مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:28
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/94.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:28
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/104.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:28
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/116.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:29
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/123.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:29
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/133.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:30
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/143.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:30
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/154.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:31
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/164.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:32
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/193.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:33
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/212.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:33
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/222.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:34
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/241.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:34
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/251.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:35
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/271.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:36
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/29.jpg
العوفي العوفي
2016-09-03, 20:36
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/30.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 06:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/210.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 06:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/32.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 06:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/42.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 06:28
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/52.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 06:28
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/61.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 06:29
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/72.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 06:29
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/82.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:00
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/45.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:02
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/9.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:03
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/25.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:04
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/42.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:05
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/50.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:06
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/54.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:08
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/62.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:08
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/68.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:09
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/75.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:13
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/88.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:13
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/90.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:33
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/70.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:37
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/56.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:42
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/36.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:44
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/27.jpg
العوفي العوفي
2016-09-04, 11:44
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/04/26.jpg
العوفي العوفي
2016-09-05, 07:04
رجل نوى الحجّ لنفسه وقد حجّ من قبل، ثمّ بدَا له أن يغيّر النيّة لقريب له وهو في عرفة، فما حكم ذلك؟
الحجّ عبادة عظيمة، ومظهر من مظاهر العبودية الكاملة لله تعالى، ومظهر من مظاهر الوحدة والقوّة بين المسلمين، قال الله تعالى: “وللهِ على النّاس حِجُّ الْبَيْتِ مَن اسْتَطاع إليه سَبيلاً”. وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أيُّها النّاس قد فرض الله عليكم الحجَّ فحجُّوا”، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن حجَّ لله فلم يرفث ولم يفسُق رجع كيوم ولدتْهُ أمُّه”.
والإحرام معناه نيّة الحجّ والدّخول فيه لمَن يُريد أن يُحرم بالحجّ والعمرة معًا. ويبتدئ وقت الإحرام بالحجِّ من أوّل شوّال ويستمر إلى فجر يوم النَّحر، ومكان الإحرام بالنّسبة لأهل المغرب هو “الجُحْفَة” ويُسمّى أيضًا “رَابِغ”، والمدينة إن مَرَّ عليها فميقاته “ذُو الحُلَيْفَة” ويسمّى “أبيار عليّ”. ومَن تجاوز وأخَلَّ بواجب الميقات من غير إحرام، فقد ارتكب مُحرّمًا وأخَلَّ بواجب، فقد روى ابن عبّاس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “لا تجاوزوا الوقت إلاّ بإحرام”، وكان ابن عبّاس رضي الله عنهما يردّ مَن جاوز الميقات من غير أن يحرِم.
وتغيير النيّة في يوم عرفة مخالف لهدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم القائل: “خُذوا عنّي مناسككم”، والواجب على مَن أحرَم بحجٍّ أو عمرة أن يتمَّ ما أحرم به حتّى يكمله، قال تعالى: “وأَتِمُّوا الحجّ والعمرة لله”، ولا يصحّ تغيير النيّة إلاّ لمَن أحرم بالحجِّ مفردًا ثمّ بَدَا له أن يَتمتَّع جاز له أن يتحلَّل بعمرة تمتُّعًا بها إلى الحجّ. والله أعلم..
العوفي العوفي
2016-09-05, 07:05
هل يجوز للحاج أن يحجّ مرّة واحدة وينويه عن نفسه وعن أمّه وأبيه مثلاً؟
ترجع نيةُ الحجّ أو الإحرام لشخص واحد، فإن كان قد حجّ عن نفسه وكان أبوه أو أمّه عاجزين، جاز أن يحجّ عنهما حجّتين مختلفتين، لكلّ واحد منهما حجّة، أو يحجّ عن أحدهما، ويعتمر عن الآخر في سفر واحد. والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-09-05, 07:06
رجل حجّ عن امرأة، وعندما أراد الإحرام من الميقات نسيَ اسمَها، فماذا يفعل؟
لا بأس أن يقول: لبّيك اللّهمّ حجّة أو حجّة وعمرة عن المرأة الّتي أوصتني والله أعلم بما في القلوب قبل أن ينطق بها اللّسان، ثمّ إنّ هذا الرّجل مَن سافر إلاّ ليحجّ عن تلك ولم لم ينطق اسمها فتلك كافية، وهو الّذي يُسمّى عند الكثير بالنّية الحكمية. والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-09-05, 07:09
إنّ أحبّ الشهور إلى الله تعالى الأشهر الحرم، وأحبّ هذه الأشهر إليه سبحانه شهر ذي الحجّة، وأفضل أيّام ذي الحجّة العشر الأُوّلى، التي أقسم الله بها في كتابه تبارك وتعالى، فقال: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”.
قال ابن عباس ومجاهد ومقاتل وغيرهم هي عشر ذي الحجة. وهي أفضل أيام الدنيا كما جاء ذلك عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: “أفضل أيام الدنيا أيام العشر”، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحبّ إلى الله العمل فيهنّ من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التّسبيح والتّحميد والتّهليل والتّكبير”.
وأفضال عشر ذي الحجة كثيرة منها: أنّ الله تعالى أقسم بها: وإذا أقسم الله بشيء دلّ هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلاّ بالعظيم، قال تعالى: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”. والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
أنها الأيام المعلومات الّتي شرع فيها الذِّكر: قال تعالى: “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ” الحجّ:28، وجمهور العلماء على أن الأيّام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس. وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شهد لها بأنّها أفضل أيّام الدّنيا، فعن جابر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “فضل أيّام الدنيا أيّام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلاّ رجل عفر وجهه بالتراب”.
وأنّ فيها يوم عرفة، وهو يوم الحجّ الأكبر، ويوم مغفرة الذّنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجّة إلاّ يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وهو الركن الأعظم من أركان الحجّ، الّذي لا يتم الحجّ إلا به، فالحجّ عرفة كما قال المصطفى صلّى الله عليه وسلّم. وإن عجز المسلمُ عن الصِّيامِ في هذه الأيّامِ، فلا ينبغي أن يعجزَ عن صيامِ يومِ عرفةَ الّذي رغّب في صيامِه النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، وأخبرَ أنّه يكفِّرُ ما كان في سنتين من الذُّنوبِ والآثامِ، فقد روى مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: “وَسُئِلَ – النّبيَّ – عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ”.
وأنّ فيها يوم النَّحر، وهو أفضل أيّام السنة عند بعض العلماء، قال صلّى الله عليه وسلّم: “أعظم الأيّام عند الله يوم النّحر، ثم يوم القر”، يوم النحر هو يوم عيد الأضحى المبارك ويوم القر هو اليوم الثاني الذي يستقرّ فيه الحجاج بمِنى ويباشر المسلمون في عيد الأضحى.
واجتماع أمهات العبادة فيها، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: “والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ، ولا يتأتّى ذلك في غيره(، أي ولا يتأتى اجتماع هذه الطّاعات إلا في هذا الوقت الشريف الفاضل.
ومن فضائل العشر من ذي الحجّة أنّها أفضل من الجهاد في سبيل الله، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “ما من أيّام العمل الصّالح فيها أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من هذه الأيّام –يعني العشر– قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”. ومن فضائلها أنّ الله أمر فيها بكثرة التّسبيح والتّهليل والتّكبير والتّحميد فيها. لذا حريّ بنا أن نستقبل مواسم الطّاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بالتّوبة الصّادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدّنيا والآخرة، يقول تعالى: “وَتُوبُوا إلَى اللهِ جَمِيعًا أيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”. وبالعزم الجاد على اغتنام هذه الأيّام، مع الحرص الشّديد على عمارتها بالأعمال والأقوال الصّالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيّأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا”. وكذلك بالبُعد عن المعاصي، فكما أنّ الطّاعات أسباب للقُرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه، فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار، فاحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
وينبغي على المسلم في هذه الأيّام أن يجتهد في العبادة من صلاة وقراءة للقرآن، وذكر لله تعالى واستغفار وصدقة وصلة رحم، وغيرها.
العوفي العوفي
2016-09-05, 07:36
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/64.jpg
العوفي العوفي
2016-09-06, 10:57
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/5.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 10:58
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/4.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 10:59
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/6.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 10:59
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/9.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 11:01
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/8.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 11:01
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/10.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 11:02
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/12.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 11:03
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/15.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 11:03
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/14.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 11:03
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/13.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 11:04
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/16.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 11:05
https://matwiat.files.wordpress.com/2016/04/3.jpg?w=990
العوفي العوفي
2016-09-06, 13:42
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSh3e9Gku2sDCWX-cRLZZF1Kt7UqeFJM6xr6LrkAcMfTLXTPDxB
العوفي العوفي
2016-09-06, 20:50
حَدّيَثَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا )
العوفي العوفي
2016-09-07, 17:11
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ"،
العوفي العوفي
2016-09-07, 17:13
(( المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله، إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ))
-رواه مسلم عن أبي هريرة
العوفي العوفي
2016-09-07, 17:15
عن أبي هريرةَ -رَضِي اللهُ عَنْهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}.
العوفي العوفي
2016-09-07, 17:16
روى الإمام أحمد وغيره ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين ) .
العوفي العوفي
2016-09-07, 17:21
أتت معركة تستر وقائدها أبو موسى الأشعري فرأى أبو موسى الجيش الأجنبي الكافر وإذا هو كالجبال، وجيش المسلمين قليل، فالتفت إلى البراء بن مالك الأشعت الأغبر ذي الطمرين، قال: [[ يا براء أسألك بالله أن تقسم اليوم على ربك أن ينصرنا، قال: انتظرني قليلاً ]] فانتظره قليلاً فذهب واغتسل ولبس أكفانه وتحنط: { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران:169-171]:
أتى والمسلمون صف والمشركون صف، وقال: [[ اللهم إني أقسم عليك اليوم أن تنصرنا وتجعلني أول شهيد ]] ودارت رحى المعركة وكان أول شهيد في المعركة، وانهزم الأعداء ولحقهم المسلمون يضربون فيهم ضرباً عنيفاً حتى هزموهم { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ } [محمد:21] { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت:69].
العوفي العوفي
2016-09-07, 23:59
هل يجوز لابنة أن تحج عن أمها لأنها مصابة بمرض يمنعها من أداء فريضة الحج؟
نعم يجوز ذلك، لحديث الخثعمية الذي رواه مالك في الموطأ وغيره وفيه: أن المرأة قالت: يا رسول الله، إن فريضة الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: “نعم”.
يجوز الحج عن الغير مطلقًا ما دام ميتًا أو في حكم الميت كما ذكر في السؤال بشرط أن يكون مَن يحج عن الغير قد حج عن نفسه أولاً. والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:00
هل يجوز الحج بالنيابة عن المتوفى والحي سواء أكان مريضًا أم لا؟
لا يجوز لصحيح قادر على الحج أن يوكل أحدًا يحج عنه حجة الفرض بأجرة أو بغير أجرة، ولا تصح الحجة للموكل، ولا تسقط عنه حجة الفرض، وهذا باتفاق.
أما النيابة عن العاجز والميت فتَصح مع كون الذي يُباشر الحج حج عن نفسه لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمة، قال: “مَن شبرمة”؟ قال: أخ لي، أو قريب لي، قال: “حَججتَ عن نفسك”؟، قال: لا، قال: “حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة”.
والعاجز الذي يجوز الحج عنه أن يكون في حكم الميت، أي: لا يقدر على السفر للحج أو غيره. والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:00
ما حكم مَن يحج بمال غيره؟
إن كان المقصود بمال غيره الاستدانة للحج فليس من الواجب على غير المستطيع أن يستدين ليحج، بل يحرم عليه أن يستدين إذا لم يكن له مالٌ منتَظر يوفي به دينَه، إذ من شروط وجوب الحج: الاستطاعة، ومعناها القدرة البدنية والمالية، قال تعالى: {ولله على الناس حِج البيتِ من استَطاعَ إليهِ سَبيلاً}.
أما إن رأى من نفسه أنه قادر على الوَفاء بدَيْنِه جاز له التسلف لأجل الحج، سواء أكان هذا الوفاء من مال ينتظر وصوله، أو بضمان عنه من أحد أقاربه أو معارفه. والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:02
أين يبدأ ميقات الجزائريين تحديدًا؟
ميقات الجزائريين إذا ذهبوا من المدينة إلى مكة، فهو أبيار علي [ذو الحُلَيْفَة]، أما إن ذهبوا مباشرة إلى مكة فهو الجُحْفَة، ويُسمى “رابغ”.
ويجوز لمَن تعذر عليه الإحرام من رابغ أو الجُحفة أن يحرم من جدة وهو ما قال به كثير من علماء المغرب العربي تيسيرا على الناس ورفعًا للحرج عنهم. وقد قال الإمام مالك رحمه الله بالنسبة للقادمين للحج أو العمرة عن طريق البحر وخافوا على أنفسهم إن اشتغلوا بالإحرام من الباخرة أن يحرموا من أول يابسة ينزلون بها. والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:04
إن هذه الأمة الإسلامية هي استجابة مباركة للدعوة الإبراهيمية التي رافقت بناء الكعبة المشرفة: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبنَا تَقَبلْ مِنا إِنكَ أَنْتَ السمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُريتِنَا أُمةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنكَ أَنْتَ التوابُ الرحِيمُ * رَبنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكيهِمْ إِنكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
لا جرم أن الحكمة البالغة قضت أن يكون اجتماع المسلمين السنوي عند هذه البنية المباركة، متجردين من كل انتماء غير الانتماء للإسلام، تاركين كل الشعارات غير شعار التوحيد، تذكيرًا بميلاد هذه الأمة، كيف تأسست مُوَحدَة على التوحيد، واجتمعت مؤمنة على الطاعة، وتآخت على رب واحد، ورسول واحد، وكتاب واحد، وعقيدة واحدة، وشريعة واحدة، وقبلة واحدة، ورفعت لواء الإيمان والتوحيد في دنيا يلفها الكفر من أطرافها، ومقيمة الشهادة بهدايتها على البشرية التي ضلت سواء السبيل، وتنكبت الصراط المستقيم، مُعلية كلمة الله عز وجل ومستعلية بها: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى الناسِ وَيَكُونَ الرسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
وها نحن، والحمد لله، يحج منا كل عام آلاف، يتعبدون ويزدلفون ويخشعون ويبكون ويخبتون، ثم يرجعون إلى أوطانهم والآمال تحدوهم بغفران الذنوب وتكفير السيئات، ولكن كثيرين منهم لم يتغير منهم شيء، لا في قناعاتهم وأفكارهم، ولا في أخلاقهم وسلوكهم، ولو كان الحج يصلح حال الأفراد لانصلح حال الأمة؛ (لأن إصلاح الأمة يبدأ بصلاح أفرادها)، أو لبدت بوادر لهذا الإصلاح، اللهم إلا زيادة تختلف من شخص إلى آخر من التدين السلبي الذي يحرص صاحبه على نجاته، وربما نجاة أهله، ولكن لا يحركه إلى نفع الأمة، بل هو أصلًا لا يهتم لوضع الأمة، ولو أثر فيه الحج تأثيرًا ملموسًا لتقوى لديه الشعور بالانتماء إلى أمة التوحيد التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسهَرِ وَالْحُمى”.
أفليس عجيبًا أن يجتمع المسلمون في الحج في كل سنة من كل فج عميق، ومع ذلك يبقى كثير منهم لا يشعر بأخوة الإسلام، ولا يهتم لأمر إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ أليس عجيبًا أن يجتمع مؤتمر الحج في كل سنة وتتعاون كل الدول الإسلامية في تنظيمه وتأطيره، ويهتم به كل المسلمين في العالم، ونحن نزداد تفرقًا وتشرذمًا؟ بل يقتل بعضُنا بعضًا نيابة عن الأعداء؟ بل إن دعاة التفريق والتمزيق بين المسلمين هم الأعلى والأسمع صوتًا!
إن من أعظم مقاصد الحج تقوية روابط الوحدة بين المسلمين، وما دام الحج يعقد كل عام والأمة تزداد انقسامًا وانفصامًا عامًا بعد عام فهذا يعني أن ثمة خللاً في إقامة هذه الشعيرة العظيمة، وفي فهم مقاصدها وحكمها، وفي الاستفادة من هذه المناسك المقدسة في إصلاح حالنا. ومما يوضح بجلاء أن الحج (ومثله باقي العبادات والشعائر الكبرى في الإسلام) من أهم مقاصده تقوية أواصر الوحدة بين المسلمين، أن ثواب الحج والحساب عليه فردي كما هو معلوم: “مَنْ حَج لِلهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمهُ”، ولكن الحج يؤدى في شكل جماعي، فيجب أن يجتمع المسلمون من أقطار العالم، في وقت واحد، وعلى صعيد واحد، وبزي واحد، وعلى أعمال موحدة، القصد منها إسقاط الفوارق وتحقيق الاختلاط والتمازج للوصول إلى التقارب والتفاهم، وهذا أهم ما تجنيه الأمة من مؤتمر الحج الجامع، لو اتخذت الإجراءات اللازمة والتخطيط المطلوب والوسائل الضرورية لتحقيق هذا المقصد العظيم، وهذا واجب الأمة في مجموعها. ذلك أن نجاح الحج بالنسبة للفرد إنما هو في ظفره بالمغفرة حتى يرجع كما ولدته أمه، ولكن نجاح الحج بالنسبة للدول والمجتمعات هو في رجوعها إلى سابق عهدها موحدة كأمة. -
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:19
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d8a5d8aed984d8a7d8b5.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:20
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d981d984d982.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:20
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d986d8a7d8b3.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:21
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d985d8b3d8af.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:21
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d986d8b5d8b1.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:22
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d983d8a7d981d8b1d988d986.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:22
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d983d988d8abd8b1.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:23
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d985d8a7d8b9d988d986.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:24
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d982d8b1d98ad8b4.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:25
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d981d98ad984.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:25
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d987d985d8b2d8a9.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d8b9d8b5d8b1.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d8aad983d8a7d8abd8b1.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d982d8a7d8b1d8b9d8a9.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d8b2d984d8b2d984d8a9.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:28
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d8aad98ad986.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 00:28
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/d8aad981d8b3d98ad8b1-d8b3d988d8b1d8a9-d8a7d984d8a5d8aed984d8a7d8b5.jpg
العوفي العوفي
2016-09-08, 15:20
أورد الغزالي في إحياء علوم الدين هذه القصة اللطيفة فقال :
أورد الغزالي في إحياء علوم الدين هذه القصة اللطيفة فقال :
قال سهل بن عبدالله التستري : كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما : ألا تذكر الله الذي خلقك ، فقلت : كيف أذكره ؟ فقال : قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك ، الله معي ، الله ناظري ، الله شاهدي ، فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته ، فقال : قل ذلك في كل ليلة سبع مرات ، فقلت ذلك ثم أعلمته ، فقال : قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة ، فقلته ، فوقع في قلبي حلاوته ، فلما كان بعد سنة ، قال لي خالي :
احفظ ما علمتك ، ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة ، فلم أزل على ذلك سنين ، فوجدت لذلك حلاوة في سري ،
ثم قال لي خالي يوما : يا سهل من كان الله معه وناظرا إليه وشاهده ، أيعصيه ؟ إياك والمعصية ، فكنت أخلو بنفسي فبعثوا بي إلى المكتب ، فقلت إني لأخشى أن يتفرق علي همي ، ولكن شارطوا المعلم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع ، فمضيت إلى الكُتّاب ، فتعلمت القرآن وحفظته وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين ، وكنت أصوم الدهر وقوتي من خبز الشعير اثنتي عشرة سنة......
العوفي العوفي
2016-09-09, 12:17
نوى شخص الحجّ والعمرة معًا وقت الإحرام، وعندما سارت السيارة كيلومترين تقريبًا وجد رفقاءه وقد أحرموا بالحجّ فقط، ففعل مثلهم، فهل حجّة صحيح؟
العبرة في الإحرام بالنّية القلبية، وإن تلفَّظ المُحرِم بالنيّة الّتي يُريدها فحسن، كأن يقول عند إرادة الإحرام: لبّيك بحجٍّ، أو لبّيك بعمرة. ففي الصّحيح من حديث جابر رضي الله عنه قال: “قَدمْنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن نقول: لبّيك اللّهمّ لبّيك بالحجِّ، فأمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجعلناها عمرة” رواه البخاري.
ومَن أحرم بحجٍّ أو عمرة لا يجوز له ترك ما أحرم به حتّى يكمله لقول الله تعالى: (وأَتِمُّوا الحجّ والعُمرة لله).وبما أنّه نَوى الحجّ والعمرة يتمّهما معًا. وعليه هدي القِران لأنّه أتَى بنُسكين في عمل واحد. وإن بَدَا له التحلُّل بعمرة متمتِّعًا بها إلى الحجّ جاز له ذلك عند كثير من العلماء مع وجوب الهدي. والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-09-09, 12:18
ما حكم مَن لا يملك المال لشراء الأضحية ولا يستطيع الاستدانة؟
نبشّر مَن كانت هذه حالته أنّ رسول الله صلّى الله صلّى الله عليه وسلّم ضحَّى عنه وعن فقراء أمّته، ولا إثم عليه، بل له من الأجر مثل أجور المضحّين، بل ربّما أكثر، لأنّ مَن ضحّى عنه هو سيّد خلق الله صلّى الله عليه وسلّم. -
العوفي العوفي
2016-09-09, 12:19
ما حكم مَن لا يملك المال لشراء الأضحية ولا يستطيع الاستدانة؟
نبشّر مَن كانت هذه حالته أنّ رسول الله صلّى الله صلّى الله عليه وسلّم ضحَّى عنه وعن فقراء أمّته، ولا إثم عليه، بل له من الأجر مثل أجور المضحّين، بل ربّما أكثر، لأنّ مَن ضحّى عنه هو سيّد خلق الله صلّى الله عليه وسلّم.
العوفي العوفي
2016-09-09, 12:20
ما حكم شخص غنيٌّ لا يذبح يوم العيد دون سبب؟
إنّ يوم العيد يوم فرحة وعبادة وتكبير وأكل وشرب وتوسعة على الأهل. وهو من أعظم النعم الّتي أنعم الله بها على المسلمين، حيث تظهر مظاهر الأُخوة والمحبَّة والأُلفة والتعاون جلية في جميع المساجد والشوارع والبيوت. فكيف للعبد الّذي أنعم الله عليه بالمال أن يحرم نفسه من هذا الفضل العظيم وهذه العبادة العظيمة الّتي لا تُعرف لغير الله بأيّ حال.
فعلى هذا الشّخص أن يُسارع لشراء الأضحية ليتقرَّب بها إلى الله لقوله تعالى: {لَن ينال اللهَ لُحومُها ولا دماؤُها ولكِن ينالُه التّقوى منكم} الحج: 37، وقال أيضاً: {وأمّا بنِعمة ربِّك بحدِّث} الضحى11 .
العوفي العوفي
2016-09-09, 12:21
هل يجوز للإنسان ألاَّ يضحّي بسبب الدَّين الّذي عليه؟
إذا لم يطالب المدين بالوفاء جاز له أن يستدين ليضحي إن علم أنّه يستطيع الوفاء، وإلاّ فإن الله لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها، والأضحية سُنّة مؤكّدة على القادر عليها، ولقد ضحّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن نفسه وعن فقراء أمّته والحمد لله. وعليه إن ضمن تسديد الدَّيْن استدان وضحّى وإن لم يضمَن فلا يُضحّي والله يغفر له ولجميع المسلمين، قال تعالى: {لا يُكلِّف الله نفساً إلاّ وُسعَها} البقرة: 286.
العوفي العوفي
2016-09-09, 12:22
هل يجوز ذبح الأضحية في ثاني يوم أو ثالث يوم بعد يوم العيد؟
نعم يجوز ذلك، حيث يجوز ذبح الأضحية يوم العيد وسائر أيّام التّشريق وهي ثلاثة أيّام بعد يوم العيد.
العوفي العوفي
2016-09-09, 12:25
حثّ الإسلام على الاعتصام والوحدة. فالاجتماع والاتفاق سبيل القوّة والنّصر. والتفرّق والاختلاف طريق الضعف والهزيمة. وما ارتفعت أمّة من الأمم وعلت رايتها إلاّ بالوحدة والتّلاحم. والتاريخ أعظم شاهد على ذلك. ومن هنا جاءت نصوص كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم تدعو إلى هذا المبدأ العظيم، وتحذّر من الاختلاف والتّنازع: {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}. وفي الصّحيح من حديث أبي مسعود الأنصاري: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح مناكبنا في الصّلاة، ويقول: “استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم.”
الحجّ موسم تتجسّد فيه وحدة المسلمين في أبهى صورها وأجمل حللها.. حيث تذوب الفوارق، وتتلاشى الحواجز، ويجتمع المسلمون في مشهد جليل يبعث على السّرور، ويسعد النّفوس ويبهج الأرواح. فيجتمع المسلمون من أقطار الأرض حول البيت العتيق، البيت الّذي يقصدونه بقلوبهم وأفئدتهم من خلال صلواتهم في بلادهم. هاهم الآن يجتمعون حوله، يتصافحون ويتشاورون. خلعوا تلك الملابس المختلفة المتباينة من على أجسادهم، ووحّدوا لباسهم، ليجتمع بياض الثياب مع بياض القلوب، وصفاء الظّاهر مع نقاء الباطن. إنّها لحظات رائعة وهم يتحرّكون جميعًا من منى، ثمّ يقفون ذلك الموقف العظيم في عرفة، وقد اتّحدوا في المكان والزّمان واللّباس والوِجهة.
إنّ مظاهر الوحدة في الحجّ تتجلّى في وحدة الزّمان والمكان؛ فالحجّ له زمان ومكان محدَّد يؤدَّى فيه، فلا يجوز أن يكون في غيره: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}. ويقول عليه الصّلاة والسّلام: “الحجّ عرفة”. وكذا وحدة المناسك، فالجميع مطالب بأداء مناسك الحجّ، من إحرام وطواف وسعي ووقوف بعرفة ورمي للجمار. فالكلّ يقوم بنفس الأعمال. ما يجسّد روح الأخوة والمحبّة. أضف إلى ذلك وحدة الهدف والغاية والشعور. فالجميع جاؤوا من كلّ فجّ عميق، يحدوهم الأمل، ويحفّهم الخوف والرّجاء. رافعين أكفّ الضّراعة إلى ربّهم، راغبين في مغفرته، طامعين في فضله ورضوانه. ومن بين مظاهر الوحدة في الحجّ وحدة المنهج ومصدر التلقي؛ حيث يتحرّك الحجيج في أداء مناسكهم تبعًا لمنهج رسمه لهم قائدهم وقدوتهم يوم أن حجّ بالمسلمين حجّة الوداع وحوله ما يزيد عن مائة وعشرين ألفًا، فقد وقف عليه الصّلاة والسّلام ليوضِّح لهم معالم دينهم، ويعلّمهم مناسك حجّهم. وأمام هذا الحشد الضّخم رسم لهم الخط الأوّل: “خذوا عنِّي مناسككم”. وبهذه العملية تمّ إلغاء ما كان من مناسك الوثنية.
إنّنا ينبغي أن نأخذ من الحجّ دروسًا لا تنسى، نجعلها محلّ تطبيق في حياتنا ومجتمعاتنا؛ فالقِبلة واحدة، والربُّ واحد، والمشاعر واحدة، واللّباس واحد، وكلّ ذلك يجتمع في هذا الموسم المبارك. تأمّل حواليك تلك الأمواج المتلاطمة.. ألوف بل ملايين، اختلفت ألوانهم، وتناءت ديارهم، واختلفت ألسنتهم، وتعدّدت لغاتهم.. عرب وعجم، هنود وزنوج، سود وبيض، حمر وصفر، رجال ونساء، صغار وكبار، جمعهم شيء واحد هو رضا الله. ثمّ انظر إلى ذاك المشهد الرّائع في بطحاء عرفة، وخذ لمحة ذات اليمين وأخرى ذات الشّمال، أرجع البصر كَرّتين، هل ترى إلاّ ثيابًا بيضًا قد علت الأبدان، ووجوها وضيئة من شتّى الأصقاع تناجي الرّحمن. التقت في صحراء عرفة، بثياب رثة لا تصلح لخيلاء، ولا تنفع لكِبر، نشيدهم العذب: لبّيك اللّهمّ لبّيك، وحلو كلامهم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. وجميل منطقهم: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}. وعذب حديثهم: لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّا كنّا من الظّالمين. وعالي صوتهم: لبّيك حقًّا حقًّا، تعبّدًا ورقًّا. وزفير أنفاسهم: ربّ اغفر وارحم إنّك أنت الأعزّ الأكرم. وحشرجة صدورهم: اللّهمّ حجّة لا رياء فيها ولا سمعة. ونبضات قلوبهم: اللّهمّ إنّا نسألك العفو والعافية في الدّنيا والآخرة. وتقلّب أبصارهم: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
أجل، إنّها الوحدة الّتي أكّد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم على أمّته أن تلزم غرزها، وتتمسّك بمعصمها، وحذّرها من مغبّة فرقتها واختلافها. وقد كانت أقواله عليه الصّلاة والسّلام محرِّضة على ذلك: “يا أيّها النّاس: ألاَ إنّ ربّكم واحد، وإنّ أباكم واحد، ألاَ لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلاّ بالتّقوى”.
ألاَ فلنتعلّم من الحجّ كيف نتّحِد، ونوثّق الأواصر، فلن يجمع شملنا، ويرفع كلمتنا، ويعيد مجدنا شيء مثل اجتماعنا على كلمة التّوحيد الصّافية النقيّة، وأخلاق المصطفى الرّاقية. وليكن نبراسنا الّذي نستضيء به قوله الحقّ سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}. والله وليّ التّوفيق.
العوفي العوفي
2016-09-09, 12:29
العيد في الإسلام عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الله قد أبدلكم خيرًا منهما: يوم الفطر ويوم الأضحى” رواه أبو داوود.
❊ يُندَب إحياء ليلتي العيدين بطاعة الله؛ وذلك بتلاوة القرآن وذِكر الله وبالنّوافل، والحرص على إقامة صلاة المغرب والعشاء والصّبح جماعة. عن عُبادة بن الصّامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أحْيَا ليلة الفطر وليلة الأضحى، مُحْتَسِبًا، لم يَمُت قلبه يوم تموت القلوب”. كما روى ابن عساكر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أحيا اللّيالي الأربع وجبت له الجنّة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النّحر، وليلة الفطر”. ومعنى عدم موت القلب: أن يكون قلبه مطمئنًا يوم ترتجف القلوب فرقًا وخوفًا؛ فيجد الطّمأنينة والسّلام، في الموقفين العظيمين: عند النّزع، ويوم القيامة. ويحصل الإحياء بمعظم اللّيل؛ وقيل يحصل بالقليل. ويُتأكّد الإحياء في الثلث الأخير من اللّيل.
أمّا صلاة العيد، فقد شُرعت في السنة الأولى من الهجرة؛ وهي سُنّة لكلّ مَن تلزمه الجمعة. وتؤدّى مِن وقت حلّ النّافلة إلى الزّوال، أي بعد الشّروق بقدر عشرين دقيقة، إلى ما قبل الزّوال. ولا تُقضى بعد ذلك.
يُندَب الغُسل للعيدين، والتّطيّب والتزيّن ليوم العيد، كما يُندَب أن يخرج المُصلّي ماشيًا، وأن يُكبِّر في حال خروجه جهرًا، ويستمرّ على تكبيره إلى أن يقوم الإمام إلى الصّلاة.
تؤدّى صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة. فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى العيد بغير أذان ولا إقامة؛ وكان يخطب خطبتين قائمًا، يفصل بينهما بجلسة.
وصلاة العيد ركعتان كالنّوافل، ويُسنّ أن يزاد في الرّكعة الأولى ستّ تكبيرات، بعد تكبيرة الإحرام، وقبل القراءة. وفي الرّكعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، وقبل القراءة.
ويُندَب خروج النّساء لمشاهدة صلاة العيد، وقد وردت أحاديث كثيرة تدلّ على مشروعية ذلك. فعن أمّ عطية فيما رواه مسلم قالت: “أَمَرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نخرجهنّ في الفطر والأضحى: العواتق، وذوات الخدود، فأمّا الحُيّض فيَعتزلن الصّلاة، ويشهدن الخير ودعوات المُصلّين”. وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: “خرجتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم فطر أو أضحى؛ فصَلّى، ثمّ خطب، ثمّ أتَى النّساء فوعظهنّ وأمرهنّ بالصّدقة” رواه البخاري. وهذا الحديث يفيد أنّ النّساء كنّ يحضرن صلاة العيد؛ وأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يخصهنّ بالوعظ؛ وأنّهنّ كنّ يسارعن إلى الصّدقة بحليهنّ، تقرّبًا إلى الله، ومشاركة منهنّ في بناء الأمّة الإسلامية.
كما يُندب الرُّجوع من غير الطّريق الّذي قدم منه المُصلّي إلى الجامع. فقد روى البخاري عن جابر قال: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خرج في طريق رجع في غيره”. ومن سنن عيد الأضحى التّكبير ثلاثًا، عقب الصّلوات المكتوبة إلى صبح اليوم الرابع. جعل الله عيدنا سعيدًا؛ وليكن لنا مناسبة للإحسان وصِلة الأرحام، ولزوال الإحن والأحقاد، وذهاب أثر القطيعة والخصومات؛ والله وليّ ذلك والقادر عليه.
العوفي العوفي
2016-09-09, 22:58
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/736x/6c/9d/2c/6c9d2c4eecfb58f61d9a83b2b581f98c.jpg
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQdqKN5_moN5jspRHxRq9zgUWiSh9-EqTQv3YuleZ4MGLgjO0Br
العوفي العوفي
2016-09-10, 07:24
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الوقفة الأولى:
إن هذه الواقعة حلت مشكلة اجتماعية كانت موجودة فبل الإسلام . قال الإمام الشافعي: (سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول كان أهل الجاهلية يطلقون بثلاث الظهار، والإيلاء ، والطلاق فأقر الله الطلاق وحكم الإيلاء والظهار ما في القرآن ) فتح البارئ (9/433)
وقال ابن كثير: ( كان الظهار عند الجاهلية طلاقا فارخص لهذه الأمة وجعل في الكفارة ولم يجعله طلاقا،كما كانوا يعتمدون في جاهليتهم وهكذا قال غير واحد من السلف ) تفسير القرآن العظيم (4/321).
وقال فخر الدين الرازي: (إن الظهار كان من اشد طلاق الجاهلية لأنه التحريم أوكد ما يمكن ،وإن كان ذلك صار مقررا في الشرع كانت ناسخة له ، وإلا لم يعد نسخا لأن نسخ إنما يدخل في الشرائع لاعادات جاهلية) التفسير الكبير(29/218) ياالقارئ الكريم لقد أثبت نصوص المنقولة عن علماء الأجلاء أن هذه مشكلة لم وليدة في مجتمعنا الإسلامي .كما أن هذه الواقعة كانت رحمة وتخفيفا عما كان معمولا لدى أهل الجاهلية.
الوقفة الثانية:-إن معرفة السبب يوثر العلم والفهم على المسبب
قال شيخ الإسلام بن تيمية:معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب . مجموع الفتاوى (13/339) قبل أن تدخل تفسير أية من القرآن الكريم أو قصة من قصص تاريخ الإسلام أفضل للباحث أن ينظر ويراجع أصل هذه الآية أو القصة من مصادرها ودواوين السنة كى لايكون فهمه معوجا ولا رأيه شاذا ولا اجتهاده مع النص, إن كان أهلا للاجتهاد والنظر. قال تعالى : وإذا جاءهم من الأمن أو الخوف أذاعوابه ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر لعلمه الذين يستنبطونه منه ولو فضل الله ورحمته لتبعتم الشيطان إلا قليلا.
الوقفة الثالثة:-سبب النزول أيات الظهار
روى أبو داود والترمذي والبيهقي والدا قطني والحاكم وابن حبان بأسانيدهم عن عائشة وابن عباس قالت عائشة رضي الله عنها تبارك الذي وسع سمع كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفي علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي تقول يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وأنقطع له ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك. قالت عائشة فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهؤلاء الآيات : (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع عليم الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور والذين يظاهرون منكم من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون والله بما تعملون خبير فلم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فلم يستطع فإطعام ستين مسكنا ذلك لتؤمنوا ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب اليم) المستدرك (2/523) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن جميلة كانت امرأة أوس بن الصامت وكان أويس إمرءا بريه لمم فإذا أشد لممه ظاهر من امرأته فأنزل كفارة الظهار. المصدر نفسه.
وعن يوسف عبد الله ابن سلام عن خويلة بن ثعلبة رضي الله عنها قال في وفي أوس بن الصامت أنزل الله جل وعلا صدر سورة المجادلة .قالت كنت عنده يوما وكان شيخا كبيرا ساء خلقه وضجر،قالت فخل علي فراجعته في شيء فغضب وقال أنت علب كظهر أمي ،ثم خرج يجلس في نادي قومه ساعة ،دخل علي فإذا هو يريد نفسي قالت قت كلا والذي نفس خويلة بيده لاتخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه فواثبني فامتعنته منه فغلبته بما تغلب المرأة الشيخ الضعيف فألقيته تحتي ،ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا،ثم خرجت حتى جئت رسول الله فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه فجعلت أشكو إليه ما ألقي من سوء خلقه .قالت فجعل رسول الله يقول ياخويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه فوالله ما برحت حتى أنزل الله القرآن فتغشى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما كان يغشاه ثم سري عنه فقال ياخويلة قد أنزل الله جلا وعلا فيك وفي صاحبك . قالت :ثم قرأ علي قد سمع الله … فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم مريه فليعتق رقبة.قلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق. فال فليصم شهرين متتابعين .قالت فقلت والله يارسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام .قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر. فقلت والله يارسول الله وما ذاك عنده قالت قال رسول الله فإنا سنعينه بعرق من تمر.قالت فقلت وأنا يارسول الله سأعينه بعرق آخر.فقال أصبت وأحسنت فأذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا قالت ففعلت) . سنن أبي داوود( 2/566) صحيح ابن حبان( 10/108) قال أبود اودد : ( إنها كفرت عنه من غير أن تسامره. وقال السخاوي : نزلت سورة المجادلة بعد سورة المنافقين وقبل سورة الأحزاب. التحرير والتنوير (28/6)
دروس وعبر التي يستفاد من هذه القصة1/ استحضار عظمة الله تعالى في القلب عند الدعاء
قال ابن عاشور : وقد استحضرت المرأة بعنوان الصلة تتجها بمجادلتها وشكواها لأنها دلت على توكلها الصادق على رحمة ربها بها وبأبنائها وبزوجها. التحرير والتنوير(28/8) كما ينبغي لنا أن نحسن الظن بالله عند الدعاء ونقطع أنه يستجيبنا مالم ندعو إثما أو قطيعة الرحم قال أبو هريرة رضي الله عنه : (ما أخاف أن أحرم الإجابة،ولكني أخاف أن أحرم الدعاء) التمهيد ( 10/299) وقال ابن عبد البر: (وقد علمنا أن ليس كل الناس تجاب دعوته ولا في كل وقت تجاب دعوة الفاضل ،وأن دعوة المظلوم لاتكاد ترد) المصدر نفسه.
وقال القرطبي:( قيل معنى ظن عبدي ظن الإجابة وظن القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار وظن المجازاة فعل العبادة بشروطها تمسكا بصادق وعده … ولذا ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام مما عليه موقنا بأن يقبله ويغفرله) فتح البارئ (13/386)
2/ كان رسول الله يربي أصحابه مبدأ المبادرة في جميع الميادين وهذه الواقعة منها حيث عرض علي خويلة أنه سيعينه نصف كفارة زوجها ليدخل قلبها السرور والفرحة ويفرج هم العائلة . واقتدت خولة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فتحملت النصف الباقي من الكفارة في نفس المجلس الذي أنزل فيه القرآن ودون علم زوجها .فيالها من شجاعتها فرضي الله عنها حتى قال الأمام أبوداد قوله السابق فليتدبر .
3/ إن تقوى الله كفيلة أن تسيير أمور العائلة على خط مستقيم ، ومعلوم أنه لايخلو بيت من مشاكل إجمتاعية سواء كانت هذه المشكلة كبيرة أوصغيرة ،عندما تبدأ شرارة الخلاف بينهم فإنهم إن يتقوا الله فلا شك أنهم يجدون مخرجا ولهذا كرر النبي خولة عند بداية شكاواها وفي نهايتها وقال تعالى : ( ومن يتق يجعله مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب).
4/ إن سوء الخلق كفيلة من هدم أركان العائلة بأدفه السبب قال ابن عاشور : افتتحت السورة سبب نزولها التي وجهت شكواها إلى الله تعالى بأنها لم تقتصر في العدل في حقها وحق بيتها ولم ترض بعنجهية زوجها وابتدرالى تنثير عقد عا ئلة دون تبصر وروية، وتعليما للنساء الأمة الإسلامية ورجالها واجب الذود عن مصالحها) التحرير والتنوير(29/6)
5/ إن سددت عليك جميع الأبواب فلا تنس أن باب الله لا يغلق أبدا في وجوه الطارق فما لنا لانطرق بابه ونرفع شكاوانا إليه قال فخر الدين الرازي :( إن هذه الواقعة تدل على من انقطع رجاؤه عن الخلق ولم يبق له في مهمه أحد سوى الخالق كفاه ذلك المهم ) التفسير الكبير(29/218).
6/ إن تكرار لفظ الجلالة له دلالة عظيمة ومعان جليلة.قال ابن عاشور : ( وتكرار أسم الجلالة في موضع إضمار ثلاث مرات لتربية المهابة وإثار تعظيم منته تعالى ودواعي شكره وتنزل رحمته) التحرير والتنوير(28/6).
الوقفة الثالثة:-غرض نزول هذه القصة
إن للقرآن أغراضا في علاج المشاكل الاجتماعية فما غرض سورة المجادلة ؟
قال ابن القيم : فتضمن هذه الأحكام أمورا منها:-
أ/ إبطال ما كلن عليه الجاهلية وفي صدر الإسلام من كون الظهار طلاقا.
ب/ إن الظهار لايجوز الإقدام عليه. زاد المعاد (5/325-326).
قال ابن عاشور: أغراض السورة في قصة مظاهرة أوس من زوجه خولة وأبطال ما كان الجاهلية من تحريم المرأة إذا ظاهر منها زوجها فإن عملهم مخالف لماأراه الله وأنه من أوهامهم وزورهم التي كتبهم بأبطالها. التحرير والتنوير(28/6).
وواضح من كلام الشيخين أن غرض هذه السورة هو أبطال مما كان عليه أهل الجاهلية وتحقيق الحق وانتظام نظام الأسرة وفق ماأراد الله ورسوله ، وليأخذ المسلمون منهما لاالعادات الجاهلية.
الوقفة الخامسةفي طيات هذه القصة ما ليس بثات فلا نغتر بها.
لقد ملأ كتب التفاسير أخبارا بهذه القصة دون نظر سندها ورواتها وهل آفة الأخبار إلا رواتها ومجمل هذه القصة ما أورده ابن كثير في تفسيره عن جرير بن حازم قال سمعت أبا يزيد يحدث قال لقيت امرأة عمر بن الخطاب يقال خولة ثعلبة ،وهويسيرمع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنا لها وأصغى إليها رأسه ووضع يده على منكبها حتى قضت حاجتها وأنصرفت ,فقال له رجل ياأميرالمؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز ؟ . قال ويحك وتدري من هذه ؟ قال لا.قال هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع السموات هذه خولة بنت ثعلبة . والله لولم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت عتها حتى تقضي حاجتها إلا أن تحضر صلاة فأصليها ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها. تفسير القرآن العظيم (4/319) قال ابن كثير : هذا منقطع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب . وممن رد هذه القصة الحافظ ابن حجر فقال: هكذا قال أبو عمر في خولة بن حكيم امرأة عبادة بن الصامت وهو وهم اسمها وزوجها وخليدضعيف سيء الحفظ .الإصابة (7/72).
ومما يدل بطلان هذه القصة وضع عمر بن الخطاب يده على منكبها .كيف عمر أن يضع يده على منكب امرأة أجنبية عنه؟بل وكيف ترضى خولة أن يضع عمر منبكبها يده؟وهي ممن بايعت النبي و لم من زوجها بعد أن ظاهر أن يمسها ؟كل هذا يدل أنها غير صحيحة والله أعلم .
الوقفة الساسةمع أوس بن وزوجه خولة بنت مالك
1/ هو أوس بن قيس أصرم بن فهر بن تميم بن عوف بن عمر بن عوف بن الخزرج أخو عبادة بن الصامت ممن شهد بدراً مات في خلافة عثمان سنة(35هـ) الثقات (3/116). هذا الصحابي جليل لا نذكر في سيرته إلا ثناء حسنا لأنه ممن شهد بدر وقد غفر لهم، كما انه من الأنصار الذين آووا النبي والمهاجرين في ديارهم قال تعالى : ( والذين تبوأا الدار والإيمان يحبون من هاجرهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون). وقد بين النبي أن من علامة إيمان الشخص حبه للأنصار. والله أعلم .
2/ أما خولة فهي بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر كانت عند أوس بن الصامت وقال الإمام مسلم :خويلة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت لم يرو عنها إلا يوسف بن عبد الله بن سلام. المنفرات والوحدان (1/90) قلت وقد رواه أيضا زهير كما قاله الحافظ بن حجر الإكمال لرجال أحمد (1/620)
اختلف المترجمون لها في اسمها واسم أبيها فقالوا : ( خولة وخويلة وجميلة) وقالوا اسم أبيها مالك وثعلبة والذي يظهر لي أن أصح اسمها هو خولة أو خويلة بن مالك لأن جميع الروايات غير رواية يوسف بن عبد الله لا تخلو من ضعف في سندها .وقد حسن الحافظ ابن حجر رواية يوسف . الإصابة (1/156). وأما جميلة فقد يكون لقبها قال الحافظ ابن حجر : ويقال جميله فلعل جميلة لقب.المصدر نفسه ، وأما اختلاف اسم أبيها فلا إشكال فيه حيث ينسب الشخص مرة إلى أبيه ومرة إلى جده. والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
العوفي العوفي
2016-09-10, 10:43
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTkWU1UX9U38MPd9SVMH0jF87fSUUSuP BpKEnokJWPVH1iOC7n-hw
العوفي العوفي
2016-09-11, 06:30
ممّا اختصّ الله به هذه الأمّة من دون سائر الأمم عيد الأضحى المبارك، فها هو يحلّ ضيفًا عليها في أصقاع الأرض، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، في القرى والمدن، في الصحراء وعلى ضفاف الأنهار وسواحل المحيطات والبحار، حيث يُظهر فيه المسلم توحيده لله وذكره وشكره على نعمه الّتي لا تعدُّ ولا تحصى، وهو يوم فرح وسرور وتواصل وتعاون وتكافل بين أفراد هذه الأمّة الواحدة في عقيدتها ومبادئها وأخلاقها.
فالعيد في حياة الأمّة يعدّ مظهرًا من مظاهر التّجديد في حياتها، تجديد للإيمان في نفوس أبنائها، في مستدرك الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الإيمان لَيَخْلَقُ في جوف أحدكم كما يخلق الثّوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدِّدَ الإيمانَ في قلوبكم”، فحجاج بيت الله ما قصدوا البيت الحرام إلاّ توحيدًا لله، واستجابة لنداء الخليل إبراهيم عليه السّلام عندما أمره ربّه بأن يؤذِّنَ في النّاس بالحجّ: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”، وصيام يوم عرفة ووقوف الحجاج فيه، مظهر من مظاهر تجديد الإيمان والوفاء بالعهد والميثاق الّذي أخذه الله على كلّ إنسان بأن يعبده ولا يشرك به شيئًا: “إنّ الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمانَـ يعني عرفة، وأخرج من صلبه كلّ ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذرّ، ثمّ كلّمهم قِبَلاً، قال: “أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ”.
فالعيد يأتي ليؤكِّدَ هذه الحقيقةَ، ويشهد على هذا التّجديد في نفس المسلم وسلوكه، والمسلم عندما يقدم بين يدي الله أضحيّة العيد لا يريد بها غير وجه الله شعارُهُ: “قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، فليحافظ كلّ مسلم على إيمانه، وليتعاهده بالأعمال الصّالحة ومراقبة الله حتّى يلقاه على فطرة الإسلام، فتزكى نفسه وتطيب حياته ويسعد في آخرته.
ويظهر التّجديد في سلوك المسلم، من خلال معاملة من هم حوله، ففي العيد يظهر برّ الوالدين وصلة الأرحام وزيارة الأقارب والجيران والمرضى، ويظهر التّكافل والبذل والعطاء والصّدقة والإنفاق والتّسامح والتّغافر بين المسلمين والتّصافح والسّلام: “إذا تصافح المسلمان لم تفرّق أكفّهما حتّى يغفر لهما”، “ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلاّ غفر لهما قبل أن يتفرّقَا”، فكلّ هذه الأعمال وغيرها في العيد تدفع المسلم إلى معالجة أخطائه والإحسان في معاملة من حوله، فيظهر المجتمع المسلم مجتمعًا متعاونًا ومتآلفًا ومترابطًا، يسود بين أبنائه الحبّ والتّراحم.
العوفي العوفي
2016-09-11, 06:34
جاء عيد الأضحى بعد القيام بركن من أركان الإسلام، إذ أُمِر النّاس بشدّ الرِّحال إلى البيت العتيق حيث الآيات البينات للوقوف عند سرّ الوجود. ❊ قال تعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” آل عمران97، ليدخل المقام طمعًا في ربّ العالمين ليجعله من الآمنين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم، قال الله تعالى: “فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا”.
دليل مشروعيتها:
قال الله تعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” الكوثر:1-2، قال بعض أهل التفسير: المراد به الأضحية بعد صلاة العيد. وجاء الحثّ على الأضحية في كثير من الأحاديث النّبويّة الشّريفة. روى أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: “ضحّى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمّى وكَبَّر ووضع رجله على صفاحهما” متفق عليه.
صفات الأضحية:
يشترط في الأضحية السّلامة من العيوب الّتي تمنع الجواز كالعور والعرج، وعلى هذا يجب أن يجتنب في الضحايا: العوراء البيّن عورها (وهي فاقدة جميع أو معظم نور إحدى عينيها). العرجاء البيّن عرجها أو ضلعها (الفاحش ضلعها، يُروَى بالضّاد المفتوحة، والظاء أي: عرجها بحيث لا تلحق الغنم فتكون مهزولة اللحم). المريضة الّتي لا يُرجى بُرْؤُها (المرض البيّن وهو الّذي لا تتصرّف معه تصرّف غيرها لأنّ المرض البيّن يفسد اللحم ويضرّ بمن يأكله). العجفاء الّتي لا تنقي (وهي التي لا شحم فيها لشدّة هزالها والأكثر تفسيرها بأنّها الّتي لا مخّ في عظامها لأنها إذا كان في عظامها مخّ تجزئ ولو لم يكن فيها شحم). والعضباء (والعضب ذهاب أكثر من نصف الأذن أو القرن، وإن اشتراها سليمة وأوجبها فعابت عنده ذبحها وكانت أضحية).
حكمها في الشرع:
الأضحية سُنّة مؤكّدة في مذهبنا المالكي وإن كان يتيمًا، لأنّ مالكا رضي الله عنه لمّا سُئِل عن التّضحية عن يتيم له ثلاثون دينارًا، قال: يُضحّي عنه ورزقه على الله.
وذهب جمهور العلماء من الإباضية إلى أنّ الأضحية سنّة مؤكّدة على أهل الأمصار لعدم الدليل على إيجابها، ويستحبّ للمسلمين إثباتها، والتقرّب إلى الله بها.
شرط الاستطاعة:
إنّ كلّ مستطيع يطلب بضحية مستقلّة فلا يجوز التّشريك كأن يشتري أهل قرية بقرة ويذبحونها ضحية عن جميعهم فهذه لا تجزئ. وأجازه أبو حنيفة والشّافعي، حيث لم يزد عددهم على سبع، وأمّا التّشريك في الأجر فلا بأس به وله صورتان: الأولى أن يشرك المضحي جماعة معه، شرط أن يكون الذي أشركه معه قريبًا له ولو حُكمًا لتدخل الزّوجة وأم الولد، وأن يكون في نفقته، وأن يكون ساكنًا معه وإن كان ينفق عليه تبرّعًا كأخيه أو جدّه أو عمّه، وأمّا لو كان ينفق عليه وجوبًا فيكفي الشرطان الأولان. والثانية: أن يشرك جماعة في ضحية، ولا يدخل نفسه معهم، وهذه جائزة، ولا يشترط في الصورتين عدد بل ولو أكثر من سبعة.
نوع الأضحية:
والأضحية من الثمانية كما ورد في القرآن، قال تعالى: “مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ”، وقوله تعالى: “وَمِنْ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ” الأنعام، وتجزئ البُدْنَة والبقر ولا يجزئ إلاّ الجَذع من الضأن والثني ممّا سواه والجذع من الضأن الّذي له ستة أشهر وقد دخل في السّابع.
واختلف الفقهاء في التفاضُل بين التضحية بهذه الأنعام: أيّهم أفضل؟ فمذهب مالك على ما بينّاه أعلاه وهو أنّ الضأن أفضل من غيره، ولهم حجّتُهم في هذا التفضيل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “نزل عليّ جبريل في يوم عيد فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا جبريل كيف رأيت عيدنا؟ فقال: يا محمّد لقد تباهى به أهل السّماء، وقال: يا محمّد اعلم أنّ الجَذع من الضأن خير من السيد من البقر والجذع من الضأن خير من السيد من الإبل ولو علم الله ذبحًا هو خير منه لفدى به إبراهيم ابنه”. قال ابن عبد البر رحمه الله: هذا الحديث عندهم ليس بالقويّ والحنيني عنده مناكير.
العوفي العوفي
2016-09-11, 06:36
يوم النّحر هو يوم الهدي للحجيج ويوم الأضاحي لغيرهم من الموسرين، والجميع ينحر ما لديه من الأنعام ابتغاء مرضاة الله تعالى. قال عزّ وجلّ: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ” الحجّ36-37.
ويخصّ البُدن بالذَّكَر لأنّها أعظم الهدي، فيقرّر أنّ الله أراد بها الخير لهم، فجعل فيها خيرًا وهي حيّة تُركَب وتُحلَب، وهي ذبيحة تهدى وتطعم. والأضحية سُنّة مؤكّدة. وقد ضحّى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن نفسه بكبشين أملحين أقرنين عنه وعن آل بيته قال: “اللّهمّ هذا عن محمّد وآله”، وضحّى عمّن لم يضحّ من أمّته صلّى الله عليه وسلّم..
ولقد شرع الله الأضحية لتكون يوم العيد وما بعد العيد توسعة على النّاس كزكاة الفطر بعد رمضان، ووقتها يبدأ من بعد صلاة العيد أسبق صلاة العيد في البلد بعد ذبح الإمام إن ضحّى وقبل ذلك لا تكون أضحية، وقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من ذبح قبل صلاة العيد أن يعتبر شاته شاة لحم، ليست شاة نُسُك، ليست شاة عبادة وقُربَة حتّى لو تصدق بها كلّها، فإنّه يُكتَب له ثواب الصّدقة ولا يكتب له ثواب الضحية، لأنّ التّضحية عبادة، والعبادات إذًا حدّ الشّارع لها حَدًّا ووقّت لها ميقاتًا لا ينبغي أن نتجاوزه أو نتقدّم عليه كالصّلاة والصّيام مثلاً.
فالأضحية سُنّة مؤكّدة على كلّ حرّ مسلم، كبيرًا كان أو صغيرًا، ذكر أو أنثى، مسافرًا أو مقيمًا، غير حاج لأنّ الحاجّ يقرّب هَدْيًا بالغًا محلّه، وغير فقير يُذَكّيها قُربانًا لله تعالى عن نفسه وعمّن تلزمه نفقته بقرابة كالأولاد والآباء والفقراء.
وأقلّ ما يجزى فيها من الغنم (الضّأن والمعز) ما أوفى سنة ودخل في الثانية، وفي البقر (دخل فيه الجواميس) ما دخل في الرابعة، وفي الإبل (دخل فيه البُخْت) ما دخل في السادسة. والأفضل عند غير الحجيج الضّأن لجودة اللّحم فيها، فالمعز فالبقر فالإبل، والذَّكَر على أنثاه، والفحل على الخصر إن لم يكن الخصر أسمن، والأفضل للمضحي الجمع بين الأكل منها والإهداء والصّدقة.
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:24
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/117.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:24
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/210.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:25
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/310.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/85.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:26
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/95.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:27
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/144.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:29
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/194.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:29
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/201.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:30
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/223.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:30
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/232.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:31
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/262.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:33
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/82.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:33
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/72.jpg
العوفي العوفي
2016-09-11, 18:34
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/12/52.jpg
العوفي العوفي
2016-09-18, 07:40
https://matwiat.files.wordpress.com/2014/11/117.jpg
العوفي العوفي
2016-09-18, 15:05
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQgdccEYi7G3OpmSdd82sJFfVV3HK09E 4nbQmOOGqA2KIWzqpBG5w
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTdH7fWK8VLLLsSKTSNO_Gk0gZ_jQWP6 dm0tYke3xOHkQIRIJGYiQ
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTNPXF-hVpfELvnKJe6j22S7GM7cNNhV5Rwjh4C7HYeROv4YU-n
العوفي العوفي
2016-09-19, 23:34
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRlsDWuKhkUV2GqhnCYjK8xBLdk2WWKK igfG0vSWgIA8bupFtUn
العوفي العوفي
2016-09-20, 07:27
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcStpdiYcOjZBl63oQvFePNzDvYX9ZvI7 qrf1XQ2xdPldsLVYeWW
العوفي العوفي
2016-09-20, 08:01
الحمد لله....سنة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن هي العمل به ، والتخلق بأخلاقه ، والتأدب بآدابه ، ودعوة الناس إليه ، كما وصفته عائشة رضي الله عنها بقولها : ( إِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ ) رواه مسلم (746).
وهكذا يجب أن يكون هدي المسلم مع القرآن الكريم ، السعي الدائم في العمل به والاهتداء بهداه ، فهو نور من الله مبين ، من تمسك به نجا، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم .
وأما هديه صلى الله عليه وسلم في تلاوة القرآن : فقد شرحه العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه العظيم " زاد المعاد "، جمع فيه الأحاديث الواردة في الموضوع ، واختصرها في جمل وعبارات من عنده توضح المقصود ، وهي كلها أحاديث صحيحة يمكن الرجوع إلى الكتاب نفسه محققا للتأكد منها ، ونحن ننقل كلامه هنا اكتفاء به ، خشية الإطالة على السائل والقارئ .
يقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله :" فصل : في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن ، واستماعه ، وخشوعه ، وبكائه عند قراءته واستماعه ، وتحسين صوته به ، وتوابع ذلك .
كان له صلى الله عليه وسلم حِزب يقرؤه ولا يُخِلُّ به ، وكانت قراءتُه ترتيلاً لا هذَّا ولا عجلة ، بل قِراءةً مفسَّرة حرفاً حرفاً ، وكان يُقَطِّع قراءته آية آية ، وكان يمدُّ عند حروف المد ، فيمد ( الرحمن ) ، ويمد ( الرحيم ) ، وكان يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم في أول قراءته ، فيقول : ( أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَجِيم ) ، ورُبَّما كان يقول : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ، ونَفثِهِ ) وكان تعوّذُه قبلَ القراءة ، وكان يُحبُّ أن يسمع القراَنَ مِن غيره ، وأمر عبد اللّه بن مسعود ، فقرأ عليه وهو يسمع ، وخَشَع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن مِنه حتى ذرفت عيناه .
وكان يقرأ القراَن قائماً ، وقاعداً ، ومضطجعاً ، ومتوضئاً ، ومُحْدِثاً ، ولم يكن يمنعه من قِراءته إلا الجنابة .
وكان صلى الله عليه وسلم يتغنَّى به ، ويُرجِّع صوتَه به أحياناً كما رجَّع يوم الفتح في قراءته : ( إنَّا فتَحْنَا لَكَ فَتْحَاً مُبِيناً ) الفتح/1 .
وحكى عبد الله بن مغفَّل ترجِيعَه ، آ ا آ ثلاث مرات ، ذكره البخاري ، وإذا جمعت هذه الأحاديثَ إلى قوله : ( زَيِّنُوا القُرآن بأصْواتِكُم )، وقوله : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ) ، وقوله : ( ما أَذِنَ اللهُ لِشَيء، كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْان ) ، علمت أن هذا الترجيعَ منه صلى الله عليه وسلم كان اختياراً لا اضطراراً لهزِّ الناقة له ، فإن هذا لو كان لأجل هزِّ الناقة لما كان داخلاً تحت الاختيار ، فلم يكن عبدُ الله بن مغفَّل يحكيه ويفعلُه اختياراً لِيُؤتسى به ، وهو يرى هزَّ الراحلة له حتى ينقطع صوتُه ثم يقول : ( كان يُرجِّعُ في قراءته ) فنسب التَّرجيع إلى فعله . ولو كان مِن هزِّ الراحلة، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعاً " انتهى." زاد المعاد " (1/482-484) .
وقد ذكر الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري رحمه الله ، في كتابه النافع "أخلاق حملة القرآن" ، بابا في ( أدب القراء عند تلاوتهم القرآن مما لا ينبغي لهم جهله ) ، لخص فيه جملة من آداب قارئ القرآن ، من أدب السنة ، وهدي السلف ، فقال رحمه الله :
" وأحب لمن أراد قراءة القرآن ، من ليل أو نهار أن يتطهر ، وأن يستاك ، وذلك تعظيم للقرآن ؛ لأنه يتلو كلام الرب عز وجل ؛ وذلك أن الملائكة تدنو منه عند تلاوته للقرآن ، ويدنو منه الملك ، فإن كان متسوكا وضع فاه على فيه ، فكلما قرأ آية أخذها الملك بفيه ، وإن لم يكن تسوك تباعد منه ؛ فلا ينبغي لكم يا أهل القرآن أن تباعدوا منكم الملك ، استعملوا الأدب ، فما منكم من أحد إلا وهو يكره إذا لم يتسوك أن يجالس إخوانه .
وأحب أن يكثر القراءة في المصحف لفضل من قرأ في المصحف ، ولا ينبغي له أن يحمل المصحف إلا وهو طاهر ، فإن أحب أن يقرأ في المصحف على غير طهارة فلا بأس ، ولكن لا يمسه ، ولكن يصفح المصحف بشيء ، ولا يمسه إلا طاهرا .
وينبغي للقارئ إذا كان يقرأ فخرجت منه ريح أمسك عن القراءة ، حتى تنقضي الريح ، ثم إن أحب أن يتوضأ ثم يقرأ طاهرا فهو أفضل ، وإن قرأ غير طاهر فلا بأس منه .
وإذا تثاءب وهو يقرأ ، أمسك عن القراءة حتى ينقضي التثاؤب ...
وأحب للقارئ أن يأخذ نفسه بسجود القرآن كلما مر بسجدة سجد فيها ، وفي القرآن خمس عشرة سجدة ، وقد قيل : أربع عشرة ، وقد قيل : إحدى عشرة سجدة ، والذي أختار له أن يسجد كلما مرت به سجدة ؛ فإنه يرضي ربه عز وجل ويغيظ عدوه الشيطان . روي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي ، يقول : يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار » [ رواه مسلم في صحيحه (81) ] ...
وأحب لمن كان جالسا يقرأ أن يستقبل بوجهه القبلة ، إذا أمكن ...
وأحب لمن تلا القرآن أن يقرأه بحزن ، ويبكي إن قدر ، فإن لم يقدر تباكى .
وأحب له أن يتفكر في تلاوته ، ويتدبر ما يتلوه ، ويستعمل غض الطرف عما يلهي القلوب ، ولو ترك كل شيء حتى ينقضي درسه كان أحب إلي ؛ ليحضر فهمه ، فلا يشتغل بغير كلام مولاه .
وأحب إذا درس فمرت به آية رحمة سأل مولاه الكريم ، وإذا مرت به آية عذاب استعاذ بالله عز وجل من النار ، وإذا مر بآية تنزيه لله عز وجل عما قال أهل الكذب سبح الله وعظمه . وإذا كان يقرأ فأدركه النعاس ، فحكمه أن يقطع القرآن حتى يرقد ، حتى يقرأه وهو يعقل ما يتلو .. "
وذكر رحمه الله طرفا من الآثار التي تشهد لما ذكره ، ثم قال في آخر الفصل :" جميع ما ذكرته ينبغي لأهل القرآن أن يتأدبوا به ولا يغفلوا عنه ، فإذا انصرفوا عن تلاوة القرآن : اعتبروا نفوسهم بالمحاسبة لها :
فإن تبينوا منها قبول ما ندبهم إليه مولاهم الكريم ،مما هو واجب عليهم من أداء فرائضه ، واجتناب محارمه : حمدوه في ذلك ، وشكروا الله على ما وفقهم له .
وإن علموا أن النفوس معرضة عما ندبهم إليه مولاهم الكريم ، قليلة الاكتراث به ، استغفروا الله من تقصيرهم ، وسألوه النُّقلة من هذه الحال التي لا تحسن بأهل القرآن ، ولا يرضاها لهم مولاهم ، إلى حال يرضاها ، فإنه لا يقطع من لجأ إليه .
ومن كانت هذه حاله وجد منفعة تلاوة القرآن في جميع أموره
عن منتدى الاسلام سؤال وجواب
العوفي العوفي
2016-09-20, 11:26
الجواب :
الحمد لله...
إذا مات الطفل ، فإنه لا يدعى له بالمغفرة ، وذلك لأنه لم يكتب عليه ذنب ، والمغفرة هي ستر الذنب وعدم المؤاخذة عليه .وأما الرحمة ، فلا حرج من الدعاء له به ، إذ رحمة الله تعالى يحتاجها كل مخلوق ، صغيراً كان أم كبيراً .وقد جاءت السنة بالدعاء لوالدي الطفل .
وانظر جواب السؤال :
وليس في السنة شيء محدد يُدعى به لوالدي الطفل .
قال ابن قدامة رحمه الله : " وإن كان الميت طفلاً , جعل مكان الاستغفار له : " اللهم اجعله فرطاً لوالديه , وذخراً وسلفاً وأجراً , اللهم ثقل به موازينهما , وأعظم به أجورهما , اللهم اجعله في كفالة إبراهيم وألحقه بصالح سلف المؤمنين , وأجره برحمتك من عذاب الجحيم , وأبدله داراً خيراً من داره , وأهلاً خيراً من أهله ... ونحو ذلك ، وبأي شيء دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه وليس فيه شيء مؤقت " انتهى من المغني(2/182) .
وقال البهوتي رحمه الله : " وإنما لم يسن الاستغفار له ؛ لأنه شافع غير مشفوع فيه ولا جرى عليه قلم ، فالعدول إلى الدعاء لوالديه أولى من الدعاء له ، وما ذكر من الدعاء لائق بالمحل ، مناسب لما هو فيه ، فشرع فيه كالاستغفار للبالغ " انتهى من "كشاف القناع" (2/115) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " هكذا قال الفقهاء وهو دعاء طيب، وإن كان بعضه لم يكن مأثوراً، لكنه دعاء طيب " انتهى من " لقاء الباب المفتوح " ( لقاء رقم 149 ) .
وقال رحمه الله في "الشرح الكافي" : " وأما قوله: " قه برحمتك عذاب الجحيم " : " فقد أشكل على أهل العلم وقالوا كيف يدعى له بأن يقيه الله عذاب الجحيم مع أنه لا يعذب إذ إنه قد رفع عنه القلم ؟ فأجاب بعضهم ؛ بأن هذا يكون عند الورود ـ ورود الناس على جهنم في الصراط ـ فإن الإنسان قد يتعذب من ذلك المرور ومنهم الأطفال ولكنه جواب ليس ثابتاً ، ولو دعا لوالديه بالرحمة والثواب والأجر لكان كافياً " انتهى .والله أعلم .
عن منتدى الاسلام سؤال وجواب
العوفي العوفي
2016-09-20, 11:30
الجواب :
الحمد لله ...نعم ، تجب الصلاة على الطفل الذي يموت دون سن البلوغ ، ولو كان موته عقب ولادته مباشرة .
قال النووي رحمه لله : "أما الصبي، فمذهبنا ومذهب جمهور السلف والخلف وجوب الصلاة عليه ونقل ابن المنذر رحمه الله الإجماع فيه. وحكى أصحابنا عن سعيد بن جبير أنه قال : " لا يصلى عليه ما لم يبلغ " وخالف العلماء كافة. وحكى العبدري عن بعض العلماء أنه قال : إن كان قد صَلَّى صُلِّي عليه, وإلا فلا, وهذا أيضاً شاذ مردود...؛ لعموم النصوص الواردة بالأمر بالصلاة على المسلمين, وهذا داخل في عموم المسلمين, وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الراكب خلف الجنازة ، والماشي حيث شاء منها ، والطفل يصلى عليه) رواه أحمد والنسائي والترمذي، وقال حديث حسن صحيح " انتهى من "شرح المهذب" (5/217) .
وعن مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : صليت وراء أبي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط .
قال ابن عبد البر رحمه الله : " وفي هذا الحديث من الفقه : الصلاة على الأطفال ، وعلى هذا جماعة الفقهاء وجمهور أهل العلم والاختلاف فيه شذوذ " انتهى من "الاستذكار"(3/38) .
فإن مات الطفل ودفن قبل أن يُصلَّى عليه ، فإنه يصلى عليه في قبره ، فإن تعذر ذلك ، صُلِّي عليه صلاة الغائب.
قال ابن قدامة رحمه الله: " وإن دفن قبل الصلاة , فعن أحمد أنه ينبش , ويصلى عليه . وعنه : أنه إن صلي على القبر جاز. واختار القاضي أنه يصلى على القبر ولا ينبش. وهو مذهب أبي حنيفة , والشافعي..." انتهى من "المغني"(2/217) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : سيدة أسقطت طفلاً ميتاً في الشهر السابع متكونا وكانت السيدة في حالة مرضٍ شديد لدرجة أنها لم تستطع حمل الطفل ولم يكن بالقرب منها أحد تطلب إليه حمل الطفل ودفنه فرجعت إلى خدرها وتركته وفي الصباح حاولت السير إلى مكان إسقاط الطفل فوجدته قد أكلته السباع والكلاب وحيث إن تلك السيدة تعيش الآن في قلقٍ وحيرة من أمرها خوفاً من العقوبة أو عقوبة ما حدث وتأمل إرشادها إلى ما يجب أن تفعله وهل عليها إثمٌ في ذلك وما كفارته؟
فأجاب : " لا شك أن حرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً ، وأنه لا يجوز لها أن تعمل مثل هذا العمل ، وأن الذي ينبغي بل يجب عليها أنها أبقته عندها في البيت حتى تتصل بأحدٍ في الصباح ويقوم باللازم من تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، ولكن إذا كان الأمر كما حكى فإن عليها أن تتوب إلى الله وتستغفر ولا تعود لمثله ، وعليها كذلك أيضاً هي أو غيرها أن تصلي على هذا الطفل ، لأنه لم يصلَّ عليه ، والصحيح كما قال أهل العلم أن الصلاة على الميت لا تتقيد بشهرٍ ولا بسنة بل أي ميتٍ لم يُصلَّ عليه فإنه يصلى عليه متى أمكن ذلك ، وعلى هذا فهذا الطفل تصلي عليه هي أو من علم بحاله من المسلمين ، ولعل الله ييسر أن نصلي عليه نحن إن شاء الله ، ويكون ذلك الخير خيراً على خير " انتهى من فتاوى " نور على الدرب " .والله أعلم
عن منتدى الاسلام سؤال وجواب
العوفي العوفي
2016-09-21, 07:46
http://i57.tinypic.com/idyrko.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:26
https://pbs.twimg.com/media/BWbvOLFIYAA7L-Z.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:28
https://c3.staticflickr.com/6/5490/10922715266_b058c57788_z.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:30
http://pbs.twimg.com/media/BdKUXHrIEAAcMDB.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:40
http://1.bp.blogspot.com/-dimakU2IvEs/VjexxzxDKuI/AAAAAAAAAFo/O11dP3oMwmk/s1600/alalam_635401662662890019_25f_4x3.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:41
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/736x/5a/92/fc/5a92fc55213bcae1676bf62da40ee3d7.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:42
http://lh5.ggpht.com/-R54ah8UN7L8/Ur-kwgUn5xI/AAAAAAAABf0/uuMqtLMN32E/s1600/1.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:44
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/736x/ed/d2/d5/edd2d5e6cd385fd9bdc90b49e870bbdb.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:44
https://pbs.twimg.com/media/BSWQpjiCcAAwMsF.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:45
https://i.ytimg.com/vi/GWy8pZ07b_Q/maxresdefault.jpg
العوفي العوفي
2016-09-21, 15:53
http://i.myegy.to/images/36c1a498f0f7.original.png
العوفي العوفي
2016-09-22, 06:43
إن العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل، أوترك الإعداد له، فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه حصافة وعقل. وهناك فارق بين الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به، بين الاستعداد له والاستغراق فيه، بين التيقظ في استغلال اليوم الحاضر وبين التوجس المربك المحير مما قد يفد به الغد. إن الدين في حظره للإسراف وحبه للاقتصاد إنما يؤمن الإنسان على مستقبله بالأخذ من صحته لمرضه، ومن شبابه لهرمه، ومن سِلمه لحربه. كان سفيان الثوري من كبار التابعين، وكانت له ثروة حسنة، وكان يشير إليها ويقول لولده: لولا هذه لتمندل بنا هؤلاء – يقصد بني أمية. يعني أن غناه حماه من حكام زمنه، فلم يحتجْ إلى مداهنتهم أو تملقهم. والواقع أن ذلك مسلك يُعين على بلوغه إحسان العيش في حدود اليوم، فإن الحاضر المكين أساس جيد لمستقبل ناجح، ومن ثَم يجب نبذ القلق. قال الشاعر:
سهرتْ أعينٌ ونامت عيـــونٌ في شؤون تكون أو لا تكــون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكــــــون
أتدري كيف يُسْرَق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولايزال كذلك حتى ينقضي أجله، ويده صفر من أي خير.
كتب ستيفن ليكوك يقول: (ما أعجب الحياة!!، يقول الطفل: عندما أشب فأصبح غلامًا، ويقول الغلام: عندما أترعرع فأصبح شابًا، ويقول الشاب: عندما أتزوج، فإذا تزوج قال: عندما أصبح رجلاً متفرغًا. فإذا جاءته الشيخوخة تطلع إلى المرحلة التي قطعها من عمره، فإذا هي تلوح وكأن ريحًا باردة اكتسحتها اكتساحًا.. إننا نتعلم بعد فوات الأوان أن قيمة الحياة في أن نحياها، نحيا كل يوم منها وكل ساعة). في هؤلاء الذين ضيعوا أعمارهم سُدًى، وتركوا الأيام تفلت من أيديهم لُقًى، يقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} الروم:55، ويقول: {كَأَنهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيةً أَوْ ضُحَاهَا} النازعات:46.
العوفي العوفي
2016-09-22, 06:45
إن كثيرًا من نكبات المجتمعات إنما هي من أولئك الذين يفعلون أشياء يرونها في ظاهرها صلاحًا، وهي عَيْن الفساد؛ ولقد قال الله عز شأنه عن أناس: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}، ذلك أنهم لا يعرفون الصراط المستقيم، ولا يُفرقون بين الفساد والصلاح.
في القرآن أمثلة للناس الذين يُفسِدون في الأرض ويحسبون أنهم يُحسِنون صُنْعًا، وعن هؤلاء قال الحق عز قوله: {قُلْ هَلْ نُنَبئُكُم بالأخسرين أَعْمَالاً الذِينَ ضَل سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}، وهذه الآية الكريمة وإن كانت في الكافرين بدلالة ما جاء بعدها حيث عرفنا الله بهم بقوله: {الذِينَ ضَل سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْنًا}، إلا أن حكمها عام لم يسلم منه كثير من المسلمين المؤمنين، وما أسوأ أن يشبه المسلمُ الكافرَ في حاله أو أفعاله أو مآله!
ومعنى قوله تعالى: {الذِينَ ضَل سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} كما ذكر المفسرون: الذين أتعبوا أنفسهم في عمل يبتغون به رِبحًا وفضلا؛ فنالوا به عَطَبًا وهلاكًا ولم يدركوا طلبًا، كالمشتري سلعة يرجو بها فضلا وربحًا؛ فخاب رجاؤه، وخسر بيعه، ووكس في الذي رجَا فضله. وفي تحديد المقصود بهم أقوال، أشهرها قولان: أحدهما: أنهم القسيسون والرهبان، والثاني: أنهم اليهود والنصارى، وهما متقاربان، ولكن قال شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله بعد ذكره الأقوال فيها: “والصواب من القول في ذلك عندنا، أن يُقال: إن الله عز وجل عنى بقوله: {هَلْ نُنَبئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً} كل عامل عملاً يحسبه فيه مصيبًا، وأنه لله بفعله ذلك مطيع مُرْضٍ، وهو بفعله ذلك لله مُسخط، وعن طريق أهل الإيمان به جائر كالرهابنة والشمامسة وأمثالهم من أهل الاجتهاد في ضلالتهم، وهم مع ذلك من فعلهم واجتهادهم بالله كفرة، من أهل أي دين كانوا”. فالمعنى عام إذًا، وكما يشمل جميع من ضل سعيُهم في العقائد والأديان وهم يحسبون أنهم على الحق، يشمل كل من كانت هذه صفته في أي مجال وفي أي مستوى وفي أي عمل كان.
إن القرآن العظيم يحكم على الذي يعمل العمل الباطل بأنه ليس خاسرًا فقط، بل من الأخسرين أعمالاً، ذلك أن مَن يفعل الشر وهو يراه شرا، ويفعل الباطل وهو يراه باطلا، ويقترف الجُرم وهو يراه جُرمًا، من هذه حاله قد يفيق من غفلته، ويرجع عن ضلاله، ويتوب إلى ربه، لكن الذي يقوم بالظلم، ويركب الضلال، ويغشى المعاصي، ويقترف المنكر، وهو يرى نفسه من المحسنين؛ فهذا لا يُرجى منه خير، ولا تنتظر منه توبة إلا نادرًا! ولا يستمع لنصح ناصح ولا لوعظ واعظ إلا أن يشاء الله! قال الحق جلت صفاته: {أَفَمَنْ زُينَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}، وقال: {كَذلِكَ زُينَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}.
وهنا لا بد للمرء أن يقف مع نفسه وقفة للمراجعة اتعاظًا بهذه الآية واعتبارًا بهؤلاء القوم، فقد يكون في الطريق الخطأ، وقد يكون سعيه في ضلال، وقد يكون عمله في باطل، وهو لا يدري، أو يحسب أنه على خير، في طريق البر والحق! فكم من أناس أدركوا خطأهم في اختيار الطريق وتنكبهم سواء السبيل بعد فوات الأوان وانقضاء المهلة! -
العوفي العوفي
2016-09-22, 21:16
ورد في مسند الإمام أحمد من حديث أنس رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنّة لا يأمن جاره بوائقه”، ومعنى استقامة القلب: تعظيم الله تعالى، وخوفه ورجاؤه، وطاعته والبعد عن معصيته.
إنّ من أعمال القلوب الّتي تبعث على الأعمال الصّالحة وترغّب في الدّار الآخرة، وتزجر عن الأعمال السيّئة وتزهِّد في الدّنيا، وتكبَحُ جماح النّفس العاتية: الخوف والرّجاء، الخوف من الله، والرّجاء فيما عنده، فالخوف من الله تعالى يسوق القلب إلى فعل كلّ خير، ويزجره عن كلّ شرّ، والرّجاء قائد للعبد إلى مرضاة الله وثوابه، وباعث للهمم إلى جليل صالح الأعمال، وصارف له عن قبيح الفعال، والخوف من الله مانع للنّفس عن شهواتها، وزاجر لها عن غيّها، ودافع لها إلى ما فيه صلاحها وفلاحها.
وقد أمر الله تعالى بالخوف منه ونهى عن الخوف من غيره فقال: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وعن أنس رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله فقال: “لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا”، فغطى أصحاب رسول الله وجوههم ولهم خَنين (صوت البكاء). والخوف يراد به: انزعاج القلب واضطرابه وتوقّعه عقوبة الله على فعل محرّم أو ترك واجب أو التّقصير في مُستحبّ، والإشفاق ألاّ يقبَل الله العمل الصّالح فتنزجر النّفس عن المحرّمات، وتسارع إلى فعل الخيرات. والخشية والوجل والرّهبة، ألفاظ متقاربة المعاني، وليست مرادفة للخوف من كلّ وجه، بل الخشية أخصّ من الخوف، فالخشية خوف من الله مع علم بصفاته: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. يقول ابن القيم رحمه الله: (فالخوف لعامة المؤمنين، والخشية للعلماء العارفين، والهيبة للمُحبّين، والإجلال للمقرّبين، وعلى قدر العلم والمعرفة بالله يكون الخوف والخشية من الله). وقد وعد الله مَن خاف منه فحجزه خوفه عن الشّهوات وساقه إلى الطّاعات: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.
لقد كان السلف يغلب عليهم الخوف من الله فيحسنون العمل، ويرجون رحمة الله، ولذلك صلحَت حالهم، وطاب مآلهم، وزكت أعمالهم. فهذا ابن عمر رضي الله عنها كان يعُسُّ ليلاً فسمع رجلاً يقرأ سورة الطور، فنزل عن حماره واستند إلى حائط، ومرض شهرًا يعودونه لا يدرون ما مرضه، ويقول عليّ رضي الله عنه: (لقد رأيتُ أصحاب محمّد فلم أر اليوم شيئًا يشبههم، لقد كانوا يصبحون شُعْثًا صُفرًا غُبْرًا، بين أعينهم أمثال ركب المِعزى، قد باتوا لله سجَّدًا وقيامًا، يتلون كتاب الله، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا ذَكَرُوا الله فمادوا كما يميد الشّجر في يوم الرّيح، وهملت أعينهم بالدّموع حتّى تَبُلَّ ثيابهم).
والخوف المحمود هو الّذي يحثّ على العمل الصّالح ويمنع من المحرّمات، فإذا زاد الخوف عن القدر المحمود صار يأسًا وقنوطًا، وذلك من الكبائر. يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: (والقدر الواجب من الخوف ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم، فإن زاد على ذلك بحيث صار باعثًا للنّفوس على التّشمير في نوافل الطّاعات، والانكفاف عن دقائق المكروهات، والتّبسط في فضول المباحات، كان ذلك فضلاً محمودًا، فإن تزايد على ذلك بأن أورث مرضًا أو موتًا أو همًّا لازمًا بحيث يقطع عن السّعي لم يكن محمودًا.
وأمّا الرّجاء فهو الطّمع في ثواب الله تعالى على العمل الصّالح، فشرط الرّجاء تقديم العمل الحسن والكفّ عن المحرمات أو التّوبة منها، وأمّا ترك الواجبات واتّباع الشّهوات والتمنّي على الله ورجاؤه، فذلك يكون أمنًا من مكر الله لا رجاء: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}. وقد بيَّن المولى سبحانه أنّ الرّجاء لا يكون إلاّ بعد تقديم العمل الصّالح ولا يكون من دونه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
وباختصار، فإنّ الواجب يقتضي الجمع بين الخوف والرّجاء، وأكمل أحوال العبد محبّة الله تعالى مع اعتدال الخوف والرّجاء، وهذه حال الأنبياء وصالحي المؤمنين: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}. فإذا علم المسلم شمول رحمة الله، وعظيم كرمه، وتجاوزه عن الذّنوب العظام، وسعة جنّته، وجزيل ثوابه، انبسطت نفسه واسترسلت في الرّجاء والطّمع فيما عند الله من الخير العظيم، وإذا علم عظيم عقاب الله، وشدّة بطشه وأخذه، وعسير حسابه، وأهوال القيامة، وفظاعة النّار، كفت نفسه وانقمعت، وحذِرت وخافت.
العوفي العوفي
2016-09-22, 21:18
حجّ بيت الله مناسك ومشاعر يعيشها الإنسان المسلم متقلّبًا في عبودية الله تعالى، بين امتثال أمره وتطبيق شرعه واتباع سُنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم في أداء مناسك الحجّ، القائل “خُذُوا عنّي مناسِكَكُم” رواه مسلم، وبين ذِكْر الله والابتهال إليه سبحانه وتعالى.
بعد أيّامِ قليلةِ من أداء الحجّاج فريضة الإسلام، تجرّدوا فيها لله تعالى من المَخِيطِ عند المِيقات، وهَلّتْ دموع التّوبةِ في صعيد عرفاتٍ على الوجنات، وضجّتْ بالافتقار إلى الله كلُ الأصواتِ بجميع اللّغات، وازدلفتِ الأرواحُ إلى مُزدلفةَ للمبيت، وزحفتِ الجموع بعد ذلك إلى رمي الجمرات، والطّوافِ بالكعبة المشرّفة، والسّعيِ بين الصّفا والمروة، سيعودون من البقاع المقدّسة فرحين بما آتاهم الله من فضله {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ}.
ثمّ جعل الله عزّ وجلّ ختام المناسك الأمر بذِكْرِ الله أشَدّ الذِّكر، فقال سبحانه وتعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} البقرة:200، وإنّما أمر الله بهذا بعد الحجّ ليَظلّ المسلم على عهد الاستقامة والصّلاح ويواصل المسيرة في درب التّقوى والفلاح. لقد بشّر سيّد الخلق نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم مَن حجّ واجتنب المحظورات بغُفران ذنوبه، فقال: “مَن حجّ فلَم يرفث ولم يفسق رَجَع من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه” رواه البخاري، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “والحجّ المبرور ليس له جزاء إلّا الجنّة”، والحجّ المبرور هو المقبول الّذي راعى فيه صاحبه شروط صحّة العمل وشروط قبوله، من إخلاص العمل لله تعالى، ومتابعة هديّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، واجتناب الآثام والأوزار والفسق والرّفث.
هنيئًا لك أخي الحاج، فقد وُلدتَ بحجّك هذا ميلادًا جديدًا، وتركتَ وراءك رُكام الذّنوب، وحصيلة العمر من الآثام، وعُدتَ كيوم ولدتك أمّك، فاجعل من حجِّك بداية حياة جديدة، ومعاملة صادقة صالحة مع الله عزّ وجلّ، واستأنف عمَلَك فقد كُفيتَ ما مضى، ولكن الشّأن فيما بقي.
فجاهد النّفس قدر المستطاع، واسْتَكْثِر من الطّاعات، وابتعِد عن السّيِّئات، فإنْ زَلَلْتَ بسيِّئة أتْبِعْهَا حسنة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وأتْبِع السّيِّئة الحسنةَ تَمْحُها”، وإيّاك أن تهدم ما بنيتَ، وتُبدد ما جمعتَ، وتنقض كلّ ذلك، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا}.
وقد سُئِل الحسن البصري رضي الله عنه: ما الحجّ المبرور؟ قال: “أن تعودَ زاهدًا في الدّنيا، راغبًا في الآخرة”، وقيل له: جزاء الحجّ المبرور المغفرة؟ قال: “آية ذلك أن يدع سيئ ما كان عليه من عمل”. فاحرص رحمك الله أن يكون حجّك مانعًا وحاجزًا لك عن مواقعِ التهلكة، وباعثًا لك إلى المزيد من الخيرات وفعلِ الصّالحات.
ولا تنس الدّعاءَ لإخوانك، فقد كان سلفنا الصّالح رضي الله عنهم يَتلقون الحجيج عند قدومهم يَسألونهم الدّعاء، ويقولون: “استغفروا لنا”، لأنّهم قد عادوا من حجِّهم بلا ذنب فهم مظنّة قبول الدّعاء..
العوفي العوفي
2016-09-22, 21:20
بلغت دعوة الإسلام أطراف الجزيرة النائية فأمَّر عليه الصّلاة والسّلام بعض صحبه الكرام بتعليم النّاس مبادئ الدّين الحنيف، وعهد إلى آخرين بجمع العشور من البلاد الّتي دخل أهلها في الإسلام.
وكانت الرّوح القبلية متأصّلة في بلاد العرب، وما كانت إلاّ لتزداد قوّة ورسوخًا بتأثير الشّعراء حين يهجون أو يمدحون أو يفخرون، فتكون أبياتهم أشدّ فتكًا من السّهام. لذلك لم يَفُته عليه الصّلاة والسّلام أن يبني الإخاء الإسلامي أقوى بناء وأخلده للقضاء على العصبية القبلية فكان حتّى وهو على فراش الموت يدعو القوم للتّآخي والتّواصي بالحقّ والتّواصي بالصّبر.
وبعبارة أخرى نقول إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قد وجّه عنايته منذ قدم على المدينة إلى تسهيل سبل العيش على المهاجرين الّذين تركوا أموالهم في مكّة، ودعَا الأنصار إلى مساعدتهم كما آخى بينهم وبين الأنصار، وكانوا يتوارثون بهذا الإخاء إرثًا مقدّمًا على القرابة ثمّ نسخ بحكم قوله تعالى أواخر سورة الأنفال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ إٍنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}.
وكان لفرض الزّكاة على المسلمين بعد مقدم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم المدينة أثر كبير في تحسين حال المهاجرين.
كما عَمِل الرّسول الكريم على توحيد كلمة المسلمين فلم يمض على وصوله إلى المدينة المنورة غير قليل، حتّى جمع المهاجرين والأنصار وآخى بينهم وجعل الرّابطة الإسلامية فوق العصبيات. ثمّ جمع المسلمين واليهود من سكان يثرب وكتب بينهم كتابًا هو بمثابة حلف أو عهد، وأقرّهم على دينهم وأموالهم، ولعلّه في لغة هذا العصر دستور، بل أوّل دستور من نوعه عرفته العرب، وبه نشأت السلطة العامة العليا، الّتي تولاّها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بإلحاح أهل المدينة وباجماعهم عليه.
العوفي العوفي
2016-09-22, 21:22
من أخطاء الإنسان أن ينوء في حاضره بأعباء مستقبله الطويل. والمرء حين يؤمل ينطلق تفكيره في خط لا نهاية له، وما أسرع الوساوس والأوهام إلى اعتراض هذا التّفكير المُرسل، ثمّ إلى تحويله همومًا جاثمة، وهواجس مقبضة.
لماذا تخامِرُك الرِّيبة ويخالجك القلق؟! عِشْ في حدود يومك فذاك أجدر بك وأصلح لك.
ولقد ساق ديل كارنيجي عددًا من التّجارب الّتي خاضها رجال ناجحون، رجال لم يتعلّقوا بالغد المرتقب، بل انغمسوا إلى الأذقان في حاضرهم وحده يواجهون مطالبه ويعالجون مشكلاته، فأمّنوا بهذا المسلك الرّاشد يومهم وغدهم جميعًا، ثمّ أهدَوا لنا خلاصات تجاربهم في هذه الكلمات: (ليس لنا أن نتطلّع إلى هدف يلوح لنا باهتًا من بعد، وإنّما علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل واضح بيِّن). وهي نصيحة للأديب الإنجليزي توماس كارليل. ويزيد عليهم الدكتور أوسلر فيأمر طلبته في جامعة “ييل” أن يبدءوا يومهم بالدّعاء المأثور عن السيد المسيح: “خبزنا كفافنا أعطنا اليوم”.
وذكَّرهم بأنّ الدّعاء كان من أجل خبز اليوم فحسب. إنّه لم يحزن على الخبز الرديء الّذي حصل عليه أمس، ولم يَصِحْ: يا إلهي لقد عمَّ الجفاف، ونخشى ألاّ نجد القوت في الخريف القادم! أو تُرى كيف أطعم نفسي وأولادي لو فقدتُ وظيفتي؟ إنّه لم يرتبك مقدَّمًا لهذه الدواهي المتوقعة، إنّه يطلب خبز اليوم وحده، لأنّ خبز اليوم وحده هو الّذي يمكنك أن تأكله في ذلك اليوم.
والعيش في حدود اليوم وفق هذه الوصايا يتَّسق مع قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: “من أصبح آمنًا في سِربه، مُعافًى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنّما حيزتَ له الدّنيا بحذافيرها” رواه الترمذي. إنّك تملك العالم كلّه يوم تجمع هذه العناصر كلّها في يديك فاحذر أن تحقرها.
العوفي العوفي
2016-09-23, 07:28
جاهد النّفس قدر المستطاع، واسْتَكْثِر من الطّاعات، وابتعِد عن السّيِّئات، فإنْ زَلَلْتَ بسيِّئة أتْبِعْهَا حسنة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وأتْبِع السّيِّئة الحسنةَ تَمْحُها”، وإيّاك أن تهدم ما بنيتَ، وتُبدد ما جمعتَ، وتنقض كلّ ذلك، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا}.
العوفي العوفي
2016-09-23, 07:29
http://files2.fatakat.com/2011/7/13114157822516.jpg
العوفي العوفي
2016-09-23, 07:30
http://3.bp.blogspot.com/-Qo3dGoBkIvU/T-bo1xd7AHI/AAAAAAAAhRY/8wmTT_7qQok/s1600/quran0031.jpg
العوفي العوفي
2016-09-23, 11:04
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ----". أخرجه أحمد ، وأبو داود ، ومسلم ، والترمذي والنسائي ، وابن ماجه ، وابن حبان .قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": قَوْله عَزَّ وَجَلَّ: (مَجَّدَنِي عَبْدِي) أَيْ عَظَّمَنِي. قَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى: (قَسَمْت الصَّلَاة بَيْنِي وَبَيْن عَبْدِي نِصْفَيْنِ)
قَالَ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِالصَّلَاةِ هُنَا الْفَاتِحَة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا لَا تَصِحّ إِلَّا بِهَا، قَالَ الْعُلَمَاء: وَالْمُرَاد قِسْمَتهَا مِنْ جِهَة الْمَعْنَى لِأَنَّ نِصْفهَا الْأَوَّل تَحْمِيد لِلَّهِ تَعَالَى، وتَمْجِيد وَثَنَاء عَلَيْهِ, وَتَفْوِيض إِلَيْهِ, وَالنِّصْف الثَّانِي سُؤَال وَطَلَب وَتَضَرُّع وَافْتِقَار. انتهى كلامه رحمه الله. والجدير بالذكر هنا أن قراءة الفاتحة تكون في صلاة المنفرد وليس في صلاة الجماعة وراء الإمام لأنه لا قراءة للقرآن للمتبوع خلف الإمام لمجموع الأدلة في ذلك لأن قراءة الإمام له قراءة.
http://img.el-wlid.com/imgcache/481032.gif
العوفي العوفي
2016-09-23, 12:19
عن أَبي ثُمَامَةَ الْحَنَّاط أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ أَدْرَكَهُ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ أَدْرَكَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ قَالَ : فَوَجَدَنِي وَأَنَا مُشَبِّكٌ بِيَدَيَّ فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ ) رواه أبو داود
العوفي العوفي
2016-09-23, 22:27
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/005.jpg
العوفي العوفي
2016-09-23, 22:28
http://www.qwled.com/vb/imgcache-new0-new/88299.imgcache
العوفي العوفي
2016-09-23, 22:29
http://www.qwled.com/vb/imgcache-new0-new/88288.imgcache
العوفي العوفي
2016-09-23, 22:31
http://www.qwled.com/vb/imgcache-new0-new/88294.imgcache
العوفي العوفي
2016-09-23, 22:31
اللَهُمَ إِنِي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَ قَََضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِ اسْمٍ هُوَ لََك سَمَيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَمْتَهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِِِهِ فِي عِلْمِ الْغَيبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ اَلْقُرْآنَ رَبِيعَ قََلْبِِي وَنُورَ صَدْرِي وَجَلاَءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِي
العوفي العوفي
2016-09-23, 22:32
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/117.jpg
العوفي العوفي
2016-09-24, 09:23
- رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا.
ـ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
- رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
- رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء.
- رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ.
- رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا.
- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
- رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
- رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
- رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
- رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.
- رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
- ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
- رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا.
- رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
العوفي العوفي
2016-09-24, 09:31
- رَبِّي زِدْنِي عِلْماً.
- رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ.
- رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ.
- أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
- رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ.
- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
- رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.
- أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ.
- رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.
- رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.
- رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ.
- رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ.
- رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ.
- أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
- ربَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
- رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
- رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي.
- رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً .
- رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا.
- رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
- رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ.
- رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
.
العوفي العوفي
2016-09-24, 14:50
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوَضوئه وحاجته، فقال لي: ((سل))، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: ((أَوْ غيرَ ذلك؟!))، قلت: هو ذاك، قال: ((فأعني على نفسك بكثرة السجود))؛ رواه مسلم[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: لقد كان ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويبيت معه، ويأتيه بوَضوئه وحاجته، وكانت نفسه تواقة بذلك إلى الجنة؛ ولذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له أن يكون رفيقًا له في الجنة، وهذا يدل على علو همته؛ إذ كان بإمكانه أن يسأل الدنيا بأسرها، يسأل المال والمتاع الزائل، إلا إنه لما خيره الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء يشفع له فيه عند ربه لم تَتُقْ نفسُه إلا إلى أعلى المعالي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلى خيرة أخرى: ((أَوْ غيرَ ذلك))، فتمسك بما اختاره أولًا، وهكذا المؤمن ينبغي أن يكون ذا همة عالية مترفعة عن الدنايا، تواقة إلى ما عند الله تعالى.
الفائدة الثانية: دل الحديث على استحباب شكر الإنسان لمن يقدم له خدمة أو عملًا؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم أحب أن يكافئ ربيعة على خدمته له؛ فلذلك خيره فيما يريد، وقد جاء في حديث الأشعث بن قيس الكندي وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يشكر اللهَ مَن لا يشكر الناسَ))؛ رواه أحمد[2]، فالإحسان للمحسن وشكره من محاسن الأخلاق التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، وجحود ذلك وإهماله من مساوئ الأخلاق التي ينبغي أن يترفع عنها المؤمن.
الفائدة الثالثة: لما كانت الجنة لا تنال إلا بالعمل الصالح أمر النبي صلى الله عليه وسلم ربيعة رضي الله عنه أن يكثر من الصلاة، وفي هذا دليل على مشروعية الإكثار من صلاة النوافل، وقد شرع الله تعالى لنا في اليوم والليلة صلوات كثيرة، وصلاة النفل مشروعةٌ في كل وقت، إلا أوقات النهي عن الصلاة[3]، وأفضلها صلاة الليل، وفي حديث ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تُحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة))؛ رواه أحمد وابن ماجه وهو صحيح[4]، فينبغي للمسلم ألا يغفل عن نوافل اليوم والليلة؛ كالسنن الرواتب، وصلاة الضحى، وقيام الليل، وصلاة الوتر، فهي مما يقربه من الله تعالى، ويدنيه من الجنة التي لأجلها شمر الصالحون، واجتهد المجتهدون.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه مسلم .
[2] حديث الأشعث: رواه أحمد .
[3] وهي ثلاثة على الإجمال، وخمسة على التفصيل، وهي إجمالًا: من صلاة الفجر حتى ارتفاع الشمس قِيدَ رمح، ومن استواء الشمس في وسط السماء حتى تزول، ومن صلاة العصر حتى تغيب الشمس.
[4] رواه أحمد .
العوفي العوفي
2016-09-24, 14:57
السؤال
أريد أن أعرف -جزاكم الله عنا كل خير- ما هو المقصود بكثرة السجود في حديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: سل؟ فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك. قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود. فهل تتحقق كثرة السجود بأداء السنن الرواتب، وصلاة الوتر، وركعتين قيام ليل، وركعتين صلاة الضحى، وسنة دخول المسجد، وسنة الوضوء أم أن ذلك يكون خارج الصلاة كسجود الشكر وغيره؟ أم على المسلم أن يكثر من قيام الليل ويزيد ركعات صلاة الضحى، ويصلي نوافل غير السنن الرواتب أثناء اليوم وغيرها حتى يحقق هذه الفضيلة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث المذكور أخرجه مسلم في صحيحه ومعنى: فأعني على نفسك بكثرة السجود، أي بكثرة صلاة التطوع.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: فيه الحث على كثرة السجود والترغيب فيه، والمراد به السجود في الصلاة. انتهى.
وقال الشيخ العثيمين في فتاوى نور على الدرب: وأما: أعني على نفسك بكثرة السجود. فالمراد به كثرة الصلاة، والسجود يطلق على الصلاة لأنه ركن فيها وما كان ركنا في العبادة صح أن يعبر به عنها، ولهذا قال الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ. وقال تعالى: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين. والمراد بذلك كل الصلاة. انتهى.
وإنما قيدنا ذلك بصلاة التطوع لأن الفرض لا بُد لكل أحدٍ منه، فلكي ينال العبد الفضيلة الواردة في الحديث، فعليه أن يجتهد في صلاة التطوع.
قال الصنعاني في سبل السلام: حمل المصنف -أي الحافظ في بلوغ المرام- السجود على الصلاة نفلاً فجعل الحديث دليلاً على التطوع، وكأنه صرفه عن الحقيقة كون السجود بغير صلاة غير مرغب فيه على انفراده، والسجود وإن كان يصدق على الفرض، لكن الإتيان بالفرائض لا بد منه لكل مسلم، وإنما أرشده صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إلى شيء يختص به ينال به ما طلبه. انتهى.
فإذا اجتهد العبدُ في صلاة التطوع من الرواتب، وصلاة الضحى، وقيام الليل، وسنة الوضوء، وغيرها. رُجي له أن ينال هذه الفضيلة، وهي مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وبقدر الاجتهاد في فعلها، والحرص على الإكثار منها يقوى رجاء العبد في تحصيل هذا الخير، نسأل الله أن يجعلنا وإياك من أهله.
قال الشيخ العثيمين في الشرح المختصر على بلوغ المرام: فأعني على نفسك بكثرة السجود يعني بكثرة الصلاة فدل هذا على أن كثرة الصلاة من أسباب مرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصلاة خير موضوع أكثر منها ما استطعت. انتهى.والله أعلم.
منقول عن منتدى الاسلام ويب
العوفي العوفي
2016-09-24, 15:00
عن أبي فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال: (كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآتيه بوضوئه وحاجته فقال: سلني. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة؟ فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود)، رواه مسلم.
والمعلوم أن ربيعة بن مالك الأسلمي رضي الله عنه كان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين يخدمون النبي صلى الله عليه وسلم من الأحرار عدد منهم: ربيعة بن مالك، ومنهم ابن مسعود، ولهم الشرف بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أهل الصفة وأهل الصفة هم رجال مهاجرون هاجروا إلى المدينة وليس لهم مأوى، فوطئهم النبي عليه الصلاة والسلام في صفة في المسجد النبوي، وكانوا أحيانا يبلغون الثمانين، وأحيانا دون ذلك، وكان الصحابة رضي الله عنهم يأتونهم بالطعام واللبن وغيره مما يتصدقون به عليهم.
فكان ربيعة بن مالك رضي الله عنه يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يأتيه بوضوئه وحاجته، الوضوء بالفتح: الماء الذي يتوضأ به، والوضوء بالضم: فعل الوضوء، وأما الحاجة فلم يبينها، ولكن المراد كل ما يحتاجه النبي عليه الصلاة والسلام يأتي به إليه.
فقال له ذات يوم: سل، من أجل أن يكافئه النبي عليه الصلاة والسلام على خدمته إياه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق، وكان يقول : من صنع إليكم معروفا فكافئوه. فأراد أن يكافئه فقال له: سل يعني اسأل ما بدا لك؟.. وقد يتوقع الإنسان أن هذا الرجل سيسأل مالا، ولكن همته كانت عالية، قال: أسألك مرافقتك في الجنة كما كنت. يعني كأنه يقول كما كنت مرافقا لك في الدنيا أسألك مرافقتك في الجنة.
فقال: أو غير ذلك؟، يعني أو تسأل غير ذلك مما يمكن أن أقوم به، قال: هو ذاك. يعني لا أسأل إلا ذاك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
وهذا هو الشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أعني على نفسك بكثرة السجود، وكثرة السجود تستلزم كثرة الركوع، وكثرة الركوع تسلتزم كثرة القيام، لأن كل صلاة في كل ركعة منها ركوع وسجودان .. فإذا كثر السجود كثر الركوع وكثر القيام، وذكر السجود دون غيره لأن السجود أفضل هيئة للمصلي، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
العوفي العوفي
2016-09-24, 21:15
قال الله تعالى:
((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىظ° إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ))الآية73 من سورة الزمر
تفسير الميسر
وسيق الذين اتقوا ربهم بتوحيده والعمل بطاعته إلى الجنة جماعات، حتى إذا جاؤوها وشُفع لهم بدخولها، فتحت أبوابها، فترحِّب بهم الملائكة الموكَّلون بالجنة، ويُحَيُّونهم بالبِشر والسرور؛ لطهارتهم من آثار المعاصي قائلين لهم: سلام عليكم من كل آفة، طابت أحوالكم، فادخلوا الجنة خالدين فيها.
تفسير الجلالين
«وسيق الذين اتقوا ربهم» بلطف «إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءُوها وفتحت أبوابها» الواو فيه للحال بتقدير قد «وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم» حال «فادخلوها خالدين» مقدّرين الخلود فيها، وجواب إذا مقدر، أي دخولها وسوقهم وفتح الأبواب قبل مجيئهم تكرمة لهم، وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى حرها إليهم إهانة لهم.
تفسير ابن كثير
وَهَذَا إِخْبَار عَنْ حَال السُّعَدَاء الْمُؤْمِنِينَ حِين يُسَاقُونَ عَلَى النَّجَائِب وَفْدًا إِلَى الْجَنَّة " زُمَرًا " أَيْ جَمَاعَة بَعْد جَمَاعَة : الْمُقَرَّبُونَ ثُمَّ الْأَبْرَار ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كُلّ طَائِفَة مَعَ مَنْ يُنَاسِبهُمْ : الْأَنْبِيَاء مَعَ الْأَنْبِيَاء وَالصِّدِّيقُونَ مَعَ أَشْكَالهمْ وَالشُّهَدَاء مَعَ أَضْرَابهمْ وَالْعُلَمَاء مَعَ أَقْرَانِهِمْ وَكُلُّ صِنْف مَعَ صِنْف كُلّ زُمْرَة تُنَاسِبُ بَعْضهَا بَعْضًا " حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا " أَيْ وَصَلُوا إِلَى أَبْوَاب الْجَنَّة بَعْد مُجَاوَزَة الصِّرَاط حُبِسُوا عَلَى قَنْطَرَة بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار فَاقْتُصَّ لَهُمْ مَظَالِم كَانَتْ بَيْنهمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُول الْجَنَّة وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيث الصُّور أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا اِنْتَهَوْا إِلَى أَبْوَاب الْجَنَّة تَشَاوَرُوا فِيمَنْ يَسْتَأْذِن لَهُمْ فِي الدُّخُول فَيَقْصِدُونَ آدَم ثُمَّ نُوحًا ثُمَّ إِبْرَاهِيم ثُمَّ مُوسَى ثُمَّ عِيسَى ثُمَّ مُحَمَّدًا وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ كَمَا فَعَلُوا فِي الْعَرَصَات عِنْد اِسْتِشْفَاعهمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَأْتِي لِفَصْلِ الْقَضَاء لِيُظْهِرَ شَرَف مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَائِر الْبَشَر فِي الْمَوَاطِن كُلّهَا وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا أَوَّل شَفِيع فِي الْجَنَّة " وَفِي لَفْظ لِمُسْلِمٍ " وَأَنَا أَوَّل مَنْ يَقْرَع بَاب الْجَنَّة " . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا هَاشِم حَدَّثَنَا سُلَيْمَان عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس بْن مَالِك رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " آتِي بَاب الْجَنَّة يَوْم الْقِيَامَة فَأَسْتَفْتِح فَيَقُول الْخَازِن مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُول مُحَمَّد - قَالَ - فَيَقُول بِك أُمِرْت أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلك " وَرَوَاهُ مُسْلِم عَنْ عَمْرو بْن مُحَمَّد النَّاقِد وَزُهَيْر بْن حَرْب كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي النَّضْر هَاشِم بْن الْقَاسِم عَنْ سُلَيْمَان وَهُوَ اِبْن الْمُغِيرَة الْقَيْسِيّ عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بِهِ . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنْ هَمَّام بْن مُنَبِّه عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَوَّل زُمْرَة تَلِج الْجَنَّة صُوَرهمْ عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ فِيهَا وَلَا يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا آنِيَّتهمْ وَأَمْشَاطهمْ الذَّهَب وَالْفِضَّة وَمَجَامِرهمْ الْأَلُوَّة وَرَشْحهمْ الْمِسْك وَلِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخّ سَاقِهِمَا مِنْ وَرَاء اللَّحْم مِنْ الْحُسْن لَا اِخْتِلَاف بَيْنهمْ وَلَا تَبَاغُضَ قُلُوبهمْ عَلَى قَلْب وَاحِد يُسَبِّحُونَ اللَّه تَعَالَى بُكْرَةً وَعَشِيًّا " وَرَوَاهُ الْبُخَارِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن مُقَاتِل عَنْ اِبْن الْمُبَارَك وَرَوَاهُ مُسْلِم عَنْ مُحَمَّد بْن رَافِع عَنْ عَبْد الرَّزَّاق كِلَاهُمَا عَنْ مَعْمَر بِإِسْنَادِهِ نَحْوه وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الزِّنَاد عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَة حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ عُمَارَة بْن الْقَعْقَاع عَنْ أَبِي زُرْعَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَوَّل زُمْرَة يَدْخُلُونَ الْجَنَّة عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَاَلَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى ضَوْء أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيّ فِي السَّمَاء إِضَاءَة لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ أَمْشَاطهمْ الذَّهَب وَرَشْحهمْ الْمِسْك وَمَجَامِرهمْ الْأَلُوَّة وَأَزْوَاجهمْ الْحُور الْعِين أَخْلَاقهمْ عَلَى خَلْق رَجُل وَاحِد عَلَى صُورَة أَبِيهِمْ آدَم سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاء " . وَأَخْرَجَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيث جَرِير . وَقَالَ الزُّهْرِيّ عَنْ سَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " يَدْخُل الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي زُمْرَة هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا تُضِيء وُجُوهُهُمْ إِضَاءَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر " فَقَامَ عُكَّاشَة بْن مِحْصَن فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه اُدْعُ اللَّه أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ " اللَّهُمَّ اِجْعَلْهُ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَامَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه اُدْعُ اللَّه تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَبَقَك بِهَا عُكَّاشَة " أَخْرَجَاهُ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث - فِي السَّبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة بِغَيْرِ حِسَاب - الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُمَا وَجَابِر بْن عَبْد اللَّه وَعِمْرَان بْن حُصَيْن وَابْن مَسْعُود وَرِفَاعَة بْن عَرَابَة الْجُهَنِيّ وَأُمّ قَيْس بِنْت مِحْصَن رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَلَهُمَا عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ سَهْل بْن سَعْد رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْف آخِذٌ بَعْضهمْ بِبَعْضٍ حَتَّى يَدْخُل أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمْ الْجَنَّةَ وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر " . وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَنْ مُحَمَّد بْن زِيَاد قَالَ سَمِعْت أَبَا أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كُلّ أَلْف سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَاب عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَاب وَثَلَاث حَثَيَات مِنْ حَثَيَات رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " وَكَذَا رَوَاهُ الْوَلِيد بْن مُسْلِم عَنْ صَفْوَان بْن عَمْرو عَنْ حَكِيم بْن عَامِر عَنْ أَبِي الْيَمَان عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى عَنْ أَبِي أُمَامَة وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَنْ عُيَيْنَة بْن عَبْد السُّلَمِيّ " ثُمَّ مَعَ كُلِّ أَلْف سَبْعِينَ أَلْفًا " وَيُرْوَى مِثْله عَنْ ثَوْبَان وَأَبِي سَعِيد الْأَنْمَارِيّ وَلَهُ شَوَاهِد مِنْ وُجُوه كَثِيرَة وَقَوْله تَعَالَى " حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتهَا سَلَام عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ " لَمْ يُذْكَرْ الْجَوَاب هَهُنَا وَتَقْدِيره حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَكَانَتْ هَذِهِ الْأُمُور مِنْ فَتْح الْأَبْوَاب لَهُمْ إِكْرَامًا وَتَعْظِيمًا وَتَلَقَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة الْخَزَنَة بِالْبِشَارَةِ وَالسَّلَام وَالثَّنَاء كَمَا تَلْقَى الزَّبَانِيَة الْكَفَرَة بِالتَّثْرِيبِ وَالتَّأْنِيب فَتَقْدِيره إِذَا كَانَ هَذَا سَعِدُوا وَطَابُوا وَسُرُّوا وَفَرِحُوا بِقَدْرِ كُلّ مَا يَكُون لَهُمْ فِيهِ نَعِيم وَإِذَا حُذِفَ الْجَوَاب هَهُنَا ذَهَبَ الذِّهْن كُلّ مَذْهَب فِي الرَّجَاء وَالْأَمَل وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْوَاو فِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " وَفُتِحَتْ أَبْوَابهَا " وَاو الثَّمَانِيَة وَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ أَبْوَاب الْجَنَّة ثَمَانِيَة فَقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَة وَأَغْرَقَ فِي النَّزْع وَإِنَّمَا يُسْتَفَاد كَوْنُ أَبْوَاب الْجَنَّة ثَمَانِيَة مِنْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة . قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَاله فِي سَبِيل اللَّه تَعَالَى دُعِيَ مِنْ أَبْوَاب الْجَنَّة وَلِلْجَنَّةِ أَبْوَاب فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصَّلَاة دُعِيَ مِنْ بَاب الصَّلَاة وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصَّدَقَة دُعِيَ مِنْ بَاب الصَّدَقَة وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الْجِهَاد دُعِيَ مِنْ بَاب الْجِهَاد وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصِّيَام دُعِيَ مِنْ بَاب الرَّيَّان " فَقَالَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ يَا رَسُول اللَّه مَا عَلَى أَحَد مِنْ ضَرُورَة دُعِيَ مِنْ أَيّهَا دُعِيَ فَهَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُون مِنْهُمْ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيّ بِنَحْوِهِ وَفِيهِمَا مِنْ حَدِيث أَبِي حَازِم سَلَمَة بْن دِينَار عَنْ سَهْل بْن سَعْد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ فِي الْجَنَّة ثَمَانِيَة أَبْوَاب بَاب مِنْهَا يُسَمَّى الرَّيَّان لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ " . وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد يَتَوَضَّأ فَيُبْلِغ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوُضُوء ثُمَّ يَقُول أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْده وَرَسُوله إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ " . وَقَالَ الْحَسَن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي حُسَيْن عَنْ شَهْر بْن حَوْشَب عَنْ مُعَاذ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مِفْتَاح الْجَنَّة لَا إِلَه إِلَّا اللَّه " " ذِكْر سَعَة أَبْوَاب الْجَنَّة - نَسْأَل اللَّه مِنْ فَضْله الْعَظِيم أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلهَا " . فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث أَبِي زُرْعَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي حَدِيث الشَّفَاعَة الطَّوِيل " فَيَقُول اللَّه تَعَالَى يَا مُحَمَّد أَدْخِلْ مَنْ لَا حِسَاب عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتك مِنْ الْبَاب الْأَيْمَن وَهُمْ شُرَكَاء النَّاس فِي الْأَبْوَاب الْأُخَر وَاَلَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْن الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَا بَيْن عِضَادَتِي الْبَاب لَكَمَا بَيْن مَكَّة وَهَجَرَ - أَوْ هَجَرَ وَمَكَّة - وَفِي رِوَايَة - مَكَّة وَبُصْرَى " . وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ عُتْبَة بْن غَزْوَان أَنَّهُ خَطَبَهُمْ خُطْبَة فَقَالَ فِيهَا وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْن مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة مَسِيرَة أَرْبَعِينَ سَنَة وَلَيَأْتِيَن عَلَيْهِ يَوْم وَهُوَ كَظِيظ مِنْ الزِّحَام وَفِي الْمُسْنَد عَنْ حَكِيم بْن مُعَاوِيَة عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْله وَقَالَ عَبْد بْن حُمَيْد حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُوسَى حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا دَرَّاج عَنْ أَبِي الْهَيْثَم عَنْ أَبِي سَعِيد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ مَا بَيْن مِصْرَاعَيْنِ فِي الْجَنَّة مَسِيرَة أَرْبَعِينَ سَنَة " وَقَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتهَا سَلَام عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ " أَيْ طَابَتْ أَعْمَالكُمْ وَأَقْوَالكُمْ وَطَابَ سَعْيكُمْ وَطَابَ جَزَاؤُكُمْ كَمَا أَمَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنَادَى بَيْن الْمُسْلِمِينَ فِي بَعْض الْغَزَوَات " إِنَّ الْجَنَّة لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْس مُسْلِمَة - وَفِي رِوَايَة - مُؤْمِنَة " وَقَوْله " فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ " أَيْ مَاكِثِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا.
العوفي العوفي
2016-09-25, 19:53
تفسير قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].
سورة الحديد مدنية، وآياتها تسع وعشرون، روى ابن كثير رحمه الله في تفسيره عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، وقال: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية))[1]، والآية المشار إليها في الحديث - والله أعلم - هي قوله تعالى: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3].
استعمل الإيمان هنا استعمالاً لقبيًّا؛ إذ المراد بـ"﴿ الذين آمنوا ﴾": اليهود والنصارى؛ إذ هم يؤمنون بالله ولقائه وكتبه ورسله في الجملة (أيسر التفاسير - الجزائري ج2 ص: 1591).
قال الإمام البغوي في تفسير هذه الآية: الخطاب لأهل الكتابين من اليهود والنصارى، يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى، اتقوا الله في محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ﴾ محمد ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ ﴾ نصيبين ﴿ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾؛ يعني: يؤتكم أجرين لإيمانكم بعيسى عليه الصلاة والسلام والإنجيل، وبمحمد صلى الله عليه وسلم[2].
ويحسن هنا أن نذكر الآيتين اللَّتين قبل هذه الآية، وهما قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً[3] ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 26، 27].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
يخبر الله تعالى أنه منذ بعث نوحًا عليه السلام، لم يرسل بعده نبيًّا ولا رسولاً إلا من ذريته، وكذلك إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن، لم يُرسَل رسولٌ إلا وهو من سلالته كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾ [العنكبوت: 27]، حتى آخر أنبياء بني إسرائيل، وهو عيسى عليه السلام، الذي بشَّر من بعده بمحمد صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا قال: ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ ﴾ وهو الكتاب الذي أوحاه الله إليه ﴿ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ﴾ وهم الحواريون ﴿ رَأْفَةً ﴾؛ أي: رقة، وهي الخشية ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ بالخلق، وقوله: ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ﴾؛ أي: ابتدعها أمة النصارى ﴿ مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ﴾؛ أي: ما شرعناها وإنما التزموها من تلقاء أنفسهم، وقوله: ﴿ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ ﴾ فيه قولان:
أحدهما: أنهم قصدوا بذلك رضوان الله؛ قاله سعيد بن جبير وقتادة.
والآخر: ما كتبنا عليهم ذلك؛ إنما كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله.
وقوله: ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾؛ أي: فما قاموا بما التزموه حق القيام، وهذا ذم لهم من وجهين:
أحدهما: الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله.والثاني: في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله.
وعن أبي سعيد الخدري أن رجلاً جاءه فقال: أوصني، فقال: سألتُ عما سألتَ عليه رسولَ الله من قبلك: ((أوصيك بتقوى الله تعالى؛ فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض))[4].
وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه وآمن بي فله أجران، وعبد مملوك أدَّى حق الله وحق مواليه فله أجران، ورجل أدَّب أَمَتَه فأحسن تأديبَها ثم أعتقها وتزوَّجها فله أجران))[5].
وقال سعيد بن جبير: لما افتخر أهل الكتاب بأنهم يؤتون أجرهم مرتين، أنزل الله هذه الآية في حق هذه الأمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الحديد: 28]؛ أي: ضعفين، وزادهم: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾؛ يعني: هدى يتبصر به من العمى والجهالة، ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ ففضلهم بالنور والمغفرة، وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29].
وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَثَل المسلمين واليهود والنصارى، كمَثَل رجل استأجر قومًا يعملون له عملاً إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطتَ لنا، وما عملنا لك، فقال لهم: لا تفعلوا، أكملوا بقية عملكم، وخذوا أجركم كاملاً، فأبوا وتركوه، فاستأجر أجراء بعدهم، فقال: اعملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا، حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا: لك ما عملنا، ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه، قال: أكملوا بقية عملكم؛ فإنما بقي من النهار شيء يسير، فأبوا، فاستأجر قومًا أن يعملوا له بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مَثَلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور))[6].
ولهذا قال تعالى: ﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّه ﴾ [الحديد: 29]؛ أي: ليتحقَّقوا أنهم لا يقدرون على رد ما أعطاه الله، ولا إعطاء ما منع الله[7]، ﴿ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم ﴾ [الحديد: 29] قال ابن جرير: ﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾؛ أي: ليعلم، وعن ابن مسعود أنه قرأها: (لكى يَعْلَمَ)؛ لأن العرب تجعل (لا) صلة في كل كلام دخل في أوله أو آخره جحد غير مصرح، فالسابق كقوله: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ﴾ [الأعراف: 12]، ﴿ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُون ﴾ [الأنعام: 109][8].
قال الشيخ أبو بكر الجزائري في قوله تعالى: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾: في الدنيا وهو الهداية الإسلامية؛ إذ الإسلام صراط مستقيم، صاحبه لا يضل ولا يشقى، وتمشون به في الآخرة على الصراط إلى دار السلام الجنة، ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ ذنوبكم الماضية والحاضرة ﴿ واللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾؛ وذلك ليعلم أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين رفضوا الإيمان بمحمد والدخول في الإسلام، أنهم لا ﴿ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾؛ أي: أي لا يقدرون على الحصول على شيء من فضل الله إلا بإذن الله؛ إذ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والظاهر: أن المراد من الفضل هنا خصوص النبوة والرسالة، وأن أهل الكتاب من اليهود يريدون حصر النبوة والرسالة في شعب إسرائيل؛ فلذا جحدوا نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وكفروا بها، فناداهم تعالى بعنوان الإيمان الذي يدَّعونه، وأمرهم بتقواه بترك الكذب والاحتيال، وأمرهم بالإيمان برسوله ووعدهم مضاعفةَ الأجر إن هم آمنوا، وكان هذا إعلامًا منه تعالى أن أهل الكتاب لا يقدرون على حصر الفضل فيهم ومنعه عن غيرهم، فقد نبأ وأرسل من بني عمِّهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهم كارهون منكرون مكذبون، وهم بين خيارين، إما الإيمان بمحمد والفوز بالجنة والنجاة من النار، وإما الإصرار على إنكار رسالته والكفر به مع الخسران في الحياتين، ولا يهلك على الله إلا هالك[9].
ما يستفاد من الآيات الكريمات:
1- بيان منَّة الله على عباده بإرسال الرسل.
2- بيان سنة الله في الناس، وهو أنه أرسل الرسل لهداية الناس، فمنهم من يهتدي ومنهم من يضل.
3- ثناء الله على عيسى ابن مريم عليه السلام وأتباعه بحق من الحواريين إلى أن غيرت الملوك دين المسيح، وضل الناس وأصبحوا فاسقين عن دين الله تعالى.
4- تحريم البدع والابتداع، وأنه لا رهبانية في الإسلام، ولكن يُعبَدُ الله بما شرع.
5- أعظم نصيحة تقدم لأهل الكتاب لو أخذوا بها تضمنها نداء الله لهم وما وعدهم به.
6- فضل الإيمان والتقوى؛ إذ هما سبيل الولاية والكرامة في الدنيا والآخرة.
7- إبطال مزاعم أهل الكتاب في احتكار الجنة لهم، وإعلامهم بأنهم محرومون منها ما لم يؤمنوا برسول الله، ويتقوا الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي رحمهم الله تعالى، وقال الترمذي: حسن غريب.
[2] مختصر تفسير البغوي - ص: 935.
[3] نسبة إلى الراهب، وهو الخائف من الله، والأصل أن يقال: الراهبية، فزيدت فيها النون كما زيدت في رباني، ونصراني، وشعراني، ولحياني.
[4] رواه أحمد رحمه الله تعالى، وحسنه الألباني رحمه الله تعالى - ص. ج رقم 2543.
[5] أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
[6] رواه البخاري رحمه الله تعالى.
[7] كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد))؛ رواه مسلم رحمه الله تعالى.والجَدُّ: الحظ والعظمة والغنى؛ أي: لا ينفعه ذلك، وإنما ينفعه العمل الصالح، أما معنى (تعالى جَدُّك)؛ أي: علا جلالك وعظمتك.
[8] مختصر تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى - الصابوني، ج3 ص 456، 457.
[9] أيسر التفاسير - الجزائري ج 2.
سندس-:-الرحمان-:-
2016-09-26, 18:33
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك
العوفي العوفي
2016-09-26, 19:44
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك..... دعائي لك الله أن يبلغك مناك...........................
العوفي العوفي
2016-09-26, 19:45
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك..... دعائي لك الله أن يبلغك مناك...........................
العوفي العوفي
2016-09-27, 07:01
قال الله تعالى:(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىظ° إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ))الآية73 من سورة الزمر
تفسير الميسر:
وسيق الذين اتقوا ربهم بتوحيده والعمل بطاعته إلى الجنة جماعات، حتى إذا جاؤوها وشُفع لهم بدخولها، فتحت أبوابها، فترحِّب بهم الملائكة الموكَّلون بالجنة، ويُحَيُّونهم بالبِشر والسرور؛ لطهارتهم من آثار المعاصي قائلين لهم: سلام عليكم من كل آفة، طابت أحوالكم، فادخلوا الجنة خالدين فيها.
العوفي العوفي
2016-09-29, 16:08
الإمام البخاري يحدثنا, ويقول في صحيحه:
((إنه كان لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام، جاءه يوماً يمشي بشيءٍ فأكل منه، ولما فرغ من أكله, قال له الغلام: أتدري ما هذا يا خليفة رسول الله؟ فقال: ما هو؟ قال: إني كنت قد تكهَّنت لرجلٍ في الجاهلية، وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته، وقد لقيني اليوم فأعطاني، فهذا الذي أكلت منه، أعطاني مبلغا من المال، فاشترى به لبن، وجاء به سيدنا الصديق فشرب منه، فأدخل أبو بكرٍ يده في فمه, حتى قاء كل شيءٍ في جوفه.-
طبعاً هذا موقف شخصي، لا حكم شرعي فيه، أي إذا أكل إنسان أكلة، وبعدما أكلها, تبين له أنها من مال حرام، غير مكلف أن يقيء ذلك- ويضيف صاحب الصفوة إلى ذلك أنه قيل لأبي بكر: يرحمك الله, كل هذا من أجل لقمةٍ واحدة, فأجاب قائلاً: واللهِ لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل جسدٍ نبت من سحتٍ, فالنار أولى به، فخشيت أن ينبت شيءٌ من جسدي من هذه اللقمة))
العوفي العوفي
2016-09-30, 08:27
رأى بعض الصّالحين الحجيجَ وهم يُلبّون ويطوفون ويسعون فبكى، ثمّ تنفّس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى ربّ البيت؟
كيف لا نشتاق إلى الحجّ وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله، وإقام الصّلاة، وايتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت”، كيف لا نشتاق إلى الحجّ، وهو ركن من أركان الإيمان، سُئِل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ العمل أفضل؟ قال: ”إيمان بالله ورسوله”، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: ”الجهاد في سبيل الله” قيل: ثمّ ماذا؟ قال:”حج مبرور”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن حجّ ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمّه”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”الحجّ يهدم ما قبله”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”الحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّ متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”ثلاثة في ضمان الله عزّ وجلّ: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازيًا في سبيل الله، ورجل خرج حاجًا”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”الغازي في سبيل الله عزّ وجل والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وتاركه خمسًا هو المحروم، قال صلّى الله عليه وسلّم: قال الله عزّ وجلّ: ”إنّ عبدًا أصححت له جسمه، وأوسعت عليه في المعيشة، يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”ما أهَلَّ مُهلٌّ قط، ولا كبر مكبّر إلاّ بُشّر بالجنّة”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ، وهناك بيت الله الّذي قد طهّره وطيّبه للطّائفين والقائمين والرُّكَّع السّجود: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَلَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. كيف لا نشتاق إلى الحجّ، ورؤية الحجر واستلامه شهادة بالإيمان، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”ليأتين هذا الحجرُ يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، يشهد على مَن استلمه بحقّ”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ، والرّكن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنّة، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنّة، طمس الله نورهما، ولو لم يطمس نورهما لأضاءتَا ما بين المشرق والمغرب”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ، ومسح الحجر والركن يحطان الذنوب حَطًّا، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطّان الذنوب حطًّا”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وفيه الطواف بالبيت، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن طاف بهذا البيت أسبوعًا (يعني سبعًا) فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدمًا ولا يرفع أخرى إلاّ حطّ الله عنه بها خطيئة وكتب له حسنه”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وفيه زمزم، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام طعم وشفاء سقم”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وفيه الوقوف بعرفة: ”ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النّار من يوم عرفة، وإنّه ليدنو ثمّ يُباهي بهم الملائكة”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وفيه يوم النّحر: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ، كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وفيه الدّعاء للمحلِّقين والمقصِّرين: ”اللّهمّ ارحم المُحلِّقين، قالوا: والمقصّرين يا رسول الله؟ قال: اللّهمّ ارحم المحلّقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: والمقصّرين”.
أخي الفاضل.. اعلم أنّ سير القلوب أبلغ من سير الأبدان، فكم من واصل إلى البيت ببدنه وقلبه منقطع عن ربّ البيت، وكم من قاعد على فراشه في بيته وقلبه متّصل بربّه.
كيف لا نشتاق إلى الحجّ وفيه بُشرَى لمَن حبسهم العذر، ففي الصّحيح أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا رجع من غزوة تبوك وقد دنا من المدينة فقال: ”إنّ بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلاّ كانوا معكم، قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة، حبسهم العذر”. كيف لا نشتاق إلى الحجّ وفيه أيّامٌ العملُ الصّالح فيها محبوب عند الله: ”ما من أيّام العمل الصّالح فيهنّ أحبّ إلى الله من هذه الأيّام العشرة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”.
العوفي العوفي
2016-09-30, 08:29
لا شكّ أنّ الحجّ من أفضل الأعمال بعد الإيمان، وأنّه لون من ألوان الجهاد في سبيل الله تعالى، وقد سُئِل مولانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيُّ العمل أفضل؟ فقال: ”إيمان بالله ورسوله”. قيل: ثمّ ماذا؟ قال: ”جهاد في سبيل الله”. قيل: ثمّ ماذا؟ قال: ”حجّ مبرور” رواه البخاري. وعن السيّدة عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: يا رسول الله نرى الجهادَ أفضلَ العمل، أفلا نجاهد؟ قال: ”لا، ولكن أفضل الجهاد حجّ مبرور”، وفي رواية: ”لَكُنَّ أفضل الجهاد حجّ مبرور” رواه البخاري وغيره.
بَشَّر سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحاج المجتنِب للمحظورات ظاهرًا وباطنًا بغُفران ذنوبه، فقال عليه الصّلاة والسّلام: ”مَن حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمّه” رواه البخاري، وقال: ”والحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة”، والحجّ المبرور هو المقبول الّذي راعى فيه صاحبه شروط صحّة العمل وشروط قبوله، من إخلاص العمل لله تعالى، ومتابعة هدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، واجتناب الآثام والأوزار والفسق والرّفث.
ففي رحلة الحجّ دعاك المولى عزّ وجلّ لحجّ بيته المعظّم، فاستجبتَ له ”لبّيك اللّهمّ لبّيك”، وتحقيق معنى هذه الكلمة الّتي ردّدتها ورفعت بها صوتك يكون أوّلاً بفهم معناها، فهذه الكلمة يقولها الإنسان إذا دعاه مَن يُحِبّ ويعظّم، فهي كلمة استجابة لمَن تُحبّ ومَن ترغب وترهب وتعظّم إذا دعاك أو ناداك، فتسارع بالإجابة قائلاً لبّيك.
وإنّ أعظم ما في الحجّ أن يعتاد المسلم الاستجابة لله وللرّسول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} الأنفال:24. دعاك لترك الأوطان والأهل فاستجبتَ، دعاك للطّواف بالبيت فاستجبتَ، دعاك لاستلام الحجر وتقبيله أو الإشارة إليه فاستجبتَ مع علمك أنّه حجر لا يضرّ ولا ينفع، ولكن لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استلمه وقبّله، دعاك للخروج إلى منى والمبيت بها يوم التّروية، فتركتَ البيت وتوجّهتَ إلى منى ملّبيًا مستجيبًا له، دعاك للوقوف بعرفة فلبّيتَ، دعاك للمبيت بمزدلفة فلبّيتَ، دعاك لرمي الجمار والمبيت بمِنى فلبّيتَ، ثمّ دعاك للطّواف بالبيت والسّعي بين الصّفا والمروة فلبّيتَ واستجبتَ.. وإنّ معظم هذه الأعمال لا يستشعر الحاج فيها معنى خاصًا سوى الاستجابة والتّلبية لأمر الله عزّ وجلّ والاستسلام لحكمه.
فمن علامات الحجّ المبرور أن يستقيم المسلم بعد حجّه فليزم طاعة ربّه سبحانه وتعالى، ويكون بعد الحجّ أحسن حالاً منه قبله، فإنّ ذلك من علامات قبول الطّاعة، قال بعض السلف: ”علامة برّ الحجّ أن يزداد بعده خيرًا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه”، وقال الحسن البصري رضي الله عنه: ”الحج المبرور أن يرجع زاهدًا في الدّنيا، راغبًا في الآخرة”.
ومن علاماته الإخلاص، وهو من أصعب الأحوال وأشقّ الأعمال، خاصة إذا كان العمل باديًا ظاهرًا لا يستطيع المرء أن يخفيه كالحجّ، فالمسلم قد يصوم يومًا في سبيل الله لا يشعر أحد بصومه، لكنّه لا يستطيع أن يحجّ بيت الله الحرام دون أن يشعر به أحد، ومن هنا كان الجهد المبذول لتحقيق الإخلاص في الحجّ وفي سائر الأعمال الظّاهرة مضاعفًا، ولهذا كان ديدن الصّالحين إظهار الزُّهد والتقشف في الحجّ، والتعبُّد لله عزّ وجلّ بالتذلُّل وإظهار الفاقة لله عزّ وجلّ، وقد أُثر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه حجّ على رحلٍ، ورُوي أنّه قال: ”اللّهمّ حجّة لا رياء فيها ولا سُمعةً” رواه ابن ماجه.
ومنها الاستكثار من أنواع الطّاعات، والبعد عن المعاصي والمخالفات، فينبغي على الحاج إذا أراد أن يكون حجّه مبرورًا أن يلزم طاعة ربّه عزّ وجلّ، وذلك بالمحافظة على الفرائض، وشغل الوقت بكلّ ما يقربه من الله جلّ وعلا من وضوء، وذِكر بعد الوضوء، والإنفاق في سبيل الله في السّرّاء والضّرّاء، وكظم الغيظ، والعفو عن النّاس، والصّبر، وصلاة ركعتين عقب الوضوء، والأذان للصّلاة، وإجابة المؤذّن، والمشي إلى المساجد والجماعات، وانتظار الصّلوات، والصّلوات الخمس، والجُمُعات، وقيام اللّيل، والذِّكر بعد الصّلاة، وغير ذلك ممّا تُغفَر به الذّنوب.
فاجتهد أخي الحاج في طلبها وتحصيلها؛ عسى أن تفوز بثواب الله ورضوانه، وأن يجعل الله عزّ وجلّ حجَّك مبرورًا، وذنبك مغفورًا، وسعيك مشكورًا.
العوفي العوفي
2016-09-30, 08:29
http://www.elkhabar.com/media/uploads/images/2016-09-2923%3A17%3A57.123138-hadj-555x318.jpg
العوفي العوفي
2016-09-30, 21:57
http://2.bp.blogspot.com/-9Q4QF-z2Md8/T-lJGHKXR9I/AAAAAAAAhkE/pDk0jh6Ab28/s1600/qodsy0030.jpg
العوفي العوفي
2016-09-30, 21:58
http://www.elgomaa.com/uploads/dy9YCQh8whAA.jpg
العوفي العوفي
2016-10-01, 06:58
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات) قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة).
العوفي العوفي
2016-10-01, 06:59
اَللّهُمَّ اجْعَلْني فيهِ مِنَ عبادِكَ الصّالحينَ القانتين المُسْتَغْفِرينَ الْمُقَرَّبينَ.
اَللّهُمَّ قَرِّبْني إلى مَرْضاتِكَ وَجَنّبْني سَخَطِكَ وَنقِمتِكَ،وَوَفِّقْني فيهِ لِقِرآءةِ آياتِكَ.
اللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي في رَمَضَان صِيامَ الصائِمينَ، وَقِيامي فيهِ قِيامَ القائِمينَ، ونَبِّهْني فيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلينَ،
اَللّهُمَّ واجْعَل لي نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُ فيهِ، بِجُودكَ يا اَجْوَدَ اْلأَجْوَدينَ وأذِقْني فيهِ حَلاوَةَ ذِكْرِكَ، وأَِدآءِ شُكْرِكَ وَاحْفَظْني فيهِ بِحِفْظِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ.
العوفي العوفي
2016-10-01, 07:00
اَللّهُمَّ اجْعَلْني فيهِ مِنَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ الفائِزينَ لَدَيْكَ الْمُقَرَّبينَ َإليك وزَحْزِحْني فيهِ عنْ مُوجِباتِ سَخَطِكَ.
اَللّهُمَّ حَبِّبْ إلَيَّ الإحْسانَ، وَكَرِّهْ إلَيَّ الْفُسُوَق وَالْعِصْيانَ، وَحَرِّمْ عَلَيَّ سَّخَطَك وَالنّيرانَ بِعَوْنِكَ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ.
اَللّهُمَّ أعِنّي على الصِيامِ والقِيامِ بِتَوْفيقِكَ يا هادِيَ المُضِلّينَ. وقَرِّبْني إليك برَحْمَةَ الأَيْتامِ ، وإطْعامَ الطَّعامِ ، وَإفْشاءَ السَّلامِ ، وَصُحْبَةَ الْكِرامِ.
العوفي العوفي
2016-10-01, 17:37
السؤال :
هناك حديث يقول : بأنك لو أديت الحج بطريقة صحيحة فستعود كما ولدتك أمك عاريا من كل خطيئة ، ولله الحمد قد أديت فريضة الحج ، وإن شاء الله هي صحيحة ، و لكن من وقت لآخر وأثناء الصلاة أتذكر خطاياي التي ارتكبتها من قبل الحج ، وأشعر بالضيق الشديد والخوف ، وأسأل الله العفو والمغفرة ، فهل ينبغي علي أن أكون دائماً في تأنيب للضمير ، أم يجب علي أن أكون متفائلاً بأن الله سيغفر لي ، ولا أحاول أن أتذكر تلك الخطايا ؟ .
الجواب:
الحمد لله...أولاً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) .رواه البخاري ومسلم.
وننبه هنا إلى أمرين :
الأول : أن هذا هو جزاء الحج المبرور ، فمن حج بمال حرام ، أو كان حجه غير خالص لله تعالى أو حصل منه رفث أو فسوق لم يكن حجه مبروراً ولم يرجع كيوم ولدته أمه .
قال ابن عبد البر – رحمه الله - :
وأما الحج المبرور : فقيل : هو الذي لا رياء فيه ولا سمعة ، ولا رفث فيه ولا فسوق ، ويكون بمال حلال ." التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ".
وقال بعض أهل العلم إن الحج المبرور هو المقبول وعلامة قبوله أن لا يعاود العبد معصية ربه تعالى ، وأن يرجع الحقوق إلى أهلها .
الثاني : أن الحج لا يسقط الحقوق الواجبة كالكفارات والديون ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم .
ثانياً:
المسلم الذي يكرمه ربه تعالى بأداء مناسك الحج ينبغي أن يكون خائفاً أن لا يكون قد قُبِل منه عمله ، وليس هذا من أجل أن يصير قانطاً من رحمة ربِّه تعالى بل حتى لا يصيبه الغرور ، وحتى يُقبل على ربِّه عز وجل بدعاء صادق أن يتقبل منه ويقبل عليه بعمل صالح يزيد في ميزانه يوم يلقى ربَّه تعالى ، قال الله سبحانه وتعالى – في وصف المؤمنين – ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) المؤمنون/ 60 ، 61 .
عن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) المؤمنون/ 60 ] قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ) .رواه الترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
فهذا الخوف من أولئك المؤمنين لم يجعلهم في قنوط من رحمة ربهم ، بل لقد جمعوا معه الرجاء بربهم وحسن الظن به عز وجل أن يثيبهم وأن يُكرمهم ، وإنما دفع أولئك الأولياء المؤمنين للخوف من عدم قبول أعمالهم أمران : سوء ظنهم بأنفسهم أن لا يكونوا أحسنوا العمل ، وعظيم محبتهم لربهم عز وجل .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
فإذا خاف – يعني : المؤمن - فهو بالاعتذار أولى ، والحامل له على هذا الاعتذار أمران : أحدهما : شهود تقصيره ونقصانه ، والثاني : صدق محبته ؛ فإن المحب الصادق يتقرب إلى محبوبه بغاية إمكانه وهو معتذر إليه مستحٍ منه أن يواجهه بما واجهه به وهو يرى أن قدره فوقه وأجل منه ، وهذا مشاهد في محبة المخلوقين ." مدارج السالكين .
والخلاصة :
أن الواجب عليك أن تجمعي بين الأمرين ، لا تتركي واحدا منهم :
الأول : ألا تستعظمي ذنوبك في مقابل مغفرة الله تعالى ورحمته ، وإنما خوف المؤمن من تقصيره في التوبة وتقصيره في الطاعة التي تكفر الذنوب ، فاجعلي خوفك هذا دافعاً لك للمزيد من الطاعات ولسؤال الله عز وجل بصدق أن يتقبل منك ويجعلك من المقربين ، واحذري أشد الحذر من القنوط من رحمة ربك عز وجل .
الثاني : حسن الظن بالله جل جلاله ، والطمع في عفوه ومنه وكرمه ورحمته التي وسعت كل شيء ؛ فما دمت على استقامة من أمر ربك ، وتعظيم لشرعه ، ومسارعة في طاعته : فليكن مع ذلك دوماً حسن الظن به عز وجل أن يتقبلها منك ويثيبك عليها .
قال الحافظ ابن حجر – في شرح الحديث القدسي المتفق عليه ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ) - :
وقال القرطبي في " المفهم " : قيل : معنى " ظن عبدي بي " ظن الإجابة عند الدعاء ، وظن القبول عند التوبة ، وظن المغفرة عند الاستغفار ، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكاً بصادق وعده , وقال ويؤيده قوله في الحديث الآخر: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)
قال : ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقناً بأن الله يقبله ويغفر له ، لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها ، وأنها لا تنفعه : فهذا هو اليأس من رحمة الله ، وهو من الكبائر , ومن مات على ذلك وُكِلَ إلى ما ظن كما في بعض طرق الحديث المذكور " فليظن بي عبدي ما شاء " قال : وأما ظن المغفرة مع الإصرار فذلك محض الجهل والغِرَّة ، وهو يجر إلى مذهب المرجئة ." فتح الباري ".
نسأل الله أن يتقبل منك عملك الصالح ، وأن يجعل حجك مبرورا ، وأن يثيبك عليه خير الثواب وأجزله وأحسنه .والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-10-01, 17:41
أخي الحاج، كيف يكون حجك مبرورًا تحقيقًا لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري: ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))؟
فأقول - وبالله التوفيق -: الحج المبرور هو الحج الذي وفيت أحكامه، ووقع موقعًا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل، وله علامات يتحقق بها بر الحج، كما أن هناك أمورًا تنافي ذلك، والناس يتفاوتون في حجهم تفاوتًا عظيمًا، على حسب قربهم وبعدهم من هذه الصفات والعلامات.
وأول الأمور التي يكون بها الحج مبرورًا إخلاصُ العمل لله: وهو ميزان الأعمال وأساس قبولها عند الله؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغِيَ به وجْهُه، فعليك - أخي الحاج - أن تفتش في نفسك، وأن تتفقد نيتك، ولتحذر كل الحذر من أي نية فاسدة تضاد الإخلاص، وتحبط العمل، وتذهب الأجر والثواب؛ كالرياء والسمعة وحب المدح والثناء والمكانة عند الخلق، فقد حج نبيُّنا - عليه الصلاة والسلام - على رحل رث، وقطيفة تساوي أربعة دراهم ثم قال: ((اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة))؛ كما عند ابن ماجة.
المتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم –: فيجب على الحاج أن يحرص على أن تكون أعمال حجه موافقة لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولن يتم لك ذلك إلا بتعلم صفة حجه - عليه الصلاة والسلام - فهو القائل كما في حديث جابر - رضي الله عنه -: ((لتأخذوا عني مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه))؛ رواه مسلم.
الإعداد وتهيئة النفس قبل الحج: وذلك بالتوبة النصوح، واختيار النفقة الحلال والرفقة الصالحة، وأن يتحلل من حقوق العباد، إلى غير ذلك مما هو مذكور في آداب الحج.
طِيب المعشر، وحسن الخلق، وبذل المعروف، والإحسان إلى الناس بشتى وجوه الإحسان؛ من كلمة طيبة، أو إنفاق للمال، أو تعليم لجاهل، أو إرشاد لضال، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، وقد كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: "إن البر شيء هين: وجه طليق، وكلام لين".
ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج -كما يقول ابن رجب - ما وصَّى به النبي - صلى الله عليه وسلم- أبا جُرَيٍّ الهُجَيْمِي حين قال له: ((لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تُفرِغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض))؛ رواه أحمد.
ومنها الاستكثار من أنواع الطاعات، والبعد عن المعاصي والمخالفات، فقد حث الله عباده على التزود من الصالحات وقت أداء النسك، فقال – سبحانه - في آيات الحج: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]، ونهاهم عن الرفث والفسوق والجدال في الحج فقال - عز وجل -: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق؛ رجع كيوم ولدته أمه))؛ متفق عليه، والرفث: هو الجماع وما دونه من فاحش القول وبذيئه، وأما الفسوق: فقد رُوِيَ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغير واحد من السلف أنه المعاصي بجميع أنواعها، والجدال: هو المِراء بغير حق، فينبغي عليك - أخي الحاج - إذا أردت أن يكون حجك مبرورًا أن تلزم طاعة ربك، وذلك بالمحافظة على الفرائض، وشغل الوقت بكل ما يقربك من الله - جل وعلا - من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، وغير ذلك من أبواب الخير، وأن تحفظ حدود الله ومحارمه، فتصون سمعك وبصرك ولسانك عما لا يحل لك.
أن يستشعر حِكَم الحج وأسراره، وفرقٌ كبير بين من يحج وهو يستحضر أنه يؤدي شعيرة من شعائر الله، وأن هذه المواقف قد وقفها قبله الأنبياء والعلماء والصالحون، فيذكر بحجه يوم يجتمع العباد للعرض على الله، وبين من يحج على سبيل العادة، أو للسياحة والنزهة، أو لمجرد أن يسقط الفرض عنه، أو ليقال: "الحاج فلان"!
أما علامات الحج المبرور فأن يستقيم المسلم بعد حجه فليزم طاعة ربه، ويكون بعد الحج أحسن حالاً منه قبله، فإن ذلك من علامات قبول الطاعة، قال بعض السلف: "علامة بر الحج أن يزداد بعده خيرًا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه"، وقال الحسن البصري - رحمه الله -: "الحج المبرور أن يرجع زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة".
فاجتهد أخي الحاج في طلبها وتحصيلها؛ عسى أن تفوز بثواب الله ورضوانه، أسأل الله أن يجعل حجك مبرورًا، وذنبك مغفورًا، وسعيك مشكورًا.
خاص شبكة الألوكة
العوفي العوفي
2016-10-01, 17:42
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))--[ البخاري، مسلم، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي ]
العوفي العوفي
2016-10-01, 17:43
عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الموت.....قال:
((أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ فَبَسَطَ يَمِينَهُ قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي قَالَ مَا لَكَ يَا عَمْرُو قَالَ قُلْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ قَالَ تَشْتَرِطُ بِمَاذَا قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِي قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ...))
[ مسلم، أحمد ]
العوفي العوفي
2016-10-01, 17:43
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
((الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَإِنْ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ))
[ النسائي، ابن ماجه ]
العوفي العوفي
2016-10-01, 17:44
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
((أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ))
[ البخاري، مسلم، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، أحمد ]
العوفي العوفي
2016-10-02, 08:47
ما حكم القزع ، هل هو مكروه ؟
الحمد لله...القزع : أن يحلق بعض رأسه ، ويترك بعضه الآخر .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" : " القزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه ، وهو أنواع :
النوع الأول : أن يحلق غير مرتب ، فيحلق من الجانب الأيمن ، ومن الجانب الأيسر ، ومن الناصية ، ومن القفا [أي : يحلق أجزاء متفرقة من الرأس ويترك باقيه] .
النوع الثاني : أن يحلق وسطه ، ويترك جانبيه .
النوع الثالث : أن يحلق جوانبه ويترك وسطه .
النوع الرابع : أن يحلق الناصية فقط ويترك الباقي " انتهى .
وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن القزع ؛ روى البخاري ، ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( نَهَى عَنْ الْقَزَعِ ) قيل لنافع : ما القزع ؟ : قال : ( أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه ) .
وروى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعَرِهِ وَتُرِكَ بَعْضُهُ ، فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ ، وَقَالَ : ( احْلِقُوا كُلَّهُ أَوْ اتْرُكُوا كُلَّهُ ) صححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" .
والنهي في هذه الأحاديث الواردة عن القزع ، محمول على الكراهة لا التحريم .
قال النووي رحمه الله في "المجموع" : " يُكْرَهُ الْقَزَعُ ، وَهُوَ حَلْقُ بَعْضِ الرَّأْسِ ؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ : ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْقَزَعِ ) " انتهى .
وقال صاحب "مطالب أولي النهى" رحمه الله : "وَكُرِهَ القَزَعٌ , وَهُوَ حَلْقُ بَعْضِ الرَّأْسِ وَتَرْكُ بَعْضٍ" انتهى .
فعلى هذا ، فالقزع مكروه ، إلا إذا فعله صاحبه على وجه التشبه بالكفار أو الفساق ، ففي هذه الحال يكون محرماً لا مكروهاً .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " والقزع مكروه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى غلاماًً حلق بعض شعره وترك بعضه ، فنهاهم عن ذلك . وقال : (احلقوا كله أو اتركه كله) إلا إذا كان فيه تشبه بالكفار فهو محرم ، لأن التشبه بالكفار محرم ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) " انتهى .
"الشرح الممتع" .والله أعلم
العوفي العوفي
2016-10-02, 08:53
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القَزَع"؛ متفق عليه.
والقَزَع أن يَحلق بعض الرأس ويَترك بعضه - سواء كان من جانب واحدٍ، أو من كل الجوانب، أو من فوق، ومن يمين، ومن شمال، ومن وراء ومن أمام، المهم أنه إذا حلَق بعض الرأس وترَك بعضه، فهذا قزَع، وقد نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث ابن عمر الآخر أن صبيًّا أُتي به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حلق بعض رأسه وترك بعضه، قال: ((احلقوه كله أو اترُكوه كله))، وفي حديث أولاد جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - حين قُتِل شهيدًا، فأمْهَلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام، ثم أتاهم وقال: ((لا تبكوا على أخي بعد اليوم))، وإنما أمهَلهم ثلاثًا من أجل أن تَطيب نفوسهم، ويذهب ما في نفوسهم من الحزن والأسى، ثم بعد الثلاث، نهاهم أن يبكوا جعفرًا؛ لأن الصِّبيان كما هو معروف تتوسَّخ أبدانهم وشعورهم، فمن أجل ذلك حلق رؤوسهم، وهذا إذا كانوا ذكورًا، أما الإناث فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تَحلق المرأة رأسها؛ ولهذا إذا وُلِد المولود، فإنه يُحلَق رأسه يوم السابع مع العقيقة إذا كان ذكرًا، أما الأنثى فلا يُحلق رأسها، وفي هذه الأحاديث دليلٌ على أن اتخاذ الشعر ليس بسُنة، ومعنى اتخاذ الشعر أن الإنسان يُبقي شعر رأسه؛ حتى يَكثر ويكون ضفيرة، أو لِمَّة، فهو عادة من العادات، ولو كان سُنة، لقال النبي - صلى الله عليه وسلم - اتركوه، لا تَحلقوه في الصبي، ولَما حلَق رؤوس أولاد جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - ولكنه - أي اتخاذ الشعر عادة - إذا اعتاده الناس، فاتَّخِذْه، وإن لم يَعتده الناس، فلا تتَّخِذه، وأما من ذهب إلى أنه سُنة من أهل العلم، فإن هذا اجتهاد منهم، والصحيح أنه ليس بسُنة، وأننا لا نأمر الناس باتخاذ الشعر، بل نقول: إن اعتاده الناس وصار الناس يتَّخذون الشعر، فاتَّخِذْه؛ لئلا تَشذ على العادة، وإن كانوا لا يتخذونه كما هو معروف الآن في أهلنا، فلا تتَّخذه؛ ولهذا كان مشايخنا الكبار - كالشيخ عبدالرحمن السعدي، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبدالعزيز بن باز، وغيرهم من العلماء - لا يتَّخذون الشعر؛ لأنه ليس بسُنة، ولكنه عادة، والله الموفق.
شعر البنات لا يُحلق - لا صغارًا ولا كبارًا - إلا لحاجة؛ مثل: إن كانت الرأس فيها جروح يجب التداوي منها، فلا بأس؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا احتاج إلى الحِجامة وهو مُحرم حلقه، واحتجَم وهو محرم، مع أن حلْق رأس المحرِم حرام، لكن عند الحاجة، فهذا شيء آخر.
العوفي العوفي
2016-10-02, 15:38
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فجزاك الله خيراً أيها الأخ السائل على سؤالك، وزادك حرصاً، وبارك فيك.
الوشم: هو غرز الجلد بالإبرة إلى أن يدمى، ثم يذر عليه نحو نيلة فَيَخْضَرّ لحمله نجاسة، وقد نهى الشرع الشريف عنه، فهو حرام على الرجال والنساء، لا فرق بين الفاعل والمفعول به، بل لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلته والمفعول بها، ففي الصحيحين عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ".
قال الإمام الخطيب الشربيني الشافعي رحمه الله في مغني المحتاج: الْوَشْمُ، وَهُوَ غَرْزُ الْجِلْدِ بِالْإِبْرَةِ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ ثُمَّ يُذَرُّ عَلَيْهِ نَحْوُ نِيلَةٍ لِيَزْرَقَّ أَوْ يَخْضَرَّ بِسَبَبِ الدَّمِ الْحَاصِلِ بِغَرْزِ الْإِبْرَةِ حَرَامٌ لِخَبَرِ الصَّحِيحَيْنِ {لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْوَاشِرَةَ، وَالْمُسْتَوْشِرَةَ، وَالنَّامِصَةَ، وَالْمُتَنَمِّصَةَ} أَيْ: فَاعِلَةَ ذَلِكَ وَسَائِلَتَهُ فَتَجِبُ إزَالَتُهُ ...اهـ.
وقال الإمام النفراوي المالكي رحمه الله كما في الفواكه الدواني: قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْوَشْمَ حَرَامٌ لِلظَّاهِرِ مِنْ الْحَدِيثِ حَتَّى صَرَّحَ ابْنُ رُشْدٍ وَابْنُ شَاسٍ بِأَنَّهُ مِنْ الْكَبَائِرِ يُلْعَنُ فَاعِلُهُ.اهـ
والعِلَّة في تحريمه هي ورود اللعن عليه، للفاعل والمفعول به، ولا يلعن إلا على فعل محرّم، بل على كبيرة من الكبائر، كما أن فيه من تغيير خلق الله ما فيه، وفيه اعتداء على النفس التي أمر الله تعالى بصيانتها والحفاظ عليها.
قال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني رحمه الله في فتح الباري: قال الخطابي: إنما ورد الوعيد الشديد في هذه الأشياء لما فيها من الغش والخداع، ولو رخص في شيء منها لكان وسيلة إلى استجازة غيرها من أنواع الغش، ولما فيها من تغيير الخلقة، وإلى ذلك الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله: "المغيرات خلق الله" والله أعلم.
وقال الإمام المناوي رحمه الله في فيض القدير: وذلك كله حرام شديد التحريم قال ابن العربي : بإجماع الأمة وذلك لأن الله خلق الصور فأحسنها ثم فاوت في الجمال بينهما مراتب فمن أراد أن يغير خلق الله فيها ويبطل حكمته فيها فهو جدير بالإبعاد والطرد لأنه أتى ممنوعا لكونه أذن في السواك والاكتحال وهو تغيير لكنه مأذون فيه مستثنى من الممنوع أهـ، والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-10-02, 15:40
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوشم محرم وهو من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعلته ومن يفعل بها، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة. رواه البخاري.
وقد عرف الإمام الذهبي -وغيره- الكبيرة بأنها: كل معصية فيها حدٌّ في الدنيا أو وعيد في الآخرة باللعن أو العذاب ونحوهما. انتهى
ويجب على من تعاطى هذا الفعل فاعلاً أو مفعولاً به أن يتوب إلى الله عز وجل، ويسارع من فعل به إلى إزالته إلا إذا خاف ضررا فاحشاً من الإزالة فيكتفي بالتوبة النصوح.
أما دخول الجنة.. فإن فاعل الكبيرة إذا تاب منها تاب الله عليه، وإذا مات قبل أن يتوب فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، ولكنه لن يخلد في النار إن مات لا يشرك بالله شيئاً إن كان موحداً. والله أعلم.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1323717149_352.gif
العوفي العوفي
2016-10-03, 15:47
السؤال
ما صحة قول أن من يقول (اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات) أن له حسنة على كل واحد بمعنى أن لو فرضنا أن المسلمين الآن مليار فله مليار حسنة هذا باستثناء الأموات، فهل هذا الكلام صحيح؟
الإجابــة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. قال الهيثمي في المجمع: إسناده جيد، وحسنه الألباني في الجامع.
ولكن ليس في هذا الحديث زيادة (الأحياء منهم والأموات)، ولكن قال صاحب كشف الخفاء: قال النجم رواه أبو الشيخ عن عامر الشعبي أنه قال: ما من دعوة أحب إلى الله عز وجل من أن أقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ثم قال: فإني أرجو أن يرد الله عليه بكل مؤمن ومؤمنة في بطن الأرض أو على ظهرها. ورواه الطبراني عن سمرة كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات، زاد في رواية: الأحياء منهم والأموات. انتهى.والله أعلم.
العوفي العوفي
2016-10-03, 15:49
عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسيل وجهه دماً فقال: يا رسول الله إني أتبعت بصري امرأة فلقيني جدار فصنع بي ما ترى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله إذا أراد بعبده خيراً عجل له عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد بعبده سوءاً أمسك عليه بذنبه حتى يوافيه يوم القيامة كأنه عير".
العوفي العوفي
2016-10-03, 15:50
عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لله أفرح بتوبة عبده الذي أسرف على نفسه من رجل أضل راحلته فسعى في بغائها يميناً وشمالاً حتى أعيا - أو أيس منها - وظن أنه قد هلك نظر فوجدها في مكان لم يكن يرجو أن يجدها، فالله عز وجل أفرح بتوبة عبده المسرف من ذلك الرجل براحلته حين وجدها".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
العوفي العوفي
2016-10-03, 15:57
http://www.islamonav.com/mov/files/image/1381468_658198494200394_1016193376_n.jpg
العوفي العوفي
2016-10-03, 15:58
كثيراً ما يأمر الله بالاستغفار، ولا سيما في نهاية الطاعة وعند إتمام العبادة، قال الله تعالى في آيات الحجِّ: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(1).
والمراد بالإفاضة هنا أي إلى منى، حيث يقوم الحاجُّ بإكمال أعمال الحجِّ التي هي آخر أعماله، وأمر سبحانه في هذه الأثناء بملازمة الاستغفار؛ ليكون جابراً لما حصل من العبد من نقص، ولما وقع منه من تقصير.
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: (( والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفاً عندهم، وهو رمي الجمار، وذبحُ الهدايا، والطوافُ والسعيُ، والمبيتُ بمنى ليالي التشريق، وتكميلُ باقي المناسك، ولَمَّا كانت هذه الإفاضة يقصد بها ما ذكره، والمذكوراتُ آخرُ المناسك أمر الله تعالى عند الفراغ منها باستغفاره والإكثار من ذكره، فالاستغفار للخلل الواقع من العبد في أداء عبادته وتقصيره فيها، وذِكْرُ اللهِ شُكْرُ اللهِ على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنَّة الجسيمة، وهكذا ينبغي للعبد كلَّما فرغ من عبادة أن يستغفرَ الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمَن يرى أنَّه قد أكملَ العبادةَ ومنَّ بها على ربِّه، وجعلت له محلاًّ ومنزلةً رفيعة، فهذا حقيق بالمقت ورد العمل كما أنَّ الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أُخر )). اهـ.
وقد كان من هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ختمُ الأعمال الصالحة بالاستغفار، ولهذا ثبت في صحيح مسلم: (( أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً ))(2)، وورد ختم صلاة الليل بالاستغفار، قال الله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}(3)، وكان يختم مجالسه بالاستغفار، روى أبو داود عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاَّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك ))(4)، وروى أبو داود عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَن جلس في مجلس فكثر فيه لغَطُه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللَّهمَّ ربَّنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاَّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاَّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك ))(5).
بل لقد ختم عليه الصلاة والسلام حياتَه العامرةَ بتحقيق العبودية وكمال الطاعة بالاستغفار، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنَّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مُسنِدٌ إليها ظهرَه يقول: (( اللَّهمَّ اغفر لي وارحَمني وأَلحِقنِي بالرَّفيق الأعلى ))(6) مع ملازمة عظيمة منه للاستغفار في أيام حياته الزكيَّة.
روى مسلم في صحيحه عن الأغر المزني رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إنَّه لَيُغانُّ على قلبي، وإنِّي لأستغفر الله في اليوم مائة مرَّة ))(7).
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( والله إنِّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرَّة ))(8).
وروى أبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (( كنَّا نعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرَّة: ربِّ اغفر لي وتُب عليَّ، إنَّك أنت التوَّاب الرحيم ))(9).
وروى النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناسَ فقال: (( يا أيًُّها الناس توبوا إلى الله، فإنِّي أتوب إليه في اليوم مائة مرَّة ))(10).
وثبت عنه في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يدعو بهذا الدعاء:
(( اللَّهمَّ اغفر لي خطيئتي وجَهلِي، وإِسرافِي فِي أَمرِي، وما أنت أعْلمُ به مِنِّي، اللّهُمَّ اغفِر لي جِدِّي وهزْلِي، وخطئِي وعمدي، وكلّ ذلك عندي، اللَّهمَّ اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به منّي، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، وأنت على كلّ شيءٍ قدير ))(11).
وثبت في الاستغفار صيغٌ كثيرة ، وكان كثيرَ الاستغفار صلوات الله وسلامه عليه، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه :
(( ما رأيت أحداً أكثرَ من أن يقول أستغفر الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ))(12).
هذا مع أنَّه صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، كما قال الله تعالى:
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)} (13).
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى قام حتى تتفطَّر رجلاه، فقلت له: يا رسول الله، أتصنعُ هذا، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ فقال: يا عائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً ))(14).
وثمارُ الاستغفار وبركاته على أهله لا تُعدُّ ولا تُحصى في تتميم أعمالهم وجبر تقصيرهم، ورفعة مقامهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (( الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب، من العمل الناقص إلى العمل التامّ، ويرفع العبدُ من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل، فإنَّ العابد لله والعارف بالله في كلِّ يوم، بل في كلِّ ساعة، بل في كلّ لحظة يزداد علماً بالله وبصيرةً في دينه وعبوديته بحيث يجد ذلك في طعامه وشرابه ونومه ويقظته وقوله وفعله. ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقّها. فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، بل هو مضطرٌّ إليه دائماً في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد، لما فيه من المصالح وجلب الخيرات ودفع المضرّات، وطلب الزيادة في القوّة في الأعمال القلبية والبدنيّة اليقينية الإيمانية ))(15). اهـ.
وقد أعدَّ اللهُ في الدنيا والآخرة للمستغفرين من عظيم أجوره وكريم مواهبه وجزيل عطاياه ما لا يمكن عدُّه والإحاطةُ به. قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}(16)، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(17)، وقال تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)} (18).
روى ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( طوبى لِمَن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ))(19).
نسأل اللهَ جلَّ وعلا أن يجعلنا من عباده التائبين الأوّابين المستغفرين وأن يهدينا سواء السبيل. وختاماً أسأل الله العليَّ القدير أن يُوفِّق المسلمين لحسن الإفادة من حجِّهم إلى بيته العتيق، وأن يتقبَّل عملَهم بقبول حسن، وأن يغفرَ لنا أجمعين، وأن يجعلنا من عباده المتَّقين الذين يستمعون القولَ فيتَّبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا وعلى آله وصحبه أجمعين.
------------------
(1) سورة البقرة، الآية: 199.
(2) صحيح مسلم (591).
(3) سورة آل عمران، الآية: 17.
(4) سنن أبي داود (4859)، وصحَّحه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب (1517).
(5) سنن أبي داود (4858)، وسنن الترمذي (3433)، وصحَّحه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب (1516).
(6) صحيح البخاري (4440).
(7) صحيح مسلم (2702).
(8) صحيح البخاري (6308).
(9) سنن أبي داود (1516)، وسنن الترمذي (3434)، وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة (556).
(10) النسائي في الكبرى (10265)، وهو عند مسلم من حديث الأغر (4/2076) بلفظ مقارب.
(11) صحيح مسلم (2719).
(12) السنن الكبرى للنسائي (10288)، وصحيح ابن حبان (928).
(13) سورة الفتح، الآية: 1، 2.
(14) صحيح البخاري (4837)، وصحيح مسلم (2820).
(15) مجموع الفتاوى (11/696).
(16) سورة النساء، الآية: 110.
(17) سورة الأنفال، الآية: 33.
(18) سورة نوح، الآيات: 10 ـ 12.
(19) سنن ابن ماجه (3818)، وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (3930).
العوفي العوفي
2016-10-03, 16:07
http://4.bp.blogspot.com/-iPE47aunGv0/UnNnVWXUEfI/AAAAAAAAxGk/7vYInplV5gc/s640/1381999_169681776572630_1048277815_n.jpg
العوفي العوفي
2016-10-05, 07:56
قال عليه الصلاة والسلام : (( تَهَادَوْا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ ))----[ الترمذي عن أبي هريرة ]
وقال عليه الصلاة والسلام ( تَهَادَوْا تَحَابُّوا ))---[ البيهقي والطبراني عن أبي هريرة ]
العوفي العوفي
2016-10-05, 14:50
http://2.bp.blogspot.com/-WnPbi3kR1p4/Tc_r63KdJUI/AAAAAAAAABU/3FApmmExrzc/s1600/010.jpg
العوفي العوفي
2016-10-05, 14:51
http://2.bp.blogspot.com/-Irpsy3QjiXc/Tc_r3UPtOiI/AAAAAAAAABQ/BLMaNxzpggQ/s1600/009.jpg
العوفي العوفي
2016-10-05, 14:51
http://www.lovely0smile.com/images/Card/s_053.jpg
العوفي العوفي
2016-10-05, 14:52
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/052.jpg
العوفي العوفي
2016-10-05, 14:54
http://www.waraqat.net/2009/05/prophet-muhammad.gif
العوفي العوفي
2016-10-05, 14:57
http://2.bp.blogspot.com/-bjHfbnTcVCk/U6kSRyXoxeI/AAAAAAAABHs/Ak20a7aXWm4/s1600/qyam-el-lail.png
العوفي العوفي
2016-10-05, 15:00
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( دعوني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) متفق عليه (205) .
الشرح
قال المؤلف ـ رحمه الله ـ فيما نقله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( دعوني ما تركتكم ) قاله النبي عليه الصلاة والسلام ؛ لأن بعض الصحابة من حرصهم على العلم ومعرفة السنة ، كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء قد لا تكون حراماً فتحرم من أجل مسألتهم ، أو قد لا تكون واجبة ، فتجب من أجل مسألتهم ، فلهذا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوه ، أن يتركوا ما تركه ما دام لم يأمرهم ولم ينههم ، فليحمدوا الله على العافية .
ثم علل ذلك بقوله : (فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ) يعني أن الذين من قبلنا أكثروا المسائل على الأنبياء ، فشدد عليهم كما شددوا على أنفسهم ، ثم اختلفوا على أنبيائهم أيضاً ، فليتهم لما سألوا فأجيبوا قاموا بما يلزمهم ، ولكنهم اختلفوا على الأنبياء .
والاختلاف على الإنسان يعني مخالفته ، وهنا مثال جاء به القرآن مصدقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا ، اختلف بنو إسرائيل في قتيل قتل بينهم ، فادعت كل قبيلة أن الأخرى هي التي قتلته ، وادارءوا فيها ، وتنازعوا فيها ، ورفعوا الأمر إلى نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام ، فقال لهم : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ) (البقرة:67) ، اذبحوا بقرة وخذوا عضواً من أعضائها واضربوا به القتيل وسيخبركم القتيل من الذي قتله .
فقالوا له : ( قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً ) أي : أتضحك علينا ؟ وما صلة البقرة برجل قتل ؟ وكيف يحيا القتيل بعد موته ؟ وهذا من جبروت بين إسرائيل وعنادهم ، ورجوعهم إلى العقول دون النص ، هؤلاء رجعوا إلى عقولهم الوهمية دون النص ، ولو أخذوا بالنص لسلموا من هذا ( قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) لأن الذي يسخر بالناس جاهل معتد عليهم ، والجهل هنا بمعنى العدوان ، أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين .
فلما رأوا أنه صادق ، وهو صادق عليه الصلاة والسلام : ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ) لو أنهم أخذوا أي بقرة من السوق وذبحوها لحصل المقصود ، لكن تعنتوا ، وتشددوا فشدد الله عليهم ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ ) ؛ لا فارض : يعني لا طاعن في السن كبيرة ، ولا بكر : يعني صغيرة ( عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ) (البقرة:68) ، أمرهم أن يفعلوا ، وهذا تأكيد للأمر السابق : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ) لكنهم أبوا ، ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ) عرفنا سنها فأخبرنا ما هو لونها ، ( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) (البقرة:69) ، شدد عليهم مرة ثانية ، لو ذبحوا أي بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك لكفى ، لكن تشددوا فشدد عليهم . من يجد بقرة على هذه الصفة ؟ صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ، لونها جميل صاف بين .
ومع ذلك ما امتثلوا : ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ) يعني ما عملها ؟ ( إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا ) ليس فيها عيب : ( قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ) أعوذ بالله من الضلال ، وتحكم العقول على النصوص ، الآن جئت بالحق ، وقبل ما جاء بالحق !! لكن أهواءهم وعقولهم أنكرت ذلك . (قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) يعني ما قاربوا أن يفعلوا ، ولكن بالإلحاح والمساءلات فعلوا .
ثم أخذوا جزءاً منها . فضربوا به القتيل فأحياه الله ثم قال : الذي قتلني فلان وانتهت المشكلة . المهم أن كثرة السؤال للأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ قد تسبب شدة الأمر على الأمة .
ومن ذلك ما وقع للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في قضية الأقرع بن حابس . الأقرع بن حابس من بني تميم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا ) فرض الحج مرة ، وحيث لم يطلب منا أن نكرر فيكفي مرة واحدة ، فقال الأقرع : أفي كل عام يا رسول الله ؟ فهذا السؤال في غير محله . قال : ( لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ، ذروني ما تركتكم ، فإنما أهلك من قبلكم : كثرة مسائلهم ، واختلافهم على أنبيائهم ) (206).
هذا أيضاً من التشديد ، ففي عهد الني صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن يسأل عن شيء مسكوت عنه ، ولهذا قال : ( دعوني ما تركتكم ، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ) أما في عهدنا ، وبعد انقطاع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم فسأل ، اسأل عن كل شيء تحتاج إليه ؛ لأن الأمر مستقر الآن ، وليس هناك زيادة ولا نقص ، أما في عهد التشريع فيمكن أن يزاد ويمكن أن ينقص ،وبعض العوام يفهم من قوله تعالى : ( لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (المائدة: من الآية101)، وقوله صلى الله عليه وسلم : (دعوني ما تركتكم ...) يفهم من ذلك فهماً خاطئاً فتجده يفعل الحرام ، ويترك الواجب ولا يسأل ، حتى إن بعضهم يقال له : هذا حرام ، اسأل العلماء ، فيقول لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم ، وهذا لا يجوز .
فالواجب على الإنسان أن يتفقه في دين الله . قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )(207).
ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( وإذا نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتم ) فعمم في النهي وخص في الأمر .
أما في النهي فقال : ( ما نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه ) . فأي شيء ينهانا عنه الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فإننا نتجنبه ، وذلك لأن المنهي عنه متروك ، فالنهي أمر بالترك ليس فيه مشقة . كل إنسان يستطيع أن يترك وليس عليه مشقة ولا ضرر ، فما نهانا عنه فإننا نتجنبه ، إلا أن هذا مقيد بالضرورة ، فإذا اضطر الإنسان إلى شيءٍ محرم ، وكان لا يجد سواه ، وتندفع به ضرورته ، فإنه حلال لقول الله تعالى : ( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْه) (الأنعام: من الآية119) ، ولقوله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ... ) إلى قوله : ( فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:3) .
فيكون قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (ما نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه ) يكون مقيداً بحال الضرورة ، يعني أنه وجدت ضرورة إلى شيءٍ محرم صار هذا المحرم حلالاً بشرطين :
الشرط الأول : أن لا تندفع ضرورته بسواه .
الشرط الثاني : أن يكون مزيلاً للضرورة . وبهذين القيدين نعرف أنه لا ضرورة إلى دواء محرم ، يعني لو كان هناك ولكنه محرم ، فإنه لا ضرورة إليه .
فلو قال قائل : أنا أريد أن أشرب دماً أستشفي به ، كما يدعي بعض الناس أنه إذا شرب من دم الذئب شفي من بعد الأمراض ، نقول : هذا لا يجوز .
أولاً : لأن الإنسان ربما يشفى بغير هذا المحرم ؛ إما من الله ، وإما بدعاء ، وإما بقراءة ، وإما بدواء آخر مباح
وثانياً : أنه ليس يقيناً أنه إذا تداوى بالدواء يشفى ، فما أكثر الذين يتداوون ولا يشفون ، بخلاف من كان جائعاً وليس عنده إلا ميتة ، أو لحم خنزير ، أو لحم حمار ، فإنه يجوز أن يؤكل في هذه الحالة ؛ لأننا نعلم أن ضرورته تندفع بذلك ، بخلاف الدواء .
وأما قوله عليه الصلاة والسلام : ( وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) . فهذا يوافق قول الله عز وجل : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) (التغابن: من الآية16) ، يعني إذا أمرنا بأمر ، فإننا نأتي منه ما استطعنا ، وما لا نستطيعه يسقط عنا ، مثلاً : أمرنا بأن نصلي الفرض قياماً ، فإذا لم نستطع صلينا جلوساً ، فإذا لم نستطع صلينا على جنب ، كما قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن حصين : ( صل قائماً ، فإن لم تستطع فقاعداً ن فإن لم تستطع فعلى جنب )(208).
وتأمل قوله : (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) بخلاف النهي ، لأن الأمر فعل وإيجاب ، قد يكون شاقاً على النفس ولا يستطيع الإنسان أن يقوم به ، فلهذا قيده بقوله : (فأتوا منه ما استطعتم ) ، مع ذلك فإن هذا الأمر مقيد بقيد آخر ، وهو ألا يوجد مانع يمنع ، فإذا وجد مانع يمنع ، فهذا يدخل في قولهفأتوا منه ما استطعتم). ولهذا قال العلماء : لا واجب مع عجز ، ولا محرم مع الضرورة .
والشاهد من هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) فإن هذا يدخل في المحافظة على السنة وآدابها .
وأما ما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فهو عفو ، وهذا من رحمة الله . فالأشياء إما مأمور بها ، أو منهي عنها ، أو مسكوت عنها ، فما سكت الله ورسوله فإنه عفو لا يلزمنا فعله ولا تركه ، والله الموفق .
العوفي العوفي
2016-10-05, 15:33
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات................
العوفي العوفي
2016-10-07, 12:27
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT2ktTihc_cV7fQTnX7R--SjaOKuWYygfRjBZGG6fiKD9n7c4jy1Q
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSsOHrbeU9aI_hCvhFHCZhcxSFlu6Zp6 kHK5EOb9oiFqRDLwp6r
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR95R5kEsGAdPv45twBT2wRE3JAmn_Wq 6S9XEr6b_zZp-oMbP9TiQ
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTWse1An8vUOZE2ykCNvScZYmC5ZkNXh lLMI2YATQs9Op7jytiiTg
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT27U3AfkA1nVQGnYvo95u_YG2DF41BG ka0nqfGZ3nVUzcAhi5c
العوفي العوفي
2016-10-07, 12:29
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQNJXAD2KxUuXXZnNfbqSATicEW71NWI 7Q96Uqa8ZI1WCWRW7HOeQ
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRhpK1xrvErABgZnPB3IMwPtQbM817nf XQ7vsU2s_tfoaVucF2hAg
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSUPBzIkAhtgXLXGoPnm4Bf-NUB_KdGJaQP1ziqBGlcqaliHJUOaw
العوفي العوفي
2016-10-09, 07:30
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد
العوفي العوفي
2016-10-11, 21:05
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: «مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قال: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» [رواه البخاري 1865].
العوفي العوفي
2016-10-11, 21:05
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ» [رواه البخاري 1867] ومعنى "يتحرى" أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
العوفي العوفي
2016-10-11, 21:07
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبّني الناس ، فقال : ( ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) رواه ابن ماجة .
العوفي العوفي
2016-10-11, 21:16
اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي وَاجْعَلْنِي هَادِياً مَهْدِيّاً، وَحَاسِبْنِي حِسَاباً يَسِيراً.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالسَّدَادَ وَأَسْأَلُكَ الفِرْدَوْسَ مِنَ الجَنَّةِ.
اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلاَ تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا، وَآثِرْنَا وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وَأَرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا.
العوفي العوفي
2016-10-11, 21:17
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ،
وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.
شويطر محمد
2016-10-12, 22:04
الله يرحم والديك ويرحم جميع المسلمين والمسلمات الاحياء والاموات
العوفي العوفي
2016-10-13, 07:31
الله يرحم والديك ويرحم جميع المسلمين والمسلمات الاحياء والاموات
http://up.hawahome.com/uploads/14427236132.gif
العوفي العوفي
2016-10-13, 19:04
http://gulf-up.com/do.php?img=177741
العوفي العوفي
2016-10-15, 07:13
للَهُمَ إِنِي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَ قَََضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِ اسْمٍ هُوَ لََك سَمَيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَمْتَهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِِِهِ فِي عِلْمِ الْغَيبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ اَلْقُرْآنَ رَبِيعَ قََلْبِِي وَنُورَ صَدْرِي وَجَلاَءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِي
العوفي العوفي
2016-10-15, 07:14
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSW7TH3ebjOkM632XAd1OKM6NsXP-1ij9J4PP51fSdJmcMugFg7
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSL9eSwPHbRGLKXmSiApc-dMzeQY2zKTVK6EbgkWr4j2kyz3-nR
العوفي العوفي
2016-10-15, 17:50
قال تعالى
قال تعالى :{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }آل عمران92
التفسير الميسر
لن تدركوا الجنة حتى تتصدقوا مما تحبون, وأي شيء تتصدقوا به مهما كان قليلا أو كثيرًا فإن الله به عليم, وسيجازي كل منفق بحسب عمله.
============================
قال تعالى :{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران134
التفسير الميسر
قال تعالى :الذين ينفقون أموالهم في اليسر والعسر, والذين يمسكون ما في أنفسهم من الغيظ بالصبر, وإذا قَدَروا عَفَوا عمَّن ظلمهم. وهذا هو الإحسان الذي يحب الله أصحابه.
============================
قال تعالى :{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }النساء114
التفسير الميسر
لانفع في كثير من كلام الناس سرّاً فيما بينهم, إلا إذا كان حديثًا داعيًا إلى بذل المعروف من الصدقة, أو الكلمة الطيبة, أو التوفيق بين الناس, ومن يفعل تلك الأمور طلبًا لرضا الله تعالى راجيًا ثوابه, فسوف نؤتيه ثوابًا جزيلا واسعًا.
============================
قال تعالى :{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60
التفسير الميسر
وأعدُّوا - يا معشر المسلمين - لمواجهة أعدائكم كل ما تقدرون عليه مِن عدد وعدة, لتُدْخلوا بذلك الرهبة في قلوب أعداء الله وأعدائكم المتربصين بكم, وتخيفوا آخرين لا تظهر لكم عداوتهم الآن, لكن الله يعلمهم ويعلم ما يضمرونه. وما تبذلوا من مال وغيره في سبيل الله قليلا أو كثيرًا يخلفه الله عليكم في الدنيا, ويدخر لكم ثوابه إلى يوم القيامة, وأنتم لا تُنْقصون من أجر ذلك شيئًا.
============================
قال تعالى :{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الأنفال3
التفسير الميسر
الذين يداومون على أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها, ومما رزقناهم من الأموال ينفقون فيما أمرناهم به.
============================
قال تعالى :{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }التوبة79
التفسير الميسر
ومع بخل المنافغين لا يَسْلَم المتصدقون من أذاهم; فإذا تصدق الأغنياء بالمال الكثير عابوهم واتهموهم بالرياء, وإذا تصدق الفقراء بما في طاقتهم استهزؤوا بهم, وقالوا سخرية منهم: ماذا تجدي صدقتهم هذه؟ سخر الله من هؤلاء المنافقين, ولهم عذاب مؤلم موجع.
============================
قال تعالى :{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }التوبة103
التفسير الميسر
خذ -أيها النبي- من أموال هؤلاء التائبين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا صدقة تطهرهم مِن دنس ذنوبهم, وترفعهم عن منازل المنافقين إلى منازل المخلصين, وادع لهم بالمغفرة لذنوبهم واستغفر لهم منها, إن دعاءك واستغفارك رحمة وطمأنينة لهم. والله سميع لكل دعاء وقول, عليم بأحوال العباد ونياتهم, وسيجازي كلَّ عامل بعمله.
============================
قال تعالى :{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة104
التفسير الميسر
قال تعالى :ألم يعلم هؤلاء المتخلفون عن الجهاد وغيرهم أن الله وحده هو الذي يقبل توبة عباده, ويأخذ الصدقات ويثيب عليها, وأن الله هو التواب لعباده إذا رجعوا إلى طاعته, الرحيم بهم إذا أنابوا إلى رضاه؟
============================
قال تعالى :{وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }التوبة121
التفسير الميسر
ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة في سبيل الله, ولا يقطعون واديًا في سيرهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده, إلا كُتِب لهم أجر عملهم; ليجزيهم الله أحسن ما يُجْزَون به على أعمالهم الصالحة.
============================
قال تعالى :{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ }يوسف88
التفسير الميسر
فذهبوا إلى "مصر", فلما دخلوا على يوسف قالوا: يا أيها العزيز أصابنا وأهلنا القحط والجدب, وجئناك بثمن رديء قليل, فأعطنا به ما كنت تعطينا من قبل بالثمن الجيد, وتصدَّقْ علينا بقبض هذه الدراهم المزجاة وتجوَّز فيها, إن الله تعالى يثيب المتفضِّلين على أهل الحاجة بأموالهم.
============================
قال تعالى
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة3
التفسير الميسر
وهم الذين يُصَدِّقون بالغيب الذي لا تدركه حواسُّهم ولا عقولهم وحدها; لأنه لا يُعْرف إلا بوحي الله إلى رسله, مثل الإيمان بالملائكة, والجنة, والنار, وغير ذلك مما أخبر الله به أو أخبر به رسوله، (والإيمان: كلمة جامعة للإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتصديق الإقرار بالقول والعمل بالقلب واللسان والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصلاة في مواقيتها أداءً صحيحًا وَفْق ما شرع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم, ومما أعطيناهم من المال يخرجون صدقة أموالهم الواجبة والمستحبة.
============================
قال تعالى :{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة215
التفسير الميسر
يسألك أصحابك -أيها النبي- أي شيء ينفقون من أصناف أموالهم تقربًا إلى الله تعالى, وعلى مَن ينفقون؟ قل لهم: أنفقوا أيَّ خير يتيسر لكم من أصناف المال الحلال الطيب, واجعلوا نفقتكم للوالدين, والأقربين من أهلكم وذوي أرحامكم, واليتامى, والفقراء, والمسافر المحتاج الذي بَعُدَ عن أهله وماله. وما تفعلوا من خير فإن الله تعالى به عليم.
============================
قال تعالى :{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261
التفسير الميسر
ومِن أعظم ما ينتفع به المؤمنون الإنفاقُ في سبيل الله. ومثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة زُرِعتْ في أرض طيبة, فإذا بها قد أخرجت ساقًا تشعب منها سبع شعب, لكل واحدة سنبلة, في كل سنبلة مائة حبة. والله يضاعف الأجر لمن يشاء, بحسب ما يقوم بقلب المنفق من الإيمان والإخلاص التام. وفضل الله واسع, وهو سبحانه عليم بمن يستحقه, مطلع على نيات عباده.
============================
قال تعالى :{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة262
التفسير الميسر
الذين يخرجون أموالهم في الجهاد وأنواع الخير, ثم لا يتبعون ما أنفقوا من الخيرات مَنّاً على مَن أعطَوه ولا أذى بقول أو فِعْلٍ يشعره بالتفضل عليه, لهم ثوابهم العظيم عند ربهم, ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة, ولا هم يحزنون على شيء فاتهم في هذه الدنيا.
============================
قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }البقرة264
التفسير الميسر
يامن آمنتم بالله واليوم الآخر لا تُذْهِبُوا ثواب ما تتصدقون به بالمنِّ والأذى, فهذا شبيه بالذي يخرج ماله ليراه الناس, فيُثنوا عليه, وهو لا يؤمن بالله ولا يوقن باليوم الآخر, فمثل ذلك مثل حجر أملس عليه تراب هطل عليه مطر غزير فأزاح عنه التراب, فتركه أملس لا شيء عليه, فكذلك هؤلاء المراؤون تضمحلُّ أعمالهم عند الله, ولا يجدون شيئًا من الثواب على ما أنفقوه. والله لا يوفق الكافرين لإصابة الحق في نفقاتهم وغيرها.
============================
قال تعالى :{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة265
التفسير الميسر
ومثل الذين ينفقون أموالهم طلبًا لرضا الله واعتقادًا راسخًا بصدق وعده, كمثل بستان عظيم بأرض عالية طيبة هطلت عليه أمطار غزيرة, فتضاعفت ثمراته, وإن لم تسقط عليه الأمطار الغزيرة فيكفيه رذاذ المطر ليعطي الثمرة المضاعفة, وكذلك نفقات المخلصين تُقبل عند الله وتُضاعف, قلَّت أم كثُرت, فالله المُطَّلِع على السرائر, البصير بالظواهر والبواطن, يثيب كلا بحسب إخلاصه.
============================
قال تعالى :{إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة271
التفسير الميسر
إن تظهروا ما تتصدقون به لله فنِعْمَ ما تصدقتم به, وإن تسرُّوا بها, وتعطوها الفقراء فهذا أفضل لكم; لأنه أبعد عن الرياء, وفي الصدقة -مع الإخلاص- محو لذنوبكم. والله الذي يعلم دقائق الأمور, لا يخفى عليه شيء من أحوالكم, وسيجازي كلا بعمله.
============================
قال تعالى :{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }البقرة272
التفسير الميسر
لست -أيها الرسول- مسئولا عن توفيق الكافرين للهداية, ولكن الله يشرح صدور مَن يشاء لدينه, ويوفقه له. وما تبذلوا من مال يَعُدْ عليكم نَفْعُه من الله, والمؤمنون لا ينفقون إلا طلبًا لمرضاة الله. وما تنفقوا من مال -مخلصين لله- توفوا ثوابه, ولا تُنْقَصُوا شيئا من ذلك. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى على ما يليق به سبحانه.
============================
قال تعالى :{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273
التفسير الميسر
جعلوا صدقاتكم لفقراء المسلمين الذين لا يستطيعون السفر; طلبًا للرزق لاشتغالهم بالجهاد في سبيل الله, يظنهم مَن لا يعرفهم غير محتاجين إلى الصدقة; لتعففهم عن السؤال, تعرفهم بعلاماتهم وآثار الحاجة فيهم, لا يسألون الناس بالكُليَّة, وإن سألوا اضطرارًا لم يُلِحُّوا في السؤال. وما تنفقوا مِن مال في سبيل الله فلا يخفى على الله شيء منه, وسيجزي عليه أوفر الجزاء وأتمَّه يوم القيامة.
============================
قال تعالى :{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة274
التفسير الميسر
الذين يُخْرجون أموالهم مرضاة لله ليلا ونهارًا مسرِّين ومعلنين, فلهم أجرهم عند ربهم, ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا. ذلك التشريع الإلهي الحكيم هو منهاج الإسلام في الإنفاق لما فيه مِن سدِّ حاجة الفقراء في كرامة وعزة, وتطهير مال الأغنياء, وتحقيق التعاون على البر والتقوى; ابتغاء وجه الله دون قهر أو إكراه
============================
قال تعالى :{يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ }البقرة276
التفسير الميسر
يذهب الله الربا كله أو يحرم صاحبه بركة ماله, فلا ينتفع به، وينمي الصدقات ويكثرها، ويضاعف الأجر للمتصدقين, ويبارك لهم في أموالهم. والله لا يحب كل مُصِرٍّ على كفره, مُسْتَحِلٍّ أكل الربا, متمادٍ في الإثم والحرام ومعاصي الله.
============================
قال تعالى :قال تعالى : {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ }إبراهيم31
التفسير الميسر
قل -أيها الرسول- لعبادي الذين آمنوا: يؤدوا الصلاة بحدودها, ويخرجوا بعض ما أعطيناهم من المال في وجوه الخير الواجبة والمستحبة مسرِّين ذلك ومعلنين, من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي لا ينفع فيه فداء ولا صداقة.
============================
{قال تعالى :الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الحج35
التفسير الميسر
هؤلاء المتواضعون الخاشعون مِن صفاتهم أنهم إذا ذُكِر الله وحده خافوا عقابه, وحَذِروا مخالفته، وإذا أصابهم بأس وشدة صبروا على ذلك مؤملين الثواب من الله عز وجل، وأدَّوْا الصلاة تامة، وهم مع ذلك ينفقون مما رزقهم الله في الواجب عليهم مِن زكاة ونفقة عيال، ومَن وَجَبَتْ عليهم نفقته, وفي سبيل الله, والنفقات المستحبة.
============================
قال تعالى :{أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }القصص54
التفسير الميسر
هؤلاء الذين تقدَّمَتْ صفتُهم يُؤتَوْن ثواب عملهم مرتين: على الإيمان بكتابهم, وعلى إيمانهم بالقرآن بما صبروا, ومن أوصافهم أنهم يدفعون السيئة بالحسنة, ومما رزقناهم ينفقون في سبيل الخير والبر.
============================
قال تعالى :{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }السجدة16
التفسير الميسر
ترتفع جنوب هؤلاء الذين يؤمنون بآيات الله عن فراش النوم, يتهجدون لربهم في صلاة الليل, يدعون ربهم خوفًا من العذاب وطمعًا في الثواب, ومما رزقناهم ينفقون في طاعة الله وفي سبيله.
============================
قال تعالى :{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38
التفسير الميسر
والذين استجابوا لربهم حين دعاهم إلى توحيده وطاعته, وأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها في أوقاتها, وإذا أرادوا أمرًا تشاوروا فيه، ومما أعطيناهم من الأموال يتصدقون في سبيل الله, ويؤدون ما فرض الله عليهم من الحقوق لأهلها من زكاة ونفقة وغير ذلك من وجوه الإنفاق.
============================
قال تعالى :{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38
التفسير الميسر
ها أنتم -أيها المؤمنون- تُدْعَون إلى النفقة في جهاد أعداء الله ونصرة دينه, فمنكم مَن يَبْخَلُ بالنفقة في سبيل الله, ومَن يَبْخَلْ فإنما يبخل عن نفسه, والله تعالى هو الغنيُّ عنكم وأنتم الفقراء إليه, وإن تتولوا عن الإيمان بالله وامتثال أمره يهلكُّم, ويأت بقوم آخرين, ثم لا يكونوا أمثالكم في التولي عن أمر الله, بل يطيعونه ويطيعون رسوله, ويجاهدون في سبيله بأموالهم وأنفسهم.
============================
قال تعالى :{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10
التفسير الميسر
وأيُّ شيء يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله؟ ولله ميراث السموات والأرض يرث كلَّ ما فيهما, ولا يبقى أحد مالكًا لشيء فيهما. لا يستوي في الأجر والمثوبة منكم مَن أنفق من قبل فتح "مكة" وقاتل الكفار, أولئك أعظم درجة عند الله من الذين أنفقوا في سبيل الله من بعد الفتح وقاتلوا الكفار, وكلا من الفريقين وعد الله الجنة, والله بأعمالكم خبير لا يخفى عليه شيء منها, وسيجازيكم عليها.
============================
قال تعالى :{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد18
التفسير الميسر
إن المتصديقين من أموالهم والمتصدقات, وأنفقوا في سبيل الله نفقات طيبة بها نفوسهم؛ ابتغاء وجه الله تعالى, يضاعف لهم ثواب ذلك, ولهم فوق ذلك ثواب جزيل, وهو الجنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:03
البقرة
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) (البقرة)
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) (البقرة)
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) (البقرة)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) (البقرة)
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) (البقرة)
آل عمران
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) (آل عمران)
محمد
إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) (محمد)
الحشر
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) (الحشر)
المنافقون
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) (المنافقون)
الليل
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) (الليل)
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:09
http://files2.fatakat.com/2013/2/13603662154201.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:09
http://files.fatakat.com/2009/12/1259998181.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:10
https://i.ytimg.com/vi/Da4mllNsDm4/hqdefault.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:13
https://65.media.tumblr.com/ba9c823751ed1533429bf34f2a46e6b4/tumblr_nyn58zgaqJ1rqgcayo1_500.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:14
http://files2.fatakat.com/2013/2/13603669186939.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:14
http://img.qwled.com/i/bf402f16d4bf288b0c8c2fcdeeb252ac.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:15
http://1.bp.blogspot.com/-k65Ke0kVpI8/TcUs1sd3qdI/AAAAAAAAA2g/0SMu29aXOkg/s1600/6_023.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:16
http://xa.yimg.com/kq/groups/56800616/sn/2125279890/name/get-11-2010-f4m5ulyu.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:17
http://i13.servimg.com/u/f13/16/34/46/43/images23.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:18
http://dar-alquran.org/uploads/images/20160306012335.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:18
http://images.slideplayer.com/16/5160689/slides/slide_17.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:20
http://lovely0smile.com/images/Card/379.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:21
http://www.lovely0smile.com/images/Card/370.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:22
http://www.lovely0smile.com/images/Card/342.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:22
http://www.almuslimon.net/resources/images/07_09_2014_47418199148_896166.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:24
http://4.bp.blogspot.com/-q3AZggTvOx4/VNlNMPfe8MI/AAAAAAAANW0/aQHwDNgAwBU/s1600/%D9%83%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%A7%D9%86%2B%D8%AE%D9%8 1%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%86.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:25
http://www.drdia.com/photo/gift.jpg
العوفي العوفي
2016-10-15, 18:26
http://img.maas1.net/imgcache/2014/03/200479.jpg
العوفي العوفي
2016-10-16, 01:36
روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ )
http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/54493_large.jpg
العوفي العوفي
2016-10-16, 01:38
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ1mEyu4oFpjCbXusJjHQDzF7pr--gNId8E5JHWo0aJ3xiDFkK4
العوفي العوفي
2016-10-16, 11:49
http://www13.0zz0.com/2010/07/30/19/628953214.gif
العوفي العوفي
2016-10-16, 11:51
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قلت يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: المساجد! قلت، وما الرتع يا رسول الله؟ قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
العوفي العوفي
2016-10-16, 11:54
http://sanadkids.islammessage.com/SanadKidsPanel/media/image/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%A9.gif
العوفي العوفي
2016-10-16, 11:55
https://pbs.twimg.com/media/BbRl6_OCIAAzzjU.jpg
العوفي العوفي
2016-10-16, 11:56
http://7ifz.com/_/201505/FB_IMG_1431780661418.jpg
العوفي العوفي
2016-10-16, 11:58
http://www.qwled.com/vb/imgcache-new0-new/88296.imgcache
العوفي العوفي
2016-10-16, 11:58
http://www.ykuwait.net/vb/imgcache2013/17d281043b35fbe746ee652bfa02423d.jpg
العوفي العوفي
2016-10-16, 11:59
http://sanadkids.islammessage.com/SanadKidsPanel/media/image/%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B0%D8%A7%D8%B1.j pg
العوفي العوفي
2016-10-16, 12:01
http://sanadkids.islammessage.com/SanadKidsPanel/media/image/%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-.jpg
العوفي العوفي
2016-10-16, 12:02
http://upload.7hob.com/Photo/7hob.com1361711126756.jpg
العوفي العوفي
2016-10-16, 12:03
http://www.shuuf.com/shof/uploads/2014/07/12/jpg/shof_cb5f7f958ab0eb4.jpg
العوفي العوفي
2016-10-17, 11:32
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRzl4we_jaBvmwt49BBocZ93V8fY6hQv kkB_dJh1ZWahuvgA472jw
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR5l_nvAzDbdecWhpNo8jHRthtX7b3yR wK7kf6FTvdhUKfWJsTN
العوفي العوفي
2016-10-17, 11:33
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يسمع المؤذن : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ، غفر له ما تقدم من ذنبه " [ رواه مسلم ] .
العوفي العوفي
2016-10-17, 13:51
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTDrpNu_UHr_kkoUetmkqu57T0gGlCtE aCrN06ZJh2nbBo6hJVh
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR6l8VsM4Na3z_5HHyrvnhvEpJvOfLwJ ABo4AZ_ETLTdet4CJXM
Alkayssar
2016-10-17, 14:24
بارك الله فيك
العوفي العوفي
2016-10-18, 16:34
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري.وفي هذا الحديث دعوة مباشرة من الرسول الكريم لكفالة اليتيم دون أن يقيد ذلك بوقت معين أو يوم محدد.فجعلها من أحدى أسباب مجاورته صلى الله
عليه وسلم في الجنة ،فما أعظمها منزلة،نسأل الله الوصول اليها .
العوفي العوفي
2016-10-18, 16:35
ويؤكد صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أن الجنة تجب لما يقوم برعايته والقيام على شئونه ،فيقول صلى الله عليه وسلم :( من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ] رواه أبو على والطبراني وأحمد مختصراً بإسناد حسن كما قال الحافظ المنذري .
العوفي العوفي
2016-10-18, 16:36
بل وجعل الرسول الكريم كفالته علاجاً لأمراض النفس البشرية ، الأمر الذي يصل بالمجتمع الى الصورة الأخوية التى ارتضاها له الإسلام،فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني وقال الألباني حسن .
العوفي العوفي
2016-10-18, 16:37
وصدق الله العظيم حين قال "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً {9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً {10}
سورة الإنسان
العوفي العوفي
2016-10-18, 16:44
http://4.bp.blogspot.com/-N1HDG6dUW4Y/Uwe2z9qHd9I/AAAAAAAAF3I/jBa1oxd91gM/s1600/10.jpg
العوفي العوفي
2016-10-18, 16:47
https://i.ytimg.com/vi/xJxTWHB7R68/hqdefault.jpg
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir