مشاهدة النسخة كاملة : ۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞
الصفحات :
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
[
19]
20
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 08:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى؟
((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))
[الأنفال/02]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/02]
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ: خافت
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا: تصديقا
تفسير الجلالين
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 08:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى؟
((وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ))
[الأنفال/07]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/07]
إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: العير أو النفير
غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ: أي البأس والسلاح وهي العير
يَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ: آ خرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير .
تفسير الجلالين
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 08:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى؟
((إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ))
[الأنفال/09]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/09]
تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ: الاستغاثة : طلب الغوث والنصر. غوث الرجل قال : واغوثاه. والاسم الغوث والغواث والغواث. واستغاثني فلان فأغثته؛ والاسم الغياث
مُرْدِفِينَ: فتح الدال على ما لم يسم فاعله؛ لأن الناس الذين قاتلوا يوم بدر أردفوا بألف من الملائكة، أي أنزلوا إليهم لمعونتهم على الكفار.
تفسير القرطبي
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 08:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى؟
((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ))
[الأنفال/11]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/11]
أَمَنَةً: أمنا مما حصل لكم من الخوف
رِجْزَ الشَّيْطَانِ:وسوسته إليكم بأنكم لو كنتم على الحق ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء
يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ: أن تسوخ في الرمل
تفسير الجلالين
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 08:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما تجليات وحي الله للملائكة؟
((إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ))
[الأنفال/12]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/12]
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ: وهذه نعمة خفية أظهرها اللّه تعالى لهم ليشكروه عليها، وهو أنه تعالى وتقدس أوحى إلى الملائكة الذين أنزلهم لنصر نبيه ودينه أن يثبتوا الذين آمنوا، قال ابن جرير: أي ثبتوا المؤمنين وقووا أنفسهم على أعدائهم سألقي الرعب والذلة والصغار على من خالف أمري وكذب رسولي
بَنَانٍ:معناه واضربوا من عدوكم أيها المؤمنون كل طرف ومفصل من أطراف أيديهم وأرجلهم، والبنان جمع بنانة
تفسير ابن كثير
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 08:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
((ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))
[الأنفال/13]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/13]
شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ: أي خالفوهما، فساروا في شق، وتركوا الشرع والإيمان به واتباعه في شق، ومأخوذ أيضا من شق العصا وهو جعلها فرقتين
يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ: أي هو الطالب الغالب لمن خالفه وناوأه لا يفوته شيء، ولا يقوم لغضبه شيء تبارك وتعالى لا إله غيره ولا رب سواه
تفسير ابن كثير
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 08:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ))
[الأنفال/15]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/15]
زَحْفًا: أي تقاربتم منهم ودنوتم إليهم
تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ: أي تفرقوا وتتركوا أصحابكم
تفسير ابن كثير
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 09:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
((مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ))
[الأنفال/16]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/16]
مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ: التحرف : الزوال عن جهة الاستواء. فالمتحرف من جانب إلى جانب لمكايد الحرب غير منهزم
مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ:المتحيز إذا نوى التحيز إلى فئة من المسلمين ليستعين بهم فيرجع إلى القتال غير منهزم أيضا
تفسير القرطبي
بسمة تنتظر فرحة
2014-07-27, 09:12
أعتذر لعدموضع مفردات قرءانية جديدة لأن تصفح المنتدى لدي صعب جدااا اطار الكتابة لا يظهر لدي بالشكل المتعود عليه
اعتذر كثيراااا
بارك الله في جهدكم وجعله في ميزان حسناتكم
لا تنسونا من صالح دعاكم ونحن نودع الشهر الفضيل
تقبل الله منكم ومنا آمين
طالبة علم شرعي
2014-08-01, 11:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))
[الأنفال/17]
طالبة علم شرعي
2014-08-01, 11:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
{ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ }
[الأنفال/18]
طالبة علم شرعي
2014-08-01, 11:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
{ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ }
[الأنفال/19]
طالبة علم شرعي
2014-08-01, 11:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
{ ياأيها الذين ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ }
[الأنفال/20]
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-01, 12:19
http://up.movizland.com/uploads/134130905110.gif
سلام عليكم طبتم،..
http://up.movizland.com/uploads/134130905110.gifhttp://up.movizland.com/uploads/134130905110.gif
مباركٌ عيدكم ومتقبلةٌ قرباتكم
http://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gifhttp://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gifhttp://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gif
بارك الله فيكم أهل القرآن الكرام
جعل الله إسهاماتكم في موازينكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
أحيي الجميع حضورا وغائبين
رعاكم الله
http://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gifhttp://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gifhttp://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gif
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه و من والاه وبعد
http://up.movizland.com/uploads/134130905110.gifhttp://up.movizland.com/uploads/134130905110.gifhttp://up.movizland.com/uploads/134130905110.gif
مُبارك علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية جمعاء عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالسعادة والعزة والتمكين والخير والبركات والمجد ،اللهم انصر غزّة الحبيبة آمين آمين
http://up.movizland.com/uploads/134130905110.gifhttp://up.movizland.com/uploads/134130905110.gif
http://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gifhttp://icooon.ucoz.com/tahanee/fekheer4.gifhttp://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gifhttp://icooon.ucoz.com/tahanee/fekheer4.gifhttp://uploads.sedty.com/imagehosting/146930_1323625791.gif
http://up.movizland.com/uploads/134130905110.gifhttp://up.movizland.com/uploads/134130905110.gif
دعواتكم الصالحة لأخيكم قاسم
http://up.movizland.com/uploads/134130905110.gif
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-01, 12:27
أعتذر لعدم وضع مفردات قرءانية جديدة لأن تصفح المنتدى لدي صعب جدااا اطار الكتابة لا يظهر لدي بالشكل المتعود عليه
اعتذر كثيراااا
بارك الله في جهدكم وجعله في ميزان حسناتكم
لا تنسونا من صالح دعاكم ونحن نودع الشهر الفضيل
تقبل الله منكم ومنا آمين
سلام عليكم طبتم،..
شكر الله لك وبارك فيك وعودة ميمونة بإذن الله
"أستاذة بسمة"
لا داعي للعذر فوالله هو مقبول ومعلوم لدينا جميعا ..
تقبل الله منا ومنكم جميعا
ولك بالمثل من الدعاء
وريثما يحسن حال التصفح لديك أعيدي تعديل مشاركاتك وتنسيقها حتى يقراها المارون بسهولة ويسر بإذن الله
رعاك الله
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-01, 12:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))
[الأنفال/17]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/17]
{ فلم تقتلوهم } ببدر بقوتكم { ولكنَّ الله قتلهم } بنصره إيّاكم { وما رميت } يا محمد لأعين القوم { إذ رميت } بالحصى لأن كفا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر { ولكنَّ الله رمى } بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين { وليبلي المؤمنين منه بلاءً } عطاء { حسنا } هو الغنيمة { إن الله سميع } لأقوالهم { عليم } بأحوالهم .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-02, 01:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
{ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ }
[الأنفال/18]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/18]
هذه بشارة أخرى مع ما حصل من النصر أنه أعلمهم تعالى بأنه مضعف كيد الكافرين، فيما يستقبل مصغر أمرهم، وأنهم كل ما لهم في تبار ودمار.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-02, 01:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
{ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ }
[الأنفال/19]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/19]
قوله تعالى: { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} شرطه وجوابه. وفيه ثلاثة أقوال : يكون خطابا للكفار؛ لأنهم استفتحوا فقالوا : اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصره عليه؛ قاله الحسن ومجاهد وغيرهما. وكان هذا القول منهم وقت خروجهم لنصرة العير. وقيل : قاله أبو جهل وقت القتال. وقال النضر بن الحارث : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وهو ممن قتل ببدر. والاستفتاح : طلب النصر؛ أي قد جاءكم الفتح ولكنه كان للمسلمين عليكم. أي فقد جاءكم ما بان به الأمر، وانكشف لكم الحق. { وإن تنتهوا} أي عن الكفر { فهو خير لكم} . { وإن تعودوا} أي إلى هذا القول وقتال محمد. { نعد} إلى نصر المؤمنين. { ولن تغني عنكم فئتكم} أي عن جماعتكم { شيئا} . { ولو كثرت} أي في العدد. الثاني : يكون خطابا للمؤمنين؛ أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر. وإن { تنتهوا} أي عن مثل ما فعلتموه من أخذ الغنائم والأسرى قبل الإذن؛ { فهو خير لكم} . و { وإن تعودوا} أي إلى مثل ذلك نعد إلى توبيخكم. كما قال { لولا كتاب من الله سبق} [الأنفال : 68] الآية. والقول الثالث : أن يكون { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} خطابا للمؤمنين، وما بعده للكفار. أي وإن تعودوا إلى القتال نعد إلى مثل وقعة بدر. القشيري : والصحيح أنه خطاب للكفار؛ فإنهم لما نفروا إلى نصرة العير تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أهدى الطائفتين، وأفضل الدينين. المهدوي : وروي أن المشركين خرجوا معهم بأستار الكعبة يستفتحون بها، أي يستنصرون.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-02, 01:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
{ ياأيها الذين ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ }
[الأنفال/20]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/20-21-22-23-]
يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ويزجرهم عن مخالفته والتشبه بالكافرين به المعاندين له، ولهذا قال: { ولا تولوا عنه} أي تتركوا طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره، { وأنتم تسمعون} أي بعدما علمتم ما دعاكم إليه، { ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} قيل: المراد المشركون، واختاره ابن جرير، وقال ابن إسحاق: هم المنافقون فإنهم يظهرون أنهم قد سمعوا واستجابوا وليسوا كذلك، ثم أخبر تعالى أن هذا الضرب من بني آدم شر الخلق والخليقة فقال: { إن شر الدواب عند اللّه الصم} أي عن سماع الحق، { البكم} عن فهمه، ولهذا قال: { الذين لا يعقلون} فهؤلاء شر البرية لأن كل دابة مما سواهم مطيعة للّه فيما خلقها له، وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا، ولهذا شبههم بالأنعام في قوله: { أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} وقيل: المراد بهؤلاء المذكورين نفر من بني عبد الدار من قريش؛ ثم أخبر تعالى بأنهم لا فهم لهم صحيح ولا قصد لهم صحيح - ولو فرض أن لهم فهما - فقال: { ولو علم اللّه فيهم خيرا لأسمعهم} أي لأفهمهم وتقدير الكلام و لكن لا خير فيهم فلم يفهمهم لأنه يعلم أنه { لو أسمعهم} أي أفهمهم { لتولوا} عن ذلك قصدا وعنادا بعد فهمهم ذلك { وهم معرضون} عنه.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-02, 02:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))
[الأنفال/27]
أيمن عبد الله
2014-08-02, 17:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
ما معنى قوله تعالى؟
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))
[الأنفال/27]
ما معنى قوله تعالى؟
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))
[الأنفال/27]
قوله تعالى : { لا تخونوا الله والرسول } اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال .
أحدها : أنها نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر ، وذاك " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر قريظة سألوه أن يصالحهم على ما صالح عليه بني النضير ، على أن يسيروا إلى أرض الشام ، فأبى أن يعطيَهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فأبَوا ، وقالوا : أرسل إلينا أبا لبابة ، وكان مناصحاً لهم ، لأن ولده وأهله كانوا عندهم ، فبعثه إليهم ، فقالوا : ما ترى ، أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه : إنه الذبح فلا تفعلوا ، فأطاعوه ، فكانت تلك خيانته؛ قال أبو لبابة : فما زالت قدمايَ حتى عَرفتُ أني قد خنت الله ورسوله ، ونزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، والأكثرين . وروي أن أبا لبابة ربط نفسه بعد نزول هذه الآية إلى سارية من سواري المسجد ، وقال : والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموتَ أو يتوب الله عليَّ ، فمكث سبعة أيام كذلك ، ثم تاب الله عليه ، فقال : والله لا أَحُلُّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يَحُلنُّي ، فجاء فحلَّه بيده ، فقال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب ، وأن أنخلع من مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يجزئك الثلث» " . والثاني : " أن جبريل أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا ، فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : «اخرجوا إليه واكتموا» فكتب إليه رجل من المنافقين : إن محمداً يريدكم ، فخذوا حذركم ، فنزلت هذه الآية " ، قاله جابر بن عبد الله .
والثالث : أنها نزلت في قتل عثمان بن عفان ، قاله المغيرة بن شعبة .
والرابع : أن قوماً كانوا يسمعون الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيفشونه حتى يبلغ المشركين ، فنزلت هذه الآية ، قاله السدي . وفي خيانة اللهِ قولان .
أحدهما : ترك فرائضه . والثاني : معصية رسوله . وفي خيانة الرسول قولان . أحدهما : مخالفته في السرِّ بعد طاعته في الظاهر . والثاني : ترك سنّته .
وفي المراد بالأمانات ثلاثة أقوال .
أحدها : أنها الفرائض ، قاله ابن عباس . وفي خيانتها قولان . أحدهما : تنقيصها . والثاني : تركها .
والثاني : أنها الدِّين ، قاله ابن زيد . فيكون المعنى : لا تُظهروا الإيمان وتُبطنوا الكفر .
والثالث : أنها عامة في خيانة كلِّ مُؤتَمَنٍ ، ويؤكِّده نزولها في ما جرى لأبي لبابة .
الكتاب : زاد المسير في علم التفسير
المؤلف : جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى : 597هـ)
أيمن عبد الله
2014-08-02, 17:44
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 17:47
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 17:49
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)
)) الأنفال
*ماهي أهمية الاستغفار من خلال هذه الآية ؟
أيمن عبد الله
2014-08-02, 17:50
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 17:53
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى....من خلال هذه الآية كيف يظهر صرف الأموال الطائلة لمحاربة الاسلام ....فلسطين كمثال
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) )) الأنفال
((
أيمن عبد الله
2014-08-02, 17:55
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 17:59
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:00
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42))) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:01
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:03
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:04
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:05
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:06
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:08
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57))) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:09
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60))) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:11
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
(( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:20
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:21
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:22
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:24
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:25
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:26
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) )) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:28
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) الأنفال
أيمن عبد الله
2014-08-02, 18:29
السلام عليكم
ختام سورة الأنفال
ما معنى قوله تعالى
((وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) )) الأنفال
رحيق الكلمات
2014-08-02, 22:48
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )) الأنفال
لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ :
( ليثبتوك ) ليحبسوك ويسجنوك ويوثقوك
يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم
الآية 30 سورة الانفال
تفسير البغوي
رحيق الكلمات
2014-08-02, 22:51
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) )) الأنفال
أَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ : قالوه على وجه الجزم منهم بباطلهم، والجهل بما ينبغي من الخطاب. فلو أنهم إذ أقاموا على باطلهم من الشبه والتمويهات ما أوجب لهم أن يكونوا على بصيرة ويقين منه، قالوا لمن ناظرهم وادعى أن الحق معه: إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له، لكان أولى لهم وأستر لظلمهم.
الآية 32 سورة الانفال
تفسير السعدي
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-04, 14:38
شكرا على الموضوع
سلام عليكم طبتم،..
الشكر موصول لك أيها الأخ المبارك "زينو"
زيّن الله أيامنا وأيامك بالبشر وحلق الذكر
رعاك الله
سلا..م
أيمن عبد الله
2014-08-06, 13:19
السلام عليكم
سورة الأنفال تنتظركم
يا أهل الله وخاصته
رحيق الكلمات
2014-08-06, 15:04
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)
)) الأنفال
*ماهي أهمية الاستغفار من خلال هذه الآية ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)
)) الأنفال
*ماهي أهمية الاستغفار من خلال هذه الآية ؟
وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} فوجوده ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أظهرهم أمنة لهم من العذاب. وكانوا مع قولهم هذه المقالة التي يظهرونها على رءوس الأشهاد، يدرون بقبحها، فكانوا يخافون من وقوعها فيهم، فيستغفرون اللّه [تعالى فلهذا] قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
الآية 33 من سورة الانفال
تفسير السعدي
ويعني بذلك أن بعضهم هو الذي يستغفر فيمنع الله عز وجل العذاب عن الكل، مثلما منع تعذيب الكافرين بصلح الحديبية؛ لأن هناك مؤمنين مستخفين فيما بينهم.
تفسير الشعراوي
ماهي أهمية الاستغفار من خلال هذه الآية
هذه رحمة منه سبحانه وتعالى، وكأنه يحضّ الناس على أن يستغفروا حتى لا ينزل بهم العذاب. ويرسم لهم وسيلة النجاة.
رحيق الكلمات
2014-08-06, 15:06
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) )) الأنفال
مُكَاءً وَتَصْدِيَةً : أي: صفيرا وتصفيقا، فعل الجهلة الأغبياء، الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم، ولا معرفة بحقوقه، ولا احترام لأفضل البقاع وأشرفها، فإذا كانت هذه صلاتهم فيه، فكيف ببقية العبادات؟
الأية 35 من سورة الانفال
تفسير السعدي
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 18:55
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى....من خلال هذه الآية كيف يظهر صرف الأموال الطائلة لمحاربة الاسلام ....فلسطين كمثال
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/36]
قال محمد بن إسحاق: لما أصيب قريش يوم بدر ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد اللّه بن أبي ربيعة و عكرمة بن أبي جهل و صفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا أن ندرك منه ثأراً بمن أصيب منا، ففعلوا، قال: ففيهم أنزل اللّه عزَّ وجلَّ: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم - إلى قوله - هم الخاسرون} في اللباب: أخرج ابن جرير أنها نزلت في أبي سفيان استأجر يوم أُحُد ألفين من الأحابيش ليقاتل بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . وقال الضحاك: نزلت في أهل بدر، وعلى كل تقدير فهي عامة، وإن كان سبب نزولها خاصاً، فقد أخبر تعالى أن الكفار ينفقون أموالهم ليصدون عن اتباع الحق، فسيفعلون ذلك، ثم تذهب أموالهم، ثم تكون عليهم حسرة أي ندامة، حيث لم تجد شيئاً لأنهم أرادوا إطفاء نور اللّه وظهور كلمتهم على كلمة الحق، واللّه متم نوره ولو كره الكافرون، فهذا الخزي لهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب النار، فمن عاش منهم رأى بعينه وسمه بأذنه ما يسوؤه، ومن قتل منهم أو مات فإلى الخزي الأبدي والعذاب السرمدي، ولهذا قال: { فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون} ، وقوله تعالى: { ليميز اللّه الخبيث من الطيب} قال ابن عباس: يميز أهل السعادة من أهل الشقاء، وقال السدي: يميز المؤمن من الكافر؛ وهذا يحتمل أن يكون هذا التمييز في الآخرة، كقوله: { ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم} الآية، وقوله: { ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون} ، وقال في الآية الأخرى: { يومئذ يصدعون} ، وقال تعالى: { وامتازوا اليوم أيها المجرمون} ، ويحتمل أن يكون هذا التمييز في الدنيا بما يظهر من أعمالهم للمؤمنين، أي: إنما أقدرناهم على ذلك { ليميز اللّه الخبيث من الطيب} أي من يطيعه بقتال أعدائه الكافرين، أو يعصيه بالنكول عن ذلك، كقوله: { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن اللّه وليعلم المؤمنين، وليعلم الذين نافقوا} الآية، وقال تعالى: { ما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} الآية، فمعنى الآية على هذا إنما ابتليناكم بالكفار يقاتلونكم وأقدرناهم على إنفاق الأموال وبذلها في ذلك { ليميز اللّه الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه} أي يجعله كله، وهو جمع الشيء بعضه على بعض كما قال تعالى في السحاب { ثم يجعله ركاما} أي متراكماً متراكباً، { فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون} أي هؤلاء هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 19:03
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/39]
وقال الضحاك عن ابن عباس: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} يعني لا يكون شرك وهو قول مجاهد والحسن وقتادة والسدي ومقاتل وزيد بن أسلم . وقال عروة بن الزبير: { حتى لا تكون فتنة} حتى لا يفتن مسلم عن دينه، وقوله: { ويكون الدين كله لله} ، قال الضحاك عن ابن عباس: يخلص التوحيد للّه؛ وقال الحسن وقتادة: أن يقال لا إله إلا اللّه، أن يكون التوحيد خالصاً للّه فليس فيه شرك ويخلع ما دونه من الأنداد، وقال عبد الرحمن بن أسلم: { ويكون الدين كله لله} لا يكون مع دينكم كفر، ويشهد لهذا ما ثبت في الصحيحين عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّه، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللّه عزَّ وجلَّ) وقوله: { فإن انتهوا} عما هم فيه من الكفر فكفوا عنه، وإن لم تعلموا بواطنهم { فإن اللّه بما يعملون بصير} ، كقوله: { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} الآية، وفي الآية الأخرى: { فإخوانكم في الدين} ، وقال: { فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين} . وفي الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لأسامة لما علا ذلك الرجل بالسيف، فقال لا إله إلا اللّه فضربه فقتله، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال لأسامة: (أقتلته بعدما قال لا إله إلا اللّه؟ وكيف تصنع بلا إله إلا اللّه يوم القيامة)؟ فقال: يا رسول اللّه إنما قالها تعوذاً، قال: (هلاّ شققت عن قلبه)، وجعل يقول ويكرر عليه: (من لك بلا إله إلا اللّه يوم القيامة)؟ قال أسامة: حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ، وقوله: { وإن تولوا فاعلموا أن اللّه مولاكم نعم المولى ونعم النصير} أي وإن استمروا على خلافكم ومحاربتكم { فاعلموا أن اللّه مولاكم} سيدكم وناصركم على أعدائكم فنعم المولى ونعم النصير.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 19:14
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/41]
فيه ست وعشرون مسألة: الأولى: قوله تعالى: { واعلموا أنما غنمتم من شيء} الغنيمة في اللغة ما يناله الرجل أو الجماعة بسعي، ومن ذلك قول الشاعر :
وقد طوفت في الآفاق حتى *** رضيت من الغنيمة بالإياب
وقال آخر :
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه *** أنى توجه والمحروم محروم والمغنم والغنيمة بمعنى؛ يقال : غنم القوم غنما. وأعلم أن الاتفاق حاصل على أن المراد بقوله تعالى: { غنمتم من شيء} مال الكفار إذا ظفر به المسلمون على وجه الغلبة والقهر. ولا تقتضي اللغة هذا التخصيص على ما بيناه، ولكن عرف الشرع قيد اللفظ بهذا النوع. وسمى الشرع الواصل من الكفار إلينا من الأموال باسمين : غنيمة وفيئا. فالشيء الذي يناله المسلمون من عدوهم بالسعي وإيجاف الخيل والركاب يسمى غنيمة. ولزم هذا الاسم هذا المعنى حتى صار عرفا. والفيء مأخوذ من فاء يفيء إذا رجع، وهو كل مال دخل على المسلمين من غير حرب ولا إيجاف. كخراج الأرضين وجزية الجماجم وخمس الغنائم. ونحو هذا قال سفيان الثوري وعطاء بن السائب. وقيل : إنهما واحد، وفيهما الخمس؛ قاله قتادة. وقيل : الفيء عبارة عن كل ما صار للمسلمين من الأموال بغير قهر. والمعنى متقارب.
الثانية: هذه الآية ناسخة لأول السورة، عند الجمهور. وقد ادعى ابن عبدالبر الإجماع على أن هذه الآية نزلت بعد قوله: { يسألونك عن الأنفال} [الأنفال : 1] وأن أربعة أخماس الغنيمة مقسومة على الغانمين، على ما يأتي بيانه. وأن قوله: { يسألونك عن الأنفال} نزلت في حين تشاجر أهل بدر في غنائم بدر، على ما تقدم أول السورة. قلت : ومما يدل على صحة هذا ما ذكره إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان قال حدثني محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال : (لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا) وكانوا قتلوا سبعين، وأسروا سبعين، فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيرين، فقال : يا رسول الله إنك وعدتنا من قتل قتيلا فله كذا، وقد جئت بأسيرين. فقام سعد فقال : يا رسول الله، إنا لم يمنعنا زيادة في الأجر ولا جبن عن العدو ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يعطف المشركون، فإنك إن تعطي هؤلاء لا يبقى لأصحابك شيء. قال : وجعل هؤلاء يقولون وهؤلاء يقولون فنزلت { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} [الأنفال : 1] فسلموا الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،) ثم نزلت { وأعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} الآية. وقد قيل : إنها محكمة غير منسوخة، وأن الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست مقسومة بين الغانمين، وكذلك لمن بعده من الأئمة. كذا حكاه المازري عن كثير من أصحابنا، رضي الله عنهم، وأن للإمام أن يخرجها عنهم. واحتجوا بفتح مكة وقصة حنين. وكان أبو عبيد يقول : افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة ومن على أهلها فردها عليهم ولم يقسمها ولم يجعلها عليهم فيئا. ورأى بعض الناس أن هذا جائز للأئمة بعده. قلت : وعلى هذا يكون معنى قوله تعالى: { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} والأربعة الأخماس للإمام، إن شاء حبسها وإن شاء قسمها بين الغانمين. وهذا ليس بشيء، لما ذكرناه، ولأن الله سبحانه أضاف الغنيمة للغانمين فقال: { واعلموا أنما غنمتم من شيء} ثم عين الخمس لمن سمى في كتابه، وسكت عن الأربعة الأخماس، كما سكت عن الثلثين في قوله: { وورثه أبواه فلأمه الثلث} [النساء : 11] فكان للأب الثلثان اتفاقا. وكذا الأربعة الأخماس للغانمين إجماعا، على ما ذكره ابن المنذر وابن عبدالبر والداودي والمازري أيضا والقاضي عياض وابن العربي. والأخبار بهذا المعنى متظاهرة، وسيأتي بعضها. ويكون معنى قوله: { يسألونك عن الأنفال} الآية، ما ينفله الإمام لمن شاء لما يراه من المصلحة قبل القسمة. وقال عطاء والحسن : هي مخصوصة بما شذ من المشركين إلى المسلمين، من عبد أو أمة أو دابة، يقضي فيها الإمام بما أحب. وقيل : المراد بها أنفال السرايا أي غنائما، إن شاء خمسها الإمام، وإن شاء نفلها كلها. وقال إبراهيم النخعي في الإمام يبعث السرية فيصيبون المغنم : إن شاء الإمام نفله كله، وإن شاء خمسه.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
{ يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} ينبه تعالى على نعمته وإحسانه إلى خلقه بما فرق به بين الحق والباطل ببدر، ويسمى الفرقان، لأن اللّه أعلى فيه كلمة الإيمان على كلمة الباطل، وأظهر دينه ونصر نبيه وحزبه، قال ابن عباس: يوم الفرقان يوم بدر، فرق اللّه فيه بين الحق والباطل ""أخرجه الحاكم"".
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 19:30
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42))) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/42]
قوله تعالى: { إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} أي أنزلنا إذ أنتم على هذه الصفة. أو يكون المعنى : واذكروا إذ أنتم. والعدوة : جانب الوادي. وقرئ بضم العين وكسرها، فعلى الضم يكون الجمع عدى، وعلى الكسر عدى، مثل لحية ولحى، وفرية وفرى. والدنيا : تأنيث الأدنى. والقصوى : تأنيث الأقصى. من دنا يدنو، وقصا يقصو. ويقال : القصيا، والأصل الواو، وهي لغة أهل الحجاز قصوى. فالدنيا كانت مما يلي المدينة، والقصوى مما يلي مكة. أي إذ أنتم نزول بشفير الوادي بالجانب الأدنى إلى المدينة، وعدوكم بالجانب الأقصى. { والركب أسفل منكم} يعني ركب أبي سفيان وغيره. كانوا في موضع أسفل منهم إلى ساحل البحر فيه الأمتعة. وقيل : هي الإبل التي كانت تحمل أمتعتهم، وكانت في موضع يأمنون عليها توفيقا من الله عز وجل لهم، فذكرهم نعمه عليهم. { الركب} ابتداء { أسفل منكم} ظرف في موضع الخبر. أي مكانا أسفل منكم. وأجاز الأخفش والكسائي والفراء { والركب أسفل منكم} أي أشد تسفلا منكم. والركب جمع راكب. ولا تقول العرب : ركب إلا للجماعة الراكبي الإبل. وحكى ابن السكيت وأكثر أهل اللغة أنه لا يقال راكب وركب إلا للذي على الإبل، ولا يقال لمن كان على فرس أو غيرها راكب. والركب والأركب والركبان والراكبون لا يكونون إلا على جمال، عن ابن فارس. { ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد} أي لم يكن يقع الاتفاق لكثرتهم وقلتكم، فإنكم لو عرفتم كثرتهم لتأخرتم فوفق الله عز وجل لكم. { ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك} من نصر المؤمنين وإظهار الدين. واللام في (ليقضي) متعلقة بمحذوف. والمعنى : جمعهم ليقضي الله، ثم كررها فقال: { يهلك} أي جمعهم هنالك ليقضي أمرا. { من هلك } (من) في موضع رفع. (ويحيا) في موضع نصب عطف على ليهلك. والبينة إقامة الحجة والبرهان. أي ليموت من يموت عن بينة رآها وعبرة عاينها، فقامت عليه الحجة. وكذلك حياة من يحيا. وقال ابن إسحاق : ليكفر من كفر بعد حجة قامت عليه وقطعت عذره، ويؤمن من آمن على ذلك. وقرئ { من حيي} بياءين على الأصل. وبياء واحدة مشددة، الأولى قراءة أهل المدينة والبزي وأبي بكر. والثانية قراءة الباقين، وهي اختيار أبي عبيد، لأنها كذلك وقعت في المصحف
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 19:43
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/43]
قوله تعالى: { إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا} قال مجاهد : رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه قليلا، فقص ذلك على أصحابه، فثبتهم الله بذلك. وقيل : عني بالمنام محل النوم وهو العين، أي في موضع منامك، فحذف، عن الحسن. قال الزجاج : وهذا مذهب حسن، ولكن الأولى أسوغ في العربية، لأنه قد جاء { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم} فدل بهذا على أن هذه رؤية الالتقاء، وأن تلك رؤية النوم. ومعنى { لفشلتم} لجبنتم عن الحرب. { ولتنازعتم في الأمر} اختلفتم. { ولكن الله سلم} أي سلمكم من المخالفة. ابن عباس : من الفشل. ويحتمل منهما. وقيل : سلم أي أتم أمر المسلمين بالظفر. قوله تعالى: { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا} هذا في اليقظة. يجوز حمل الأولى على اليقظة أيضا إذا قلت : المنام موضع النوم، وهو العين، فتكون الأولى على هذا خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه للجميع. قال ابن مسعود : قلت لإنسان كان بجانبي يوم بدر : أتراهم سبعين؟ فقال : هم نحو المائة. فأسرنا رجلا فقلنا : كم كنتم ؟ فقال : كنا ألفا. { ويقللكم في أعينهم} كان هذا في ابتداء القتال حتى قال أبو جهل في ذلك اليوم : إنما هم أكلة جزور، خذوهم أخذا واربطوهم بالحبال. فلما أخذوا في القتال عظم المسلمون في أعينهم فكثروا، كما قال { يرونهم مثليهم رأي العين} [آل عمران : 13] بيانه. { ليقضي الله أمرا كان مفعولا} تكرر هذا، لأن المعنى في الأول من اللقاء، وفي الثاني من قتل المشركين وإعزاز الدين، وهو إتمام النعمة على المسلمين. { وإلى الله ترجع الأمور} أي مصيرها ومردها إليه.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 22:06
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/44]
قال مجاهد: أراهم اللّه إياه في منامه قليلاً، وأخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك فكان تثبيتاً لهم، وقوله: { ولو أراكهم كثيرا لفشلتم} أي لجبنتم واختلفتم فيما بينكم { ولكن اللّه سلم} أي من ذلك بأن أراكهم قليلاً، { إنه عليم بذات الصدور} أي بما تجنه الضمائر وتنطوي عليه الأحشاء، { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} ، وقوله: { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا} وهذا أيضاً من لطفه تعالى بهم إذ أراهم إياهم قليلاً في رأي العين فيجرؤهم عليهم ويطمعهم فيهم. قال ابن مسعود رضي اللّه عنه: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل إلى جنبي تراهم سبعين؟ قال: لا، بل هم مائة، حتى أخذنا رجلاً منهم، فسألناه فقال: كنا ألفاً ""رواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، وقوله: { ويقللكم في أعينهم} ، قال عكرمة: حضض بعضهم على بعض، { ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا} أي ليلقي بينهم الحرب للنقمة من أراد الانتقام منه، والإنعام على من أراد تمام النعمة عليه من أهل ولايته، ومعنى هذا أنه تعالى أغرى كلاً من الفريقين بالآخر، وقلّله في عينه ليطمع فيه، وذلك عند المواجهة، فلما التحم القتال وأيد اللّه المؤمنين بألف من الملائكة مردفين، بقي حزب الكفار يرى حزب الإيمان ضعفيه، كما قال تعالى: { قد كان لكم آية في فئتين التقا فئة تقاتل في سبيل اللّه وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين} وهذا هو الجمع بين هاتين الآيتين، فإن كلاً منها حق وصدق وللّه الحمد والمنة.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 22:18
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/45]
قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة} أي جماعة { فاثبتوا} أمر بالثبات عند قتال الكفار، كما في الآية قبلها النهي عن الفرار عنهم، فالتقى الأمر والنهي على سواء. وهذا تأكيد على الوقوف للعدو والتجلد له. قوله تعالى: { واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} للعلماء في هذا الذكر ثلاثة أقوال : الأول : اذكروا الله عند جزع قلوبكم، فإن ذكره يعين على الثبات في الشدائد. الثاني : اثبتوا بقلوبكم، واذكروه بألسنتكم، فإن القلب لا يسكن عند اللقاء ويضطرب اللسان، فأمر بالذكر حتى يثبت القلب على اليقين، ويثبت اللسان على الذكر، ويقول ما قاله أصحاب طالوت { ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} [البقرة : 250]. وهذه الحالة لا تكون إلا عن قوة المعرفة، واتقاد البصيرة، وهي الشجاعة المحمودة في الناس. الثالث : اذكروا ما عندكم من وعد الله لكم في ابتياعه أنفسكم ومثامنته لكم. قلت : والأظهر أنه ذكر اللسان الموافق للجنان. قال محمد بن كعب القرظي : لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا، يقول الله عز وجل { ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا} [آل عمران : 41]. ولرخص للرجل يكون في الحرب، يقول الله عز وجل: { إذا لقيتم فئة فاثبوا واذكروا الله كثيرا} . وقال قتادة : افترض الله جل وعز ذكره على عباده، أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف. وحكم هذا الذكر أن يكون خفيا، لأن رفع الصوت في مواطن القتال رديء مكروه إذا كان الذاكر واحدا. فأما إذا كان من الجميع عند الحملة فحسن، لأنه يفت في أعضاد العدو. وروى أبو داود عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال. وروى أبو بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. قال ابن عباس : يكره التلثم عند القتال. قال ابن عطية : وبهذا والله أعلم استن المرابطون بطرحه عند القتال على صيانتهم به.
[الأنفال/46]
قوله تعالى: { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا} هذا استمرار على الوصية لهم، والأخذ على أيديهم في اختلافهم في أم بدر وتنازعهم. { فتفشلوا} نصب بالفاء في جواب النهي. ولا يجيز سيبويه حذف الفاء والجزم وأجازه الكسائي. وقرئ { تفشلوا} بكسر الشين. وهو غير معروف. { وتذهب ريحكم} أي قوتكم ونصركم، كما تقول : الريح لفلان، إذا كان غالبا في الأمر قال الشاعر :
إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكــل خافقـــة سكون
وقال قتادة وابن زيد : إنه لم يكن نصر قط إلا بريح تهب فتضرب في وجوه الكفار. ومنه قوله عليه السلام : (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور). قال الحكم: { وتذهب ريحكم} يعني الصبا، إذ بها نصر محمد عليه الصلاة والسلام وأمته. وقال مجاهد : وذهبت ريح أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نازعوه يوم أحد. { واصبروا إن الله مع الصابرين} أمر بالصبر، وهو محمود في كل المواطن وخاصة موطن الحرب، كما قال: { إذا لقيتم فئة فاثبتوا} .
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 23:39
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/48]
{ و } اذكر { إذ زيَّن لهم الشيطان } إبليس { أعمالهم } بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر { وقال } لهم { لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم } من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية { فلما تراءت } التقت { الفئتان } المسلمة والكافرة ورأى الملائكة يده في يد الحارث بن هشام { نكص } رجع { على عقبيه } هاربا { وقال } لما قالوا له أتخذلنا على هذه الحال: { إني بريء منكم } من جواركم { إني أرى ما لا ترون } من الملائكة { إني أخاف الله } أن يهلكني { والله شديد العقاب } .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالينرحمهما الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-07, 23:56
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/50]
يقول تعالى: ولو عاينت يا محمد حال توفي الملائكة أرواح الكفار، لرأيت أمراً عظيماً هائلاً فظيعاً منكراً، إذ { يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق} . قال ابن عباس: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين ضربوا وجوههم بالسيوف، وإذا ولوا أدركتهم الملائكة يضربون أدبارهم، وقال مجاهد في قوله: { يضربون وجوههم وأدبارهم} يوم بدر، وقال سعيد بن جبير { يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: وأستاههم، ولكنَّ اللّه يكني؛ والسياق وإن كان سببه وقعة بدر، ولكنه عام في حق كل كافر، ولهذا قال تعالى: { ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} وفي سورة القتال مثلها، وتقدم في قوله تعالى: { ولو ترى إذ المجرمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم} أي باسطو أيديهم بالضرب فيهم بأمر ربهم إذا استصعبت أنفسهم، وامتنعت من الخروج من الأجساد أن تخرج قهراً، وذلك إذا بشروهم بالعذاب والغضب من اللّه، كما جاء في حديث البراء: (أن ملك الموت إذا جاء الكافر عند احتضاره في تلك الصورة المنكرة يقول: اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سموم وحميم وظل من يحموم، فتتفرق في بدنه، فيستخرجونها من جسده كما يخرج السفود من الصوف المبلول، فتخرج معها العروق والعصب)، ولهذا أخبر تعالى أن الملائكة تقول لهم: ذوقوا عذاب الحريق، وقوله تعالى: { ذلك بما قدمت أيديكم} أي هذا الجزاء بسبب ما عملتم من الأعمال السيئة في حياتكم الدنيا، جازاكم اللّه بها هذا الجزاء، { وأن اللّه ليس بظلام للعبيد} : أي لا يظلم أحداً من خلقه، بل هو الحكم العدل الذي لا يجور، تبارك وتقدس الغني الحميد، ولهذا جاء في الحديث القدسي الصحيح: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، فمن وجد خيراً فليحمد اللّه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-08, 00:18
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57))) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/57]
أخبر تعالى أن شر ما دب على وجه الأرض هم الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين كلما عاهدوا عهداً نقضوه، وكلما أكدوه بالأيمان نكثوه، { وهم لا يتقون} : أي لا يخافون من اللّه في شيء ارتكبوه من الآثام، { فإما تثقفنهم في الحرب} أي تغلبهم وتظفر بهم في حرب { فشرد بهم من خلفهم} أي نكّل بهم قاله ابن عباس والحسن البصري والضحاك والسدي وعطاء الخراساني وابن عيينة ، ومعناه: غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلاً ليخاف من سواهم من الأعداء من العرب وغيرهم، ويصيروا لهم عبرة { لعلهم يذكرون} لعلهم يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-08, 00:28
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60))) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/60]
( وأعدوا لهم ) لقتالهم ( ما استطعتم من قوة ) قال صلى الله عليه وسلم "" هي الرمي "" رواه مسلم ( ومن رباط الخيل ) مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله ( ترهبون ) تخوفون ( به عدو الله وعدوكم ) أي كفار مكة ( وآخرين من دونهم ) أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود ( لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم ) جزاؤه ( وأنتم لا تظلمون ) تنقصون منه شيئا
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-08, 00:38
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
(( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/63]
قوله تعالى: { وإن يريدوا أن يخدعوك} أي بأن يظهروا لك السلم، ويبطنوا الغدر والخيانة، فاجنح فما عليك من نياتهم الفاسدة. { فإن حسبك الله} كافيك الله، أي يتولى كفايتك وحياطتك.
قال الشاعر :
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا *** فحسبك والضحاك سيف مهند
أي كافيك وكافي الضحاك سيف. قوله تعالى: { هو الذي أيدك بنصره} أي قواك بنصره. يريد يوم بدر. { وبالمؤمنين} قال النعمان بن بشير : نزلت في الأنصار. { وألف بين قلوبهم} أي جمع بين قلوب الأوس والخزرج. وكان تألف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، لأن أحدهم كان يلطم اللطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها. وكانوا أشد خلق الله حمية، فألف الله بالإيمان بينهم، حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين. وقيل : أراد التأليف بين المهاجرين والأنصار. والمعنى متقارب.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-08, 12:26
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/64]
قوله تعالى ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين
ليس هذا تكريرا ، فإنه قال فيما سبق وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله وهذه كفاية خاصة . وفي قوله ياأيها النبي حسبك الله أراد التعميم ، أي حسبك الله في كل حال وقال ابن عباس : نزلت في إسلام عمر فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسلم معه ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ، فأسلم عمر وصاروا أربعين . والآية مكية ، كتبت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة مدنية ، ذكره القشيري .
قلت : ما ذكره من إسلام عمر رضي الله عنه عن ابن عباس ، فقد وقع في السيرة خلافه . عن عبد الله بن مسعود قال : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه . وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة . قال ابن إسحاق : وكان جميع من لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها من المسلمين ، سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارا أو ولدوا بها ، ثلاثة وثمانين رجلا ، إن كان عمار بن ياسر منهم . وهو يشك فيه . وقال الكلبي : نزلت الآية بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال .
قوله تعالى ومن اتبعك من المؤمنين قيل : المعنى حسبك الله ، وحسبك المهاجرون والأنصار . وقيل : المعنى كافيك الله ، وكافي من تبعك ، قاله الشعبي وابن زيد . والأول عن الحسن . واختاره النحاس وغيره . ف " من " على القول الأول في موضع رفع ، عطفا على اسم الله تعالى . على معنى : فإن حسبك الله وأتباعك من المؤمنين . وعلى الثاني على إضمار . ومثله قوله صلى الله عليه وسلم : يكفينيه الله وأبناء قيلة . وقيل : يجوز أن يكون المعنى ومن اتبعك من المؤمنين حسبهم الله ، فيضمر الخبر . ويجوز أن يكون من في موضع نصب ، على معنى : يكفيك الله ويكفي من اتبعك .
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-08, 12:28
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/65]
قوله تعالى يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون
قوله تعالى ياأيها النبي حرض المؤمنين على القتال أي حثهم وحضهم . يقال : حارض على الأمر وواظب وواصب وأكب بمعنى واحد . والحارض : الذي قد قارب الهلاك ، ومنه قوله عز وجل : حتى تكون حرضا أي تذوب غما ، فتقارب الهلاك فتكون من الهالكين
إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين لفظ خبر ، ضمنه وعد بشرط ، لأن معناه إن يصبر منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين . وعشرون وثلاثون وأربعون كل واحد منها اسم موضوع على صورة الجمع لهذا العدد . ويجري هذا الاسم مجرى فلسطين . فإن قال قائل : لم كسر أول عشرين وفتح أول ثلاثين وما بعده إلى الثمانين إلا ستين ؟ فالجواب عند سيبويه أن عشرين من عشرة بمنزلة اثنين من واحد ، فكسر أول عشرين كما كسر اثنان . والدليل على هذا قولهم : ستون وتسعون ، كما قيل : ستة وتسعة . وروى أبو داود عن ابن عباس قال : نزلت إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين فشق ذلك على المسلمين ، حين فرض الله عليهم ألا يفر واحد من عشرة ،
[الأنفال/66]
ثم إنه جاء التخفيف فقال : الآن خفف الله عنكم
قرأ أبو توبة إلى قوله : مائة صابرة يغلبوا مائتين . قال : فلما خفف الله تعالى عنهم من العدد نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم . وقال ابن العربي : قال قوم إن هذا كان يوم بدر ونسخ . وهذا خطأ من قائله . ولم ينقل قط أن المشركين صافوا المسلمين عليها ، ولكن الباري جل وعز فرض ذلك عليهم أولا ، وعلق ذلك بأنكم تفقهون ما تقاتلون عليه ، وهو الثواب . وهم لا يعلمون ما يقاتلون عليه .
قلت : وحديث ابن عباس يدل على أن ذلك فرض . ثم لما شق ذلك عليهم حط الفرض إلى ثبوت الواحد للاثنين ، فخفف عنهم وكتب عليهم ألا يفر مائة من مائتين ، فهو على هذا القول تخفيف لا نسخ . وهذا حسن . وقد ذكر القاضي ابن الطيب أن الحكم إذا نسخ بعضه أو بعض أوصافه ، أو غير عدده فجائز أن يقال إنه نسخ ، لأنه حينئذ ليس بالأول ، بل هو غيره . وذكر في ذلك خلافا .
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
رحيق الكلمات
2014-08-09, 14:09
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) )) الأنفال
أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ : أي: ما ينبغي ولا يليق به إذا قاتل الكفار الذين يريدون أن يطفئوا نور اللّه ويسعوا لإخماد دينه، وأن لا يبقى على وجه الأرض من يعبد اللّه، أن يتسرع إلى أسرهم وإبقائهم لأجل الفداء الذي يحصل منهم، وهو عرض قليل بالنسبة إلى المصلحة المقتضية لإبادتهم وإبطال شرهم.
فما دام لهم شر وصولة، فالأوفق أن لا يؤسروا. فإذا أثخنوا، وبطل شرهم، واضمحل أمرهم، فحينئذ لا بأس بأخذ الأسرى منهم وإبقائهم.
الخلاصة أن غزوة بدر - بظروها وملابساتها - كان الأولى بالمسلمين فيها أن يبالغوا فى قتل أعدائهم لا أن يقبلوا منهم فداء حتى يذلوها ويعجزوهم عن معاودة الكرة
الآية 67 من سورة الانفال
تفسير السعدي
( يُثْخِنَ ) من الثخانة وهى فى الأصل الغلظ والصلابة . يقال : ثخن الشيئ يثخن ثخونة وثخانة وثخنا ، أى : غلظ وصلب فهو ثخين ، ثم استعمل فى النكاية والمبالغة فى قتل العدو فقيل : أثخن فلان فى عدوه . أى : بالغ فى قتله وإنزال الجراحة الشديدة به ، لأنه بذلك بمنعه من الحركة فيصير كالثخين الذى لا يسيل ولا يتحرك .
رحيق الكلمات
2014-08-09, 14:18
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) )) الأنفال
فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا :وهذا من لطفه تعالى بهذه الأمة، أن أحل لها الغنائم ولم يحلها لأمة قبلها.
الأية 69 من سورة الانفال
تفسير السعدي
إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ :يقول: إن يعلم الله في قلوبكم إسلامًا
الأية 70 من سورة الانفال
تفسير الطبري
رحيق الكلمات
2014-08-09, 14:22
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) )) الأنفال
وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ :
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه: وإن يرد هؤلاء الأسارى الذين في أيديكم =(خيانتك)، أي الغدر بك والمكرَ والخداع, بإظهارهم لك بالقول خلافَ ما في نفوسهم (فقد خانوا الله من قبل)، يقول: فقد خالفوا أمر الله من قبل وقعة بدر, وأمكن منهم ببدر المؤمنين
الأية 71 من سورة الانفال
تفسير الطبري
رحيق الكلمات
2014-08-09, 14:30
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) )) الأنفال
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا : يقول: والذين آووا رسول الله والمهاجرين معه، يعني : أنهم جعلوا لهم مأوًى يأوون إليه, وهو المثوى والمسكن, يقول: أسكنوهم، وجعلوا لهم من منازلهم مساكنَ إذ أخرجهم قومهم من منازلهم =(ونصروا)، يقول: ونصروهم على أعدائهم وأعداء الله من المشركين
وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ: إن استنصركم هؤلاء الذين آمنوا ولم يهاجروا =(في الدين), يعني: بأنهم من أهل دينكم على أعدائكم وأعدائهم من المشركين
فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ:عهد قد وثَّق به بعضكم على بعض أن لا يحاربه
الأية 73 من سورة الانفال
تفسير الطبري
رحيق الكلمات
2014-08-09, 14:36
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) الأنفال
لما عقد الولاية بين المؤمنين، أخبر أن الكفار حيث جمعهم الكفر فبعضهم أولياء لبعض فلا يواليهم إلا كافر مثلهم. وقوله: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ} أي: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، بأن واليتموهم كلهم أو عاديتموهم كلهم، أو واليتم الكافرين وعاديتم المؤمنين. {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} فإنه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وعدم كثير من العبادات الكبار، كالجهاد والهجرة، وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء بعضهم لبعض.
الأية 73 من سورة الأنفال
تفسير السعدي
جَمِيلَة
2014-08-09, 14:40
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
بداية أشكر أخانا الأستاذ قاسم على الموضوع الممتاز وأحييه على الجهد الذي يبذله في سبيل استمراريته نسأل الله لكم الثبات
في الحقيقة لم أستطع الاطلاع على كل ما ورد فيه لكنني أريد أن أبقى متابعة ولو من بعيد لهذا الموضوع المبارك
كما أقدم اعتذاري لتأخري الكبير رغم أنني شاهدت الموضوع منذ زمن بعيد
وأحيي كل القائمين على الموضوع والمساهمين فيه وحتى المطالعين والزوار
وأرجو من الله أن يوفقني لأن أشارك معكم ولو مرة واحدة
بارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
رحيق الكلمات
2014-08-09, 14:45
السلام عليكم
ختام سورة الأنفال
ما معنى قوله تعالى
((وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) )) الأنفال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ختام سورة الأنفال
معنى قوله تعالى
((وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) )) الأنفال
ختم - سبحانه - السورة الكريمة ببيان القسم الرابع من أقسام المؤمنين فى العهد النبوى فقال : ( والذين آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فأولئك مِنكُمْ . . ) .
أى : والذين آمنوا من بعد المؤمنين السابقين إلا الإيمان والهجرة ، وهاجروا إلى المدينة ، وجاهدوا مع المهاجرين السابقين والأنصار من أجل إعلاء كملة الله ، فأولئك الذين هذا شأنهم ( مِنكُمْ ) أى : من جملتكم - أيها المهاجرون والأنصار فى استحقاق الموالاة والنصرة ، واستحقاق الأجر من الله ، إلا أن هذا الأجر ينقص عن أجركم ، لأنه لا يتساوى السابق فى الإِيمان والهجرة والجهاد مع المتأخر فى ذلك .وقوله : ( وَأْوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ الله . . ) بيانا لحقوق الأقارب بالنسب .
وقوله : ( فِي كِتَابِ الله ) أى : فى حكمه الذى كتبه على عباده المؤمنين ، وأوجب به عليهم صلة الأرحام فى هذه الآية وغيرها .
وقوله : ( إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) تذييل ختمت به السورة الكريمة لحض المؤمنين على التمسك بما اشتملت عليه من آداب وتشريعات وأحكام لينالوا رضاه وثوابه .
----------------
وبذلك نرى الآيات الكريمة قد مدحت المهاجرين والأنصار مدحا عظيما ، كما مدحت المؤمنين من بعدهم ، وحضت على الجهاد فى سبيل الله ، وأمرت بالوفاء بالعهود ، وبالوقوف صفا واحدا فى وجه الكفار حتى تكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا هى السفلى .
الأية 75 من سورة الانفال
الوسيط لطنطاوي
وختاما : نسأل الله - تعالى - أن يوفقنا للمداومة على خدمة كتابه ، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا ، وأن يتم لنا نورنا ويغفر لنا إنه على كل شيئ قدير .
بارك الله فيكم جميعا
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
رحيق الكلمات
2014-08-09, 14:52
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
بداية أشكر أخانا الأستاذ قاسم على الموضوع الممتاز وأحييه على الجهد الذي يبذله في سبيل استمراريته نسأل الله لكم الثبات
في الحقيقة لم أستطع الاطلاع على كل ما ورد فيه لكنني أريد أن أبقى متابعة ولو من بعيد لهذا الموضوع المبارك
كما أقدم اعتذاري لتأخري الكبير رغم أنني شاهدت الموضوع منذ زمن بعيد
وأحيي كل القائمين على الموضوع والمساهمين فيه وحتى المطالعين والزوار
وأرجو من الله أن يوفقني لأن أشارك معكم ولو مرة واحدة
بارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نرحب بأختنا الكريمة جميلة
بارك الله فيك
انها صفحة مباركة وزرع طيب لأستاذنا قاسم
اثمرت خيرا بمجهود الجميع ونسأل الله ان يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
جعلنا الله واياكم من الذاكرين الشاكرين
ســـــــلام
جَمِيلَة
2014-08-09, 15:03
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نرحب بأختنا الكريمة جميلة
بارك الله فيك
انها صفحة مباركة وزرع طيب لأستاذنا قاسم
اثمرت خيرا بمجهود الجميع ونسأل الله ان يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
جعلنا الله واياكم من الذاكرين الشاكرين
ســـــــلام
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0199.gif
سلام الله عليك أختي رحيق الكلمات ورحمته وبركاته
شكرا على الترحيب وعلى كل ما تقدمينه هنا اختي الكريمة جزاك الله عنا كل خير
جعلنا الله وإياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات
تحاتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0199.gif
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-10, 16:10
quote]
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
بداية أشكر أخانا الأستاذ قاسم على الموضوع الممتاز وأحييه على الجهد الذي يبذله في سبيل استمراريته نسأل الله لكم الثبات
في الحقيقة لم أستطع الاطلاع على كل ما ورد فيه لكنني أريد أن أبقى متابعة ولو من بعيد لهذا الموضوع المبارك
كما أقدم اعتذاري لتأخري الكبير رغم أنني شاهدت الموضوع منذ زمن بعيد
وأحيي كل القائمين على الموضوع والمساهمين فيه وحتى المطالعين والزوار
وأرجو من الله أن يوفقني لأن أشارك معكم ولو مرة واحدة
بارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
مرحبا بالأخت الكريمة الفاضلة "جميلة مناجمنت"
والله الفضل بداية وانتهاء لله وحده وهو الموفق سبحانه للأعمال الخيرة النيّرة لتفسير كتابه العزيز..
والشكر موصول للجميع وهم كثر أسهموا هنا وبفضلهم بعد الله سبحانه كتب لهذا الموضوع الاستمرار ونأمل أن يواصلوا إلى النهاية
ونسأله الثبات للجميع ونحيي كل من شكر وثمّن وشجع وقرأ وانتفع
بارك الله فيكم جميعا
حتما الإطلاع على كل ما فيه قد يتعذّر لأنه يأخذ وقتا وقراءة ما تيسر مرة بعد مرة قد يكون كافيا وافيا شافيا بحول الله وتوفيقه..
متابعتكم من بعيد هي فائدة لكم ولنا جميعا ودعواتكم الصالحة أكثر ما نرجوه..
لا يجدر بك الإعتذر وقد كنت متابعة أيتها الفاضلة لم يتأخر من وصل واستدرك، وفي الباقي ما يتيحُ الحسنات للجميع والنية الصادقة نؤجر عليها ولو لم نعمل..
القرآن حياة القلوب وجلاء الأبصار ولن يتأخر عليه أحد أراد اللحوق بركبه أبدا وما دام في العمر بقية فلنغتمه في رياض القرقان والذود عن حياضه هنا او في أي مكان آخر فليس شرطا الإسهام في الموضوع فالموضوع بدأناه ولسنا ندري هل نتمه ام ياتي غيرنا لإتمامه ونحن أموات عند رب العزة..
ووالله ما أسهمت في موضوع أحببت إسهاماتي فيه كهذا الموضوع لأن كل ما نكتبه فيه لا أحد يمكن أن يرده أو يعقب عليه هو نقل لتفسير كتاب الله وتعاون على تبيين مفرداته..
ومن باب شكر أهل الفضل ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله
نتقدم بالشكر الجزيل للأساتذة الذين هم اعمدة الموضوع بامتياز
أيمن عبد الله، رحيق الكلمات نور،ساجدة لربي، بسمة تنتظر فرحة، مارية الأثرية، الأستاذة الغائبة يسرا14، الاستاذ عبد الله المالكي، الأخت روسلين، المسافر 09، الإدريسي العلوي الهاشمي..
وليعذرني من لم أسمهم فالله يعلمهم ولو لم نذكرهم.. وكل من مر وشكر وقرا وانتفع..
نسال الله لك التوفيق في الإسهام إلى النهاية وليس مشاركة واحدة..
حسب الوقت طبعا فالشواغل كثيرة والمشاغل لا تنتهي
بارك الله فيك أختنا المباركة ورعاك الله سبحانه
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-10, 16:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
اقتباس مفردات سورة الأنفال
الجــــــ01ـــزء
[الآية:01 ، 41 ]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الْأَنْفَالِ: الغنائم لمن هي
الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ: { قل } لهم { الأنفال لله } يجعلها حيث يشاء { والرسول } يقسِّمها بأمر الله فقسَّمها صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء
تفسيرالجلالين
لدي مشكل في الكتابة اعتذر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/02]
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ: خافت
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا: تصديقا
تفسير الجلالين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[ الأنفال/07]
إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: العير أو النفير
غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ: أي البأس والسلاح وهي العير
يَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ: آ خرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير .
تفسير الجلالين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[ الأنفال/09]
تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ: الاستغاثة : طلب الغوث والنصر. غوث الرجل قال : واغوثاه. والاسم الغوث والغواث والغواث. واستغاثني فلان فأغثته؛ والاسم الغياث
مُرْدِفِينَ: فتح الدال على ما لم يسم فاعله؛ لأن الناس الذين قاتلوا يوم بدر أردفوا بألف من الملائكة، أي أنزلوا إليهم لمعونتهم على الكفار.
تفسير القرطبي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[ الأنفال/11]
أَمَنَةً: أمنا مما حصل لكم من الخوف
رِجْزَ الشَّيْطَانِ:وسوسته إليكم بأنكم لو كنتم على الحق ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء
يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ: أن تسوخ في الرمل
تفسير الجلالين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[ الأنفال/12]
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ: وهذه نعمة خفية أظهرها اللّه تعالى لهم ليشكروه عليها، وهو أنه تعالى وتقدس أوحى إلى الملائكة الذين أنزلهم لنصر نبيه ودينه أن يثبتوا الذين آمنوا، قال ابن جرير: أي ثبتوا المؤمنين وقووا أنفسهم على أعدائهم سألقي الرعب والذلة والصغار على من خالف أمري وكذب رسولي
بَنَانٍ: معناه واضربوا من عدوكم أيها المؤمنون كل طرف ومفصل من أطراف أيديهم وأرجلهم، والبنان جمع بنانة
تفسير ابن كثير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[ الأنفال/13]
شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ: أي خالفوهما، فساروا في شق، وتركوا الشرع والإيمان به واتباعه في شق، ومأخوذ أيضا من شق العصا وهو جعلها فرقتين
يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ: أي هو الطالب الغالب لمن خالفه وناوأه لا يفوته شيء، ولا يقوم لغضبه شيء تبارك وتعالى لا إله غيره ولا رب سواه
تفسير ابن كثير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/15]
زَحْفًا: أي تقاربتم منهم ودنوتم إليهم
تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ: أي تفرقوا وتتركوا أصحابكم
تفسير ابن كثير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[الأنفال/16]
مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ: التحرف : الزوال عن جهة الاستواء. فالمتحرف من جانب إلى جانب لمكايد الحرب غير منهزم
مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ: المتحيز إذا نوى التحيز إلى فئة من المسلمين ليستعين بهم فيرجع إلى القتال غير منهزم أيضا
تفسير القرطبي
أعتذر لعدموضع مفردات قرءانية جديدة لأن تصفح المنتدى لدي صعب جدااا اطار الكتابة لا يظهر لدي بالشكل المتعود عليه
اعتذر كثيراااا
بارك الله في جهدكم وجعله في ميزان حسناتكم
لا تنسونا من صالح دعاكم ونحن نودع الشهر الفضيل
تقبل الله منكم ومنا آمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/17]
{ فلم تقتلوهم } ببدر بقوتكم { ولكنَّ الله قتلهم } بنصره إيّاكم { وما رميت } يا محمد لأعين القوم { إذ رميت } بالحصى لأن كفا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر { ولكنَّ الله رمى } بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين { وليبلي المؤمنين منه بلاءً } عطاء { حسنا } هو الغنيمة { إن الله سميع } لأقوالهم { عليم } بأحوالهم .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/18]
هذه بشارة أخرى مع ما حصل من النصر أنه أعلمهم تعالى بأنه مضعف كيد الكافرين، فيما يستقبل مصغر أمرهم، وأنهم كل ما لهم في تبار ودمار.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/19]
قوله تعالى: { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} شرطه وجوابه. وفيه ثلاثة أقوال : يكون خطابا للكفار؛ لأنهم استفتحوا فقالوا : اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصره عليه؛ قاله الحسن ومجاهد وغيرهما. وكان هذا القول منهم وقت خروجهم لنصرة العير. وقيل : قاله أبو جهل وقت القتال. وقال النضر بن الحارث : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وهو ممن قتل ببدر. والاستفتاح : طلب النصر؛ أي قد جاءكم الفتح ولكنه كان للمسلمين عليكم. أي فقد جاءكم ما بان به الأمر، وانكشف لكم الحق. { وإن تنتهوا} أي عن الكفر { فهو خير لكم} . { وإن تعودوا} أي إلى هذا القول وقتال محمد. { نعد} إلى نصر المؤمنين. { ولن تغني عنكم فئتكم} أي عن جماعتكم { شيئا} . { ولو كثرت} أي في العدد. الثاني : يكون خطابا للمؤمنين؛ أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر. وإن { تنتهوا} أي عن مثل ما فعلتموه من أخذ الغنائم والأسرى قبل الإذن؛ { فهو خير لكم} . و { وإن تعودوا} أي إلى مثل ذلك نعد إلى توبيخكم. كما قال { لولا كتاب من الله سبق} [الأنفال : 68] الآية. والقول الثالث : أن يكون { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} خطابا للمؤمنين، وما بعده للكفار. أي وإن تعودوا إلى القتال نعد إلى مثل وقعة بدر. القشيري : والصحيح أنه خطاب للكفار؛ فإنهم لما نفروا إلى نصرة العير تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أهدى الطائفتين، وأفضل الدينين. المهدوي : وروي أن المشركين خرجوا معهم بأستار الكعبة يستفتحون بها، أي يستنصرون.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/20-21-22-23-]
يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ويزجرهم عن مخالفته والتشبه بالكافرين به المعاندين له، ولهذا قال: { ولا تولوا عنه} أي تتركوا طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره، { وأنتم تسمعون} أي بعدما علمتم ما دعاكم إليه، { ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} قيل: المراد المشركون، واختاره ابن جرير، وقال ابن إسحاق: هم المنافقون فإنهم يظهرون أنهم قد سمعوا واستجابوا وليسوا كذلك، ثم أخبر تعالى أن هذا الضرب من بني آدم شر الخلق والخليقة فقال: { إن شر الدواب عند اللّه الصم} أي عن سماع الحق، { البكم} عن فهمه، ولهذا قال: { الذين لا يعقلون} فهؤلاء شر البرية لأن كل دابة مما سواهم مطيعة للّه فيما خلقها له، وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا، ولهذا شبههم بالأنعام في قوله: { أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} وقيل: المراد بهؤلاء المذكورين نفر من بني عبد الدار من قريش؛ ثم أخبر تعالى بأنهم لا فهم لهم صحيح ولا قصد لهم صحيح - ولو فرض أن لهم فهما - فقال: { ولو علم اللّه فيهم خيرا لأسمعهم} أي لأفهمهم وتقدير الكلام و لكن لا خير فيهم فلم يفهمهم لأنه يعلم أنه { لو أسمعهم} أي أفهمهم { لتولوا} عن ذلك قصدا وعنادا بعد فهمهم ذلك { وهم معرضون} عنه.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
ما معنى قوله تعالى؟
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))
[الأنفال/27]
قوله تعالى : { لا تخونوا الله والرسول } اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال .
أحدها : أنها نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر ، وذاك " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر قريظة سألوه أن يصالحهم على ما صالح عليه بني النضير ، على أن يسيروا إلى أرض الشام ، فأبى أن يعطيَهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فأبَوا ، وقالوا : أرسل إلينا أبا لبابة ، وكان مناصحاً لهم ، لأن ولده وأهله كانوا عندهم ، فبعثه إليهم ، فقالوا : ما ترى ، أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه : إنه الذبح فلا تفعلوا ، فأطاعوه ، فكانت تلك خيانته؛ قال أبو لبابة : فما زالت قدمايَ حتى عَرفتُ أني قد خنت الله ورسوله ، ونزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، والأكثرين . وروي أن أبا لبابة ربط نفسه بعد نزول هذه الآية إلى سارية من سواري المسجد ، وقال : والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموتَ أو يتوب الله عليَّ ، فمكث سبعة أيام كذلك ، ثم تاب الله عليه ، فقال : والله لا أَحُلُّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يَحُلنُّي ، فجاء فحلَّه بيده ، فقال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب ، وأن أنخلع من مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يجزئك الثلث» " . والثاني : " أن جبريل أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا ، فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : «اخرجوا إليه واكتموا» فكتب إليه رجل من المنافقين : إن محمداً يريدكم ، فخذوا حذركم ، فنزلت هذه الآية " ، قاله جابر بن عبد الله .
والثالث : أنها نزلت في قتل عثمان بن عفان ، قاله المغيرة بن شعبة .
والرابع : أن قوماً كانوا يسمعون الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيفشونه حتى يبلغ المشركين ، فنزلت هذه الآية ، قاله السدي . وفي خيانة اللهِ قولان .
أحدهما : ترك فرائضه . والثاني : معصية رسوله . وفي خيانة الرسول قولان . أحدهما : مخالفته في السرِّ بعد طاعته في الظاهر . والثاني : ترك سنّته .
وفي المراد بالأمانات ثلاثة أقوال .
أحدها : أنها الفرائض ، قاله ابن عباس . وفي خيانتها قولان . أحدهما : تنقيصها . والثاني : تركها .
والثاني : أنها الدِّين ، قاله ابن زيد . فيكون المعنى : لا تُظهروا الإيمان وتُبطنوا الكفر .
والثالث : أنها عامة في خيانة كلِّ مُؤتَمَنٍ ، ويؤكِّده نزولها في ما جرى لأبي لبابة .
الكتاب : زاد المسير في علم التفسير
المؤلف : جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى : 597هـ)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )) الأنفال
لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ :
( ليثبتوك ) ليحبسوك ويسجنوك ويوثقوك
يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم
الآية 30 سورة الانفال
تفسير البغوي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) )) الأنفال
أَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ : قالوه على وجه الجزم منهم بباطلهم، والجهل بما ينبغي من الخطاب. فلو أنهم إذ أقاموا على باطلهم من الشبه والتمويهات ما أوجب لهم أن يكونوا على بصيرة ويقين منه، قالوا لمن ناظرهم وادعى أن الحق معه: إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له، لكان أولى لهم وأستر لظلمهم.
الآية 32 سورة الانفال
تفسير السعدي
شكرا على الموضوع
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)
)) الأنفال
*ماهي أهمية الاستغفار من خلال هذه الآية ؟
وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} فوجوده ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أظهرهم أمنة لهم من العذاب. وكانوا مع قولهم هذه المقالة التي يظهرونها على رءوس الأشهاد، يدرون بقبحها، فكانوا يخافون من وقوعها فيهم، فيستغفرون اللّه [تعالى فلهذا] قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
الآية 33 من سورة الانفال
تفسير السعدي
ويعني بذلك أن بعضهم هو الذي يستغفر فيمنع الله عز وجل العذاب عن الكل، مثلما منع تعذيب الكافرين بصلح الحديبية؛ لأن هناك مؤمنين مستخفين فيما بينهم.
تفسير الشعراوي
ماهي أهمية الاستغفار من خلال هذه الآية
هذه رحمة منه سبحانه وتعالى، وكأنه يحضّ الناس على أن يستغفروا حتى لا ينزل بهم العذاب. ويرسم لهم وسيلة النجاة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) )) الأنفال
مُكَاءً وَتَصْدِيَةً : أي: صفيرا وتصفيقا، فعل الجهلة الأغبياء، الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم، ولا معرفة بحقوقه، ولا احترام لأفضل البقاع وأشرفها، فإذا كانت هذه صلاتهم فيه، فكيف ببقية العبادات؟
الأية 35 من سورة الانفال
تفسير السعدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/36]
قال محمد بن إسحاق: لما أصيب قريش يوم بدر ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد اللّه بن أبي ربيعة و عكرمة بن أبي جهل و صفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا أن ندرك منه ثأراً بمن أصيب منا، ففعلوا، قال: ففيهم أنزل اللّه عزَّ وجلَّ: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم - إلى قوله - هم الخاسرون} في اللباب: أخرج ابن جرير أنها نزلت في أبي سفيان استأجر يوم أُحُد ألفين من الأحابيش ليقاتل بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . وقال الضحاك: نزلت في أهل بدر، وعلى كل تقدير فهي عامة، وإن كان سبب نزولها خاصاً، فقد أخبر تعالى أن الكفار ينفقون أموالهم ليصدون عن اتباع الحق، فسيفعلون ذلك، ثم تذهب أموالهم، ثم تكون عليهم حسرة أي ندامة، حيث لم تجد شيئاً لأنهم أرادوا إطفاء نور اللّه وظهور كلمتهم على كلمة الحق، واللّه متم نوره ولو كره الكافرون، فهذا الخزي لهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب النار، فمن عاش منهم رأى بعينه وسمه بأذنه ما يسوؤه، ومن قتل منهم أو مات فإلى الخزي الأبدي والعذاب السرمدي، ولهذا قال: { فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون} ، وقوله تعالى: { ليميز اللّه الخبيث من الطيب} قال ابن عباس: يميز أهل السعادة من أهل الشقاء، وقال السدي: يميز المؤمن من الكافر؛ وهذا يحتمل أن يكون هذا التمييز في الآخرة، كقوله: { ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم} الآية، وقوله: { ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون} ، وقال في الآية الأخرى: { يومئذ يصدعون} ، وقال تعالى: { وامتازوا اليوم أيها المجرمون} ، ويحتمل أن يكون هذا التمييز في الدنيا بما يظهر من أعمالهم للمؤمنين، أي: إنما أقدرناهم على ذلك { ليميز اللّه الخبيث من الطيب} أي من يطيعه بقتال أعدائه الكافرين، أو يعصيه بالنكول عن ذلك، كقوله: { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن اللّه وليعلم المؤمنين، وليعلم الذين نافقوا} الآية، وقال تعالى: { ما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} الآية، فمعنى الآية على هذا إنما ابتليناكم بالكفار يقاتلونكم وأقدرناهم على إنفاق الأموال وبذلها في ذلك { ليميز اللّه الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه} أي يجعله كله، وهو جمع الشيء بعضه على بعض كما قال تعالى في السحاب { ثم يجعله ركاما} أي متراكماً متراكباً، { فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون} أي هؤلاء هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/39]
وقال الضحاك عن ابن عباس: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} يعني لا يكون شرك وهو قول مجاهد والحسن وقتادة والسدي ومقاتل وزيد بن أسلم . وقال عروة بن الزبير: { حتى لا تكون فتنة} حتى لا يفتن مسلم عن دينه، وقوله: { ويكون الدين كله لله} ، قال الضحاك عن ابن عباس: يخلص التوحيد للّه؛ وقال الحسن وقتادة: أن يقال لا إله إلا اللّه، أن يكون التوحيد خالصاً للّه فليس فيه شرك ويخلع ما دونه من الأنداد، وقال عبد الرحمن بن أسلم: { ويكون الدين كله لله} لا يكون مع دينكم كفر، ويشهد لهذا ما ثبت في الصحيحين عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّه، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللّه عزَّ وجلَّ) وقوله: { فإن انتهوا} عما هم فيه من الكفر فكفوا عنه، وإن لم تعلموا بواطنهم { فإن اللّه بما يعملون بصير} ، كقوله: { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} الآية، وفي الآية الأخرى: { فإخوانكم في الدين} ، وقال: { فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين} . وفي الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لأسامة لما علا ذلك الرجل بالسيف، فقال لا إله إلا اللّه فضربه فقتله، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال لأسامة: (أقتلته بعدما قال لا إله إلا اللّه؟ وكيف تصنع بلا إله إلا اللّه يوم القيامة)؟ فقال: يا رسول اللّه إنما قالها تعوذاً، قال: (هلاّ شققت عن قلبه)، وجعل يقول ويكرر عليه: (من لك بلا إله إلا اللّه يوم القيامة)؟ قال أسامة: حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ، وقوله: { وإن تولوا فاعلموا أن اللّه مولاكم نعم المولى ونعم النصير} أي وإن استمروا على خلافكم ومحاربتكم { فاعلموا أن اللّه مولاكم} سيدكم وناصركم على أعدائكم فنعم المولى ونعم النصير.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
[/b][/size][/font]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/41]
فيه ست وعشرون مسألة: الأولى: قوله تعالى: { واعلموا أنما غنمتم من شيء} الغنيمة في اللغة ما يناله الرجل أو الجماعة بسعي، ومن ذلك قول الشاعر :
وقد طوفت في الآفاق حتى *** رضيت من الغنيمة بالإياب
وقال آخر :
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه *** أنى توجه والمحروم محروم والمغنم والغنيمة بمعنى؛ يقال : غنم القوم غنما. وأعلم أن الاتفاق حاصل على أن المراد بقوله تعالى: { غنمتم من شيء} مال الكفار إذا ظفر به المسلمون على وجه الغلبة والقهر. ولا تقتضي اللغة هذا التخصيص على ما بيناه، ولكن عرف الشرع قيد اللفظ بهذا النوع. وسمى الشرع الواصل من الكفار إلينا من الأموال باسمين : غنيمة وفيئا. فالشيء الذي يناله المسلمون من عدوهم بالسعي وإيجاف الخيل والركاب يسمى غنيمة. ولزم هذا الاسم هذا المعنى حتى صار عرفا. والفيء مأخوذ من فاء يفيء إذا رجع، وهو كل مال دخل على المسلمين من غير حرب ولا إيجاف. كخراج الأرضين وجزية الجماجم وخمس الغنائم. ونحو هذا قال سفيان الثوري وعطاء بن السائب. وقيل : إنهما واحد، وفيهما الخمس؛ قاله قتادة. وقيل : الفيء عبارة عن كل ما صار للمسلمين من الأموال بغير قهر. والمعنى متقارب.
الثانية: هذه الآية ناسخة لأول السورة، عند الجمهور. وقد ادعى ابن عبدالبر الإجماع على أن هذه الآية نزلت بعد قوله: { يسألونك عن الأنفال} [الأنفال : 1] وأن أربعة أخماس الغنيمة مقسومة على الغانمين، على ما يأتي بيانه. وأن قوله: { يسألونك عن الأنفال} نزلت في حين تشاجر أهل بدر في غنائم بدر، على ما تقدم أول السورة. قلت : ومما يدل على صحة هذا ما ذكره إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان قال حدثني محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال : (لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا) وكانوا قتلوا سبعين، وأسروا سبعين، فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيرين، فقال : يا رسول الله إنك وعدتنا من قتل قتيلا فله كذا، وقد جئت بأسيرين. فقام سعد فقال : يا رسول الله، إنا لم يمنعنا زيادة في الأجر ولا جبن عن العدو ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يعطف المشركون، فإنك إن تعطي هؤلاء لا يبقى لأصحابك شيء. قال : وجعل هؤلاء يقولون وهؤلاء يقولون فنزلت { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} [الأنفال : 1] فسلموا الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،) ثم نزلت { وأعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} الآية. وقد قيل : إنها محكمة غير منسوخة، وأن الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست مقسومة بين الغانمين، وكذلك لمن بعده من الأئمة. كذا حكاه المازري عن كثير من أصحابنا، رضي الله عنهم، وأن للإمام أن يخرجها عنهم. واحتجوا بفتح مكة وقصة حنين. وكان أبو عبيد يقول : افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة ومن على أهلها فردها عليهم ولم يقسمها ولم يجعلها عليهم فيئا. ورأى بعض الناس أن هذا جائز للأئمة بعده. قلت : وعلى هذا يكون معنى قوله تعالى: { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} والأربعة الأخماس للإمام، إن شاء حبسها وإن شاء قسمها بين الغانمين. وهذا ليس بشيء، لما ذكرناه، ولأن الله سبحانه أضاف الغنيمة للغانمين فقال: { واعلموا أنما غنمتم من شيء} ثم عين الخمس لمن سمى في كتابه، وسكت عن الأربعة الأخماس، كما سكت عن الثلثين في قوله: { وورثه أبواه فلأمه الثلث} [النساء : 11] فكان للأب الثلثان اتفاقا. وكذا الأربعة الأخماس للغانمين إجماعا، على ما ذكره ابن المنذر وابن عبدالبر والداودي والمازري أيضا والقاضي عياض وابن العربي. والأخبار بهذا المعنى متظاهرة، وسيأتي بعضها. ويكون معنى قوله: { يسألونك عن الأنفال} الآية، ما ينفله الإمام لمن شاء لما يراه من المصلحة قبل القسمة. وقال عطاء والحسن : هي مخصوصة بما شذ من المشركين إلى المسلمين، من عبد أو أمة أو دابة، يقضي فيها الإمام بما أحب. وقيل : المراد بها أنفال السرايا أي غنائما، إن شاء خمسها الإمام، وإن شاء نفلها كلها. وقال إبراهيم النخعي في الإمام يبعث السرية فيصيبون المغنم : إن شاء الإمام نفله كله، وإن شاء خمسه.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
{ يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} ينبه تعالى على نعمته وإحسانه إلى خلقه بما فرق به بين الحق والباطل ببدر، ويسمى الفرقان، لأن اللّه أعلى فيه كلمة الإيمان على كلمة الباطل، وأظهر دينه ونصر نبيه وحزبه، قال ابن عباس: يوم الفرقان يوم بدر، فرق اللّه فيه بين الحق والباطل ""أخرجه الحاكم"".
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-10, 16:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
اقتباس مفردات سورة الأنفال
الجــــــ02ـــزء
[الآية:42 ، 75 ]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/42]
قوله تعالى: { إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} أي أنزلنا إذ أنتم على هذه الصفة. أو يكون المعنى : واذكروا إذ أنتم. والعدوة : جانب الوادي. وقرئ بضم العين وكسرها، فعلى الضم يكون الجمع عدى، وعلى الكسر عدى، مثل لحية ولحى، وفرية وفرى. والدنيا : تأنيث الأدنى. والقصوى : تأنيث الأقصى. من دنا يدنو، وقصا يقصو. ويقال : القصيا، والأصل الواو، وهي لغة أهل الحجاز قصوى. فالدنيا كانت مما يلي المدينة، والقصوى مما يلي مكة. أي إذ أنتم نزول بشفير الوادي بالجانب الأدنى إلى المدينة، وعدوكم بالجانب الأقصى. { والركب أسفل منكم} يعني ركب أبي سفيان وغيره. كانوا في موضع أسفل منهم إلى ساحل البحر فيه الأمتعة. وقيل : هي الإبل التي كانت تحمل أمتعتهم، وكانت في موضع يأمنون عليها توفيقا من الله عز وجل لهم، فذكرهم نعمه عليهم. { الركب} ابتداء { أسفل منكم} ظرف في موضع الخبر. أي مكانا أسفل منكم. وأجاز الأخفش والكسائي والفراء { والركب أسفل منكم} أي أشد تسفلا منكم. والركب جمع راكب. ولا تقول العرب : ركب إلا للجماعة الراكبي الإبل. وحكى ابن السكيت وأكثر أهل اللغة أنه لا يقال راكب وركب إلا للذي على الإبل، ولا يقال لمن كان على فرس أو غيرها راكب. والركب والأركب والركبان والراكبون لا يكونون إلا على جمال، عن ابن فارس. { ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد} أي لم يكن يقع الاتفاق لكثرتهم وقلتكم، فإنكم لو عرفتم كثرتهم لتأخرتم فوفق الله عز وجل لكم. { ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك} من نصر المؤمنين وإظهار الدين. واللام في (ليقضي) متعلقة بمحذوف. والمعنى : جمعهم ليقضي الله، ثم كررها فقال: { يهلك} أي جمعهم هنالك ليقضي أمرا. { من هلك } (من) في موضع رفع. (ويحيا) في موضع نصب عطف على ليهلك. والبينة إقامة الحجة والبرهان. أي ليموت من يموت عن بينة رآها وعبرة عاينها، فقامت عليه الحجة. وكذلك حياة من يحيا. وقال ابن إسحاق : ليكفر من كفر بعد حجة قامت عليه وقطعت عذره، ويؤمن من آمن على ذلك. وقرئ { من حيي} بياءين على الأصل. وبياء واحدة مشددة، الأولى قراءة أهل المدينة والبزي وأبي بكر. والثانية قراءة الباقين، وهي اختيار أبي عبيد، لأنها كذلك وقعت في المصحف
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/43]
قوله تعالى: { إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا} قال مجاهد : رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه قليلا، فقص ذلك على أصحابه، فثبتهم الله بذلك. وقيل : عني بالمنام محل النوم وهو العين، أي في موضع منامك، فحذف، عن الحسن. قال الزجاج : وهذا مذهب حسن، ولكن الأولى أسوغ في العربية، لأنه قد جاء { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم} فدل بهذا على أن هذه رؤية الالتقاء، وأن تلك رؤية النوم. ومعنى { لفشلتم} لجبنتم عن الحرب. { ولتنازعتم في الأمر} اختلفتم. { ولكن الله سلم} أي سلمكم من المخالفة. ابن عباس : من الفشل. ويحتمل منهما. وقيل : سلم أي أتم أمر المسلمين بالظفر. قوله تعالى: { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا} هذا في اليقظة. يجوز حمل الأولى على اليقظة أيضا إذا قلت : المنام موضع النوم، وهو العين، فتكون الأولى على هذا خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه للجميع. قال ابن مسعود : قلت لإنسان كان بجانبي يوم بدر : أتراهم سبعين؟ فقال : هم نحو المائة. فأسرنا رجلا فقلنا : كم كنتم ؟ فقال : كنا ألفا. { ويقللكم في أعينهم} كان هذا في ابتداء القتال حتى قال أبو جهل في ذلك اليوم : إنما هم أكلة جزور، خذوهم أخذا واربطوهم بالحبال. فلما أخذوا في القتال عظم المسلمون في أعينهم فكثروا، كما قال { يرونهم مثليهم رأي العين} [آل عمران : 13] بيانه. { ليقضي الله أمرا كان مفعولا} تكرر هذا، لأن المعنى في الأول من اللقاء، وفي الثاني من قتل المشركين وإعزاز الدين، وهو إتمام النعمة على المسلمين. { وإلى الله ترجع الأمور} أي مصيرها ومردها إليه.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/44]
قال مجاهد: أراهم اللّه إياه في منامه قليلاً، وأخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك فكان تثبيتاً لهم، وقوله: { ولو أراكهم كثيرا لفشلتم} أي لجبنتم واختلفتم فيما بينكم { ولكن اللّه سلم} أي من ذلك بأن أراكهم قليلاً، { إنه عليم بذات الصدور} أي بما تجنه الضمائر وتنطوي عليه الأحشاء، { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} ، وقوله: { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا} وهذا أيضاً من لطفه تعالى بهم إذ أراهم إياهم قليلاً في رأي العين فيجرؤهم عليهم ويطمعهم فيهم. قال ابن مسعود رضي اللّه عنه: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل إلى جنبي تراهم سبعين؟ قال: لا، بل هم مائة، حتى أخذنا رجلاً منهم، فسألناه فقال: كنا ألفاً ""رواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، وقوله: { ويقللكم في أعينهم} ، قال عكرمة: حضض بعضهم على بعض، { ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا} أي ليلقي بينهم الحرب للنقمة من أراد الانتقام منه، والإنعام على من أراد تمام النعمة عليه من أهل ولايته، ومعنى هذا أنه تعالى أغرى كلاً من الفريقين بالآخر، وقلّله في عينه ليطمع فيه، وذلك عند المواجهة، فلما التحم القتال وأيد اللّه المؤمنين بألف من الملائكة مردفين، بقي حزب الكفار يرى حزب الإيمان ضعفيه، كما قال تعالى: { قد كان لكم آية في فئتين التقا فئة تقاتل في سبيل اللّه وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين} وهذا هو الجمع بين هاتين الآيتين، فإن كلاً منها حق وصدق وللّه الحمد والمنة.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/45]
قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة} أي جماعة { فاثبتوا} أمر بالثبات عند قتال الكفار، كما في الآية قبلها النهي عن الفرار عنهم، فالتقى الأمر والنهي على سواء. وهذا تأكيد على الوقوف للعدو والتجلد له. قوله تعالى: { واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} للعلماء في هذا الذكر ثلاثة أقوال : الأول : اذكروا الله عند جزع قلوبكم، فإن ذكره يعين على الثبات في الشدائد. الثاني : اثبتوا بقلوبكم، واذكروه بألسنتكم، فإن القلب لا يسكن عند اللقاء ويضطرب اللسان، فأمر بالذكر حتى يثبت القلب على اليقين، ويثبت اللسان على الذكر، ويقول ما قاله أصحاب طالوت { ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} [البقرة : 250]. وهذه الحالة لا تكون إلا عن قوة المعرفة، واتقاد البصيرة، وهي الشجاعة المحمودة في الناس. الثالث : اذكروا ما عندكم من وعد الله لكم في ابتياعه أنفسكم ومثامنته لكم. قلت : والأظهر أنه ذكر اللسان الموافق للجنان. قال محمد بن كعب القرظي : لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا، يقول الله عز وجل { ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا} [آل عمران : 41]. ولرخص للرجل يكون في الحرب، يقول الله عز وجل: { إذا لقيتم فئة فاثبوا واذكروا الله كثيرا} . وقال قتادة : افترض الله جل وعز ذكره على عباده، أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف. وحكم هذا الذكر أن يكون خفيا، لأن رفع الصوت في مواطن القتال رديء مكروه إذا كان الذاكر واحدا. فأما إذا كان من الجميع عند الحملة فحسن، لأنه يفت في أعضاد العدو. وروى أبو داود عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال. وروى أبو بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. قال ابن عباس : يكره التلثم عند القتال. قال ابن عطية : وبهذا والله أعلم استن المرابطون بطرحه عند القتال على صيانتهم به.
[الأنفال/46]
قوله تعالى: { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا} هذا استمرار على الوصية لهم، والأخذ على أيديهم في اختلافهم في أم بدر وتنازعهم. { فتفشلوا} نصب بالفاء في جواب النهي. ولا يجيز سيبويه حذف الفاء والجزم وأجازه الكسائي. وقرئ { تفشلوا} بكسر الشين. وهو غير معروف. { وتذهب ريحكم} أي قوتكم ونصركم، كما تقول : الريح لفلان، إذا كان غالبا في الأمر قال الشاعر :
إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكــل خافقـــة سكون
وقال قتادة وابن زيد : إنه لم يكن نصر قط إلا بريح تهب فتضرب في وجوه الكفار. ومنه قوله عليه السلام : (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور). قال الحكم: { وتذهب ريحكم} يعني الصبا، إذ بها نصر محمد عليه الصلاة والسلام وأمته. وقال مجاهد : وذهبت ريح أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نازعوه يوم أحد. { واصبروا إن الله مع الصابرين} أمر بالصبر، وهو محمود في كل المواطن وخاصة موطن الحرب، كما قال: { إذا لقيتم فئة فاثبتوا} .
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/48]
{ و } اذكر { إذ زيَّن لهم الشيطان } إبليس { أعمالهم } بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر { وقال } لهم { لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم } من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية { فلما تراءت } التقت { الفئتان } المسلمة والكافرة ورأى الملائكة يده في يد الحارث بن هشام { نكص } رجع { على عقبيه } هاربا { وقال } لما قالوا له أتخذلنا على هذه الحال: { إني بريء منكم } من جواركم { إني أرى ما لا ترون } من الملائكة { إني أخاف الله } أن يهلكني { والله شديد العقاب } .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالينرحمهما الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/50]
يقول تعالى: ولو عاينت يا محمد حال توفي الملائكة أرواح الكفار، لرأيت أمراً عظيماً هائلاً فظيعاً منكراً، إذ { يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق} . قال ابن عباس: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين ضربوا وجوههم بالسيوف، وإذا ولوا أدركتهم الملائكة يضربون أدبارهم، وقال مجاهد في قوله: { يضربون وجوههم وأدبارهم} يوم بدر، وقال سعيد بن جبير { يضربون وجوههم وأدبارهم} قال: وأستاههم، ولكنَّ اللّه يكني؛ والسياق وإن كان سببه وقعة بدر، ولكنه عام في حق كل كافر، ولهذا قال تعالى: { ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} وفي سورة القتال مثلها، وتقدم في قوله تعالى: { ولو ترى إذ المجرمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم} أي باسطو أيديهم بالضرب فيهم بأمر ربهم إذا استصعبت أنفسهم، وامتنعت من الخروج من الأجساد أن تخرج قهراً، وذلك إذا بشروهم بالعذاب والغضب من اللّه، كما جاء في حديث البراء: (أن ملك الموت إذا جاء الكافر عند احتضاره في تلك الصورة المنكرة يقول: اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سموم وحميم وظل من يحموم، فتتفرق في بدنه، فيستخرجونها من جسده كما يخرج السفود من الصوف المبلول، فتخرج معها العروق والعصب)، ولهذا أخبر تعالى أن الملائكة تقول لهم: ذوقوا عذاب الحريق، وقوله تعالى: { ذلك بما قدمت أيديكم} أي هذا الجزاء بسبب ما عملتم من الأعمال السيئة في حياتكم الدنيا، جازاكم اللّه بها هذا الجزاء، { وأن اللّه ليس بظلام للعبيد} : أي لا يظلم أحداً من خلقه، بل هو الحكم العدل الذي لا يجور، تبارك وتقدس الغني الحميد، ولهذا جاء في الحديث القدسي الصحيح: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، فمن وجد خيراً فليحمد اللّه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/57]
أخبر تعالى أن شر ما دب على وجه الأرض هم الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين كلما عاهدوا عهداً نقضوه، وكلما أكدوه بالأيمان نكثوه، { وهم لا يتقون} : أي لا يخافون من اللّه في شيء ارتكبوه من الآثام، { فإما تثقفنهم في الحرب} أي تغلبهم وتظفر بهم في حرب { فشرد بهم من خلفهم} أي نكّل بهم قاله ابن عباس والحسن البصري والضحاك والسدي وعطاء الخراساني وابن عيينة ، ومعناه: غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلاً ليخاف من سواهم من الأعداء من العرب وغيرهم، ويصيروا لهم عبرة { لعلهم يذكرون} لعلهم يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/60]
( وأعدوا لهم ) لقتالهم ( ما استطعتم من قوة ) قال صلى الله عليه وسلم "" هي الرمي "" رواه مسلم ( ومن رباط الخيل ) مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله ( ترهبون ) تخوفون ( به عدو الله وعدوكم ) أي كفار مكة ( وآخرين من دونهم ) أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود ( لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم ) جزاؤه ( وأنتم لا تظلمون ) تنقصون منه شيئا
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/63]
قوله تعالى: { وإن يريدوا أن يخدعوك} أي بأن يظهروا لك السلم، ويبطنوا الغدر والخيانة، فاجنح فما عليك من نياتهم الفاسدة. { فإن حسبك الله} كافيك الله، أي يتولى كفايتك وحياطتك.
قال الشاعر :
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا *** فحسبك والضحاك سيف مهند
أي كافيك وكافي الضحاك سيف. قوله تعالى: { هو الذي أيدك بنصره} أي قواك بنصره. يريد يوم بدر. { وبالمؤمنين} قال النعمان بن بشير : نزلت في الأنصار. { وألف بين قلوبهم} أي جمع بين قلوب الأوس والخزرج. وكان تألف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، لأن أحدهم كان يلطم اللطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها. وكانوا أشد خلق الله حمية، فألف الله بالإيمان بينهم، حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين. وقيل : أراد التأليف بين المهاجرين والأنصار. والمعنى متقارب.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/64]
قوله تعالى ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين
ليس هذا تكريرا ، فإنه قال فيما سبق وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله وهذه كفاية خاصة . وفي قوله ياأيها النبي حسبك الله أراد التعميم ، أي حسبك الله في كل حال وقال ابن عباس : نزلت في إسلام عمر فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسلم معه ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ، فأسلم عمر وصاروا أربعين . والآية مكية ، كتبت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة مدنية ، ذكره القشيري .
قلت : ما ذكره من إسلام عمر رضي الله عنه عن ابن عباس ، فقد وقع في السيرة خلافه . عن عبد الله بن مسعود قال : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه . وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة . قال ابن إسحاق : وكان جميع من لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها من المسلمين ، سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارا أو ولدوا بها ، ثلاثة وثمانين رجلا ، إن كان عمار بن ياسر منهم . وهو يشك فيه . وقال الكلبي : نزلت الآية بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال .
قوله تعالى ومن اتبعك من المؤمنين قيل : المعنى حسبك الله ، وحسبك المهاجرون والأنصار . وقيل : المعنى كافيك الله ، وكافي من تبعك ، قاله الشعبي وابن زيد . والأول عن الحسن . واختاره النحاس وغيره . ف " من " على القول الأول في موضع رفع ، عطفا على اسم الله تعالى . على معنى : فإن حسبك الله وأتباعك من المؤمنين . وعلى الثاني على إضمار . ومثله قوله صلى الله عليه وسلم : يكفينيه الله وأبناء قيلة . وقيل : يجوز أن يكون المعنى ومن اتبعك من المؤمنين حسبهم الله ، فيضمر الخبر . ويجوز أن يكون من في موضع نصب ، على معنى : يكفيك الله ويكفي من اتبعك .
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأنفال/65]
قوله تعالى يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون
قوله تعالى ياأيها النبي حرض المؤمنين على القتال أي حثهم وحضهم . يقال : حارض على الأمر وواظب وواصب وأكب بمعنى واحد . والحارض : الذي قد قارب الهلاك ، ومنه قوله عز وجل : حتى تكون حرضا أي تذوب غما ، فتقارب الهلاك فتكون من الهالكين
إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين لفظ خبر ، ضمنه وعد بشرط ، لأن معناه إن يصبر منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين . وعشرون وثلاثون وأربعون كل واحد منها اسم موضوع على صورة الجمع لهذا العدد . ويجري هذا الاسم مجرى فلسطين . فإن قال قائل : لم كسر أول عشرين وفتح أول ثلاثين وما بعده إلى الثمانين إلا ستين ؟ فالجواب عند سيبويه أن عشرين من عشرة بمنزلة اثنين من واحد ، فكسر أول عشرين كما كسر اثنان . والدليل على هذا قولهم : ستون وتسعون ، كما قيل : ستة وتسعة . وروى أبو داود عن ابن عباس قال : نزلت إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين فشق ذلك على المسلمين ، حين فرض الله عليهم ألا يفر واحد من عشرة ،
[الأنفال/66]
ثم إنه جاء التخفيف فقال : الآن خفف الله عنكم
قرأ أبو توبة إلى قوله : مائة صابرة يغلبوا مائتين . قال : فلما خفف الله تعالى عنهم من العدد نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم . وقال ابن العربي : قال قوم إن هذا كان يوم بدر ونسخ . وهذا خطأ من قائله . ولم ينقل قط أن المشركين صافوا المسلمين عليها ، ولكن الباري جل وعز فرض ذلك عليهم أولا ، وعلق ذلك بأنكم تفقهون ما تقاتلون عليه ، وهو الثواب . وهم لا يعلمون ما يقاتلون عليه .
قلت : وحديث ابن عباس يدل على أن ذلك فرض . ثم لما شق ذلك عليهم حط الفرض إلى ثبوت الواحد للاثنين ، فخفف عنهم وكتب عليهم ألا يفر مائة من مائتين ، فهو على هذا القول تخفيف لا نسخ . وهذا حسن . وقد ذكر القاضي ابن الطيب أن الحكم إذا نسخ بعضه أو بعض أوصافه ، أو غير عدده فجائز أن يقال إنه نسخ ، لأنه حينئذ ليس بالأول ، بل هو غيره . وذكر في ذلك خلافا .
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) )) الأنفال
أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ : أي: ما ينبغي ولا يليق به إذا قاتل الكفار الذين يريدون أن يطفئوا نور اللّه ويسعوا لإخماد دينه، وأن لا يبقى على وجه الأرض من يعبد اللّه، أن يتسرع إلى أسرهم وإبقائهم لأجل الفداء الذي يحصل منهم، وهو عرض قليل بالنسبة إلى المصلحة المقتضية لإبادتهم وإبطال شرهم.
فما دام لهم شر وصولة، فالأوفق أن لا يؤسروا. فإذا أثخنوا، وبطل شرهم، واضمحل أمرهم، فحينئذ لا بأس بأخذ الأسرى منهم وإبقائهم.
الخلاصة أن غزوة بدر - بظروها وملابساتها - كان الأولى بالمسلمين فيها أن يبالغوا فى قتل أعدائهم لا أن يقبلوا منهم فداء حتى يذلوها ويعجزوهم عن معاودة الكرة
الآية 67 من سورة الانفال
تفسير السعدي
( يُثْخِنَ ) من الثخانة وهى فى الأصل الغلظ والصلابة . يقال : ثخن الشيئ يثخن ثخونة وثخانة وثخنا ، أى : غلظ وصلب فهو ثخين ، ثم استعمل فى النكاية والمبالغة فى قتل العدو فقيل : أثخن فلان فى عدوه . أى : بالغ فى قتله وإنزال الجراحة الشديدة به ، لأنه بذلك بمنعه من الحركة فيصير كالثخين الذى لا يسيل ولا يتحرك .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) )) الأنفال
فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا :وهذا من لطفه تعالى بهذه الأمة، أن أحل لها الغنائم ولم يحلها لأمة قبلها.
الأية 69 من سورة الانفال
تفسير السعدي
إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ :يقول: إن يعلم الله في قلوبكم إسلامًا
الأية 70 من سورة الانفال
تفسير الطبري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) )) الأنفال
وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ :
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه: وإن يرد هؤلاء الأسارى الذين في أيديكم =(خيانتك)، أي الغدر بك والمكرَ والخداع, بإظهارهم لك بالقول خلافَ ما في نفوسهم (فقد خانوا الله من قبل)، يقول: فقد خالفوا أمر الله من قبل وقعة بدر, وأمكن منهم ببدر المؤمنين
الأية 71 من سورة الانفال
تفسير الطبري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) )) الأنفال
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا : يقول: والذين آووا رسول الله والمهاجرين معه، يعني : أنهم جعلوا لهم مأوًى يأوون إليه, وهو المثوى والمسكن, يقول: أسكنوهم، وجعلوا لهم من منازلهم مساكنَ إذ أخرجهم قومهم من منازلهم =(ونصروا)، يقول: ونصروهم على أعدائهم وأعداء الله من المشركين
وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ: إن استنصركم هؤلاء الذين آمنوا ولم يهاجروا =(في الدين), يعني: بأنهم من أهل دينكم على أعدائكم وأعدائهم من المشركين
فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ:عهد قد وثَّق به بعضكم على بعض أن لا يحاربه
الأية 73 من سورة الانفال
تفسير الطبري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) الأنفال
لما عقد الولاية بين المؤمنين، أخبر أن الكفار حيث جمعهم الكفر فبعضهم أولياء لبعض فلا يواليهم إلا كافر مثلهم. وقوله: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ} أي: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، بأن واليتموهم كلهم أو عاديتموهم كلهم، أو واليتم الكافرين وعاديتم المؤمنين. {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} فإنه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وعدم كثير من العبادات الكبار، كالجهاد والهجرة، وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء بعضهم لبعض.
الأية 73 من سورة الأنفال
تفسير السعدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ختام سورة الأنفال
معنى قوله تعالى
((وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) )) الأنفال
ختم - سبحانه - السورة الكريمة ببيان القسم الرابع من أقسام المؤمنين فى العهد النبوى فقال : ( والذين آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فأولئك مِنكُمْ . . ) .
أى : والذين آمنوا من بعد المؤمنين السابقين إلا الإيمان والهجرة ، وهاجروا إلى المدينة ، وجاهدوا مع المهاجرين السابقين والأنصار من أجل إعلاء كملة الله ، فأولئك الذين هذا شأنهم ( مِنكُمْ ) أى : من جملتكم - أيها المهاجرون والأنصار فى استحقاق الموالاة والنصرة ، واستحقاق الأجر من الله ، إلا أن هذا الأجر ينقص عن أجركم ، لأنه لا يتساوى السابق فى الإِيمان والهجرة والجهاد مع المتأخر فى ذلك .وقوله : ( وَأْوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ الله . . ) بيانا لحقوق الأقارب بالنسب .
وقوله : ( فِي كِتَابِ الله ) أى : فى حكمه الذى كتبه على عباده المؤمنين ، وأوجب به عليهم صلة الأرحام فى هذه الآية وغيرها .
وقوله : ( إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) تذييل ختمت به السورة الكريمة لحض المؤمنين على التمسك بما اشتملت عليه من آداب وتشريعات وأحكام لينالوا رضاه وثوابه .
----------------
وبذلك نرى الآيات الكريمة قد مدحت المهاجرين والأنصار مدحا عظيما ، كما مدحت المؤمنين من بعدهم ، وحضت على الجهاد فى سبيل الله ، وأمرت بالوفاء بالعهود ، وبالوقوف صفا واحدا فى وجه الكفار حتى تكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا هى السفلى .
الأية 75 من سورة الانفال
الوسيط لطنطاوي
وختاما : نسأل الله - تعالى - أن يوفقنا للمداومة على خدمة كتابه ، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا ، وأن يتم لنا نورنا ويغفر لنا إنه على كل شيئ قدير .
بارك الله فيكم جميعا
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-10, 16:21
سلام عليكم طبتم،..
تم بحمد الله ومنّه وكرمه إتمام سورة الأنفال وختام أهم مفرداتها شرحا وبيانا..
والفضل بعد الله سبحانه للأفاضل
الأستاذ ايمن عبد الله
الأستاذة نور
الأستاذة بسمة
الطالبة مارية الأثرية
نسأل الله أن يجزي كلا منهم بحسب جهده ونيته وأن يجعلنا جميعا من أهل القرآن الكريم
ونواصل بحول الله في ركب هذه الموائد الربانية سائلين الله التوفيق والسداد والإخلاص والنية والوصول إلى ناصية الرشاد..
وندعو جميع الأفاضل ممن كانوا معنا أو من يريدون الإنضمام إلينا في المسارعة في الخيرات وكسب وافر الحسنات وندعوه سبحاه أن يكون الكل بخير وعلى خير
تقبلنا الله وإياكم في الصالحين المفلحين
سلا..م
ismail ben
2014-08-10, 16:22
شكرا على الموضوع
hamidati
2014-08-10, 16:25
http://www.almuhands.org/forum/imgcache2010/1/95106almuhands.jpg (http://www.google.dz/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&docid=MQUVKr6g5498AM&tbnid=brcFht2HQ070-M:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.almuhands.org%2Fforum%2Fshowt hread.php%3Ft%3D110096&ei=347nU-njGc3MPc_VgagM&bvm=bv.72676100,d.cGE&psig=AFQjCNEBiTUEfYuP8PZ06ecVsoXEf_-aDw&ust=1407770590027245)
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-10, 16:30
سلام عليكم طبتم،..
شكر الله لكما وبارك فيكما
أخي الفضل "إسماعيل"
والأخت المباركة "حميداتي"
فقط أختنا الكريمة الرابط الذي أدرجتيه لا يعمل يمكنك تصليحه
شكرا لكما مجددا
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-10, 16:42
سلام عليكم طبتم،..
محجـــوز
سلا..م
hamidati
2014-08-10, 16:50
سلام عليكم طبتم،..
شكر الله لكما وبارك فيكما
أخي الفضل "إسماعيل"
والأخت المباركة "حميداتي"
فقط أختنا الكريمة الرابط الذي أدرجتيه لا يعمل يمكنك تصليحه
شكرا لكما مجددا
سلا..م
شكرا لك اخي الفاضل قاسم بارك الله فيك
رابطي كان فقط عبارة عن شكر ههههه
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-12, 00:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
سورة الأَعْرَاف
[7/114]
سبب التسمية :
سُميت هذه السورة بسورة الأعراف لورود ذكر اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما روى ابن جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال :هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله بينهم .
التعريف بالسورة:
1) سورة مكية ماعدا الآيات من " 163 : 170 " فمدنية ،
2) هي من سوره الطول .
3) عدد آياتها .206 آية ،
4) هي السورة السابعة في ترتيب المصحف ،
5) نزلت بعد سورة " ص " ،
6) تبدأ السورة بحروف مقطعة " المص " ،الآية 206 من السورة بها سجدة . ،
7) الجزء "9" ، الحزب " 16،17 ،18 " ، الربع " 1،2،3،4،5،6 " .
محور مواضيع السورة :
سورة الأعراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت للتفصيل في قصص الأنبياء ومهمتها كمهمة السورة المكية تقرير أصول الدعوة الإسلامية من توحيد الله جل وعلا وتقرير البعث والجزاء وتقرير الوحي والرسالة .
سبب نزول السورة:
1) عن ابن عباس قال : كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة فتعلق على سفلاها سيورا مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحمُرِ من الذباب وهي تقول : " اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا له منه فلا أُحِلّه " فأنزل الله تعالى على نبيه " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد " فأُمِروا بلبس الثياب .
2) عن أبي بكر الهذلي قال : لما نزلت " ورحمتي وسعت كل شئ " قال إبليس: يا رب وانا من الشىء فنزلت " فسأكتبها للذين يتقون " الآية فنزعها الله من إبليس .
3) قال ابن مسعود : نزلت في بلعم بن باعورا رجل من بني إسرائيل وقال ابن عباس وغيره من المفسرين : هو بلعم بن باعورا وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعم وكان يعلم اسم الله الأعظم فلما نزل بهم موسىأتاه بنو عمه وقومه وقالوا إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهر علينا يهلكنا فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه قال إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك قوله فانسلخ منها .
4) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم: نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مُرسِلُ رسولا في ذلك الوقت ورجا أن
يكون هو ذلك الرسول فلما أُرسِلَ محمدحسده وكفر به وروى عكرمة عن ابن عباسفي هذه الآية قال : هو رجل أُعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيها وكانت له امرأة يقال لها البسوس وكان له منها ولد وكانت له محبة فقالت اجعل لي منها دعوة واحدة قال لك واحدة فماذا تأمرين قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني اسرائيل فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا أخر فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نبآية فذهبت فيها دعوتان وجاء بنوها فقالوا ليس لنا على هذا قرار قد صارت امنا كلبة نبآية يعيرنا بها الناس فادع الله ان يردها إلى الحال التي كانت عليها فدعا الله فعادت كما كانت وذهبت الدعوات الثلاث وهي البسوس وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال أشام من البسوس .
5) قال ابن عباس: قال جهل بن أبي قشير وشموال بن زيد وهما من اليهود: يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا ؟ فإنّا نعلم متى هي ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا وبينك قرابة فَاسِرّ الينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى " يسألونك عن الساعة ". أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الوراق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال حدثنا أبو يعلى قال حدثنا عقبة بن مكرم قال حدثنا يونس قال حدثنا عبد الغفار بن القاسم عن ابان بن لقيط عن قرظة بن حسان قال سمعت ابا موسى في يوم جمعة على منبر الصلاة يقول : سئل رسول الله عن الساعة وأنا شاهد فقال: لا يعلمها إلا الله لا يجليها لوقتها إلا هو ولكن سأحدثكم بأشراطها وما بين يديها إن بين يديها ردما من الفتن وهرجا ، فقيل : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : هو بلسان الحبشة القتل وأن تحصر قلوب الناس وأن يلقى بينهم التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحدا ويرفع ذوو الحجى وتبقى رجاجة من الناس لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا .
فضل السورة:
عن أبي أيوب وزيد بن ثابت " أن النبي قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين جميعا"
*****
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستسمح أستاذنا الفاضل في وضع تفسير بداية سورة الأعراف
ونعتذر عن تقصيرنا في حق صفحتنا المباركة
(المص (1)كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(3) )[الآية1و2و3-سورة الأعراف]
تقدم الكلام في أول سورة البقرة على ما يتعلق بالحروف وبسطه واختلاف الناس فيه،
قال ابن جرير عن ابن عباس { المص} : أنا اللّه أُفْصِل،
{ كتاب أنزل إليك} أي هذا كتاب أنزل إليك أي من ربك،
{ فلا يكن في صدرك حرج منه} شك منه، وقيل: لا تتحرج به في إبلاغه والإنذار به،
{ فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} ، ولهذا قال: { لتنذر به} أي أنزلناه إليك لتنذر به الكافرين { وذكرى للمؤمنين} ،
ثم قال تعالى مخاطباً للعالم: { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم} أي اقتفوا آثار النبي الأمّي الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه،
{ ولا تتبعوا من دونه أولياء} أي لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره فتكونوا قد عدلتم عن حكم اللّه إلى حكم غيره،
{ قليلاً ما تذكرون} ، كقوله: { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} ،
وقوله: { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل اللّه} ، وقوله: { وما يؤمن أكثرهم باللّه إلا وهم مشركون}
تفسير بن كثير
رحيق الكلمات
2014-08-12, 13:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا اختي ساجدة
نحمد الله على اطلالتك الطيبة
افتقدنـــــــاك كثيرا
تحيتي
نـــــــــور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا اختي ساجدة
نحمد الله على اطلالتك الطيبة
افتقدنـــــــاك كثيرا
تحيتي
نـــــــــور
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبك أهلا أستاذتي الغالية نور ..
والله اشتقت إليكم جميعا وخاصة أهل صفحتنا الكرام
أسأل الله ان يحفظكم جميعا
باركك الله
مُحبتك في الله ســاجدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
{وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ}[الآية4-سورة الاعراف]
يَقُول اللَّه تَعَالَى " وَكَمْ مِنْ قَرْيَة أَهْلَكْنَاهَا " أَيْ بِمُخَالَفَةِ رُسُلنَا وَتَكْذِيبهمْ فَأَعْقَبَهُمْ ذَلِكَ خِزْي فِي الدُّنْيَا مَوْصُولًا بِذُلِّ الْآخِرَة كَمَا قَالَ تَعَالَى
" وَلَقَدْ اُسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلك فَحَاقَ بِاَلَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "
**
وَكَقَوْلِهِ" فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَة أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَة فَهِيَ خَاوِيَة عَلَى عُرُوشهَا وَبِئْر مُعَطَّلَة وَقَصْر مَشِيد "
**
وَقَالَ تَعَالَى" وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَة بَطِرَتْ مَعِيشَتهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنهمْ لَمْ تُسْكَن مِنْ بَعْدهمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ"
**
وَقَوْله " فَجَاءَهَا بَأْسنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ " أَيْ فَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ جَاءَهُ أَمْر اللَّه وَبَأْسه وَنِقْمَته بَيَاتًا أَيْ لَيْلًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ مِنْ الْقَيْلُولَة وَهِيَ الِاسْتِرَاحَة وَسَط النَّهَار وَكِلَا الْوَقْتَيْنِ وَقْت غَفْلَة وَلَهْو كَمَا قَالَ
" أَفَأَمِنَ أَهْل الْقُرَى أَنْ يَأْتِيهِمْ بَأْسنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْل الْقُرَى أَنْ يَأْتِيهِمْ بَأْسنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ "
**
وَقَالَ " أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَات أَنْ يَخْسِف اللَّه بِهِمْ الْأَرْض أَوْ يَأْتِيهِمْ الْعَذَاب مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذهُمْ فِي تَقَلُّبهمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذهُمْ عَلَى تَخَوُّف فَإِنَّ رَبّكُمْ لَرَءُوف رَحِيم "
تفسير بن كثير .
السلام عليكم ورحمة وبركاته
{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}[الآية 5-سورة الأعراف]
**
قَوْله " فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ " أَيْ فَمَا كَانَ قَوْلهمْ عِنْد مَجِيء الْعَذَاب إِلَّا أَنْ اِعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ وَأَنَّهُمْ حَقِيقُونَ بِهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَة كَانَتْ ظَالِمَة - إِلَى قَوْله - خَامِدِينَ "
قَالَ اِبْن جَرِير : فِي هَذِهِ الْآيَة الدَّلَالَة الْوَاضِحَة عَلَى صِحَّة مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْله " مَا هَلَكَ قَوْم حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ"
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ أَبِي سِنَان عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن مَيْسَرَة الزَّرَّاد قَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" مَا هَلَكَ قَوْم حَتَّى يُعْذَرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ "
قَالَ : قُلْت لِعَبْدِ الْمَلِك كَيْف يَكُون ذَاكَ قَالَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَة" فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ "
تفسير بن كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين، فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين )[الآية6و7-سورة الأعراف]
قوله تعالى: « فلنسألن الذين أرسل إليهم » دليل على أن الكفار يحاسبون. وفي التنزيل « ثم إن علينا حسابهم » [ الغاشية: 26 ]
وفي سورة القصص « ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون » [ القصص: 78 ] يعني إذا استقروا في العذاب. والآخرة مواطن: موطن يسألون فيه للحساب. وموطن لا يسألون فيه. وسؤالهم تقرير وتوبيخ وإفضاح. وسؤال الرسل سؤال استشهاد بهم وإفصاح؛ أي عن جواب القوم لهم. وهو معنى قوله: « ليسأل الصادقين عن صدقهم » [ الأحزاب: 8 ] على ما يأتي.
وقيل: المعنى « فلنسألن الذين أرسل إليهم » أي الأنبياء « ولنسألن المرسلين » أي الملائكة الذين أرسلوا إليهم.
واللام في « فلنسألن » لام القسم وحقيقتها التوكيد. وكذا « فلنقصن عليهم بعلم » .
قال ابن عباس: ينطق عليهم. « وما كنا غائبين » أي كنا شاهدين لأعمالهم. ودلت الآية على أن الله تعالى عالم بعلم.
تفسير القرطبي
جَمِيلَة
2014-08-12, 17:41
quote]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
مرحبا بالأخت الكريمة الفاضلة "جميلة مناجمنت"
والله الفضل بداية وانتهاء لله وحده وهو الموفق سبحانه للأعمال الخيرة النيّرة لتفسير كتابه العزيز..
والشكر موصول للجميع وهم كثر أسهموا هنا وبفضلهم بعد الله سبحانه كتب لهذا الموضوع الاستمرار ونأمل أن يواصلوا إلى النهاية
ونسأله الثبات للجميع ونحيي كل من شكر وثمّن وشجع وقرأ وانتفع
بارك الله فيكم جميعا
حتما الإطلاع على كل ما فيه قد يتعذّر لأنه يأخذ وقتا وقراءة ما تيسر مرة بعد مرة قد يكون كافيا وافيا شافيا بحول الله وتوفيقه..
متابعتكم من بعيد هي فائدة لكم ولنا جميعا ودعواتكم الصالحة أكثر ما نرجوه..
لا يجدر بك الإعتذر وقد كنت متابعة أيتها الفاضلة لم يتأخر من وصل واستدرك، وفي الباقي ما يتيحُ الحسنات للجميع والنية الصادقة نؤجر عليها ولو لم نعمل..
القرآن حياة القلوب وجلاء الأبصار ولن يتأخر عليه أحد أراد اللحوق بركبه أبدا وما دام في العمر بقية فلنغتمه في رياض القرقان والذود عن حياضه هنا او في أي مكان آخر فليس شرطا الإسهام في الموضوع فالموضوع بدأناه ولسنا ندري هل نتمه ام ياتي غيرنا لإتمامه ونحن أموات عند رب العزة..
ووالله ما أسهمت في موضوع أحببت إسهاماتي فيه كهذا الموضوع لأن كل ما نكتبه فيه لا أحد يمكن أن يرده أو يعقب عليه هو نقل لتفسير كتاب الله وتعاون على تبيين مفرداته..
ومن باب شكر أهل الفضل ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله
نتقدم بالشكر الجزيل للأساتذة الذين هم اعمدة الموضوع بامتياز
أيمن عبد الله، رحيق الكلمات نور،ساجدة لربي، بسمة تنتظر فرحة، مارية الأثرية، الأستاذة الغائبة يسرا14، الاستاذ عبد الله المالكي، الأخت روسلين، المسافر 09، الإدريسي العلوي الهاشمي..
وليعذرني من لم أسمهم فالله يعلمهم ولو لم نذكرهم.. وكل من مر وشكر وقرا وانتفع..
نسال الله لك التوفيق في الإسهام إلى النهاية وليس مشاركة واحدة..
حسب الوقت طبعا فالشواغل كثيرة والمشاغل لا تنتهي
بارك الله فيك أختنا المباركة ورعاك الله سبحانه
سلا..م
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0175.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على كل ما قلت أخي قاسم جعل الله عملك هذا خالصا لوجهه وابتغاء لمرضاته أمن وكل المساهمين الكرام
سعادتي كبيرة لأن توقيتي ممتاز فقد وصلت مع سورة قريبة من قلبي "الأعر اف" قلبي يرفرف بمجرد ذكر اسم هذه السورة العظيمة لذلك سأشارك بإذن الله في تفسيرها هكذا يسهل علي إكمال حفظها بإذن الله تعالى
فشكرا على هاته الفرصة القيمة والثمينة
ربما تكون دافعا لي ومحفزا لقراءة تفسير السورة كفاني خمولا وتكاسلا
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0175.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الآية 8-سورة الأعراف]
" وَالْوَزْن " أَيْ لِلْأَعْمَالِ يَوْم الْقِيَامَة
" الْحَقّ " أَيْ لَا يَظْلِم تَعَالَى أَحَدًا كَقَوْلِهِ" وَنَضَع الْمَوَازِين الْقِسْط لِيَوْمِ الْقِيَامَة فَلَا تُظْلَم نَفْس شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَال حَبَّة مِنْ خَرْدَل أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ "
**
وَقَالَ تَعَالَى " إِنَّ اللَّه لَا يَظْلِم مِثْقَال ذَرَّة وَإِنْ تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْه أَجْرًا عَظِيمًا "
**
وَقَالَ تَعَالَى " فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينه فَهُوَ فِي عِيشَة رَاضِيَة وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينه فَأُمّه هَاوِيَة وَمَا أَدْرَاك مَا هِيَهْ نَار حَامِيَة "
**
وَقَالَ تَعَالَى " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّور فَلَا أَنْسَاب بَيْنهمْ يَوْمئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينه فَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينه فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسهمْ فِي جَهَنَّم خَالِدُونَ "
" فَصْل " وَاَلَّذِي يُوضَع فِي الْمِيزَان يَوْم الْقِيَامَة قِيلَ الْأَعْمَال وَإِنْ كَانَتْ أَعْرَاضًا إِلَّا أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَقْلِبهَا يَوْم الْقِيَامَة أَجْسَامًا قَالَ الْبَغَوِيّ يُرْوَى نَحْو هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيح مِنْ أَنَّ الْبَقَرَة وَآل عِمْرَان يَأْتِيَانِ يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَابَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْر صَوَافّ . وَمِنْ ذَلِكَ فِي الصَّحِيح قِصَّة الْقُرْآن وَإِنَّهُ يَأْتِي صَاحِبه فِي صُورَة شَابّ شَاحِب اللَّوْن فَيَقُول مَنْ أَنْتَ فَيَقُول أَنَا الْقُرْآن الَّذِي أَسْهَرْت لَيْلك وَأَظْمَأْت نَهَارك
وَفِي حَدِيث الْبَرَاء فِي قِصَّة سُؤَال الْقَبْر " فَيَأْتِي الْمُؤْمِن شَابّ حَسَن اللَّوْن طَيِّب الرِّيح فَيَقُول مَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُول أَنَا عَمَلك الصَّالِح " وَذُكِرَ عَكْسه فِي شَأْن الْكَافِر وَالْمُنَافِق وَقِيلَ يُوزَن كِتَاب الْأَعْمَال كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث الْبِطَاقَة فِي الرَّجُل الَّذِي يُؤْتَى بِهِ وَيُوضَع لَهُ فِي كِفَّة تِسْعَة وَتِسْعُونَ سِجِلًّا كُلّ سِجِلّ مَدّ الْبَصَر ثُمَّ يُؤْتَى بِتِلْكَ الْبِطَاقَة فِيهَا لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فَيَقُول يَا رَبّ وَمَا هَذِهِ الْبِطَاقَة مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّات ؟ فَيَقُول اللَّه تَعَالَى إِنَّك لَا تُظْلَم .
فَتُوضَع تِلْكَ الْبِطَاقَة فِي كِفَّة الْمِيزَان قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَطَاشَتْ السِّجِلَّات وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَة " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا وَصَحَّحَهُ وَقِيلَ يُوزَن صَاحِب الْعَمَل كَمَا فِي الْحَدِيث " يُؤْتَى يَوْم الْقِيَامَة بِالرَّجُلِ السَّمِين فَلَا يَزِن عِنْد اللَّه جَنَاح بَعُوضَة " ثُمَّ قَرَأَ " فَلَا نُقِيم لَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة وَزْنًا"
وَفِي مَنَاقِب عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَتَعْجَبُونَ مِنْ دِقَّة سَاقَيْهِ وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا فِي الْمِيزَان أَثْقَل مِنْ أُحُد" وَقَدْ يُمْكِن الْجَمْع بَيْن هَذِهِ الْآثَار بِأَنْ يَكُون ذَلِكَ كُلّه صَحِيحًا فَتَارَة تُوزَن الْأَعْمَال وَتَارَة تُوزَن مَحَالّهَا وَتَارَة يُوزَن فَاعِلهَا وَاَللَّه أَعْلَم
تفسير بن كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك استاذة جميلة ومرحبا بك في صفحتنا المباركة ننتظر مشاركتك معنا بشغف
بركة القرآن تشمل كل شيء ..وأهله هم أهل الله وخاصته
والمشاركة هنا والله فرصة لا تعوض ..
أسأل الله أن يعيننا في ختمه ويبارك في أوقاتنا بالقرآن
بوركت
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-13, 00:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستسمح أستاذنا الفاضل في وضع تفسير بداية سورة الأعراف
ونعتذر عن تقصيرنا في حق صفحتنا المباركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
بداية نرحّب بعودة بالتلميذة الطيبة الكريمة الخلوقة النجيبة النشطة
"ساجدة لربي"
إلى الموضوع بصورة خاصة وإلى المنتدى بصورة أعمّ
ونسال الله أن يديم عليك الصحة والعافية والإيمان والأمن والأمان
متى كان صاحب البيت يستسمح غيره يا ساجدة المباركة؟!
الموضوع موضوعك وأنت من دعاماته التي تأسس عليها..
لا تعتذري فنحن جميعا نعذرك
نسأل الله لك الدوام في دروب الخير والنفع
تقبلنا الله وإياك في الصالحين
سلا..م
جَمِيلَة
2014-08-13, 16:34
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1383/1383933t2hztwz1zf.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ّأختي ساجدة على طيب كلامك وجميل ترحيبك
وسنكمل بإذن الله من حيث توقفت:
"وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ" ﴿9 الأعراف﴾
قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه :
ومن خفت موازين أعماله الصالحة ، فلم تثقل بإقراره بتوحيد الله ، والإيمان به وبرسوله ، واتباع أمره ونهيه ، فأولئك الذين غبنوا أنفسهم حظوظها من جزيل ثواب الله وكرامته ( بما كانوا بآياتنا يظلمون ) ، يقول : بما كانوا بحجج الله وأدلته يجحدون ، فلا يقرون بصحتها ، ولا يوقنون بحقيقتها ، كالذي:
حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن مجاهد : ( ومن خفت موازينه ) ، قال : حسناته .
وقيل : " فأولئك " ، و " من " في لفظ الواحد ، لأن معناه الجمع . ولو جاء موحدا كان صوابا فصيحا .
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1383/1383933t2hztwz1zf.gif
"وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" ﴿10 الأعراف﴾
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولقد وطأنا لكم ، أيها الناس ، في الأرض ، وجعلناها لكم قرارا تستقرون فيها ، ومهادا تمتهدونها ، وفراشا تفترشونها، "وجعلنا لكم فيها معايش" ، تعيشون بها أيام حياتكم ، من مطاعم ومشارب ، نعمة مني عليكم ، وإحسانا مني إليكم "قليلا ما تشكرون"، يقول : وأنتم قليل شكركم على هذه النعم التي أنعمتها عليكم لعبادتكم غيري ، واتخاذكم إلها سواي .
والمعايش : جمع " معيشة " .
واختلفت القرأة في قراءتها . فقرأ ذلك عامة قرأة الأمصار : ( معايش ) بغير همز .
وقرأه عبد الرحمن الأعرج : " معائش " بالهمز .
قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك عندنا : ( معايش ) بغير همز ، لأنها " مفاعل " من قول القائل " عشت تعيش " ، فالميم فيها زائدة ، والياء في الحكم متحركة ، لأن واحدها " مفعلة " ، " معيشة " ، متحركة الياء ، نقلت حركة الياء منها إلى " العين " في واحدها . فلما جمعت ، ردت حركتها إليها لسكون ما قبلها وتحركها . وكذلك تفعل العرب بالياء والواو إذا سكن ما قبلهما وتحركتا ، في نظائر ما وصفنا من الجمع الذي يأتي على مثال " مفاعل " ، وذلك مخالف لما جاء من الجمع على مثال " فعائل " التي تكون الياء فيها زائدة ليست بأصل . فإن ما جاء من الجمع على هذا المثال ، فالعرب تهمزه ، كقولهم : " هذه مدائن " و " صحائف " ونظائرهما ، لأن " مدائن " جمع " مدينة " ، و " المدينة " ، " فعيلة " من قولهم : " مدنت المدينة " ، وكذلك ، " صحائف " جمع " صحيفة " ، و " الصحيفة " ، " فعيلة " من قولك : " صحفت الصحيفة " ، فالياء في واحدها زائدة ساكنة ، فإذا جمعت همزت ، لخلافها في الجمع الياء التي كانت في واحدها ، وذلك أنها كانت في واحدها ساكنة ، وهي في الجمع متحركة . ولو جعلت " مدينة " " مفعلة " من : " دان يدين " ، وجمعت على " مفاعل " ، كان الفصيح ترك الهمز فيها . وتحريك الياء . وربما همزت العرب جمع " مفعلة " في ذوات الياء والواو وإن كان الفصيح من كلامها ترك الهمز فيها . إذا جاءت على " مفاعل " تشبيها منهم جمعها بجمع " فعيلة " ، كما تشبه " مفعلا " " بفعيل " فتقول : " مسيل الماء " ، من : " سال يسيل " ، ثم تجمعها جمع " فعيل " ، فتقول : " هي أمسلة " ، في الجمع ، تشبيها منهم لها بجمع " بعير " وهو " فعيل " ، إذ تجمعه " أبعرة " . وكذلك يجمع " المصير " وهو " مفعل " ، " مصران " تشبيها له بجمع : " بعير " وهو " فعيل " ، إذ تجمعه " بعران " ، وعلى هذا همز الأعرج " معايش " . وذلك ليس بالفصيح في كلامها ، وأولى ما قرئ به كتاب الله من الألسن أفصحها وأعرفها ، دون أنكرها وأشذها .
والله أعلم
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1383/1383933t2hztwz1zf.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ }[الآية 10 -الأعراف]
{ ولقد مكَّناكم } يا بني آدم
{ في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش } بالياء أسبابا تعيشون بها جمع معيشة
{ قليلا ما } لتأكيد القلة { تشكرون } على ذلك .
تفسير الجلالين
*****************************
أي جعلناها لكم قرارا ومهادا، وهيأنا لكم فيها أسباب المعيشة.
والمعايش جمع معيشة، أي ما يتعيش به من المطعم والمشرب وما تكون به الحياة.
يقال : عاش يعيش عيشا ومعاشا ومعيشا ومعيشة وعيشة. وقال الزجاج : المعيشة ما يتوصل به إلى العيش.
ومعيشة في قول الأخفش وكثير من النحويين مفعلة.
تفسير القرطبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين )[الآية 11-الأعراف]
**************************
قوله تعالى: « ولقد خلقناكم ثم صورناكم » لما ذكر نعمه ذكر ابتداء خلقه. وقد تقدم معنى الخلق في غير موضع.
« ثم صورناكم » أي خلقناكم نطفا ثم صورناكم، ثم إنا نخبركم أنا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم.
وعن ابن عباس والضحاك وغيرهما: المعنى خلقنا آدم ثم صورناكم في ظهره.
وقال الأخفش: « ثم » بمعنى الواو. وقيل: المعنى « ولقد خلقناكم » يعني آدم عليه السلام، ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم، ثم صورناكم؛ على التقديم والتأخير.
وقيل: « ولقد خلقناكم » يعني آدم؛ ذكر بلفظ الجمع لأنه أبو البشر.
« ثم صورناكم » راجع إليه أيضا. كما يقال: نحن قتلناكم؛ أي قتلنا سيدكم.
« ثم قلنا لملائكة اسجدوا لآدم » وعلى هذا لا تقديم ولا تأخير؛ عن ابن عباس أيضا.
وقيل: المعنى ولقد خلقناكم، يريد آدم وحواء؛ فآدم من التراب وحواء من ضلع من أضلاعه، ثم وقع التصوير بعد ذلك.
فالمعنى: ولقد خلقنا أبويكم ثم صورناهما؛ قاله الحسن.
وقيل: المعنى خلقناكم في ظهر آدم ثم صورناكم حين أخذنا عليكم الميثاق. هذا قول مجاهد، رواه عنه ابن جريج وابن أبي نجيح.
قال النحاس: وهذا أحسن الأقوال. يذهب مجاهد إلى أنه خلقهم في ظهر آدم، ثم صورهم حين أخذ عليهم الميثاق، ثم كان السجود بعد.
ويقوي هذا « وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم » [ الأعراف: 172 ] .
والحديث ( أنه أخرجهم أمثال الذر فأخذ عليهم الميثاق ) . وقيل: « ثم » للإخبار، أي ولقد خلقناكم يعني في ظهر آدم صلى الله عليه وسلم، ثم صورناكم أي في الأرحام.
قال النحاس: هذا صحيح عن ابن عباس.
قلت: كل هذه الأقوال محتمل، والصحيح منها ما يعضده التنزيل؛ قال الله تعالى: « ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين » [ المؤمنون: 12 ] يعني آدم.
وقال: « وخلق منها زوجها » [ النساء: 1 ] .
ثم قال: « جعلناه » أي جعلنا نسله وذريته « نطفة في قرار مكين » [ المؤمنون: 13 ] الآية.
فآدم خلق من طين ثم صور وأكرم بالسجود، وذريته صوروا في أرحام الأمهات بعد أن خلقوا فيها وفي أصلاب الآباء.
وقد تقدم في أول سورة « الأنعام » أن كل إنسان مخلوق من نطفة وتربة؛ فتأمله.
وقال هنا: « خلقناكم ثم صورناكم » وقال في آخر الحشر: « هو الله الخالق البارئ المصور » [ الحشر: 24 ] .
فذكر التصوير بعد البرء. وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى. وقيل: معنى « ولقد خلقناكم » أي خلقنا الأرواح أولا ثم صورنا الأشباح آخرا.
قوله تعالى: « إلا إبليس لم يكن من الساجدين » استثناء من غير الجنس.
وقيل: من الجنس. وقد اختلف العلماء: هل كان من الملائكة أم لا؛ كما سبق بيانه في « البقرة »
تفسير القرطبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)[الآية12-الأعراف]
**************************
قَالَ بَعْض النُّحَاة فِي تَوْجِيه قَوْله تَعَالَى " مَا مَنَعَك أَلَّا تَسْجُد إِذْ أَمَرْتُك" لَا هُنَا زَائِدَة وَقَالَ بَعْضهمْ زِيدَتْ لِتَأْكِيدِ الْجَحْد كَقَوْلِ الشَّاعِر :
مَا إِنْ رَأَيْت وَلَا سَمِعْت بِمِثْلِهِ
فَأَدْخَلَ" أَنْ " وَهِيَ لِلنَّفْيِ عَلَى مَا النَّافِيَة لِتَأْكِيدِ النَّفْي قَالُوا وَكَذَا هُنَا " مَا مَنَعَك أَلَّا تَسْجُد " مَعَ تَقَدُّم قَوْله " لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ "
حَكَاهُمَا اِبْن جَرِير وَرَدَّهُمَا وَاخْتَارَ أَنَّ مَنَعَك مُضَمَّن مَعْنَى فِعْل آخَر تَقْدِيره مَا أَحْرَجَك وَأَلْزَمَك وَاضْطَرَّك أَلَّا تَسْجُد إِذْ أَمَرْتُك وَنَحْو هَذَا .
وَهَذَا الْقَوْل قَوِيّ حَسَن وَاَللَّه أَعْلَم .
وَقَوْل إِبْلِيس لَعَنَهُ اللَّه " أَنَا خَيْر مِنْهُ " مِنْ الْعُذْر الَّذِي هُوَ أَكْبَر مِنْ الذَّنْب كَأَنَّهُ اِمْتَنَعَ مِنْ الطَّاعَة لِأَنَّهُ لَا يُؤْمَر الْفَاضِل بِالسُّجُودِ لِلْمَفْضُولِ يَعْنِي لَعَنَهُ اللَّه وَأَنَا خَيْر مِنْهُ فَكَيْف تَأْمُرنِي بِالسُّجُودِ لَهُ ؟
ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ خَيْر مِنْهُ بِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ نَار وَالنَّار أَشْرَف مِمَّا خَلَقْته مِنْهُ وَهُوَ الطِّين فَنَظَرَ اللَّعِين إِلَى أَصْل الْعُنْصُر وَلَمْ يَنْظُر إِلَى التَّشْرِيف الْعَظِيم وَهُوَ أَنَّ اللَّه تَعَالَى خَلَقَ آدَم بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحه وَقَاسَ قِيَاسًا فَاسِدًا فِي مُقَابَلَة نَصّ قَوْله تَعَالَى" فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ "
فَشَذَّ مِنْ بَيْن الْمَلَائِكَة لِتَرْكِ السُّجُود فَلِهَذَا أُبْلِسَ مِنْ الرَّحْمَة أَيْ أُويِسَ مِنْ الرَّحْمَة فَأَخْطَأَ قَبَّحَهُ اللَّه فِي قِيَاسه وَدَعْوَاهُ أَنَّ النَّار أَشْرَف مِنْ الطِّين أَيْضًا فَإِنَّ الطِّين مِنْ شَأْنه الرَّزَانَة وَالْحِلْم وَالْأَنَاة وَالتَّثَبُّت وَالطِّين مَحَلّ النَّبَات وَالنُّمُوّ وَالزِّيَادَة وَالْإِصْلَاح
وَالنَّار مِنْ شَأْنهَا الْإِحْرَاق وَالطَّيْش وَالسُّرْعَة وَلِهَذَا خَانَ إِبْلِيس عُنْصُره وَنَفَعَ آدَم عُنْصُره بِالرُّجُوعِ وَالْإِنَابَة وَالِاسْتِكَانَة وَالِانْقِيَاد وَالِاسْتِسْلَام لِأَمْرِ اللَّه وَالِاعْتِرَاف وَطَلَب التَّوْبَة وَالْمَغْفِرَة
وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خُلِقَتْ الْمَلَائِكَة مِنْ نُور وَخُلِقَ إِبْلِيس مِنْ مَارِج مِنْ نَار وَخُلِقَ آدَم مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ " .
هَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم وَقَالَ اِبْن مَرْدَوَيْهِ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن حَمَّاد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ :
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خَلَقَ اللَّه الْمَلَائِكَة مِنْ نُور الْعَرْش وَخَلَقَ الْجَانّ مِنْ مَارِج مِنْ نَار وَخَلَقَ آدَم مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ " .
قُلْت لِنُعَيْمِ بْن حَمَّاد أَيْنَ سَمِعْت هَذَا مِنْ عَبْد الرَّزَّاق ؟
قَالَ بِالْيَمَنِ وَفِي بَعْض أَلْفَاظ هَذَا الْحَدِيث فِي غَيْر الصَّحِيح " وَخُلِقَتْ الْحُور الْعِين مِنْ الزَّعْفَرَان " وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا الْقَاسِم حَدَّثَنَا الْحُسَيْن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كَثِير عَنْ اِبْن شَوْذَب عَنْ مَطَر الْوَرَّاق عَنْ الْحَسَن فِي قَوْله " خَلَقْتنِي مِنْ نَار وَخَلَقْته مِنْ طِين "
. قَالَ قَاسَ إِبْلِيس وَهُوَ أَوَّل مَنْ قَاسَ إِسْنَاده صَحِيح وَقَالَ حَدَّثَنِي عُمَر بْن مَالِك حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سُلَيْم الطَّائِفِيّ عَنْ هِشَام عَنْ اِبْن سِيرِينَ قَالَ أَوَّل مَنْ قَاسَ إِبْلِيس وَمَا عُبِدَتْ الشَّمْس وَالْقَمَر إِلَّا بِالْمَقَايِسِ إِسْنَاد صَحِيح أَيْضًا .
تفسير بن كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين )[ الآية 13-سورة الاعراف]
قوله تعالى: « قال فاهبط منها » أي من السماء.
« فما يكون لك أن تتكبر فيها » لأن أهلها الملائكة المتواضعون.
« فاخرج إنك من الصاغرين » أي من الأذلين. ودل هذا أن من عصى مولاه فهو ذليل.
وقال أبو روق والبجلي: « فاهبط منها » أي من صورتك التي أنت فيها؛ لأنه افتخر بأنه من النار فشوهت صورته بالإظلام وزوال إشراقه.
وقيل: « فاهبط منها » أي انتقل من الأرض إلى جزائر البحار؛
كما يقال: هبطنا أرض كذا أي انتقلنا إليها من مكان آخر، فكأنه أخرج من الأرض إلى جزائر البحار فسلطانه فيها، فلا يدخل الأرض إلا كهيئة السارق يخاف فيها حتى يخرج منها.
والقول الأول أظهر. وقد تقدم في « البقرة » .
تفسير القرطبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( قال أنظرني إلى يوم يبعثون*قال إنك من المنظرين )[الآية14.15-الأعراف]
سأل النظرة والإمهال إلى يوم البعث والحساب.
طلب ألا يموت لأن يوم البعث لا موت بعده؛ فقال الله تعالى: « إنك من المنظرين » .
قال ابن عباس والسدي وغيرها: أنظره إلى النفخة الأولى حيث يموت الخلق كلهم.
وكان طلب الإنظار إلى النفخة الثانية حيث يقوم الناس لرب العالمين؛ فأبى الله ذلك عليه.
وقال: « إلى يوم يبعثون » ولم يتقدم من يبعث؛ لأن القصة في آدم وذريته، فدلت القرينة على أنهم هم المبعوثون.
تفسير القرطبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)[الآية16-الاعراف]
*************************************
يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ لَمَّا أَنْظَرَ إِبْلِيس " إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ " وَاسْتَوْثَقَ إِبْلِيس بِذَلِكَ أَخَذَ فِي الْمُعَانَدَة وَالتَّمَرُّد فَقَالَ " فَبِمَا أَغْوَيْتنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطك الْمُسْتَقِيم "
أَيْ كَمَا أَغْوَيْتنِي قَالَ اِبْن عَبَّاس كَمَا أَضْلَلْتنِي وَقَالَ غَيْره كَمَا أَهْلَكْتنِي لَأَقْعُدَنَّ لِعِبَادِك الَّذِينَ تَخْلُقهُمْ مِنْ ذُرِّيَّة هَذَا الَّذِي أَبْعَدْتنِي بِسَبَبِهِ عَلَى " صِرَاطك الْمُسْتَقِيم "
أَيْ طَرِيق الْحَقّ وَسَبِيل النَّجَاة وَلَأُضِلَّنَّهُمْ عَنْهَا لِئَلَّا يَعْبُدُوك وَلَا يُوَحِّدُوك بِسَبَبِ إِضْلَالك إِيَّايَ وَقَالَ بَعْض النُّحَاة الْبَاء هُنَا قَسَمِيَّة كَأَنَّهُ يَقُول فَبِأَغْوَائِك إِيَّايَ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطك الْمُسْتَقِيم .
قَالَ مُجَاهِد صِرَاطك الْمُسْتَقِيم يَعْنِي الْحَقّ . وَقَالَ مُحَمَّد بْن سُوقَة عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه يَعْنِي طَرِيق مَكَّة قَالَ اِبْن جَرِير الصَّحِيح أَنَّ الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ .
" قُلْت " لِمَا رَوَى الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا هَاشِم بْن الْقَاسِم حَدَّثَنَا أَبُو عُقَيْل يَعْنِي الثَّقَفِيّ عَبْد اللَّه بْن عُقَيْل حَدَّثَنَا مُوسَى بْن الْمُسَيِّب أَخْبَرَنِي سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد عَنْ سَبْرَة بْن أَبِي الْفَاكِه قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول" إِنَّ الشَّيْطَان قَعَدَ لِابْنِ آدَم بِطُرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَام فَقَالَ أَتُسْلِمُ وَتَذَر دِينك وَدِين آبَائِك قَالَ فَعَصَاهُ وَأَسْلَمَ " قَالَ " قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَة فَقَالَ أَتُهَاجِرُ وَتَدَع أَرْضك وَسَمَاءَك وَإِنَّمَا مَثَل الْمُهَاجِر كَالْفَرَسِ فِي الطُّول فَعَصَاهُ وَهَاجَرَ ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَاد وَهُوَ جِهَاد النَّفْس وَالْمَال فَقَالَ : تُقَاتِل فَتُقْتَل فَتُنْكَح الْمَرْأَة وَيُقْسَم الْمَال قَالَ فَعَصَاهُ وَجَاهَدَ ".
وَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَمَاتَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّه أَنْ يُدْخِلهُ الْجَنَّة وَإِنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّه أَنْ يُدْخِلهُ الْجَنَّة وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّه أَنْ يُدْخِلهُ الْجَنَّة أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّة كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّه أَنْ يُدْخِلهُ الْجَنَّة" .
تفسير بن كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الآية17-الاعراف]
*******************************
قَوْله " ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ وَمِنْ خَلْفهمْ" الْآيَة .
قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ " أُشَكِّكُهُمْ فِي آخِرَتهمْ
" وَمِنْ خَلْفهمْ " أُرَغِّبهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ " وَعَنْ أَيْمَانهمْ" أُشَبِّه عَلَيْهِمْ أَمْر دِينهمْ " وَعَنْ شَمَائِلهمْ " أُشَهِّي لَهُمْ الْمَعَاصِي .
وَقَالَ اِبْن أَبِي طَلْحَة فِي رِوَايَة الْعَوْفِيّ كِلَاهُمَا عَنْ اِبْن عَبَّاس أَمَّا مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ فَمِنْ قِبَل دُنْيَاهُمْ وَأَمَّا مِنْ خَلْفهمْ فَأَمْر آخِرَتهمْ وَأَمَّا عَنْ أَيْمَانهمْ فَمِنْ قِبَل حَسَنَاتهمْ وَأَمَّا عَنْ شَمَائِلهمْ فَمِنْ قِبَل سَيِّئَاتهمْ وَقَالَ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة أَتَاهُمْ مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لَا بَعْث وَلَا جَنَّة وَلَا نَار وَمِنْ خَلْفهمْ مِنْ أَمْر الدُّنْيَا فَزَيَّنَهَا لَهُمْ وَدَعَاهُمْ إِلَيْهَا وَعَنْ أَيْمَانهمْ مِنْ قِبَل حَسَنَاتهمْ بُطْأَهُمْ عَنْهَا وَعَنْ شَمَائِلهمْ زَيَّنَ لَهُمْ السَّيِّئَات وَالْمَعَاصِي وَدَعَاهُمْ إِلَيْهَا وَأَمَرَهُمْ بِهَا آتَاك يَا اِبْن آدَم مِنْ كُلّ وَجْه غَيْر أَنَّهُ لَمْ يَأْتِك مِنْ فَوْقك لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَحُول بَيْنك وَبَيْن رَحْمَة اللَّه .
وَكَذَا رُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ وَالْحَكَم بْن عُيَيْنَة وَالسُّدِّيّ وَابْن جُرَيْج إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ الدُّنْيَا وَمِنْ خَلْفهمْ الْآخِرَة وَقَالَ مُجَاهِد مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ وَعَنْ أَيْمَانهمْ مِنْ حَيْثُ يُبْصِرُونَ وَمِنْ خَلْفهمْ وَعَنْ شَمَائِلهمْ حَيْثُ لَا يُبْصِرُونَ وَاخْتَارَ اِبْن جَرِير أَنَّ الْمُرَاد جَمِيع طُرُق الْخَيْر وَالشَّرّ فَالْخَيْر يَصُدّهُمْ عَنْهُ وَالشَّرّ يُحَسِّنهُ لَهُمْ
وَقَالَ الْحَكَم بْن أَبَانَ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ وَمِنْ خَلْفهمْ وَعَنْ إِيمَانهمْ وَعَنْ شَمَائِلهمْ " وَلَمْ يَقُلْ مِنْ فَوْقهمْ لِأَنَّ الرَّحْمَة تَنْزِل مِنْ فَوْقهمْ وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَلَا تَجِد أَكْثَرهمْ شَاكِرِينَ "
قَالَ مُوَحِّدِينَ وَقَوْل إِبْلِيس هَذَا إِنَّمَا هُوَ ظَنّ مِنْهُ وَتَوَهُّم وَقَدْ وَافَقَ فِي هَذَا الْوَاقِع كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيس ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَان إِلَّا لِنَعْلَم مَنْ يُؤْمِن بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكّ وَرَبّك عَلَى كُلّ شَيْء حَفِيظ " .
وَلِهَذَا وَرَدَ فِي الْحَدِيث الِاسْتِعَاذَة مِنْ تَسَلُّط الشَّيْطَان عَلَى الْإِنْسَان مِنْ جِهَاته كُلّهَا كَمَا قَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّار فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن مُجَمِّع عَنْ يُونُس بْن خَبَّاب عَنْ اِبْن جُبَيْر بْن مُطْعِم يَعْنِي نَافِع بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس وَحَدَّثَنَا عُمَر بْن الْخَطَّاب يَعْنِي السِّجِسْتَانِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَمْرو عَنْ زَيْد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ يُونُس بْن خَبَّاب عَنْ اِبْن جُبَيْر بْن مُطْعِم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلك الْعَفْو وَالْعَافِيَة فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اُسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْن يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذ بِك اللَّهُمَّ أَنْ أُغْتَال مِنْ تَحْتِي "
تَفَرَّدَ بِهِ الْبَزَّار وَحَسَّنَهُ وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا وَكِيع حَدَّثَنَا عُبَادَة بْن مُسْلِم الْفَزَارِيّ حَدَّثَنِي جَرِير بْن أَبِي سُلَيْمَان بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن عُمَر يَقُول لَمْ يَكُنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَع هَؤُلَاءِ الدَّعَوَات حِين يُصْبِح وَحِين يُمْسِي
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلك الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلك الْعَفْو وَالْعَافِيَة فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اُسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ اِحْفَظْنِي مِنْ بَيْن يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذ بِعَظَمَتِك أَنْ أُغْتَال مِنْ تَحْتِي " . قَالَ وَكِيع مِنْ تَحْتِي يَعْنِي الْخَسْف .
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث عُبَادَة بْن مُسْلِم بِهِ وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد .
تفسير بن كثير
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-21, 12:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/18]
((قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ۖ لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ))
ـــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى { قال اخرج منها} أي من الجنة. { مذءوما مدحورا} . { مذءوما} أي مذموما. والذأم : العيب، بتخفيف الميم. قال ابن زيد : مذءوما ومذموما سواء؛ يقال : ذأمته وذممته وذمته بمعنى واحد. وقرأ الأعمش { مذوما} . والمعنى واحد؛ إلا أنه خفف الهمزة. وقال مجاهد : المذءوم المنفي. والمعنيان متقاربان. والمدحور : المبعد المطرود؛ عن مجاهد وغيره. وأصله الدفع. { لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين} اللام لام القسم، والجواب { لأملأن جهنم} . وقيل { لمن تبعك} لام توكيد. { لأملأن} لام قسم. والدليل على هذا أنه يجوز في غير القراءة حذف اللام الأولى، ولا يجوز حذف الثانية. وفي الكلام معنى الشرط والمجازاة؛ أي من تبعك عذبته. ولو قلت : من تبعك أعذبه لم يجز؛ إلا أن تريد لأعذبه. وقرأ عاصم من رواية أبي بكر بن عياش { لمن تبعك منهم} بكسر اللام. وأنكره بعض النحويين. قال النحاس : وتقديره - والله أعلم - من أجل من تبعك. كما يقال : أكرمت فلانا لك. وقد يكون المعنى : الدحر لمن تبعك. ومعنى { منكم أجمعين} أي منكم ومن بني آدم.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-21, 13:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/19]
ــــــــــــــــــــــ
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
{ و } قال { يا آدم اسكن أنت } تأكيد للضمير في اسكن ليعطف عليه { وزوجك } حواء بالمد { الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة } بالأكل منها وهي الحنطة { فتكونا من الظالمين } .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-23, 19:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/20]
ــــــــــــــــــــــ
((فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ))
يذكر تعالى أنه أباح لآدم عليه السلام ولزوجته حواء الجنة أن يأكلا من جميع ثمارها إلا شجرة واحدة، وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة البقرة، فعند ذلك حسدهما الشيطان، وسعى في المكر والوسوسة والخديعة ليسلبهما ما هما فيه من النعمة واللباس الحسن وقال كذباً وافتراء: { ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين} أي لئلا تكونا ملكين أو خالدين ها هنا، ولو أنكما أكلتما منها لحصل لكما ذلكما، كقوله: { قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى} أي لئلا تكونا ملكين، كقوله: { يبين اللّه لكم أن تضلوا} ، أي لئلا تضلوا { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} أي لئلا تميد بكم،
[الأعراف/21]
ــــــــــــــــــــــ
((وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ))
{ وقاسمهما} أي حلف لهما باللّه { إني لكما لمن الناصحين} ، أي حلف لهما باللّه على ذلك حتى خدعهما وقد يخدع المؤمن باللّه، وقال قتادة في الآية: حلف باللّه إني خلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما، وكان بعض أهل العلم يقول: من خدعنا باللّه انخدعنا له.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-23, 19:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/22]
ــــــــــــــــــــــ
((فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِين))
{ فدلاهما } حطهما عن منزلتهما { بغرور } منه { فلما ذاقا الشجرة } أي أكلا منها { بدت لهما سوآتهما } أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منها سوأة لأن انكشافه يسوء صاحبه { وطفقا يخصفان } أخذ يلزقان { عليهما من ورق الجنة } ليستترا به { وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } بيِّن العداوة والاستفهام للتقرير.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-24, 01:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/24]
ــــــــــــــــــــــ
((قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ))
قيل المراد بالخطاب في { اهبطوا} آدم وحواء وإبليس، والعمدة في العداوة آدم وإبليس، ولهذا قال تعالى في سورة طه قال: { اهبطا منها جميعا} الآية، وحواء تبع لآدم، وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم، ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات واللّه أعلم بصحتها، ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم لذكرها اللّه تعالى في كتابه أو رسوله صلى اللّه عليه وسلم، وقوله: { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} أي قرار وأعمار مضروبة إلى آجال معلومة، قد جرى بها القلم وأحصاها القدر، وسطرت في الكتاب الأول، قال ابن عباس: { مستقر} القبور، وعنه قال { مستقر} فوق الأرض وتحتها رواهما ابن أبي حاتم،
[الأعراف/25]
ــــــــــــــــــــــ
((قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ))
وقوله: { قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} ، كقوله تعالى: { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} ، يخبر تعالى أنه جعل الأرض داراً لبني آدم مدة الحياة الدنيا، فيها محياهم وفيها مماتهم وقبورهم، ومنها نشورهم ليوم القيامة الذي يجمع اللّه فيه الأولين والآخرين ويجازي كلا بعمله.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2014-08-24, 01:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/26]
ــــــــــــــــــــــ
((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ))
يمتن تعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش، فاللباس ستر العورات وهي السوآت، والرياش والريش ما يتجمل به ظاهراً، فالأول من الضروريات، والريش من التكملات والزيادات. قال ابن جرير: الرياش في كلام العرب الأثاث وما ظهر من الثياب، وقال ابن عباس: الريش: اللباس، والعيش والنعيم، وقال ابن أسلم: الرياش الجمال؛ ولبس أبو أمامة ثوباً جديداً، فلما بلغ ترقوته قال الحمد للّه الذي كساني ما أوراي به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (من استجد ثوباً فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته: الحمد للّه الذي كساني ما أوراي به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الخلق فتصدق به، كان في ذمة اللّه وفي جوار اللّه وفي كنف اللّه حياً وميتاً) ""رواه أحمد والترمذي وابن ماجه"".
وقوله تعالى:
{ ولباس التقوى ذلك خير}
اختلف المفسرون في معناه، فقال عكرمة: يقال هو ما يلبسه المتقون يوم القيامة، وقال قتادة وابن جريج: { ولباس التقوى} الإيمان، وقال ابن عباس: العمل الصالح، وعنه: هو السمت الحسن في الوجه، وعن عروة بن الزبير { لباس التقوى} خشية اللّه، وقال ابن أسلم: ولباس التقوى يتقي اللّه فيواري عورته، فذاك لباس التقوى، وكلها متقاربة، ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه ابن جرير عن الحسن قال: رأيت عثمان بن عفان رضي اللّه عنه على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليه قميص فوهي محلول الزر، وسمعته يأمر بقتل الكلاب، وينهى عن اللعب بالحمام، ثم قال: يا أيها الناس اتقوا اللّه في هذه السرائر، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (والذي نفس محمد بيده ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه اللّه رداءها علانية إن خيراً فخير وإن شراً فشر)، ثم قرأ هذه الآية: { وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات اللّه} قال: السمت الحسن ""رواه ابن جرير، قال ابن كثير: فيه ضعف، وقد روى الأئمة الشافعي وأحمد والبخاري في كتاب الأدب من طرق صحيحة عن الحسن البصري بعضه"".
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
Asmaa maz
2014-09-04, 16:50
سورة الأعراف -آية (27)-
{ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) }
يقول تعالى محذرا بني آدم من إبليس وقبيله ، ومبينا لهم عداوته القديمة لأبي البشر آدم ، عليه السلام ، في سعيه في إخراجه من الجنة التي هي دار النعيم ، إلى دار التعب والعناء - والتسبب في هتك عورته بعدما كانت مستورة عنه ، وما هذا إلا عن عداوة أكيدة ، وهذا كقوله تعالى : ( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) [ الكهف : 50 ] .
تفسير ابن كثير
_________________
جزاكم الله كل خير على هذا الموضوع القيم
تبسي زوالي
2014-09-07, 14:44
صلوا على رسول الله -عليه افضل الصلاة وازكى التسليم
تبسي زوالي
2014-09-07, 14:45
صلوا على رسول الله -عليه افضل الصلاة وازكى التسليم ..
raoufnina
2014-10-05, 19:22
thank you!!! really useful!!!
أناهيد أشجان
2014-10-14, 12:15
الآية: 40 ( ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين )
قوله تعالى: « ومنهم من يؤمن به » قيل: المراد أهل مكة، أي ومنهم من يؤمن به في المستقبل وإن طال تكذيبه؛ لعلمه تعالى السابق فيهم أنهم من السعداء. و « من » رفع بالابتداء والخبر في المجرور. وكذا. « ومنهم من لا يؤمن به » والمعنى ومنهم من يصر على كفره حتى يموت؛ كأبي طالب وأبي لهب ونحوهما. وقيل: المراد أهل الكتاب. وقيل: هو عام في جميع الكفار؛ وهو الصحيح. وقيل. إن الضمير في « به » يرجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم؛ فأعلم الله سبحانه أنه إنما أخر العقوبة لأن منهم من سيؤمن. « وربك أعلم بالمفسدين » أي من يصر على كفره؛ وهذا تهديد لهم.
أناهيد أشجان
2014-10-14, 12:17
التفسير للقرطبي
أناهيد أشجان
2014-10-14, 12:19
لا تنسونا من فضل دعواتكم لنا بالثبات على دين الله عسى الله يغفر لنا ما تقدم منا من ذنوب وما تأخر
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بارك الله فيك و في امثالك
أيمن عبد الله
2014-11-05, 11:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/24]
ــــــــــــــــــــــ
((قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ))
قيل المراد بالخطاب في { اهبطوا} آدم وحواء وإبليس، والعمدة في العداوة آدم وإبليس، ولهذا قال تعالى في سورة طه قال: { اهبطا منها جميعا} الآية، وحواء تبع لآدم، وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم، ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات واللّه أعلم بصحتها، ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم لذكرها اللّه تعالى في كتابه أو رسوله صلى اللّه عليه وسلم، وقوله: { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} أي قرار وأعمار مضروبة إلى آجال معلومة، قد جرى بها القلم وأحصاها القدر، وسطرت في الكتاب الأول، قال ابن عباس: { مستقر} القبور، وعنه قال { مستقر} فوق الأرض وتحتها رواهما ابن أبي حاتم،
[الأعراف/25]
ــــــــــــــــــــــ
((قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ))
وقوله: { قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} ، كقوله تعالى: { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} ، يخبر تعالى أنه جعل الأرض داراً لبني آدم مدة الحياة الدنيا، فيها محياهم وفيها مماتهم وقبورهم، ومنها نشورهم ليوم القيامة الذي يجمع اللّه فيه الأولين والآخرين ويجازي كلا بعمله.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
السلام عليكم
إنها المعركة حتى النهاية
اللهم اختم لنا بالباقيات الصاحات اعمالنا
أيمن عبد الله
2014-11-05, 11:07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/24]
ــــــــــــــــــــــ
((قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ))
قيل المراد بالخطاب في { اهبطوا} آدم وحواء وإبليس، والعمدة في العداوة آدم وإبليس، ولهذا قال تعالى في سورة طه قال: { اهبطا منها جميعا} الآية، وحواء تبع لآدم، وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم، ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات واللّه أعلم بصحتها، ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم لذكرها اللّه تعالى في كتابه أو رسوله صلى اللّه عليه وسلم، وقوله: { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} أي قرار وأعمار مضروبة إلى آجال معلومة، قد جرى بها القلم وأحصاها القدر، وسطرت في الكتاب الأول، قال ابن عباس: { مستقر} القبور، وعنه قال { مستقر} فوق الأرض وتحتها رواهما ابن أبي حاتم،
[الأعراف/25]
ــــــــــــــــــــــ
((قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ))
وقوله: { قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} ، كقوله تعالى: { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} ، يخبر تعالى أنه جعل الأرض داراً لبني آدم مدة الحياة الدنيا، فيها محياهم وفيها مماتهم وقبورهم، ومنها نشورهم ليوم القيامة الذي يجمع اللّه فيه الأولين والآخرين ويجازي كلا بعمله.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
السلام عليكم
إنها المعركة حتى النهاية
اللهم اختم لنا بالباقيات الصاحات اعمالنا
طالبة علم شرعي
2014-12-23, 11:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/28]
ــــــــــــــــــــــ
((وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))
قيل كانت العرب -ما عدا قريشًا -لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي لبسوها، يتأولون في ذلك أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها، وكانت قريش -وهم الحُمْس -يطوفون في ثيابهم، ومن أعاره أحمسي ثوبًا طاف فيه، ومن معه ثوب جديد طاف فيه ثم يلقيه فلا يتملكه أحد، فمن لم يجد ثوبًا جديدًا ولا أعاره أحمسي ثوبًا، طاف عريانًا. وربما كانت امرأة فتطوف عريانة، فتجعل على فرجها شيئًا يستره بعض الشيء وتقول:
اليوم يبدُو بعضُه أو كلّه ... وما بدَا منه فلا أحلّهُ ...
وأكثر ما كان النساء يطفن [عراة] بالليل، وكان هذا شيئًا قد ابتدعوه من تلقاء أنفسهم، واتبعوا فيه آباءهم ويعتقدون أن فعل آبائهم مستند إلى أمر من الله وشرع، فأنكر الله تعالى عليهم ذلك، فقال:
{ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } فقال تعالى ردًا عليهم
{ قُلْ } أي: قل يا محمد لمن ادعى ذلك
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ } أي: هذا الذي تصنعونه فاحشة منكرة، والله لا يأمر بمثل ذلك
{ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } أي: أتسندون إلى الله من الأقوال ما لا تعلمون صحته.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
طالبة علم شرعي
2014-12-23, 11:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/29]
ــــــــــــــــــــــ
((قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ))
{ القسط } : العدل في القول والحكمة والعمل .
{ أقيموا وجوهكم } : أي أخلصوا العبادة لله استقبلوا بيته .
{ كما بدأكم تعودون } : كما بدأ خلقكم أول مرة يعيدكم بعد الموت أحياء .
أيسر التفاسير للجزائري
طالبة علم شرعي
2014-12-23, 11:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/30]
ــــــــــــــــــــــ
((فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ))
ومن وجه تأويل ذلك إلى أنه: كما بدأكم في الدنيا صنفين: كافرًا، ومؤمنًا، كذلك تعودون في الآخرة فريقين: فريقًا هدى، وفريقًا حق عليهم الضلالة = نصب"فريقًا"، الأول بقوله:"تعودون"، وجعل الثاني عطفًا عليه. وقد بينا الصواب عندنا من القول فيه. (1)
* * *
القول في تأويل قوله : { إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن الفريق الذي حق عليهم الضلالة، إنما ضلوا عن سبيل الله وجارُوا عن قصد المحجة، باتخاذهم الشياطين نُصراء من دون الله، وظُهراء، (2) جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك، بل فعلوا ذلك وهم يظنون أنهم على هدى وحق، وأن الصواب ما أتوه وركبوا.
وهذا من أبين الدلالة على خطأ قول من زعمَ أن الله لا يعذِّب أحدًا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها، إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها، فيركبها عنادًا منه لربه فيها. لأن ذلك لو كان كذلك، لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضلّ وهو يحسَبُ أنه هادٍ. وفريق الهدى، (3) فَرْقٌ. وقد فرَّق الله بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية.
* * *
__________
(1) انظر تفسير (( فريق )) فيما سلف 11 : 490 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(2) انظر تفسير (( ولي )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ولي ) .
(3) انظر تفسير (( حسب )) فيما سلف 10 : 478 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
تفسير الطبري
طالبة علم شرعي
2014-12-23, 11:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/31]
ــــــــــــــــــــــ
((يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))
هذه الآية الكريمة ردٌّ على المشركين فيما كانوا يعتمدونه من الطواف بالبيت عُراة،
وقال العَوْفي، عن ابن عباس في قوله [تعالى] { خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } :
كان رجال يطوفون بالبيت عراة، فأمرهم الله بالزينة -والزينة: اللباس، وهو ما يوارى السوأة، وما سوى ذلك من جَيّد البزِّ والمتاع -فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد.
وقال ابن جرير: وقوله: { إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
يقول الله: إن الله [تعالى] لا يحب المتعدين حَدَّه في حلال أو حرام، الغالين فيما أحل أو حَرّم، بإحلال الحرام وبتحريم الحلال، ولكنه يحب أن يحلل ما أحل، ويحرم ما حرم، وذلك العدل الذي أمر به.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
رحيق الكلمات
2014-12-23, 13:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
يشهد الله اننا اشتقنا لهذه الصفحة المباركة
نسأل الله ان يكون استاذنا قاسم وكل الاخوة والاخوات بألف خير
وان تشرق هذه الصفحة بعودتهم قريبا
بارك الله فيك اختي ماريا
نور
رحيق الكلمات
2014-12-23, 13:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
"قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " الاعراف (32)
يقول تعالى ردا على من حرم شيئا من المآكل أو المشارب ، والملابس ، من تلقاء نفسه ، من غير شرع من الله : ( قل ) يا محمد ، لهؤلاء المشركين الذين يحرمون ما يحرمون بآرائهم الفاسدة وابتداعهم : ( من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) الآية ، أي : هي مخلوقة لمن آمن بالله وعبده في الحياة الدنيا ، وإن شركهم فيها الكفار حسا في الدنيا ، فهي لهم خاصة يوم القيامة ، لا يشركهم فيها أحد من الكفار ، فإن الجنة محرمة على الكافرين .
تفسير ابن كثير
رحيق الكلمات
2014-12-23, 13:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
"قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" الأعراف (33)
قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أحد أغير من الله ، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله "
وقوله : ( والإثم والبغي بغير الحق ) قال السدي : أما الإثم فالمعصية ، والبغي أن تبغي على الناس بغير الحق .
وقال مجاهد : الإثم المعاصي كلها ، وأخبر أن الباغي بغيه كائن على نفسه .
وقوله : ( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) أي : تجعلوا له شريكا في عبادته ، وأن تقولوا عليه من الافتراء والكذب من دعوى أن له ولدا ونحو ذلك ، مما لا علم لكم به.
تفسير ابن كثير
رحيق الكلمات
2014-12-23, 13:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" الأعراف (34)
يقول تعالى : ( ولكل أمة ) أي : قرن وجيل ( أجل فإذا جاء أجلهم ) أي : ميقاتهم المقدر لهم ( لا يستأخرون ساعة ) عن ذلك ( ولا يستقدمون ) .
تفسير ابن كثير
رحيق الكلمات
2014-12-23, 13:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
"يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " الأعراف (35)
ثم أنذر تعالى بني آدم بأنه سيبعث إليهم رسلا يقصون عليهم آياته ، وبشر وحذر فقال : ( فمن اتقى وأصلح ) أي : ترك المحرمات وفعل الطاعات ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
تفسير ابن كثير
طالبة علم شرعي
2014-12-23, 14:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
يشهد الله اننا اشتقنا لهذه الصفحة المباركة
نسأل الله ان يكون استاذنا قاسم وكل الاخوة والاخوات بألف خير
وان تشرق هذه الصفحة بعودتهم قريبا
بارك الله فيك اختي ماريا
نور
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم امين ان شاء الله يعودون فقد كانو ذخرا للمنتدى ومازالو
وفيك بارك الله
مرحبا بك اختي نور واعتذر انا الاخرى لغيابي عن هاته الصفحة المباركة
لكن قالها استاذنا المبارك ذات مرة فيما معناها
مهما ابتعدنا سنعود الى الصفحة المباركة عاجلا او اجلا
طالبة علم شرعي
2014-12-24, 12:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/36]
ــــــــــــــــــــــ
{ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: وأما من كذّب بإيتاء رسلي التي أرسلتها إليه، وجحد توحيدي، وكفر بما جاء به رسلي، واستكبر عن تصديق حُجَجي وأدلّتي
(فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)، يقول: هم في نار جهنم ماكثون، لا يخرجون منها أبدًا.
* * *
تفسير الطبري
طالبة علم شرعي
2014-12-24, 12:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/37]
ــــــــــــــــــــــ
((فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ))
أي: لا أحد أظلم { مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } بنسبة الشريك له، أو النقص له، أو التقول عليه ما لم يقل،
{ أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } الواضحة المبينة للحق المبين، الهادية إلى الصراط المستقيم، فهؤلاء وإن تمتعوا بالدنيا، ونالهم نصيبهم مما كان مكتوبا لهم في اللوح المحفوظ، فليس ذلك بمغن عنهم شيئا، يتمتعون قليلا ثم يعذبون طويلا
{ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } أي: الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم واستيفاء آجالهم.
{ قَالُوا } لهم في تلك الحالة توبيخا وعتابا
{ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } من الأصنام والأوثان، فقد جاء وقت الحاجة إن كان فيها منفعة لكم أو دفع مضرة.
{ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا } أي: اضمحلوا وبطلوا، وليسوا مغنين عنا من عذاب اللّه من شيء.
{ وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ } مستحقين للعذاب المهين الدائم.
تفسير السعدي
طالبة علم شرعي
2014-12-24, 13:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/38]
ــــــــــــــــــــــ
((قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ))
يقول تعالى مخبرًا عما يقوله لهؤلاء المشركين به، المفترين عليه المكذبين بآياته:
{ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ } أي: من أشكالكم وعلى صفاتكم،
{ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ } أي: من الأمم السالفة الكافرة،
{ مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ فِي النَّارِ } يحتمل أن يكون بدلا من قوله:
{ فِي أُمَمٍ } ويحتمل أن يكون { فِي أُمَمٍ } أي: مع أمم.
وقوله: { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا } كما قال الخليل، عليه السلام: { ثُمّ َ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ [ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ] } [ العنكبوت:25 ]
وقوله تعال { حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا } أي: اجتمعوا فيها كلهم،
{ قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأولاهُمْ } أي: أخراهم دخولا -وهم الأتباع -لأولاهم -وهم المتبوعون -لأنهم أشد جرمًا من أتباعهم، فدخلوا قبلهم، فيشكوهم الأتباع إلى الله يوم القيامة؛ لأنهم هم الذين أضلوهم عن سواء السبيل،
فيقولون: { رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ } أي: أضعف عليهم العقوبة،
وقوله: { قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ } أي: قد فعلنا ذلك وجازينا كلا بحسبه، كما قال تعالى: { الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا [ فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ] }
[ النحل:88 ]
تفسير ابن كثير
طالبة علم شرعي
2014-12-24, 13:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/39]
ــــــــــــــــــــــ
((وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ))
{ وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأخْرَاهُمْ } . أي: الرؤساء، قالوا لأتباعهم:
{ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ } أي: قد اشتركنا جميعا في الغي والضلال، وفي فعل أسباب العذاب، فأي: فضل لكم علينا؟
{ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } ولكنه من المعلوم أن عذاب الرؤساء وأئمة الضلال أبلغ وأشنع من عذاب الأتباع، كما أن نعيم أئمة الهدى ورؤسائه أعظم من ثواب الأتباع،
قال تعالى: { الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ } فهذه الآيات ونحوها، دلت على أن سائر أنواع المكذبين بآيات اللّه، مخلدون في العذاب، مشتركون فيه وفي أصله، وإن كانوا متفاوتين في مقداره، بحسب أعمالهم وعنادهم وظلمهم وافترائهم، وأن مودتهم التي كانت بينهم في الدنيا تنقلب يوم القيامة عداوة وملاعنة.
تفسير السعدي
طالبة علم شرعي
2015-01-09, 11:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/40]
((إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ))
قوله: { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ } قيل: المراد: لا يرفع لهم منها عمل صالح ولا دعاء.
وقال مجاهد، وعكرمة، عن ابن عباس: أنه كان يقرؤها: "[حتى] يلج الجُمَّل في سم الخياط" بضم الجيم، وتشديد الميم، يعني: الحبل الغليظ في خرم الإبرة.
وهذا اختيار سعيد بن جبير. وفي رواية أنه قرأ: "حتى يلج الجُمَّل" يعني: قُلُوس السفن، وهي الحبال الغلاظ.
تفسير ابن كثير
ـــــــــــــــــــ
{ إِنَّ الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا واستكبروا } تكبَّروا { عَنْهَا } فلم يؤمنوا بها
{ لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أبواب السمآء } إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت فيهبط بها إلى ( سجّين ) ، بخلاف المؤمن فتفتح له ويصعد بروحه إلى السماء السابعة كما ورد في حديث
{ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجنة حتى يَلِجَ ُ } يدخل
{ الجمل فِى سَمّ الخياط } ثقب الإِبرة وهو غير ممكن ، فكذا دخولهم
{ وكذلك } الجزاء { نَجْزِى المجرمين } بالكفر .
تفسير الجلالين
طالبة علم شرعي
2015-01-09, 11:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/41]
((لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ))
{ مهاد } : فراش يمتهدونه من النار .
{ غواش } : أغطية يتغطون بها من النار كذلك
أيسرالتفاسير للجزائري
قوله جلّ ذكره : { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَخْزِى الظَّالِمِينَ } .
كما أحاطت العقوبات بهم في الدنيا فَتَدَنَّس بالغفلة باطنُهم ، وتلوَّثَ بالزَّلة ظاهرهم ، فكذلك أحاطت العقوبات بجوانبهم؛ فَمِنْ فوقهم عذاب ومن تحتهم عذاب ، وكذلك من جوانبهم في القلب من ضيق العيش واستيلاء الوحشة ما يفي ويزيد على الكل .
تفسير القشيري
طالبة علم شرعي
2015-01-09, 11:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[الأعراف/42]
(( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 42 وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 43))
لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر حال السعداء، فقال: { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أي: آمنت قلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم، ضد أولئك الذين كفروا بآيات الله، واستكبروا عنها.
وينبه تعالى على أن الإيمان والعمل به سهل؛ لأنه تعالى قال: { لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ } أي: من حسد وبغضاء، كما جاء في الصحيح للبخاري، من حديث قتادة، عن أبي المتوكِّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خلص المؤمنون من النار حُبِسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة؛ فوالذي نفسي بيده، إن أحدهم بمنزله في الجنة أدلّ منه بمسكنه كان في الدنيا"
وقال السُّدِّي في قوله: { وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ } : إن أهل الجنة إذا سبقوا إلى الجنة فبلغوا، وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان، فشربوا من إحداهما، فينزع ما في صدورهم من غل، فهو "الشراب الطهور"، واغتسلوا من الأخرى، فجرت عليهم "نضرة النعيم" فلم يشعثوا ولم يشحبوا بعدها أبدًا.
تفسير ابن كثير
قوله جلّ ذكره : { وَقَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ } .
في قولهم اعترافٌ منهم وإقرارٌ بأنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من جزيل تلك العطيات ، وعظيم تلك الرتب والمقامات بجهدهم واستحقاق فعلهم ، وإنما ذلك أجمع ابتداء فضل منه ولطف .
قوله جلّ ذكره : { وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } .
تسكينٌ لقلوبهم ، وتطييبٌ لهم ، وإلا فإذا رأوا تلك الدرجات علموا أن أعمالهم المشوبة بالتقصير لم توجب لهم كل تلك الدرجات تفسير القشيري
نبيل بومزعر
2015-01-29, 11:43
بارك الله فيك وجزاك كل الخير
موسى ابن الماء
2015-02-04, 16:48
بارك الله فيكم
نادية غانم
2015-02-12, 17:19
معلومات قيمة
جزاك الله ألف حير
ahmedinov
2015-02-14, 17:41
الله يبارك
ahmedinov
2015-02-14, 17:45
ماشاء الله
فكرة طيبة ما شاء الله
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
Orejenal
2015-02-15, 21:54
شكرا جزيلا
moha1988
2015-02-16, 18:02
شكرا على كل هذه المعلومات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام أسأل الله ان تكونوا بخير وأن يعيدكم قريبا لنكمل معا مشوارنا في تفسير القرآن الكريم
*******************
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الآية 43 من سورة الأعراف
{ ونزعنا ما في صدورهم من غل } حقد كان بينهم في الدنيا { تجري من تحتهم } تحت قصورهم { الأنهار وقالوا } عند الاستقرار في منازلهم { الحمد لله الذي هدانا لهذا } العمل الذي هذا جزاؤه { وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } حذف جواب لولا لدلالة ما قبله عليه { لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن } مخففة أي أنه أو مفسرة في المواضع الخمسة
تفسير الجلالين
تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } .
{ تلكم الجنة} لأنهم وعدوا بها في الدنيا؛ أي قيل لهم : هذه تلكم الجنة التي وعدتم بها، أو يقال ذلك قبل الدخول حين عاينوها من بعد. وقيل { تلكم} بمعنى هذه. ومعنى { أورثتموها بما كنتم تعملون} أي ورثتم منازلها بعملكم، ودخولكم إياها برحمة الله وفضله
تفسير القرطبي
Ghost Warrior
2015-02-17, 22:46
بارك الله فيك
أيمن عبد الله
2015-02-27, 20:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) الاعراف 43
لما ذكر تعالى حال الاشقياء عطف بذكر حال السعداء، فقال: { والذين آمنوا وعملوا الصالحات} أي آمنت قلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ضد { إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها} نبه تعالى على أن الإيمان والعمل به سهل لأنه تعالى قال: { لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * ونزعنا ما في صدورهم من غل} أي من حسد وبغض، كما جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا) وقال السدي في الآية: إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة وجدوا عند بابها شجرة، في أصل ساقها عينان، فشربوا من إحداهما، فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور، واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم، فلم يشعثوا ولم يشحبوا بعدها أبداً. وقال علي رضي اللّه عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال اللّه تعالى فيهم: { ونزعنا ما في صدورهم من غل} ""رواه ابن جرير عن قتادة عن علي كرم اللّه وجهه"". وروى النسائي وابن مردويه عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول: لولا أن اللّه هداني فيكون له شكراً، وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول: لو أن اللّه هداني فيكون له حسرة) ""أخرجه ابن مردويه والنسائي عن أبي هريرة مرفوعاً""، ولهذا لما أورثوا مقاعد أهل النار من الجنة نودوا أن تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون، أي بسبب أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم، وإنما وجب الحمل على هذا لما يثبت في الصحيحين عنه صلى اللّه عليه وسلم: (واعلموا أن أحدكم لن يدخله عمله الجنة)، قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني اللّه برحمة منه وفضل) ""أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة مرفوعاً"" تفسير ابن كثير .
أيمن عبد الله
2015-02-27, 20:57
(( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )) الاعراف 44
قوله تعالى: { ونادى أصحاب الجنة} هذا سؤال تقريع وتعيير. { أن قد وجدنا} مثل { أن تلكم الجنة} أي أنه قد وجدنا. وقيل : هو نفس النداء. { فأذن مؤذن بينهم} أي نادى وصوت؛ يعني من الملائكة. { بينهم} ظرف؛ كما تقول : أعلم وسطهم. وقرأ الأعمش والكسائي { نعم} بكسر العين وتجوز على هذه اللغة بإسكان العين. قال مكي : من قال { نعم} بكسر العين أراد أن يفرق بين { نعم} التي هي جواب وبين { نعم} التي هي اسم للإبل والبقر والغنم. وقد روي عن عمر إنكار { نعم} بفتح العين في الجواب، وقال : قل نعم. ونعم ونعم، لغتان بمعنى العدة والتصديق. فالعدة إذا استفهمت عن موجب نحو قولك : أيقوم زيد؟ فيقول نعم. والتصديق إذا أخبرت عما وقع، تقول : قد كان كذا وكذا، فيقول نعم. فإذا استفهمت عن منفي فالجواب بلى نحو قولك ألم أكرمك، فيقول بلى. فنعم لجواب الاستفهام الداخل على الإيجاب كما في هذه الآية. وبلى، لجواب الاستفهام الداخل على النفي؛ كما قال تعالى { ألست بربكم قالوا بلى} [الأعراف : 172]. وقرأ البزي وابن عامر وحمزة والكسائي { أن لعنة الله} وهو الأصل. وقرأ الباقون بتخفيف { أن} ورفع اللعنة على الابتداء. فـ { أن} في موضع نصب على القراءتين على إسقاط الخافض. ويجوز في المخففة ألا يكون لها موضع من الإعراب، وتكون مفسرة كما تقوم. وحكي عن الأعمش أنه قرأ { إن لعنة الله} بكسر الهمزة؛ فهذا على إضمار القول كما قرأ الكوفيون { فناداه الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله} ويروى أن طاوسا دخل على هشام بن عبدالملك فقال له : اتق الله واحذر يوم الأذان. فقال : وما يوم الأذان؟ قال : قوله تعالى { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} فصعق هشام. فقال طاوس : هذا ذل الصفة فكيف ذل المعاينة. تفسير القرطبي
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:03
(( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ )) الاعراف 45
قوله تعالى: { الذين يصدون عن سبيل الله} في موضع خفض لـ { ظالمين} على النعت. ويجوز الرفع والنصب على إضمارهم أو أعني. أي الذين كانوا يصدون في الدنيا الناس عن الإسلام. فهو من الصد الذي هو المنع. أو يصدون بأنفسهم عن سبيل الله أي يعرضون. وهذا من الصدود. { ويبغونها عوجا} يطلبون اعوجاجها ويذمونها فلا يؤمنون بها. وقد مضى هذا المعنى. { وهم بالآخرة كافرون} أي وكانوا بها كافرين، فحذف وهو كثير في الكلام.
تفسير القرطبي
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:05
(( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ )) الاعراف 46
( وبينهما ) أي أصحاب الجنة والنار ( حجاب ) حاجز قيل هو سور الأعراف ( وعلى الأعراف ) وهو سور الجنة ( رجال ) استوت حسناتهم وسيئاتهم كما في الحديث ( يعرفون كلا ) من أهل الجنة والنار ( بسيماهم ) بعلامتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها للكافرين لرؤيتهم لهم إذ موضعهم عال ( ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم ) قال تعالى ( لم يدخلوها ) أي أصحاب الأعراف الجنة ( وهم يطمعون ) في دخولها قال الحسن : لم يطمعهم إلا لكرامة يريدها بهم وروى الحاكم عن حذيفة قال "" بينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم "" .
تفسير الجلالين
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:07
(( وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) الاعراف 47
قوله تعالى: { وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار} أي جهة اللقاء وهي جهة المقابلة. ولم يأت مصدر على تفعال غير حرفين : تلقاء وتبيان. والباقي بالفتح؛ مثل تسيار وتهمام وتذكار. وأما الاسم بالكسر فيه فكثير؛ مثل تقصار وتمثال. { قالوا} أي قال أصحاب الأعراف. { ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} سألوا الله ألا يجعلهم معهم، وقد علموا أنه لا يجعلهم معهم. فهذا على سبيل التذلل؛ كما يقول أهل الجنة { ربنا أتمم لنا نورنا} [التحريم : 8] ويقولون : الحمد لله. على سبيل الشكر لله عز وجل. ولهم في ذلك لذة.
تفسير القرطبي
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:08
(( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ)) الاعراف 48
يقول اللّه تعالى إخباراً عن تقريع أهل الأعراف لرجال من صناديد المشركين وقادتهم يعرفونهم في النار بسيماهم { ما أغنى عنكم جمعكم} أي كثرتكم، { وما كنتم تستكبرون} أي لا ينفعكم كثرتكم ولا جموعكم من عذاب اللّه بل صرتم إلى ما أنتم فيه من العذاب والنكال، { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم اللّه برحمة} ، قال ابن عباس: يعني أصحاب الأعراف { ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} ، وقال ابن جرير عن ابن عباس { قالوا ما أغنى عنكم جمعكم} الآية، قال: فلما قالوا لهم الذي قضى اللّه أن يقولوا يعني أصحاب الأعراف لأهل الجنة وأهل النار، قال اللّه لأهل التكبر والأموال: { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم اللّه برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} .
تفسير ابن كثير
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:09
(( أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ )) الاعراف 49
يقول اللّه تعالى إخباراً عن تقريع أهل الأعراف لرجال من صناديد المشركين وقادتهم يعرفونهم في النار بسيماهم { ما أغنى عنكم جمعكم} أي كثرتكم، { وما كنتم تستكبرون} أي لا ينفعكم كثرتكم ولا جموعكم من عذاب اللّه بل صرتم إلى ما أنتم فيه من العذاب والنكال، { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم اللّه برحمة} ، قال ابن عباس: يعني أصحاب الأعراف { ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} ، وقال ابن جرير عن ابن عباس { قالوا ما أغنى عنكم جمعكم} الآية، قال: فلما قالوا لهم الذي قضى اللّه أن يقولوا يعني أصحاب الأعراف لأهل الجنة وأهل النار، قال اللّه لأهل التكبر والأموال: { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم اللّه برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} .
تفسير ابن كثير
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:11
(( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )) الاعراف 50
{ ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله } من الطعام { قالوا إن الله حرَّمهما } منعهما { على الكافرين } .
تفسير الجلالين
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:13
(( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ )) الاعراف 51
يخبر تعالى عن ذلة أهل النار وسؤالهم أهل الجنة من شرابهم وطعامهم وأنهم لا يجابون إلى ذلك، قال السدي: { أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللّه} يعني الطعام، وقال ابن أسلم: يستطعمونهم ويستسقونهم، وقال سعيد بن جبير: ينادي الرجل أباه أو أخاه فيقول له: قد احترقت، فأفض عليَّ من الماء، فيقال لهم أجيبوهم، فيقولون: { إن اللّه حرمهما على الكافرين} ، قال ابن أسلم { إن اللّه حرمهما على الكافرين} : يعني طعام الجنة وشرابها، وسئل ابن عباس أي الصدقة أفضل؟ فقال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أفضل الصدقة الماء، ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة، قالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللّه) "رواه ابن أبي حاتم" ثم وصف تعالى الكافرين بما كانوا يعتمدونه في الدنيا باتخاذهم الدين لهواً ولعباً، واغترارهم بالدنيا وزينتها وزخرفها عما أمروا به من العمل للآخرة، وقوله: { فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} أي يعاملهم معاملة من نسيهم، لأنه تعالى لا يشذ عن علمه شيء ولا ينساه كما قال تعالى: { لا يضل ربي ولا ينسى} ، وإنما قال تعالى هذا من باب المقابلة كقوله: { نسوا اللّه فنسيهم} ، وقال: { كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} ، وقال تعالى: { وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا} ، وقال ابن عباس: نسيهم اللّه من الخير ولم ينسهم من الشر، وعنه: نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا، وقال مجاهد: نتركهم في النار، وقال السدي: نتركهم من الرحمة كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا، وفي الصحيح أن اللّه تعالى يقول للعبد يوم القيامة: ألم أزوجك؟ ألم أكرمك؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، فيقول: أظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول اللّه تعالى: فاليوم أنساك كما نسيتني.
تفسير بن كثير
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:14
(( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) الاعراف 52
قوله تعالى: { ولقد جئناهم بكتاب} يعني القرآن. { فصلناه} أي بيناه حتى يعرفه من تدبره. وقيل { فصلناه} أنزلناه متفرقا. { على علم} منا به، لم يقع فيه سهو ولا غلط. { هدى ورحمة} قال الزجاج : أي هاديا وذا رحمة، فجعله حالا من الهاء التي في { فصلناه} . قال الزجاج : ويجوز هدى ورحمة، بمعنى هو هدى ورحمة. وقيل : يجوز هدى ورحمة بالخفض على البدل من كتاب. وقال الكسائي والفراء : ويجوز هدى ورحمة بالخفض على النعت لكتاب. قال الفراء : مثل { وهذا كتاب أنزلناه مبارك} [الأنعام : 155]. { لقوم يؤمنون} خص المؤمنون لأنهم المنتفعون به.
تفسير القرطبي
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:16
(( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) الاعراف 53
قوله تعالى: { هل ينظرون إلا تأويله} بالهمز، من آل. وأهل المدينة يخففون الهمزة. والنظر : الانتظار، أي هل ينتظرون إلا ما وعدوا به في القرآن من العقاب والحساب. وقيل { ينظرون} من النظر إلى يوم القيامة. فالكناية في { تأويله} ترجع إلى الكتاب. وعاقبة الكتاب ما وعد الله فيه من البعث والحساب. وقال مجاهد { تأويله} جزاؤه، أي جزاء تكذيبهم بالكتاب. قال قتادة { تأويله} عاقبته. والمعنى متقارب. { يوم يأتي تأويله} أي تبدو عواقبه يوم القيامة. و { يوم} منصوب بـ { يقول} ، أي يقول الذين نسوه من قبل يوم يأتي تأويله. { قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء} استفهام فيه معنى التمني. { فيشفعوا} نصب لأنه جواب الاستفهام. { لنا أو نرد} قال الفراء : المعنى أو هل نرد { فنعمل غير الذي كنا نعمل} قال الزجاج : نرد عطف على المعنى، أي هل يشفع لنا أحد أو نرد. وقرأ ابن إسحاق { أو نرد فنعمل} بالنصب فيهما. والمعنى إلا أن نرد؛ كما قال : فقلت له لا تبك عينك إنما ** نحاول ملكا أو نموت فنعذرا وقرأ الحسن { أو نرد فنعمل} برفعهما جميعا. { قد خسروا أنفسهم} أي فلم ينتفعوا بها، وكل من لم ينتفع بنفسه فقد خسرها. وقيل : خسروا النعم وحظ أنفسهم منها. { وضل عنهم ما كانوا يفترون} أي بطل ما كانوا يقولون من أن مع الله إلها آخر.
تفسير القرطبي
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:18
(( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )) الاعراف 54
{ إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } من أيام الدنيا، أي في قدرها لأنه لم يكن ثَمَّ شمس ولو شاء خلقهم في لمحة، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبيت { ثم استوى على العرش } هو في اللغة: سرير الملك استواء يليق به { يُغْشِي الليل النهار } مخففا ومشددا أي يغطي كلا منهما بالآخر طلبا { يطلبه حثيثا } سريعا { والشمس والقمر والنجوم } بالنصب عطفا على السماوات والرفع مبتدأ خبره { مسخرات } مذلَّلات { بأمره } بقدرته { ألا له الخلق } جميعا { والأمر } كله { تبارك } تعاظم { الله ربُّ } مالك { العالمين } .
تفسير الجلالين
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:19
(( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )) الاعراف 55
{ ادعوا ربَّكم تضرُّعا } حال تذللا { وخُفية } سرا { إنه لا يحب المعتدين } في الدعاء بالتشدق ورفع الصوت .
الجلالين
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:21
((وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )) الاعراف 56
{ ولا تُفسدوا في الأرض } بالشرك والمعاصي { بعد إصلاحها } ببعث الرسل { وادعوه خوفا } من عقابه { وطمعا } في رحمته { إن رحمة الله قريب من المحسنين } المطيعين وتذكير قريب المخبر به عن رحمة لإضافتها إلى الله .
تفسير الجلالين
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:24
(( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) الاعراف 57
{ وهو الذي يرسل الرياح نُشُرا بين يدي رحمته } أي متفرقة قدام المطر، وفي قراءة سكون الشين تخفيفا، وفي أخرى بسكونها وفتح النون مصدرا، وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون: أي مبشرا ومفرد الأولى نشور كرسول والأخيرة بشير { حتى إذا أقلت } حملت الرياح { سحابا ثقالا } بالمطر { سقناه } أي السحاب وفيه التفات عن الغيبة { لبلد ميت } لا نبات به أي لإحيائها { فأنزلنا به } بالبلد { الماء فأخرجنا به } بالماء { من كل الثمرات كذلك } الإخراج { نخرج الموتى } من قبورهم بالإحياء { لعلكم تذكرون } فتؤمنون .
تفسير الجلالين
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:26
(( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ )) الاعراف 58
{ والبلد الطيب } العذب التراب { يخرج نباته } حسنا { بإذن ربه } هذا مثل للمؤمن يسمع الموعظة فينتفع بها { والذي خبث } ترابه { لا يخرج } نباته { إلا نكدا } عسرا بمشقة وهذا مثل للكافر { كذلك } كما بينا ما ذكر { نُصرِّف } نبين { الآيات لقوم يشكرون } الله يؤمنون .
الجلالين
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:28
(( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) الاعراف 59
{ لقد } جواب قسم محذوف { أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غَيْرُِهُ } بالجر صفة لإله والرفع بدل من محله { إني أخاف عليكم } إن عبدتم غيره { عذاب يوم عظيم } هو يوم القيامة .
الجلالين
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:29
(( قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) الاعراف 60
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ الْمَلَأ مِنْ قَوْمه إِنَّا لَنَرَاك فِي ضَلَال مُبِين } وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ جَوَاب مُشْرِكِي قَوْم نُوح لِنُوح , وَهُمْ الْمَلَأ - وَالْمَلَأ : الْجَمَاعَة مِنْ الرِّجَال لَا اِمْرَأَة فِيهِمْ - أَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ حِين دَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَة اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ : { إِنَّا لَنَرَاك } يَا نُوح { فِي ضَلَال مُبِين } يَعْنُونَ : فِي أَمْر زَائِل عَنْ الْحَقّ , مُبِين زَوَاله عَنْ قَصْد الْحَدّ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ الْمَلَأ مِنْ قَوْمه إِنَّا لَنَرَاك فِي ضَلَال مُبِين } وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ جَوَاب مُشْرِكِي قَوْم نُوح لِنُوح , وَهُمْ الْمَلَأ - وَالْمَلَأ : الْجَمَاعَة مِنْ الرِّجَال لَا اِمْرَأَة فِيهِمْ - أَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ حِين دَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَة اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ : { إِنَّا لَنَرَاك } يَا نُوح { فِي ضَلَال مُبِين } يَعْنُونَ : فِي أَمْر زَائِل عَنْ الْحَقّ , مُبِين زَوَاله عَنْ قَصْد الْحَدّ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ .'
تفسير الطبري
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:31
(( قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) الاعراف 61
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ يَا قَوْم لَيْسَ بِي ضَلَالَة وَلَكِنِّي رَسُول مِنْ رَبّ الْعَالَمِينَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ نُوح لِقَوْمِهِ مُجِيبًا لَهُمْ : يَا قَوْم لَمْ آمُرْكُمْ بِمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ إِخْلَاص التَّوْحِيد لِلَّهِ وَإِفْرَاده بِالطَّاعَةِ دُون الْأَنْدَاد وَالْآلِهَة زَوَالًا مِنِّي عَنْ مَحَجَّة الْحَقّ وَضَلَالًا لِسَبِيلِ الصَّوَاب , وَمَا بِي مَا تَظُنُّونَ مِنْ الضَّلَال , وَلَكِنِّي رَسُول إِلَيْكُمْ مِنْ رَبّ الْعَالَمِينَ بِمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ إِفْرَاده بِالطَّاعَةِ وَالْإِقْرَار لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالْبَرَاءَة مِنْ الْأَنْدَاد وَالْآلِهَة . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ يَا قَوْم لَيْسَ بِي ضَلَالَة وَلَكِنِّي رَسُول مِنْ رَبّ الْعَالَمِينَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ نُوح لِقَوْمِهِ مُجِيبًا لَهُمْ : يَا قَوْم لَمْ آمُرْكُمْ بِمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ إِخْلَاص التَّوْحِيد لِلَّهِ وَإِفْرَاده بِالطَّاعَةِ دُون الْأَنْدَاد وَالْآلِهَة زَوَالًا مِنِّي عَنْ مَحَجَّة الْحَقّ وَضَلَالًا لِسَبِيلِ الصَّوَاب , وَمَا بِي مَا تَظُنُّونَ مِنْ الضَّلَال , وَلَكِنِّي رَسُول إِلَيْكُمْ مِنْ رَبّ الْعَالَمِينَ بِمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ إِفْرَاده بِالطَّاعَةِ وَالْإِقْرَار لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالْبَرَاءَة مِنْ الْأَنْدَاد وَالْآلِهَة .'
تفسير الطبري
أيمن عبد الله
2015-02-27, 21:33
(( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) الاعراف 62
الملأ : أشراف القوم ورؤساؤهم. وقد تقدم بيانه في { البقرة} . والضلال والضلالة : العدول عن طريق الحق، والذهاب عنه. أي إنا لنراك في دعائنا إلى إله واحد في ضلال عن الحق. { أبلغكم} بالتشديد من التبليغ، وبالتخفيف من الإبلاغ. وقيل : هما بمعنى واحد لغتان؛ مثل كرمه وأكرمه. { وأنصح لكم} النصح : إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة، بخلاف الغش. يقال : نصحته ونصحت له نصيحة ونصاحة ونصحا. وهو باللام أفصح. قال الله تعالى { وأنصح لكم} والاسم النصيحة. والنصيح الناصح، وقوم نصحاء. ورجل ناصح الجيب أي نقي القلب. قال الأصمعي : الناصح الخالص من العسل وغيره. مثل الناصع. وكل شيء خلص فقد نصح. وانتصح فلان أقبل على النصيحة. يقال : انتصحني إنني لك ناصح. والناصح الخياط. والنصاح السلك يخاط به. والنصاحات أيضا الجلود. قال الأعشى : فترى الشرب نشاوى كلهم ** مثل ما مدت نصاحات الربح الربح لغة في الربع، وهو الفصيل. والربح أيضا طائر. وسيأتي لهذا زيادة معنى في { براءة} إن شاء الله تعالى.
تفسير القرطبي
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-02, 14:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
أرجو أن يكون الجميع بخير يا رب أمين أمين
أرجو التوفيق للجميع وأخص أهل هذا الموضوع المبارك
رعاكم الله سبحانه
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 21:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[الأعراف/63-64]
يقول تعالى إخباراً عن نوح أنه قال لقومه: (( أو عجبتم)) الآية، أي لا تعجبوا من هذا، فإن هذا ليس بعجب أن يوحي اللّه إلى رجل منكم رحمة بكم ولطفاً وإحساناً إليكم لينذركم، ولتتقوا نقمة اللّه، ولا تشركوا به (( ولعلكم ترحمون)) ، قال اللّه تعالى: ((فكذبوه)) أي تمادوا على تكذيبه ومخالفته، وما آمن معه منهم إلا قليل كما نص عليه في موضع آخر، (( فأنجيناه والذين معه في الفلك)) أي السفينة، كما قال: (( فأنجيناه وأصحاب السفينة)) ، (( وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا)) ، كما قال: (( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون اللّه أنصاراً)) ، وقوله: (( إنهم كانوا قوما عمين)) أي عن الحق لا يبصرونه ولا يهتدون له، فبيّن تعالى في هذه القصة أنه انتقم لأوليائه من أعدائه وأنجى رسوله والمؤمنين، وأهلك أعداءهم من الكافرين، كقوله: (( إنا لننصر رسلنا)) الآية، وهذه سنّة اللّه في عباده في الدنيا والآخرة، أن العاقبة فيها للمتقين والظفر والغلب لهم، كما أهلك قوم نوح بالغرق ونجى نوحاً وأصحابه المؤمنين، وكان قوم نوح قد ضاق بهم السهل والجبل، وقال ابن أسلم: ما عذب اللّه قوم نوح إلا والأرض ملأى بهم، وليس بقعة من الأرض إلا ولها مالك وحائز. وقال ابن وهب: بلغني عن ابن عباس أنه نجي مع نوح في السفينة ثمانون رجلاً أحدهم جرهم، وكان لسانه عربياً ""رواه ابن أبي حاتم"".
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 21:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[الأعراف/67]
قوله تعالى: (( وإلى عاد أخاهم هودا)) أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا. قال ابن عباس أي ابن أبيهم. وقيل : أخاهم في القبيلة. وقيل : أي بشرا من بني أبيهم آدم. وفي مصنف أبي داود أن أخاهم هودا أي صاحبهم. وعاد من ولد سام بن نوح. قال ابن إسحاق : وعاد هو ابن عوص بن إرم بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام. وهود هو هود بن عبدالله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. بعثه الله إلى عاد نبيا. وكان من أوسطهم نسبا وأفضلهم حسبا. و (( عاد)) من لم يصرفه جعله اسما للقبيلة، ومن صرفه جعله اسما للحي. قال أبو حاتم : وفي حرف أبي وابن مسعود (( عاد الأولى)) [النجم : 50] بغير ألف. و (( هود)) أعجمي، وانصرف لخفته؛ لأنه على ثلاثة أحرف. وقد يجوز أن يكون عربيا مشتقا من هاد يهود. والنصب على البدل. وكان بين هود ونوح فيما ذكر المفسرون سبعة آباء. وكانت عاد فيما روي ثلاث عشرة قبيلة، ينزلون الرمال، رمل عالج. وكانوا أهل بساتين وزروع وعمارة، وكانت بلادهم أخصب البلاد، فسخط الله عليهم فجعلها مفاوز. وكانت فيما روي بنواحي حضرموت إلى اليمن، وكانوا يعبدون الأصنام. ولحق هود حين أهلك قومه بمن آمن معه بمكة، فلم يزالوا بها حتى ماتوا. (( إنا لنراك في سفاهة)) أي في حمق وخفة عقل. قال :
مشين كما اهتزت رماح تسفهت *** أعاليها مــــر الرياح النواسم
وقد تقدم هذا المعنى في (( البقرة)) . والرؤية هنا وفي قصة نوح قيل : هي من رؤية البصر. وقيل : ويجوز أن يراد بها الرأي الذي هو أغلب الظن.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 21:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[الأعراف/69]
قوله تعالى: { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح} { خلفاء} جمع خليفة على التذكير والمعنى، وخلائف على اللفظ، من عليهم بأن جعلهم سكان الأرض بعد قوم نوح. { وزادكم في الخلق بسطة} ويجوز { بصطة} بالصاد لأن بعدها طاء؛ أي طولا في الخلق وعظم الجسم. قال ابن عباس : كان أطولهم مائة ذراع، وأقصرهم ستين ذراعا. وهذه الزيادة كانت على خلق آبائهم. وقيل : على خلق قوم نوح. قال وهب : كان رأس أحدهم مثل قبة عظيمة، وكان عين الرجل يفرخ فيها السباع، وكذلك مناخرهم. وروى شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : أن كان الرجل من قوم عاد يتخذ المصراعين من حجارة لو اجتمع عليها خمسمائة رجل من هذه الأمة لم يطيقوه، وأن كان أحدهم ليغمز برجله الأرض فتدخل فيها. { فاذكروا آلاء الله} أي نعم الله، واحدها إلى وإلي وإلو وألى. كالآناء واحدها إنى وإني وإنو وأنى. { لعلكم تفلحون} تقدم.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 21:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[الأعراف/71]
{ قال قد وقع } وجب { عليكم من ربَّكم رجس } عذاب { وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها } أي سميتم بها { أنتم وآباؤكم } أصناما تعبدونها { ما نزَّل الله بها } أي بعبادتها { من سلطان } حجة وبرهان { فانتظروا } العذاب { إني معكم من المنتظرين } ذلكم بتكذيبكم لي فأرسلت عليهم الريح العقيم .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 21:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[الأعراف/72]
{ فأنجيناه } أي هودا { والذين معه } من المؤمنين { برحمة منا وقطعنا دابر } القوم { الذين كذبوا بآياتنا } أي استأصلناهم { وما كانوا مؤمنين } عطف على كذبوا .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
جَمِيلَة
2015-03-03, 21:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
أرجو أن يكون الجميع بخير يا رب أمين أمين
أرجو التوفيق للجميع وأخص أهل هذا الموضوع المبارك
رعاكم الله سبحانه
سلا..م
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بعودتك أخي قاسم عسى مانع غيابك لخير
أرجو أن تكون كل امورك تمام التمام وأن تكون عودتك ميمونة وطويلة الامد
حفظك الله أخي الكريم
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 21:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[الأعراف/ من 73 إلى 77]
قال علماء التفسير والنسب: ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح، أحياء من العرب العاربة قبل إبراهيم الخليل عليه السلام، وكانت ثمود بعد عاد، ومساكنهم مشهورة بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إلى تبوك في سنة تسع، قال الإمام أحمد عن ابن عمر قال: لما نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالناس على تبوك، نزل بهم الحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود، فعجنوا منها، ونصبوا لها القدور، فأمرهم النبي صلى اللّه عليه وسلم فأهراقوا القدور، وعلفوا العجين الإبل، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا، وقال: "إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم" وقال أحمد أيضاً عن عبد اللّه بن عمر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو بالحجر: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم" ""أصل هذا الحديث مخرج في الصحيحين"". قوله تعالى: { وإلى ثمود} أي ولقد أرسلنا إلى قبيلة ثمود أخاهم صالحاً { قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره} ، فجميع الرسل يدعون إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، كما قال تعالى: { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} ، وقوله: { قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة اللّه لكم آية} ، أي قد جاءتكم حجة من اللّه على صدق ما جئتكم به، وكانوا هم الذين سألوا صالحاً أن يأتيهم بآية، واقترحوا عليه بأن تخرج لهم من صخرة صماء عينوها بأنفسهم، وهي صخرة منفردة في ناحية الحجر يقال لها الكاتبة، فطلبوا منه أن يخرج لهم منها ناقة عشراء تمخض، فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق، لئن أجابهم اللّه إلى طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنه، فلما أعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم، قام صالح عليه السلام إلى صلاته ودعا اللّه عزَّ وجلَّ، فتحركت تلك الصخرة، ثم انصدعت عن ناقة جوفاء وبراء، يتحرك جنينها بين جنبيها، كما سألوا، فعند ذلك آمن رئيسهم ( جندع بن عمرو )ومن كان معه على أمره، وأقامت الناقة وفصيلها بعدما وضعته بين أظهرهم مدة تشرب من بئرها يوماً، وتدعه لهم يوماً، وكانوا يشربون لبنها يوم شربها، يحتلبونها، فيملؤون ما شاءوا من أوعيتهم وأوانيهم، كما قال في الآية الأخرى: { ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر} ، وقال تعالى: { هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} ، وكانت تسرح في بعض تلك الأودية ترد من فج وتصدر من غيره ليسعها لأنها كانت تتضلع من الماء، وكانت على ما ذكر خلقاً هائلاً ومنظراً رائعاً، إذا مرت بأنعامهم نفرت منها، فلما طال عليهم واشتد تكذيبهم لصالح النبي عليه السلام عزموا على قتلها ليستأثروا بالماء كل يوم، فيقال: إنهم اتفقوا كلهم على قتلها، قال قتادة: بلغني أن الذي قتلها طاف عليهم كلهم أنهم راضون بقتلها، حتى على النساء في خدورهن وعلى الصبيان، قلت: وهذا هو الظاهر لقوله تعالى: { فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها} ، وقال: { وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها} ، وقال: { فعقروا الناقة} ، فأسند ذلك على مجموع القبيلة، فدل على رضى جميعهم بذلك، واللّه أعلم. وذكر ابن جرير وغيره من علماء التفسير: أن سبب قتلها أن امرأة منهم يقال لها عنيزة وتكنى أم عثمان، كانت عجوزاً كافرة، وكانت من أشد الناس عداوة لصالح عليه السلام، وكانت لها بنات حسان ومال جزيل، وكان زوجها ذؤاب بن عمرو أحد رؤساء ثمود، وامرأة أخرى يقال لها صدقة ذات حسب ومال وجمال، وكانت تحت رجل مسلم من ثمود ففارقته، فكانتا تجعلان جعلاً لمن التزم لهما بقتل الناقة فدعت صدقة رجلاً يقال له: الحباب، فعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة، فأبى عليها، فدعت ابن عم لها يقال له: مصدع بن المحيا فأجابها إلى ذلك، ودعت عنيزة بنت غنم قدار بن سالف وكان رجلاً أحمر أزرق قصيراً يزعمون أنه كان ولد زانية، وقالت له: أعطيك أي بناتي شئت على أن تعقر الناقة، فعند ذلك انطلق قدار بن سالف و مصدع بن المحيا فاستغويا غواة من ثمود، فاتبعهما سبعة نفر، فصاروا تسعة رهط، وهم الذين قال فيهم اللّه تعالى: { وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} وكانوا رؤساء في قومهم، فاستمالوا القبيلة الكافرة بكمالها، فطاوعتهم على ذلك، فانطلقوا فرصدوا الناقة حين صدرت عن الماء وقد كمن لها قدار بن سالف في أصل صخرة على طريقها، وكمن لها مصدع في أصل أخرى، فمرت على مصدع فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها، وخرجت بنت غنم عنيزة، وأمرت ابنتها - وكانت من أحسن الناس وجهاً - فسفرت عن وجهها لقدار وزمرته، وشد عليها قدار بالسيف فكشف عن عرقوبها، فخرت ساقطة إلى الأرض، ورغت رغاة واحدة تحذر سقبها، ثم طعن في لبّتها فنحرها، وانطلق سقبها وهو فصيلها حتى أتى جبلاً منيعاً، فصعد أعلى صخرة فيه ورغا. فلما فعلوا ذلك وفرغوا من عقر الناقة وبلغ الخبر صالحاً عليه السلام جاءهم وهم مجتمعون، فلما رأى الناقة بكى وقال: { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} الآية، وكان قتلهم الناقة يوم الأربعاء، فلما أمسى أولئك التسعة الرهط عزموا على قتل صالح، وقالوا: إن كان صادقاً عجلناه قبلنا، وإن كان كاذباً ألحقناه بناقته { قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون} ، فلما عزموا على ذلك وتواطأوا عليه وجاؤوا من الليل ليفتكوا بنبي اللّه، فأرسل اللّه سبحانه وتعالى - وله العزة ولرسوله - عليهم حجارة فرضختهم سلفاً وتعجيلاً قبل قومهم، وأصبح ثمود يوم الخميس - وهو اليوم الأول من أيام النظرة - ووجوههم مصفرة، كما وعدهم صالح عليه السلام، وأصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل - وهو يوم الجمعة - ووجوههم محمرة، وأصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع - وهو يوم السبت - ووجوههم مسودة، فلما أصبحوا من يوم الأحد، وقد تحنطوا وقعدوا ينتظرون نقمة اللّه وعذابه - عياذاً باللّه من ذلك - لا يدرون ماذا يفعل بهم، ولا كيف يأتيهم العذاب، وأشرقت الشمس، جاءتهم صيحة من السماء ورجفة شديدة من أسفل منهم، ففاضت الأرواح وزهقت النفوس في ساعة واحدة. { فأصبحوا في دارهم جاثمين} أي صرعى لا أرواح فيهم، ولم يفلت منهم أحد لا صغير ولا كبير، لا ذكر ولا أنثى، ولم يبق من ذرية ثمود أحد سوى صالح عليه السلام ومن تبعه رضي اللّه عنهم، إلا أن رجلاً يقال له أبو رغال""كان لما وقعت النقمة بقومه مقيماً إذ ذاك في الحرم فلم يصبه شيء، فلما خرج في بعض الأيام إلى الحل جاءه حجر من السماء فقتله.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 22:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/81]
يقول تعالى ولقد أرسلنا { لوطا} أو تقديره واذكر { لوطا إذ قال لقومه} ولوط هو ابن هاران بن آزر، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل عليهما السلام وكان قد آمن مع إبراهيم عليه السلام وهاجر معه إلى أرض الشام فبعثه اللّه إلى أهل سدوم، وما حولها من القرى، يدعوهم إلى اللّه عزَّ وجلَّ ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عما كانوا يرتكبونه من المآثم والمحارم والفواحش التي اخترعوها لم يسبقهم بها أحد من بني آدم ولا غيرهم، وهو إتيان الذكور دون الإناث، وهذا شيء لم يكن بنو آدم تعهده ولا تألفه، ولا يخطر ببالهم، حتى صنع ذلك أهل سدوم عليهم لعائن اللّه. قال عمرو بن دينار في قوله { ما سبقكم بها من أحد من العالمين} قال: ما نزا ذكر على ذكر حتى كان يوم لوط؛ وقال الوليد بن عبد الملك: لولا أن اللّه عزَّ وجلَّ قص علينا خبر قوم لوط، ما ظننت أن ذكراً يعلو ذكراً، ولهذا قال لهم لوط عليه السلام: { أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء} أي عدلتم عن النساء وما خلق لكم ربكم منهن إلى الرجال، وهذا إسراف منكم وجهل، لأنه وضع الشيء في غير محله، ولهذا قال لهم في الآية الأخرى: { هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين} فأرشدهم إلى نسائهم فاعتذروا إليه بأنهم لا يشتهونهن، { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} أي لقد علمت أنه لا أَرَبَ [حاجة/رغبة] لنا في النساء ولا إرادة وإنك لتعلم مرادنا من أضيافك، وذكر المفسرون أن الرجال كانوا قد استغنى بعضهم ببعض وكذلك نساؤهم كن قد استغنين بعضهن ببعض أيضاً.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 22:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/82-83]
قوله تعالى: { وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم} أي لوطا وأتباعه. ومعنى { يتطهرون} عن الإتيان في هذا المأتى. يقال : تطهر الرجل أي تنزه عن الإثم. قال قتادة : عابوهم والله بغير عيب. { من الغابرين} أي الباقين في عذاب الله؛ قال ابن عباس وقتادة. غبر الشيء إذا مضى، وغبر إذا بقي. وهو من الأضداد. وقال قوم : الماضي عابر بالعين غير معجمة. والباقي غابر بالغين معجمة. حكاه ابن فارس في المجمل. وقال الزجاج { من الغابرين} أي من الغائبين عن النجاة وقيل : لطول عمرها. قال النحاس : وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى من المعمرين؛ أي أنها قد هرمت. والأكثر في اللغة أن يكون الغابر الباقي؛ قال الراجز :
فما ونى محمد مُذْ أنْ غَفر *** له الإله ما مضى وما غبر
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 22:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/84]
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَأَمْطَرْنَا عَلَى قَوْم لُوط الَّذِينَ كَذَّبُوا لُوطًا وَلَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ مَطَرًا مِنْ حِجَارَة مِنْ سِجِّيل أَهْلَكْنَاهُمْ بِهِ .' { فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الْمُجْرِمِينَ } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : فَانْظُرْ يَا مُحَمَّد إِلَى عَاقِبَة هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَّبُوا اللَّه وَرَسُوله مِنْ قَوْم لُوط , فَاجْتَرَمُوا مَعَاصِي اللَّه وَرَكِبُوا الْفَوَاحِش وَاسْتَحَلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّه مِنْ أَدْبَار الرِّجَال , كَيْفَ كَانَتْ وَإِلَى أَيّ شَيْء صَارَتْ ! هَلْ كَانَتْ إِلَّا الْبَوَار وَالْهَلَاك ؟ فَإِنَّ ذَلِكَ أَوْ نَظِيره مِنْ الْعُقُوبَة , عَاقِبَة مِنْ كَذَّبَك وَاسْتَكْبَرَ عَنْ الْإِيمَان بِاَللَّهِ وَتَصْدِيقك إِنْ لَمْ يَتُوبُوا , مِنْ قَوْمك
تفسير الإمام الطبري رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 22:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/85]
{ و } أرسلنا { إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة } معجزة { من ربكم } على صدقي { فأوفوا } أتموا { الكيل والميزان ولا تبخسوا } تنقصوا { الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض } بالكفر والمعاصي { بعد إصلاحها } ببعث الرسل { ذلكم } المذكور { خير لكم إن كنتم مؤمنين } مريدي الإيمان فبادروا إليه .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
****
{ قد جاءتكم بينة من ربكم} ، أي قد أقام اللّه الحجج والبينات على صدق ما جئتكم به، ثم وعظهم في معاملتهم الناس بأن يوفوا المكيال والميزان ولا يبخسوا الناس أشياءهم، أي لا يخونوا الناس في أموالهم ويأخذوها على وجه البخس، وهو نقص المكيال والميزان خفية وتدليساً، كما قال تعالى: { ويل للمطففين - إلى قوله - لرب العالمين} وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد، نسأل اللّه العافية منه، ثم قال تعالى إخباراً عن شعيب الذي يقال له خطيب الأنبياء لفصاحة عبارته وجزالة موعظته.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-03, 22:26
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بعودتك أخي قاسم عسى مانع غيابك لخير
أرجو أن تكون كل امورك تمام التمام وأن تكون عودتك ميمونة وطويلة الامد
حفظك الله أخي الكريم
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
سلام عليكم طبتم،..
شكر الله لك وبارك فيك وأنعم عليك وأحسن إليك
أختنا المباركة الكريمة "جميلة "
الحمد لله على كل حال أنا بخير ولله الحمد والمنة..
إن شاء الله،.. نسأل الله أن تدوم أعمارنا لإتمام هذا الموضوع الطيب
نسأل الله أن تكونوا جميعا بخير
حفظك الله وأسرتك وسائر أهلك ونخص الوالدة الكريمة
عذرا على تأخر ردي
سلا..م
جَمِيلَة
2015-03-03, 22:43
سلام عليكم طبتم،..
شكر الله لك وبارك فيك وأنعم عليك وأحسن إليك
أختنا المباركة الكريمة "جميلة "
الحمد لله على كل حال أنا بخير ولله الحمد والمنة..
إن شاء الله،.. نسأل الله أن تدوم أعمارنا لإتمام هذا الموضوع الطيب
نسأل الله أن تكونوا جميعا بخير
حفظك الله وأسرتك وسائر أهلك ونخص الوالدة الكريمة
عذرا على تأخر ردي -لا بأس أخي لا تعتذر على راحتك-
سلا..م
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0194.gif
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العفو أخي قاسم الحمد لله على السلامة والحمد لله أن سمعنا عنك أخبارا طيبة
أسأل الله ان يهبك عمرا ملؤه طاعة وعبادة له عز وجل وأن يقدر لك ما فيه خير لك وأن لا يحرمك من احباءك ما حييت
شكرا لك على الدعاء لنا رزقك الله نصيبا من دعاءك وزيادة
بارك الله فيك
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0194.gif
رحيق الكلمات
2015-03-03, 22:50
السلام عليكم
تحيتي لكل الاخوة والاخوات
بارك الله مجهود الجميع
واهلا بأخي قاسم عودة ميمونة
نحمد الله انكم بألف خير
اختكم نور
الإدريسي العلوي
2015-03-03, 23:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كيف حالك أخي قاسم؟
أتمنى أن تكون بخير وعافية
ظننت أنك تركتنا:mad::mad::mad:
الحمد لله على رجوعك
أخوك الإدريسي العلوي:19::19::19:
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 21:13
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0194.gif
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العفو أخي قاسم الحمد لله على السلامة والحمد لله أن سمعنا عنك أخبارا طيبة
أسأل الله ان يهبك عمرا ملؤه طاعة وعبادة له عز وجل وأن يقدر لك ما فيه خير لك وأن لا يحرمك من احبائك ما حييت
شكرا لك على الدعاء لنا رزقك الله نصيبا من دعائك وزيادة
بارك الله فيك
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0194.gif
سلام عليكم طبتم،..
بارك الله فيك وفي أهلك أختنا الكريمة
آمين آمين آمين
ولكم بالمثل بإذن الله
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 21:17
السلام عليكم
تحيتي لكل الاخوة والاخوات
بارك الله مجهود الجميع
واهلا بأخي قاسم عودة ميمونة
نحمد الله انكم بألف خير
اختكم نور
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
وفيك البركة والخير بإذن الله أختنا الفاضلة الأستاذة نور
شكر الله لك وأحسن إليك الحمد لله ونرجو أن تكونوا جميعا بألف ألف خير.. أخجلتم روحنا بترحابكم مع أننا أضمرنا التعريج عليكم جميعا في مضاربكم..
نسال الله أن نكون وإياكم أعوانا على الخير دائما
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 21:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كيف حالك أخي قاسم؟
أتمنى أن تكون بخير وعافية
ظننت أنك تركتنا:mad::mad::mad:
الحمد لله على رجوعك
أخوك الإدريسي العلوي:19::19::19:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
والله أنا بخير ولله الحمد وإني أستأنس بدعواتكم في ظهر الغيب فأنا أحوج إليها والله فلا تحرمونا من دعواتكم الصالحة..
لو تركتكم لودعتكم بل هي دهاليز مرت بسلام والحمد لله اجتزناها
لن يغيّبنا للأبد إلا هادم اللذات
هنيئا لك اسمك الجديد أخي الكريم الفاضل الحبيب
العلوي الإدريسي الهاشمي "جساس"
رعاك الله
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 21:50
ماشاء الله
بارك الله فيك
شكرا على كل هذه المعلومات
شكرا جزيلا
فكرة طيبة ما شاء الله
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
ماشاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
وفيكم البركة جميعا أيها الطيبون الكرام
شكر الله لكم تشجيعاتتكم
وجعلها في موازينكم ولكم أن تشاركونا إن شئتم
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 21:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/86-87]
((وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ۖ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ* وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم اللّه بيننا وهو خير الحاكمين ))
ينهاهم شعيب عليه السلام عن قطع الطريق الحسي والمعنوي بقوله: { ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} أي تتوعدون الناس بالقتل إن لم يعطوكم أموالهم. قال السدي: كانوا عشارين، وعن ابن عباس ومجاهد { ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} : أي تتوعدون المؤمنين الآتين إلى شعيب ليتبعوه، والأول أظهر، لأنه قال: { بكل صراط} وهو الطريق، وهذا الثاني هو قوله: { وتصدون عن سبيل اللّه من آمن به وتبغونها عوجا} أي وتودون أن تكون سبيل اللّه عوجاً مائلة، { واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم} أي كنتم مستضعفين لقلتكم فصرتم أعزة لكثرة عددكم، فاذكروا نعمة اللّه عليكم في ذلك، { وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين} أي من الأمم الخالية والقرون الماضية وما حل بهم من العذاب والنكال باجترائهم على معاصي اللّه وتكذيب رسله، وقوله: { وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا} أي قد اختلفتم علي { فاصبروا} أي انتظروا { حتى يحكم اللّه بيننا} وبينكم أي يفصل { وهو خير الحاكمين} ، فإنه سيجعل العاقبة للمتقين والدمار على الكافرين.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 22:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/88-89]
((قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ*
قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ))
هذا خبر من اللّه تعالى عما واجهت به الكفار نبيه شعيباً ومن معه من المؤمنين وتوعدهم إياه ومن معه بالنفي عن القرية أو الإكراه على الرجوع في ملتهم والدخول معهم فيما هم فيه، وهذا خطاب مع الرسول؛ والمراد أتباعه الذين كانوا معه على الملة، وقوله: { أولو كنا كارهين} ؟ يقول: أو أنتم فاعلون ذلك ولو كنا كارهين ما تدعونا إليه، فإنا إن رجعنا إلى ملتكم ودخلنا معكم فيما أنتم فيه فقد أعظمنا الفرية على اللّه، في جعل الشركاء معه أنداداً، وهذا تنفير منه على اتباعهم { وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء اللّه ربنا} ، وهذا رد إلى اللّه مستقيم فإنه يعلم كل شيء وقد أحاط بكل شيء علماً، { على اللّه توكلنا} أي في أمورنا ما نأتي منها وما نذر، { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} ، أي احكم بيننا وبين قومنا وانصرنا عليهم، { وأنت خير الفاتحين} أي خير الحاكمين، فإنك العادل الذي لا يجور أبداً.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 22:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/90-92]
((وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ*الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۚ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ))
يخبر تعالى عن شدة كفرهم وتمردهم وعتوهم وما هم فيه من الضلال، وما جبلت عليه قلوبهم من المخالفة للحق، ولهذا أقسموا وقالوا: { لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون} ، فلهذا عقبه بقوله: { فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين} ، أخبر تعالى هنا أنهم أخذتهم الرجفة، وذلك كما أرجفوا شعيباً وأصحابه وتوعدهم بالجلاء كما أخبر عنهم في سورة هود، فقال: { ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين} ، والمناسبة هناك - واللّه أعلم - أنهم لما تهكموا به في قولهم { أصلاتك تأمرك} ؟ الآية، فجاءت الصيحة فأسكتتهم، وقال تعالى إخباراً عنهم في سورة الشعراء { فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم} ، وما ذاك إلا لأنهم قالوا له في سياق القصة: { فأسقط علينا كسفا من السماء} الآية، فأخبر أنه أصابهم عذاب يوم الظلة، وقد اجتمع عليهم ذلك كله أصابهم عذاب يوم الظلة، وهي سحابة أظلتهم، فيها شر من نار ولهب ووهج عظيم، ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم، فزهقت الأرواح، وفاضت النفوس، وخمدت الأجسام { فأصبحوا في دارهم جاثمين} . ثم قال تعالى: { كأن لم يغنوا فيها} أي كأنهم لما أصابتهم النقمة لم يقيموا بديارهم التي أرادوا إجلاء الرسول وصحبه منها. ثم قال تعالى مقابلاً لقيلهم: { الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين}.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 22:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/94]
((وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ))
{ وما أرسلنا في قرية من نبي } فكذبوا { إلا أخذنا } عاقبنا { أهلها بالبأساء } شدة الفقر { والضرَّاء } المرض { لعلهم يضَّرَّعون } يتذللون فيؤمنون .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 22:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/95]
(( ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ))
{ ثم بدَّلنا } أعطيناهم { مكان السيئة } العذاب { الحسنة } الغنى والصحة { حتى عفوا } كثروا { وقالوا } كفرا للنعمة { قد مس آباءنا الضرَّاء والسرَّاء } كما مسنا وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من الله فكونوا على ما أنتم عليه قال تعالى: { فأخذناهم } بالعذاب { بغتة } فجأة { وهم لا يشعرون } بوقت مجيئه قبله .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-04, 22:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/96-99]
((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ*أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ *أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ*أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ))
وقوله تعالى: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا} أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل، وصدقت به واتبعوه، واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} ، أي قطر السماء ونبات الأرض، وقال تعالى: { ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم، ثم قال تعالى مخوفاً ومحذراً من مخالفة أوامره والتجرؤ على زواجره { أفأمن أهل القرى} أي الكافرة { أن يأتيهم بأسنا} أي عذابنا ونكالنا، { بياتا} أي ليلاً { وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون} أي في حال شغلهم وغفلتهم، { أفأمنوا مكر الله} أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم، وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم، { فلا يأمن مكر اللّه إلا القوم الخاسرون} ، ولهذا قال الحسن البصري رحمه اللّه: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-06, 23:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/105-106]
يخبر تعالى عن مناظرة موسى لفرعون وإلجامه إياه بالحجة، وإظهاره الآيات البينات بحضرة فرعون وقومه من قبط مصر، فقال تعالى: { وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين} أي أرسلني الذي هو خالق كل شيء وربه ومليكه { حقيق على أن لا أقول على اللّه إلا الحق} ، قال بعضهم: معناه حقيق بأن لا أقول على اللّه إلا الحق، أي جدير بذلك وحري به، قالوا: والباء وعلى يتعاقبان، يقال: رميت بالقوس وعلى القوس، وقال بعض المفسرين: معناه حريص على أن لا أقول على اللّه إلا الحق، وقرأ آخرون من أهل المدينة: حقيق عليَّ، بمعنى واجب وحق عليَّ ذلك، أن لا أخبر عنه إلا بما هو حق وصدق، لما أعلم من جلاله وعظيم شأنه، { قد جئتكم ببينة من ربكم} أي بحجة قاطعة من اللّه أعطانيها دليلاً على صدقي فيما جئتكم به، { فأرسل معي بني إسرائيل} أي أطلقهم من أسرك وقهرك ودعهم وعبادة ربهم، فإنهم من سلالة نبي كريم (إسرائيل )وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن، { قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين} أي قال فرعون: لست بمصدقك فيما قلت، ولا بمعطيك فيما طلبت، فإن كانت معك حجة فأظهرها لنراها إن كنت صادقاً فيما ادعيت.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-06, 23:07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/107-108]
قال ابن عباس: { فألقى عصاه} فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها، مسرعة إلى فرعون، فلما رآها فرعون أنها قاصدة إليه اقتحم عن سريره، واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل، وقال قتادة: تحولت حية عظيمة مثل المدينة، قال السدي في قوله { فإذا هي ثعبان مبين} : الثعبان الذكر من الحيات، فاتحة فاها، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه، فلما رآها ذعر منها ووثب وأحدث، وصاح: يا موسى خذها وأنا أؤمن بك، وأرسل معك بني إسرائيل، فأخذها موسى عليه السلام فعادت عصا، وقوله { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين} : أي أخرج يده من درعه بعدما أدخلها فيه، فإذا هي بيضاء تلألأ من غير برص ولا مرض، كما قال تعالى: { وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} الآية. وقال ابن عباس { من غير سوء} يعني من غير برص، ثم أعادها إلى كمه، فعادت إلى لونها الأول.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-06, 23:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/109]
((قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ))
أي قال الملأ وهم الجمهور والسادة من قوم فرعون موافقين لقول فرعون فيه بعدما رجع إليه روعه واستقر على سرير مملكته، بعد ذلك قال للملأ حوله: { إن هذا لساحر عليم} فوافقوه، وقالوا كمقالته، وتشاوروا في أمره كيف يصنعون في أمره، وكيف تكون حيلتهم في إطفاء نوره، وإخماد كلمته وظهور كذبه وافترائه، وتخوفوا أن يستميل الناس بسحره فيما يعتقدون فيكون ذلك سبباً لظهوره عليهم، وإخراجه إياهم من أرضهم، والذي خافوا منه وقعوا فيه كما قال تعالى: { ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} فلما تشاوروا في شأنه وائتمروا بما فيه اتفق رأيهم على ما حكاه اللّه تعالى عنهم.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-06, 23:15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/111]
((قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ))
قال ابن عباس: { أرجه} أخره: وقال قتادة: احبسه { وأرسل} أي ابعث، { في المدائن} أي في الأقاليم ومدائن ملكك { حاشرين} أي من يحشر لك السحرة من سائر البلاد ويجمعهم، وقد كان السحر في زمانهم غالباً كثيراً ظاهراً، واعتقد من اعتقد منهم، وأوهم منهم أن ما جاء موسى به عليه السلام من قبيل ما تشعبذه سحرتهم، فلهذا جمعوا له السحرة ليعارضوا بنظير ما أراهم من البينات، كما أخبر تعالى عن فرعون حيث قال: { أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى، فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى} .
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-06, 23:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/113]
((وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ))
قوله تعالى: { وجاء السحرة فرعون} وحذف ذكر الإرسال لعلم السامع. قال ابن عبدالحكم : كانوا اثني عشر نقيبا، مع كل نقيب عشرون عريفا، تحت يدي كل عريف ألف ساحر. وكان رئيسهم شمعون في قول مقاتل بن سليمان. وقال ابن جريج : كانوا تسعمائة من العريش والفيوم والإسكندرية أثلاثا. وقال ابن إسحاق : كانوا خمسة عشر ألف ساحر؛ وروي عن وهب. وقيل : كانوا اثني عشر ألفا. وقال ابن المنكدر : ثمانين ألفا. وقيل : أربعة عشر ألفا. وقيل : كانوا ثلاثمائة ألف ساحر من الريف، وثلاثمائة ألف ساحر من الصعيد، وثلاثمائة ألف ساحر من الفيوم وما والاها. وقيل : كانوا سبعين رجلا. وقيل : ثلاثة وسبعين؛ فالله أعلم. وكان معهم فيما روي حبال وعصي يحملها ثلاثمائة بعير. فالتقمت الحية ذلك كله. قال ابن عباس والسدي : كانت إذا فتحت فاها صار شدقها ثمانين ذراعا؛ واضعة فكها الأسفل على الأرض، وفكها الأعلى على سور القصر. وقيل : كان سعة فمها أربعين ذراعا؛ فالله أعلم. فقصدت فرعون لتبتلعه، فوثب من سريره فهرب منها واستغاث بموسى؛ فأخذها فإذا هي عصا كما كانت. قال وهب : مات من خوف العصا خمسة وعشرون ألفا. { قالوا إن لنا لأجرا} أي جائزة ومالا. ولم يقل فقالوا بالفاء؛ لأنه أراد لما جاءوا قالوا. وقرئ { إن لنا} على الخبر. وهي قراءة نافع وابن كثير. ألزموا فرعون أن يجعل لهم مالا إن غلبوا. فقال لهم فرعون { نعم وإنكم لمن المقربين} أي لمن أهل المنزلة الرفيعة لدينا، فزادهم على ما طلبوا. وقيل : إنهم إنما قطعوا ذلك لأنفسهم في حكمهم إن غلبوا. أي قالوا : يجب لنا الأجر إن غلبنا. وقرأ الباقون بالاستفهام على جهة الاستخبار. استخبروا فرعون : هل يجعل لهم أجرا إن غلبوا أو لا؛ فلم يقطعوا على فرعون بذلك، إنما استخبروه هل يفعل ذلك؛ فقال لهم { نعم} لكم الأجر والقرب إن غلبتم.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-07, 22:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/115-116-117]
تأدبوا مع موسى عليه السلام فكان ذلك سبب إيمانهم. و { أن} في موضع نصب عند الكسائي والفراء، على معنى إما أن تفعل الإلقاء. ومثله قول الشاعر : قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا { قال ألقوا} قال الفراء : في الكلام حذف. والمعنى : قال لهم موسى إنكم لن تغلبوا ربكم ولن تبطلوا آياته. وهذا من معجز القرآن الذي لا يأتي مثله في كلام الناس، ولا يقدرون عليه. يأتي اللفظ اليسير بجمع المعاني الكثيرة. وقيل : هو تهديد. أي ابتدءوا بالإلقاء، فسترون ما يحل بكم من الافتضاح؛ إذا لا يجوز على موسى أن يأمرهم بالسحر. وقيل : أمرهم بذلك ليبين كذبهم وتمويههم. { فلما ألقوا} أي الحبال والعصي { سحروا أعين الناس} أي خيلوا لهم وقلبوها عن صحة إدراكها، بما يتخيل من التمويه الذي جرى مجرى الشعوذة وخفة اليد. كما تقدم في البقرة بيانه. ومعنى { عظيم} أي عندهم؛ لأنه كان كثيرا وليس بعظيم على الحقيقة. قال ابن زيد : كان الاجتماع بالإسكندرية فبلغ ذنب الحية وراء البحيرة. وقال غيره : وفتحت فاها فجعلت تلقف - أي تلتقم - ما ألقوا من حبالهم وعصيهم. وقيل : كان ما ألقوا حبالا من أدم فيها زئبق فتحركت وقالوا هذه حيات. وقرأ حفص { تلْقَف} بإسكان اللام والتخفيف. جعله مستقبل لقف يلقف. قال النحاس : ويجوز على هذه القراءة { تلقف} لأنه من لقف. وقرأ الباقون بالتشديد وفتح اللام، وجعلوه مستقبل تلَقَّف؛ فهي تتلقف. يقال : لقفت الشيء وتلقفته إذا أخذته أو بلعته. تلقف وتلقم وتلهم بمعنى واحد. قال أبو حاتم : وبلغني في بعض القراءات { تلقَّم} بالميم والتشديد. قال الشاعر :
أنت عصا موسى التي لم تزل *** تلقــــــــم ما يأفكه الساحر
ويروى : تلقف. { ما يأفكون} أي ما يكذبون، لأنهم جاءوا بحبال وجعلوا فيها زئبقا حتى تحركت.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-07, 22:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/118]
(( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))
{ فوقع الحق } ثبت وظهر { وبطل ما كانوا يعملون } من السحر .
[الأعراف/119]
((فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ))
{ فغُلبوا } أي فرعون وقومه { هنالك وانقلبوا صاغرين } صاروا ذليلين .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
[الأعراف/120]
((وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ))
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأُلْقِيَ السَّحَرَة سَاجِدِينَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَأُلْقِيَ السَّحَرَة عِنْدَمَا عَايَنُوا مِنْ عَظِيم قُدْرَة اللَّه , سَاقِطِينَ عَلَى وُجُوههمْ , سُجَّدًا لِرَبِّهِمْ .
تفسير الإمام الطبري رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-07, 22:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/123]
((قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ))
قوله تعالى: { قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم} إنكار منه عليهم. { إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها} أي جرت بينكم وبينه مواطأة في هذا لتستولوا على مصر، أي كان هذا منكم في مدينة مصر قبل أن تبرزوا إلى هذه الصحراء { فسوف تعلمون} تهديدا لهم.
[الأعراف/124]
((لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ))
قال ابن عباس : كان فرعون أول من صلب، وقطع الأيدي والأرجل من خلاف، الرجل اليمنى واليد اليسرى، واليد اليمنى والرجل اليسرى، عن الحسن.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
~^"لميس نجاح"^~
2015-03-24, 15:51
شكرا لك على الموضوع المميز جعله الله لك في ميزان حسناتك
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-27, 15:32
شكرا لك على الموضوع المميز جعله الله لك في ميزان حسناتك
سلام عليكم طبتم،..
وجعلك من أهل القرآن وأحباب الرحمن رعاك ربي وسلّمك
جزاك الله خيرا ولك بمثل ما دعوت لإخوانك
سلا..م
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-27, 22:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/127-128]
قوله تعالى: { وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض} أي بإيقاع الفرقة وتشتيت الشمل. { ويذرك} بنصب الراء جواب الاستفهام، والواو نائبة عن الفاء. { وآلهتك} قال الحسن : كان فرعون يعبد الأصنام، فكان يعبد ويعبد. قال سليمان التيمي : بلغني أن فرعون كان يعبد البقر. قال التيمي : فقلت للحسن هل كان فرعون يعبد شيئا؟ قال نعم؛ إنه كان يعبد شيئا كان قد جعل في عنقه. وقيل : معنى { وآلهتك} أي وطاعتك، كما قيل في قوله { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} [التوبة : 31] إنهم ما عبدوهم ولكن أطاعوهم؛ فصار تمثيلا. وقرأ نعيم بن ميسرة { ويذرك} بالرفع على تقدير وهو يذرك. وقرأ الأشهب العقيلي { ويذرك} مجزوما مخفف يذرك لثقل الضمة. وقرأ أنس بن مالك { ونذرك} بالرفع والنون. أخبروا عن أنفسهم أنهم يتركون عبادته إن ترك موسى حيا. وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس والضحاك { وإلا هتك} ومعناه وعبادتك. وعلى هذه القراءة كان يعبد ولا يعبد، أي ويترك عبادته لك. قال أبو بكر الأنباري : فمن مذهب أصحاب هذه القراءة أن فرعون لما قال { أنا ربكم الأعلى} [النازعات : 24] و { ما علمت لكم من إله غيري} [القصص : 38] نفى أن يكون له رب و إلاهة. فقيل له : ويذرك وإلاهتك؛ بمعنى ويتركك وعبادة الناس لك. وقراءة العامة { وآلهتك} كما تقدم، وهي مبنية على أن فرعون ادعى الربوبية في ظاهر أمره وكان يعلم أنه مربوب. ودليل هذا قوله عند حضور الحمام { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} [يونس : 90] فلم يقبل هذا القول منه لما أتى به بعد إغلاق باب التوبة. وكان قبل هذا الحال له إله يعبده سرا دون رب العالمين جل وعز؛ قال الحسن وغيره. وفي حرف أبي { أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض وقد تركوك أن يعبدوك} . وقيل { وإلا هتك} قيل : كان يعبد بقرة، وكان إذا استحسن بقرة أمر بعبادتها، وقال : أنا ربكم ورب هذه. ولهذا قال { فأخرج لهم عجلا جسدا} [طه : 88]. ذكره ابن عباس والسدي. قال الزجاج : كان له أصنام صغار يعبدها قومه تقربا إليه فنسبت إليه؛ ولهذا قال { أنا ربكم الأعلى} . قال إسماعيل بن إسحاق : قول فرعون { أنا ربكم الأعلى} . يدل على أنهم كانوا يعبدون شيئا غيره. وقد قيل : إن المراد بالإلاهة على قراءة ابن عباس البقرة التي كان يعبدها. وقيل : أرادوا بها الشمس وكانوا يعبدونها. قال الشاعر : وأعجلنا الإلاهة أن توءبا ثم آنس قومه فقال { سنقتل أبناءهم} بالتخفيف، قراءة نافع وابن كثير. والباقون بالتشديد على التكثير. { ونستحيي نساءهم} أي لا تخافوا جانبهم. { وإنا فوقهم قاهرون} آنسهم بهذا الكلام. ولم يقل سنقتل موسى لعلمه أنه لا يقدر عليه. وعن سعيد بن جبير قال : كان فرعون قد ملئ من موسى رعبا؛ فكان إذا رآه بال كما يبول الحمار. ولما بلغ قوم موسى من فرعون هذا قال لهم موسى { استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء} أطمعهم في أن يورثهم الله أرض مصر. { والعاقبة للمتقين} أي الجنة لمن اتقى. وعاقبة كل شيء : آخره، ولكنها إذا أطلقت فقيل : العاقبة لفلان فهم منه في العرف الخير.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-03-27, 22:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/129]
قوله تعالى: { قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا} أي في ابتداء ولادتك بقتل الأبناء واسترقاق النساء. { ومن بعد ما جئتنا} أي والآن أعيد علينا ذلك؛ يعنون الوعيد الذي كان من فرعون. وقيل : الأذى من قبل تسخيرهم لبني إسرائيل في أعمالهم إلى نصف النهار، وإرسالهم بقيته ليكتسبوا لأنفسهم. والأذى من بعد : تسخيرهم جميع النهار كله بلا طعام ولا شراب؛ قاله جويبر. وقال الحسن : الأذى من قبل ومن بعد واحد، وهو أخذ الجزية. { قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض} { عسى} من الله واجب؛ جدد لهم الوعد وحققه. وقد استحلفوا في مصر في زمان داود وسليمان عليهما السلام، وفتحوا بيت المقدس مع يوشع بن نون؛ كما تقدم. وروي أنهم قالوا ذلك حين خرج بهم موسى وتبعهم فرعون فكان وراءهم والبحر أمامهم، فحقق الله الوعيد بأن غرق فرعون وقومه وأنجاهم. { فينظر كيف تعملون} أي يرى ذلك العمل الذي يجب به الجزاء؛ لأن الله لا يجازيهم على ما يعلمه منهم؛ إنما يجازيهم على ما يقع منهم.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
[الأعراف/131]
{ فإذا جاءتهم الحسنة } الخصب والغنى { قالوا لنا هذه } أي نستحقها ولم يشكروا عليها { وإن تصبهم سيئة } جدب وبلاء { يَطَّيَّروا } يتشاءموا { بموسى ومن معه } من المؤمنين { ألا إنما طائرهم } شؤمهم { عند الله } يأتيهم به { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أنَّ ما يصيبهم من عنده .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
اسماعيل 03
2015-04-08, 14:17
السلام1
أستسمحك أخي قاسم بهذه الإضافة من باب المشاركة في نشر الخير
فلطالما شدني موضوعك هذا بدءا من عنوانه وانتهاءا بمحتواه
جعل الله أجر كل من يمر عليه في ميزان حسناتك
*********************
وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) الزخرف
قال ابن كثير رحمه الله:
" ثم قال تعالى : ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ) أي : لولا أن يعتقد كثير من الناس الجهلة أن إعطاءنا المال دليل على محبتنا لمن أعطيناه ، فيجتمعوا على الكفر لأجل المال - هذا معنى قول ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم - ( لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ) أي سلالم ودرجا من فضة - قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي : وابن زيد ، وغيرهم - ( عليها يظهرون ) ، أي : يصعدون ..."
تفسير ابن كثير
اسماعيل 03
2015-04-13, 16:11
السلام1
( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ) (34) القصص
( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا ) وإنما قال ذلك للعقدة التي كانت في لسانه من وضع الجمرة في فيه ، ( فأرسله معي ردءا ) عونا ، يقال ردأته أي : أعنته ، قرأ نافع ( ردا ) بفتح الدال من غير همز طلبا للخفة ، وقرأ الباقون بسكون الدال مهموزا ، ( يصدقني ) قرأ عاصم ، وحمزة : برفع القاف على الحال ، أي : ردءا مصدقا ، وقرأ الآخرون بالجزم على جواب الدعاء والتصديق لهارون في قول الجميع ، قال مقاتل : لكي يصدقني فرعون ، ( إني أخاف أن يكذبون ) يعني فرعون وقومه .
تفسير البغوي
mostafagha
2015-06-02, 23:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحيق الكلمات
2015-06-04, 15:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
اشتقنا لرياض القرآن
راحة الانسان في تدبر كلام الله
نسأل الله خشوع القلب دائما وابدا
رحيق الكلمات
2015-06-04, 15:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/132]
وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)
هذا إخبار من الله عز وجل عن تمرد قوم فرعون وعتوهم وعنادهم للحق وإصرارهم على الباطل في قولهم "مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين" يقولون أي آية جئتنا بها ودلالة وحجة أقمتها رددناها فلا نقبلها منك ولا نؤمن بك ولا بما جئت به.
تفسير ابن كثير رحمه الله
رحيق الكلمات
2015-06-04, 15:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/133]
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133)
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ أي: الماء الكثير الذي أغرق أشجارهم وزروعهم، وأضر بهم ضررا كثيرا وَالْجَرَادَ فأكل ثمارهم وزروعهم، ونباتهم وَالْقُمَّلَ قيل: إنه الدباء، أي: صغار الجراد، والظاهر أنه القمل المعروف وَالضَّفَادِعَ فملأت أوعيتهم، وأقلقتهم، وآذتهم أذية شديدة وَالدَّمَ إما أن يكون الرعاف، أو كما قال كثير من المفسرين، أن ماءهم الذي يشربون انقلب دما، فكانوا لا يشربون إلا دما، ولا يطبخون إلا بدم. آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ أي: أدلة وبينات على أنهم كانوا كاذبين ظالمين، وعلى أن ما جاء به موسى، حق وصدق فَاسْتَكْبَرُوا لما رأوا الآيات وَكَانُوا في سابق أمرهم قَوْمًا مُجْرِمِينَ فلذلك عاقبهم اللّه تعالى، بأن أبقاهم على الغي والضلال.
تفسير السعدي رحمه الله
رحيق الكلمات
2015-06-04, 15:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/134]
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ أي: العذاب، يحتمل أن المراد به: الطاعون، كما قاله كثير من المفسرين، ويحتمل أن يراد به ما تقدم من الآيات: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، فإنها رجز وعذاب، وأنهم كلما أصابهم واحد منها قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ أي: تشفعوا بموسى بما عهد اللّه عنده من الوحي والشرع، لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وهم في ذلك كذبة، لا قصد لهم إلا زوال ما حل بهم من العذاب، وظنوا إذا رفع لا يصيبهم غيره.
تفسير السعدي رحمه الله
رحيق الكلمات
2015-06-04, 15:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ °°ــ
[الأعراف/137]
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ في الأرض، أي: بني إسرائيل الذين كانوا خدمة لآل فرعون، يسومونهم سوء العذاب أورثهم اللّه مشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا والمراد بالأرض هاهنا، أرض مصر، التي كانو مَا فيها ستضعفين، أذلين، أي: ملكهم اللّه جميعا، ومكنهم فيها الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا حين قال لهم موسى: اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ من الأبنية الهائلة، والمساكن المزخرفة وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ .
تفسير السعدي رحمه الله
houari83
2015-06-09, 20:25
بارك الله فيكم
houari83
2015-06-09, 20:27
تفسير سورة الفاتحة
سورة الفاتحة
مكية وهي سبع ءايات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيد المرسلين، وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم
الاستعاذةُ ليست من القرءانِ إجماعًا، ومعناه: أستجيرُ باللهِ ليحفظني من أذى الشيطانِ وهو المتمرّد الطاغي الكافرُ من الجنّ، والرجيمُ بمعنى المرجومِ وهو البعيد من الخير المطرود المُهان. ويستحبُّ البدءُ بها قبل البدء بقراءة القرءانِ وهو قولُ الجمهور، وقيل: يقرؤها بعد الانتهاءِ من القراءةِ لظاهرِ قوله تعالى :{فإذا قرأتَ القرءانَ فاستعذْ بالله} (سورة النحل/98)، قال الجمهور: التقديرُ إذا أردتَ القراءة فاستعذ، وذلك كحديث :"إذا أكلتَ فسمّ الله" رواهُ الحُميديُّ والطبرانيُّ، أي إذا أردتَ الأكلَ.
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} البسملةُ ءايةٌ من الفاتحةِ عند الإمام الشافعي، ولا تصحُّ الصلاةُ بدونها، وعند مالكٍ وأبي حنيفةَ ليست ءاية من الفاتحة.
وقد جرت عادةُ السلف والخلف على تصدير مكاتيبهم بالبسملة وكذلك يفعلون في مؤلفاتهم حيثُ إنها في أول كل سورةٍ سوى براءة. والابتداء بها سُنّة غيرُ واجبة في كلّ أمرٍ له شرف شرعًا سوى ما لم يرِد به ذلك بل ورد فيه غيرُها كالصلاةِ فإنها تبدأ بالتكبير، والدعاءُ فإنّه يبدأ بالحمدلةِ.
وما كانَ غير قُربة مما هو محرَّم حرُم ابتداؤُهُ بالبسملةِ فلا يجوزُ البدءُ بها عند شرب الخمرِ بل قالَ بعضُ الحنفيةِ إن بدءَ شربِ الخمر بها كُفر، لكنَّ الصوابَ التفصيلُ وهو أن يقالَ من كان يقصُد بها التبرك في شرب الخمرِ كفَر، وإن كان القصدُ السلامة من ضررها فهو حرام وليس كفرًا، والبدء بالبسملةِ عند المكروهِ مكروهٌ.
ويقدَّر متعلق الجار والمجرور فعلاً أو اسمًا فالفعل كأبدأ والاسمُ كابتدائي. وكلمة "الله" علَم على الذات الواجبِ الوجود المستحقّ لجميع المحامد، وهوَ غير مشتقّ.
{الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} الحمدُ: هو الثناءُ باللسانِ على الجميل الاختياريّ، والحمدُ للهِ هو الثناءُ على اللهِ بما هو أهله لإنعامهِ وإفضاله وهو مالكُ العالمين، والعالَم هو كل ما سوى اللهِ، سُمّي عالَمًا لأنّه علامةٌ على وجودِ اللهِ.
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)} الرحمنُ من الأسماءِ الخاصّة بالله ومعناهُ أن الله شملت رحمتُه المؤمنَ والكافرَ في الدنيا وهو الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة، قال تعالى :{ورحمتي وسِعت كلّ شىء فسأكتبُها للذينَ يتقون} (سورة الأعراف/156)، والرحيمُ هو الذي يرحمُ المؤمنينَ قال الله تعالى :{وكان بالمؤمنينَ رحيمًا} (سورة الأحزاب/43)، والرحمنُ أبلغُ من الرحيمِ لأن الزيادةَ في البناءِ تدلّ على الزيادةِ في المعنى.
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4)} أي أن اللهَ هو المالكُ وهو المتصرّف في المخلوقاتِ كيف يشاء، ويومُ الدين هو يوم الجزاء، فاللهُ مالكٌ للدنيا والآخرة، إنما قال: مالك يوم الدين إعظامًا ليوم الجزاءِ لشدّة ما يحصُل فيه من أهوالٍ.
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} أي أن اللهَ تعالى وحدَه هو المستحقّ أن يُتذلل له نهاية التذلل، وهو الذي يُطلبُ منه العون على فعلِ الخير ودوام الهداية لأن القلوبَ بيده تعالى. وتفيدُ الآية أنه يُستعان بالله الاستعانة الخاصة، أي أن الله يخلُق للعبدِ ما ينفعه من أسباب المعيشةِ وما يقوم عليه أمرُ المعيشة، وليس المعنى أنه لا يُستعان بغير اللهِ مطلقَ الاستعانة، بدليلِ ما جاءِ في الحديثِ الذي رواه الترمذي :"واللهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيه".
{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6)} أي أكرمْنا باستدامةِ الهداية على الإسلام.
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ (7)} أي دينَ الذين أكرمتَهم من النبيينَ والملائكةِ وهو الإسلام.
{غَيْرِ المَغضُوبِ عَلَيْهِمْ} وهمُ اليهود {وَلاَ الضَّآلِّينَ (7)} وهم النصارى.
وءامين ليست من القرءان إجماعًا، ومعناها اللهمّ استجبْ.
ويسن قولها عقب الفاتحة في الصلاةِ، وقد جاءَ في الحديثِ الذي رواهُ البخاريّ وأصحاب السنن:"إذا قالَ الإمامُ {غير المغضوبِ عليهم ولا الضالين} فقولوا ءامين"، واللهُ أعلمُ.
houari83
2015-06-09, 20:28
تفسير سورة الفاتحة
سورة الفاتحة
مكية وهي سبع ءايات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيد المرسلين، وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم
الاستعاذةُ ليست من القرءانِ إجماعًا، ومعناه: أستجيرُ باللهِ ليحفظني من أذى الشيطانِ وهو المتمرّد الطاغي الكافرُ من الجنّ، والرجيمُ بمعنى المرجومِ وهو البعيد من الخير المطرود المُهان. ويستحبُّ البدءُ بها قبل البدء بقراءة القرءانِ وهو قولُ الجمهور، وقيل: يقرؤها بعد الانتهاءِ من القراءةِ لظاهرِ قوله تعالى :{فإذا قرأتَ القرءانَ فاستعذْ بالله} (سورة النحل/98)، قال الجمهور: التقديرُ إذا أردتَ القراءة فاستعذ، وذلك كحديث :"إذا أكلتَ فسمّ الله" رواهُ الحُميديُّ والطبرانيُّ، أي إذا أردتَ الأكلَ.
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} البسملةُ ءايةٌ من الفاتحةِ عند الإمام الشافعي، ولا تصحُّ الصلاةُ بدونها، وعند مالكٍ وأبي حنيفةَ ليست ءاية من الفاتحة.
وقد جرت عادةُ السلف والخلف على تصدير مكاتيبهم بالبسملة وكذلك يفعلون في مؤلفاتهم حيثُ إنها في أول كل سورةٍ سوى براءة. والابتداء بها سُنّة غيرُ واجبة في كلّ أمرٍ له شرف شرعًا سوى ما لم يرِد به ذلك بل ورد فيه غيرُها كالصلاةِ فإنها تبدأ بالتكبير، والدعاءُ فإنّه يبدأ بالحمدلةِ.
وما كانَ غير قُربة مما هو محرَّم حرُم ابتداؤُهُ بالبسملةِ فلا يجوزُ البدءُ بها عند شرب الخمرِ بل قالَ بعضُ الحنفيةِ إن بدءَ شربِ الخمر بها كُفر، لكنَّ الصوابَ التفصيلُ وهو أن يقالَ من كان يقصُد بها التبرك في شرب الخمرِ كفَر، وإن كان القصدُ السلامة من ضررها فهو حرام وليس كفرًا، والبدء بالبسملةِ عند المكروهِ مكروهٌ.
ويقدَّر متعلق الجار والمجرور فعلاً أو اسمًا فالفعل كأبدأ والاسمُ كابتدائي. وكلمة "الله" علَم على الذات الواجبِ الوجود المستحقّ لجميع المحامد، وهوَ غير مشتقّ.
{الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} الحمدُ: هو الثناءُ باللسانِ على الجميل الاختياريّ، والحمدُ للهِ هو الثناءُ على اللهِ بما هو أهله لإنعامهِ وإفضاله وهو مالكُ العالمين، والعالَم هو كل ما سوى اللهِ، سُمّي عالَمًا لأنّه علامةٌ على وجودِ اللهِ.
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)} الرحمنُ من الأسماءِ الخاصّة بالله ومعناهُ أن الله شملت رحمتُه المؤمنَ والكافرَ في الدنيا وهو الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة، قال تعالى :{ورحمتي وسِعت كلّ شىء فسأكتبُها للذينَ يتقون} (سورة الأعراف/156)، والرحيمُ هو الذي يرحمُ المؤمنينَ قال الله تعالى :{وكان بالمؤمنينَ رحيمًا} (سورة الأحزاب/43)، والرحمنُ أبلغُ من الرحيمِ لأن الزيادةَ في البناءِ تدلّ على الزيادةِ في المعنى.
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4)} أي أن اللهَ هو المالكُ وهو المتصرّف في المخلوقاتِ كيف يشاء، ويومُ الدين هو يوم الجزاء، فاللهُ مالكٌ للدنيا والآخرة، إنما قال: مالك يوم الدين إعظامًا ليوم الجزاءِ لشدّة ما يحصُل فيه من أهوالٍ.
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} أي أن اللهَ تعالى وحدَه هو المستحقّ أن يُتذلل له نهاية التذلل، وهو الذي يُطلبُ منه العون على فعلِ الخير ودوام الهداية لأن القلوبَ بيده تعالى. وتفيدُ الآية أنه يُستعان بالله الاستعانة الخاصة، أي أن الله يخلُق للعبدِ ما ينفعه من أسباب المعيشةِ وما يقوم عليه أمرُ المعيشة، وليس المعنى أنه لا يُستعان بغير اللهِ مطلقَ الاستعانة، بدليلِ ما جاءِ في الحديثِ الذي رواه الترمذي :"واللهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيه".
{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6)} أي أكرمْنا باستدامةِ الهداية على الإسلام.
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ (7)} أي دينَ الذين أكرمتَهم من النبيينَ والملائكةِ وهو الإسلام.
{غَيْرِ المَغضُوبِ عَلَيْهِمْ} وهمُ اليهود {وَلاَ الضَّآلِّينَ (7)} وهم النصارى.
وءامين ليست من القرءان إجماعًا، ومعناها اللهمّ استجبْ.
ويسن قولها عقب الفاتحة في الصلاةِ، وقد جاءَ في الحديثِ الذي رواهُ البخاريّ وأصحاب السنن:"إذا قالَ الإمامُ {غير المغضوبِ عليهم ولا الضالين} فقولوا ءامين"، واللهُ أعلمُ.
أحمد محمدي الجزائري
2015-06-12, 19:13
جزى الله الجميع خيرا و بارك فيكم.
باشق مجروح
2015-06-20, 11:49
بارك الله فيك
رحيق الكلمات
2015-06-20, 12:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
بارك الله في الجميع
فقط لنا ملاحظة ايها الاخوة الكرام
نحن نتبع ترتيبا في شرح الآيات حبذا لو سرنا على نفس المنهاج
مبارك عليكم الشهر
ونسأل الله ان يجازي صاحب الموضوع ويكرمه في شهرالقرآن
http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_13416593291.gif
Adam T.helper
2015-06-23, 18:54
شكرا لك أخي جزاك الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل مع تفسير سورة الأعراف (الآية 138 )
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)
****************************
يخبر تعالى عما قاله جهلة بني إسرائيل لموسى - عليه السلام -
حين جاوزوا البحر ، وقد رأوا من آيات الله وعظيم سلطانه ما رأوا
(فأتوا ) أي : فمروا
(على قوم يعكفون على أصنام لهم ) قال بعض المفسرين : كانوا من الكنعانيين . وقيل : كانوا من لخم .
قال ابن جريج : وكانوا يعبدون أصناما على صور البقر ، فلهذا أثار ذلك شبهة لهم في عبادتهم العجل بعد ذلك ،
فقالوا : ( يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون )
أي : تجهلون عظمة الله وجلاله ، وما يجب أن ينزه عنه من الشريك والمثيل .اهـ
تفسير ابن كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الأعراف (الآية 139 )
(إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139)
( إن هؤلاء متبر ما هم فيه ) أي : هالك
( وباطل ما كانوا يعملون )
وروى الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله تفسير هذه الآية من حديث محمد بن إسحاق وعقيل ، ومعمر كلهم ، عن الزهري ، عن سنان بن أبي سنان ، عن أبي واقد الليثي :
أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، قال : وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ، ويعلقون بها أسلحتهم ، يقال لها : " ذات أنواط " ، قال : فمررنا بسدرة خضراء عظيمة ،
قال : فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال : " قلتم والذي نفسي بيده ، كما قال قوم موسى لموسى : ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون )
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن سنان بن أبي سنان الديلي ، عن أبي واقد الليثي قال :" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ، فمررنا بسدرة ، فقلت : يا نبي الله اجعل لنا هذه " ذات أنواط " ،
كما للكفار ذات أنواط ، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ، ويعكفون حولها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر ، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة [ قال إنكم قوم تجهلون ] ) إنكم تركبون سنن من قبلكم "
ورواه ابن أبي حاتم ، من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ، عن أبيه عن جده مرفوعا
تفسير ابن كثير
سورة الأعراف (الآية 140/141)
(قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)
يذكرهم موسى ، عليه السلام ، بنعمة الله عليهم ، من إنقاذهم من أسر فرعون وقهره ، وما كانوا فيه من الهوان والذلة ، وما صاروا إليه من العزة والاشتفاء من عدوهم ، والنظر إليه في حال هوانه وهلاكه ، وغرقه ودماره . وقد تقدم تفسيرها في [ سورة ] البقرة .
وكان تفسير هذه الآيات من سورة البقرة ما يلي :
قول تعالى : واذكروا يا بني إسرائيل نعمتي عليكم إذ نجيناكم من آل فرعون أي :
خلصتكم منهم وأنقذتكم من أيديهم صحبة موسى ، عليه السلام ، وقد كانوا يسومونكم ، أي : يوردونكم ويذيقونكم ويولونكم سوء العذاب .
وذلك أن فرعون - لعنه الله - كان قد رأى رؤيا هالته ، رأى نارا خرجت من بيت المقدس فدخلت دور القبط ببلاد مصر ، إلا بيوت بني إسرائيل ، مضمونها أن زوال ملكه يكون على يدي رجل من بني إسرائيل ،
ويقال : بل تحدث سماره عنده بأن بني إسرائيل يتوقعون خروج رجل منهم ، يكون لهم به دولة ورفعة ، وهكذا جاء في حديث الفتون ، كما سيأتي في موضعه في سورة طه إن شاء الله ، فعندذلك أمر فرعون - لعنه الله - بقتل كل [ ذي ] ذكر يولد بعد ذلك من بني إسرائيل ، وأن تترك البنات ، وأمر باستعمال بني إسرائيل في مشاق الأعمال وأراذلها .
وهاهنا فسر العذاب بذبح الأبناء ، وفي سورة إبراهيم عطف عليه ، كما قال :
( يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم )[ إبراهيم : 6 ] وسيأتي تفسير ذلك في أول سورة القصص ، إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة والمعونة والتأييد .
ومعنى ( يسومونكم ) أي : يولونكم ، قاله أبو عبيدة ، كما يقال : سامه خطة خسف إذا أولاه إياها ،
قال عمرو بن كلثوم :
إذا ما الملك سام الناس خسفا أبينا أن نقر الخسف فينا
وقيل : معناه : يديمون عذابكم ،
كما يقال : سائمة الغنم من إدامتها الرعي ، نقله القرطبي ، وإنما قال هاهنا : ( يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم ) ليكون ذلك تفسيرا للنعمة عليهم في قوله : ( يسومونكم سوء العذاب )
ثم فسره بهذا لقوله هاهنا ( اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) وأما في سورة إبراهيم فلما قال : ( وذكرهم بأيام الله )[ إبراهيم : 5 ] ، أي : بأياديه ونعمه عليهم فناسب أن يقول هناك : ( يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم ) فعطف عليه الذبح ليدل على تعدد النعم والأيادي .
وفرعون علم على كل من ملك مصر ، كافرا من العماليق وغيرهم ، كما أن قيصر علم على كل من ملك الروم مع الشام كافرا ، وكسرى لكل من ملك الفرس ، وتبع لمن ملك اليمن كافرا
[ والنجاشي لمن ملك الحبشة ، وبطليموس لمن ملك الهند ] ويقال : كان اسم فرعون الذي كان في زمن موسى ، عليه السلام ، الوليد بن مصعب بن الريان ، وقيل : مصعب بن الريان ، أيا ما كان فعليه لعنة الله ،
[ وكان من سلالة عمليق بن داود بن إرم بن سام بن نوح ، وكنيته أبو مرة ، وأصله فارسي من استخر ] .
وقوله تعالى : ( وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) قال ابن جرير : وفي الذي فعلنا بكم من إنجائنا إياكم مما كنتم فيه من عذاب آل فرعون بلاء لكم من ربكم عظيم .
أي : نعمة عظيمة عليكم في ذلك .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس [ في ] قوله : ( بلاء من ربكم عظيم ) قال : نعمة . وقال مجاهد : ( بلاء من ربكم عظيم ) قال : نعمة من ربكم عظيمة . وكذا قال أبو العالية ، وأبو مالك ، والسدي ، وغيرهم .
وأصل البلاء : الاختبار ، وقد يكون بالخير والشر ، كما قال تعالى : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )[ الأنبياء : 25 ] ، وقال : ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات )[ الأعراف : 168 ] .
قال ابن جرير : وأكثر ما يقال في الشر : بلوته أبلوه بلاء ، وفي الخير : أبليه إبلاء وبلاء ، قال زهير بن أبي سلمى :
جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
قال : فجمع بين اللغتين ؛ لأنه أراد فأنعم الله عليهما خير النعم التي يختبر بها عباده .
[ وقيل : المراد بقوله : ( وفي ذلكم بلاء ) إشارة إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النساء ؛ قال القرطبي : وهذا قول الجمهور ولفظه بعدما حكى القول الأول ، ثم قال : وقال الجمهور : الإشارة إلى الذبح ونحوه ، والبلاء هاهنا في الشر ، والمعنى في الذبح مكروه وامتحان ]
تفسير ابن كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير الآية 142 من سورة الأعراف
۞ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)
يقول تعالى ممتنا على بني إسرائيل ، بما حصل لهم من الهداية ، بتكليمه موسى ، عليه السلام ، وإعطائه التوراة ، وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم
فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة .
قال المفسرون : فصامها موسى ، عليه السلام ، فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة ، فأمره الله تعالى أن يكمل بعشر أربعين .
*وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي ؟
فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة ، والعشر عشر ذي الحجة . قاله مجاهد ، ومسروق ، وابن جريج . وروي عن ابن عباس .
فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر ، وحصل فيه التكليم لموسى ، عليه السلام ، وفيه أكمل الله الدين لمحمد صلى الله عليه وسلم
كما قال تعالى : ( ( 142 ) اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) [ المائدة : 3 ]
فلما تم الميقات عزم موسى على الذهاب إلى الطور ، كما قال تعالى : ( يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ) الآية [ طه : 80 ]
فحينئذ استخلف موسى على بني إسرائيل أخاه هارون ، وأوصاه بالإصلاح وعدم الإفساد .
وهذا تنبيه وتذكير ، وإلا فهارون ، عليه السلام ، نبي شريف كريم على الله ، له وجاهة وجلالة ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى سائر الأنبياء .
ابن كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير الآيات (143/144)من سورة الأعراف
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (144)
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا الذي وقتناه له لإنزال الكتاب وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ بما كلمه من وحيه وأمره ونهيه
تشوق إلى رؤية اللّه، ونزعت نفسه لذلك، حبا لربه ومودة لرؤيته.
فـ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ
قَالَ اللَّهِ لَنْ تَرَانِي أي: لن تقدر الآن على رؤيتي، فإن اللّه تبارك وتعالى أنشأ الخلق في هذه الدار على نشأة لا يقدرون بها، ولا يثبتون لرؤية اللّه
وليس في هذا دليل على أنهم لا يرونه في الجنة
فإنه قد دلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على أن أهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى ويتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم
وأنه ينشئهم نشأة كاملة، يقدرون معها على رؤية اللّه تعالى
ولهذا رتب اللّه الرؤية في هذه الآية على ثبوت الجبل
فقال - مقنعا لموسى في عدم إجابته للرؤية - وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ إذا تجلى اللّه له فَسَوْفَ تَرَانِي .
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ الأصم الغليظ جَعَلَهُ دَكًّا أي: انهال مثل الرمل
انزعاجا من رؤية اللّه وعدم ثبوته لها وَخَرَّ مُوسَى حين رأى ما رأى صَعِقًا فتبين له حينئذ أنه إذا لم يثبت الجبل لرؤية اللّه
فموسى أولى أن لا يثبت لذلك، واستغفر ربه لما صدر منه من السؤال
الذي لم يوافق موضعا و [ لذلك ] قَالَ سُبْحَانَكَ أي: تنزيها لك، وتعظيما عما لا يليق بجلالك تُبْتُ إِلَيْكَ من جميع الذنوب
وسوء الأدب معك وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أي: جدد عليه الصلاة والسلام إيمانه
بما كمل الله له مما كان يجهله قبل ذلك، فلما منعه اللّه من رؤيته - بعدما ما كان متشوقا إليها - أعطاه خيرا كثيرا
فقال:
يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ أي: اخترتك واجتبيتك وفضلتك وخصصتك بفضائل عظيمة
ومناقب جليلة، بِرِسَالاتِي التي لا أجعلها، ولا أخص بها إلا أفضل الخلق.
وَبِكَلامِي إياك من غير واسطة، وهذه فضيلة اختص بها موسى الكليم، وعرف بها من بين إخوانه من المرسلين
فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ من النعم، وخذ ما آتيتك من الأمر والنهي بانشراح صدر، وتلقه بالقبول والانقياد
وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ لله على ما خصك وفضلك
تفسير السعدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير الآيات (145/146)من سورة الأعراف
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يحتاج إليه العباد
مَوْعِظَةً ترغِّب النفوس في أفعال الخير، وترهبهم من أفعال الشر
وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ من الأحكام الشرعية، والعقائد والأخلاق والآداب
فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ أي: بجد واجتهاد على إقامتها،
وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا وهي الأوامر الواجبة والمستحبة، فإنها أحسنها، وفي هذا دليل على أن أوامر اللّه - في كل شريعة - كاملة عادلة حسنة.
سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ بعد ما أهلكهم اللّه، وأبقى ديارهم عبرة بعدهم، يعتبر بها المؤمنون الموفقون المتواضعون.
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ أي: عن الاعتبار في الآيات الأفقية والنفسية، والفهم لآيات الكتاب
الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أي: يتكبرون على عباد اللّه وعلى الحق، وعلى من جاء به، فمن كان بهذه الصفة، حرمه اللّه خيرا كثيرا وخذله، ولم يفقه من آيات اللّه ما ينتفع به
بل ربما انقلبت عليه الحقائق، واستحسن القبيح.
وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا لإعراضهم واعتراضهم، ومحادتهم للّه ورسوله،
وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ أي: الهدى والاستقامة، وهو الصراط الموصل إلى اللّه، وإلى دار كرامته
لا يَتَّخِذُوهُ أي: لا يسلكوه ولا يرغبوا فيه
وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ أي: الغواية الموصل لصاحبه إلى دار الشقاء
يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا والسبب في انحرافهم هذا الانحراف ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ فردهم لآيات اللّه
وغفلتهم عما يراد بها واحتقارهم لها - هو الذي أوجب لهم من سلوك طريق الغي، وترك طريق الرشد ما أوجب.
تفسير السعدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير الآيات (149/148/147)من سورة الأعراف
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147) وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا العظيمة الدالة على صحة ما أرسلنا به رسلنا. وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ لأنها على غير أساس، وقد فقد شرطها وهو الإيمان بآيات اللّه، والتصديق بجزائه
هَلْ يُجْزَوْنَ في بطلان أعمالهم وحصول ضد مقصودهم
إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فإن أعمال من لا يؤمن باليوم الآخر، لا يرجو فيها ثوابا، وليس لها غاية تنتهي إليه، فلذلك اضمحلت وبطلت.
وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلا جَسَدًا صاغه السامري وألقى عليه قبضة من أثر الرسول فصار لَهُ خُوَارٌ وصوت،
فعبدوه واتخذوه إلها. وقال هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فنسي موسى،
وذهب يطلبه، وهذا من سفههم، وقلة بصيرتهم، كيف اشتبه عليهم رب الأرض والسماوات، بعجل من أنقص المخلوقات؟"
ولهذا قال مبينا أنه ليس فيه من الصفات الذاتية ولا الفعلية، ما يوجب أن يكون إلها
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ أي: وعدم الكلام نقص عظيم، فهم أكمل حالة من هذا الحيوان أو الجماد، الذي لا يتكلم
وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلا أي: لا يدلهم طريقا دينيا، ولا يحصل لهم مصلحة دنيوية، لأن من المتقرر في العقول والفطر، أن اتخاذ إله لا يتكلم ولا ينفع ولا يضر من أبطل الباطل وأسمج السفه
ولهذا قال: اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ حيث وضعوا العبادة في غير موضعها، وأشركوا باللّه ما لم ينـزل به سلطانا، وفيها دليل على أن من أنكر كلام اللّه، فقد أنكر خصائص إلهية اللّه تعالى
لأن اللّه ذكر أن عدم الكلام دليل على عدم صلاحية الذي لا يتكلم للإلهية.
وَلَمَّا رجع موسى إلى قومه، فوجدهم على هذه الحال، وأخبرهم بضلالهم ندموا
و سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ أي: من الهم والندم على فعلهم
وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا فتنصلوا، إلى اللّه وتضرعوا
و قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا فيدلنا عليه، ويرزقنا عبادته، ويوفقنا لصالح الأعمال، وَيَغْفِرْ لَنَا ما صدر منا من عبادة العجل
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ الذين خسروا الدنيا والآخرة.
تفسير السعدي
حلم يعانق السماء
2015-07-05, 00:29
بــآرَك الله فيكِ أختــآه و جعَـله في ميزآن حسنــآتك
بــآرَك الله فيكِ أختــآه و جعَـله في ميزآن حسنــآتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله
وفي جهود كل القائمين على هذه الصفحة
حفظك البارئ
ام وائل فخر الدين
2015-07-05, 12:51
السلام عليكم بارك فيكي اختي على جهدك و جعله في ميزان حسنلت
فضلا منك اريد ان اعرف مفهوم الاية من سورة النور لو سمحت 32 33
تواضع انثى
2015-07-05, 12:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك
السلام عليكم بارك فيكي اختي على جهدك و جعله في ميزان حسنلت
فضلا منك اريد ان اعرف مفهوم الاية من سورة النور لو سمحت 32 33
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما عن مفهوم الآية فستجدينه في صفحاتنا هذه
وأنقل لك تفسير السعدي رحمه الله فهو مبسط ومجزأ و في متناول الجميع بالإضافة إلى انه مبني على عقيدة سوية أنصح نفسي وإياك به:
هذا تفسير الآية 32 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura24-aya32.html#saadi)
وهذا تفسير الآية 33 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura24-aya33.html)
وإشارةً .. موقع التفسير هذا نافع اطلعي عليه ..
http://im61.gulfup.com/OREcz1.png
وبارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله اخية وجزاك عنا خيرا
oussamaoussama23
2015-07-05, 14:20
بارك الله مجهودك و جعله في ميزان حسناتك
ام وائل فخر الدين
2015-07-05, 17:14
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما عن مفهوم الآية فستجدينه في صفحاتنا هذه
وأنقل لك تفسير السعدي رحمه الله فهو مبسط ومجزأ و في متناول الجميع بالإضافة إلى انه مبني على عقيدة سوية أنصح نفسي وإياك به:
هذا تفسير الآية 32 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura24-aya32.html#saadi)
وهذا تفسير الآية 33 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura24-aya33.html)
وإشارةً .. موقع التفسير هذا نافع اطلعي عليه ..
http://im61.gulfup.com/OREcz1.png
وبارك الله فيك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله اخية وجزاك عنا خيرا
بااااااااااااااااااااااااااااااارك الله فيكي و جعله في ميزان حسناتك يتضاغف ياااااااااااااااارب :dj_17:
ritadj firaous
2015-07-16, 15:53
﴿ وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا ﴾ النساء : 6
ritadj firaous
2015-07-16, 15:53
﴿ وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا ﴾ النساء : 6
وقوله تعالى "وابتلوا اليتامى" قال ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي ومقاتل أي اختبروهم "حتى إذا بلغوا النكاح" قال مجاهد يعني الحلم. قال الجمهور من العلماء البلوغ في الغلام تارة يكون بالحلم وهو أن يرى في منامه ما ينزل به الماء الدافق الذي يكون منه الولد. وفي سنن أبي داود عن علي قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يتم بعد احتلام ولا صمات يوم إلى الليل". وفي الحديث الآخر عن عائشة وغيرها من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "رفع القلم عن ثلاثه الصبي حتى يحتلم أو يستكمل خمس عشرة سنة. وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق" وأخذوا ذلك من الحديث الثابت في الصحيحين عن ابن عمر قال: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني. فقال عمر بن عبدالعزيز لما بلغه هذا الحديث إن هذا الفرق بين الصغير والكبير واختلفوا في نبات الشعر الخشن حول الفرج وهى الشعرة هل يدل على بلوغ أم لا؟ على ثلاثة أقوال يفرق في الثالث بين صبيان المسلمين فلا يدل على ذلك لاحتمال المعالجة وبين صبيان أهل الذمة فيكون بلوغا في حقهم لأنه لا يتعجل بها إلى ضرب الجزية عليه فلا يعالجها والصحيح أنها بلوغ في الجميع لأن هذا أمر جبلي يستوي فيه الناس واحتمال المعالجة بعيد ثم قد دلت السنة على ذلك في الحديث الذي رواه الإمام أحمد على عطية القرظي قال عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فأمر من ينظر من أنبت فكان من أنبت قتل ومن لم ينبت خلي سبيله فكنت فيمن لم ينبت فخلي سبيلي وقد أخرجه أهل السنن الأربعة بنحوه وقال الترمذي حسن صحيح وإنما كان كذلك لأن سعد بن معاذ كان قد حكم فيهم بقتل المقاتلة وسبي الذرية. وقال أبو عبيد في الغريب حدثنا ابن علية عن إسماعيل بن أمية عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمر أن غلاما ابتهر جارية في شعره فقال عمر انظروا إليه فلم يوجد أنبت فدرأ عنه الحد قال أبو عبيد ابتهرها أي قذفها والابتهار أن يقول فعلت بها وهو كاذب. فإن كان صادقا فهو الابتيار قال الكميت في شعره. قبيح بمثلي نعت الفتاة إما ابتهارا وإما ابتيارا وقوله عز وجل "فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم" قال سعيد بن جبير يعني صلاحا في دينهم وحفظا لأموالهم وكذا روى عن ابن عباس والحسن البصري وغير واحد من الأئمة وهكذا قال الفقهاء إذا بلغ الغلام مصلحا لدينه وماله انفك الحجر عنه فيسلم إليه ماله الذي تحت يد وليه وقوله "ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا" ينهي تعالى "عن أكل أموال اليتامى من غير حاجة ضرورية "إسرافا وبدارا" أي مبادرة قبل بلوغهم. ثم قال تعالى "ومن كان غنيا فليستعفف" عنه ولا يأكل منه شيئا. وقال الشعبي: هو عليه كالميتة والدم "ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف" قال ابن أبي حاتم حدثنا الأشج حدثنا عبدالله بن سليمان حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة "ومن كان غنيا فليستعفف" نزلت في مال اليتيم. حدثنا الأشج وهارون بن إسحاق قال: حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة "ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف" نزلت في والي اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه إذا كان محتاجا أن يأكل منه. وحدثنا أبي حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: أنزلت هذه الآية في والي اليتيم "ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف" بقدر قيامه عليه. ورواه البخاري عن إسحاق بن عبدالله بن نمير عن هشام به. قال الفقهاء: له أن يأكل من أقل الأمرين أجرة مثله أو قدر حاجته. واختلفوا هل يرد إذا أيسر؟ على قولين "أحدهما" لا لأنه أكل بأجرة عمله وكان فقيرا ; وهذا هو الصحيح عند أصحاب الشافعي لأن الآية أباحت الأكل من غير بدل. قال أحمد: حدثنا عبدالوهاب حدثنا حسين عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس لي مال ولي يتيم ؟ فقال " كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبذر ولا متأثل مالا ومن غير أن تقي مالك - أو قال - تفدي مالك بماله" شك حسين. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا حسين المكتب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عندي يتيما عنده مال وليس لي مال آكل من ماله ؟ قال " كل بالمعروف غير مسرف ". ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث حسين المعلم وروى ابن حبان في صحيحه وابن مردويه في تفسيره من حديث يعلى بن مهدي عن جعفر بن سليمان عن أبي عامر الخزاز عن عمرو بن دينار عن جابر أن رجلا قال: يا رسول الله مما أضرب يتيمي؟ قال "مما كنت ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله ولا متأثل منه مالا" وقال ابن جرير: حدثنا الحسن بن يحيى أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا الثوري عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: جاء أعرابي إلى ابن عباس فقال: إن في حجري أيتاما وإن لهم إبلا ولي إبل وأنا أمنح من إبلي فقراء فماذا يحل لي من ألبانها؟ فقال: إن كنت تبغي ضالتها وتهنأ جرباها وتلوط حوضها وتسعى عليها فاشرب غير مضل بنسل ولا ناهك في الحب ورواه مالك في موطئه عن يحيى بن سعيد به. وبهذا القول وهو عدم أداء البدل يقول عطاء أبي رباح وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطية العوفي والحسن البصري. "والثاني" نعم لأن مال اليتيم على الحظر وإنما أبيح للحاجة فيرد بدله كأكل مال الغير للمضطر لا عند الحاجة. وقد قال ابن أبي الدنيا: حدثنا ابن خيثمة حدثنا وكيع عن سفيان وإسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثه بن مضرب قال: قال عمر رضي الله عنه: إنى أنزلت نفسي من هذا المال منزلة والي اليتيم إن استغنيت استعففت وإن احتجت استقرضت فإذا أيسرت قضيت. طريق أخرى قال سعيد بن منصور: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال لي عمر رضي الله عنه: إنما أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة والي اليتيم إن احتجت أخذت منه فإذا أيسرت رددته وإن استغنيت استعففت إسناد صحيح. وروى البيهقي عن ابن عباس نحو ذلك. وهكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله "ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف" يعني القرض. قال وروى عن عبيدة وأبي العالية وأبي وائل وسعيد بن جبير في إحدى الروايات ومجاهد والضحاك والسدي نحو ذلك. وروى من طريق السدي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله"فليأكل بالمعروف" قال يأكل بثلاث أصابع ثم قال حدثنا أحمد بن سنان حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس "ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف" قال يأكل من ماله يقوت على نفسه حتى لا يحتاج إلى مال اليتيم. قال وروى عن مجاهد وميمون بن مهـران في إحدى الروايات والحاكم نحو ذلك. وقال عامر الشعبي لا يأكل منه إلا أن يضطر إليه كما يضطر إلى الميتة فإن أكل منه قضاه رواه ابن أبي حاتم. وقال ابن وهب حدثنا نافع بن أبى نعيم القاري قال سألت يحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة عن قول الله تعالى "ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف" الآية. فقال ذلك في اليتيم إن كان فقيرا أنفق عليه بقدر فقره ولم يكن للولى منه شيء وهذا بعيد من السياق لأنه قال "ومن كان غنيا فليستعفف" يعني من الأولياء ومن كان فقيرا أي منهم فليأكل بالمعروف أى بالتي هي أحسن كما قال في الآية الأخرى "ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده" أي لا تقربوه إلا مصلحين له فإن احتجتم إليه أكلتم منه بالمعروف. وقوله فإذا دفعتم إليهم أموالهم يعني بعد بلوغهم الحلم وإيناسكم الرشد منهم فحينئذ سلموا إليهم فإذا دفعتم إليهم أموالهم "فأشهدوا عليهم" وهذا أمر من الله تعالى للأولياء أن يشهدوا على الأيتام إذا بلغوا الحلم وسلموا إليهم أموالهم لئلا يقع من بعضهم جحود وإنكار لما قبضه وتسلمه ثم قال "وكفى بالله حسيبا" أي وكفى بالله محاسبا وشاهدا ورقيبا على الأولياء في حال نظرهم للأيتام وحال تسليمهم لأموالهم هل هي كاملة موفرة أو منقوصة مبخوسة مروج حسابها مدلس أمورها؟ الله عالم بذلك كله. ولهذا ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تلين مال يتيم".
bochrabn
2015-07-21, 14:25
جزاكم الله
أيمن عبد الله
2015-07-26, 23:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك
hocinecoool
2015-08-04, 22:36
بارك الله فيك
أحمد علي سيرين
2015-08-13, 01:15
جزاكم الله خيرًا
taifouri
2015-09-06, 20:32
اخي قاسم صفحة عطرة جعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
wael2001
2015-09-07, 19:28
السلام عليكم يا إخواني أريد معرفة معنى كلمة دلوك في الآية الكريمة
"أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا "سورة الإسراء
فارمزي جزائري
2015-09-09, 15:39
بارك الله فيكم ونفع بمبادرتكم والكل ينتقع من هذا العلم إن شاء الله
علي الصديق
2015-09-12, 12:44
بارك الله في الاستاذ قاســـم لفتحه هذا الموضوع الطيب والقيم ونسأل الله تعالى أن يثمر خيرا
بلقاسم الأمين
2015-09-16, 21:51
جزاك الله خيرا
لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيئ قدير
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir