المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 [30] 31 32 33 34 35 36 37

العوفي العوفي
2017-03-12, 07:10
https://pbs.twimg.com/media/B5VNOOvCIAA2avc.jpg

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:23
عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) أخرجه البخاري

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:24
عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار)أخرجه الترمذي

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:25
عن أبي امامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير)أخرجه أبو داود الحديث الحادي عشر: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) أخرجه البخاري

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:25
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول(من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر) أخرجه مسلم

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:26
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) أخرجه البخاري

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:29
عن قيس بن كثيرٍ، قال: قدم رجلٌ مِن المدينة على أبي الدرداء رضي الله عنه، وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديثٌ بلغني أنك تحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أما جئتَ لحاجةٍ؟ قال: لا، قال: أما قدِمتَ لتجارةٍ؟ قال: لا، قال: ما جئتَ إلا في طلب هذا الحديث؟ قال: فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له مَن في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضلُ العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم، فمَن أخذ به أخذ بحظ وافرٍ)).
رواه أبو داود والترمذي

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:30
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)).
رواه مسلم،

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:34
عن أبي كَبْشَةَ الأنماريِّ - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الدنيا لأربعة نفرٍ، عبدٍ رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي فيه ربه، ويصِلُ فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبدٍ رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لعملتُ بعمل فلانٍ، فهو بنيَّته، فأجرهما سواءٌ، وعبدٍ رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا، فهو يخبِطُ في ماله بغير علمٍ، لا يتقي فيه ربه، ولا يصِلُ فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأخبثِ المنازل، وعبدٍ لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أن لي مالًا لعملتُ فيه بعمل فلانٍ، فهو بنيَّته، فوِزْرُهما سواءٌ)).
رواه الترمذي

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:37
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((سَلُوني))، فهابوه أن يسألوه، فجاء رجلٌ، فجلس عند ركبتيه، فقال:
يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: ((لا تشرك بالله شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان))، قال: صدقتَ، قال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: ((أن تؤمنَ بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورُسله، وتؤمنَ بالبعث، وتؤمنَ بالقدَر كله))، قال: صدقتَ،
قال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: ((أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكُنْ تراه فإنه يراك))، قال: صدقتَ،
قال: يا رسول الله، متى تقوم الساعة؟ قال: ((ما المسؤولُ عنها بأعلم من السائل، وسأحدثك عن أشراطها: إذا رأيتَ المرأة تلِدُ ربَّها، فذاك من أشراطها، وإذا رأيتَ الحفاة العراة الصُّمَّ البُكمَ ملوكَ الأرض، فذاك من أشراطها، وإذا رأيتَ رِعاءَ البَهْمِ يتطاولون في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمسٍ من الغيب لا يعلمهن إلا الله))، ثم قرأ: ((إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))[لقمان: 34]،
قال: ثم قام الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رُدُّوه علَيَّ))، فالتُمس، فلم يجدوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا جبريل، أراد أن تَعَلَّموا إذ لم تسأَلوا)).
رواه البخاري ومسلم،

العوفي العوفي
2017-03-12, 22:44
http://1.bp.blogspot.com/_unAfp6j4VWI/TT7II5z544I/AAAAAAAAAAM/eQKunE3oAl8/s760/117.jpg

العوفي العوفي
2017-03-13, 08:05
عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الموت قال : ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أبْسُطْ يَمِينَكَ فَلأبَايِعْكَ فَبَسَطَ يَمِينَهُ قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي قَالَ مَا لَكَ يَا عَمْرُو قَالَ قُلْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ قَالَ تَشْتَرِطُ بِمَاذَا قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِي قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ).

العوفي العوفي
2017-03-13, 10:13
(( عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ حَكِيمَ ابْنَ حِزَامٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى....))

العوفي العوفي
2017-03-13, 10:17
حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي , ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي , ثُمَّ قَالَ : يَا حَكِيمُ , إنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ , وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَكَانَ كَاَلَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ , وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى . قَالَ حَكِيمُ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا . فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدْعُوَ حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ الْعَطَاءَ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا . ثُمَّ إنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ , أُشْهِدُكُمْ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَ اللَّهُ لَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ . فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ) .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .

العوفي العوفي
2017-03-13, 10:19
قال صلى الله عليه وسلم : (من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له ، حتى تروا أنكم قد كافأتموه) .
رواه أبو داود والنسائي"

العوفي العوفي
2017-03-13, 10:26
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلُّ أمَّتي معافى إلا المجَاهرين، وإنَّ من المجَاهرة أن يعمل الرَّجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يَسْتُره ربُّه، ويصبح يكشف سِتْر الله عنه)) ) .

العوفي العوفي
2017-03-13, 10:28
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلُّ أمَّتي معافى إلا المجَاهرين، وإنَّ من المجَاهرة: أن يعمل الرَّجل باللَّيل عملًا، ثمَّ يصبح وقد سَتَره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يَسْتُره ربُّه، ويصبح يكشف سِتْر الله عنه).

- قال ابن الجوزي: (المجَاهرون: الذين يجاهرون بالفواحش، ويتحدَّثون بما قد فعلوه منها سرًّا، والنَّاس في عافية من جهة الهمِّ مستورون، وهؤلاء مُفْتَضحون) .

- قال العيني: (أنَّ ستْر الله مستلزم لستْر المؤمن على نفسه، فمن قصد إظهار المعصية والمجَاهرة، فقد أغضب الله تعالى فلم يَسْتُره، ومن قصد التَّسَتُّر بها حياءً من ربِّه ومن النَّاس، مَنَّ الله عليه بِسِتره إيَّاه).

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفَّس عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدُّنيا، نفَّس الله عنه كُرْبة من كُرَب الآخرة، ومن سَتَر على مسلم، سَتَره الله في الدُّنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه))  .

العوفي العوفي
2017-03-13, 10:40
الجواب:الحمد لله:أبو ذر الغفاري،رضي الله عنه:المشهور أن اسمه:جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن عفان.

قال الذهبي رحمه الله : " أحد السابقين الأولين ، من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

قيل: كان خامس خمسة في الإسلام.
ثم إنه رد إلى بلاد قومه فأقام بها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك، فلما أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إليه أبو ذر رضي الله عنه ولازمه وجاهد معه. وكان يفتي في خلافة أبي بكر عمر وعثمان .
قيل: كان آدمَ [ يعني : أسمر اللون ] ، ضخما ، جسيما ، كث اللحية.
وكان رأسا في الزهد والصدق والعلم والعمل، قوالا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم. وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر " .

وقال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله:"كان أبو ذر زاهدا، وكان يقرّع عمال عثمان، ويتلو عليهم:(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )،ويراهم يتسعون في المراكب والملابس حين وجدوا، فينكر ذلك عليهم .

وقال ابن كثير رحمه الله:"هُوَ أَوَّلُ مَنْ حَيَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ وَقَوْمِهِ، فَكَانَ هُنَاكَ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَهَاجَرَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ، ثُمَّ لَزِمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرًا وَسَفَرًا، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً " .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه، ويعتني بأمره، ويرشده إلى ما يصلحه:روى مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ) .

وبلغ رضي الله عنه في الصدق نهايته ، فكان أصدق الناس لسانا :
روى الترمذي وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذر).
قال السندي رحمه الله : " الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ بَلَغَ فِي الصِّدْقِ نِهَايَتَهُ وَالْمَرْتَبَةُ الْأَعْلَى "--سنن ابن ماجه" .

وكان رضي الله عنه من أصدق الناس متابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم :روى البخاري ومسلم عَنِ المَعْرُورِ بن سُوَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ على أَبِي ذَرٍّ بُرْدًا، وَعَلَى غُلاَمِهِ بُرْدًا، فَقُلْتُ: لَوْ أَخَذْتَ هَذَا فَلَبِسْتَهُ كَانَتْ حُلَّةً، وَأَعْطَيْتَهُ ثَوْبًا آخَرَ، فَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ مِنْهَا، فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: أَسَابَبْتَ فُلاَنًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ. قُلْتُ عَلَى حِينِ سَاعَتِي هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ؟ قَالَ: (نَعَمْ، هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ يُكَلِّفُهُ مِنَ العَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ) .

مات رضي الله عنه ، بالربذة سنة اثنتين وثلاثين ، وصلى عليه ابن مسعود ، ثم مات بعده بيسير ، ومناقبه وفضائله كثيرة جدا رضي الله عنه .
والله تعالى أعلم .

العوفي العوفي
2017-03-13, 19:10
سؤال:
مات أبي رحمه الله وأريد أن أصنع صدقة جارية على روحه علها تزيد في حسناته وترفع درجاته عند مليكه مثل بناء مسجد أو طباعة كتاب علم ينتفع به المسلمون لكن أحد الشيوخ أفتانا بعدم جدوى ذلك لأنها ليست من ماله وأن الصدقة الجارية لابد أن تكون من صنع المرء بنفسه في حياته وقبل وفاته وتستمر معه بعد وفاته فهل كلام الشيخ صحيح ؟
وإن لم يكن صحيحا فأفتوني وأشيروا عليّ بأفضل الطرق لنفع والدنا المتوفى . وجزاكم الله خيرا .


الجواب:
الحمد لله : اتفق أهل العلم على أن الدعاء والاستغفار والصدقة والحج تصل للميت .
أما الدعاء والاستغفار فلقول الله تعالى : ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ).

وأما الصدقة فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة : ( أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ولم توصي وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ) رواه البخاري، ومسلم ، وثبت في البخاري عن سعد بن عبادة : ( أن أمه توفيت وهو غائب فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال : نعم ، فقال : أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها ) رواه البخاري .

وأما الحج فقد قال صلى الله عليه وسلم لمن سألته عن الحج : ( أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ، قالت : نعم قال : فدين الله أحق بالقضاء ) رواه البخاري ، ومسلم .

ومما سبق تعلم أن الصدقة عن الميت تنفعه ويصل إليه ثوابها .
وقد روي حديث ضعيف في الصلاة عن الميت ، وذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن المبارك أنه ضعف هذا الحديث ثم قال :
لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ (يعني عن الميت) اخْتِلافٌ اهـ .

قال النووي :
قَوْله : ( لَيْسَ فِي الصَّدَقَة اِخْتِلافٌ ) فَمَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لا يُحْتَجُّ بِهِ , وَلَكِنْ مَنْ أَرَادَ بِرَّ وَالِدَيْهِ فَلْيَتَصَدَّقْ عَنْهُمَا فَإِنَّ الصَّدَقَة تَصِلُ إِلَى الْمَيِّتِ وَيَنْتَفِع بِهَا بِلا خِلَافٍ بَيْن الْمُسْلِمِينَ وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب . وَأَمَّا مَا حَكَاهُ أَقْضَى الْقُضَاةِ أَبُو الْحَسَن الْمَاوَرْدِيّ الْبَصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِيّ فِي كِتَابه الْحَاوِي عَنْ بَعْض أَصْحَاب الْكَلام مِنْ أَنَّ الْمَيِّت لا يَلْحَقُهُ بَعْد مَوْته ثَوَاب فَهُوَ مَذْهَبٌ بَاطِلٌ قَطْعًا وَخَطَأٌ بَيِّنٌ مُخَالِفٌ لِنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاع الأُمَّة فَلا اِلْتِفَاتَ إِلَيْهِ وَلا تَعْرِيجَ عَلَيْهِ . وَأَمَّا الصَّلاة وَالصَّوْم فَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء أَنَّهُ لا يَصِلُ ثَوَابُهُمَا إِلَى الْمَيِّت إِلا إِذَا كَانَ الصَّوْم وَاجِبًا عَلَى الْمَيِّت فَقَضَاهُ عَنْهُ وَلِيُّهُ أَوْ مَنْ أَذِنَ لَهُ الْوَلِيُّ فَإِنَّ فِيهِ قَوْلَيْنِ لِلشَّافِعِيِّ أَشْهَرُهُمَا عَنْهُ أَنَّهُ لا يَصِحّ وَأَصَحُّهُمَا عِنْد مُحَقِّقِي مُتَأَخِّرِي أَصْحَابِهِ أَنَّهُ يَصِحّ . وَأَمَّا قِرَاءَة الْقُرْآن فَالْمَشْهُور مِنْ مَذْهَب الشَّافِعِيّ أَنَّهُ لا يَصِلُ ثَوَابُهَا إِلَى الْمَيِّت وَقَالَ بَعْض أَصْحَابه : يَصِل ثَوَابهَا إِلَى الْمَيِّت . وَذَهَبَ جَمَاعَات مِنْ الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّهُ يَصِل إِلَى الْمَيِّت ثَوَاب جَمِيع الْعِبَادَات مِنْ الصَّلاة وَالصَّوْم الْقِرَاءَة وَغَيْر ذَلِكَ . . . ثم ذكر النووي أن الدُّعَاء وَالصَّدَقَة وَالْحَجّ يصِلُ ثوابها إلى الميت بِالإِجْمَاعِ اهـ بتصرف .

وقال في تحفة المحتاج : "وينفع الميت صدقة عنه ومنها وقف لمصحف وغيره وحفر بئر وغرس شجر منه في حياته أو من غيره عنه بعد موته" اهـ .

وأما أفضل الطرق لنفع والدك فعليك بالإكثار من الدعاء له ، قال الله تعالى : ( وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم.

أما بالنسبة للصدقة فمن أفضل ما تبذل فيه الصدقات الجهاد في سبيل الله وبناء المساجد ومساعدة طلبة العلم بطباعة الكتب أو إعطائهم الأموال التي يحتاجون إليها .
والله أعلم .
منتدى الإسلام سؤال وجواب

العوفي العوفي
2017-03-14, 16:24
ثبت في الصحيحين عن عائشة : ( أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ولم توصي وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ) رواه البخاري، ومسلم ، وثبت في البخاري عن سعد بن عبادة : ( أن أمه توفيت وهو غائب فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال : نعم ، فقال : أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها ) رواه البخاري .

Gihane
2017-03-14, 20:45
السلام عليكم

بارك الله فيك ورضي عنك وجعل هده الصفحة في ميزان حسناتك و ارجو ان تتقبل مشاركتي
ورد عن رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم العديد من الأحاديث النبوية التي حثتنا على العمل الصالح و التعامل بالأخلاق الحسنة و منها
عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما عن النبي - صلي الله عليه وسلم – قال " مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينه فصار بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها وكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم فقالوا لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فان تركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا وان اخذوا علي ايديهم نجوا ونجوا جميعا "
عن أبي أمامه رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) يقول " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحاب
عن جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) " مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر علي باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات " عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – ان النبي (صلي الله عليه وسلم) قال " اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت خصلة من النفاق حتي يدعها . اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر "

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: كذبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني، وشتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا، وأنا الله الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد ولم يكن له كفؤا أحد. رواه البخاري وغيره. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تسعا وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، إنه وتر يحب الوتر، من حفظها دخل الجنة، وهي: الله الواحد الأحد... الحديث. رواه ابن ماجه وأصله في الصحيحين. عن عبد الله بن بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن أبيه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد. قال: فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان. عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار. رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، وفي الكبرى، وصححه الألباني.

العوفي العوفي
2017-03-15, 02:55
السلام عليكم

بارك الله فيك ورضي عنك وجعل هده الصفحة في ميزان حسناتك و ارجو ان تتقبل مشاركتي
ورد عن رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم العديد من الأحاديث النبوية التي حثتنا على العمل الصالح و التعامل بالأخلاق الحسنة و منها
عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما عن النبي - صلي الله عليه وسلم – قال " مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينه فصار بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها وكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم فقالوا لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فان تركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا وان اخذوا علي ايديهم نجوا ونجوا جميعا "
عن أبي أمامه رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) يقول " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحاب
عن جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) " مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر علي باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات " عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – ان النبي (صلي الله عليه وسلم) قال " اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت خصلة من النفاق حتي يدعها . اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر "

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: كذبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني، وشتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا، وأنا الله الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد ولم يكن له كفؤا أحد. رواه البخاري وغيره. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تسعا وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، إنه وتر يحب الوتر، من حفظها دخل الجنة، وهي: الله الواحد الأحد... الحديث. رواه ابن ماجه وأصله في الصحيحين. عن عبد الله بن بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن أبيه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد. قال: فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان. عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار. رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، وفي الكبرى، وصححه الألباني.


http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1428597018_513.gif

العوفي العوفي
2017-03-15, 18:15
وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال { إنّا معشر الأنبياء أمرنا أن نؤخّر سحورنا ونعجّل فطرنا وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا}.
أخرجه ابن حبّان.

العوفي العوفي
2017-03-16, 02:47
http://as7ab3net.com/upload/download.php?img=6885

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:02
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا, أَوْ غِنًى مُطْغِيًا, أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا, أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا, أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا, أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ, أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ؟))

[أخرجه الترمذي في سننه]

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:04
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي, فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ, فَنَزَلَ بِئْرًا, فَشَرِبَ مِنْهَا, ثُمَّ خَرَجَ, فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ, يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ, فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي, فَمَلَأَ خُفَّهُ, ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ, ثُمَّ رَقِيَ, فَسَقَى الْكَلْبَ, فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ, فَغَفَرَ لَهُ, قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا!؟ قَالَ: فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ))
[متفق عليه, أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهما]

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:06
سيدنا عمر قال لجليسه أبي موسى الأشعري: يا أبا موسى, هل يسرك أن إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجرتنا معه، وشهادتنا، وعملنا كله يرد علينا لقاء أن ننجوَ كفافاً لا لنا ولا علينا؟ -

يتمنى هذا الخليفة العظيم أن ينجو بجلده، لا له ولا عليه, وهذا الإسلام، وهذه المجاهدة، وهذه الحروب-

فيجيبه أبو موسى: لا والله يا عمر؛ لقد جاهدنا، وصلينا، وصمنا، وعملنا خيراً كثيراً، وأسلم على أيدينا خلقٌ كثير, إنا لنرجو ثواب ذلك,

فيجيبه عمر, ودموعه تنحدر من على وجنتيه كحبات اللؤلؤ: أما أنا فو الذي نفس عمرٍ بيده, لوددت أن ذلك يرد علي، ثم أنجو كفافاً رأساً برأس))

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:09
كتب مرة سيدنا عمر إلى عامله على البصرة عتبة بن غزوان، قال له:
((قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم, فعززت به بعد الذلة، وقويت به بعد الضعف، حتى صرت أميراً مسلَّطاً، وملكاً مطاعاً، تقول فيسمع منك، وتأمر فيطاع أمرك، فيالها نعمة إن لم ترفعك فوق قدرك، وتبصرك على مَن دونك، تحوط من النعمة, تحوطك من المعصية، هذه نعمة لكنها مزلق خطير، فلهي أخوفُ عندي عليك أن تستدرجك وتخدعك، فتسقط سقطةً تطير بها إلى جهنم، أعيذك بالله, وأعيذ نفسي من ذلك))

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:10
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي) (رواه مسلم).

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:12
عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ، وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ؟ قَالَ: (لأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ: التَّكْبِيرَ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ ِللهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَالْعَظْمَ، وَالْحَجَرَ، وَتَهْدِي الأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ وَالأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ، وَلَكَ فِي جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ أَجْرٌ) قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كَيْفَ يَكُونُ لِي أَجْرٌ فِي شَهْوَتِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ، وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ، فَمَاتَ، أَكُنْتَ تَحْتَسِبُ بِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ؟ قَالَ: بَلِ اللَّهُ خَلَقَهُ، قَالَ: فَأَنْتَ هَدَيَتَهُ؟ قَالَ: بَلِ اللَّهُ هَدَاهُ، قَالَ: فَأَنْتَ تَرْزُقُهُ؟ قَالَ: بَلِ اللَّهُ كَانَ يَرْزُقُهُ، قَالَ: كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِي حَلاَلِهِ، وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ، فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ أَحْيَاهُ، وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ، وَلَكَ أَجْرٌ)
(رواه أحمد، وصححه الألباني).

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:16
http://img.rjeem.com/imgcache/2014/03/389185.jpg

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:19
https://modo3.com/thumbs/fit630x300/9146/1435045224/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%84_ %D8%AB%D9%84%D8%AB_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7% D9%86.jpg

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:20
http://twitmails3.s3-website-eu-west-1.amazonaws.com/users/470962794/428/related/image020.jpg

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:26
http://www.lovely0smile.com/images/Card/609.jpg

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:28
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/124.jpg

العوفي العوفي
2017-03-16, 17:29
http://photos.azyya.com/store/up1/08040108044758pl.jpg

العوفي العوفي
2017-03-17, 06:48
http://up.arabseyes.com/uploads2013/02_07_16146741313835164.jpg

العوفي العوفي
2017-03-17, 11:35
قال الله تعالى:"فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏" عندما كذّب قوم مَدْيَن نبيهم شُعيباً كان لابُد للعدالة الإلهية أنْ تنتصر للنبيّ المبعوث من الله وأتباعه وحانت ساعة العذاب الدُّنيويّ، وكان العذاب الذي وقع بهم أنّ أرسل الله عليهم الحر الشديد الذي لا يُحتمل واستمر هذا الحرّ مدّة سبعة أيامٍ متتاليةٍ،
وعندما عجزوا عن احتمال الحر الشديد خرجوا من المنازل والمساكن إلى الخلاء والصحراء لعلّها تكون أقلّ حرًّا؛ ولكن كانت أشعة الشمس شديدة الحرارة والرِّمال ملتهبةً وإذْ هم كذلك أظلهم الله بسحابةٍ؛ فاستبشروا خيراً بها واعتقدوا أنّها تحمل لهم المطر الذي يُذهب عنهم الحر وبدأوا بالتوافد والتجمّهر تحتها لتُظِّلهم من أشعة الشّمس الحارقة وعندئذ بدأت تُمطر السَّحابة عليهم حِمم النَّار الحارقة حتّى أهلكتهم جميعاً.

العوفي العوفي
2017-03-17, 11:40
يوم الظُلَّة: هو اليوم الذي أنزل فيه اللهُ القادرُ المنتقمُ العذابَ على قوم النبي شعيب ( عليه السَّلام ).
و الظلة: سِمةُ ذلك اليوم، حيث أن قوم شعيب ـ و هم أصحاب الأيكة 1 ـ عندما كذبوا شعيباً و لم يأخذوا بنصائحه و استهزؤا به و تحدَّوه بإنزال العذاب، بعث الله سحابة العذاب التي أظلتهم ثم أحرقتهم و أبادتهم جميعاً.

ففي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر 2... قوله: ﴿ ... عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ 3 ، فبلغنا ـ و الله أعلم ـ أنه أصابهم حَرٌّ و هم في بيوتهم، فخرجوا يلتمسون الرَوح من قِبَل السحابة التي بعث الله فيها العذاب، فلما غشيتهم أخذتهم الصيحة، ﴿ ... فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ 4 ، و هم قوم شعيب" 5 .
و قيل إنه كان لشعيب قومان قوم أهلكوا بالرجفة و قوم هم أصحاب الظلة 6 .
قال قتادة: أرسل شعيب مرتين، إلى مدين مرة، و إلى أصحاب الأيكة مرة، 7 .
قصة أصحاب الأيكة:
و جاء في قصص الأنبياء ( عليهم السلام ) بِالْإِسْنَادِ إِلَى الصَّدُوقِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى وَهْبٍ، قَالَ: َبَعَثَ اللَّهُ شُعَيْباً إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ وَ لَمْ يَكُونُوا فَصِيلَةَ شُعَيْبٍ وَ لَا قَبِيلَتَهُ الَّتِي كَانَ مِنْهَا، وَ لَكِنَّهُمْ كَانُوا أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ بُعِثَ إِلَيْهِمْ شُعَيْبٌ، وَ كَانَ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ جَبَّارٌ وَ لَا يُطِيقُهُ أَحَدٌ مِنْ مُلُوكِ عَصْرِهِ، وَ كَانُوا يَنْقُصُونَ الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ وَ يَبْخَسُونَ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ مَعَ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ وَ تَكْذِيبِهِمْ لِنَبِيِّهِ وَ عُتُوِّهِمْ، وَ كَانُوا يَسْتَوْفُونَ إِذَا اكْتَالُوا لِأَنْفُسِهِمْ أَوْ وَزَنُوا لَهُ، فَكَانُوا فِي سَعَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، فَأَمَرَهُمُ الْمَلِكُ بِاحْتِكَارِ الطَّعَامِ وَ نَقْصِ مَكَايِيلِهِمْ وَ مَوَازِينِهِمْ، وَ وَعَظَهُمْ شُعَيْبٌ.
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ: مَا تَقُولُ فِيمَا صَنَعْتُ، أَ رَاضٍ أَنْتَ أَمْ سَاخِطٌ؟
فَقَالَ شُعَيْبٌ: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيَّ أَنَّ الْمَلِكَ إِذَا صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ يُقَالُ لَهُ مَلِكٌ فَاجِرٌ.
فَكَذَّبَهُ الْمَلِكُ وَ أَخْرَجَهُ وَ قَوْمَهُ مِنْ مَدِينَتِهِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْهُمْ: ﴿ ... لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا ... ﴾ 8 .
فَزَادَهُمْ شُعَيْبٌ فِي الْوَعْظِ.
فَقَالُوا: ﴿ ... يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء ... ﴾ 9 ، فَآذَوْهُ بِالنَّفْيِ مِنْ بِلَادِهِمْ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْحَرَّ وَ الْغَيْمَ حَتَّى أَنْضَجَهُمُ اللَّهُ، فَلَبِثُوا فِيهِ تِسْعَةَ أَيَّامٍ، وَ صَارَ مَاؤُهُمْ حَمِيماً لَا يَسْتَطِيعُونَ شُرْبَهُ، فَانْطَلَقُوا إِلَى غَيْضَةٍ لَهُمْ 10 ، وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَصْحابُ الْأَيْكَةِ 11 ، فَرَفَعَ اللَّهُ لَهُمْ سَحَابَةً سَوْدَاءَ، فَاجْتَمَعُوا فِي ظِلِّهَا فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَاراً مِنْهَا فَأَحْرَقَتْهُمْ، فَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ ... فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ... ﴾ 3 " 12 .
القرآن الكريم و قصة عذاب يوم الظلة:
﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ * قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ 13

1. الأيكة: واحدة الأيك، و هو الشجر الملتف الكثير.
قيل إن أصحاب الأيكة كانوا أصحاب شجر ملتف، و كان شجرهم شجر المقل، و هم قوم شعيب.
و يقال: الأيكة، اسم قرية ، و الليكة اسم بلد. أنظر: مجمع البحرين : 5 /256 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
2. أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
3. a. b. القران الكريم : سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية : 189 ، الصفحة : 375 .
4. القران الكريم : سورة هود ( 11 ) ، الآية : 67 ، الصفحة : 229 .
5. تفسير القمي: 2 / 125، لعلي بن ابراهيم القمي ( رحمه الله ) .
6. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 12 / 382. ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
7. بحار الأنوار: 12 / 375.
8. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 88 ، الصفحة : 162 .
9. القران الكريم : سورة هود ( 11 ) ، الآية : 87 ، الصفحة : 231 .
10. الغيضة : الأجمة ، و هي مغيض ماء يجتمع فيه الشجر ، و الجمع غياض و أغياض. أنظر: مجمع البحرين : 4 / 220 .
11. جاء ذكر أصحاب الأيكة في القرآن الكريم في الآيات التالية:
1. سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 78.
2. سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية : 176.
3. سورة ص ( 38 ) ، الآية : 13.
4. سورة ق ( 50 ) ، الآية : 14.
12. بحار الأنوار: 12 / 384 .
13. القران الكريم : سورة الشعراء ( 26 ) ، الآيات : 176 - 190 ، الصفحة : 374 .

stella_007
2017-03-18, 00:04
بارك الله فيك

العوفي العوفي
2017-03-18, 07:37
بارك الله فيك

https://my.mec.biz/attachment.php?attachmentid=126300&d=1337552168

العوفي العوفي
2017-03-18, 07:52
http://ube.azyya.com/uploads/08112705145584.jpg

العوفي العوفي
2017-03-18, 07:53
http://up.albrari.com/uploads/13708994741.jpg

العوفي العوفي
2017-03-18, 07:54
http://dl.hodanet.tv/fileshtml/omrahemofradah_files/image053.jpg

العوفي العوفي
2017-03-18, 07:55
https://i.ytimg.com/vi/Xh_L8S3Xch0/hqdefault.jpg

العوفي العوفي
2017-03-18, 10:25
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أما بعد.فهذه فوائد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ. متفق عليه

شرح الكلمات:
وله: (أي الإسلام): أي: أي خصاله، أو أي أهله وذويه أفضل.
قوله: (تطعم الطعام): على وجه الصدقة، أو الضيافة، ونحو ذلك.
قوله: (وتقرأ السلام): المراد به إفشاء السلام.
قوله: (ومن لم تعرف): أي: لا تخص به أحداً تكبراً أو تصنعاً؛ بل تعظيماً لشعار الإسلام، ومراعاة لأخوة المسلم، فإن قيل: اللفظ عام فيدخل الكافر والمنافق والفاسق، أجيب بأنه خص بأدلة أخرى، أو أن النهي متأخر، وكان هذا عاماً لمصلحة التأليف، وأما من شك فيه فالأصل البقاء على العموم حتى يثبت الخصوص.

المعنى الاجمالي:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الإسلام خير؟ والصحابة رضي الله عنهم إذا سألوا الرسول في مثل هذه الأسئلة لا يريدون مجرد العلم وإنما يريدون العمل فإذا قال الإسلام كذا وكذا فعلوه وتسابقوا إليه وهكذا ينبغي للسائل الذي يسأل العالم ....

ويستفتيه أن ينوي بقلبه أنه إذا دله على الخير فعله كما كان دأب الصحابة لا يريد أن ينظر ماذا عند العالم فقط فقال النبي صلى الله عليه وسلم تطعم الطعام يعني من احتاج إليه وأول من يلزمك إطعام هم عائلتك وإطعامهم صدقة وصلة وأفضل من إطعام الأباعد لأن إطعام أهلك قيام بواجب وإطعام الأباعد قيام بمستحب والواجب أحب إلى الله من المستحب كما في الحديث القدسي ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وبعض الناس ينفق على أهله ما ينفق ولكنه لا يشعر بأنه يتقرب إلى الله بهذا الإنفاق ولو جاءه مسكين وأعطاه ريالا واحدا يشعر بأنه متقرب إلى الله بهذه الصدقة ولكن الصدقة الواجبة على الأهل أفضل وأكثر أجرا فإذا أطعمت الطعام لأهلك فهذا من خير الإسلام وتقرأ السلام وهذا هو الشاهد وتقرأ السلام يعني تقول السلام عليك ويسمى قراءة السلام وإلقاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف لا يكن سلامك سلام معرفة بل يكن سلامك سلام مثوبة وإلفة لأن المسلم يثاب على سلامة ويحصل بسلامه التأليف كما قال النبي عليه الصلاة والسلام والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم أما من لا يسلم إلا سلام معرفة فسوف يفوته خير كثير لأنه ربما مر به العشرات لا يعرف منهم إلا واحدا أما من يسلم سلام مثوبة وإلفة فهو يسلم على من عرف ومن لم يعرف إلا إذا كان الذي مررت به كافرا فلا تسلم عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام وغيرهم أخبث منهم مثل السيخ والمشركين والشيوعيين ومن شابههم فلا تقرأ عليهم السلام ولا تسلم عليهم وكذلك الفاسق المعلن بفسقه إذا كان في ترك السلام عليه مصلحة وهو أنك إذا لم تسلم عليه تاب من فسقه ورجع إلى الله أما إذا لم يكن ....

هناك مصلحة وأن الأمر بالنسبة له سيان سلمت أو لم تسلم وكان عدم سلامك عليه يجعل في قلبه عداوة عليك ويستمر في باطله ولا يقبل منك النصيحة فسلم عليه مما سبق نجد أن الناس صاروا ثلاثة أقسام:
1 - القسم الأول الفاسق المعلن بفسقه فهذا سلم عليه إلا إذا كان في هجره مصلحة.
2 - القسم الثاني الكافر لا تسلم عليه لكن إن سلم عليك رد عليه.
3 - القسم الثالث إنسان مسلم لا تعلم عليه فسقا فسلم عليه واحرص على أن تكون أنت البادئ بالسلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام وهو أشرف الخلق وقال عليه الصلاة والسلام لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام وهكذا الحديث الذي معنا خير الإسلام أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف والله الموفق.

والإسلام الحنيف شرع الله -عز وجل- فيه تحية للمسلمين فيما بينهم، وشعارًا لهم، وهي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [النور: 61]، على أنفسكم، لأنك حين تسلم على غيرك كأنك تسلم على نفسك؛ لأن غيرك هو أيضًا سيسلم عليك؛ ذلك لأن الإسلام يريد أن يجعل المجتمع الإيماني وحدة متماسكة. فإذا دخلتم -أيها المؤمنون والمؤمنات-بيوتًا فسلموا على أهلها الذين هم بمنزلة أنفسكم، وحيوهم تحية ثابتة من عند الله، مباركة طيبة، أي مستتبعة لزيادة البركات والخيرات ولزيادة المحبة والمودة. ووصف ربنا - سبحانه- هذه التحية بالبركة والطيب؛ لأنها دعوة مؤمن لمؤمن وكلاهما يرجو بها من الله- تعالى- زيادة الخير وطيب الرزق والحياة.

مِمَّا يُستفاد من الحديث:
1- في الحديث سببين من أعظم أسباب الألفة، إذ أن الألفة إحدى فرائض الدين، وأركان الشريعة.
2- في الحديث الدعوة إلى إخلاص العمل لله تعالى لا مصانعة ولا تملقاً، ويدل على ذلك بذل السلام لمن عرفت ولمن لم تعرف.
3- في الحديث استعمال خلق التواضع، وإفشاء شعار هذه الأمة، وهو السلام.
4- السلام من الأسباب التي تدخل صاحبها الجنة، كما في حديث عبد الله بن سلام.
5- السلام يوجب المحبة بين المسلم وبين إخوانه من المسلمين.
6- حصول فضيلة الإسلام وخيريته بهذين الأمرين.
7- أن إِطْعَام الطَّعَام مِنْ الْإِسْلَامِ.
8- فيه الحث والترغيب على إِفْشَاء شِعَار هَذِهِ الْأُمَّة.
9- أن السَّلَام لِلْمَعْرِفَةِ وَغَيْرِ الْمَعْرِفَةِ، فتُسَلِّم عَلَى مَنْ لَقِيته وَلَا تَخُصّ ذَلِكَ بِمَنْ تَعْرِف.
10- أَنَّهُ لَوْ تَرَكَ السَّلَام عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِف اِحْتَمَلَ أَنْ يَظْهَر أَنَّهُ مِنْ مَعَارِفه، فَقَدْ يُوقِعهُ فِي الِاسْتِيحَاش مِنْهُ وَهَذَا الْعُمُوم مَخْصُوص بِالْمُسْلِمِ، فَلَا يَبْتَدِئ السَّلَام عَلَى كَافِر.
11- أنَّ هَذَا السلام في الْعُمُوم مَخْصُوص بِالْمُسْلِمِينَ فَلَا يُسَلَّم اِبْتِدَاء عَلَى كَافِر.
12- الْحَثّ عَلَى تَأَلُّف قُلُوب الْمُسْلِمِينَ وَاجْتِمَاع كَلِمَتهمْ وَتَوَادّهمْ وَاسْتِجْلَاب مَا يُحَصِّلُ ذَلِكَ.
13- في الحديث جمع بين إطعام الطعام وإفشاء السلام، لأنه به يجتمع الإحسان بالقول والفعل وهو أكمل الإحسان.
14- حرص الصحابة في السؤال فيما ينفعهم وعلى الخير.
15- أن السنة في التحية وجود لفظ السلام ولا يجزئ قول القائل صباح الخير أو مساء الخير.
16- جواز سؤال أهل العلم فيما أشكل على المتعلم.
17- جواز إجابة السائل بأكثر مما سأل.
18- ذم البخل.
19- فيه أن إطعام الطعام يحث على الوثوق بالله والزهد في الدنيا.
20- ما أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جوامع الكلم.
21- تحريم التهاجر بين المسلمين إلا ما ظهر منه بدعة أو معصية.
22- أن الأصل في المسلمين الإسلام إلا من ظهر كفره.
23- فيه أن حسن السؤال نصف العلم.
24- فضيلة من يبدأ بالسلام.
25- استحباب المبادرة إلى فعل الخير والمسابقة إليه.
26- إخلاص العمل لله رجاء مثوبته.
27- فيه دلالة على إكرام الضيف.
28- الرجوع إلى العلماء وسؤالهم عن أمور الدين.
29- السلام من أسماء الله -عز وجل.
30- أبخل الناس من بخل بالسلام.
31- إطعام الطعام من أفضل القربات، وأعظم الطاعات، فتشبع الجائع، وتسد فاقته، وتعطي الفقير ما تيسر معك مما يستعين به على حاله.
32- مدح الله المحسنين بقوله ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8-9]، وفضل الصدقة عظيم، وثوابها جزيل ولاسيما إذا وقعت في يد مستحقها، وليس عليك أن تصرف بما ليس في وسعك، ولا أن تكلف نفسك مالا تقدر عليه، ولكن إذا وجدت شيئاً فأنفقه في سبيل الله ولو قليلاً.
33- إن إفشاء السلام هو مفتاح القلوب، فإذا أردت أن تُفتح لك قلوب العباد فسلم عليهم إذا لقيتهم وابتسم في وجوههم.

والله اعلم .وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

---------------------شبكة الألوكة-------------------------

العوفي العوفي
2017-03-19, 09:44
عن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ") . صححه الألباني في صحيح أبي داود .

العوفي العوفي
2017-03-19, 09:45
وروى أحمد عن أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك أحد الرواة) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، غَفَرَ لَهُ )
قال محققو المسند : إسناده حسن .

العوفي العوفي
2017-03-19, 09:47
عن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ") . صححه الألباني في صحيح أبي داود .

العوفي العوفي
2017-03-19, 09:48
ومن أفضل الأعمال الصالحة التي يفعلها التائب : الصدقة ، فإن الصدقة من أعظم الأسباب التي تكفر الذنب ، قال الله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ) .

العوفي العوفي
2017-03-19, 16:06
http://www.imamali-a.com/upimg/6776-1.jpg

العوفي العوفي
2017-03-19, 16:12
http://www.albayan.ae/polopoly_fs/1.2202883.1475848889!/image/image.JPG

العوفي العوفي
2017-03-19, 16:13
https://pbs.twimg.com/media/BV3LbA_CMAAFv3R.jpg

العوفي العوفي
2017-03-19, 16:14
https://i.ytimg.com/vi/7tLvElpxos4/hqdefault.jpg

العوفي العوفي
2017-03-19, 16:16
http://2.bp.blogspot.com/-OQIaVyDue2c/ULvKjZ4wwxI/AAAAAAAAAHE/w_UGNbUlOag/s1600/%D8%AF%D8%B1%D8%B3+%D8%B5%D9%81%D8%A9+%D8%A7%D9%84 %D8%AD%D8%AC+%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9.jpg

العوفي العوفي
2017-03-19, 16:23
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/236x/1b/54/49/1b5449a0cdd9a9b9d58bcda911a3387a.jpg


اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!

العوفي العوفي
2017-03-19, 16:31
https://pbs.twimg.com/media/By3M1DBCIAE0awx.jpg




اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!CENTER]

العوفي العوفي
2017-03-19, 23:29
https://lh4.ggpht.com/xs7Q98XMZGgldRwmsLgMWplgtJI56-lc0zWT5UmGYyJCWfKZiGIr6djyZekIGT4Ayis=h900


اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!

العوفي العوفي
2017-03-19, 23:30
https://lh5.ggpht.com/4l5rINOTnp66QjQz4oGtIDZ3umZnosSz5kWAVWVolY4QsuGujc 38B6gykaSDpfclpQ=h900



اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!

العوفي العوفي
2017-03-19, 23:32
http://www.dalil-alhaj.com/images/tawaf-square.gif




اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!

العوفي العوفي
2017-03-19, 23:47
http://4.bp.blogspot.com/-vuL6HMbviBs/VxZaPuzlxWI/AAAAAAAAF-s/NGt_vXaonCssFShFy2S575eW5f7470rvACK4B/s1600/7.jpg




اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!
اللهم يسر لنا ذلك يارب...!

العوفي العوفي
2017-03-20, 11:31
كم هي المسافة بين مكة والمدينة ..
بين مكة ومنى ..بين مكة وعرفات ..
بين منى وعرفات ..بين منى ومزدلفة ..
هي معلومات مهمة أعتقد أن الحاج محتاج إلى معرفتها حتى تتضح الصورة أمامه وحتى يؤدي حجه بشكل أفضل إن شاء الله .أفيدونا بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء آمين .

الإجابــة:المسافة بين المناسك
المسافة من مكة إلى منى تقارب 3 كم
المسافة منى إلى عرفة تقارب 17 كم
المسافة عرفة إلى مزدلفة تقارب 12 كم
المسافة مزدلفة إلى منى تقارب =5 كم
المسافة مكة إلى عرفة تقارب 21 كم يقطعها قطار المشاعر في 15د
المسافة مكة إلى المدينة تقارب 450-480 كم

اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام يارب العالمين ياأرحم الراحمين.والله أعلم.
منقول

العوفي العوفي
2017-03-20, 11:49
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/3/33/La_mecque_pelerinage-ar.png

العوفي العوفي
2017-03-20, 11:55
http://wefaqdev.net/upload/7299988517300578219594.jpg

العوفي العوفي
2017-03-20, 14:04
https://pbs.twimg.com/profile_images/417571467082338304/vGWURFhN.jpeg

العوفي العوفي
2017-03-20, 14:11
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ، وَالحَرْقِ، وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَ المَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيِغَاً. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ، وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلْعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ “

العوفي العوفي
2017-03-20, 14:13
لا إله إلا الله الملك الحق المبين، لا إله إلا الله العدل اليقين، لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين، سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإلية المصير،وهو على كل شيء قدير.

العوفي العوفي
2017-03-22, 22:43
يقول عليه الصلاة والسلام :((كَفَى بِكَ إثْماً ألا تَزَال مُخَاصِما‏ ))[ ‏الترمذي‏ عن ابن عباس ]

ويقول عليه الصلاة والسلام : ((كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكلِّ ما سمع))[أبو داود عن أبي هريرة ]

ويقول عليه الصلاة والسلام : ((كفى بالموت واعظاً ، وكفى باليقين غنى‏ ))[ الطبراني في الكبير عن عمار‏]

العوفي العوفي
2017-03-22, 22:46
ويقول عليه الصلاة والسلام :((كفى بالمرء شراً أن يتسخط ما قرب إليه‏ ))[ ابن أبي الدنيا و أبو الحسين بن بشران عن جابر‏ ]

ويقول عليه الصلاة والسلام :((كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت‏ )) [أحمد وأبو داود والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن عمر ]

ويقول عليه الصلاة والسلام : (( كفى بالمرء من الشح أن يقول آخذ حقي لا أترك منه شيئا‏ ))[ الحاكم في المستدرك عن أبي أمامة‏ ]

العوفي العوفي
2017-03-24, 07:22
عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يلبي إلا لبى مَنْ عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا) رواه الترمذي.

العوفي العوفي
2017-03-24, 07:24
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولولا أن الله تعالى طمس نورهما، لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب) رواه الترمذي وغيره.

العوفي العوفي
2017-03-24, 07:54
التعزية
العزاء : الصبر . والتعزية التصبير والحمل على الصبر بذكر ما يسلي المصاب ويخفف حزنه ويهّون عليه مصيبته .
حكمها :
التعزية مستحبة ولو كان ذميا ً، لما رواه ابن ماجه والبيهقي بسند حسن عن عمرو ابن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة ] ، وهي لا تُسْتَحبُّ إلا مرةً واحدةً .
وينبغي أن تكون التعزية لجميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار والرجال والنساء، سواء أكان ذلك قبل الدفن أم بعده ، إلى ثلاثة أيام ، إلا إذا كان المعزَّي أو المعزّى غائباً ، فلا بأس بالتعزية بعد الثلاث .
ألفاظها :
والتعزية تؤدى بأي لفظ يخفف المصيبة ويحمل على الصبر والسلوان ، فإن اقتصر على اللفظ الوارد كان أفضل .
روى البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما . قال :
أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه : إن ابناً لي قُبض فأتنا . فأرسل يقرئ السلام ويقول : [ إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ، ولتحتسب ] .
وروى الشافعي في مسنده أنه : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت التعزية سمعوا قائلاً يقول: إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركا من كل فائت ، فبالله فثقوا وإياه فارجو ، فإن المصاب من حُرم الثواب .
قال العلماء : فإن عزَّى مسلماً بمسلم قال : أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك ، وغفر لميتك .
وإن عزَّى مسلماً بكافر قال : أعظم الله أجرك ، وأحسن عزاءك .
وإن عزَّى كافراً بمسلم قال : أحسن الله عزاءك وغفر لميتك .
وإن عزَّى كافراً بكافر قال : أخلف الله عليك .
وأما جواب التعزية فيؤمن المَعزَّى ويقول للمعزَّي : آجرك الله .
وعند أحمد أنه إن شاء صافح المعزي وإن شاء لم يصافح ، وإذا رأى الرجل شقّ ثوبه على المصيبة عزاه ولا يترك حقاً لباطل ، وإن نهاه فحسن.
الجلوس لها
السنة أن يُعزّى أهلُ الميت وأقاربه ثم ينصرف كل في حوائجه دون أن يجلس أحد سواء أكان مُعزى أو معزياً ، وهذا هو هدي السلف الصالح .
قال الشافعي في الأم : أكره المأتم وهي الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء ، فإن ذلك يجدد الحزن ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الأثر.
قال النووي : قال الشافعي وأصحابه رحمهم الله : يكره الجلوس للتعزية . قالوا : ويعني بالجلوس أن يجتمع أهل الميت في بيت ليقصدهم من أراد التعزية ؛ بل ينبغني أن ينصرفوا في حوائجهم ، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها . وهذه كراهة تنــزيه إذا لم يكن معها محدث آخر ، فإن ضم اليها أمر آخر من البدع المحرمة - كما هو الغالب منها في العادة - كان ذلك حراماً من قبائح المحرمات ، فإنه . محدث وثبت في الحديث الصحيح [ أن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ] .
وذهب أحمد وكثير من علماء الأحناف إلى هذا الرأي ، وذهب المتقدمون من الأحناف إلى أنه لا بأس بالجلوس في غير المسجد ثلاثة أيام للتعزية ، من غير ارتكاب محظور .
وما يفعله بعض الناس اليوم من الاجتماع للتعزية ، وإقامة السرادقات ، وفرش البسط ، وصرف الأموال الطائلة من أجل المباهاة والمفاخرة من الأمور المحدثة والبدع المنكرة التي يجب على المسلمين اجتنابها ، ويحرم عليهم فعلها ، لا سيما وأنه يقع فيها كثير مما يخالف هدي الكتاب ويناقض تعاليم السنة ، ويسير وفق عادات الجاهلية كالتغني بالقرآن وعدم التزام آداب التلاوة وترك الإنصات والتشاغل عنه ولم يقف الأمر عند هذا الحد ؛ بل تجاوزه عند كثير من ذوي الأهواء فلم يكتفوا بالأيام الأول : جعلوا يوم الأربعين يوم تجدد لهذه المنكرات وإعادة لهذه البدع . وجعلوا ذكرى أولى بمناسبة مرور عام على الوفاة وذكرى ثانية ، وهكذا مما لا يتفق مع عقل ولا نقل.

منقــــــــــــــــــــــــول

ahmedkaci
2017-03-24, 11:19
جمعة مباركة

ahmedkaci
2017-03-24, 11:20
لا تنسوا بلدكم وأمتكم بالدعاء

العوفي العوفي
2017-03-24, 18:13
جمعة مباركة


لا تنسوا بلدكم وأمتكم بالدعاء


http://i68.servimg.com/u/f68/14/68/31/37/7510.gif

العوفي العوفي
2017-03-24, 18:38
التعزية مستحبة ولو كان ذميا ً، لما رواه ابن ماجه والبيهقي بسند حسن عن عمرو ابن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة ] ، وهي لا تُسْتَحبُّ إلا مرةً واحدةً .
وينبغي أن تكون التعزية لجميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار والرجال والنساء، سواء أكان ذلك قبل الدفن أم بعده ، إلى ثلاثة أيام ، إلا إذا كان المعزَّي أو المعزّى غائباً ، فلا بأس بالتعزية بعد الثلاث .

العوفي العوفي
2017-03-25, 01:01
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ))

العوفي العوفي
2017-03-25, 01:09
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ هَلْ مِنْ تَائِبٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ )) .
( مسلم)

العوفي العوفي
2017-03-25, 01:12
والله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي : ((للهُ أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد ، والعقيم الوالد ، والظمآن الوارد)).

العوفي العوفي
2017-03-25, 01:15
عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : ((يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ )) .
[رواه مسلم وأحمد]

العوفي العوفي
2017-03-25, 01:20
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا" ---أخرجه ابن ماجه ح ، وأحمد ،

العوفي العوفي
2017-03-25, 01:23
وعَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُنْتَخَبِينَ، الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، الْوَفْدِ الْمُتَقَبَّلِينَ" قَالَ: فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِبَادُ اللَّهِ الْمُنْتَخَبُونَ؟، قَالَ: "عِبَادُ اللَّهِ الصَّالِحُونَ" قَالُوا: فَمَا الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ؟ قَالَ: "الَّذِينَ يَبْيَضُّ مِنْهُمْ مَوَاضِعُ الطُّهُورِ" قَالُوا: فَمَا الْوَفْدُ الْمُتَقَبَّلُونَ ؟ قَالَ: "وَفْدٌ يَفِدُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ نَبِيِّهِمْ إِلَى رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى"
------------------------------
أخرجه أحمد
قوله: "المنتخبين": أي الذين اختارهم الله، والمنتخب: اسم مفعول، من الانتخاب، بمعنى الاختيار، قوله: "المتقبلين": الذين قبلهم الله، اسم مفعول من التقبل بمعنى القبول، قوله: "يفدون": بمعنى المكرمين عند ربهم يوم القيامة، كما في قوله تعالى: "يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا" [مريم: 85].

العوفي العوفي
2017-03-25, 01:28
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَتُحِبُّونَ أَنْ تَجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ؟ قُولُوا: اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».

العوفي العوفي
2017-03-26, 07:33
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. « إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء، الذين إذا غابوا لم يُفتَقَدوا، وإذا حضروا لم يُدْعَوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة » فهؤلاء أولياء الله تعالى الذين قال الله: ( أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

العوفي العوفي
2017-03-27, 06:25
كيف يكون اتجاه الإنسان عند موته،
السنة أن يوجه إلى القبلة ، الكعبة قبلة المسلمين أحياءً وأمواتا ، فإذا ظهرت علامات الموت في الرجل أو المرأة يوجه إلى القبلة ، يكون على جنبه الأيمن ووجهه إلى جهة القبلة في أي مكانٍ كان ، سواء كانت القبلة في الغرب أو في الشرق أو في الشمال أو في الجنوب على حسب البلدان، فإذا كان في بلدٍ قبلتها المغرب يوجه وجهه إلى المغرب كنجد، وإذا كان في بلدٍ قبلتها الجنوب كالمدينة والشمال يوجه إلى الجنوب وهكذا ، على جنبه الأيمن دائماً، وإذا مات أغمضت عيناه، قبل الموت لا ، لكن عندما يموت، من عند خروج روحه تغمض عيناه؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك.

وما يفضل القول عند الميت قبل موته نرجو الإفادة ؟ما الذي يقال عند الميت عند موته ؟
الشيخ: لا يقال إلا خير ، اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، اللهم ثبته على الحق ونحوه ، الكلام الطيب ، مثل ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا تدعو إلا بخير، فإن الملائكة تؤمن على ما تقوله ، إن الميت لا يقال له إلا خير من دعاء طيب ، من ذكر الله ، من استغفار ، الدعاء له بالمغفرة والرحمة.

العوفي العوفي
2017-03-27, 06:28
السؤال :
أخبرت بوجود حديث فيه أنه يجب تحريك المسلم فور موته بحيث يواجه الكعبة ، وأن القبر نفسه يجب أن يكون مواجها للكعبة بمعنى أن تكون القدمان مواجهتين للكعبة . وقيل إن السبب في هذا أن المسلمين سيقومون من قبورهم يوم القيامة مواجهين للكعبة. ما قرأته وفهمته هو أن الرأس/ الوجه يجب أن يبقى في القبر مستقبلا القبلة . ما هي الحقيقة بالنسبة لهذا الموضوع . وجزاك الله خيرا أخي على العمل الجاد الذي تقوم به .

الجواب :
قال ابن حزم رحمه الله : وتوجيه الميت إلى القبلة حسن فإن لم يوجّه فلا حرج قال الله تعالى : { فأينما تولوا فثم وجه الله } ولم يأت نص بتوجيهه إلى القبلة ." المحلى " ( 5 / 174 ) .

والنبي صلى الله عليه وسلم مات في حِجْر عائشة رضي الله عنها ، ووصفت لحظات موته بدقّة ولم تذكر أنها وجّهته إلى القبلة ، وحديثها رواه : البخاري ( 4440 ) ومسلم ( 2444 ) .

وكذا لم يثبت ذلك عن صحابي ، وما روي في ذلك عن أبي قتادة وأنه أوصى عند موته أن يستقبل به القبلة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره بقوله " أصاب الفطرة " : فضعيف لا يصح . انظر - في تضعيفه - : " إرواء الغليل " ( 3 / 153 ) .

وأما موضع الميت في قبره ، فقد قال الإمام ابن حزم :

ويجعل الميت في قبره على جنبه اليمين ، ووجهه قبالة القبلة ، ورأسه ورجلاه إلى يمين القبلة ويسارها على هذا جرى عمل أهل الإسلام من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وهكذا كل مقبرة ( للمسلمين ) على ظهر الأرض . " المحلى " ( 5 / 173 ) .

وأما دعوى أن خروج الناس من قبورهم يكون إلى الكعبة فهو خبر غيبي يحتاج إلى دليل فأين الدليل عليه ؟! والذي ثبت أنّ الناس إذا قاموا إلى قبورهم يتجهون إلى أرض المحشر مباشرة ، والله تعالى أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

العوفي العوفي
2017-03-27, 07:11
حُكمه:فرْضُ كفاية كما تقدَّم.

صفة القبر:
يجوز أن يكونَ القبر لحدًا، ويجوز أن يكون شقًّا، واللحد أفضل؛ لأنه هو الذي اختارَه الله لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "لَمَّا تُوفِّي النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بالمدينة رجلٌ يَلْحَد، وآخر يَضْرَح، فقالوا: نَستخير ربَّنا، ونَبعث إليهما، فأيُّهما سُبِق، ترَكناه، فأرسَلنا إليهما، فسبَق صاحب اللحد، فلَحَدوا للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم"[1].

وعن سعد بن أبي وقاص قال: "ألْحِدوا لي لحدًا، وانْصِبوا عليَّ اللَّبِن نَصْبًا، كما صُنِع برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"[2].
ومعنى اللحد: الميْل، وذلك إنما يكون في الأرض المتماسكة الصُّلبة، التي لا يَنهار تُرابها، وذلك بأن يُحفر القبر، ثم يُحفر في أسفله من جانبه الذي يلي القِبلة.
وأمَّا الشق، فهو أن يُحفر القبر، ثم يُوضع الميِّت في أسفل الحفرة، ويُعرَّش فوقه باللَّبِن أو الخشب ونحوه، ثم يُوضع فوقه التراب.

ويلاحظ في القبر:
أ- أنه يجب أن يُعمَّق ويُوسَّع ويُحسَّن؛ فعن هشام بن عامر قال: "لَمَّا كان يوم أُحد، أُصيب مَن أُصيب من المسلمين، وأصابَ الناسَ جراحاتٌ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((احْفِروا وأوْسِعوا - وفي رواية: وأعْمِقوا، وفي رواية أخرى: وأحْسِنوا...))؛ الحديث[3].

ب- يُسَنُّ أن يُرفع القبر بعد الفراغ من الدفن قليلاً نحو شبرٍ؛ فعن جابر - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُلْحِد له لحدٌ، ونُصِب عليه اللَّبِن نصْبًا، ورُفِع قبره عن الأرض نحوًا من شبرٍ[4].

جـ- أن يجعلَ القبر مُسنمًا بالتراب والحصى، ولا يكون ذلك بالبناء والطين؛ فعن سفيان التمار قال: "رأيتُ قبرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مُسنمًا"[5]، و"المُسنم": هو المُرتفع من وسطه، ومائل من جانبه؛ أي: مثل سَنَمة الجمل.
قال ابن القيِّم: "وقبرُه مُسنم، مبطوح ببطحاء العَرْصة الحمراء، لا مبني ولا مُطيَّن، وهكذا كان قبر صاحبَيه"[6].

د- أن يعلَّم بحجرٍ ونحوه؛ لِما ثبَت عن المطلب بن أبي وداعة قال: لَمَّا مات عثمان بن مظعون، أُخْرِج بجنازته، فدُفِن، أمَر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً أن يأتِيَه بحجرٍ، فلم يستطع حمْله، فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحسَر عن ذراعيه، ثم حمَله، فوضَعه عند رأسه، وقال: ((أتعلَّم بها قبر أخي، وأَدْفِن إليه مَن مات من أهلي))[7].

هـ- ولا يجوز تجصيص القبر والبناء عليه، ولا يجوز الكتابة عليه؛ فعن جابر - رضي الله عنهما - قال: "نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُجصَّص القبر، وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه"[8].

ورواه الترمذي بلفظ "نهى أن تُجصَّص القبور، وأن يُكتب عليها، وأن يُبنى عليها، وأن تُوطَأ"، ومعنى "التجصيص": أن يُوضع فوقه الجِصُّ، وذلك بأن يُكسى القبر بأحجارٍ، أو رخامٍ، ونحو ذلك.

قال ابن عثيمين: "فالصحيح أنَّ تَجصيصها والبناء عليها حرامٌ".

تنبيه: ما يَكتبه البعض على باب المقابر؛ لمعرفة ملكيَّة الأرض لعدم التعدِّي عليها[9]، يكون من الأمور الجائزة للضرورة، ولكن لا يُكتب على كلِّ قبرٍ بخصوصه؛ كالثناء عليه، ونحو ذلك.


صفة الدفن:
أ- السُّنة إدخال الميِّت من مؤخِّر القبر؛ فعن ابن سيرين قال: "كنتُ مع أنس في جنازة، فأمَر بالميِّت، فَسُلَّ من قِبَلِ رجل القبر"[10].

ومعنى هذا: أن يُوضع رأسه في الموضع الذي تكون فيه رجلاه إذا دُفِن، ثم يُسَلَّ سلاًّ رفيقًا، فإن لَم يكن إدخاله القبرَ بهذه الصورة متيسِّرة لهم، أدْخَلوه حيث شاؤوا؛ إذ المقصود الرِّفق بالميِّت، وما تقدَّم هو الأفضل؛ لأنه السُّنة.
فعن أبي إسحاق قال: "أوصى الحارث أن يُصلِّي عليه عبدالله بن يزيد، فصلَّى عليه، ثم أدخَله القبر من قِبل رِجْلي القبر، وقال: هذا من السُّنة"[11].

قال المنذري: "قال البيهقي: هذا سندٌ صحيح، وقد قال: "هذا من السُّنة، فصار كالمسند، وقد رُوِّينا هذا القول عن ابن عمر وأنس بن مالك، قال الشافعي: أخبَرنا بعض أصحابنا عن أبي الزناد وربيعة وأبي النضر، لا اختلاف بينهم في ذلك: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُلَّ من قِبَل رأسه، وأبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - قال البيهقي: هذا هو المشهور فيما بين أهل الحجاز"[12].


ب- ويقول الذي يَدفنه: "بسم الله، وعلى مِلَّة رسول الله"، أو "على سُنة رسول الله"، أو يقول: "بسم الله وبالله، وعلى مِلَّة رسول الله".
فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضَع الميِّت في القبر قال: ((بسم الله، وعلى سُنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم))[13].

وعن البياضي - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الميِّت إذا وُضِع في قبره، فليَقل الذين يَضعونه حين يُوضع في اللحد: بسم الله وبالله، وعلى مِلَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم))[14].

جـ- ويُستحب أن يُجعل الميِّت في قبره على جنْبه الأيمن، ووجْهه قُبالة القِبلة، ورأسه عن يمين القِبلة، ورِجلاه عن يسار القِبلة.

اتجاه القبلة
رأس الميت رِجلا الميت

قال ابن حزم: "على هذا جرى عملُ أهل الإسلام من عهْد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا، وهكذا كلُّ مَقبرة على ظهر الأرض"[15].
قال ابن حزم: "وتوجيه الميِّت إلى القِبلة حسَنٌ، فإن لَم يُوجَّه، فلا حرَج؛ قال الله تعالى: ï´؟ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ï´¾ [البقرة: 115]، ولَم يأتِ نصٌّ بتوجيهه إلى القِبلة"[16].
قلتُ: لكن يكفي في ذلك كلامه السابق أنه عملُ أهل الإسلام من عهْد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذه هي السُّنة، والله أعلم.

د- ثم تُحلُّ عقدُ الكفن، ويَبقى الوجه على حاله لا يُكشف[17]، إلاَّ أن يكون مُحرمًا، فإنه لا يُغطَّى رأسه أصلاً، وكذلك لا يُغطى وجْهه، وأمَّا ما يفعله بعض الذين يقومون على الدفن مِن كشْف الوجه لغير المُحرِم، وتجليل الثوب، فمِمَّا لا دليلَ عليه، وهو مما تَوارَثوه - جهلاً - بعضُهم عن بعض، بلا أثارة من علمٍ.

هـ- ثم يُوضع اللَّبِن خلف الميِّت، إن كان لحدًا، ويسد الفراغات التي بينه بالطين؛ حتى لا يَنهال عليه، وإن كان شقًّا، عرَّش فوقه بما يَمنع سقوط التراب عليه، ثم يُهال التراب لردْمِ الحفرة، ويُستحب لِمَن عند القبر أن يَحثوَ من التراب ثلاث حَثوات بيديه جميعًا؛ لِما ثبَت عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى على جنازة، ثم أتى الميِّت، فحثَى عليه من قِبَل رأسه ثلاثًا[18]، وأمَّا ذكر الآية: ï´؟ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ï´¾ [طه: 55] عند هذه الحَثَيَات، فمِمَّا لا يَصِح، واللَّه أعلم.

ماذا بعد الدفن؟
السُّنة بعد أن يُدفنَ الميِّت أن يقفَ المُشيِّعون قليلاً، يَستغفرون للميِّت، ويسألون له التثبيت، ودليل ذلك: ما ثبَت في الحديث أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اسْتِغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل))[19].

وثبَت أنَّ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أوصى أن يَقفوا عند قبره قدْر أن تُنحَر جزورٌ ويُقسم لحمُها، قال: "حتى أَستأنِسَ بكم، وأنظر ماذا أراجع به رُسل ربي"[20]؛ رواه مسلم.

وهذا الدعاء لَم يَثبت أن يكون جماعيًّا، ولا أن يقومَ أحدهم فيدعو والناس يُؤمِّنون، ولكن الصحيح من ذلك أن يدعوَ كلُّ إنسانٍ بمفرده بصوت مُنخفضٍ.

وهل يجوز أن يقومَ أحدهم بموعظة؟
الجواب:
نعم يجوز ذلك في بعض الأحيان، على ألا يُتَّخذ ذلك سُنة وعادة، وكأنها من مُتمِّمات الدَّفن، فقد ثبَت أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث البراء[21] وعَظ الناس، ولكنه لَم يكن يفعل ذلك في كلِّ جنازة يَحضرها، فالمداومة على ذلك من المخالفات للسُّنة، واللَّه أعلم.

واعْلَم أنه يجوز رفْع اليدين في الدعاء على المقبرة، وعليه أن يستقبلَ القِبلة عند الدعاء؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "خرَج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فأرسَلت بَريرة[22] في أثرِه؛ لتَنظر أين ذهَب، قالت: فسلَك نحو بقيع الغرقد، فوقَف في أدنى البقيع، ثم رفَع يديه، ثم انصرَف، فرجَعتْ إليَّ بَريرة فأخْبَرتني، فلمَّا أصبَحْتُ سألتُه، فقلتُ: يا رسول الله، أين خرَجتَ الليلة؟ قال: ((بُعِثْتُ إلى أهل البقيع؛ لأُصلِّي عليهم))[23]، ومعنى "الصلاة": الدعاء.

مَن أحقُّ الناس بدفْن الميت؟
1- اعْلَم - رحمك الله - أنَّ الذين يتولَّون إنزال الميِّت في قبره ودفْنه، الرجال دون النساء، حتى لو كان الميِّت أنثى، وعلى هذا جرى العمل في جميع عصور المسلمين، وهو المعهود في زمنه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

2- وأحقُّ مَن يتولَّى دفنه: "وصيُّه" إن أوْصى بذلك، فإن لَم يُوصِ، فأحقُّ الناس بذلك أقاربه إن كانوا يُحسنون الدفن؛ لقوله تعالى: ï´؟ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ï´¾ [الأنفال: 75]، وتقدَّم قول علي - رضي الله عنه - بعد فراغه من دفْن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما يَلي الرجلَ أهلُه".

فإن لَم يكن ثَمَّ أقاربُ، أو كانوا لا يُحسنون، أو لا يُريدون دفنه - جاز أن يتولَّى ذلك غيرهم.

3- ويَجوز أن يتولَّى الزوج دفْنَ زوجته بنفسه، لكنَّه يُشترط عمومًا ألاَّ يتولَّى دفْن المرأة مَن جامَع أهله تلك الليلة؛ لحديث أنس - رضي الله عنه - قال: "شَهِدت ابنة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ على القبر، فرأيتُ عينيه تَدمعان، فقال: ((هل منكم رجلٌ لَم يُقارف[24] الليلة؟))، فقال أبو طلحة: أنا يا رسول الله، قال: ((فانْزِل))، فنزَل في قبرها"[25].

الأوقات المنهي عن الدفن فيها:
1- لا يجوز دفْنُ الميِّت في الأوقات الثلاث التي نَهى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك في حديث عُقبة بن عامر: "ثلاثُ ساعات كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَنهانا أن نُصلي فيهنَّ، أو أن نَقبر فيهنَّ موتانا: حين تَطلع الشمس بازغة حتى تَرتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تَميل الشمس، وحين تَضَيَّف الشمس للغروب حتى تَغرب"[26].

2- وأمَّا الدَّفن بالليل، فقد اختَلف العلماء في جوازه وعدمه، فذهب الجمهور إلى جوازه، وكَرِهه الحسن البصري؛ لحديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكَر رجلاً من أصحابه قُبِض، فكُفِّن في كفنٍ غير طائلٍ، وقُبِر ليلاً، فزجَر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُقبَر الرجل بالليل حتى يصلَّى عليه، إلاَّ أن يَضطرَّ إنسان إلى ذلك"[27].

قال الشوكاني: "فإذا لَم يقع تقصير في الصلاة على الميِّت وتكفينه، فلا بأس بالدَّفن ليلاً"[28].
ومما يدلُّ على جواز ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدخَل رجلاً قبرَه ليلاً، وأسرَج في قبره"[29].
وكذلك دفنَ أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ليلاً من غير إنكار، واللَّه أعلم.

ملاحظات وتنبيهات:
1- السُّنة الدفن في المقابر؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يَدفن الموتى في مقابر البقيع، ولا يَدفن في البيوت؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَجعلوا بيوتكم مقابرَ))[30].

2- وأمَّا الشهداء، فإنهم يُدفنون في مواطن استشهادهم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمَر بالقتلى يوم أُحد أن يُدفنوا في مصارعهم[31].

3- من البِدَع: وضْع الميِّت قليلاً على شفير القبر قبل الدَّفن، وقراءة بعض سور القرآن، والذِّكر ونحو ذلك.

4- من الأخطاء الشائعة - خاصة في الديار المصرية -: وضْع الميِّت - رجْليه - قُبالة القِبلة، وهذا مما لا دليلَ عليه من السُّنة، والصحيح أن يكون وجهه تُجاه القِبلة، ورأسه عن يمينها، ورجلاه عن يسارها، مُوجَّهًا على جَنْبه الأيمن كما تقدَّم.

5- من الأخطاء: كشْفُ وجهه[32]، وتجليل الكفن، وهذا مما لا أصْلَ له.

6- لا يُستحب للرجل أن يحفرَ قبره قبل أن يموتَ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَم يَفعل ذلك هو ولا أصحابه.

7- الأصل أن يُدفن كلُّ ميِّتٍ في قبرٍ مُستقل، لكنَّه يَجوز عند الضرورة أن يُدفن الرجلان والثلاثة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يَجمع بين الرجلين والثلاثة من قتلى أُحد في ثوبٍ واحدٍ، ثم يقول: ((أيُّهم كان أكثر أخْذًا للقرآن؟))، فإن أُشير إلى أحدهما، قدَّمه في اللحد..."؛ الحديث[33].

8- من الأخطاء: هذه المقابر التي انتشَرت بأن يَجعلوها غرفة، ويُوضع الميِّت على ظهْر الأرض فيها، وهذا خلاف السُّنة، وقد تقدَّم صفة القبر المشروع.

9- من البِدع: الذبح عند وصول الميِّت المقبرة قبل دفْنه، وتفريق اللحم على الحاضرين.

10- من البِدع: وضْع كِسرة خُبز وإبريق ماءٍ مع الميِّت في قبره، أو وضْع حناءٍ، أو وضْع كتابٍ لتثبيته.

11- من البدع: قراءة القرآن بعد إهالة التراب، أو قراءة الفاتحة عند رأس الميِّت، وأوَّل سورة البقرة عند رِجْليه.

12- ومن البدع: ما يَفعله البعض من تلقين الميِّت، بأن يقومَ أحدهم، فيقول: "يا فلان بن فلان، إذا سألك الملكان، فقل: ربي الله... إلخ".

13- من الأخطاء: قول بعضهم: "انتقَل إلى مثواه الأخير"، فالقبر ليس هو مثواه الأخير، بل هو انتقالٌ إليه، ثم إلى القيامة، والمثوى الأخير: إمَّا الجنة، وإمَّا النار.

14- من الأخطاء: قولهم: "ربنا افتكره، وربنا اعتازه"؛ لأن فيها وصْفَ الله بالنقص والنسيان.

15- من الأخطاء: اعتقاد بعض العامة أنه بمجرَّد الموت انحلَّت عقدة النكاح، وعلى هذا يَمنعون الزوج من دفْنها، ومن باب أَوْلى من تغسيلها إن احْتاج الأمر، والراجح أنَّ الزوج من أحقِّ الناس بذلك.

16- جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: إذا انقطَع عضو من الإنسان لأيِّ سببٍ كان، فإنه يلف في خِرقة، ويُدفن في المقبرة، أو في أرض طيِّبة بعيدة عن الامتهان، ولا يُغسَّل، ولا يُصلَّى عليه[34].

واعْلَم أنه ليس هناك دليلٌ على دفْن قُلامة الأظفار، أو ما يَحلقه الإنسان من شعرٍ، ولا مانعَ له من إلقائها.

17- ما يتوارَد على ألْسِنة البعض أنه لا يُبنى القبر بشيءٍ مسَّه النار، لا دليلَ عليه، والصحيح أنه لا بأْس باستخدام مثل هذه الأحجار في اللحود[35].

18- موتى الحوادث الذين تتمزَّق أجسادهم، وتَختلط أعضاؤهم، بحيث يَصعُب تمييزهم، يُصلَّى عليهم جميعًا بعد تغسيل ما تيسَّر تغسيله، ويَجتهد قدر الإمكان في جمْع أجزاء كلِّ فردٍ على حِدَة، ويُدفن كلُّ فردٍ في قبره، ويجب استخراج جميع الأجزاء المتناثرة؛ لتُدفَن مع الموتى، ولا تُعدم مع السيارات[36].

19- السُّنة أن يُدفن الميِّت في البلد التي مات فيها، وعليه فلا يَجوز نقْله إلى غيرها إلاَّ لغرَضٍ صحيح، وقد سُئِل الشيخ ابن باز: إذا أوصى بنقْله إلى بلدٍ؛ ليُدفن فيه، هل تُنفَّذ وصيَّته؟ فأجاب: تنفيذ الوصية هنا ليس بلازمٍ، فإذا مات في بلد مسلمٍ، فليُدفن فيه، والحمد لله[37].

20- من الطقوس المُنكرة التي نُقِلت إلينا من اليهود والنصارى وغيرهم: الوقوف دقيقة أو نحوها؛ حدادًا على الميِّت، وتنكيس الأعلام والرايات[38].

21- وكذلك من الشعارات الباطلة: لُبس السواد، وعدم الحلْق؛ سواء شعر الرأس، أو نحوه من شعور الإنسان، علمًا بأنَّ حَلْق اللحية حرامٌ عمومًا، إلاَّ أنَّهم يَمتنعون عن حلْقها؛ لا لوجوب إعفائها، ولكن حدادًا على الميِّت، حتى يَمضي عليه أربعون يومًا.

22- إذا ماتَت امرأة حامل غير مسلمة، وكانت قد تزوَّجت من مسلمٍ، فإنها تُدفن في أطراف مَقبرة المسلمين، ويرى ابن حزم أنَّ ذلك إذا كان الجنين قد كَمُل في بطنها أربعة أشهر، وهذا ما فعَله واثلة بن الأسقع، قال ابن حزم: ورُوِّينا عن عمر أنها تُدفن مع المسلمين من أجْل ولدِها[39].
قلتُ: وقد ذهَب العلماء في هذه الحالة أن تُوضع مُستدبرة القِبلة؛ ليكون ولدُها مُستقبلاً القِبلة.

23- قال ابن حزم: "لا بأْس أن يُبسط في القبر تحت الميِّت ثوبٌ؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "بُسِط في قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطيفة حمراء"[40]، [41].

ونقَل النووي عن الجمهور كراهته، وأجازَه البغوي، وحمَل الجمهور هذا الحديث على أن الذي ألقى القطيفة شُقران مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - لَم تَطِب نفسه أن يَلبسَها أحدٌ بعد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم[42].
قلت: وهذا الاستدلال فيه نظر، والله أعلم.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] حسن؛ رواه ابن ماجه (1557)، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح.
[2] مسلم (966)، والنسائي (4/ 80)، وابن ماجه (1556).
[3] صحيح؛ رواه أبو داود (3215)، والترمذي (1713)، والنسائي (4/ 80)، وابن ماجه (1560).
[4] حسن؛ رواه ابن حِبَّان (6635)، والبيهقي (3/ 410).
[5] البخاري (1390).
[6] زاد المعاد (1/ 524).
[7] حسن؛ رواه أبو داود (3206).
[8] مسلم (970)، وأبو داود (3266)، والنسائي (4/ 88)، والترمذي (1052)، وابن ماجه (1562).
[9] وذلك في الديار المصرية؛ حيث إنَّ المقابر فيها تكون لكلِّ عائلة تخصُّها، تُملِّكها الدولة لهم.
[10] صحيح؛ رواه أحمد (1/ 429)، وابن أبي شيبة (4/ 130).
[11] أبو داود (3211)، وصحَّحه الألباني.
[12] تهذيب السُّنن، هامش مختصر سنن أبي داود (4/ 336)، مكتبة السُّنة المحمدية.
[13] صحيح؛ رواه أبو داود (3213)، والترمذي (1046)، وابن ماجه (1550).
[14] حسن؛ رواه الحاكم (1/ 366).
[15] المحلى (5/ 255 - 256).
[16] المحلى (1/ 256).
[17] فتاوى اللجنة الدائمة (8/ 419)؛ ترتيب الدويش.
[18] صحيح؛ ابن ماجه (1565)، وصحَّحه الشيخ الألباني.
[19] حسن؛ رواه أبو داود (3221)، والحاكم (1/ 370) وصحَّحه، ووافَقه الذهبي.
[20] مسلم (121).
[21] وهو حديث طويل رواه أبو داود (4753)، والحاكم (1/ 37 -40) وصحَّحه على شرط الشيخين، وأقرَّه الذهبي.
[22] وهي أَمَة لعائشة - رضي الله عنها.
[23] حسن؛ رواه أحمد (6/ 2)، والنسائي (1/ 287).
[24] يعني: "لَم يُجامع أهله"؛ كما ورَد في رواية خارج الصحيح؛ انظر: مشكل الآثار (3/ 3040)، والحاكم (4/ 47)، والبيهقي (4/ 53).
[25] البخاري (1285)، (1342).
[26] مسلم (831) وأبو داود (3192)، والترمذي (1030)، والنسائي (1/ 275)، (4/ 82)، وابن ماجه (1519).
[27] مسلم (943)، وأبو داود (3148)، والترمذي (995)، وابن ماجه (1474).
[28] نيل الأوطار (4/ 138).
[29] حسن؛ رواه أبو داود (3164)، والترمذي (1057)، وابن ماجه (1520)، واللفظ له.
[30] مسلم (780)، والترمذي (2877)، ورواه البخاري (432)، ومسلم (777) نحوه.
[31] حسن؛ رواه أبو داود (3165)، والترمذي (1717)، والنسائي (4/ 79)، وابن ماجه (1516).
[32] انظر: فتاوى اللجنة الدائمة (8/ 419)، رقْم (5637).
[33] البخاري (1343)، (1346)، (4079)، وأبو داود (3138)، والترمذي (1036)، والنسائي (4/ 62)، وابن ماجه (1514).
[34] فتاوى اللجنة الدائمة رقم (11266)، (8/ 448)؛ ترتيب الدويش.
[35] انظر فتاوى اللجنة الدائمة؛ ترتيب الدويش (908).
[36] انظر: فتاوى اللجنة الدائمة، رقْم (5997).
[37] من أحكام الجنائز؛ لابن باز.
[38] انظر: فتاوى اللجنة الدائمة (1674).
[39] انظر تفصيل المسألة في المحلى (5/ 312).
[40] مسلم (967)، والترمذي (1048)، والنسائي (4/ 81)، وأحمد (2022).
[41] المحلى (5/ 241).
[42] شرح النووي على صحيح مسلم تعليقًا على الحديث (967).

العوفي العوفي
2017-03-27, 13:06
http://www.imagesfb.com/pictures/photo1380839669_582.gif

العوفي العوفي
2017-03-28, 16:03
الجواب :الحمد لله
أولاً :
المقصود بـ : ( صلاة الفجر ) أو ( صلاة الصبح ) هما الركعتان المفروضتان ، وأما الركعتان اللتان يصليهما المرء قبل الفريضة ، فهي سنة ، ويطلق عليهما سنة الفجر أو سنة الصبح أو ركعتا الفجر .
ويسميها بعض أهل العلم بـ : ( صلاة الرغيبة ) ؛ لأنه جاء الترغيب بفعلها ، وعدم تركها في الحضر والسفر .

قال أبو العباس الصاوي رحمه الله : " ( والفجر ) أي ركعتاه ( رغيبة ) : أي مرغب فيها فوق المندوب ودون السنة , وليس لنا رغيبة إلا هي " انتهى من " حاشية الصاوي على الشرح الصغير " (1/409) .

وجاء في " الموسوعة الفقهية " (22/272) : " الرغيبة اصطلاحاً عند المالكية على ما قاله الدسوقي هي : ما رغب فيه الشارع وحده ، ولم يفعله في جماعة ، وقال الشيخ عليش : صارت الرغيبة كالعَلَم بالغلبة على ركعتي الفجر " انتهى .

ثانياً :
صلاة الرغيبة أو سنة الفجر ، الأفضل أن يصليها المرء في بيته قبل خروجه للصلاة ؛ فقد ثبت في صحيح مسلم (730) عن عبد الله بن شقيق قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تطوعه ، فقالت : كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعاً ، ثم يخرج فيصلي بالناس ، ثم يدخل فيصلي ركعتين ، وكان يصلي بالناس المغرب ، ثم يدخل فيصلي ركعتين ، ويصلي بالناس العشاء ، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين ، وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر ، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً قاعداً ، وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم ، وإذا قرأ قاعداً ركع وسجد وهو قاعد ، وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين .

قال النووي رحمه الله : " فيه : استحباب النوافل الراتبة في البيت , كما يستحب فيه غيرها , ولا خلاف في هذا عندنا , وبه قال الجمهور , وسواء عندنا وعندهم راتبة فرائض النهار والليل .
قال جماعة من السلف : الاختيار فعلها في المسجد كلها , وقال مالك والثوري : الأفضل فعل نوافل النهار الراتبة في المسجد , وراتبة الليل في البيت . ودليلنا هذه الأحاديث الصحيحة , وفيها التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم يصلي سنة الصبح والجمعة في بيته ، وهما صلاتا نهار ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) وهذا عام صحيح صريح لا معارض له , فليس لأحد العدول عنه . والله أعلم " انتهى من " شرح مسلم للنووي " .

والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب

العوفي العوفي
2017-03-29, 06:57
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ ))
(صحيح البخاري)

العوفي العوفي
2017-03-29, 06:59
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) .

العوفي العوفي
2017-03-29, 07:00
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي )

العوفي العوفي
2017-03-29, 07:01
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) .

العوفي العوفي
2017-03-29, 07:03
من منافع النوافل فهي كثيرة جدا، وحسبك أنها تقرب العبد من ربه تعالى حتى تنيله درجة المحبة والتي هي أقصى غاية المؤمن ومنتهى أمنياته، ففي االبخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ومن منافع النوافل كذلك أنها سبب لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وأعظم بها من منزلة، ففي صحيح مسلم من حديث ربيعة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا ربيعة سل، قال: أسألك مرافقتك في الجنة، قال أو غير ذلك، قال: هو ذاك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.

العوفي العوفي
2017-03-30, 15:46
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ , إذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ , فَوَقَصَتْهُ - أَوْ قَالَ : فَأَوْقَصَتْهُ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ , وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْن وَلا تُحَنِّطُوهُ , وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا .
وَفِي رِوَايَةٍ : وَلا تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ وَلا رَأْسَهُ .
الوَقْصُ : كَسْرُ العُنُقِ .

العوفي العوفي
2017-03-31, 12:32
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرِهه تركه))؛ متفق عليه.


ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط؛ ‏أي: طعامًا مباحًا, أما الحرام، فكان يَعيبه ويذمه، وينهى عنه، وذهب بعضهم إلى أن العيب إن كان من جهة الخلقة، كُرِه، وإن كان من جهة الصَّنعة، لم يكره؛ لأن صنعة الله لا تُعاب، وصنعة الآدميين تعاب؛‏ ‏قال الحافظ: والذي يظهر التعميم, فإن فيه كسر قلب الصانع؛ قال النووي: من آداب الطعام المتأكدة ألا يعاب, كقوله: مالح, حامض, قليل الملح, غليظ, رقيق, غير ناضج, ونحو ذلك.

((وإن كرهه، ترَكه))؛ ‏قال ابن بطال: هذا من حسن الأدب؛ لأن المرء قد لا يشتهي الشيء ويشتهيه غيره، وكل مأذون في أكله من قِبَل الشرع، ليس فيه عيبٌ

العوفي العوفي
2017-03-31, 12:38
http://3.bp.blogspot.com/-kG__35oBm7s/U_Vk8u8VuNI/AAAAAAAAJOU/fZTg1b2YqfY/s1600/63.jpg

العوفي العوفي
2017-03-31, 12:38
http://www.algpress.com/files/8d97899ac0aa60218f50d0653eb633da08d01ca6.jpg

العوفي العوفي
2017-03-31, 12:39
http://www.algpress.com/files/c4e928d01d9d36dd7d3a1a6fe0098a8d8225f169.jpg

العوفي العوفي
2017-03-31, 12:40
http://www.saaid.net/Doat/gamdi/l/40.jpg

العوفي العوفي
2017-03-31, 12:41
http://3.bp.blogspot.com/-dmfAqI-M3oA/Uwe0iQoKQSI/AAAAAAAAF2s/Cdi8HusXWok/s1600/7.jpg

العوفي العوفي
2017-04-04, 07:42
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به )(الطبراني) ..

rimas2aq
2017-04-04, 07:55
شكراااااااااااااااااااا

العوفي العوفي
2017-04-05, 06:01
http://qafqn.com/ar/watermark/show.php?path=../pictures/texes/img/show%20(3).jpg

العوفي العوفي
2017-04-07, 15:29
عن سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم):
«أتاني جبريل فقال يا محمّد: عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ»، ثمّ قال: «يا محمد شَرَفُ المُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ».

Kacimokingking
2017-04-07, 17:37
مبادرة جيدة

manoulamarina
2017-04-08, 00:56
ميادرة تستحق التشجيع

العوفي العوفي
2017-04-08, 07:41
مبادرة جيدة

http://vb.shbab5.com/shbbab/1460728654_677.gif

العوفي العوفي
2017-04-08, 07:42
ميادرة تستحق التشجيع
http://upload.hawamer.com/d.php?hash=325TXGQFHNYF6QCYT5I66B3JIB3T5I

العوفي العوفي
2017-04-09, 07:41
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png

اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ .

قوله - عز وجل - : ( اعلموا أنما الحياة الدنيا ) أي : أن الحياة الدنيا ، و " ما " صلة ، أي : أن الحياة في هذه الدار ( لعب ) باطل لا حاصل له ( ولهو ) فرح ثم ينقضي ( وزينة ) منظر تتزينون به ( وتفاخر بينكم ) يفخر به بعضكم على بعض ( وتكاثر في الأموال والأولاد ) أي : مباهاة بكثرة الأموال والأولاد ، ثم ضرب لها مثلا فقال : ( كمثل غيث أعجب الكفار ) أي : الزراع ( نباته ) ما نبت من ذلك الغيث ( ثم يهيج ) ييبس ( فتراه مصفرا ) بعد خضرته ونضرته ( ثم يكون حطاما ) يتحطم ويتكسر بعد يبسه ويفنى ( وفي الآخرة عذاب شديد ) قال مقاتل : لأعداء الله ( ومغفرة من الله ورضوان ) لأوليائه وأهل طاعته .
( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) قال سعيد بن جبير : متاع الغرور لمن يشتغل فيها بطلب الآخرة ، ومن اشتغل بطلبها فله متاع بلاغ إلى ما هو خير منه

العوفي العوفي
2017-04-09, 07:43
https://1.bp.blogspot.com/-Y5-XQh-vFTo/VwZEIsXX9AI/AAAAAAAAHrQ/NFVb-AAM6okfkTcrAAOG07peInvAtVN-w/s1600/99.jpg

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:37
http://www.islamweb.net/PicStore/Random/1329028963_175497.jpg

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:39
http://3.bp.blogspot.com/-gtfif3Uamyw/TtEuS5MsWbI/AAAAAAAACEQ/Ryxh5r9l0GY/s1600/naby0017.jpg

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:39
http://3.bp.blogspot.com/-H1KmaiYS8jA/Td65CHbS_uI/AAAAAAAABbs/ZId89bejFZA/s1600/1.jpg

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:40
http://img.el-wlid.com/imgcache/2014/12/912496.jpg

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:42
https://uploads.sedty.com/imagehosting/446851_1391857875.jpg

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:43
http://www.islamweb.net/PicStore/Random/1338440119_177941.jpg

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:44
http://almraah.net/imgcache/2/525352women.jpg

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:45
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليصمت‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:46
عن أبي موسى رضي الله عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أي المسلمين أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من سلم المسلمون من لسانه ويده‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:47
وعن أبي عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه”‏.‏ رواه مالك في الموطأ والترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:49
وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال‏:‏ ‏"‏ قل ربي الله ثم استقم‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي‏؟‏ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال‏:‏ “هذا”‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:50
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب‏!‏ وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي‏"‏‏.‏ رواه الترمذي‏.‏

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:50
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ومن وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنة‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي، وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:52
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول‏:‏ اتقِ الله فينا، فإنما نحن بك‏:‏ فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا”‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:53
عن معاذ رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله‏:‏ أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه‏:‏ تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ثم قال‏:‏ ألا أدلك على أبواب الخير‏؟‏ الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل” ثم تلا‏:‏ ‏{‏تتجافى جنوبهم عن المضاجع‏}‏ حتى بلغ‏:‏ ‏{‏يعملون‏}‏ ‏(‏‏(‏السجدة‏:‏ 6‏)‏‏)‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذِروة سنامه‏"‏ قلت‏"‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذِروة سنامه الجهاد” ثم قال‏:‏ “ألا أخبرك بملاك ذلك كله‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه قال‏:‏ ‏"‏كف عليك هذا‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به‏؟‏ فقال‏:‏ ثكلتك أمك‏!‏ وهل يُكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم‏؟‏‏"‏
‏(‏‏(‏رواه الترمذي))

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:54
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “أتدرون ما الغيبة‏؟‏” قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ ‏"‏ذكرك أخاك بما يكره‏"‏ قيل‏:‏ أفرأيت إن كان في أخي ما أقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته”‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:55
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من رد عن عِرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏‏)‏‏)‏

العوفي العوفي
2017-04-12, 07:57
وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل المشهور الذي تقدم في باب الرجاء قال‏:‏ قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقال‏:‏ ‏"‏أين مالك بن الدخشم‏؟‏ فقال رجل‏:‏ ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ “لا تقل ذلك ألا تراه قد قال‏:‏ لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله‏!‏ وإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.

العوفي العوفي
2017-04-12, 08:01
ثبت النهي عنه في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى: وَلا تَجَسَّسُوا(الحجرات: من الآية12)، وقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يُفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحْه ولو في جوف رحله. رواه الترمذي.

كما قال صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة. متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.

العوفي العوفي
2017-04-12, 08:02
عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة بقوله: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. رواه مسلم.

العوفي العوفي
2017-04-12, 08:05
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا.
أخرجه أحمد والبُخاري

العوفي العوفي
2017-04-13, 16:02
https://ia800205.us.archive.org/12/items/khelili07_hotmail_318/90.jpg

العوفي العوفي
2017-04-13, 16:04
https://ia902709.us.archive.org/26/items/khelili07_hotmail_18/279.jpg

العوفي العوفي
2017-04-13, 16:05
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/998.jpg

العوفي العوفي
2017-04-16, 15:47
كان عليه الصلاة والسلام إذا تشهد قال: ((الحمدَ لله. نستعينه، ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا . مَنْ يهده الله فلا مُضِلّ له، ومن يُضْلِلْ فلن تجد له ولياً مرشداً. وأشهد أن لا إِله إِلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضرُّ إلا نفسه، ولا يضرُّ الله شيئاً.))

[أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي عن عبد الله بن مسعود ]

العوفي العوفي
2017-04-16, 15:50
وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبه: ((أيها الناسُ، إنكم لن تطيقوا - أو لن تفعلوا - كلَّ ما أُمِرتُم به، ولكن سَدِّدُوا وقارِبُوا، وأبشروا ويَسِّروا ))

أخرجه أبو داود عن الحكم بن خزن الكلف

العوفي العوفي
2017-04-16, 16:02
السؤال :هل ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه ثلاثة حق على الله أن يساعدهم المجاهد في سبيله وراغب الزواج ولا أعلم الثالث .؟
مع تفضلكم بشرحها إن ثبتت صحة الحديث.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث حسن رواه الترمذي والبيهقي وأحمد وغيرهم ولفظه كما عند الترمذي: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، كذا قال الشيخ الألباني رحمه الله،.

قال المناوي في فيض القدير: هذه الثلاثة من الأمور الشاقة التي تكدح الإنسان... لولا أنه يعان عليها لما قام بها. قال الطيبي: وأصعبها العفاف، لأنه قمع الشهوة الجبلية المركوزة في النفس وهي مقتضى البهيمية النازلة .... فإذا استعف وتداركه عون إلهي ترقى في أعلى عليين. انتهى منه بتصرف قليل.
والنكاح من الأمور الجالبة للرزق. قال الطبري: واعلم أنه سبب لنفي الفقر. والله أعلم.

العوفي العوفي
2017-04-16, 16:21
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png


إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد:

قال أبو موسى رضي الله عنه : كان لنا أمانان، ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا.
كثير من الناس فى هذه الأيام التى نعيشها يبحث عن أمن وأمان له من هذه الفتن والمحن والابتلاءات التى نعيشها , ومن أعظم وسائل الأمن الاستغفار ، فبالاستغفار تغفر الخطايا والذنوب ، وبالاستغفار تكون البركة فى الأرزاق .
فتعالوا بنا فى هذه المقالة المتواضعة نتعرف على فضائل الاستغفار فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة , وحال السلف الصالح رضوان الله عليهم مع هذه العبادة العظيمة.

أولاً: الاستغفار فى القرآن الكريم:
إن المتأمل والمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أن المولى سبحانه وتعالى قد بين لنا فضل ومكانة الاستغفار فى مواضع كثيرة من كتابه العزيز ومنها:

1- أن الله عز وجل أمر عباده بالاستغفار :
من فضائل الاستغفار أن الله عز وجل أمر عباده به فى آيات كثيرة من القرآن الكريم ومنها:
قوله تعالى :{ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }([1]) ، وقوله تعالى :{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }([2]).
{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} أمرهم بالاستغفار في مواطن مظنة القبول ، وأماكن الرحمة ، وهو طلب الغفران من الله باللسان مع التوبة بالقلب ، إذ الاستغفار باللسان دون التوبة بالقلب غير نافع ، وأمروا بالاستغفار ، وإن كان فيهم من لم يذنب ، كمن بلغ قبيل الإحرام ولم يقارف ذنباً وأحرم ، فيكون الاستغفار من مثل هذا لأجل أنه ربما صدر منه تقصير في أداء الواجبات والاحتراز من المحظورات ، وظاهر هذا الأمر أنه ليس طلب غفران من ذنب خاص ، بل طلب غفران الذنوب ، وقيل : إنه أمر بطلب غفران خاص ، والتقدير : واستغفروا الله مما كان من مخالفتكم في الوقوف والإفاضة ، فإنه غفور لكم ، رحيم فيما فرطتم فيه في حلكم وإحرامكم ، وفي سفركم ومقامكم. وفي الأمر بالاستغفار عقب الإفاضة ، أو معها ، دليل على أن ذلك الوقت ، وذلك المكان المفاض منه ، والمذهوب إليه من أزمان الإجابة وأماكنها ، والرحمة والمغفرة([3]).

2- أن الله عز وجل مدح أهله :
ومن فضائل الاستغفار أن الله عز وجل مدح أهله وأثنى عليهم فى مواضع كثيرة من كتابه العزيز ومنها:
قوله تعالى: { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}([4]).

قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
قوله: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} دَلّ على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار، وقد قيل: أن يعقوب عليه السلام، لما قال لبنيه {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} إنه أخرهم إلى وقت السحر([5]).
وقال تعالى :{ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }([6]).
{ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } وصفهم بأنهم يحيون جُل الليل متهجدين ، فإذا أسحروا أخذوا في الاستغفار من رؤية أعمالهم. والسَحر : السدس الأخير من الليل ، وفي بناء الفعل على الضمير إشعار بأنهم الأحقاء بأن يُوصفوا بالاستغفار ، كأنهم المختصون به ، لاستدامتهم له ، وإطنابهم فيه([7]).
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: أمرنا أن نستغفر بالسحر سبعين استغفارة.
وقال سفيان الثوري رحمه الله : بلغني أنه إذا كان أول الليل نادى مناد ليقيم القانتون فيقومون كذلك يصلون إلى السحر فإذا كان عند السحر نادى مناد : أين المستغفرون فيستغفر أولئك ويقوم آخرون فيصلون فيلحقون بهم فإذا طلع الفجر نادى مناد : ألا ليقم الغافلون فيقومون من فرشهم كالموتى نشروا من قبورهم([8]).

3- أن الاستغفار من صفات المتقين :
ومن فضائل الاستغفار أنه من صفات المتقين كما أخبر سبحانه وتعالى فى قوله جل وعلا: {وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)}([9]).

قال الإمام القرطبي رحمه الله:
قال علماؤنا : الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ويثبت معناه في الجنان ، لا التلفظ باللسان. فأما من قال بلسانه : أستغفر الله ، وقلبه مصر على معصيته فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار ، وصغيرته لاحقة بالكبائر. وروي عن الحسن البصري أنه قال : استغفارنا يحتاج إلى استغفار.

ثم قال الإمام القرطبي رحمه الله :
هذا يقوله في زمانه ، فكيف في زماننا هذا الذي يرى فيه الإنسان مكبا على الظلم ! حريصا عليه لا يقلع ، والسُّبْحة في يده زاعما أنه يستغفر الله من ذنبه وذلك استهزاء منه واستخفاف. وفي التنزيل {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً}([10])([11]).

4-أن الله عز وجل يغفر لمن استغفر:
ومن فضائل الاستغفار أن الله عز وجل يغفر لمن استغفره قال تعالى:{ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }([12]).

5- الاستغفار يجلب الخيرات والبركات ويدفع البلاء:
ومن فضائل الاستغفار أنه يجلب الخيرات والبركات للعبد ويدفع عنه البلاء يقول الله تعالى: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) }([13]).
" أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدر لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخللها بالأنهار الجارية بينها ، وفي هذا دلالة على عظم فوائد الاستغفار وكثرة خيراته وتعدد ثمراته.
وهذه الثمرات المذكورة هنا هي مما يناله العبد في دنياه من الخيرات العميمة والعطايا الكريمة والثمرات المتنوعة، وأما ما يناله المستغفرون يوم القيامة من الثواب الجزيل والأجر العظيم والرحمة والمغفرة والعتق من النار والسلامة من العذاب، فأمر لا يحصيه إلا الله تعالى([14]).

قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا } أي: ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه وتوبوا إليه من قريب، فإنه من تاب إليه تاب عليه، ولو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك , ولهذا قال: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا } أي: متواصلة الأمطار. ولهذا تستحب قراءة هذه السورة في صلاة الاستسقاء لأجل هذه الآية. وهكذا روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: أنه صعد المنبر ليستسقي، فلم يزد على الاستغفار، وقرأ الآيات في الاستغفار.
وقوله: { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } أي: إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وَأَدَرَّ لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخللها بالأنهار الجارية بينها.
هذا مقام الدعوة بالترغيب, ثم عدل بهم إلى دعوتهم بالترهيب فقال: { مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } أي: عظمة قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وقال ابن عباس: لا تعظمون الله حق عظمته، أي: لا تخافون من بأسه ونقمته.
{ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } قيل: معناه من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة. قاله ابن عباس، وعكرمة، وقتادة، ويحيى بن رافع، والسدي، وابن زيد([15]).

6-الاستغفار من موجبات رحمته سبحانه وتعالى:
ومن فضائل الاستغفار أنه من موجبات رحمته تعالى، قال جل وعلا:{ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}([16]).

7- الاستغفار من مبعدات العذاب :
وهو أيضا من مبعدات عذابه، أليس هو القائل: { وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}([17]).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك, فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: قد, قد, ويقولون: اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك, تملكه وما ملك. ويقولون غفرانك غفرانك فأنزل الله {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان فيهم أمانان النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار([18]).

8- الاستغفار يجلب القوة والخير:
ومن فضائل الاستغفار أنه من الوسائل الجالبة للخير العميم والمتاع الحسن خاصة عند اقترانه بالتوبة، يقول اللّه تبارك وتعالى: { وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}([19]).

قال العلامة الشنقيطي رحمه الله :
قوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً}، هذه الآية الكريمة تدل على أن الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى من الذنوب سبب لأن يمتع الله من فعل ذلك متاعاً حسناً إلى أجل مسمى؛ لأنه رتب ذلك على الاستغفار والتوبة ترتيب الجزاء على شرطه.
والظاهر أن المراد بالمتاع الحسن: سعة الرزق، ورغد العيش، والعافية في الدنيا، وأن المراد بالأجل المسمى: الموت، ويدل لذلك قوله تعالى في هذه السورة الكريمة عن نبيه هود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [11/52]، وقوله تعالى عن "نوح": {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [71/10-12]، وقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} الآية[16/97]، وقوله: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} الآية [7/96]، وقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ والإنجيل وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [5/66]، وقوله {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [65/2، 3]، إلى غير ذلك من الآيات([20]).

9- الاستغفار سنة الأنبياء والمرسلين
ومن فضائل الاستغفار أنه من سنة الأنبياء والمرسلين، وطريق ووسيلة الأولياء والصالحين، يلجؤون إليه في كل وقت وحين، في السراء والضراء، به يتضرعون وبه يتقربون.

نبي الله آدم عليه السلام :فكان مما قالا: { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }([21]).

نبي الله نوح عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا}([22]).
وقال: { وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}([23]).

نبي الله موسى عليه السلام: قال موسى عليه السلام لما قتل رجلاً من الأقباط: { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}([24]).

نبي الله شعيب عليه السلام: قال شعيب عليه السلام لقومه: { وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}([25]).

نبي الله صالح عليه السلام:وقال سيدنا صالح لقومه بعد أن أمرهم بعبادة الله: { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}([26]).

ثانياً: الاستغفار فى السنة النبوية :
وردت أحاديث كثيرة فى السنة النبوية المطهرة يبين لنا فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم فضل الاستغفار وأنه صلوات الله عليه وسلامه كان دائم التوبة والاستغفار مع أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومنها:
عن الأغر المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« إنه ليغان على قلبى وإنى لأستغفر الله فى اليوم مائة مرة »([27]).

قال الإمام النووي رحمه الله:
قوله صلى الله عليه و سلم: (إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) قال أهل اللغة: الغين بالغين المعجمة والغيم بمعنى والمراد هنا ما يتغشى القلب قال القاضي قيل المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذى كان شأنه الدوام عليه فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنبا واستغفر منه قال وقيل هو همه بسبب أمته وما اطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم وقيل سببه اشتغاله بالنظر فى مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته وتأليف المؤلفة ونحو ذلك فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنبا بالنسبة إلى عظيم منزلته وان كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال فهي نزول عن عالى درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك وقيل يحتمل أن هذا الغين هو السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى فانزل السكينة عليهم ويكون استغفاره إظهارا للعبودية والإفتقار وملازمة الخشوع وشكراً لما أولاه([28]).
وعن الزهري قال أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن قال قال أبو هريرة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة »([29]).
وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب »([30]).
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا([31]).
وعن عكرمة رضى الله عنه قال : قال أبو هريرة رضى الله عنه: إني لأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة ، وذلك على قدر ديتي "([32]).
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة »([33]).
وعن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أحب أن تسره صحيفته ; فليكثر فيها من الاستغفار "([34]).
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة "([35]).
وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكى عن ربه عز وجل قال: « أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لى ذنبى. فقال تبارك وتعالى أذنب عبدى ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال أى رب اغفر لى ذنبى ، فقال تبارك وتعالى: عبدى أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب فقال أى رب اغفر لى ذنبى. فقال تبارك وتعالى أذنب عبدى ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب واعمل ما شئت فقد غفرت لك »([36]).

ثالثاً: من آثار السلف فى الاستغفار :
قال قتادة رحمه الله : "إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، فأما داؤكم : فالذنوب ، وأما دواؤكم : فالاستغفار ".
وعن الحسن البصري قال: " أكثروا من الاستغفار في بيوتكم ، وعلى موائدكم ، وفي طرقكم ، وفي أسواقكم ، وفي مجالسكم ، أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.

وعن أبي المنهال قال : " ما جاور عبد في قبره من جار خير من استغفار كثير.

وقال أبو عبد الله الوراق: لو كان عليك مثل عدد القطر وزبد البحر ذنوبا لمحيت عنك إذا دعوت ربك بهذا الدعاء مخلصا إن شاء الله تعالى اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه وأستغفرك من كل ما وعدتك به من نفسي ولم أوف لك به وأستغفرك من كل عمل أرد به وجهك فخالطه غيرك وأستغفرك من كل نعمة أنعمت بها علي فاستعنت بها على معصيتك وأستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب أتيته في ضياء النهار وسواد الليل في ملأ أو خلاء وسر وعلانية يا حليم([37]).

رابعاً : أنواع الاستغفار:
إن المتأمل فى السنة النبوية المطهرة يجد أن للاستغفار صيغاً كثيرة منها:
أن يبدأ العبد بالثناء على ربه ، ثم يثني بالاعتراف بذنبه ، ثم يسأل الله المغفرة، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي ، وأنا عبدك ، لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، وأبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء لك بذنوبي ، فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت([38]).

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
" فتضمن هذا الاستغفار الاعتراف من العبد بربوبية الله وإلهيته وتوحيده، والاعتراف بأنه خالقه، العالم به؛ إذ أنشأه نشأة تستلزم عجزه عن أداء حقه وتقصيره فيه، والاعتراف بأنه عبده الذي ناصيته بيده وفي قبضته، لا مهرب له منه، ولا ولي له سواه، ثم التزام الدخول تحت عهده ـ وهو أمره ونهيه ـ الذي عهده إليه على لسان رسوله، وأن ذلك بحسب استطاعتي، لا بحسب أداء حقك، فإنه غير مقدور للبشر، وإنما هو جهد المقل، وقدر الطاقة، ومع ذلك فأنا مصدق بوعدك الذي وعدته لأهل طاعتك بالثواب، ولأهل معصيتك بالعقاب، فأنا مقيم على عهدك مصدق بوعدك، ثم أفزع إلى الاستعاذة والاعتصام بك من شر ما فرطت فيه من أمرك ونهيك، فإنك إن لم تعذني من شره، وإلا أحاطت بي الهلكة، فإن إضاعة حقك سبب الهلاك، وأنا أقر لك وألتزم بنعمتك علي، وأقر وألتزم وأنجع بذنبي، فمنك النعمة والإحسان والفضل، ومني الذنب والإساءة، فأسألك أن تغفر لي بمحو ذنبي، وأن تعفيني من شره، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فلهذا كان هذا الدعاء سيد الاستغفار "([39]).

ومنها:
ما ثبت في الصحيحين عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؛ أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال : قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم([40]).

ومنها:
قوله صلى الله عليه وسلم :" أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ".
عن زيد مولى النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « من قال أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف »([41]).
وفي هذا الحديث دلالة على أن الاستغفار يمحو الذنوب سواء كانت كبائر أو صغائر، فإن الفرار من الزحف من الكبائر.
لكن مما ينبغي أن يعلم هنا أن المراد بالاستغفار ما اقترن به ترك الإصرار، فهو حينئذ يعد توبة نصوحا تجب ما قبلها، أما إن قال المرء بلسانه: أستغفر الله، وهو غير مقلع عن ذنب، فهو داع لله بالمغفرة، كما يقول: اللهم اغفر لي، وهذا طلب من الله المغفرة ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدعاء لله، ويرجى له الإجابة.

وقد ذكر أهل العلم أن القائل: أستغفر الله وأتوب إليه له حالتان:
الأولى: أن يقول ذلك وهو مصر بقلبه على الذنب، فهذا كاذب في قوله: وأتوب إليه؛ لأنه غير تائب، فإن التوبة لا تكون مع الإصرار من العبد على الذنب.
والحالة الثانية : أن يقول ذلك وهو مقلع بقلبه وعزمه ونيته عن المعصية، وجمهور أهل العلم على جواز قول التائب: أتوب إلى الله، وعلى جواز أن يعاهد العبد ربه على أن لا يعود إلى المعصية أبدا، فإن العزم على ذلك واجب عليه، فهو مخبر بما عزم عليه في الحال، وقد تقدم أن من شروط قبول التوبة العزم من العبد على عدم العودة إلى الذنب، فإن صح منه العزم على ذلك قبلت توبته، فإن عاد إلى الذنب مرة ثانية احتاج إلى توبة أخرى ليغفر له ذنبه، ولهذا فإن العبد ما دام كذلك كلما أذنب تاب وكلما أخطأ استغفر فهو حري بالمغفرة وإن تكرر الذنب والتوبة([42]).

فوائد الاستغفار :
إن للاستغفار فوائد كثيرة منها :
(1) الاستغفار يجلب الغيث المدرار للمستغفرين ويجعل لهم جنّات ويجعل لهم أنهارا.
(2) الاستغفار يكون سببا في إنعام اللّه- عزّ وجلّ- على المستغفرين بالرّزق من الأموال والبنين.
(3) تسهيل الطّاعات، وكثرة الدّعاء، وتيسير الرّزق.
(4) زوال الوحشة الّتي بين الإنسان وبين اللّه.
(5) المستغفر تصغر الدّنيا في قلبه.
(6) ابتعاد شياطين الإنس والجنّ عنه.
(7) يجد حلاوة الإيمان والطّاعة.
(8) حصول محبّة اللّه له.
(9) الزّيادة في العقل والإيمان.
(10) تيسير الرّزق وذهاب الهمّ والغمّ والحزن.
(11) إقبال اللّه على المستغفر وفرحه بتوبته.
(12) وإذا مات تلقّته الملائكة بالبشرى من ربّه.
(13) إذا كان يوم القيامة كان النّاس في الحرّ والعرق، وهو في ظلّ العرش.
(14) إذا انصرف النّاس من الموقف كان المستغفر من أهل اليمين مع أولياء اللّه المتّقين.
(15) تحقيق طهارة الفرد والمجتمع من الأفعال السّيّئة
(16) دعاء حملة عرش ربّنا الكريم له([43]).

كانت هذه بعض فضائل الاستغفار فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وبعض آثار السلف الصالح رضوان الله عليهم فى الاستغفار , وصيغ الاستغفار وفوائده اسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعمل بها إنه ولى ذلك والقادر عليه اللهم آمين . والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل . والله أعلم.
--------------------------------
([1])سورة البقرة : الآية: 199 .
([2])سورة هود : الآية : 3 .
([3]) تفسير البحر المحيط : جـ2 صـ62 .
([4]) سورة آل عمران : الآية : 17 .
([5]) تفسير ابن كثير : جـ1صـ434 .
([6])سورة الذاريات : الآية : 18 .
([7])البحر المديد: أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الإدريسي الشاذلي الفاسي أبو العباس جـ7صـ294 - طبعة دار الكتب العلمية – بيروت .
([8])تفسير القرطبي : جـ4صـ39 .
([9])سورة آل عمران : الآيات : 133- 136 .
([10])سورة البقرة : الآية : 231 .
([11])تفسير القرطبيى : جـ4 صـ110 وما بعدها .
([12]) سورة النساء : الآية: 110 .
([13])سورة نوح : الآيات : 10- 14 .
([14]) فقه الأدعية والأذكار : للدكتورعبد الرزاق بن عبد المحسن البدر جـ2صـ276 .
([15]) تفسير ابن كثير : جـ8 صـ233 .
([16])سورة النمل : الآية : 46 .
([17])سورة الأنفال : الآية : 33 .
([18])تفسير ابن كثير : جـ2صـ372 .
([19])سورة هود: الآية :4 .
([20])أضواء البيان : جـ2 صـ170 .
([21])سورة الأعراف:الآية: 23 .
([22])سورة نوح: الآية: 28 .
([23])سورة هود: الآية: 47 .
([24])سورة القصص:الآية :16 .
([25])سورة هود:الآية: 90 .
([26])سورة هود:الآية: 61 .
([27])أخرجه مسلم فى صحيحه - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار- باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه - حديث:‏4977‏ .
([28])شرح النووى على مسلم : جـ17 صـ23 وما بعدها .
([29])أخرجه البخاري فى صحيحه - كتاب الدعوات- باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة - حديث:‏5957‏ .
([30])أخرجه ابن ماجة فى سننه - كتاب الأدب- باب الاستغفار - حديث:‏3817‏ ، المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب التوبة والإنابة- حديث:‏7746‏ وضعفه الألباني فى ضعيف الجامع حديث رقم 5471 ، وضعيف الترغيب حديث رقم 1145 ، 1002 .
([31])أخرجه ابن ماجة فى سننه - كتاب الأدب- باب الاستغفار - حديث:‏3816‏ وصححه الألباني فى صحيح سنن ابن ماجة حديث رقم 3886 , وصحيح الجامع حديث رقم 3930 .
([32])مصنف ابن أبي شيبة - كتاب الديات- الدية كم تكون ؟ - حديث:‏26191‏ .
([33])صحيح البخاري - كتاب الدعوات- باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة - حديث:‏5957‏
([34])المعجم الأوسط للطبراني - باب الألف- من اسمه أحمد - حديث:‏846‏ ، شعب الإيمان للبيهقي - فصل في إدامة ذكر الله عز وجل- حديث:‏665‏ وحسنه الألباني فى صحيح الجامع حديث رقم 5955 ، وصحيح الترغيب حديث رقم 1619 .
([35])سنن الترمذي الجامع الصحيح - الذبائح- أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله بعباده- حديث:‏3545‏ وصححه الألباني فى صحيح سنن الترمذي حديث رقم 3540 ، وصحيح الجامع حديث رقم 4338 .
([36])أخرجه مسلم فى صحيحه - كتاب التوبة- باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة - حديث:‏5060‏ .
([37])إحياء علوم الدين : جـ 1 صـ 313 .
([38])أخرجه أبو داود فى سننه - كتاب الصلاة- باب تفريع أبواب الوتر - باب في الاستغفار- حديث:‏1309‏، وأخرجه الترمذي فى سننه - الذبائح- أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - باب في دعاء الضيف- حديث:‏3586‏ وصححه الألبانى فى صحيح سنن أبى داود حديث رقم 1517 ، وصحيح سنن الترمذي حديث رقم 3577 .
([39])مدارج السالكين : جـ1 صـ221 طبعة دار الكتاب العربي – بيروت .
([40])صحيح البخاري - كتاب الأذان- أبواب صفة الصلاة - باب الدعاء قبل السلام- حديث:‏811‏ ، وأخرجه مسلم فى صحيحه - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار- باب استحباب خفض الصوت بالذكر - حديث:‏4983‏ .
([41])أخرجه أبو داود فى سننه - كتاب الصلاة- باب تفريع أبواب الوتر - باب في الاستغفار- حديث:‏1309‏ وصححه الألباني فى صحيح سنن أبي داود حديث 1517 .
([42]) فقه الأدعية والأذكار : جـ2 صـ287 .
([43])نضرة النعيم فى مكارم أخلاق الرسول الكريم : جـ2 صـ302 .

العوفي العوفي
2017-04-16, 16:24
"اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا"

bengana.abdo
2017-04-16, 16:40
جازاك الله كل خير

العوفي العوفي
2017-04-17, 07:35
جازاك الله كل خير
https://www.supermama.me/sites/default/files/images/20133010175957.jpeg

العوفي العوفي
2017-04-18, 15:48
عن الحسن البصري قال: " أكثروا من الاستغفار في بيوتكم ، وعلى موائدكم ، وفي طرقكم ، وفي أسواقكم ، وفي مجالسكم ، أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.

العوفي العوفي
2017-04-18, 15:50
عن زيد مولى النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « من قال أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف »-سنن أبي داود

العوفي العوفي
2017-04-18, 15:51
وعن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (( من أحب أن تسره صحيفته ; فليكثر فيها من الاستغفار )) الطبراني

العوفي العوفي
2017-04-21, 02:40
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png

1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ
2. إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ
3. لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
4. قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
5. رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
6. لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
7. عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
8. لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
9. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
10. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
11. وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ
12. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
13. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ

العوفي العوفي
2017-04-21, 02:48
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } 09

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }11-10

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ } 12

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ } 13

------------------------------------- الشــــرح -------------------------------------------------
{ 9-1 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
ذكر كثير من المفسرين، [رحمهم الله]، أن سبب نزول هذه الآيات الكريمات في قصة حاطب بن أبي بلتعة، حين غزا النبي صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح، فكتب حاطب إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، ليتخذ بذلك يدا عندهم لا [شكا و] نفاقا، وأرسله مع امرأة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشأنه، فأرسل إلى المرأة قبل وصولها وأخذ منها الكتاب.

وعاتب حاطبا، فاعتذر رضي الله عنه بعذر قبله النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الآيات فيها النهي الشديد عن موالاة الكفار من المشركين وغيرهم، وإلقاء المودة إليهم، وأن ذلك مناف للإيمان، ومخالف لملة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، ومناقض للعقل الذي يوجب الحذر كل الحذر من العدو، الذي لا يبقي من مجهوده في العداوة شيئا، وينتهز الفرصة في إيصال الضرر إلى عدوه، فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } اعملوا بمقتضى إيمانكم، من ولاية من قام بالإيمان، ومعاداة من عاداه، فإنه عدو لله، وعدو للمؤمنين.

فلا تتخذوا عدو الله { وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ } أي: تسارعون في مودتهم وفي السعي بأسبابها، فإن المودة إذا حصلت، تبعتها النصرة والموالاة، فخرج العبد من الإيمان، وصار من جملة أهل الكفران، وانفصل عن أهل الإيمان.

وهذا المتخذ للكافر وليا، عادم المروءة أيضا، فإنه كيف يوالي أعدى أعدائه الذي لا يريد له إلا الشر، ويخالف ربه ووليه الذي يريد به الخير، ويأمره به، ويحثه عليه؟! ومما يدعو المؤمن أيضا إلى معاداة الكفار، أنهم قد كفروا بما جاء المؤمنين من الحق، ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة، فإنهم قد كفروا بأصل دينكم، وزعموا أنكم ضلال على غير هدى.

والحال أنهم كفروا بالحق الذي لا شك فيه ولا مرية، ومن رد الحق فمحال أن يوجد له دليل أو حجة تدل على صحة قوله، بل مجرد العلم بالحق يدل على بطلان قول من رده وفساده.

ومن عداوتهم البليغة أنهم { يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ } أيها المؤمنون من دياركم، ويشردونكم من أوطانكم، ولا ذنب لكم في ذلك عندهم، إلا أنكم تؤمنون بالله ربكم الذي يتعين على الخلق كلهم القيام بعبوديته، لأنه رباهم، وأنعم عليهم، بالنعم الظاهرة والباطنة، وهو الله تعالى.

فلما أعرضوا عن هذا الأمر، الذي هو أوجب الواجبات، وقمتم به، عادوكم، وأخرجوكم - من أجله - من دياركم، فأي دين، وأي مروءة وعقل، يبقى مع العبد إذا والى الكفار الذين هذا وصفهم في كل زمان أو مكان؟" ولا يمنعهم منه إلا خوف، أو مانع قوي.

{ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي } أي: إن كان خروجكم مقصودكم به الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله، وابتغاء مرضاة الله فاعملوا بمقتضى هذا، من موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه، فإن هذا هو الجهاد في سبيله وهو من أعظم ما يتقرب به المتقربون إلى ربهم ويبتغون به رضاه.

{ تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ } أي: كيف تسرون المودة للكافرين وتخفونها، مع علمكم أن الله عالم بما تخفون وما تعلنون؟!، فهو وإن خفي على المؤمنين، فلا يخفى على الله تعالى، وسيجازي العباد بما يعلمه منهم من الخير والشر، { وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ } أي: موالاة الكافرين بعد ما حذركم الله منها { فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ } لأنه سلك مسلكا مخالفا للشرع وللعقل والمروءة الإنسانية.

ثم بين تعالى شدة عداوتهم، تهييجا للمؤمنين على عداوتهم، { إِنْ يَثْقَفُوكُمْ } أي: يجدوكم، وتسنح لهم الفرصة في أذاكم، { يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً } ظاهرين { وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ } بالقتل والضرب، ونحو ذلك.

{ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ } أي: بالقول الذي يسوء، من شتم وغيره، { وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } فإن هذا غاية ما يريدون منكم.

فإن احتججتم وقلتم: نوالي الكفار لأجل القرابة والأموال، فلن تغني عنكم أموالكم ولا أولادكم من الله شيئا. { والله بما تعملون بصير } فلذلك حذركم من موالاة الكافرين الذين تضركم موالاتهم.

قد كان لكم يا معشر المؤمنين { أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } أي: قدوة صالحة وائتمام ينفعكم، { فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ } من المؤمنين، لأنكم قد أمرتم أن تتبعوا ملة إبراهيم حنيفا، { إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } أي: إذ تبرأ إبراهيم عليه السلام ومن معه من المؤمنين، من قومهم المشركين ومما يعبدون من دون الله.

ثم صرحوا بعداوتهم غاية التصريح، فقالوا: { كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا } أي: ظهر وبان { بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ } أي: البغض بالقلوب، وزوال مودتها، والعداوة بالأبدان، وليس لتلك العداوة والبغضاء وقت ولا حد، بل ذلك { أَبَدًا } ما دمتم مستمرين على كفركم { حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } أي: فإذا آمنتم بالله وحده، زالت العداوة والبغضاء، وانقلبت مودة وولاية، فلكم أيها المؤمنون أسوة [حسنة] في إبراهيم ومن معه في القيام بالإيمان والتوحيد، والقيام بلوازم ذلك ومقتضياته، وفي كل شيء تعبدوا به لله وحده، { إِلَّا } في خصلة واحدة وهي { قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ } آزر المشرك، الكافر، المعاند، حين دعاه إلى الإيمان والتوحيد، فامتنع، فقال إبراهيم : { لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ و } الحال أني لا { أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } لكني أدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا، فليس لكم أن تقتدوا بإبراهيم في هذه الحالة التي دعا بها للمشرك، فليس لكم أن تدعوا للمشركين، وتقولوا: إنا في ذلك متبعون لملة إبراهيم، فإن الله ذكر عذر إبراهيم في ذلك بقوله: { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إن إبراهيم لأواه حليم }

ولكم أسوة حسنة في إبراهيم ومن معه، حين دعوا الله وتوكلوا عليه وأنابوا إليه، واعترفوا بالعجز والتقصير، فقالوا: { رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا } أي: اعتمدنا عليك في جلب ما ينفعنا ودفع ما يضرنا، ووثقنا بك يا ربنا في ذلك.

{ وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا } أي: رجعنا إلى طاعتك ومرضاتك وجميع ما يقرب إليك، فنحن في ذلك ساعون، وبفعل الخيرات مجتهدون، ونعلم أنا إليك نصير، فسنستعد للقدوم عليك، ونعمل ما يقربنا الزلفى إليك

{ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا } أي: لا تسلطهم علينا بذنوبنا، فيفتنونا، ويمنعونا مما يقدرون عليه من أمور الإيمان، ويفتنون أيضا بأنفسهم، فإنهم إذا رأوا لهم الغلبة، ظنوا أنهم على الحق وأنا على الباطل، فازدادوا كفرا وطغيانا، { وَاغْفِرْ لَنَا } ما اقترفنا من الذنوب والسيئات، وما قصرنا به من المأمورات، { رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ } القاهر لكل شيء، { الْحَكِيمُ } الذي يضع الأشياء مواضعها، فبعزتك وحكمتك انصرنا على أعدائنا، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح عيوبنا.

ثم كرر الحث [لهم] على الاقتداء بهم، فقال: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } وليس كل أحد تسهل عليه هذه الأسوة، وإنما تسهل على من { كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ } فإن الإيمان واحتساب الأجر والثواب، يسهل على العبد كل عسير، ويقلل لديه كل كثير، ويوجب له الإكثار من الاقتداء بعباد الله الصالحين، والأنبياء والمرسلين، فإنه يرى نفسه مفتقرا ومضطرا إلى ذلك غاية الاضطرار.

{ وَمَنْ يَتَوَلَّ } عن طاعة الله والتأسي برسل الله، فلن يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا، { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ } الذي له الغنى التام [المطلق] من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى أحد من خلقه [بوجه]، { الْحَمِيدُ } في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فإنه محمود على ذلك كله.

ثم أخبر تعالى أن هذه العداوة التي أمر بها المؤمنين للمشركين، ووصفهم بالقيام بها أنهم ما داموا على شركهم وكفرهم، وأنهم إن انتقلوا إلى الإيمان، فإن الحكم يدور مع علته، فإن المودة الإيمانية ترجع، فلا تيأسوا أيها المؤمنون، من رجوعهم إلى الإيمان، فـ { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً } سببها رجوعهم إلى الإيمان، { وَاللَّهُ قَدِيرٌ } على كل شيء، ومن ذلك هداية القلوب وتقليبها من حال إلى حال، { وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ولا يكبر عليه عيب أن يستره، { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } وفي هذه الآية إشارة وبشارة إلى إسلام بعض المشركين، الذين كانوا إذ ذاك أعداء للمؤمنين، وقد وقع ذلك، ولله الحمد والمنة.

ولما نزلت هذه الآيات الكريمات، المهيجة على عداوة الكافرين، وقعت من المؤمنين كل موقع، وقاموا بها أتم القيام، وتأثموا من صلة بعض أقاربهم المشركين، وظنوا أن ذلك داخل فيما نهى الله عنه.

فأخبرهم الله أن ذلك لا يدخل في المحرم فقال: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } أي: لا ينهاكم الله عن البر والصلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم وغيرهم، حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناح أن تصلوهم، فإن صلتهم في هذه الحالة، لا محذور فيها ولا مفسدة كما قال تعالى عن الأبوين المشركين إذا كان ولدهما مسلما: { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }

[وقوله:] { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ } أي: لأجل دينكم، عداوة لدين الله ولمن قام به، { وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا } أي: عاونوا غيرهم { عَلَى إِخْرَاجِكُمْ } نهاكم الله { أَنْ تَوَلَّوْهُمْ } بالمودة والنصرة، بالقول والفعل، وأما بركم وإحسانكم، الذي ليس بتول للمشركين، فلم ينهكم الله عنه، بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم من الآدميين، وغيرهم.

{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } وذلك الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان توليا تاما، صار ذلك كفرا مخرجا عن دائرة الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ، وما هو دون ذلك.


{ 11-10 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }

لما كان صلح الحديبية، صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين، على أن من جاء منهم إلى المسلمين مسلما، أنه يرد إلى المشركين، وكان هذا لفظا عاما، [مطلقا] يدخل في عمومه النساء والرجال، فأما الرجال فإن الله لم ينه رسوله عن ردهم، إلى المشركين وفاء بالشرط وتتميما للصلح الذي هو من أكبر المصالح، وأما النساء فلما كان ردهن فيه مفاسد كثيرة، أمر الله المؤمنين إذا جاءهم المؤمنات مهاجرات، وشكوا في صدق إيمانهن، أن يمتحنوهن ويختبروهن، بما يظهر به صدقهن، من أيمان مغلظة وغيرها، فإنه يحتمل أن يكون إيمانها غير صادق بل رغبة في زوج أو بلد أو غير ذلك من المقاصد الدنيوية.

فإن كن بهذا الوصف، تعين ردهن وفاء بالشرط، من غير حصول مفسدة، وإن امتحنوهن، فوجدن صادقات، أو علموا ذلك منهن من غير امتحان، فلا يرجعوهن إلى الكفار، { لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ } فهذه مفسدة كبيرة في ردهن راعاها الشارع، وراعى أيضا الوفاء بالشرط، بأن يعطوا الكفار أزواجهن ما أنفقوا عليهن من المهر وتوابعه عوضا عنهن، ولا جناح حينئذ على المسلمين أن ينكحوهن ولو كان لهن أزواج في دار الشرك، ولكن بشرط أن يؤتوهن أجورهن من المهر والنفقة، وكما أن المسلمة لا تحل للكافر، فكذلك الكافرة لا تحل للمسلم أن يمسكها ما دامت على كفرها، غير أهل الكتاب، ولهذا قال تعالى: { وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ } وإذا نهى عن الإمساك بعصمتها فالنهي عن ابتداء تزويجها أولى، { وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ } أيها المؤمنون، حين ترجع زوجاتكم مرتدات إلى الكفار، فإذا كان الكفار يأخذون من المسلمين نفقة من أسلمت من نسائهم، استحق المسلمون أن يأخذوا مقابلة ما ذهب من نسائهم إلى الكفار، وفي هذا دليل على أن خروج البضع من الزوج متقوم، فإذا أفسد مفسد نكاح امرأة رجل، برضاع أو غيره، كان عليه ضمان المهر، وقوله: { ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ } أي: ذلكم الحكم الذي ذكره الله وبينه لكم يحكم به بينكم { وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } فيعلم تعالى، ما يصلح لكم من الأحكام، ويشرع لكم ما تقتضيه الحكمة

وقوله: { وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ } بأن ذهبن مرتدات { فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا } كما تقدم أن الكفار إذا كانوا يأخذون بدل ما يفوت من أزواجهم إلى المسلمين، فمن ذهبت زوجته من المسلمين إلى الكفار وفاتت عليه، لزم أن يعطيه فعلى المسلمون من الغنيمة بدل ما أنفق

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ } فإيمانكم بالله، يقتضي منكم أن تكونوا ملازمين للتقوى على الدوام.

{ 12 } { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

هذه الشروط المذكورة في هذه الآية، تسمى "مبايعة النساء" اللاتي [كن] يبايعن على إقامة الواجبات المشتركة، التي تجب على الذكور والنساء في جميع الأوقات.

وأما الرجال، فيتفاوت ما يلزمهم بحسب أحوالهم ومراتبهم وما يتعين عليهم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل ما أمره الله به، فكان إذا جاءته النساء يبايعنه، والتزمن بهذه الشروط بايعهن، وجبر قلوبهن، واستغفر لهن الله، فيما يحصل منهن من التقصير وأدخلهن في جملة المؤمنين بأن { لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا } بأن يفردن الله [وحده] بالعبادة.

{ وَلَا يَزْنِينَ } كما كان ذلك موجودا كثيرا في البغايا وذوات الأخدان، { وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ } كما يجري لنساء الجاهلية الجهلاء.

{ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ } والبهتان: الافتراء على الغير أي: لا يفترين بكل حالة، سواء تعلقت بهن وأزواجهن أو سواء تعلق ذلك بغيرهم، { وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ } أي: لا يعصينك في كل أمر تأمرهن به، لأن أمرك لا يكون إلا بمعروف، ومن ذلك طاعتهن [لك] في النهي عن النياحة، وشق الثياب، وخمش الوجوه، والدعاء بدعاء الجاهلية.

{ فَبَايِعْهُنَّ } إذا التزمن بجميع ما ذكر.

{ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ } عن تقصيرهن، وتطييبا لخواطرهن، { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } أي: كثير المغفرة للعاصين، والإحسان إلى المذنبين التائبين، { رَحِيمٌ } وسعت رحمته كل شيء، وعم إحسانه البرايا.

[/color]
{ 13 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ }

أي: يا أيها المؤمنون، إن كنتم مؤمنين بربكم، ومتبعين لرضاه ومجانبين لسخطه، { لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } وإنما غضب عليهم لكفرهم، وهذا شامل لجميع أصناف الكفار. { قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ } أي: قد حرموا من خير الآخرة، فليس لهم منها نصيب، فاحذروا أن تولوهم فتوافقوهم على شرهم وكفرهم فتحرموا خير الآخرة كما حرموا.

[وقوله] { كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ } حين أفضوا إلى الدار الآخرة، ووقفوا على حقيقة الأمر وعلموا علم اليقين أنهم لا نصيب لهم منها. ويحتمل أن المعنى: قد يئسوا من الآخرة أي: قد أنكروها وكفروا بها، فلا يستغرب حينئذ منهم الإقدام على مساخط الله وموجبات عذابه وإياسهم من الآخرة، كما يئس الكفار المنكرون للبعث في الدنيا من رجوع أصحاب القبور إلى الله تعالى.

تم تفسير سورة الممتحنة، والحمد لله رب العالمين.

العوفي العوفي
2017-04-21, 14:31
يقول عليه الصلاة و السلام:
((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ))
[أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ]

العوفي العوفي
2017-04-21, 14:32
قال عليه الصلاة و السلام:

((عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ))

[الترمذي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ]

العوفي العوفي
2017-04-21, 14:41
الحمد لله الجليل الشأن، الواسع السلطان، الآمر عباده بحفظ اللسان، القائل: «الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ» [الرحمن:1-4].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الديان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المصطفى والمجتبى للهداية إلى الجنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه في كل زمان ومكان، وجعلنا وإياكم منهم برحمته ومنه وكرمه إنه هو العظيم الرحمن.
وبعد: فإن نعم الله على الإنسان لا تُعد ولا تحصى، ومن هذه النعم العظيمة والجليلة نعمة اللسان، قال تعالى: «ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين» [البلد:8-9].

اللسان ذلك العضو الصغير قد يكون سبباً لدخول صاحبه الجنة أو النار، فإن استغله الإنسان في طاعة الله وذكره؛ سلك به طريق الجنة، وإن استغله في الغيبة والنميمة وقول الزور وغيرها؛ قاده إلى النار.
اللسان هو رسول القلب وترجمانه ودليله، صغير جُرمه، عظيم خطَره.
اللسان آيةٌ سبحان مُبدعها وصانعها.
اللسان متى استقام لله جل وعلا استقامت من بعده الجوارح.
اللسان إذا حركه قلبٌ يخاف الله ويخشاه لم تسمع منه إلا طيباً.
اللسان إذا أُطلق له العنان هوى بصاحبه في دركات الجحيم والنيران.

احـــــــــــــــــذر لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان


ولقد وصَّى الله جل وعلا عباده المؤمنين بأن يتقوه -سبحانه وتعالى- في هذا العضو.
قال تعالى: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا» [الأحزاب:70].
وقال تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» [المؤمنون:1-3].
وحث الإسلام المسلم أن لا يُحدِّث بكل ما سمع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع»، كما نهى المسلم أن يكون ثرثارًا أو متشدقًا أو متفيهقًا، قال صلى الله عليه وسلم: «وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون». [رواه الترمذي]، والثرثار هو كثير الكلام تكلفًا، والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحًا وتعظيمًا لكلامه، والمتفيهق هو المتكبر.

اللسان ما هو إلا كلمات، فالكلمة مسؤولية لابد أن نعي كيف نتعامل معها، فرب كلمة نابية أدت إلى خصومة، ورب كلمة جافية فرّقت شمل أسرة، ورب كلمة طاغية أخرجت الإنسان من دينه، والعياذ بالله، ولكن رب كلمة حانية أنقذت حياة، ورب كلمة طيبة جمعت شملا ً، ورب كلمة صادقة أدخلت إلى الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها، وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة واللفظ للبخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً يرفعه الله تبارك وتعالى بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان فيمن قبلكم رجلين كان أحدهما صالحا وكان الآخر مسيئاً، فكان الرجل الصالح يأمر هذا وينهاه، فلما طال الأمد قال: والله لا يغفر الله لك، فقبضهما الله، فأوقف هذا بين يديه، وقال: من يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان، قد غفرتُ له وأحبطتُ عملك». [أخرجه مسلم]، قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
كل كلمة تخرج من هذا اللسان لا تذهب أدراج الرياح،بل هي مسجلة مقيدة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها،قال تعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» [ق:18].
إن جميع الأعضاء يدور صلاحها على صلاح اللسان، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان -أي تذل وتخضع له- تقول له: اتق الله فينا، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»[حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1962)].

اللسان هو الميزان الذي توزن به الرجال، وتعرف به أقدارها، ما صلح منطق رجل إلا ظهر ذلك على سائر عمله، ولا فسد منطق رجل إلا عرف ذلك من سائر عمله.
قال صلى الله عليه وسلم: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»[حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2841)].
،ومعنى الحديث انك لوا انشغلت بإصلاح قلبك وسلامته ولسانك ليس نظيفا فإنك خاسر،وكذب من أدعى صلاح وصفاء القلب ولسانه ليس نظيفا،فاللسان ما هو إلا مغرفة يغرف من القلب.
قال ابن القيم: كم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يسري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول!.
ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر، حين قال: يا رسول الله! ما النجاة؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك»[رواه الترمذي وحسنه].
وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون يده ولسانه»[رواه مسلم] أي: المسلم الكامل والمسلم الحق، ولقد تعجب معاذ بن جبل رضي الله عنه من كون الإنسان يؤاخذ بما يتكلم به ويحاسب على ذلك فقال: {يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به}؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»،والحديث يدل دلالة ظاهرة، على أن أكثر ما يدخل الناس النار هو اللسان.
وفي البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:«من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة».

أرأيتم بوابة الإسلام،ومفتاح الدخول في رضوان الله، إنها كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والخروج من الإسلام قد يكون بكلمة والعياذ بالله فالإنكار والجحود والاستهزاء بدين الله،والسب لله ولرسوله كل هذا سيئات كُفرية تتعلق بالكلمة.

الزواج يقع بكلمة والطلاق كذلك يقع بكلمة،وكذلك العتق والرجعة ولو كان الرجل مازحاً قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة» [رواه الترمذي وغيره].

الكذب كلمة ، وهي رذيلة خلقية،قال صلى الله عليه وسلم:«إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار،وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» [متفق عليه].

الغيبة ما هي إلا كلمة قال الله تعالى: «ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه» [الحجرات:12]،ولما عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم مر بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم،فسأل عنهم: من هؤلاء؟ قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم».
و قال عليه الصلاة والسلام: «الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربا الربا استطالة الرجل فى عِرْضِ أخيه المسلم»[صحيح الجامع (3537)].
والغيبة تباح للضرورة في مواطن كما قيل:


القدح ليـــــــس بغيبةٍ في ستة --- متظلمٍ ومعــــــــرفٍ ومحذرٍ
ومجاهر فسقًا ومستفتٍ ومن --- طلب الإعانة في إزالة منكرٍ

إفشاء السر: خيانة بالكلمة،حدث جابر مرفوعاً: «إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة». [صحيح الجامع486].

المراء والجدال والخصومة: نوع من إضاعة الجهد والوقت فيما يوغر الصدور ويولد الأحقاد عن طريق الكلمة،يقول عليه الصلاة والسلام: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» وفي البخاري: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم».

القذف: كلمة،يعاقب عليها القاذف،بثمانين جلدة تلهب ظهره، قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) [النور:4]. قال صلى الله عليه وسلم: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال». [الألباني في الصحيحة (437)] وردغة الخبال: عصارة أهل النار.

الحلف: كلمة ولو خالف الإنسان ما حلف عليه قصداً لزمته الكفارة.

النميمة كلمة، وهي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، يوم ينقل ذلك الرجل الذي لا يخاف الله ولا يتقيه، تلك الكلمات التي تأجج نار الفتنة وتورث البغضاء وتفرق بين الأحبة والعياذ بالله.يقول تعالى: (( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ )) [القلم:10-11] أي: يمشي بين الناس بالنميمة. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام» [متفق عليه].

شهادة الزور كلمة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، فلما جاء إلى شهادة الزور قال الراوي: (وكان متكئاً فجلس -وقد تغير وجهه- فقال: ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة والزور).

اللعن: كلمة يطلقها الرجل،يقول عليه الصلاة والسلام: «لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة» [رواه مسلم]. واللعن هو الطرد من رحمة الله.. ويقول صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»،وفي حديث أبي الدرداء مرفوعاً: «إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض،فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها»[رواه أبو داود وحسنه الألباني]،وقال عليه الصلاة والسلام: «لعن المؤمن كقتله»[متفق عليه].

السب والشتم ما هو إلا كلمة ،قال عليه الصلاة والسلام: «سباب المسلم فسوق» [رواه البخاري ومسلم].
وأعظم السب على وجه الدنيا هو سبُّ الرَبّ جل وعلا بنسبة النقص أو الولد له سبحانه وتعالى،، ويأتي تحته درجة أقل منه: وهي سب الأنبياء والرسل، وسب الملائكة، وسب الصالحين، وعلى رأسهم الصحابة، في الحديث الصحيح: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
أسمعت أولئك الذين يتكلمون في عرض أصحاب رسول الله؟! فقد قال بعضهم: ما رأينا أكبر منهم بطوناً ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله عز وجل آيات من فوق سبع سماوات: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) [التوبة:65] [التوبة:65] كنا نقضي الأوقات حتى تمر الساعات.. (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة:65-66] كلمات أُطلقت أَوبقت دنياهم وآخرتهم.
ولذلك قالوا: من استهزأ بالعالم واستخف بالداعية إلى الله فله نصيبٌ من قول الله تعالى: ((قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ )) [التوبة:65] [التوبة:65].

حال السلف: أسلافنا كانوا يتكلمون بكلام معدودٍ محدود، تبعاً لهدي رسولهم صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتكلم بكلام فصلٍ يحفظه من سمعه،
فهذا أبو بكر رضي الله عنه كان يقول وهو يشير إلى لسانه: «هذا الذي أوردني الموارد، هذا الذي أوردني الموارد».
وهذا عمر رضي الله عنه يقول: «من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل ورعه، ومن قل ورعه قل حياؤه، ومن قل حياؤه مات قلبه»
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: «والله الذي لا إله غيره، ما شيء أحق بطول سجن من لساني».
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: «أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعلت أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تكلم به».
وكان ابن عباس م يأخذ بلسانه ويقول: «ويحك قل خيرا تغنم، واسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم».

كيف نحفظ ألسنتنا
أما كيف نحفظ ألسنتنا، فلا شك أن هذا الأمر فيه عسر، ويحتاج إلى أمور منها:
الوسيلة الأولى: أن يزن الإنسان الكلام قبل أن يخرجه، فإن وجد أن الكلام له قاله، وإن وجد أن الكلام عليه تركه، هل هو حسن أم قبيح، لك أم عليك؟ فإن كان حسناً قاله، وإن كان خلاف ذلك تركه، وإذا شك فيه فليدعه أيضاً، لأن السلامة أولى.

الوسيلة الثانية: أن يحاسب الإنسان نفسه على ما مضى، فكلما قال الإنسان قولاً، أو تكلم في مجلس، أو نطق بكلمة، فليرجع إلى نفسه، يجعل على نفسه حسيباً ينظر، ماذا أردت بهذه الكلمة؟ هل كانت حسنة أو غير حسنة؟ ربما كان غيرها أحسن منها، حتى يعود نفسه، ويصحح ويستفيد من أخطائه.

الوسيلة الثالثة: أن يتخذ له صاحباً يحصي عليه عيوبه، فاجعل لك زميلاً أو صاحباً من أصحابك الذين تثق بهم، يحصي عليك وينبهك، على ما قد يبدر منك من خطأ، أو زيادة في القول، أو تسرع أو ما أشبه ذلك.

الوسيلة الرابعة: أن يعوِّد الإنسان نفسه على القول الطيب، وكثرة الكلام الحسن، فعن عبد الله بن بشر أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتثبت به؟ قال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله» وقال جل شأنه: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [الإسراء:53].
فعوّد نفسك كثرة الذكر، والاستغفار، والكلام الطيب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يصبح عادةً لك.

الوسيلة الخامسة: وهي أن يراقب الإنسان ربه، ويتذكر قول الله عز وجل: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) [الزخرف:80].
ولذلك قال بعض العارفين: «إذا تكلمت فاذكر أن الله تعالى يسمعك، وإذا سكت فاعلم أن الله تعالى ينظر إليك ويراك، وبذلك لا يتكلم الإنسان إلا في خير».
فلنتق الله، ولنلتزم تعاليم الإسلام، ونتأدب بآداب أهل الإيمان، ولنحفظ ألسنتنا عن الحرام، فمن وُقي شر لسانه فقد وُقي شراً عظيماً، ومن استعمل لسانه في الخير والطاعة والمباح من الكلام وُفّق للسداد والكمال، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.


منقول

العوفي العوفي
2017-04-21, 14:57
عن معاذ رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول اللّه أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره اللّه عليه: تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)[السجدة:16] حتى بلغ (يعملون) ثم قال: ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قلت: بلى يا رسول اللّه قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت بلى يا رسول اللّه، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي اللّه وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم".

العوفي العوفي
2017-04-21, 15:05
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:فالبيت الذي أشار إليه السائل منسوب للإمام الشافعي رحمه الله وهو في ديوانه، قال رحمه الله تعالى:
إذا رمـــت أن تحيا سليماً من الردى **** ودينك موفور وعِرْضُكَ صَيِنّ
لسانك لا تذكر به عورة امــــرئ **** فكلك عورات وللناس ألســـــن
وعينـــــاك إن أبدت إليك معـــــايباً **** فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى**** ودافــــع ولكن بالتي هي أحسن.

ومما ورد عنه رحمه الله تعالى في بيان خطورة اللسان أيضاً قوله:
احفظ لســــــانك أيها الإنسان**** لا يلدغنك إنه ثعبـــــــان
كم في المقابر من قتيل لسانه**** كانت تهاب لقاءه الأقران

العوفي العوفي
2017-04-21, 15:22
http://1.bp.blogspot.com/-iapN5DCPGRw/UPBytE30cAI/AAAAAAABAdM/G2hW091sWEA/s1600/70276.imgcache.gif

العوفي العوفي
2017-04-21, 15:23
http://2.bp.blogspot.com/-fwFcrBe2ZoY/UPByf72lAFI/AAAAAAABAcU/b7gwDZ0rvbw/s1600/51407629.gif

العوفي العوفي
2017-04-21, 15:24
http://1.bp.blogspot.com/-Q0vrxLKSGoI/UPByVjypQBI/AAAAAAABAa4/hgg6lI0WiD8/s1600/142931.png

العوفي العوفي
2017-04-21, 15:25
http://1.bp.blogspot.com/-RW3RbNIZ3Ls/UPBySLR5bjI/AAAAAAABAac/AS7Xe24uLIU/s1600/1277669191.gif

العوفي العوفي
2017-04-21, 15:31
وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أوصى غيره من أصحابه رضي الله عنهم.
فعن أَسْوَدَ بنِ أَصْرَمَ الْمُحَارِبِيّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: تَمْلِكُ يَدَكَ؟ قُلْتُ: فَمَاذَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكْ يَدِي؟ قَالَ: تَمْلِكُ لِسَانَكَ؟ قَالَ: فَمَاذَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكْ لِسَانِي؟ قَالَ: لا تَبْسُطْ يَدَكَ إِلا إِلَى خَيْرٍ، وَلا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلا مَعْرُوفًا.[1]
وقال لمعاذٍ رضي الله عنه: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فَقُلْتُ لَهُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا".[2]
وقال الصاحب بن عباد:حِفْظُ اللِّسَانِ رَاحَةُ الإنْسَانِ فَاحْفَظْهُ حِفْظَ الشُّكْرِ لِلإحْسَانِ
وقال طاوس: لساني سبعٌ إن أرسلته أكلني.
وقال وهب بن منبه: في حكمة آل داود: (حق على العاقل أن يكون عارفًا بزمانه حافظًا للسانه مقبلًا على شأنه).
وقال الحسن: ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه.
وقال الأوزاعي: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أما بعد فإن من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.
وقيل: الصمت يجمع للرجل فضيلتين السلامة في دينه والفهم عن صاحبه.
وقال يونس بن عبيد: لَيْسَ خَلَّةٌ مِنْ خِلالِ الخَيْرِ تَكُونُ في الرَّجُلِ هِيَ أَحْرَى أَنْ تَكُونَ جَامِعةً لأنْواعِ الخَيْرِ كُلِّها فِيه مِنْ حِفْظِ اللِّسَانِ.
وقال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم.
وقال يونس بن عبيد: ما من الناس أحد يكون منه لسانه على بال إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله.
وعن يحي بن سعيد أن عيسى ابن مريم عليه السلام لقي خنزيرًا في طريق فقال له: أنفذ بسلام فقيل له: تقول هذا لخنزيرٍ! فقال عيسى ابن مريم عليه السلام: إني أخاف أن أعود لساني المنطق السوء.[3]
وعن سفيان قال: قالوا لعيسى بن مريم عليه السلام: دلنا على عمل ندخل به الجنة؟ قال: لا تنطقوا أبدا قالوا: لا نستطيع ذلك! قال: فلا تنطقوا إلا بخير.
صاحب اللسان البذيء من أبغض الناس لقلب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ومن أبعدهم عن مجلسه:فإذا كان اللسان معوجًا، كثيرَ الزلل، شأنه الخطأ، ودأبه الخطل، كان صاحبه من أبغض الناس عند النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك خزيًا، وكفى بصاحبه خيبةً و خسرانًا.
فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَي وَأَقْرَبِكُمْ مِنّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَي وَأَبْعَدَكُمْ مِنّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ". قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ: "الْمُتَكَبِّرُونَ".[4]



-------------------.................................................. .......-------------------------------------------------------------
[1] رواه الطبراني في الكبير- حديث:‏817، والبيهقي في الشعب- فصل في فضل السكوت عن كل ما لا يعنيه، حديث: ‏4713‏
[2] رواه أحمد- حديث: ‏21474‏، والترمذي- كتاب الذبائح - باب ما جاء في حرمة الصلاة، حديث:‏2607‏ والنسائي، كتاب قصر الصلاة في السفر، سورة السجدة- قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع، حديث: ‏10952‏، ابن ماجه - كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة- حديث: ‏3971‏ وصححه الألباني
[3] رواه مالك كتاب الكلام باب ما يكره من الكلام- حديث: ‏1794‏، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت- باب ما أمر به الناس أن يستعملوا فيه أنفسهم من القول، حديث: ‏305‏
[4] رواه أحمد حديث:‏ 17417‏، والترمذي كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في معالي الأخلاق حديث: ‏1991‏ بسند صحيح

العوفي العوفي
2017-04-23, 23:52
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ – : لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ , وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ . وَإِذَا اُسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا .
وَقَالَ : يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : إنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي , وَلَمْ يَحِلَّ لِي إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ؛ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ , وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ , وَلا يَلْتَقِطُ لُقْطَتَهُ إلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ .
فَقَالَ الْعَبَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إلاَّ الإِذْخِرَ ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ . فَقَالَ: إلاَّ الإِذْخِرَ .
القَينُ : الحَدَّاد .

العوفي العوفي
2017-04-24, 00:08
https://4.bp.blogspot.com/-jyfBMYiWrtE/WHSdWcBwPGI/AAAAAAAAKwU/wHTmFJQSP54bJzEnfzgsFk0hKsKDaovoQCLcB/s1600/1.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 00:17
http://iinanews.org/UploadDir//baa5e1f8-ad78-4777-9288-93d242406a4d.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 00:18
http://4.bp.blogspot.com/-F4E2m5vASHU/TZcY9Ohu2yI/AAAAAAAAAIw/A2kPCqHY63A/s1600/quran0019s.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 00:24
https://pbs.twimg.com/media/BmNdgAhCIAMw36o.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 00:29
http://farm8.static.flickr.com/7296/13898069519_4dca82309f.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 00:48
http://www.shuuf.com/shof/uploads/2015/01/13/jpg/shof_c184816e0a79145.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 15:51
https://pbs.twimg.com/media/BVmSZJDIYAAtJO6.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:08
بسم الله الرحمن الرحيم , والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيدنا محمد , وعلى آله الطيبيبن الطاهرين , وصحابته أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

ثم أمَّا بعد : فأحسن الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
لقد فطر الله عزَّ وجل الإنسان على فطرة التوحيد , فالله قريب من العباد يلجأوون إليه ويسألونه من فضله , فهو الرزاق وهو التواب الرحيم .
قال الله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [1]

ولذلك فقد علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ندعوا الله عزَّ وجل بحاجة أو بغير حاجة ونتقرب إليه بذكره وشكره وحسن عبادته .
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعرَّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة . ‌ [2]
وعن عبد الله بن بسر أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به . قال : لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى.[3]
وقال الله تعالى:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[4]
وممَّا يلزم الدعاءُ حتى تقبل الإجابة شروطا علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومنها :
الكسب الحلال :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أيها الناس , إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً , وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين , فقال:{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} , ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر, يمد يديه إلى السماء يا ربِّ يا ربَّ ومطعمه حرام , ومشربه حرام , وملبسه حرام , وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟ [7]
الصبر والمثابرة على الدعاء :
أي أن الدعاء يحتاج إلى صبر ومثابرة , وعلى العبد ألا يظن أن الله لن يستجيب له إذا تأخرت الإجابة وألاَّ ينقطع عن الدعاء .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء . [8]
فيستحسر : أي أنه ينقطع عن الدعاء .
التيقن من الإجابة :
ولذلك فعلى الداعي أن يحسن الظن بالله , وبأن دعوته ستجاب بإذن الله عاجلاً وآجلاً ولو تأخرت .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الله عزَّ و جلَّ قال : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيراً فله وان ظن شرَّاً فله . [9]
* في فضل الذكر :
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت. [10]
* من أدعية النوم والاستيقاظ :
عن حذيفة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال : اللهم باسمك أحيا وأموت , وإذا أصبح قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور . [11]
وعن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم : كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه , وقرأ بالمعوذات , ومسح بهما جسده. [12]
نفث : قال أهل اللغة : النفث : نَفْخٌ لطيف بلا ريق .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ وكَّلني رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام‏ فأخذته فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - ، فقال إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسي لن يزالَ عليك من اللّه تعالى حافظ ، ولا يقربَك شيطانٌ حتى تُصْبِحَ‏‏ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم :‏‏ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيطانٌ‏ ‏. [13]
* دعاء من فزع في نومه :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا فَزِعَ أحدُكم في النوم فَلْيَقل : أَعوذ بكلمات الله التَّامَّات من غضبه وعذابهِ وشرِّ عِبادِه ، ومن همزات الشَّياطين وأنْ يَحضُرونِ ، فإنها لَنْ تَضُرَّهُ . [14]
* دعاء الخروج من البيت :
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من منزله قال اللهم إني أعوذ بك أن أَضِلَّ أو أُضَل أو أَزِلَّ أو أُزَل أو أَظْلِم أو أُظْلَم أو أَجْهَل أو يُجْهَل عليَّ . [15]
* دعاء الدخول إلى البيت :
يستحبّ أن يقول‏:‏ باسم اللّه، وأن يكثر من ذكر اللّه تعالى , وأن يسلّمَ سواء كان في البيت آدميّ أم لا*، لقول اللّه تعالى‏:‏ {‏فإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا على أنْفُسِكُمُ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللّه مُبَارَكَةً طَيِّبَةً‏}.‏ [16]
* دعاء دخول الخلاء :
عن أنس رضي اللّه عنه ‏:‏ أن رسول اللّه كان يقول عند دخول الخلاء‏ :‏‏ ‏اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ وَالخَبَائث‏. [17]
الخُبْثِ وَالخَبَائث : جمع خبث وخبيثة أي ذكور الشياطين وإناثهم وقيل المراد كل شيء مكروه ومذموم .
وعن علي رضي الله عنه:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:سترُ ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله[18]

* دعاء الخروج من الخلاء :
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا خرج من الغائط قال غفرانك. [19]
* من أدعية الوضوء :
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يحدث الناس فأدركت من قوله ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة قال فقلت ما أجود هذه فإذا قائل بين يدي يقول التي قبلها أجود فنظرت فإذا عمر قال إني قد رأيتك جئت آنفا قال ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ ( أو فيسبغ ) الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. [20]
* دعاء الدخول والخروج من المسجد :
عن أبي أسيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك .[21]
* دعاء من سمع الأذان :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة .[22]
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة . [23]
*من الأذكار بعد الصلاة :
عن ثوبان رضي الله عنه قال‏:‏كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال : اللهم أنت السلام ومنك السلام , تباركت ياذا الجلال والإكرام , قيل للأوزاعي وهو أحد رواة الحديث‏:‏ كيف الاستغفار‏؟‏ قال‏:‏ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أسْتَغْفِرُ اللَّهَ.‏
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏من سَبَّحَ الله في دُبُرِ كل صلاة ثلاثاً وثلاثين , وَحَمِدَ الله ثلاثاً وثلاثين , وكَبَّرَ الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المئة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شَيْءٍ قدير , غُفِرَتْ خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر. [25]
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة. [26]
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك فقال : أُوصِيْكَ يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. [27]

* الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صلَّى عليَّ مرَّةً صلَّى الله عليه عشراً .[28]

*استفتاح الدعاء بحمد لله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عجل هذا ثم دعاه فقال له ولغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء . [29]

* في التسبيح والحمد :
عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت نعم قال النبي صلى الله عليه و سلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .[30]

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم . [31]

* في دُعاءِ الاسْتِخَارة :
عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ، يقول‏:‏ ‏" ‏إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ ، ثُمَّ لِيَقُلِ‏:‏ اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، و أسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأسألُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لي فِي دِيني وَمَعاشِي وَعاقِبَةِ أمْرِي ، أو قال‏:‏ عاجلِ أمْرِي وآجِلِهِ ، فاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لي ، ثُم بارِكْ لي فِيهِ ، وَإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي وَمعاشِي وَعاقِبَةِ أمْرِي ، أو قال‏:‏ عاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ ، فاصْرِفْهُ عَنِّي ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ أَرَضِّنِي بِهِ، قال‏:‏ ويُسمِّي حاجَتَهُ‏"‏‏.‏
يعلمنا الاستخارة : أي صلاتها ودعائها والاستخارة طلب الخير وهو كل معنى زاد نفعه على ضره , أستقدرك : أطلب منك أن تجعل لي قدرة عليه ,معاشي : حياتي , عاقبة أمري : آخرتي, عاجل أمري و آجله : دنياي وآخرتي أو ما يكون من أمري في الحال والاستقبال , يسمي حاجته : الأمر الذي يستخير من أجله في أثناء دعائه .

* دعوات المكروب :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم . [33]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين أصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت . [34]
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له . [35]

* دعاء من راعه شيء أو فزع :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون . [36]

* دعاء من خاف قوماً :
عن أبي موسى رضي الله عنه:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف من رجل أو من قوم قال اللهم إني أجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم[37]

* دعاء من استصعب عليه أمر :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا . [38]
الحَزْن : بفتح الحاء المهملة وإسكان الزاي : وهو غليظ الأرض وخشنها .

* دعاء من كان عليه دين عجز عنه :
عن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه فقال : إني قد عجزت عن كتابتي فأعني قال ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك قال قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك. [39]

* دعاء من بلي بالوسوسة :
قال اللّه تعالى‏:‏ ‏‏{وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ باللّه إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ‏} . [40]

* دعاء زيارة المريض :
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل يعوده فقال لا بأس طهور إن شاء الله. [41]

* دعاء من رأى مبتلى :
عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا إلا عوفي من ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش. [42]

* دعاء من أصابته مصيبة :
عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها , إلا أخلف الله له خيرا منها . [43]

* دعاء الاستسقاء :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي فقال اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل قال فأطبقت عليهم السماء . [44]

* دعاء نزول المطر :
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر يقول اللهم صيبا نافعا . [45]

* ما يقال إذا هاجت الريح :
كان النبي صلى الله عليه وسلم : إذا عصفت الريح قال : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها , وخير ما أرسلت به , وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به . [46]

* ما يقال إذا سمع الرعد :
قال تعالى : {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} .[47]

* دعاء المودع للمسافر:
عن قَزْعَة رضي الله عنه قال:قال لي ابن عمر رضي الله عنه:هَلمَّ أُوَدِّعُكَ كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك[48]

* دعاء السفر :
عن علي بن ربيعة رضي قال : شهدت عليا رضي الله عنه وأتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثم قال سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ , ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال الله أكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت يا رسول الله من أي شيء ضحكت قال إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري. [49]

* البسملة قبل الطعام والشراب :
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا أكل أحدكم طعاما فليقل بسم الله فإن نسي في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره[50]

* مايقال عند الانتهاء من الطعام :
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين. [51]

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شَرِبَ ، قال : الحمد لله الذي أطعَم وسَقَى ، وسَوَّغَه وجعلَ له مَخْرجا . [52]

* الدعاء للمتزوج :
عن أبي هريرة رضي الله عنه:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان, إذا تزوج , قال:بارك الله لك, وبارك عليك, وجمع بينكما في الخير[53]

* دعاء الجماع :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا . [54]

* من أدعية دخول السوق :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , يحيي ويميت , وهو حي لا يموت , بيده الخير , وهو على كل شيء قدير , كتب الله له ألف ألف حسنة , ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة , وبنى له بيتا في الجنة. [55]

* دعاء القيام من المجلس (كفارة المجلس) :
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخرةٍ , إذا أراد أن يقوم من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك , فقال رجل يا رسول الله إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال كفارةٌ لما يكونُ في المجلس.[56]

* دعاء لبس الثياب :
عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له. [57]

* من أذكار الصباح والمساء :
وعن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يقول قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة . [58]
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1][البقرة:186] .
[2] رواه أحمد في مسنده مطولاً من طريق ابن عباس رقم (2803) ج5 , وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط .
[3] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (3372) في الدعوات , باب فضل الذكر , وصحح الشيخ عبد القادر الأرناؤوط إسناده في جامع الأصول , انظر حديث رقم (2561) .
[4] [آل عمران:190-191] .
[5] [المؤمنون:51] .
[6] [البقرة:172] .
[7] رواه مسلم رقم (10115) في الزكاة , باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها .
[8] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 2735 ) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار, باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول : دعوت فلم يستجب لي .
[9] رواه أحمد في مسنده رقم (9076) ج15 , وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط .
[10] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (6044) الدعوات , باب فضل ذكر الله عز وجل .
[11] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (6959) في التوحيد , باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها .
[12] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (5960) في الدعوات , باب التعوذ والقراءة عند النوم .
[13] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (3101) في بدء الخلق , باب صفة إبليس وجنوده .
[14] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (3528) في الدعوات , باب منه , وقال :حسن غريب , وحسنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في جامع الأصول , أنظر حديث رقم (2266).
[15] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (3528) في الدعوات , باب منه , وقال :حسن غريب , وحسنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في جامع الأصول , أنظر حديث رقم (2266).
[16] [النور‏:‏61‏] .
[17] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (5963) في الدعوات , باب الدعاء عند الخلاء .
[18] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (606) في السفر , باب ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء , وصحَّحه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط لشواهد يُقوَّى بها , انظر جامع الأصول حديث رقم (2320) .
[19] رواه أحمد في مسنده رقم (25220) ج 42 , وحسَّن الشيخ شعيب الأرنؤوط إسناده.
[20] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم (324) في الطهارة , باب الذكر المستحب عقب الوضوء .
[21] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 713 ) في صلاة المسافرين وقصرها , باب ما يقول إذا دخل المسجد .
[22] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 384 ) في الصلاة , باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .
[23] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (589) في الآذان , باب الدعاء عند النداء .
[24] رواه مسلم في صحيحه رقم (591) في المساجد ومواضع الصلاة , باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته.
[25] رواه مسلم في صحيحه رقم (597) في المساجد ومواضع الصلاة , باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته .
[26] رواه أحمد في مسنده رقم (17417) ج28 , وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط : وقال إسناده حسن .
[27] رواه أبو داود في سننه رقم (1522) في الصلاة , باب الاستغفار, وصحح الشيخ عبد القادر الأرناؤوط إسناده في جامع الأصول , انظر الحديث رقم (2182) .
[28] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 408 ) في الصلاة , باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد .
[29] رواه الترمذي في سننه رقم (3477) في الدعوات , باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم , باب منه , وقال الترمذي : حديث حسن صحيح , و قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط : وهو كما قال , انظر جامع الأصول حديث رقم (2120) .
[30] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم (2726) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار , باب التسبيح أول النهار وعند النوم .
[31] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 2694 ) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار , باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء .
[32] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (1109) في أبواب التطوع , باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى.
[33] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (5985) في الدعوات , باب الدعاء عند الكرب .
[34] رواه أحمد في مسنده حديث رقم (20430) ج34 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن في المتابعات والشواهد .
[35]رواه الترمذي في سننه رقم (3505) في الدعوات , باب منه , وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط : رواه الحاكم في المستدرك (2\383) وصححه ووافقه الذهبي , وحسَّنه الحافظ في تخريج الأذكار , انظر جامع الأصول حديث رقم (2342) .
[36] رواه أبو داود في سننه رقم (3893) في الطب , باب كيف الرقى؟ , وحسَّنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط لشواهده , انظر جامع الأصول حديث رقم (2266) .
[37] رواه أحمد في مسنده رقم (19719) ج32 , وحسَّنه الشيخ شعيب الأرنؤوط .
[38] رواه ابن حبان في صحيحه رقم (2427) موارد , وصححه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , انظر حلية الأبرار ص106 .
[39] رواه الترمذي رقم (3563) في الدعوات , باب منه , وحسَّنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في جامع الأصول , انظر حديث رقم (2374) .
[40] [فصلت‏:‏36] .
[41] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (5338) في المرضى , باب ما يقال للمريض وما يجيب .
[42] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (3431) في الدعوات , باب مايقول إذا رأى مبتلى , وحسّنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في جامع الأصول , انظر حديث رقم (2345) .
[43] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم (918) في الجنائز , باب ما يقال عند المصيبة .
[44] رواه أبو داود في سننه حديث رقم (1169) في الصلاة , باب رفع اليدين في الاستسقاء , وصحح الشيخ عبد القادر الأرناؤوط إسناده , انظر جامع الأصول حديث رقم (4295) .
[45] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (985) في الاستسقاء , باب ما يقال إذا أمطرت .
[46] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم (899) في صلاة الاستسقاء , باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر .
[47] [الرعد : 13] .
[48] رواه أبود دواود في سننه حديث رقم (2600) في الجهاد , باب في الدعاء عند الوداع , وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط : حديث حسن صحيح , انظر جامع الأصول حديث رقم (2289) .
[49] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (3446) في الدعوات , باب ما يقول إذا ركب الناقة , وقال الترمذي : حديث حسن صحيح , وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط : وهو كما قال , انظر جامع الأصول حديث رقم (2283) .
[50] رواه أحمد في مسنده حديث رقم (25733) ج42 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن بشواهده.
[51] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (3457) في الدعوات , باب مايقول إذا فرغ من الطعام , وحسَّنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , انظر جامع الأصول حديث رقم (2307) .
[52] رواه أبو داود في سننه حديث رقم (3851) في الأطعمة , باب ما يقول الرجل إذا طعم , وصحح الشيخ عبد الأرناؤوط إسناده , انظر جامع الأصول حديث رقم (2308) .
[53] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (1091) , باب ما جاء فيما يقال للمتزوج , وقال الترمذي : حسن صحيح , وصححه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , انظر جامع الأصول حديث رقم (8981) .
[54] رواه البخاري حديث رقم (4870) في النكاح , باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله.
[55] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (3428) في الدعوات , باب ما يقول إذا دخل السوق , وحسّنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , انظر جامع الأصول حديث رقم (2456) .
[56] رواه أبو داود في سننه حديث رقم (4859) في الأدب , باب في كفارة المجلس , وحسَّن الشيخ عبد القادر الأرناؤوط إسناده حديث رقم (2273) .
[57] رواه الترمذي في سننه رقم (1767) في اللباس , باب ما يقول إذا لبس ثوبا جديدا , قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن غريب صحيح , وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط : وهو كما قال , انظر جامع الأصول (2305).
[58] رواه أحمد في مسنده رقم (474) ج1, وحسَّن الشيخ شعيب الأرنؤوط إسناده.


ثبت المراجع

1- القرآن الكريم .
2- صحيح البخاري (الجامع الصحيح المختصر) , محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي , دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت , الطبعة الثالثة ،(1407 - 1987) تحقيق : د. مصطفى ديب البغا .
3- صحيح مسلم , مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري , دار إحياء التراث العربي – بيروت , تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي .
4- سنن أبي داود , سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي , : دار الفكر , تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد .
5- سنن الترمذي (الجامع الصحيح), محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي , دار إحياء التراث العربي – بيروت , تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون .
6- مسند الإمام أحمد , أحمد بن حنبل , تحقيق : شعيب الأرنؤوط وآخرون , مؤسسة الرسالة , الطبعة الثانية (1420هـ ، 1999م) .
7- جامع الأصول في أحاديث الرسول , مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير , تحقيق : عبد القادر الأرناؤوط , مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان ,الطبعة الأولى1389), 1392هـ) .
8- حلية الأبرار وشعار الأخيار المعروف بالأذكار النووية , تحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , دار الملاح للطباعة والنشر .
9- زاد الأبرار من الأدعية والأذكار , همام محمد الجرف .

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:19
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لأَنْ أَقُولَ : سُبْحَانَ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ , أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " .

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:25
الســـــــــــــــــــــــــــــــــؤال:

عن أم هاني رضي الله عنها قالت: مّر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كبرت وضعفت أو كما قالت. فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال : سبحي الله مئة تسبيحة ؛ فإنها تعدل لك مئة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلّدة متقبلة، وهللي الله مائة تهليلة. قال أبو خلف: أحسبه قال : تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت. رواه أحمد و ابن ماجه. مع العلم أن هذا الحديث صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 1316 وفي صحيح الترغيب والترهيب برقم: 1553.فهل هذا الحديث صحيح وهل يُعمل به؟

الإجابـــــــــــــــــــــــــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن هذا الحديث حسنه جمع من أهل العلم ولا حرج في العمل به، فقد حسنه المنذري والهيثمي والألباني ونقل السيوطي عن الحاكم تصحيحه ولا نعلم عن الألباني أنه صححه، فقد قال فيه المنذري في الترغيب: رواه أحمد بإسناد حسن. اهـ.
وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي الأوسط وأسانيدهم حسنة.
وقد ضعفه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند فقال: إسناده ضعيف لضعف أبي صالح وهو باذام ويقال: باذان مولى أم هانيء. اهـ.
وقد وافقه الألباني في ضعيف الجامع ثم رجع عن ذلك وحسن الحديث في السلسة ورجح أن أبا صالح هو ذكوان السمان وذكوان من رجال الشيخين.
قال الألباني في السلسلة الصحيحة: أخرجه أحمد (6/344) والبيهقي في شعب الإيمان (1/379 - 380) من طريق سعيد بن سليمان قال: حدثنا موسى بن خلف قال: حدثنا عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أم هاني بنت أبي طالب قال: قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله؛ إني قد كبرت وضعفت أو كما قالت فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات.... وأما أبو صالح فهو ذكوان السمان الزيات، وكنت قديما قد سبق إلى وهلي أنه أبو صالح باذان مولى أم هاني، فأوردت الحديث من أجل ذلك في ضعيف الجامع الصغير برقم ( 3234 )، فمن كان عنده فليتبين هذا، ولينقله إلى صحيح الجامع إذا كان عنده رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة: 286}. اهـ
ثم إنه يشهد له ما رواه أبو داود وابن ماجه عن محمد بن عقبة بن أبي مالك عن أم هانئ قالت: أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله دلني على عمل فإني قد كبرت وضعفت وبدنت فقال: كبري الله مائة مرة، واحمدي الله مائة مرة، وسبحي الله مائة مرة خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله، وخير من مائة بدنة، وخير من مائة رقبة. اهـ. والحديث حسنه الألباني في تحقيق سنن ابن ماجه.

ومما يدل لإمكان العمل به كونه بوب على الترغيب فيه أهل العلم فقد بوب عليه النسائي في عمل اليوم والليلة فقال: ثواب من سبح الله مائة تسبيحة وتحميدة وتكبيرة. ويضاف إلى هذا ما ثبت في الأحاديث من فضائل هؤلاء الكلمات، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
وفي المسند، وسنن الترمذي، ومستدرك الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر. حسنه الترمذي، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وحسنه الألباني.
وفي الحديث: إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. فمن قال سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال الله أكبر فمثل ذلك، ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك، ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة. قال المنذري في الترغيب: رواه أحمد وابن أبي الدنيا والنسائي واللفظ له والحاكم بنحوه وقال: صحيح على شرط مسلم. وقد صحح الحديث الألباني.
وفي الحديث: خذوا جنتكم، قلنا: يا رسول الله من عدو قد حضر! قال: لا، بل جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات، وهن الباقيات الصالحات. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وصححه العلامة الألباني يرحمه الله.
والله أعلم.

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:33
روى مسلم (600) عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ: ( أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ ؟ ) ، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ [ أي : سكتوا] ، فَقَالَ : ( أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا ) ، فَقَالَ رَجُلٌ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا، فَقَالَ: (لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا) " .
وروى الترمذي (404) عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَطَسْتُ ، فَقُلْتُ: الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، مُبَارَكًا عَلَيْهِ ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ، فَقَالَ: ( مَنِ المُتَكَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ ؟ ) ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّانِيَةَ ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ ابْتَدَرَهَا بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ مَلَكًا، أَيُّهُمْ يَصْعَدُ بِهَا) " .
وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:39
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 21683 )
س 3: فضلاء المشائخ: هل ورد حديث صحيح فيما يخص إلقاء السلام والمصافحة على جماعة من الإخوة يسقط الذنوب كأوراق الشجر ؟ فإن ورد ذلك فأود إطلاعي على الحديث.
ج 3: ثبت في ( صحيح البخاري ): أنه قيل لأنس بن مالك رضي الله عنه: هل كانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 113)
وجاءت أحاديث يقوي بعضها بعضًا في كون المصافحة سببًا في محو الذنوب كما يتحات ورق الشجر، كحديث: إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر خرجه الطبراني في (الأوسط) من حديث حذيفة رضي الله عنه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المسلم إذا صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر رواه البزار . وعليك بمراجعة (الترغيب والترهيب) للحافظ المنذري ، فإنه مفيد.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:40
https://pbs.twimg.com/media/CvO9WpIUMAAEvgF.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:41
http://photos.azyya.com/store/up1/080401080451w0cf.jpg

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:43
http://4.bp.blogspot.com/_m1wXNvVC5iE/Sni0a7Kq7RI/AAAAAAAAAF4/ecN1xDTP5xU/s320/1166415086_islamiccard25.gif

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:44
عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ ، فَقَالَ : أَيُّ الْمُجَاهِدِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى ذِكْرًا " ، قَالَ : فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ قَالَ : أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ الصَّلاةَ ، وَالزَّكَاةَ ، وَالْحَجَّ ، وَالصَّدَقَةَ ، كُلَّ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَجَلْ .

العوفي العوفي
2017-04-24, 16:50
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ : سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ، قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ))---صحيح مسلم

العوفي العوفي
2017-04-25, 13:28
الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤال
قال تعالى: "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" لماذا جاءت أيد في صيغة الجمع؟ ومن المعروف أننا نثبت الصفات لله عز وجل دون تعطيل أو تمثيل. أرجو شرح معنى الجمع في هذه الآية.

الإجابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالأيد هنا ليست جمع يد، وانما هي مصدر من آد يئيد أيدا مثل باع بيعا, ومعناها هو: القوة كما رواه الطبري عن ابن عباس, وسفيان الثوري, وقتادة، وقال أبو حيان في البحر المحيط: بأيد: أي بقوة، قاله ابن عباس, ومجاهد, وقتادة، وهو كقوله: "داود ذا الأيد"

وقال الراغب: قال الله عز وجل: {أيدتك بروح القدس} [المائدة/110] فعلت من الأيد، أي: القوة الشديدة, وقال تعالى: {والله يؤيد بنصره من يشاء} [آل عمران/13] أي: يكثر تأييده، ويقال: إدته أئيده أيدا نحو: بعته أبيعه بيعا، وأيدته على التكثير, قال عز وجل: {والسماء بنيناها بأيد} [الذاريات/47].... اهـ
وقد خطأ الشيخ الأمين الشنقيطي, وابن عثيمين - رحمهما الله تعالى - من جعل الأيد هنا جمعا لليد, فقال الشنقيطي:
تنبيه: قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {بنيناها بأيد}، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم؛ لأن قوله: {بأيد} ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة، فوزن قوله هنا بأيد فعل، ووزن الأيدي أفعل، فالهمزة في قوله: {بأيد} في مكان الفاء والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام, ولو كان قوله تعالى: {بأيد} جمع يد لكان وزنه أفعلا، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصًا هي اللام, والأيد، والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى: {وأيدناه بروح القدس} [البقرة:87] أي قويناه به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط فاحشا، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة. اهـ

وقال ابن عثيمين: يخطئ من يظن أن قوله: (بأيدٍ) جمع يدٍ، وإنما هي مصدر آد يئيد والمصدر أيد، كباع يبيع والمصدر بيع، ولهذا لم يضفها الله إلى نفسه كما أضافها في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً [يس:71] وعلى هذا فلا يجوز أن نعتقد بأن الله خلق السماء بيده أو بأيديه أبدًا، بل أيد مصدر آد يئيد والمصدر أيد، مثل: باع يبيع بيعاً، وكال يكيل كيلاً. اهـ
فإذا عرفت المعنى الصحيح للآية اتضح لك - إن شاء الله - أنه لا تعارض بين كلمة الأيد في الآية المذكورة وبين كوننا نثبت الصفات لله عز وجل دون تعطيل أو تمثيل؛ لأن كلمة الأيد هنا يراد بها القوة، والمسلمون يثبتون القوة لله تعالى, كما تدل له هذه الآية والنصوص الكثيرة الأخرى مثل قوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ {الأنفال:52}، وقوله تعالى: فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ {هود:66}، وقوله تعالى: مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {الحج:74}، وقوله تعالى: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا {الأحزاب:25}، وقوله تعالى: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ {الشورى:19}، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {الذاريات:58}.
هذا وقد جاء جمع اليد في القرآن بالأيدي, كما في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ {يس:71}، وقد ذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان: أن المراد بالجمع هنا في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ. ( سورة يس71) ذكر أن المراد به التعظيم.
وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله: أن ما أضيف إلى اسم الجمع ظاهرا أو مضمرا فالأحسن جمعه مشاكلة للفظ، ومثّل لذلك بجمع العين واليد في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وفي قوله تعالى: تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ. {سورة القمر14 }, وقال بمثل ذلك ابن أبي العز في شرح الطحاوية.

والله أعلم.

العوفي العوفي
2017-04-27, 10:02
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png

وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)
الشـــــــــــــــــرح:
وقوله : ( وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) أي : جعل ليلها مظلما أسود حالكا ، ونهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا .
قال ابن عباس : أغطش ليلها : أظلمه . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وجماعة كثيرون .
( وأخرج ضحاها ) أي : أنار نهارها

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:24
http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_1458972517726.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:24
http://img.maas1.net/imgcache/2014/05/239355.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:25
https://i.ytimg.com/vi/mfn6WhrgQng/hqdefault.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:27
http://up.n4hr.com/ups/uploads/1f61fb84b8.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:28
http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_13590625434.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:29
https://lh6.ggpht.com/OiNZe4MSgdhqTa9EbRZ7zAyCW9PicV5tEFOtYFjYRDtTYiSaSn noCZ_sZSYDGv190ME

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:30
http://68.media.tumblr.com/7027ff2dc30ffd029833f86be22eadc0/tumblr_ms6iu3cLq41sonfnko1_1280.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:31
http://forums.resala-7op.com/Photo/new_1427016483_108.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:31
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/736x/75/98/5b/75985b6ca276f353758c41ab74c71065.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:35
http://ghlasa.com/up/do.php?img=52133

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:37
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/236x/3c/f7/c5/3cf7c5fd5c7f3846a6d18f6f6ea4a232.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:38
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/originals/4f/94/fe/4f94fe8fba62b8d8207784d39cdb8900.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:39
http://www.uiraqi.com/up/uploads/uiraqi_13518033204.jpg

العوفي العوفي
2017-04-29, 15:40
http://s24.s-oman.net/i/00068/8f2t0kl3n3x7.jpg

العوفي العوفي
2017-04-30, 07:43
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/5.jpg

العوفي العوفي
2017-04-30, 07:44
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/8.jpg

العوفي العوفي
2017-05-01, 07:59
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png
مُتَّكِئِينَ عَلَىظ° فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ غڑ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)
يقول تعالى : ( متكئين ) يعني أهل الجنة . والمراد بالاتكاء هاهنا : الاضطجاع . ويقال : الجلوس على صفة التربع . ( على فرش بطائنها من إستبرق ) وهو : ما غلظ من الديباج . قاله عكرمة ، والضحاك وقتادة .
وقال أبو عمران الجوني : هو الديباج المغرى بالذهب . فنبه على شرف الظهارة بشرف البطانة . وهذا من التنبيه بالأدنى على الأعلى .
قال أبو إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن عبد الله بن مسعود قال : هذه البطائن فكيف لو رأيتم الظواهر ؟
وقال مالك بن دينار : بطائنها من إستبرق ، وظواهرها من نور .
وقال سفيان الثوري - أو شريك - : بطائنها من إستبرق وظواهرها من نور جامد .
وقال القاسم بن محمد : بطائنها من إستبرق ، وظواهرها من الرحمة .
وقال ابن شوذب ، عن أبي عبد الله الشامي : ذكر الله البطائن ولم يذكر الظواهر ، وعلى الظواهر المحابس ، ولا يعلم ما تحت المحابس إلا الله . ذكر ذلك كله الإمام ابن أبي حاتم .( وجنى الجنتين دان ) أي : ثمرها قريب إليهم ، متى شاءوا تناولوه على أي صفة كانوا ،
كما قال : ( قطوفها دانية ) [ الحاقة : 23 ] ،
وقال : ( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ) [ الإنسان : 14 ] أي : لا تمنع ممن تناولها ، بل تنحط إليه من أغصانها ،

العوفي العوفي
2017-05-01, 08:02
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ: عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ [مَا اسْتَعَاذَ بِكَ] [مِنْهُ] عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا))

العوفي العوفي
2017-05-01, 16:13
قال اللَّه تعالى (طه 114): {وقل رب زدني علماً}.

وقال تعالى (فاطر 28): {إنما يخشى اللَّه من عباده العلماء}.

وقال تعالى (الزمر 9): {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.

وقال تعالى (المجادلة 11): {يرفع اللَّه الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.



1376- وعن معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من يرد اللَّه به خيراً يفقهه في الدين) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1377- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه اللَّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.--والمراد بالحسد: الغبطة وهو: أن يتمنى مثله.

1378- وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني اللَّه به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع اللَّه بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ؛ فذلك مثل من فقه في دين اللَّه ونفعه ما بعثني اللَّه به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى اللَّه الذي أرسلت به) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1379- وعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1380- وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

1381- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل اللَّه له طريقاً إلى الجنة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1383- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1384- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر اللَّه تعالى وما والاه، وعالماً أو متعلما) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.-- قوله (وما والاه): أي طاعة اللَّه تعالى.

1386- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (لن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

1387- وعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّه وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

1388- وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل اللَّه له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ.

1389- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (نضّر اللَّه امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.


1391- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه اللَّه عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) يعني ريحها. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
.
1392- وعن ابن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إن اللَّه لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ

العوفي العوفي
2017-05-02, 15:59
عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل اللَّه حتى يرجع) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

العوفي العوفي
2017-05-02, 16:00
عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

العوفي العوفي
2017-05-02, 16:00
وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

العوفي العوفي
2017-05-02, 16:01
وعنه أيضاً رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

العوفي العوفي
2017-05-02, 19:01
هذه القصة تُعلِّمنا درسًا عظيمًا؛ أنَّ مِن أسباب دوام النِّعم وازديادها، ونموِّها والبرَكة فيها - الإحسانَ إلى خَلْق الله، ومن أسباب زَوال النعم وحلول النِّقم في الدنيا، فضلاً عن العذاب الشديد في الآخرة - الإساءة إلى خَلْق الله وظُلمهم.

مع قصة يُواسِي الله بها نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويُذكِّر بها القُرشيِّين ويُحذِّرهم من مغَبَّة أمرهم الذي هم فيه مِن شِرْك وضلال، وكفر وعناد، إنها قصة أصحاب الجنَّة، الذين ابتلاهم الله بالخيرات والنِّعم.

أيها المسلم: إنَّ في قصة أصحاب الجنة عِبرةً ضربَها الله لأهل قريش، الذين كفروا برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع أنَّ الله - تعالى - أنعم عليهم ببَعثته - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيهم هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وأنعم عليهم بالمال والجاه، والولَد والسِّيادة، وأطعمهم مِن جوع، وآمنَهم من خوف، لكنهم لم يُقدِّموا لذلك شُكرًا؛ لذلك قال الله - تعالى -:( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) [القلم: 17]؛ أي: يا محمد، إنا بلَوْنا أهل قريش كما بلوْنا أصحاب الجنة.

فيا تُرى، ما هي قصَّة أصحاب الجنة الذين وسَّعَ الله عليهم؟ وماذا كان موقِفُهم مِن الفقراء والمساكين؟
تعالَ معي؛ لنتعرَّفَ على هذه القصة العظيمة، والتي تَحمل في طِيَّاتها معانِيَ ساميةً، وعِبرًا عظيمة، ولْنَسمع إليها:
في أرْض اليمن، بالتحديد في قرية يُقال لها: "ضَرَوان" على سِتَّة أميال من صَنعاء، عاش أحدُ الصالحين الأغنياء، وكان على دِينِ أهل الكتاب، وكانت له جَنَّة فيها أنواع من الأشجار المثمِرة، وجداوِلُ الماء العَذْب تسقيها، فتُعطي تلك الأشجارُ فواكهَ لذيذةً، وكثيرةً ومتنوِّعة.

وكان هذا الرجلُ الصالح لا يُدخِل بيتَه ثمرةً منها حتى يقسمَ الثمار ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمساكين، وقسم لأهل بيته، وقسم يردُّه في المحصول؛ لِيزرعَ به الأرض؛ لذلك بارك الله له في رِزْقه وعياله.

فلمَّا مات الشيخ ووَرِثه بَنُوه - وكان له خمسة من البنين - فحَملت جنَّتُهم في تلك السَّنة التي هلَك فيها أبوهم حملاً لم تكن حملَتْه مِن قبل ذلك، فراح الفِتية إلى جنَّتهم بعدَ صلاة العصر، فأشرفوا على ثمرٍ ورِزق فاضل، لم يُعايِنوا مِثلَه في حياة أبيهم.

فلمَّا نظروا إلى الفضل طَغَوا وبَغَوا، وقال بعضُهم لبعض: لقد كان أبونا أحْمَق؛ إذْ كان يَصرِف من هذه الثمار للفقراء، دَعُونا نتعاهد فيما بيننا ألاَّ نُعطيَ أحدًا من فقراء المسلمين في عامِنا هذا شيئًا؛ حتى نَستَغنِيَ وتَكثر أموالنا.

فرضِي بذلك منهم أربعة، وسَخِط الخامس، ونصَحَهم أن يَسيروا على ما سار عليه أبوهم؛ حتى يبارِكَ الله لهم في رِزقهم وجنَّتهم، لكنَّهم بَطَشوا به، فضربوه ضرْبًا مبرحًا.

فلمَّا أيقن الأخُ أنهم يريدون قتْلَه، دخل معهم في مَشُورتهم كارِهًا لأمرهم، غيرَ طائع، فراحوا إلى منازلهم، ثم أقْسموا على قَطْف ثمارِ مزرعتهم دون إعطاء الفقراء شيئًا منها، وتعاهَدُوا على ذلك، ورَفَعوا شعارًا: "لا للفقراء بعدَ اليوم، لا للمساكين بعدَ اليوم، لا للمحتاجين بعدَ اليوم".

لقد غفَل أصحاب الجَنَّة عن أنَّ الله يَسمع سِرَّهم ونجواهم، وأنَّ الله علاَّمُ الغيوب، لقد غاب عنهم أنَّ الله - سبحانه - يُثِيب أصحابَ القلوب الطيِّبة، الذين في قلوبهم رِقَّة ورَأفة ورحمة للمؤمنين، ويرْحم الله من عباده الرُّحماءَ ويثيبهم.

لقد غاب عن أصحابِ الجنة الذين يُدبِّرون ويُخطِّطون لحرمان الضعفاء والمساكين - أنَّ الجزاء مِن جنس العمل؛ فمَن أكرَمَ الناس أكرَمه الله، ومَن حرَمَهم حرَمه الله، ومَن منعهم الخير منعه الله، فجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها.

تعالَ لنرى الذين أضمروا الشرَّ، وعزَموا على حرْمان المساكين؛ ما الذي حدَث لجنَّتهم وبُستانهم وحديقتهم؟( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ)[الأعراف: 4]،( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ) [الأعراف: 97].

يَا رَاقِدَ اللَّيْلِ مَسْرُورًا بِأَوَّلِهِ إِنَّ الْحَوَادِثَ قَدْ يَطْرُقْنَ أَسْحَارَا
لاَ تَفْرَحَنَّ بِلَيْلٍ طَابَ أَوَّلُهُ فَرُبَّ آخِرِ لَيْلٍ أَجَّجَ النَّـــــــــــارَا

واسمع إلى كتاب الله وهو يُحدِّثنا عنهم: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ ) [القلم: 17 - 18].

حتى كلمة "إن شاء الله" لم يقولوها.وهم نائمون جاء القرارُ الإلهي بتدمير جميع ثمار ذلك البُستان‏، ( فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) [القلم: 19 - 20].

قيل: إنَّ سيدنا جبريل - عليه السلام - اقتلعها، وقيل: أصابتها آفةٌ سماوية، وقيل: إنَّ الله أرسل عليها نارًا من السماء فاحترقت.
قال ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - عن (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ): "صارتِ الجنة محترقةً كالليل المظلِم".

يا الله! أيُّ كارثةٍ هذه؟! الإنسان ينام وهو يملك الملايين، ويستيقظ في الصباح ليجد نفسه لا يملك شيئًا!

كم مِن إنسان في دنيا الناس اليوم كان يَملِك ما يملِك، لكن بسبب الذنوب ضاع كلُّ شيء، وكم من إنسان كان يملِك العقاراتِ والسيارات، وبسبب الرِّبا ضاع كلُّ شيء، وكم من إنسانٍ كان يملك الملايين، فعندما رفَض إخراج الزكاة من ماله، ضاع هذا المال!

أخرج ابنُ أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إيَّاكم والمعاصي، إنَّ العبد لَيُذنب فيَنسى به البابَ من العِلم، وإنَّ العبد ليذنب الذنب فيُحرَم به قيام اللَّيْل، وإن العبد ليذنب الذنب فيَنسى فيُحرَم به رزْقًا قد كان هُيِّئ له، ثم تلا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ف(َطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) [القلم: 19 - 20] قد حُرِموا خيرَ جنَّتهم بذنبهم))؛ الدر المنثور الجزء: 8 صفحة 251.

وفي الصباح الباكر نادَى بعضُهم على بعضٍ أنْ هلُمُّوا لتنفيذ المخطَّط الذي أجمعوا كلمتَهم عليه‏، ‏ ثم تحرَّكوا في تسَتُّر وصمت كاملَيْن؛ حتى لا يُدرِكَهم أحد من الفقراء والمساكين، فيتبعهم إلى البستان؛ أمَلاً في الحصول على شيء مما يجمعون، كما كانوا ينالُون ذلك على زمان أبيهم مِن قَبلُ.

وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ( (فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ)) [القلم : 21 - 25].
يتنادون فيما بينهم ( أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ )اخْرُجوا إلى جنَّتكم صباحًا مبكِّرين، ( إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ [/color): إن كنتم تريدون اجتناءَ الثَّمر.
[COLOR="Red"]
( فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ) : وبعضهم يُحدِّث بعضًا في السِّر والخفاء؛ حتى لا يَسمع بهم أحد، انطلَقوا فَرِحين مسرورين مستبشِرين، يُوصي بعضُهم بعضًا ( أَنْ لاَ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ )

الآن سنجتني ثمرةَ جنتنا ونستحوذ عليها، الآن لن يشارِكَنا فيها أحد.
( وَغَدَوْا ): انطلقوا في الصباح الباكِر ï´؟ عَلَى حَرْدٍ )على جِدٍّ وحرْص وتعمُّدٍ لحِرْمان الفقراء والمساكين.
( فَلَمَّا رَأَوْهَا ): لمَّا سلكوا الطريقَ، طريق جنَّتهم، ووجدوها قد حلَّ بها ما حلّ، ونزل بها ما نزل، ظَنُّوا أنهم أخطَؤوا الطريق، وأنَّ هذه الجنة ليست بجنتهم.

( قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ : إنا لتائهون، لقد أخطأنا الطريق، ولكنَّهم أعادوا النظر وأعادوا، فإذا بالطريق هو الطريق، وإذا بالجنة هي جنَّتُهم وقد احترقَتْ، وقد حلَّ بها ما حلّ.

فاستفاقوا فقالوا:(بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )فالجنة جنتنا، ولكنَّا حُرِمنا لِعَزمنا على حرمان الفقراء المساكين، فالجزاء مِن جنس العمل.

نعم،( وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ )[فاطر: 43]،) مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا )[النساء: 123].

فحينئذٍ (قَالَ أَوْسَطُهُمْ)تكلَّم العاقل فيهم الذي نصَحَهم في بداية الأمر، ولكنَّهم لم يستجيبوا له، فقال مذكِّرًا: ( (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ)ألم أذكِّرْكم من قَبل بقولي لكم:( لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ ï)هلاَّ قُلتم: "إن شاء الله".

ألم أقلْ لكم: اتَّقوا عذاب الله، ألم أقلْ: لا تحرموا الفقراء والمساكين من حقِّهم، ألم أقل لكم: تَصدَّقوا على الفقراء كما كان يفعل أبونا؟!
وحينئذٍ عرَفوا أنَّ أباهم كان يَحمي أموالهم بالصَّدقات على الفقراء والمساكين، وعرَفوا أنَّ الله بارك لأبيهم في هذه الجنة؛ لإخراجه حقَّ الفقراء، وهم بسبب بُخْلهم ومَنْعهم حقَّ الفقراء والمساكين، عاقَبهم الله - تعالى - بهذه العقوبة.

فراح بعضهم يَلوم بعضًا: أنت الذي كنتَ صاحبَ هذه الفِكرة، والآخَر يقول: وأنت الذي وافقتَ عليها، والثالث يقول: وأنتَ الذي شجَّعْتنا عليها.

( وفَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ * كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [القلم : 26 - 33].

واللهِ، إنها قصَّة تستحقُّ التأمُّل والتدبُّر، فالله - تعالى - أراد مِن خلال هذه القِصَّة أن يقول: يا أهل قريش، مثلما جرَى العذاب على أصحاب الجنة، سيَجري عليكم، وعلى كلِّ أمَّة من الأمم تتكبَّر وتَمنع حقوق الفقراء والمساكين - سيكون مَصِيرها كمصير أصحاب الجنَّة، هكذا يعاقِب الله - عزَّ وجلَّ - مَن بَخِل واستغنى، وكلَّ مَن أضمر الشرَّ ونوى السوء.

أنا أروي لكم هذه القصَّة في هذه الجمُعةِ؛ لأذكِّر الأغنياء بحقوق الفقراء والمساكين، لأذكِّر الأغنياء أنَّنا نعيش في شهر رجب الذي اعْتاد فيه العراقيُّون على إخراج زكاتِهم فيه.

هذا الشَّهر يَنتظره الفقراء والمساكين؛ لينالوا منكم حقوقَهم، فهل ستحافظون على أموالكم منَ الضَّياع والتَّلَف بإخْراج الزكاة منها، أما ستتهَرَّبون كما تهرَّب أصحاب الجنة.

أنا أقول لكلِّ من يتهرَّب مِن إخْراج الزكاة: هل سمعتَ برجل تَدعو عليه الملائكةُ كلَّ صباح ومساء؟ وبماذا تدعو عليه؟ تدعو عليه بتَلَف ماله، ولماذا؟ لأنَّه لم يُخرِج زكاةَ ماله، ولم يُنفِق منه في سبيل الله.

اجعلْ في بالك تلك الساعةَ التي ستفارق فيها الدُّنيا، وستترك أموالك كلَّها، وستتمنَّى ساعتَها لو ترجع إلى الدُّنيا؛ مِن أجْل أن تفعل شيئًا واحدًا، وهو أن تتصدَّق في سبيل الله:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المنافقون : 9 - 11].

قصَّة أصحاب الجنة ما هي إلا رسالة من الله - تعالى - يُذكِّر الناس فيها:
إنَّ كلَّ مَن ينفق مالَه في سبيل الله، ويعطي حقَّ الفقراء والمساكين، فإنَّ الله سيبارك له في ماله ونفسه وعِياله، كما فعَل مع الرجل الصالح صاحبِ الجنة.

وإنَّ كل أمَّة تَمنع الزكاة، وكلَّ غنِيٍّ يَبخل بأمواله عن الفقراء، وكل مَن يتفَنَّن في الهروب مِن إخراج الزكاة، فعقوبتُه الهلاك والدَّمار، وضياعُ المال - كما حصل لأصحاب الجنة.


فيا أهلَ الأموال، ويا أهلَ الثِّمار، ويا أهلَ الكنوز، ويا من ملَكْتُم الدنيا، تذَكَّروا أنَّ الله أنعَم عليكم بهذه النِّعم، فإيَّاكم وكُفرانَ هذه النِّعمة، اشكروا الله، وأدُّوا ما فَرض عليكم، وتذكَّروا قوله - تعالى -: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )[النحل: 112].

أخطرُ لِباسين هما "الجوع والخوف"؛ لذلك قال - تعالى - لأهل قريش مذكِّرًا لهم بنِعمَتَين عظيمتين:( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ )[قريش : 3 - 4].

وأختم كلامي بهذه القِصَّة الرائعة، ولَيْتنا نَستلهِم منها الدروس والعِبَر، فالسعيد مَنِ اتَّعظ بغيره.
يُحكَى أنَّ رجلاً كان يجلس مع زوجته ذاتَ يوم يأكلان الطعام، وإذا بالباب يَطرُق، وإذا بالطَّارق مسكين، وكان أمامَ الرجل دَجاجة، فقالت له زوجتُه: ألا أتصدَّق بها على هذا المسكين؟ فقال لها: بل اذهَبي، واطرديه عن الباب.
ومرَّتِ الأيام، وأُصيب الرجل بالفقر، فطلَّق زوجتَه، وبعدما طلَّقها تزوَّجَتْ برجل آخَرَ، وجلسَتْ مع زوجها الثاني يأكلان الطعام، وكان أمامَهما دَجاجة.

فطرَق البابَ طارقٌ مسكين، فقال لها الرجل: خُذِي هذه الدجاجة، وتصدَّقي بها على هذا المسكين، فأخذَتْها وأعطَتْها للمسكين، ورجَعَتِ المرأة تبكي إلى زوجها.
فقال لها زوجُها: لماذا تبكين؟ أتبكين لأنَّنا تصدَّقنا بدجاجة؟! فقالت له: لا، إنني أبْكي لشيء عجيب؛ أتَدرِي مَنِ السائل؟ إنَّه زوْجي الأول، فقال لها: أتعْلمين مَن أنا؟ أنا السائل الأوَّل!
أقول قولي هذا، وأستغفر الله.

العوفي العوفي
2017-05-03, 07:13
يروي يحيى بن يَعْمَر البصري عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: ((أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ)).
أخرجه مسلم والبخاري وأحمد والبزار، والبيهقي والبغوي وابن حبان وأبو داود وغيرهم.

العوفي العوفي
2017-05-03, 07:16
يروي الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البَختَري عن أبي ذر قال:
قلت: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالْأَجْرِ، يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَحُجُّونَ قَالَ: ((وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ وَتَصُومُونَ وَتَحُجُّونَ))، قُلْتُ: يَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ قَالَ: ((وَأَنْتَ فِيكَ صَدَقَةٌ: رَفْعُكَ الْعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَهِدَايَتُكَ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ، وَعَوْنُكَ الضَّعِيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صَدَقَةٌ، وَبَيَانُكَ عَنِ الْأَرْثَمِ صَدَقَةٌ، وَمُبَاضَعَتُكَ امْرَأَتَكَ صَدَقَةٌ))، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَأْتِي شَهْوَتَنَا وَنُؤْجَرُ؟ قَالَ: ((أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلْتَهُ فِي حَرَامٍ، أَكُنْتَ تَأْثَمُ؟)) قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((فَتَحْتَسِبُونَ بِالشَّرِّ وَلَا تَحْتَسِبُونَ بِالْخَيْرِ)).
أخرجه أحمد والبيهقي من طرق عن الأعمش به.

العوفي العوفي
2017-05-03, 23:05
عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجَر ما نهى الله عنه))؛ متفق عليه.

العوفي العوفي
2017-05-06, 08:19
تعريف الظن في اللغة :
الظن يطلق على الشك واليقين ، إلا أنه ليس بيقين عيان ، وإنما هو يقين تدبر، فأما يقين العيان فلا يقال فيه إلا علم، وقد يجيء الظن بمعنى العلم ، ومنه قوله تعالى : ] إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ( ( الحاقة : 20). أي علمت .وكذلك قوله تعالى: ] حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا( سورة يوسف : (12) أي : علموا أن قومهم قد كذبوهم. أما بمعنى الشك : فمنه قوله تعالى : ] إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا( [الجاثية :32].وفي الحديث قال رسول الله e: << إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ >>[1]. قال محمد فؤاد عبد الباقي - رحمه الله- : إياكم : كلمة تحذير . والظن : المراد النهي عن ظن السوء . قال الخطابي : هو تحقيق الظن وتصديقه ، دون ما يهجس في النفس ، فإن ذلك لا يملك . ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ، ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ، فإن هذا لا يكلف به .فإنما أراد به الشك يعرض للمرء في الشيء فيحققه ويحكم به . وقيل : أراد إياكم وسوء الظن ، وتحققه دون مبادئ الظنون التي لا تملك ، وخواطر القلوب التي لا تدفع .. ولذلك جاء النهي عن تحقيقه : فقد روي مرفوعا : <<إذا ظننت فلا تحقق>> [2] والضنة التهمة ، والضنين المتهم [3].قال ابن الجوزي :- رحمه الله - : [4] الظن في الأصل : قوة أحد الشيئين على نقيضه في النفس ، والفرق بينه وبين الشك : أن الشك هو التردد في أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر .والتظني إعمال الظن. والأصل التظنن، والظنون قليل الخير، ومظنة الشيء موضعه ومألفه ، والضنة التهمة ، والضنين المتهم ، ثم ذكر -رحمه الله - عن أهل التفسير أن الظن في القرآن على خمسة أوجه فقال :
الوجه الأول : بمعنى الشك ومنه قوله تعالى : (( وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )) (البقرة :7.وفي الجاثية : (32) : (( إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ )).
الوجه الثاني: بمعنى اليقين .ومنه قوله تعالى : (( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)) [البقرة :46] وفيها أيضا [آية :249] . (( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ .. )) البقرة : (249) .
الوجه الثالث : بمعنى التهمة. ومنه قوله تعالى : ((وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ )) التكوير : [24] أي بمتهم .
الوجه الرابع : الحسبان . ومنه قوله تعالى: (( وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ )) أي حسبتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وفي (الانشقاق :14) (( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ)) أي حسب .
الوجه الخامس: بمعنى الكذب.ومنه قوله تعالى: (( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )) (النجم : 28 ). قاله الفراء .
أنواع الظن شرعا:ونستخلص من كلام ابن الجوزي أن الظن يحمل على معنيين متناقضين هما : الشك الذي هو التردد في أمر لا مزية لأحدهما على الآخر ، واليقين الذي هو قوة أحد الأمرين على نقيضه وتيقنه في النفس .ويمكن أن يحمل على الظن الراجح وهو علبة أحد الأمرين .هذا بالنسبة لمعانيه ، وله معان أخرى كما ذكر أهل التفسير ، أما بالنسبة لمتعلقاته فله معنيان متقابلان، أحدهما الظن الحسن ، والثاني الظن السيئ ، والمقصود منه هو : المعنيان الأخيران ، حسن الظن ، وسوء الظن ، ولا بأس أن نشير في صلب الموضوع إلى معانيه الأخرى إن اقتضى الحال ، وله أسباب كثيرة بسطتها في رسالتي (( تحفة الأكياس بحسن الظن بالله ثم بالناس يسر الله إخراجها)) وأبدأ بسوء الظن بالناس .

سوء الظن بالناس : إن من أخلاق المسلم الحق أنه لا يظن بالناس ظن السوء ، ويسمح لنفسه أن يطلق لها عنان الخيال والتصورات التي تصم الناس بالعيب ، وتنسب إليهم التهم ، وهم منها براء ، ولقد اشتد الهدي النبوي الكريم في التحذير من سوء الظن ورجم الناس بالغيب بعيدا عن الحقيقة والثبوت والمؤاخذة ، فقال e :<< إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث >> (5). لقد عد النبي e الظن أكذب الحديث ، والمسلم الحق الصادق الذي يقدر العواقب لا يجري على لسانه حديث فيه الكذب ، لأنه خصلة قبيحة جدا ، فكيف يقع في أكذب الحديث .قال ابن حجر الهيثمي (6): ومن الكبائر : سوء الظن بالناس .. إلى أن قال : وكل من رأيته سيء الظن بالناس طالبا لإظهار معايبهم ، فاعلم أن ذلك لخبث باطنه وسوء طويته، فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه ، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.
سوء الظن بالناس وأسبابه : قال أبو حاتم البستي - رحمه الله - : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص125): الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس وسوء الظن بهم ، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه ، وتحسين الظن بإخوانه ، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره ، أراح بدنه ، ولم يتعب قلبه ، فكلما اطّلع على عيب نفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه ، وأن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه واتعب بدنه ، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه ، وأن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم ، وأعجز منه من عابهم بما فيه ، ومن عاب الناس عابوه ، وقد أحسن الذي قال :إذاأنتعبتالناسعابواوأكثروا.. عليك وأبدوامنكماكانيستروقد قال في بعض الأقاويل قائل ... له منطق فيه كلام محبر إذا ما ذكرت الناس فاترك عيوبهم... فلا عيب إلا دون ما منك يذكر فإن عبت قوما بالذي ليس فيهم ... فذاك عند الله والناس أكبر وإن عبت قوما بالذي فيك مثله ... فكيف يعيب العور من هو أعور ؟وكيف يعيب الناس من عيب نفسه ... أشد إذا عد العيوب وأنكر ؟متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم ... عيوبا ، ولكن الذي فيك أكثر فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ... بعيبك من عينيك أهدى وأبصر وقال - رحمه الله - : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص126).والعاقل يحسن الظن بالناس وينفرد بغمومه وهمومه ، وأحزانه ، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه ولا يفكر في جناياته وأشجانه ، وقد أحسن القائل :ما يستريح المسيء ظنا ... من طول غم وما يريح .وقال الشافعي -رحمه الله - : في ديوانه .إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى... وحظك موفور وعرضك صين لسانك لا تذكر به عورة أمريء ... فكلك عورات وللناس أعين وعينك إن أبدت إليك معايبا ... فصنها وقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ... وفارق ولكن بالتي هي أحسن .قال أبو حاتم - رحمه الله -: روضة العقلاء [ص127]. سوء الظن على ضربين :أحدهما : منهي عنه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم والضرب الآخر ، مستحب .فأما الذي نهى عنه : فهو استعمال الظن بالمسلمين كافة على ما تقدم ذكرنا له ، لأن الظن إنما يحصل في النفس بما يلقيه الشيطان ، وأسوأ ما يكون من حديث النفس هو ظن السوء بالآخرين .وأما الذي يستحب من سوء الظن فهو كمن بينه وبينه عداوة أو شحناء في دين أو دنيا يخاف على نفسه مكروه فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده، ومكره لئلا يصادفه على غره ، بمكروه فيهلكه. اهـ .وقال بعض الفضلاء : أما الظن المبني على القرائن أو كان على وجه الحذر وطلب السلامة من شر الناس فلا بأس به ، ولا يأثم به المرء ، وقد قال الله عز وجل : (( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )) (الحجرات :12). قال ابن جرير الطبري- رحمه الله – (22/303-304)يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، لا تقربوا كثيرا من الظنّ بالمؤمنين، وذلك إن تظنوا بهم سوءا، فإن الظانّ غير محقّ، وقال جلّ ثناؤه : (( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ )) ولم يقل: الظنّ كله، إذ كان قد أذن للمؤمنين أن يظن بعضهم ببعض الخير.فقال جل وعز: (( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ )) فأذن الله جلّ ثناؤه للمؤمنين أن يظنّ بعضهم ببعض الخير وأن يقولوه، وإن لم يكونوا من قيله فيهم على يقين. ثم نقل ما يؤيد ما ذهب إليه عن ابن عباس، قوله : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ )) يقول: نهى الله المؤمن أن يظنّ بالمؤمن شرّا.وقوله : (( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )) يقول: إن ظنّ المؤمن بالمؤمن الشرّ لا الخير إثم، لأن الله قد نهاه عنه، ففعل ما نهى الله عنه إثم.قال القرطبي - رحمه الله – في تفسيره (16/331) قال علماؤنا: فالظن هنا وفي الآية هو التهمة.ومحل التحذير والنهي إنما هو تهمة لا سبب لها يوجبها، كمن يتهم بالفاحشة أو بشرب الخمر مثلا ولم يظهر عليه ما يقتضي ذلك. ودليل كون الظن هنا بمعنى التهمة قول تعالى :{ وَلا تَجَسَّسُوا} وذلك أنه قد يقع له خاطر التهمة ابتداء ويريد أن يتجسس خبر ذلك ويبحث عنه، ويتبصر ويستمع لتحقق ما وقع له من تلك التهمة. فنهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك.وإن شئت قلتَ : والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها، أن كل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب .وذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح، وأُونست منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم، بخلاف من اشتهر بين الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. الثالثة - للظن حالتان: حالة تعرف وتقوى بوجه من وجوه الأدلة فيجوز الحكم بها، وأكثر أحكام الشريعة مبنية على غلبة الظن، كالقياس وخبر الواحد وغير ذلك من قيم المتلفات وأروش الجنايات. والحالة الثانية - أن يقع في النفس شيء من غير دلالة فلا يكون ذلك أولى من ضده ، فهذا هو الشك ، فلا يجوز الحكم به، وهو المنهي عنه على ما قررناه آنفا. انتهى كلامه .قلت: ولعل هذا من باب الحذر والحيطة ، وأفضل منه أن يحسن الظن به ويتغافل عن مكره ومكائده، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها. قال تعالى :{ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}. الآية : (43) فاطر .أي لا يحيقُ ضرَرُ المكرِ السيّئِ إلاَّ بفاعلهِ ، والمكرُ السيِّئ هو العملُ القبيح ، وقولهُ تعالى { وَلاَ يَحِيقُ } أي ولا يحِلُّ ولا ينْزِلُ إلاَّ بأهلهِ.وفي الحديث عن النبي e أنه قال :<< يحرم على النار كل هين ليّن قريب سهل >>(7).وقال e :<< المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم >> (. ومعناه أن المؤمن المحمود من طبعه الغرارة والتغافل ، وقلة الفطنة للشر بين إخوانه المؤمنين ، وترك البحث عنه ، وليس ذلك منه جهلا ، ولكنّه كرم وحسن الخلق ، فهو يتغافل لسلامة صدره وحسن ظنه ، فترى الناس منه في راحة ، لا يتعدى إليهم منه شر،(9) والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .

نتيجـة الظنـون السيئـة:إنّ الظنون السيئة تنشأ عنها المكائد؛ والطعن في الأنساب ،والأعراض، وبسببها تنصب حبال المكر وشباك الخديعة، فتحصل الفرقة ، والشحناء ، ويذل العباد ، ويتمكن الأعداء ، وتطغى الأنانية وتنزع الثقة الضرورية، وتسود العداوة. أيها المحب في الله : لقد أدى سوء الظن وعدم التثبت في الأخبار إلى أهوال ما بعدها أهوال ، ومفاسد ما بعدها مفاسد ، أزهقت بسببها نفوس ونفوس ، وضاعت أموال كثيرة ، وتشتت أســر وفقدت الثقة في المجتمع ، وخاصة العلماء ورثة الأنبياء ، وخربت بيوت وبيوت وقطعت الأرحام ، وقطعت العلاقة الوطيدة بين الأخوة في النسب وفي الله ، وكُفِّر الكثير من النّاس وضلل الكثيـر بغير بينه ولا دليل ، بل بمجرد سوء الظن ، وإعماله دزن روية ولا تأني .إن التعجل وعدم التأني في هذه القضايا الخطيرة من الناشئة والشباب المتهورين المندفعين بجرأة عجيبة يفسد على أهل العقول عقولهم ، ويذهب برويتهم وتفكيرهم فيصبح العيش مريرا والحياة سعيرا وسط سفينة المجتمـع التي كادت أن تغرق بهـذه الأسباب التي كان نشأت عن مجرد الظنون السيئة والأوهام والشكوك الباطلة، ثم ما لبثت أن صارت حقائق ، وأن الظن إذا تكرر تقرر وأصبح حقيقة يتهم بها الأبرياء .قال بعض الفضلاء : إن ظن السوء – كغيره من الآفات – له أثر سيء على عبودية المرء لربه ، وذلك أن الشريعة الإسلامية ليست إلا بذلا وكفا ، ولا يتبين صدق العبودية إلا بذلك ، وكف سوء الظن عن الآخرين ، جانب ديني ، وخلق إسلامي ، وسلوك سوي ينبئ عن صفاء السريرة ، ونقاء الطوية .وآثره على فاعله أنه يجلب له كل بث وحزن ، وحزازة في النفس ، قد تبين الأسى في وجه صاحبه ، تراه كئيبا ، قلق الخاطر ، حرج الصدر ، قد انطوى على نفسه ، يبيت ليله يساور الظنون ، متقلبا على القتاد ، لا يستطيع نوما ، ولا يجد راحة وطعما .ومن آثره عليه ، أنه يشعل حربا يدور رحاها في نفسه ، تجعل الناس ينفضون من حوله مخافة أن يحمل تصرفاتهم على المحمل السيئ ، وهم يعلمون أنهم مخطئون لا محالة ، وهذا شيء ملازم لبشريتهم .. فيؤثرون عدم معاشرته ، ويتركون مجالسته ، اتقاء لهذه الظنون السيئة التي يرمي بها ظلما وجزافا ؛ فهذا فحش من نوع آخر ، ترك صاحبه من أجله .ومن أثاره - أيضا -أنه يدع قلب المرء فارغا من العزم على مغالبته ، قد انطلقت ظنونه من غير حابس لها ، ولا رادع ، فذهبت به كل مذهب ، تقسّمته الهموم ، وتشعبته الغموم ، قدَّر الراحة فتعب وأراد الطمأنينة فلم يصب ، ولو اجتهد في تزكية نفسه ، وتطهير قلبه ، وتحسين الظن بإخوانه على الجادة مستعينا على ذلك بربه ، لعاش قرير العين مسرورا ، ووجدت به جذلا وحبورا .ولكن ما يستريح مسيء الظن وما يريح .عن سعيد بن المسيّب - رحمه اللّه - قال: كتب إلىّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسه للتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وما كافيت من عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه.شعب الإيمان. للبيهقي (2103/).قال جعفر بن محمد - رحمه الله - :إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه . شعب الإيمان البيهقي (6 / 323 ).قال حمدون القصار - رحمه الله- : إذا زل أخ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم ؛ حيث ظهر لمسلم سبعين عذرا فلم تقبله . آداب الصحبة (ص 45).

حسـن الظـن بالـنّـاس : إذا كان الله سبحانه وتعالى يأمرنا باجتناب كثير من الظن لأن بعضـه إثـم ، بمعنى معصية لله تعالى ، فإن من معنى الآية أيضا أن بعض الظن حَسـن، وهو من أحسن العبادة لله تعالى . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<< حسن الظن من حسن العبادة >>[10]. قال صاحب عون المعبود - رحمه الله - [11 ] : وحسن الظن بالله تعالى، وبالمسلمين من حسن العبادة أي من جملة حسن العبادة التي يتقرب بها إلى الله تعالى ، وفائدة هذا الحديث الإعلام بأن حسن الظن عبادة من العبادات الحسنة كما أن سوء الظن معصية لله تعالى . أ ـ هـ .إنّ حسن الظن بالمسلمين يعتبر من أعظــم العبادات التي كانت سببا كافيا نال به مسلمٌ من الجيل الأول جائزة عظيمة وهي البشارة بالجنة ، فعن أنس قال : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال :<< سيطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة .. >> الحديث وقد مضى.فكان هـذا المسلم طاهر القلب حسن الظن بجميع المسلمين ، لذلكم فاز بهذه البشارة ، لا لكثرة عمل من صلاة وصيام وقيام ، وصدقة ،وإحسان ولكن بطهارة القلب من الحسد والبغضاء والشحناء وجميع الأدواء التي تنتـج عن سوء الظن .وإذا كان الله تعالى قد بين لنا أن الشيطان عدو مبين للمؤمنين ، وأنه لا يهدأ له بال؛ ولا يرتاح له حال حتى يوقع بيننا العداوة والبغضاء ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا أن الشيطـان يجري من الإنسان مجـرى الدم ليقذف في قلوب الناس الشر لبعضهم البعض . أخرج أبو داود عن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : << كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته فقمت أنقلب ، فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسـامة بن زيـد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا رسول الله أسرعا : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : << على رسلكما إنها صفية بنت حيي؟ >> قالا :سبحان الله ! يارسول الله : قال : << إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا >>[12 ] .ولما كان الشيطان كذلك كان رسول الله حريصا أشد الحرص علينا من شره ، فبين لنا قواعد إيمانية وأسس أخلاقية لحسن الظن بالنّاس ، والتي بها يمكن أن نرد كيد الشيطان الضعيف إن كيده كان ضعيفا ، وبها يمكن أن نحافظ على كيان هذه الأمة ووحدتها ، من التمزق والتفرق ، وبها يمكن للأمة أن تنتصر على أعدائها ، فإن الأخوة بين المؤمنين من أعظم القواعد التي اهتم بها الرسول في بناء الملة المنشودة فوضعها لبنة أساسية لترابط المجتمع وتماسكه . فإذا التزمها كل فرد مسلم من أفرادها متقربا بها إلى الله كان في عبادة من أعظم العبادات ، وكانت روابط قوية لتماسك وترابط العلاقة الوطيدة بين أفراد المجتمع المؤمن ، ولك أن تتأمل في هذا الحديث قبل أن ترمي بنفسك مضحيا من أجل تحقيق هذه الغاية وهو قوله e : << ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى >> [13] .قال الحافظ في الفتح (10/439) : وقوله:<< وتعاطفهم >> قال بن أبي جمرة : الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف فأما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان لا بسبب شيء آخر، وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي ، وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه . اهقال النووي (8/395) : هذا صَرِيح فِي تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض ، وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه .فنسأل الله تعالى أن يروقنا حسن الظن بالمسلمين المستقيمين على جادة الطريق القويم والصراط المستقيم أهل السنة والجماعة بعامة وأتباع السلف الصالح بخاصة إنه ولي ذلك والقادر عليه , والحمد لله رب العالمين .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الهوامش :
1- جزء من حديث متفق عليه ..اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان [ج3/ص247] [ح1660].
2- ذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لابن ماجة، وهوفي ضعيف الجامع وزيادته للشيخ الألباني برقم (687) ورمز إليه بالضعف، وفصل القول فيه في كتابه : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، حديث (302) والحديث في معجم الطبراني الكبير (ج1/ 330/1 ) بلفظ : << ثلاثة لا يسلم منهن أحد ، الظن ، والطيرة والحسد .فإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فلا ترجع، وإذاحسدت فلا تبغ >>.
3– لسان العرب لابن منظور (ج6/ ص 2762 - 2763).
4 – نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي [ص242- 426].
5- متفق عليه اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان محمد فؤاد عبد الباقي ، (ح1660) وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري:(ح6064) .
6- الزواجرعن اقتراف الكبائر (1/86).
7 - الحديث ذكره ابن عدي في الكامل من حديث أبي هريرة [ج6/ص2173]. والخطيب التبريزي في المشكاة [5084] ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: << ألا أخبركم بمن يحرم على النار وبمن تحرم النار عليه على كل هين لين قريب سهل >> .
قال الشيخ الألباني في تحقيقه له، رواه أحمد والترمذي الذي قال فيه حديث حسن غريب، والحديث في صحيح الجامع [ح 2606] .وعزاه لأبي يعلى عن جابر، والترمذي والطبراني عن ابن مسعود، وقال صحيح، وأنظر له السلسلة الصحيحة [ 935 ] فقد حررالبحث فيه فلا زيادة عليه فالحديث صحيح.
8 - أخرجه أبوداود [ح4790] والترمذي [ح1964] أنظرالسلسلة الصحيحة [ح935] للشيخ الألباني فقد حكم عليه بالحسن .
9- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير :[ج3/353].
10 ـ رواه أبوداود (ح 4995 ) وقال : مهنأ ثقة بصري ، وأحمد (2/297) والحاكم (4/ 241و256) وقال صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي . قال المنذري [4/215 ]: فيه مهنأ بن عبد حميد أبوشبل البصري سئل عنه أبوحاتم الرازي فقال : هومجهـول، ومع ذلك حسن إسناده، وقال الحافظ ابن حجر في تخريج المشكاة [4/453] حسن كما قال في المقدمة،وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند [15/104] إسناده صحيح . وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (3150)ضعيف .
11 ـ عون المعبود للشمس الحق العظيم آبادي [ المجلد : 7 / ص 230 ].
إن حسن الظن بالله تعالى يعد من أعظم العبادات،وكذلك الظن الحسن بالنّاس فقد جاء في الحديث القدسي قال الله فيه :<< أنا عند حسن ظن عبدي بي .. >> حديث صحيح،مضى تخريجه.
12 ـ متفق عليه . اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان [ح1404] وليس في لفظهما : << .. أو قال شرا >>.
13- متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان [ح 1671] وفي لفظ مسلم << مثل المؤمنين >>

العوفي العوفي
2017-05-08, 22:56
قال الله عز وجل : (( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )) (الحجرات :12).

العوفي العوفي
2017-05-10, 07:48
قال الله تعالى : ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) ما معنى اللمم في هذه الآية الكريمة ؟.

الحمد لله : هذه الآية الكريمة في سورة النجم ، وهي تذكر صفات المحسنين الذين هم أهل الجنة ، قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) النجم/31، 32 .
وقد اختلف المفسرون والأئمة في معنى اللمم على أقوال ، منها :

1- روي عن جماعة من السلف : أنه الإلمام بالذنب مرة ، ثم لا يعود إليه ، وإن كان كبيراً ، قال البغوي : هذا قول أبي هريرة ، ومجاهد ، والحسن ، ورواية عن ابن عباس .

2- وقال سعيد بن المسيب : هو ما ألم بالقلب . أي ما خطر عليه .

3- وقال الحسين بن الفضل : "اللمم" : النظر من غير تعمد ، فهو مغفور ، فإن أعاد اللمم : فليس بلمم ، وهو ذنب .

4- وذهبت طائفة إلى أن "اللمم" : ما فعلوه في الجاهلية قبل إسلامهم ، فالله لا يؤاخذهم به ، وذلك أن المشركين قالوا للمسلمين : أنتم بالأمس كنتم تعملون معنا ، فأنزل الله هذه الآية ، وهذا قول زيد بن ثابت ، وزيد بن أسلم .

5- وذهب جمهور العلماء إلى أن "اللمم" هو صغائر الذنوب .

روى البخاري (6243) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَمْ أَرَ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا ، أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ) .

قَالَ الرَّاغِب : اللَّمَم مُقَارَفَة الْمَعْصِيَة ، وَيُعَبَّر بِهِ عَنْ الصَّغِيرَة .

وقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُرَاد بِاللَّمَمِ مَا ذَكَرَهُ اللَّه فِي قَوْله تَعَالَى : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ ) وَهُوَ الْمَعْفُوُّ عَنْهُ . وَقَالَ فِي الآيَة الأُخْرَى : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) فَيُؤْخَذ مِنْ الآيَتَيْنِ أَنَّ اللَّمَم مِنْ الصَّغَائِر وَأَنَّهُ يُكَفَّر بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِر اهـ .

وذكر النووي رحمه الله كلام الخطابي ثم قال :

" هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي تَفْسِير اللَّمَم , وَقِيلَ : أَنْ يُلِمّ بِالشَّيْءِ وَلا يَفْعَلهُ , وَقِيلَ : الْمَيْل إِلَى الذَّنْب . وَلا يُصِرّ عَلَيْهِ , وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ مِمَّا لَيْسَ بِظَاهِرٍ . وَأَصْل اللَّمَم وَالإِلْمَام الْمَيْل إِلَى الشَّيْء وَطَلَبَهُ مِنْ غَيْر مُدَاوَمَة . وَاَللَّه أَعْلَم " اهـ .

قال الحافظ :

وَمُحَصَّل كَلَام اِبْن عَبَّاس تَخْصِيصه بِبَعْضِهَا ( يعني : تخصيص اللمم ببعض الذنوب الصغار) , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَرَادَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ جُمْلَة اللَّمَم أَوْ فِي حُكْم اللَّمَم اهـ .

وروى الترمذي (3284) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ ) . قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ تَغْفِرْ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .

قال في تحفة الأحوذي :

اخْتَلَفَت أَقْوَالُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَفْسِيرِ اللَّمَمِ ، فَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ صَغَائِرُ الذُّنُوبِ . . وَهو الظَّاهِرُ الرَّاجِحُ اهـ .

وقال القرطبي رحمه الله :
‏"إلا اللمم" وهي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا من عصمه الله وحفظه اهـ .

وقال ابن جرير : " وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال "إلا" بمعنى الاستثناء المنقطع، ووجه معنى الكلام (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) بما دون كبائر الإثم ، ودون الفواحش الموجبة للحدود في الدنيا ، والعذاب في الآخرة ، فإن ذلك معفو لهم عنه ، وذلك عندي نظير قوله جل ثناؤه : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) النساء/31 . فوعد جل ثناؤه باجتناب الكبائر ، العفو عما دونها من السيئات ، وهو اللمم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لعينان تزنيان ، واليدان تزنيان ، والرجلان تزنيان ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) وذلك أنه لا حد فيما دون ولوج الفرج في الفرج ، وذلك هو العفو من الله في الدنيا عن عقوبة العبد عليه ، والله جل ثناؤه أكرم من أن يعود فيما قد عفا عنه " اهـ

وقد ورد في السنة الصحيحة إطلاق اللمم على من يعمل الذنوب المرة ونحوها ، ولم يداوم على ذلك . وهو موافق لمعنى اللمم في اللغة .

ففي حديث الإفك :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ كُنْت أَلْمَمْت بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّه ) رواه البخاري (2661) ومسلم (2770) .
قال النووي : مَعْنَاهُ : إِنْ كُنْت فَعَلْت ذَنْبًا وَلَيْسَ ذَلِكَ لَك بِعَادَةٍ , وَهَذَا أَصْل اللَّمَم اهـ .
وقد جمع السعدي رحمه الله في تفسيره بين المعنيين ، فقال (ص 976) :

" (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) أي : يفعلون ما أمرهم الله به من الواجبات التي يكون تركها من كبائر الذنوب ، ويتركون المحرمات الكبار من الزنا وشرب الخمر وأكل الربا والقتل ونحو ذلك من الذنوب العظيمة (إِلا اللَّمَمَ) وهو الذنوب الصغار التي لا يصر صاحبها عليها ، أو التي يُلِم العبد بها المرة بعد المرة على وجه الندرة والقلة ، فهذه ليس مجرد الإقدام عليها مخرجاً للعبد من أن يكون من المحسنين ، فإن هذه مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات تدخل تحت مغفرة الله التي وسعت كل شيء ، ولهذا قال : ( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) فلولا مغفرته لهلكت البلاد والعباد ، ولولا عفوه وحلمه لسقطت السماء على الأرض ، ولما ترك على ظهرها من دابة ، ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ ) " اهـ .

وليس معنى الآية الإذن لهم في ارتكاب (اللمم) وهي الصغائر ، بل المعنى : أنهم يجتنبون الكبائر ، ثم ما وقع منهم من الصغائر - على سبيل الزلة والخطأ - فإنه يقع مغفوراً لهم باجتنابهم الكبائر .

والله تعالى أعلم .
منتدى الاسلام سؤال وجواب

العوفي العوفي
2017-05-10, 08:18
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/310.jpg

العوفي العوفي
2017-05-10, 08:20
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ ) "

العوفي العوفي
2017-05-10, 18:47
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png

وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) سورة القمر


حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ) ... إلى قوله ( فَهُوَ يَرَى ) قال: هذا رجل أسلم, فلقيه بعض من يُعَيِّره فقال: أتركت دين الأشياخ وضَلَّلتهم, وزعمت أنهم في النار, كان ينبغي لك أن تنصرهم, فكيف يفعل بآبائك, فقال: إني خشيت عذاب الله, فقال: أعطني شيئا, وأنا أحمل كلّ عذاب كان عليك عنك, فأعطاه شيئا, فقال زدني, فتعاسر حتى أعطاه شيئا, وكتب له كتابا, وأشهد له, فذلك قول الله ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) عاسره ( أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ) نـزلت فيه هذه الآية.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله ( أَكْدَى ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن أبي سنان الشيباني, عن ثابت, عن الضحاك, عن ابن عباس ( أَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) قال: أعطى قليلا ثم انقطع.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) يقول: أعطى قليلا ثم انقطع.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد ( وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) قال: انقطع فلا يُعْطِي شيئا, ألم تر إلى البئر يقال لها أكدت.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَأَكْدَى ) : انقطع عطاؤه.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن ابن طاوس وقتادة, في قوله: ( وَأَكْدَى ) قال: أعطى قليلا ثم قطع ذلك.
قال: ثنا ابن ثور, قال: ثنا معمر, عن عكرمة مثل ذلك.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَأَكْدَى ) أي بخل وانقطع عطاؤه.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَأَكْدَى ) يقول: انقطع عطاؤه.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَأَكْدَى ) عاسره, والعرب تقول: حفر فلان فأكدى, وذلك إذا بلغ الكدية, وهو أن يحفر الرجل في السهل, ثم يستقبله جبل فيُكْدِي, يقال: قد أكدى كداء, وكديت أظفاره وأصابعه كديا شديدا, منقوص: إذا غلظت, وكديت أصابعه: إذا كلت فلم تعمل شيئا, وكدا النبت إذا قلّ ريعه يهمز ولا يهمز. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول: اشتق قوله: أكدى, من كُدْية الركِيَّة, وهو أن يحفِر حتى ييأس من الماء, فيُقال حينئذ بلغنا كُدْيتها.

العوفي العوفي
2017-05-10, 18:53
تفسير الجلالين
أزفت الآزفة = قربت القيامة.
تفسير الميسر
قربت القيامة ودنا وقتها، لا يدفعها إذًا من دون الله أحد، ولا يَطَّلِع على وقت وقوعها إلا الله.

العوفي العوفي
2017-05-11, 07:54
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/65.jpg

العوفي العوفي
2017-05-11, 16:29
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png

تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) سورة القمر
وقوله ( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى ) يقول: أتزعمون أن لكم الذكر الذي ترضونه, ولله الأنثى التي لا ترضونها لأنفسكم ( تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ) يقول جلّ ثناؤه: قسمتكم هذه قسمة جائرة غير مستوية, ناقصة غير تامة, لأنكم جعلتم لربكم من الولد ما تكرهون لأنفسكم, وآثرتم أنفسكم بما ترضونه, والعرب تقول: ضزته حقه بكسر الضاد, وضزته بضمها فأنا أضيزه وأضوزه, وذلك إذا نقصته حقه ومنعته وحُدثت عن معمر بن المثنى قال: أنشدني الأخفش:
فـإنْ تَنْـأَ عَنَّـا نَنْتَقصْـكَ وَإنْ تَغِـبْ
فَسَــهْمُكَ مَضْئُـوزٌ وأنْفُـك رَاغِـمُ (5)
ومن العرب من يقول: ضَيْزى بفتح الضاد وترك الهمز فيها; ومنهم من يقول: ضأزى بالفتح والهمز, وضُؤزى بالضم والهمز, ولم يقرأ أحد بشيء من هذه اللغات. وأما الضيِّزى بالكسر فإنها فُعلى بضم الفاء, وإنما كُسرت الضاد منها كما كسرت من قولهم: قوم بيض وعين, وهي " فُعْل " لأن واحدها: بيضاء وعيناء ليؤلفوا بين الجمع والاثنين والواحد, وكذلك كرهوا ضمّ الضاد من ضِيزَى, فتقول: ضُوزَى, مخافة أن تصير بالواو وهي من الياء. وقال الفرّاء: إنما قضيت على أوّلها بالضمّ, لأن النعوت للمؤنث تأتي إما بفتح, وإما بضمّ; فالمفتوح: سكْرَى وعطشى; والمضموم: الأنثى والحُبلى; فإذا كان اسما ليس بنعت كسر أوّله, كقوله وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ كسر أوّلها, لأنها اسم ليس بنعت, وكذلك الشِّعْرَى كسر أوّلها, لأنها اسم ليس بنعت.
------------------
الهوامش :
(5) رواية البيت في " اللسان ، ضأز " : " وإن تقم " في مكان " وإن تغب " . قال : ابن الأعرابي تقول العرب : قسمة ضؤزى بالضم والهمز ؛ وضوزى ، بالضم بلا همز ؛ وضئزي ، بالكسر والهمز ؛ وضيزي ، بالكسر ، وترك الهمز ؛ قال : ومعناها كلها الجور . وفي ( اللسان : ضيز ) : ضاز في الحكم : أي جار . وضازه حقه يضيزه ضيزا : نقصه وبخسه ومنعه . وضزت فلانا أضيزه ضيزا : جرت عليه . وضاز يضيز : إذا جار . وقد يهمز فيقال : ضأزه يضأزه ضأزا.
وفي التنزيل العزيز : ( تلك إذا قسمة ضيزى ) ، وقسمة ضيزى وضوزى أي جائرة . وقد نقل المؤلف كلام الفراء بتمامه في معاني القرآن ( الورقة 316 ) ، فنكتفي بالإشارة إليه . ولخص القرطبي كلام النحويين في ضيزى تلخيصا حسنًا في ( 17 : 103 ) فراجعه ثمة .

العوفي العوفي
2017-05-11, 16:34
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png
تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىظ° (22) سورة القمر


فلو اقتسمتم أنتم ومخلوق مثلكم هذه القسمة لكانت ( قسمة ضيزى ) أي : جورا باطلة ، فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة التي لو كانت بين مخلوقين كانت جورا وسفها .

العوفي العوفي
2017-05-12, 07:56
(( عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ ! إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ ، ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب))
[ مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ]

العوفي العوفي
2017-05-12, 07:58
(( عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْحَلالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لا يَدْرِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَمِنَ الْحَلالِ هِيَ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ ! فَمَنْ تَرَكَهَا اسْتِبْرَاءً لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ فَقَدْ سَلِمَ ، وَمَنْ وَاقَعَ شَيْئًا مِنْهَا يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ ، كَمَا أَنَّهُ مَنْ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ ))
[ البخاري عن النعمان بن بشير]

العوفي العوفي
2017-05-12, 07:59
(( عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا ، وَلِسَانًا صَادِقًا ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ ))
[سنن الترمذي عن شداد بن أوس]

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:03
حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كفيه على فخذيه وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنَّ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» قَالَ: صَدَقْتَ، فَأَخْبَرَنِي عَنِ الْإِحْسَانِ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ» قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ»؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:08
http://img.el-wlid.com/imgcache/2015/05/973981.jpg

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:09
http://3.bp.blogspot.com/_IBAAXkUHYAk/S9aLIhWobkI/AAAAAAAAADQ/_189oweEs1M/s1600/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1.jpg

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:10
http://1.bp.blogspot.com/-YOcVFTUJ-MA/UaPkjWoUB3I/AAAAAAAABUQ/91Pp_Uov9XU/s1600/05+(9).jpg

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:13
https://upload.3dlat.net/uploads/3dlat.com_14082493295.png

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:15
https://pbs.twimg.com/media/CGt9CFSVAAAVEXm.jpg

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:16
http://vb.tafsir.net/attachments/attachments/tafsir8793/

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:18
https://i.ytimg.com/vi/Jlm7LORmuRg/hqdefault.jpg

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:19
http://www.palsharing.com/i/00011/yu00tic582ww.jpg

العوفي العوفي
2017-05-12, 08:19
http://www.ajlounnews.net/uploads/articles/2015/01/14/file_138f8230bb_66666666666666666666666666666.jpg

العوفي العوفي
2017-05-13, 19:54
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/85.jpg

العوفي العوفي
2017-05-13, 19:55
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/71.jpg

العوفي العوفي
2017-05-14, 07:24
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png

يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23)من سورة الطور
وقوله: ( يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا ) يقول: يتعاطون فيها كأس الشراب, ويتداولونها بينهم, كما قال الأخطل:
نَازَعْتُـهُ طَيِّـبَ الـرَّاح الشَّـمول وقَدْ صَـاحَ الدَّجـاجُ وحَانَتْ وَقْعَةُ السَّاري (4)
وقوله ( لا لَغْوٌ فِيهَا ) يقول: لا باطل في الجنة, والهاء في قوله " فيها " من ذكر الكأس, ويكون المعنى لما فيها الشراب بمعنى: أن أهلها لا لغو عندهم فيها ولا تأثيم, واللغو: الباطل.
وقوله: ( وَلا تَأْثِيمٌ ) يقول: ولا فعل فيها يُؤْثم صاحبه. وقيل: عنى بالتأثيم: الكذب.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا ) يقول: لا باطل فيها.
وقوله: ( وَلا تَأْثِيمٌ ) يقول: لا كذب.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا ) قال: لا يستبون ( وَلا تَأْثِيمٌ ) يقول: ولا يؤثمون.
حدثنا بشر, قال ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ ) : أي لا لغو فيها ولا باطل, إنما كان الباطل في الدنيا مع الشيطان.
وحدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتاده, في قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ ) قال: ليس فيها لغو ولا باطل, إنما كان اللغو والباطل في الدنيا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ ) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة ( لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ ) بالرفع والتنوين على وجه الخبر, على أنه ليس في الكأس لغو ولا تأثيم. وقرأه بعض قرّاء البصرة (لا لَغْوَ فيها وَلا تَأْثِيَمَ) نصبا غير منوّن على وجه التبرئة.
والقول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وإن كان الرفع والتنوين أعجب القراءتين إليّ لكثرة القراءة بها, وأنها أصحّ المعنيين.
------------------------
الهوامش:
(4) البيت للأخطل وهو من شواهد أبي عبيدة في معاني القرآن ( الورقة 229 ) قال : " يتنازعون فيها كأسا " : يتعاطون أي يتداولون قال الأخطل : " نازعته ... البيت " أ . هـ . وفي ( اللسان : نزع ) : ومنازعة الكأس : معاطاتها ؛ قال الله عز وجل ( يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ) : أي يتعاطون . والأصل فيه : يتجاذبون ، ويقال : نازعني فلان بنانه : أي صافحني . والمنازعة المصافحة ؛ قال الراعي :
ينُازِعْنَنــا رَخْــصَ البنـانِ كأنَّمَـا
يُنَنازِعْننــا هُــدّابَ رَيْـطٍ مُعَضّـدٍ
المنازعة : المجاذبة في الأعيان والمعاني أ . هـ .

العوفي العوفي
2017-05-14, 07:34
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c6/%D8%A8%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%8A%D9%85.png

وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) من سورة الطور

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44)
يقول تعالى ذكره: وإن ير هؤلاء المشركون قطعا من السماء ساقطا, والكِسْف: جمع كِسفة, مثل التمر جمع تمرة, والسِّدر جمع سِدْرة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( كِسَفًا ) يقول: قِطعا.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا ) يقول: وإن يروا قطعا( مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ) يقول جلّ ثناؤه: يقولوا لذلك الكِسْف من السماء الساقط: هذا سحاب مركوم, يعني بقوله مركوم: بعضه على بعض.
وإنما عنى بذلك جلّ ثناؤه المشركين من قريش الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات, فقالوا له: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا ...إلى قوله عَلَيْنَا كِسَفًا فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وإن ير هؤلاء المشركون ما سألوا من الآيات, فعاينوا كِسَفا من السماء ساقطا, لم ينتقلوا عما هم عليه من التكذيب, ولقالوا. إنما هذا سحاب بعضه فوق بعض, لأن الله قد حتم عليهم أنهم لا يؤمنون.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة يقولوا( سَحَابٌ مَرْكُومٌ ) يقول: لا يصدّقوا بحديث, ولا يؤمنوا بآية.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ) قال: حين سألوا الكِسْف قالوا: أسقط علينا كِسْفا من السماء إن كنت من الصادقين; قال: يقول: لو أنا فعلنا لقالوا: سحاب مركوم.

العوفي العوفي
2017-05-14, 16:41
تفسير الجلالين
﴿قُتل الخراصون﴾ لعن الكذابون أصحاب القول المختلف.
تفسير الميسر
لُعِن الكذابون الظانون غير الحق، الذين هم في لُـجَّة من الكفر والضلالة غافلون متمادون.

--------------------------------------

الخراصون: الكذابون المفترون.
•خرص الخرص: حرز الثمرة، والخرص: المحروز، كالنقض للمنقوض، وقيل: الخرص الكذب في قوله تعالى: ﴿إن هم إلا يخرصون﴾ [الزخرف/20]، قيل: معناه يكذبون. وقوله تعالى: ﴿قتل الخراصون﴾ [الذاريات/10]، قيل: لعن الكذابون، وحقيقة ذلك: أن كل قول مقول عن ظن وتخمين يقال: خرص، سواء كان مطابقا للشيء أو مخالفا له، من حيث إن صاحبه لم يقله عن علم ولا غلبة ظن ولا سماع، بل اعتمد فيه على الظن والتخمين، كفعل الخارص في خرصه، وكل من قال قولا على هذا النحو قد يسمى كاذبا - وإن كان قوله مطابقا للمقول المخبر عنه - كما حكي عن المنافقين في قوله عز وجل: ﴿إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون﴾ [المنافقون/1].

العوفي العوفي
2017-05-14, 16:46
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى
{ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ، اختلف المفسرون في ذلك على قولين :

أحدهما : أن "ما" نافية ، تقديره : كانوا قليلا من الليل لا يهجعونه. قال ابن عباس : لم تكن تمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئاً. وقال قتادة ، عن مطرف بن عبد الله : قلَّ ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها لله ، عز وجل ، إما من أولها وإما من أوسطها. وقال مجاهد : قلَّ ما يرقدون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون. وكذا قال قتادة. وقال أنس بن مالك ، وأبو العالية : كانوا يصلون بين المغرب والعشاء. وقال أبو جعفر الباقر ، كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة.

والقول الثاني : أن "ما" مصدرية ، تقديره : كانوا قليلا من الليل هجوعهم ونومهم. واختاره ابن جرير. وقال الحسن البصري : { كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } : كابدوا قيام الليل ، فلا ينامون من الليل إلا أقله ، ونشطوا فمدوا إلى السحر ، حتى كان الاستغفار بسحر. وقال قتادة : قال الأحنف بن قيس : { كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } : كانوا لا ينامون إلا قليلا ثم يقول : لست من أهل هذه الآية. وقال الحسن البصري : كان الأحنف بن قيس يقول : عرضت عملي على عمل أهل الجنة ، فإذا قوم قد باينونا بونًا بعيدا ، إذا قوم لا نبلغ أعمالهم ، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم يكذبون بكتاب الله وبرسل الله ، يكذبون بالبعث بعد الموت ، فوجدت من خيرنا منزلة قومًا خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : قال رجل من بني تميم لأبي : يا أبا أسامة ، صفة لا أجدها فينا ، ذكر الله قوما فقال : { كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ،ونحن والله قليلا من الليل ما نقوم. فقال له أبي : طوبى لمن رقد إذا نعس ، واتقى الله إذا استيقظ.
وقال عبد الله بن سلام : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، انجفل الناس إليه ، فكنت فيمن انجفل. فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه رَجُل كذاب ، فكان أول ما سمعته يقول : "يا أيها الناس ، أطعموا الطعام ، وصِلُوا الأرحام ، وأفشوا السلام ، وصَلُّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام" .
وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لَهِيعة ، حدثني حيي بن عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلى ، عن عبد الله بن عمرو ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها". فقال أبو موسى الأشعري : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : "لمن ألان الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات لله قائما ، والناس نيام".
وقال مَعْمَر في قوله : { كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } : كان الزهري والحسن يقولان : كانوا كثيرا من الليل ما يصلون.
وقال ابن عباس ، وإبراهيم النَّخَعِي : { كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } : ما ينامون. أهـ


فائدة من تفسير العلامة السعدي رحمه الله
{ قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } أي: كان هجوعهم أي: نومهم بالليل، قليلا وأما أكثر الليل، فإنهم قانتون لربهم، ما بين صلاة، وقراءة، وذكر، ودعاء، وتضرع.

العوفي العوفي
2017-05-14, 16:56
تفسير بن كثير
هذه القصة قد تقدمت في سورة هود والحجر، فقوله: { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} أي الذين أرصد لهم الكرامة، وقد ذهب الإمام أحمد إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك كما هو ظاهر التنزيل، وقوله تعالى: { قالوا سلاماً قال سلام} الرفع أقوى وأثبت من النصب، فردّه أفضل من التسليم، ولهذا قال تعالى: { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} فالخليل اختار الأفضل، وقوله تعالى: { قوم منكرون} وذلك أن الملائكة، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل، قدموا عليه في صورة شبان حسان عليهم مهابة عظيمة، ولهذا قال { قوم منكرون} . وقوله عزَّ وجلَّ: { فراغ إلى أهله} أي انسل خفية في سرعة، { فجاء بعجل سمين} أي من خيار ماله، وفي الآية الأُخْرى: { فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} أي مشوي على الرَّضْف الحجارة المحماة { فقربه إليهم} أي أدناه منهم، { قال ألا تأكلون} ؟ تلطف في العبارة وعرض حسن، وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة، وأتى بأفضل ما وجد من ماله وهو عجلٌ فتيٌ سمين مشوي، فقربه إليهم لم يضعه وقال اقتربوا، بل وضعه بين أيديهم، ولم يأمرهم أمراً يشق على سامعه بصيغة الجزم، بل قال: { ألا تأكلون} ؟ على سبيل العرض والتلطف، كما يقول القائل اليوم: إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق فافعل. وقوله تعالى: { فأوجس منهم خيفة} كقوله تعالى: { فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة} { قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم} البشارة له بشارة لها، لأن الولد منهما فكل منهما بشر به، وقوله تعالى: { فأقبلت امرأته في صرة} أي في صرخة عظيمة ورنة وهو قول ابن العباس ومجاهد وعكرمة والضحّاك والسدي وغيرهم ، وهي قولها { يا ويلتا} { فصكت وجهها} أي ضربت بيدها على جبينها، قال ابن عباس: لطمت أي تعجباً، كما تتعجب النساء من الأمر الغريب { وقالت عجوز عقيم} أي كيف ألد وأنا عجوز وقد كنت في حال الصبا عقيماً لا أحبل؟ { قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم} أي عليم بما تستحقون من الكرامة، حكيم في أقواله وأفعاله.

تفسير الجلالين
( فراغ ) مال ( إلى أهله ) سرا ( فجاء بعجل سمين ) وفي سورة هود "" بعجل حنيذ "" أي مشوي .

تفسير الطبري
وَقَوْله : { فَرَاغ إِلَى أَهْله } يَقُول : عَدَلَ إِلَى أَهْله وَرَجَعَ . وَكَانَ الْقُرَّاء يَقُول : الرَّوْغ وَإِنْ كَانَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَإِنَّهُ لَا يَنْطِق بِهِ حَتَّى يَكُون صَاحِبه مُخْفِيًا ذَهَابه أَوْ مَجِيئَهُ , وَقَالَ : أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُول قَدْ رَاغَ أَهْل مَكَّة وَأَنْتَ تُرِيد رَجَعُوا أَوْ صَدَرُوا , فَلَوْ أَخْفَى رَاجِع رُجُوعه حَسُنَتْ فِيهِ رَاغَ وَيَرُوغ .وَقَوْله : { فَرَاغ إِلَى أَهْله } يَقُول : عَدَلَ إِلَى أَهْله وَرَجَعَ . وَكَانَ الْقُرَّاء يَقُول : الرَّوْغ وَإِنْ كَانَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَإِنَّهُ لَا يَنْطِق بِهِ حَتَّى يَكُون صَاحِبه مُخْفِيًا ذَهَابه أَوْ مَجِيئَهُ , وَقَالَ : أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُول قَدْ رَاغَ أَهْل مَكَّة وَأَنْتَ تُرِيد رَجَعُوا أَوْ صَدَرُوا , فَلَوْ أَخْفَى رَاجِع رُجُوعه حَسُنَتْ فِيهِ رَاغَ وَيَرُوغ .' وَقَوْله : { فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِين } يَقُول : فَجَاءَ ضَيْفَهُ بِعِجْلٍ سَمِين قَدْ أَنْضَجَهُ شَيْئًا . 24921 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { فَرَاغ إِلَى أَهْله فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِين } قَالَ : كَانَ عَامَّة مَال نَبِيّ اللَّه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام الْبَقَر . وَقَوْله : { فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِين } يَقُول : فَجَاءَ ضَيْفَهُ بِعِجْلٍ سَمِين قَدْ أَنْضَجَهُ شَيْئًا . 24921 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { فَرَاغ إِلَى أَهْله فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِين } قَالَ : كَانَ عَامَّة مَال نَبِيّ اللَّه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام الْبَقَر . '

تفسير القرطبي
قوله تعالى { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} ذكر قصة إبراهيم عليه السلام ليبين بها أنه أهلك المكذب بآياته كما فعل بقوم لوط. { هل أتاك} أي ألم يأتك. وقيل { هل} بمعنى قد؛ كقوله تعالى { هل أتى على الإنسان حين من الدهر} [الإنسان : 1]. وقد مضى الكلام في ضيف إبراهيم في [هود والحجر]. { المكرمين} أي عند الله؛ دليله قوله تعالى { بل عباد مكرمون} [الأنبياء : 26] قال ابن عباس : يريد جبريل وميكائيل وإسرافيل - زاد عثمان بن حصين - ورفائيل عليهم الصلاة والسلام. وقال محمد بن كعب : كان جبريل ومعه تسعة. وقال عطاء وجماعة : كانوا ثلاثة جبريل وميكائيل ومعهما ملك آخر. قال ابن عباس : سماهم مكرمين لأنهم غير مذعورين. وقال مجاهد : سماهم مكرمين لخدمة إبراهيم إياهم بنفسه. قال عبدالوهاب : قال لي علي بن عياض : عندي هريسة ما رأيك فيها؟ قلت : ما أحسن رأيي فيها؛ قال : امض بنا؛ فدخلت الدار فنادى الغلام فإذا هو غائب، فما راعني إلا به ومعه القمقمة والطست وعلى عاتقه المنديل، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون، لو علمت يا أبا الحسن أن الأمر هكذا؛ قال : هون عليك فإنك عندنا مكرم، والمكرم إنما يخدم بالنفس؛ انظر إلى قوله تعالى { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} . قوله تعالى { إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما} تقدم في [الحجر]. { قال سلام} أي عليكم سلام. ويجوز بمعنى أمري سلام أو ردي لكم سلام. وقرأ أهل الكوفة إلا عاصما { سِلم} بكسر السين. { قوم منكرون} أي أنتم قوم منكرون؛ أي غرباء لا نعرفكم. وقيل : لأنه رآهم على غير صورة البشر، وعلى غير صورة الملائكة الذين كان يعرفهم فنكرهم، فقال { قوم منكرون} . وقيل : أنكرهم لأنهم دخلوا عليه من غير استئذان. وقال أبو العالية : أنكر سلامهم في ذلك الزمان وفي تلك الأرض. وقيل : خافهم؛ يقال أنكرته إذا خفته، قال الشاعر : فأنكرتني وما كان الذي نكرت ** من الحوادث إلا الشيب والصلعا قوله تعالى { فراغ إلى أهله} قال الزجاج : أي عدل إلى أهله. وقد مضى في { والصافات} . ويقال : أراغ وارتاغ بمعنى طلب، وماذا تريغ أي تريد وتطلب، وأراغ إلى كذا أي مال إليه سرا وحاد، فعلى هذا يكون راغ وأراغ لغتين بمعنى. { فجاء بعجل سمين} أي جاء ضيفه بعجل قد شواه لهم كما في [هود] فما لبث أن جاء بعجل حنيذ [هود : 69]. ويقال : إن إبراهيم انطلق إلى منزله كالمستخفي من ضيفه، لئلا يظهروا على ما يريد أن يتخذ لهم من الطعام. { فقربه إليهم} يعني العجل. { قال ألا تأكلون} قال قتادة : كان عامة مال إبراهيم البقر، واختاره لهم سمينا زيادة في إكرامهم. وقيل : العجل في بعض اللغات الشاة. ذكره القشيري. وفي الصحاح : العجل ولد البقرة والعجول مثله والجمع العجاجيل والأنثى عجلة، عن أبي الجراح، وبقرة معجل ذات عجل، وعجل قبيلة من ربيعة. قوله تعالى { فأوجس منهم خيفة} أي أحس منهم في نفسه خوفا. وقيل : أضمر لما لم يتحرموا بطعامه. ومن أخلاق الناس : أن من تحرم بطعام إنسان أمنه. وقال عمرو بن دينار : قالت الملائكة لا نأكل إلا بالثمن. قال : كلوا وأدوا ثمنه. قالوا : وما ثمنه؟ قال : تسمون الله إذا أكلتم وتحمدونه إذا فرغتم. فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : لهذا اتخذك الله خليلا. وقد تقدم هذا في [هود] ولما رأوا ما بإبراهيم من الخوف { قالوا لا تخف} وأعلموه أنهم ملائكة الله ورسله. { وبشروه بغلام عليم} أي بولد يولد له من سارة زوجته. وقيل : لما أخبروه أنهم ملائكة لم يصدقهم، فدعوا الله فأحيا العجل الذي قربه إليهم. وروى عون بن أبي شداد : أن جبريل مسح العجل بجناحه، فقام يدرج حتى لحق بأمه وأم العجل في الدار. ومعنى { عليم} أي يكون بعد بلوغه من أولي العلم بالله وبدينه. والجمهور على أن المبشر به هو إسحاق. وقال مجاهد وحده : هو إسماعيل وليس بشيء فإن الله تعالى يقول { وبشرناه بإسحاق} [الصافات : 112]. وهذا نص.

تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
معنى { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ... } [الذاريات: 26] أي: ذهب خُفْية من الضيوف إلى امرأته، لأن العادة ساعة يدخل الضيف يقوم المضيف ليعدَّ له ما يكرمه به، فيقول له الضيف: اجلس والله ما أنت قايم، لذلك تسلَّل سيدنا إبراهيم خُفْية من أضيافه ليُعدَّ لهم الطعام دون أنْ يشعروا به، ودون أنْ يقولوا له اجلس لا نريد شيئاً.
فلما جاءهم بالعجل السمين المشوي قرَّبه إليهم وقدَّمه أمامهم ليأكلوا، فرأى أنهم لا يُقلبون على الطعام كعادة الناس، قال لهم { أَلاَ تَأْكُلُونَ } [الذاريات: 27] يحثهم على الأكل، لكنهم لم يأكلوا ولم تمتدَّ أيديهم إلى الطعام فأحسَّ بالخوف منهم: { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً... } [الذاريات: 28].
وحده : هو إسماعيل وليس بشيء فإن الله تعالى يقول { وبشرناه بإسحاق} [الصافات : 112]. وهذا نص.

ريهام قنديل
2017-05-15, 02:12
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

العوفي العوفي
2017-05-16, 06:32
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/201.jpg

ابو جعفر العربي
2017-05-16, 06:56
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ :
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ " .

العوفي العوفي
2017-05-17, 14:10
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ :
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ " .

http://www.karom.net/up/uploads/13253390342.gif

العوفي العوفي
2017-05-17, 14:53
وقوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) يقول: فأدبر فرعون كما أرسلنا إليه موسى بقومه من جنده وأصحابه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظ قائليه فيه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) يقول لقومه, أو بقومه, أنا أشكّ.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) قال: بعضده وأصحابه.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) غلب عدوّ الله على قومه.
حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قول الله تبارك وتعالى ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) قال: بجموعه التي معه, وقرأ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ قال: إلى قوة من الناس إلى ركن أجاهدكم به; قال: وفرعون وجنوده ومن معه ركنه; قال: وما كان مع لوط مؤمن واحد; قال: وعرض عليهم أن يُنكحهم بناته رجاء أن يكون له منهم عضد يعينه, أو يدفع عنه, وقرأ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ قال: يريد النكاح, فأبوا عليه, وقرأ قول الله تبارك وتعالى : لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ . أصل الركن: الجانب والناحية التي يعتمد عليها ويقوى بها.
وقوله ( وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) يقول: وقال لموسى: هو ساحر يسحر عيون الناس, أو مجنون, به جنة. وكان معمر بن المثنى يقول: " أو " في هذا الموضع بمعنى الواو التي للموالاة, لأنهم قد قالوهما جميعا له, وأنشد في ذلك بيت جرير الخطفي:
أثَعْلَبَـــة الفَـــوَارِس أوْ رِيَاحــا
عَــدَلَتْ بِهِــمْ طُهَيَّــةَ والخِشـابا (1)
------------------------
الهوامش:
(1) البيت لجرير بن الخطفي . من قصيدة له يهجو بها الراعي النميري ( ديوانه طبعة الصاوي 66 ) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 227 - 1 ) عند قوله تعالى : ( وقالوا ساحر أو مجنون ) : أو هاهنا في موضع الواو التي للموالاة ( العطف ) لأنه قد قالوهما جميعا له قال جرير : " أثعلبة ... البيت " طهية كسمية : حي من تميم نسبوا إلى أمهم . والخشاب : بنو رزام بن مالك ، وربيعة وكعب بن مالك ، وحنظلة .

العوفي العوفي
2017-05-17, 14:55
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/44.jpg

ثلجَة
2017-05-18, 21:03
اللّهمّ صلّ و سلم و بارك و زد على الحبيب المصطفى

بأبي و أنت و أمّي يا قرة عيني

العوفي العوفي
2017-05-23, 19:19
اللّهمّ صلّ و سلم و بارك و زد على الحبيب المصطفى

بأبي و أنت و أمّي يا قرة عيني

http://4.bp.blogspot.com/-WO_Hp9koXyg/UiTIBIwBLPI/AAAAAAAAHYo/Iow3jOVZaW0/s1600/2.jpeg

العوفي العوفي
2017-05-24, 06:07
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/151.jpg

العوفي العوفي
2017-05-24, 23:11
قالَ صلواتُ ربي وسلامُهُ عليهِ « صوموا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِروا لِرُؤْيَتِهِ فإنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبانَ ثلاثينَ يَومًا » رواه البخاري.

العوفي العوفي
2017-05-24, 23:12
رَوَى البُخارِيُّ ومسلمٌ وغَيرُهُمَا عنْ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: « الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشرونَ ليلَةً فلا تَصوموا حتَّى تَرَوْهُ فإنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاثينَ ».

العوفي العوفي
2017-05-24, 23:13
ورَوَى البُخاريُّ وغيرُهُ عَنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: « لا تَقَدَّمُوا رمضانَ بِيَوْم أوْ يَوْمَيْنِ صومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأفْطِروا لِرُؤْيَتِهِ فإنْ غُمَّ عليكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبانَ ثَلاثينَ ».

العوفي العوفي
2017-05-24, 23:15
اعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ). اللّهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم، وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.

العوفي العوفي
2017-05-24, 23:19
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له". متفق عليه

العوفي العوفي
2017-05-24, 23:20
كان عليه الصلاة والسلام إذا رأى الهلال قال:
(( اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ))
[ الترمذي أحمد الدارمي عن بِلَالُ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ]

العوفي العوفي
2017-05-24, 23:20
هناك دعاء آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يرى القمر:
(( النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ))
[أبي داود عن قتادة]