادي منادٍ يا أهل الجنة خلود فلا موت؟ ويا أهل النار فلا موت عندها تشتد الحسرة ويعظم الندم هذا معنى قوله تعالى { وهم لا يؤمنون } بالبعث ولا بما يتم فيه من نعيم مقيم وعذاب أليم . وقوله تعالى : { إنا نحن نرث الأرض ومن عليها ، وإلينا يرجعون } يخبر تعالى عن نفسه بأنه الوارث للأرض ومن عليها ومعنى هذا أنه حكم بفناء ، هذه المخلوقات وأن يوماً سيأتي يفنى فيه كل من عليها ، والجميع سيرجعون إليه ويقفون بين يديه ويحاسبهم بكا كتبت أيديهم ويجزيهم ، ولذا فلا تحزن أيها الرسول وامض في دعوتك تبلغ عن ربك ولا يضرك تكذيب المكذبين ولا شرك المشركين .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير أن عيسى عبد الله ورسوله ، وليس كما قال اليهود ، ولا قالت النصارى .
2- استحالة اتخاذ الله الولد الذي يقول للشيء كن فيكون .
3- تقرير التوحيد على لسان عليه السلام .
4- الإخبار بما عليه النصارى من خلاف في شأن عيسى عليه السلام .
5- بيان سبب الحسرة يوم القيامة وهو الكفر بالله والشرك به .
6- تقرير فناء الدنيا ، ورجوع الناس إلى ربهم بعد بعثهم وهو تقرير لعقيدة البعث والجزاء التي تعالجها السور المكية في القرآن الكريم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 22:05
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) )) مريم

ما معنى قوله تعالى
((قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) )) مريم

{ سلام عليك } : أي أمنةٌ مني لك أن أعاودك فيما كرهت مني .
{ إنه كان بي حفيا } : أي لطيفاً بي مكرماً لي يجيبني لما أدعوه له .
{ عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا } : بل يجيب دعائي ويعطني مسألتني
{ قال أرأغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم } أي أكاره لها تعيبها ، { لئن لم تنته } أي عن التعرض لها بأي سوء { لأرجمنك } بأبشع الألفاظ وأقبحها ، { واهجرني ملياً } أي وأبعد عني ما دمت معافى سليم البدن سويه قبل أن ينالك مني ما تكره . كان هذا رد آزر الكافر المشرك . فيما أجاب إبراهيم المؤمن الموحد أجاب بما أخبر تعالى به عنه في قوله في آية ( 47 ) { قال سلام عليك } أي أمان لك مني يا أبتاه فلا أعاودك فيما كرهت مني قط وسأقبل إساءتك بإحسان { سأستغفر لك ربي } أي أطلب منه أن يهديك للإيمان والتوحيد فتتوب فيغفر لك { إنه كان } سبحانه وتعالى { بي حفيا } لطيفاً بي مكرماً لي لا يخييني فيما أدعوه فيه .
وقوله تعالى حكاية عن قبل إبراهيم : { واعتزلكم وما تدعون من دون الله } أي أذهب بعيداً عنكم تاركاً لكم ولما تعبدون من دون الله من أصنام وأوثان ، { وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً } أي رجائي في ربي كبير أن لا أشقى بعبادته كما شقيتم أنتم بعبادة الأصنام . قال تعالى مخبراً عنه فلما حقق ما واعدهم به من هجرته لديارهم الى ديار القدس تاركاً أباه وأهله وداره كافأه بأحسن حيث أعطيناه ولدين يأنس بهما في وحشته وهما إسحق ويعقوب وكلا منهما جعلناه نبيا رسولاً . ووهبنا لجمعيهم وهم ثلاثة الوالد إبراهيم وولداه اسحق ويعقوب بن اسحق عليهم السلام من رحمتنا الخير العظيم من المال والولد والرزق الحسن هذا معنى قوله تعالى : { فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحق ويعقوب } وهو ابن ولده اسحق { وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا } .

أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 22:10
ما معنى قوله تعالى
((وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) )) مريم


ما معنى قوله تعالى
((وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) )) مريم
{ واعتزلكم وما تدعون من دون الله } أي أذهب بعيداً عنكم تاركاً لكم ولما تعبدون من دون الله من أصنام وأوثان ، { وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً } أي رجائي في ربي كبير أن لا أشقى بعبادته كما شقيتم أنتم بعبادة الأصنام . قال تعالى مخبراً عنه فلما حقق ما واعدهم به من هجرته لديارهم الى ديار القدس تاركاً أباه وأهله وداره كافأه بأحسن حيث أعطيناه ولدين يأنس بهما في وحشته وهما إسحق ويعقوب وكلا منهما جعلناه نبيا رسولاً . ووهبنا لجمعيهم وهم ثلاثة الوالد إبراهيم وولداه اسحق ويعقوب بن اسحق عليهم السلام من رحمتنا الخير العظيم من المال والولد والرزق الحسن هذا معنى قوله تعالى : { فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحق ويعقوب } وهو ابن ولده اسحق { وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا } . وقوله تعالى عنهم ( وجعلنا لهم لسان صدق علياً ) هذا إنعام آخر مقابل الهجرة في سبيل الله حيث يجعل الله تعالى لهم لسان الصدق في الآخرة فسائر أهل الإيمان الإلهية يثنون على إبراهيم وذريته بأطيب الثناء واحسنه وهو لسان الصدق العلي الرفيع الذي حظى به إبراهيم وولديه إكراماً من الله تعالى وإنعاماً عليهم جزاء صدق إبراهيم وصبره وبالتالي هجرته للأصنام وعابديها .
من هداية الآيات :
1- بيان الفرق بين ما يخرج من فم المؤمن الموحد من طيب القول وسلامة اللفظ ولين الجانب والكلام ، وبين ما يخرج من فم الكافر المشرك من سوء القول وقبح اللفظ وقسوة الجانب وفظاظة الكلام .
2- مشرعية المتاركة والموادعة وهو أن يقال للسيء من الناس سلام عليك وهو لا يريد بذلك تحيته ولكن تركه وما هو فيه .
3- مشروعية الهجرة وبيان فضلها وهجرة إبراهيم هذه أول هجرة كانت في الأرض .
4- الترغيب في حسن الأحدوثة بان يكون للمرء حسن ثناء بين الناس لما يقدم من جميل وما يورث من خير وإفضال .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 22:19
ما معنى قوله تعالى
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) )) مريم

ما معنى قوله تعالى
((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) )) مريم
شرح الكلمات :
{ واذكر في الكتاب } : أي في القرآن تشريفاً وتعظيماً .
{ موسى } : أي ابن عمران نبي إسرائيل عليه السلام .
{ مخلصاً } : أي مختارا ًمصطفى على قراءة فتح اللام « مخلصاً » وموحداً لربه مفرداً اياه بعبادته بالغافي ذلك أعلى المقامات على قراءة كسر اللام .
{ جانب الطور } : الطور جبل سيناء بين مدين ومصر .
{ وقربناه نجيا } : أي أدنيناه إدناه وتكريم مناجياً لنا مكلما من قبلنا .
{ أخاه هارون نبيا } : إذ سأل ربه لأخيه الرسالة فأعطاه فنباه وأرسله معه الى فرعون .
معنى الآيات :
هذا موجز قصة موسى عليه السلام قال تعالى في ذلك وهو يخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم { واذكر } في هذه السلسلة الذهبية من عباد الله الصالحين أهل التوحيد واليقين موسى ابن عمران انه جدير بالذكر في القرآن وعلة ذلك في قوله تعالى : { إنه كان مخلصاً } أي مختاراً مصطفى للإبلاغ عنا عبادنا ما خلقناهم لأجله وهو ذكرنا وشكرنا ذكرنا بالسنتهم وقلوبهم وشكرهم لنا بجوارحهم وذلك بعبادتنا وحدنا دون من سوانا ، وكان موسى كذلك ، وقوله تعالى : { وكان رسولا نبيا } أي ومن افضالنا عليه وإكرامنا له ان جعلناه نبياً رسولاً نبأناه وأرسلناه الى فرعون وملائه ، { وناديناه } وهو في طريقه من مدين الى مصر في جانب الطور الأيمن حيث نبأناه وأرسلنا وبذلك { وقربناه نجيا } فصار يناجينا فُنسمعه كلامنا ونسمع كلامه وأعظم بهذا التكريم من تكريم ، وقوله : { ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا } هذا إنعام آخر من الله تعالى على موسى النبي إذ سأل ربه أن يرسل مع أخاه هارون الى فرعون فبرحمة من الله تعالى استجاب له ونبأ هارون وأرسله معه رسولاً وما كان هذا الا برحمة خاصة إذ النبوة لا تطلب ولا يتوصل اليها بالاجتهاد في العبادة ولا بالدعاء والصراعة إذ هي هبة إلهية خاصة .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- فضيلة الإخلاص ، وهو إرادة الله تعالى بالعبادة ظاهراً وباطناً .
2- إثبات صفة الكلام والمناجاة الله تعالى .
3- بيان إكرام الله تعالى وإنعامه على موسى إذ أعطاه ما لم يعط أحداً من العالمين باستجابة دعائه بأن جعل أخاه هارون رسولاً نبياً .
4- تقرير أن كل رسول نبياً والعكس لا أي ليس كل نبي رسولاً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 22:24
ما معنى قوله تعالى
((وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا )) مريم (57)

ما معنى قوله تعالى
((وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا )) مريم (57)
{ ورفعناه مكاناً عليا } : الى السماء الرابعة .
{ واذكر فِي الكتاب إِدْرِيسَ } اسم إدريس أخنوخ ، قيل : هو جدّ نوح ، فإن نوحاً هو ابن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وعلى هذا فيكون جد أبي نوح . ذكره الثعلبي وغيره ، وقد قيل : إن هذا خطأ ، وامتناع إدريس للعجمة والعلمية . وهو أوّل من خط بالقلم ونظر في النجوم والحساب ، وأوّل من خاط الثياب . قيل : وهو أوّل من أعطي النبوّة من بني آدم . وقد اختلف في معنى قوله : { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } فقيل : إن الله رفعه إلى السماء الرابعة . وقيل : إلى السادسة . وقيل : إلى الثانية . وقد روى البخاري في صحيحه من حديث الإسراء وفيه : ومنهم إدريس في الثانية ، وهو غلط من رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر . والصحيح أنه في السماء الرابعة كما رواه مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقيل : إن المراد برفعه مكاناً علياً : ما أعطيه من شرف النبوّة . وقيل : إنه رفع إلى الجنة .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)

المسافر 09
2014-04-12, 22:29
ما معنى قوله تعالى
((أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا )) مريم (58)

ما معنى قوله تعالى
((أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا )) مريم (58)
{ أُولَئِكَ الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مّنَ النبيين } الإشارة إلى المذكورين من أوّل السورة إلى هنا ، والموصول صفته ، و { من النبيين } بيان للموصول ، و { مِن ذُرّيَّةِ * ءادَمَ } بدل منه بإعادة الخافض . وقيل : إن « من » في { من ذرية } آدم للتبعيض { وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } أي : من ذرية من حملنا معه وهم من عدا إدريس ، فإن إبراهيم كان من ذرية سام بن نوح { وَمِن ذُرّيَّةِ إبراهيم } وهم الباقون { وإسراءيل } أي ومن ذرية إسرائيل ، ومنهم موسى وهارون ويحيى وعيسى . وقيل : إنه أراد بقوله : { مِن ذُرّيَّةِ ءادَمَ } إدريس وحده ، وأراد بقوله : { وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } إبراهيم وحده ، وأراد بقوله : { وَمِن ذُرّيَّةِ إبراهيم } إسماعيل وإسحاق ويعقوب ، وأراد بقوله : { وَمِن ذُرّيَّةِ إسراءيل } موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى { وَمِمَّنْ هَدَيْنَا } أي : من جملة من هدينا إلى الإسلام { واجتبينا } بالإيمان { إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً } وهذا خبر لأولئك ، ويجوز أن يكون الخبر هو { الذين أنعم الله عليهم } وهذا استئناف لبيان خشوعهم لله وخشيتهم منه . وقد تقدّم في سبحان بيان معنى خرّوا سجداً : يقال : بكى يبكي بكاءً وبكياً . قال الخليل : إذا قصرت البكاء فهو مثل الحزن ، أي ليس معه صوت ، ومنه قول الشاعر :
بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
و { سجدا } منصوب على الحال . قال الزجاج : قد بيّن الله أن الأنبياء كانوا إذا سمعوا آيات الله بكوا وسجدوا ، وقد استدلّ بهذه الآية على مشروعية سجود التلاوة .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني

المسافر 09
2014-04-12, 22:35
ما معنى قوله تعالى ....
ما الفرق بين (خَلَفً....خَلْفٌ )
َ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )) مريم (59)

ما معنى قوله تعالى ....
ما الفرق بين (خَلَفً....خَلْفٌ )
َ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )) مريم (59)
ولما مدح هؤلاء الأنبياء بهذه الأوصاف ترغيباً لغيرهم في الاقتداء بهم وسلوك طريقتهم ذكر أضدادهم تنفيراً للناس عن طريقتهم فقال : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } أي عقب سوء . قال أهل اللغة : يقال لعقب الخير : خلف بفتح اللام ، ولعقب الشر خلف بسكون اللام ، وقد قدّمنا الكلام على هذا في آخر الأعراف { أضاعوا الصلاة } قال الأكثر : معنى ذلك أنهم أخروها عن وقتها وقيل : أضاعوا الوقت وقيل : كفروا بها وجحدوا وجوبها وقيل : لم يأتوا بها على الوجه المشروع . والظاهر أن من أخر الصلاة عن وقتها أو ترك فرضاً من فروضها أو شرطاً من شروطها أو ركناً من أركانها فقد أضاعها ، ويدخل تحت الإضاعة من تركها بالمرّة أو أحدها دخولاً أوّلياً .
واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية؟ فقيل : في اليهود وقيل : في النصارى وقيل : في قوم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يأتون في آخر الزمان ، ومعنى { واتبعوا الشهوات } أي فعلوا ما تشتهيه أنفسهم وترغب إليه من المحرمات كشرب الخمر والزنا { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } الغيّ : هو الشرّ عند أهل اللغة ، كما أن الخير : هو الرشاد ، والمعنى : أنهم سيلقون شرّاً لا خيراً . وقيل : الغيّ الضلال ، وقيل : الخيبة . وقيل : هو اسم وادٍ في جهنم وقيل : في الكلام حذف ، والتقدير : سيلقون جزاء الغيّ ، كذا قال الزجاج ، ومثله قوله سبحانه : { يَلْقَ أَثَاماً } [ الفرقان : 68 ] . أي جزاء أثام .
** قال أبو حاتم : الخلف بسكون اللام : الأولاد ، الواحد والجمع سواء . والخلف بفتح اللام البدل ولداً كان أو غيره . وقال ابن الأعرابي : الخلف بالفتح الصالح ، وبالسكون الطالح . قال لبيد :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ومنه قيل للرديء من الكلام خلف بالسكون ، وقد يستعمل كل واحد منهما موضع الآخر ، ومنه قول حسان ابن ثابت :
لنا القدم الأولى إليك وخلفنا ... لأوّلنا في طاعة الله تابع
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني

المسافر 09
2014-04-12, 22:42
ما معنى قوله تعالى
((وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) )) مريم


ما معنى قوله تعالى
((وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) )) مريم
شرح الكلمات :
{ وما نتنزل } : التنزل النزول وقتاً بعد وقت .
{ إلا بأمر ربك } : أي إلا بإذنه لنا في النزول على من يشاء .
{ له ما بين أيدينا } : أي مما هو مستقبل عن أمر الآخرة .
{ وما خلفنا } : أي ما مضى من الدنيا .
{ وما بين ذلك } : مما لم يمض من الدنيا الى يوم القيامة أي له علم ذلك كله .
{ وما كان ربك نسياً } : أي ذا نسيان فإنه تعالى لا ينسى فكيف ينساك ويتركك ؟
{ رب السموات والأرض } : أي مالكهما والمتصرف فيهما .
{ واصطبر لعبادته } : أي أصبر وتحمل الصبر في عبادته حتى الموت .
{ هل تعلم له سمياً } : أي لا سميَّ له ولا مثل ولا نظير فهو الله أحد ، لم يكن له كفواً أحد .
معنى الآيتين :
لنزول هاتين الآيتين سبب وهو ما روى واستفاض أن الوحي تأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي يأتي بالوحي جبريل عليه السلام فلما جاء بعد بطءٍ قال له النبي صلى الله عليه وسلم « ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا » فأنزل الله تعالى قوله : جواباً لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم { وما نتنزل } أي نحن الملائكة وقتا بعد وقت على من يشاء ربنا { إلا بأمر ربك } أيها الرسول أي إلابإذنه لنا فليس لأحد منا أن ينزل من سماء الى سماء أو إلى أرض إلا بإذن عزوجل ، { له ما بين أيدينا وما خلقنا وما بين ذلك } أي له أمر وعلم ما بين أيدننا أي ما أمامنا عن أمور الآخرة وما خلفنا أي مما مضى من الدنيا علماً وتدبيراً ، وما بين ذلك الى يوم القيامة علماً وتدبيراً ، وما كان ربك عز وجل يا رسول الله ناسياً لك ولا تاركاً فإنه تعالى لم يكن النسيان وصفاً له فينسى .
وقوله تعالى : { رب السموات والأرض وما بينهما } يخبر تعالى رسوله بإنه تعالى مالك السموات والأرض وما بينهما والمتصرف فيهما فكل شيء له بيده وفي قبضته وعليه { فاعبده } أيها الرسول بما أمرك بعبادته به { واصطبر لعبادته } أي تحمل لها المشاق ، فإنه لا إله إلا هو ، ف { هل تعلم لم سمياً } أي نظيراً أو مثيلاً والجواب : إذاً فاعبده وحده وتحمل في سبيل ذلك ما استطعت تحمله . فإنه لا معبود بحق الا هو اذ كل ما عداه مربوب له خاضع لحكمه وتدبيره فيه .
هداية الآيتين : 1- تقرير سلطان الله على الخلق وعلمه بكل الخلق وقدرته على كل ذلك .
2- استحالة النسيان على الله عزوجل .
3- تقرير ربوبية الله تعالى للعالمين ، وبذلك وجبت له الألوهية على سائر العالمين .
4- وجوب عبادة الله تعالى ووجوب الصبر عليها حتى الموت .
5- نفي الشبيه والمثل والنظير الله إذ هو الله أحد لم يكن له كفواً أحد .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 22:44
ما معنى قوله تعالى
((وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) )) مريم

ما معنى قوله تعالى
((وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) )) مريم
{ ويقول الإنسان } أي المنكر للبعث للبعث والدار الآخرة وقد يكون القائل أبي بن خلف أو العاص بن وائل وقد يكون غيرهما إذ هذه قولة كل من لا يؤمن بالآخرة يقول : { إأذا مت لسوف أخرج حياً } يقول هذا استنكارا وتكذبياً قال تعالى : راداً على هذا الأنسان قولته الكافرة { أو لا يذكر الانسان } أي المنكر للبعث الآخر { أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً } أيكذب بالبعث وينكره ولا يذكر خلقنا له من قبل ، ولم يك شيئاً .
أليس الذي قدر على خلقه قبل أن يكون شيئاً قادراً على إعادة خلقه مرة أخرى أليست الإعادة أهون من الخلق الأول والإيجاد من العدم ، ثم يقسم الله تبارك وتعالى لرسوله على أنه معيدهم كما كانوا ويحشرهم مع شياطينهم الذين يضلونهم ثم يحضرنهم حول جهنم جثيا على ركبهم أذلاء صاغرين .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 22:49
ما معنى قوله تعالى
((فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا )) مريم (68)

ما معنى قوله تعالى
((فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا )) مريم (68)
ثم لما جاء سبحانه وتعالى بهذه الحجة التي أجمع العقلاء على أنه لم يكن في حجج البعث حجة أقوى منها ، أكدها بالقسم باسمه سبحانه مضافاً إلى رسوله تشريفاً له وتعظيماً ، فقال : { فَوَرَبّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ } ومعنى { لنحشرنهم } : لنسوقنهم إلى المحشر بعد إخراجهم من قبورهم أحياء كما كانوا ، والواو في قوله : { والشياطين } للعطف على المنصوب ، أو بمعنى مع .والمعنى : أن هؤلاء الجاحدين يحشرهم الله مع شياطينهم الذين أغووهم وأضلوهم ، وهذا ظاهر على جعل اللام في الإنسان للعهد ، وهو الإنسان الكافر ، وأما على جعلها للجنس فكونه قد وجد في الجنس من يحشر مع شيطانه { ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } الجثي جمع جاث ، من قولهم جثا على ركبتيه يجثو جثواً ، وهو منتصب على الحال ، أي جاثين على ركبهم لما يصيبهم من هول الموقف وروعة الحساب ، أو لكون الجثي على الركب شأن أهل الموقف كما في قوله سبحانه : { وترى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } [ الجاثية : 28 ] . وقيل : المراد بقوله : { جثياً } : جماعات ، وأصله ، جمع جثوة ، والجثوة هي : المجموع من التراب أو الحجارة . قال طرفة :
أرى جثوتين من تراب عليهما ... صفائح صم من صفيح منضد
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني

المسافر 09
2014-04-12, 22:54
ما معنى قوله تعالى
((ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) )) مريم

ما معنى قوله تعالى
((ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) )) مريم

{ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلّ شِيعَةٍ } الشيعة : الفرقة التي تبعت ديناً من الأديان ، وخصص ذلك الزمخشري فقال : هي الطائفة التي شاعت أي تبعت غاوياً من الغواة قال الله تعالى : { إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا } [ الأنعام : 159 ] . ومعنى { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرحمن عِتِيّاً } من كان أعصى لله وأعتى فإنه ينزع من كل طائفة من طوائف الغيّ والفساد أعصاهم وأعتاهم ، فإذا اجتمعوا طرحهم في جهنم . والعتيّ ها هنا مصدر كالعتوّ ، وهو التمرّد في العصيان . وقيل : المعنى لننزعن من أهل كلّ دين قادتهم ورؤساءهم في الشرّ . وقد اتفق القراء على قراءة { أيهم } بالضم إلا هارون الغازي فإنه قرأها بالفتح . قال الزجاج : في رفع أيهم ثلاثة أقوال : الأوّل : قول الخليل بن أحمد إنه مرفوع على الحكاية ، والمعنى : ثم لننزعن من كل شيعة الذين يقال لهم أيهم أشدّ . وأنشد الخليل في ذلك قول الشاعر :
وقد أبيت من الفتاة بمنزل ... فأبيت لا حرج ولا محروم
أي فأبيت بمنزلة الذي يقال له هو لا حرج ولا محروم . قال النحاس : ورأيت أبا إسحاق ، يعني : الزجاج ، يختار هذا القول ويستحسنه . القول الثاني : قول يونس : وهو أن { لننزعنّ } بمنزلة الأفعال التي تلغى وتعلق . فهذا الفعل عنده معلق عن العمل في أيّ ، وخصص الخليل وسيبويه وغيرهما التعليق بأفعال الشك ونحوها مما لم يتحقق وقوعه . القول الثالث : قول سيبويه : إن أيهم ها هنا مبنيّ على الضم ، لأنه خالف أخواته في الحذف ، وقد غلط سيبويه في قوله هذا جمهور النحويين حتى قال الزجاج : ما تبين لي أن سيبويه غلط في كتابه إلا في موضعين هذا أحدهما ، وللنحويين في إعراب { أيهم } هذه في هذا الموضع كلام طويل .
{ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بالذين هُمْ أولى بِهَا صِلِيّاً } يقال : صلى يصلي صلياً مثل مضى الشيء يمضي مضياً ، قال الجوهري : يقال صليت الرجل ناراً إذا أدخلته النار وجعلته يصلاها ، فإن ألقيته إلقاءً كأنك تريد الإحراق قلت : أصليته بالألف وصليته تصلية ومنه :
{ ويصلى سَعِيراً } [ الإنشقاق : 12 ] ومن خفف فهو من قولهم : صلي فلان النار بالكسر يصلى صلياً احترق ، قال الله تعالى : { الذين هُمْ أولى بِهَا صِلِيّاً } قال العجاج :
والله لولا النار أن تصلاها ... ومعنى الآية : أن هؤلاء الذين هم أشدّ على الرحمن عتياً هم أولى بصليها ، أو صليهم أولى بالنار .
{ وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } الخطاب للناس من غير التفات ، أو للإنسان المذكور ، فيكون التفاتاً ، أي ما منكم من أحد إلا واردها ، أي واصلها .
وقد اختلف الناس في هذا الورود . فقيل : الورود : الدخول ويكون على المؤمنين برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم . وقالت فرقة : الورود : هو المرور على الصراط وقيل : ليس الورود الدخول إنما هو كما يقول : وردت البصرة ولم أدخلها ، وقد توقف كثير من العلماء عن تحقيق هذا الورود ، وحمله على ظاهره لقوله تعالى : { إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا الحسنى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [ الأنبياء : 101 ] . قالوا : فلا يدخل النار من ضمن الله أن يبعده عنها ، ومما يدلّ على أن الورود لا يستلزم الدخول قوله تعالى : { وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ } [ القصص : 23 ] فإن المراد : أشرف عليه لا أنه دخل فيه ، ومنه قول زهير :
فلما وردن الماء زرقاً حمامه ... وضعن عصي الحاضر المتخيم
ولا يخفى أن القول بأن الورود هو : المرور على الصرط ، أو الورود على جهنم وهي خامدة فيه ، جمع بين الأدلة من الكتاب والسنّة ، فينبغي حمل هذه الآية على ذلك ، لأنه قد حصل الجمع بحمل الورود على دخول النار مع كون الداخل من المؤمنين مبعداً من عذابهما ، أو بحمله على المضيّ فوق الجسر المنصوب عليها ، وهو الصراط { كَانَ على رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } أي كان ورودهم المذكور أمراً محتوماً قد قضى سبحانه أنه لا بدّ من وقوعه لا محالة . وقد استدلت المعتزلة بهذه الآية على أن العقاب واجب على الله ، وعند الأشاعرة أن هذا مشبه بالواجب من جهة استحالة تطرّق الخلف إليه .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني

المسافر 09
2014-04-12, 23:03
ما معنى قوله تعالى
((وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا )) مريم (71)

ما معنى قوله تعالى
((وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا )) مريم (71)
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها، كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا أي ما منكم من أحد من الناس إلا سوف يرد إلى النار، والورود: هو المرور على الصراط، كان ذلك المرور أمرا محتوما، قد قضى سبحانه أنه لا بد من وقوعه لا محالة. وقيل:
الورود: الدنو من جهنم وأن يصيروا حولها، وهو موضع المحاسبة، وقيل:
الورود: الدخول،
لحديث: «الورود الدخول، لا يبقى برّ ولا فاجر، إلا دخلها، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما، كما كانت على إبراهيم».
والأصح أن الورود: المرور، للحديث التالي:
روى ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: يرد الناس جميعا الصراط، وورودهم قيامهم حول النار، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم، فمنهم من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر كعدو الرجل، حتى إن آخرهم مرا رجل نوره على موضع إبهامي قدميه، يمر فيتكفّأ به الصراط، والصراط دحض مزلّة «1»، عليه حسك كحسك القتاد «2»، حافتاه ملائكة معهم كلاليب من نار، يختطفون بها الناس. وهذا المروي عن ابن مسعود سمعه عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
وروى ابن جرير عن ابن مسعود أيضا قال: الصراط على جهنم مثل حد السيف، فتمر الطبقة الأولى كالبرق، والثانية كالريح، والثالثة كأجود الخيل، والرابعة كأجود البهائم، ثم يمرون، والملائكة يقولون: اللهم سلّم سلّم.
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا، وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا أي بعد أن مر الخلائق كلهم على الصراط والنار، ننجي الذين اتقوا ما يوجب النار، وهو الكفر باللّه ومعاصيه، ننجيهم من الوقوع في النار، فيمرون على الصراط بإيمانهم وأعمالهم.
ونبقي الكافرين والعصاة في النار، جاثين على ركبهم، لا يستطيعون الخروج، ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود، أما العصاة من المؤمنين فيخرجون بعد العذاب على معاصيهم، فيخرج اللّه من النار من قال يوما من الدهر: لا إله إلا اللّه، ولم يعمل خيرا قط.
التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
د وهبة بن مصطفى الزحيلي

المسافر 09
2014-04-12, 23:06
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا )) مريم (73)

ما معنى قوله تعالى
((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا )) مريم (73)
{ خير مقاما } : نحن أم أنتم والمقام المنزل ومحل الإقامة والمراد هنا المنزلة .
{ وأحسن ندياً } : أي ناديا وهو مجتمع الكرام ومحل المشورة وتبادل الآراء .
ما زال السياق في تقرير النبوة والتوحيد والبعث الآخر يقول تعالى { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } أي وإذا قرئت على كفار قريش المنكرين للتوحيد والنبوة المحمدية والبعث والجزاء يوم القيامة إاذ قرأ عليهم رسول الله أو أحد المؤمنين من أصحابه بعض الآيات من القرآن البينات في معانيها ودلائلها على التوحيد والنبوة والبعث { قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاماً وأحسن نديا } ، وقولهم هذا هو رد فعل لا غير ، إذ أنهم لما يسمعون الآيات تحمل الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين مثلهم لا يجدون ما يخففون به ألم نفوسهم فيقولون هذا الذي أخبر تعالى به عنهم { أي الفريقين } أي فريق المؤمنين أو فريق الكافرين خير مقاماً أي منزلاً ومسكناً وأحسن نديا ومجتمعاً يجتمع فيه ، لأنهم يقارنون بين منازل فقراء المؤمنين ودار الأرقم بن أبي الأرقم التي يجتمع فيها الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون وبين دور ومنازل أبي سفيان وأغنياء مكة ونادي قريش وهو مجلس شوراهم.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:09
ما معنى قوله تعالى
((وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا )) مريم (74)

ما معنى قوله تعالى
((وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا )) مريم (74)
{ أحسن أثاثاً ورئيا } : أي مالا ومتاعا ومنظراً.
{ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثاً ورئياً } أي لا ينبغي ان يغرهم هذا الذين يتبجحون به ويتطاولون فإنه لا يدوم ما داموا يحاربون دعوة الحق والقائمين عليها فكم من أهل قرون اهلكناهم لما ظلموا وكانوا أحسن من هؤلاء مالا ومتاعا ومناظر حسنة جميلة .

أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:16
ما معنى قوله تعالى
(( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا )) مريم (75)

ما معنى قوله تعالى
(( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا )) مريم (75)
{ من هو شر مكاناً } : أي منزلة .
{ وأضعف جنداً } : اي أقل اعواناً .
{ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً } أي اذكر لهم سنتنا في عبادنا يا رسولنا وهي أن من كان في ضلالة الشرك والظلم والمكابرة والعناد فإن سنة الرحمن فيه أن يمد له بمعنى يمهله ويملي له استدراجا حتى إذا انتهوا الى ما حدد لهم من زمن يؤخذون فيه بالعذاب جزاء كفرهم ظلمهم وعنادهم وهو إما عذاب دنيوى بالقتل والأسر ونحوهما أو عذاب الآخرة بقيام الساعة حيث يحشرون الى جهنم عمياً وبكماً وصماً جزاء التعالي والتبجح بالكلام وهو معنى قوله تعالى : { حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكاناً وأضعف جنداً } أي شر منزلة وأقل ناصراً أهم الكافرون أم المؤمنون ، ولكن حين لا ينفع العلم . إذ التدارك أصبح غير ممكن وإنما هي الحسرة والندامة لا غير .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:21
ما معنى قوله تعالى
((أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) )) مريم

ما معنى قوله تعالى
((أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) )) مريم
شرح الكلمات/
{ الذي كفر بآياتنا } : هو العاص بن وائل .
{ لأوتين مالاً وولداً } : يريد في الآخرة .
{ أطلع الغيب } : أي فعرف أنه يعطى مالاً وولداً يوم القيامة .
{ كلا } : ردع ورد فإنه لم يطلع الغيب ولم يكن له عند الله عهداً .
{ ونمد له من العذاب مداً } : أي نضاعف له العذاب يوم القيامة .
{ ونرثه ما يقول } : أي نسليه ما تبجح به من المال والولد ويبعث فرداً ليس معه مال ولا ولد .
معنى الآيات :
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم معجباً له { أفرأيت الذي كفر بآياتنا } اي كذب بالوحي وما يدعوا له من التوحيد والبعث والجزاء وترك الشرك والمعاصي . وهو العاص بن وائل المسمى أبو عمرو بن العاص . { وقال لأوتين مالاً وولداً } قال هذا لخباب بن الأرت حينما طالبه بدين له عليه فأبى أن يعطيه استصغاراً له لأنه قيَّن « حداداً » وقال له لا أعطيكه حتى تكفر بمحمد فقال له خباب والله ما أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تبعث فقال له العاص إذا أنا مِتَّ ثم بُعتث كما تقول ثم جئتني ولي مال وولد قضيتك دينك فأكذبه الله تعالى ورد عليه قوله بقوله عز وجل : { أطلع الغيب } فعرف ان له يوم القيامة مالاً وولداً . { أم اتخذ عند الرحمن عهداً } بذلك بأن سيعطيه مالاً وولداً يوم القيامة { كلا } لم يطلع على الغيب ولم يكن له عند الرحمن عهداً . وقوله تعالى : { سنكتب ما يقول } من الكذب والإفتراء ونحاسبه به ونضاعف له العذاب به العذاب وهو معنى قوله تعالى : { ونمد له من العذاب مداً } ، وقوله تعالى : { ونرثه ما يقول ويأتنيا فردا } أي ونسلبه ما يقول من المال والولد حيث يموت ويترك ذلك أو ينصر رسوله على قومه فيسلبهم المال والوليد . ويأتينا في عرصات القيامة للحساب فرداً لا مال ولا ولد .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- الكشف عن نفسيات الكافرين لا سيما إذا كانوا أقوياء بمال او لد أوسلطان فإنهم يعيشون على الغطرسة منه والاستعلاء وتجاهل الفقراء واحتقارهم .
2- تقرير البعث والحساب والجزاء .
3- مضاعفة العذاب على الكافرين الظالمين بعد كفرهم .
4- تقرير معنى آية : إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:25
ما معنى قوله تعالى
((وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا )) مريم (81)

ما معنى قوله تعالى
((وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا )) مريم (81)
{ ليكونوا لهم عزاً } : أي منعة لهم وقوة يشفعون لهم عند الله حتى لا يعذبوا .
{ واتخذوا من دون الله آلهة } أي معبودات من الأصنام فعبدوها بأنواع من العبادات ، { ليكونوا لهم } - في نظرهم الفاسد - { عزاً } أي شفعاء لهم عندنا يعزون بواسطتهم ولا يُهانون .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:30
ما معنى قوله تعالى
((أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) )) مريم

ما معنى قوله تعالى
((أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) )) مريم
{ ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا } يقول تعالى لرسوله ألم ينته إلى علمك يا رسولنا أنا أرسلنا الشياطين أي شياطين الجن والإنس على الكافرين بنا وبآياتنا ورسولنا ولقائنا تؤزهم ازا أي تحركهم بشدة نجو الشهوات والجرائم والمفاسد ، وتزعجهم الى ذلك بالإغراء إزعاجاً كبيراً . أي فلا تعجب من حال مسارعتهم إلى الشر والفساد ولا تعجل عليهم بمطالبتنا بهلاكهم إنما نعد لهم كل أعمالهم ونحصيها عليهم حتى أنفاسهم على كل ذلك ونجزيهم به . هذا معنى قوله تعالى : { فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا } .

{ تؤزهم أزاً } : أي تزعجهم ازعاجاً وترحكهم حراكاً شديداً نحو الشهوات والمعاصي .
{ وفدا } : أي راكبين على النُّنُجب تحوطهم الملائكة حتى ينتهوا الى ربهم فيكرمهم .

أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:32
ما معنى قوله تعالى
(( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)

ما معنى قوله تعالى
(( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)
{ وفدا } : أي راكبين على النُّنُجب تحوطهم الملائكة حتى ينتهوا الى ربهم فيكرمهم .
{ ال جهنم ورداً } : أي يساق المجرمون كما تساق البهائم مشاة عطاشاً .
{ عهداً } : هو شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا حول قوة إلا بالله .
وقوله تعالى في الآية ( 85 ) { يوم نحشر المتقين } أي أذكر يا رسولنا نحشر المتقين { إلى الرحمن وفداً } . والمتقون هم أهل الإيمان بالله وطاعته وتوحيده ومحبته وخشيته وطاعة رسوله ومحبته وفداً اي راكبين على النجائب من النوق عليها رحال الذهب الى الرحمن الى جوار الرحمن عز وجل في دار المتقين الجنة دار الإبرار والسلام .
وقوله تعالى : { ونسوق المجرمين الى جهنم ورداً } : أي ونسوق المجرمين على أنفسهم بالشرك والمعاصي مشاة على أرجلهم عطاشاً يساقون سوق البهائم الى جهنم وبئس الورد المورود جهنم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:37
ما معنى قوله تعالى
((لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا )) مريم (87)

ما معنى قوله تعالى
((لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا )) مريم (87)
ومعنى { لا يملكون الشفاعة } : أنهم لا يملكون أن يشفعوا لغيرهم . وقيل : لا يملك غيرهم أن يشفع لهم ، والأوّل أولى { إِلاَّ مَنِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْداً } هذا الاستثناء متصل على الوجه الأوّل أي لا يملك الفريقان المذكوران الشفاعة إلا من استعدّ لذلك بما يصير به من جملة الشافعين لغيرهم بأن يكون مؤمناً متقياً ، فهذا معنى اتخاذ العهد عند الله . وقيل : معنى اتخاذ العهد أن الله أمره بذلك كقولهم : عهد الأمير إلى فلان إذا أمره به . وقيل : معنى اتخاذ العهد : شهادة أن لا إله إلا الله . وقيل : غير ذلك . وعلى الاتصال في هذا الاستثناء يكون محل « من » في { من اتخذ } الرفع على البدل ، أو النصب على أصل الاستثناء . وأما على الوجه الثاني فالاستثناء منقطع؛ لأن التقدير : لا يملك المجرمون الشفاعة { إِلاَّ مَنِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْداً } وهم المسلمون . وقيل : هو متصل على هذا الوجه أيضاً ، والتقدير : لا يملك المجرمون الشفاعة إلا من كان منهم مسلماً .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني

المسافر 09
2014-04-12, 23:40
ما معنى قوله تعالى
((وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) )) مريم


ما معنى قوله تعالى
((وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) )) مريم
شرح الكلمات :
{ وقالوا اتخذ الرحمن ولداً } : أي قال العرب الملائكة بنات الله وقال النصارى عيسى ابن الله .
{ جئتم شيئاً إداً } : أي منكراً عظيماً .
{ يتفطرن } : يتشققن من عظم هذا القول وشدة قبحه .
{ وتخر الجبال هدا } : أي تسقط وتتهدم وتنهدم .
{ أن دعوا للرحمن ولداً } : أي من أجل إدعائهم أن الرحمن عزوجل ولدا .
{ ولا ينبغي } : أي لا يصلح ولا يليق به ذلك لأنه رب كل شيء ومليكه .
{ إلا آتى الرحمن عبداً } : أي خاضعاً منقاداً من كان .
{ فرداً } : أي ليس معه شيء لا مال ولا سلطان ولا ناصر .
معنى الآيات :
ما زال السياق في ذكر مقولات أهل الشرك والجهل والرد عليها من قبل الحق تبارك وتعالى قال تعالى مخبراً عنهم : { وقالوا } أي أولئك الكافرون { اتخذ الرحمن ولداً } إذ قالت بعض القبائل العربية بنات الله ، وقالت اليهود عزيز بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله . يقول تعالى لهم بعد أن ذكر قولهم { لقد جئتم شيئاً إداً } أي أتيتم بشيء منكر عظيم ، { تكاد السموات يتفطرن منه } أي يتشققن منه لقبح هذا القول وسوئه ، { وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا } أي تسقط لعظم هذا القول لأنه مغضب للجبار عزوجل ولولا حلمه ورحمته لمس الكون كله عذاب أليم . وقوله : { أن دعوا للرحمن ولداً } أي أن نسبوا للرحمن ولداً ، { وما ينبغي للرحمن } أي لا يصلح له ولا يليق بجلاله وكماله الولد ، لأن الولد نتيجة شهوة بهيمية عارمة تدفع الذكر الى إيتان الأنثى فيكون بإذن الله الولد ، والله عزوجل منزه عن مشابهته لمخلوقاته وكيف يشبههم وهو خالقهم وموجدهم من العدم ؟
وقوله تعالى { إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً } هذا برهان على بطلان قوله الكافرين الجاهلين ، إذ الذي ما من أحد في السموات أو في الأرض من ملائكة وإنس وجن إلا آتى الرحمن عبداً خاضعاً ذليلاً منقاداً يوم القيامة كيف يعقل اتخاذه ولداً ، إذ الولد يطلب للحاجة إليه ، والغنى عن كل خلقه ما هي حاجته إلى عبد من عباده يقول هذا ولدي اللهم إنا نبرؤا إليك مما يقوله الجاهلون بك الضالون عن طريق هدايتك .
وقوله تعالى : { لقد أحصاهم وعدهم عداً } أي عملهم واحداً واحداً فلو كان بينهم إله معه أو ولد لعلمه ، فهذا برهان آخر على بطلان تلك الدعوة الجاهلية الباطلة الفاسدة وقوله : { وكلهم آتية يوم القيامة فرداً } هذا رد عن اولئك الذين يدعون أنهم إن بعثوا يكون لهم المال والولد والشفيع والنصير . فأخبر تعالى أنه ما من أحد إلا ويأتيه يوم القيامة فرداً ليس معه شافع ولا ناصر ، ولا مال ولا سلطان .
هداية الآيات
من هداية الآيات
1- عظم الكذب على الله بنسبة الولد أو الشريك إليه أو القول عليه بدون علم .
2- بيان أن كل المخلوقات من أجلها الى أحقرها ليس فيها غير عبدلله فنسبة الانسان أو الجان أو الملك إلى الله تعالى هي عبد لرب مالك قاهر عزيز حكيم .
3- بيان إحاطة الله بخلقه ومعرفته لعددهم فلا يغيب عن عمله أحد منهم ، ولا يختلف عن موقف القيامة فرد منهم إذ الكل يأتي الله تعالى يوم القيامة فردا .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:42
ما معنى قوله تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )) مريم (96)

ما معنى قوله تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )) مريم (96)
{ وداً } : أي حبا فيعيشون متحابين فيما بينهم ويحبهم ربهم تعالى.
يخبر تعالى أن الذين بالله وبرسوله وبوعد الله ووعيده فتخلوا عن الشرك والكفر وعملوا الصالحات وهي أداء الفرائض وكثير من النوافل هؤلاء يخبر تعالى أنه سيجعل لهم في قلوب عباده المؤمنين محبة ووداً وقد فعل سبحانه وتعالى فأهل الإيمان والعمل الصالح متحابون متوادون ، وهذا التوادد بينهم ثمرة لحب الله تعالى لهم .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:45
ما معنى قوله تعالى
((فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا )) مريم (97)

ما معنى قوله تعالى
((فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا )) مريم (97)
{ قوماً لداً } : أي ألداء شديدوا الخصومة والجدل بالباطل وهم كفار قريش .
{ فإنما يسرناه } أي هذا القرآن الذي كذب به المشركون سهلنا قراءته عليك إذا أنزلناه بلسانك { لتبشر به المتقين } من عبادنا المؤمنين وهم الذين اتقوا عذاب الله بالايمان وصالح الأعمال بعد ترك الشرك والمعاصي ، { وتنذر به قوماً لداً } وهم كفار قريش وكانوا ألداء اشداء في الجدل والخصومة .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:48
ختام سورة مريم
ما معنى قوله تعالى
(( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98) )) سورة مريم




ختام سورة مريم
ما معنى قوله تعالى
(( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98) )) سورة مريم
{ أو تسمع لهم ركزا } : أي صوتا خفياً والجواب لا لأن الاستفهام إنكاري .
{ وكم أهلكنا قبلهم من قرن } أي وكثيراً من أهل القرون السابقة لقومك أهلكناهم لما كذبوا رسلنا وحاربوا دعوتنا { فهل تحس منهم من أحد } فتراه بعينك أو تمسه بيدك ، { أو تسمع لهم ركزاً } أي صوتاً خفياً اللهم لا فهلا يذكر هذا قومك فيتعظوا فيتوبوا الى ربهم بالايمان به وبرسوله ولقائه ويتركوا الشرك والمعاصي .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- أعظم بشرى تحملها الآية الأولى وهي حب الله وأوليائه لمن آمن وعمل صالحاً .
2- بيان كون القرآن ميسراً أن نزل بلغة النبي صلى الله عليه وسلم من أجل البشارة لأهل الإيمان والعمل الصالح والنذارة لأهل الشرك والمعاصي .
3- إنذار العتاة والطغاة من الناس ان يحل بهم ما حل بمن قبلهم من هلاك ودمار والواقع شاهد أين أهل القرون الأولى ؟
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-12, 23:51
تم بفضل الله وكرمه ومنه تفسير وبيان آيات من سورة مريم
نسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبناه وما نقلناه خالصا لوجهه
الكريم ويجعله في ميزان حسناتنا وحسنات صاحب الموضوع
ودعاؤكم لنا بظهر الغيب او شكر من ايقونة وحفظكم الله .

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-13, 06:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكر الله لكم وبارك فيكم واحسن عليكم
محجوووووووز
سلا..م

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-13, 06:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكر الله لكم وبارك فيكم واحسن عليكم
محجوووووووز
سلا..م

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-13, 06:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكر الله لكم وبارك فيكم واحسن عليكم
محجووووووووز
سلا..م

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-13, 06:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكر الله لكم وبارك فيكم واحسن عليكم
محجوووووووووز
سلا..م

أم حميد
2014-04-14, 10:44
ما معنى كلمة ؟
طل..
الآية 265 من سورة البقرة,قال الله(و مثل اللذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله و تثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير)
فطل: الطل:جمع طلال’ بكسر الطاء’طلل و هو الماء القليل أو الضعيف
و المعنى:مطر قليل يكفيها لطيب منبتها’فهذه حالة المنفقين’ أهل النفقات الكثيرة و القليلة’كل على حسب حاله’وكل ينمي له ما انفق اتم تنمية ’و المنمي لها هو الذي أرحم بك من نفسك’ الذي مصلحتك حيث لا تريدها
والوابل:هو المطر الغزير’و هؤلاء أنفقوا على وجه تزكو عليه نفقاتهم و تقبل به صدقاتهم’على وجه منشرحة له النفس سخية به ’لا على وجه التردد و ضعف النفس ’لأنهم أنفقوا ابتغاء مرضاة الله و تثبيتا من انفسهم
فمثل نفقة هؤلاء كمثل جنة
والله بما تعملون بصير أي يعلم عمل كل عامل و مصدر ذاك العمل فيجازيه عليه أتم الجزاء

أم حميد
2014-04-14, 16:24
ما معنى كلمة ؟
طل..
الآية 265 من سورة البقرة,قال الله(و مثل اللذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله و تثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها فآتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير)
فطل: الطل:جمع طلال’ بكسر الطاء’طلل و هو الماء القليل أو الضعيف
و المعنى:مطر قليل يكفيها لطيب منبتها’فهذه حالة المنفقين’ أهل النفقات الكثيرة و القليلة’كل على حسب حاله’وكل ينمي له ما انفق اتم تنمية ’و المنمي لها هو الذي أرحم بك من نفسك’ الذي مصلحتك حيث لا تريدها
والوابل:هو المطر الغزير’و هؤلاء أنفقوا على وجه تزكو عليه نفقاتهم و تقبل به صدقاتهم’على وجه منشرحة له النفس سخية به ’لا على وجه التردد و ضعف النفس ’لأنهم أنفقوا ابتغاء مرضاة الله و تثبيتا من انفسهم
فمثل نفقة هؤلاء كمثل جنة
والله بما تعملون بصير أي يعلم عمل كل عامل و مصدر ذاك العمل فيجازيه عليه أتم الجزاء

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:14
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة الكهف
مكية، وهي مائة وعشر آيات.
تسميتها:
سميت سورة الكهف، لبيان قصة أصحاب الكهف العجيبة الغريبة فيها في الآيات [9- 26] مما هو دليل حاسم ملموس على قدرة اللّه الباهرة.
وهي إحدى سور خمس بدئت ب الْحَمْدُ لِلَّهِ: وهي الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر. وهو استهلال يوحي بعبودية الإنسان للّه تعالى، وإقراره بنعمه وأفضاله، وتمجيد اللّه عز وجل، والاعتراف بعظمته وجلاله وكماله.
مناسبتها لما قبلها:
تظهر مناسبة وضع هذه السورة بعد سورة الإسراء من نواح: هي افتتاح الإسراء بالتسبيح، وهذه بالتحميد، وهما مقترنان في القرآن وسائر الكلام بحيث يسبق التسبيح التحميد، نحو: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ [الحجر 15/ 98] وفي الحديث: «سبحان اللّه وبحمده». كما أن الإسراء اختتمت بالتحميد أيضا، فتشابهت الأطراف أيضا.
ولما أمر اليهود المشركين أن يسألوا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن ثلاثة أشياء: عن الروح، وعن قصة أصحاب الكهف، وعن قصة ذي القرنين، أجاب تعالى في آخر سورة بني إسرائيل عن السؤال الأول، وقد أفرد فيها لعدم الجواب عن الروح، ثم أجاب تعالى في سورة الكهف عن السؤالين الآخرين، فناسب اتصالهما ببعضهما.
ولما ذكر تعالى في الإسراء: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [85] ناسب ذكر قصة موسى مع العبد الصالح الخضر، كالدليل على ما تقدم. وقد ورد في الحديث: أنه لما نزل: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا قال اليهود: قد أوتينا التوراة فيها علم كل شيء، فنزل: قُلْ: لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ ... [109].
ولما قال تعالى في الإسراء: فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً [104] أعقبه في سورة الكهف بالتفصيل والبيان بقوله: فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي، جَعَلَهُ دَكَّاءَ، وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا إلى قوله: وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً [98- 100] «1».
والخلاصة: أنه تعالى لما قال في آخر الإسراء: وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وذكر المؤمنين به أهل العلم، وأنه يزيدهم خشوعا، وأنه تعالى أمر بالحمد له وأنه لم يتخذ ولدا، أمره تعالى بحمده على إنزال هذا الكتاب السالم من العوج، القيم على كل الكتب، المنذر من اتخذ ولدا، المبشر المؤمنين بالأجر الحسن.
ثم استطرد إلى حديث كفار قريش، والتفت من الخطاب في قوله:
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً إلى الغيبة في قوله: عَلى عَبْدِهِ لما في عبده من الإضافة المقتضية تشريفه.
ما اشتملت عليه السورة:
استهلت السورة ببيان وصف القرآن بأنه قيم مستقيم لا اختلاف فيه ولا تناقض في لفظه ومعناه، وأنه جاء للتبشير والإنذار.
ثم لفتت النظر إلى ما في الأرض من زينة وجمال وعجائب تدل دلالة واضحة على قدرة اللّه تعالى.
_______وتحدثت السورة عن ثلاث قصص من روائع قصص القرآن وهي قصة أصحاب الكهف، وقصة موسى مع الخضر، وقصة ذي القرنين. أما قصة أصحاب الكهف [9- 26] فهي مثل عال، ورمز سام للتضحية بالوطن والأهل والأقارب والأصدقاء والأموال في سبيل العقيدة، فقد فرّ هؤلاء الشباب الفتية المؤمنون بدينهم من بطش الملك الوثني، واحتموا في غار في الجبل، فأنامهم اللّه ثلاث مائة وتسع سنين قمرية، ثم بعثهم ليقيم دليلا حسيا للناس على قدرته على البعث.
واتبع اللّه تعالى تلك القصة بأمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالتواضع ومجالسة الفقراء المؤمنين وعدم الفرار منهم إلى مجالسة الأغنياء لدعوتهم إلى الدين: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ .. [28].
ثم هدد اللّه تعالى الكفار بعد إظهار الحق، وذكر ما أعده لهم من العذاب الشديد في الآخرة: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ .. [29] وقارن ذلك بما أعده سبحانه من جنات عدن للمؤمنين الصالحين [30- 31].
وأما قصة موسى مع الخضر في الآيات [60- 78] فكانت مثلا للعلماء في التواضع أثناء طلب العلم، وأنه قد يكون عند العبد الصالح من العلوم في غير أصول الدين وفروعه ما ليس عند الأنبياء، بدليل قصة خرق السفينة، وحادثة قتل الغلام، وبناء الجدار.
وأما قصة ذي القرنين في الآيات [83- 99] فهي عبرة للحكام والسلاطين، إذ أن هذا الملك تمكن من السيطرة على العالم، ومشرق الأرض ومغربها، وبنائه السد العظيم بسبب ما اتصف به من التقوى والعدل والصلاح.
وتخللت هذه القصص أمثلة ثلاثة بارزة رائعة مستمدة من الواقع، لإظهار أن الحق لا يقترن بالسلطة والغنى، وإنما يرتبط بالإيمان، وأول هذه الأمثلة:
قصة أصحاب الجنتين [32- 44] للمقارنة بين الغني المغتر بماله، والفقير المعتز
_بإيمانه، لبيان حال فقراء المؤمنين وحال أغنياء المشركين.
وثانيها: مثل الحياة الدنيا [45- 46] لإنذار الناس بفنائها وزوالها. وأردف ذلك بإيراد بعض مشاهد القيامة الرهيبة من تسيير الجبال، وحشر الناس في صعيد واحد، ومفاجأة الناس بضائف أعمالهم [47- 49].
وثالثها: قصة إبليس وإبائه السجود لآدم [50- 53] للموازنة بين التكبر والغرور، وما أدى إليه من طرد وحرمان وتحذير الناس من شر الشيطان، وبين العبودية للّه والتواضع، وما حقق من رضوان اللّه تعالى.
وأردف ذلك بيان عناية القرآن بضرب الأمثال للناس للعظة والذكرى، وإيضاح مهام الرسل للتبشير والإنذار، والتحذير من الإعراض عن آيات اللّه [54- 57].
وأن سياسة التشريع اقتران الرحمة بالعدل، فليست الرحمة فوق العدل ولا العدل فوق الرحمة: وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ [58- 59].
وختمت السورة بموضوعات ثلاثة: أولها- إعلان تبديد أعمال الكفار وضياع ثمرتها في الآخرة [100- 106] وثانيها- تبشير المؤمنين الذين عملوا الصالحات بالنعيم الأبدي الأخروي [107- 108] وثالثها- أن علم اللّه تعالى لا يحده حد ولا نهاية له [109- 110].
فضل هذه السورة:
ورد في فضائل سورة الكهف أحاديث صحاح ثابتة، منها:
ما رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي عن أبي الدرداء عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال».
ومنها:
ما رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي، عن أبي الدرداء عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم _قال: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، عصم من فتنة الدجال».
وفي لفظ النسائي: «من قرأ عشر آيات من الكهف ..» الحديث.
ومنها:
ما أخرجه النسائي في سننه عن ثوبان، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال».
دلت هذه الأحاديث على أن قراءة الآيات العشر الأوائل أو الأواخر أو أي عشر آيات عصمة من فتنة الدجال.
والسنة أن يقرأ الشخص الكهف يوم الجمعة وليلتها،
لما رواه الحاكم وقال:
صحيح الإسناد عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من قرأ الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين»
وروى الدارمي والبيهقي: «من قرأها ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق».
كيفية الحمد والثناء على اللّه تعالى ومهام القرآن العظيم
_
(1) تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي 64 وما بعدها، طبع دار الكتاب العربي- دمشق.

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:20
السلام عليكم
نبدأ على بركة الله مع سورة الكهف وفيها ينتصف القرآن الكريم
ما معنى قوله تعالى
((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا )) الكهف(1)

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:22
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) )) سورة الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:24
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
(( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)) الكهف (6)

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:25
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
(( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:28
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
(( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا )) الكهف (9)

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:30
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:32
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)) الكهف (13)

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:33
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:36
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى....ماذا قال العلماء عن مصاحبة الاخيار وكمثال
هذا الكلب الذي خلده الله في كتابه ؟
((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:38
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:39
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:43
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى .....وما دلالة استعمال اذ في القرآن الكريم وفي هذه الآية ؟
واعرب الكلمات المسطرة
((وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:47
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:49
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:50
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:51
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 17:54
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى...مبينا أهمية إلتزام جماعة المؤمنين وعدم الركون للدنيا ؟
((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )) الكهف (28)

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-14, 22:41
السلام عليكم
نبدأ على بركة الله مع سورة الكهف وفيها ينتصف القرآن الكريم
ما معنى قوله تعالى
((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا )) الكهف(1)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ

[الكهف:01]
(( ولم يجعل له عوجا)) أي لم يجعل فيه اعوجاجاً ولا زيغاً ولا ميلاً، بل جعله معتدلاً مستقيماً، ولهذا قال: (( قيما))أي مستقيماً.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-14, 22:46
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
(( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)) الكهف (6)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

[الكهف:06]
((فلعلك باخع )) مهلك (( نفسك على آثارهم )) بعدهم أي بعد توليهم عنك (( إن لم يؤمنوا بهذا الحديث )) القرآن (( أسفا )) غيظا وحزنا منك لحرصك على إيمانهم، ونصبه على المفعول له

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-14, 22:56
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
(( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) )) الكهف



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:07]
(( إنا جعلنا ما على الأرض زينة)) ((ما)) و (( زينة)) مفعولان. والزينة كل ما على وجه الأرض؛ فهو عموم لأنه دال على بارئه. وقال ابن جبير عن ابن عباس : أراد بالزينة الرجال؛ قال مجاهد. وروى عكرمة عن ابن عباس أن الزينة الخلفاء والأمراء. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى (( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها)) قال : العلماء زينة الأرض. وقالت فرقة : أراد النعم والملابس والثمار والخضرة والمياه، ونحو هذا مما فيه زينة؛ ولم يدخل فيه الجبال الصم وكل ما لا زينة فيه كالحيات والعقارب. والقول بالعموم أولى، وأن كل ما على الأرض فيه زينة من جهة خلقه وصنعه وإحكامه. والآية بسط في التسلية؛ أي لا تهتم يا محمد للدنيا وأهلها فإنا إنما جعلنا ذلك امتحانا واختبارا لأهلها؛ فمنهم من يتدبر ويؤمن، ومنهم من يكفر، ثم يوم القيامة بين أيديهم؛ فلا يعظمن عليك كفرهم فإنا نجازيهم.

[الكهف:07]

((وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ))
ترابا لا نبات به؛ كأنه قطع نباته. والجرز : القطع؛ ومنه سنة جرز. قال الراجز : قد جرفتهن النون الأجراز والأرض الجرز التي لا نبات فيها ولا شيء من عمارة وغيرها؛ كأنه قطع وأزيل. يعني يوم القيامة؛ فإن الأرض تكون مستوية لا مستتر فيها. النحاس : والجرز في اللغة الأرض التي لا نبات بها. قال الكسائي : يقال جرزت الأرض تجرز، وجرزها القوم يجرزونها إذا أكلوا كل ما جاء فيا من النبات والزرع فهي مجروزة وجُرُز.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.

أيمن عبد الله
2014-04-14, 22:58
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 22:59
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-14, 23:08
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) )) الكهف

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-14, 23:09
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) )) سورة الكهف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:02]
(( بأسا )) عذابا (( شديدا من لدنه )) من قِبل الله

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
[الكهف:03]
((ماكثين فيه أبدا)) أي دار الخلد لا يموتون فيها، الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم، وعملوا بما أمرتهم به من الأعمال.



تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-14, 23:15
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
(( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا )) الكهف (9)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:09]
.هذا إخبار من اللّه تعالى عن قصة أصحاب الكهف (( أم حسبت)) يعني يا محمد ((أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)) أي ليس أمرهم عجيباً في قدرتنا وسلطاننا فإن خلق السماوات والأرض وتسخير الشمس والقمر وغير ذلك من الآيات العظيمة الدالة على قدرة اللّه تعالى؛ وأنه على ما يشاء قادر، ولا يعجزه شيء - أعجب من أخبار أصحاب الكهف، كما قال مجاهد: قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك، وقال ابن عباس: الذي آتيتك من العلم والسنّة والكتاب أفضل من شأن أصحاب الكهف والرقيم، وقال محمد بن إسحاق: ما أظهرت من حججي على العباد أعجب من شأن أصحاب الكهف والرقيم، وأما الكهف: فهو الغار في الجبل، وهو الذي لجأ إليه هؤلاء الفتية المذكورون، وأما الرقيم: فقال ابن عباس: هو واد قريب من أيلة. وقال الضحّاك: أما الكهف فهو غار الوادي، والرقيم اسم الوادي، وقال مجاهد: الرقيم كتاب بنيانهم، ويقول بعضهم هو الوادي الذي فيه كهفهم. وقال ابن عباس: الرقيم الجبل الذي فيه الكهف. وقال سعيد بن جبير: الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الرقيم الكتاب، ثم قرأ (( كتاب مرقوم)) وهذا هو الظاهر من الآية وهو اختيار ابن جرير، قال الرقيم بمعنى مرقوم، كما يقال للمقتول قتيل وللمجروح جريح، واللّه أعلم.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.

أيمن عبد الله
2014-04-14, 23:20
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) )) الكهف

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-14, 23:39
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) )) الكهف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:11]
.الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : (( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانهمْ فِي الْكَهْف سِنِينَ عَدَدًا )) يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : (( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانهمْ فِي الْكَهْف )) : فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانهمْ بِالنَّوْمِ فِي الْكَهْف : أَيْ أَلْقَيْنَا عَلَيْهِمْ النَّوْم , كَمَا يَقُول الْقَائِل لِآخَر : ضَرَبَك اللَّه بِالْفَالِجِ , بِمَعْنَى اِبْتَلَاهُ اللَّه بِهِ , وَأَرْسَلَهُ عَلَيْهِ . وَقَوْله : (( سِنِينَ عَدَدًا )) يَعْنِي سِنِينَ مَعْدُودَة , وَنَصَبَ الْعَدَد بِقَوْلِهِ (( فَضَرَبْنَا ))
تفسير الإمام الطبري ان جرير الطبري
[الكهف:12]
(( ثم بعثناهم )) أيقظناهم (( لنعلم )) علم مشاهدة (( أي الحزبين)) الفريقين المختلفين في مدة لبثهم(( أحصى )) أفعل بمعنى أضبط (( لما لبثوا )) لبثهم متعلق بما بعده (( أمدا )) غاية
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين

أم حميد
2014-04-14, 23:52
Ize="5"][/size]مامعنى كلمة المثلات
الآية 06 من سورة الرعد قال تعالى ك(( ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وان ربك لذو مغفرة للناس عاى ظلمهم وان ربك لشديد العقاب ))

يخبر الله عز وجل عن جهل المكذبين لرسوله ، المشركين به ، الذين وعظوا فلم يتعظوا ،واقيمت عليهم الأدلة فلم ينقادوا لها ،بل جاهروا بالإنكار وقد خلت من قبلهم المثلات : أي وقائع الله وأيامه في الأ مم المكذبين ، أفلا يتفكرون في حالهم
ويتركون جهلهم

والمثلات ج مفرده مثلة :هي العقوبة والتنكيل : ما أصاب القرون الماضية من العذاب وهي عبر يعتبر بها

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


والله أعلم

أيمن عبد الله
2014-04-15, 00:02
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) )) الكهف

أيمن عبد الله
2014-04-15, 00:08
ize="5"][/size]مامعنى كلمة المثلات
الآية 06 من سورة الرعد قال تعالى ك(( ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وان ربك لذو مغفرة للناس عاى ظلمهم وان ربك لشديد العقاب ))

يخبر الله عز وجل عن جهل المكذبين لرسوله ، المشركين به ، الذين وعظوا فلم يتعظوا ،واقيمت عليهم الأدلة فلم ينقادوا لها ،بل جاهروا بالإنكار وقد خلت من قبلهم المثلات : أي وقائع الله وأيامه في الأ مم المكذبين ، أفلا يتفكرون في حالهم
ويتركون جهلهم

والمثلات ج مفرده مثلة :هي العقوبة والتنكيل : ما أصاب القرون الماضية من العذاب وهي عبر يعتبر بها

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


والله أعلم
السلام عليكم
نرحب بالأخت أم حميد ومشاركتها معنا في هذا الموضوع وبيان تفسير
كلام الله عزوجل ...ولكن يا حبذا لو نتبع نفس الطريقة معنا وهي ملاحظة الترتيب فنحن الآن في سورة الكهف ونمشي معها آية آية بالترتيب
فرجاء شاركي معنا في وضع آيات من سورة الكهف لبنحث عن تفسيرها
أو شاركي معنا في وضع التفسير مع تبيين المرجع المعتمد عليه
في ذلك ....كما اننا نستخدم كلنا نفس الخط (الأميري) حتى نحافظ على نسق وجمال الموضوع ....ونكرر الترحيب بك في المنتدى ككل وهذا الموضوع بالخصوص .

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-15, 00:12
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)) الكهف (13)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:13]
.قوله تعالى (( نحن نقص عليك نبأهم بالحق)) لما اقتضى قوله تعالى (( لنعلم أي الحزبين أحصى)) اختلافا وقع في أمد الفتية، عقب بالخبر عن أنه عز وجل يعلم من أمرهم بالحق الذي وقع. (( إنهم فتية)) أي شباب وأحداث حكم لهم بالفتوة حين آمنوا بلا واسطة؛ كذلك قال أهل اللسان : رأس الفتوة الإيمان. وقال الجنيد : الفتوة بذل الندى وكف الأذى وترك الشكوى. وقيل : الفتوة اجتناب المحارم واستعجال المكارم. وقيل غير هذا. وهذا القول حسن جدا؛ لأنه يعم بالمعنى جميع ما قيل في الفتوة. (( وزدناهم هدى)) أي يسرناهم للعمل الصالح؛ من الانقطاع إلى الله تعالى، ومباعدة الناس، والزهد في الدنيا. وهذه زيادة على الإيمان. وقال السدي : زادهم هدى بكلب الراعي حين طردوه ورجموه مخافة أن ينبح عليهم وينبه بهم؛ فرفع الكلب يديه إلى السماء كالداعي فأنطقه الله، فقال : يا قوم لم تطردونني، لم ترجمونني لم تضربونني فوالله لقد عرفت الله قبل أن تعرفوه بأربعين سنة؛ فزادهم الله بذلك هدى.

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-15, 00:25
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى

((وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) )) الكهف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:14]
(( وربطنا على قلوبهم )) قويناها على قول الحق (( إذ قاموا )) بين يدي ملكهم وقد أمرهم بالسجود للأصنام (( فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه )) أي غيره (( إلها لقد قلنا إذا شططا )) أي قولاً ذا شطط أي إفراط في الكفر إن دعونا إلها غير الله فرضا.

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[الكهف:15]
(( هؤلاء )) مبتدأ (( قومنا )) عطف بيان (( اتخذوا من دونه آلهة لولا )) هلا (( يأتون عليهم )) على عبادتهم (( بسلطان بين )) بحجة ظاهرة (( فمن أظلم )) أي لا أحد أظلم (( ممن افترى على الله كذبا )) بنسبة الشريك إليه تعالى قال بعض الفتية لبعض.

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[الكهف:16]
(( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله)) قال : كان فتية من قوم يعبدون الله ويعبدون معه آلهة فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله. ابن عطية : فعلى ما قال قتادة تكون (( إلا)) بمنزلة غير، و (( ما)) من قوله (( وما يعبدون إلا الله)) في موضع نصب، عطفا على الضمير في قول (( اعتزلتموهم)) . ومضمن هذه الآية أن بعضهم قال لبعض : إذا فارقنا الكفار وانفردنا بالله تعالى فلنجعل الكهف مأوى ونتكل على الله؛ فإنه سيبسط لنا رحمته، وينشرها علينا، ويهيئ لنا من أمرنا مرفقا. وهذا كله دعاء بحسب الدنيا، وعلى ثقة كانوا من الله في أمر آخرتهم. وقال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه : كان أصحاب الكهف صياقلة، واسم الكهف حيوم.(( مرفقا)) قرئ بكسر الميم وفتحها، وهو ما يرتفق به وكذلك مرفق الإنسان ومرفقه؛ ومنهم من يجعل (( المرفق)) بفتح الميم الموضع كالمسجد وهما لغتان.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.

أيمن عبد الله
2014-04-15, 00:27
سؤال
ماهي الآية القرآنية التي ينتصف فيها القرآن الكريم ؟

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-15, 16:04
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى....ماذا قال العلماء عن مصاحبة الاخيار وكمثال
هذا الكلب الذي خلده الله في كتابه ؟
((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) )) الكهف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف-17]
(( وترى الشمس إذا طلعت تزّاور )) بالتشديد والتخفيف تميل (( عن كهفهم ذات اليمين)) ناحيته (( وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال )) تتركهم وتتجاوز عنهم فلا تصيبهم ألبتة (( وهم في فجوة منه )) متسع من الكهف ينالهم برد الريح ونسيمها (( ذلك )) المذكور (( من آيات الله )) دلائل قدرته (( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا )) .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.

[الكهف-18]
(( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)) الوصيد الفناء، وقال ابن عباس: بالباب، قال ابن جريج: يحرس عليهم الباب، وهذا من سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم، كأنه يحرسهم، وكان جلوسه خارج الباب لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، كما ورد في الصحيح، ولا صورة ولا جنب، [وشملت كلبهم بركتهم فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال، وهذه فائدة صحبة الأخيار فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن،] وقوله تعالى: (( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا)) أي أنه تعالى ألقى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر أحد عليهم إلا هابهم لما ألبسوا من المهابة والذعر، لئلا يدنو منهم أحد ولا تمسهم يد لامس، حتى يبلغ الكتاب أجله، لما له في ذلك من الحكمة البالغة، والرحمة الواسعة.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.

قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-04-15, 16:11
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) )) الكهف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف-19]
.يقول تعالى: كما أرقدناهم بعثناهم صحيحة أبدانهم، وأشعارهم وأبشارهم، لم يفقدوا من أحوالهم وهيآتهم شيئاً، وذلك بعد ثلثمائة سنة وتسع سنين، ولهذا تساءلوا بينهم (( كم لبثتم)) ؟ أي كم رقدتم؟ (( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم))لأنه كان دخولهم إلى الكهف في أول نهار، واستيقاظهم كان في آخر نهار، ولهذا استدركوا فقالوا: (( أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم)) أي أعلم بأمركم، وكأنه حصل لهم نوع تردد في كثرة نومهم، فاللّه أعلم، ثم عدلوا إلى الأهم في أمرهم إذ ذاك، وهو احتياجهم إلى الطعام والشراب، فقالوا: (( فابعثوا أحدكم بورقكم)) أي فضتكم هذه، وذلك أنهم كانوا قد استصحبوا معهم دراهم من منازلهم لحاجتهم إليها، فتصدقوا منها وبقي منها؛ فلهذا قالوا (( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة)) أي مدينتكم التي خرجتم منها (( فلينظر أيها أزكى طعاما)) أي أطيب طعاماً، كقوله: (( ما زكى منكم أحد أبداً)) ، وقوله: (( قد أفلح من تزكى)) ، ومنه الزكاة التي تطيب المال وتطهره. وقوله (( وليتلطف)) أي في خروجه وإيابه، يقولون وليختف كل ما يقدر عليه، (( ولا يشعرن)) أي ولا يعلمن بكم أحدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) )) الكهف

[الكهف-20]
(( إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم)) أي إن علموا بمكانكم (( يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم)) يعنون أصحاب دقيانوس، يخافون منهم أن يطلعوا على مكانهم، فلا يزالون يعذبونكم بأنواع العذاب إلى أن يعيدوكم في ملتهم التي هم عليها أو يموتوا، وإن وافقتموهم على العود في الدين فلا فلاح لكم في الدينا ولا في الآخرة، ولهذا قال: (( ولن تفلحوا إذا أبدا))
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.

المسافر 09
2014-04-15, 17:00
ما معنى قوله تعالى

(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:01
ما معنى قوله تعالى
(فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:03
ما معنى قوله تعالى
( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:05
ما معنى قوله تعالى
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:09
ما معنى قوله تعالى
( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:10
ما معنى قوله تعالى
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:13
ما معنى قوله تعالى
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:16
ما معنى قوله تعالى
( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:17
ما معنى قوله تعالى
((وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:24
ما معنى قوله تعالى
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:27
ما معنى قوله تعالى
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61 ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:29
ما معنى قوله تعالى
(فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:32
ما معنى قوله تعالى
(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:35
ما معنى قوله تعالى
(فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:38
ما معنى قوله تعالى
( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:39
ما معنى قوله تعالى
( قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:41
ما معنى قوله تعالى
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:42
ما معنى قوله تعالى
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:48
ما معنى قوله تعالى
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:51
ما معنى قوله تعالى
( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:53
ما معنى قوله تعالى
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:55
ما معنى قوله تعالى
(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:56
ما معنى قوله تعالى
(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 17:58
ما معنى قوله تعالى
( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 18:01
ما معنى قوله تعالى
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 18:03
ما معنى قوله تعالى
( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 18:06
السلام عليكم
ختام سورة الكهف
ما معنى قوله تعالى
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) ) من سورة الكهف

المسافر 09
2014-04-15, 22:50
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) )) الكهف

السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) )) الكهف
{ سَيَقُولُونَ ثلاثة رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } هؤلاء القائلون بأنهم ثلاثة أو خمسة أو سبعة ، هم المتنازعون في عددهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب والمسلمين ، وقيل : هم أهل الكتاب خاصة ، وعلى كل تقدير فليس المراد أنهم جميعاً قالوا جميع ذلك ، بل قال بعضهم بكذا ، وبعضهم بكذا ، وبعضهم بكذا } ثلاثة رابعهم كلبهم } أي : هم ثلاثة أشخاص ، وجملة { رابعهم كلبهم } في محل نصب على الحال أي : حال كون كلبهم جاعلهم أربعة بانضمامه إليهم { وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ } الكلام فيه كالكلام فيما قبله ، وانتصاب { رَجْماً بالغيب } على الحال ، أي : راجمين أو على المصدر ، أي : يرجمون رجماً ، والرجم بالغيب هو القول بالظن والحدس من غير يقين ، والموصوفون بالرجم بالغيب هم كلا الفريقين القائلين بأنهم ثلاثة ، والقائلين بأنهم خمسة { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } كأن قول هذه الفرقة أقرب إلى الصواب بدلالة عدم إدخالهم في سلك الراجمين بالغيب . قيل : وإظهار الواو في هذه الجملة يدل على أنها مرادة في الجملتين الأوليين . قال أبو عليّ الفارسي : قوله { رابعهم كلبهم } ، و { سادسهم كلبهم } جملتان استغني عن حرف العطف فيهما بما تضمنتا من ذكر الجملة الأولى وهي قوله : { ثلاثة } ، والتقدير : هم ثلاثة ، هكذا حكاه الواحدي عن أبي علي ، ثم قال : وهذا معنى قول الزجاج في دخول الواو في : { وثامنهم } وإخراجها من الأوّل ، وقيل : هي مزيدة للتوكيد ، وقيل : إنها واو الثمانية ، وإن ذكره متداول على ألسن العرب إذا وصلوا إلى الثمانية كما في قوله تعالى : { وَفُتِحَتْ أبوابها } [ الزمر : 73 ] وقوله : { ثيبات وَأَبْكَاراً } [ التحريم : 5 ] . ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر المختلفين في عددهم بما يقطع التنازع بينهم فقال : { قُل رَّبّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم } منكم أيها المختلفون ، ثم أثبت علم ذلك لقليل من الناس فقال : { مَّا يَعْلَمُهُمْ } أي : يعلم ذواتهم فضلاً عن عددهم ، أو ما يعلم عددهم على حذف المضاف { إِلاَّ قَلِيلٌ } من الناس ، ثم نهى الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم عن الجدال مع أهل الكتاب في شأن أصحاب الكهف فقال : { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ } المراء في اللغة : الجدال يقال : مارى يماري مماراة ومراءً أي : جادل ، ثم استثنى سبحانه من المراء ما كان ظاهراً واضحاً فقال : { إِلاَّ مِرَآء ظاهرا } أي : غير متعمق فيه وهو أن يقصّ عليهم ما أوحى الله إليه فحسب . وقال الرازي : هو أن لا يكذبهم في تعيين ذلك العدد ، بل يقول : هذا التعيين لا دليل عليه ، فوجب التوقف ، ثم نهاه سبحانه عن الاستفتاء في شأنهم فقال : { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً } أي : لا تستفت في شأنهم من الخائفيين فيهم أحداً منهم ، لأن المفتي يجب أن يكون أعلم من المستفتي ، وها هنا الأمر بالعكس ، ولا سيما في واقعة أهل الكهف ، وفيما قصّ الله عليك في ذلك ما يغنيك عن سؤال من لا علم له .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني

المسافر 09
2014-04-15, 22:59
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) )) الكهف

ما معنى قوله تعالى
((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) )) الكهف
{ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله } أي لا تقل يا محمد في شأن تريد فعله مستقبلاً أي سأفعل كذا إلا أن تقول إن شاء الله ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما سأله وفد قريش بإيعاز من اليهود عن المسائل الثلاث : الروح ، وأصحاب الكهف وذي القرنين ، قال لسائليه : أجيبكم غداً انتظاراً للوحي ولم يقل إن شاء الله ، فأدبه به تعالى بانقطاع الوحي عنه نصف شهر ، وأنزل هذه السورة وفيها تأديب له صلى الله عليه وقوله : { واذكر ربك إذا نسيت } أي إذا نسيت الاستثناء الذي علمناك فاذكره ولو بعد حين لتخرج من الحرج .
أما الكفارة فلازمة إلا أن يكون الاستثناء متصلاً وقوله تعالى : { وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشداً } أي وقل بعد النسيان والاستثناء المطلوب منك { عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشداً } أي لعل الله تعالى أن يهديني فيسددني لأّسَدَّ ما وعدتكم أن أخبركم به مما هو أظهر دلالة على نبوتي مما سألتموني عنه اختباراً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-15, 23:02
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) )) الكهف

ما معنى قوله تعالى
((وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) )) الكهف
*وقوله تعالى { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا } يخبر تعالى أن الفتية لبثوا في كهفهم رقوداً من ساعة دخلوه إلى أن أعثر عليهم قومهم ثلاثمائة سنين بالحساب الشمسي وزيادة بالحساب القمري .
وقوله : { قل الله أعلم بما لبثوا } رد به على من قال من أهل الكتاب إن الثلاثمائة والتسع سنين هي من ساعة دخولهم الكهف إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطل الله هذا بتقرير الثلثمائة والتسع أولاً وبقوله { الله أعلم بما لبثوا } وثانياً وبقوله : { له غيب السموات والأرض } أي ما غاب فيهما ، ثالثاً ، وبقوله : { أبصر به وأسمع } أي ما أبصره بخلفه وما أسمعه لأقوالهم حيث لا يخفى عليه شيء من أمورهم وأحوالهم خامساً ، وقوله { ليس لهم } أي لأهل السموات والأرض من دونه تعالى { من ولي } أيْ ولا ناصر { ولا يشرك في حكمه أحداً } لغناه عما سواه ولعدم وجود شريك له بحال من الأحوال .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان اختلاف أهل الكتاب وعدم ضبطهم للأحداث التاريخية .
2- بيان عدد فتية أصحاب الكهف وأنهم سبعة وثامنهم كلبهم .
3- من الأدب مع الله تعالى أن لا يقول العبد سأفعل كذا مستقبلاً إلا قال بعدها إن شاء الله .
4- من الأدب من نسي الاستثناء أن يستثني ولو بعد حين فإن لا ينفعه الاستثناء إلا إذا كان متصلاً بكلامه .
5- تقرير المدة التي لبثها في كهفهم وهي ثلاث مائة وتسع سنين بالحساب القمري .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-15, 23:05
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) )) الكهف

ما معنى قوله تعالى
((وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) )) الكهف
بعد نهاية الحديث عن أصحاب الكهف أمر تعالى رسوله بتلاوة كتابه فقال : { واتل } أي وأقرأ { ما أوحي إليك من كتاب ربك } تعبداً ودعوة للناس الى ربهم به وتعليماً للمؤمنين بما جاء فيه من الهدى .
وقوله : { لا مبدل لكلماته } أي لا تتركن تلاوته والعمل به والدعوة إليه فتكون من الهالكين فإن ما وعد ربك به المعرضين عنه المكذبين به كائن حقاً وواقع صدقاً فإن ربك { لا مبدل لكلماته } الشتملة على وعده لأوليائه ووعيده لأعدائه ممن كفورا به وكذبوا بكتابه فلم يحلوا حلاله ولم يحرموا حرامه .
وقوله تعالى : { ولن تجد من دون ملتحداً } أي انك إن لم تتل كتابه الذي أوحاه إليك وتعمل بما فيه فنالك ما أوعد به الكافرين المعرضين عن ذكره . { لن تجد من دون الله ملتحداً } أي موئلالاً تميل إليه وملجأ تحتمي به وإذا كان مثل هذا الوعيد الشديد يوجه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم فغيره ممن تركوا تلاوة القرآن والعمل به فلا أقاموا حدوده ولا أحلوا حلاله ولا حرموا حرامه أولى بهذا الوعيد وهو حائق بهم لا محالة إن لم يتوبوا قبل موتهم.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-15, 23:12
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى...مبينا أهمية إلتزام جماعة المؤمنين وعدم الركون للدنيا ؟
((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )) الكهف (28)

ما معنى قوله تعالى...مبينا أهمية إلتزام جماعة المؤمنين وعدم الركون للدنيا ؟
((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )) الكهف (28)
نزلتْ هذه الآية في « أهل الصُّفَّة » وهم جماعة من أهل الله انقطعوا للعبادة فتناولتهم ألسنة الناس واعترضوا عليهم ، لماذا لا يعملون؟ ولماذا لا يشتغلون كباقي الناس؟ بل وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : نريد أن تلتفت إلينا ، وأن تترك هؤلاء المجاذيب ، فأنزل الله تعالى : { واصبر نَفْسَكَ مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم . . } [ الكهف : 28 ]
لذلك علينا حينما نرى مثل هؤلاء الذين نُسمِّيهم المجاذيب الذين انقطعوا لعبادة الله أن لا نحتقرهم ، ولا نُقلِّل من شأنهم أو نتهمهم؛ لأن الله تعالى جعلهم موازين للتكامل في الكون ، ذلك أن صاحب الدنيا الذي انغمس فيها وعاش لها وباع دينه من أجل دُنْياه حينما يرى هذا العابد قد نفض يديه من الدنيا ، وألقاها وراء ظهره ، وراح يستند إلى حائط المسجد مُمدّداً رجلاً ، لا تعنيه أمور الدنيا بما فيها .
ومن العجيب أن صاحب الدنيا هذا العظيم صاحب الجاه تراه إنْ أصابه مكروه أو نزلتْ به نازلة يُهْرَع إلى هذا الشيخ يُقبّل يديه ويطلب منه الدعاء ، وكأن الخالق سبحانه جعل هؤلاء المجاذيب ليرد بهم جماح أهل الدنيا المنهمكين في دوامتها المغرورين بزهرتها .
وأيضاً ، كثيراً ما ترى أهل الدنيا في خِدْمة هؤلاء العباد ، ففي يوم من الأيام قُمْنا لصلاة المغرب في مسجد سيدنا الحسين ، وكان معنا رجل كبير من رجال الاقتصاد ، فإذا به يُخرج مبلغاً من المال ويطلب من العامل صرفه إلى جنيهات ، فأتى العامل بالمبلغ في صورة جنيهات من الحجم الصغير ، فإذا برجل الاقتصاد الكبير يقول له : لا ، لا بُدَّ من جنيهات من الحجم الكبير؛ لأن فلاناً المجذوب على باب الحسين لا يأخذ إلا بالجنيه الكبير ، فقلت في نفسي : سبحان الله مجذوب على باب المسجد وشغل أكبر رجل اقتصاد في مصر ، ويحرص الرجل على إرضائه ويعطيه ما يريد .
ثم يقول تعالى : { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ . . } [ الكهف : 28 ] أي : اجعل عينيك فيهم ، ولا تصرفها عنهم إلى غيرهم من أهل الدنيا؛ لأن مَدد النظرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد للمؤمن { تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا . . } [ الكهف : 28 ] لأنك إنْ فعلتَ ذلك وانصرفتَ عنهم ، فكأنك تريد زينة الحياة الدنيا وزخارفها .
وفي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بملازمة أهل الصُّفَّة وعدم الانصراف عنهم إلى أهل الدنيا ما يُقوِّي هؤلاء النفر من أهل الإيمان الذين جعلوا دَيْدنهم وشاغلهم الشاغل عبادة الله والتقرُّب إليه .
لكن ، هل المطلوب أن يكون الناس جميعاً كأهل الصُّفَّة منقطعين للعبادة؟ بالطبع لا ، فالحق سبحانه وتعالى جعلهم بين الناس قِلّة ، في كل بلد واحد أو اثنان ليكونوا أُسْوة تُذكِّر الناس وتكبح جماح تطلّعاتهم إلى الدنيا .
ومن العجيب أن ترى البعض يدَّعي حال هؤلاء ، ويُوهِم الناس أنه مجذوب ، وأنه وَليٌّ نَصْباً واحتيالاً ، والشيء لا يُدَّعَى إلا إذا كانت من ورائه فائدة ، كالذي يدَّعي الطب أو يدَّعي العلم لما رأى من مَيْزات الطبيب والعالم . فلما رأى البعض حال هؤلاء المجاذيب ، وكيف أنهم عزفوا عن الدنيا فجاءتْ إليهم تدقُّ أبوابهم ، وسعى إليهم أهلها بخيراتها ، فضلاً عَمَّا لهم من مكانة ومنزلة في النفس ومحبة في القلوب .
فلماذا إذنْ لا يدعون هذه الحال؟ ولماذا لا ينعمون بكل هذه الخيرات دون أدنى مجهود؟ وما أفسد على هؤلاء العباد حالَهم ، وما خاض الناس في سيرتهم إلا بسبب هذه الطبقة الدخيلة المدَّعية التي استمرأتْ حياة الكسل والهوان .
ثم يقول تعالى : { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا . . } [ الكهف : 28 ] لأنه لا يأمرك بالانصراف عن هؤلاء والالتفات إلى أهل الدنيا إلا مَنْ غفل عن ذكر الله ، أما مَن اطمأن قلبه إلى ذِكْرنا وذاق حلاوة الإيمان فإنه لا يأمر بمثل هذا الأمر ، بل هو أقرب ما يكون إلى هؤلاء المجاذيب الأولياء من أهل الصُّفَّة ، بل وربما تراوده نفسه أن يكون مثلهم ، فكيف يأمر بالانصراف عنهم؟
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم الموقف من الدنيا في قوله : « أوحى الله إلى الدنيا : مَنْ خدمني فاخدميه ، ومَنْ خدمك فاستخدميه . . » فالدنيا بأهلها في خدمة المؤمن الذي يعمر الإيمانُ قلبه ، وليس في باله إلا الله في كل ما يأتي أو يَدَع .
وقوله تعالى : { واتبع هَوَاهُ . . } [ الكهف : 28 ] أي : أن هذا الذي يُحرِّضك على أهل الصُّفَّة ما غفل قلبه عن ذكرنا إلا لأنه سار خلف هواه ، فأخذه هواه وألهاه عن ذكر الله ، فما دام قد انشغل بشيء يوافق هواه فلن يهتم بمطلوب الله ، إنه مشغول بمطلوب نفسه؛ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تِبَعاً لما جئتُ به » .
فالمؤمن الحق سليم الإيمان مَنْ كان هواه ورغبته موافقة لمنهج الله ، لا يحيد عنه ، وقد قال الحق سبحانه وتعالى : { وَلَوِ اتبع الحق أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ السماوات والأرض . . } [ المؤمنون : 71 ]
وقوله تعالى : { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } [ الكهف : 28 ] أي : كان أمره ضياعاً وهباءً ، فكأنه أضاع نفسه .
ثم يقول الحق سبحانه : { وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن . . . } .
تفسير الشعراوي
محمد متولي الشعراوي

المسافر 09
2014-04-15, 23:19
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) )) الكهف

ما معنى قوله تعالى
((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) )) الكهف
{ أحاط بهم سرادقها } : حائط من نار أحيط بهؤلاء المعذبين في النار .
{ بماء كالمهل } : أي كعكعر الزيت أي الدردي وهو ما يبقى في أسفل الإناء ثخناً رديئاً .
{ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } أي هذا الذي جئت به وأدعوا إليه من الايمان والتوحيد والطاعة لله بالعمل الصالح هو ( الحق من ربكم ) أيها الناس . { فمن شاء } الله هدايته فآمن وعمل صالحاً فقد نجاه ومن لم يشأ الله هدايته فبقي على كفره فلم يؤمن فقد خاب وخسر .
وقوله : { إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها } أي جدرانها النارية ، { وإن يستغيثوا } من شدة العطش { يغاثوا بماء كالمهل } ردئياً ثخيناً { يشوي الوجوه } إذا أدناه الشارب من وجهه ليشرب شوى جلده ووجهه ولذا قيل فيه ذم له . { بئس الشراب وساءت } أي جهنم { مرتفقاً } في منزلها وطعامها وشرابها إذ كله سوء وعذاب هذا وعيد من اختار الكفر على الإيمان.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-15, 23:23
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) )) الكهف

ما معنى قوله تعالى
((أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) )) الكهف
{ من سندس واستبرق } : أي مارق من الديباج ، والاستبرق ما غلظ منه أي من الديباج
{ أولئك لهم جنات عدن } أي إقامة دائمة { تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق ، متكئين فيها على الآرائك } وهي الأسرة بالحجلة . ثم أثنى الله تعالى على نعيمهم الذي أعده لهم بقولهم : { نعم الثواب } الذي أثيبوا { وحسنت } الجنة في حيلها وثيابها وفرشها وأسرتها وطعامها وشرابها وحورها ورضوان الله فيها { حسنت مرتفقاً } يرتفقون فيه وبه ، جعلنا الله من أهلها .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان خيبة وخسران المعرضين عن كتاب الله فلم يتلوه ولم يعملوا بما جاء فيه من شرائع وأحكام .
2- الترغيب في مجالسة أبناء الآخرة الفقراء الصابرون وترك أبناء الدنيا والإعراض عما هم فيه .
3- على الداعي الى الله تعالى أن يبين الحق ، والناس بعد بحسب ما كتب لهم أو عليهم .
4- الترغيب والترهيب بذكر جزاء الفريقين الؤمنين والكافرين .
5- عذاب النار شر عذاب ، ونعيم الجنة ، نعم النعيم ولا يهلك على الله إلا هالك .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-15, 23:27
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) )) الكهف

ما معنى قوله تعالى
((وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) )) الكهف
{ وأضرب بهم مثلاً } : أي أجعل لهم مثلاً هو رجلين . . . الخ . { جنتين } : أي بستانين .
{ وحففناهما بنخل } : أي أحطناهما بخل .
{ آتت أكلها } : أي أعطت ثمارها وهو ما يؤكل .
{ ولم تظلم منهم شيئاً } : أي ولم تنقص منه شيئاً بل أتت به كاملاً ووافياً .
{ خلالهما نهراً } : اي خلال الأشجار والنخيل نهراً جارياً .
{ وهو يحاوره } : أي يحادثه ويتكلم معه .
{ وأعز نفراً } : أي عشيرة ورهطاً .
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم واضرب لأولئك المشركين المتكبرين الذين اقترحوا عليك أن تطرد الفقراء المؤمنين من حولك حتى يجلسوا إليك ويسمعوا منك { اضرب لهم } أي اجعل لهم مثلا : { رجلين } مؤمناً وكافرا { جعلنا لأحدكما } وهو الكافر { جنتين من أعناب وحففناهما بنخل } أي أحطناهما بنخل ، { وجعلنا بينهما } أي بين الكروم والنخيل { زرعاً } { كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً } أي لم تنقص منه شيئاً { وفجرنا خلالهما نهراً } ليسقيهما . { وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره } أي في الكلام يراجعه ، ويفاخره : { أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً } أي عشيرة ورهطاً ، قال هذا فخراً وتعاظماً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-15, 23:31
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) )) الكهف

ما معنى قوله تعالى
((وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) )) الكهف
{ تبيد } : أي تفنى وتذهب .
{ خيراً منها منقلباً } : أي مرجعاً في الآخرة .
{ أكفرت بالذي خلقك من تراب ؟! } : الأستفهام للتوبيخ والخلق من تراب باعتبار الأصل هو آدم .
{ ودخل جنته } والحال أنه { ظالم نفسه } بالكفر والكبر وقال : { ما أظن أن تبيد هذه } يشير إلى جنته { أبداً } أي لا تفنى . { وما أظن الساعة قائمة ولئن ردت الى ربي } كما تقول أنت { لأجدن خيراً منها } أي من جنتي { منقلباً } أي مرجعاً إن قامت الساعة وبعث الناس معهم . هذا القول من هذا الرجل هو ما يسمى بالغرور النفسي الذي يصاب به أهل الشرك والكبر .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-15, 23:34
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) )) الكهف

ما معنى قوله تعالى
((قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) )) الكهف
وهنا قال له صاحبه المسلم { وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب } وهو الله عز وجل حيث خلق أباك آدم من ( تراب ثم من نطفة ) أي ثم خلقك أنت من نطفة أي من مني { ثم سواك رجلاً } وهذا توبيخ من المؤمن للكافر المغرور ثم قال له : { لكنا هو الله ربي } أي لكن أنا أقول هو الله ربي ، { ولا أشرك بربي أحداً } من خلقه في عبادته .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- استحسان ضرب الأمثال للوصول بالمعاني الخفية الى الاذهان .
2- بيان صورة مثالية لغرس بساتين النخل والكروم .
3- تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء .
4- التنديد بالكبر والغرور حيث يفيضان بصاحبهما الى الشرك الكفر.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 10:29
ما معنى قوله تعالى

(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى

(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) من سورة الكهف
ما زال السياق الكريم في المثل المضرورب للمؤمن الفقير والكافر الغني فقد قال المؤمن للكافر ما أخبر تعالى به في قوله : { ولولا إذ دخلت جنتك } أي هلا إذ دخلت بستانك قلت عند تعجبك من حسنه وكماله { ما شاء الله } أي كان { لا قوة إلا بالله } أي لا قوة لأحد على فعل شيء أو تركه بإقدار الله تعالى له وإعانته عليه قلل هذا المؤمن نصحاً للكافر وتوبيخاً له .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 10:33
ما معنى قوله تعالى
(فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) من سورة الكهف
ثم قال له { إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً } اليوم { فعسى ربي } أي فرجائي في الله { أن يؤتيني خيراً من جنتك ويرسل عليها } أي على جنة الكافر { حسباناً من السماء } أي عذاباً ترمى به . ( فتصبح صعيداً زلقاً ) : أي تراباً أملس لا ينبت زرعاً ولا يثبت عليه قدم . { أو يصبح ماؤها غوراً } الذي تسقى به غائراً في أعماق الأرض فلن تقدر على إستخراجه مرة أخرى ، وهو معنى { فلن تستطيع له طلباً } .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 10:38
ما معنى قوله تعالى
( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) ) من سورة الكهف
{ او يصبح ماؤها غوراً } : أي غائراً في اعماق الأرض فلا يقدر عل ى استنباطه وإخراجه .
{ واحيط بثمره } : أي هلكت ثماره ، فلم يبقى منها شيء .
{ يقلب كفيه } : ندماً وحسرة على ما أنفق من جهد كبير ومال طائل .
{ وهي خاوية على عروشها } : أي ساقطة على أعمدتها التي كان يعرش بها للكرم ، وعلى جدران مبانيها .
يخبر تعالى أن رجاء المؤمن قد تحقق إذ قد احيط فعلاً ببستان الكافر فهلك ما فيه من ثمر { فأصبح يقلب كفيه } ندماً وتحسراً { على ما أنفق فيها } من جهد ومال في جنته { وهي خاوية على عروشها } أي ساقطة على أعمدة الكرم التي كان يعرشها للكرم أي يحمله عليها كما سقطت جدران مبانيها على سقوفها وهو يتحسر ويتندم ويقول : { يا ليتني لم أشرك بربي أحداً ، ولم تكن له } جماعة قوية تنصره { من دون الله وما كان } المنهزم { هنالك } أي يوم القيامة { الولاية } اي القوة والملك والسلطان { لله } أي المعبود { الحق } لا لغيره من الأصنام والأحجار { هو } تعالى { خير ثواباُ } اي خير من يثبت على الإيمان والعمل الصالح . { وخير عقباً } أي خير يعقب أي يجزي بحسن العواقب .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 10:41
ما معنى قوله تعالى
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) ) من سورة الكهف
{ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا } ، وقال قتادة : يصفق كفيه متأسفاً متلهفاً على الأموال التي أذهبها عليها ، { وَيَقُولُ ياليتني لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } أي عشيرة أو ولد كما افتخر بهم واستعز { يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً * هُنَالِكَ الولاية لِلَّهِ الحق } أي الموالاة لله ، أي هنالك كل أحد مؤمن أو كافر يرجع إلأى الله وإلى موالاته والخضوع له إذا وقع العذاب ، كقوله : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قالوا آمَنَّا بالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } [ غافر : 84 ] . وكقوله إخباراً عن فرعون { حتى إِذَآ أَدْرَكَهُ الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الذي آمَنَتْ بِهِ بنوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ المسلمين } [ يونس : 90 ] ، ومنهم من كسر الواو من { الولاية } أي هنالك الحكم لله الحق ، كقوله : { ثُمَّ ردوا إلى الله مَوْلاَهُمُ الحق } [ الأنعام : 62 ] الآية . ولهذا قال تعالى { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً } : أي جزاء { وَخَيْرٌ عُقْباً } أي الأعمال التي تكون لله عزَّ وجلَّ ثوابها خير ، وعاقبتها حميدة رشيدة ، كلها خير .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-04-16, 10:45
ما معنى قوله تعالى
( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) ) من سورة الكهف.
يقول تعالى : { واضرب } يا محمد للناس { مَّثَلَ الحياة الدنيا } في زوالها وفنائها وانقضائها ، { كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السماء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض } أي ما فيها من الحب ، فشب وحسن ، وعلاه الزهر والنور ، والنضرة ، ثم بعد هذا كله { فَأَصْبَحَ هَشِيماً } يابساً { تَذْرُوهُ الرياح } أي تفرقه وتطرحه ذات اليمين وذات الشمال ، { وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } أي هو قادر على هذه الحال وهذه الحال ، وكثيراً ما يضرب الله مثل الحياة الدنيا بهذا المثل كما قال تعالى في سورة يونس : { إِنَّمَا مَثَلُ الحياة الدنيا كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السمآء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض مِمَّا يَأْكُلُ الناس والأنعام } [ الآية : 24 ] ، وقال في سورة الحديد : { اعلموا أَنَّمَا الحياة الدنيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأموال والأولاد كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفار نَبَاتُهُ } [ الآية : 20 ] . وفي الحديث الصحيح : « الدنيا خضرة حلوة » وقوله : { المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا } كقوله : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشهوات مِنَ النساء والبنين والقناطير المقنطرة مِنَ الذهب } [ آل عمران : 14 ] الآية . وقال تعالى : { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ والله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } [ التغابن : 15 ] : أي الإقبال عليه والتفرغ لعبادته خير لكم من اشتغالكم بهم والجمع لهم والشفقة المفرطة عليهم.
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-04-16, 10:47
ما معنى قوله تعالى
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) ) من سورة الكهف
ولهذا قال : { والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } ، قال ابن عباس وسعيد ابن جبير ، وغير واحد من السلف : الباقيات الصالحات : الصلوات الخمس . وقال ابن عباس : { والباقيات الصالحات } : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، وهكذا سئل أمير المؤمنين عثمان بن عفان عن { والباقيات الصالحات } ما هي؟ فقال : هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم . وروي عن سعيد بن المسيب قال : الباقيات الصالحات ( سبحان والحمدلله ولا إله الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ) وقال محمد ابن عجلان عن عمارة قال : سألني سعيد بن المسيب عن الباقيات الصالحات ، فقلت : الصلاة والصيام ، فقال : لم تصب ، فقلت : الزكات والحج ، فقال : لم تصب ، ولكنهن الكلمات الخمس : لا إله إلاّ الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سبحان الله والحمد لله ولا إله الله والله أكبر هنّ الباقيات الصالحات » وفي الحديث : « أما إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئلهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ، ألا وإن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر من الباقيات الصالحات » وقال ابن عباس قوله { والباقيات الصالحات } قال : هي ذكر الله ، قول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله والحمدلله ، وتبارك الله ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، وأستغفر الله ، وصلى الله على رسول الله ، والصيام والصلاة والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة وجميع أعمال الحسنات ، وهن الباقيات الصالحات التي تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السماوات والأرض ، وعنه : هي الكلام الطيب ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هي الأعمال الصالحة كلها ، واختاره ابن جرير رحمه الله .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-04-16, 10:51
ما معنى قوله تعالى
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) ) من سورة الكهف
{ نُسير الجيال } : أي تقتلع من أصولها وتصير هباءً منبثاً .
{ بارزة } : ظاهرة إذ فنى كل ما كان عليها من عمران .
{ فلم نغادر } : لم نترك منهم أحداً .
{ موعداً } : أي ميعاداً لبعثكم أحياء للحساب والجزاء .
لما ذكر تعالى مآل الحياة الدنيا وأنه الفناء والزوال ورغب في الصالحات وثوابها المرجوا يوم القيامة ، ناسب ذكر نبذة عن يوم القيامة ، وهو يوم الجزاء على الكسب في الحياة الدنيا قال تعالى : { ويوم نسير الجبال } أي اذكر { يوم نسير } أي تقتلع من أصولها وتصير هباءً منبثاً ، { وترى الأرض بارزة } ظاهرة ليس عليها شيء ، فهي قاع صفصف { وحشرناهم } أي جمعناهم من قبورهم للموقف { فلم نغادر منه احداً } أي لم نترك منهم أحداً كائناً من كان .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 10:53
ما معنى قوله تعالى
( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) ) من سورة الكهف.
{ وعرضوا على ربك } أيها الرسول صفاً وقوناً اذلاء ، وقيل لهم توبيخاً وتقريعا { لقد جئتمنونا كما خلقناكم أول مرة } لا مال معكم ولا سلطان لكم بل حفاة عراة غرلاً ، جمع اغرل ، وهو الذي لم يختتن .
وقوله تعالى : { بل زعمتم } أي ادعيتم كذباً أنا لا نجمعكم ليوم القيامة ، ولن نجعل لكم موعداً فها أنتم مجموعون لدينا تنتظرون الحساب والجزاء ، وفي هذا من التوبيخ والتقريع ما فيه ، وقوله تعالى في الآية { ووضع الكتاب } يخبر تعالى عن حال العرض عليه فقال : { ووضع الكتاب } أي كتاب الحسنات والسيئات واعطى كل واحد كتابه فالمؤمن يأخذه بيمينه والكافر بشماله ، { فترى المجرمين } في تلك الساعة { مشفقين } أي خائفين { مما فيه } اي في الكتاب من السيآت { ويقولون : آيا وليتنا } ندماً وتحسراً ينادون يا ويلتهم وهي هلاكهم قائلين : { مال لهذا الكتاب لا يغادر لا صغيرة ولا كبيرة } من ذنوبنا { إلا أحصاها } أي أثبتها عداً .
وقوله تعالى : في آخر العرض { ووجدوا ما عملوا حاضراً } أي من خير وشر مثبتاً في كتابهم وحوسبوا به ، وجوزوا عليه { ولا يظلم ربك أبداً } بزيادة سيئة على سيئاته أو بنقص حسنة من حسناته ، ودخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير عقيدة البعث والجزاء بعرضها على مسامع المنكرين لها .
2- يبعث الأنسان كما خلقه الله ليس معه شيء ، حافياً عارياً لم يقطع منه غفلة الذكر .
3- تقرير عقيدة كتب الأعمال في الدنيا وإعطائها أصحابها في الآخرة تحقيقاً للعدالة الإلهية .
4- نفي الظلم عن الله تعالى وهو غير جائز عليه لغناه المطلق وعدم حاجته الى شيء .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 11:00
ما معنى قوله تعالى
((وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
((وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) ) من سورة الكهف

{ مواقعوها } : أي واقعوان فيها ولا يخرجون منها أبداً .
{ ولم يجدوا عنها مصرفاً } : أي مكاناً غيرها ينصرفون اليه لينجوا من عذابها

{ ورأى المجرمون النار } أي يؤتى بها تجر بالسلاسل حتى تبرز لأهل الموقف فيشاهدونها وعندئذ يظن المجرمون اي يوقنوا { أنهم مواقعوها } أي داخلون فيها . { ولم يجدوا عنها مصرفاً } أي مكاناً ينصرفون إليه لأنهم محاطون بالزبانية ، والعياذ بالله من النار وعذابها .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير عداوة إبليس وذريته لبني آدم .
2- العجب من بني آدم كيف يطيعون عدوهم ويعصون ربهم!!
3- لا يستحق العبادة العبادة أحد سوى الله عز وجل لأنه الخالق لكل مبعود مما عُبد من سائر المخلوفات .
4- بيان خزي المشركين يوم القيامة حيث يطلب إليهم أن يدعوا شركاءهم لاغاثتهم فيدعونهم فلا يستجيبون لهم .
5- جمع الله تعالى المشركين وما كانوا يعبدون من الشياطين في موبق واحد في جهنم وهو وادي من شر أودية جهنم وأسواها .

أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 23:12
ما معنى قوله تعالى
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) ) من سورة الكهف
{ أكنة } : أغطية .
{ وفي آذانهم وقراً } : أي ثقلاً فهم لا يسمعون
وهو ما قررته الآية ( 57 ) إذ قال تعالى فيها : { ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه } أي من الإجرام والشر والشرك . اللهم إنه لا أحد اظلم من هذا الإنسان الكافر العنيد . ثم ذكر تعالى سبب ظلم وإعراض ونسيان هؤلاء الظلمة المعرضين الناسين وهو أنه تعالى حسب سنته فيمن توغل في الشر والظلم والفساد يجعل على قلبه كناناً يحيط به فيصبح لا يفقه شيئاً . ويجعل في أذنيه فلا يسمع الهدى . ولذا قال لرسوله صلى الله عليه وسلم : { وإن تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذاً } أي بعد ما جعل على قلوبهم من الأكنة وفي آذانهم من الوقر { أبداً } .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 23:20
ما معنى قوله تعالى
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61 ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61 ) من سورة الكهف
{ وإذ قال موسى لفتاه } : أي أذكر إذ قال موسى بن عمران نبي بني إسرائيل لفتاه يوشع بن نون بن افرايم بن يوسف عليه السلام .
{ مجمع البحرين } : أي حيث ألتقى البحران بحر فارص وبحر الروم .
{ حقباً } : الحقب الزمن وهو ثمانون سنة والجمع أحقاب .
{ سبيله في البحر سرياً } : أي طريقه في البحر سرباً أي طريقاً كالنفق .
{ فلما جاوزا } : أي المكان الذي فيه الصخرة ومنه اتخذ الحوت طريقه في البحر سرياً .
هذه قصة موسى مع الخضر عليهما السلام وهي تقرر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتؤكدها . إذ مثل هذا القصص الحق لا يتأنى لأحد أن يقصه مالم يتلقه وحياً من الله عزوجل . قال تعالى : { وإذ قال موسى } أي أذكر يا رسولنا تدليلاً على توحيدنا ولقائنا ونبوتك . إذ قال موسى بن عمران نبينا الى نبي إسرائيل لفتاه يوشع بن نون { لا أبرح } أي سائراً { حتى أبلغ مجمع البحرين } حيث أرشدني ربي الى لقاء عبد هناك من عباده هو أكثر مني علماً حتى اتعلم منه علماً ازيده على علمي ، { أو أمضي حقباً } أي أواصل سيري زمناً طويلاً حتى أظفر بهذا العبد الصالح لأتعلم عنه . قوله تعالى : { فلما بلغا مجمع بينهما } أي بين البحرين وهما بحر فارس عند باب المندب حيث التقى البحر الأحمر والبحر الهندي . أو البحر الأبيض والأطلنطي عند طنجة والله أعلم بأيها أراد . وقوله { نسياً حوتمها } أي نسي الفتى الحوت ، إذ هو الذي كان يحمله ، ولكن نسب النسيان إليهما جرياً على المتعارف من لغة العرب ، وهذا الحوت قد جلعه الله تعالى علامة لموسى على وجود الخضر حيث يفقد الحوت ، إذ القصة كما في البخاري تبتدئ بأن موسى خطب يوماً في بنى إسرائيل فأجاد وأفاد فاعجب به شاب من بني إسرائيل فقال له : هل يوجد من هو اعلم منك موسى ؟ فقال : لا . فأوحى إليه ربه فوراً بلى عبدنا خضر ، فتاقت نفسه للقياه للتعلم عنه ، فسأل ربه ذلك ، فأرشده الى مكان لقياه وهو مجمع البحرين ، وجعل له الحوت علامة فأمره ان ياخذ طعامه حوتاً وأعلمه أنه إذا فقد الحوت فثم يوجد عبدالله خضر ومن هنا لما بلغا مجمع البحرين واستراحا فنام موسى والفتى شبه نائم وإذا بالحوت يخرج من المكتل ( وعاء ) ويشق طريقه الى البحر فينجاب عنه البحر فيكون كالطاق أو النفق آية موسى .ويغلب النوم على يوشع فينام فلما استراحا قاما مواصلين سيرهما ونسي الفتى وذهب من نفسه خروج الحوت من المكتل ودخوله في البحر لغلبة النوم فلما مشيا مسافة بعيدة وشعرا بالجوع وقد جاوزا المنطقة التي هي مجمع البحرين قال موسى للفتى { آتنا غذاءنا } وعلل ذلك بقوله : { لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً } أي تعباً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 23:28
ما معنى قوله تعالى
(فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) من سورة الكهف
هنا قال الفتى لموسى ما قص الله تعالى : قال مجيباً لموسى { أرأيت } أي أتذكر { إذ أوينا الى الصخرة } التي استراحا عندها { فإني نسيت الحوت } وقال كالمعتذر ، { وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره ، واتخذ سبيله } أي طريقه { في البحر عجباً } أي حيي بعد موت ومشى حتى انتهى الى البحر وانجاب له البحر فكان كالسرب فيه أي النفق فأجابه موسى بما قص تعالى : { قال ذلك ما كنا نبغ } وذلك لأن الله تعالى جعل لموسى فقدان الحوت علامة على مكان الخضر الذي يوجد فيه { فارتدا } أي رجعا { على آثارهما قصصاً } أي يتتبعان آثار أقدامهما.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-16, 23:40
ما معنى قوله تعالى
(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) من سورة الكهف
{ وإذ قال موسى لفتاه } : أي أذكر إذ قال موسى بن عمران نبي بني إسرائيل لفتاه يوشع بن نون بن افرايم بن يوسف عليه السلام .
{ مجمع البحرين } : أي حيث ألتقى البحران بحر فارص وبحر الروم .
{ حقباً } : الحقب الزمن وهو ثمانون سنة والجمع أحقاب .
{ سبيله في البحر سرياً } : أي طريقه في البحر سرباً أي طريقاً كالنفق .
{ فلما جاوزا } : أي المكان الذي فيه الصخرة ومنه اتخذ الحوت طريقه في البحر سرياً .
{ في البحر عجباً } : أي عجباً لموسى حيث تعجب من إحياء الحوت وإتخاذه في البحر طريقاً كالنفق في الجبل .
{ قصصاً } : أي يتتبعان آثار أقدامهما .
{ عبداً من عبادنا } : هو الخضر عليه السلام .
{ مما عملت رشداً } : أي ما هو رشاد الى الحق ودليل على الهدى .
{ ما لم تحط به خراً } : اي علماً .
{ ولا أعصي لك أمراً } : أي انتهى الى ما تأمرني به وإن لم يكن موافقاً هواي .
معنى الآيات :
هذه قصة موسى مع الخضر عليهما السلام وهي تقرر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتؤكدها . إذ مثل هذا القصص الحق لا يتأنى لأحد أن يقصه مالم يتلقه وحياً من الله عزوجل . قال تعالى : { وإذ قال موسى } أي أذكر يا رسولنا تدليلاً على توحيدنا ولقائنا ونبوتك . إذ قال موسى بن عمران نبينا الى نبي إسرائيل لفتاه يوشع بن نون { لا أبرح } أي سائراً { حتى أبلغ مجمع البحرين } حيث أرشدني ربي الى لقاء عبد هناك من عباده هو أكثر مني علماً حتى اتعلم منه علماً ازيده على علمي ، { أو أمضي حقباً } أي أواصل سيري زمناً طويلاً حتى أظفر بهذا العبد الصالح لأتعلم عنه . قوله تعالى : { فلما بلغا مجمع بينهما } أي بين البحرين وهما بحر فارس عند باب المندب حيث التقى البحر الأحمر والبحر الهندي . أو البحر الأبيض والأطلنطي عند طنجة والله أعلم بأيها أراد . وقوله { نسياً حوتمها } أي نسي الفتى الحوت ، إذ هو الذي كان يحمله ، ولكن نسب النسيان إليهما جرياً على المتعارف من لغة العرب ، وهذا الحوت قد جلعه الله تعالى علامة لموسى على وجود الخضر حيث يفقد الحوت ، إذ القصة كما في البخاري تبتدئ بأن موسى خطب يوماً في بنى إسرائيل فأجاد وأفاد فاعجب به شاب من بني إسرائيل فقال له : هل يوجد من هو اعلم منك موسى ؟ فقال : لا . فأوحى إليه ربه فوراً بلى عبدنا خضر ، فتاقت نفسه للقياه للتعلم عنه ، فسأل ربه ذلك ، فأرشده الى مكان لقياه وهو مجمع البحرين ، وجعل له الحوت علامة فأمره ان ياخذ طعامه حوتاً وأعلمه أنه إذا فقد الحوت فثم يوجد عبدالله خضر ومن هنا لما بلغا مجمع البحرين واستراحا فنام موسى والفتى شبه نائم وإذا بالحوت يخرج من المكتل ( وعاء ) ويشق طريقه الى البحر فينجاب عنه البحر فيكون كالطاق أو النفق آية موسى .ويغلب النوم على يوشع فينام فلما استراحا قاما مواصلين سيرهما ونسي الفتى وذهب من نفسه خروج الحوت من المكتل ودخوله في البحر لغلبة النوم فلما مشيا مسافة بعيدة وشعرا بالجوع وقد جاوزا المنطقة التي هي مجمع البحرين قال موسى للفتى { آتنا غذاءنا } وعلل ذلك بقوله : { لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً } أي تعباً . هنا قال الفتى لموسى ما قص الله تعالى : قال مجيباً لموسى { أرأيت } أي أتذكر { إذ أوينا الى الصخرة } التي استراحا عندها { فإني نسيت الحوت } وقال كالمعتذر ، { وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره ، واتخذ سبيله } أي طريقه { في البحر عجباً } أي حيي بعد موت ومشى حتى انتهى الى البحر وانجاب له البحر فكان كالسرب فيه أي النفق فأجابه موسى بما قص تعالى : { قال ذلك ما كنا نبغ } وذلك لأن الله تعالى جعل لموسى فقدان الحوت علامة على مكان الخضر الذي يوجد فيه { فارتدا } أي رجعا { على آثارهما قصصاً } أي يتتبعان آثار أقدامهما { فوجدا } خضراً كما قال تعالى : { فوجدا عبداً من عبادنا } وهو خضر { آتيناه رحمة من لدنا } أي نبوة { وعلمناه من لدنا علماً } وهو علم غيب خاص به { وقال له موسى } مستعطفاً له { هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً } أي مما علمك الله رشداً أي رشاداً يدلني على الحق وتحصل لي به هداية فأجابه خضر بما قال تعالى : { قال إنك لن تستطيع معي صبراً } يريد أن يرى منه اموراً لا يقره عليها وخضر لا بد يفعلها فيتضايق موسى لذلك ولا يطيق الصبر ، وعلل له عدم استطاعته الصبر بقوله { وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً } أي علماً كاملاً . فأجابه موسى وقد صمم على الرحلة لطلب العلم مهما كلفه الثمن فقال { ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً } أي سأنتهي الى ما تأمرني وإن لم يكن موافقاً لما أحب وأهوى .
هداية الآيات :
1- عتب الله تعالى على رسوله يا موسى عليه السلام سئل هل هناك من هو اعلم منك فقال لا وكان المفروض أن يقول على الأقل الله أعلم . فعوقب لذللك فكلف هذه الرحلة الشاقة .
2- استحباب الرفقة في السفر ، وخدمة التلميذ للشيخ ، إذ كان يوشع يخدم موسى بحمل الزاد . 3- طروء النسيان على الانسان مهما كان صالحاً .
4- مراجعة الصواب بعد الخطأ خير من التمادي على الخطأ { فارتدا على آثارهما قصصا } ؟
5- تجلى قدرة الله تعالى في إحياء الحوت بعد الموت ، وانجياب الماء عليه حتى كان كالطاق فكان للحوت سرباً ولموسى وفتاه عجباً . وبه استدل موسى اي بهذا العجب على مكان خضر فوجده هناك .
6- استحباب طلب المزيد من العلم مهما كان المرء عالماً وهنا أورد الحديث التالي وهو خير من قنطار ذهباً لمن حفظه وعمل به وهو قول ابن عباس رضي الله عنه قال سأل موسى ربه : قال رب أي عبادك احب إليك ؟ قال : الذي يذكرني ولا ينساني ، قال : فأي عبيدك أقضى ؟ قال الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى ، قال : أي رب عبادك اعلم ؟ قال : الذي يبتغي علم الناس الى علم نفسه عسى ان يصيب كلمة تهديه الى هدى أو ترده عن ردى ، وللأثر بقية ذكراه ابن جرير عند تفسير هذه الآيات

المسافر 09
2014-04-16, 23:49
ما معنى قوله تعالى
(فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) من سورة الكهف
{ ذكراً } : أي بياناً وتفصيلاً لما خفي عليك .
{ لقد جئت شيئاً إمراً } : أي فعلت شيئاً منكراً .
{ لا ترهقني } : أي لا تغشيني بما يعسر علي ولا أطيق حمله علي صحبتي إياك .
{ نفساً زكية } : أي طاهرة لم تتلوث روحها بالذنوب .
{ بغير نفس } : أي بغير قصاص .
{ نكراً } : الأمر الذي تنكره الشرائع والعقول من سائر المناكر! وهو المنكر الشديد النكارة .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في الحوار الذي بين موسى السلام والعالم الذي أراد أن يصحبه لطلب العلم منه وهو خضر . قوله تعالى : { قال } أي خضر { فإن اتبعني } مصاحباً لي لطلب العلم { فلا تسألني عن شيء } أفعله مما لا تعرف له وجهاً شرعياً { حتى أحدث لك منه ذكراً } أي حتى أكون أنا الذي يبين لك حقيقته وما جهلت منه . وقوله تعالى : { فانطلقا } أي بعد رضا موسى بطلب خضر انطلقا يسيران في الأرض فوصلا ميناء من المواني البحرية ، فركبا سفينة كان خضر يعرف أصحابها فلم يأخذوا منهما أجر الإركاب فلما أقلعت السفينة ، وتوغلت في البحر أخذ خضر فأساً فخرق السفينة ، فجعل موسى يحشو بثوب له الخرق ويقول : { أخرقتها لتغرق أهلها } على انهما حملانا بدون نول { لقد جئت شيئاً إمراً } أي أتيت يا عالم منكراً فظيعاً فأجابه خضر بما قص تعالى : { قال ألم أقل إنك لن تستطيع صبراً } فأجاب موسى بما ذكر تعالى عنه : { قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً } أي لا تعاقبني بالنسيان فإن الناسي لا حرج عليه . وكانت هذه من موسى نسياناً حقاً ولا تغشني بما يعسر علي ولا أطيقه فاتضايق من صحبتي إياك .
قال تعالى : { فانطلقا } بعد نزولهما ومن البحر الى البر فوجدا غلاماً جميلاً وسيماً يلعب مع الغلمان فأخذه خضر جانباً وأضجعه وذبحه فقال له موسى بما أخبر تعالى عنه : { أقتلت نفساً زكية بغير نفس } زاكية طاهرة لم يذنب صاحبها ذنباً تلوث به روحه ولم يقتل نفساً يستوجب بها القصاص { لقد جئت شيئاً نكراً } أي أتيت منكراً عظيماً بقتلك نفساً طاهرة ولم تذنب ولم تكن هذه نسياناً من موسى بل كان عمداً أنه لم يطق فعل منكر كهذا لم يعرف له وجهاً ولا سبباً .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- جواز الأشتراط في الصحبة وطلب العلم وغيرهما للمصلحة الراجحة .
2- جواز ركوب السفن في البحر .
3- مشروعية إنكار المنكر على من علم أنه منكر .
4- مشروعية القصاص وهو النفس بالنفس .

المسافر 09
2014-04-16, 23:51
ما معنى قوله تعالى
( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) من سورة الكهف
{ قال ألم أقل لك } : أي قال خصر لموسى عليهما السلام .
{ بعدها } : أي بعد هذه المرة .
{ فلا تصاحبني } : أي لا تتركني أتبعك .
{ من لدني عذراً } : أي من قبلي « جهتي » عذراً في عدم مصاحبتي لك .
{ أهل قرية } : مدنية أنطاكية .
{ استطعما أهلها } : أي طلبا منهم الطعام الواجب للضيف .
{ يريد أن ينقض } : أي قارب السقوط لميلانه .
{ فأقامه } : أي الخضر بمعنى أصلحه حتى لا يسقط .
{ أجراً } : أي جعلا على إقامته وإصلاحه .
{ هذا فراق بيني وبينك } : أي قولك هذا { لو شئت لاتخذت عليه أجراً } هو نهاية الصحبة وبداية المفارقة .
{ بتأويل } : أي تفسير ما كنت تنكره على حسب علمك .
معنى الآيات : ما زال السياق في محاورة الخضر مع موسى عليهما السلام ، فقد تقدم إنكار موسى على الخضر قتله الغلام بغير نفس ، ولا جرم إرتكبه ، وبالغ موسى في إنكاره الى أن قال : { لقد جئت شيئاً نكراً } فأجابه خضر بما أخبر تعالى به في قوله : { ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } لما سألتني الصحبة للتعليم ، فأجاب موسى بما أخبر تعالى له في قوله : { قال إن سألتك عن شيء بعدها ) أي بعد هذه المرة { فلا تصاحبني } أي أترك صحبتي فإنك { قد بلغت من لدني } أي من جهتي وقبلي عذراً في تركك إياي .
قال تعالى : { فانطلقا } في سفرهما { حتى أتيا أهل قرية } « أي مدينة » قيل إنها انطاكية ووصلاها في الليل والجو بارد فاستطعما أهلها أي طلباً منهم الضيف الواجب له { فأبوا أن يضيفوهما ، فوجدا فيها } أي في القرية { جداراً يريد أن ينقض } أي يسقط فأقامة الخضر وأصلحه فقال موسى له : { لو شئت لاتخذت عليه أجراً } أي جعل مقابل إصلاحه ، لا سيما أن اهل هذه القرية لم يعطونا حقنا من الضيافة . وهنا قال الخضر لموسى : { هذا فراق بيني وبينك } لانك تعهدت إنك اذا سألتني بعد حادثة قتل الغلام عن شيء ان لا تطلب صحبتي وها انت قد سألتني ، فهذا وقت فراقك إذاً { سأنبئك } أي أخبرك { بتأويل ما لم تستطيع عليه صبراً } من خرق السفينة الغلام وإقامة الجدار .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- وجوب الوفاء بما التزم به الإنسان لآخر .
2- وجوب الضيافة لمن استحقها .
3- جواز التبرع بأي خير أو عمل إبتغاء وجه الله تعالى .

المسافر 09
2014-04-16, 23:54
ما معنى قوله تعالى
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) من سورة الكهف
{ المساكين } : جمع مسكين وهو الضعيف العاجز عن الكسب .
{ يعلمون في البحر } : أي يؤجرون سفينتهم للركاب .
{ أعيبها } : أي أجعلها معيبة حتى لا يرغب فيها .
{ غضباً } : أي قهراً .
{ أن يرهقهما طغياناً وكفراً } : أي يغشاهما : ظلماً وجحوداً .
{ وأقرب رحما } : أي رحمة إذ الرحم والرحمة بمعنى واحد .
{ وما فعلته عن امري } : أي عن اختيار مني بل بأمر ربي جل جلاله وعظم سلطانه .
معنى الآيات :
هذا آخر حديث موسى والخضر عليهما السلام ، فقد واعد الخضر موسى عندما اعلن له عن فراقه أن يبين له تأويل مالم يستطع عليه صبراً ، وهذا بيانه قال تعالى « حكاية عن الخضر » { أما السفينة } التي خرقتها وأنكرت علي ذلك { فكانت لمساكين يعملون في البحر } يؤجرون سفينتهم بما يحصل لهم بعض القوت { فأردت أن أعيبها } لا لأغرق أهلها ، { وكان رواءهم ملك } ظالم { يأخذ كل سفينة } صالحة { غصباً } أي قهراً وإنما أردتان أبقيها لهم إذ الملك المذكور لا يأخذ إلا السفن الصالحة { وأما الغلام } الذي قتلت وأنكرت عليّ قتله { فكان أبواه مؤمنين فخشياً } إن كبر { أن يرهقهما } أي يغشيهما { طغياً وكفراً فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة } أي طهراً وصلاحاً { وأقرب رحماً } أي رحمة وبراً فلذا قتته ، { وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما ، وكان ابوهما صالحاً فأراد ربك ان يبلغا أشدهما } أي سن الرشد { ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك } أي كان ذلك رحمة { وما فعلته عن أمري } أي عن إرادتي وإختياري بل كان بأمر ربي وتعليمه . { ذلك } أي هذا { تأويل ما لم تسطع عليه صبراً } .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان ضروب من خفي ألطاف الله تعال فعلى المؤمن أن يرضى بقضاء الله تعالى وإن كان ظاهره ضاراً .
2- بيان حسن تدبير الله تعالى لأوليائه بما ظاهره عذاب ولكن في باطنه رحمة .
3- مراعاة صلاح الأباء في إصلاح حال الأبناء .
4- كل ما أتاه الخضر كان بوحي إلهي وليس هو مما يدعيه جهال الناس ويسمونه بالعلم اللدني وأضافوه الى من يسمونهم الأولياء ، وقد يسمونه كشفاً ، ويؤكد بطلان هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الخضر قال لموسى : أنا على علم علمني رب وأنت على علم مما علمك الله وإن علمي وعلمك الى علم الله الا كما يأخذ الطائر بمنقاره من البحر .

المسافر 09
2014-04-16, 23:59
ما معنى قوله تعالى
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) ) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) ) من سورة الكهف.
معنى الآيات : هذه قصة العبد الصالح ذي القرنين الحميري التعبي على الراجح من أقوال العلماء ، وهو الأسنكدر باني الأسكندرية المصرية ، ولأمر ما لقب بذي القرنين ، وكان قد تضمن سؤال قريش النبي صلى الله عليه وسلم بإيعاذ من يهود المدينة ذا القرنين إذ قالوا لقريش سلوه عن الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين فإن أجابكم عنها فإنه نبي ، وإلا فهو غير نبي فروا رأيكم فيه فكان الجواب عن الروح في سورة الإسراء وعن الفتية وذي القرنين في سورة الكهف هذه وقد تقدم الحديث التفصيلي عن أصحاب الكهف في أول السورة وهذا بدء الحديث المتضمن للإجابة عن الملك ذي القرنين عليه السلام قال تعالى : { ويسألونك } يا نبينا { عن ذي القرنين قل } للسائلين من مشركي قريش { سأتلوا عليكم منه ذكرا } أي سأقرأ عليكم من أمره وشأنه العظيم ذكراً خبراً يحمل الموعظة والعلم والمعرفة .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-17, 00:03
ما معنى قوله تعالى
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) من سورة الكهف
وقوله تعالى : { إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سبباً . } هذه بداية الحديث عنه فأخبر تعالى أنه مكن له في الأرض بالملك والسلطان ، واعطاه من كل شيء يحتاج إليه في فتحه الأرض ونشر العدل والخير فيها سبباً يوصله الى ذلك ، وقوله { فأتبع سبباً } حسب سنة الله في تكامل الأشياء فمن صنع إبرة وتابع الأسباب التي توصل بها الى صنع الأبرة فإنه يصنع المسلة ، وهكذا تابعه بين أسباب الغزو والفتح والسير في الأرض { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة } وهي على ساحل المحيط الأطلنطي ، وكونها تغرب فيها هو بحسب رأي العين ، والا فالشمس في السماء والعين الحمئة والمحيط الى جنبها في الأرض وقوله تعالى : { ووجد عندها } أي عند تلك العين في ذلك الإقليم المغربي { قوماً } أي كافرين غير مسلمين فأذن الله تعالى له في التحكم والتصرف فيهم إذ يسر له أسباب الغلبة عليهم وهن معنى قوله تعالى : { قلنا يا ذا القرنين } وقد يكون نبياً ويكون قوله الله تعالى هذا له وحياً وهو { إما أن تعذب } بالأسر والقتل ، { وإما أن تتخذ فيهم حسناً } وهذا بعد حربهم والتغلب عليهم فأجاب ذو القرنين ربما أخبر تعالى به : { أما من ظلم } أي بالشرك والكفر { فسوف نعذبه } بالقتل والأسر ، { ثم يرد الى ربه } بعد موته { فيعذبه عذاباً نكراً } أي فظيعاً أليماً .
{ وأما من آمن وعمل صالحاً } أي يسلم وحسن اسلامه { فله جزاء } على إيمانه وصالح أعماله { الحسنى } أي الجنة في الآخرة { وسنقول له من أمرنا يسرا } فلا نغلظ له في القول ولا نكلفه ما يشق عليه ويرهقه .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-17, 00:09
ما معنى قوله تعالى
( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) من سورة الكهف
وقوله تعالى : { ثم أتبع سبباً } أي ما تحصل عليه من القوة فتح المغرب استخدمه في مواصلة الغزو والفتح في المشرق { حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم } بدائيين لم تساعدهم الأرض التي يعشيون عليها على التحضر فلذا هم لا يبنون الدور ولا يلبسون الثياب ، ولكن يسكنون الكهوف والمغارات والسراديب وهو ما دل عليه قوله تعالى : { لم نجعل من دونها } أي الشمس { ستراً } . وقوله تعالى : { كذلك } أي القول الذي قلنا والوصف الذي وصفنا لك من حال ذي القرنين { وقد أحطنا } من قوة وأسباب مادية وروحية { خبرا } اي علما كاملاً . وقوله تعالى : { ثم أتبع } أي ذو القرنين { سببا } أي واصل طريقه في الغزو والفتح { حتى إذا بلغ بين السدين } وهما جبلان بأقصى الشمال الشرقي للأرض بنى ذو القرنين بينهما سداً عظيماً حال به دون غزو يأجوج ومأجوج للأقليم المجاور لهم ، وهم القوم الذين قال تعالى عنهم ( وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً ) فلا يفهمون ما يقال لهم ويخاطبون به إلا بشدة وبطء كبير .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذ هذا جواب آخر أسئلة قريش الثلاثة . قرأه عليهم قرآنا موحى به إليه .
2- إتباع السبب السبب ويصل به ذو الرأي والإرادة الى تحقيق ما هو كالمعجزات .
3- قول : ذو القرنين : { أما من ظلم . . . . . الخ } يجب ان يكون مادة دستورية يحكم به الأفراد والجماعات لصدقها وإجابيتها وموافقتها لحكم الله تعالى ورضاه ، ومن الأسف أن يعكس هذا القول السديد والحكم الرشيد فيصبح اهل الظلم مكرمين لدى الحكومات ، وأهل الإيمان والإستقامة مهانين!!
4- بيان وجود أمم بدائية الى عهد ما بعد ذي القرنين لا يلبسون ثياباً ولا يسكنون سوى الكهوف والمغارات ويوجد في البلاد الكيئية الى الآن قبائل لا يرتدون الثياب ، وإنما يضعون على فروجهم خيوط وسيور لا غير .
5- تقرير أن هذا الملك الصالح قد ملك الأرض فهو أحد أربعة حكموا شرقاً وغرباً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-17, 00:13
ما معنى قوله تعالى
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) من سورة الكهف
يأجوج ومأجوج : قبيلتان من أولاد يافث بن نوح عليه السلام والله أعلم .
{ نجعل لك مخرجاً } : أي جعلا مقابل العمل .
{ سداً } : السد بالفتح والضم الحاجز المانع بين شيئين .
{ ردماً } : حاجزاً حصيناً وهو السد .
ما زال السياق في حديث ذي القرنين إذ شكا إليه سكان المنطقة الشمالية الشرقية من الأرض ، بما أخبر تعالى به عنهم إذ قال : { قالوا يا ذا القرنين أن يأجوج وماجوج مفسدون في الأرض } أي القتل والأكل والتدمير والتخريب ، { فهل نجعل لك مخرجاً } أي أجراً { على أن تجعل بيننا وبينهم سداً } أي حاجزاً قوياً لا يصلون معه إلينا . فأجابهم ذو القرنين بما أخبر الله تعالى به في قوله : { قال ما مكني فيه ربي } من المال القوة والسلطان { خير } أي من جعلكم وخرجكم { فأعيوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً } أي أي سداً قوياً وحاجزاً مانعاً.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-17, 00:18
ما معنى قوله تعالى
(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) من سورة الكهف
{ زبر الحديد } : جمع زبرة قطعة من حديد على قدر الحجرة التي يبنى بها .
{ بين الصدفين } : اي صدف الجبلين اي جانبهما .
{ قطرا } : القطر النحاس المذاب .
{ فما ااستطاعوا أن يظهروه } : أي عجزوا عن الظهور فوقه لعلوه وملاسته .
{ نقباً } : أي فتح ثغرة تحت تحته ليخرجوا معها
(آتوني زبر الحديد } أي قطع الحديد كل قطعة كاللبنة المضروية ، فجاءوا به إليه فأخذ يضع الحجارة وزبر الحديد ويبني حتى ارتفع البناء فساوى بين الصدفين جابني الجبلين ، وقال لهم { انفخوا } أي النار على الحديد { حتى إذا جعله نارا } قال آتوني بالنحاس المذاب أفرغ عليه قطرا فأتوه به فأفرغ عليه من القطر ما جعله كأنه صفيحة واحدة من نحاس { فما اسطاعوا } أي يأجوج وماجوج { أن يظهروه } أي يعلوا فوقه ، { وما استطاعوا له نقباً } أي خرقاً فلما نظر إليه وهو جبل شامخ وحصن حصين.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-17, 00:23
ما معنى قوله تعالى
(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) من سورة الكهف
{ قَالَ هذا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي } أي لما بناه ذو القرنين { قَالَ هذا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي } ، أي الناس حيث جعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حائلاً يمنعهم من العيث في الأرض والفساد { جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } أي إذا اقترب الوعد الحق { جَعَلَهُ دَكَّآءَ } أي ساواه بالأرض ، تقول العرب : ناقة دكاء إذا كان ظهرها مستوياً لا سنام لها ، وقال تعالى : { فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً } [ الأعراف : 142 ] أي مساوياً للأرض ، وقال عكرمة في قوله : { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ } قال : طريقاً كما كان ، { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } أي كائناً لا محالة .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

المسافر 09
2014-04-17, 00:26
ما معنى قوله تعالى
( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) من سورة الكهف
{ وتركنا بعضهم } : أي يأجوج ومأجوج أي يذهبون ويجيئون في اضطراب كموج البحر .
{ أعينهم في غطاء عن ذكري } : أي عن القرآن لا يفتحون أعينهم فيما تقرأه عليهم بغضاً له أو أعين قلوبهم وهي البصائر فهي في أكنة لا تبصر الحق ولا تعرفه .
{ لا يستطيعون سمعاً } : لبغضهم للحق والداعي إليه .
{ وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } أي مختلطين مضطرين أنسهم وجنهم { ونفخ في الصور } نفخة البعث { فجمعناهم } للحساب والجزاء { جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً } حقيقياً يشاهدونها فيه من قرب ، ثم ذكر ذنب الكافرين وعلة عرضهم على النار فقال : وقوله الحق : { الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري } أي أعين قلوبهم وهي البصائر فلذا هم لا ينظرون في آيات الله الكونية فيستدلون بها على وجود الله ووجوب عبادته وتوحيده فيها ، ولا في آيات الله القرآنية فيهتدون بها الى أنه لا إله إلا الله ويعبدونه بما تضمنته الآيات القرآنية ، { وكانوا لا يستطيعون سمعاً } للحق ولما يدعوا إليه رسل الله من الهدى والمعروف .
من هداية الآيات :
1- مشروعية الجعالة للقيام بالمهام من الأعمال .
2- فضيلة التبرع بالجهد الذاتي والعقلي .
3- مشروعية التعاون على ما هو خير ، أو دفع للشر .
4- تقرير وجود أمة يأجوج ومأجوج وأن خروجهم من أشراط الساعة .
5- تقرير البعث والجزاء .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-17, 00:31
ما معنى قوله تعالى
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) من سورة الكهف
{ أفحسب الذين كفروا } : الأستفهام للتقريع والتوبيخ .
{ أن يتخذوا عبادي } : كالملائكة وعيسى بن مريم والعزير وغيرهم .
{ أولياء } : أرباباً يعبدونهم بأنواع من العبادات .
{ نزلاً } : النزل : ما يعد للضيف من قرى وهو طعامه وشرابه ومنامه .
{ ضل سعيهم } : أي بطل عملهم وفسد عليهم فلم ينتفعوا به .
{ يحسنون صنعاً } : أي بعمل يجازون عليه بالخير وحسن الجزاء .
{ بآيات ربهم } : أي بالقرآن وما فيه من دلائل التوحيد والأحكام الشرعية .
{ ولقائه } : أي كفروا بالبعث والجزاء .
{ وزناً } : أي لا نجعل لهم قدراً ولا قيمة بل نزدريهم ونذلهم.
معنى الآيات :
ينكر تعالى على المشركين شركهم ويوبخهم مقرعاً لهم عاى ظنهم ان اتخاذهم عباده من دونه أولياء يعبدونهم كالملائكة حيث عبدهم بعض العرب والمسيح حيث عبده النصارى ، والعزير حيث عبده بعض اليهود ، لا يغضبه تعالى ولا يعاقبهم عليه . وكيف لا يغضبه ولا يعاقبهم عليه وقد أعد جهنم للكافرين نزلاً أي دار ضيافة لهم فيها طعامهم وفيها شرابهم وفيها فراشهم كما قال تعالى { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش } هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 102 ) وهي قوله { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء . إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا } . وقوله تعالى في الآية الثانية ( 103 ) يخبر تعالى بأسلوب الاستفهام للتشويق للخبر فيقول { قل هل ننبئكم } أيها المؤمنون { بالأخسرين أعمالاً } إنهم { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } أي عملاً ، ويعرفهم فيقول { أولئك الذي كفروا بآيات ربهم } فلم يؤمنوا بها ، وبلقاء ربهم فلم يعلموا العمل الذي يرضيه عنهم ويسعدهم به وهو الإيمان الصحيح والعمل الصالح الذي شرعه الله لعباده المؤمنين به يتقربون به إليه . فلذلك حبطت أعمالهم لأنها شرك وكفر وشر الباطلة فإن أحدهم لا يزن جناح بعوضة لخفته .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-19, 18:38
ما معنى قوله تعالى
( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) من سورة الكهف

ما معنى قوله تعالى
( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) من سورة الكهف
يقول تعالى: قل يا محمد لو كان ماء البحر مداداً للقلم الذي يكتب به كلمات اللّه وحكمه وآياته الدالة عليه، لنفد البحر قبل أن يفرغ كتابة ذلك { ولو جئنا بمثله} أي بمثل البحر آخر ثم آخر، وهلم جراً، بحور تمده ويكتب بها لما نفدت كلمات اللّه، كما قال تعالى: { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات اللّه إن اللّه عزيز حكيم} ، وقال الربيع بن أنَس: إن مثل علم العباد كلهم في علم اللّه كقطرة من ماء البحور كلها، وقد أنزل اللّه ذلك: { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} ""أخرج الحاكم وغيره عن ابن عباس قال، قالت قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه فنزلت: { ويسألونك عن الروح - إلى - وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} ، وقال اليهود: أوتينا علما كثيراً أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيراً كثيراً، فنزلت: { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي} الآية""يقول: لو كانت تلك البحور مداداً لكلمات اللّه، والشجر كله أقلام، لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر، وبقيت كلمات اللّه قائمة لا يفنيها شيء، لأن أحداً لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي، حتى يكون هو الذي يثني على نفسه، إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول، إن مثل نعيم الدنيا أولها وآخرها في نعيم الآخرة كحبة من خردل في خلال الأرض كلها.
تفسير بن كثير

المسافر 09
2014-04-19, 18:41
ختام سورة الكهف
ما معنى قوله تعالى
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) ) من سورة الكهف

(قُلْ) أي: يا محمد، وهذا كلام جديد { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ... } [الكهف: 110] يعني: خُذُوني أُسْوة، فأنا لست ملَكاً إنما أنا بشر مثلكم، وحملتُ نفسي على المنهج الذي أطالبكم به، فأنا لا آمركم بشيء وأنا عنه بنجْوَى. بل بالعكس كان صلى الله عليه وسلم أقلَّ الناس حَظّاً من مُتَعِ الحياة وزينتها.

فكان في المؤمنين به الأغنياء الذين يتمتعون بأطايب الطعام ويرتدُونَ أغْلى الثياب في حين كان صلى الله عليه وسلم يمر عليه الشهر والشهران دون أنْ يُوقَد في بيته نار لطعام، وكان يرتدي المرقّع من الثياب، كما أن أولاده لا يرثونه، كما يرث باقي الناس، ولا تحل لهم الزكاة كغيرهم، فحُرِموا من حَقٍّ تمتع به الآخرون.

لذلك كان صلى الله عليه وسلم أدنى الأسوات أي: أقل الموجودين في مُتع الحياة وزُخْرفها، وهذا يلفتنا إلى أن الرسالة لم تُجْرِ لمحمد نفعاً دنيوياً، ولم تُميِّزه عن غيره في زَهْرة الدنيا الفانية، إنما مَيَّزتْه في القيم والفضائل.

ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم يقول: " يرد عليَّ ـ يعني من الأعلى ـ فأقول: أنا لست مثلكم، ويؤخذ مني فأقول: ما أنا إلا بشر مثلكم ".

والآية هنا لا تميزه صلى الله عليه وسلم عن البشر إلا في أنه: { يُوحَىٰ إِلَيَّ } [الكهف: 110] فما زاد محمد عن البشر إلا أنه يُوحَى إليه.

ثم يقول تعالى: { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } [الكهف: 110] أنما: أداة قَصْر { إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } [الكهف: 110] أي: لا إله غيره، وهذه قِمَّة المسائل، فلا تلتفتوا إلى إله غيره، ومن أعظم نعم الله على الإنسان أنْ يكونَ له إله واحد، وقد ضرب لنا الحق سبحانه مثلاً ليوضح لنا هذه المسألة فقال تعالى:


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً }
[الزمر: 29].

فلا يستوي عبد مملوك لعدة أسياد يتجاذبونه؛ لأنهم متشاكسون مختلفون يَحَارُ فيما بينهم، إنْ أرضي هذا سخط ذاك. هل يستوي وعبد مملوك لسيد واحد؟ إذن: فمما يُحمَد الله عليه أنه إله واحد.

{ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ } [الكهف: 110] الناس يعملون الخير لغايات رسمها الله لهم في الجزاء، ومن هذه الغايات الجنة ونعيمها، لكن هذه الآية تُوضّح لنا غاية أَسْمى من الجنة ونعيمها، هي لقاء الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم، فقوله تعالى: { يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهًِ } [الكهف: 110] تصرف النظر عن النعمة إلى المنعم تبارك وتعالى.

فمن أراد لقاء ربه لا مُجرَّد جزائه في الآخرة: { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً } [الكهف: 110] فهذه هي الوسيلة إلى لقاء الله؛ لأن العمل الصالح دليل على أنك احترمتَ أمر الآخر بالعمل، ووثقتَ من حكمته ومن حُبِّه لك فارتاحتْ نفسك في ظلِّ طاعته، فإذا بك إذا أويْتَ إلى فراشك تستعرض شريط أعمالك، فلا تجد إلا خيراً تسعَدُ به نفسك، وينشرح له صدرك، ولا تتوجَّس شراً من أحد، ولا تخاف عاقبة أمر لا تُحمَدُ عقباه، فمَنِ الذي أنعم عليك بكل هذه النعم ووفَّقك لها؟

ثم: { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } [الكهف: 110] وسبق أن قُلْنا: إن الجنة أحد، فلا تشرك بعبادة الله شيئاً، ولو كان هذا الشيء هو الجنة، فعليك أنْ تسموَ بغاياتك، لا إلى الجنة بل إلى لقاء ربها وخالقها والمنعِم بها عليك.وقد ضربنا لذلك مثلاً بالرجل الذي أعدَّ وليمة عظيمة فيها أطايب الطعام والشراب، ودعا إليها أحبابه فلما دخلوا شغلهم الطعام إلا واحداً لم يهتم بالطعام والشراب، وسأل عن صاحب الوليمة ليُسلِّم عليه ويأنس به.

وما أصدق ما قالته رابعة العدوية:
كُلُّهم يَعبدُونَ مِنْ خَوْفِ نارٍ ويروْنَ النَّجاةَ حَظَّا جَزِيلاً
أَوْ بأنْ يسكنُوا الجِنَان فيحظَوْاَ بقصُورٍ ويشْرَبُوا سَلْسَبِيلا
ليسَ لِي بالجنَانِ والنَّارِ حظُّ أنَا لا ابتغِي بحُبِّي بَدِيلا
وهذا يشرح لنا الحديث القدسي: " لوْ لَم أخلق جنة وناراً، أما كنتُ أَهْلاً لأنْ أُعْبَد؟ ".

فلا ينبغي للعبد أن يكون نفعياً حتى في العبادة، والحق سبحانه وتعالى أهْل بذاته لأن يُعبد، لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، فاللهم ارزقنا هذه المنزلة، واجعلنا برحمتك من أهلها.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

أيمن عبد الله
2014-04-25, 15:27
السلام عليكم
بحث في فائدة أحباب كتاب الله تعالى
الرجاء كل من يعرف
الاساتذة أحباب كتاب الله تعالى الآتية أسماؤهم طلب الإلتحاق بالموضوع
*الأستاذ قاسم قاسم
*ساجدة لربي
*رحيق الكلمات
*طالبة علم شرعي
*يسرى 14
*الأستاذ عبد الله المالكي
*المسافر 09
.............
................
................. وكل أحباب كتاب الله تعالى
نحن بانتظاركم ساهموا معنا في تبين وشرح كتاب الله عزوجل .

طالبة علم شرعي
2014-04-25, 15:41
السلام عليكم
بحث في فائدة أحباب كتاب الله تعالى
الرجاء كل من يعرف
الاساتذة أحباب كتاب الله تعالى الآتية أسماؤهم طلب الإلتحاق بالموضوع
*الأستاذ قاسم قاسم
*ساجدة لربي
*رحيق الكلمات
*طالبة علم شرعي
*يسرى 14
*الأستاذ عبد الله المالكي
*المسافر 09
.............
................
................. وكل أحباب كتاب الله تعالى
نحن بانتظاركم ساهموا معنا في تبين وشرح كتاب الله عزوجل .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لي فترة وانا كل يوم اطل هنا عل وعسى يتم اقتباس الايات التي سبق شرحها لننتقل الى سورة اخرى لكن لم يعودوا .... لا اعرف كيف اقتبس كل الايات السابقة فاعتذر كثيرا اتمنى ان يعود الكل لنتم المشروع الطيب والله المستعان
بارك الله فيك استاذنا الفاضل على التذكير والجهد المبذول جعله الله في ميزان حسناتكم

أيمن عبد الله
2014-04-25, 18:22
بارك الله فيك اختنا طالبة علم شرعي
ننتظر دخول الأستاذ قاسم ليضع اقتباسات
ونكمل بعدها بحول الله تعالى وتقبل الله من الجميع

المسافر 09
2014-04-25, 21:31
سؤال
ماهي الآية القرآنية التي ينتصف فيها القرآن الكريم ؟

نصف القرآن بالحروف عند حرف الفاء من قوله تعالى http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوليتطلفhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png [الكهف: 19]
ونصفه بالآيات عند قوله تعالى http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngقالوا وهم فيها يختصمونhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png [الشعرا: 96]
ونصفه بالسور سورة قد سمع (المجادلة)
http://vb.tafsir.net/tafsir605/#.U1rEe6I63Ht

المسافر 09
2014-04-25, 21:36
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى .....وما دلالة استعمال اذ في القرآن الكريم وفي هذه الآية ؟
واعرب الكلمات المسطرة
((وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) )) الكهف


اعتقد أن السؤال موجه للأستاذ قاسم
ننتظر دخوله ليجيب وبعدها يضع هو او غيره الاقتباسات

أيمن عبد الله
2014-04-26, 08:12
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/t1.0-9/10245269_656461641073869_4954210298241684899_n.jpg

المسافر 09
2014-04-26, 23:02
السلام عليكم
تفسير وبيان بعض من آيات سورة الكهف
الجزء الأول
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة الكهف
مكية، وهي مائة وعشر آيات.
تسميتها:
سميت سورة الكهف، لبيان قصة أصحاب الكهف العجيبة الغريبة فيها في الآيات [9- 26] مما هو دليل حاسم ملموس على قدرة اللّه الباهرة.
وهي إحدى سور خمس بدئت ب الْحَمْدُ لِلَّهِ: وهي الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر. وهو استهلال يوحي بعبودية الإنسان للّه تعالى، وإقراره بنعمه وأفضاله، وتمجيد اللّه عز وجل، والاعتراف بعظمته وجلاله وكماله.
مناسبتها لما قبلها:
تظهر مناسبة وضع هذه السورة بعد سورة الإسراء من نواح: هي افتتاح الإسراء بالتسبيح، وهذه بالتحميد، وهما مقترنان في القرآن وسائر الكلام بحيث يسبق التسبيح التحميد، نحو: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ [الحجر 15/ 98] وفي الحديث: «سبحان اللّه وبحمده». كما أن الإسراء اختتمت بالتحميد أيضا، فتشابهت الأطراف أيضا.
ولما أمر اليهود المشركين أن يسألوا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن ثلاثة أشياء: عن الروح، وعن قصة أصحاب الكهف، وعن قصة ذي القرنين، أجاب تعالى في آخر سورة بني إسرائيل عن السؤال الأول، وقد أفرد فيها لعدم الجواب عن الروح، ثم أجاب تعالى في سورة الكهف عن السؤالين الآخرين، فناسب اتصالهما ببعضهما.
ولما ذكر تعالى في الإسراء: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [85] ناسب ذكر قصة موسى مع العبد الصالح الخضر، كالدليل على ما تقدم. وقد ورد في الحديث: أنه لما نزل: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا قال اليهود: قد أوتينا التوراة فيها علم كل شيء، فنزل: قُلْ: لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ ... [109].
ولما قال تعالى في الإسراء: فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً [104] أعقبه في سورة الكهف بالتفصيل والبيان بقوله: فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي، جَعَلَهُ دَكَّاءَ، وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا إلى قوله: وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً [98- 100] «1».
والخلاصة: أنه تعالى لما قال في آخر الإسراء: وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وذكر المؤمنين به أهل العلم، وأنه يزيدهم خشوعا، وأنه تعالى أمر بالحمد له وأنه لم يتخذ ولدا، أمره تعالى بحمده على إنزال هذا الكتاب السالم من العوج، القيم على كل الكتب، المنذر من اتخذ ولدا، المبشر المؤمنين بالأجر الحسن.
ثم استطرد إلى حديث كفار قريش، والتفت من الخطاب في قوله:
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً إلى الغيبة في قوله: عَلى عَبْدِهِ لما في عبده من الإضافة المقتضية تشريفه.
ما اشتملت عليه السورة:
استهلت السورة ببيان وصف القرآن بأنه قيم مستقيم لا اختلاف فيه ولا تناقض في لفظه ومعناه، وأنه جاء للتبشير والإنذار.
ثم لفتت النظر إلى ما في الأرض من زينة وجمال وعجائب تدل دلالة واضحة على قدرة اللّه تعالى.
_______وتحدثت السورة عن ثلاث قصص من روائع قصص القرآن وهي قصة أصحاب الكهف، وقصة موسى مع الخضر، وقصة ذي القرنين. أما قصة أصحاب الكهف [9- 26] فهي مثل عال، ورمز سام للتضحية بالوطن والأهل والأقارب والأصدقاء والأموال في سبيل العقيدة، فقد فرّ هؤلاء الشباب الفتية المؤمنون بدينهم من بطش الملك الوثني، واحتموا في غار في الجبل، فأنامهم اللّه ثلاث مائة وتسع سنين قمرية، ثم بعثهم ليقيم دليلا حسيا للناس على قدرته على البعث.
واتبع اللّه تعالى تلك القصة بأمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالتواضع ومجالسة الفقراء المؤمنين وعدم الفرار منهم إلى مجالسة الأغنياء لدعوتهم إلى الدين: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ .. [28].
ثم هدد اللّه تعالى الكفار بعد إظهار الحق، وذكر ما أعده لهم من العذاب الشديد في الآخرة: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ .. [29] وقارن ذلك بما أعده سبحانه من جنات عدن للمؤمنين الصالحين [30- 31].
وأما قصة موسى مع الخضر في الآيات [60- 78] فكانت مثلا للعلماء في التواضع أثناء طلب العلم، وأنه قد يكون عند العبد الصالح من العلوم في غير أصول الدين وفروعه ما ليس عند الأنبياء، بدليل قصة خرق السفينة، وحادثة قتل الغلام، وبناء الجدار.
وأما قصة ذي القرنين في الآيات [83- 99] فهي عبرة للحكام والسلاطين، إذ أن هذا الملك تمكن من السيطرة على العالم، ومشرق الأرض ومغربها، وبنائه السد العظيم بسبب ما اتصف به من التقوى والعدل والصلاح.
وتخللت هذه القصص أمثلة ثلاثة بارزة رائعة مستمدة من الواقع، لإظهار أن الحق لا يقترن بالسلطة والغنى، وإنما يرتبط بالإيمان، وأول هذه الأمثلة:
قصة أصحاب الجنتين [32- 44] للمقارنة بين الغني المغتر بماله، والفقير المعتز
_بإيمانه، لبيان حال فقراء المؤمنين وحال أغنياء المشركين.
وثانيها: مثل الحياة الدنيا [45- 46] لإنذار الناس بفنائها وزوالها. وأردف ذلك بإيراد بعض مشاهد القيامة الرهيبة من تسيير الجبال، وحشر الناس في صعيد واحد، ومفاجأة الناس بضائف أعمالهم [47- 49].
وثالثها: قصة إبليس وإبائه السجود لآدم [50- 53] للموازنة بين التكبر والغرور، وما أدى إليه من طرد وحرمان وتحذير الناس من شر الشيطان، وبين العبودية للّه والتواضع، وما حقق من رضوان اللّه تعالى.
وأردف ذلك بيان عناية القرآن بضرب الأمثال للناس للعظة والذكرى، وإيضاح مهام الرسل للتبشير والإنذار، والتحذير من الإعراض عن آيات اللّه [54- 57].
وأن سياسة التشريع اقتران الرحمة بالعدل، فليست الرحمة فوق العدل ولا العدل فوق الرحمة: وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ [58- 59].
وختمت السورة بموضوعات ثلاثة: أولها- إعلان تبديد أعمال الكفار وضياع ثمرتها في الآخرة [100- 106] وثانيها- تبشير المؤمنين الذين عملوا الصالحات بالنعيم الأبدي الأخروي [107- 108] وثالثها- أن علم اللّه تعالى لا يحده حد ولا نهاية له [109- 110].
فضل هذه السورة:
ورد في فضائل سورة الكهف أحاديث صحاح ثابتة، منها:
ما رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي عن أبي الدرداء عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال».
ومنها:
ما رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي، عن أبي الدرداء عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم _قال: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، عصم من فتنة الدجال».
وفي لفظ النسائي: «من قرأ عشر آيات من الكهف ..» الحديث.
ومنها:
ما أخرجه النسائي في سننه عن ثوبان، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال».
دلت هذه الأحاديث على أن قراءة الآيات العشر الأوائل أو الأواخر أو أي عشر آيات عصمة من فتنة الدجال.
والسنة أن يقرأ الشخص الكهف يوم الجمعة وليلتها،
لما رواه الحاكم وقال:
صحيح الإسناد عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من قرأ الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين»
وروى الدارمي والبيهقي: «من قرأها ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق».
كيفية الحمد والثناء على اللّه تعالى ومهام القرآن العظيم
_
(1) تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي 64 وما بعدها، طبع دار الكتاب العربي- دمشق.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ

[الكهف:01]
(( ولم يجعل له عوجا)) أي لم يجعل فيه اعوجاجاً ولا زيغاً ولا ميلاً، بل جعله معتدلاً مستقيماً، ولهذا قال: (( قيما))أي مستقيماً.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

[الكهف:06]
((فلعلك باخع )) مهلك (( نفسك على آثارهم )) بعدهم أي بعد توليهم عنك (( إن لم يؤمنوا بهذا الحديث )) القرآن (( أسفا )) غيظا وحزنا منك لحرصك على إيمانهم، ونصبه على المفعول له

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:07]
(( إنا جعلنا ما على الأرض زينة)) ((ما)) و (( زينة)) مفعولان. والزينة كل ما على وجه الأرض؛ فهو عموم لأنه دال على بارئه. وقال ابن جبير عن ابن عباس : أراد بالزينة الرجال؛ قال مجاهد. وروى عكرمة عن ابن عباس أن الزينة الخلفاء والأمراء. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى (( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها)) قال : العلماء زينة الأرض. وقالت فرقة : أراد النعم والملابس والثمار والخضرة والمياه، ونحو هذا مما فيه زينة؛ ولم يدخل فيه الجبال الصم وكل ما لا زينة فيه كالحيات والعقارب. والقول بالعموم أولى، وأن كل ما على الأرض فيه زينة من جهة خلقه وصنعه وإحكامه. والآية بسط في التسلية؛ أي لا تهتم يا محمد للدنيا وأهلها فإنا إنما جعلنا ذلك امتحانا واختبارا لأهلها؛ فمنهم من يتدبر ويؤمن، ومنهم من يكفر، ثم يوم القيامة بين أيديهم؛ فلا يعظمن عليك كفرهم فإنا نجازيهم.

[الكهف:07]

((وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ))
ترابا لا نبات به؛ كأنه قطع نباته. والجرز : القطع؛ ومنه سنة جرز. قال الراجز : قد جرفتهن النون الأجراز والأرض الجرز التي لا نبات فيها ولا شيء من عمارة وغيرها؛ كأنه قطع وأزيل. يعني يوم القيامة؛ فإن الأرض تكون مستوية لا مستتر فيها. النحاس : والجرز في اللغة الأرض التي لا نبات بها. قال الكسائي : يقال جرزت الأرض تجرز، وجرزها القوم يجرزونها إذا أكلوا كل ما جاء فيا من النبات والزرع فهي مجروزة وجُرُز.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:02]
(( بأسا )) عذابا (( شديدا من لدنه )) من قِبل الله

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
[الكهف:03]
((ماكثين فيه أبدا)) أي دار الخلد لا يموتون فيها، الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم، وعملوا بما أمرتهم به من الأعمال.



تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:09]
.هذا إخبار من اللّه تعالى عن قصة أصحاب الكهف (( أم حسبت)) يعني يا محمد ((أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)) أي ليس أمرهم عجيباً في قدرتنا وسلطاننا فإن خلق السماوات والأرض وتسخير الشمس والقمر وغير ذلك من الآيات العظيمة الدالة على قدرة اللّه تعالى؛ وأنه على ما يشاء قادر، ولا يعجزه شيء - أعجب من أخبار أصحاب الكهف، كما قال مجاهد: قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك، وقال ابن عباس: الذي آتيتك من العلم والسنّة والكتاب أفضل من شأن أصحاب الكهف والرقيم، وقال محمد بن إسحاق: ما أظهرت من حججي على العباد أعجب من شأن أصحاب الكهف والرقيم، وأما الكهف: فهو الغار في الجبل، وهو الذي لجأ إليه هؤلاء الفتية المذكورون، وأما الرقيم: فقال ابن عباس: هو واد قريب من أيلة. وقال الضحّاك: أما الكهف فهو غار الوادي، والرقيم اسم الوادي، وقال مجاهد: الرقيم كتاب بنيانهم، ويقول بعضهم هو الوادي الذي فيه كهفهم. وقال ابن عباس: الرقيم الجبل الذي فيه الكهف. وقال سعيد بن جبير: الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الرقيم الكتاب، ثم قرأ (( كتاب مرقوم)) وهذا هو الظاهر من الآية وهو اختيار ابن جرير، قال الرقيم بمعنى مرقوم، كما يقال للمقتول قتيل وللمجروح جريح، واللّه أعلم.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:11]
.الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : (( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانهمْ فِي الْكَهْف سِنِينَ عَدَدًا )) يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : (( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانهمْ فِي الْكَهْف )) : فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانهمْ بِالنَّوْمِ فِي الْكَهْف : أَيْ أَلْقَيْنَا عَلَيْهِمْ النَّوْم , كَمَا يَقُول الْقَائِل لِآخَر : ضَرَبَك اللَّه بِالْفَالِجِ , بِمَعْنَى اِبْتَلَاهُ اللَّه بِهِ , وَأَرْسَلَهُ عَلَيْهِ . وَقَوْله : (( سِنِينَ عَدَدًا )) يَعْنِي سِنِينَ مَعْدُودَة , وَنَصَبَ الْعَدَد بِقَوْلِهِ (( فَضَرَبْنَا ))
تفسير الإمام الطبري ان جرير الطبري
[الكهف:12]
(( ثم بعثناهم )) أيقظناهم (( لنعلم )) علم مشاهدة (( أي الحزبين)) الفريقين المختلفين في مدة لبثهم(( أحصى )) أفعل بمعنى أضبط (( لما لبثوا )) لبثهم متعلق بما بعده (( أمدا )) غاية
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:13]
.قوله تعالى (( نحن نقص عليك نبأهم بالحق)) لما اقتضى قوله تعالى (( لنعلم أي الحزبين أحصى)) اختلافا وقع في أمد الفتية، عقب بالخبر عن أنه عز وجل يعلم من أمرهم بالحق الذي وقع. (( إنهم فتية)) أي شباب وأحداث حكم لهم بالفتوة حين آمنوا بلا واسطة؛ كذلك قال أهل اللسان : رأس الفتوة الإيمان. وقال الجنيد : الفتوة بذل الندى وكف الأذى وترك الشكوى. وقيل : الفتوة اجتناب المحارم واستعجال المكارم. وقيل غير هذا. وهذا القول حسن جدا؛ لأنه يعم بالمعنى جميع ما قيل في الفتوة. (( وزدناهم هدى)) أي يسرناهم للعمل الصالح؛ من الانقطاع إلى الله تعالى، ومباعدة الناس، والزهد في الدنيا. وهذه زيادة على الإيمان. وقال السدي : زادهم هدى بكلب الراعي حين طردوه ورجموه مخافة أن ينبح عليهم وينبه بهم؛ فرفع الكلب يديه إلى السماء كالداعي فأنطقه الله، فقال : يا قوم لم تطردونني، لم ترجمونني لم تضربونني فوالله لقد عرفت الله قبل أن تعرفوه بأربعين سنة؛ فزادهم الله بذلك هدى.

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.




[center]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف:14]
(( وربطنا على قلوبهم )) قويناها على قول الحق (( إذ قاموا )) بين يدي ملكهم وقد أمرهم بالسجود للأصنام (( فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه )) أي غيره (( إلها لقد قلنا إذا شططا )) أي قولاً ذا شطط أي إفراط في الكفر إن دعونا إلها غير الله فرضا.

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[الكهف:15]
(( هؤلاء )) مبتدأ (( قومنا )) عطف بيان (( اتخذوا من دونه آلهة لولا )) هلا (( يأتون عليهم )) على عبادتهم (( بسلطان بين )) بحجة ظاهرة (( فمن أظلم )) أي لا أحد أظلم (( ممن افترى على الله كذبا )) بنسبة الشريك إليه تعالى قال بعض الفتية لبعض.

تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[الكهف:16]
(( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله)) قال : كان فتية من قوم يعبدون الله ويعبدون معه آلهة فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله. ابن عطية : فعلى ما قال قتادة تكون (( إلا)) بمنزلة غير، و (( ما)) من قوله (( وما يعبدون إلا الله)) في موضع نصب، عطفا على الضمير في قول (( اعتزلتموهم)) . ومضمن هذه الآية أن بعضهم قال لبعض : إذا فارقنا الكفار وانفردنا بالله تعالى فلنجعل الكهف مأوى ونتكل على الله؛ فإنه سيبسط لنا رحمته، وينشرها علينا، ويهيئ لنا من أمرنا مرفقا. وهذا كله دعاء بحسب الدنيا، وعلى ثقة كانوا من الله في أمر آخرتهم. وقال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه : كان أصحاب الكهف صياقلة، واسم الكهف حيوم.(( مرفقا)) قرئ بكسر الميم وفتحها، وهو ما يرتفق به وكذلك مرفق الإنسان ومرفقه؛ ومنهم من يجعل (( المرفق)) بفتح الميم الموضع كالمسجد وهما لغتان.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف-17]
(( وترى الشمس إذا طلعت تزّاور )) بالتشديد والتخفيف تميل (( عن كهفهم ذات اليمين)) ناحيته (( وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال )) تتركهم وتتجاوز عنهم فلا تصيبهم ألبتة (( وهم في فجوة منه )) متسع من الكهف ينالهم برد الريح ونسيمها (( ذلك )) المذكور (( من آيات الله )) دلائل قدرته (( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا )) .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.

[الكهف-18]
(( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)) الوصيد الفناء، وقال ابن عباس: بالباب، قال ابن جريج: يحرس عليهم الباب، وهذا من سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم، كأنه يحرسهم، وكان جلوسه خارج الباب لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، كما ورد في الصحيح، ولا صورة ولا جنب، [وشملت كلبهم بركتهم فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال، وهذه فائدة صحبة الأخيار فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن،] وقوله تعالى: (( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا)) أي أنه تعالى ألقى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر أحد عليهم إلا هابهم لما ألبسوا من المهابة والذعر، لئلا يدنو منهم أحد ولا تمسهم يد لامس، حتى يبلغ الكتاب أجله، لما له في ذلك من الحكمة البالغة، والرحمة الواسعة.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *-*ـ
[الكهف-19]
.يقول تعالى: كما أرقدناهم بعثناهم صحيحة أبدانهم، وأشعارهم وأبشارهم، لم يفقدوا من أحوالهم وهيآتهم شيئاً، وذلك بعد ثلثمائة سنة وتسع سنين، ولهذا تساءلوا بينهم (( كم لبثتم)) ؟ أي كم رقدتم؟ (( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم))لأنه كان دخولهم إلى الكهف في أول نهار، واستيقاظهم كان في آخر نهار، ولهذا استدركوا فقالوا: (( أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم)) أي أعلم بأمركم، وكأنه حصل لهم نوع تردد في كثرة نومهم، فاللّه أعلم، ثم عدلوا إلى الأهم في أمرهم إذ ذاك، وهو احتياجهم إلى الطعام والشراب، فقالوا: (( فابعثوا أحدكم بورقكم)) أي فضتكم هذه، وذلك أنهم كانوا قد استصحبوا معهم دراهم من منازلهم لحاجتهم إليها، فتصدقوا منها وبقي منها؛ فلهذا قالوا (( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة)) أي مدينتكم التي خرجتم منها (( فلينظر أيها أزكى طعاما)) أي أطيب طعاماً، كقوله: (( ما زكى منكم أحد أبداً)) ، وقوله: (( قد أفلح من تزكى)) ، ومنه الزكاة التي تطيب المال وتطهره. وقوله (( وليتلطف)) أي في خروجه وإيابه، يقولون وليختف كل ما يقدر عليه، (( ولا يشعرن)) أي ولا يعلمن بكم أحدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


[الكهف-20]
(( إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم)) أي إن علموا بمكانكم (( يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم)) يعنون أصحاب دقيانوس، يخافون منهم أن يطلعوا على مكانهم، فلا يزالون يعذبونكم بأنواع العذاب إلى أن يعيدوكم في ملتهم التي هم عليها أو يموتوا، وإن وافقتموهم على العود في الدين فلا فلاح لكم في الدينا ولا في الآخرة، ولهذا قال: (( ولن تفلحوا إذا أبدا))
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.

المسافر 09
2014-04-26, 23:14
بيان وتفسير بعض آيات
سورة الكهف
الجزء الثاني
السلام عليكم

ما معنى قوله تعالى
((سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) )) الكهف
{ سَيَقُولُونَ ثلاثة رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } هؤلاء القائلون بأنهم ثلاثة أو خمسة أو سبعة ، هم المتنازعون في عددهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب والمسلمين ، وقيل : هم أهل الكتاب خاصة ، وعلى كل تقدير فليس المراد أنهم جميعاً قالوا جميع ذلك ، بل قال بعضهم بكذا ، وبعضهم بكذا ، وبعضهم بكذا } ثلاثة رابعهم كلبهم } أي : هم ثلاثة أشخاص ، وجملة { رابعهم كلبهم } في محل نصب على الحال أي : حال كون كلبهم جاعلهم أربعة بانضمامه إليهم { وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ } الكلام فيه كالكلام فيما قبله ، وانتصاب { رَجْماً بالغيب } على الحال ، أي : راجمين أو على المصدر ، أي : يرجمون رجماً ، والرجم بالغيب هو القول بالظن والحدس من غير يقين ، والموصوفون بالرجم بالغيب هم كلا الفريقين القائلين بأنهم ثلاثة ، والقائلين بأنهم خمسة { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } كأن قول هذه الفرقة أقرب إلى الصواب بدلالة عدم إدخالهم في سلك الراجمين بالغيب . قيل : وإظهار الواو في هذه الجملة يدل على أنها مرادة في الجملتين الأوليين . قال أبو عليّ الفارسي : قوله { رابعهم كلبهم } ، و { سادسهم كلبهم } جملتان استغني عن حرف العطف فيهما بما تضمنتا من ذكر الجملة الأولى وهي قوله : { ثلاثة } ، والتقدير : هم ثلاثة ، هكذا حكاه الواحدي عن أبي علي ، ثم قال : وهذا معنى قول الزجاج في دخول الواو في : { وثامنهم } وإخراجها من الأوّل ، وقيل : هي مزيدة للتوكيد ، وقيل : إنها واو الثمانية ، وإن ذكره متداول على ألسن العرب إذا وصلوا إلى الثمانية كما في قوله تعالى : { وَفُتِحَتْ أبوابها } [ الزمر : 73 ] وقوله : { ثيبات وَأَبْكَاراً } [ التحريم : 5 ] . ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر المختلفين في عددهم بما يقطع التنازع بينهم فقال : { قُل رَّبّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم } منكم أيها المختلفون ، ثم أثبت علم ذلك لقليل من الناس فقال : { مَّا يَعْلَمُهُمْ } أي : يعلم ذواتهم فضلاً عن عددهم ، أو ما يعلم عددهم على حذف المضاف { إِلاَّ قَلِيلٌ } من الناس ، ثم نهى الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم عن الجدال مع أهل الكتاب في شأن أصحاب الكهف فقال : { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ } المراء في اللغة : الجدال يقال : مارى يماري مماراة ومراءً أي : جادل ، ثم استثنى سبحانه من المراء ما كان ظاهراً واضحاً فقال : { إِلاَّ مِرَآء ظاهرا } أي : غير متعمق فيه وهو أن يقصّ عليهم ما أوحى الله إليه فحسب . وقال الرازي : هو أن لا يكذبهم في تعيين ذلك العدد ، بل يقول : هذا التعيين لا دليل عليه ، فوجب التوقف ، ثم نهاه سبحانه عن الاستفتاء في شأنهم فقال : { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً } أي : لا تستفت في شأنهم من الخائفيين فيهم أحداً منهم ، لأن المفتي يجب أن يكون أعلم من المستفتي ، وها هنا الأمر بالعكس ، ولا سيما في واقعة أهل الكهف ، وفيما قصّ الله عليك في ذلك ما يغنيك عن سؤال من لا علم له .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني


ما معنى قوله تعالى
((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) )) الكهف
{ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله } أي لا تقل يا محمد في شأن تريد فعله مستقبلاً أي سأفعل كذا إلا أن تقول إن شاء الله ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما سأله وفد قريش بإيعاز من اليهود عن المسائل الثلاث : الروح ، وأصحاب الكهف وذي القرنين ، قال لسائليه : أجيبكم غداً انتظاراً للوحي ولم يقل إن شاء الله ، فأدبه به تعالى بانقطاع الوحي عنه نصف شهر ، وأنزل هذه السورة وفيها تأديب له صلى الله عليه وقوله : { واذكر ربك إذا نسيت } أي إذا نسيت الاستثناء الذي علمناك فاذكره ولو بعد حين لتخرج من الحرج .
أما الكفارة فلازمة إلا أن يكون الاستثناء متصلاً وقوله تعالى : { وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشداً } أي وقل بعد النسيان والاستثناء المطلوب منك { عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشداً } أي لعل الله تعالى أن يهديني فيسددني لأّسَدَّ ما وعدتكم أن أخبركم به مما هو أظهر دلالة على نبوتي مما سألتموني عنه اختباراً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
((وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) )) الكهف
*وقوله تعالى { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا } يخبر تعالى أن الفتية لبثوا في كهفهم رقوداً من ساعة دخلوه إلى أن أعثر عليهم قومهم ثلاثمائة سنين بالحساب الشمسي وزيادة بالحساب القمري .
وقوله : { قل الله أعلم بما لبثوا } رد به على من قال من أهل الكتاب إن الثلاثمائة والتسع سنين هي من ساعة دخولهم الكهف إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطل الله هذا بتقرير الثلثمائة والتسع أولاً وبقوله { الله أعلم بما لبثوا } وثانياً وبقوله : { له غيب السموات والأرض } أي ما غاب فيهما ، ثالثاً ، وبقوله : { أبصر به وأسمع } أي ما أبصره بخلفه وما أسمعه لأقوالهم حيث لا يخفى عليه شيء من أمورهم وأحوالهم خامساً ، وقوله { ليس لهم } أي لأهل السموات والأرض من دونه تعالى { من ولي } أيْ ولا ناصر { ولا يشرك في حكمه أحداً } لغناه عما سواه ولعدم وجود شريك له بحال من الأحوال .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان اختلاف أهل الكتاب وعدم ضبطهم للأحداث التاريخية .
2- بيان عدد فتية أصحاب الكهف وأنهم سبعة وثامنهم كلبهم .
3- من الأدب مع الله تعالى أن لا يقول العبد سأفعل كذا مستقبلاً إلا قال بعدها إن شاء الله .
4- من الأدب من نسي الاستثناء أن يستثني ولو بعد حين فإن لا ينفعه الاستثناء إلا إذا كان متصلاً بكلامه .
5- تقرير المدة التي لبثها في كهفهم وهي ثلاث مائة وتسع سنين بالحساب القمري .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
((وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) )) الكهف
بعد نهاية الحديث عن أصحاب الكهف أمر تعالى رسوله بتلاوة كتابه فقال : { واتل } أي وأقرأ { ما أوحي إليك من كتاب ربك } تعبداً ودعوة للناس الى ربهم به وتعليماً للمؤمنين بما جاء فيه من الهدى .
وقوله : { لا مبدل لكلماته } أي لا تتركن تلاوته والعمل به والدعوة إليه فتكون من الهالكين فإن ما وعد ربك به المعرضين عنه المكذبين به كائن حقاً وواقع صدقاً فإن ربك { لا مبدل لكلماته } الشتملة على وعده لأوليائه ووعيده لأعدائه ممن كفورا به وكذبوا بكتابه فلم يحلوا حلاله ولم يحرموا حرامه .
وقوله تعالى : { ولن تجد من دون ملتحداً } أي انك إن لم تتل كتابه الذي أوحاه إليك وتعمل بما فيه فنالك ما أوعد به الكافرين المعرضين عن ذكره . { لن تجد من دون الله ملتحداً } أي موئلالاً تميل إليه وملجأ تحتمي به وإذا كان مثل هذا الوعيد الشديد يوجه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم فغيره ممن تركوا تلاوة القرآن والعمل به فلا أقاموا حدوده ولا أحلوا حلاله ولا حرموا حرامه أولى بهذا الوعيد وهو حائق بهم لا محالة إن لم يتوبوا قبل موتهم.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى...مبينا أهمية إلتزام جماعة المؤمنين وعدم الركون للدنيا ؟
((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )) الكهف (28)
نزلتْ هذه الآية في « أهل الصُّفَّة » وهم جماعة من أهل الله انقطعوا للعبادة فتناولتهم ألسنة الناس واعترضوا عليهم ، لماذا لا يعملون؟ ولماذا لا يشتغلون كباقي الناس؟ بل وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : نريد أن تلتفت إلينا ، وأن تترك هؤلاء المجاذيب ، فأنزل الله تعالى : { واصبر نَفْسَكَ مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم . . } [ الكهف : 28 ]
لذلك علينا حينما نرى مثل هؤلاء الذين نُسمِّيهم المجاذيب الذين انقطعوا لعبادة الله أن لا نحتقرهم ، ولا نُقلِّل من شأنهم أو نتهمهم؛ لأن الله تعالى جعلهم موازين للتكامل في الكون ، ذلك أن صاحب الدنيا الذي انغمس فيها وعاش لها وباع دينه من أجل دُنْياه حينما يرى هذا العابد قد نفض يديه من الدنيا ، وألقاها وراء ظهره ، وراح يستند إلى حائط المسجد مُمدّداً رجلاً ، لا تعنيه أمور الدنيا بما فيها .
ومن العجيب أن صاحب الدنيا هذا العظيم صاحب الجاه تراه إنْ أصابه مكروه أو نزلتْ به نازلة يُهْرَع إلى هذا الشيخ يُقبّل يديه ويطلب منه الدعاء ، وكأن الخالق سبحانه جعل هؤلاء المجاذيب ليرد بهم جماح أهل الدنيا المنهمكين في دوامتها المغرورين بزهرتها .
وأيضاً ، كثيراً ما ترى أهل الدنيا في خِدْمة هؤلاء العباد ، ففي يوم من الأيام قُمْنا لصلاة المغرب في مسجد سيدنا الحسين ، وكان معنا رجل كبير من رجال الاقتصاد ، فإذا به يُخرج مبلغاً من المال ويطلب من العامل صرفه إلى جنيهات ، فأتى العامل بالمبلغ في صورة جنيهات من الحجم الصغير ، فإذا برجل الاقتصاد الكبير يقول له : لا ، لا بُدَّ من جنيهات من الحجم الكبير؛ لأن فلاناً المجذوب على باب الحسين لا يأخذ إلا بالجنيه الكبير ، فقلت في نفسي : سبحان الله مجذوب على باب المسجد وشغل أكبر رجل اقتصاد في مصر ، ويحرص الرجل على إرضائه ويعطيه ما يريد .
ثم يقول تعالى : { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ . . } [ الكهف : 28 ] أي : اجعل عينيك فيهم ، ولا تصرفها عنهم إلى غيرهم من أهل الدنيا؛ لأن مَدد النظرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد للمؤمن { تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا . . } [ الكهف : 28 ] لأنك إنْ فعلتَ ذلك وانصرفتَ عنهم ، فكأنك تريد زينة الحياة الدنيا وزخارفها .
وفي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بملازمة أهل الصُّفَّة وعدم الانصراف عنهم إلى أهل الدنيا ما يُقوِّي هؤلاء النفر من أهل الإيمان الذين جعلوا دَيْدنهم وشاغلهم الشاغل عبادة الله والتقرُّب إليه .
لكن ، هل المطلوب أن يكون الناس جميعاً كأهل الصُّفَّة منقطعين للعبادة؟ بالطبع لا ، فالحق سبحانه وتعالى جعلهم بين الناس قِلّة ، في كل بلد واحد أو اثنان ليكونوا أُسْوة تُذكِّر الناس وتكبح جماح تطلّعاتهم إلى الدنيا .
ومن العجيب أن ترى البعض يدَّعي حال هؤلاء ، ويُوهِم الناس أنه مجذوب ، وأنه وَليٌّ نَصْباً واحتيالاً ، والشيء لا يُدَّعَى إلا إذا كانت من ورائه فائدة ، كالذي يدَّعي الطب أو يدَّعي العلم لما رأى من مَيْزات الطبيب والعالم . فلما رأى البعض حال هؤلاء المجاذيب ، وكيف أنهم عزفوا عن الدنيا فجاءتْ إليهم تدقُّ أبوابهم ، وسعى إليهم أهلها بخيراتها ، فضلاً عَمَّا لهم من مكانة ومنزلة في النفس ومحبة في القلوب .
فلماذا إذنْ لا يدعون هذه الحال؟ ولماذا لا ينعمون بكل هذه الخيرات دون أدنى مجهود؟ وما أفسد على هؤلاء العباد حالَهم ، وما خاض الناس في سيرتهم إلا بسبب هذه الطبقة الدخيلة المدَّعية التي استمرأتْ حياة الكسل والهوان .
ثم يقول تعالى : { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا . . } [ الكهف : 28 ] لأنه لا يأمرك بالانصراف عن هؤلاء والالتفات إلى أهل الدنيا إلا مَنْ غفل عن ذكر الله ، أما مَن اطمأن قلبه إلى ذِكْرنا وذاق حلاوة الإيمان فإنه لا يأمر بمثل هذا الأمر ، بل هو أقرب ما يكون إلى هؤلاء المجاذيب الأولياء من أهل الصُّفَّة ، بل وربما تراوده نفسه أن يكون مثلهم ، فكيف يأمر بالانصراف عنهم؟
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم الموقف من الدنيا في قوله : « أوحى الله إلى الدنيا : مَنْ خدمني فاخدميه ، ومَنْ خدمك فاستخدميه . . » فالدنيا بأهلها في خدمة المؤمن الذي يعمر الإيمانُ قلبه ، وليس في باله إلا الله في كل ما يأتي أو يَدَع .
وقوله تعالى : { واتبع هَوَاهُ . . } [ الكهف : 28 ] أي : أن هذا الذي يُحرِّضك على أهل الصُّفَّة ما غفل قلبه عن ذكرنا إلا لأنه سار خلف هواه ، فأخذه هواه وألهاه عن ذكر الله ، فما دام قد انشغل بشيء يوافق هواه فلن يهتم بمطلوب الله ، إنه مشغول بمطلوب نفسه؛ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تِبَعاً لما جئتُ به » .
فالمؤمن الحق سليم الإيمان مَنْ كان هواه ورغبته موافقة لمنهج الله ، لا يحيد عنه ، وقد قال الحق سبحانه وتعالى : { وَلَوِ اتبع الحق أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ السماوات والأرض . . } [ المؤمنون : 71 ]
وقوله تعالى : { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } [ الكهف : 28 ] أي : كان أمره ضياعاً وهباءً ، فكأنه أضاع نفسه .
ثم يقول الحق سبحانه : { وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن . . . } .
تفسير الشعراوي
محمد متولي الشعراوي


ما معنى قوله تعالى
((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) )) الكهف
{ أحاط بهم سرادقها } : حائط من نار أحيط بهؤلاء المعذبين في النار .
{ بماء كالمهل } : أي كعكعر الزيت أي الدردي وهو ما يبقى في أسفل الإناء ثخناً رديئاً .
{ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } أي هذا الذي جئت به وأدعوا إليه من الايمان والتوحيد والطاعة لله بالعمل الصالح هو ( الحق من ربكم ) أيها الناس . { فمن شاء } الله هدايته فآمن وعمل صالحاً فقد نجاه ومن لم يشأ الله هدايته فبقي على كفره فلم يؤمن فقد خاب وخسر .
وقوله : { إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها } أي جدرانها النارية ، { وإن يستغيثوا } من شدة العطش { يغاثوا بماء كالمهل } ردئياً ثخيناً { يشوي الوجوه } إذا أدناه الشارب من وجهه ليشرب شوى جلده ووجهه ولذا قيل فيه ذم له . { بئس الشراب وساءت } أي جهنم { مرتفقاً } في منزلها وطعامها وشرابها إذ كله سوء وعذاب هذا وعيد من اختار الكفر على الإيمان.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري


ما معنى قوله تعالى
((أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) )) الكهف
{ من سندس واستبرق } : أي مارق من الديباج ، والاستبرق ما غلظ منه أي من الديباج
{ أولئك لهم جنات عدن } أي إقامة دائمة { تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق ، متكئين فيها على الآرائك } وهي الأسرة بالحجلة . ثم أثنى الله تعالى على نعيمهم الذي أعده لهم بقولهم : { نعم الثواب } الذي أثيبوا { وحسنت } الجنة في حيلها وثيابها وفرشها وأسرتها وطعامها وشرابها وحورها ورضوان الله فيها { حسنت مرتفقاً } يرتفقون فيه وبه ، جعلنا الله من أهلها .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان خيبة وخسران المعرضين عن كتاب الله فلم يتلوه ولم يعملوا بما جاء فيه من شرائع وأحكام .
2- الترغيب في مجالسة أبناء الآخرة الفقراء الصابرون وترك أبناء الدنيا والإعراض عما هم فيه .
3- على الداعي الى الله تعالى أن يبين الحق ، والناس بعد بحسب ما كتب لهم أو عليهم .
4- الترغيب والترهيب بذكر جزاء الفريقين الؤمنين والكافرين .
5- عذاب النار شر عذاب ، ونعيم الجنة ، نعم النعيم ولا يهلك على الله إلا هالك .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
((وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) )) الكهف
{ وأضرب بهم مثلاً } : أي أجعل لهم مثلاً هو رجلين . . . الخ . { جنتين } : أي بستانين .
{ وحففناهما بنخل } : أي أحطناهما بخل .
{ آتت أكلها } : أي أعطت ثمارها وهو ما يؤكل .
{ ولم تظلم منهم شيئاً } : أي ولم تنقص منه شيئاً بل أتت به كاملاً ووافياً .
{ خلالهما نهراً } : اي خلال الأشجار والنخيل نهراً جارياً .
{ وهو يحاوره } : أي يحادثه ويتكلم معه .
{ وأعز نفراً } : أي عشيرة ورهطاً .
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم واضرب لأولئك المشركين المتكبرين الذين اقترحوا عليك أن تطرد الفقراء المؤمنين من حولك حتى يجلسوا إليك ويسمعوا منك { اضرب لهم } أي اجعل لهم مثلا : { رجلين } مؤمناً وكافرا { جعلنا لأحدكما } وهو الكافر { جنتين من أعناب وحففناهما بنخل } أي أحطناهما بنخل ، { وجعلنا بينهما } أي بين الكروم والنخيل { زرعاً } { كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً } أي لم تنقص منه شيئاً { وفجرنا خلالهما نهراً } ليسقيهما . { وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره } أي في الكلام يراجعه ، ويفاخره : { أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً } أي عشيرة ورهطاً ، قال هذا فخراً وتعاظماً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
((وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) )) الكهف
{ تبيد } : أي تفنى وتذهب .
{ خيراً منها منقلباً } : أي مرجعاً في الآخرة .
{ أكفرت بالذي خلقك من تراب ؟! } : الأستفهام للتوبيخ والخلق من تراب باعتبار الأصل هو آدم .
{ ودخل جنته } والحال أنه { ظالم نفسه } بالكفر والكبر وقال : { ما أظن أن تبيد هذه } يشير إلى جنته { أبداً } أي لا تفنى . { وما أظن الساعة قائمة ولئن ردت الى ربي } كما تقول أنت { لأجدن خيراً منها } أي من جنتي { منقلباً } أي مرجعاً إن قامت الساعة وبعث الناس معهم . هذا القول من هذا الرجل هو ما يسمى بالغرور النفسي الذي يصاب به أهل الشرك والكبر .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري


ما معنى قوله تعالى
((قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) )) الكهف
وهنا قال له صاحبه المسلم { وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب } وهو الله عز وجل حيث خلق أباك آدم من ( تراب ثم من نطفة ) أي ثم خلقك أنت من نطفة أي من مني { ثم سواك رجلاً } وهذا توبيخ من المؤمن للكافر المغرور ثم قال له : { لكنا هو الله ربي } أي لكن أنا أقول هو الله ربي ، { ولا أشرك بربي أحداً } من خلقه في عبادته .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- استحسان ضرب الأمثال للوصول بالمعاني الخفية الى الاذهان .
2- بيان صورة مثالية لغرس بساتين النخل والكروم .
3- تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء .
4- التنديد بالكبر والغرور حيث يفيضان بصاحبهما الى الشرك الكفر.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-26, 23:21
بيان وتفسير
بعض آيات من سورة الكهف
الجزء الثالث
ما معنى قوله تعالى

(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) من سورة الكهف
ما زال السياق الكريم في المثل المضرورب للمؤمن الفقير والكافر الغني فقد قال المؤمن للكافر ما أخبر تعالى به في قوله : { ولولا إذ دخلت جنتك } أي هلا إذ دخلت بستانك قلت عند تعجبك من حسنه وكماله { ما شاء الله } أي كان { لا قوة إلا بالله } أي لا قوة لأحد على فعل شيء أو تركه بإقدار الله تعالى له وإعانته عليه قلل هذا المؤمن نصحاً للكافر وتوبيخاً له .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
(فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) من سورة الكهف
ثم قال له { إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً } اليوم { فعسى ربي } أي فرجائي في الله { أن يؤتيني خيراً من جنتك ويرسل عليها } أي على جنة الكافر { حسباناً من السماء } أي عذاباً ترمى به . ( فتصبح صعيداً زلقاً ) : أي تراباً أملس لا ينبت زرعاً ولا يثبت عليه قدم . { أو يصبح ماؤها غوراً } الذي تسقى به غائراً في أعماق الأرض فلن تقدر على إستخراجه مرة أخرى ، وهو معنى { فلن تستطيع له طلباً } .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) ) من سورة الكهف
{ او يصبح ماؤها غوراً } : أي غائراً في اعماق الأرض فلا يقدر عل ى استنباطه وإخراجه .
{ واحيط بثمره } : أي هلكت ثماره ، فلم يبقى منها شيء .
{ يقلب كفيه } : ندماً وحسرة على ما أنفق من جهد كبير ومال طائل .
{ وهي خاوية على عروشها } : أي ساقطة على أعمدتها التي كان يعرش بها للكرم ، وعلى جدران مبانيها .
يخبر تعالى أن رجاء المؤمن قد تحقق إذ قد احيط فعلاً ببستان الكافر فهلك ما فيه من ثمر { فأصبح يقلب كفيه } ندماً وتحسراً { على ما أنفق فيها } من جهد ومال في جنته { وهي خاوية على عروشها } أي ساقطة على أعمدة الكرم التي كان يعرشها للكرم أي يحمله عليها كما سقطت جدران مبانيها على سقوفها وهو يتحسر ويتندم ويقول : { يا ليتني لم أشرك بربي أحداً ، ولم تكن له } جماعة قوية تنصره { من دون الله وما كان } المنهزم { هنالك } أي يوم القيامة { الولاية } اي القوة والملك والسلطان { لله } أي المعبود { الحق } لا لغيره من الأصنام والأحجار { هو } تعالى { خير ثواباُ } اي خير من يثبت على الإيمان والعمل الصالح . { وخير عقباً } أي خير يعقب أي يجزي بحسن العواقب .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري



ما معنى قوله تعالى
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) ) من سورة الكهف
{ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا } ، وقال قتادة : يصفق كفيه متأسفاً متلهفاً على الأموال التي أذهبها عليها ، { وَيَقُولُ ياليتني لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } أي عشيرة أو ولد كما افتخر بهم واستعز { يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً * هُنَالِكَ الولاية لِلَّهِ الحق } أي الموالاة لله ، أي هنالك كل أحد مؤمن أو كافر يرجع إلأى الله وإلى موالاته والخضوع له إذا وقع العذاب ، كقوله : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قالوا آمَنَّا بالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } [ غافر : 84 ] . وكقوله إخباراً عن فرعون { حتى إِذَآ أَدْرَكَهُ الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الذي آمَنَتْ بِهِ بنوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ المسلمين } [ يونس : 90 ] ، ومنهم من كسر الواو من { الولاية } أي هنالك الحكم لله الحق ، كقوله : { ثُمَّ ردوا إلى الله مَوْلاَهُمُ الحق } [ الأنعام : 62 ] الآية . ولهذا قال تعالى { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً } : أي جزاء { وَخَيْرٌ عُقْباً } أي الأعمال التي تكون لله عزَّ وجلَّ ثوابها خير ، وعاقبتها حميدة رشيدة ، كلها خير .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي


ما معنى قوله تعالى
( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) ) من سورة الكهف.
يقول تعالى : { واضرب } يا محمد للناس { مَّثَلَ الحياة الدنيا } في زوالها وفنائها وانقضائها ، { كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السماء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض } أي ما فيها من الحب ، فشب وحسن ، وعلاه الزهر والنور ، والنضرة ، ثم بعد هذا كله { فَأَصْبَحَ هَشِيماً } يابساً { تَذْرُوهُ الرياح } أي تفرقه وتطرحه ذات اليمين وذات الشمال ، { وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } أي هو قادر على هذه الحال وهذه الحال ، وكثيراً ما يضرب الله مثل الحياة الدنيا بهذا المثل كما قال تعالى في سورة يونس : { إِنَّمَا مَثَلُ الحياة الدنيا كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السمآء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض مِمَّا يَأْكُلُ الناس والأنعام } [ الآية : 24 ] ، وقال في سورة الحديد : { اعلموا أَنَّمَا الحياة الدنيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأموال والأولاد كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفار نَبَاتُهُ } [ الآية : 20 ] . وفي الحديث الصحيح : « الدنيا خضرة حلوة » وقوله : { المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا } كقوله : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشهوات مِنَ النساء والبنين والقناطير المقنطرة مِنَ الذهب } [ آل عمران : 14 ] الآية . وقال تعالى : { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ والله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } [ التغابن : 15 ] : أي الإقبال عليه والتفرغ لعبادته خير لكم من اشتغالكم بهم والجمع لهم والشفقة المفرطة عليهم.
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي


ما معنى قوله تعالى
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) ) من سورة الكهف
ولهذا قال : { والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } ، قال ابن عباس وسعيد ابن جبير ، وغير واحد من السلف : الباقيات الصالحات : الصلوات الخمس . وقال ابن عباس : { والباقيات الصالحات } : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، وهكذا سئل أمير المؤمنين عثمان بن عفان عن { والباقيات الصالحات } ما هي؟ فقال : هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم . وروي عن سعيد بن المسيب قال : الباقيات الصالحات ( سبحان والحمدلله ولا إله الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ) وقال محمد ابن عجلان عن عمارة قال : سألني سعيد بن المسيب عن الباقيات الصالحات ، فقلت : الصلاة والصيام ، فقال : لم تصب ، فقلت : الزكات والحج ، فقال : لم تصب ، ولكنهن الكلمات الخمس : لا إله إلاّ الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سبحان الله والحمد لله ولا إله الله والله أكبر هنّ الباقيات الصالحات » وفي الحديث : « أما إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئلهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ، ألا وإن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر من الباقيات الصالحات » وقال ابن عباس قوله { والباقيات الصالحات } قال : هي ذكر الله ، قول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله والحمدلله ، وتبارك الله ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، وأستغفر الله ، وصلى الله على رسول الله ، والصيام والصلاة والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة وجميع أعمال الحسنات ، وهن الباقيات الصالحات التي تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السماوات والأرض ، وعنه : هي الكلام الطيب ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هي الأعمال الصالحة كلها ، واختاره ابن جرير رحمه الله .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

ما معنى قوله تعالى
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) ) من سورة الكهف
{ نُسير الجيال } : أي تقتلع من أصولها وتصير هباءً منبثاً .
{ بارزة } : ظاهرة إذ فنى كل ما كان عليها من عمران .
{ فلم نغادر } : لم نترك منهم أحداً .
{ موعداً } : أي ميعاداً لبعثكم أحياء للحساب والجزاء .
لما ذكر تعالى مآل الحياة الدنيا وأنه الفناء والزوال ورغب في الصالحات وثوابها المرجوا يوم القيامة ، ناسب ذكر نبذة عن يوم القيامة ، وهو يوم الجزاء على الكسب في الحياة الدنيا قال تعالى : { ويوم نسير الجبال } أي اذكر { يوم نسير } أي تقتلع من أصولها وتصير هباءً منبثاً ، { وترى الأرض بارزة } ظاهرة ليس عليها شيء ، فهي قاع صفصف { وحشرناهم } أي جمعناهم من قبورهم للموقف { فلم نغادر منه احداً } أي لم نترك منهم أحداً كائناً من كان .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) ) من سورة الكهف.
{ وعرضوا على ربك } أيها الرسول صفاً وقوناً اذلاء ، وقيل لهم توبيخاً وتقريعا { لقد جئتمنونا كما خلقناكم أول مرة } لا مال معكم ولا سلطان لكم بل حفاة عراة غرلاً ، جمع اغرل ، وهو الذي لم يختتن .
وقوله تعالى : { بل زعمتم } أي ادعيتم كذباً أنا لا نجمعكم ليوم القيامة ، ولن نجعل لكم موعداً فها أنتم مجموعون لدينا تنتظرون الحساب والجزاء ، وفي هذا من التوبيخ والتقريع ما فيه ، وقوله تعالى في الآية { ووضع الكتاب } يخبر تعالى عن حال العرض عليه فقال : { ووضع الكتاب } أي كتاب الحسنات والسيئات واعطى كل واحد كتابه فالمؤمن يأخذه بيمينه والكافر بشماله ، { فترى المجرمين } في تلك الساعة { مشفقين } أي خائفين { مما فيه } اي في الكتاب من السيآت { ويقولون : آيا وليتنا } ندماً وتحسراً ينادون يا ويلتهم وهي هلاكهم قائلين : { مال لهذا الكتاب لا يغادر لا صغيرة ولا كبيرة } من ذنوبنا { إلا أحصاها } أي أثبتها عداً .
وقوله تعالى : في آخر العرض { ووجدوا ما عملوا حاضراً } أي من خير وشر مثبتاً في كتابهم وحوسبوا به ، وجوزوا عليه { ولا يظلم ربك أبداً } بزيادة سيئة على سيئاته أو بنقص حسنة من حسناته ، ودخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير عقيدة البعث والجزاء بعرضها على مسامع المنكرين لها .
2- يبعث الأنسان كما خلقه الله ليس معه شيء ، حافياً عارياً لم يقطع منه غفلة الذكر .
3- تقرير عقيدة كتب الأعمال في الدنيا وإعطائها أصحابها في الآخرة تحقيقاً للعدالة الإلهية .
4- نفي الظلم عن الله تعالى وهو غير جائز عليه لغناه المطلق وعدم حاجته الى شيء .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
((وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) ) من سورة الكهف

{ مواقعوها } : أي واقعوان فيها ولا يخرجون منها أبداً .
{ ولم يجدوا عنها مصرفاً } : أي مكاناً غيرها ينصرفون اليه لينجوا من عذابها

{ ورأى المجرمون النار } أي يؤتى بها تجر بالسلاسل حتى تبرز لأهل الموقف فيشاهدونها وعندئذ يظن المجرمون اي يوقنوا { أنهم مواقعوها } أي داخلون فيها . { ولم يجدوا عنها مصرفاً } أي مكاناً ينصرفون إليه لأنهم محاطون بالزبانية ، والعياذ بالله من النار وعذابها .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير عداوة إبليس وذريته لبني آدم .
2- العجب من بني آدم كيف يطيعون عدوهم ويعصون ربهم!!
3- لا يستحق العبادة العبادة أحد سوى الله عز وجل لأنه الخالق لكل مبعود مما عُبد من سائر المخلوفات .
4- بيان خزي المشركين يوم القيامة حيث يطلب إليهم أن يدعوا شركاءهم لاغاثتهم فيدعونهم فلا يستجيبون لهم .
5- جمع الله تعالى المشركين وما كانوا يعبدون من الشياطين في موبق واحد في جهنم وهو وادي من شر أودية جهنم وأسواها .

أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري


ما معنى قوله تعالى
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) ) من سورة الكهف
{ أكنة } : أغطية .
{ وفي آذانهم وقراً } : أي ثقلاً فهم لا يسمعون
وهو ما قررته الآية ( 57 ) إذ قال تعالى فيها : { ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه } أي من الإجرام والشر والشرك . اللهم إنه لا أحد اظلم من هذا الإنسان الكافر العنيد . ثم ذكر تعالى سبب ظلم وإعراض ونسيان هؤلاء الظلمة المعرضين الناسين وهو أنه تعالى حسب سنته فيمن توغل في الشر والظلم والفساد يجعل على قلبه كناناً يحيط به فيصبح لا يفقه شيئاً . ويجعل في أذنيه فلا يسمع الهدى . ولذا قال لرسوله صلى الله عليه وسلم : { وإن تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذاً } أي بعد ما جعل على قلوبهم من الأكنة وفي آذانهم من الوقر { أبداً } .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

المسافر 09
2014-04-26, 23:53
بيان وتفسير سورة الكهف
الجزء الرابع والاخير

ما معنى قوله تعالى
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61 ) من سورة الكهف
{ وإذ قال موسى لفتاه } : أي أذكر إذ قال موسى بن عمران نبي بني إسرائيل لفتاه يوشع بن نون بن افرايم بن يوسف عليه السلام .
{ مجمع البحرين } : أي حيث ألتقى البحران بحر فارص وبحر الروم .
{ حقباً } : الحقب الزمن وهو ثمانون سنة والجمع أحقاب .
{ سبيله في البحر سرياً } : أي طريقه في البحر سرباً أي طريقاً كالنفق .
{ فلما جاوزا } : أي المكان الذي فيه الصخرة ومنه اتخذ الحوت طريقه في البحر سرياً .
هذه قصة موسى مع الخضر عليهما السلام وهي تقرر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتؤكدها . إذ مثل هذا القصص الحق لا يتأنى لأحد أن يقصه مالم يتلقه وحياً من الله عزوجل . قال تعالى : { وإذ قال موسى } أي أذكر يا رسولنا تدليلاً على توحيدنا ولقائنا ونبوتك . إذ قال موسى بن عمران نبينا الى نبي إسرائيل لفتاه يوشع بن نون { لا أبرح } أي سائراً { حتى أبلغ مجمع البحرين } حيث أرشدني ربي الى لقاء عبد هناك من عباده هو أكثر مني علماً حتى اتعلم منه علماً ازيده على علمي ، { أو أمضي حقباً } أي أواصل سيري زمناً طويلاً حتى أظفر بهذا العبد الصالح لأتعلم عنه . قوله تعالى : { فلما بلغا مجمع بينهما } أي بين البحرين وهما بحر فارس عند باب المندب حيث التقى البحر الأحمر والبحر الهندي . أو البحر الأبيض والأطلنطي عند طنجة والله أعلم بأيها أراد . وقوله { نسياً حوتمها } أي نسي الفتى الحوت ، إذ هو الذي كان يحمله ، ولكن نسب النسيان إليهما جرياً على المتعارف من لغة العرب ، وهذا الحوت قد جلعه الله تعالى علامة لموسى على وجود الخضر حيث يفقد الحوت ، إذ القصة كما في البخاري تبتدئ بأن موسى خطب يوماً في بنى إسرائيل فأجاد وأفاد فاعجب به شاب من بني إسرائيل فقال له : هل يوجد من هو اعلم منك موسى ؟ فقال : لا . فأوحى إليه ربه فوراً بلى عبدنا خضر ، فتاقت نفسه للقياه للتعلم عنه ، فسأل ربه ذلك ، فأرشده الى مكان لقياه وهو مجمع البحرين ، وجعل له الحوت علامة فأمره ان ياخذ طعامه حوتاً وأعلمه أنه إذا فقد الحوت فثم يوجد عبدالله خضر ومن هنا لما بلغا مجمع البحرين واستراحا فنام موسى والفتى شبه نائم وإذا بالحوت يخرج من المكتل ( وعاء ) ويشق طريقه الى البحر فينجاب عنه البحر فيكون كالطاق أو النفق آية موسى .ويغلب النوم على يوشع فينام فلما استراحا قاما مواصلين سيرهما ونسي الفتى وذهب من نفسه خروج الحوت من المكتل ودخوله في البحر لغلبة النوم فلما مشيا مسافة بعيدة وشعرا بالجوع وقد جاوزا المنطقة التي هي مجمع البحرين قال موسى للفتى { آتنا غذاءنا } وعلل ذلك بقوله : { لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً } أي تعباً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) من سورة الكهف
هنا قال الفتى لموسى ما قص الله تعالى : قال مجيباً لموسى { أرأيت } أي أتذكر { إذ أوينا الى الصخرة } التي استراحا عندها { فإني نسيت الحوت } وقال كالمعتذر ، { وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره ، واتخذ سبيله } أي طريقه { في البحر عجباً } أي حيي بعد موت ومشى حتى انتهى الى البحر وانجاب له البحر فكان كالسرب فيه أي النفق فأجابه موسى بما قص تعالى : { قال ذلك ما كنا نبغ } وذلك لأن الله تعالى جعل لموسى فقدان الحوت علامة على مكان الخضر الذي يوجد فيه { فارتدا } أي رجعا { على آثارهما قصصاً } أي يتتبعان آثار أقدامهما.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) من سورة الكهف
{ وإذ قال موسى لفتاه } : أي أذكر إذ قال موسى بن عمران نبي بني إسرائيل لفتاه يوشع بن نون بن افرايم بن يوسف عليه السلام .
{ مجمع البحرين } : أي حيث ألتقى البحران بحر فارص وبحر الروم .
{ حقباً } : الحقب الزمن وهو ثمانون سنة والجمع أحقاب .
{ سبيله في البحر سرياً } : أي طريقه في البحر سرباً أي طريقاً كالنفق .
{ فلما جاوزا } : أي المكان الذي فيه الصخرة ومنه اتخذ الحوت طريقه في البحر سرياً .
{ في البحر عجباً } : أي عجباً لموسى حيث تعجب من إحياء الحوت وإتخاذه في البحر طريقاً كالنفق في الجبل .
{ قصصاً } : أي يتتبعان آثار أقدامهما .
{ عبداً من عبادنا } : هو الخضر عليه السلام .
{ مما عملت رشداً } : أي ما هو رشاد الى الحق ودليل على الهدى .
{ ما لم تحط به خراً } : اي علماً .
{ ولا أعصي لك أمراً } : أي انتهى الى ما تأمرني به وإن لم يكن موافقاً هواي .
معنى الآيات :
هذه قصة موسى مع الخضر عليهما السلام وهي تقرر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتؤكدها . إذ مثل هذا القصص الحق لا يتأنى لأحد أن يقصه مالم يتلقه وحياً من الله عزوجل . قال تعالى : { وإذ قال موسى } أي أذكر يا رسولنا تدليلاً على توحيدنا ولقائنا ونبوتك . إذ قال موسى بن عمران نبينا الى نبي إسرائيل لفتاه يوشع بن نون { لا أبرح } أي سائراً { حتى أبلغ مجمع البحرين } حيث أرشدني ربي الى لقاء عبد هناك من عباده هو أكثر مني علماً حتى اتعلم منه علماً ازيده على علمي ، { أو أمضي حقباً } أي أواصل سيري زمناً طويلاً حتى أظفر بهذا العبد الصالح لأتعلم عنه . قوله تعالى : { فلما بلغا مجمع بينهما } أي بين البحرين وهما بحر فارس عند باب المندب حيث التقى البحر الأحمر والبحر الهندي . أو البحر الأبيض والأطلنطي عند طنجة والله أعلم بأيها أراد . وقوله { نسياً حوتمها } أي نسي الفتى الحوت ، إذ هو الذي كان يحمله ، ولكن نسب النسيان إليهما جرياً على المتعارف من لغة العرب ، وهذا الحوت قد جلعه الله تعالى علامة لموسى على وجود الخضر حيث يفقد الحوت ، إذ القصة كما في البخاري تبتدئ بأن موسى خطب يوماً في بنى إسرائيل فأجاد وأفاد فاعجب به شاب من بني إسرائيل فقال له : هل يوجد من هو اعلم منك موسى ؟ فقال : لا . فأوحى إليه ربه فوراً بلى عبدنا خضر ، فتاقت نفسه للقياه للتعلم عنه ، فسأل ربه ذلك ، فأرشده الى مكان لقياه وهو مجمع البحرين ، وجعل له الحوت علامة فأمره ان ياخذ طعامه حوتاً وأعلمه أنه إذا فقد الحوت فثم يوجد عبدالله خضر ومن هنا لما بلغا مجمع البحرين واستراحا فنام موسى والفتى شبه نائم وإذا بالحوت يخرج من المكتل ( وعاء ) ويشق طريقه الى البحر فينجاب عنه البحر فيكون كالطاق أو النفق آية موسى .ويغلب النوم على يوشع فينام فلما استراحا قاما مواصلين سيرهما ونسي الفتى وذهب من نفسه خروج الحوت من المكتل ودخوله في البحر لغلبة النوم فلما مشيا مسافة بعيدة وشعرا بالجوع وقد جاوزا المنطقة التي هي مجمع البحرين قال موسى للفتى { آتنا غذاءنا } وعلل ذلك بقوله : { لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً } أي تعباً . هنا قال الفتى لموسى ما قص الله تعالى : قال مجيباً لموسى { أرأيت } أي أتذكر { إذ أوينا الى الصخرة } التي استراحا عندها { فإني نسيت الحوت } وقال كالمعتذر ، { وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره ، واتخذ سبيله } أي طريقه { في البحر عجباً } أي حيي بعد موت ومشى حتى انتهى الى البحر وانجاب له البحر فكان كالسرب فيه أي النفق فأجابه موسى بما قص تعالى : { قال ذلك ما كنا نبغ } وذلك لأن الله تعالى جعل لموسى فقدان الحوت علامة على مكان الخضر الذي يوجد فيه { فارتدا } أي رجعا { على آثارهما قصصاً } أي يتتبعان آثار أقدامهما { فوجدا } خضراً كما قال تعالى : { فوجدا عبداً من عبادنا } وهو خضر { آتيناه رحمة من لدنا } أي نبوة { وعلمناه من لدنا علماً } وهو علم غيب خاص به { وقال له موسى } مستعطفاً له { هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً } أي مما علمك الله رشداً أي رشاداً يدلني على الحق وتحصل لي به هداية فأجابه خضر بما قال تعالى : { قال إنك لن تستطيع معي صبراً } يريد أن يرى منه اموراً لا يقره عليها وخضر لا بد يفعلها فيتضايق موسى لذلك ولا يطيق الصبر ، وعلل له عدم استطاعته الصبر بقوله { وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً } أي علماً كاملاً . فأجابه موسى وقد صمم على الرحلة لطلب العلم مهما كلفه الثمن فقال { ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً } أي سأنتهي الى ما تأمرني وإن لم يكن موافقاً لما أحب وأهوى .
هداية الآيات :
1- عتب الله تعالى على رسوله يا موسى عليه السلام سئل هل هناك من هو اعلم منك فقال لا وكان المفروض أن يقول على الأقل الله أعلم . فعوقب لذللك فكلف هذه الرحلة الشاقة .
2- استحباب الرفقة في السفر ، وخدمة التلميذ للشيخ ، إذ كان يوشع يخدم موسى بحمل الزاد . 3- طروء النسيان على الانسان مهما كان صالحاً .
4- مراجعة الصواب بعد الخطأ خير من التمادي على الخطأ { فارتدا على آثارهما قصصا } ؟
5- تجلى قدرة الله تعالى في إحياء الحوت بعد الموت ، وانجياب الماء عليه حتى كان كالطاق فكان للحوت سرباً ولموسى وفتاه عجباً . وبه استدل موسى اي بهذا العجب على مكان خضر فوجده هناك .
6- استحباب طلب المزيد من العلم مهما كان المرء عالماً وهنا أورد الحديث التالي وهو خير من قنطار ذهباً لمن حفظه وعمل به وهو قول ابن عباس رضي الله عنه قال سأل موسى ربه : قال رب أي عبادك احب إليك ؟ قال : الذي يذكرني ولا ينساني ، قال : فأي عبيدك أقضى ؟ قال الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى ، قال : أي رب عبادك اعلم ؟ قال : الذي يبتغي علم الناس الى علم نفسه عسى ان يصيب كلمة تهديه الى هدى أو ترده عن ردى ، وللأثر بقية ذكراه ابن جرير عند تفسير هذه الآيات


ما معنى قوله تعالى
(فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) من سورة الكهف
{ ذكراً } : أي بياناً وتفصيلاً لما خفي عليك .
{ لقد جئت شيئاً إمراً } : أي فعلت شيئاً منكراً .
{ لا ترهقني } : أي لا تغشيني بما يعسر علي ولا أطيق حمله علي صحبتي إياك .
{ نفساً زكية } : أي طاهرة لم تتلوث روحها بالذنوب .
{ بغير نفس } : أي بغير قصاص .
{ نكراً } : الأمر الذي تنكره الشرائع والعقول من سائر المناكر! وهو المنكر الشديد النكارة .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في الحوار الذي بين موسى السلام والعالم الذي أراد أن يصحبه لطلب العلم منه وهو خضر . قوله تعالى : { قال } أي خضر { فإن اتبعني } مصاحباً لي لطلب العلم { فلا تسألني عن شيء } أفعله مما لا تعرف له وجهاً شرعياً { حتى أحدث لك منه ذكراً } أي حتى أكون أنا الذي يبين لك حقيقته وما جهلت منه . وقوله تعالى : { فانطلقا } أي بعد رضا موسى بطلب خضر انطلقا يسيران في الأرض فوصلا ميناء من المواني البحرية ، فركبا سفينة كان خضر يعرف أصحابها فلم يأخذوا منهما أجر الإركاب فلما أقلعت السفينة ، وتوغلت في البحر أخذ خضر فأساً فخرق السفينة ، فجعل موسى يحشو بثوب له الخرق ويقول : { أخرقتها لتغرق أهلها } على انهما حملانا بدون نول { لقد جئت شيئاً إمراً } أي أتيت يا عالم منكراً فظيعاً فأجابه خضر بما قص تعالى : { قال ألم أقل إنك لن تستطيع صبراً } فأجاب موسى بما ذكر تعالى عنه : { قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً } أي لا تعاقبني بالنسيان فإن الناسي لا حرج عليه . وكانت هذه من موسى نسياناً حقاً ولا تغشني بما يعسر علي ولا أطيقه فاتضايق من صحبتي إياك .
قال تعالى : { فانطلقا } بعد نزولهما ومن البحر الى البر فوجدا غلاماً جميلاً وسيماً يلعب مع الغلمان فأخذه خضر جانباً وأضجعه وذبحه فقال له موسى بما أخبر تعالى عنه : { أقتلت نفساً زكية بغير نفس } زاكية طاهرة لم يذنب صاحبها ذنباً تلوث به روحه ولم يقتل نفساً يستوجب بها القصاص { لقد جئت شيئاً نكراً } أي أتيت منكراً عظيماً بقتلك نفساً طاهرة ولم تذنب ولم تكن هذه نسياناً من موسى بل كان عمداً أنه لم يطق فعل منكر كهذا لم يعرف له وجهاً ولا سبباً .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- جواز الأشتراط في الصحبة وطلب العلم وغيرهما للمصلحة الراجحة .
2- جواز ركوب السفن في البحر .
3- مشروعية إنكار المنكر على من علم أنه منكر .
4- مشروعية القصاص وهو النفس بالنفس .


ما معنى قوله تعالى
( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) من سورة الكهف
{ قال ألم أقل لك } : أي قال خصر لموسى عليهما السلام .
{ بعدها } : أي بعد هذه المرة .
{ فلا تصاحبني } : أي لا تتركني أتبعك .
{ من لدني عذراً } : أي من قبلي « جهتي » عذراً في عدم مصاحبتي لك .
{ أهل قرية } : مدنية أنطاكية .
{ استطعما أهلها } : أي طلبا منهم الطعام الواجب للضيف .
{ يريد أن ينقض } : أي قارب السقوط لميلانه .
{ فأقامه } : أي الخضر بمعنى أصلحه حتى لا يسقط .
{ أجراً } : أي جعلا على إقامته وإصلاحه .
{ هذا فراق بيني وبينك } : أي قولك هذا { لو شئت لاتخذت عليه أجراً } هو نهاية الصحبة وبداية المفارقة .
{ بتأويل } : أي تفسير ما كنت تنكره على حسب علمك .
معنى الآيات : ما زال السياق في محاورة الخضر مع موسى عليهما السلام ، فقد تقدم إنكار موسى على الخضر قتله الغلام بغير نفس ، ولا جرم إرتكبه ، وبالغ موسى في إنكاره الى أن قال : { لقد جئت شيئاً نكراً } فأجابه خضر بما أخبر تعالى به في قوله : { ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } لما سألتني الصحبة للتعليم ، فأجاب موسى بما أخبر تعالى له في قوله : { قال إن سألتك عن شيء بعدها ) أي بعد هذه المرة { فلا تصاحبني } أي أترك صحبتي فإنك { قد بلغت من لدني } أي من جهتي وقبلي عذراً في تركك إياي .
قال تعالى : { فانطلقا } في سفرهما { حتى أتيا أهل قرية } « أي مدينة » قيل إنها انطاكية ووصلاها في الليل والجو بارد فاستطعما أهلها أي طلباً منهم الضيف الواجب له { فأبوا أن يضيفوهما ، فوجدا فيها } أي في القرية { جداراً يريد أن ينقض } أي يسقط فأقامة الخضر وأصلحه فقال موسى له : { لو شئت لاتخذت عليه أجراً } أي جعل مقابل إصلاحه ، لا سيما أن اهل هذه القرية لم يعطونا حقنا من الضيافة . وهنا قال الخضر لموسى : { هذا فراق بيني وبينك } لانك تعهدت إنك اذا سألتني بعد حادثة قتل الغلام عن شيء ان لا تطلب صحبتي وها انت قد سألتني ، فهذا وقت فراقك إذاً { سأنبئك } أي أخبرك { بتأويل ما لم تستطيع عليه صبراً } من خرق السفينة الغلام وإقامة الجدار .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- وجوب الوفاء بما التزم به الإنسان لآخر .
2- وجوب الضيافة لمن استحقها .
3- جواز التبرع بأي خير أو عمل إبتغاء وجه الله تعالى .


ما معنى قوله تعالى
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) من سورة الكهف
{ المساكين } : جمع مسكين وهو الضعيف العاجز عن الكسب .
{ يعلمون في البحر } : أي يؤجرون سفينتهم للركاب .
{ أعيبها } : أي أجعلها معيبة حتى لا يرغب فيها .
{ غضباً } : أي قهراً .
{ أن يرهقهما طغياناً وكفراً } : أي يغشاهما : ظلماً وجحوداً .
{ وأقرب رحما } : أي رحمة إذ الرحم والرحمة بمعنى واحد .
{ وما فعلته عن امري } : أي عن اختيار مني بل بأمر ربي جل جلاله وعظم سلطانه .
معنى الآيات :
هذا آخر حديث موسى والخضر عليهما السلام ، فقد واعد الخضر موسى عندما اعلن له عن فراقه أن يبين له تأويل مالم يستطع عليه صبراً ، وهذا بيانه قال تعالى « حكاية عن الخضر » { أما السفينة } التي خرقتها وأنكرت علي ذلك { فكانت لمساكين يعملون في البحر } يؤجرون سفينتهم بما يحصل لهم بعض القوت { فأردت أن أعيبها } لا لأغرق أهلها ، { وكان رواءهم ملك } ظالم { يأخذ كل سفينة } صالحة { غصباً } أي قهراً وإنما أردتان أبقيها لهم إذ الملك المذكور لا يأخذ إلا السفن الصالحة { وأما الغلام } الذي قتلت وأنكرت عليّ قتله { فكان أبواه مؤمنين فخشياً } إن كبر { أن يرهقهما } أي يغشيهما { طغياً وكفراً فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة } أي طهراً وصلاحاً { وأقرب رحماً } أي رحمة وبراً فلذا قتته ، { وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما ، وكان ابوهما صالحاً فأراد ربك ان يبلغا أشدهما } أي سن الرشد { ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك } أي كان ذلك رحمة { وما فعلته عن أمري } أي عن إرادتي وإختياري بل كان بأمر ربي وتعليمه . { ذلك } أي هذا { تأويل ما لم تسطع عليه صبراً } .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان ضروب من خفي ألطاف الله تعال فعلى المؤمن أن يرضى بقضاء الله تعالى وإن كان ظاهره ضاراً .
2- بيان حسن تدبير الله تعالى لأوليائه بما ظاهره عذاب ولكن في باطنه رحمة .
3- مراعاة صلاح الأباء في إصلاح حال الأبناء .
4- كل ما أتاه الخضر كان بوحي إلهي وليس هو مما يدعيه جهال الناس ويسمونه بالعلم اللدني وأضافوه الى من يسمونهم الأولياء ، وقد يسمونه كشفاً ، ويؤكد بطلان هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الخضر قال لموسى : أنا على علم علمني رب وأنت على علم مما علمك الله وإن علمي وعلمك الى علم الله الا كما يأخذ الطائر بمنقاره من البحر .


ما معنى قوله تعالى
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) ) من سورة الكهف.
معنى الآيات : هذه قصة العبد الصالح ذي القرنين الحميري التعبي على الراجح من أقوال العلماء ، وهو الأسنكدر باني الأسكندرية المصرية ، ولأمر ما لقب بذي القرنين ، وكان قد تضمن سؤال قريش النبي صلى الله عليه وسلم بإيعاذ من يهود المدينة ذا القرنين إذ قالوا لقريش سلوه عن الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين فإن أجابكم عنها فإنه نبي ، وإلا فهو غير نبي فروا رأيكم فيه فكان الجواب عن الروح في سورة الإسراء وعن الفتية وذي القرنين في سورة الكهف هذه وقد تقدم الحديث التفصيلي عن أصحاب الكهف في أول السورة وهذا بدء الحديث المتضمن للإجابة عن الملك ذي القرنين عليه السلام قال تعالى : { ويسألونك } يا نبينا { عن ذي القرنين قل } للسائلين من مشركي قريش { سأتلوا عليكم منه ذكرا } أي سأقرأ عليكم من أمره وشأنه العظيم ذكراً خبراً يحمل الموعظة والعلم والمعرفة .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) من سورة الكهف
وقوله تعالى : { إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سبباً . } هذه بداية الحديث عنه فأخبر تعالى أنه مكن له في الأرض بالملك والسلطان ، واعطاه من كل شيء يحتاج إليه في فتحه الأرض ونشر العدل والخير فيها سبباً يوصله الى ذلك ، وقوله { فأتبع سبباً } حسب سنة الله في تكامل الأشياء فمن صنع إبرة وتابع الأسباب التي توصل بها الى صنع الأبرة فإنه يصنع المسلة ، وهكذا تابعه بين أسباب الغزو والفتح والسير في الأرض { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة } وهي على ساحل المحيط الأطلنطي ، وكونها تغرب فيها هو بحسب رأي العين ، والا فالشمس في السماء والعين الحمئة والمحيط الى جنبها في الأرض وقوله تعالى : { ووجد عندها } أي عند تلك العين في ذلك الإقليم المغربي { قوماً } أي كافرين غير مسلمين فأذن الله تعالى له في التحكم والتصرف فيهم إذ يسر له أسباب الغلبة عليهم وهن معنى قوله تعالى : { قلنا يا ذا القرنين } وقد يكون نبياً ويكون قوله الله تعالى هذا له وحياً وهو { إما أن تعذب } بالأسر والقتل ، { وإما أن تتخذ فيهم حسناً } وهذا بعد حربهم والتغلب عليهم فأجاب ذو القرنين ربما أخبر تعالى به : { أما من ظلم } أي بالشرك والكفر { فسوف نعذبه } بالقتل والأسر ، { ثم يرد الى ربه } بعد موته { فيعذبه عذاباً نكراً } أي فظيعاً أليماً .
{ وأما من آمن وعمل صالحاً } أي يسلم وحسن اسلامه { فله جزاء } على إيمانه وصالح أعماله { الحسنى } أي الجنة في الآخرة { وسنقول له من أمرنا يسرا } فلا نغلظ له في القول ولا نكلفه ما يشق عليه ويرهقه .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) من سورة الكهف
وقوله تعالى : { ثم أتبع سبباً } أي ما تحصل عليه من القوة فتح المغرب استخدمه في مواصلة الغزو والفتح في المشرق { حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم } بدائيين لم تساعدهم الأرض التي يعشيون عليها على التحضر فلذا هم لا يبنون الدور ولا يلبسون الثياب ، ولكن يسكنون الكهوف والمغارات والسراديب وهو ما دل عليه قوله تعالى : { لم نجعل من دونها } أي الشمس { ستراً } . وقوله تعالى : { كذلك } أي القول الذي قلنا والوصف الذي وصفنا لك من حال ذي القرنين { وقد أحطنا } من قوة وأسباب مادية وروحية { خبرا } اي علما كاملاً . وقوله تعالى : { ثم أتبع } أي ذو القرنين { سببا } أي واصل طريقه في الغزو والفتح { حتى إذا بلغ بين السدين } وهما جبلان بأقصى الشمال الشرقي للأرض بنى ذو القرنين بينهما سداً عظيماً حال به دون غزو يأجوج ومأجوج للأقليم المجاور لهم ، وهم القوم الذين قال تعالى عنهم ( وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً ) فلا يفهمون ما يقال لهم ويخاطبون به إلا بشدة وبطء كبير .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذ هذا جواب آخر أسئلة قريش الثلاثة . قرأه عليهم قرآنا موحى به إليه .
2- إتباع السبب السبب ويصل به ذو الرأي والإرادة الى تحقيق ما هو كالمعجزات .
3- قول : ذو القرنين : { أما من ظلم . . . . . الخ } يجب ان يكون مادة دستورية يحكم به الأفراد والجماعات لصدقها وإجابيتها وموافقتها لحكم الله تعالى ورضاه ، ومن الأسف أن يعكس هذا القول السديد والحكم الرشيد فيصبح اهل الظلم مكرمين لدى الحكومات ، وأهل الإيمان والإستقامة مهانين!!
4- بيان وجود أمم بدائية الى عهد ما بعد ذي القرنين لا يلبسون ثياباً ولا يسكنون سوى الكهوف والمغارات ويوجد في البلاد الكيئية الى الآن قبائل لا يرتدون الثياب ، وإنما يضعون على فروجهم خيوط وسيور لا غير .
5- تقرير أن هذا الملك الصالح قد ملك الأرض فهو أحد أربعة حكموا شرقاً وغرباً .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) من سورة الكهف
يأجوج ومأجوج : قبيلتان من أولاد يافث بن نوح عليه السلام والله أعلم .
{ نجعل لك مخرجاً } : أي جعلا مقابل العمل .
{ سداً } : السد بالفتح والضم الحاجز المانع بين شيئين .
{ ردماً } : حاجزاً حصيناً وهو السد .
ما زال السياق في حديث ذي القرنين إذ شكا إليه سكان المنطقة الشمالية الشرقية من الأرض ، بما أخبر تعالى به عنهم إذ قال : { قالوا يا ذا القرنين أن يأجوج وماجوج مفسدون في الأرض } أي القتل والأكل والتدمير والتخريب ، { فهل نجعل لك مخرجاً } أي أجراً { على أن تجعل بيننا وبينهم سداً } أي حاجزاً قوياً لا يصلون معه إلينا . فأجابهم ذو القرنين بما أخبر الله تعالى به في قوله : { قال ما مكني فيه ربي } من المال القوة والسلطان { خير } أي من جعلكم وخرجكم { فأعيوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً } أي أي سداً قوياً وحاجزاً مانعاً.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) من سورة الكهف
{ زبر الحديد } : جمع زبرة قطعة من حديد على قدر الحجرة التي يبنى بها .
{ بين الصدفين } : اي صدف الجبلين اي جانبهما .
{ قطرا } : القطر النحاس المذاب .
{ فما ااستطاعوا أن يظهروه } : أي عجزوا عن الظهور فوقه لعلوه وملاسته .
{ نقباً } : أي فتح ثغرة تحت تحته ليخرجوا معها
(آتوني زبر الحديد } أي قطع الحديد كل قطعة كاللبنة المضروية ، فجاءوا به إليه فأخذ يضع الحجارة وزبر الحديد ويبني حتى ارتفع البناء فساوى بين الصدفين جابني الجبلين ، وقال لهم { انفخوا } أي النار على الحديد { حتى إذا جعله نارا } قال آتوني بالنحاس المذاب أفرغ عليه قطرا فأتوه به فأفرغ عليه من القطر ما جعله كأنه صفيحة واحدة من نحاس { فما اسطاعوا } أي يأجوج وماجوج { أن يظهروه } أي يعلوا فوقه ، { وما استطاعوا له نقباً } أي خرقاً فلما نظر إليه وهو جبل شامخ وحصن حصين.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) من سورة الكهف
{ قَالَ هذا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي } أي لما بناه ذو القرنين { قَالَ هذا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي } ، أي الناس حيث جعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حائلاً يمنعهم من العيث في الأرض والفساد { جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } أي إذا اقترب الوعد الحق { جَعَلَهُ دَكَّآءَ } أي ساواه بالأرض ، تقول العرب : ناقة دكاء إذا كان ظهرها مستوياً لا سنام لها ، وقال تعالى : { فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً } [ الأعراف : 142 ] أي مساوياً للأرض ، وقال عكرمة في قوله : { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ } قال : طريقاً كما كان ، { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } أي كائناً لا محالة .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي


ما معنى قوله تعالى
( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) من سورة الكهف
{ وتركنا بعضهم } : أي يأجوج ومأجوج أي يذهبون ويجيئون في اضطراب كموج البحر .
{ أعينهم في غطاء عن ذكري } : أي عن القرآن لا يفتحون أعينهم فيما تقرأه عليهم بغضاً له أو أعين قلوبهم وهي البصائر فهي في أكنة لا تبصر الحق ولا تعرفه .
{ لا يستطيعون سمعاً } : لبغضهم للحق والداعي إليه .
{ وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } أي مختلطين مضطرين أنسهم وجنهم { ونفخ في الصور } نفخة البعث { فجمعناهم } للحساب والجزاء { جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً } حقيقياً يشاهدونها فيه من قرب ، ثم ذكر ذنب الكافرين وعلة عرضهم على النار فقال : وقوله الحق : { الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري } أي أعين قلوبهم وهي البصائر فلذا هم لا ينظرون في آيات الله الكونية فيستدلون بها على وجود الله ووجوب عبادته وتوحيده فيها ، ولا في آيات الله القرآنية فيهتدون بها الى أنه لا إله إلا الله ويعبدونه بما تضمنته الآيات القرآنية ، { وكانوا لا يستطيعون سمعاً } للحق ولما يدعوا إليه رسل الله من الهدى والمعروف .
من هداية الآيات :
1- مشروعية الجعالة للقيام بالمهام من الأعمال .
2- فضيلة التبرع بالجهد الذاتي والعقلي .
3- مشروعية التعاون على ما هو خير ، أو دفع للشر .
4- تقرير وجود أمة يأجوج ومأجوج وأن خروجهم من أشراط الساعة .
5- تقرير البعث والجزاء .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) من سورة الكهف
{ أفحسب الذين كفروا } : الأستفهام للتقريع والتوبيخ .
{ أن يتخذوا عبادي } : كالملائكة وعيسى بن مريم والعزير وغيرهم .
{ أولياء } : أرباباً يعبدونهم بأنواع من العبادات .
{ نزلاً } : النزل : ما يعد للضيف من قرى وهو طعامه وشرابه ومنامه .
{ ضل سعيهم } : أي بطل عملهم وفسد عليهم فلم ينتفعوا به .
{ يحسنون صنعاً } : أي بعمل يجازون عليه بالخير وحسن الجزاء .
{ بآيات ربهم } : أي بالقرآن وما فيه من دلائل التوحيد والأحكام الشرعية .
{ ولقائه } : أي كفروا بالبعث والجزاء .
{ وزناً } : أي لا نجعل لهم قدراً ولا قيمة بل نزدريهم ونذلهم.
معنى الآيات :
ينكر تعالى على المشركين شركهم ويوبخهم مقرعاً لهم عاى ظنهم ان اتخاذهم عباده من دونه أولياء يعبدونهم كالملائكة حيث عبدهم بعض العرب والمسيح حيث عبده النصارى ، والعزير حيث عبده بعض اليهود ، لا يغضبه تعالى ولا يعاقبهم عليه . وكيف لا يغضبه ولا يعاقبهم عليه وقد أعد جهنم للكافرين نزلاً أي دار ضيافة لهم فيها طعامهم وفيها شرابهم وفيها فراشهم كما قال تعالى { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش } هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 102 ) وهي قوله { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء . إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا } . وقوله تعالى في الآية الثانية ( 103 ) يخبر تعالى بأسلوب الاستفهام للتشويق للخبر فيقول { قل هل ننبئكم } أيها المؤمنون { بالأخسرين أعمالاً } إنهم { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } أي عملاً ، ويعرفهم فيقول { أولئك الذي كفروا بآيات ربهم } فلم يؤمنوا بها ، وبلقاء ربهم فلم يعلموا العمل الذي يرضيه عنهم ويسعدهم به وهو الإيمان الصحيح والعمل الصالح الذي شرعه الله لعباده المؤمنين به يتقربون به إليه . فلذلك حبطت أعمالهم لأنها شرك وكفر وشر الباطلة فإن أحدهم لا يزن جناح بعوضة لخفته .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري

ما معنى قوله تعالى
( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) من سورة الكهف
يقول تعالى: قل يا محمد لو كان ماء البحر مداداً للقلم الذي يكتب به كلمات اللّه وحكمه وآياته الدالة عليه، لنفد البحر قبل أن يفرغ كتابة ذلك { ولو جئنا بمثله} أي بمثل البحر آخر ثم آخر، وهلم جراً، بحور تمده ويكتب بها لما نفدت كلمات اللّه، كما قال تعالى: { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات اللّه إن اللّه عزيز حكيم} ، وقال الربيع بن أنَس: إن مثل علم العباد كلهم في علم اللّه كقطرة من ماء البحور كلها، وقد أنزل اللّه ذلك: { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} ""أخرج الحاكم وغيره عن ابن عباس قال، قالت قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه فنزلت: { ويسألونك عن الروح - إلى - وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} ، وقال اليهود: أوتينا علما كثيراً أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيراً كثيراً، فنزلت: { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي} الآية""يقول: لو كانت تلك البحور مداداً لكلمات اللّه، والشجر كله أقلام، لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر، وبقيت كلمات اللّه قائمة لا يفنيها شيء، لأن أحداً لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي، حتى يكون هو الذي يثني على نفسه، إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول، إن مثل نعيم الدنيا أولها وآخرها في نعيم الآخرة كحبة من خردل في خلال الأرض كلها.
تفسير بن كثير

ختام سورة الكهف
ما معنى قوله تعالى
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) ) من سورة الكهف

(قُلْ) أي: يا محمد، وهذا كلام جديد { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ... } [الكهف: 110] يعني: خُذُوني أُسْوة، فأنا لست ملَكاً إنما أنا بشر مثلكم، وحملتُ نفسي على المنهج الذي أطالبكم به، فأنا لا آمركم بشيء وأنا عنه بنجْوَى. بل بالعكس كان صلى الله عليه وسلم أقلَّ الناس حَظّاً من مُتَعِ الحياة وزينتها.

فكان في المؤمنين به الأغنياء الذين يتمتعون بأطايب الطعام ويرتدُونَ أغْلى الثياب في حين كان صلى الله عليه وسلم يمر عليه الشهر والشهران دون أنْ يُوقَد في بيته نار لطعام، وكان يرتدي المرقّع من الثياب، كما أن أولاده لا يرثونه، كما يرث باقي الناس، ولا تحل لهم الزكاة كغيرهم، فحُرِموا من حَقٍّ تمتع به الآخرون.

لذلك كان صلى الله عليه وسلم أدنى الأسوات أي: أقل الموجودين في مُتع الحياة وزُخْرفها، وهذا يلفتنا إلى أن الرسالة لم تُجْرِ لمحمد نفعاً دنيوياً، ولم تُميِّزه عن غيره في زَهْرة الدنيا الفانية، إنما مَيَّزتْه في القيم والفضائل.

ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم يقول: " يرد عليَّ ـ يعني من الأعلى ـ فأقول: أنا لست مثلكم، ويؤخذ مني فأقول: ما أنا إلا بشر مثلكم ".

والآية هنا لا تميزه صلى الله عليه وسلم عن البشر إلا في أنه: { يُوحَىٰ إِلَيَّ } [الكهف: 110] فما زاد محمد عن البشر إلا أنه يُوحَى إليه.

ثم يقول تعالى: { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } [الكهف: 110] أنما: أداة قَصْر { إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } [الكهف: 110] أي: لا إله غيره، وهذه قِمَّة المسائل، فلا تلتفتوا إلى إله غيره، ومن أعظم نعم الله على الإنسان أنْ يكونَ له إله واحد، وقد ضرب لنا الحق سبحانه مثلاً ليوضح لنا هذه المسألة فقال تعالى:


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً }
[الزمر: 29].

فلا يستوي عبد مملوك لعدة أسياد يتجاذبونه؛ لأنهم متشاكسون مختلفون يَحَارُ فيما بينهم، إنْ أرضي هذا سخط ذاك. هل يستوي وعبد مملوك لسيد واحد؟ إذن: فمما يُحمَد الله عليه أنه إله واحد.

{ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ } [الكهف: 110] الناس يعملون الخير لغايات رسمها الله لهم في الجزاء، ومن هذه الغايات الجنة ونعيمها، لكن هذه الآية تُوضّح لنا غاية أَسْمى من الجنة ونعيمها، هي لقاء الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم، فقوله تعالى: { يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهًِ } [الكهف: 110] تصرف النظر عن النعمة إلى المنعم تبارك وتعالى.

فمن أراد لقاء ربه لا مُجرَّد جزائه في الآخرة: { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً } [الكهف: 110] فهذه هي الوسيلة إلى لقاء الله؛ لأن العمل الصالح دليل على أنك احترمتَ أمر الآخر بالعمل، ووثقتَ من حكمته ومن حُبِّه لك فارتاحتْ نفسك في ظلِّ طاعته، فإذا بك إذا أويْتَ إلى فراشك تستعرض شريط أعمالك، فلا تجد إلا خيراً تسعَدُ به نفسك، وينشرح له صدرك، ولا تتوجَّس شراً من أحد، ولا تخاف عاقبة أمر لا تُحمَدُ عقباه، فمَنِ الذي أنعم عليك بكل هذه النعم ووفَّقك لها؟

ثم: { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } [الكهف: 110] وسبق أن قُلْنا: إن الجنة أحد، فلا تشرك بعبادة الله شيئاً، ولو كان هذا الشيء هو الجنة، فعليك أنْ تسموَ بغاياتك، لا إلى الجنة بل إلى لقاء ربها وخالقها والمنعِم بها عليك.وقد ضربنا لذلك مثلاً بالرجل الذي أعدَّ وليمة عظيمة فيها أطايب الطعام والشراب، ودعا إليها أحبابه فلما دخلوا شغلهم الطعام إلا واحداً لم يهتم بالطعام والشراب، وسأل عن صاحب الوليمة ليُسلِّم عليه ويأنس به.

وما أصدق ما قالته رابعة العدوية:
كُلُّهم يَعبدُونَ مِنْ خَوْفِ نارٍ ويروْنَ النَّجاةَ حَظَّا جَزِيلاً
أَوْ بأنْ يسكنُوا الجِنَان فيحظَوْاَ بقصُورٍ ويشْرَبُوا سَلْسَبِيلا
ليسَ لِي بالجنَانِ والنَّارِ حظُّ أنَا لا ابتغِي بحُبِّي بَدِيلا
وهذا يشرح لنا الحديث القدسي: " لوْ لَم أخلق جنة وناراً، أما كنتُ أَهْلاً لأنْ أُعْبَد؟ ".

فلا ينبغي للعبد أن يكون نفعياً حتى في العبادة، والحق سبحانه وتعالى أهْل بذاته لأن يُعبد، لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، فاللهم ارزقنا هذه المنزلة، واجعلنا برحمتك من أهلها.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي


نصف القرآن بالحروف عند حرف الفاء من قوله تعالى http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوليتطلفhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png [الكهف: 19]
ونصفه بالآيات عند قوله تعالى http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngقالوا وهم فيها يختصمونhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png [الشعرا: 96]
ونصفه بالسور سورة قد سمع (المجادلة)
http://vb.tafsir.net/tafsir605/#.u1ree6i63ht

المسافر 09
2014-04-26, 23:57
[الجزء الخامس عشر]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة الإسراء
مكية، وهي مائة وإحدى عشرة آية.
تسميتها:
سميت سورة الإسراء لافتتاحها بمعجزة الإسراء للنبي صلّى اللّه عليه وسلم من مكة إلى المدينة ليلا، كما سميت أيضا سورة بني إسرائيل، لإيرادها قصة تشردهم في الأرض مرتين بسبب فسادهم: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ [4- 8].
ما اشتملت عليه السورة:
1- تضمنت السورة الإخبار عن حدث عظيم ومعجزة لخاتم الأنبياء والمرسلين وهي معجزة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في جزء من الليل، والتي هي دليل باهر على قدرة اللّه عز وجل، وتكريم إلهي لهذا النبي صلّى اللّه عليه وسلم.
2- وأخبرت عن قصة بني إسرائيل في حالي الصلاح والفساد، بإعزازهم حال الاستقامة وإمدادهم بالأموال والبنين، وتشردهم في الأرض مرتين بسبب عصيانهم وإفسادهم، وتخريب مسجدهم. ثم عودهم إلى الإفساد باستفزازهم النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وإرادتهم إخراجه من المدينة: وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها [76].
3- وأبانت بعض الأدلة الكونية على قدرة اللّه وعظمته ووحدانيته، مثل آية وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ .. [12].
4- وضعت هذه السورة أصول الحياة الاجتماعية القائمة على التحلي بالأخلاق الكريمة والآداب الرفيعة، وذلك في الآيات: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ... [23- 39].
5- نددت السورة بنسبة المشركين البنات إلى اللّه زاعمين أن البنات من الملائكة: أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً، إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً [40] ثم أنكرت عليهم وجود آلهة مع اللّه [41- 44] ثم فندت مزاعمهم بإنكار البعث والنشور [49- 52] [98- 99] وحذرت النبي صلّى اللّه عليه وسلم من موافقته المشركين في بعض معتقداتهم [73- 76].
6- أوضحت السورة سبب عدم إنزال الأدلة الحسية الدالة على صدق النبي صلّى اللّه عليه وسلم [الآية 59]، ومدى تعنت المشركين في إنزال آيات اقترحوها غير القرآن من تفجير الأنهار، وجعل مكة حدائق وبساتين، وإسقاط قطع من السماء، والإتيان بوفود الملائكة، وإيجاد بيت من ذهب، والصعود في السماء [الآيات 89- 97].
7- أنبأت السورة عن قدسية مهمة القرآن وسمو غاياته: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [9] وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [82] وعجز الإنس والجن عن الإتيان بمثله [88] مما يدل على إعجازه.
- أعلنت السورة مبدأ تكريم الإنسان بأمر الملائكة بالسجود له وامتناع إبليس [61- 65] وتكريم بني آدم ورزقهم من الطيبات [70].
9- عددت أنواعا جليلة من نعم اللّه على عباده: [12- 17] ثم لوم الإنسان على عدم الشكر: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ .. [83] ومن أخص النعم: هبة الروح والحياة [85].
10- عقدت مقارنة بين من أراد العاجلة ومن أراد الباقية [18- 21].
11- ذكرت أمر النبي صلّى اللّه عليه وسلم بإقامة الصلاة والتهجد في الليل [78- 79] ودخوله المدينة وخروجه من مكة [80].
12- أشارت إلى جزء من قصة موسى مع فرعون وبني إسرائيل [101- 104].
13- أبانت حكمة نزول القرآن منجمّا (مفرقا بحسب الوقائع والحوادث والمناسبات) [105- 106].
14- ختمت السورة بتنزيه اللّه عن الشريك والولد، والناصر والمعين، واتصاف اللّه بالأسماء الحسنى التي أرشدنا إلى الدعاء بها [110- 111].
والخلاصة: إن السورة اهتمت بترسيخ أصول العقيدة والدين كسائر السور المكية، من إثبات التوحيد، والرسالة والبعث، وإبراز شخصية الرسول صلّى اللّه عليه وسلم، وتأييده بالمعجزات الكافية للدلالة على صدقه، وتفنيد شبهات كثيرة للمشركين.

المسافر 09
2014-04-27, 00:01
السلام عليكم
نبدأ على بركة الله مع سورة الاسراء
ما معنى قوله تعالى
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الاسراء (1)

المسافر 09
2014-04-27, 00:03
ما معنى قوله تعالى
((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) )) سورة الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 00:05
ما معنى قوله تعالى
((إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) )) سورة الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 00:07
ما معنى قوله تعالى
((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) )) سورة الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 07:16
السلام عليكم
ما معنى كلمة

عَجُولًا
في قوله تعالى
((وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا )) الإسراء (11)

المسافر 09
2014-04-27, 07:20
السلام عليكم
ما معنى كلمة

فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ..
وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ.. فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا
في قوله تعالى
((وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا )) الإسراء (12)

المسافر 09
2014-04-27, 07:22
السلام عليكم
ما معنى كلمة

طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
في قوله تعالى
((وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا )) سورة الإسراء (13)

المسافر 09
2014-04-27, 07:25
السلام عليكم
ما معنى

اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ
في قوله تعالى
((اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )) الإسراء (14)

المسافر 09
2014-04-27, 07:27
السلام عليكم
ما معنى

أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا
في قوله تعالى
((وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا )) سورة الإسراء (16)

المسافر 09
2014-04-27, 07:30
السلام عليكم
ما معنى
في قوله تعالى
((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 07:31
السلام عليكم
ما معنى
في قوله تعالى
(( انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 07:33
السلام عليكم
ما معنى

مَذْمُومًا مَخْذُولًا
في قوله تعالى
((لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا )) الإسراء (22)

المسافر 09
2014-04-27, 07:37
السلام عليكم
ما معنى

قَضَى
أُفٍّ ..
لَا تَنْهَرْهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ
في قوله تعالى
((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 07:39
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)) الإسراء (27)

المسافر 09
2014-04-27, 07:42
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 07:44
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
(( وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 07:46
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
(( إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) )) الإسراء

طالبة علم شرعي
2014-04-27, 09:17
السلام عليكم
نبدأ على بركة الله مع سورة الاسراء
ما معنى قوله تعالى
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الاسراء (1)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاسراء (1)

افتتح السورةَ بِذِكْرِ الثناء على نَفْسه فقال : { سُبْحَانَ الَّذِي } [ الإسراء : 1 ] : الحقُّ سبَّحَ نَفْسَه بعزيزِ خطابِه ، وأخبر عن استحقاقه لجلال قَدْرِه ، وعن توحُّده بعلوِّ نُعُوتِه .
ولمَّا أراد أَنْ يَعْرفَ العبِادُ خَصَّ به رسولَه - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ المعراجِ من عُلوٍّ ما رقَّاه إليه ، وعِظَمِ ما لَقَّاه به أَزالَ الأعُجوبةَ بقوله : { أَسْرَى } ، ونفى عن نبيِّه خَطَرَ الإعجاب بقوله : { بِعَبْدِهِ } ؛ لأَنَّ مَنْ عَرَفَ ألوهيته ، واستحقاقَه لكمالِ العِزِّ فلا يُتَعَجَّبُ منه أن يفعل ما يفعل ، ومَنْ عرف عبوديةَ نَفْسِه ، وأَنَّه لا يَمْلِكُ شيئاً من أمره فلا يُعْجَبُ بحاله .

فالآية أوضحت شيئين اثنين : نَفَى التعجَّبِ من إظهارِ فِعْلِ اللَّهِ عزَّ وجل ، ونفَى الإعجاب في وصف رسول الله عليه السلام .

ويقال أخبر عن موسى عليه السلام - حين أكرمه بإسماعه كلامه من غير واسطة - فقال : { وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا } [ الأعراف : 143 ] ، وأخبر عن نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه { أَسْرَى بِعَبْدِهِ } وليس مَنْ جاءَ بنفْسِه كمنْ أَسْرَى به ربُّه ، فهذا مُحتَمَلٌ وهذا محمول ، هذا بنعت الفَرْقِ وهذا بوصف الجمع ، هذا مُرِيدٌ وهذا مُرَادٌ .
ويقال جعل المعراجَ بالليل عند غَفْلَةِ الرُّقَبَاءِ وغَيْبَةِ الأجانب ، ومن غير ميعاد ، ومن غير تقديم أُهْبَةٍ واستعداد ، كما قيل :
ويقال جعل المعراجَ بالليل ليُظْهرَ تصديقَ مَنْ صَدَّقَ ، وتكذيبَ مَنْ تعجَّب وكَذَّّبَ أو أنكر وجحد .
ويقال لما كان تعبُّدهُ صلى الله عليه وسلم وتهجُّدُه بالليل جَعَلَ الحقُّ سبحانه المعراجَ بالليلِ .
ويقال :

ليلةُ الوَصْلِ أَصْفَى ... من شهور ودهور سواها .

ويقال أرسله الحقُّ - سبحانه - ليبتعلَّم أهلُ الأرضِ منه العبادة ، ثم رَقَّاه إلى السماءِ ليتعلَّمَ الملائكةُ منه آدابَ العبادة ، قال تعالى في وصفه - صلى الله عليه وسلم - : { مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى } [ النجم : 17 ] ، فما التَفَتَ يميناً وشمالاً ، وما طمع في مقامٍ ولا في إكرام؛ تجرَّد عن كلِّ طلبٍ وأَرَبٍ .
قوله : { لِنُرِيَهُ مِنْ ءَايَآتِنَا } : كان تعريفه بالآيات ثم بالصفات ثم كَشّفٌ بالذات . ويقال من الآيات التي أراها له تلك الليلة أنه ليس كمثله - سبحانه - شيءٌ في جلالهِ وجماله ، وعِزِّه وكبريائه ، ومجده وسنائه .
ثم أراه من آياته تلك الليلة ما عَرَفَ به صلوات الله عليه - أنه ليس أحدٌ من الخلائق مثْلَه في نبوته ورسالته وعلوِّ حالته وجلال رتبته .


تفسير القشيري


نزه الرب تبارك وتعالى نفسه عما نسب إليه المشركون من الشركاء والبنات وصفات المحدثين ، فقال : { سبحان الذي أسرى بعبده } أي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي العدناني « ليلاً من المسجد الحرام » أي بالليل من المسجد الحرام بمكة اذا خرج من بيت أم هانئ وغسل قلبه بماء زمزم وحشي إيماناً وحكمة ، ثم أسرى به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى بيت المقدس ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه جمع الله تعالى له الانبياء في المسجد الأقصى وصلى بهم إماماً فكان بذلك إمام الأنبياء وخاتمهم ثم عرج به الى السماء سماء يجد في كل سماء مقربيها الى أن انتهى الى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ثم عرج به الى ان انتهى الى مستوى سمع فيه صرير الأقلام وقوله تعالى : { الذي باركنا حوله } أي حول المسجد الأقصى معنى حوله خارجة وذلك بالأشجار والأنهار والثمار أما داخلة فالبركة الدينية بمضاعفة الصلاة فيه أي أجرها اذ الصلاة فيه بخمسمائة صلاة أجراً ومثوبة وقوله تعالى { لنريه من أياتنا } تعليل للاسراء والمعراج وهو أنه تعالى اسرى بعبده وعرج به ليريه من عجائب صنعه في مخلوقاته في الملكوت الأعلى ، وليكون ما عمله من طريق الوحي قد عمله بالرؤية والمشاهدة . وقوله تعالى { إنه هو السميع البصير } يعني تعالى نفسه بأنه هو السميع لأقوال عباده البصير باعمالهم وأحوالهم فاقتضت حكمته هذا الاسراء العجيب ليزداد الذين آمنوا إيماناً وليرتاب المرتابون ويزدادون كفراً وعناداً .

أيسر التفاسير للجزائري

طالبة علم شرعي
2014-04-27, 09:24
ما معنى قوله تعالى
((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) )) سورة الإسراء


السلام عليكم
الاسراء الايات[ 4 ـ 5 ـِ 6 ]

{ وقضينا الى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدون في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً } يخبر تعالى بأنه أعلم بني إسرائيل بقضائه فيهم وذلك في كتابهم التوارة أنهم يفسدون في الأرض بارتكاب المعاصي وغشيان الذنوب ، ويعلون في الأرض بالجراءة على الله وظلم الناس { علواً كبيراً } أي عظيماً . ولا بد أن ما قضاه وقوله تعالى : { فإذا جاء وعد أولهما } أي وقت المرة الأولى وظلموا بانتهاك حدود الشرع والإعراض عن طاعة الله تعالى حتى قتلوا نبيهم « أرميا » عليه السلام وكان هذا على يد الطاغية جالوت فغزاهم من أرض الجزيرة ففعل بهم مع جيوشه ما أخبر تعالى به في قوله : { فجاسوا خلال الديار } ذاهبين جائين قتلاً وفتكاً وإفساداً نقمة الله على بني إسرائيل لإفسادهم وبغيهم البغي العظيم .
ووقوله تعالى : { وكان وعداً مفعولاً } أي ما حصل لهم في المرة الأولى من الخراب والدمار ومن أسبابه كان بوعد من الله تعالى منجزاً فوفاة لهم ، لأنه قضاه وأعلمهم به في كتابهم . وقوله : { ثم رددنا لكم الكرة عليهم } أي بعد سنين طويلة وبنو إسرائيل مضطهدون مشردون نبتت منهم نابتة وطالبت بأن يعين لهم ملكاً يقودهم الى الجهاد وكان ذلك كما تقدم في سورة البقرة جاهدوا وقتل داود جالوت وهذا معنى { ثم رددنا لكم الكرة عليهم } وقوله : { وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً } أي رجالاً في الحروب وكثرت أموالهم وأولادهم وتكونت لهم دولة سادت العالم على عهد داود وسليمان عليهما السلام .



أيسر التفاسير الجزائري

طالبة علم شرعي
2014-04-27, 09:31
ما معنى قوله تعالى
((إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) )) سورة الإسراء



السلام عليكم
الاية [ 7 ـ 8 ] من سورة الاسراء

{ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ } لأن النفع عائد إليكم حتى في الدنيا كما شاهدتم من انتصاركم على أعدائكم. { وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } أي: فلأنفسكم يعود الضرر كما أراكم الله من تسليط الأعداء.
{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ } أي: المرة الآخرة التي تفسدون فيها في الأرض سلطنا عليكم الأعداء.
{ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ } بانتصارهم عليكم وسبيكم وليدخلوا المسجد الحرام كما دخلوه أول مرة، والمراد بالمسجد مسجد بيت المقدس.
{ وَلِيُتَبِّرُوا } أي: يخربوا ويدمروا { مَا عَلَوْا } عليه { تَتْبِيرًا } فيخربوا بيوتكم ومساجدكم وحروثكم.

{ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا } .

{ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ } فيديل لكم الكرة عليهم، فرحمهم وجعل لهم الدولة. وتوعدهم على المعاصي فقال: { وَإِنْ عُدْتُمْ } إلى الإفساد في الأرض { عُدْنَا } إلى عقوبتكم، فعادوا لذلك فسلط الله عليهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم

فانتقم الله به منهم، فهذا جزاء الدنيا وما عند الله من النكال أعظم وأشنع، ولهذا قال: { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا } يصلونها ويلازمونها لا يخرجون منها أبدا. وفي هذه الآيات التحذير لهذه الأمة من العمل بالمعاصي لئلا يصيبهم ما أصاب بني إسرائيل، فسنة الله واحدة لا تبدل ولا تغير.
ومن نظر إلى تسليط الكفرة على المسلمين والظلمة، عرف أن ذلك من أجل ذنوبهم عقوبة لهم وأنهم إذا أقاموا كتاب الله وسنة رسوله، مكن لهم في الأرض ونصرهم على أعدائهم.

تفسير السعدي

طالبة علم شرعي
2014-04-27, 09:37
ما معنى قوله تعالى
((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) )) سورة الإسراء

السلام عليكم

الاية [9] من سورة الاسراء

يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه { يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.
{ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ } من الواجبات والسنن، { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } أعده الله لهم في دار كرامته لا يعلم وصفه إلا هو.


تفسير السعدي

يقول تعالى ذكره: إن هذا القرآن الذي أنزلناه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يرشد ويسدّد من اهتدى به(لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) يقول: للسبيل التي هي أقوم من غيرها من السبل ، وذلك دين الله الذي بعث به أنبياءه وهو الإسلام، يقول جلّ ثناؤه: فهذا القرآن يهدي عباد الله المهتدين به إلى قصد السبيل التي ضل عنها سائر أهل الملل المكذبين به.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال: التي هي أصوب: هو الصواب وهو الحقّ؛ قال: والمخالف هو الباطل. وقرأ قول الله تعالى(فَيها كُتُبٌ قّيِّمة) قال: فيها الحقّ ليس فيها عوج. وقرأ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا ) يقول: قيما مستقيما.

تفسير الطبري

طالبة علم شرعي
2014-04-27, 09:48
السلام عليكم
ما معنى كلمة

عَجُولًا
في قوله تعالى
((وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا )) الإسراء (11)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الاية [11]من سورة الاسراء


معنى كلمة

عَجُولًا

﴿عجولا﴾ بالدعاء على نفسه وعدم النظر في عاقبته.


تفسير الجلالين رحمهما الله


معنى كلمة عَجُولًا في القرآن الكريم





كَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً﴿١١ الإسراء﴾ (http://www.almaany.com/quran-b/17/11/) سريع التأثر بما يخطر على باله فلا يتروى ولا يتأمل
عجل العجلة: طلب الشيء وتحريه قبل أوانه، وهو من مقتضى الشهوة، فلذلك صارت مذمومة في عامة القرآن حتى قيل: (العجلة من الشيطان) (عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التأني من الله، والعجلة من الشيطان، وما أحد أكثر معاذير من الله، وما من شيء أحب إلى الله من الحمد). أخرجه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح،



وأخرجه الترمذي بلفظ: (الأناة من الله، والعجلة من الشيطان) وقال: حسن غريب. انظر: عارضة الأحوذي 8/172؛ ومجمع الزوائد 8/22؛ وكشف الخفاء 1/195). قال تعالى: ﴿سأريكم آياتي فلا تستعجلون﴾ [الأنبياء/37]، ﴿ولا تعجل بالقرآن﴾ [طه/114]، ﴿وما أعجلك عن قومك﴾ [طه/83]، ﴿وعجلت إليك﴾ [طه/84]، فذكر أن عجلته - وإن كانت مذمومة - فالذي دعا إليها أمر محمود، وهو طلب رضا الله تعالى. قال تعالى: ﴿أتى أمر الله فلا تستعجلوه﴾ [النحل/1]، ﴿ويستعجلونك بالسيئة﴾ [الرعد/6]، ﴿لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة﴾ [النمل/46]، ﴿ويستعجلونك بالعذاب﴾ [الحج/47]، ﴿ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير﴾ [يونس/11]، ﴿خلق الإنسان من عجل﴾ [الأنبياء/37]، قال بعضهم: من حمإ (قال اليزيدي: روي عن ابن عباس أنه قال: العجل: الطين،

طالبة علم شرعي
2014-04-27, 09:53
السلام عليكم
ما معنى كلمة

فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ..
وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ.. فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا
في قوله تعالى
((وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا )) الإسراء (12)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الاية 12 من سورة الاسراء

قوله تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين } أي علامتين على وجودنا وقدرتنا وعلمنا وحكمتنا ، وقوله { فمحونا آية الليل } أي بطمس نورها ، وجعلنا آية النهار مبصرة أي مضيئة وبين علة ذلك بقوله : { لتبتغوا فضلاً من ربكم } أي لتطلبوا رزقكم بالسعي والكسب في النهار ، هذا من جهة ومن جهة اخرى { لتعلموا عدد السنين والحساب } أي عدد السنين وانقضائها وابتداء دخولها وحساب ساعات النهار والليل وأوقاتها كالايام والاسابيع والشهور . لتوقف مصالحكم الدينية والدنيوية على ذلك . وقوله تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلاً } أي وكل يحتاج اليه في كمال الانسان وسعادته بيناه تبيناً أي في هذا الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم .

أيسر التفاسير للجزائري

طالبة علم شرعي
2014-04-27, 09:57
السلام عليكم
ما معنى كلمة

طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
في قوله تعالى
((وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا )) سورة الإسراء (13)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الاية 13 من سورة الاسراء

معنى كلمة

طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ

«وكل إنسان ألزمناه طائره» عمله يحمله «في عنقه» خص بالذكر لأن اللزوم فيه أشد وقال مجاهد: ما من مولد يولد إلا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد


تفسير الجلالين رحمهما الله




قَوْله " أَلْزَمْنَاهُ طَائِره فِي عُنُقه " إِنَّمَا ذَكَرَ الْعُنُق لِأَنَّهُ عُضْو مِنْ الْأَعْضَاء لَا نَظِير لَهُ فِي الْجَسَد وَمَنْ أُلْزِمَ بِشَيْءٍ فِيهِ فَلَا مَحِيد لَهُ عَنْهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِر : اِذْهَبْ بِهَا اِذْهَبْ بِهَا طَوَّقْتهَا طَوْق الْحَمَام قَالَ قَتَادَة عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَة وَكُلّ إِنْسَان أَلْزَمْنَاهُ طَائِره فِي عُنُقه " كَذَا رَوَاهُ اِبْن جَرِير وَقَدْ رَوَاهُ الْإِمَام عَبْد بْن حُمَيْد فِي مُسْنَده مُتَّصِلًا فَقَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُوسَى حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " طَيْر كُلّ عَبْد فِي عُنُقه " .
وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنِي يَزِيد أَنَّ أَبَا الْخَيْر حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَة بْن عَامِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يُحَدِّث عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَيْسَ مِنْ عَمَل يَوْم إِلَّا وَهُوَ يُخْتَم عَلَيْهِ فَإِذَا مَرِضَ الْمُؤْمِن قَالَتْ الْمَلَائِكَة يَا رَبّنَا عَبْدك فُلَان قَدْ حَبَسْته فَيَقُول الرَّبّ جَلَّ جَلَاله اِخْتِمُوا لَهُ عَلَى مِثْل عَمَله حَتَّى يَبْرَأ أَوْ يَمُوت " إِسْنَاده جَيِّد قَوِيّ وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ وَقَالَ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة " أَلْزَمْنَاهُ طَائِره فِي عُنُقه " قَالَ عَمَله" وَنُخْرِج لَهُ يَوْم الْقِيَامَة " قَالَ نُخْرِج ذَلِكَ الْعَمَل " كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا" قَالَ مَعْمَر وَتَلَا الْحَسَن الْبَصْرِيّ " عَنْ الْيَمِين وَعَنْ الشِّمَال قَعِيد " يَا اِبْن آدَم بَسَطْت لَك صَحِيفَتك وُكِّلَ بِك مَلَكَانِ كَرِيمَانِ أَحَدهمَا عَنْ يَمِينك وَالْآخَر عَنْ شِمَالك فَأَمَّا الَّذِي عَنْ يَمِينك فَيَحْفَظ حَسَنَاتك وَأَمَّا الَّذِي عَنْ شِمَالك فَيَحْفَظ سَيِّئَاتك فَاعْمَلْ مَا شِئْت أَقْلِلْ أَوْ أَكْثِرْ حَتَّى إِذَا مُتّ طَوَيْت صَحِيفَتك فَجُعِلَتْ فِي عُنُقك مَعَك فِي قَبْرك حَتَّى نُخْرِج يَوْم الْقِيَامَة كِتَابًا تَلْقَاهُ مَنْشُورًا اِقْرَأْ كِتَابك الْآيَة فَقَدْ عَدَلَ وَاَللَّه مَنْ جَعَلَك حَسِيب نَفْسك هَذَا مِنْ أَحْسَن كَلَام الْحَسَن رَحِمَهُ اللَّه .


تفسير ابن كثير

المسافر 09
2014-04-27, 09:59
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) )) الإسراء

طالبة علم شرعي
2014-04-27, 10:02
السلام عليكم
ما معنى

اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ
في قوله تعالى
((اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )) الإسراء (14)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الاية 14 من سورة الاسراء


معنى

اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ

قَالَ تَعَالَى " اِقْرَأْ كِتَابك كَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حَسِيبًا " أَيْ إِنَّك تَعْلَم أَنَّك لَمْ تُظْلَم وَلَمْ يُكْتَب عَلَيْك إِلَّا مَا عَمِلْت لِأَنَّك ذَكَرْت جَمِيع مَا كَانَ مِنْك وَلَا يَنْسَى أَحَد شَيْئًا مِمَّا كَانَ مِنْهُ وَكُلّ أَحَد يَقْرَأ كِتَابه مِنْ كَاتِب وَأُمِّيّ


تفسير ابن كثير

المسافر 09
2014-04-27, 10:03
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:05
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) ))الاسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:24
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:26
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
(( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)

المسافر 09
2014-04-27, 10:30
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:31
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:32
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:34
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:35
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:36
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ))(47) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:38
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ))(48) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:39
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:41
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:43
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52) وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) )) الإسراء

المسافر 09
2014-04-27, 10:45
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54) )) الإسراء