تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 [24] 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37

العوفي العوفي
2016-07-31, 23:32
هل للإمام عطلة؟ لا ليس للإمام ولا لغيره عطلة، إذ كيف لأحد في هذه الدّنيا عُطلة والأيّام تسوقه سَوْقًا نحو قبره وآخرته ليُجازى عن عمله ! فإذا لم يكن لسائر النّاس عُطلة حقيقية، وليس لهم قدرة على وَقف السّاعات والدّقائق حتّى يتفرّغوا لأمور جانبية ليس لها أثر على الحياة، فكيف يكون لذي بصيرة مثل إمامٍ أو دارس علمٍ أو عالمٍ تعطُّل؟

وعهدنا بهم أنّهم مضرب المثل في استغلال الوقت واهتباله، فهذا ابن رشد الحفيد يقول عن نفسه إنه ما ترك طلب العلم إلاّ يوم بنائه بزوجه (يوم زواجه) ويوم وفاة والده، وهذا عامر بن عبد القيس تابعي زاهد قال له رجل: كلّمني؟ قال: أمسك الشّمس. أي إنّ الزّمن متحرّك يمضي ولا يعود وخسارته لا يُمكن تعويضها، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما ندمتُ على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي.

وكان من حرص أبي يوسف القاضي على العِلم أن توفي له ولدٌ فوَكَّلَ أمر تجهيزه لأقربائه وجيرانه، حتّى لا يفوته شيء من علم أبي حنيفة فيتحَسّر عليه، وكان قد لازم مجلسه 17 سنة لم يُفارقه في فِطْرٍ وَلا أضْحى. فهذا هو حال أهل العلم في أمر الوقت، وكذا ينبغي لمَن أراد السّيْر على خُطاهم، ليس لهم راحة، ولا فراغ من شغل، بل هم من عمل إلى عمل، ومن واجب إلى واجب، إذا لم يكن وقتهم وقتَ عبادة فهم في ازدياد من علم، وإن هم أخذوا نصيبهم من علم فهم في تعليمه ونشره، فإن هم غُلبوا على جُهدهم استراحوا استراحة المجاهد، لذلك لا ينبغي لطالب العلم ولا لإمام أن تكون لديه فكرة في العُطلة والبُعدِ عن الأخذ أو العطاء، ولا يَقبلُ لأحد أن يصفه بأنّه في عُطلة، فقد قيل: من علامة المقت إضاعة الوقت، ولا ينبغي لمُدركٍ قيمة الوقت أن يكون ممقوتًا.

إلاّ أنّ كثيرًا من النّاس صار يخلّط بين العُطلة الوهمية والإجازة الإدارية، والمقصود بالعُطلة الفراغ من أيّ عمل أو شغل، وهي البطالة التي لا يكون صاحبها في شغل دنيا أو آخرة، وهذا ممّا لا ينبغي أن يتّصف به عاقل، والمقصود بالإجازة هي حقّ العامل في التفرّغ من المسؤولية الوظيفية والانقطاع عن العمل واستحقاق الأجرة في فترة الرّاحة السنوية، وهذا منصوص عليه في القوانين العالمية المتعلّقة بحقوق العمل والعمال، وكذا في دستور بلدنا والمعمول به في مجتمعنا، والغرض منه أن يتفرّغ الموظف والعامل لشؤونه العائلية والخاصة، ويبتعد عن أجواء العمل والجُهد البدني والذّهني، ليَستعيد نشاطه وحيويته بعد الرّجوع إلى مركزه فيكون أكثر نشاطًا وإقبالاً، وذا همّة عالية واشتياق إلى الشُغل والانتفاع ونفع المجتمع.

هذا هو المفهوم من الإجازة، لكن الّذي يؤسف له في أنّ بعضًا من النّاس وخصوصًا الّذين نحسبهم من المثقفين والمقرّبين في المساجد والّذين يُظهرون أنّهم يُحبّون من الإمام والقائمين على المساجد دوام النّشاط، والحيوية الفائقة، والتّواجد اللّيلي والنّهاري، وهذا يستحيل على الدّوام ومرّ الأعوام، يسوءهم أن يسمعوا أنّ الإمام في إجازة، فربّما حسبوه من الملائكة الّذين يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون، أو من الرُّهبان الّذين انقطعوا في المعابد لا أزواج لهم ولا أولاد.

ولو علم مثل هؤلاء ما يلقاه القائمون على تعليم النّاس الخير والّذين يسهرون على توجيه المجتمع في دينهم ودنياهم لصاروا ممّن يُطالبون بإجازتين لا بواحدة، إحداهما مثل سائر الإجازات ليتفرّغ لشؤونه وشؤون أسرته، والثانية لتطوير مهاراته ومراجعة العلوم وزيادة المعرفة ولقاء الدّكاترة والعلماء ليكون أقدر على التّرشيد والإتيان بالجديد، لكن إجازة الإمام الوحيدة الّتي إذا أخذها كاملة فإنّه يُوظّفها في مُلاحظة نقائص نفسه، ويسعى لأن يلتقي بزملائه لعّله يستفيد من تجربتهم، كما أنّه يضع نفسه مكان المصلّين ليُراجع أخطاءه ويكتشف ما يلزم أن يكون عليه مسجده، ولكن أكثرهم لا يعلمون.

هذا وإنّ الإجازة والتّرخيص الإداري للإمام في التفرّغ لشؤونه له اعتبار آخر، وهو أن يضبط الإمام تواجده بالمسجد، فإذا كان له ضرورة من سفر أو حاجة من علاج أو استجمام فلا يترك مكانه شاغرًا من غير قائم، فتأتي الإجازة لترفع عنه تلك المسؤولية وتضعها في أيدي أمينة، فيتفرّغ لحاجته ويسعَى في مصالحه دون أن يتأثّر واجب القيام على المسجد، وحتّى تسلم ذمّته من المحاسبة في حال وقوع التّفريط والإخلال، فهل تُلغي هذه الأسطر –وممّا لم يُذكر أكثر- تلك النّظرة السّلبية عن إجازة الإمام؟

العوفي العوفي
2016-08-01, 21:31
الصلاة والسلام على الناصح الأمين، الذي قال لصاحبه أبي ذر رضي الله عنه عندما سأله أن يؤمّره: (يا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يوم الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إلا من أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، يا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يوم الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إلا من أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فيها)[1].----------رواه مسلم

العوفي العوفي
2016-08-01, 21:37
عن أبي ذر الغفاري قال : أوصاني خليلي بأربع كلمات هن إليّ أحب من الدنيا وما فيها قال لي : يا أباذر :"أحكم السفينة فإنّ البحر عميق , واستكثر الزاد فإنّ السفر طويل , وخفف ظهرك فإنّ العقبة كؤود , وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير " رواه الإمام المقدسي .

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:15
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ حَجٌّ مَبْرُورٌ))-----[ البخاري، مسلم، الترمذي، النسائي، أحمد، الدارمي ]

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:17
روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قُلْتُ: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَغْزُو وَنُجَاهِدُ مَعَكُمْ فَقَالَ لَكِنَّ أَحْسَنَ الْجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ الْحَجُّ حَجٌّ مَبْرُورٌ فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَلَا أَدَعُ الْحَجَّ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))---[ البخاري، النسائي، ابن ماجه ]

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:17
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ))
[ الترمذي، النسائي، أحمد ]

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:18
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ))
[ البخاري، مسلم، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، أحمد ]
http://img1.gtimg.com/17/1702/170277/17027792_1200x1000_0.jpg?width=550
من الصين

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:19
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ الْفَضْلِ أَوْ أَحَدِهِمَا عَنْ الْآخَرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ))
[ أبو داود، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:20
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه.

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:20
عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يلبي إلا لبى مَنْ عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا) رواه الترمذي.

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:21
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:22
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشدُّ بياضاً من اللبن، فسودته خطايا بني آدم) رواه الترمذي، وقال: حديث صحيح.

العوفي العوفي
2016-08-02, 07:22
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه) متفق عليه.

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:25
- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا» رواه الترمذي.

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:26
- عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاءني جبريل فقال: يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج» رواه ابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه والحاكم، وقال صحيح الإسناد.

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:26
- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:26
- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مسحهما - مسح الحجر والركن اليماني - كفارة الخطايا» رواه الترمذي. -

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:30
عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الموت قال : ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أبْسُطْ يَمِينَكَ فَلأبَايِعْكَ فَبَسَطَ يَمِينَهُ قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي قَالَ مَا لَكَ يَا عَمْرُو قَالَ قُلْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ قَالَ تَشْتَرِطُ بِمَاذَا قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِي قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ).

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:38
https://modo3.com/thumbs/fit630x300/25014/1441478585/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%AA%D8%A4%D8%AF%D9%8A_%D9%85 %D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%83_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85% D8%B1%D8%A9.jpg

https://media1.britannica.com/eb-media/20/153520-004-39BAB12E.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:44
http://static8.depositphotos.com/1150749/837/i/950/depositphotos_8375759-Masjidil-haram.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:44
https://i.ytimg.com/vi/o-nib1BqFQ4/maxresdefault.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:49
http://sanadkids.islammessage.com/media_bank/image/%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A D%D8%AC%20%D9%88%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D8% AA%D9%87.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:50
http://as7ab3net.com/upload/download.php?img=6885

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:53
http://www.lakii.com/img/all/Oct09/UIrjF210251015.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:56
http://www.wathakker.info/designs/images/mashree3_8_copy.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 14:59
http://up.n4hr.com/ups/uploads/1381707456851.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:00
http://ghlasa.com/up/do.php?img=33405

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:01
http://www.m5zn.com/uploads/2010/11/12/photo/1112100611559vq3opjvxocas0cbt5w2.png

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:02
http://2.bp.blogspot.com/-OQIaVyDue2c/ULvKjZ4wwxI/AAAAAAAAAHE/w_UGNbUlOag/s1600/%D8%AF%D8%B1%D8%B3+%D8%B5%D9%81%D8%A9+%D8%A7%D9%84 %D8%AD%D8%AC+%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:08
http://www.almuslimon.net/resources/images/20_06_2015_96589763237_696285.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:10
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/236x/01/77/69/017769cbc96e4c48fe6a21aba93f4dcf.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:11
http://i769.photobucket.com/albums/xx339/wsxwsx100/18317173psd.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:11
http://files2.fatakat.com/2015/9/14413265248195.gif

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:12
http://www.dreamboxgate.com/forum/imgcache/2014/325777_dreambox-sat.com.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:13
http://www6.0zz0.com/2010/11/11/18/753835175.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:17
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/005.jpg

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:17
http://www.4women.co/imgcache2/745394.gif

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:19
http://www.m3alah.com/card/big/261.jpg

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a2/Hajj1.ar.svg/200px-Hajj1.ar.svg.png

العوفي العوفي
2016-08-02, 15:22
http://img.khleeg.com/imgcache/2014/09/352275.gif

العوفي العوفي
2016-08-02, 17:47
الجواب : الحمد لله لا حرج في قراءة القرآن الكريم على نية الوقاية من العين أو الحسد ، وذلك للأدلة الآتية :
1. النصوص الواردة في الاستشفاء بالقرآن الكريم ، والوقاية أو العلاج من العين والحسد هي نصوص عامة ، لا تفرق بين الإنسان وغيره ، والعمل بالعموم حجة شرعية كافية ، ومن ذلك حديث : ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ أَوْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيُبَرِّكْهُ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ) رواه أحمد في " المسند " (24/466)، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (2572) ولا يظهر لنا فرق بين القراءة على الإنسان أو الحيوان ، فالسبب فيهما واحد ، ورقيتهما – أيضا - واحدة ، فيما يظهر .

2. النصوص الخاصة الواردة في الموضوع أيضا ، ومنها :
حديث سحيم بن نوفل قال :
( بينما نحن عند عبد الله – يعني ابن مسعود - إذ جاءت وليدة أعرابية إلى سيدها ونحن نعرض مصحفا ، فقالت : ما يجلسك وقد لقع – أي أصاب - فلان مهرك بعينه ، فتركه يتقلب في الدار كأنه في قدر ، قم فابتغ راقيا . فقال عبد الله : لا تبتغ راقيا ، وانفث في منخره الأيمن أربعا ، وفي الأيسر ثلاثا ، وقل : لا بأس ، لا بأس ، أذهب البأس ، رب الناس ، اشف أنت الشافي ، لا يكشف الضر إلا أنت . قال : فذهب ، ثم رجع إلينا ، قال : قلت ما أمرتني فما جئت حتى راث ، وبال ، وأكل ) رواه ابن فضيل الضبي في " الدعاء " (ص/297) ، وابن أبي شيبة في " المصنف " (10/280) ، وقد عقد عليه بابا بعنوان : " في الدابة يصيبها الشيء بأي شيء تُعَوَّذ به "، والخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص/346) ، ورواه ابن عبد البر في " التمهيد " (6/239) ، وفي " الاستذكار " (8/402) ، وابن قتيبة في " عيون الأخبار " (ص/248) ، والبيهقي في " الدعوات الكبير " (2/264) ، وبوب عليه بقوله : " باب في رقية الدابة " .
جميعهم من طريق حصين ، عن هلال بن يساف ، عن سحيم بن نوفل به .
قلنا : ولكن سحيم بن نوفل لم نقف على توثيق ولا تجريح له ، ترجم له البخاري في " التاريخ الكبير " (4/192) ، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4/303) وسكتا عنه ، وقال ابن سعد : " روى عن عبد الله بن مسعود ، وكانت لأبيه صحبة ، وكان قليل الحديث " انتهى من " الطبقات الكبرى " (6/198) ، وذكره ابن حبان في " الثقات " (4/343) ، ويبدو أنه من خاصة أصحاب عبد الله بن مسعود ، فقد روى عنه بعض أقواله ، وأخبر ههنا أنهم كانوا يعرضون عليه المصحف ، فهو من القراء الذين أخذوا عن ابن مسعود القراءة .

ومن ذلك حديث طويل أيضا فيه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة بالبركة ، فاستجاب الله دعاءه ، حتى قال الراوي – واسمه ذيَّال - :
( فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالْإِنْسَانِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ ، أَوِ بِالْبَهِيمَةِ الْوَارِمَةِ الضَّرْعُ ، فَيَتْفُلُ عَلَى يَدَيْهِ وَيَقُولُ : بِسْمِ اللهِ ، وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، وَيَقُولُ عَلَى مَوْضِعِ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَمْسَحُهُ عَلَيْهِ ، فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ ) رواه أحمد في " المسند " (34/263) وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2955) ، ومحققو المسند في طبعة مؤسسة الرسالة .

3. تأثر الدواب والجمادات بكتاب الله تعالى أمر مشهور وردت به الأدلة الكثيرة ، ومن ذلك أن الله عز وجل أخبر عن بعض الحجارة بقوله : ( وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) البقرة/74 ، ومنه حنين الجذع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وتحرك الفرس لتنزل السكينة بتلاوة سورة الكهف كما في حديث البراء بن عازب في " صحيح البخاري " (5011) ، وفي " صحيح مسلم " (795) قَالَ : (كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ ) .

خامسا :
لم نجد في العلماء من ينبه على المنع من ذلك ، بل وجدنا من ينص على الجواز ، ومن ذلك أن الشيخ ابن جبرين رحمه الله سئل السؤال الآتي :
أخبرنا أحد القراء أن أحد الأشخاص عاين سيارته ، فطلب القارئ من العائن أن يتوضأ ، وبعد ذلك قام هو بأخذ هذا الماء ووضعه في رديتر السيارة ، فتحركت السيارة وكأنها لم يكن بها شيء ، فما حكم عمله هذا ، وذلك لأن الذي أعرفه في السنة هو أخذ غسول العائن في حالة إصابته لشخص آخر ؟
فكان جوابه رحمه الله :
" لا بأس بذلك ، فإن العين كما تصيب الحيوان فقد تصيب المصانع والدور والأشجار والصنيعات والسيارت والوحوش ونحوها ، وعلاج الإصابة أن يتوضأ العائن أو يغتسل ويصب ماء وضوئه أو غسله أو غسل أحد أعضائه على الدابة ، ومثلها على السيارة ونحوها ، ووضعه في الرديتير مفيد بإذن الله ، فهذا علاج مثل هذه الإصابة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا ) رواه مسلم (2188) ، والقصص والوقائع في ذلك مشهورة ، والله أعلم " انتهى من " الفتاوى الذهبية في الرُقى الشرعية " (ص/111) .

ويقول الشيخ الألباني رحمه الله – عن دعاء " اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه " - : " وهل يشرع هذا الدعاء في شراء مثل السيارة ؟
وجوابي : نعم ؛ لما يرجى من خيرها ويخشى من شرها " انتهى من " آداب الزفاف في السنة المطهرة " (ص/93) .

وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله السؤال الآتي :
عندنا إصطبل ، يوجد به سلالات طيبة من الخيول ، وسبق أن أصيب أحدها بعين ، هل المعوذات واقية لها بإذن الله من العين ، وهل يجوز أن أرقيها ؟
فأجاب : " نعم ، تتعوذ وتورد على نفسك وعلى مالك وعلى بهائمك ، هذا شيء طيب " انتهى باختصار نقلا عن موقع الشيخ حفظه الله . والله أعلم .

منقول عن منتدى الاسلام سؤال وجواب

العوفي العوفي
2016-08-03, 15:51
https://hajjmabrourfiles.s3-eu-central-1.amazonaws.com/img/2015-09-14T14:37:14.163Z.png

العوفي العوفي
2016-08-03, 15:54
http://www.imamali-a.com/upimg/6776-1.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 15:57
http://ar.assabile.com/media/category/inside/umrah-guide.png

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:02
http://www.dinalhaq.com/vb/imgcache/30305.imgcache.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:03
http://newomegatours.com/images/30306.imgcache.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:04
https://image.winudf.com/64/4e5858e5420611/screen-3.jpeg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:05
http://ahdaf.net/images/pic/omra04.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:09
http://www.dinalhaq.com/vb/imgcache/30308.imgcache.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:14
https://s.yimg.com/qn/up/quran/4/7/df/e2f/47dfe2f0301bf699a08f08d38d706163.png

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:16
http://img.tgareed.org/imgcache/968576.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:18
http://up.albrari.com/uploads/13708994741.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:22
http://ube.azyya.com/uploads/08112705145584.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:25
https://i.ytimg.com/vi/Xh_L8S3Xch0/hqdefault.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 16:25
http://dl.hodanet.tv/fileshtml/omrahemofradah_files/image053.jpg

العوفي العوفي
2016-08-03, 21:09
ما هو حكم تخفيف الشّعر الزّائد من الحاجب؟

الشّعر الّذي يدخل في مسمّى الحاجب عُرفًا: يَحرم نزعُه؛ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن ذلك وقال: “لعَن الله النّامصة والمتنمِّصة”، واللّعن هو الطرد من رحمة الله، حتّى ولو امر الزّوج زوجتَه بذلك، فيحرم عليها طاعته؛ لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. أمّا ما خرج عُرفًا عن مسمّى الحاجب كمَن كان لها الّتي تبتغي بذلك التزيُّن لزوجها، وكذا إزالة الشّعر من الوجه عمومًا للمرأة، لأنّه ممّا يخالف أصل خِلقتها وفطرتها.. والله أعلَم.

العوفي العوفي
2016-08-03, 21:10
ما حكم تعطّر المرأة وتزيّنها وخروجها من بيتها إلى المدرسة مباشرة، وما هي الزِّينة الّتي لا يجوز إبداؤها؟

يحرم على المرأة أن تخرج من بيتها متعطّرة أو متزيّنة أو متبرّجة مبدية شيئًا من زينتها للرّجال الأجانب، فقد نهى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم النّساء من مسِّ الطِّيب والخروج متعطّرات ليجد الرّجال رائحةَ العطر منهنّ، واعتبر الّتي تفعل ذلك زانية، لأنّ ذلك قد يكون ذريعة للوقوع في الفاحشة، وقاعدة الشّرع المطهّر تنصّ على تحريم كلّ الوسائل المؤدية إلى الوقوع في الفاحشة، من ذلك خروج المرأة متعطّرة أو متزيّنة. كما حرّم الإسلام على المرأة أن تُظهِر زينتها ومحاسنَها للرّجال غير المحارم )أي الأجانب(، والمطلوب شرعًا هو أن تخفي المرأة جميع بدنها ما عدا الوجه والكفّين أمامهم.. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-08-03, 21:11
 حقيقة العبادة ليست محصورة في إقامة الشّعائر، بل تتمثّل في وظيفة الخلافة في الأرض، يعني في أمرين أساسيين، الأوّل هو استقرار معنى العبودية لله في النّفس، فهناك ربّ معبود لأنّه أوجَد من عَدَم وأمدّ من عدَم، وكلّ ما عداه عبيد له خاضع لسلطانه جلّ عُلاه.
والثاني هو التوجّه إلى الله بكلّ حركة في الضمير، وكلّ حركة في الجوارح وكلّ حركة في الحياة، التوجّه بها إلى الله تعالى خالصة والتجرّد من كلّ شعور آخر، ومن كلّ معنى غير معنى التعبّد لله تعالى.
بهذا وذاك يتحقّق معنى العبادة ويصبح العمل كالشّعائر، والشّعائر كعمارة الأرض، وعمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله كالصّبر على الشّدائد والرِّضى بقدر الله.. كلّها عبادة، عبادة الّذي آمن بالآمر قبل أن يخضع للأمر..
فكلّها تحقيق للوظيفة الأولى الّتي خلق الله الجنّ والإنس لها، وكلّها خضوع للنّاموس العام الّذي يتمثل في عبودية كلّ شيء لله دون سواه، عبودية التّوحيد أوّلاً ثمّ عبودية المعرفة والحرية ثمّ عبودية الحبّ والغرام... “وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله” البقرة:165.


https://www.dztu.be/watch?v=HFEaLMjiR98

العوفي العوفي
2016-08-03, 21:13
 يعيش الإنسان في هذه الأرض شاعرًا أنّه هنا للقيام بوظيفة من قبل الله، وقد خلقه على صورته، وأنّه جاء لينهض بها فترة، طاعة لله وعبادة له لا أرب له هو فيها، ولا غاية له من ورائها إلاّ الطّاعة، وجزاؤها الّذي يجده في نفسه من طمأنينة ورضى عن وضعه وعمله، ومن أنس برضى الله عنه، ورعايته له، ثمّ يجده في الآخرة تكريمًا ونعيمًا وفضلاً عظيمًا.

وعندئذ يكون قد فرّ إلى الله حقًا، يكون قد فرّ من إوهاق هذه الأرض وجواذبها المعوقة ومغرياتها الملفتة.. ويكون قد تحرّر بهذا الفرار من الإوهاق والأثقال وخلص لله تعالى واستقرّ في الوضع الكوني الأصيل، يصبح نجمًا كالنّجوم. قال تعالى {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} يس:40، نجمًا يهدي بإذنه تعالى ويقتدى به في ظلمات شتى. وإلى هذا يشير النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حديثه: “أصحابي كالنّجوم فبأيّهم اقتديتم اهتديتم”. يكون عبد الله خلقه الله لعبادته وقام بما خلق له وحقّق غاية وجوده.

العوفي العوفي
2016-08-04, 06:04
يشير النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حديث له: “أصحابي كالنّجوم فبأيّهم اقتديتم اهتديتم”.

https://www.youtube.com/watch?v=3oUsxyoUNZs

العوفي العوفي
2016-08-05, 06:59
غسل الميت وتكفين
الواجب في غسل الميت أن يعمَّ بدنه بالماء مرة واحدة -ولو كان جنباً أو حائضاً- والمستحب في ذلك أن يوضع الميت فوق مكان مرتفع ، ويجرد من ثيابه ، ويوضع عليه ساتر يستر عورته ما لم يكن صبياً ، ولا يحضر عند غسله إلا من تدعو الحاجة إلى حضوره.
وينبغي أن يكون الغاسل ثقة أميناً صالحاً ، لينشر ما يراه من الخير، ويستر ما يظهر له من الشر. فعند ابن ماجه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ ليغسل موتاكم المأمونون ] .
وتجب النية عليه ، لأنه هو المخاطب بالغسل .
ثم يبدأ فيعصر بطن الميت عصراً رفيقاً، لإخراج ما عسى أن يكون بها ، ويزيل ما على بدنه من نجاسة ، على أن يلف على يده خرقة يمسح بها عورته ، فإن لمس العورة حرام .
ثم يوضئه وضوء الصلاة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ] [ رواه البخاري ] ولتجديد سمة المؤمنين في ظهور أثر الغرة والتحجيل .
ثم يغسله ثلاثاً بالماء والصابون، أو الماء القراح مبتدئاً باليمين ، فإن رأى الزيادة على الثلاث بعدم حصول الإنقاء بها -أو لشيء آخر- غسله خمساً ، أو سبعاً ففي الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ اغسلنها وتراً : ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ] .
قال ابن المنذر : إنما فوض الرأي إليهن بالشرط المذكور وهو الإيتار.
فإذا كان الميت امرأة نُدب نقضُ شعرها ، وغُسل ، وأعيد تضفيره ، وأرسل خلفها ، ففي حديث أم عطية : أنهن جعلن رأس ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة قرون. قلت: نَقضْنه وجعلنه ثلاثة قرون ؟ قالت : نعم .
وعند مسلم : فضفرنا شعرها ثلاثة قرون : قرنيها وناصيتها . وفي صحيح ابن حبان الأمر بتضفيرها من قوله صلى الله عليه وسلم : [ واجعلن لها ثلاثة قرون ] .
فإذا فرغ من غسل الميت جفف بدنه بثوب نظيف لئلا تبتل أكفانه ، ووضع عليه الطيب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إذا أجمرتم الميت فأوتروا ] . [ رواه البيهقي والحاكم وابن حبان وصححاه ].
وقال أبو وائل : كان عند علي رضي الله عنه مسك ، فأوصى أن يحنط به ، وقال : هو فضل حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجمهور العلماء على كراهة تقليم أظفار الميت ، وأخذ شيء من شعر شاربه ، أو إبطه أو عانته ، وجوّز ذلك ابن حزم .
واتفقوا فيما إذا خرج من بطنه حدث بعد الغسل ، وقبل التكفين ، على أنه يجب غسل ما أصابه من نجاسة .
واختلفوا في إعادة طهارته فقيل : لا يجب . وقيل : يجب الوضوء ، وقيل : يجب إعادة الغسل .
والأصل الذي بنى عليه العلماء أكثر اجتهادهم في كيفية الغسل ما رواه الجماعة عن أم عطية رضي الله عنها ، قالت : "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته فقال : [ اغسلنها ثلاثاً ، أو خمساً، أو أكثر من ذلك - إن رأيتن - بماء وسدر واجعلن في الأخيرة كافورا أو شيئاً من كافور ، فإذا فرغتن فآذنّني ] فلما فرغنا آذناه ، فأعطانا حقوه فقال : [ أشعرنها إياه ] . يعني إزاره .
وحكمة وضع الكافور ما ذكره العلــماء من كونه طيب الرائحة ، وذلك وقت تحضر فيه الملائكة ، وفيه أيضاً تبريد ، وقوة نفوذ ، وخاصة في تصلب بدن الميت وطرد الهوام عنه ، ومنع إسراع الفساد إليه ، وإذا عُدم قام غيره مقامه مما فيه هذه الخواص أو بعضها.
التيمم للميت عند العجز عن الماء
إن عُدم الماءُ يُمَّم الميت ، لقوله تعالى : ( فإنْ لم تجدوا ماءً فتيمموا ) ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ جُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ] .
وكذلك لو كان الجسم بحيث لو غسل لتهرّى.
وكذلك المرأة تموت بين الرجال الأجانب عنها، والرجل يموت بين النساءالأجنبيات عنه . روى أبو داود في مراسيــله ، والبيهقي ، عن مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا ماتت المرأة مع الرجال ، ليس معهم امرأة غيرها ، والرجل مع النساء ليس معهن رجل غيره فإنهما يُيَمّمان ويدفنان وهما بمنزلة من لم يجد الماء] .
ويُيمم المرأةَ ذو رحم محرم منها بيده ، فإن لم يوجد يممها أجنبي بخرقة يلفّها على يده، هذا مذهب أبي حنيفة وأحمد .
وعند مالك والشافعي : إن كان بين الرجال ذو رحم محرم منها غسلّها، لأنها كالرجل بالنسبة إليه في العورة والخلوة. قال في المروي عن الإمام مالك :
إنه سمع أهل العلم يقولون : إذا ماتت المرأة وليس معها نساء يغسلنها ولا من ذوي المحرم أحد يلي ذلك منها ، ولا زوج يلي ذلك يُممت ، يمسح بوجهها وكفيها من الصعيد.
قال : وإذا هلك الرجل ، وليس معه أحد إلا نساء يممنه أيضاً.
غسل أحد الزوجين
اتفق الفقهاء على جواز غسل المرأة زوجها ؛ قالت عائشة : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل النبيَ صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه ، [ رواه أحمد وأبو داود ].
واختلفوا في جواز غسل الزوج امرأته فأجازه الجمهور لما روى الدارقطني والبيهقي من غسل علي فاطمة رضي الله عنها ، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : [ لو متِ قبلي لغسلتك وكفنتك ] . [ رواه ابن ماجه] .
غسل المرأة الصبي
قال ابن المنذر : أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على أن المرأة تغسل الصبي الصغير.
الكفن
1) حكمه :
تكفين الميت بما يستره - ولو كان ثوباً واحداً - فرض كفاية . روى البخاري عن خباب رضي الله عنه قال : هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نلتمس وجه الله ، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً ، منهم مصعب بن عمير ، قُتل يوم أُحد ، فلم نجد ما نكفنه إلا بردة ، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه ، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه ، وأن نجعل على رجليه من الإذخر.
2) ما يستحب فيه : يستحب في الكفن ما يأتي:
1- أن يكون حسنا ً، نظيفاً ، ساتراً للبدن ، لما رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه ] .
2- وأن يكون أبيض ، لما رواه أحمد وأبو داود والترمذي -وصححه- عن ابن عباس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ البسوا من ثيابكم البيض ؛ فإنها من خير ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم ] .
3- وأن يُجمَّر ، ويبخر، ويطّيب ، لما رواه أحمد والحاكم وصححه عن جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا أجمرتم الميت فأجمروه ثلاثاً ] .
وأوصى أبو سعيد وابن عمر وابن عباس رضي الله عنه : أن تُجمر أكفانهم بالعود
4- أن يكون ثلاث لفائف للرجل ، وخمس لفائف للمرأة ، لما رواه الجماعة عن عائشة، قالت : كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية جدد ، ليس فيها قميص ولا عمامة .
قال الترمذي : والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، قال : وقال سفيان الثوري : يكفن الرجل في ثلاثة أثواب إن شئت في قميص ولفافتين ، وإن شئت في ثلاث لفائف.
ويجزئ ثوب واحد إن لم يجدوا ثوبين ، والثوبان يجزيان ، والثلاثة لمن وجد أحب إليهم، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق .
قالوا : وتكفن المرأة في خمسة أبواب . فعن أم عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم ناولها إزارا ً، ودرعا ً، وخماراً وثوبين.
وقال ابن المنذر : أكثر من نحفظ عنه من أهل العلم يرى أن تكفن المرأة في خمسة أثواب.
3) تكفين المحرِم :
إذا مات المحرم غسل كما يغسل غيره ممن ليس محرماً وكفن في ثياب إحرامه ، ولا يغطى رأسه ولا يطيّب لبقاء حكم الإحرام ، لما رواه الجماعة عن ابن عباس قال : بينما رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفه إذ وقع عن راحلته فوقصته - أي رفسته فمات من شدة الرفسة - فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه في ثوبيه ، ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإن الله تعالى يبعثه يوم القيامة ملبياً .
وذهبت الحنفية والمالكية إلى أن المحرم إذا مات انقطع إحرامه ، وبانقطاع إحرامه يكفن كالحلال ، فيخاط كفنه ويغطى رأسه ويطّيب ، وقالوا : إن قصة هذا الرجل واقعة عين لا عموم لها فتختص به ، ولكن التعليل بأنه يبعث يوم القيامة ملبياً ظاهر أن هذا عام في كل محرم ، والأصل أن ما ثبت لأحد الأفراد من الأحكام يثبت لغيره ، ما لم يقم دليل على التخصيص .
4) كراهة المغالاة في الكفن:
ينبغي أن يكون الكفن حسناً دون مغالاة في ثمنه ، أو أن يتكلف الإنسان في ذلك ما ليس من عادته .
قال الشافعي : إن علياً كرم الله وجهه قال : لا تُغال لي في كفن ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ لا تغالوا في الكفن فإنه يُسلب سلباً سريعاً ] . رواه أبو داود وفي إسناده أبو مالك ، وفيه مقال .
وعن حذيفة قال : لا تغالوا في الكفن ، اشتروا لي ثوبين نقيين.
وقال أبو بكر رضي الله عنه : اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيها.
قالت عائشة : إن هذا خَلَق - أي قديمٌ بالٍ - ، قال : إن الحي أولى بالجديد من الميت ، إنما هو للمهلة.
5) الكفن من الحرير :
لا يحل للرجل أن يكفن في الحرير ويحل للمرأة ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرير والذهب : [ إنهما حرام على ذكور أمتي حل لإناثها ] .
وكره كثير من أهل العلم للمرأة أن تكفن في الحرير لما فيه من السرف ، وإضاعة المال ، والمغالاة المنهي عنها ، وفرّقوا بين كونه زينة لها في حياتها ، وكونه كفناً لها بعد موتها .
قال أحمد : لا يعجبني أن تكفن المرأة في شيء من الحرير .وكره ذلك الحسن وابن المبارك وإسحاق. قال ابن المنذر : ولا أحفظ عن غيرهم خلافهم.
6) الكفن من رأس المال:
إذا مات الميت وترك مالاً ، فتكفينه من ماله ، فإن لم يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته ، فإن لم يكن له من ينفق عليه ، فكفنه من بيت مال المسلمين ، وإلا فعلى المسلمين أنفسهم.
والمرأة مثل الرجل في ذلك.
كيفية الصلاة على الميت
أولاً : حديث فضل الصلاة على الجنازة :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان " قيل وما القيراطا ن ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين ] رواه البخاري ومسلم.
ثانيا ً: الصلاة على الميت :
أ - أوضاع الجنائز ( جثة الميت ) .
1- يكون رأسها محاذياً يمين الإمام وهو مستقبل القبلة .
2- يقف الإمام محاذياً لرأس الرجل ، ومحاذياً لوسط المرأة ، فإذا كان هناك أكثر من ميت - رجل وامرأة وطفل وطفلة مثلاً - يكون وضعهم كالآتي :
الرجل أولاً ، ثم الطفل محاذياً للرجل ، ثم المرأة ويكون وسطها محاذياً لرأس الرجل ثم الطفلة تكون محاذية للمرأة فيقف الإمام محاذياً لرأس الرجل .
ب - الصلاة على الميت أربع تكبيرات يرفع يديه مع كل تكبيرة ، بعد التكبيرة الأولى يتعوذ من الشيطان ، ثم يبسمل ثم يقرأ الفاتحة ، أما بعد التكبيرة الثانية فيصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما في التشهد الأخير من الصلاة المكتوبة ، وبعد التكبيرة الثالثة الدعاء العام والخاص.
فالدعاء العام كأن يقول : اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا ، إنك تعلم متقلبنا ومثوانا ، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان.
والدعاء الخاص كأن يقول : "اللهم أنت ربها ، وأنت خلقتها ، وأنت هديتها للإسلام ، وأنت قبضت روحها ، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها وقد جئناك ، شفعاء له فاغفر لها".
أو أن يقو ل : "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُلَه وَوَسَعْ مُدْخَلَهُ واغسله بالماء والثلج والبَرَدِ ونَقَه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدَنَس وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار" ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
ثم يكبر الرابعة وبعدها يقول : اللهم لا تحرمنا أجره ولا تَفْتِـنّا بعده واغفر لنا وله ثم يسلم مرة واحدة على اليمين .
وإذا كانت امرأة فيؤنث الدعاء.
ويجمع الدعاء إذا كانوا أمواتا ً.
وإذا كان طفلاً فيدعى لوالديه بعد الدعاء العام ، وصفته : "اللهم اجعله ذخراً لوالديه وفرطاً وأجراً وشفيعاً مجابا ً، اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح سلف المؤمنين واجعله في كفالة إبراهيم وقِهِ برحمتك عذاب الجحيم"
والدعاء للميت ليس مقصوراً على الأدعية السابقة وإنما يدعو الإنسان بما يفتح الله عليه من الدعاء.
ومن فاتته بعض الصلاة على الجنازة فيدخل مع الإمام فيما بقي ثم إذا سلم الإمام قضى ما فاته على صفته.
قال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار : والحديث يدل على أن المشروع في كفن المرأة أن يكون إزاراً ودرعاً وخماراً وملحفة ودَرجا ً. نيل الأوطار (4/42).
3- ما يصنع بشعر رأس المرأة الميتة : يجعل ثلاث ضفائر ، وتلقى خلفها لحديث أم عطية في صفة غسل بنت النبي صلى الله عليه وسلم: ( فضفرنا شعرها ثلاثة قرون وألقيناه خلفها) متفق عليه.
الإحداد على الميت
يجوز للمرأة أن تُحِدَّ على قريبها الميت ثلاثة أيام ؛ ما لم يمنعها زوجها .
ويحرم عليها أن تحد عليه فوق ذلك ، إلا إذا كان الميت زوجها ، فيجب عليها أن تحد عليه مدة العدة ، وهي أربعة أشهر وعشر ، لما رواه البخاري ومسلم عن أم عطية ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ لا تحد امرأة على ميت فوق ثلاث إلا على زوج ؛ فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً ، ولا تلبس ثوباً مصبوغا ً، إلا ثوب عَصْب ، ولا تكتحل ، ولا تمس طيباً ، ولا تختضب ، ولا تمتشط إلا إذا طهرت ، تمس نُبذةً من قُسط ، أو أظفار ] ( نوعان من الطيب ).
والإحداد ترك ما تتزين به المرأة من الحلي والكحل والحرير والطيب والخضاب وإنما وجب على الزوجة ذلك مدة العدة ، من أجل الوفاء للزوج ، ومراعاة لحقه.
استحباب صنع الطعام لأهل الميت
عن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ اصنعوا لآل جعفر طعاماً ؛ فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم ] رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال: حسن صحيح.
واستحب الشارع هذا العمل ، لأنه من البر ، والتقرب إلى الأهل والجيران .
قال الشافعي : ( وأحب لقرابة الميت أن يعملوا لأهل الميت في يومهم وليلتهم طعاماً يشبعهم ، فإنه سنة وفعل أهل الخير ).
واستحب العلماء الإلحاح عليهم ليأكلوا، لئلا يضعفوا بتركه ؛ استحياء أو لفَرْط جزع.
وقالوا : لا يجوز اتخاذ الطعام للنساء إذا كنَّ يَنُحْن لأنه إعانة لهن على معصية.
واتفق الأئمة على كراهة صنع أهل الميت طعاماً للناس يجتمعون عليه ، لأن في ذلك زيادة المصيبة عليهم ، وشغلاً لهم إلى شغلهم ، وتشبهاً بصنع أهل الجاهلية لحديث جرير قال : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة وذهب بعض العلماء إلى التحريم .
قال ابن قدامة : فإن دعت الحاجة إلى ذلك جاز ، فإنه ربما جاءهم من يحضر ميتهم من القرى والأماكن البعيدة ، ويبيت عندهم ، ولا يمكنهم إلا أن يضيفوه .
التعزية
العزاء : الصبر . والتعزية التصبير والحمل على الصبر بذكر ما يسلي المصاب ويخفف حزنه ويهّون عليه مصيبته .
حكمها :
التعزية مستحبة ولو كان ذميا ً، لما رواه ابن ماجه والبيهقي بسند حسن عن عمرو ابن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة ] ، وهي لا تُسْتَحبُّ إلا مرةً واحدةً .
وينبغي أن تكون التعزية لجميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار والرجال والنساء، سواء أكان ذلك قبل الدفن أم بعده ، إلى ثلاثة أيام ، إلا إذا كان المعزَّي أو المعزّى غائباً ، فلا بأس بالتعزية بعد الثلاث .
ألفاظها :
والتعزية تؤدى بأي لفظ يخفف المصيبة ويحمل على الصبر والسلوان ، فإن اقتصر على اللفظ الوارد كان أفضل .
روى البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما . قال :
أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه : إن ابناً لي قُبض فأتنا . فأرسل يقرئ السلام ويقول : [ إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ، ولتحتسب ] .
وروى الشافعي في مسنده أنه : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت التعزية سمعوا قائلاً يقول: إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركا من كل فائت ، فبالله فثقوا وإياه فارجو ، فإن المصاب من حُرم الثواب .
قال العلماء : فإن عزَّى مسلماً بمسلم قال : أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك ، وغفر لميتك .
وإن عزَّى مسلماً بكافر قال : أعظم الله أجرك ، وأحسن عزاءك .
وإن عزَّى كافراً بمسلم قال : أحسن الله عزاءك وغفر لميتك .
وإن عزَّى كافراً بكافر قال : أخلف الله عليك .
وأما جواب التعزية فيؤمن المَعزَّى ويقول للمعزَّي : آجرك الله .
وعند أحمد أنه إن شاء صافح المعزي وإن شاء لم يصافح ، وإذا رأى الرجل شقّ ثوبه على المصيبة عزاه ولا يترك حقاً لباطل ، وإن نهاه فحسن.
الجلوس لها
السنة أن يُعزّى أهلُ الميت وأقاربه ثم ينصرف كل في حوائجه دون أن يجلس أحد سواء أكان مُعزى أو معزياً ، وهذا هو هدي السلف الصالح .
قال الشافعي في الأم : أكره المأتم وهي الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء ، فإن ذلك يجدد الحزن ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الأثر.
قال النووي : قال الشافعي وأصحابه رحمهم الله : يكره الجلوس للتعزية . قالوا : ويعني بالجلوس أن يجتمع أهل الميت في بيت ليقصدهم من أراد التعزية ؛ بل ينبغني أن ينصرفوا في حوائجهم ، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها . وهذه كراهة تنــزيه إذا لم يكن معها محدث آخر ، فإن ضم اليها أمر آخر من البدع المحرمة - كما هو الغالب منها في العادة - كان ذلك حراماً من قبائح المحرمات ، فإنه . محدث وثبت في الحديث الصحيح [ أن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ] .
وذهب أحمد وكثير من علماء الأحناف إلى هذا الرأي ، وذهب المتقدمون من الأحناف إلى أنه لا بأس بالجلوس في غير المسجد ثلاثة أيام للتعزية ، من غير ارتكاب محظور .
وما يفعله بعض الناس اليوم من الاجتماع للتعزية ، وإقامة السرادقات ، وفرش البسط ، وصرف الأموال الطائلة من أجل المباهاة والمفاخرة من الأمور المحدثة والبدع المنكرة التي يجب على المسلمين اجتنابها ، ويحرم عليهم فعلها ، لا سيما وأنه يقع فيها كثير مما يخالف هدي الكتاب ويناقض تعاليم السنة ، ويسير وفق عادات الجاهلية كالتغني بالقرآن وعدم التزام آداب التلاوة وترك الإنصات والتشاغل عنه ولم يقف الأمر عند هذا الحد ؛ بل تجاوزه عند كثير من ذوي الأهواء فلم يكتفوا بالأيام الأول : جعلوا يوم الأربعين يوم تجدد لهذه المنكرات وإعادة لهذه البدع . وجعلوا ذكرى أولى بمناسبة مرور عام على الوفاة وذكرى ثانية ، وهكذا مما لا يتفق مع عقل ولا نقل.

منقــــــــــــــــــــــــول

العوفي العوفي
2016-08-05, 16:17
عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يلبي إلا لبى مَنْ عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا) رواه الترمذي.

https://www.youtube.com/watch?v=2ktIReUuUh4

العوفي العوفي
2016-08-05, 16:18
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولولا أن الله تعالى طمس نورهما، لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب) رواه الترمذي وغيره.

https://www.youtube.com/watch?v=vQNHG9tdaQ8

العوفي العوفي
2016-08-05, 22:21
مريض يشقّ عليه أداء صلاته في وقتها، فهل يجوز تقديمها أو تأخيرها على حسب حاله؟

إن المرض ابتلاء يصيب به الله عباده المؤمنين ليُطهّرهم من الذنوب، وحال المؤمن مع المرض دائرة بين الصبر والرضا، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: “عجبًا لأمر المؤمن، إنّ أمره كلّه خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك إلاّ للمؤمن” أخرجه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم “أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل” رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبّان وغيرهم وهو حديث صحيح.

أما بالنسبة لصلاة المريض فإن له أن يجمع بين الظهرين وبين العشاءين رفعًا للمشقة الحاصلة بتركه، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: “جمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر”، وفي لفظ: “صَلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعاً، في غير خوف ولا سفر”، وسُئِل ابن عبّاس: لم فعل ذلك؟ قال: “أراد أن لا يُحرِج أمّته”، وفي لفظ: “أراد أن لا يُحرِج أحدًا من أمّته” رواه مسلم.

وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال “صلّيتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء” أخرجه البخاري ومسلم. قال ابن حجر رحمه الله “فانتفى أن يكون الجمع المذكور: للخوف أو السّفر أو المطر، وجوّز بعض العلماء أن يكون المذكور للمرض” (انظر فتح الباري).

فذهب أهل العلم إلى أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جمع بين الصّلوات المذكورة لمشقّة عارضة ذلك اليوم، من مرض غالب أو برد شديد ونحو ذلك، ويدل على ذلك قول ابن عبّاس رضي الله عنهما لمّا سُئِل عن هذا الجمع قال “لئلا يحرج أمّته”.

وقد ثبت أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم “أمر حمنة بنت جحش لمّا كانت مستحاضة بتأخير الظهر وتعجيل العشاء” رواه أبو داود وهو حديث حسن.
وعليه، فإن المرض الّذي يلحق بصاحبه في حال تأدية كلّ صلاة في وقتها مشقّة وضعفاً يبيح الجمع، والمريض مخيّر بين جمع التقديم والتأخير، المهم أن يحافظ على صلواته ويؤدّيها كما أمر الله، وعلى هدي رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فالصّلاة عماد الدِّين وعلامة استقامة العبد وتديّنه.

العوفي العوفي
2016-08-05, 22:23
روى أبو داود بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ”، وفي رواية عند الترمذي: “علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين واضربوه عليها ابن عشر”.

هذا الحديث الشريف المنيف يحفظه جمع غفير من الآباء والأمهات، إلا أنّ فهمهم وتنزيلهم له على أرض الواقع فيه نوع من القصور والبُعد عن مقتضاه، فكثير منهم من يعمل به مع الأولاد دون البنات، مع أنّ الحديث يحث على تعليم الصغار وأمرهم بالصلاة بنين وبنات على حدّ سواء، فلفظ مروا أولادكم، وعلموا الصبي، يستوي فيه المذكر والمؤنث. هذا عن المعنى الأول للحديث والذي يخفى عن بعض الناس.

أما المعنى الثاني فإن الحديث ورد بلفظ مروا أولادكم، وعلموا الصبي، وعن هذا يقول الإمام العلقي في شرح الجامع الصغير “يعلمونهم ما تحتاج إليه الصلاة من شروط وأركان ويأمرونهم بفعلها بعد التعليم”. ومما جاء في شرح الحديث أيضا، يجب على الوليّ إذا ميّز الصبيُّ أن يعلمه ما يجب اعتقاده، في حق الله تعالى وحق رسوله وحق سائر الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأن شرائعهم نُسخت كلها بشريعة نبينا التي لا تنسخ أبداً، ويعلمه أحكام الشرائع ليَرسَخ ذلك عنده، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.

إذن؛ من الأمور المطلوبة من أولياء الصبي والصبية تعليمهم أمور الدين عامة، وتعليمهم الصلاة بصفة خاصة، والحرص كل الحرص على أن يأخذ الأبناء بذلك وهم في زمن الصِبا، وأن لا يؤخر ذلك إلى أن يحتلم الفتيان أو تبلغ البنات، فقد يفوتهما بعض التكليف، والأشد من ذلك أن يكبر الغلام وتكبُر البنت ويشتد عودهما دون أن يُعوّدا الصة، وما يلزمها من العلم بأحكام الطهارة وشروط الصلاة وغير ذلك.

هذا وإنّ كثيرا من الآباء يحرصون على تأدية الأولاد للصلاة، لأن الولد يُرافق أباه، وأما البنت فمَن الذي يحرص عليها؟ وإذا كانت تؤدي الصلاة وتقيمها بأمر من أبيها أو أمها، فماذا عن الحجاب الذي أمر الله به؟

إن هذه المسألة الشرعية صارت خافية على كثير من الآباء والأمهات، غفلوا أو تغافلوا عنها، أو أنساهم الشيطان ذكرها، لأجل هذا لا بد أن نعلم أنّ مِن أَجَلّ نِعم الله تعالى أن وهب للإنسان مرحلة الطفولة، وميّزها عن سائر الكائنات، فمن مميّزات مرحلة الطفولة الإنسانية أنها طويلة تمتد لسنوات، حتى يكسب الإنسان الكثير من فنون المعاملة والسلوك، وحتى يستطيع الوالدان والمربي أن يغرسوا في نفس الطفل ما يريد، وأن يُوجهوه حسب الخطة التي يرسمها.

ومن النعم التي وهبها الله للإنسان زمن الصبا أنه يكون على الفطرة، ويكون على الصفاء والمرونة، ويكون صفحة بيضاء يخط فيها وليّه ما يشاء، فما يتربى عليه الصغير ذكرا كان أو أنثى يثبت مدى الحياة، ولذلك يقول نبيّنا عليه الصلاة والسلام “مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ”، من هنا يتبيّن أن مسؤولية الوالدين تجاه الأبناء تبدأ مع الولادة، ويُطلب منهما الاهتمام والرعاية كلما تدرّج الأبناء في سِنِي عُمرهم، فإذا ما بلغوا السابعة وجب تعليمهم أمر الدين، ومن ذلك الحجاب بالنسبة للفتاة، فتُلقّن عن الحجاب، فهو من شروط صحة الصلاة، وتُلقّن ضرورة السِتْر، وأن تختمر أي تُغطي رأسها وعنقها وغير ذلك، فتُلقن ذلك ولو أنها لم تُلزم بالحجاب بعد، لأنه إذا ثبتت هذه المعاني في نفس الفتاة كانت شخصيتُها أثبت وأرسخ أمام الهزات المستقبلية التي ستتعرّض لها في المستقبل.

العوفي العوفي
2016-08-05, 22:24
إنّ للعقل البشري وزنه وقيمته بوصفه أداة من أدوات المعرفة والهداية في الإنسان، هذا حقّ، ولكن هذا العقل البشري هو عقل الأفراد والجماعات في بيئة من البيئات، متأثّر بشتى المتأثّرات ليس هناك ما يسمّى “العقل البشري” كمدلول مطلق!

إنّما هناك عقلي وعقلك وعقل فلان وعلان في مكان ما، وزمان ما.. وهذه كلّها واقعة تحت مؤثّرات شتّى تميل بها من هنا وتميل بها من هناك، فلا بدّ إذا من ميزات ثابتة ترجع إليها هذه العقول الكثيرة، فتعرف عندها مدى الخطأ والصّواب في أحكامها وتصوّراتها، ومدى الشّطط والغلو، أو التّقصير والقصور في هذه الأحكام والتصوّرات، وقيمة العقل البشري هنا في كونه الأداة المهيّأة للإنسان ليعرف بها وزن أحكامه في هذا الميزان، الميزان الثابت الّذي لا يميل مع الهوى ولا يتأثّر بشتى المؤثّرات.

ولا عبرة بما يضعه البشر أنفسهم من موازين، فقد يكون الخلل في هذه الموازين ذاتها، فتختلّ جميع القيم، ما لم يرجع النّاس إلى ذلك الميزان الثابت القويم الصّادر من ربّ العالمين الّذي خلق الصّنعة فأتقن صنعها، ثمّ أعدّ لها منهج صيانتها وحمايتها، فحرسها بالعين الّتي لا تنام وأكنفها بالكنف الّذي لا يُضام.

العوفي العوفي
2016-08-06, 20:43
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته )) [ رواه البخاري)

العوفي العوفي
2016-08-06, 20:44
عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـخادمًا((ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم ))
متفق عليه


https://www.youtube.com/watch?v=YW_mBP5_o4s

العوفي العوفي
2016-08-08, 00:10
 الأمانات تبدأ من الأمانة الكبرى.. الأمانة الّتي ناط الله بها فطرة الإنسان الّتي أبت السّماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان. أمانة الهداية والمعرفة والإيمان بالله عن قصد وإرادة وجهد واتجاه.

فهذه أمانة الفطرة الإنسانية خاصة، فكلّ ما عدَا الإنسان ألهمه ربّه الإيمان به والاهتداء إليه ومعرفته وعبادته وطاعته وألزمه طاعة ناموسه بغير جهد منه ولا قصد ولا إرادة ولا اتجاه. والإنسان وحده هو الّذي وكل إلى فطرته وإلى عقله وإلى معرفته وإلى إرادته وإلى اتجاهه وإلى جهده الّذي يبذله للوصول إلى الله تعالى بعون منه سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت:69.

إنّ السّماوات والأرض والجبال الّتي اختارها القرآن ليحدث عنها، هذه الخلائق الضخمة الهائلة، الّتي يعيش الإنسان فيها أو حيالها فيبدو شيئًا صغيرًا ضئيلاً.. هذه الخلائق تعرف بارئها بلا محاولة وتهتدي إلى ناموسه الّذي يحكمها بخلقتها وتكوينها ونظامها، وتطيع ناموس الخالق طاعة مباشرة بلا تدبّر ولا واسطة، وتجري وفق هذا الناموس دائبة لا تني ولا تتخلف دورتها جزءًا من ثانية، وتؤدّي وظيفتها بحكم خلقتها وطبيعتها غير شاعرة ولا مختارة!

العوفي العوفي
2016-08-08, 00:11
هل يجوز دفع رشوة للموظّف الحكومي إن اشترطها لإتمام مناقصة؟

إنّ ممّا حرّمه الإسلام وغلّظ في تحريمه: الرشوة، وهي دفع المال في مقابل قضاء مصلحة يجب على المسؤول عنها قضاؤها من دونه، ويشتدّ التحريم إن كان الغرض من دفع هذا المال إبطال حقّ أو إحقاق باطل أو ظلماً لأحد. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لعن الله الرّاشي والمُرتشي والرّائش بينهما”، واللعنة هي الطردُ من رحمة الله، نعوذ بالله من ذلك.

والرّاشي هو الّذي يدفع الرشوة، والمرتشي هو الّذي يطلبها، والرّائش بينهما هو الوسيط بين الرّاشي والمُرتشي. وعليه، لا يجوز دفع هذه الرّشوة للموظّف ولو اشترطها لإتمام مناقصة من الواجب عليه إتمامها دون أن تُدفَع له.. والله المستعان.

العوفي العوفي
2016-08-08, 00:13
لماذا نقول “يا ربّ” في الدعاء، مع أنّ الله يقول في كتابه الكريم {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ}؟

إنّ الدعاء من أعظم العبادات الّتي يتقرَّب بها العبد إلى ربِّه جلّ وعلا، كما قال الله تعالى: {وقال ربُّكم ادْعوني أسْتَجِب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عِبادتي سيدخلون جهنَّم داخِرين}.
وقول الدّاعي “يا ربّ” في دعائه هو من أسباب استجابة الدعاء؛ لأنّ فيه معنى التذلُّل والافتقار إلى الله جلّ وعلا، ولا تعارض بينه وبين قوله تعالى: {وإذا سأَلَك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ}، لأن الداعي أثناء دعائه لا يرفع صوته، بل يخفض صوته ويسرّ بدعائه لقول الله تعالى: {ادْعُوا ربَّكم تضرُّعًا وخُفيةً إنّه لا يُحبُّ المعتدين}، ولقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أيُّها النّاس، أربعوا على أنفُسِكم، إنّكم لا تدعون أصمَّا ولا غائبًا، إنّكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم” رواه البخاري.. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-08-08, 00:14
ما هو حكم سجود التلاوة؟

سجود التلاوة ليس واجبًا، بل سُنَّة، ويشترط فيه أن لا يكون في الأوقات المنهي عن الصّلاة فيها، كما يشترط فيها أن يكون الساجد لها طاهرًا، دليله قول ابن عمر رضي الله عنه: “لا يسجُد الرجل إلاّ وهو طاهر”.

ودليل كون سجدة التِّلاوة غير واجبة ما ورد في الموطأ عن عروة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر سجدة فسجَد النّاس معه، ثمّ قرأها يوم الجمعة الأخرى فتهيّأ النّاس للسجود، فقال: على رسلكم إنّ الله لم يكتبها علينا إلاّ أن نشاء، فلم يسجد، ومنعهم أن يسجدوا.

العوفي العوفي
2016-08-10, 23:08
هل طاعة الحاكم وعدم الخروج عليه فرع من فروع العقيدة، بناء على قول الله تعالى {يا أيُّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأُولي الأمر منكم}؟

نعم، طاعة الحاكم وعدم الخروج عليه فرع من فروع العقيدة، فطاعتُه واجبة والخروج عليه محرّم، لقوله تعالى: {يَا أيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، ولقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “اسمعوا وأطيعوا وإن تأمّر عليكم عبدٌ حبشيٌّ كأن رأسه زبيبة” رواه البخاري. وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني”، رواه البخاري.

فطاعة وليّ الأمر من طاعة الله ورسول صلّى الله عليه وسلّم، يُطاع في غير معصية الله عزّ وجلّ، حتّى وإن منع رعيّته حقوقهم، فقد أرشدنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى الصّبر على مِثل هذا الحاكم وسؤال الله تلك الحقوق، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّها ستكون بعدي أثرةُ وأمور تنكرونها، قالوا: يا رسول الله، كيف تأمُر من أدرك منّا ذلك؟ قال: “تؤدّون الحقّ الّذي عليكم وتسألون الله الّذي لكم”، رواه البخاري ومسلم.

قال ابن تيمية: فقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ الأمراء يظلمون ويفعلون أمورًا منكرة، ومع هذا فأمرنا أن نؤتيهم الحقّ الّذي لهم ونسأل الله الحقّ الّذي لنا، ولم يأذن في أخذ الحقّ بالقتال، ولم يرخِّص في ترك الحقّ الّذي لهم.

وقال النووي في شرح مسلم: هذا من معجزات النّبوة، وقد وقع هذا الإخبار متكرّرًا ووُجد مخبره متكرّرًا، وفيه الحثّ على السّمع والطّاعة وإن كان المتولّي ظالمًا عسوفًا فيُعطى حقّه من الطّاعة ولا يخرج عليه ولا يخلع، بل يُتضرّع إلى الله تعالى في كشف أذاه ودفع شرّه وإصلاحه.

هذا إن كان الحاكم ظالمًا عسوفًا يمنع رعّيته من حقوقهم، أمّا إن كان عادلاً يؤدّي ما عليه فطاعته واجبة من باب أولى، وقد توعّد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من عصى حاكمه بقوله: “ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيًا” رواه البخاري، والإمام هنا هو الحاكم وكلّ من وُلِّي على أمر. أمّا عن الخروج على الحكام المسلمين، فلا يجوز ولو كانوا ظالمين، وقد دلّت نصوص شرعية على ذلك، منها حديث عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “خِيار أئمتكم (أي حكّامكم) الّذين تُحبّونهم ويحبّونكم، ويُصلّون عليكم (أي يدعون لكم) وتُصلّون عليهم، وشرار أئمتكم الّذين تُبغضونهم ويُبغِضونكم، وتعلنوهم ويلعنوكم،
قيل: يا رسول الله، أفلا ننابِذُهم بالسّيف؟ فقال: “لا، ما أقاموا الصّلاة، لا، ما أقاموا الصّلاة، وإذا رأيتُم مِن وُلاّتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة” رواه مسلم. فالواجب على الرعية السّمع والطاعة لوليّ أمرِهم المسلم حتّى وإن فسق وارتكب المحرّمات الّتي هي دون الكفر الواضح الظاهر الّذي عليه دليل وحُجّة، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه: بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على السّمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعُسرنا ويُسرنا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: “إلاّ أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان” رواه مسلم، والكفر الواضح الظاهر الّذي لا يُتّهم به الحاكم إلاّ إذا كان عليه دليل وحُجّة يُقرِّرها العلماء وليس العوام. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-08-10, 23:13
 كيف يعدّ ذلك في جماعة المسلمين، مع أنّ الله يصف هذا السّلوك وأصحابه فيقول: {تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ، وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} المائدة:80-81.

كيف يسلك في عداد المسلمين امرؤ خالي الذِّهن عن الله؟ يسمع من بعيد عن اسمه وصفاته، ويسمع من بعيد أنّه لابدّ بعد الموت من لقائه، ومع ذلك يبتسم في بلاهة، ويمضي في طريقه مشغولاً عن ذلك بعمل يدر عليه ربحًا ويضمن له طعامًا أو شهوة؟ فإذا أوقفته لتعيد إليه رشده ظنّك عابثًا، وتركك وهو ثائر أو بارد حتّى لا تعطله عن شأنه.

نظرتُ يومًا إلى نفر يقيمون في أحد الفنادق، وخيّل إليَّ من ملامحهم أنّهم أجانب، ولكنّي عرفتُ بعد زمن ليس بقصير أنّ هذا مسلم، وهذا كاثوليكي وهذا شيوعي، ما يوجد شيء يميّز أحدهم عن الآخر، ولو بقوا سنين ما عرفتُ إلى أين ينتمون؟ إنّ الشيوعي يتعصّب لزملائه في شتى القارات، ويتحدّث عن الألوهية بسوءٍ، ومن هنا عرفتُ نزعته، والنّصراني يحترم يوم الأحد ويشرب الخمر ويرقص في عيد الميلاد المسيحي، وبذلك عرفتُ هويته. أمّا المسلم المزعوم فحيوان مستأنس يشارك هذا وذاك، ويحيَا وسط ضباب فكري محيط، ولا يعي عن محمّد شيئًا.

العوفي العوفي
2016-08-10, 23:14
  الأمانات تبدأ من الأمانة الكبرى.. الأمانة الّتي ناط الله بها فطرة الإنسان الّتي أبت السّماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان. أمانة الهداية والمعرفة والإيمان بالله عن قصد وإرادة وجهد واتجاه.

فهذه أمانة الفطرة الإنسانية خاصة، فكلّ ما عدَا الإنسان ألهمه ربّه الإيمان به والاهتداء إليه ومعرفته وعبادته وطاعته وألزمه طاعة ناموسه بغير جهد منه ولا قصد ولا إرادة ولا اتجاه. والإنسان وحده هو الّذي وكل إلى فطرته وإلى عقله وإلى معرفته وإلى إرادته وإلى اتجاهه وإلى جهده الّذي يبذله للوصول إلى الله تعالى بعون منه سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت:69.

إنّ السّماوات والأرض والجبال الّتي اختارها القرآن ليحدث عنها، هذه الخلائق الضخمة الهائلة، الّتي يعيش الإنسان فيها أو حيالها فيبدو شيئًا صغيرًا ضئيلاً.. هذه الخلائق تعرف بارئها بلا محاولة وتهتدي إلى ناموسه الّذي يحكمها بخلقتها وتكوينها ونظامها، وتطيع ناموس الخالق طاعة مباشرة بلا تدبّر ولا واسطة، وتجري وفق هذا الناموس دائبة لا تني ولا تتخلف دورتها جزءًا من ثانية، وتؤدّي وظيفتها بحكم خلقتها وطبيعتها غير شاعرة ولا مختارة!

العوفي العوفي
2016-08-11, 10:45
http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2014/kheir_832272325.jpg

العوفي العوفي
2016-08-11, 22:16
ما حكم خروج الفتاة مع شاب خطبها دون عقد شرعي بينهما؟
ما لم يتم العقد الشرعي بينكما فهي أجنبية عنك، لا يجوز لك أن تختلي بها أو أن تصافحها أو تلمسها أو تقبّلها أو أن تقول لها كلاماً خاصاً، كما أن تقصُّد النظر إليها ممّا قد يثير الشهوة لا يجوز، فإن أردتَ النّظر إليها ولقاءها فزرها في بيتها ليكون محارمها حاضرين، وإن أردتَ إخراجها فليخرج معكما أحد محارمها، وما شُرعت كل هذه الأمور إلاّ حفظاً للعرض والشّرف وحفظاً لكرامة المرأة وحياتها.
وإليك جملة من النصوص الشّرعية من الكتاب والسُّنَّة حتّى تبادر إلى التوبة، مصداقاً لقوله تعالى {وما كان لِمُؤمِنٍ ولا مؤمنة إذا قَضَى اللهُ ورَسولَهُ أمْراً أن تكون لهُمُ الْخِيَرَةُ مِن أمرِهم ومَن يَعص اللهَ ورسولَه فقد ضلَّ ضلالاً مُّبيناً} الأحزاب:36، وقوله {فلا ورَبِّك لا يُؤمنون حتَّى يُحكِّموك فيما شَجَر بينَهُم ثمّ لا يجِدوا في أنفُسِهم حَرَجاً ممّا قضيتَ ويُسلِّموا تسليماً} النساء:65.
وقال الله تعالى في وجوب غض البصر عن محارم الله {قُل لِلمُؤمنين يَغُضُّوا مِن أبصارِهم ويَحفظوا فروجَهُم ذلكَ أزْكَى لهم إنّ الله خبيرٌ بما يصنَعون. وقُل للمؤمنات يغضُضنَ من أبصارهنَّ ويحفظنَ فروجهُنَّ ولا يُبدينَ زينَاتَهُنَّ إلاّ ما ظَهَرَ منها ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهنَّ على جيُوبِهنّ ولا يُبْدينَ زينَتهُنَّ إلاّ لبُعولَتِهنَّ أو آبائَهنَّ أو آباءِ بعولَتِهنَّ أو أبنائِهنَّ أو أبناء بعولَتِهنَّ أو إخوانِهنَّ أو بني إخوانِهنَّ أو بني أخواتِهنَّ أو نسائِهنّ أو ما مَلَكت أيمانُهنَّ أو التّابعين غيرِ أُولي الإرْبَةِ من الرِّجال أو الطِّفل الّذين لم يَظْهَروا على عورات النِّساء ولا يضرِبْنَ بأرجُلِهنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخفينَ مِن زينَتِهنَّ وتوبوا إلى اللهِ جميعاً أيُّه المؤمنون لعلَّكم تُفلحون} النور:30-31.
وقال صلّى الله عليه وسلّم “فزنا العين النَّظر” أخرجه البخاري ومسلم. أي لإلى ما حَرَّم الله. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لا يخلُوَّن رجل بامرأة إلاّ كان ثالثهما الشيطان” رواه الترمذي وقال حديث صحيح. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لأن يطعن في رأس أحدكم بمِخْيَط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له” رواه الطبراني وهو صحيح.
وبعض الناس يعتذرون لأمر لمس الأجنبيات بطهارة القلب وصفائه من النوايا الفاسدة، وهل هناك أطهر قلباً من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومع ذلك قال: “إنّي لا أصافح النساء” رواه النسائي والترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “لا والله ما مَسَّت يدُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدَ امرأة قط، غير أنّه يبايعهنّ بالكلام” أخرجه البخاري ومسلم.

العوفي العوفي
2016-08-11, 22:18
{وحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ}.. هذا الّذي خلقه الله تعالى على صورته وجعله خليفة له في أرضه.. هذا الإنسان الّذي يعرف الله بإدراكه وشعوره ويهتدي إلى ناموسه بتدبيره وبصره ويعمل وفق هذا الناموس بمحاولته وجهده، ويُطيع الله بإرادته وحمله لنفسه ومقاومة انحرافاته ونزغاته ومجاهدة ميوله وشهواته وهو في كلّ خطوة من هذه الخطوات مريد مدرك، يختار طريقه وهو عـــــارف إلى أين يؤدّي به هذا الطّريق!
إنّها أمانة ضخمة، حملها هذا المخلوق الصغير الحجم، القليل القوّة، الضعيف الحول المحدود العمر الّذي تناوشه الشّهوات والنّزعات والميول والأطماع، هذا القليل القويّ الّذي جمع فيه الله جميع القوى والّذي جعل في خدمته القوى والأقوى والأقوى...
وإنّها حقًّا لمخاطرة أن يأخذ على عاتقه هذه التبعة الثقيلة، ومن ثمّ كان ظلومًا لنفسه جهولاً لطاقته وجهولاً لا يعرف هل يؤدّيها على ما يرام أم كيف يؤدّيها، جهولاً لتبعاتها ونتائجها... هذا بالقياس إلى ضخامة ما زجّ بنفسه لحمله. فأمّا حين ينهض بالتبعة، حين يصل إلى المعرفة الواصلة إلى ربّه وبارئه والاهتداء المباشر لناموسه والطّاعة الكاملة لإرادة خالقه، المعرفة والاهتداء والطّاعة الّتي تصل في طبيعتها وفي آثارها إلى مثل ما وصلت إليه من سهولة ويُسر وكمال في السّماوات والأرض والجبال.. وحين يصل الإنسان إلى هذه الدرجة وهو واع مدرك مريد، فإنّه يصل حقًا إلى مقام كريم ومكان بين خلق الله فريد.

العوفي العوفي
2016-08-11, 22:20
الدُّعاء مفزع المظلومين وملجأ المستضعفين، هو طريق النّجاة وسُلّم الوصول، فبه تُستجلب النّعم، وبمثله تُستدفع النّقم، فما أشدّ حاجة العباد وما أعظم ضرورتهم إليه.

الدّعاء من أنفع الأدوية، فهو عدو البَلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه أو يخفّفه، فضائل الدّعاء لا تحصى، وثمراته لا تعدّ، ويكفي أنّه نوع من أنواع العبادة “الدّعاء هو العبادة”، فمَن ترك الدّعاء فقد استكبر: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
فالمؤمن عندما تنزل به المحن، وتشتدّ وتتوالى عليه الخطوب والكروب، وتعظم حوله وتتتابع الرّزايا والشّدائد، لَن يكون أمامه إلّا أن يلجأ إلى ربّه سبحانه فيلوذ بجانبه، ويضرع إليه راجيًا تحقيق وعده الّذي وعد به عباده المؤمنين: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، فقد أضاف العباد إليه، والرد المباشر عليهم منه، ولم يقُل: فقل لهم إنّي قريب، إنّما تولّى بنفسه سبحانه الجواب على عباده بمجرّد السّؤال فقط، قريب، ولم يقُل: أسمع الدّعاء، إنّما عجّل بإجابة الدّعاء: أجيب دعوة الدّاع إذا دعان، إنّها آية عجيبة، آية تسكب في قلب المؤمن النّداوة الحلوة، والودّ المؤنس، والرِّضا المطمئن، والثّقة واليقين، ويعيش منها في جنّاب رضيٍّ، وقربى ندية، وملاذ أمين، وقرار مكين، فأين تقع تكاليف الحياة في ظلّ هذا الودّ، وفي ظلّ هذا القرب، وفي ظلّ هذا الإيناس؟
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: كان رجل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الأنصار يُكنّى أبا مِعْلَق، وكان تاجرًا يتجر بمال له ولغيره، يضرب به في الآفاق وكان ناسكًا وَرِعًا، فخرج مرّة فلقيه لص مقنّع في السّلاح فقال له: ضع ما معك فإنّي قاتلك، قال: ما تريد إلى دمي، شأنُك بالمال، قال: أمّا المال فلي ولستُ أريد إلّا دمك، قال: أما إذا أبيت فذَرني أُصلّي أربع ركعات، قال: صلّ ما بَدَا لك، قال: فتوضّأ ثمّ صلّى أربع ركعات، فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال “يا وَدُود يا ذا العرش المجيد، أسألُكَ بعِزِّك الّذي لا يُرَام، وملكك الّذي لا يُضام، وبنورك الّذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شرّ هذا اللّص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، ثلاث مرّات”. فإذا هو بفارس أقبل بيده حربة واضعها بين أُذني فرسه، فلمّا بصر به اللّص أقبل نحوه فطعنه فقتله. ثمّ أقبل إليه فقال: قُمْ. قال: مَن أنتَ بأبي وأمّي فقد أغاثني الله بك اليوم؟ قال: أنَا ملك من أهل السّماء الرّابعة دعوتَ بدعائك الأوّل، فسمعتُ لأبواب السّماء قعقعة، ثمّ دعوتَ بدعائك الثاني فسمعتُ لأهل السّماء ضجّة، ثمّ دعوتَ بدعائك الثالث، فقيل لي دعاء مكروب، فسألتُ الله تعالى أن يُولّيني قتله.
يقول عليه الصّلاة والسّلام “ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: مَن يَدعوني فأستجيب له، ومن يَسألني فأعطيه، ومَن يَستغفرني فأغْفِرُ له”.
إنّ المتأمّل في أوضاع الأمّة يلحظ أنّها في كثير من مواطنها وأوضاعها اختارت غير ما اختار الله، ودانت بمناهج على غير طريق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، اختلطت عليها السّبل، واصطبغت بغير صبغة الله، تغيّرت أحوالهم، وفرّطوا في دينهم، أضاعوا الصّلاة، واتّبعوا الشّهوات، أكلوا الرِّبا، وفشَا فيهم الفحش والزِّنا، تركوا الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، واتّبعوا خطوات الشّيطان، وتمادوا في معصية الرّحمن، وهذه كلّها أسباب في عدم إجابة الدّعاء، لأنّ الذّنوب والمعاصي قد تكون حائلة دون إجابة الدّعاء، خاصة أكل الحرام، قال عليه الصّلاة والسّلام “يا أيُّها النّاس إنّ الله طيّب لا يقبَل إلّا طيِّبًا”، ثمّ ذكر الرّجل يُطيل السّفر أشعث أغبر يَمُدّ يديه إلى السّماء: يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له.
لقد كان المصطفى صلّى الله عليه وسلّم إذا أهَمّه أمر رفع رأسه إلى السّماء ودعا يتلمسُ الفَرَجَ والنّجدة، فعندما آذته ثقيف إلى ظلّ شجرة ورفع رأسه إلى السّماء ضارعًا، وعندما نازلته قريش في بدر رفع رأسه ويديه إلى السّماء وأخذ يدعو الله ويتضرّع إليه حتّى أتَمّ الله له النّصر، فإجابة الدّعاء معلّقة بصدق الالتجاء والتضرّع إليه، وعدم استعجال الإجابة، وصدق التّوبة الّتي تجعلنا نعود إلى المنهج الّذي ارتضاه الله لنا، وسار عليه نبيّنا، وسلكه أسلافنا.

العوفي العوفي
2016-08-11, 22:22
إنّ كثيرًا من الآباء والأمّهات صاروا من الّذين يروعُهم أن يُحدثَهم أحد عن الحجاب، ولو رأى بعض مَن ضعُف إيمانه فتاةً في العاشرة من عُمرها قد ارتدت الحجاب لقال بلسان حاله: ماذا تريدون بالفتاة؟ لقد قضيتم على طفولتها، إنّها ضحيّة الفهم الخاطئ من الوالدين.

نعم؛ لقد أثّر الإعلام فينا، فصرنا نحن والأبناء من ضحايا الفهم الخاطئ وليس أبناؤنا وحدهم، وإنّ العجب الحقيقي هو أنّ كثيرًا منّا يُعجبُه حرص غير المسلمين على تعليم وتربية الأبناء وهم صغار، لكنّه لا يُعجبُه أمرُ الدّين الحنيف بضرورة تربية الأبناء على الشّعائر الدّينية وهم في زمن الصِبا.

ولقد نزّل كثير ممّن درسوا العلوم الاجتماعية أقوال الأطباء النّفسانيين وأساتذة علم الاجتماع منزلة النّصوص الدّينية الّتي لها قداسة، وإذا كان النّاس يتأثّرون بأقوال خبراء الاجتماع فلْنَنْقُل لهم ما ورد عنهم في أهمية الطفولة، وأهميّة التّلقين في المرحلة المبكرة، يقول رينيه دوبو “إنّ تجارب الحياة في الفترة المبكرة من العُمر هي الّتي تشكّل الخواص العضوية والفكرية للطفل بأسلوب لا مجال لتغييره بعد ذلك.. ولا يصل الأولاد إلى سنّ الثالثة أو الرابعة من عمرهم إلاّ وتكون نماذج سلوكهم قد تبلورت نهائيًا من أثر العوامل الثقافية والبيئية”.

وتقول مارغريت ماهلر “إنّ السنوات الثلاث الأولى من حياة كلّ إنسان تعتبر ميلادًا آخر، واتّفق فرويد ويونغ وإدلر وألبورت على أنّ السنوات الأولى هي مرحلة الصّياغة الأساسية الّتي تشكّل شخصية الطفل”. فإذا كان لأقوال هؤلاء الخبراء قداسة عند من يهمّهم الجانب النّفسي والاجتماعي للطفل، فإنّهم يُوافقون كلام نبيّنا المعصوم الموحى إليه من ربّه، والّذي لا ينطق عن الهوى، يُوافقونه في ضرورة تعليم الصبي والصبيّة، وأنّ مرحلة الصبا هي الفرصة المهمّة في تكوين الشّخصية.

إنّ التّعليم في الصّغر كالنّقش على الحجر، فمن الضروري أن يلتفت الآباء وخصوصًا الأمّهات إلى بناتهم، وأن يكون لهم مزيد حرص على تعويد البنت الحجاب قبل سنّ البلوغ كما أُمروا أن يُعوّدوهن الصّلاة، حتّى يصير الحجاب من عادتهنّ، فلا يلبثن حتّى يلتزمن الحجاب دون عناء من الوالدين، ودون ضربٍ منهما لهن، ثمّ إذا شبّت الفتاة أحبّت الحجاب وعلمت أنّه من دينها وطاعة ربّها.

وإنّ التّربية والتّكوين بالعادة في الصغر أيسر بكثير من التّعليم والتّلقين والمناقشة والإقناع في الكبر، ولذلك جاء الأمر من الرّسول الكريم بالتّعويد على الصّلاة قبل موعد التّكليف، وكذلك الأمر مع باقي الشّعائر التعبّدية والدّينية والسّلوكية، لتكون هناك فُسحة تترسّخ فيها العبادة وتصيرُ لصيقة بالإنسان لا يستريح إلاّ بأدائها، ومن ذلك الحجاب للبنات.

ولقد كان السّلف يعتنون بتربية أبنائهم على الصّلاح والعبادات، فكانوا يأمرونَهم بالصّلاة إذا عقلوا، وبالصّوم إذا أطاقوا، وذلك من باب التّمرين والتّدريب، بل وكانوا يحُجّون بهم، ففي صحيح مسلم عن ابنِ عبّاسٍ أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ فقال: “مَنِ الْقَوْمُ؟”. قالوا: المسلمون. فقالوا: من أَنْتَ؟ قال: “رَسُولُ اللهِ”، فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا فقالت: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قال: “نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ”.

إنّ كثيرًا من الآباء والأمّهات ينشدون الولد الصّالح، ويطلبون البنت الصّالحة، ويبيتون سُجّدًا وقيامًا يلهجون بالدّعاء رجاء تحقّق ذلك، فإذا ما صدقوا في ذلك فعليهم أن يُتبعوا النية الصّادقة بالعمل الصّالح الخالص الصّائب، عليهم أن يجتهدوا حتّى تلتزم بناتهم الحجاب، وعليهم أن يأخذوا الدروس من الّذين تهاونوا في ذلك وكيف جنوا على بناتهم في الصغر، فجنت البنات على أنفسهنّ وآبائهنّ في الكبر.
وقد قال الشّاعر قديمًا:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كان عوّده أبوه -

العوفي العوفي
2016-08-11, 22:29
عن عقبة ابن عامر قال رضي الله عنه «ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا : حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس للغروب أي حين تميل حتى تغرب» رواه مسلم

العوفي العوفي
2016-08-11, 22:30
عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين» رواه البخاري ومسلم،

العوفي العوفي
2016-08-12, 22:42
روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال(ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد،وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط،فذلكم الرباط،فذلكم الرباط))

العوفي العوفي
2016-08-13, 22:50
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ فَأَغْضَبَهُ ، فَلَمَّا قَامَ رَجَعَ إِلَيْنَا وَقَدْ تَوَضَّأَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ ، وَإِنَّ النَّارَ يُطْفِئُهَا الْمَاءُ ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ " .

العوفي العوفي
2016-08-13, 22:51
عَن أَبِي سَعِيدٍ, الخُدرِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خُطبَةً بَعدَ العَصرِ إِلَى مُغَيرِبَانِ الشَّمسِ حَفِظَهَا مِنَّا مَن حَفِظَهَا وَنَسِيَهَا مِنَّا مَن نَسِيَهَا، فَحَمِدَ اللَّهَ. قَالَ عَفَّانُ: وَقَالَ حَمَّادٌ: وَأَكثَرُ حِفظِي أَنَّهُ قَالَ: بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعدُ فَإِنَّ الدٌّنيَا خَضِرَةٌ حُلوَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُستَخلِفُكُم فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيفَ تَعمَلُونَ، أَلَا فَاتَّقُوا الدٌّنيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ, شَتَّى، مِنهُم مَن يُولَدُ مُؤمِنًا، وَيَحيَا مُؤمِنًا، وَيَمُوتُ مُؤمِنًا، وَمِنهُم مَن يُولَدُ كَافِرًا، وَيَحيَا كَافِرًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنهُم مَن يُولَدُ مُؤمِنًا، وَيَحيَا مُؤمِنًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنهُم مَن يُولَدُ كَافِرًا، وَيَحيَا كَافِرًا، وَيَمُوتُ مُؤمِنًا، أَلَا إِنَّ الغَضَبَ جَمرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوفِ ابنِ آدَمَ، أَلَا تَرَونَ إِلَى حُمرَةِ عَينَيهِ، وَانتِفَاخِ أَودَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُم شَيئًا مِن ذَلِكَ فَالأَرضَ الأَرضَ، أَلَا إِنَّ خَيرَ الرِّجَالِ مَن كَانَ بَطِيءَ الغَضَبِ سَرِيعَ الرِّضَا، وَشَرَّ الرِّجَالِ مَن كَانَ سَرِيعَ الغَضَبِ بَطِيءَ الرِّضَا، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ بَطِيءَ الغَضَبِ بَطِيءَ الفَيءِ، وَسَرِيعَ الغَضَبِ، وَسَرِيعَ الفَيءِ، فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا إِنَّ خَيرَ التٌّجَّارِ مَن كَانَ حَسَنَ القَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، وَشَرَّ التٌّجَّارِ مَن كَانَ سَيِّئَ القَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَسَنَ القَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، أَو كَانَ سَيِّئَ القَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ, لِوَاءً يَومَ القِيَامَةِ بِقَدرِ غَدرَتِهِ، أَلَا وَأَكبَرُ الغَدرِ غَدرُ أَمِيرِ عَامَّةٍ,، أَلَا لَا يَمنَعَنَّ رَجُلًا مَهَابَةُ النَّاسِ أَن يَتَكَلَّمَ بِالحَقِّ إِذَا عَلِمَهُ، أَلَا إِنَّ أَفضَلَ الجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ, عِندَ سُلطَانٍ, جَائِرٍ,، فَلَمَّا كَانَ عِندَ مُغَيرِبَانِ الشَّمسِ قَالَ: أَلَا إِنَّ مِثلَ مَا بَقِيَ مِن الدٌّنيَا فِيمَا مَضَى مِنهَا مِثلُ مَا بَقِيَ مِن يَومِكُم هَذَا فِيمَا مَضَى مِنهُ .
أخرجه الترمذي وأحمد
والشاهد منه قوله -صلى الله عليه وسلم-: أَلَا إِنَّ الغَضَبَ جَمرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوفِ ابنِ آدَمَ، أَلَا تَرَونَ إِلَى حُمرَةِ عَينَيهِ، وَانتِفَاخِ أَودَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُم شَيئًا مِن ذَلِكَ فَالأَرضَ الأَرضَ.
قال الترمذي: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ!!

عَن أَبي وَائِلٍ, القَاصٌّ قَالَ: دَخَلنَا عَلَى عُروَةَ بنِ مُحَمَّدٍ, السَّعدِيِّ فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فَأَغضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَجَعَ وَقَد تَوَضَّأَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَن جَدِّي عَطِيَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : إِنَّ الغَضَبَ مِن الشَّيطَانِ، وَإِنَّ الشَّيطَانَ خُلِقَ مِن النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطفَأُ النَّارُ بِالمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُم فَليَتَوَضَّأ . أخرجه أبو داود وأحمد .

العوفي العوفي
2016-08-13, 23:06
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي وقال الألباني في "سنن الترمذي" : حسن صحيح .

العوفي العوفي
2016-08-13, 23:07
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ : (مَا مِنْ عَبْدٍ يُصْرَعُ صَرْعَةً مِنْ مَرِضٍ إِلا بَعَثَهُ اللَّهُ مِنْهَا طَاهِرًا) رواه الطبراني

العوفي العوفي
2016-08-13, 23:08
قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ - لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ - ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى) رواه أبو داود

العوفي العوفي
2016-08-26, 11:31
ربّنا سبحانه غنيّ عن خلقه. فلا تضرّه معصية من عصاه، كما لا تنفعه طاعة من أطاعه: «يا عبادي، إنّكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني»، {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ، إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا الله شَيْئًا، يُرِيدُ الله أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

الأعمال الصّالحات سبب كلّ خير في الدّنيا والآخرة، وأعظم الأعمال وأفضلها: أعمال القلوب، كالإخلاص، والتوكّل، والخوف، والرّجاء، والرّغبة، والرّهبة، وحبّ ما يحبّ الله، وبغض ما يبغض الله، وتعلّق القلب بالله وحده في جلب كلّ نفع ودفع كلّ ضرّ: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

وأعمال الجوارح الصّالحة تابعة لأعمال القلوب: «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى». والأعمال السيّئة الشّريرة سبب لكلّ شرّ في الدّنيا والآخرة: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}. والعبد مأمور بالطّاعات، ومنهيّ عن المحرّمات في جميع الأوقات. ولكنّه يتأكّد الأمر بالعمل الصّالح في آخر العمر وفي آخر ساعة من الأجل. ويتأكّد النهيّ عن الذّنوب في كلّ وقت من الأوقات، ولكنّه يتأكّد أكثر في آخر العمر وفي آخر ساعة من الأجل، كما ورد في الصّحيح: «إنّما الأعمال بالخواتيم». فمن وفّقه الله للعمل الصّالح في آخر عمره، وفي آخر ساعة من الأجل، فقد كتب الله له حسن الخاتمة. ومن خذله الله فختم ساعة أجله بعمل شرّ، وذنب يُغضب الربّ، فقد ختم له بخاتمة سوء. وقد حثّنا الله تعالى وأمرنا بالحرص على نيل الخاتمة الحسنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

والسّعي لحسن الخاتمة غاية الصّالحين، وهمّة العباد المتّقين، ورجاء الأبرار الخائفين: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. فالصّالحون تعظم عنايتهم بالأعمال الصّالحة السّوابق للخاتمة. كما أنّهم يجتهدون في طلب الخاتمة الحسنة فيحسنون الأعمال، ويحسنون الرّجاء والظنّ بالله تعالى، ويسيئون الظنّ بأنفسهم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله، أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله}. ومن صدق الله في نيته وعمل بسُنّة رسول الله، واتّبع هدي أصحابه، فقد جرت سنّة الله تعالى أن يختم له بخير، وأن يجعل عواقب أموره إلى خير: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}.

وأسباب الخاتمة الحسنة كثيرة، منها: المحافظة على الصّلوات جماعة: «من صلّى البردَيْن (الفجر والعصر) دخل الجنّة». ومن الأسباب كذلك الإيمان والإصلاح: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. ومنها تقوى الله في السر والعلن، بامتثال أمره واجتناب نهيه، والدّوام على ذلك: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. واجتناب الكبائر وعظائم الذّنوب: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}. ولزوم هدي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم واتّباع طريق المهاجرين والأنصار والتّابعين رضي الله عنهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ}. والبُعد عن ظلم النّاس وعدم البغيّ والعدوان عليهم في نفس أو مال أو عرض: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما حرم الله»، «واتّق دعوة المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب»، «ما من ذنب أسرع من أن يعجِّل الله عقوبته من البغي وقطيعة الرحم». والإحسان إلى الخلق: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، «صنائع المعروف تقِي مصارِعَ السوء». والدّعاء: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وفي الحديث: «لا يُنجِي حذَرٌ من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل». ودعاء المسلم لأخيه المسلم بحسن الخاتمة مستجاب: «ما من مسلم يدعو لأخيه بالغيب إلا قال الملك: آمين، ولك بمثلِه».

ومن هنا فلنسع إلى تحصيل أسباب حسن الخاتمة ليوفّقنا الله إلى ذلك. ولنحذر أسباب سوء الخاتمة، فإنّ الخاتمة السيّئة هي المصيبة العظمى، والدّاهية الكبرى، والكسر الّذي لا ينجبر، والخسران المبين. قال ابن أبي مُلَيْكة: أدركتُ ثلاثين من الصّحابة كلّهم يخاف النّفاق على نفسه. ويقول ابن رجب: كان سفيان الثوري يشتدّ قلقه من السّوابق والخواتم، فكان يبكي ويقول: أخاف أن أكون في أمّ الكتاب شقيًا. وقد ورد: إنّ قلوب الأبرار معلّقة بالخواتيم يقولون: ماذا يختم لنا، وقلوب المقرّبين معلّقة بالسّوابق يقولون: ماذا سبق لنا. والله وليّ التّوفيق.

العوفي العوفي
2016-08-26, 11:32
هل تصح التوبة من كلّ الذنوب حتّى الصغيرة منها وكيف يكون ذلك؟
من نِعَم الله عزّ وجلّ على المؤمنين ومن رحمته بهم أن جعل التوبة مكفّرة للذنوب في الدنيا قبل الموت، وهي واجبة على الفور قال صلّى الله عليه وسلّم: “كلّ ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التّوابُون” أخرجه الترمذي وابن ماجة وغيرهما وهو حديث حسن.

وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم” رواه مسلم. ولكن المشكلة في الإصرار على الذنب وتأخير التوبة، قال الله تعالى: {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء: 17.

كما أنّ التوبة تصح من كلّ الذنوب وهي ممكنة حتّى تطلع الشّمس من مغربها، أو تغرغر الروح في سكرات الموت. وجزاء التائب إن كان صادقًا في توبته أن تبدّل سيئاته حسنات إن كثرت وإن كبرت، فلا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار.

قال تعالى: {والَّذينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إلاّ مَنْ تَابَ وآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * ومَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا} الفرقان: 68-71. -

العوفي العوفي
2016-08-26, 11:33
زوج يَطلُب الإرشاد والتّوجيه لحلّ خلاف وقع مع زوجته بسبب رفضها المشاركة في مصاريف البيت اليومية، وهي عاملة تتقاضى أُجرَة لا بأس بها، والزّوج يقول إنّه لم يُجبرها على الإنفاق لكن يرجو لو تعينه في المصاريف حتّى يواجها الغلاء الّذي تشهده المعيشة اليوم. مع العلم أنّ لديهما ثلاثة أبناء؟
النّفقة واجبة على الزّوج. وهي ما ينفقه على زوجته وأولاده من طعام وكسوة وسكنى ونحو ذلك. وعمل المرأة خارج المنزل عملاً مُباحًا ولو برضى الزّوج فإنّه لا يُسقِط حقّها في النّفقة.
لكن العِشرة الزّوجية القائمة على المودّة والرّحمة تقتضي تعاون أفراد الأسرة فيما فيه صلاح الأسرة واستقامتها وسعادتها، ولا حرج إن أعانَت الزّوجة زوجَها في النّفقة إن أعسر، قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. والله أعلَم. -

العوفي العوفي
2016-08-26, 11:34
امرأة متزوّجة منذ عشر سنوات من رجل زوجته متوفاة وله أطفال راشدون، تشتكي من سوء معاملته، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الضّرب والشّتم إذا لم تستجب لطلباته المُخلّة بالحياء والآداب الإسلامية في الفراش. مع العِلم أنّها تبلغ من العمر ثلاثًا وخمسين سنة؟
إنّ الحياة الزّوجية أخذ ٌ وعطاء في ظِلّ المودّة والرّحمة. فلكلّ واحدٍ من الزّوجين حقوق واجبات. فالزّوجة الصّالحة تقوم بواجباتها نحو زوجها وتدعو الله أن يُصلِح زوجَها، وتصبِر على أذاهُ وتقصيره وتفريطه ما لم يكُن أذًى مُؤدِّيًا إلى الظلم وإلحاق الضّرر.

فعليكِ أيّتُها السّائلة أن تستجيبي لطلبات زوجكِ ما لم يكُن حرامًا كالوطء في الدُّبُر والوطء في الحيض. أمّا ما كان حلالاً ولو كان مُخِلاًّ بالحياء كما تقولين فمِن الواجب عليكِ تحصينُ زوجكِ من الوقوع في الحرام. والله أعلَم. -

العوفي العوفي
2016-08-26, 11:36
خلق الله الإنس والجنّ ليَعبدوه، قال سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات: 56. فأرسل إليهم الرّسل ليُبيّنوا لهم طريق الهُدى، ويحجزوهم عن طريق الرّدَى، قال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَن اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ} النّحل: 36.

وعبادة الله سبحانه وتعالى في السِّرّ وطاعة عزّ وجلّ في الخفاء، عبادة مَن اعتادها طهّر قلبه وهذّب نفسه وعوّدها الإخلاص. وهي أن تعبُد الله عزّ وجلّ حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد غير الله سبحانه وتعالى. ونبيُّنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ينصحنا: “مَن استطاع منكم أن يكون له خبء مِن عَمَل صالح، فليفعل”.

والخبيئة من العمل الصّالح هو العمل الصّالح المُخْتَبِئ، يعني المختفي. روي عن سيّدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه قوله: “اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصّالح كما أنّ لكم خبيئة من العمل السَّيِّئ”. في حين يُنبِّهنا الصّحابي الجليل الزبير رضي الله عنه إلى أمر غفل عنه الكثير من النّاس وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛ فلكلّ إنسان عمل سيِّئ يفعله في السِّرّ، فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السِّرّ أيضًا لعلّه أن يغفر له الآخر.

وتتمثّل عبادة السِّرّ في: عبادة القلب، وهي الإيمان بالله جلّ في علاه، وهو سرّ بين العبد وربّه، تترجمه الأقوال الصّادرة، والأفعال الظّاهرة، والعلم، وأعظمه معرفة الله تعالى، وقراءة القرآن، وذِكْرُ الله عزّ جلّ، وصلاة النّوافل في الخلوات، والدّعاء. قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}. والصّيام، ذكر الذهبي في السير، قال الفلاس: سمعتُ ابن أبي عليّ يقول: (صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازًا يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطّريق). والصّدقات، قال تعالى: {إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّر عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة: 271. والبُكاء في الخلوات، وخدمة الضعفاء، وقضاء الدُّيون وغيرها.

وأعمال السِّرّ لا يثبت عليها إلاّ الصّادقون العارفون بالله تعالى، فهي زينة الخَلَوَات بين العبد وبين ربِّه. وليعلَم كلّ إنسان أنّ الشّيطان لا يرضى ولا يقرّ إذا رأى مِن العبد عَمَل سرّ أبداً. وإنّه لَن يتركه حتّى يجعله في العلانية؛ ذلك لأنّ أعمال السِّرّ هي أشدّ الأعمال على الشّيطان، وأبعد الأعمال عن مخالطة الرِّيَاء والعُجْبِ والشُّهْرَة. وإذا انتشرت أعمال السِّرّ بين المسلمين، ظَهَرت البركة وعَمّ الخير بينهم.

قال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: “اكْتُم حسناتك أشَدَّ ممّا تكتُم سيِّئاتك”. وقال أيوب السختياني: “لأن يَسْتُرَ الرجل الزُّهْد خيرٌ له مِن أن يُظْهِرَه”. وعن محمد بن زياد قال: “رأيتُ أبَا أُمَامَةَ أَتَى على رجلٍ في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده، ويدعو ربَّه، فقال له أبو أمامة: أنتَ أنتَ لَوْ كان هذا في بيتك”.

وقال الحارث المحاسبي رحمه الله: الصّادِق هو الّذي لا يُبالي لو خَرَج كلّ قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه، ولا يُحبّ اطلاع النّاس على مثاقيل الذر من حسن عمله. وقال بشر بن الحارث: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبّ أن يعرفه النّاس.
وإنّ من العوامل المُعِينَة على الخبيئة الصّالحة:
تدبُّر معاني الإخلاص: فالتربية على الإخلاص لله سبحانه وتعالى وتذكير النّفس به دائماً هي الدافع الأول على عمل السِّرّ، ذلك إن الباعث على عمل السِّرّ هو أن يكون العمل لله وحده وأن يكون بعيداً عن رؤية النّاس.

استواء ذم النّاس ومدحهم: وهو معنى لو تربَّى عليه المرء لأعانه على عمل السِّرّ، إذ إنّه لا تمثل عنده رؤية النّاس شيئاً، سواء مدحوه لفِعله أو ذمُّوه له.
صدقة السِّرّ: قال الله سبحانه تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} البقرة: 271. فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السِّرّ عملياً. فبالإكثار من صدقة السِّرّ يُعَوِّد الإنسان نفسه على أعمال السِّرّ ويتشرّبُها قلبه وتركن إليها نفسه.

العوفي العوفي
2016-08-26, 11:37
لقد بات إبعاد الإسلام عن قضية فلسطين جريمة بشعة، وظهر ألاّ نتيجة لذلك إلاّ القضاء على الأمّة العربية كلّها... أفما آن الأوان لإيقاظ الجهاد الإسلامي، وترك المسلمين يعودون إلى قواعده وتعاليمه..؟
عرف هذه الحقيقة سياسي عربي كبير هو الملك فيصل بن عبد العزيز، فقرّر أنّ إنقاذ فلسطين مسؤولية العالم الإسلامي أجمع، وأنّ هذه المسؤولية قضائية شاملة تعني الولاء للإسلام وإقرار أخوّته ورفع رايته، وتعني قبل ذلك وبعده تصحيح الانتماء إليه والعمل به..
وقد أناط بالمؤتمر الإسلامي هذه الأعباء الجسام، وقبل أن تكون الجامعة العربية –المحترمة للإسلام- شريكًا ينهض بواجبه وليست المالك المحتكر لقضية فلسطين..
وخير لنا أن نعود لسياسة فيصل، وأن نعترف بالطّابع الدّيني للمعركة، فليس معقولاً أن يهاجم اليهود بدِين، وأن يدافع العرب مُلحدين منحلّين.
وعندما نُعلِن إسلامنا فيجب سدّ أبواب الغزو الثقافي كلّها، وفسح الطّريق أمام حقائق الإسلام وحدها لتزهر وتثمر.

العوفي العوفي
2016-08-27, 07:10
وأعمال السِّرّ لا يثبت عليها إلاّ الصّادقون العارفون بالله تعالى، فهي زينة الخَلَوَات بين العبد وبين ربِّه. وليعلَم كلّ إنسان أنّ الشّيطان لا يرضى ولا يقرّ إذا رأى مِن العبد عَمَل سرّ أبداً. وإنّه لَن يتركه حتّى يجعله في العلانية؛ ذلك لأنّ أعمال السِّرّ هي أشدّ الأعمال على الشّيطان، وأبعد الأعمال عن مخالطة الرِّيَاء والعُجْبِ والشُّهْرَة. وإذا انتشرت أعمال السِّرّ بين المسلمين، ظَهَرت البركة وعَمّ الخير بينهم.

العوفي العوفي
2016-08-27, 07:12
قال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: “اكْتُم حسناتك أشَدَّ ممّا تكتُم سيِّئاتك”. وقال أيوب السختياني: “لأن يَسْتُرَ الرجل الزُّهْد خيرٌ له مِن أن يُظْهِرَه”. وعن محمد بن زياد قال: “رأيتُ أبَا أُمَامَةَ أَتَى على رجلٍ في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده، ويدعو ربَّه، فقال له أبو أمامة: أنتَ أنتَ لَوْ كان هذا في بيتك”.

العوفي العوفي
2016-08-27, 07:13
عبادة الله سبحانه وتعالى في السِّرّ وطاعة عزّ وجلّ في الخفاء، عبادة مَن اعتادها طهّر قلبه وهذّب نفسه وعوّدها الإخلاص. وهي أن تعبُد الله عزّ وجلّ حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد غير الله سبحانه وتعالى. ونبيُّنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ينصحنا: “مَن استطاع منكم أن يكون له خبء مِن عَمَل صالح، فليفعل”.

العوفي العوفي
2016-08-27, 07:14
تتمثّل عبادة السِّرّ في: عبادة القلب، وهي الإيمان بالله جلّ في علاه، وهو سرّ بين العبد وربّه، تترجمه الأقوال الصّادرة، والأفعال الظّاهرة، والعلم، وأعظمه معرفة الله تعالى، وقراءة القرآن، وذِكْرُ الله عزّ جلّ، وصلاة النّوافل في الخلوات، والدّعاء. قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}. والصّيام، ذكر الذهبي في السير، قال الفلاس: سمعتُ ابن أبي عليّ يقول: (صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازًا يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطّريق). والصّدقات، قال تعالى: {إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّر عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة: 271. والبُكاء في الخلوات، وخدمة الضعفاء، وقضاء الدُّيون وغيرها.

العوفي العوفي
2016-08-27, 07:15
صدقة السِّرّ: قال الله سبحانه تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} البقرة: 271. فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السِّرّ عملياً. فبالإكثار من صدقة السِّرّ يُعَوِّد الإنسان نفسه على أعمال السِّرّ ويتشرّبُها قلبه وتركن إليها نفسه.

العوفي العوفي
2016-08-28, 11:32
مهما كانت طاقة التحمل للأذى الذي سلطه كفار قريش على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة فإنها تبقى دائما محدودة ولا بد من البحث لهؤلاء المضطهدين عن مخرج ولن يكون المفكر فيه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يؤلمه شديد الألم ما يرى عليه أصحابه. وكيف لا تكون مشاعره عليه الصلاة والسلام كذلك وهو الموصوف في القرآن الكريم بالرأفة والرحمة بالمؤمنين حيث قال جل من قائل (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم وبالمؤمنين رؤوف رحيم).

وكان لا بد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من التخطيط وإحكام اختيار المكان الذي سيهاجر إليه أصحابه حتى يجعلهم في مأمن من أذى قريش وملاحقتها.

* قال ابن إسحاق: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ومن عمه وانه لا يقدر أن يمنعهم من البلاء قال لهم “لو خرجتم إلى الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده احد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما انتم فيه”.

والذي يستوقفنا في هذا النص أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلك يختلف عن أصحابه في الصبر والتحمل وفي المكانة من المجتمع. فقريش مهما تطاولت ومهما حاولت إلحاق الأذى برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها لن تصل إلى مرادها وذلك باعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعصمه من الناس ربه سبحانه وتعالى (والله يعصمك من الناس) ثم إن في قريش بقية من عرف وتقاليد تمنعها “وأبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد من سادة قريش موجود” من أن تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكن هذه الحماية والرعاية لا تتجاوزانه عليه الصلاة والسلام إلى المؤمنين به وهذا ما وقع فعلا فقد آذتهم قريش وعذبتهم وهذا ما رآه الخاص والعام وما لا يمكن أن يتحمل استمراره رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هنا جاء قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه “لو خرجتم إلى الحبشة...” فقد اختار لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم المكان الذي سيهاجرون إليه ألا هو الحبشة من أرض إفريقيا. وبذلك حصل الوصل المبكر بين أرض الجزيرة مهبط الوحي وأرض إفريقيا وبلاد الحبشة بالخصوص وعلل رسول الله صلى الله عليه وسلم للإقناع وحصول الاطمئنان لدى أصحابه لهذا الاختيار بان (في بلاد الحبشة ملكا لا يظلم عنده احد) وهي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ملك من ملوك زمانه وقد كانوا كثرا على اليمين وعلى الشمال ولكن الذي استحق من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الشهادة والتزكية إنما هو ملك الحبشة فقط دون سواه من الملوك.

* فلملك الحبشة خصلة ألا وهي رفضه للظلم وهو بهذه الخصلة يلتقي مع الإسلام الذي اعتبر الظلم ظلمات يوم القيامة وهو درجات. وسنتبين فيما يأتي أن هذا الملك كان حقيقة عند حسن ظن رسول الله به.

* ثم أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم تزكية أخرى تجاوزت شخص هذا الملك العادل إلى بلاده الحبشة ومن ورائها إفريقيا حيث قال عليه الصلاة والسلام (وهي أرض صدق).

* وهذه الشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ارض الحبشة من إفريقيا هي بمثابة التوصية التي لا مبرر لتقييدها بزمانه هو عليه الصلاة والسلام ما دام لم يرد ما يوجب تقييدها.

* فالتواصل ينبغي أن يظل قائما بين إتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأهل إفريقيا وقارتهم إذ المسلمون أهل صدق وأفريقيا (الحبشة) أرض صدق.

* قال موسى بن عقبة: وخرج جعفر بن أبي طالب وأصحابه فرارا بدينهم إلى الحبشة فبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بن المغيرة وأمرتهما أن يسرعا ففعلا واهديا للنجاشي (ملك الحبشة) فرسا وجبة ديباج وأهديا لعظماء الحبشة هدايا، فقبل النجاشي واجلس عمرو على سريره فقال: إن بأرضك رجالا منا سفهاء ليسوا على دينك ولا ديننا فادفعهم إلينا.

فقال (النجاشي) حتى أكلمهم وأعلم على أي شيء هم.

فقال عمرو: هم أصحاب الرجل الذي خرج فينا وإنهم لا يشهدون أن عيسى ابن الله ولا يسجدون لك إذا دخلوا.

فأرسل النجاشي إلى جعفر وأصحابه فلم يسجد له جعفر ولا أصحابه وحيوه بالسلام.

قال عمرو: ألم نخبرك بخبر القوم.

فقال النجاشي : حدثوني أيها الرهط ما لكم لا تحيونني كما يحييني من أتاني من قومكم واخبروني ما تقولون في عيسى وما دينكم؟

* أنصارى انتم؟

قالوا: لا

قال: أفيهود انتم؟

قالوا: لا

قال: فعلى دين قومكم؟

قالوا: لا

قال: فما دينكم؟

قالوا: الإسلام

قال: وما الإسلام؟

قالوا: نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا

قال: ومن جاءكم بهذا؟

قالوا: جاءنا به رجل منا قد عرفنا وجهه ونسبه، بعثه الله كما بعث الرسل إلى من كان قبلنا فامرنا بالبر والصدقة والوفاء والأمانة ونهانا أن نعبد الأوثان وأمرنا أن نعبد الله فصدقناه وعرفنا كلام الله فعادانا قومنا وعادوه وكذبوه وارادونا على عبادة الأصنام ففررنا إليك بديننا ودمائنا من قومنا.

قال النجاشي: والله إن خرج هذا الأمر إلا من المشكاة التي خرج منها أمر عيسى.

قالوا: وأما التحية فرسولنا اخبرنا أن تحية أهل الجنة السلام فحييناك بها وأما عيسى فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم روح منه وابن العذراء البتول.

خفض النجاشي يده إلى الأرض وأخذ عودا فقال: والله ما حاد ابن مريم عن هذا وزن هذا العود.

فقال عظماء الحبشة: والله لئن سمعت هذا الحبشة لتخلعنك.

فقال: والله لا أقول في عيسى غير هذا أبدا، وما أطاع الله الناس في حين رد إلى ملكي فأنا أطيع الناس في دين الله! معاذ الله من ذلك!

وفي رواية أخرى قال النجاشي: وهل معك مما جاء به من عند الله من شيء؟

قال جعفر: نعم وقرأ عليه صدرا من “كهيعص” فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم.

ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما ولا يكاد.

وقد أوردت هنا النص الذي توجد له روايات أخرى نظرا لما يحتويه من معان وقيم ودروس وعبر نذكر منها:

* أن الذي اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أميرا على المهاجرين إلى الحبشة هو جعفر بن أبي طالب الملقب بجعفر الطيار وهو رجل من خيرة أبناء أبي طالب: شجاعة واقداما وفدائية وعمق إيمان كما انه أحد فرسان البلاغة والخطابة مما يتناسب مع ما يمكن أن يعترض سبيل هذه الهجرة من صعوبات وعراقيل.

وهذا ما وقع فعلا إذ أرسلت قريش ممن يرد هؤلاء (الهاربين) واختارت لهذه المهمة عمرو ابن العاص وهو من هو دهاء وقدرة على المناورة. وقد بدأت المناورة فعلا بالهدايا التي قدمت للنجاشي وحاشيته حتى بلغ بذلك إلى درجة أن قربه النجاشي وأجلسه على سريره. وبدأ عمرو بإيغار صدر النجاشي فقال في هؤلاء المهاجرين بأنهم سفهاء وأنهم ليسوا على دين النجاشي ولا على دين قومهم ولكن النجاشي هذا الملك الذي لا يظلم عنده أحد أبى إلا أن يسمع منهم ومع ذلك فإن عمرو أوغل في الإيغار، فقال: إن هؤلاء الفارين لا يؤمنون بأن عيسى هو ابن الله ولا يسجدون لك إذا دخلوا.

وفعلا فإن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم يعتقدون أن عيسى هو عبد الله ورسوله وأنهم لا يسجدون إلا لله.

ودخل جعفر وصحبه على النجاشي وكان أول ما سألهم عنه هو لماذا لم يسجدوا مثلما يفعل الداخلون عليه وماذا يقولون في عيسى وما هو دينهم؟

فأجاب جعفر وأحسن الجواب بدون تلكؤ أو تردد أو تلعثم ودون زيادة أو نقصان وعرض معالم الدين الذي آمن به هو وأصحابه فأحسن العرض ثم تلا للنجاشي من القرآن الكريم حول عيسى وأمه عليهما السلام مما جعل النجاشي يعلن التطابق الكامل بين ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام وما جاء به عيسى وأن ما اخبر به محمد عليه الصلاة والسلام هو الحق الذي به يؤمن النجاشي ويلاقي عليه ربه غير آبه بتحذير من حوله مؤثرا الحق ورضا الله عن رضا الناس.

ثم رد النجاشي مبعوثي قريش بيد فارغة واخرى لا شيء فيها وأحسن وفادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واكرمهم أحسن إكرام.

* وبذلك يكون النجاشي كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ملكا عادلا لا يظلم عنده أحد وتكون الحبشة من إفريقيا أرض صدق إلى يوم القيامة.

* وتتجلى مرة أخرى مدى حكمة وحنكة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدرته على التخطيط والاختيار للرجال والمواقع سنده في ذلك طبيعة الحال عظمة الدين الذي بعثه به الله تبارك وتعالى للناس أجمعين: دين عدل وإنسانية مع الحق والخير والأخيار مهما نأت بهم الديار.

العوفي العوفي
2016-08-28, 22:21
شاب يسأل عن حكم صنع الأجسام للإنسان وغيره بزعم المحافظة على التقاليد والتراث التقليدي؟

إن التصوير وصنع التماثيل باليد حرام بالكتاب والسُنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: “ومَن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة” أخرجه البخاري ومسلم.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون” أخرجه البخاري ومسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يُقال لهم أحيوا ما خلقتم” أخرجه البخاري ومسلم. وعن أبي جحيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: “نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي، ولعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة، والمصور” أخرجه البخاري.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مَن صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيه الروح وليس بنافخ” أخرجه البخاري ومسلم. وعن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: ادنُ مني، فدنا منه، ثم قال: ادنُ مني، فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه فقال: أنبئُك بما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعتُ رسول الله عليه وسلم يقول: “كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً تعذبه في جهنم” وقال: “إن كنتَ لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له” أخرجه البخاري ومسلم.
وعليه فحكم التصوير باليد وصنع الأجسام ذوات الأرواح كالإنسان والحيوان هو التحريم للأحاديث السابقة.

أما التصوير بالآلة وما يُسمى بالتصوير الفوتوغرافي فهو محَل خلاف بين الفقهاء، فمنهم مَن ألحقه بالتصوير باليد، ومنهم مَن لم يعتبره تصويراً، بل حبساً للظل فأجازه بشروط وضوابط منها: عدم أخذها للذكرى، وعدم تعليقها من أجل التعظيم، وعدم أخذ صور للنساء وهن غير مرتديات لباسهن الشرعي، أو وهن مختلطات بالرجال، وغير ذلك من المجالات الإشهارية غير الشرعية للصور والتصوير. والله أعلم....

العوفي العوفي
2016-08-28, 22:27
إن هذا المنهج معناه أن يستمتع الإنسان بمزاياه كمنهج وضعه له خالقه الذي يحبه كخليفته في الأرض ليصل الأرض بالسماء محفوفًا بجلال الوحدانية وجمال الرحمة الربانية، منهج بريء من جهل الإنسان وهوى الإنسان وضعف الإنسان وشهوة الإنسان.

منهج لا محاباة فيه لفرد ولا لطبقة ولا لشعب ولا لجنس ولا لجيل من البشر على جيل، لأن الله عز وجل رب الجميع، خلق الخلق بقدرته وعلمه وأحبه برحمته ولطفه.. فيُقرب إليه مَن أطاع ويداوي مَن عصى ويرحم بفضله ويعاقب بعدله.. فهو تعالى لا تخالجه شهوة المحاباة لفرد أو طبقة أو شعب أو جنس أو جيل، تعالى سبحانه عن ذلك علوًا كبيرًا..

هذا الرب الكريم الحليم العظيم الذي يرد على السماوات والأرض والجبال حين أرادوا النيل من هذا الإنسان الضعيف لانحرافه عن المنهج القويم بقوله: “اتركوني وخلقي فلو خلقتموهم لرحمتموهم فإن أطاعوني فأنَا حبيبُهم وإن عصوني فأنَا طبيبهم”..

ثم إن من مزايا هذا المنهج أن صانعه هـو خالق الوجود بأسره، خالقه بالكلمة المقدسة لا بالمعالجة {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون}.. فهو سبحانه صانع هذا الإنسان وجعل لصيانة هذه الصنعة منهجًا يضمن الحياة الطيبة والسعادة في الدارين لمَن أطاع. -

العوفي العوفي
2016-08-28, 22:29
حق النفس حق مقدس في نظر الشريعة الإسلامية، فلقد خلق الله الإنسان وألبسه ثوب الكرامة وفضله على كثير ممن خلق بالعقل والعلم والبيان والنطق والشكل والصورة الحسنة والهيئة الشريفة والقامة المعتدلة، وشمله بالرعاية والعناية وهو نطفة في داخل الرحم وفي جميع أطواره، إلى أن صار خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين.

حفظ النفس هو حفظ الأرواح من التلف أفرادًا وعمومًا لأن العالم مركب من أفراد الإنسان، وفي كل نفس خصائصها التي بها بعض قوام العالم، وليس المراد حفظها بالقصاص كما مثل بها الفقهاء، بل نجد القصاص هو أضعف أنواع حفظ النفوس، لأنه تدارك بعد الفوات بل الحفظ أهمية عن التلَف قبل وقوعه، مثل مقاومة الأمراض السارية، وقد منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجيش من دخول الشام لأجل طاعون عاموس، والمراد النفوس المحترمة في نظر الشريعة وهي المعبر عنها بالمعصومة الدم.

ويشتمل أمر المحافظة على مصلحة النفس على طريقين:

الطريق الأول: في طرق المحافظة على النفس من جانب الوجود. ويتضمن وضع الضمانات لوجود وحياة الإنسان واستمراره، وبيان المصالح والمضار له في تحصيل مطالبه، وبيان حالات الضيق والسعة، والانتقال من العسر إلى اليسر بمقتضى ما وضع له من مبادئ وقواعد في الشريعة الإسلامية.

والطريق الثاني: في المحافظة على مقصد النفس من جانب العدم، ويتضمن تحريم الاعتداء على الأنفس، والأطراف، ومشروعية القصاص في الأنفس والأطراف، وأحكام القتل الخطأ وعلاقتها بالمحافظة على الأنفس، وتحريم الانتحار وغيرها.

فقد حرمَت الشريعة الإسلامية الاعتداء على الأنفس بغير حق واعتبرت هذا الفعل من أعظم المفاسد على ظهر الأرض، ومن أكبر الكبائر وأنكر المنكرات بعد الكفر بالله، وجاء ذلك التحريم في آيات كثيرة وأحاديث عديدة ومتنوعة نذكر منها: قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا النفسَ التي حَرم الله إلا بالحق} الأنعام:151، الإسراء:33، وقال تعالى: {ولا تَقْتُلوا أولادَكُم} الإسراء:31. وقال تعالى: {ومَن يَقْتُل مؤمنًا مُتَعَمدًا فجزاؤُه جهنم خالِدًا فيها وغَضِبَ اللهُ عليه وأعَد له عذابًا عظيمًا} النساء:94. وقال تعالى: {إن اللهَ لا يُحِب المُعتدين} المائدة:87.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يَحِل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المُفارق للجماعة”. قال العلامة ابن العربي: [وأهم قواعد الشرائع حماية الدماء من الاعتداء وحياطته بالقصاص كفا ورَدْعًا للظالمين الجائزين].

فبعد أن أوضحت الشريعة الإسلامية جريمة الاعتداء على النفس وحرمتها تحريمًا قاطعًا -صار معلومًا بالضرورة للجميع- رتبت بعد ذلك العقوبات المناسبة لكل فعل مع ملاحظة الدوافع والآثار. قال تعالى: {وَلَكُم فِي القِصاص حياةٌ يا أولي الألباب} البقرة:179، وقال تعالى: {يا أيهَا الذين آمنوا كُتِبَ عليكُم القِصاص في القَتْلَى} البقرة:178. وقال تعالى: {وكَتَبْنَا عليهِم فيها أن النفْسَ بالنفْسِ والعَيْنَ بالْعَيْنِ والأنْفَ بالأنْفِ والأُذْنَ بالأُذْنِ والسِن بالسن والجُرُوحَ قِصَاص} المائدة:45.

فهذه الآيات بينَت حكم القصاص في النفس والأطراف والجروح، فلولا القِصاص لأهلك الناس بعضهم بعضًا اعتداء واستيفاء، فكان القصاص دفعًا لمفسدة التعدي على الدماء بالجناية.

تحريم الانتحار..

لا يَخفى أن حق الحياة حق خالص لله تعالى، ومن هنا حرم على الفرد أن يعرض نفسه للتهلُكة، كما حرم الانتحار لأن حياة الإنسان ليست ملكًا خالصًا له وإنما هي حق لباريها وخالقها.
ولقد جاءت الآيات والأحاديث بتحريم جميع وسائل الانتحار مع التهديد والوَعيد الشديد لمَن يلج إليه. قال تعالى: {ولا تَقْتُلوا أنْفُسَكم} النساء:29، وقال تعالى: {ولا تُلْقُوا بأيْدِيكُم إلى التهْلُكة} البقرة:195، وقال صلى الله عليه وسلم: “مَن تردى من جبل فقَتَل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالِدًا مُخَلدًا فيها أبدًا، ومَن وجأ بطنه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا، ومَن تحسى سما فسمه بيده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا”، فهذا الحديث يدل على حُرمة قتل الإنسان نفسه، ويدل على الوعيد الشديد المترتب على قتل النفس.
قال الإمام الشاطبي: [ونفس المكلف داخلة في هذا الحق أي حق الله الخالص إذ ليس له التسليط على نفسه ولا على عضو من أعضائه بالإتلاف]، وخلاصة القول أن الشريعة الإسلامية وضعت تشريعات حكيمة للمحافظة على أنفس الناس وأطرافهم من الاعتداء عليها، وجعلت لذلك عقابًا رادعًا زاجرًا هو القصاص.

كما رتبت على القتل الخطأ بعض العقوبات التي تجعل الإنسان يُراعي في تصرفاته وأفعاله الحكمة واليقظة ويترفع عن التساهل وعدم الحيطة، كما حرمت قتل النفس -الانتحار- تحريمًا قاطعًا، وبهذا التشريع الحكيم حافظ الشرع على نفوس الناس وأعضائهم.

العوفي العوفي
2016-08-28, 22:32
العلامة الشيخ أحمد إدريس عبده –رحمه الله – أحد أساطين العلم والفتوى في الجزائر عاش للعلم وسار إلى ربه في صمت. العصامي الذي ملأ الدنيا بعلمه وفقهه، كرّمه جمال عبد الناصر بوسام الجمهورية وغيبته الجزائر، صاحب منهج في الفتوى والفقه ومرجع إفتاء لا غنى عنه.
منذ سنتين، ودعت الجزائر والعالم الإسلامي طودا من أطواد العلم والدين، ملأ الدنيا بنشاطه وعلمه، وبرحيله فقدت مرجعا نادرا في الإفتاء والفقه. كان فريد زمانه وزينة مجلسه، ورجل فتوى لا يفتى في حضوره. كان مدرسة قائمة بذاتها، ومرجعا منشودا في علوم الدين والفقه، عالما جليلا، إماما ومصلحا وداعية وأستاذا مبجلا. عُرف بأخلاقه العالية وتواضعه، زاهدا في الدنيا قانعا بما حباه الله من العلم والورع، مقبلا على العلم إقبال النحل على الزهر، منشغلا بقضايا أمته وشعبه. عصامي التكوين شأن العظماء شرقا وغربا، قديما وحديثا. سلاحه الإرادة والتصميم. حظي بشرف التكريم من الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وتتلمذ لكبار العلماء والأدباء وشيوخ الأزهر، على غرار محمد متولي الشعراوي في الفقه، ونازك الملائكة في الأدب، وبطرس بطرس غالي في القانون. موطنه الأصلي إثيوبيا، حبشة الإسلام، قبل أن يحط الرحال في الجزائر ويستقر بها بعد رحلات وصولات كثيرة طلبا للعلم.
ذلكم هو الشيخ الأستاذ أحمد إدريس عبده، الذي سأحاول أن أرسم عنه صورة واضحة المعالم جلية الخصال ما استطعت إلى ذلك سبيلا. إنه ذلكم العالم الفذ والفقيه المفتي الذي حوّل التلاغمة إلى قبلة للعلم والفقه ومنارة من منارات علوم الشرع الحنيف، ودارا من ديار الفتوى. رجل بذل من علمه وجهده الكثير.. بيد أنه لم يحظ بما يليق بعطائه الجم الغزير نظير تلك الخدمات التي أسداها للبلاد والعباد. “الخبر” تنقلت إلى بيته بمدينة التلاغمة جنوبي ولاية ميلة، في زيارة خاصة للتعريف بمسيرة علامة عاش حاملا لراية العلم والدين ورحل إلى ربه في صمت. أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المعروف بالشيخ أحمد إدريس عبده، ولد بمحافظة “ديسي”، 400 كم عن العاصمة أديسابابا بإثيوبيا سنة 1940. من عائلة إسلامية محافظة. توفي أبوه وعمره لم يتجاوز العاشرة، فكفله عمه، وكان أحد رجال الدين والمحدّثين بإثيوبيا. كان إدريس الابن الحادي عشر من 15 ابنا من العائلة. نشأ في جو عائلي مفعم بالثقافة الدينية. تلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه، حيث حفظ القرآن في سن مبكرة وعمره 12 سنة. كما كان عمه حريصا أشد الحرص على تنشئته تنشئة العلماء، فحفظ إلى جانب القرآن الكريم “الأجرومية” وكتاب “قطر الندى وبل الصدى”. فكان نابغة عصره، وموسوعة فكرية إلى جانب فصاحة في اللسان وبراعة في البيان، وتحكم تام في ناصية لغة العرب وملكة في التعبير مدهشة، مكنته من ارتجال الكلام في أي موضوع أو مقام، ملمّا بالنثر والشعر. لقد كان بمثابة دائرة معارف من علوم الدين، التي بلغ فيها شأوا بعيدا إلى علوم الدنيا التي نهل منها الكثير. لما بلغ سن السابعة عشرة حزم أمتعته في رحلة العلم الشاقة التي غيّرت مجرى حياته، حيث انتقل مع أبناء عمومته إلى السودان سنة 1957، وهناك سطع نجمه وحفظ “شرح الدردير”، وهو كتاب من كتب الفقه المالكي المشهورة.. فاتسع إناء علمه أكثر، ليستأنف رحلة أخرى نحو مصر التي كانت المحطة الأهم والتي اكتملت فيها شخصيته وتفتقت عبقريته.
أحمد إدريس لم يدخل مدرسة نظامية في إثيوبيا ولا في السودان، بل كان يأخذ العلم عن عمه وغيره من الشيوخ. نبوغه وعبقريته مكناه من دخول جامعة الأزهر، ليترشح لشهادة البكالوريا سنة 1957 ويتمكن من الحصول عليها سنة 1963.
جامعة الأزهر كانت نقطة فارقة في مسيرته التعليمية، يقول ابنه الأصغر صلاح الدين، حيث تتلمذ لكبار شيوخ الأزهر من أمثال: عبد الرحمن أبو زهرة، والشيخ محمد متولي الشعراوي، وفي الأدب تتلمذ على يد رائدة الشعر الحديث نازك الملائكة، كما درس القانون وعلم الاجتماع على يد الدبلوماسي المعروف بطرس بطرس غالي، الأمين العام للأمم المتحدة سابقا. المسيرة التعليمية للشيخ كانت حافلة بالنجاحات والتفوق والتألق، تخصص في الفقه المقارن حول المذاهب الأربعة، وتحصل على درجة التخصص سنة 1967 بتقدير جيد جدا. ما سمح له باعتلاء منصة أعلى التكريمات في مصر، حيث كرم من قبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي أسدى له وسام رئيس الجمهورية. بالموازاة مع ذلك، تلقى الشيخ تكوينا في اللغة العربية وآدابها بمعهد البحوث التابع للجامعة العربية، أين تحصل على درجة تخصص سنة 1965، ليواصل بعد ذلك مسيرته بالتحضير للدكتوراه بموضوع حول “الفتوى والقضاء في الإسلام”.
نبوغه وتفوقه وذكاؤه كان وراء اختياره من قبل أستاذه الشيخ محمد متولي الشعراوي ليكون ضمن بعثة إلى الجزائر، حيث نصحه الشيخ بالتوجه إلى الجزائر، فعمل بالنصيحة ودخل الجزائر في شهر أكتوبر 1969.
مسيرة الأستاذية تبدأ من قسنطينة وتنتهي بالتلاغمة
دشن الشيخ أحمد إدريس عبده مسيرته المهنية من قسنطينة، المدينة التي استقر بها وعشقها، حيث اشتغل في التعليم أستاذا في معهد التكوين الأصلي بمعهد أحمد باي يدرّس مادة الفقه والفلسفة والأدب. وأبان عن مؤهلات علمية وأدبية كبيرة. ما أهله ليكون من بين الأساتذة الذين يقترحون مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا طيلة 17 سنة كاملة.
كان مربيا معلما وإماما وفقيها ومفتيا. احترمه كل من عرفه ودرس على يده. وكوّن أجيالا بأكملها نهلت من منهله العذب الصافي.. لتتولى بعد ذلك بدورها أمانة التعليم وحمل مشعل العلم والدين.
لم يكن للرجل وقت فراغ، فكان لا يكاد يتفرغ حتى لعائلته الصغيرة. فهموم التعليم والبحث والمحاضرات لا تترك له هنيهة، وكثيرا ما نسي وجباته الغذائية، لأن غذاءه الفكري كان مطلبه الأول.
كان كاتبا وصحفيا اختص بركن “إفتاء” قي جريدة “العقيدة” الجريدة الإسلامية المتخصصة، في كل عدد يتناول قضية من قضايا الفقه يفصل فيها ويفيض. نشاطه الدؤوب لا ينقطع، حيث سجل حضوره المتميز في كل ملتقيات الفكر الإسلامي، وساهم بمحاضرات قيّمة، إلى جانب نشاطه الاجتماعي الإصلاحي والتربوي والذي يبرز من خلال محاضراته المكثفة ودروس الوعظ والإرشاد في مساجد قسنطينة والولايات الأخرى. لقد كرّس حياته كلها لخدمة الدين والعلم. وكان دوما ملبيا لمجالس الفكر والعلم. بعد أن فُتح المعهد الإسلامي لتكوين الإطارات الدينية والأئمة ببلدية التلاغمة سنة 1987، عيّن الشيخ أستاذا محاضرا هناك، أمدّ الإطارات بعلم غزير ومنهج فقهي سليم. غير أنه وموازاة مع ذلك عيّن أستاذا محاضرا سنة 1989 بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة يدرّس الشريعة والفقه وأصوله، دون أن يتوقف عن الاشتغال في ميدان الدعوة في المساجد والزوايا.
كان الشيخ إدريس عبده يمثل مرجعية دينية حقيقية، حيث كثيرا ما استنجدت به وزارة الشؤون الدينية والأوقاف واستعان به الشيخ أحمد حماني – رحمه الله – كلما احتدم الأمر في مسألة فقهية على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. فهذا الشيخ الإمام عبد الجبار، أحد تلامذة الشيخ، يؤكد أن الشيخ المرحوم حماني اتصل به مرة لأجل فتوى، فلم يتسرع في الرد واستغرق الرد ثلاثة أشهر كاملة، ليقدم فتواه مشفعة بالتدليل والتأصيل. وهو ما زاد من احترام وزارة الشؤون الدينية للرجل.
الأستاذ الذي رسم للأئمة منهجا لا يلتبس وقيّض لهم دليلا لا يِزل
مهنة الأستاذية لم تكن لدى الشيخ مجرد مهنة يمتهنها لتوفير لقمة عيش لأبنائه.. ولم تكن مجرد وظيفة يسترزق بها، بل كانت رسالة وأمانة ثقيلة الأوزار حملها بكل إيمان وروح مسؤولية. تشرّف بها لخدمة دينه وأمته، وأحبها وأخلص لها.. وهذه شهادة أحد تلامذته، الشيخ علي بن جبار، إمام المسجد العتيق ببلدية التلاغمة، والذي تتلمذ له وتخرج على يد الشيخ في مادة الفقه يقول: “ما عرفنا قيمة الفقه، والتعامل معه، وحسن الاستنباط منه إلا من خلال الشيخ”. وأضاف: “كما أننا أعدنا النظر في الكثير من المسائل الفقهية وصار فهمنا أوسع لها، وصرنا نحسن التعامل مع المصطلحات الفقهية بفضل الشيخ”.
يتحدث الإمام بن جبار عن الفكر الموسوعي للشيخ إدريس، فقد كان متخصصا وفقيها على المذاهب الأربعة.. وهنا يروي قصة للشيخ حدثت له حين كان يجتاز امتحانا للحصول على شهادة ليسانس مع لجنة مكلفة بجامعة الأزهر، فكان كلما سئل عن قضية فقهية يجيب أعضاء اللجنة على المذاهب الأربعة، فقال رئيس اللجنة “هكذا يكون الفقه الفقيه”.
منهجه الوسطية والاعتدال
منهج الشيخ إدريس في الجانب الفكري والفقهي والفتوى منهج الوسطية والاعتدال، يمقت التشدد والتعصب. كما كان رحمة الله عليه عارفا، يقول تلميذه، أتم المعرفة بالمصطلحات الفقهية لدى أكبر أهل الفقه ملما بآرائهم.
يقر التلميذ بتواضع شيخه وأستاذه فيقول عنه: “لقد كان الشيخ على جلالة قدره في الفقه وعلو همته متواضعا في تعليم الناس، وما كان يشعرنا البتة بأنه أعلم الناس، أو ممن أحاطوا بكل جوانب العلم”. وعن منهجه في الفتوى، يؤكد الشيخ بن جبار أن الرجل كان مفتيا مقتدرا يقدم الفتوى على المذاهب الأربعة ثم يرجح بعض الأقوال ويقول: “لوكنت مفتيا لأفتيت بكذا.. ولكن لا تحدثوا عني بذلك”. مفضلا ألا يلزم نفسه وغيره بفتاوى معينة، نظرا لخطورة الفتوى بالنسبة له، ومسؤولية كبيرة، من باب أن الأولى بمن يفتي أن يضمن ما يترتب على أخطاء أو أخطار الفتوى. ولم يكن الشيخ يتحرج من إرجاء الإجابة عن مسألة للفتوى، فإن لم يكن الجواب حاضرا ومؤكدا كان يمهل السائل حتى يتبين من أهل العلم.
مثال للأب الكريم والزوج الرحيم
انشغل العلامة الشيخ إدريس عبده منذ صغره بالعلم والدين ونسي حظه من الدنيا. وهو ما جعله يتأخر في إتمام نصف دينه ولم يتزوج إلا في سن السابعة والثلاثين، حسب رواية أحد أبنائه. دأبه في ذلك دأب الكثير من العلماء والفقهاء الذين لم تكن الدنيا أكبر همهم ولا مبلغ علمهم. لقد تزوج سنة 1976 بعد عودته من الجزائر في إجازة إلى إثيوبيا. وهناك قرر الزواج، ليقنع زوجته بحزم أمتعتها في هجرة من أجل العلم والدين، فلم يكن أمامها سوى أن تلبي الطلب. وهل يرد طلب علامة يهجر أهله وبلده خدمة لدينه وأمته..
تقول زوجة الشيخ: “لم أشعر يوما بندم، ولم يسئ معاملتي يوما طيلة حياته. لقد كان نعم الزوج. عوّضني عن أهلي. كان يعاملني معاملة طيبة، يخاف علي كثيرا، لما مرض أوصاني خيرا بابنتي الصغيرة سلسبيل. لقد كان رحيما بأبنائه عفوّا لا يقسو عليهم إلا عند الضرورة. لقد أقنعني بالعيش معه في الجزائر. وعلمني اللغة العربية وحفظني القرآن الكريم. لم يكن غليظا بل كان متسامحا يسمح لي بالحرية الكاملة للخروج والتسوق، ولم يكن أبدا متشددا”. أما ابنه صلاح فيقول بأنه كان يمثل الأب المثالي الذي يصاحب أبناءه ويعلمهم دروس الحياة، إلى جانب دروس العلم “كان حريصا على تربيتنا تربية سوية صالحة. يوصينا بالأخلاق والفضائل والابتعاد عن الرذائل. تعلمنا منه أمورا نتخذها إلى اليوم منهجا في حياتنا”.
اجتماعي بطبعه ومنكّت ماهر
لم يكن الشيخ إدريس عبده من أولئك الذين يلتمسون لأنفسهم الهيبة والوقار باعتزال مجالس العامة من الناس والاعتكاف بالمساجد، بل كان اجتماعيا يخالط الصغير والكبير. يستوقفه الجميع في الشارع من أجل الفتوى نساء ورجالا، شيوخا وأطفالا.. ولم يكن يرد أحدا. كان خلوقا متكتما، لا يجاهر بآرائه وانتقاداته. لا يبحث عن الشهرة وذيوع السمعة، يجنح للظل والعمل العام بعيدا عن الضوضاء والأضواء والضجيج الإعلامي. عرف بالنكتة والمرح وجمعه بين الجد والهزل دون تفريط ولا إفراط. يذكر الأستاذ بن جبار عن الشيخ أبياتا كان يرددها في المقهى حين يطلب فنجان قهوة يقول فيها:
قهوة إذا شربنا بدَنًا بها استرحنا ---ووَسنٌ بها يزول كذا ووجع كسول

هكذا وصفه بعض من عرفوه. لقد عرضت عليه عائلة الحريري بلبنان التنقل إلى لبنان مع ضمان إقامة ومرتب شهري مغر، لكنه أبى وتمسك بالبقاء في الجزائر، البلد الذي أحبه وعشقه إلى حد الثمالة.
لقد كان الرجل لا يكلّ ولا يمل.. باله منشغل على الدوام بقضايا أمته. متأثرا بها حزينا على تشتتها وتفرقها بعد أن ابتليت بأمهات الفتن. لقد كان تأثره شديدا بمقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، وبكاه وتأسف لأمة تقتل علماءها.
عرف الشيخ إدريس عبده بالهدوء ورحابة الصدر. ما شجع الطلبة من كل حدب وصوب على التواصل معه. فكان بيته لا يكاد يخلو من طلبة العلم والباحثين عن الفتوى. كان مرجعا في الفتوى. وكان بيته قبلة للناس من كل الولايات. كونه عرف بضبط الفتوى والتأصيل لها. كما أنه لا يحابي في فتواه أحدا.
عاش 40 سنة في الجزائر ولم يحصل على الجنسية إلا سنة 2001
واجه الشيخ عبده متاعب جمة في حياته بالجزائر، فرغم إقامته لمدة 40 سنة، اندمج خلالها كلية في المجتمع الجزائري، وصار فردا منه، لكنه لم يتمكن من الحصول على الجنسية الجزائرية إلا سنة 2001 بعد تدخل مسؤولين كبار في الدولة. فكان يعمل بعقود محدودة إلى أن تدخّل الوزير الأول في وقت ما عبد الحميد الإبراهيمي، وأراحه من هذا الإشكال، ليواصل رسالته التعليمية قبل أن يتقاعد سنة 2005. ولعل ما بقي يحز في نفسه وهو على فراش الموت، أن ابنه الأكبر ما زال لم يحصل على الجنسية الجزائرية بعد. وهو الإشكال الذي ما زال مطروحا إلى اليوم.
توفي الشيخ العلامة إدريس عبده في 19 أفريل من سنة 2014، بعد صراع مع المرض طيلة ثلاثة أشهر، تاركا وراءه ستة أبناء، ومخلفا كمّا هائلا من المؤلفات في مجال الفقه أهمها: “تيسير المهمات في شرح الورقات للإمام الجويني” وهو أول مؤلف صدر له سنة 1998. كتاب آخر عنوانه “فقه المعاملات”، و«الدرر الثمينة في فقه الصلاة في مذهب عالم المدينة الإمام مالك – رضي الله عنه”، وهو كتاب ما زال تحت التدقيق والتبويب، “الوافي في فقه الزكاة”، إضافة إلى كتاب في “المقاصد الشرعية” وآخر في الانتظار “المنهج الصحيح في ترتيب الأدلة والترجيح”، إلى جانب أطروحته الخاصة بالدكتوراه في الفتوى والقضاء، وهي قيد الانتظار أيضا. ورغم كل هذا المسار الحافل بالنشاط الفكري والدعوي والتعليمي والتأليف، فإن الشيخ فضل العيش بعيدا عن الأضواء، ولم يحظ بالتكريم والتبجيل من الجهات الرسمية. كما أنه غادر الحياة وعزوته مسكن بسيط بثلاث غرف، به 6 أبناء وأم يوجد بحي 200 مسكن ببلدية التلاغمة. الشيخ العلامة إدريس عبده قطب من أقطاب العلم والفقه في الجزائر، جدير بالتقدير والتبجيل، وحري بالباحثين الخوض في مسيرته للكشف عن مكنونات هذه الشخصية والاستفادة من موروثها الفقهي. ويبقى أمل تلامذته وأبنائه أن يرسّم ملتقى يحمل اسم الشيخ أو ناد علمي لحفظ تراثه ومنهجه.
عن جريدة الخبر الجزائرية

العوفي العوفي
2016-08-30, 07:20
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لأن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.رواه مسلم في صحيحه

العوفي العوفي
2016-08-30, 07:22
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ(أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ, لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ, فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنَّهُمْ الْأَعْرَابُ، وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ, فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا, كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ))

العوفي العوفي
2016-08-30, 21:46
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به )(الطبراني) ..

العوفي العوفي
2016-08-30, 21:48
عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه ارتقى الصفا فأخذ بلسانه فقال : يا لسان ! قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم . ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أكثر خطإ ابن آدم في لسانه .رواه الطبراني و صححه

العوفي العوفي
2016-08-31, 15:25
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِن النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِن النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ".

العوفي العوفي
2016-08-31, 15:34
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على نفر جلوس فقال: "ألا أخبركم بخيركم من شرّكم؟ فسكت القوم، فأعادها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، فقالوا: بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ".

العوفي العوفي
2016-08-31, 15:51
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"ما تواد اثنان في الله جل وعز أو في الإسلام، فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما" صححه الألباني رحمه الله

العوفي العوفي
2016-08-31, 15:52
روى أحمد في المسند عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
"والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان ففرق بينهما، إلا بذنب يحدثه أحدهما"
صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب

العوفي العوفي
2016-08-31, 21:11
شاب يسأل عن حكم خروجه مع فتاة خطبها دون عقد شرعي بينهما؟

ما لم يتم العقد الشرعي بينكما فهي أجنبية عنك، لا يجوز لك أن تختلي بها أو أن تصافحها أو تلمسها أو تقبلها أو أن تقول لها كلاماً خاصاً، كما أن تقصد النظر إليها مما قد يثير الشهوة لا يجوز، فإن أردتَ النظر ولقاءها فزرها في بيتها ليكون محارمها حاضرين، وإن أردتَ إخراجها فليخرج معكما أحد محارمها، وما شرعت كل هذه الأمور إلا حفظاً للعرض والشرف وحفظاً لكرامة المرأة وحياتها.

وإليك جملة من النصوص الشرعية من الكتاب والسنة حتى تبادر إلى التوبة، مصداقاً لقوله تعالى {وما كان لِمُؤمِنٍ ولا مؤمنة إذا قَضَى اللهُ ورَسولُهُ أمْراً أن يكون لهُمُ الْخِيَرَةُ مِن أمرِهم ومَن يَعص اللهَ ورسولَه فقد ضل ضلالاً مبيناً} الأحزاب:36، وقوله {فلا ورَبك لا يُؤمنون حتى يُحكموك فيما شَجَر بينَهُم ثم لا يجِدوا في أنفُسِهم حَرَجاً مما قضيتَ ويُسلموا تسليماً} النساء:65. وقال الله تعالى في وجوب غض البصر عن محارم الله {قُل لِلمُؤمنين يَغُضوا مِن أبصارِهم ويَحفظوا فروجَهُم ذلكَ أزْكَى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنَعون * وقُل للمؤمنات يغضُضنَ من أبصارهن ويحفظنَ فروجهُن ولا يُبدينَ زينَتَهُن إلا ما ظَهَرَ منها ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهن على جيُوبِهن ولا يُبْدينَ زينَتهُن إلا لبُعولَتِهن أو آبائَهن أو آباءِ بعولَتِهن أو أبنائِهن أو أبناء بعولَتِهن أو إخوانِهن أو بني إخوانِهن أو بني أخواتِهن أو نسائِهن أو ما مَلَكت أيمانِهن أو التابعين غيرِ أُولي الإرْبَةِ من الرجال أو الطفل الذين لم يَظْهَروا على عورات النساء ولا يضرِبْنَ بأرجُلِهن لِيُعْلَمَ ما يُخفينَ مِن زينَتِهن وتوبوا إلى اللهِ جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تُفلحون} النور:30-31. وقال صلى الله عليه وسلم: “فزنا العين النظر” أخرجه البخاري ومسلم. أي على ما حَرم الله. وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان” رواه الترمذي وقال حديث صحيح. وقال صلى الله عليه وسلم: “لأن يطعن في رأس أحدكم بمِخْيَط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له” رواه الطبراني وهو صحيح.

وبعض الناس يعتذرون لأمر لمس الأجنبيات بطهارة القلب وصفائه من النوايا الفاسدة، وهل هناك أطهر قلباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك قال: “إني لا أصافح النساء” رواه النسائي والترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “لا والله ما مَست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام” أخرجه البخاري ومسلم.

العوفي العوفي
2016-08-31, 21:12
فتاة تستفسر عن حكم الغناء؟

إن الاستماع إلى الأغاني من أسباب مرض القلوب وقوستها وصدها عن عبادة الله وذِكره، وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى: {ومِن الناس مَن يشتري لهوَ الحديث} بالغناء، وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يُقسِم على أن الغناء بآلة لهو مُحرمٌ إجماعاً، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “ليكونَن من أمتي أقوام يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف” والمعازف هي آلات الطرب. وقال الإمام مالك رحمه الله: الغناء إنما يفعله الفُساق عندنا. أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعبر عن الفرحة الخالي عن الكلام الفاحش أو المحرم. وأما الأناشيد وهي الكلام الحَسَن فيه توجيه أو إرشاد أو نصيحة دون أن يصحبه معازف صاخبة، فأجازها بعض أهل العلم بشروط وفي حالات مخصوصة.

العوفي العوفي
2016-08-31, 21:14
قال الله سبحانه وتعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} البقرة:263، وقال عز وجل: {فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} محمد:20-21. فقد حض الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات على قول المعروف وفعله.

لقد أمر الله عز وجل نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمُر أمته بالمعروف كما في قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأمُرْ بِالْعُرْفِ} الأعراف:199، وجعل أمره صلى الله عليه وسلم بالمعروف من العلامات التي يعرفه بها أهل الكتاب، قال الله تعالى: {الذِينَ يَتبِعُونَ الرسُولَ النبِي الْأُمي الذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} الأعراف:157، ثم أمر المسلمين بما أمر به نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم فقال: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} آل عمران:104.

فالمعروف كما عرفه ابن منظور في لسان العرب: [هو اسم جامع لكل ما عُرف من طاعة الله والتقرب إليه، والإحسان إلى الناس؛ وكل ما ندَب إليه الشرعُ ونهى عنه من المُحَسنات والمُقَبحات، وهو من الصفات الغالبة، أَي أَمْر مَعْروف بين الناس إذا رأَوْه لا يُنكرونه، والمعروف النصَفةُ وحُسْن الصحْبةِ مع الأَهل وغيرهم من الناس والمُنكَر ضد ذلك جميعه].

وقد ورد ثواب أعمال بعينها من المعروف، كقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرج عن مسلم كُربة فرج الله عنه كُربة من كُربات يوم القيامة”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “بينما رجل يمشي في طريق إذ وجد غصن شوك فأخره، فشكر الله له فغفر له”.

وباب المعروف بين الناس واسع، فالكلمة الطيبة، والتبسم، وإغاثة الملهوف، وإعانة ذا الحاجة، وقِرى الضيف، وحمل المنقطع، وغيرها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة”.

ومن ألْطَف ما جاء في نفع المعروف لصاحبه في الدنيا، قول النبي صلى الله عليه وسلم: “صنائع المعروف تَقي مصارع السوء”.

قد يتعلل البعض في ترك فعل المعروف بحجج واهية ومن أبرزها استغلال الكثير من المحتالين للتسول على حساب المحتاجين الحقيقيين، لكن نبي الله صلى الله عليه وسلم حث أمته على التنافس الشريف لفعل المعروف. والمطلوب من المسلم اليوم في مقابل هذا الواقع الذي يعيشه، أن يتعامل معه بإيجابية وفاعلية؛ بأن يبادر إلى فعل الخير وبذل المعروف، فقد أوصَى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمته بقوله “بَادِرُوا بالأعمال الصالحة؛ فستكون فتن كقطع الليل المُظلِم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بِعَرض من الدنيا” رواه مسلم، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا، أو غنىً مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر” رواه الترمذي.

العوفي العوفي
2016-08-31, 21:15
http://www.elkhabar.com/media/uploads/images/2016-08-3119%3A40%3A58.627458-Ph-16-1-555x318.jpg

العوفي العوفي
2016-08-31, 21:16
إن من مزايا هذا المنهج أن صانعه هـو خالق الوجود بأسره، خالقه بالكلمة المقدسة لا بالمعالجة {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون}.. فهو سبحانه صانع هذا الإنسان وجعل لصيانة هذه الصنعة منهجًا يضمن الحياة الطيبة والسعادة في الدارين لمَن أطاع.

فهو سبحانه صانع هذا الإنسان الذي يعلم حقيقة فطرته والحاجات الحقيقية لهذه الفطرة، كما يعلم منحنيات نفسه ودروبها ووسائل خطابها وإصلاحها.. فلا يخبط تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا في تيه التجارب بحثًا عن منهج يوافق، ولا يكلف البشر ثمن هذه التجارب القاسية، حين يخبطون خبط عشواء هم في التيه بلا دليل! وحسبهم أن يجربوا في ميدان الإبداع المادي ما يشاءون.. فهو مجال فسيح جد فسيح للعقل البشري، وحسبهم كذلك أن يحاول هذا العقل تطبيق ذلك المنهج ويدرك مواضع القياس والاجتهاد فيما تتنازع فيه العقول.

العوفي العوفي
2016-09-01, 14:44
قال صلي الله عليه وسلم ( مامن مسلم يلبي الا لبي عن يمينه وشماله من حجر او شجر او مدر حتي تنقطع الارض من هاهنا وها هنا )

العوفي العوفي
2016-09-01, 14:52
https://ia802704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/390.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 14:53
https://ia800307.us.archive.org/35/items/khelili07_hotmail_45/16.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 14:54
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/868.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 14:55
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/842.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 14:57
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/410.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 14:58
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/450.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 14:59
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/417.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:02
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/950.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:02
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/883.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:03
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/974.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:03
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/845.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:04
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/782.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:05
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/386.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:06
https://ia802704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/672.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:07
https://ia802704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/915.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:08
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/998.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:08
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/412.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:09
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/402.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:10
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/908.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:12
https://ia902704.us.archive.org/2/items/khelili07_hotmail_15_201501/673.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:16
https://ia802709.us.archive.org/26/items/khelili07_hotmail_18/1018.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:18
https://ia902709.us.archive.org/26/items/khelili07_hotmail_18/7.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:19
https://ia902709.us.archive.org/26/items/khelili07_hotmail_18/279.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:20
https://ia902709.us.archive.org/26/items/khelili07_hotmail_18/382.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:21
https://ia902709.us.archive.org/26/items/khelili07_hotmail_18/9.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:25
https://ia800205.us.archive.org/12/items/khelili07_hotmail_318/1009.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:26
https://ia800205.us.archive.org/12/items/khelili07_hotmail_318/90.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:28
https://ia800205.us.archive.org/12/items/khelili07_hotmail_318/31.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:30
https://ia800205.us.archive.org/12/items/khelili07_hotmail_318/45.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:32
https://ia601002.us.archive.org/31/items/khelili07_hotmail_35/212.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:36
https://ia801002.us.archive.org/31/items/khelili07_hotmail_35/907.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:41
https://ia902701.us.archive.org/24/items/khelili07_hotmail_41/451.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:42
https://ia902701.us.archive.org/24/items/khelili07_hotmail_41/5_New1.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:43
https://ia902701.us.archive.org/24/items/khelili07_hotmail_41/326.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:44
https://ia902701.us.archive.org/24/items/khelili07_hotmail_41/865.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:45
https://ia902701.us.archive.org/24/items/khelili07_hotmail_41/317.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:47
https://ia902701.us.archive.org/24/items/khelili07_hotmail_41/42.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:47
https://ia601006.us.archive.org/19/items/khelili07_hotmail_444/427.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:51
https://ia902703.us.archive.org/23/items/13New1/294.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:53
https://ia801408.us.archive.org/34/items/khelili07_hotmail_52_201411/250.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:55
https://ia601408.us.archive.org/34/items/khelili07_hotmail_52_201411/38.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 15:57
https://ia601408.us.archive.org/34/items/khelili07_hotmail_52_201411/1000.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:01
https://ia902703.us.archive.org/1/items/khelili07_hotmail_77/866.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:02
https://ia902703.us.archive.org/1/items/khelili07_hotmail_77/75.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:03
https://ia902702.us.archive.org/15/items/khelili07_hotmail_34/677.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:04
https://ia902702.us.archive.org/15/items/khelili07_hotmail_34/151.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:05
https://ia902702.us.archive.org/15/items/khelili07_hotmail_34/668.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:06
https://ia802702.us.archive.org/15/items/khelili07_hotmail_34/300.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:10
https://ia601409.us.archive.org/9/items/khelili07_hotmail_10/10.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:13
https://ia801409.us.archive.org/8/items/khelili07_hotmail_4_201411/52.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:14
https://ia801409.us.archive.org/8/items/khelili07_hotmail_4_201411/278.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 16:17
https://ia802606.us.archive.org/26/items/khelili07_hotmail_4/5.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:12
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/301.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:14
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/311.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:14
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/321.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:14
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/331.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:15
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/341.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:16
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/35.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:16
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/36.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:16
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/37.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:17
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/38.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:18
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/39.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:34
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/02/1.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:34
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/02/4.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:35
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/02/5.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:36
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/02/6.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:36
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/02/8.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:37
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/02/9.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:38
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/02/10.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:39
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/1.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:39
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/2.jpg

العوفي العوفي
2016-09-01, 21:40
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/3.jpg

العوفي العوفي
2016-09-02, 06:56
شخص يسأل: هل صحيح أنّ مَن يقرأ آيتين من القرآن لم يمــُت في يومه الّذي قرأهما فيه؟
قال الله تعالى: {تبارَك الّذي بِيَدِه المُلكُ وهو على كلّ شيء قدير * الّذي خَلَق الموت والحياةَ لِيَبْلُوَكُم أيُّكُم أحسنُ عملاً وهو العزيز الغفور} الملك: 01-02، وقال سبحانه وتعالى: {كُلّ نفسٍ ذائقَةُ الموتِ وإنّما تُوَفَّوْنَ أجورَكُم يومَ القيامَة فمَن زُحزِحَ عن النّار وأُدخِل الجنّة فقَدْ فازَ ومَا الحياةُ الدُّنيا إلاّ متاعُ الغرور} آل عمران: 185، فالموت حق يذوقه كلّ العالمين وبعد الموت بعث ونشور وحساب وجزاء، “ثمّ إمّا جنّة وإمّا نار”.
والموت أمر مقدّر لا يعلَم أيّ كائن متى سيموت، قال تعالى: {قُل يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ الموتِ الَّذِي وُكِّلَ بكُم ثمّ إلى ربّكم تُرجَعون} السجدة: 11. والقرآن الكريم كلام الله أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ليكون معجزة خالدة إن تمسَّك به المسلمون وعملوا بسُنّة النّبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أفلحوا ونجحوا، وإن أعرضوا عنه وخالفوا أوامره وأتوا نواهيه وخالفوا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم خسروا وذلوا.
ومن المؤسف حقًا أن نسمَع مسلمين يدعون إلى مخالفة أحكام الله الثابتة بالكتاب والسُنّة تقليدًا لأعداء الله واتّباعًا للهوى، وما علموا أن الله رقيب سميع سيجمعهم ليوم لا ريب فيه ثمّ توفى كلّ نفس ما كسبت. والقرآن شفاء ورحمة للقلوب وللأبدان، قال تعالى: {ونُنَزِّلُ مِن القرآن ما هُو شِفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين} الإسراء: 82. وقد حثّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أُمّته على قراءة القرآن وتدبّر معانيه والعمل به في أحاديث كثيرة حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: “اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” رواه مسلم وأحمد.
أمّا أن يقرأ الإنسان آيتين مخصوصتين من القرآن تقيه الموت في ذلك اليوم، فلم يرِد لا في الكتاب ولا في السُنّة ولا في آثار السلف الصالحين من الصحابة وتابعيهم وهو مخالفة للعقل، قال الله تعالى: {فإذا جاءَ أجَلُهُم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} الأعراف: 34. فعلَى المؤمن أن يتلو القرآن في كلّ حين، في سرائه وضرائه.. حتّى إن أدركَهُ الموت جاء القرآن شفيعًا له ينجيه من عذاب عظيم.

العوفي العوفي
2016-09-02, 06:58
ابتداء من أيِّ سِنٍّ يُحاسَب فيه العبد على أفعاله؟
يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه “رُفِع القلم عن ثلاث: عن النائم حتّى يعقل، وعن الصغير حتّى يحتلم..” رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهما وهو صحيح. فالصغير غير مكلّف بالقيام بالواجبات كالصيام والحج حتّى يبلغ. والبلوغ له أمارات تدل عليه، كالحيض عند البنت، وخروج المني عند الذكر، بالإضافة إلى علامات أُخرى معروفة. وسن البلوغ عند الفتيات يبتدئ من سن الخامسة عشرة غالبًا، وأحيانًا يتقدّم البلوغ السنوات الّتي ذكرناها عند بعض الأشخاص، وكلّ أدرى بنفسه، والله حسيب رقيب.

العوفي العوفي
2016-09-02, 07:01
إنّ أُمَّة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم هي أُمّة العِلم، وهي أُمّة “اقرأ”، فإنّ من أوائل ما نَزَل قوله الله تبارك وتعالى: {اقرأ باسم ربِّك الّذي خَلَق}. لذا فإن الصادق المصدوق صلوات ربّي وسلامُه عليه جعل العِلم من الفرائض الدينية كما فرض الله تبارك وتعالى الصّلاة والزّكاة والصّيام والحج.

جاء في الحديث الّذي رواه مسلم في صحيحه قوله صلّى الله عليه وسلّم: “العلم فريضةٌ على كلّ مسلم”. إنّ الشّريعة الإسلامية الغراء رفعت من شأن العلماء لأنّ العلماء هم ورثة الأنبياء وهم المصابيح الّتي تهتدي بهم الأمّة، كما قال تعالى: {يرفَعِ اللهُ الّذين آمنوا منكم والّذين أُوتوا العلم درجات}. بل الرِّيادة والقيادة لا بُدّ أن تكون للعلماء على كلّ الأصعدة وميادين الحياة كما قال تعالى: {قُل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون}.
وطريق العِلم هو من طرق الجنّة كما جاء في الحديث الّذي رواه مسلم في صحيحه من طريق أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن سلَك طريقًا يلتمِس به عِلمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنّة”.
والعِلم هو سبيل خشية الله كما قال تعالى: {إنّما يخشَى اللهَ من عباده العلماء}. بل إنّ العلم هو من أفضل الصدقة الجارية الّتي يتركها المسلم بعد وفاته كما جاء في الحديث الّذي رواه مسلم قوله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية أو عِلم يُنتَفع به أو ولد صالح يدعو له”.
والشريعة الإسلامية جعلت فضل العالم أعظم من العابد، كما جاء في الحديث الّذي رواه الترمذي وقال حديث حسن قوله صلّى الله عليه وسلّم: “فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم”. ثم قال صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الله وملائكته وأهل السّموات والأرض حتّى النملة في جحرها وحتّى الحوت ليُصلُّون على مُعلّمي النّاس الخير”. بل إنّ الإسلام نهانا عن كثمان العِلم كما جاء في الحديث الّذي رواه أبو داود والترمذي قوله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن سُئِل عن عِلم فكتمه أُلْجِمَ يوم القيامة بِلجام من نار”. لذا فالعلماء هم أساس الأمّة كما قال عبد الله بن المبارك:
«يا علماء البلد أنتُم صلح البلدْ، مَن يُصلِح الملحَ إذا الملح فَسَدْ”.
والعلم المقصود هو كلّ ما ينفع العباد في الدنيا والآخرة، لذا فهمت الأمّة الإسلامية هذا الأمر فكانت السباقة في الإبداع في كثير من العلوم. فهذا العلامة عبد الرّحمن بن خلدون مؤسّس علم الاجتماع، وابن سينا أبدَع في علم الطب، وأبو زكريا الرَّازي حمل لواء الفلسفة، والشّريف الإدريسي تفَنّن في علم الجغرافيا، وأبو زكريا العوّام في علم النبات، وأبو البنّاء في علم الحساب، وأبو الريحان البيروني في علم التاريخ القديم والآثار، والإمام الغزالي في علم النَّفس، والأئمة الأربعة: أبو حنيفة ومالك والشافعي في علم الفقه الإسلامي. كما يقول الإمام الجصاص عند قوله تعالى: {هُو أنشأكُم من الأرض واستعمَركُم فيها} قال فيه دلالة على وجوب عمارة الأرض بالزراعة والغرس والأبنية. وهذا فيه تكليف لتعلّم العلوم والفنون والصناعات على اختلاف أصنافها. بل الأنبياء عليهم السّلام أصحاب حِرَف وصناعات، فنوح يصنَع السفن، وإبراهيم وابنه إسماعيل بنّاءان، وداود يصنع الدروع ويُلين الحديد، وذو القرنين يقيم السدّ العظيم.
وكما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: “كُن عالمًا أو متعلّمًا أو مستمِعًا ولا تكن الرابع فتهلك”. فعلينا أن نزاحم العلماء بالركب، وأن نتأدَّب في حضرتهم وأن نستشيرهم في المهمّات. والأمّة الّتي لا تحترم علماءها أُمّة تُوُدِّعَ منها، كما رواه ابن عبد البر المالكي بإسناد صحيح، أنّ زيد بن ثابت رضي الله عنه صلّى على جنازة ثمّ قُرّبَت له بغلتُه ليركبها فجاء ابن عباس رض الله عنهما، فأخذ بركابه فقال له زيد: خلِّ عنك يا ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هكذا أُمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء، فأخذ زيد يدَ بن عباس فقبّلها، وقال: هكذا أُمِرْنَا أن نفعل بأهل نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم”.

العوفي العوفي
2016-09-02, 07:04
يقول ابن القيم رحمه الله: “الله يُنْزل العبدَ من نفسه، حيث يُنْزل العبدُ خالقَه من نفسه. وإذا عرف المخلوقُ ربَّه اطمأنت إليه نفسه، وسكن إليه قلبه. ومن كان بالله وصفاته أعلم، كان توكّله أصحّ وأقوى، وكان منه أخوف”.

أوجد المولى سبحانه العباد من العدم، وأمدّهم بالنّعم، وكشف عنهم الكروب والخطوب. والفِطَرُ السّليمة تحبّ مَن أنعم وأحسن إليها. وحاجة النّفوس إلى معرفة ربّها أعظم من حاجتها إلى الطّعام والشّراب والنَّفَس. ولا سعادة في الدّنيا والآخرة إلاّ بمعرفة الله ومحبّته وعبادته. وأعرف النّاس به أشدّهم له تعظيمًا وإيمانًا. وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم. وأكمل النّاس عبودية المعظّم لله المتعبّد له بجميع أسمائه وصفاته. والله سبحانه له من الأسماء أحسنها، ومن الصّفات أكملها.

فقد كان عليه الصّلاة والسّلام يقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»، له الكمال المطلق في كلّ شيء: «لا أحصِي ثناء عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك». وجميع من في السّماوات ومن في الأرض ينزّهون الله عن كلّ عيب ونقص: {سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، وكلّهم يسجد له: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}. جميع الخلق تحت قهره وقبضته. يميتهم ويحييهم، ويضحكهم ويبكيهم، ويغنيهم ويفقرهم، ويصوّرهم في الأرحام كيف يشاء: {ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}.

وقلوب العباد بين أصبعيه يُقلِّبُها كيف شاء. ونواصيهم بيده، وأزِمَّةُ الأمور معقودة بقضائه وقدَره. لا ينازعه منازِع، ولا يغلبه غالب. لو أنّ الأمّة اجتمعت على أن تضرّ أحدًا والله لم يكتب ذلك لم يضرّه أحد، ولو اجتمعوا على نفعه والله لم يرد ذلك لم ينفعه أحد. لا رادّ لعذابه إن نزل، ولا رافع له إن حلّ. يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد. لا يُسأل عمّا يَفعل والخلق يُسألون. قائم بنفسه، مستغن عن خلقه. مفاتيح الغيب عنده لا يعلمها إلاّ هو، وأخفى علمها حتّى عن الملائكة، فلا يعلمون من سيموت غدًّا، أو ما سيحدث في الكون قبل أن يكون.

هو الملك يدبّر أمر عباده، يأمر وينهى، ويعطي ويمنع، ويخفض ويرفع. أوامره متعاقبة على تعاقب الأوقات، نافذة بحسب إرادته ومشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}. علمه وسع كلّ شيء. يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن. لا تتحرّك ذرّة فما فوقها إلاّ بإذنه، ولا تسقط ورقة إلاّ بعلمه. لا تخفى عنده خافية، يستوي عنده السرّ والعلانية: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}. وأفعال العباد في ظلمة اللّيل البهيم لا تخفى عليه: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}. يرى وهو فوق سماواته دبيب النّملة السّوداء، على الصّخرة الصمّاء، في اللّيلة الظلماء.

خزائنه ويداه مبسوطتان بالسّخاء، ينفق كيف يشاء. كثير العطاء، واسع الجود، يعطي قبل السّؤال وبعده، وينزل إلى السّماء الدّنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير من اللّيل فيقول: «هل من سائل فأُعطيَه». أبواب عطائه فتحها لخلقه فسخّر بحارًا، وأجرى أنهارًا، وأدرَّ أرزاقًا. ساق للخلق أرزاقهم، فرزق النّملة في قرار الأرض، والطّير في الهواء، والحيتان في الماء: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا}. ورزقه وسع الجميع، فساق إلى الجنين رزقه وهو في رحم أمّه. كريم يحبّ العطاء، إذا رُفعت إلى غيره حاجة لا يرضى، وكلّ خير فهو منه: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله}. رزقه لا ينفد، فلو سأله العباد جميعًا فأعطاهم ما سألوه لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا: «يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجِنَّكم قاموا في صعيد واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممّا عندي إلاّ كما ينقص المِخيَط إذا أدخل البحر».

الثّواب على العمل يضاعفه. والحسنة عنده بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. والقليل من زمن الطّاعة يُكثِّره. فليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، وصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر كصيام الدّهر. وإذا أنفق العبد مالاً ابتغاء وجهه ردّه له أضعافًا مضاعفة. يزيد في السّخاء فوق المُنَى، فأعطى أهل الجنّة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وإذا ترك العبد شيئًا من أجله عوّضه خيرًا منه، غنيّ عن جميع خلقه، وكلّ شيء مفتقر إليه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}. قيُّومٌ لا ينام ولا ينبغي له أن ينام: «يخفض القسط ويرفعه، يُرفَع إليه عمل اللّيل قبل عمل النّهار، وعمل النّهار قبل عمل اللّيل. حِجابُه النّور لو كشفه لأحرَقَت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه». والله وليّ التّوفيق.

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:38
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/3.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:38
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/4.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:39
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/5.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:39
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/6.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:40
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/7.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:41
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/8.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:41
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/9.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:41
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/10.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:42
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/11.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:43
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/12.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:44
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/13.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:44
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/14.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:45
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/15.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:46
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/16.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:46
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/17.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:47
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/18.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:48
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/19.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 02:48
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/20.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:08
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/117.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:08
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/210.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:09
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/310.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:09
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/45.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:10
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/75.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:10
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/65.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:11
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/55.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:12
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/118.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:13
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/95.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:13
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/85.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:14
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/144.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:15
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/155.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:16
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/201.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 03:17
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/232.jpg

turki-sat
2016-09-03, 12:11
رائعة جدا بوركتم

العوفي العوفي
2016-09-03, 13:01
رائعة جدا بوركتم

بورك فيك..............................

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:23
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/1.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:23
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/21.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:23
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/31.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:24
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/41.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:24
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/51.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/61.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/71.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/81.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/91.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/101.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/111.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:30
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/121.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:30
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/131.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:31
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/141.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 16:31
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/151.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 20:23
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/115.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 20:24
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/27.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 20:24
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/34.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 20:25
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/44.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 20:25
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/54.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 20:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/64.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 20:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/74.jpg

العوفي العوفي
2016-09-03, 20:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/84.jpg