المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 [23] 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37

العوفي العوفي
2016-05-11, 07:45
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRgpSyVl9DOlVyNE9x5clLLNHNHwwYu2 QtEOMvxcxeDQOmqWrrJ

العوفي العوفي
2016-05-11, 07:46
https://i.ytimg.com/vi/QRdyX3CNYIY/hqdefault.jpg

العوفي العوفي
2016-05-11, 07:46
http://pbs.twimg.com/media/BFjTVewCMAAdkTP.jpg

العوفي العوفي
2016-05-11, 07:47
http://image.slidesharecdn.com/random-140925230555-phpapp01/95/-22-638.jpg?cb=1411686420

العوفي العوفي
2016-05-11, 07:49
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQDte8qd_-PMAylpNAI7mB9tIQ5P8S__qRQ_OFnFz5osy97ea8wwg

العوفي العوفي
2016-05-11, 07:53
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS9xABdkW-S0YSAz4AUCG6Ij9iVfgSu2Vq34wH6xBo6faSRXRWg

العوفي العوفي
2016-05-11, 07:55
http://1.bp.blogspot.com/-gWzO8XVCZxE/Ul9rnMovV6I/AAAAAAAADYA/VtwlIfbFfvM/s1600/120.jpg

العوفي العوفي
2016-05-11, 07:59
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
تفسير الجلالين
«واتقوا فتنة» إن أصابتكم «لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة» بل تعمهم وغيرهم واتقاؤها بإنكار موجبها من المنكر «واعلموا أن الله شديد العقاب» لمن خالفه.
تفسير الميسر
واحذروا -أيها المؤمنون- اختبارًا ومحنة يُعَمُّ بها المسيء وغيره لا يُخَص بها أهل المعاصي ولا مَن باشر الذنب، بل تصيب الصالحين معهم إذا قدروا على إنكار الظلم ولم ينكروه، واعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف أمره ونهيه.

العوفي العوفي
2016-05-11, 20:24
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. متفق عليه.

العوفي العوفي
2016-05-11, 20:25
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ........ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ... متفق عليه.

العوفي العوفي
2016-05-11, 20:29
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ. متفق عليه.

العوفي العوفي
2016-05-11, 20:30
عَنْ عبد الله بن عمرو عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا. رواه البخاري.

العوفي العوفي
2016-05-11, 20:31
قال صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت. رواه أحمد.

العوفي العوفي
2016-05-11, 20:32
في صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

العوفي العوفي
2016-05-11, 20:34
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الصَّدَقَاتِ أَيُّهَا أَفْضَلُ قَالَ: عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ. رواه أحمد.

والكاشح= هو المضمر العداوة.

العوفي العوفي
2016-05-11, 20:36
صح عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ. رواه مسلم في صحيحه.

العوفي العوفي
2016-05-12, 09:28
عن البراء بن عازب قال: أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: ((أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي, وإفشاء السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم، ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن الشرب في الفضة))
أو قال: ((في آنية الفضة وعن المياثر، والقسي، وعن لبس الحرير، والديباج، والإستبرق)).

العوفي العوفي
2016-05-12, 09:32
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي ) .

العوفي العوفي
2016-05-12, 09:35
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة لا يضره شيء.

قال القرطبي - رحمه الله - عن هذا الحديث: " هذا خبر صحيح وقول صادق علمناه دليله دليلا وتجربة، فإني منذ سمعته عملت به فلم يضرني شيء إلى أن تركته، فلدغتني عقرب بالمدينة ليلا، فتفكرت فإذا أنا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات

العوفي العوفي
2016-05-12, 09:40
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ---ثلاث مرات في الصباح والمساء

من آثارها المجربة النافعة:
= حامية من كل ضرر ومانعة من بغتة البلاء =
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شي )-
وفي رواية أبي داود: ( لم تصبه فجأة بلاء ) أي لا يجيئه البلاء بغتة من غير تقدم السبب

أثر التجربة:
ولما أصاب أبان بن عثمان رضي الله عنه ( رواي هذا الحديث ) الفالح ( الشلل ), جعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه, فقال له: ( مالك تنظر إلي؟ فو الله ما كذبت على عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم, ولكن اليوم الذي أصابني فيه غضبت فنسيت أن أقولها )

فائدة مهمة :
وهذا دليل على أن الغضب أو حتى الانفعالات المبالغ فيها من حزن أو خوف أو ضحك أو بكاء, أو الانكباب على الشهوات والغفلة, من الأسباب المانعة من التحصين أو المفسدة له, فإما أن يُنسِيه الشيطان أثناء انفعاله وبخاصة الغضب, والغضب من الشيطان, وهذا ما حصل لأبان رضي الله عنه, وإما أن يضعف هذا التحصين بسبب ذلك الانفعال. ولا تعجب إذا أصيب إنسان قد أورد على نفسه الأذكار لأنه أوجد ثُلمة في تحصينه فدخل عليه الشيطان منها

العوفي العوفي
2016-05-13, 07:18
شاب يسأل عن حكم صنع الأجسام للإنسان وغيره بزعم المحافظة على التقاليد والتراث التقليدي؟
إنّ التصوير وصنع التماثيل باليد حرام بالكتاب والسُنّة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قال تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ ذَهَبَ يخلق خَلقًا كخَلقي، فليَخلُقوا ذرّة أو ليخلقوا حبّة أو ليخلقوا شعيرة” أخرجه البخاري ومسلم.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ أشدّ النّاس عذابًا يوم القيامة المصوّرون” أخرجه البخاري ومسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الّذين يصنعون هذه الصور يعذَّبون يوم القيامة، يُقال لهم أحيوا ما خلقتم” أخرجه البخاري ومسلم. وعن أبي جحيفة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “نهى عن ثمن الدّم وثمن الكلب وكسب البغي، ولعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة، والمصوِّر” أخرجه البخاري.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: “مَن صوَّر صورة في الدنيا كُلّف أن ينفخ فيه الروح وليس بنافخ” أخرجه البخاري ومسلم. وعن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: ادنُ منّي، فدنا منه، ثمّ قال: ادنُ منّي، فدنا منه، حتّى وضع يده على رأسه فقال: أنبئُك بما سمعتُ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سمعتُ رسول الله عليه وسلّم يقول: “كلّ مصوِّر في النّار، يجعل له بكلّ صورة صوَّرها نفساً تعذِّبه في جهنّم” وقال: “إن كنتَ لا بدَّ فاعلاً فاصنع الشّجر وما لا نفس له” أخرجه البخاري ومسلم.
وعليه فحكم التّصوير باليد وصنع الأجسام ذوات الأرواح كالإنسان والحيوان هو التحريم للأحاديث السابقة.

أمّا التّصوير بالآلة وما يُسمّى بالتصوير الفوتوغرافي فهو محَل خلاف بين الفقهاء، فمنهم مَن ألحقه بالتصوير باليد، ومنهم مَن لم يعتبره تصويراً، بل حبساً للظلّ فأجازه بشروط وضوابط منها: عدم أخذها للذكرى، وعدم تعليقها من أجل التعظيم، وعدم أخذ صور للنساء وهنّ غير مرتديات لباسهنّ الشّرعي، أو وهنّ مختلطات بالرّجال، وغير ذلك من المجالات الإشهارية غير الشّرعية للصور والتّصوير. والله أعلم. -

العوفي العوفي
2016-05-13, 07:19
شخص يعمَل في شركة أجنبية مع عمّال مسلمين وغير مسلمين، وقد يجتمع معهم على موائد الغذاء والعشاء الّتي يوضع عليها الخمر؟
لقد نهى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الجلوس على الموائد الّتي يُشرَب عليها الخمر، ففي مسند أحمد وسنن الدّارمي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يُشرب عليها الخمر”. فدلَّ الحديث على أنّ المؤمن يجب يجتنب الأماكن الّتي يُعصى الله فيها، خوفًا من عقاب الله وسخطه.
كما أنّه وردت أحاديث صحيحة صريحة في لعن الخمر وشاربها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه.
وعلى العموم فإنّ النّهي صريح في منع المؤمن من الجلوس على الموائد الّتي يُشرب عليها الخمر حتّى ولو لم يشربها ولم يقدّمها لمَن يشربها، وقد قال الله تعالى: {وَقَدْ نُزِّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرُهُ إِنّكُمْ إِذَنْ مِثْلُهُمْ}. والله أعلَم.

العوفي العوفي
2016-05-13, 07:21
يقول المصطفى صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ العبد ليعمَل فيما يرى النّاس عمل أهل الجنّة وإنّه لمَن أهل النّار، ويعمل فيما يرى النّاس عمل أهل النّار وهو من أهل الجنّة، وإنّما الأعمال بخواتيمها”. إنّ في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة، وتدبيرًا لطيفًا؛ لأنّه لو علم أنّه ناج تكاسل وتقاعس، وإن علم أنّه هالك ازداد عُتوًا وطغيانًا، فحجب الله عنه ذلك ليكون بين الخوف والرّجاء، ومن هنا كان خوف الصّالحين من سوء الخاتمة شديدًا.

يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: ما أحد أمِن على إيمانه ألاّ يُسلَبَهُ عند الموت إلاّ سُلِبه، ولمّا حضرت الوفاة سفيان الثوري رحمه الله جعل يبكي، فقال له رجل: يا أبا عبد الله أمِن كثرة الذّنوب؟ قال: لا، ولكن أخاف أن أُسلب الإيمان قبل الموت، يقول ابن القيم رحمه الله: من أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخدعه ذنوبه عند الموت، فتحُول بينه وبين الخاتمة الحسنى.

ولسوء الخاتمة أعاذنا الله منها أسباب، وطرق وأبواب، أعظمها الانكباب على الدّنيا وطلبها والحرص عليها، والإعراض عن الآخرة والإقدام والجرأة على المعاصي، وربّما غلب على الإنسان ضرب من الخطيئة ونوع من المعصية، وجانب من الإعراض، ونصيب من الجرأة والإقدام، فملك قلبه وسبى عقله، فربّما جاءه الموت على ذلك، وسوء الخاتمة لا يكون لمَن استقام ظاهره وصلح باطنه، وإنّما يكون لمَن عنده فساد في العقيدة، أو إصرار على الكبيرة، وإقدام على العظائم، فربّما غلب ذلك عليه حتّى نزل به الموت قبل التّوبة.

وقد يظهر من المحتضر ما يدلّ على سوء الخاتمة، كالنّكول عن النّطق بالشّهادتين، والتحدّث بالسيّئات والمحرّمات، وإظهار التعلّق بها، ونحو ذلك من أقوال وأفعال تدلّ على الإعراض عن دين الله والتبرّم لنزول قضائه. يقول ابن القيم: وإذا نظرتَ إلى حال كثير من المحتضرين وجدتهم يُحال بينهم وبين حسن الخاتمة عقوبةً لهم على أعمالهم السيّئة، ويقول ابن رجب الحنبلي: وإنّ خاتمة السُّوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها النّاس، إمّا من جهة عمل سيئ ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفيّة توجب سوء الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرّجل عمل أهل النّار وفي باطنه خصلة خفيّة من خصال الخير، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره، فتوجب له حسن الخاتمة.

ومن الأسباب التّسويف بالتّوبة، والعكوف على المعاصي، والتّهاون في فعل الواجبات، ويضمر بعضهم أنّه سيتوب ولكن متَى؟ فالأعزب يقول: حين أتزوّج، والطالب: حين أتخرّج، والفقير: حين أتوظّف، ويقول الصغير: حين أكبر، وهكذا يُحدّد كلّ واحد موعدًا لتوبته، فكأنّه قد ضمن بلوغ هذه الآمال، ولا يخشى أن تخترمه المنايا قبل وصوله إلى مأموله، ثمّ لنفترض أنّه وصل فمَن يضمن له أن يوفَّق للتّوبة وقد قضى الأعمار في الغواية والضّلال والشّهوات الّتي غالبًا ما تكون سببًا لانقلاب القلوب وانتكاسها: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ}، ثمّ بيّن ربّنا سبب هذا الانقلاب فقال: {كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي: بسبب ردّ الحقّ أوّل ما جاءهم، ثمّ قال: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. وقد ذمّ الله قومًا طالت آمالهم حتّى ألهتهم عن العمل للدّار الآخرة، ففاجأهم الأجل وهم غافلون: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ، ذَرْهُمْ يَاكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}. يقول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: إنّما أخشى عليكم اثنتين: طول الأمل واتّباع الهوى، فأمّا طول الأمل فإنّه يُنسي الآخرة، وأمّا اتباع الهوى فإنّه يصدّ عن الحقِّ.

ومن الأسباب كذلك حبّ المعصية، فإنّ الإنسان إذا داوم على المعاصي ولم يُسارع إلى التّوبة ألفها قلبه فاستولت على تفكيره في اللّحظات الأخيرة من عمره، فيموت عليها ويبعث عليها. يروي الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “يبعث كلّ عبد على ما مات عليه”. ذُكر أنّ رُجلاً عند الموت لُقّن لا إله إلاّ الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقولون، ومات على ذلك، فلمّا سُئل عنه فإذا هو مدمن خمر. وقيل لآخر عند موته: قل لا إله إلاّ الله، فقال: آه آه، لا أستطيع أن أقولها، حتّى قبضت روحه، والقصص في هذا كثيرة.

يقول ابن قدامة رحمه الله: وإذا عرفت معنى سوء الخاتمة فاحذَر أسبابها، وأعدّ ما يصلح لها، وإيّاك والتّسويف بالاستعداد فإنّ العمر قصير، وكلّ نفس من أنفاسك بمنزلة خاتمتك؛ لأنّه يمكن أن تخطف فيه روحك، والإنسان يموت على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه. ومن هنا فعلى العبد أن يلزم نفسه بالطّاعة والتّقوى، وأن ينأى بنفسه عمّا حرم الله، وأن يبادر بالتّوبة من المعاصي، وأن يلحّ في دعاء الله أن يَختم له بالخاتمة الحُسنى، وأن يحسن الظنّ بربّه عزّ وجلّ.

العوفي العوفي
2016-05-13, 07:23
أحكام الميراث تعبُّدية فرضها الله تعالى على عباده، فلا صلاح لأحوال النّاس إلاّ بتنفيذها، وأيّ تقصير أو تفريط في أحكام المواريث يبوء صاحبه بالإثم، ويتبع ذلك مشاكل متعدّدة تؤثّر في استقرار المجتمع، وتَشَتُّت الأسر، وتفاقم أسباب التفرّق والتقاطع واكتساب الإثم، وضياع مجهودات كبيرة في صلاح حال المسلمين، بينما الحلُّ بين أيديهم.

إذا تأمّلنا في قضايا الميراث عند النّاس وجدنا أنّ أسباب الخلاف ليس في النصف أو الربع، وإنّما أكثر القضايا تكون في الجوانب الأخرى المتعلّقة بأسباب استحقاق الميراث، كالتّساهل في عدم كتابة الوصية أو التلاعب بها، وعدم إيضاح ما على المورّث من أموال، وما هي الأموال المشتركة مع آخرين، فبعد موت المورث قد يدّعي أحد الأولاد أنّه شريك لوالده أو أمّه، وهنا تُفتح على الورثة أبواب الخلافات والاتهامات، ومن أخطاء النّاس في باب الميراث تخصيص الوالد أحدَ أبنائه بمعرفة أملاكه دون البقية، ثمّ يَنزَغ الشّيطان الابنَ ويقع المحذور، كذلك؛ من الأخطاء المؤدّية للنِّزاع تأخير قسمة التركة، تمضي الأشهر والسنوات والتركة لم تُقسم، وقد يوجد من المستحقّين قُصَّرٌ يعيشون فقراء، وزوجات لا يجدن من يُعيلهنّ، والتَّرِكة تغنيهم عن الزّكوات والصّدقات لو توزّعت، إلاّ أنّ عناد البعض ممّن لا يضرّه حبس التّرِكَة يجعل حياة الآخرين جحيمًا.

ومن بين أخطاء بعض الآباء والأمّهات استعجالهم لقسمة التّركة، فخوفًا من شقاق الأبناء بعد وفاة الآباء يُقدم بعض هؤلاء على تقسيم أموالهم على أبنائهم، فربّما يقعون في الجَور والإحراج، بل وحتّى إذا تصالح الجميع فيما بينهم على ما قسّموه فإنّهم لا يُوثّقون ذلك، ثمّ بعد وفاة المُوّرثين يختصم الورثة فيما بينهم، فيدّعي بعضهم أنّه سكت على قسمة الوالد وما رضيها لأنّ أباه كان مريضًا فلم يُرد أن يسيء إلى صحّته بالاعتراض، وآخرون يقولون إنّ الفصل عند القضاء ولا نرضى بقسمة الآباء، وقد يكون بعض الورثة قد هلكوا فتنقلب الأمور رأسًا على عقب.

وفي كثير من القضايا الّتي يُؤخّر فيها بيان الأنصبة وتسوية الاستحقاق تتفاقم الأمور إلى ما هو أعظم، خصوصًا إذا كانت هناك محلاّت ومصادر الاستثمار، وصكوك ديون، فيؤخّرها البعض من أجل مداخيلها، ثمّ يعظم الشّقاق، ويتنوّع الاختلاف، ولا تُحلّ أغلب القضايا إلاّ بتقوى الله عزّ وجلّ، والرّضا بقسمته العادلة، والخوف من مخالفة أمره، فإنّ الله تعالى لمّا فصّل في الميراث وعد الممتثلين وتوعّد المعتدين فقال: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} النّساء:13-14.
فالخلل فينا نحن البشر أنّنا نتلقّى الحلول فنردّها، وبدل أن نجعل نعمة المال والميراث سببًا في اجتماعنا نجعله سببًا في تفرّقنا، وبدل أن يكون زيادة في قوّتنا نوظّفه ليكون سببًا في ضعفنا...

العوفي العوفي
2016-05-14, 07:49
عن أبي هريرة ـ رضي الله عـنه ـ قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :إن الله قال(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))
رواه البخاري.

العوفي العوفي
2016-05-14, 07:49
جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله. هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما بعد موتهما ؟ قال: نعم الصلاة عليهما،والاستغفار لهما،وإنفاذ عهدهما بعدهما،وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما،وإكرام صديقهما...
رواه أبو داود والبيهقي

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:20
السؤال :
نرى بعض الأخوة المالكيين يسدلون أيديهم في الصلاة ، ولكن الكثير من العلماء قالوا بأنه لا يوجد حديث ولا حتى ضعيف يدل على ما يفعلون .هل يمكن أن تشرح هذا وهل هذا فعلاً كان رأي الإمام مالك ؟ وهل تجوز الصلاة هكذا ؟.


الجواب :
الحمد لله --جاء عن سهل بن سعد قال : كان الناس يؤمرون أن يضع الرجلُ اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة . رواه البخاري رقم
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنا معشر الأنبياء أُمرنا أن نؤخر سحورنا ونعجل فطرنا وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا أخرجه ابن حبان في الصحيح.
ومن هذين الحديثين يتبين لنا خطأ من يرسل يديه ، إذ وضع اليد اليمنى على اليسرى هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وهدي الأنبياء قبله.

قال ابن عبد البر :
لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف وهو قول الجمهور من الصحابة والتابعين وهو الذي ذكره مالك في الموطأ ولم يحك ابن المنذر وغيره عن مالك غيره ،
وذكر المالكية في رواية سنية القبض في الفرض والنفل : أنها الأظهر ، لأن الناس كانوا يؤمرون في الصدر الأول .
والمشهور في كتب المتأخرين من المالكية أن وضع اليدين تحت الصدر فوق السرة مندوب للمصلي المتنفل وكذا للمفترض إن قصد بالوضع الاتباع أو لم يقصد شيئاً أما إن قصد الاعتماد والاتكاء على يديه بوضعهما كره له ..
قال الباجي من كبار المالكية : " وقد يحمل قول مالك بكراهية قبض اليدين على خوفه من اعتقاد العوام أن ذلك ركن من أركان الصلاة تبطل الصلاة بتركه ".
ومن يتأمل هذه المسألة يعلم علماً قاطعاً أنهم جميعاً يعترفون بأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي وضع اليدين أمام المصلى لا لإرسالها بجنبه ، وأن الإمام مالك ما قال بإرسالها- إن صح هذا عنه - إلا ليحارب عملاً غير مسنون وهو قصد الاعتماد أو اعتقادا فاسدا وهو ظن العامي وجوب ذلك وقيل إنّ مالك رحمه الله ضُرب لما رفض القضاء فلم يستطع وضع يديه على صدره في الصلاة فأسدلهما للألم فظنّ بعض من رآه أنها السنة ونقلها عنه ، وإلا فهو رحمه الله -على التحقيق - لم يقل بالإرسال البتة وهذا غلط عليه في فهم عبارة المدونة وخلاف منصوصه المصرح به في " الموطأ " القبض وقد كشف عن هذا جمع من المالكية وغيرهم في مؤلفات مفردة تقارب ثلاثين كتاباً سوى الأبحاث التابعة في الشروح والمطولات ".

ثم لو ثبت عن مالك الإرسال دون علّة فما هو الأولى بالاتّباع فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله - كما في الأحاديث المتقدمة - أم كلام الإمام مالك ؟
فكل مريد للحقّ سيتّبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم ويقدّمها على قول كلّ أحد والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:25
وقال ابن أبي عمر العدني سمعت الشافعي, يقول:
((مالك معلمي، وعنه أخذت العلم))فإذا اعترفتَ بالفضل لأولي الفضل, فهل تقلُّ مكانتك؟ أبداً، إذا اعترفت أنك استفدت من هذا العالم, وأنك أخذت العلم عنه, فهل هذا يدعو إلى أن تجرح مكانتك بين الناس؟ كلا .كان صلى الله عليه وسلم يجلس إلى جانبه سيدنا علي كرم الله وجهه، فلما دخل أبو بكر, قام له, فتبسم النبي, وسرَّ سروراً عظيماً، فعن أنس رضي اللّه عنه:((إِنَّمَا يَعْرِفُ الْفَضْلَ لأَهْلِ الْفَضْلِ أَهْلُ الْفَضْلِ))

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:30
الآن استمعوا إلى هذا الأدب الرفيع، قال تعالى:﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾[ سورة الحج الآية: 32]

كان مالكُ بن أنس, إذا أراد أن يخرج ليحدثُ الناس, توضأ وضوءَه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ولبس قلنسوةً، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك, فقال:((أوقِّر به حديث رسول الله))
أكاد أقول لكم: بقدر معرفتكم بالله، وتعظيمكم له, تعظمون شعائره، هل تصدقون: أن الإنسان إذا ألقى المصحف على الطاولة إلقاءً, يريد بهذا أن يهينه, فقد كفر؟ هذا كفرٌ عملي، هناك كفر قولي، وهناك كفر سلوكي، فيكفي أن تضع المصحف على الطاولة بعنف, أنْ يكون كفرًا عمليًا .
مثلاً: أكثر الناس يقول لك: في السوق أدفع بالتي هي أحسن، ويكون له دينٌ على رجل، فهذا لا يجوز، لا يجوز أن تستخدم آية من القرآن الكريم لغير ما أنزلت له، كذلك لك صديق اسمه يحيى، فتقول: يا يحيى خذ الكتاب بقوة، هذا استخفاف بالقرآن الكريم، لا تستخدم آية لشأن من شؤون حياتك، فلذلك كلما ازداد الأدب في الإنسان, عبر عن عِظَمِ إيمانه بالله عز وجل .
هناك صحابي جليل يقول:((والله منذ صافحت يدي هذه يدَ رسول الله, ما مست عورتي طول حياتي))--هذه اليد التي صافحت يدَ رسول الله, أبقاها طاهرةً نقيةً من كل شيء يشينها .
للإمام مالك وصفٌ آخرُ:
((كان مالك بن أنس: إذا أراد أن يجلس للحديث؛ اغتسل، وتبخر ، وتطيَّب، فإن رفع أحد صوته في مجلسه؛ زجره))
قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾-[ سورة الحجرات الآية: 2 ]

أين توقير النبي؟ هذا حديثه، كان يفهم من هذه الآية: أن الإنسان إذا جلس في مجلس حديث رسول الله, لا ينبغي أن يرفع صوته, لأنك في حياة النبي, لا ينبغي أن ترفع صوتك أمامه، وبعد حياة النبي, لا ينبغي أن ترفع صوتك في مجلس يتلى فيه حديثه، أرأيتم إلى هذا الأدب؟ هذا أدب آخر .

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:37
قال مالك:((سأل أحدهم: مَن في المدينة اليوم يفتي؟ قال: ما ثم مثل فتىً من ذي أصبح, يقال له: مالك بن أنس))
حتى درجتْ تلك المقولة الشهيرة:((لا يُفتَى ومالك في المدينة))
.
يقال: إن من أدق فتاويه:
((أن مغسلةً كانت تغسل امرأةً، -واللهُ أعلم بصحة هذه القصة، لكن لها معنى دقيق- يد هذه المغسلة التصقت بجسد الميت، ولا سبيل إلى نزعها، جرت محاولات يائسة، ويد المغسلة وجسم الميتة شيء واحد، اقترحوا قطع لحم الميتة، أو اقترحوا قطع جزء من يد المغسلة، ثم سألوا الإمام مالك, فقال: هذه المغسلة اغتابت هذه الميتة، واتهمتها بالزنا، فقال: اضربوها ثمانين جلدة، ومع الضربة الثمانين, فَكَّتْ يدها عن جسدها))
قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾---[ سورة النور الآية: 23]
قذف المحصنة يهدم عمل مئة سنة ----
هذا من فتاوى الإمام مالك، لأن قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة، فقبل أن تتهم امرأة بالزنا, عدَّ إلى المليار، إلا أن ترى بعينك كل شيء، وليس سمعت, وقيل، لا تجد إنسانًا ليس له خصوم، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾--[ سورة الحجرات الآية: 6]

قضية أعراض المسلمين لها عند الله شأن كبير، قال تعالى:
(وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾---[ سورة النور الآية: 15]
فلذلك صوناً لأعراض الناس، ومنعاً للقيل والقال، ومنعاً للإنسان أن يخوض فيما لا يعينيه الشرع، قرَّرَ الشرعُ أنّ من قَذَفَ محصنةً, جُلِد ثمانين جلدة .
وأغرب من ذلك: لو أن ثلاثة رجال رأوا بأعينهم حادثة الزنا، ولم يأتوا برابع, جُلِدَ الثلاثة، فالشرع دقيق، وأعراض المسلمين ليست مباحة، ولا يجوز أن تلوكها الألسن، الإنسان قبل أن يقول: جارتنا، زوجة فلان، ويعمل الصدرَ من قميصه هكذا، فاحفظوا هذه المقولة:
((قذفُ محصنةٍ يهدم عمل مائة سنة))

http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/5563/03.jpg

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:41
قالوا:
((قدم وكيع علينا، فجعل يقول: حدثني الثبت، فظننا أنه اسم رجل، فقلنا: من هذا الثبت أصلحك الله؟ قال: مالك بن أنس))
الثبت: أي الدقيق في حفظه، الدقيق في روايته، عدل في أخلاقه، ثبت في حفظه .
قال ابن المهدي:((ما رأيت أحداً أعقل من مالك))

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:43
وهناك بعض الأقوال عن الإمام مالك, هي في الحقيقة منامات، وأنا ليس من عادتي أن أجعل من عماد الدرس الكرامات، ولا المنامات، مع أني أعتقد بها، الكرامة أعتقد بها, وأصدقها، ولا أرويها, إلا إن كان فيها نص صحيح، ولكن مثلاً, قال:
كنت عند مالك بن أنس, فأتاه ابن أبي كثير, قارئ أهل المدينة، فناوله رقعةً، فنظر فيها مالك، ثم جعلها تحت مصلاه، فلما قام من عنده ذهبتُ، فقال:

((اجلسْ يا خلف، وناولني الرقعة، فإذا فيها: رأيت الليلة في منامي, كأنه يقال لي: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فأتيت المسجد, فإذا ناحية القبر قد انفرجت، وإذا رسول الله جالس، والناس حوله يقولون له: يا رسول الله مُرْ لنا، فيقول له: إني قد كنزت تحت المنبر كنزاً، وقد أمرت مالكاً أن يقسمه فيكم، فاذهبوا إلى مالك، فانصرف الناس, وبعضهم يقول إلى بعض: ما ترون مالكاً فاعلاً؟ قال بعضهم: ينفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع مالك بكى))
.
الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح, أو تُرى له, بشارة من الله، فإذا صلح حالُ الإنسان مع الله كثيراً، وأخ كريم رأى له رؤيا، وهي بشارة من رسول الله، أو من صحابي جليل، أو من عالم جليل، أو رآه في حالة جيدة، ونقلها له، فهذه بشارة، فكأن هذا المنام بشارة لسيدنا مالك, أن له مقام رفيع عند رسول الله، ونسأل الله أنْ يجعلنا من هؤلاء الذين يستحقون أن يُبَشَّروا، ولكن واللهِ لو أن إنسانًا أكرمه الله بأن يرى رسول الله في المنام، فلعله يبقى أشهرًا تلو الأشهر، وهو منغمس في سعادة لا توصف، لأن سيد الخلق, قمة البشر في حبه, وفي أحواله, وفي إقباله، وفي سعادته .

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:46
لا تخجل من قول لا أعلم
قال أحد العلماء:((سمعت مالكاً سُئِل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري))
الإمام مالك, إمام دار الهجرة، العالم الفذ، الراوي، المحدث، المجتهد ، قال: لا أدري .
فوطِّنوا أنفسكم أن نصف العلم لا أدري، ومن قال: لا أدري, فقد أفتى، فلا تخجل، قل: لا أدري، وأنت عالم، أما إذا تكلمت بكلام على عواهنه, فهذا هو الجهل بعينه، والعياذ بالله، فإما أن تفتي بعلم، وإما أن تفتي بجهل، وأما الثالثة فإجرام، بأن تفتي بخلاف ما تعلم، تعلم حكمًا شرعيًّا، ولكن لمصلحة دنيوية, تفتي بخلاف ما تعلم .
إنْ أفتيتَ بعلم نجوت، وإنْ أفتيتَ بجهل سقطت، وإنْ أفتيتَ بخلاف ما تعلم, فقد أجرمت.
وفي قول آخر:((قدمت على مالك بأربعين مسألة، فسألته عنها، فما أجابني منها, إلا بخمس مسائل))
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/5563/05.jpg

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:49
يروى أن الإمام مالكًا, رأى في النوم ملك الموت، وهذا موضوع الاختصاص، فقال:
((يا ملك الموت، كم بقي لي من عمري؟ ففعل هكذا، وأشار بأصابعه الخمسة، فلما استيقظ ازداد قلقاً، يا ترى خمس سنوات، أم خمسة شهور، أم خمسة أسابيع، أم خمسة أيام، أم خمس ساعات .

فذهب الإمام مالك إلى إنسان -مختص في تفسير الأحلام- هو ابن سيرين، وقال له: فسر لي هذه الرؤيا، قال: يا إمام، يقول لك ملك الموت: إن هذا السؤال من خمسة أشياء لا يعلمها إلا الله، -وهذا من الاختصاص في الدين-، فزال اضطرابه))

العوفي العوفي
2016-05-14, 15:56
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSvfQPzo29GOGC_Yeeoz254IG3LklYOB 5GqxWWSwfR7WbyOY1sW7Q

العوفي العوفي
2016-05-14, 16:00
http://upload.3dlat.net/uploads/3dlat.com_14081582431.png

العوفي العوفي
2016-05-14, 19:07
https://i.ytimg.com/vi/TG5dfJZue-I/hqdefault.jpg

العوفي العوفي
2016-05-14, 19:08
http://upload.3dlat.net/uploads/3dlat.com_14081582433.png

العوفي العوفي
2016-05-14, 19:12
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTesV7eYoS-0a7dYAbDkaN2MfMa3NWFXnoSFGS_ahvc7bECc2i5

العوفي العوفي
2016-05-15, 14:58
http://image.slidesharecdn.com/random-150112223129-conversion-gate01/95/-21-638.jpg?cb=1421123598

العوفي العوفي
2016-05-15, 16:44
نسبه :ـ هو الإمام الذي عُرف بإمام دار الهجرة مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي اليمني ، انتقل جد أبيه - وهو أبو عامر بن عمرو - من اليمن إلى المدينة المنورة بعد غزوة بدر الكبرى وصاهر بني تميم وحضر المغازي كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا بدراً فهو صحابي جليل رضي الله عنه، أما أبوه أنس وجده مالك فمن التابعين .وأما الإمام مالك وكنيته أبو عبد الله فمن تابعي التابعين رضوان الله عليهم

مولده ونشأته :ـ اختلف العلماء في السنة التي ولد فيها مالك رضي الله عنه ولكن الأكثر على أنه ولد سنة ثلاث وتسعين للهجرة في ذي المروة شمال المدينة المنورة ثم انتقلت الأسرة إلى العقيق ومن العقيق انتقلت الأسرة إلى المدينة المنورة وبها نشأ الإمام فرأى آثار الصحابة والتابعين كما رأى قبر النبي صلى الله عليه و سلم فيها فانطبع في نفسه تقديسها مما دعاه أن لا يطأ أديمها بدابة قط . وكان ما عليه أهلها أصلا من أصول استنباطه ، نشأ الإمام مالك في بيت مجد من بيوت العلم فجده مالك بن أبي عامر كان من كبار التابعين وعلمائهم . وشارك هذا الجد المبارك في مهمة دينية رسمية وهي مهمة كتابة المصاحف في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان مالك الجد ممن كتبوها في حين لم يكن يندب في ذلك العهد لهذه المهمة إلا أشخاص بارزون.

وكان النضر - أخو الإمام مالك - ملازماً للعلماء يتلقى عليهم العلم حتى إن مالكاً حين لازمهم كان يعرف بأخي النّضر فلما ذاع أمر مالك بين شيوخه صار يذكر بأن النضر أخو مالك ، ولقد كانت البيئة العامة للبلد الذي عاش فيه توعزُ بالعرفان وتنمِّي المواهب إذ هي مدينة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه و سلم موطن الشرع ومبعث النور ومعقد الحكم الإسلامي الأول ومرجع العلماء في العصر الأموي الأول حتى إن ابن مسعود كان يسأل عن الأمر في العراق فيفتي فإذا رجع إلى المدينة ووجد ما يخالفه لا يحط عن راحلته حتى يرجع فيخبر من أفتى .

في ظل هذه البيئة الخاصة والعامة نشأ مالك وحفظ القرآن في صدر حياته ثم اتجه بعد ذلك إلى حفظ الحديث وجالس العلماء . ويحكي عن نفسه - رضي الله عنه - فيقول : " إنه استأذن أمه في مجالسة العلماء فألبسته أحسن الثياب وعممته ثم قالت له : اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه " . فجلس بنصيحة أمه إلى ربيعة الرأي وهو حدث صغير.

طلبه للعلم ومنزلته العلمية :ـ
كان الإمام مالك - رضي الله عنه - دؤوباً على طلب العلم وصرف نفسه إليه في جدٍ ونشاطٍ وصبرٍ يترقب أوقات خروج العلماء من منازلهم إلى المسجد . وقد حدث الإمام مالك عن نفسه فقال : " إنه انقطع إلى ابن هرمز سبع سنين لم يخلطه بغيره " وأنه كان يلازمه من بكرة النهار إلى الليل . وقد رأى فيه ابن هرمز النجابة وتنبأ له بمستقبل زاهر فقد قال لجاريته يوماً : " من بالباب " ؟ فلم تر إلا مالكاً فقالت : ما ثم إلا ذاك الأشقر فقال : " أدعيه فذلك عالم الناس "
كما كان مالك رضي الله عنه لا يستجم في وقت تحسن فيه الراحة إن وجد في ذلك الوقت فرصة للطلب لا يجدها في غيره وقد قال رضي الله عنه : " شهدت العيد فقلت : هذا يوم يخلو فيه ابن شهاب فانصرفت من المصلى حتى جلست على بابه فسمعته يقول لجاريته : انظري من بالباب فسمعتها تقول له : هو ذاك الأشقر مالك . قال : أدخليه . فدخلت فقال : ما أراك انصرفت بعد إلى منزلك ؟ قلت : لا قال : هل أكلت شيئا ؟ قلت : لا قال : أتريد طعاما قلت : لا حاجة لي فيه . قال : فما تريد ؟ قلت : تحدثني قال : هات فأخرجت ألواحي فحدثني بأربعين حديثا فقلت : زدني قال : حسبك إن كنت رويت هذه الأحاديث فأنت من الحفاظ قلت : قد رويتها فجذب الألواح من يدي ثم قال : حدث فحدثته بها فردها إلي وقال : قم أنت من أوعية العلم "

وأخذ الإمام أيضا عن نافع مولى ابن عمر فانتفع بعلمه كثيرا . ويقول الإمام مالك في ذلك: " كنت آتي نصف النهار وما تظلني شجرة من شمس أتحين خروجه . فإذا خرج أدعه ساعة كأني لم أره ثم أتعرض له فأسلم عليه حتى إذا دخل أقول له : كيف قال ابن عمر في كذا وكذا فيجيبني "
وهكذا نجد أن مالكا لم يدخر جهدا في طلب العلم كما أنه لم يدخر في سبيله مالاً حتى لقد قال تلميذه ابن القاسم : " أفضى بمالك طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه ثم مالت عليه الدنيا من بعد "

ولما نضج فكر مالك رضي الله عنه واستوت رجولته جلس في مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم للدرس والإفتاء وذلك بعد أن استوثق من رأي شيوخه فيه وإقرارهم بأنه لذلك أهل ولقد قال رحمه الله : " ما جلست للحديث والفتيا حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم أني موضع لذلك - ومنهم الزهري وربيعة - " . وكان يردد كلمته الرائعة : " لا خير فيمن يرى نفسه في حال لا يراه الناس لها أهلا "
وكان الإمام مالك - رضي الله عنه - لا يروي إلا عن الثقات حتى قال الإمام النسائي : " أمناء الله على علم رسول الله صلى الله عليه و سلم : شعبة بن الحجاج ومالك بن أنس ويحيى بن سعيد الفطان "

وقد التزم مالك في دراسة السكينة والوقار والابتعاد عن لغو القول ومالا يحسن بمثله وكان يقول : " من آداب العالم ألا يضحك إلا تبسما " وما كان ذلك فيه لجفوة في نفسه بل كان يأخذ نفسه بذلك احتراما للدرس والحديث . قال بعض تلامذته : " كان مالك إذا جلس معنا كأنه واحد منا يتبسط معنا في الحديث وهو أشد تواضعا منا له فإذا أخذ في الحديث - أي حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم - تهيبنا كلامه وكأنه ما عرفنا ولا عرفناه "

وكان مع أنه النبيل ذو السمت الحسن في عامة أحواله كان في درسه يعطي نفسه عند التحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم سمتا أحسن ومظهرا أروع فكان إذا تحدث توضأ وتهيأ ولبس أحسن ثيابه ولم يكن يجلس على المنصة إلا إذا حدث حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يوضع عود بالمجلس فلا يزال يبخر حتى يفرغ الحديث الشريف

وكان رضي الله عنه يعنى في درسه بأن يجيب عن المسائل الواقعة ولا يحب أن يسير وراء الفرض والتقدير . وقد سأله سائل عن مسألة فرضية فقال : " سل عما يكون ودع ما لم يكن " . وسأله آخر عن مسألة أخرى فلم يجبه فقال له : لم لا تجيبني ؟ فقال : " لو سألت عما ينتفع به لأجبتك " وكان رضي الله عنه يقول : " لا أحب من الكلام إلا ما كان تحته عمل "

وكان رضي الله عنه إذا سأل عن مسألة لا يعلمها يقول : " لا أدري " وقد أخذ هذه الكلمة عن شيخه ابن هرمز - رضي الله عنه - فقد حدث عن شيخه فقال : " سمعت ابن هرمز يقول : ينبغي أن يورث العالم جلساءه قول لا أدري حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه . فإذا سئل أحدهم عما لا يدري قال لا أدري " وكان رضي الله عنه يقول : " بلغني أن العلماء يسألون يوم القيامة عما يسأل عنه الأنبياء "
كما كان يقول : " العلم آية محكمة أو سنة مبينة ثابتة أو : لا أدري "

وكان من طريقة الإمام مالك في فقهه أن يقدم القرآن أولا وقبل كل شيء ويستعين في فهمه بالحديث والسنة ولكنه كان - كما ذكرنا - يدقق في رواية الحديث حتى لا يختلط صحيح بغير صحيح وهو يعد عمل أهل المدينة حجة ومصدرا من مصادر الفقه الهامة وهو يلتزم السنة ولا يفارقها إلى الإفتاء وكان كثيرا ما يردد البيت التالي

وخير أمور الدين ما كان سنة ... وشر الأمور المحدثات البدائع
وبعد الكتاب والسنة كان يأخذ بفتوى الصحابة رضي الله عنهم لأنهم هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار . وقد شاهدوا الرسول صلى الله عليه و سلم وصاحبوه وسمعوا منه وأخذوا عنه . كما كان يأخذ بالإجماع ويقصد به ما اجتمع عليه أهل الفقه والعلم.

وكان الإمام مالك إذا لم يجد نصا يأخذ بالقياس والاستحسان والعُرف وسدّ الذرائع والمصالح المرسلة ( أي المطلقة غير المقيدة ) ولكنه يشترط في الأخذ بالمصالح المرسلة عدة شروط منها :
1 - ألا تنافي المصلحة أصلا من أصول الإسلام ولا دليلا قطعيا من أدلته.
2 - أن تكون المصلحة مقبولة عند ذوي العقول.
3 - أن يرتفع بها الحرج لقوله تعالى : { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } [الحج : 78] وهكذا نرى أن مالكا رضي الله عنه قد بلغ من علم السنة الذروة ومن الفقه درجة صار فيها فقيه الحجاز الأوحد حتى إن حماد بن زيد كان يقول لرجل جاءه في مسألة اختلف فيها الناس : " يا أخي إن أردت السلامة لدينك فسل عالم المدينة وأصغ إلى قوله فإنه حجة بين الناس "

وقد نال مالك رضي الله عنه من ثناء العلماء حظا وافرا فقال في حقه الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : " ما رأيت أسرع منه بجواب ونقد تام "
وشهد له بالفضل أبو يوسف فكان يقول فيه : " ما رأيت أعلم من ثلاثة : مالك وابن أبي ليلى وأبي حنيفة " إذ كان الأخيران شيخيه فوضع مالك في مرتبتهما .

وقال في شأنه تلميذه الإمام الشافعي رضي الله عنه : " مالك حجة الله على خلقه بعد التابعين ومالك أستاذي وعنه أخذت العلم ومالك معلمي وما أحد أمن علي من مالك وجعلته حجة فيما بيني وبين الله "

وقال فيه أيضا : " إذا ذكر العلماء فمالك النجم " وكذلك قال فيه : " إذا جاءك الحديث عن مالك فشد يدك عليه "

وقال الإمام أحمد بن حنبل فيه : " مالك سيد من سادات أهل العلم وهو إمام في الحديث والفقه ومن مثل مالك ؟ متبع لآثار من مضى مع عقل وأدب "

وقد تأول التابعون وتابعو التابعين في الإمام مالك رضي الله عنه بأنه العالم الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف : ( يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة ) الترمذي : ج 5 / كتاب العلم باب 18 / 2680 وأخرج ابن عبد البر وغيره عن مصعب بن عبد الله الزبيري عن أبيه قال: كنت جالسا بمسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم مع مالك فجاء رجل فقال : أيكم أبو عبد الله مالك ؟ فقالوا : هذا فجاء فسلم عليه واعتنقه وقبله بين عينيه وضمه إلى صدره وقال : والله لقد رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا في هذا الموضع فقال : هاتوا مالكا فأتي بك ترعد فرائصك فقال : ليس عليك بأس يا أبا عبد الله وكناك وقال : اجلس فجلستَ فقال : افتح حجرك ففتحت فملأه مسكا منثورا وقال : ضمه إليك وبثه في أمتي فبكى مالك طويلا وقال : الرؤيا تسر ولا تغر وإن صدقت رؤياك فهو العلم الذي أودعني الله .

لذلك لا نعجب إذا علمنا أن الناس كان يشدون الرحال إليه من جميع البلاد الإسلامية ويزدحمون على بابه طلبا للعلم .

وشهدت القرون بفضله ومكانته وبأن فقهه يجمل عناصر العالمية والتقدم ففي المغرب مثلا كانت حياته وما فيها من ملامح قوية موضع الأسوة والقدوة فدرسوها في مدارسهم صغارا وكانت المثل الأعلى لهم كبارا . وبفقهه ساس المغرب خلفاؤه وحكم قضاته وبهديه دعا مرشدوه فكان مالك - رضي الله عنه - للمغرب المظهر الكامل للإسلام عروبة ودينا

وقد تهيأت الأسباب ليكون الإمام مالك بهذا القدر من العلم : فمواهبه وصفاته الشخصية و شيوخه ودراساته وعصره وبيئته كل هذا هيأ له أسباب العلم فاغترف من بحاره . ولنذكر في كل واحد من هذه الأسباب كلمة تكشفه وتجليه :

مواهبه وصفاته :
لقد آتى الله مالكا من الصفات والمواهب ما جعل منه محدثا وفقيها يأخذ سمته في الاتجاه المستقيم والسير في ضوء القرآن والسنة وآثار السلف الصالح :

آ - لقد آتاه الله حافظة تعي فإذا استمع إلى شيء استمع إليه في حرص ووعاه وعيا تاما حتى إنه ليسمع نيفا وأربعين حديثا مرة واحدة فيلقيها على من استمعها منه مباشرة .
ب - والصفة الثانية التي اتصف بها مالك رضي الله عنه وكانت أساسا لنبوغه هي الصبر والجلد والمثابرة ومغالبة المعوقات في الوصول إلى الغاية . ولذلك كان رضي الله عنه يقول : " لا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل حال "
ج - والصفة الثالثة التي كانت من أسباب إدراكه للحقائق وفهمه للحديث وكتاب الله تعالى هي الإخلاص في طلب العلم فقد طلب لذات الله ونقى نفسه من كل الشوائب الغرض والهوى في دراسته وأثر عنه أنه كان يقول : " العلم نور لا يأنس إلا بقلب تقي خاشع " . وكان يقول أيضا : " ما زهد أحد في الدنيا إلا أنطقه الله بالحكمة "

د - ومن المواهب التي أعطاها الله مالكا أيضا قوة الفراسة والنفاذ إلى بواطن الأمور . وإلى نفوس الأشخاص يعرف ما تكن نفوسهم من حركات جوارحهم ومن لحن أقوالهم . ولقد قال أحد تلاميذه : " كان في مالك فراسة لا تخطئ "

ه - وهناك في مالك صفة خاصة هي جماع ما وهبه الله من صفات وهي المهابة وكان له مجلس أقوى تأثيرا من مجلس السلطان من غير أن يكون صاحب سلطان . وقد اجتمع به سفيان الثوري رضي الله عنه وهو من قرنائه أصحاب المذاهب فسئل عما رآه الإمام مالك فقال سفيان مادحا له :

يأبى الجواب فما يرجع هيبة .. . والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان

ولا يمكن أن تسند هذه المهابة إلا إلى قوة الروح وقد أعطى الله سبحانه وتعالى مالكا هذه الهبة الروحية التي جعلت له سلطانا عن النفوس واجتذابا للقلوب . . وإلى جانب هذا أعطاه الله بسطة في الجسم حتى إن تلميذه الزبيري يقول : " كان مالك من أحسن الناس وجها وأحلاهم عينا وأنقاهم بياضا وأتمهم طولا في جودة بدن " وبذا كانت صفاته الجسمية والعقلية وأخلاقه وأحواله تلقي المهابة في نفس من يعرفه ويلقاه

هذه هي صفات مالك رضي الله عنه وقد تهيأ لهذه الصفات أن تجد شيوخا صالحين يوجهونها ويسيرون بها نحو الغاية . ولنتكلم عن هؤلاء :

شيوخه :
جاء مالك في عصر الدولة الأموية وقد كثر العلماء في المدينة فأخذ يستقي العلم من شيوخهم غلاما صبيا حتى إذا ما شدا في العلم أخذ ينتقي من يأخذ عنهم العلم والحديث وكان يقول : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون منه لقد أدركت سبعين ممن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند هذه الأساطين - وأشار إلى المسجد - فما أخذت عنهم شيئا . وإن أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لكان أمينا إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن "

ونستطيع تقسيم شيوخ مالك رضي الله عنه إلى قسمين أحدهما : أخذ عنه الفقه كربيعة الرأي بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد والآخر أخذ عنه الحديث مثل نافع وأبي الزناد وابن شهاب . أما ابن هرمز فقد أخذ منه ما يعد تثقيفا عاما مع علم الرواية

وأخذ الإمام مالك عن كثيرين غير هؤلاء الذين ذكرناهم حتى جاء في بعض الروايات أن شيوخه جاوزوا تسعمائة شيخ ثلاثمائة من التابعين وأكثر من ستمائة من تابعي التابعين .

دراساته واختباراته الخاصة :
بعد أن تخرج مالك على العلماء لم يقف علمه عند ذلك بل نماه ونقحه باتصال العلمي بعلماء عصره ( منهم الليث بن سعد ) . وهو وإن لم يبرح المدينة إلا حاجا إلا أن الناس كانوا يأتونه في موسم الحج أفواجا أفواجا من كل فج عميق . فوقف منهم على أحوال البلاد المختلفة والعرف السائد فيها ومن ثم جاء فقهه خصبا يتسع في أصوله لمختلف البيئات والأزمنة ، كما أن تلاميذه الذين جاءوه من بلادهم وتفقهوا بالمدينة على يديه عادوا إلى بلادهم فنشروا فيها فتاويه ومسائله وراسله في مسائل شتى عرضت لهم في بلادهم فاتسع مذهبه وكثرت فروعه في أمور واقعة بالفعل وتتصل بمصالح الناس

عصره :
ولد مالك رضي الله عنه في عهد الوليد بن عبد الملك وتوفي في عهد الرشيد فعاش أربعين سنة في العصر الأموي يكون نفسه ويربيها وستا وأربعين في العصر العباسي يكون التلاميذ ويغذيهم وقد وقف الإمام على حقيقة ما وقع في تلك العهود من اضطرابات سياسية ومنازعات فكرية فأبى أن يزج نفسه في المعركة القائمة فبقي متحفظا ووصف بأنه كان أعظم الخلق مروءة وأكثرهم صمتا قليل الكلام متحفظا بلسانه من الناس مداراة للناس

وقد ظهر في عصره تميز كل مدينة بناحية من نواحي الفكر : فالبصر بالعقيدة ومن علمائها الحسن البصري من الكوفة بالفقه العراقي الذي يقوم على آثار ابن مسعود رضي الله عنه وآراء إبراهيم النخعي ومدرسته التي يقوم عليها حماد بن أبي سليمان وأبو حنيفة ودمشق وكان فقهها يقوم على تعرف آثار الصحابة والتابعين ويمثله الأوزاعي أما المدينة كان بها الحديث وبها آثار السلف الصالح وآراء الصحابة كعمر وزيد بن ثابت رضي الله عنهما ارتضاها مالك رضي الله عنه مقاما له شهد فيها كل أعراف الناس وصور معاملاتهم في الجملة ومعايشهم وأحوالهم الاجتماعية فكان لهذا الأثر الأكبر في فقهه الذي جاء ملبيا لحاجات الناس ومصالحهم

وفي الحق إنه في عصر الإمام مالك قد ابتدأت المدارس الفقهية تتلاقى وأخذت المعارف بينها تتبادل . فكان يجتمع الشيوخ من كل البلدان في موسم الحج يتذاكرون ويتبادلون أنواع المعارف المتصلة بعلم الأثر وعلم الفقه . فهذا أبو حنيفة رضي الله عنه يلتقي بمالك وكلاهما شيخ مدرسة ويتحدثان في المسائل الفقهية ويتفرقان وكلاهما يقدر رأي صاحبه وهذا الليث بن سعد يتذاكر العلم مع مالك بالخطاب وبالكتاب فيأخذ كل منهما مما عند الآخر

وهكذا جاء مالك في عصر كان فيه الفقه قد نضج واستوى على سوقه فاستطاع بفطنته وقوة عقله أن يتغذى من كل عناصره ليخرج على الناس بآرائه وفقهه . معيشته وعلاقته بالحكام :

لم تذكر كتب المناقب والأخبار موارد رزق مالك رضي الله عنه موضحة مبينة ولكن يرجح أن مالكا كان من مرتزقة التجارة فلقد قال ابن القاسم تلميذه : " إنه كان لمالك أربعمائة دينار يتجر بها فمنها كان قوام عيشه " . إلا أن مالكا لم يكن من المتزهدين في أموال الخلفاء وإن كان يتعفف عن الأخذ ممن دونهم ويظهر أنه كان يتقبلها على مضض ليحفظ مروءته ويدفع حاجته وما كانت توجبه عليه مكانته الاجتماعية من إيواء لفقراء الطلاب وسد لحاجة المحتاجين . فهو يقبل هدايا الخلفاء بهذه النية ويظهر أنه مع ذلك الغرض الحسن كان يرى فيها شيئا ولذلك كان ينهى غيره عن قبولها

ويبدو أن مالكا رضي الله عنه كان في أول أمره في عسرة شديدة سببها انقطاعه لطلب العلم وإهماله مورد رزقه حتى إن ابنته كانت تبكي من الجوع أحيانا ثم مالت عليه الدنيا من بعد وأتم الله عليه نعمته و أعطاه اليسر . فكان - رحمه الله - يعنى بلباسه وطعامه ومسكنه وبكل ظاهر حاله فكان يلبس أحسن الثياب ويأكل أطيب الطعام حتى كان يأكل اللحم يوميا . وكان بيته مزودا بأفخر الرياش وكان يقول : " ما أحب لامرئ أنعم الله عليه ألا يرى أثر نعمته عليه وخاصة أهل العلم ينبغي لهم أن يظهروا مروءتهم في ثيابهم إجلال للعلم "

وقد عابوا عليه تلك المعيشة الرغدة وقالوا إنها معيشة أمراء وليست معيشة علماء فكان رده عليهم أنه يعيش تلك العيشة تأويلا لقوله تعالى : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }[الأعراف : 32] وكان رضي الله عنه يقدس المدينة المنورة ويجلها ولا يركب فيها دابة ويقول في ذلك : " كيف أطأ بحافر دابة أرضا تضم جدث رسول الله صلى الله عليه و سلم "

وقد طلب إليه الرشيد أن يخرج معه إلى العراق فقال له : " أما الخروج معه فلا سبيل إليه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون " وكان الرشيد أعطاه ثلاثة آلاف دينار فقال للرشيد عندئذ : " هذه دنانيركم كما هي فلا أوثر الدنيا عن مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم "

وكان رضي الله عنه يرى دخول العلماء على السلاطين لدعوتهم إلى الخير ونهيهم عن الشر وكان يقول : " إنما يدخل العالم على السلطان لذلك " . ولما قال له بعض تلاميذه : إن الناس يستكثرون دخولك على الأمراء أجاب : " لولا أني آتيهم لما رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في هذه المدينة سنة معمولا بها "

وقد وعظ رضي الله عنه الخليفة العباسي المهدي حينما طلب منه أن يوصيه فقال له : " أوصيتك بتقوى الله وحده والعطف على أهل بلد رسول الله صلى الله عليه و سلم وجيرانه فإنه بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : المدينة مهاجري وبها قبري وبها مبعثي وأهلها جيراني وحقيق على أمتي حفظي في جيراني فمن حفظهم كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة "

وكان الإمام مالك رضي الله عنه يحرص مراعاة الأدب في رحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد ناقشه مرة الخليفة المنصور بجوار القبر النبوي الشريف فارتفع صوت أبي جعفر المنصور في المناقشة فقال له الإمام مالك : يا أمير المؤمنين إن الله أدب قوما فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }[الحجرات : 2] ومدح قوما فقال : { إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }[الحجرات : 3] فاضطر المنصور أن يذعن ويخفض صوته

محنته :
نزلت بمالك رضي الله عنه المحنة في العصر العباسي في عهد أبي جعفر المنصور حين اعتدى عليه بالضرب والي المدينة المنورة وكان ابن عم للخليفة المنصور . وكان الوشاة قد وشوا بالإمام مالك سنة 146 ه وقالوا له : إن مالكا يفتي بأنه لا يمين على مستكره وهذا معناه أن ما أبرمتموه من بيعة الناس بالاستكراه ينقضه الإمام مالك بفتواه . فأمر الوالي بإحضاره وضربه سبعين صوتا أرهقته وأضجعته

ولمكانة الإمام مالك في قلوب المسلمين اهتزت جنبات المدينة المنورة وثار الناس وهاجوا . فخاف الخليفة ثورة أهل الحجاز فأرسل للإمام مالك يستقدمه إلى العراق . فاعتذر الإمام مالك فطلب إليه الخليفة أن يقابله في منى في موسم الحج . فلما دخل الإمام على الخليفة نزل المنصور من مجلسه إلى البساط ورحب بالإمام وقربه وقال يعتذر إليه عن ضربه وإيذائه : " والله الذي لا إله إلا هو يا أبا عبد الله ما أمرت بالذي كان ولا علمته قبل أن يكون ولا رضيته إذ بلغني . يا أبا عبد الله لا يزال أهل الحرمين بخير ما كنت بين أظهرهم وإني أخالك أمانا لهم من عذاب الله وسطوته ولقد رفع الله بك عنهم وقعة عظيمة وقد أمرت أن يؤتى بجعفر - الوالي - عدو الله من المدينة على قتب ( 1 ) وأمرت بضيق محبسه والمبالغة في امتهانه ولا بد أن أنزل به من العقوبة أضعاف ما ناله منك "

فرد الإمام مالك رضي الله عنه : " عافى الله أمير المؤمنين وأكرم مثواه قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه و سلم وقرابته منك "

آثاره :
كتبه :ـ كان المجتهدون في عصر الصحابة يمتنعون عن تدوين فتاويهم ليبقى المدون من أصول الدين كتاب الله وحده ثم اضطر العلماء لتدوين السنة وتدوين الفتوى والفقه إلا أن هذه المجموعات لم تكن كتبا بل كانت أشبه بالمذكرات الخاصة وكان أقدم مؤلف موطأ الإمام مالك رضي الله عنه، ولم يكن لمالك رضي الله عنه الموطأ فقط بل تنسب له مؤلفات أخرى أهمها :

تفسير لطيف وكتاب المجالسات لابن وهب فيما سمعه من مالك في مجالسه ولكن لم يشتهر عنه إلا الموطأ فقط وسائر تآليفه إنما رواها عنه من كتب بها إليه وكلها لم تنتشر بين الناس

والكتابان اللذان يعدان أصلين في مذهب الإمام مالك هما : الموطأ والمدونة الكبرى وهما جامعان لفقهه جمعا تاما في الجملة

أما الموطأ فهو كتاب ألفه الإمام مالك - كما ذكرنا - وجمع فيه الصحاح من الأحاديث والأخبار والآثار وفتاوى الصحابة والتابعين وذكر الرأي الذي يراه . وقد ألفه في الأربعين سنة وذلك ما يدلنا على مدى مجهوده فيه . وبحسب كتاب الموطأ أن يقول فيه الإمام الشافعي رضي الله عنه : " ما في الأرض كتاب من العلم أكثر صوابا من موطأ مالك "

ويقول أحد تلاميذ الإمام مالك : عرضنا على مالك الموطأ قراءة في أربعين يوما فقال : " كتاب ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوما ما أقل ما تفقهون فيه " . وقد قال القاضي أبو بكر بن العربي : " الموطأ هو الأصل واللباب وكتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب وعليهما بنى الجميع كمسلم والترمذي " . وقال الإمام النسائي : " ما عندي بعد التابعين أنبل من مالك ولا أجل منه ولا أوثق ولا آمن على الحديث ولا أقل رواية من الضعفاء "

وأما المدونة الكبرى فقد رواها الإمام سحنون من بعده وجمع فيها آراء الإمام مالك بالنص . وهو إن لم يدرك الإمام لكنه أدرك تلميذه الإمام عبد الرحمن بن القاسم وعنه أخذ الإمام سحنون العلم . وكان يسأل ابن القاسم فيجيبه فيقول له : هل سمعت ذلك من مالك ؟ يقول : نعم سمعته وأحيانا يقول : لم أسمع ولكن هذا رأيي في المسألة . فأثبت الإمام سحنون ما تلقاه من ابن القاسم في المدونة الكبرى ( أربعة مجلدات كبار ) فجمعت المدونة فتاوى الإمام وفتاوى أصحابه الذين ساروا على منهاجه وكانت الصورة للمذهب المالكي الذي اشتق فقه الرأي فيه من الحياة الواقعية وقام على أساس جلب أكبر قدر من المنافع ودفع أكبر قدر من المضار . ولم يشأ الإمام مالك أن يحمل الناس كلهم على مذهبه - كما أراد هارون الرشيد - بل بين أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم اخلفوا في الفروع وتفرقوا في البلدان وكل عند نفسه مصيب . كما بين أن اختلافهما رحمة على هذه الأمة كل يتبع ما يصح عنده وكل على هدى وكل يريد الله . ولو شاء مالك رضي الله عنه لتمكن من جمع الناس على الموطأ ولكنه لم يفعل لأنه كان يريد وجه الله وينظر لصالح الأمة العام ولا ينظر لنفسه

وهذه النظرة الكريمة من الإمام مالك تعلمنا ألا نتعصب لمذهب دون مذهب . ومن تيسرت له دراسة مذهب من المذاهب الأربعة فليتبعه محترما بقية المذاهب كما احترم أصحاب المذاهب بعضهم بعضا . . فأصحاب المذاهب كلهم أئمتنا وكلهم ذخر لأمتنا والجماعة رحمة والفرقة عذاب ويد الله مع الجماعة

تلاميذه :
وهم المصدر الثاني لفقهه وقد كانوا كثيرين جدا جاؤوا من شتى البقاع الإسلامية وتفقهوا على يديه ثم عادوا إلى بلادهم وكانوا رسله إلى تلك البلاد النائية فانتشر مذهبه في حياته أيما انتشار خاصة وأن الله تعالى مد له في عمره . نذكر من هؤلاء :
- عبد الله بن وهب : نشر فقه مالك في مصر
- عبد الرحمن بن لقاسم : لازم مالكا نحو عشرين سنة وتفقه بفقهه حتى صار يرجع إليه في مسائل مالك وفتاويه .
- أشهب بن عبد العزيز القيسي العامري : صحب مالكا وتفقه عليه وله مدونة يقال لها مدونة أشهب
- أسد بن فرات بن سنان : جمع بين فقه المدينة وفقه العراق
- عبد الملك بن ماجشون : وكان فقيها فصيحا دارت عليه الفتيا في زمانه إلى موته
- عبد الله بن عبد الحكم بن أعين
- عبد الملك بن حبيب الأندلسي
هؤلاء جميعا هم تلاميذ مالك - رضي الله عنه - البارزون في نقل فقهه ونشره في البلاد المتسعة المترامية الأطراف

أولاده :
وهم أربعة : يحيى وفاطمة ومحمد وحماد . فيحيى روى عن أبيه نسخة الموطأ ورحل إلى اليمن ومصر وحدث فيهما . أما فاطمة فكانت من تلاميذه وكانت محدثة وحافظة

مرضه ووفاته :
لقد شاء الله أن يمرض الإمام مالك يسلس البول فنقل درسه من الحرم النبوي إلى منزله . وواصل العلم والحديث والدرس والإفتاء إلى نهاية أجله المبارك . والأكثرون على أنه مات في الليلة الرابعة عشرة من ربيع الثاني سنة 179 ه بعد أن مرض اثنين وعشرين يوما لزم فيها الفراش

ولم يخبر رضي الله عنه أحدا بمرضه وسبب انقطاعه عن الحرم النبوي إلا يوم وفاته . فقد قال لزواره : " لولا أني في آخر يوم ما أخبرتكم بسلس بولي كرهت أن آتي مسجد رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بغير وضوء وكرهت أن أذكر علتي فأشكو ربي "

وقد هاجت بوفاته الأحزان لدى الأدباء والعلماء وقد رثته إحدى تلميذاته المعجبات به والوفيات لعهده قائلة :

بكيت بدمع واكف فقد مالك .. . ففي فقده ضاقت علينا المسالك
ومالي لا أبكي عليه وقد بكت ... عليه الثريا والنجوم الشوابك

رحم الله مالكا رضي عنه وأكرم مثواه . فقد كان كما قال عنه ابن عيينة : " مالك سراج هذه الأمة " .
http://www.sammaniya.com/ar/images/stories/imam%20%203.jpg
________
( 1 ) القتب : برذعة صغيرة

العوفي العوفي
2016-05-15, 16:47
نريد نبذة عن حياة الإمام مالك ، وإذا كان بالإمكان ترجمتها إلى الفرنسية لتعميم الفائدة .

الجواب :الحمد لله
ولد مالك بن أنس رحمه الله – كما عند أكثر العلماء – سنة (93هـ) بالمدينة المنورة ، فرأى آثار الصحابة والتابعين ، كما رأى آثار النبي صلى الله عليه وسلم والمشاهد العظام ، فكان لذلك أثر في فكره وفقهه وحياته ، فالمدينة مبعث النور ومهد العلم ومنهل العرفان .
ينتهي نسبه إلى قبيلة يمنية هي " ذو أصبح "، وأمه اسمها العالية بنت شريك الأزدية ، فأبوه وأمه عربيان يمنيان .
نشأ في بيت اشتغل بعلم الأثر ، وفي بيئة كلها للأثر والحديث ، فجدُّهُ مالك بن أبي عامر من كبار التابعين ، روى عن عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله ، وعائشة أم المؤمنين ، وقد روى عنه بنوه أنس أبو مالك الإمام ، وربيع ، ونافع المكنى بأبي سهيل ، ولكن يبدو أن أباه أنسًا لم يكن مشتغلا بالحديث كثيرا ، ومهما يكن حاله من العلم ففي أعمامه وجدِّه غناء ، ويكفي مقامهم في العلم لتكون الأسرة من الأسر المشهورة بالعلم ، ولقد اتجه من قبل مالك من إخوته أخوه النضر ، فقد كان ملازما للعلماء يتلقى عليهم .
حفظ الإمام مالك القرآن الكريم في صدر حياته - كما هو الشأن في أكثر الأسر الإسلامية -، ثم اتجه إلى حفظ الحديث ، فوجد من بيئته محرِّضًا ، ومن المدينة مُوعزا ومُشجعا ، لمَّا ذكر لأمه أنه يريد أن يذهب فيكتب العلم ، ألبسته أحسن الثياب ، وعمَّمَته ، ثم قالت : " اذهب فاكتب الآن "، وكانت تقول : " اذهب إلى ربيعة فتعلم أدبه قبل علمه ". "المدارك" (ص/115)
جالس ابن هرمز سبع سنين في بداية نشأته ، أخذ عنه اختلاف الناس ، والرد على أهل الأهواء ، وتأثر بهديه وسمته ، حتى قال : " سمعت ابن هرمز يقول : ينبغي أن يورث العالم جلساءه قول : لا أدري ، حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه ، فإذا سئل أحدهم عما لا يدري قال لا أدري ...قال ابن وهب : كان مالك يقول في أكثر ما يسأل عنه لا أدري ".
ولازم نافعا مولى ابن عمر ، وكان يقول : " كنت آتي نافعا نصف النهار وما تظلني الشجرة من الشمس ، أَتَحَيَّنُ خروجَه ، فإذا خرج أدَعُهُ ساعة كأني لم أره ، ثم أتعرض له فأسلم عليه وأدعه ، حتى إذا دخل أقول له : كيف قال ابن عمر في كذا وكذا ، فيجيبني ، ثم أحبس عنه ، وكان فيه حدة ". "الديباج المذهب" (ص/117)

وأخذ عن الإمام ابن شهاب الزهري ، وروي عنه أنه قال : " شهدت العيد ، فقلت : هذا يوم يخلو فيه ابن شهاب ، فانصرفت من المصلى حتى جلست على بابه ، فسمعته يقول لجاريته : انظري مَن في الباب . فنظرت ، فسمعتها تقول : مولاك الأشقر مالك . قال : أدخليه . فدخلت ، فقال : ما أراك انصرفت بعد إلى منزلك ! قلت : لا . قال : هل أكلت شيئا . قلت : لا . قال : اطعم . قلت : لا حاجة لي فيه . قال : فما تريد ؟ قلت : تحدثني . قال لي : هات. فأخرجت ألواحي فحدثني بأربعين حديثا . فقلت : زدني . قال : حسبك إن كنت رويت هذه الأحاديث فأنت من الحفاظ . قلت : قد رويتها . فجبذ الألواح من يدي ثم قال : حَدِّث . فحدثته بها . فردها إلي وقال : قم فأنت من أوعية العلم .
قال بعض علماء الأثر : " كان إمام الناس بعد عمر زيد بن ثابت ، وبعده عبد الله بن عمر ، وأخذ عن زيد واحد وعشرون رجلا ، ثم صار علم هؤلاء إلى ثلاثة : ابن شهاب ، وبكير بن عبد الله ، وأبي الزناد ، وصار علم هؤلاء كلهم إلى مالك بن أنس ." "المدارك" (68)
كان شديد التعظيم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى " سئل مالك : أسمعت عن عمرو بن دينار . فقال : رأيته يحدث والناس قيام يكتبون ، فكرهت أن أكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قائم " .
وكما لم يدخر جهدا في حفظ الحديث ومجالسة العلماء ، لم يدخر مالا في سبيل ذلك ، حتى قال ابن القاسم : " أفضى بمالك طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته ، فباع خشبه ، ثم مالت عليه الدنيا من بعد ." "المدارك" (ص/115)

بعد أن اكتملت دراسة مالك للآثار والفتيا اتخذ له مجلسا في المسجد النبوي لتعليم الناس – وفي بعض الروايات أنَّ سِنَّه كان ذلك في السابعة عشرة - ولقد قال رحمه الله في هذا المقام ، وفي بيان حاله عندما نزعت نفسه إلى الدرس والإفتاء - :
" ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل ، فإن رأوه لذلك أهلا جلس ، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم أني موضع لذلك ". "المدارك" (ص/127)

كان الإمام رحمه الله يتزين لمجلس الحديث ، ويضفي عليه من الهيبة والجلالة ما لم يكن لغيره ، حتى قال الواقدي : " كان مجلسه مجلس وقار وعلم ، وكان رجلا مهيبا نبيلا ، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ، ولا رفع صوت ، وإذا سئل عن شيء فأجاب سائله لم يقل له من أين هذا "

ولإخلاصه في طلب العلم التزم أمورا وابتعد عن أمور ، فالتزم السنة والأمور الظاهرة الواضحة البينة ، ولذلك كان يقول : " خير الأمور ما كان منها واضحا بَيِّنًا ، وإن كنت في أمرين أنت منهما في شك ، فخذ بالذي هو أوثق "
والتزم الإفتاء فيما يقع من المسائل دون أن يفرض رأيه، خشية أن يضل وأن يبعد عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والتزم الأناة في الإفتاء ، وكان يفكر التفكير الطويل العميق ، ولا يسارع إلى الإفتاء ، فإن المسارعة قد تجر إلى الخطأ ، ويقول ابن القاسم تلميذه : " سمعت مالكا يقول : إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة ، ما اتفق لي فيها رأي إلى الآن "
وكان يقول : " من أحب أن يجيب عن مسألة فليعرض نفسه على الجنة والنار ، وكيف يكون خلاصه في الآخرة ". "الديباج المذهب" (ص/23)
ولقد سأله سائل مرة وقال : مسألة خفيفة . فغضب وقال : مسألة خفيفة سهلة !! ليس في العلم شيء خفيف ، أما سمعت قول الله تعالى : ( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) فالعلم كله ثقيل ، وخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة . "المدارك" (162)

ومع بُعدِ هذا الإمام عن الثورات والتحريض عليها ، واشتغاله بالعلم ، نزلت به محنة في العصر العباسي في عهد أبي جعفر المنصور ، سنة (146هـ) ، وقد ضرب في هذه المحنة بالسياط ، ومدت يده حتى انخلعت كتفاه ، والسبب المشهور أنه كان يحدث بحديث : ( ليس على مستكره طلاق ) ، وأن مروجي الفتن اتخذوا من هذا الحديث حجة لبطلان بيعة أبي جعفر المنصور ، وأن هذا ذاع وشاع في وقت خروج محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية بالمدينة ، وأن المنصور نهاه عن أن يحدث بهذا الحديث ، ثم دس إليه من يسأله عنه ، فحدث به على رؤوس الناس ، فضربه والي المدينة جعفر بن سليمان ، وفي بعض الروايات أن أبا جعفر المنصور اعتذر للإمام مالك بعد ذلك بأن ما وقع لم يكن بعلمه .

قال أبو يوسف صاحب أبي حنفية :
" ما رأيت أعلم من ثلاثة : مالك ، وابن أبي ليلى ، وأبي حنيفة "
وقال عبد الرحمن بن مهدي :
" أئمة الحديث الذين يقتدى بهم أربعة : سفيان الثوري بالكوفة ، ومالك بالحجاز ، والأوزاعي بالشام ، وحماد بن زيد بالبصرة "
وقال سفيان بن عيينة : " ما نحن عند مالك ! إنما كنا نتبع آثار مالك ، وننظر الشيخ إذا كتب عنه مالك كتبنا عنه ... وما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موت مالك بن أنس "
وقال الشافعي : " إذا جاءك الأثر عن مالك فشد به ...وإذا جاء الخبر فمالك النجم ، وإذا ذكر العلماء فمالك النجم ، ولم يبلغ أحد في العلم مبلغ مالك لحفظه وإتقانه وصيانته ، ومن أراد الحديث الصحيح فعليه بمالك "
وقال أحمد بن حنبل :
" مالك سيد من سادات أهل العلم ، وهو إمام في الحديث والفقه ، ومَن مثل مالك ! متبع لآثار من مضى مع عقل وأدب "
قال القاضي عياض رحمه الله :
"عاش نحو تسعين سنة ، كان فيها إماما يروي ويفتي ، ويسمع قوله نحو سبعين سنة ، تنتقل حاله كل حين زيادة في الجلال ، ويتقدم في كل يوم علوه في الفضل والزعامة ، حتى مات ، وقد انفرد منذ سنين ، وحاز رياسة الدنيا والدين دون منازع ." "المدارك" (111)
أكثر الرواة على أنه مات سنة (179هـ).
رحم الله الإمام مالكا وجميع أئمة المسلمين .
وينظر كتاب " مالك حياته وعصره، آراؤه وفقهه " للشيخ محمد أبو زهرة .والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-05-16, 07:00
فتاة ارتكبت الكثير من المعاصي، وتود التوبة قبل شهر رمضان، فبماذا تنصحونها؟
باب التوبة مفتوح لكل عباد الله وبخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتمادي فيها خطأ أكبر، والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون.
وعليه، نقول للسائلة الكريمة سارعي إلى مغفرة من ربك بالتوبة النصوح، مستغلة النفحات الربانية في هذا الشهر الكريم “فإن التائب من الذنب كمَن لا ذَنب له” رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث حسن، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متَى تابوا وصدقت منهم التوبة، بل زادهم أن يبدل سيئاتهم حسنات.

وقال تعالى: {وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النفْسَ التِي حَرمَ اللهُ إِلا بِالْحَق وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ يَلْقَ أثَامًا * يُضَاعَف لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عملاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدلُ اللهُ سَيئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رحِيمًا} الفرقان:68-70.

وأركان التوبة النصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبعد عن جوها وأصحابها وما يؤدي إليها. الندم على فعلها مع التمني لو أن مرتكب المعصية لم يفعلها. عقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة قوية وثبات بنية الطاعة لله سبحانه وتعالى. تبرئة الذمة إن كانت المعصية في حق عبد من عباد الله، كرد المظلمة وإعادة الأموال إن كانت سرقة واستسماح صاحبه، فإننا ندعو له بالمغفرة والرحمة والخير عمومًا مع ذِكره بالخير حين يذكر في مجلس ما.

العوفي العوفي
2016-05-16, 07:04
باب التوبة مفتوح لكل عباد الله وبخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتمادي فيها خطأ أكبر، والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون.
وعليه، نقول للسائلة الكريمة سارعي إلى مغفرة من ربك بالتوبة النصوح، مستغلة النفحات الربانية في هذا الشهر الكريم “فإن التائب من الذنب كمَن لا ذَنب له” رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث حسن، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متَى تابوا وصدقت منهم التوبة، بل زادهم أن يبدل سيئاتهم حسنات.

وقال تعالى: {وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النفْسَ التِي حَرمَ اللهُ إِلا بِالْحَق وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ يَلْقَ أثَامًا * يُضَاعَف لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عملاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدلُ اللهُ سَيئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رحِيمًا} الفرقان:68-70.

وأركان التوبة النصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبعد عن جوها وأصحابها وما يؤدي إليها. الندم على فعلها مع التمني لو أن مرتكب المعصية لم يفعلها. عقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة قوية وثبات بنية الطاعة لله سبحانه وتعالى. تبرئة الذمة إن كانت المعصية في حق عبد من عباد الله، كرد المظلمة وإعادة الأموال إن كانت سرقة واستسماح صاحبه، فإننا ندعو له بالمغفرة والرحمة والخير عمومًا مع ذِكره بالخير حين يذكر في مجلس ما.

العوفي العوفي
2016-05-16, 08:37
أنس بن مالك :راوي حديث نبوي
أنس بن مالك ولد10ق.هـ - 612 م
يثرب توفي93 هـ - 712 م

البصرةالطبقةالطبقة الأولى، صحابي الكنيةأبو حمزة، أبو ثمامةالنسب الأنصاري النجاري إشتهر بأنه آخر من توفي من الصحابة مرتبتة عند ابن حجرصحابي مرتبتة عند الذهبي صحابي عدد الأحاديث التي رواها2286 حديثاًأمه أم سليم بنت ملحان زوجاته زينب بنت نبيط .أقاربهعمه أنس بن النضر وإخوته البراء بن مالك وزيد بن مالك..

روى_له:
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار(تيم الله)[١] بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج [٢] بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار [٣].
يقال له:أبو حمزة, كناه الرسول محمد ببقلة كان يجتنيها [٣]، ويقال: أبو ثمامة الأنصاري النجاري.
خادم الرسول محمد وصاحبه، كان يتسمى بخادم رسول الله ويفتخر بذلك، وكان يجتمع هو وأم عبد المطلب بن هاشم جدة الرسول محمد واسمها: سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر في جده عامر بن غنم[٣].
وُلد قبل الهجرة بعشر سنوات [٤],وكان عمره لما قدم النبي محمد المدينة المنورة مهاجراً عشر سنين, وتوفي النبي محمد وهو ابن عشرين سنة [٥].
أمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام, وعمه أنس ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام النجاري الذي قتل في أحد على يد سفيان بن عويف [٦], ومن أشهر إخوته البراء بن مالك وزيد بن مالك, وكان له أخ من أمه من أبو طلحة الأنصاري يقال له: أبو عمير[٧]، حيث كان النبي محمد يمازحه إذا دخل على أم سليم، فدخل يوماً فوجده حزيناً فقال: " ما لأبي عمير حزيناً؟ فقالت: يا رسول الله مات نغيره [٨] الذي كان يلعب به، فجعل يقول: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟ " [٩]..

كان يخضب بالصفرة: وقيل: بالحناء، وقيل بالورس، وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجزها فنهته أمه، وقالت: كان النبي يمدها ويأخذ بها. وداعبه النبي محمد فقال له: " يا ذا الأذنين "[٣].

قدم دمشق أيام الوليد بن عبد الملك [٩],ثم رحل إلى البصرة، يحدث الناس، وهو آخر من مات من الصحابة توفي يوم الجمعة في سنة ثلاث وتسعين بعد الهجرة [١٠] الموافق لعام 712م, روى عن الرسول محمد 2286 حديثًا, اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين.[١١]


شهد أنس بن مالك بيعة الرضوان فكان أحد الذين قال الله فيهم (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)) [١٢]

حياته
عاش أنس بن مالك مع الرسول أبرز أيام حياته فكان لخدمة الرسول محمد أبلغ الأثر في حياة أنس, نقل من خلالها أنس للمسلمين أخلاق نبيهم في التعامل معه ومع زوجاته ومع مواليه ومع عامة الأمه, كان الرسول محمد بالنسبة لأنس الأب والمربي والقدوة والأسوة الحسنة وكان أنس حريصاً أشد الحرص في فترة خدمة الرسول على اقتفاء أثره وحفظ حديثه ومعاملته حتى مع زوجاته, لذلك أكتسب حديث أنس بن مالك أهمية بالغة بالنسبة للمسلمين حتى حزن كثير من المسلمين لوفاته حتى قال مؤرق العجلي لما مات أنس بن مالك «ذهب اليوم نصف العلم»[١٣].
وكان أنس شديد الإعجاب بشخصية الرسول محمد وكان يقول «كان رسول الله من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزا قط ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق النبي » [١٤]
ولم يكن أنس بالنسبة للرسول مجرد خادم ولكنه كان أمين سره ومساعده وتلميذه وصاحبه ومرافقة وكان يدعو له فيقول (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته)[١٥].
وكان أنس مجاب الدعاء فما دعا لأرض بالمطر إلا ثار السحاب وغشيت الأرض الأمطار حتى في الصيف[١٦].

خدمته للرسول محمد
عندما قدم الرسول محمد إلى المدينة ذهبت أم سليم مع أهل المدينة لإستقباله ثم قامت إليه فقالت«يا رسول الله أن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري ولم أجد ما أتحفك إلا ابني هذا فاقبل مني يخدمك ما بدا لك» [١٧]
خدم أنس بن مالك الرسول محمد مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، فما عاتبه على شئ أبدا، ولا قال لشئ فعله لم فعلته، ولا لشئ لم يفعله ألا فعلته.[١٨]
يقول أنس بن مالك «خدمت رسول الله عشر سنين فلم يضربني ضربة قط ولم يسبني ولم يعبس في وجهي وكان أول ما أوصاني به أن قال يا بني اكتم سري تكن مؤمنا فما أخبرت بسره أحدا وإن كانت أمي وأزواج النبي يسألني أن أخبرهن بسره فلا أخبرهن ولا أخبر بسره أحدا أبدا» [١٩]
ويقول أنس «كان رسولُ الله من أحسن الناس خُلُقا فأرسلني يوما لحاجة. فقلتُ: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله ، فخرجتُ حتى أَمُرّ على صبيان، وهم يلعبون في السوق فإِذا برسول الله بقفاي من ورائي، فنظرت إِليه وهو يضحك. فقال: يا أُنيس، ذهبتَ حيث أمرتك؟ قال: قلتُ: نعم ،أنا أذهبُ يا رسول الله.» [٢٠]

وعد ومكان اللقاء بالرسول يوم القيامة
وعد الرسول محمد أنس بن مالك باللقاء مرة أخرى في يوم القيامة ووعده بالشفاعة, قال أنس بن مالك أنه سأل النبي فقال: خويدمك أنس اشفع له يوم القيامة، قال: " أنا فاعل ". قال: فأين أطلبك؟ قال: " اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط؛ فإن وجدتني وإلا فأنا عند الميزان وإلا فأنا عند حوضي لا أخطئ هذه الثلاثة المواضع "[٢١].
وصايا الرسول لأنس في المعاملات
أسبغ الوضوء يزد في عمرك [٢٢]
اذا دخلت بيتك فسلم على اهل بيتك يكثر خير بيتك [٢٣]
سلم على من لقيك من أمتي تكثر حسناتك [٢٤]
بت وأنت طاهر فإن مت مت شهيدا [٢٥]
ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي يوم القيامة [٢٣]
بالغ في الغسل من الجنابة تخرج من مغتسلك ليس عليك ذنب ولا خطيئة[١٩].
إن قدرت أن تمسي وتصبح وليس في قلبك غش لأحد فافعل[١٩].

حياته بعد وفاة النبي
لما استخلف أبو بكر على المسلمين بعث إلى أنس بن مالك ليوجهه إلى البحرين على السعاية قال فدخل عليه عمر بن الخطاب فقال له أبو بكر إني أردت أن أبعث هذا إلى البحرين وهو فتى شاب قال فقال له عمر: ابعثه فإنه لبيب كاتب.[٢٦] وشارك أنس مع أبي بكر في حروب الردة،وكان ممن حضر موقعة اليمامة، وشهد الفتوحات في عهد عمر، وعثمان بن عفان، ومعاوية بن أبي سفيان.

صلاته
تعلم أنس بن مالك الصلاة من الرسول محمد مباشرة فكان أحسن الناس صلاة في سفره وحضره[١٨],وكان أنس يصلي فيطيل القيام حتى تفطر قدماه دماً[٢٧], وكان يصلي مابين المغرب والعشاء ويقول هذه ساعة ناشئة الليل [٢٨]. قال أبو هريرة: «ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله من ابن أم سليم - يعني أنس بن مالك -.» [١٨].
وقال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو وحده فسألته وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت.[٩]

وصايا الرسول لأنس في الصلاة
إذا قدرت أن تجعل من صلواتك في بيتك شيئا فافعل فإنه يكثر خير بيتك[١٩].
أكثر الصلاة باليل والنهار يحبك حافظاك.[٢٢]
إذا سجدت فلا تنقر كما ينقر الديك ولا تقع كما يقع الكلب ولا تفترش ذراعيك افتراش السبع وافرش ظهر قدميك الأرض وضع إليتيك على عقبيك فإن ذلك أيسر عليك يوم القيامة في حسابك.[١٩]
صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين من قبلك [٢٩]
إن أستطعت أن لا تزال تصلي فافعل فإن الملائكة لا تزال تصلي عليك ما دمت تصلي.[١٩]
إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة.[١٩]
إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك وافرج بين أصابعك وارفع يديك عن جنبيك فإذا رفعت رأسك من الركوع فكن لكل عضو موضعه فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده.[١٩]

مهارات الرمي
كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين، ويأمر أولاده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته [٥]
مقتنياته
خاتمه كان فيه نقش صورة أسد رابض.[٥]
أسنانه كان يشد أسنانه بالذهب.[٥]
لباسه كان يلبس الخز ويتعمم به.[٥]
عصية الرسول كان عنده عصية للرسول محمد أوصى بدفنها معه حين يموت، فدفنت معه بين جنبه وقميصه.[٥]
برد الرسول.[١٦]
قدح الرسول الذي كان يشرب فيه.[١٦]
عمود فسطاطه وصلاية كانت تعجن عليها أم سليم.[١٦]

مكانته عند المسلمين
بفضل خدمة وصحبة الرسول محمد كان لأنس بن مالك مكانة عظيمة عند المسلمين حيث كان يحمل الكثير من كنوز السنة والسيرة النبوية, وكان مما يميز أنس بن مالك عن بقية خدم الرسول أنه لم يكن ليحتفظ بهذا العلم الذي تعلمة من الرسول لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد وفاة الرسول, فاستفاد من رواياته لأحاديث ومعاملات وسيرة الرسول جميع المسلمين وروى عنه كثير من التابعين وحفظوا ما رواه هو عن الرسول محمد.
ومما روي في ذلك عن جميلة مولاة أنس قالت: كان ثابت إذا جاء إلى أنس قال لها أنس: «يا جميلة ناوليني طيباً أمس به يدي فإن ابن أبي ثابت لا يرضى حتى يقبل يدي يقول: يدٌ مست رسول الله »[٢٧].
وروي أيضاً عن ثابت البناني قال: «دخلت على أنس بن مالك، فقلت: رأت عيناك رسول الله ؟ قال: نعم، قال: فقبلتهما. قال: فمشت رجلاك في حوائج رسول الله ؟ قال: نعم. قال: فقبلتهما ثم قلت: فصببت الماء بيديك؟ قال: نعم.فقبلتهما».[٢٧]
وكان مما أعلى شأن أنس بن مالك بالنسبة للمسلمين أنه سمع بعضاً من أحاديث الرسول ولم يكن بينهما أحد لذلك تفرد أنس ببعض الأحاديث التي لم يرويها سوى أنس وكان شغف كثير من الصحابة والتابعين للسماع من أنس ما كان من حديث الرسول عندما لم يكن بينهما أحد. يدل على ذلك قول عروة بن رويم قال: أقبل أنس بن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بدمشق قال: فدخل عليه فقال له معاوية: «حدثني بحديث سمعته من النبي ليس بينك وبينه فيه أحد. قال أنس: سمعت رسول الله يقول: " الإيمان يمانٍ هكذا إلى لخم وجذام "».[٩]

أمواله
كان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك.[٥], يقول أنس: والله إن مالي لكثير [٣٠]
أولاده

كان لأنس بن مالك أولاد كثير حتى صعب عدهم حيث دعا له الرسول محمد بكثرة المال والولد، فقيل أنه ولد له من صلبه ثمانون ذكراً وابنتان، إحداهما: حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولداً على قيد الحياة.[٥], يقول أنس: إن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو مائة اليوم.[٣٠]
وقد توفي في حياة أنس بن مالك أكثر من مئة من أبنائه من صلبه, يقول أنس: لقد دفنت بكفي هاتين من ولدي أكثر من مائة لاأقول لكم فيه ولد ولد ولا سقط.[٣١]

عمرة
طال عمر أنس بن مالك فعاش حتى مل الحياة وإشتاق إلى لقاء ربه, فقد روي عنه أنه قال: «طال عمري حتى أستحييت من أهلي أشتقت لقاء ربي» [٣١]
فكان أنس آخر من توفي ممن صلى القبلتين فقد شهد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة,[٣٢] وكان آخر من توفي من الصحابة.[٥][١٠]

غزواته
قيل بأن أنس بن مالك غزا مع الرسول سبع وعشرون غزوة، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام.[٢٧]
أشهر الغزوات التي شهدها أنس هي الحديبية وخيبر وعمرة القضاء والفتح وحنين والطائف وما بعد ذلك,[١٨] كما شهد حجة الوداع[٢٧].
وقد اختلف في شهوده غزوة بدر الكبرى, والمشهور أنه لم يشهد بدرا لصغر سنه، ولم يشهد أحد أيضا لذلك.[١٨] وقيل بأنه خرج مع الرسول حين توجه إلى بدر وهو غلام يخدم النبي.[٢٧]

شيوخه
الرسول محمد
أبي بن كعب
أسيد بن حضير
ثابت بن قيس بن شماس
جرير بن عبد الله البجلي
زيد بن أرقم
زيد بن ثابت
أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري
سلمان الفارسي
عبادة بن الصامت
عبد الله بن رواحة
عبد الله بن عباس
أبو بكر الصديق
أبي موسى عبد الله بن قيس القيسى
عبد الله بن مسعود
عبد الرحمن بن عوف
عتبان بن مالك
عثمان بن عفان
عمر بن الخطاب
مالك بن صعصعة
محمود بن الربيع
معاذ بن جبل
أبو أسيد الساعدي
أبى ذر الغفارى
أبى قتادة الأنصاري
أبو هريرة
فاطمة الزهراء
أم الفضل
أم أيمن
أم حرام
أم سليم بنت ملحان

تلاميذه
أبان بن صالح
أبان بن أبي عياش
إبراهيم بن ميسرة
أزهر بن راشد
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي
إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص
أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني
أعين الخوارزمي
أنس بن سيرين
أويس بن أبي أويس
بديل بن ميسرة العقيلي
البراء بن زيد ابن بنت أنس بن مالك
بريد بن أبي مريم السلولي
بشير بن يسار
بكر بن عبد الله المزني
بكير بن الأخنس
بكير بن وهب الجزري
بلال بن مرداس الفزاري
بيان بن بشر أبو بشر الأحمسي
توبة العنبري
ثابت البناني
ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك
الجارود بن أبي سبرة الهذلي
الجعد أبو عثمان
جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري
الحارث بن النعمان الليثي
حبيب بن أبي ثابت
حبيب بن أبي حبيب البجلي
الحجاج بن حسان القيسي
الحسن البصري
حصين بن عبد الرحمن الأشهلي
حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك
حفص ابن أخي أنس بن مالك
حمزة الضبي
حميد الطويل
حميد بن هلال العدوي
حنظلة السدوسي
أبو خلدة خالد بن دينار
خالد بن الفزر
خيثمة بن أبي خيثمة البصري
راشد بن سعد المقرائي الحمصي
الربيع بن أنس البكري
ربيعة بن أبي عبد الرحمن
رزيق أبو عبد الله الألهاني
رفيع أبو العالية الرياحي
الزبير بن عدي
زربي أبو يحيي المؤذن
زياد النميري
زيد بن أسلم
زيد بن الحواري العمي
سالم بن أبي الجعد
سحامة بن عبد الرحمن الأصم
سعد بن سعيد الأنصاري
سعد بن سنان
سنان بن سعد
أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي
سعيد بن أبي بردة بن أبي موسي الأشعري
سعيد بن جبير
سعيد بن خالد بن أبي طويل الشامي
سعيد بن أبي سعيد المقبري
أبو سعد سعيد بن المرزبان البقال
سعيد بن المسيب
أبو مسلمة سعيد بن يزيد
سلم العلوي البصري
سلمة بن وردان الليثي
سليمان بن أبي سليمان
سليمان بن طرخان التيمي
سليمان بن مهران الأعمش
سماك بن حرب
السميط السدوسي
سنان بن ربيعة الباهلي
سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف
شبيب بن بشر البجلي
شبيل بن عزرة الضبعي
شريك بن عبد الله بن أبي نمر
شعيب بن الحبحاب الأزدي
أبو واقد صالح بن محمد بن زائدة الليثي
صفوان بن سليم
الضحاك بن مزاحم
ضمرة بن سعيد المازني
طلحة بن مصرف
أبو سفيان طلحة بن نافع
طلق بن حبيب
عاصم بن سليمان الأحول
عاصم بن عمر بن قتادة
عامر الشعبي
عباد بن أبي علي
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
أبو الوليد عبد الله بن الحارث البصري
أبو الزناد عبد الله بن ذكوان
أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي البصري
عبد الله بن عبد الله بن جابر الأنصاري
عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة
أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري
عبد الله بن عبد الرحمن الرومي
عبد الله بن الفضل الهاشمي
عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب
عبد الله بن مسلم بن شهاب
عبد الله بن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي
عبد الله بن مكنف
عبد الله أبو بكر الحنفي
عبد الحميد بن محمود المعولي
عبد الحميد بن المنذر بن الجارود
عبد الرحمن بن الأصم
عبد الرحمن بن جبير بن نفير
عبد الرحمن بن أبي ليلي
عبد العزيز بن رفيع
عبد العزيز بن صهيب
عبد العزيز بن قيس
عبد الملك بن حبيب أبو عمران الجوني
عبد الملك بن علاق
عبد الوهاب بن بخت
عبيد الله بن أنس بن مالك
عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك
عتاب مولي هرمز
عثمان بن سعد الكاتب
عثمان بن عبد الرحمن التيمي
عثمان بن موهب الهاشمي
عطاء بن السائب
عطاء بن أبي مسلم الخراساني
عطاء بن أبي ميمونة
عقبة بن وساج
علي بن زيد بن جدعان
عمارة بن غزية
عمر بن شاكر البصري
عمرو بن سعيد البصري
عمرو بن عامر الأنصاري
عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة
أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي
عمرو بن أبي عمرو
عمرو بن الوليد بن عبدة
عمران القصير
عنبسة بن سعيد بن العاص الأموي
العلاء بن زيد، المعروف بابن زيدل الثقفي
العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب
عيسي بن طهمان
غيلان بن جرير
فرقد السبخي
قتادة بن دعامة
كثير بن سليم المدائني
كثير بن عبد الله الأبلي
مالك بن دينار
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي
محمد بن أبي بكر الثقفي
محمد بن سيرين
محمد بن عبد الله بن أبي سليم المدني
محمد بن كعب القرظي
محمد بن مالك بن المنتصر
محمد بن مسلم بن السائب بن خباب المدني
محمد بن مسلم الزهري
محمد بن المنكدر
محمد بن يحيي بن حبان
المختار بن فلفل
مروان الأصفر
مسحاج الضبي
مسلم بن زياد الشامي
مسلم بن كيسان الملائي الأعور
مصعب بن سليم
المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي
معاوية بن قرة المزني
معبد بن هلال العنزي
المغيرة بن أبي قرة السدوسي
مكحول الشامي
منصور بن زاذان
المنهال بن عمرو
مورق العجلي
موسي بن أنس بن مالك
موسي بن وردان
ميمون بن سياه
نافع أبو غالب الباهلي
النضر بن أنس بن مالك
النضر بن عبد الله
النعمان بن مرة الزرقي
نعيم المجمر
نفيع أبو داود الأعمي
النهاس بن قهم
هشام بن زيد بن أنس بن مالك
هلال بن جبير
هلال أبو ظلال القسملي
هلال بن أبي ميمونة
أبو عقال هلال بن زيد بن يسار بن بولا البصري
الهياج بن بسام القيسي
واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري
وقدان أبو يعفور العبدي
الوليد بن زروان
أبو مجلز لاحق بن حميد
يحيي بن أبي إسحاق
يحيي بن سعيد الأنصاري
أبو هبيرة يحيي بن عباد الأنصاري
يحيي بن عمارة بن أبي حسن المازني
يحيي بن أبي كثير
يحيي بن يزيد الهنائي
يزيد بن أبان الرقاشي
أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي
يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي
يزيد بن أبي منصور
يزيد بن أبي نشبة
يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة
يوسف بن إبراهيم أبو شيبة الجوهري
يوسف بن عبد الله بن الحارث البصري
أبو الأبيض العنسي الشامي
أبو إدريس البصري
أبو أسماء الصيقل
أبو بكر بن أنس بن مالك
أبو بكر بن عبيد الله بن أنس بن مالك
أبو بكر بن النضر بن أنس بن مالك
أبو حمزة البصري
أبو خلف الأعمي
أبو الرحال الأنصاري
أبو سعد الساعدي
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
أبو طالوت الشامي
أبو طلحة الأسدي
أبو عاتكة
أبو عبيدة
أبو عثمان
أبو عصام البصري
أبو معاذ
أبو معان
أبو معقل
أبو معن
حفصة بنت سيرين
زينب بنت نبيط
أم الحكم بنت النعمان
*
بئر دار أنس بن مالك
كان لأنس بن مالك بئر في داره شرب منها النبي محمد وأبوبكر وعمر بن الخطاب وأعرابي كان معهم شهدت هذه الحادثة تعليم النبي المسلمين أحد آداب المسلمين في نقل الأشربة يسمى لدى المسلمين الأيمن فالأيمن حيث نقل الرسول محمد الماء بعد أن شرب منها إلى الأعرابي الذي كان على يمينه ولم ينقلها إلى أبوبكر على يساره رغم فضل أبوبكر عند كثير من المسلمين [٣٣]
لم يكن في المدينة بئر أعذب من بئر دار أنس بن مالك وقيل أنها كانت تسمى في الجاهلية البرود [٣٤]

نقده
على مر التاريخ الإسلامي لم يذكر أحد من علماء المسلمين أنس بن مالك بسوء ولم يشك أو يشكك أحد منهم في رواياته فقد روى له البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحة وكثير من كتب الحديث الصحيحة, ويعتبره المسلمون أحد الذين رضي الله عنهم وأرتضاه صاحب وخادم لرسوله.
ولكن تعرض أنس بن مالك لإتهامات وانتقادات أخرى من أثنين من غير علماء المسلمين وهما:-
الحجاج بن يوسف الثقفي

إتهامه لأنس بن مالك
كان الحجاج يحدث الناس عن ليالي عبد الرحمن بن الأشعث، فجاء أنس بن مالك فقال الحجاج: هي يا خبيث! جوال في الفتن، مرة مع علي بن أبي طالب، ومرة مع ابن الزبير، ومرة مع ابن الأشعث! أما والذي نفس الحجاج بيده لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة، ولأجردنك كما يجرد الضب. فقال أنس: من يعني الأمير؟ قال: إياك أعني، أصم الله سمعك.[٣٥]

رد أنس بن مالك
فخرج أنس ولم يجيبه فقيل لأنس: ما منعك أن تجيبه؟ فقال: والله لولا أني ذكرت كثرة ولدي وخشيته عليهم لأسمعته في مقامي هذا ما لا يستحسن لأحدٍ بعدي! وكتب إلى عبد الملك بن مروان: «بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الملك أمير المؤمنين من أنس بن مالك خادم رسول الله وصاحبه. أما بعد، فإن الحجاج قال لي هجراً من القول وأسمعني نكراً ولم أكن لما قال أهلاً، إنه قال لي كذا وكذا وإني أقسمت بخدمتي لرسول الله عشر سنين كوامل: لولا صبية صغار ما باليت أية قتلةٍ قتلت، والله لو أن اليهود والنصارى أدركوا رجلاً خدم نبيهم لأكرموه! فخذ لي على يده وأعني عليه، والسلام!» [٣٦]

خطاب عبد الملك بن مروان للحجاج
لما قرأ عبد الملك الكتاب استشاط غضباً وكتب إلى الحجاج: «أما بعد، فإنك عبد من ثقيف طمحت بك الأمور فعلوت فيها وطغيت حتى عدوت قدرك وتجاوزت طورك يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب. لأغمزنك غمز الليث ولأخبطنك خبطةً ولأركضنك ركضةً تود معها لو أنك رجعت في مخرجك من وجار أمك. أنا تذكر حال آبائك ومكاسبهم بالطائف وحفرهم الآبار بأيديهم ونقلهم الحجارة على ظهورهم؟ أم نسيت أجدادك في اللؤم والدناءة وخساسة الأصل؟ وقد بلغ أمير المؤمنين ما كان منك إلى أبي حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله ، فعليك لعنة الله من عبدٍ أخفش العينين أصك الرجلين ممسوح الجاعرتين، لقد هممتُ أن أبعث إليك من يسحبك ظهراً لبطن حتى يأتي بك أبا حمزة أو انتهكت له عرضاً غير ما كتب به إليه لفعل ذلك بك. فإذا قرأت كتابي هذا فكن له أطوع من نعله واعرف حقه وأكرمه وأهله ولا تقصرن في شيء من حوائجه، فو الله لو أن اليهود رأت رجلاً خدم العزير أو النصارى رجلاً خدم المسيح لو قروه وعظموه. فتباً لك! لقد اجترأت ونسيت العهد، وإياك أن يبلغني عنك خلاف ذلك، فأبعث إليك من يضربك بطناً لظهر ويهتك سترك ويشمت بك عدوك! والقه في منزله متنصلاً إليه ليكتب إلي برضاه عنك! " ولكلِّ نبإٍ مستقرٌّ وسوف تعلمون "» [٣٦]

اعتذار الحجاج لأنس بن مالك
أتى إسماعيل بن عبد الله مولى بني مخزوم للحجاج بالكتاب من عبد الملك بن مروان إليه فجعل يقرأه ووجهه يتغير وجبينه يرشح عرقاً ويقول: يغفر الله لأمير المؤمنين. ثم اجتمع بأنس فرحب به الحجاج واعتذر إليه وقال: أردت أن يعلم أهل العراق إذ كان من ابنك ما كان وإذ بلغت منك ما بلغت أني إليهم بالعقوبة أوسع.[٣٧]

مرضه ووفاته
أبتلي أنس بن مالك في نهاية حياته بمرض البهاق, وضعف جسده حتى أنه لم يستطع الصيام فصنع جفنة من ثريد ودعا بثلاثين مسكيناً، فأطعمهم.[١٠]
توفي أنس بن مالك في يوم جمعة من سنة ثلاث وتسعين وهو يقول: لقنوني لا إله إلا الله فلم يزل يقولها حتى قبض[١٠], وكان ذلك في البصرة, وكان موته بقصره بالطف، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلى عليه صلاة الميت قطن بن مدرك الكلابي.[٥]
وكان عنده عصية للرسول محمد، فمات فدفنت معه بين جيبه وبين قميصه.[١٠]
قال قتاده: «لما مات أنس بن مالك رضي الله عنه قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم، قيل: كيف ذلك يا أبا المعتمر؟ قال: كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث قلنا: تعالى إلى من سمعه من النبي ».[٩]

العوفي العوفي
2016-05-16, 08:39
أنس بن مالك :أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدى .بن النجار الأنصاري الخزرجى
.
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين من الراوية عنه ، كان له عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة التي نورت بمقدمه المبارك صلى الله عليه وسلم عشر سنين فأتت به أمه أم سليم النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : هذا أنس غلام يخدمك ، فقبله النبي صلى الله عليه وسلم وكناه بأبي حمزة لبقلة كان يجتنيها وكان لطعم هذه البقلة لذوعة ، ولقبه بذي الأذنين .فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ :" كَنَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا ".

قال ابن الأثير : وفي حديث أنس " كَنَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا " أي كناه أبا حمزة .قال الأزهرى : البقلة التي جناها أنس كان في طعمها لذع فسميت حمزة بفعلها يقال رمانة حامِزة أي فيها حموضة .

ممازحة النبي صلى الله عليه وسلم لأنس وخدمته له :
كان النبي صلى الله عليه وسلم لكريم خلقه وشدة عطفه وإحسانه يمازحه فكان يقول له يا ذا الأذنين تلطفاُ معه وتأنيسًا له ومراعاة لسنه .عَنْ أَنَسٍ قَالَ : رُبَّمَا قَالَ لِيَ النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا ذا الأذنين ). قَالَ أَبُو أُسَامَةَ (أحد رواة الإسناد) : يَعْنِى يُمَازِحُهُ.

خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، واتصل به اتصال الخادم بالمخدوم ،ولازمه في الحضر والسفر منذ نعومة أظفاره ، واطلع على ما لم يطلع عليه كثير من الصحابة الذين لم يظفروا بشرف خدمته صلى الله عليه وسلم وهذه الصلة القريبة من الرسول صلى الله عليه وسلم أتاحت لأنس أن يتعلم من أدب النبي صلى الله عليه وسلم وخلقه ،
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة عملية لأصحابه فإذا أمرهم بأمر كان أول المؤتمرين به ، وإذا نهاهم عن أمر كان أول المنتهين عنه صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى الصحابة للإسلام واقع عملي في حياته صلى الله عليه وسلم استطاعوا بتوفيق الله تعالى محاكاته في كل كبيرة وصغيرة حتى رئي للإسلام واقع عملي في حياتهم رضي الله عنهم وهذا يرجع في المقام الأول بعد فضل الله تعالى إلى القدوة العملية التي انسجمت أعماله مع أقواله وإلى شفقته صلى الله عليه وسلم وحرصه المنقطع النظير على أصحابه .

عنْ أَنَسٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَنَساً غُلاَمٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ . قَالَ : فَخَدَمْتُهُ في الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ ، فَوَاللَّهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا وَلاَ لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ نَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا.
.
قال الحافظ بن حجر : أبو طلحة كان زوج أم سليم والدة أنس بن مالك وأبو طلحة لم يذهب بأنس إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد رضا أم سليم وقد ورد في بعض طرق هذا الحديث أن أم سليم هي التي أحضرت أنسًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة وأما أبو طلحة فأحضره إليه لما أراد الخروج إلى غزوة خيبر -

عن أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ : ( خَدَمْتُ النبي صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ وَلاَ لِمَ صَنَعْتَ وَلاَ أَلاَّ صَنَعْتَ )

ظاهر هذا الحديث قد يفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان تاركًا للحبل على الغارب فلا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولكن هذا خاص بما يتعلق بحظوظه النفسية فكان صلي الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه بل كان يتنازل عن حظوظه النفسية فلا يعنف خادمه أو زوجته إذا قصر في أموره الخاصة، وقد بين الحافظ ابن حجر المراد منه فقال رحمه الله: ويستفاد من هذا ترك العتاب على ما فات لأن هناك مندوحة عنه باستئناف الأمر به إذا احتيج إليه وفائدة تنزيه اللسان عن الزجر والذم واستئلاف خاطر الخادم بترك معاتبته وكل ذلك في الأمور التي تتعلق بحظ الإنسان وأما الأمور اللازمة شرعا فـلا يتسامح فيها لأنها من باب الأمـر بالمعروف و النهى عن المنكر - . .

شهد أنس رضي الله عنه بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يذكر في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل وإنما خرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم لخدمته . كما كان ممن بايع تحت الشجرة .قال الإمام الذهبي : فصحب أنس نبيه صلى الله عليه وسلم أتم الصحبة ، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر ، وإلى أن مات ، وغزا معه غير مرة ، وبايع تحت الشجرة ) . دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس واستجابة الله تعالى له :ولما جاءت أم سليم بأنس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه قالت أم سليم للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ادع الله لأنس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة " ، وفي رواية : " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه " .

فقال أنس : فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدى مائة وخمسة وعشرين وإن أرضى لتثمر في السنة مرتين ( الإصابة في تمييز الصحابة 1/72 ) . عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،خَادِمُكَ أَنَسٌ ادْعُ اللَّهَ لَهُ فَقَالَ : « اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ »

عَنْ أَنَسٍ قَــــــــالَ :"دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا وَمَاهُوَ إِلاَّ أَنَا وَأُمِّي وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَتِي فَقَالَتْ أُمِّي : يَارَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ - قَالَ - فَدَعَا لِي بِكُلِّ خَيْرٍ وَكَانَ فِي آخِرِ مَا دَعَا لِي بِهِ أَنْ قَالَ :«اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ" ) .وفى رواية عند مسلم في نفس الكتاب والباب السابق : عَن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَتْ أُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ صَوْتَهُ فَقَالَتْ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنَيْسٌ فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ دَعَوَاتٍ قَدْ رَأَيْتُ مِنْهَا اثْنَتَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَرْجُو الثَّالِثَةَ فِي الآخِرَةِعَنْ أَبِي خَلْدَةَ قَالَ : قُلْتُ لأَبِى الْعَالِيَةِ : سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الْفَاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ وَكَانَ فِيهَا رَيْحَانٌ يَجِدُ مِنْهُ رِيحَ الْمِسْكِ مناقب لأنس بن مالك رضي الله عنهما - ) .

كان أنس كتوما لأسرار النبي صلى الله عليه وسلم حتى وهو صغير وهذا من آثار القدوة العملية وشفقة المربى على من يربيهم أن أحبوه صلى الله عليه وسلم حبًا شديدًا حملهم هذا الحب على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة والتعلم من أدبه وخلقه والمحافظة عليه صلى الله عليه وسلم وافتدائه بالنفس والولد والمال والمحافظة على أسراره فربى منهم رجالاً وإن لم يبلغوا مبلغ الرجال ، وهذا أنس رضي الله عنه كان ينظر إلى نفسه وهو حدث صغير السن نظرة الرجل الكبير الذي يقدر المسئولية حق قدرها .عن ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ - قَالَ - فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ : مَا حَبَسَكَ ؟ قُلْتُ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ . قَالَتْ : مَا حَاجَتُهُ ؟ قُلْتُ : إِنَّهَا سِرٌّ . قَالَتْ :
لاَ تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَداً . قَالَ أَنَسٌ : وَاللَّهِ لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَداً لَحَدَّثْتُكَ يَا ثَابِتُ " (أخرجه مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه -عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَسَرَّ إِلَىَّ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِرًّا فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَداً بَعْدُ . وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي عَنْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ " (فانظر كيف كان أنس ينظر إلى نفسه وهو حدث صغير نظرته إلى نفسه بعد أن صار شيخًا كبيرًا ، وكيف احتفظ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات . إن ذلك ليرجع في المقام الأول إلى صحة المنهج الذي رُبى عليه الصحابة وإلى صدق المربى صلى الله عليه وسلم وحرصه المنقطع النظير على من يربيهم إلى أن تمكن حبه من قلوبهم هذا التمكن الذي لا يوصف .

ولشدة حبه رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وشدة تعلقه به ما حال الموت بينه وبين رؤية حبيبه وأستاذه بل كان يراه في النوم وهذا من آثار الحب الصادق .

قال المثنى بن سعيد : سمعت أنس بن مالك يقول : ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ، ثم يبكى . ولقد حمل حب أنس رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم وهذه ثمرة الحب الحقيقي لا يجد صاحبها بدًا من اتباع من أحبه ومحاكاته في كل كبيرة وصغيرة .
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : ما رأيت أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعنى أنس بن مالك تبرك أنس بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم:لقد حمل حب أنس للنبي صلى الله عليه وسلم وتعلقه به على التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم.قال ثابت البناني : قال لي أنس بن مالك : هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني ، قال : فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه.
.
قال الإمام الذهبي : أنس بن مالك بن النضر الإمام ، المفتى ، المقرئ ، المحدث ،راوية الإسلام ، خادم رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرابته من النساء ،وتلميذه ، وتبعه ، وآخر أصحابه موتاً . روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم علمًا جمًا وعن أبى بكر وعمر وعثمان ومعاذ وأسيد بن الحضير وأبى طلحة وأمه أم سليم بنت ملحان وخالته أم حرام وزوجها عبادة بن الصامت وأبى ذر ومالك بن صعصعة وأبى هريرة وغيرهم .

روى عن أنس خلق عظيم منهم الحسن وابن سيرين و الشعبي وعمر بن عبد العزيز وثابت البناني والزهري وغيرهم كثير .روى أنس ألفين ومائتين وستاً وثمانين حديثاً ، اتفق البخاري ومسلم على تخريج مائة وثمانين حديثاً ، وانفرد البخاري بثمانين حديثاً ومسلم بتسعين حديثا - خرج له الأئمة الستة .

أسباب إكثار أنس بن مالك رضي الله عنه من الرواية:نستطيع حصر أسباب إكثار أنس بن مالك رضي الله عنه من الرواية في النقاط الآتية:
1 – أسلم أنس رضي الله عنه صغيرًا ، فكان له عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عشر سنين ، فأتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرضته خادمًا عليه فقبله ، والإنسان في هذا السن يتميز بصفاء الذهن وقلة الشواغل ، وهذا هو سن الحفظ والتحصيل .
2 – ملازمة أنس رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم واتصاله به اتصال الخادم بالمخدوم جعله يطلع على كثير مما لم يطلع عليه غيره ، ويحفظ عنه الكثير
3 – تعدد مصادر التحمل بالنسبة لأنس رضي الله عنه ، فكما تحمل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمله عن كبار الصحابة ، فروى عن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاذ وأسيد بن الحضير وأبي ذر وغيرهم رضي الله عنهم.
4 – كثرة تلاميذ أنس بن مالك رضي الله عنه ، فلقد عاش أنس بن مالك رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين سنة ، وتكاثر عليه طلاب العلم حتى ذكر صاحب " تهذيب الكمال " نحو مائتي نفس من الرواة عن أنس ، وبقي أصحابه الثقات إلى ما بعد الخمسين ومائة ، وقام تلاميذ أنس رضي الله عنه بتبليغ ما سمعوه من أنس رضي الله عنه ، فكثر حديث أنس رضي الله عنه لذلك .
5 – تأخر وفاة أنس بن مالك رضي الله عنه ، فلقد توفي أنس رضي الله عنه في سنة ثلاث وتسعين ، فكان آخر الصحابة موتًا بالبصرة ، فعاش بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين عامًا ، وفي هذه الفترة الزمنية احتاج الناس إلى ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لابد من تبليغ ما سمع .

قال الحافظ الذهبي : ثبت مولد أنس قبل عام الهجرة بعشر سنين .
قال الحافظ بن حجر : كانت إقامة أنس بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم شهد الفتوح ثم قطن البصرة ومات بها وكان آخر الصحابة موتاً بالبصرة سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة.

العوفي العوفي
2016-05-16, 11:37
عن أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ خَدَمْتُ النبي صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ وَلاَ لِمَ صَنَعْتَ وَلاَ أَلاَّ صَنَعْتَ

العوفي العوفي
2016-05-16, 11:38
لشدة حبه رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وشدة تعلقه به ما حال الموت بينه وبين رؤية حبيبه وأستاذه بل كان يراه في النوم وهذا من آثار الحب الصادق .

العوفي العوفي
2016-05-16, 15:46
روى البخاري - واللفظ له - ، ومسلم عن أنس : أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ ، فَطَلَبُوا الأَرْشَ ، وَطَلَبُوا العَفْوَ ، فَأَبَوْا ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَهُمْ بِالقِصَاصِ ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ : أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ، لاَ تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا ، فَقَالَ :
( يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ القِصَاصُ ) ، فَرَضِيَ القَوْمُ وَعَفَوْا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ) .

وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( رُبَّ أَشْعَثَ ، مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ ) .قيل : المعنى : أنه لو حلف على شيء أن يقع ؛ ثقة بالله وحسن ظن به لأبره الله ، وقيل : معنى القسم في الحديث : الدعاء .

قال النووي رحمه الله : " (لَوْ أقسم على الله لأبره) أي لو حلف على وقوع شَيْءٍ أَوْقَعَهُ اللَّهُ إِكْرَامًا لَهُ بِإِجَابَةِ سُؤَالِهِ وَصِيَانَتِهِ مِنَ الْحِنْثِ فِي يَمِينِهِ ، وَهَذَا لِعِظَمِ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقِيلَ مَعْنَى الْقَسَمِ هُنَا الدُّعَاءُ ، وَإِبْرَارُهُ إِجَابَتُهُ " .

وقال الحافظ رحمه الله :" أَيْ لَوْ حَلَفَ يَمِينًا عَلَى شَيْءٍ أَنْ يَقَعَ طَمَعًا فِي كَرَمِ اللَّهِ بِإِبْرَارِهِ لَأَبَرَّهُ وَأَوْقَعَهُ لِأَجْلِهِ ، وَقِيلَ هُوَ كِنَايَةٌ عَن إِجَابَة دُعَائِهِ " .

العوفي العوفي
2016-05-16, 15:59
هذه القصة التي تجسد موضوع السكينة، فقدْ أخرج مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أويس القرني رضي الله عنه:

((أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا إِلَى عُمَرَ وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِأُوَيْسٍ، فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ الْقَرَنِيِّينَ ؟ فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: إِنَّ رَجُلاً يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ لَا يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ الدِّينَارِ أَوْ الدِّرْهَمِ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ ))---[ رواه مسلم عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ]

(( إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ وَلَهُ وَالِدَةٌ وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ))--[ رواه مسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ]

وقد ورد في كتب السيرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمرَ بن الخطاب وعليِّ بن أبي طالب: إذا لقيتما أويساً القرني فاسألاه أن يستغفر لكما فإنه مجاب الدعوة.
فترصدا موسم الحج عشر سنين يدعوان أهل الموسم من اليمن على طعام فما ظفرا بضالّتهما،
ثم جاء العام الذي يليه فقال عمر لرئيس وفد اليمن: أبقي أحد لم يحضر وليمتنا، قال: لا، إلا فتىً خامل الذكر يرعى إبلاً لنا،
فقال له سيدنا عمر: أهو آدم أشهل ذو صهوبة ؟ فقال: كأنك تعرفه يا أمير المؤمنين، فذهب عمر وعلي إليه، فلما أتياه قالا: من الرجل ؟
قال: راعي إبل وأجير قوم، قالا: لسنا نسألك عن ذلك ما اسمك ؟
قال: عبد الله، قال له علي رضي الله عنه: قد علمنا أن كل من في السماوات والأرض عبيد لله، ما اسمك الذي سمتك به أمك ؟
قال: يا هذان من أنتما وما تريدان مني ؟ فقال عمر: أنا عمر بن الخطاب، وهذا علي بن أبي طالب، فانتفض واقفاً، وقال: جزاكما الله عن الإسلام خيراً يا أمير المؤمنين، ويا صهر رسول الله، أما أنتما فقد كان لكما شرف الصحبة، وأما أنا فقد حرمت هذا الشرف،
فقال له سيدنا عمر: كيف تتصور النبي يا أويس ؟ قال: أتصوره نوراً يملأ الأفق،
فبكى عمر شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال عمر: يا أويس إن النبي أمرنا أن تستغفر لنا، وأن تدعو لنا، قال: ما أخص بالدعاء أحداً، ولكن أعمم !
قال عمر: يا أويس عظني، قال: يا أمير المؤمنين، اطلب رحمة الله عند طاعته، واحذر نقمته عند معصيته، ولا تقطع رجاءك منه،
قال سيدنا عمر: أفلا نأمر لك بصلة ؟ قال: يا أمير المؤمنين أخذت على عملي أربعة دراهم، ولي على القوم ذمة، متى تراني أنفقها ؟ وعليّ رداء وإزار، متى تراني أخرقهما ؟ يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤود لا يقطعها إلا كل مخفّ مهزول، فبكى عمر، وقال: ليت أم عمر لم تلد عمر، قال: يا أويس ألا تقيم عندنا ؟ قال: أريد الكوفة، قال: أفلا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال: أحب أن أكون في دهماء الناس، ومضى إلى سبيله، ومات في غمار خيمة من خيام المسلمين خاملاً في الأرض علماً في السماء.
إنها السكينة التي يسعد بها الإنسان ولو فقد كل شيء، ويشقى بفقدها ولو ملك كل شيء.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الدهماء: ليلة تسع وعشرين من الشهر القمري حيث يلف الظلام كل شيء وتصان الأسرار
والدهماء: الحديقة التى اشتدت خضرتها فمالت الى السواد من نعمتها وريها
والدهماء:عامة الناس وسوادهم وهم القاعدة الشعبية واليد العاملة المنتجة وفيهم خير وبركة
وسواء اكنت دهماء أم دهيماء ففى استطاعتك ان تحيطي بما يوحي به اسمك من بين الأسماء مكبرة و مصغرة واذا كانت الدهمة سوادا فهى على الآعداء
الدُهْمَةُ: السوادُ. يقال: فرسٌ أَدْهَمُ، وبعيرٌ أَدْهَمُ،وناقةٌ دَهْماءُ.
وادْهَمَّ الفرسُ ادْهِماماً، أي صار أَدْهَمَ وادْهامَّ الشيء ادْهِماماً،
أي اسوادَّ. قال تعالى: "مُدْهامَّتانِ"، أي سوداوان من شدَّة الخُضرة من الريِّ.
والعرب تقولُ لكلِّ أخضر أسودُ.
والدَهْماءُ القِدْرُ.
والوطأةُ الدَهْماءُ: القديمةُ.
والدَهْماءُ سَحْنةُ الرجل.
والشاةُ الدَهْماءُ: الحمراءُ الخالصة الحمرة.
ودُهْماءُ الناس: جماعتهم.
والدُهَيْماءُ: تصغير الدَهْماءِ، وهي الداهية، سمِّيتْ بذلك لإظلامها.
ويقال للقيد: الأدْهَمُ.
والدُهَيْمُ وأمّ الدُهَيْمِ، من أسماء الدَواهي.
الدهماء: مؤنث الأدهم: والأدهم القديم من آثار الديار وفى القديم عراقة الماضي وعبق التاريخ وجمال الذكرى.

العوفي العوفي
2016-05-16, 16:18
هو أويس بن عامر بن جزء بن مالك...المرادي ثم القرني الزاهد المشهور. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وسكن الكوفة وهو من كبار تابعيها، ومن أفضل التابعين، على خلاف، قال أحمد: هو سعيد بن المسيب، وقيل: هو أويس القرني، وقيل: الحسن والصواب: أويس لما في صحيح مسلم: أن خير التابعين رجل يقال له: "أويس"وبعضهم قال: الأعلم ابن المسيب، والأزهد والعابد: أويس.
عاش في اليمن، وانتقل إلى الكوفة، وكان مع سيدنا علي في صفين وبها لقي الله شهيدًا.

روى عن عمر وعلي، وتعلم على يد كثير من الصحابة ونهل من علمهم حتى صار من أئمة التابعين زهدًا وورعًا، ولقد تعلم منه خلق كثير، تعلموا منه بره بأمه، وتواضعه لربه رغم ما ورد في فضله من أحاديث، ورغم ما ذكره به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وروى عنه بشير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وقال كان ثقة وذكره البخاري فقال في إسناده نظر وقال ابن عدي ليس له رواية لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشك فيه.

مكانة أويس القرني:
لأويس القرني مكانة عظيمة يعرفها الصحابة رضوان الله عليهم لما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد أفرد الإمام مسلم في صحيحه بابًا من فضائل أويس القرني رضي الله عنه، وروى مسلم بسنده عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم قال: لك والدة؟ قال: نعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل؛ فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس قال: تركته رث البيت قليل المتاع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسًا فقال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي قال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال: لقيت عمر قال: نعم فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة.
ونَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ: فقال: أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ.

من أهم ملامح شخصيته عبادته:
لكل من يريد الوصول إلى الله عز وجل طريقًا يلتمس فيه القرب من الله، وما يميزه عن غيره، فالبعض اتخذ قيام الليلة وسيلة القرب إلى الله، والبعض الآخر اتخذ الاستغفار بالأسحار الطريق الذي ينتهي به إلى حب الله، والبعض اتخذ التفكر وسيلة القرب من الله، ولم يكن أويس القرني كعامة الناس يحيا ولا يفكر إلا في طعامه وشرابه؛ لكنه فهم حقيقة هذه الدنيا، وأدان نفسه وعمل لما بعد الموت، وكان يغلب على أويس القرني التفكر في مخلوقات الله لتنتهي به إلى حب خالقها، ولما قدم هرم بن حيان الكوفة سأل عن أويس فقيل له: هو يألف موضعًا من الفرات يقال له: العريض بين الجسر والعاقل ومن صفته كذا فمضى هرم حتى وقف عليه فإذا هو جالس ينظر إلى الماء ويفكر وكانت عبادة أويس الفكرة.
انعكست عبادة أويس القرني على سلوكه، مما أثر إيجابًا في الآخرين، فقد كان التأثير بسلوكه أكثر منه بقوله، فهو المتواضع لربه، البار بأمه، ومع ذلك فكان دائم النصح والتوجيه للآخرين، قائمًا بالحق رغم معادة الآخرين له ورميه بعظائم الأمور إلا أن ذلك لم يمنعه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومما يروى في هذا الصدد أن رجلاً من "مراد" جاءه وقال له: السلام عليكم قال: وعليكم قال: كيف أنت يا أويس؟ قال: بخير نحمد الله قال: كيف الزمان عليكم؟ قال: ما تسأل رجلا إذا أمسى لم ير أنه يصبح، وإذا أصبح لم ير أنه يمسي، يا أخا مراد، إن الموت لم يُبق لمؤمن فرحًا يا أخا مراد، إن معرفة المؤمن بحقوق الله لم تبق له فضة وذهبًا، يا أخا مراد، إن قيام المؤمن بأمر الله لم يُبق له صديقًا والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداءً ويجدون على ذلك من الفساق أعوانًا حتى والله لقد رموني بالعظائم، وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق..

بذل النصيحة:
ولما طلب منه هرم بن حيان أن يوصيه قال له: قرأ عليه آيات من آخر حم الدخان من قوله: "إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين" حتى ختمها ثم قال له: يا هرم، احذر ليلة صبيحتها القيامة ولا تفارق الجماعة فتفارق دينك ما زاده عليه..
وكان يخاطب أهل الكوفة قائلاً لهم: يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم.

عفوه وصفحه عن الآخرين:
عاش أويس القرني بين الناس وهم يرمونه بالحجر فلا يجدون منه إلا أطيب الثمر، وكان يد الأذى تناله إلا أنه كان دائمًا ما يعفو ويصفح، وكان يجالسهم ويحدثهم رغم ما يصيبه من أذى ألسنتهم ويقول أسير بن جابر: كان محدث يتحدث بالكوفة فإذا فرغ من حديثه تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدًا يتكلم بكلامه فأحببته؛ ففقدته فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلاً كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه؛ ذاك أويس القرني قلت: أو تعرف منزله قال: نعم فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا فقال: العري. قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه قال: لا تفعل فإنهم يؤذونني قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالو: من ترى خدع عن برده هذا فجاء فوضعه وقال: قد ترى فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة وأخذتهم بلساني..

وفاته:
خرج أويس القرني مع سيدنا علي كرم الله وجهه في موقعة صفين، وتمنى الشهادة ودعا الله قائلاً: اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق. وقاتل بين يدي سيدنا علي حتى استشهد فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة، وكان ذلك سنة 37 هـ في وقعة صفين.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مصادر الدراسة:أسد الغابة - الثقات للعجلي - الإصابة في تمييز الصحابة - الطبقات الكبرى - تاريخ دمشق - مسند الإمام أحمد - صحيح مسلم - مشاهير علماء الأمصار - لسان الميزان..

منقول
http://islam.ahram.org.eg/Media/NewsMedia/2013/12/15/2013-635227089882165047-216_Inner_630x371.jpg

العوفي العوفي
2016-05-17, 07:18
مكانة أويس القرني:
لأويس القرني مكانة عظيمة يعرفها الصحابة رضوان الله عليهم لما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد أفرد الإمام مسلم في صحيحه بابًا من فضائل أويس القرني رضي الله عنه، وروى مسلم بسنده عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم قال: لك والدة؟ قال: نعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل؛ فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس قال: تركته رث البيت قليل المتاع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسًا فقال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي قال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال: لقيت عمر قال: نعم فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة.
ونَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ: فقال: أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ.

العوفي العوفي
2016-05-17, 11:38
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الأمي محمد صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.
السؤال:من هو سيدنا القرني اسمه الكامل ولمحة موجزة عنه؟جزاكم الله عنا وعن الأمة كل خير.

الإجابــة :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السائل يسأل عن أويس القرني التابعي الجليل واسمه ونسبه كما في الطبقات لابن سعد: أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحابر بن مالك بن أدد من مذحج وهو الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث مسلم عن عمر رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم.

وفي رواية لمسلم عن أسير بن عمرو قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم.قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فأتى أويسا فقال: استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي قال لي: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. رواه مسلم.وقد ذكر الذهبي في السير أنه غزا أذربيجان، فمات بها.والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-05-17, 22:13
آخر ما سمع من الرسول عن حذيفة قال: (أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي توفاه الله فيه، فقلت:
(يا رسول الله، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟)... فرد علي بما شاء الله ثم قال: (يا حذيفة أدن مني).فدنوت من تلقاء وجهه، قال:
(يا حذيفة إنه من ختم الله به بصوم يوم، أراد به الله تعالى أدخله الله الجنة، ومن أطعم جائعا أراد به الله، أدخله الله الجنة، ومن كسا عاريا أراد به الله، أدخله الله الجنة). قلت:(يا رسول الله، أسر هذا الحديث أم أعلنه).قال: (بل أعلنه).فهذا آخر شئ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).

العوفي العوفي
2016-05-18, 10:48
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (إذا قال الرجلُ: هَلَكَ الناسُ؛ فهو أَهْلَكهم) .
أخرجه مالك ، والبخاري، وأبو داود ، وابن حبان ، وأحمد ،

العوفي العوفي
2016-05-18, 10:56
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه))؛ رواه مسلم.


https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQyFA2PFpUxS0kUCVAblwiHZ02ujKs8I qTkBPKAKR3_8vEePdq_HQ

العوفي العوفي
2016-05-18, 11:01
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQceFXyTvkt9h45eaX0yciM3GSYBiX7B tZo2yhtaKbKfMuuuWmytQ

العوفي العوفي
2016-05-18, 11:06
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه))؛ رواه مسلم.
شرح الحديث:
أشعث من صفات الشعر، وشعره أشعث؛ يعني: ليس له ما يدهن به الشعر، ولا ما يُرجله، وليس يهتم بمظهره، وأغبر؛ يعني: أغبر اللون، أغبر الثياب، وذلك لشدة فقره.
مدفوع بالأبواب؛ يعني: ليس له جاه، إذا جاء إلى الناس يَستأذن، لا يأذنون له، بل يدفعونه بالباب؛ لأنه ليس له قيمة عند الناس، لكن له قيمة عند رب العالمين؛
لو أقسم على الله لأبرَّه، لو قال: والله لا يكون كذا، لم يكن، والله ليكونن كذا، لكان، لو أقسم على الله لأبرَّه؛ لكرمه عند الله - عز وجل - ومنزلته.

فبأي شيء يحصل هذا؟
فربما يكون رجل أشعث أغبر مدفوعًا بالأبواب، لو أقسم على الله ما أبرَّه!ورُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه!

فما هو الميزان؟
الميزان: تقوى الله - عز وجل - كما قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].
فمن كان أتقى لله، فهو أكرم عند الله؛ يُيسر الله له الأمر، يجيب دعاءه، ويكشف ضره، ويبر قسمه، وهذا الذي أقسم على الله، لن يقسم بظلم لأحد، ولن يجترئ على الله في ملكه، ولكنه يقسم على الله فيما يرضي الله؛ ثقةً بالله - عز وجل - أو في أمور مباحة ثقةً بالله - عز وجل.
فيبر الله بقسمه؛ لأنه يقسم على الله في شيء يرضاه الله - عز وجل - إحسانًا في ظنه بالله - عز وجل.
أما من يقسم على الله تألِّيًا على الله، واستكبارًا على عباد الله، وإعجابًا بنفسه - فهذا لا يبر الله قسمه؛ لأنه ظالم.

ومن ذلك قصة الرجل العابد الذي كان يمر برجل مسرف على نفسه، فقال:
والله لا يغفر الله لفلان، أقسم أن الله لا يغفر له، لماذا يقسم؟ هل المغفرة بيده؟ هل الرحمة بيده؟ فقال الله - جل وعلا -: "من ذا الذي يتألَّى عليَّ ألا أغفر لفلان؟!" - استفهام وإنكار - فإني قد غفرت له وأحبَطت عملك"، نتيجة سيئة والعياذ بالله، لم يبرَّ الله قسمه، بل أحبط عمله؛ لأنه قال ذلك إعجابًا بعمله وإعجابًا بنفسه، واستكبارًا على عباد الله - عز وجل.

العوفي العوفي
2016-05-18, 23:00
عن أبى موسى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عنه وسلم ( ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب أمن بنبيه وأمن بمحمد صلى الله عليه وسلم . والعبد المملوك إذا أدى حق الله تعالى وحق مواليه . ورجل كانت عنده أمة يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها . وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران ) رواه البخارى .

العوفي العوفي
2016-05-18, 23:06
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فقد وقع الكلام فيمن يؤتي أجره مرتين من ذلك عشرة وردت فى عدة أحاديث، ونظمتها فى أبيات ثم وقفت على عدة أخرى، فأردت جمع ذلك في هذه الكراسة والله الموفق.

حديث القرآن فيمن يؤتي أجره مرتين
قال تعالى: مخاطبا أزواج نبيه - صلى الله عليه وسلم: (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين).
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته).
وقال تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون، وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين).
وقال تعالى: (وما أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا).

ثلاثة لهم أجران
وأخرج الشيخان عن أبى موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لهم أجران - وفى لفظ يؤتون أجرهم مرتين - رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه، وأدرك النبي - الله صلى الله عليه وسلم - فآمن به، واتبعه وصدقه فله أجران، وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سيده فله أجران، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن أدبها ثم اعتقها وتزوجها فله أجران).
جزاء من أسلم من أهل الكتاب
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب عام حجة الوداع: (من أسلم من أهل الكتابين فله أجره مرتين، ومن أسلم من المشركين فله أجره).

أربعة يؤتون أجرهم مرتين
وأخرج أيضا عن أبى أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (أربعة يؤتون أجرهم مرتين: أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومن أسلم من أهل الكتاب، ورجل كانت عنده أمة فأعتقها، ثم تزوجها، وعبد مملوك أدى حق الله وحق سادته).

جزاء العبد إذا نصح لسيده
وأخرج الشيخان عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن العبد إذا نصح لسيده، وأحسن عبادة ربه، فله أجره مرتين).
وأخرجا عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول - الله صلى الله عليه وسلم: (للعبد المملوك الصالح أجران).

جزاء أهل القرآن
وأخرج الشيخان عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول - الله صلى الله عليه وسلم - قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذى يقرأه وهو عليه شاق له أجران).
وأخرج الدارمى فى مسنده عن وهب الذمارى قال: (من آتاه الله القرآن فقام به آناء الليل، وآناء النهار، وعمل بما فيه، ومات على الطاعة بعثه الله يوم القيامة مع السفرة، والأحكام - والسفرة الملائكة والأحكام الأنبياء - قال: ومن كان عليه حريصا وهو يتفلت منه، وهو لا يدعه أوتي أجره مرتين).

جزاء الحاكم المجتهد
وأخرج البخارى، وأبو داود عن عمرو بن العاص، وأبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران، وإذا اجتهد فأخطاء فله أجر).
وأخرج البيهقى فى الشعب من طريق عبدالرزاق عن معمر عن موسى بن إبراهيم عن رجل من آل أبى ربيعة أنه بلغه أن أبا بكر حين أستخلف قعد في بيته حزينا، فدخل عليه عمر فأقبل على عمر يلومه، فقال: أنت كلفتنى هذا؟ وشكى إليه الحكم بين الناس. فقال عمر: أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الوالى إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران، وإذا اخطأ فله أجر واحد).

جزاء الصدقة على الأقارب
وأخرج الشيخان عن زينب امرأة عبدالله بن مسعود قالت: جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجة، فخرج علينا بلال، فقلنا له: ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أن امرأتين بالباب، تسألانك تجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما، وعلى أيتام في حجرهما، فدخل بلال فسأله فقال: (لهما أجران أجر القرابة، وأجر الصدقة). وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الصدقة على ذى قرابة يضعف أجرها مرتين).

العوفي العوفي
2016-05-19, 06:30
قال النَّبِيِّ ﷺ :"مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَالْقَاعِدُ فِي الْمَسْجِد يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ كَالْقَانِتِ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ". أخرجه أحمد

العوفي العوفي
2016-05-19, 11:35
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRoi2gHC9PIDB_IkNxfELbxiwFKKi-FBoHzUtoi7yc1C5mcAzcb

العوفي العوفي
2016-05-19, 13:58
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّلامَ. قَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ. فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : وَعَلَيْكَ السَّلامُ. ثُمَّ قَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ. حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا ! عَلِّمْنِي. قَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا .....

العوفي العوفي
2016-05-19, 13:59
قال النبي عليه الصلاة والسلام :((إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْرِقُهَا قَالَ لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا))
[مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ]

العوفي العوفي
2016-05-19, 14:00
((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ ؟ قَالَ : إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ ، وَأَجْمِعِ الْيَأْسَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ))------[سنن ابن ماجة عَنْ أَبِي أَيُّوبَ]

العوفي العوفي
2016-05-19, 14:03
قصة مؤثرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن عطاء قال :
(( دخلت أنا وعبيد بن عميرة على عائشة رضي الله عنها ، فقال ابن عمير : أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فبكت وقالت : قام ليلة من الليالي فقال : يا عائشة ذريني أتعبد ربي ـ ما هذا الأدب يستأذنها أن يصلي قيام الليل ؟ ـ قالت : قلت والله إني لأحب قربك لكن وأحب ما يسرك ، فقالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بلّ حجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبداً شكوراً ، لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر ما فيها ))---[ مسلم عن عطاء]

ما الآية ؟
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾---(سورة آل عمران)...

العوفي العوفي
2016-05-19, 14:06
من وسائل التدبر التأمين بعد الفاتحة وفيه أجر عظيم --((إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))--[صحيح البخاري عن أبي هريرة]

هذا التأمين ماذا يكلف ؟ هل يكلفك أن تنفق مالك كله ؟ أن تقول آمين بخشوع بعد أن يقرأ الإمام الفاتحة :
((إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

وهذا التجاوب أيضاً حينما تقول : سمع الله لمن حمده ، الله يسمعك ، فيقول المأموم : ربنا ولك الحمد وفيه أجر عظيم ، فعَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ :
(( كنَّّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ؟ قَالَ : أَنَا ، قَالَ : رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ))--[صحيح البخاري عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ]

هذا هو التجاوب مع القراءة ، ومع التسبيح ، ومع الدعاء ، ومع حركات الصلاة .

العوفي العوفي
2016-05-19, 14:09
عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
(( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا ، قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي))---[صحيح مسلم عن أبي العلاء]

ومن كيد الشيطان للمصلي ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن علاجه قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي جَاءَ الشَّيْطَانُ فَلَبَسَ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى ، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ))--[صحيح البخاري عن أبي هريرة]

العوفي العوفي
2016-05-19, 14:16
يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّى أُتِىَ بِذُنُوبِهِ ، فَجُعِلَتْ عَلَى رَأْسِهِ وَعَاتِقَيْهِ ، فَكُلَّمَا رَكَعَ أَوْ سَجَدَ تَسَاقَطَتْ عَنْه ُ))--[رواه البيهقي عن ابن عمرو]

العوفي العوفي
2016-05-19, 14:20
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
((كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّماَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا اللَّهَ قَالَ فَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى))---------[مسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك]

العوفي العوفي
2016-05-19, 14:39
ألا يصلي المصلي وبحضرته طعام يشتهيه :ومن أحد أسباب عدم الخشوع في الصلاة ألا يصلي المصلي وبحضرته طعام يشتهيه ، فكان عليه الصلاة والسلام يقول :(( لا صلاةَ بحضرةِ الطعام )) [ مسلم عن عائشة]


إذا وضع الطعام وحضر بين يدي المصلي ، أو قُدم له ، فليبدأ به لأنه لا يخشع إذا تركه ، وقام يصلي ونفسه متعلقة به ، بل إن عليه أن يأكل أولاً ثم يصلي ثانياً ، فإذا قرب العشاء وحضرت الصلاة كما قال عليه الصلاة والسلام :(( فابدؤوا به قبل أن تصلوا )) [أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أنس بن مالك ]


وفي رواية أخرى :(( إذا وُضِعَ عشاءُ أحدِكم وأُقيمت الصلاةُ ، فابدؤوا بالعَشاء ، ولا تَعجَلْ حتى تَفرُغَ منه ))[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ومالك عن عبد الله بن عمر ]

من أجل أن تصلي وأنت خالي القلب ، يحمل على هذا ، جاءتك رسالة مهمة ، افتحها واقرأها ثم صلِّ ، تنتظر فيها حوالة ، يا ترى أرسل الحوالة أم لم يرسلها ؟ اشتريت آلة تحتاج إلى أن تفهم بعض دقائقها ، افتح الآلة واختم دقائقها ثم صلِّ ، لا تدع شيئاً يشغلك عن الصلاة .

العوفي العوفي
2016-05-22, 15:39
ورد في السنّة المطهّرة ما يدلّ على فضل رمضان وفضل الصّوم فيه. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمّتي”. وقال أيضًا عليه الصّلاة والسّلام في حديث رواه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “سيّد الشّهور شهر رمضان وسيّد الأيّام يوم الجمعة”.

وأخرج الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي من طريقه عن أبي مسعود الغفاري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “لو يَعلَم العباد ما في شهر رمضان لتمنّى العباد أن يكون شهر رمضان سنة”. وروى الطبراني عن عُبادة بن الصّامت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يومًا وقد حضر رمضان: “أتاكُم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرّحمة، ويحطّ الخطايا ويَستجيب فيه الدّعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويُباهي بكم ملائكته، فأرُوا الله من أنفسكم خيرًا، فإنّ الشّقي مَن حُرِم فيه رحمة الله عزّ وجلّ”.

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إذا جاء رمضان فُتِحَت أبواب الجنّة وغُلقت أبواب النّار وصُفِّدت الشّياطين”. وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “الصّلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مُكَفِّرات إذا اجْتَنَبْتَ الكبائر”.

والمراد بشهر تُصَفَّد فيه الشّياطين، هو شهر يجد فيه المؤمن غالبًا ذوقًا وحلاوة في عبادته وسائر قُرُباته وإنفاقه، وذلك بفضل توفيق الله تعالى إيّاه وسهولة الطّاعة على النّفس الّتي تنتقل من كونها أمّارة بالسّوء إلى لوّامة ثمّ إن شاء ربّها إلى راضية مرضية.. فيا ليتَ كلّ أيّام حياتنا رمضان. ففيه تُصفَّد الشّياطين، وفيه تحارب على أيدي الصّائمين الصّادقين وفيه ينبذ كلّ شرك لله ربّ العالمين.

العوفي العوفي
2016-05-22, 15:46
امرأة أكلت في رمضان الماضي لعُذر شرعي، ورمضان هذه السنة على الأبواب، فهل يجوز لها القضاء هذا الشهر (شعبان)؟
يجب على المؤمن إن كان لديه مانع من الصّوم أن يفطر كالمرض والحيض والنِّفاس، قال تعالى: {فمَن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعِدَّةٌ من أيّام أُخَر} البقرة:184، أي عليه قضاء ما أفطره حسب حاله، فالمرأة الّتي تأكل في رمضان بسبب الحيض عليها قضاء ما تفطره قبل حلول رمضان من العام الموالي، فإن حلَّ رمضان آخر ولم تقض فيتوجّب عليها حينئذ الفدية والقضاء، وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم جزاء تأخيرها القضاء.
أمّا عن قضاء الإفطار بسبب الحيض في شهر شعبان، فلا حرج في ذلك، وأمنا عائشة رضي الله عنها كانت كثيراً ما تؤخِّر دَينها إلى شعبان

العوفي العوفي
2016-05-22, 15:46
هل توجد توعية نبوية في زواج الأباعد؟
ذكر بعض أهل العِلم أن الزواج بالأباعد أفضل من أجل نَسْلٍ سويِّ الخِلقة، وأشاروا إلى ما للوراثة مِن تأثير في ذلك، فقد جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، فقال له الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: “هل لك مِن إبل؟ قال: نعم، قال: فما لونها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورقَ؟ قال: نعم، قال: أنَّى لها ذلك؟ قال: لعلّه نزَعَها عِرقٌ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “ابنك هذا لعلّه نزعه عرق”.
فدلَّ هذا على أنّ للوراثة تأثيراً في خَلق الإنسان وخِلقتِه، وعليه فالتباعد وعدم زواج الأقارب أسلَم لصحّة الأجيال من الأبناء والبنات. والله أعلَم. -

العوفي العوفي
2016-05-22, 15:49
ما حكم السؤال لغير الله تعالى؟
قال الله تعالى: {وقالَ رَبُّكم ادْعونِي أسْتَجِب لكم} غافر:60، وقال أيضاً: {وإذا سألَك عبادي عنّي فأنّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الدّاعي إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشُدون} البقرة:186.
أمر الله تعالى من خلال هذه الآيات وغيرها عباده المؤمنين بدعائه وطلب الرزق منه دون سواه، خاصة فيما لا يقدر عليه إلاّ الله، كالولد والزوج والسكن والعمل، فكل شيء مقدّر ومكتوب في اللّوح المحفوظ، ويجب على المؤمن أن يتعامل مع حاجاته بالرضا والتّسليم والصّبر والدعاء، واتّخاذ الأسباب المشروعة من أجل نيلها، هذا حتّى لا يُفهم من كلامنا إهمال جانب اتّخاذ الأسباب وإعمال الخمول والكسل، بل إنّ اتّخاذ الأسباب المشروعة مفتاح عظيم للرّزق.
وقد يعتبر مسألة غير الله فيما لا يقدر عليه إلاّ الله شرك أكبر عياذاً بالله، وقد قال الله تعالى: {إنّ الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمَن يشاء} النساء:48. -

العوفي العوفي
2016-05-22, 15:50
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إذا جاء رمضان فُتِحَت أبواب الجنّة وغُلقت أبواب النّار وصُفِّدت الشّياطين”. وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “الصّلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مُكَفِّرات إذا اجْتَنَبْتَ الكبائر”.

العوفي العوفي
2016-05-22, 15:51
للتّقوى منزلة عظيمة، أمَرَ الله بها الأنبياء والمُرسلين، والأوّلين والآخرين، وهي الميزان الحقيقي الّذي يخفض ويرفع في الإسلام، فمَن استكمل شروطها وأدّى أركانها، أسعده في الدّنيا والآخرة. وأمّا التّفاخر بالأحساب والتّعاظم بالأنساب، فهو من عُبِّيَّةَ الجاهلية، لا يرفع للإسلام راية، ولا يحقّق لمَن قام به غاية.

وألسنتها، يأتي هذا النّداء بهذا المطلع المهيب: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، فالتّقوى ميزان التّفاضل في الإسلام، فلا مجال لرايات زائفة، ولا مجال لعصبيات جاهلية عفنة نتنة، فلا مجال لعصبية العرق، ولا لعصبية الأرض، ولا لعصبية الوطن، ولا لعصبية الجنس، ولا لعصبية اللّون، ولا لعصبية اللّغة، فأساس التّقوى وضعه القرآن كقاعدة لبناء المجتمع قبل مئات السنين، قبل أن تتغنّى الدول الديمقراطية بهذا المبدأ، فكلّ الموازين إلى زوال، وكلّ القيم إلى فناء، ويبقى الميزان الحقيقي الّذي يخفض ويرفع هو ميزان التّقوى: “إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”، فهذا هو الميزان، وهذا هو المقياس عند المولى سبحانه.

خطب عليه الصّلاة والسّلام النّاس يوم فتح مكة فقال: “يا أيّها النّاس إنّ الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية، وتعاظمها بآبائها، فالنّاس رجلان: بَرٌّ تقيّ كريم على الله، وفاجر شقيّ هيّن على الله، والنّاس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، ثمّ تلا صلّى الله عليه وسلّم قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. فلا فخر بالأنساب، ولا فخر بالجاه، ولا فخر بالسّلطان، وفي حديث آخر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّه قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أوسط أيّام التّشريق فقال: “أيّها النّاس، أيّها النّاس، ألاَ إنّ ربَّكم واحد، ألاَ إنّ أباكم واحد، ألاَ لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود، إلاّ بالتّقوى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ}”.
فلواء التّقوى الّذي رفعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ساوى فيه بين بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وحمزة القرشي، ومعاذ الأنصاري، فلا تفاضل إلاّ بالتّقوى، ولذلك تفاخر بهذا النّسب سلمان الفارسي رضي الله عنه.
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
ولقد رفع الإسلام سلمان فارس ووضع الكفر الشّريف أبا لهب.
فالعلائق والأنساب تنقطع يوم القيامة، يقول سيد الخلق صلّى الله عليه وسلّم: “إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديًا يقول: إنّي قد جعلت لكم نسبًا، وجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتُم إلاّ أن تقولوا: فلان بن فلان خير من فلان بن فلان، فاليوم أضع نسبكم وأرفع نسبي، أين المتّقون؟” ويقول صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه”. وصدق المولى سبحانه الله إذ يقول: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ}، ينقطع كلّ نسب إلاّ نسب التّقوى، {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ، فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}. وقد خلق الله الخلق على أربعة أصناف: خلق الله عزّ وجلّ آدم من غير أب ومن غير أم، وخلق الله حواء من أب دون أم، وخلق الله عيسى من أم دون أب، وخلق الله سائر النّاس من أب وأم، وهذا دليل على كمال قدرة الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى}.ورحم الله مَن قال:

النّاس من جهة الأصل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء
وإن يكن لهم من أصلهم حسب يفاخرون به فالطين والماء
ما الفخر إلاّ لأهل العلم إنّهم على الهدى لمَن استهدى أجلاء
فقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدًا النّاس موتى وأهل العلم أحياء
فهكذا تذوب جميع الفوارق، وتسقط الرايات المنتنة الّتي قال عنها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “دعوها فإنّها منتنة”، فهذه العصبيات الجاهلية الممقوتة نجح الأعداء في بذرها في قلوب كثير من المسلمين، والمسلمون تجاهلوا دينهم الّذي نصّ على أنّه لا راية في الإسلام إلاّ للتّقوى، ولا ميزان في الإسلام إلاّ للتّقوى.

العوفي العوفي
2016-05-22, 21:23
روى الطبراني عن عُبادة بن الصّامت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يومًا وقد حضر رمضان: “أتاكُم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرّحمة، ويحطّ الخطايا ويَستجيب فيه الدّعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويُباهي بكم ملائكته، فأرُوا الله من أنفسكم خيرًا، فإنّ الشّقي مَن حُرِم فيه رحمة الله عزّ وجلّ”.

العوفي العوفي
2016-05-22, 23:16
إنّ من سُنّة الله في الكون أن جعل له نفحات، ومن نفحات الله تعالى لعباده وتجلِّيات رحمته بهم، أنّه تعالى يُتابع لهم مواسمَ الخيرات والطّاعات، بعضها تِلْو بعضٍ، فاتحًا لهم أبوابَ الرّحمة والمغفرة، داعيًا إيَّاهم أن يَغتنموها.

قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ آل عمران:133. ورُوي عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: “إنَّ لربِّكم في أيَّام دَهْركم نفحات، فتعرَّضوا لها، لعلَّ أحدَكم أن تُصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا”.

اختصّ الله تعالى في أيّام دهرنا مواسم تعظُم فيها الطّاعة والعبادة والقربة لله تعالى، فهي مواسم جليلة ونفحات ربّانية خصّها الله لهذه الأمّة، لرفعة الدرجات، والفوز بأعلى الجنّات، فقد أخلف الله تعالى الأمّة عن قصر أعمارها ببركة في عملها ونفحات في أيّام دهرها، فمواسم الخيرات في السنة لا تنقض، يخرج المؤمن من عبادة ليستقبل أخرى، فمن لا يطيق فضيلة فهو يجتهد في غيرها، ومن فاتته فرصة للخير فهو يغتنم أخرى.

فطوبى لمَن تعرّض لهذه النّفحات، واستغلّ الفرص قبل الفوات، فقد ورد في الأثر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى, فَإِنَّ لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ”.

وإنّ من أعظم المواسم الربّانية والنّفحات الإلهية شهر رمضان المبارك، فهو فرصة ذهبية لا يجب تضييعها أو التفريط بها، وهو ميدان للتسابق في الخيرات لنيل أعلى الدرجات، والفوز بجنّة عرضها السّموات والأرض، يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ”.

قال ابن القيم رحمه الله: “إنّ الرجل إذا حضرت له فرصة القُربة والطّاعة، فالحزم كلّ الحزم في انتهازها، والمبادرة إليها، والعجز في تأخيرها، والتّسويف بها، ولا سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكّنه من أسباب تحصيلها، فإنّ العزائم والهمم سريعة الانتقاض قلّما ثبتت، والله سبحانه يعاقب من فتح له بابًا من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعد من إرادته عقوبة له، فمَن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك”.

يعيش المسلم في هذه الحياة بنعم الله، فيمتِّعه بسمعه وبصره وكلّ قواه، وهو مع هذه النّعم يستطيع أن يقدّم بسببها ما لا يقدمه بغيرها، وكم من النّاس قد فقد شيئًا من القوى -نسأل الله العافية-، فحُرِمَ بسبب ذلك الكثير من الطّاعات والقُربات، وحُرِمَ العديد من العبادات والأفعال النّافعات.

وهاهو النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُبيِّن لأمّته أنّه من الضّرورة بمكان استغلال الفرص، والمبادرة إلى الخير قبل فوات الأوان. فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.

إنّ أعما البِرّ والخير تأتي عليها ظروف تسلبها استقرارها، وتمنعها هدوءها وسكينتها، فتأتي الفتن لتشغل قلب المسلم عن ربّه والتقرّب إليه، فكان لابدّ من المبادرة بالقربات قبل الانشغال عنها بغيرها، بل نحن كلّ يوم نواجه فتنًا جديدة، ونحتاج إلى رصيد كافٍ من الحسنات، ما يحفظنا من الضياع في هذه الملمات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “بادروا بالأعمال، فتنًا كقطع اللّيل المظلم يصبح الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا أو يمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدّنيا”. يقول الإمام السيوطي رحمه الله: “بادروا بالأعمال فتنًا كقطع اللّيل المظلم” معناه: الحثّ على المبادرة إلى الأعمال الصّالحة قبل تعذرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام اللّيل المظلم لا المقمر”.

العوفي العوفي
2016-05-23, 11:09
رُوي عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: “إنَّ لربِّكم في أيَّام دَهْركم نفحات، فتعرَّضوا لها، لعلَّ أحدَكم أن تُصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا”.

العوفي العوفي
2016-05-23, 19:22
عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.

العوفي العوفي
2016-05-30, 15:02
فتاة تسأل: ما حكم التبرّج في شهر رمضان؟ وما حكم الصّلاة في شهر رمضان فقط؟

التبرّج محرَّم في رمضان وفي سائر العام، لأنّ الله فرض الحجاب الشّرعي على نساء هذه الأمّة، فقد قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الأحزاب:59، قال المفسّرون: ذلك أدنى أن يعرفن بالحشمة والحياء، فلا يؤذيهنّ أسافل وأراذل القوم.
فارتداء اللّباس الشّرعي واجب على المرأة الّتي ترجو رحمة الله وتخشى عذابه. ولا بأس أن نذكر بشروط اللّباس الشّرعي وهي: أن لا يصف البدن ويُحدّد مفاتن المرأة، وأن لا يكشف عمّا تحته، فلابدّ أن يكون سميكًا، وأن لا يكون لباسًا يشبه الكافرات، وأن لا يكون لباس شهرة، فلابدّ من اقتناء الثّوب ذي اللّون الواحد غير الجذّاب، وأن يكون سابغًا يغطي ظهور قدميها.
أمّا الصّلاة في شهر رمضان وتركها في غيره، فحرام؛ لأنّ الصّلاة فرض كما أنّ الصّيام فرض، والله افترض على المسلمين خمس صلوات في اليوم واللّيلة يؤدّيها المؤمن من بلوغه إلى أن يموت، وهو الفرض الوحيد الّذي لا يسقط بالمرض أو السفر، فليحرص المؤمن على صلاته، لأنّ مَن ضيّع صلاته فهو لِما سواها أضيع.. والله الموفّق.

العوفي العوفي
2016-05-30, 15:03
سائل: ما حكم من صام شهر رمضان السّابق دون صلاة وتاب هذا الشّهر وبدأ صلاته؟
التّوبة الصّادقة هي الّتي تتحقّق فيها أمور ستة: أن يخلص لله توبته بأن يرجو رحمته ويخاف عذابه، وأن يعقد العزم على أن لا يعود لما تاب الله عليه مرّة أخرى، وأن يَرُدّ المظالم إلى أهلها إن كان الأمر بين العبد والعبد، وأن يستغفر الله ويُكثر العبادة والذِّكر إن كان بين العبد وربِّه، وأن يدعو لمَن اغتابه وليست هناك مصلحة في أن يخبره باغتيابه له حتّى يعفو عنه، فيكتفي بالدّعاء له، مع النّدم على فعلته، والإقلاع عن تلك المعصية.
ومَن تاب محقّقًا لهذا الشّروط، فإنّ توبته صادقة بإذن الله سيغفر الله له ما كان منه، والحمد لله أن بدأتَ صلاتك في هذا الشّهر، وعليك أن لا تتركها أبدًا، فالصّلاة ركن من أركان الإسلام، كما أنّ الصّوم ركن من أركانه، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنْينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النّساء:03. وقد وردت أحاديث كثيرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تتوعّد تاركي الصّلاة بالعذاب الشّديد، حتّى إنّ بعض العلماء ذهب إلى كفر تارك الصّلاة لعِظم مكانتها في ديننا الحنيف، ولكونها دليل استقامة وحسن سلامة المرء، واجتهد في أن تقضي ما فاتك من الصّلاة قدر المستطاع.

العوفي العوفي
2016-05-30, 19:43
روى الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار قال: (كنت أنا و ابن عمر عند دار خالد بن عقبة في السوق، فجاء رجل يريد أن يناجيه ،جاء رجل عند ابن عمر ، و ابن عمر يريد أن يناجيه، وليس مع ابن عمر أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلاً آخر من السوق حتى كنا أربعة، ثم قال لي وللرجل الثالث الذي دعا استأخرا شيئاً ،واستأخرا من التأخر حتى يبلغ المناجي مراده، تأخر أنت والرابع شيئاً حتى أتمكن من كلام هذا الرجل الذي معي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يتناجى اثنان دون الثالث).
فنسال الله العظيم ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب ، اللهم اغفر ذنوبنا ، واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

العوفي العوفي
2016-05-31, 07:32
رمضان شهر للطّاعة عظيم، وبالأجر وفير، شهر تكثر فيه العبادات ويتقرّب فيه العباد إلى الله بأنواع الطّاعات... فأهلاً ومرحبًا بالضّيف الكريم الّذي سرعان ما يمضي.

في رمضان تتضاعف الأجور وتصفّد مردة الشّياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النّيران، فهو شهر خير وبركات... يحسن بنا أن نستعد لاستقباله خير استقبال... فالمسافر يستعد لسفره، وطالب العلم يستعد لامتحاناته، والموظف يستعد بالدورات التدريبية لوظيفته كلّما ازدادت أهمية، والشّياطين تستعد لهذا الشّهر أو توسوس للنّاس - قبل أن تصفّد فيه - بأنواع الملاهي كالأفلام والألعاب الفارغة.

فما أسعد من استفاد من رمضان من أوّل يوم ومن أوّل لحظة، فينبغي للمسلم أن لا يفرّط في مواسم الطّاعات، وأن يكون من السّابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}. فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السّليمة التالية:
بالعزيمة الصّادقة على صيامه، ينبغي أن نستقبل هذا الشّهر الكريم بالعزيمة الصّادقة على صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا لا تقليدًا وتبعية للآخرين، وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرّم والنّظر المحرّم والاستماع المحرّم والأكل والشّرب المحرّم لنفوز بالمغفرة والعتق من النّار، كما ينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصّيام من تأخير السّحور إلى آخر جزء من اللّيل، وتعجيل الفطر إذا تحقّقنا غروب الشّمس والزّيادة في أعمال الخير وأن يقول الصّائم إذا شُتِم “إنّي صائم” ، فلا يسبّ من سبّه ولا يقابل السيّئة بمثلها، بل يقابلها بالكلمة الّتي هي أحسن، ليتم صومه ويقبل عمله.
يجب علينا الإخلاص لله عزّ وجلّ في صلاتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإنّ الله تعالى لا يقبَل من العمل إلاّ ما كان صالحًا وابتغي به، والعمل الصّالح هو الخالص لله الموافق لسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.

وبالدّعاء، بأن ندعو الله أن يبلّغنا هذا الشّهر الكريم كما كان السّلف يفعلون ذلك، فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلّغهم رمضان ثمّ يدعونه ستة أشهر حتّى يتقبّل منهم... فإذا أهلَّ هلال رمضان فادعُ الله وقل: “الله أكبر، اللّهمّ أهِّلْهُ علينا بالأمن والإيمان والسّلامة والإسلام، والتّوفيق لما تُحبّ وتَرضى، ربّي وربّك الله”. والفرح والابتهاج، إذ ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يبشّر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: “جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم”، وقد كان سلفنا الصّالح من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتّابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان، ويفرحون بقدومه، وأيّ فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات، وتنزّل الرّحمات. فمجرّد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحّة جيّدة هي نعمة عظيمة، تستحقّ الشّكر والثّناء على الله المنعم المتفضّل بها، فالحمد لله حمدًا كثيرًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. وبسلامة الصّدر مع المسلمين، وألاّ تكون بينك وبين أيّ مسلم شحناء كما قال رسول الله:صلّى الله عليه وسلّم: “يطّلع الله إلى جميع خلقه ليلة النّصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلاّ مشرك أو مشاحن”.

وبالاهتمام بالواجبات كصلاة الجماعة في الفجر وغيرها حتّى لا يفوتك أدنى أجر في رمضان، ولا تكتسب ما استطعتَ من الأوزار الّتي تعيق مسيرة الأجر.
وبالتعوُّد على صلاة اللّيل والدّعاء، واتّخاذ وِرْدٌ يومي من القرآن حتّى لا نضعف في وسط الشّهر. إضافة إلى ذلك اتّخاذ أوقات خاصة لقراءة القرآن بعد الصّلوات أو قبلها أو بين المغرب والعشاء أو غيرها من الأوقات خلال شعبان ورمضان وما بعدهما بإذن الله.

وقراءة وتعلّم أحكام الصّيام من خلال كتب وأبحاث العلماء وحِلق العلم. والاستعداد السّلوكي بالأخلاق الحميدة جميعها، والبُعد عن الأخلاق الذّميمة جميعها. وكذا الاستعداد لاستغلال الأوقات في رمضان بعمل جدول لرمضان لتلاوة القرآن، وللقراءة والزّيارات في الله وصلة الأرحام وغير ذلك.
وعلينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيِّئات والتّوبة الصّادقة من جميع الذّنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التّوبة، فمَن لم يتُب فيه فمتى يتوب؟ قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع: الله سبحانه وتعالى بالتّوبة الصّادقة، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، ومع الوالدين والأقارب، والأرحام والزّوجة والأولاد بالبرّ والصّلة، ومع المجتمع الّذي تعيش فيه حتّى تكون عبدًا صالحًا ونافعًا، قال صلّى الله عليه وسلّم: “أفضل النّاس أنفعهم للنّاس”.

العوفي العوفي
2016-05-31, 07:42
الله أكبر، اللّهمّ أهِّلْهُ علينا بالأمن والإيمان والسّلامة والإسلام، والتّوفيق لما تُحبّ وتَرضى، ربّي وربّك الله

العوفي العوفي
2016-06-02, 20:58
https://i.ytimg.com/vi/vdAJqJIGS3A/maxresdefault.jpg

العوفي العوفي
2016-06-02, 20:58
https://pbs.twimg.com/media/CWj6c1VWEAAlySg.jpg

العوفي العوفي
2016-06-02, 20:59
http://pbs.twimg.com/media/BHvT-4_CQAAPmUI.jpg

العوفي العوفي
2016-06-02, 21:00
https://i.ytimg.com/vi/N_MreYyqf78/hqdefault.jpg

العوفي العوفي
2016-06-02, 21:01
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRBS7kn2KF2fGoV8iu0VqloypuDuhdmD 8UA7zjtELv0IDOZsiVRZQ

العوفي العوفي
2016-06-02, 21:02
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQyM4GNXUibBNAvVdnhIDTjVWzD8pxKj SoC2NxiYLOa4lBQoY-u7w

العوفي العوفي
2016-06-02, 21:04
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTPo2dzcBc8obx1_UBocOO7AxZYXd0O_ RDk88m898IS78D1-bvq

العوفي العوفي
2016-06-02, 21:05
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ_NyuSJKdNJ8diURfiI9I-k5WxAtaks3chuXe-_JRegQosSizA_Q

العوفي العوفي
2016-06-02, 21:05
https://www.nawiseh.com/mokhtarat/annahy.jpg

العوفي العوفي
2016-06-03, 06:36
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRPiMROx2O--XdP65u9xe7GFDx0BTNdIRPL_RNwMNwnMcnGy9Zp_Q

العوفي العوفي
2016-06-03, 06:38
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRSCEUn92uygJsrEEawelEicmNUCjB85 7EGyx99I34QcA_ezeKA
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQfUsp_1JnRVI5BMEODN9L3NgJMASEUP WYhW_8Neusx74SL2IvwGw

العوفي العوفي
2016-06-03, 06:41
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT-Dyr5QroTVv44KkzMlulsFs66NWizfFm8Cxj-oH5LTP1Xx9e4
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQXm8nE1pz1H2mKivfTDR7tneUm_vRCO jFcKJCioCXDbwgr1Wdi

العوفي العوفي
2016-06-03, 16:35
1- حسن الخلق من أفضل ما يقرّب العبد إلى اللّه تعالى.

2- إذا أحسن العبد خلقه مع النّاس أحبّه اللّه والنّاس.

3- حسن الخلق يألف النّاس ويألفه النّاس.

4- لا يكرّم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه.

5- حسن الخلق سبب في رفع الدّرجات وعلوّ الهمم.

6- حسن الخلق سبب في حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والقرب منه يوم القيامة.

7- حسن الخلق يدلّ على سماحة النّفس وكرم الطّبع.

8- حسن الخلق يحوّل العدوّ إلى الصّديق ، قال الله تعالى : " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت/33-35]

9- حسن الخلق سبب لعفو اللّه وجالب لغفرانه ، عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أتي اللّه بعبد من عباده آتاه اللّه مالا، فقال له: ماذا عملت في الدّنيا؟ قال: وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً قال: يا ربّ آتيتني مالك، فكنت أبايع النّاس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسّر على الموسر وأنظر المعسر. فقال اللّه: أنا أحقّ بذا منك، تجاوزوا عن عبدي»)

10- يمحو اللّه بحسن الخلق السّيئات ، عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ اللّه عزّ وجلّ- يعطي الدّنيا من يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدّين إلّا لمن أحبّ، فمن أعطاه اللّه الدّين فقد أحبّه، والّذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتّى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتّى يأمن جاره بوائقه»، قالوا: وما بوائقه يا نبيّ اللّه! قال: «غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدّق به فيقبل منه، ولا يترك خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النّار. إنّ اللّه- عزّ وجلّ- لا يمحو السّيّء بالسّيّء ولكن يمحو السّيّء بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث»

11- يدرك المرء بحسن خلقه درجة الصّائم القائم .
12- حسن الخلق من أكثر ما يدخل النّاس الجنّة ، لحديث أبي هريرة: " أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله و حسن الخلق و أكثر ما يدخل الناس النار"

13- حسن الخلق يجعل صاحبه ممّن ثقلت موازينه يوم القيامة ، (عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة)

14- حسن الخلق يحرّم جسد صاحبه على النّار ، لحديث عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ألا أخبركم بمن يحرم على النّار أو بمن تحرم عليه النّار: على كلّ قريب هيّن سهل حسن الخلق يصلح ما بين الإنسان وبين النّاس .

العوفي العوفي
2016-06-03, 16:38
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ أعرابيّا بال في المسجد، فثار إليه النّاس ليقعوا به، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء فإنّما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين»)

العوفي العوفي
2016-06-03, 16:39
عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: ما رأيت رجلا التقم أذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فينحّي رأسه حتّى يكون الرّجل هو الّذي ينحّي رأسه، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده، حتّى يكون الرّجل هو الّذي يدع يده.

وفي رواية التّرمذيّ: قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا استقبله الرّجل فصافحه لا ينزع يده من يده، حتّى يكون الرّجل الّذي ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتّى يكون الرّجل هو الّذي يصرفه، ولم ير مقدّما ركبتيه بين يدي جليس له.

العوفي العوفي
2016-06-03, 16:41
عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا , فأرسلني يوما لحاجة , فقلت: والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قبض بقفاي من ورائي قال: فنظرت إليه وهو يضحك فقال: "يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟". قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله. رواه مسلم.

وفي صحيح مسلم أيضا، قال أنس بن مالك: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أف قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟.

العوفي العوفي
2016-06-03, 16:47
عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "والّذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتّى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتّى يأمن جاره بوائقه»، قالوا: وما بوائقه يا نبيّ اللّه! قال: «غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدّق به فيقبل منه، ولا يترك خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النّار. إنّ اللّه- عزّ وجلّ- لا يمحو السّيّء بالسّيّء ولكن يمحو السّيّء بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث»

العوفي العوفي
2016-06-03, 16:48
عن أسامة بن شريك قال: كنا جلوسا عند النبى صلى الله عليه وسلم كأنما على رءوسنا الطير ? ما يتكلم منا متكلم ? إذ جاءه أناس فقالوا: من أحب عباد الله إلى الله تعالى؟ قال: "أحسنكم خلقا" . وفى رواية: "ما خيرُ ما أُعطى الإنسان؟ قال: خلق حسن" . وعند مسلم : إن الله لا يحب التفحش"--- وسئل: "أى المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال: أحسنهم خلقا" .

العوفي العوفي
2016-06-03, 16:58
الخطبة الأولى
أيها المسلمون : حقا إن رمضان مدرسة الأخلاق ، ومجمع المكارم ، وملتقى الفضائل ولكن آفة عدد من الصائمين أنهم لا يدركون هذه الأسرار ، أو قد تغيب عنهم أشياء من حكم الصيام ، ودعونا نقف اليوم مذكرين أنفسنا بشيء من هذه المعاني للصيام وارتباطها بتقوية القيم ومحاسن الأخلاق

وإذا كانت ( التقوى ) هي الحكمة الجامعة النافعة من الصيام والله تعالى يذكرنا بهذه الحكمة الجليلة ويقول " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " البقرة - 183

فثمة حكم وأسرار وتأثيرٌ للصيام في بناء الأخلاق الفاضلة لمن تأمل وحفظ الصيام .

ولو قال قائل إن للصيام أثرا عظيما في الإخلاص والصبر ، والخوف والرجاء ، والبر والصلة ، والذكر والدعاء والمراقبة والحياء ، والعزة والحلم ، والتوبة والاستغفار والحُرية وتهذيب الغرائز ، والدعوة والتربية ، والجهاد والجود ونحوها من الفضائل والمكارم لما كان مبالغا ، وليس الخبر كالمعاينة ، فلنقف على شيء من هذا

فالصائم يربي نفسه على ( الإخلاص ) وهو يستجيب لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "---فلا يصوم رياءً ولا سمعة ولا مجرد تقليد للصائمين بل يصوم مخلصا لله راجيا لثوابه

وفي الحديث الآخر عند البخاري " يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به " وأي درس في الإخلاص أعظم من هذا ؟

إن الصوم معاشر الصائمين _ عبادة خفية وسر بين العبد وربه ولهذا قال بعض العلماء : إن الصوم لا يدخله الرياء بمجرد فعله وإنما يدخله الرياء من جهة الإخبار عنه ، بخلاف بقية الأعمال فإن الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها[1] وفي الصوم درس عملي للصبر ليس في الامتناع عن أكل أو شرب ما حرم الله ، بل وعن ما أحل الله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وفي ذلك ترويض للنفس وتهذيب للغرائز ، وطرد للجشع والطمع ،
ومن يُطعم النفس ما تشتهي كمن يُطعم النار جزل الحطب

لا بل إن الصيام يدرب الصائم على الصبر في تحمل الأذى والحلم والصفح لمن أساء إليه مكتفيا بالقول " إني صائم "

أيها الصائمون :أما أثر الصيام في الخوف والرجاء ـ وهما جناحان لا بد للمرء أن يطير بهما إلى الله ونعيم الآخرة ـ فالصائم يخاف ربه وحده في الحفاظ على صيامه ، وهو يرجوه وحده في المثوبة على صيامه وإذا كان الصائم إنما يصوم إيمانا بالله فلا شك أن الإيمان خوف ورجاء ، خوف من عذاب الله ورجاء رحمته وطمع في جنته وهكذا يحقق الصائم المحتسب منزلتي الخوف والرجاء ، ولا شك أن الصوم من بواعث الخوف ، و محفزات الرجاء ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو المؤمن الموحد .[2]

إي وربي إن الصائم في رمضان مع ما تعظم عنده من خوف الله يعظم عنده الرجاء وهو يسمع " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "

فهل ندرك هذه المعاني في الخوف والرجاء في شهر الصيام بالذات ؟

أيها الصائمون : أما خُلق ( المراقبة ) فالصيام يزكيه وينشطه ذلكم أن الصائم يمسك عن المفطرات كلها ـ الحسي منها والمعنوي ـ طيلة النهار فتراه أمينا على نفسه رقيبا عليها ، متمثلا هيبة مولاه ، ومقدرا رقابته عليه واطلاعه على كل حركاته ، فلا يخطر بباله أن يخرم صيامه ولو توارى عن الأعين ، بل هو متواطئ أن الله يراه حيث كان وتلك منزلة الإحسان العظمى ، وثمرة المراقبة في شهر الصيام

وكم يحتاج المسلم إلى أن يربي نفسه على مراقبة الله دائما والعارفون يقولون " لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله فيما بينه وبين الناس ، والضد بضده " ويقولون عن أثر المراقبة " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة ، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذرا من عقابه أو رجاء لثوابه أو إجلالا له ، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عودا هنديا على مجمر فيفوح طيبه ، فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو ؟[3]

عباد الله : أما الحياء فهو خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.. وهذا يدعمه الصيام ويصونه رمضان ،والصائم بحفظه لصيامه يراقب الله ويستحيي منه، إذ كيف يقدم على منكر من القول أو الفعل وهو صائم ، ويستحيي أن يؤذي مسلما وهو صائم ، وهكذا يغلب الحياء كلما همت نفسه الأمارة بالسوء بما يخرم الصيام ولا يتناسب مع شهر الصيام

ألا ما أحوجنا إلى الحياء في حياتنا كلها ، والحسن رحمه الله يقول : أربع من كن فيه كان عاقلا ، ومن تعلق بواحدة منهن كان من صالحي قومه ، دين يرشده ،وعقل يسدده ، وحسب يصونه ، وحياء يقوده ..
ومن حكم الشعر :
ولقد أصرف الفؤاد عن الشيء حيـــــــــــــاء وحبه في الفؤاد
أمسك النفس بالعفاف وأمسي ذاكرا في غدٍ حديث الأعادي

أيها المسلمون : أما ( الحلم ) وما أدارك ما الحلم ؟ ذلك الخلق العزيز فللصوم تأثير ظاهرٌ فيه ، كيف لا والصائم يقال له " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم " أخرجاه في الصحيحين

إن الصائم تهدأ نفسه ويسيطر على مشاعره ، ويتنازل عن جهل الآخرين عليه ، ولا يُستفز فينتقم لنفسه ، بل يعفو ويصفح ويتجاوز ويغفر وهذا مقود الحلم وزمامه ، وكم هو فضل من الله لمن يملكون زمام أنفسهم بالحلم والصفح وإن قدروا على المجازاة والانتقام ، وفي هذا يذكر أن الأحنف بن قيس شتمه رجل وجعل يتبعه حتى بلغ حيه ، فقال له الأحنف يا هذا : :إن كان بقي في نفسك شيء فهاته وانصرف ، لا يسمعك بعض سفهائنا فتلقى مكروها .

ولذا تغنى الشعراء بهد النوعية من الأصحاب التي تقترب من صاحبها وإن حض عليها ، ويقول أحدهم ( أبو العتاهية )
وإني لمشتاق إلى ظل صاحب يرق ويصفو إن كدرت عليه -فهل نتعلم يا ترى من رمضان الحلم ونمارس الحلم في رمضان وغيره ؟

أيها المسلمون أما ( الجهاد والجد ) ففي مدرسة رمضان متسع لها كيف لا وأسلافنا - وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، خاضوا أكثر من معركة في رمضان ابتداء من يوم الفرقان في ( بدر ) وانتهاء بالفتح الأعظم ( في فتح مكة ) ودخول الناس في دين الله أفواجا ، وما فتي المسلمون بعدهم وما زالوا يجاهدون أعداء الإسلام في رمضان حتى زماننا هذا وفوق ذلك فجهاد المسلم في رمضان وجديته وصقل إرادته في شهر الصيام لا تقف عند حد المعارك الحربية ، بل تتعداها إلى جهاد النفس ومغالبة الشهوات والانتصار على دواعي الرذيلة و منكرات الأقوال والأفعال ، أجل إن الصائم المحق يحفظ لسانه عن الكذب والغيبة وقول الزور ، ويحفظ سمعه وبصره عن السماع والنظر المحرم أيا كان شكله ومهما كانت دواعيه ، كما يحفظ رجله عن المشي للحرام ويده من تناول الحرام وهكذا ينتصر الصائم في معركة الشهوات والشبهات ويجاهد نفسه وشيطانه فتكتمل له أسهم الجهاد ، ويتوفر له الجد ، وهذه التربية الجهادية حرية بأن تستمر مع المسلم بعد رمضان ، فالعبادة لله لا أجل لها دون الموت " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " والله يهدي المجاهدين ويُسددهم " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " ( العنكبوت / 69 )



الخطبة الثانية
الحمد لله صاحب الفضل والجود والإحسان، احمده تعالى واشكره واسأله المزيد من فضله ، والتوفيق لنفحاته ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعطى ومنع وهو أحكم وأعلم ، ومن يسأل الله يوصل والله أغنى وأكرم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله كان مثالا للخلق الكريم والجود العميم وهو في رمضان أجود ، وما فتئ يذكر أمته ويدعوها إلى مكارم الأخلاق ومعالي القيم حتى أتاه اليقين ، اللهم صل وسلم عليه وسائر النبيين والمرسلين .

أيها المسلمون : يتفاوت الناس في الاستفادة من مدرسة الصوم وتطويع النفس على الأخلاق الفاضلة على الدوام ، فمن الناس من لا يستفيد – ولا في رمضان – في إصلاح خلقه وتزكية نفسه ، وهذا الصنف- ظن أن الصيام إمساك عن الطعام والشراب فحسب ، وجهل حكمة الصيام وتقوى الصيام – وعسى أن تكون قليلة في مجتمع المسلمين ومن الناس من يستفيد من درس رمضان وينهل من مدرسته الأخلاق في شهر الصيام لكن يضعف عن المواصلة بعد ، وربما فهم خطاء أن ترك الحرام ، أو عدم التقصير في الواجبات من سمات رمضان فقط فإذا انتهى رمضان عاد إلى ما كان عليه من ترك الواجبات كالمحافظة على الصلوات مع جماعة المسلمين ، ونحوها من واجبات الدين ،وإلى فعل المحرمات كأكل الربا والغش والخداع والغيبة والفحش والبذاء وشرب الدخان وربما تجاوز إلى المخدرات أو نحوها من المحرمات ..

وهؤلاء يقال إن رمضان محطة للتزود ، ووسيلة لتربية النفس في رمضان وبعد رمضان ، وبئس القوم لا يعرفون الله ويخشونه إلا في رمضان .

أما الصنف الثالث فهم المصطفون الأخيار وهم الذين وفقهم الله لتزكية نفوسهم في رمضان ثم واصلوا تزكيتها في سائر العام ، وكلما مسهم طائف من الشيطان أو ضعفت نفوسهم عن المعاني تذكروا فإذا هم مبصرون ، وتابوا وأنابوا إلى ربهم وما يزالون في جهاد لأنفسهم ومجاهدة لأهوائهم حتى يلقوا ربهم .

وهنا لفتة وتنبيه وذكرى للصائمين عن أمر نحتاج إليه جميعا وهو في عداد مدرسة الصوم والأخلاق الفاضلة في رمضان – إنها التوبة وإنما يحسن الحديث عن التوبة في كل حين ، لكن يطيب الذكر أكثر في رمضان لأنه موسم للرجوع والإنابة ، والنفوس تجد في هذا الشهر عونا على التوبة من الأخطاء والسيئات أكثر من غيره ، وإلا فكلنا وفي كل حين مدعوون من ربنا للتوبة " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " النور 31

ولكن التوبة منها واجبة ومنها مستحبة ، فالتوبة الواجبة هي التي تكون من فعل المحرمات وترك الواجبات ، وهذه لا ينبغي التساهل والتأخير منها ،والتوبة المستحبة إنما تكون من فعل المكروهات وترك المستحبات وهذه يليق بالمسلم أن يدرب نفسه عليها حتى لا تخترق المكروهات إلى المحرمات ، وحتى لا تتجاوز في التساهل من المستحبات إلى الواجبات .

وإذا دعانا إلى الله إلى ( التوبة النصوح ) فقد قال أهل العلم عنها إنها الخالصة الصادقة ، الناصحة الخالية من الشوائب والعلل ، وهي التي تكون من جميع الذنوب فلا تدع ذنبا إلا تناولته ، وهي التي تدعو صاحبها إلى عدم التردد والتلون والانتظار ،وهي التي تقع لمحض خوف الله وخشيته والرغبة والرهبة له سبحانه .[4]

وهنا بشرى وذكرى للتائبين إذ يقرر العلماء رجوع الحسنات إلى التائب بعد التوبة ، فإذا كان للعبد حسنات ثم عمل بعدها سيئات استغرقت حسناته القديمة وأبطلتها ، ثم تاب بعد ذلك توبة نصوحة عادت إليه حسناته القديمة ولم يكن حكمه حكم المستأنف لها ، بل يقال له : تبت على ما أسلفت من خير ، وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله مبينا العلة في ذلك " وذلك لأن الإساءة المتخللة بين الطاعتين قد ارتفعت بالتوبة وصارت كأنها لم تكن ، فتلاقت الطاعتان واجتمعتا والله أعلم "[5] ألا ما أعظم فضل الله على التائبين إلا أن رمضان فرصة للتوبة وباب للسعادة ، ومدرسة للأخلاق الفاضلة ، ونافذة للفلاح والاستفادة

أخي الصائم :اربأ بنفسك أن يمر عليك شهر رمضان دون أن تستفيدوا من حكمه وأسراره ، و حنانيك أن تقصر هذه الفائدة على أيام معدودة بل اجعل من رمضان فرصة لتزكية نفسك طيلة العام والله يقول " قد أفلح من زكاها " أي طهرها من الذنوب ورقاها بطاعة الله وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح واحذر من إخفاء نفسك الكريمة وتدنيسها بالرذائل ، واستعمال ما يشينها ويدنسها والله يقول " وقد خاب من دساها " [الشمس / 9،10 ][6] أي أخفاها في مزابل المعاصي ، وأمات استعدادها للخير بالمداومة على اتباع طرق الشيطان وفعل الفجور .[7]

أيها المسلم ، أيها الصائم واختم بما ينبغي أن يختم به فما هو ؟

إذا أردت تكميل عملك وترقيع خطئك فعليك بـ ( الاستغفار ) فاختم به كل عمل تؤديه ، فقد ختم به في الصلاة ، والحج ، وقيام الليل ، والمجالس ، وبه ختم عمر محمد صلى الله عليه وسلم وجهاده " فسبح بحمد ربك واستغفره " وبه يختم شهر رمضان ، فقد كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر " [8]

إن الاستغفار يسير بلفظه عظيم في مدلوله وأثره ، فقد جمع الله بينه وبين التوحيد كما في قوله تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " قال شيخ الإسلام ومن هنا روى أبو هريرة رضى الله عنه قال : ما رأيت أحدا أن يقول : استغفر الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا أكمل المؤمنين إيمانا أكثرهم استغفارا

ويروى من وصايا لقمان لابنه " يا بني عود لسانك الاستغفار ، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا " [9]وقال قتادة رحمه الله : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، فأما داؤكم فالذنوب ،وأما دواؤكم فالاستغفار " ألا فأكثروا من الاستغفار معاشر المسلمين ليرقع أخطائكم ، وأكثروا من الاستغفار معاشر الصائمين ليرقع ما انخرم من صيامكم ، وبذكر الله عموما تطمئن القلوب ، وبالاستغفار تنصرم الذنوب .

وبعد ..فحق على كل صائم أن يسأل نفسه : وماذا بقي له من أثار الصيام ، وماذا سيخلفه في حسن الأخلاق وكريم الخلال اختبر نفسك في الإخلاص في رمضان وبعد رمضان وصارح نفسك عن المراقبة والحياء والحلم والكرم والجد والجهاد والبر والصلة ، والذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ونحوها ما حالها في رمضان وبعد رمضان

يقول ابن تيمية رحمه الله : شهادة التوحيد تفتح باب الخير والاستغفار يغلق باب الشر " [10]

ويروى عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يرقعه فمن استطاع منكم أن يأتي بصيام مرقع فاليفعل[11]

اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك من جميع الذنوب والخطايا ..
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ محمد الحمد : رمضان دروس وعبر ص 62 .
[2] ـ محمد الحمد:رمضان دروس وعبر وتربية وأسرار ص 38 .
[3] ـ المرجع السابق ص 181
[4] ـ محمد الحمد رمضان دروس وعبر ص 214
[5] ـ عن محمد الحمد رمضان ص 216
[6] ـ تفسير السعدي ( 7/ 633 )
[7] ـ محقق تيسر الكريم الرحمن ( تفسير السعدي 7/ 633)
[8] ـ الحمد : رمضان ص 192
[9] ـ السابق: ص 192
[10] ـ السابق: ص 192
[11] ـ السابق: ص192

العوفي العوفي
2016-06-03, 20:47
http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/65398_large.jpg

العوفي العوفي
2016-06-03, 20:50
قال الله تعالى في محكم كتابه مخاطبا رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا [16].

العوفي العوفي
2016-06-03, 20:51
"عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به""

العوفي العوفي
2016-06-03, 20:52
يخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب"

العوفي العوفي
2016-06-04, 11:33
إن الله تبارك وتعالى جعل شهر رمضان موسمًا من مواسم الطاعة، فهل يقبل على المسلمين كل عام ليكون له في مجتمعهم تأثير، وفي نفوسهم تأديب، وفي مشاعرهم إيقاظ، وكأنه لهم فصل ربيع فيه للقلوب حياة، وللنفوس جلوات وهو يأتيهم بعد أن ظلوا أحد عشر شهرًا، وهم سائرون في مسالك الحياة ينالون منها وتنال منهم، وتعلق بهم رواسب وأخلاط من أعراضها وشهواتها فيصيبهم بذلك لون من ألوان الكسل أو الفتور أو الخلل، فيأتيهم رمضان بصيامه وقيامه وعبادته وتلاوته، ونفحاته وخطراته، فينفض هذه الأجسام الوانية، ويظل يوقد عليها بنار تأديبية، ويضيئها بأنوار تهذيبية حتى يجعلها في آخره بفضل الله وتوفيقه وقد اكتمل وعُيها الروحي وصلاحها الحسي وصفاؤها النفسي، فتتخذ لها من ذلك عدة تسير بها على الطريق حتى يلقاها رمضان مرة أخرى في عام قابل، وهكذا دواليك.
فيتجدد الصلاح ويتأكد الإصلاح بالتقوى والهُدى، ويتحقق قول الحق جل جلاله: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلكُمْ تَتقُونَ} البقرة:182.
وعالمنا يشكو طوفان ذلك السعار المادي الذي أصاب أكثر الناس فجعلهم يطلبون ولا يعطون، ويشتهون ولا يصبرون، ويحسنون الجمع ولا يعرفون القسمة، حتى حطم في كثير منهم روح المغالبة للشهوات والمقاومة للأهواء، فيأتي شهر رمضان ليكون مدرسة تستمر ثلاثين يومًا وليلة من كل عام فيأخذ فيها الصائم المخلص دروسًا علمية تهديه إلى المغالبة وتقويتها، وإلى المقاومة وتعزيزها، والحياة غير مأمونة العواقب، فهي يوم لك ويوم عليك، فإذا ألِفَ الإنسان الترَف والنعيم، ثم فاجأته شدة ذل أمامها وخضع، لأنه لم يتعود على خشونة أو تقشف أو تخفف في المتاع، ولهذا قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: “اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم”.

العوفي العوفي
2016-06-04, 11:34
هل يمكنك إفادة القارئ الكريم ببعض أحكام شهر رمضان المبارك؟
 قال الله تعالى: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلكُمْ تَتقُون} البقرة:183، وقال سبحانه وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلناسِ وَبَينَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانُ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشهْرَ فَلْيَصُمْهُ} البقرة:185.
وفي هذه الآيات وجوب فرضية صوم رمضان شهر القرآن شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، كما أنه ركن من أركان الإسلام، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت” أخرجه البخاري ومسلم. وعن طلحة بن عبيد رضي الله عنه أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله علي؟ قال: “الصلوات الخمس إلا أن تتطوع شيئًا”، فقال: أخبرني ماذا فرض الله علي من الصيام؟ فقال: “شهر رمضان إلا أن تتطوع شيئًا”. أخرجه البخاري ومسلم.
والصوم الشرعي هو الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب والوقاع بنية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ثم يُباح ذلك كله طوال الليل، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتى يَتَبَينَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُم أَتِموا الصيَامَ إِلَى الليْلِ} البقرة:187. لما نزلت هذه الآية عمد أحد الصحابة وهو عدي بن حاتم إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلهما تحت وسادته فجعل ينظر في الليل فلا يتبين له، فغدَا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك كله فقال: “إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار” أخرجه البخاري ومسلم. ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ترويه عائشة رضي الله عنها: “إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم” أخرجه البخاري ومسلم.
كما أن تبييت النية في صيام الفرض لازم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَن لم يُبيت الصيام فلا صيام له” أخرجه البخاري.
وتكون النية بعزم القلب ليلاً على الصوم غدًا أو بالتسحر، وقد ذهب العلماء إلى أنه تكفي نية واحدة من أجل صيام رمضان كله، إلا إذا قطع العبد صومه وأفطر بسبب الحيض أو السفر أو غير ذلك مما يبيح الفطر، فإنه يلزمه تجديد النية متَى أراد الصوم.
وللصوم معان عظيمة وكثيرة لا تنحصر في الامتناع عن المفطرات المادية وحسب، بل تتعداها إلى ما يُحقق الاستقامة الروحية، قال: “والصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين” أخرجه البخاري ومسلم. فعلى الصائم أن يتخذ صومه حِصنًا منيعًا من الشيطان وخطواته، وجُنة ووقاية تقيه الذنوب والمعاصي والسيئ من الكلام والأفعال، وأفضل دليل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: “مَن لم يدَع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” أخرجه البخاري.
إذًا ما معنى التقوى في آخر آية فرض الصيام إن لم يحرص الصائم على ترويض نفسه وذاته على الخير والطاعة؟ قال سبحانه وتعالى: {يَا أُيهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلكُمْ تَتقُون} البقرة:183.
ومن أفضل الأعمال في رمضان: كثرة تلاوة القرآن والصدقة، روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المُرسلة” أخرجه البخاري ومسلم.

العوفي العوفي
2016-06-04, 11:36
ها قد أقبل شهر رمضان بأوقاته المباركات ونفحاته الطيبات ونسائمه المفضلات، فيحق لكل مسلم أن يغتنمه ويتفرغ للتزود منه لآخرته، وتكفير سيئاته ورفع درجاته ومراجعة صحائف أعماله وتهذيب أخلاقه وسلوكاته.

 بإمكان كل مُخلص مُتعبد أن ينال فضل رمضان إن هو اعتزل الناس، حيث لا يُشوش عليه أحد ولا يتسبب في خدش صيامه أي فرد، يخرج وقت ما يراه وقت خروج، ويدخل وقت ما يراه وقت دخول، ويُرتب أوقات تلاوته، وحتى صلاته بالليل إذا أراد أن يقيمها مع أهله، فإن له أن يُطول أو يُقصر ما شاء. وبإمكان كل فرد أن يتعبد الله على انفراد، ويستشعر روحانية هذا الشهر، ويستلذ بكل ما فيه من وجوه العبادات إذا أخلص النية في الصوم والطعام والنوم والقيام إلا الإمام، فإنه يُواجه كل أنواع الضغط من الناس وما يترتب عليهم من آثار الصيام، وكل الآراء المتداخلة والمختلفة وحتى المتخالفة، فتضيع أوقاته في ترضية هذا، ويبذل جهدًا حتى لا يَسخط ذاك، ويُشغَل عن أنواعٍ من العبادات، وتُكسر عليه أوقات الخلوات، حين يُحاصر من كل جانب.

فهذا يطلب قارئًا أو يرفضه، وهذا يريد أن يدعو مدرسًا أو يصده لأنه لا يوافقه، وآخر غرضه التخفيف في صلاة التراويح، ورابع يرى من الضرورة ختم القرآن ويليه آخر ضده، ولا يستريح الإمام وهو يسعى ليُهدئ هذا ويُقنع ذاك، وقد يصل الأمر إلى أن يتنازل عن حقوقه وواجباته ومع ذلك لا يرضى من يُخالفه ويُعانده، وهكذا تمضي الأيام الأولى من رمضان على الإمام، ولا يكاد ينتصف الشهر حتى تظهر موجة أخرى من المعضلات إذا جاءت العشر الأواخر وشُرع في التهجد، أما إذا بلغ الشهر منتهاه وجاء دور الاستعداد للعيد فعَوْدٌ على بدء. إن كثيرًا من الناس ربما يظن أن الإمام لا يصوم، أو أنه ممن بلغ درجة اليقين فارتفعت عنه تكاليف الدين، كما عند بعض المارقين، أو أنه هو من فرض الصيام وليس مفروضًا عليه، وأنه لا يتعب كما يتعبون، أو أن عمله ووظيفته ومجهوداته لا تستهلك منه طاقة ولا وقتًا ولا تُمثل له شُغلا، كأنه متفرغ بطال هادر للوقت والحياة، ولا يصيبه صُداع اليوم الأول كما يُصابون، لذلك نجد فئة من الناس يَصُبون على الأئمة وابلاً من اللوم والعتاب في أبسط النقائص ولو كان المتسبب فيها مِن بعضهم، فبعض الصائمين سامحهم الله إذا أتى المسجد ولم يجد تمرًا يُفطر عليه حمل ذلك للإمام ولو وفره لولا أن الناس ينهبون منه بأكثر من القدر الذي يُفطرون عليه، والآخر إذا وجد تمرًا وأفطر وأراد أن يرتوي ووجد الماء غير مُبردٍ أيقظ في المسجد فتنة نائمة.

ومن المعلوم أن المصلين يحرصون على إحياء ليالي رمضان بالعبادة، ويحرصون على أن يلتزم أولادهم المسجد، ولذلك يكثر الصبيان والأطفال في المساجد، فيُحدثون ضجيجًا وأصواتًا ويُقلقون المصلين. وليس الصغار وحدهم بل حتى الكبار الذين يجلسون في الخلف يرقُبون ركوع الإمام، فيا ترى على مَن يُلقى باللوم؟ طبعًا على الإمام الذي ربما ينبغي أن يَؤُم الناس ولكن من الخلف ليراقب ويمنع ذلك.

وإن شهر رمضان شهر الصبر، وشهر التحمل، وشهر الاجتهاد، وشهر البذل، وشهر الدعوة، وشهر الأخلاق الرفيعة، وليس شهر التخاصم والاختلاف، واختراع المشكلات والاستخفاف بالمجهودات، شهر رمضان للجود والتجويد والجيد من الأعمال، وليس للرداءة والبذاءة والتصرف على طريقة الجهال الذين لا يعرفون حق الكبير ولا الصغير، ولا يُميزون بين المسجد والشارع، ولا علم لهم بالمشروع والممنوع، أو المباح والمكروه، يحسبون المسجد مقر جمعيةٍ ما، أو نادٍ من النوادي، أو يتصرفون على أنهم في مقهى، فهذا يتمنى لو أنه يأتي لصلاة المغرب فيُصلي، ثم يُحضَر له طعامه فيتناوله دون الذهاب إلى البيت، والآخر يرجو أن تكون مدة الإقامة بعد الأذان أطول حتى يطعم في بيته ثم يأتي فلا تفوته الصلاة ولا يفوته الإطعام، وآخر يريد من الإمام أن يُقيم صلاة المغرب مباشرة بغد الفراغ من الأذان ولو على حساب إفطار المؤذن، ثم يأتي من هو على نقيضه ممن يريد أن يكون هناك فاصل زمني ليُصلي ركعتين أو يتناول نصف إفطار من تمر ولبن وماء ورغيف وبوراكٍ..
فأنى لذكي وعبقري أن يُرضي كل الأطراف لاسيما أن الأمنيات في هذا المجال واسعة، ومُعظمها مستحيلة التحقق للزمان والمكان والظروف التي نعيشها. ومع توفر العديد من المتطلبات الأخرى التي من شأنها أن يجد المسلم راحته في المسجد، إلا أن العديد من المصلين لا يزالون يتسخطون، لأنهم يشتهون ما لا يجدون، ويغفلون عما هم فيه مُنعمون، ولأنهم لا يُحاولون الاستفادة من المواعظ والدروس، ولا يلتحقون بحلقات القرآن الكريم، ولا يتعلمون من جلسات الفقه والأخلاق ما يُمكنهم من تحسين أخلاقهم وإصلاح عبادتهم، فهم يضجرون في المساجد التي ينبغي أن يكونوا فيها مطمئنين، ويتخاصمون بدل أن يكونوا إخوة متعاونين، ويتنافرون بينما يُطلب منهم أن يكونوا مجتمعين، فتضيع أوقاتهم حتى في المسجد، فهلا تبصرنا بعيوبنا، وأشفقنا على أنفسنا، وتركنا مجال الإمامة لأهلها، وأعناهم بسكوتنا، واشتغلنا بعبادتنا خصوصًا في رمضان؟

العوفي العوفي
2016-06-04, 11:47
- أنا أؤمن بالإسلام وأؤمن بالله والسلام.
- هناك أشياء… أكثر لطافة من ضرب الناسِ.
- الرجل الذي ليس لديه خيال ليست لديه أجنحة.
- خدمتك للآخرين هوالإيجارالذي تدفعه مقابل استضافتك في الأرض.
- أعدوا لي زنزانة، فخبز السجن أحب إلى نفسي من الموت في فيتنام.
- اذا أردت ان تطير…طر مثل الفراشة، اذا أردت أن تلسع، السع مثل النحلة.
- إن أسلوبي في رواية النكت هو قول الحقيقة، فهذا أكثر أطرف نكتة في العالم.
- لكمات منافسيك المغمورين فان اللكمات كالرصاصات الطائشة ان اصابت قتلت.
- احذر الشخص الذي لا يتحلى بالشجاعة الكافية لمواجهة الأخطار لن يحقق إنجازا في الحياة.
- انها مجرد وظيفة…العشب ينمو، الطيور تطير، تقصف الموجات الرمال، أنا أَضرب الناس فقط.
- إذا استطاعوا أن يصنعوا البنسلين من الخبز المتعفن ، فإنهم يستطيعون بالتأكيد صنع شيء منك.
- كرهت كل لحظة من التدريب ولكني كنت أقول لا تستسلم. ابذل جهدا الآن ثم عش بطلا باقي حياتك.
- أنا لست الأفضل بل أنا الأفضل مرتين لأني ليس فقط أضرب خصمي ولكن لأني أختار متى أنهي اللعب.
- الأبطال لا يصنعون في الحلبات، الأبطال يصنعون من شيء عميق في داخلهم مثل الرغبة والحلم والرؤية.
- الرجل الذي يرى العالم في الخمسين من عمره بنفس النظرة التي كانت في العشرين يعني أنه ضيع ثلاثين عاما.

العوفي العوفي
2016-06-04, 11:52
ملاكم أمريكي، يُعد واحداً من أبرز الملاكمين الذين شهدتهم حلبات الملاكمة، فهو وهو صاحب أسرع لكمة في العالم والتي وصلت سرعتها 900كم، كما حقق العديد من الانتصارات التي أهلته للفوز بلقب "رياضي القرن" عام 1999، كما فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاماً.

ولد "محمد علي كلاي" باسم "كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور" يوم 17 جانفي 1942م لأسرة مسيحية في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، تخرج "كلاي" بالكاد من مدرسة "لويزفيل" المتوسطة عام 1960 وكان ترتيبه الـ 369 من 391، وكان يستغل الأجازات غالبا في الرحلات.

ثم تحول إلي الإسلام وعرف باسم “محمد”.

احترف الملاكم الأمريكي "محمد علي كلاي" رياضة الملاكمة عام 1960 وكان عمره 18 عاما بعد أن أحرز للولايات المتحدة الميدالية الذهبية في دورة روما الأوليمبية، وفي عام 1964م صدم العالم عندما استطاع إقصاء الملاكم "سوني ليستون" عن عرش الملاكمة وهو لا يتجاوز 22 عاماً، وبعد انتصاره فاجأ العالم مرة أخرى بإعلانه الانضمام إلى جماعة أمة الإسلام وتغيير اسمه إلى اسم جديد وهو محمد علي فقط دون اسمه الأخير "كلاي" لأنه كان اسم العبوديه المطلق عليه ويعني الطين باللغة الإنجليزية، وكان وراء تلك الحركة المفكر الأمريكي "مالكوم إكس" المتحدث الرسمي لجماعة أمة الإسلام وهو كان صديق مقرب وحميم لمحمد علي، وفي عام 1965 أعلن محمد على اعتناقه للدين الإسلامي، وعلى عكس المتوقع لم ينقص ذلك من شعبيته بل ازداد حب الناس له واكتسحت شهرته الآفاق.

في 1964 رسب محمد علي في الاختبارات المؤهلة للالتحاق بجيش الولايات المتحدة لأن مهاراته الكتابية واللغوية كانت دون المستوى، وفي بدايات عام 1966 تمت مراجعة الاختبارات وأصبح كلاي مؤهلا للالتحاق بالقوات المسلحة وكان ذلك في ذروة حرب فيتنام، وعلى الفور أعلن كلاي أنه يرفض أن يخدم في جيش الولايات المتحدة واعتبر نفسه معارضا للحرب، كما أعلن في عام 1966 : "لن أحاربهم - قاصدا فيت كونج الجيش الشيوعى في فيتنام - فهم لم يلقبونني بالزنجي"

على اثر ذلك تم سحب لقب بطل العالم في الملاكمة منه في عام 1967 وهو في قمة انتصاراته بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام اعتراضاً منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت، ليعود للملاكمة مرة أخرى عام 1970م في مباراة وصفت بأنها مباراة القرن ضد "فريزر"، حيث لم تسجل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل، وكانت مباراة من 3 مباريات متفرقة فاز "محمد علي" باثنتين منها.

كان مشهورا بأسلوب "المراوغة كالفراشة، والهجوم كالنحلة"، كما أنه اشتهر خلال مشواره الاحترافي بسرعة اليد في توجيه اللكمات، وأيضا قدمه الراقصة وأسلوب التحويم، أظهر شجاعة وقدرة على تحمل اللكمات خلال مسيرته العظيمة.

وفي عام 1974م هزم "كلاي" الملاكم القوي "فورمان" ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره حيث بلغ رصيده حوالي 56 انتصاراً منها 37 بالضربة القاضية، ولكن إصابته بمرض الشلل الرعاش من جراء لعبه الملاكمة حرمته من الاستمرار في ممارسة رياضته المفضلة حيث اعتزل الملاكمة عام 1981م إلا أنه لا يزال رمزاً رياضياً محبوباً حتى الآن.

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:02
قمة المَدح وتاج الثناء ناله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه، فقد جمع ما تفرق في إخوانه الأنبياء من خلالٍ فضيلة وخصال جميلة، بل استعلَى على الخُلُقَ متمكنًا، واستولَى عليه متيمنًا، فكأن الخُلق عبد والرسول مولاه، أو أنه بيت عز والنبي بناه، فتعلمَت البشرية منه الخير الجامع والفضل الهامع، فتغيرت بالحِلم طباع، واستوَت بالعِلم نفوس، وخضَعَت بالليْن رقاب.
ورحِم الله الشيخ النبهاني يصف هذه الصورة البديعة: “فكم من أعرابي فدم، لا أدب له ولا فهم، ولا عقل له ولا علم، ولا كرم ولا حلم.. قابل جنابه الشريف بما غضب له المكان والزمان، وخاطبه بما عبس له وجه السيف واحتد له لسان السنان فكان جوابه الإغضاء، والعفو عمن أساء، بل أدناه وقربه، وما لامه وما أنبه، بل فرغته أخلاقه المحمدية في قالب كيمياء السعادة بأيادي الإحسان، حتى اضمحلت حدة ذلك الوحش وانقلبت حديدته جوهرة إنسان، فتبدل بغضه بالحب، وبعده بالقرب، وحربه بالسلم، وجهله بالعلم، واستحال إنسانًا بعد أن كان ثعبانًا، وصار حبيبًا بعد أن كان ذيبًا”. هكذا عامل الفرد وبه خالق الجماعة دون تكلف أو تصنع، بل شملت أخلاقه الشعوب والأمم، بل العوالم كلها، فهو رحمة للعالمين.
وقد سُئِلت أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها عن خُلُقه فقالت: “كَانَ خُلُقُهُ القُرْآَن” أي أنه تأدب بآدابه، فدونك المُعلم يؤدبك والمدرس يهذبك في رياض القرآن في شهر القرآن، فكن خير سامع واعي، وأكرم مبلغ داعي.

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:05
أرسل الله عز وجل رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم هاديًا ومعلمًا للناس جميعًا، وأمر سبحانه وتعالى باتباعه عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} الحشر:7، وقال سبحانه: {منْ يُطِعِ الرسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} النساء:80. ومن طاعته اتباع هديه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك هديه عليه الصلاة والسلام في رمضان.
لم يكن حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان كحاله في غيره من الشهور، فقد كان برنامجه صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر مليئًا بالطاعات والقُربات، وذلك لعلمه بما لهذه الأيام والليالي من فضيلة خصها الله بها وميزها عن سائر أيام العام.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات، فكان سيدنا جبريل عليه السلام يُدارِسُه القرآن في رمضان، وكان عليه الصلاة والسلام -إذا لقيه جبريل- أجود بالخير من الريح المُرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يُكثِر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف. وكان صلى الله عليه وسلم يخص شهر رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة، وينهى أصحابه عن الوصال، فيقولون له: إنك تواصل، فيقول: “إني لستُ كهيئتكم، إني أبيت يُطعمني ربي ويَسقيني” أخرجه البخاري ومسلم.
وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور، وصح عنه أنه قال: “تسحرُوا، فإن في السحور بركة” متفق عليه. وكان من هديه تعجيل الفطر وتأخير السحور، وكان يقول: “لايزال الناس بخير ما عَجلوا الفطر” كما في الصحيح. وكان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء، وأما السحور فكان يؤخره حتى ما يكون بين سَحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية. وكان يدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة. وكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل طول العام، لاسيما في رمضان ما لم يكن هناك عارض، وقيام الليل في رمضان هو صلاة التراويح، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه. وكما جاء عن عائشة رضي الله عنها: “أَن رسول الله خرج ذات ليلة [في رمضان] من جوْف الليل، فصَلى في المسجد، فصلى رِجال بصلاته..، ثم ترك الصلاة بالمسجد خشية أن يَجتمع عليها المسلمون وتُفرَض عليهم كما في الحديث، ثم جمعهم عليها سيدنا عمر رضي الله عنه وقال: “نعمت البدعة”.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ليَجتمع قلبه على ربه عز وجل، وليتفرغ لذِكره ومُناجاته، وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يومًا.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا دخل العشر الأواخر أحْيَا ليله، وأيقظ أهله، وشَد مئزره مُجتهدًا ومُثابِرًا على العبادة والذكر.

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:08
http://www.elkhabar.com/media/uploads/images/2016-06-0522%3A36%3A44.006752-DR-555x318.jpg

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:20
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR8QARo5RFVaerq3YJvKuqCCNBsarJr0 PNjVZTLYBMW4_Ef_GdQ4g

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:20
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTi9fp219eKGxr49pLwF0aP7ETeNIH4B sO6UncgpX5pcOrm2nVrSA

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:24
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQgvJW9Jmsom7dTeXpeT9oKNPKIMzdco-nxC--ga_V69zHDBIgRlw

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:27
http://3.bp.blogspot.com/-XcdHxM2qdnM/UydGBKwBt9I/AAAAAAAAVsI/dOUIlQYmIDw/s1600/salsabil_203.jpg

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:29
http://4.bp.blogspot.com/-Vbi7gNJuoLs/UydGCvlSYII/AAAAAAAAVsg/oH3vx-NERvk/s1600/salsabil_207.jpg

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:09
هل يجوز استعمال السّواك في رمضان؟
يستحبّ السّواك عند كلّ صلاة ووضوء، ولا بأس أن يستاك الصّائم عندهما إن كان معتادًا على ذلك، شرط أن لا يبلع الرِّيق الّذي قد يكون فيه بعض قشور السّواك أو ذوقه، فإن أحسَّ بشيء من ذلك فعليه القضاء. أمّا السّواك الّذي يحمل نكهات مختلفة كنكهة اللّيمون والنّعناع وغيرهما فهو مفطر ويجب على مَن استعمله القضاء. والله أعلم. -

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:10
هل يجوز للصّائم استعمال معجون الأسنان؟
يُكره استعمال معجون الأسنان للصّائم لأنّه ممّا يتحلّل في الفم وقد يصل إلى الجَوف، ويكفيه أن يغسل فمه بالفرشاة من غير معجون احتياطًا. ومَن تعمَّد استعمال المعجون ووصل إلى جوفه عمدًا أو غلبة لزمه القضاء والكفّارة عند مذهب المالكية. أمّا إذا حرص ألاّ يصل شيء من ذلك إلى جوفه ولم يصل فلا حرج. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:11
فما هو حكم وضع البخاخة في نهار رمضان بالنسبة لمرضى الربو؟
إذا كانت تلك البُخاخة مجرّد هواء يساعد على انفتاح قنوات التنفّس فلا حرج للصّائم في استعمالها، ولا شيء عليه من باب التّيسير ورفع الحرج، أمّا إن كانت سائلاً يصل إلى المعدة فهي مفطرة، وعلى مَن استعملها القضاء لقول الله تعالى: ”فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيّامٍ أُخَرَ”، وقوله: ”يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُريدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:12
إخراجها إلى نهاية رمضان؟ وما مقدارها؟
قال تعالى: ”وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”، وقال سبحانه: ”يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُريدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”. فعلى المريض الّذي يؤدّي صومُه إلى هلاكه أن يفطِر ثمّ يقضي ما أفطره بعد رمضان عملاً بقوله عزّ وجلّ: ”فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيّامٍ أُخَرَ”، أمّا إن كان المرض مزمنًا لا يُرجى برؤُه، فعلى المريض أن يفطر وأن يُطعم مسكينًا عن كلّ يوم أفطره.
ومقدار الفِدية هو إطعامه، وإذا تعذَّر قدّرها صاحبُها من وسط طعامه، وفي صفة إخراجها متّسع، فإن شاء أخرج عن كلّ يوم فديتُه، وإن شاء أخرجها عن أيّام، وإن شاء أخرجها في نهاية الشهر بأكمله، والأفضل التّعجيل بها. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:13
مريض بداء السكري يتناول إبر الأنسولين، فهل يجب عليه الإفطار؟ وماذا عليه إن أفطر؟
عليك أن تَعرض نفسَك على الطبيب، فإن نصحك بالإفطار لأنّ الصّوم سيُسبِّب بلك مشاكل صحية خطيرة، فعليك بالإفطار والفدية عن كلّ يوم، وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم مقدار مُدّ من قمح.
قال تعالى بعد أن أمَر المؤمنين بالصّوم: ”يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ العُسْر”، وقال في وجوب حفظ النّفس: ”وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”. والله أعلم.
شخص مصاب بمرض مزمن ولا يستطيع الصّوم، فهل يُخرج الفدية يوميًّا من شهر رمضان، أم يستطيع أن يخرجها بعد مرور أيّام؟ وهل بإمكانه تأخير

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:22
لا شكّ أنّ القرآن الكريم جاء يخاطب العقلاء من النّاس، الّذين يحسنون استعمال عقولهم، ولهذا ما كذّب به إلّا من انحرف في تفكيره أو انتكس عقله، بل الدّين أساسًا موجّه للعاقلين من البشر فقط، فالعقل أساس التّكليف، فمن فقد عقله رُفِع عنه القلم كما هو معلوم.
لا غرو أن عرّف علماؤنا الدِّين بأنّه وضع إلهيٌّ يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما هو عن الرّسول، أو وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم إلى الصّلاح في الحال والفلاح في المآل، أو وضع إلهيٌّ سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير باطنًا وظاهرًا.. وكلّها تتّفق على أنّ المعنيَّ به هم أهل العقول فقط!.
ولكن إذا نظرنا في القرآن الكريم نجده لا يذكر كلمة ”عقل” هكذا بل نجده دائمًا يذكر ”يعقلون، تعقلون”، ونفس الأمر مع فكر أو تدبّر فهو لا يذكرها إلّا بصيغة المضارع ”يتفكرون”، ”يتدبرون”، وهذا بلا ريب مقصود وله دلالته، ومن هذه الدلالة الّتي نفهمها إيماء من صيغة المضارع: يعقلون ...إلخ هي أنّ العقل إنّما يفيد إذا استعمل وتكرّر وتجدّد استعماله، ذلك أنّ الفعل المضارع يفيد الاستمرار على سبيل التّجدّد، أيّ يدُلُّ على الحركة المتكرّرة المتجدّدة، بدءًا من الحاضر، فتكرارًا في المستقبل كما قرّر ذلك علماء البلاغة.
وما فائدة العقل إذا لم يستعمل؟!. وما فائدته إذا لم يشغل باستمرار وتجدّد؟!. وما الفرق بين من له عقل لا يستعمله وبين من لا عقل له؟!.

العوفي العوفي
2016-06-07, 15:05
http://www.imagesfb.com/ar/pictures/pic_1402781782_968.jpg

العوفي العوفي
2016-06-07, 15:15
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTvDEhJoQCXNbfmLurlNohYsR6LEXd6P ZQ7-sat6fMyvlrR6a_H2w

العوفي العوفي
2016-06-07, 15:24
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR9_mCmXD7U-dyn6tPXMLESiRtSnEo4NSYF_oL8meMxpj79FJOY

العوفي العوفي
2016-06-08, 14:47
ما حكم الاستدانة في شهر رمضان من أجل تزيين الموائد بالكماليات من المأكولات والمشروبات؟
الإسلام دين يخلو من الحرج والمشقة، ويخلو من التكليف بما لا يطاق. قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدينِ مِنْ حَرَجٍ} الحج:78. وقال: {لاَ يُكَلفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} البقرة:286، والصوم عبادة فرضها الله علينا لحِكَم منها، بعد طاعة الله والتقرب إليه ترويض الإنسان على التحمل والترفع عن شهوات النفس.

العوفي العوفي
2016-06-08, 14:49
امرأة تبلغ من العمر 50 سنة، أكلت رمضان يوم كان عمرها 25 سنة، وتقول إنها فعلت ذلك عن جهل بحكم الشرع؟
كما يعرف في المصطلح القانوني “لا يُعذَر الجاهل بجهله”، فإنه أصل من أصول الشرع، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وزوده بكل وسيلة تعينه على المعرفة من سمع وبصر ولسان، ومن ثم لا يُعذر أن ينتهك معلومًا من الدين بالضرورة، ولأنها عاشت في مرحلة التكليف ما لا يقل عن عشر سنين كان من الأجدر بها أن تسأل أمها وأن تخبرها بما تفعل وتستبين أمرها من أقرب الناس إليها.
أمَا وإنها لم تفعل وأفطرت عمدًا، فهي مطالبة أولاً بقضاء ما أفطرت، ثانيا بفدية مقابل التأخر في القضاء، ثالثًا بكفارة عن كل يوم أفطرته. وإذا تعذر عليها الصوم، فإن الأولى في التكفير الإطعام، وهو أن تطعم ستين مسكينًا عدًا لا تكرارًا عن كل يوم أفطرته، إذ تتكرر الكفارة بتعدد الأيام التي أفطرتها.

العوفي العوفي
2016-06-08, 14:49
ما حكم مَن ينزع ضرسًا في شهر رمضان، هل يعيد صيام ذلك اليوم؟
إذا مرض المكلف مرضًا يلزمه علاجًا معينًا، لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدةٌ مِنْ أَيامٍ أُخَرَ} البقرة:184. ولكن نزع الضرس باستعمال المخدر في المكان المحيط به، فإن الضابط في ذلك من حيث صحة الصوم من عدمها ما يصل إلى الجوف مرورًا بالحلق، فإن أحس شيئًا في حلقه وابتلعه فإنه مطالب بالقضاء، وإن لم يجد شيئًا من ذلك فلا شيء عليه وصيامه صحيح.

العوفي العوفي
2016-06-08, 14:51
شخص مريض مرضًا يمنعه من الصيام، ويخرج الفدية عن الأيام التي يفطرها، وقد أعطى الفدية لشخص لا هو فقير ولا هو مسكين؟
الفدية تقدم للفقراء والمساكين، وبما أن الشخص الذي أعطيت له ليس بفقير ولا مسكين، فعليه أن يعطيها هو بدوره لفقير أو مسكين، حتى يبرئ ذمة ذلك المريض الذي أعطاها له، وإلا أعاد المريض إخراجها لمَن يستحقها.

العوفي العوفي
2016-06-08, 14:53
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله تعالى بالصدق، فقال: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصادِقِينَ}.
وأثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال تعالى عن نبي الله إبراهيم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنهُ كَانَ صِديقًا نُبِيًا}،
وقال الله تعالى عن إسماعيل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًا}،
وقال الله تعالى عن يوسف: {يُوسُفُ أَيهَا الصديقُ}، وقال تعالى عن إدريس: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنهُ كَانَ صَديقًا نَبِيًا}.
وهو من صفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين، ولقد قالت له السيدة خديجة رضي الله عنها عند نزول الوحي عليه: “إنك لَتَصْدُقُ الحديث”.
والمسلم لا يكذب في حديثه مع الآخرين، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كَبُرَتْ خيانة أن تحدث أخاك حديثًا، هو لك مصدق، وأنت له كاذب”.
والمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: “دَعْ ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة”، وقال عليه الصلاة والسلام: “وما يزال الرجل يصدُق ويتحرى الصدق حتى يُكتَب عند الله صديقًا”.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:17
ما حكم مداعبة الزوج زوجته وهو صائم دون جماع؟
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُقبل نساءه وهو صائم، لكن لا بد من التفصيل في هذه المسألة، فإن كان الزوج شابًا لا يأمن إن قبل زوجته الشهوة والوقوع في الجماع، فإنه لا يجوز له ذلك، أما إن كان شيخًا كبيرًا يأمن على نفسه عدم الشهوة إن قبل زوجته أو لاعبها، فلا بأس بذلك.
أما إن كان غير متأكد من نفسه وغلب على ظنه عدم الشهوة، فالأفضل تركه، وعلى الزوجة أن تبتعد عن الزينة وما يدفع بزوجها إلى ذلك حتى لا يقعَا فيما حرمه الله تعالى كالجماع أو الاستمناء.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:18
شخص أفطر عمدًا حينما كان يبلغ 16 سنة، وهو الآن تائب نادم على ما فعله، يسأل عن حكم اليوم الذي أفطره عمدًا وعن الأيام الأخرى التي لم يتذكرها؟
انتهاك حرمة رمضان من كبائر الذنوب التي تدل على انحراف البعد وضلاله عياذًا بالله، ونحمد الله أن وفقك الله إلى التوبة والرجوع إلى الحق، ونسأل الله أن يكون سؤالك عن حكم ما فعلتَ دليلاً على صدق توبتك، فتُكفر عن ذنبك في الدنيا وتلقى الله بقلب سليم يوم لا ينفع مال ولا بنون. فعليك إذًا أن تُكفر عن اليوم الذي أكلته عمدًا بالقضاء والكفارة، والكفارة صوم ستين يومًا متتالية، أما الأيام التي لم تتذكرها وشككتَ في إفطارها وعدمه، فعليك فقط بقضاء أقصى احتمال لعددها، مع الإكثار من أعمال الخير والصدقة وبر الوالدين والاستغفار والصلاة وصوم التطوع، وأبواب الخير كثيرة لا تعد ولا تحصى. وعلى المؤمن أن يعظم شعائر الله، والصوم من أعظم الشعائر، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَن أفطر يومًا من رمضان عامدًا بلا عذر لم يقضه صيام الدهر وإن صامه” أخرجه البخاري.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:18
شخص توضأ، وأثناء المضمضة وصل شيء من الماء إلى حلقه وهو صائم؟
عليك القضاء، لأن الماء مر إلى حلقك، وبمروره تكون قد أفسدت الإمساك الذي وجب على الصائم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ولأن الماء مر دون قصد منك إلى حلقك، فعليك القضاء فقط، أما إن كنتَ شربته عمدًا فعليك القضاء والكفارة.

العوفي العوفي
2016-06-09, 09:05
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن طاف بالبيت أسبوعًا لا يضع قدمًا، ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة” أخرجه ابن حبان، وفي رواية أخرى: “مَن طاف سبعًا، فهو كعِدْل رقبة” رواه النسائي.

العوفي العوفي
2016-06-09, 14:16
نزول قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}--سورة الفرقان---

قال ابن عباس في رواية عطاء الخراساني: كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به، فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك، فنزلت هذه الآية وقال الشعبي: وكان عقبة خليلا لامية بن خلف، فأسلم عقبة، فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا عليه الصلاة والسلام، وكفر وارتد لرضا أمية، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

وقال آخرون: إن أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط كانا متحالفين، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما فدعا إليه أشراف قومه، وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما فدعا الناس، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه، فلما قرب الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فقال عقبة: أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه، وكان أبي بن خلف غائبا، فلما أخبر بقصته قال: صبأت يا عقبة، فقال: والله ماصبأت ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فشهدت فطعم، فقال أبي: ما أنا بالذي رضى منك أبدا إلا أن تأتيه فتبزق في وجهه وتطأ عنقه، ففعل ذلك عقبة، فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف، فقتل عقبة يوم بدر صبرا، وأما أبي بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد في المبارزة، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية.

وقال الضحاك: لما بزق عقبة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد بزاقه في وجهه فتشعب شعبتين، فأحرق خديه وكان أثر ذلك فيه حتى الموت.

العوفي العوفي
2016-06-09, 14:28
في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي))---[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ]

العوفي العوفي
2016-06-10, 00:10
يقول الله تعالى في كتابه العزيز {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ}، ويقول عزّ وجلّ {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.
العِفّة هي الترفُّع عن الدّنايا. وهي في المحسوس: الترفّع عن السّؤال، والترفّع عن الأخذ أو مدّ اليد إلى مغنم، كما قال عنترة:
يخبرك من شهد الوقائع أنّني أغشى الوغى وأعف عند المغنم
وقيل: هي ضبط النّفس عن الشّهوات وقصرها على الاكتفاء بما يقيم أود الجسد، ويحفظ صحّته فقط، واجتناب السَّرف في جميع الملذّات وقصد الاعتدال.
ليس المراد من العفّة حرمان النّفس من رغباتها المشروعة في المطعم والجنس، بل المقصود منها الاعتدال في تناولها وممارستها، إذ كلّ إفراطٍ أو تفريط مضرّ بجسد الإنسان وروحه وداعٍ إلى شقائه وبؤسه.
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “ليس المسكين الّذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللّقمة واللّقمتان، إنّما المسكين الّذي يتعفّف”، وأخبر صلّى الله عليه وسلّم أنّ المؤمن العفيف عمّا حرّم الله من أوائل النّاس دخولاً الجنّة؛ كما جاء في الحديث أنّه قال “عُرض عليّ أوّل ثلاثة يدخلون الجنّة: شهيد وعفيف متعفّف وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه”.

العوفي العوفي
2016-06-10, 00:14
يكفي القرآن الكريم تنويهًا بمكانة التّفكير وقيمته أن جعله حجّة وبرهانًا على صدق الرّسول في تبليغه عن ربّه، إذ قال سبحانه: {قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ}.
فهذه الآية الكريمة تُبيّن منهج الإسلام القائم على مواجهة العقل، وإقامة الحجّة به، وإعطاءه حقّه في طلب البُرهان القاطع والدّليل السّاطع، ثمّ الاعتراف له بما يقضى به، بعد النّظر السّديد المبرأ من الهوى والجمود.
فالقرآن يُريد أوّلاً تحرير العقل من التّقليد الفاسد والمعتقدات الباطلة الّتي استولَت عليه، وشلّت إرادة التّفكير فيه. فإذا تحرّر العقل فقد قطع نصف الطّريق الموصلة للحقّ، ثمّ عليه أن ينظر بعقله المتحرّر في كتاب الله المسطور وكتاب الله المنظور.. فإنّه إن فعل فلا بدّ أن يهتدي إلى الله، ويتعرّف إليه، ويؤمن به..
يقول الشّيخ سيّد طنطاوي رحمه الله “فالآية الكريمة تأمرهم أن يفكّر كلّ اثنين بموضوعية وإنصاف في أمر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ يعرض كلّ واحد منهما حصيلة تفكيره على صاحبه، وأن يفكّر كلّ واحد منهم على انفراد أيضًا في شأن هذا الرّسول، من غير تعصّب وهوى. وقدّم الاثنين في القيام على المنفرد؛ لأنّ تفكير الاثنين في الأمور بإخلاص واجتهاد وتقدير، أجدى في الوصول إلى الحقّ من تفكير الشّخص الواحد، ولم يأمُرهم بأن يتفكّروا في جماعة لأنّ العقلية الجماعية كثيرًا ما تتّبع الانفعال الطّارئ، وقلّما تتريّث في الحكم على الأمور”

layanedz
2016-06-10, 11:14
السلام عليكم
ما شآء الله
بارك الله فيك وفي صآآحب الفكرة
انا أشاركـ مند 4 سنوآآت في مسآآبقات الأحاديث من كتب مختلفة (الموطأ....صحيح مسلم .... صحيح البخاري .....رياض الصآآلحين) تعلمت الكثير فعلا من خلال حفظي للاحاديث النبوية وحفظت كمآآ هائلا وأرجو أن أساهم ولو بالقليل في هذا المجال
أتآآبع جديدك في موضوعكــ استاد العوفي العوفي
رمضان كريم

العوفي العوفي
2016-06-10, 14:47
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQgvJW9Jmsom7dTeXpeT9oKNPKIMzdco-nxC--ga_V69zHDBIgRlw

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:22
السلام عليكم
ما شآء الله
بارك الله فيك وفي صآآحب الفكرة
انا أشاركـ مند 4 سنوآآت في مسآآبقات الأحاديث من كتب مختلفة (الموطأ....صحيح مسلم .... صحيح البخاري .....رياض الصآآلحين) تعلمت الكثير فعلا من خلال حفظي للاحاديث النبوية وحفظت كمآآ هائلا وأرجو أن أساهم ولو بالقليل في هذا المجال
أتآآبع جديدك في موضوعكــ استاد العوفي العوفي
رمضان كريم

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT1KomxxLDZzjxcRV27cjDx2d8Y_fErP S-8G5ifHzrreJy6TQvvVA

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:37
متى يكون الإمساك عن الأكل مع الأذان الأول أم الثاني؟
يكون الإمساك قبل الأذان الثاني بمقدار ما يكفي لقراءة خمسين آية، كما كان يفعله الصحابة، ويُقدر ذلك الوقت بعشر دقائق، وهو وقت كاف لاستقرار أكلة الشحَر في البطن وعدم صعودها إلى الحَلق بعد الأذان، أي بعد وقت الإمساك الواجب. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:38
ما حكم مَن يتعطر في نهار رمضان؟ وما حكم ذلك للمرأة؟
لا حرج في التطيب في نهار رمضان، بالنسبة للرجل فبشكل مطلَق، أما بالنسبة للمرأة فلا يجوز لها التطيب والخروج خارج البيت ليجدَ ريحَها الرجال، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك نهيًا شديدًا حتى إنه صلى الله عليه وسلم اعتبر مَن تفعل ذلك زانيةً عياذًا بالله، وذلك سَدا لذريعة الفاحشة. وأما الرجل فيحترز من المبالغة. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:39
ما حكم مَن يصلي التراويح خلف الإمام، ثم يسحب نفسه في صلاة الوتر ولا يُصليها خلفه قصد مواصلة الصلاة بالبيت؟
هذا خطأ وقع فيه كثير من المصلين، وحرموا أنفسهم أجر قيام ليلة، فمَن صلى خلف الإمام فلم ينصرف حتى ينصرف الإمام كتب له قيام ليلة، ومَن أراد المزيد من الصلاة في البيت فله ذلك، يزيد ما شاء دون أن يوتر مرة أخرى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”لا وِتران في ليلة” رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:40
شخص أفطر في نهار رمضان بعد غروب الشمس لكن قبل سماعه الأذان، فهل عليه قضاء؟
إذا تحقق الصائم من غروب الشمس وإقبال الليل فقد حل له الفطر، قال تعالى: {ثُم أَتِموا الصيَام إلى الليل} البقرة:187، وقال صلى الله عليه وسلم: ”إذا أقبل الليل من هَاهُنَا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم” أخرجه البخاري ومسلم.
وبذلك، يعلم أنه لا يشترط سماع الأذان بعد تحقيق غروب الشمس، ومَن كان قريبًا من المسجد يسمع الأذان ليتحرى أحسن.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:42
هل يجوز للمأموم أن يُتابِع قراءة إمامه من المصحف؟
لا يجوز للمأموم أن ينشغل بحمل المصحف والنظر إليه وقلب صفحاته من أجل متابعة قراءة الإمام، فعلى المأموم أن ينصت للقراءة وأن يتدبرها كما كان يفعل سلفنا الصالح، وقد ذكرنا أن حمل الإمام للمصحف وقراءته منه فيه كلام، فكيف بالمأموم؟!!

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:46
لقد أسبغ الله علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً، وهي كثيرة غفيرة حتى أرهقت العقول الرجيحة أن تحيطها حصرًا وعدا، وأعجزت الألسن الفصيحة أن تبلغها شكرًا وحمدًا، غير أن أتم نعمة وأكملها، هي نعمة إنزال القرآن، قال الحق سبحانه: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِن فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} العنكبوت:51.
فتنزيل القرآن كافٍ، وتلاوته شافٍ، يمنع القلب أن يهيم بغيره، ويحجرَ العقل أن يتبع سواه، ويحسر النظر أن يتصفح كُتبًا سبقت وأسفارًا تخلفت:
لا تذكر الكتب السوالف بعده طلع النهار فأطفأ القنديلاَ
هذا وقد يصرف النص إلى المشركين الذين طلبوا برهانًا على صدق الرسالة، فجاءهم البيان بأن القرآن سيد الحجج والبراهين، أو يقصد به أيضًا أهل الإيمان الذين التفتوا إلى كتب درست، من توراة وإنجيل! وفي القرآن غُنية وكفاية، وما أروع فقه الإمام البخاري وأبدع تأويله حين قال في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: ”ليس منا مَن لم يَتغن بالقرآن”، قال: ”أي يستغني به عن غيره”. فالهداية فيه لا في غيره، والنجاة والخلاص به لا فيما سواه، ولأمر ما كان من الواجب على المؤمن أن يحمد الله على إنزال القرآن {الْحَمْدُ لِلهِ الذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لهُ عِوَجًا} الكهف:1، كما يحمده ويثني عليه على خلق الأكوان {الْحَمْدُ لِلهِ الذِي خَلَقَ السمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظلُمَاتِ وَالنورَ} الأنعام:1.
وكما أمرنا أن ننزه المولى سبحانه ونعظمه على ملكه {تَبَارَكَ الذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} الملك:1، أمرنا أيضًا بتنزيهه وتعظيم شأنه وتقديس ذاته على إنزال القرآن {تَبَارَكَ الذِي نَزلَ الْفُرْقَانَ} الفرقان:1، فما الكون بلا قرآن إلا كجسدٍ فارقته روحه، وما الملك بلا قرآن إلا كقنديلٍ غادره نوره..!

العوفي العوفي
2016-06-13, 00:48
إنّ إغاثة الملهوف وإجابة المحتاج والسّعي في قضاء حوائج النّاس لهو دليل على قوّة الإيمان وصدق الإخاء.. وإنّ إغاثة الملهوف وإعانة أهل الحاجات سلوك إسلامي أصيل، وخلق نبويّ قويم، تقتضيه الأخوة الصّادقة، وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق.
وإنّ أصحاب النّجدة والمروءة لا تسمح لهم نفوسهم بالتأخّر أو التردّد عند رؤية ذوي الحاجات؛ فيتطوّعون بإنجاز وقضاء حوائجهم طلبًا للأجر والثّواب من الله تعالى. وانظر إلى الشّهم الكريم نبيّ الله موسى عليه السّلام: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، وهكذا أصحاب النّجدة والمروءة يندفعون دفعًا نحو المكرمات، ومنها إغاثة الملهوفين وذوي الحاجات.
وإغاثة الملهوفين صدقة من العبد له أجرها وبرّها، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “على كلّ مسلم صدقة”. قالوا: يا نبيّ الله! فمن لم يجد؟ قال: “يعمل بيده ويتصدّق”، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: “يُعين ذا الحاجة الملهوف...”.
وعن ابنِ عمر رضي الله عنه أنّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: “المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ وَلا يَسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”

العوفي العوفي
2016-06-13, 07:59
عن ابنِ عمر رضي الله عنه أنّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: “المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ وَلا يَسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”

العوفي العوفي
2016-06-13, 22:57
تعلمنا من السنة النبوية الشريفة أن نسأل الله الفردوس الأعلى إذا دعوناه أن يدخلنا الجنة، وفي هذا إشارة تربوية عظيمة أن نطلب أعالي الأشياء ولا نكتفي بما هو أقل، وفيه من رفع الهمم لبلوغ القمم ما فيه ولو تعلقت همة ابن آدم بما دون العرش لناله، كيف لا ونحن أمة يدعونا القرآن إلى المسارعة، وتحثنا آياته إلى المسابقة، وتحضنا على المنافسة للتقدم والتصدر، وتنهانا عن التأخر والتقهقر.
وفي أدب المُناجاة ونحن ندعو دعاء الخاشعين {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتقِينَ إِمَامًا} الفرقان:74، أن نكون أئمة للمتوفقين المبرزين، أئمة لأهل التقوى المتصدرين.. وهذا شأن السلف الصالح الذي صنع الفارق بين الأمم، وقفز إلى المجد حاسر الرأس حافي الأقدام!..
تعلم من أوائل ما نزل أن المجد ينال بإقرأ، وأن العز ينال ببذل الطاعة والانكسار في مدرسة الليل، والقيام بين يدي المولى بلباس العبودية، وأن الأولية والتصدر لا تنال إلا بالنهوض، والقيام لعظائم الأمور {يَا أَيهَا الْمُدثرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبكَ فَكَبرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهرْ * وَالرجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبكَ فَاصْبِرْ} المدثر:1-7. فواجب البلاغ، والدعوة إلى الله يحتاج إلى نهوض، وتعظيم العقيدة، وإكبَار شأنها يستدعي قيامًا ويقظةً، وغرس مبادئ الطهارة الخلقية، وحمل الناس على أدب القرآن، وتربيتهم على مكارم الخلال يحتاج أيضًا إلى قيام ونهضة ويقظة، وكل ذلك هو نتاج الصبر. يقول العلامة ابن باديس في هذه الآيات: ”ذكرت حاجة الأعمال العظيمة إلى الجد والنهوض والصبر والثبات وأن أعظم محصل للصبر هو إخلاص العمل لله”:
قد رشحوك لأمرٍ إن فطنتَ له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ
إن الصدارة والتقدم، وإن الأولية في ركب الأمم تحتاج إلى هذه الهمة، والعمل الدؤوب، والصبر الثابت، والعلم الراسخ، والإخلاص الصادق.

العوفي العوفي
2016-06-13, 22:59
قال سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه: لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، قلت له يا رسول الله أوصني، فقال: ”أخلص دينك يكفك القليل من العمل” أي اجعل إيمانك خالصًا مما يشوبه من شهوات النفس واجعل طاعتك كلها لوجه الله يصبح القليل من عملك كثيرًا مباركًا. ولقد عنى الحديث القدسي بأمر الإخلاص والتحذير من ضده، فجاء فيه: ”أنا أغنى الأغنياء عن الشكر، مَن عمل عملاً أشرك فيه غيري فهو للذي أشرك به وأنا منه بريء”، ويقول الله تعالى في الحديث القدسي أيضًا: ”الإخلاص سر من سري استودعتُه قلب مَن أحببتُ من عبادي”.
وعن الحديث النبوي كذلك بأمر الإخلاص، جاء فيه: ”ثلاثة لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم”. ومعنى: ”لا يغل عليهن” وهو كما قال ابن القيم: لا يبقى في قلب المؤمن غل مع وجود هذه الأمور الثلاثة.
وروى مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”أن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم”.
وللإخلاص ارتباط وثيق بالنية، ولو قلنا إن الإخلاص هو تطهير النية وتجريدها لله عند العمل والسعي لما بعدنا عن الحقيقة، ولذلك جاء في الحديث النبوي المتفق عليه: ”إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”، وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما يقول له: ”مَن خَلُصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس”.

العوفي العوفي
2016-06-13, 23:03
دعا الدكتور إبراهيم التهامي، أستاذ الشريعة بجامعة الجزائر، في حوار الدعاة إلى عدم تيئيس الناس من رحمة الله، وأبدى أسفه من بعض الدعاة ممن يُنَفرون الناس من الدين بأساليبهم التي تفتقر إلى العلم والمعرفة بالواقع وترهيب الناس من العذاب والتركيز على الوعيد دون الوعد، بينما الدعوة تقوم على الترهيب والترغيب.
ما أسباب الوقوع في الذنوب والمعاصي؟
الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في المعاصي كثيرة، أذكر منها: غياب الوازع الديني والإيماني الذي يجعل المسلم يخاف ويخشى من الوقوع في المعاصي، فالمؤمن الحق يمنعه إيمانه من اقتراف المعاصي والاقتراب منها لأنه يعلم أن الله يراه، فمجرد علمه بذلك يجعله يستحي من الله ويعلم بأن كل ما يلفظ به فهو مسجل وسيحاسب عليه بين يدي الله يوم يقوم الناس لرب العالمين. والتنافس على الدنيا وزينتها يجعل الناس تستهين بالمعصية وتجعلهم يبيحون المحرمات من أجل كسبها والوصول حتى لو تطلب ذلك التضحية بالدين والأخلاق والشرف. إلى جانب الرفقة السيئة وأصحاب السوء الذين يقودون من يصحبهم إلى مراتع الفساد والمعصية وأماكن الشبهة بدل أن يقودوه إلى أماكن الفضيلة والخير والدين، ولذلك حذر الإسلام من رفقاء السوء، قال الله تعالى: {الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُو إِلا الْمُتقِينَ}. فرُفقاء السوء يكونون يوم القيامة أعداء بعضهم بعضًا ويتبرأ بعضهم من بعض ويتهم بعضهم بعضًا. وكذلك الجهل وقلة العلم بالدين وبأحكام الإسلام من الأسباب الرئيسية للوقوع في المعاصي، لأنه يجهل أنها حرام، وبالتالي يقع فيها، ولذلك لا بد من نشر التعليم الديني على أوسع نطاق بدل التضييق عليه بحجج واهية.


ما هي الآثار التي تتركها الذنوب على الفرد والمجتمع؟
طبعًا المعاصي لها آثار سيئة ومدمرة على الفرد والمجتمع على السواء، فعلى مستوى الأفراد ينشأ جيل لا يحس بالمسؤولية وليس له اهتمام بما يحيط بأمته وببلده من أخطار، فضلاً عن الأمراض التي قد تصيبه من إدمانه على المعاصي، وبخاصة عند الشباب الذي هو أمل الأمة والبلد، فإن المعاصي تدمره فينشأ على الميوعة وفقدان الرجولة ويصبح أسيرًا للشهوات والمحرمات.
أما على مستوى المجتمع، فإن المعاصي تؤدي إلى انتشار الآفات الاجتماعية كالسرقة والقتل والظلم والاختطاف وانعدام الأمن، بالإضافة إلى أن المجتمع الذي تنتشر فيه هذه الآفات معرض لغضب الله وانتقامه، وقد قص علينا القرآن قصص الأمم التي انتشرت فيها المعاصي مثل قوم لوط الذين خسف الله بهم الأرض لما انتشرت فيهم الفاحشة، وقوم شعيب عليه السلام الذين كانوا يطففون الميزان فعاقبهم الله أشد العقاب، وثمود قوم صالح عليه السلام، وقوم فرعون الذين أغرقهم بسبب ذنوبهم وطغيانهم، وغيرهم من الأمم والأقوام. وفي الحرب العالمية الثانية، أرجع فلاسفة فرنسيون سبب هزيمة فرنسا على يد الألمان إلى أسباب أخلاقية وليس إلى نقص القوة المادية.

فما هي الطرق والوسائل التي يمكن للمسلم من خلال التمسك بها التخلص من الذنوب والمعاصي وتجنب الوقوع فيها؟
المسلم الذي أسلم وجهه لله وآمن بمنهج الله وبما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من شريعة وأوامر ونواه من عند الله ينبغي عليه أن يكون أبعد الناس عن الذنوب والمعاصي، لأنه يعرف ما بينه وبين الله، والإسلام هو التزام وليس مجرد انتساب، وأهم الوسائل التي تقي الناس من الوقوع في المعاصي هي التربية على الأخلاق والفضائل والدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه المهمة هي مهمة الأسرة والمدرسة والمجتمع والدولة جميعًا، ونشر التعليم الديني في المجتمع.

هل تعتقد أن الأسلوب الذي يلجأ إليه الدعاة للتحذير من الوقوع في الذنوب والعاصي بالتذكير بأضرارها الصحية والجسدية كفيل بترهيب الناس بأخطارها؟
الدعوة إلى الله واجب شرعي على كل مسلم قادر على ذلك خاصة العلماء، لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}. ومن واجب الداعية أن يحذر من الذنوب والمعاصي وبيان خطرها وأثرها السيئ على الفرد والمجتمع، ولكن للأسف هناك بعض الدعاة يُنَفرون الناس من الدين بأساليبهم التي تفتقر إلى العلم والمعرفة بالواقع وترهيب الناس من العذاب والتركيز على الوعيد دون الوعد، بينما الدعوة تقوم على الترهيب والترغيب أيضًا لا على التيئيس من رحمة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا”، هذا هو الأسلوب الصحيح الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم.

العوفي العوفي
2016-06-13, 23:07
لقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لن ينجو من عذابه وسخطه يوم القيامة إلا صاحب القلب السليم، كما في قوله تعالى حاكيًا عن إبراهيم عليه السلام: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، ويقول جل وعلا: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِن ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
وسلامة القلوب نعمة من الله تعالى، يقول عز وجل: {إِنمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتقُوا اللهَ لَعَلكُمْ تُرْحَمُونَ}، وفي قولِ النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبعْ بعضكم على بيْع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يكذبه، ولا يخذله، التقوى ها هنا وأشار إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ؛ دمه، وماله، وعِرْضه”.
وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: ”كل مخموم القلب صدوق اللسان” قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: ”هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد”.
وعلى المسلم إصلاح قلبه ومداومة علاجه، قال صلى الله عليه وسلم: ”ألا إن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:08
قال عزّ وجلّ: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ” الأعراف:199 . فمن أعرَض عن الجاهلين حمى عِرْضَه، وأراح نفسه، وسلِم من سماع ما يؤذيه، والجاهلون هم السّفهاء الّذين لا يُحَكِّمون العقل في جدالهم أو نقاشهم، ومِنْ ثَمَّ فلا سبيل إلى إنهاء الجدال بشكل متحضِّر، فتُصبح أفضل الطّرق لحفظ الأخلاق هو الإعراض عنهم، وعدم الدخول في مهاترات لا تنبني عليها نتائج طيّبة.

فبالإعراض عن الجاهلين، يحفظ الرّجلُ على نفسه عزّتَها، والعرب تقول: “إنّ من ابتغاء الخيرِ اتّقاءَ الشرِّ”، عن أَنس رضي الله عنه قال: كُنتُ أَمْشِي مَعَ رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وعليه بُردٌ نَجْرَانيٌّ غلِيظُ الحَاشِيةِ، فأَدركَهُ أَعْرَابيٌّ، فَجبذهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَة شَديدَةً، فَنظرتُ إلى صفحة عاتِقِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وقَد أَثَّرَت بِها حَاشِيةُ الرِّداءِ مِنْ شِدَّةِ جَبذَتِهِ، ثُمَّ قال: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لي مِن مالِ اللهِ الذي عِندَكَ. فالتَفَتَ إِلَيْه، فضحِكَ، ثُمَّ أَمر لَهُ بعَطَاءٍ”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنّ رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: “لَيس الشَّديدُ بِالصُّرعَةِ، إِنَّما الشديدُ الّذي يَملِكُ نفسهُ عِند الغضبِ”، ورُوي أنّ رجلاً نال من عمرَ بن عبد العزيز، فلم يُجِبْه، فقيل له: ما يمنعك منه؟ قال: “التُّقى مُلجِمٌ”

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:09
اعتادت فئات كثيرة من النّاس على أداء مناسك العُمرة في شهر رمضان المبارك لما لها من فضل كبير، اقتداء بهديّ النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الشّريف من أنّ عمرة في رمضان تعدل حجّة أو حجّة معه صلّى الله عليه وسلّم.

من الأعمال المباركة الّتي يُجمع فيها بين شرف الزّمان وشرف المكان “العمرة” في رمضان، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “عمرة في رمضان تعدل حجّة أو قال: “حجّة معي” رواه البخاري، فقد بيَّن هذا الحديث المبارك أنّ العمرة في رمضان أدركت منزلة الحجّ في الأجر والثّواب، لكنّها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أنّ الاعتمار لا يجزئ عن حجّ الفرض.

والمضاعفة الحاصلة للأجر سببها كما يقول الإمام ابن الجوزي: “ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت”، ولذلك كان للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف كما لغيرها من الحسنات. وللحديث السابق روايةٌ أخرى أكثر تفصيلاً، وتعطينا بُعدًا آخر من فضائل العُمرة الرمضانيّة وتعلّقها بشقائق الرّجال. فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لامرأة من الأنصار: “ما منعك أن تحجّين معنا؟” قالت: كان لنا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه -زوجها وابنها-، وترك ناضحًا (البعير الذي يُستقى عليه) ننضح عليه، فقال له عليه الصّلاة والسّلام: “فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإنّ عمرةً في رمضان حجة” رواه البخاري، وفي هذا الحديث نرى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرشد المرأة الّتي فاتها الحجّ إلى القيام بعمرةٍ في رمضان، كي تتحصّل على أجرٍ يُضاهي أجر تلك الحجّة التي فاتتها. وإذا كان الرّجال يطرقون أبوابًا للأجر لا يمكن للنّساء أن ينشدوها كباب الجهاد مثلاً، فقد جعل الله عزّ وجلّ لهنّ جهادًا لا قِتَال فيه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله! هل على النّساء من جهاد؟ فقال لها: “نعم، عليهنّ جهادٌ لا قتال فيه: الحجّ والعُمرة” رواه أحمد وابن ماجه. ولا شكّ أنّ الأحاديث الّتي تبيّن فضائل العمرة على وجه العموم تدلّ كذلك على فضلها في رمضان وتشملها، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما” رواه البخاري ومسلم، فقد بيَّن الحديث فضيلة العمرة وما تُحْدِثُه من تكفيرٍ للخطايا والذنوب الواقعة بين العمرتين. وتتضمّن العمرة جملةً من الأعمال الصّالحة الّتي ورد بخصوصها الأجر، فمن ذلك أجر الطّواف، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن طاف بالبيت أسبوعًا لا يضع قدمًا، ولا يرفع أخرى إلاّ حطّ الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة” أخرجه ابن حبان، وفي رواية أخرى “مَن طاف سبعًا، فهو كعِدْل رقبة” رواه النسائي. ودلّت السُّنّة أنّ النّفقة الّتي يتكلّفها المرء لأداء هذه المناسك له فيها أجر، فعن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال لها في عمرتها: “إنّ لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك” رواه الحاكم.

وكذلك للمعتمر في رمضان فضل الصّلاة في المسجد المكّي والمسجد النّبويّ، روى الإمام أحمد وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “صلاة في مسجدي -أي المسجد النّبويّ- أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاّ المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه.

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:10
هل استعمال العطر يفطر في رمضان؟
يجوز استعمال الروائح العطرية في نهار رمضان إلاّ البخور، فإنّ له جرمًا يصل إلى المعدة ما لم تقع المبالغة فيه.

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:12
هناك أشخاص يتسحّرون بعد صلاة التّراويح فهل هو ذلك السّحور المطلوب؟
إنّ وقت السّحور هو قبيل طلوع الفجر، قال تعالى: “وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” الذاريات:18، ولقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “تسحّروا فإنّ في السّحور بركة” رواه البخاري ومسلم، وقال: “استعينوا بطعام السّحَر على صيام النّهار بقيلولة النّهار على قيام اللّيل” رواه ابن خزيمة في صحيحه وابن ماجه. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطور وأخّروا السّحور” أخرجه البخاري ومسلم.

العوفي العوفي
2016-06-16, 16:46
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة » رواه الطبراني

العوفي العوفي
2016-06-16, 22:49
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، ويقول سبحانه: {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
الصّبر من الأخلاق الّتي حضّ عليها القرآن الكريم، وقد جاء في مواضع عدّة من كتاب الله تعالى، وذلك لأهميته في حياة الإنسان، حيث إنّ جميع الأخلاق ترتكز على الصّبر.
فالصّبر نقيض الجزع، وهو خُلقٌ فاضلٌ من أخلاق النّفس، يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل. وهو قوّةٌ من قوى النّفس الّتي بها صلاح شأنها وقوام أمرها. وهو من الأسس الأخلاقية الّتي يقوم عليها الخُلق الحسن، فالصّبر يحمل على الاحتمال، وكَظْم الغيظ، وكفّ الأذى، والحِلْم، والأناة، والرّفق، وترك الطيش والعجلة.
وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي شَيْءٍ تَطَلَّبَهُ وَاسْتَشْعَرَ الصَّبْرَ إلَّا فَازَ بِالظَّفَرِ
أثنى الله عزّ وجلّ على أهل الصّبر فقال {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}. كما أوجب سبحانه وتعالى للصّابرين محبّته فقال {وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}. وقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه خير ما يعطاه العبد فقال “وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصّبر”.

العوفي العوفي
2016-06-18, 00:55
لست أدري كيف يزعم الثبات من يقف على رمال متحرّكة! ولا كيف يتيه المرء في كبريائه وقدمُه على صعيد زلق! وأظلم من هذين مَن يشيّد بناءه، ويقيم صروحه على شفا جرف لا يرسو على صخرة، قال تعالى: ”أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” التّوبة:109، هو ظالم بما أنفق من مال وجهد يروم المفاخرة بإنجازه، ويكاد يطاول الجبال بمشروعه، ولكن لم يكن على شيء، إذ سرعان ما يستسلم البناء إلى هاوية، وينهار مشروعه في منحدر، ويتهاوى الإنجاز، وينهار..
إنّه من العيب أن نجد في النّاس من يقيم مشاريع دون اعتماد دراسة ميدانية على أرض الإنجاز، وكم تصادفنا منجزات تذرع الأرض، وتطاول السّحاب، ولكنّها من حيث البنية التحتية، والخبرة الأساسية تقوم على هواء، وتتشبّت بهباء.. وحتّى في مجال التّشريع والقوانين، كثيرًا ما تعتمد أمّة منهجًا مستوردًا، أو قيمًا هجينة لا صلة لها بواقع، ولا نسب لها يدافع ولا حجّة لها ترافع، ومع ذلك يفخر بها من جلبها ويظنّه بناءً محكم الأسوار، متين الأساس ولكن سنن الحياة تأباه، وقوانين الطّبيعة تلزمه الهُوِي وتُسمعه الحسرات بدَوي!
وحتّى في مجال الأخلاق والتّقاليد تجد مَن يلبس ثياب غيره ويسلك مسلكًا لا يستقيم وأعرافه، ويغيّر هيئته كي يبدو كشباب الغرب في تمدّنه، كما فعل الغراب يتزيّن في مشيته مقلّدًا حمامة، فلا هو لذلك أتقن ولا رجع إلى مهده وركن، فانهار.. تُذلّه الشّتائم وتنبِزه اللّعنات، لا لشيء إلاّ لأنّه بنى ما أراد على متحرّك لا على ساكن ونهض فوق مضطرب لا ثابت.. وقد يظنّ في نشوة أنّه يمتطي ظهرًا ركوبًا، أو يمسك ضرعًا حلوبًا:
ستعلم إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار

العوفي العوفي
2016-06-18, 07:13
أثنى الله عزّ وجلّ على أهل الصّبر فقال {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}. كما أوجب سبحانه وتعالى للصّابرين محبّته فقال {وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}. وقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه خير ما يعطاه العبد فقال “وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصّبر”.

العوفي العوفي
2016-06-23, 15:00
يقول العليّ القدير سبحانه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}. فقال الحسن البصري: “جعل الله الدِّين بين لاءين: ولا تطغوا.. ولا تركنوا”. وسأتكلّم على اللاء الأولى وأرجئ الثانية إلى موضع آخر.
فالطّغيان أصله التّعاظم والجراءة وقلّة الاكتراث، والمراد هنا الجرأة على مخالفة ما أمروا به، والطّغيان شامل لأصول المفاسد، فكان النّهي عنه جامعًا لكلّ أحوال وصور الفساد النّاشئة من نفس المفسد. والطّغيان متأصّلٌ في الجِبِلَّة الإنسانية، وهو من أهم أسباب الانحراف وردّ الحقّ البيّن؛ لذلك كان من أوائل الآيات نزولاً {كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى}، أي مِن طبع الإنسان أن يطغى إذا أحسّ من نفسه الاستغناء، وهو شدّة الغِنى، والتّقدير: إنّ الإنسان ليطغى لرؤيته نفسَه مستغنيًا. وعلّة هذا أنّ نفس المستغني تحدثه بأنّه غير محتاج إلى غيره وأنّ غيره محتاج؛ فيرى نفسه أعظم من أهل الحاجة، ولا يزال ذلك التّوهّم يربو في نفسه حتّى يصير خلقًا حيث لا وازع يزعه من دين أو تفكير صحيح؛ فيطغى على النّاس لشعوره بأنّه في عزة عند نفسه. فقد بيّنت هذه الآية حقيقة نفسية عظيمة من الأخلاق وعلم النّفس. ونبّهت على الحذر من تغلغلها في النّفس.
ومعنى {وَلاَ تَطْغَوْا} أي لا تتجاوزوا الحدّ فيما أمرتم به أو نهيتم عنه بالزّيادة إفراطًا، فإنّ الله تعالى إنّما أمركم ونهاكم لتهذيب نفوسكم لا لحاجته إلى ذلك، ولن تطيقوا أن تقدروا الله حقّ قدره، والدّين متين لن يشاده أحد إلاّ غلبه، فقد رضي منكم سبحانه الاقتصاد في العمل مع حسن المقاصد، ويجوز أن يكون المعنى: ولا تبطركم النّعمة فتخرجكم عن طريق الاستقامة يمنة أو يسرة. كما في قوله تعالى لبني إسرائيل: {كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي}؛ فنهى الله المسلمين عن مخالفة أحكام كتابه كما نهى بني إسرائيل.
وبعد النّهي عن الطّغيان قال الحق سبحانه: {إنّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، وفي مغزى هذا التّذييل يقول العلامة الطّاهر بن عاشور رحمه الله: “هذه الجملة استئناف لتحذير مَن أخفى الطّغيان بأنّ الله مطّلع على كلّ عمل يعمله المسلمون؛ ولذلك اختير وصف بصير من بين بقية الأسماء الحسنى لدلالة مادته على العلم البيّن، ودلالة صيغته على قوّته”.

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:11
ما حكم رفع اليدين في الدّعاء؟
رفع الأيدي في الدّعاء من أسباب الإجابة في أيّ مكان، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “إنّ ربّكُم حيي سِتِّيرٌ، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّهُما صفرًا” رواه ابن ماجه وابن حبّان وهو صحيح.
ومن أسباب عدم إجابة الدّعاء هو أكل الحرام، فقد ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم “الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدُّ يديه إلى السّماء يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام، فأنّى يُستجاب له” رواه مسلم، وقال صلّى الله عليه وسلّم “إنّ الله تعالى طيّب لا يقبَل إلاّ طيِّبًا” رواه مسلم.

فرفع اليدين من أسباب إجابة الدّعاء إلاّ في المواضع الّتي لم يرفع فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يديه مع وجود المُقتضي، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يرفع يديه في التّشهد قبل السّلام من الصّلاة كما يفعله بعض النّاس، وغيرها من المواطن، لأنّ فعله حجّة وتركه حجّة، وكذلك بعد السّلام من الصّلوات الخمس كان يأتي بالأذكار الشّرعية ولا يرفع يديه، ورفعها للدّعاء لا لربطها بالصّلاة لا حرج فيه إن شاء الله، والله الموفق. - See more at:

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:14
الزُّهد هو ترك الرّغبة فيما لا ينفع في الدّار الآخرة، وهو فضول المباح الّتي لا يستعان بها على طاعة الله عزّ وجلّ، قال ابن القيّم: لا تتم الرّغبة في الآخرة إلاّ بالزّهد في الدّنيا، ولا يستقيم الزّهد في الدّنيا إلاّ بعد نظرين صحيحين: الأوّل: النّظر في الدّنيا وسرعة زوالها وفنائها ونقصها وخستها. والثاني: النّظر في الآخرة وإقبالها وبقائها ودوامه.
وقد أورد الله سبحانه وتعالى الكثير من الآيات في كتابه الحكيم الّتي تدلّ على فضل الزّهد وقلّة الرّغبة في ملذات الدّنيا وشهواتها، قال الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلاَدِ، كَمَثَلٍ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفًرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا، وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورِ}.
وهذا نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم وهو القدوة الصّالحة لأمّته يضرب لنا أروع الأمثلة في الزّهد والترفّع عن هذه الدّنيا الرّخيصة، فكانت تمرّ عليه الأشهر ولا توقد في بيته عليه الصّلاة والسّلام نارًا، وكان يعيّشه هو وأهله الأسودان التمر والماء، وكان فراشه من أدم، وحشوه من ليف، ونام على الحصير وأثّر ذلك في جنبه.

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:16
نعلم أنّ تعميم الحكم بعد التجربة والملاحظة والتكرار هو سبيل صوغ القواعد والقوانين العلمية، فهو مهم لصياغة العلوم وضبطها وتطويرها، بيد أنّ تعميم الأحكام قد يكون عين الجهل وعين الظلم وعين الخطأ، خاصة ما تعلّق بالحكم على الناس وبقضاياهم الاجتماعية والتاريخية والحياتية عامة. والقرآن العظيم، وهو يعلم المسلم التفكير المتوازن والإنصاف، ينبّهه إلى خطورة التّعميم في مناسبات عدة، فمثلا عند حديثه عن بني إسرائيل رغم شناعة وفظاعة المخالفات التي قاموا بها نجد الله عزّ وجلّ يقول: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}، فاستثنى القليل منهم حتى لا يعمهم في الحكم. قال الشيخ ابن عاشور رحمه الله “إنصاف لهم في توبيخهم ومذمتهم، وإعلان بفضل من حافظ على العهد”. ويقول سبحانه عنهم أيضا {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، والإنصاف بعد التعميم واضح في هذه الآية. وكذلك في الآيتين التاليتين: {لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ الكتاب أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ الله آنَآءَ الليل وَهُمْ يَسْجُدُونَ}، {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، قال الشيخ ابن عاشور رحمه الله “ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار إنصافا لحق هذا الفريق، لأن الإنصاف مما اشتهر به الإسلام”.

العوفي العوفي
2016-06-24, 09:32
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSk8oOp0Rm2tjTOjXSQyywW_H4FY4ksq FvvsVdpsltfZ6ROIeyp

العوفي العوفي
2016-06-24, 23:44
إن من الأحداث العظيمة التي حدثت في شهر رمضان الفضيل المبارك “فتح مكة المكرمة” التي وقعت في اليوم 20 من رمضان، دخلها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم معززًا ومكرمًا بجيش تعداده عشرة آلاف موحد، كلهم يرددون “لا إله إلا الله، نصر عبده، وأعز جُنده، وهزم الأحزاب وحده”، بعد أن خرج منها صلى الله عليه وسلم وهو يتوجس من قريش خيفة.

إن فتح مكة هو نتيجة لجملة من المقدمات، منها المرتكزات الفكرية التي كانت تقوم عليها الدعوة المحمدية:
ـ البناء العقائدي، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري من طريق السيدة عائشة رضي الله عنها: “علمنا الإيمان قبل الأحكام فلو أن أول آية نزلت افعلوا أو لا تفعلوا ما استجبنا لأمر الله”. فالتربية الإيمانية هي التي دفعت سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه يتحمل كل ألوان الأذى وهو يردد قوله “أحَدٌ أحَدٌ فَرْدٌ صَمَدٌ”.
ـ المفهوم الشامل للإسلام، كما قال تعالى: {قُلْ إن صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَب الْعَالَمِين َ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَولُ الْمُسْلِمِينَ}، وهذا الذي فهمه سيدنا ربعي بن عامر رضي الله عنه لما دخل على ملك الفرس، فقال له: مَن أنتُم؟ فقال سيدنا ربعي رضي الله عنه: “نحن عبيد جئنا نُخرِج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سَعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام”.
ـ التدرج في الدعوة، فالمصطفى صلى الله عليه وسلم كان متدرجًا في دعوته، روى البخاري من طريق سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مُعاذ بن جبل إلى اليمن فقال له: “إنك ستُدرك قوم أهل الكتاب فادعُهُم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تُؤخَذ من أغنيائهم وتُرد إلى فقرائهم”.
ـ كسب الأنصار بالترغيب، لذا كان صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: اللهم انصر الإسلام بأحد العُمَرَين: عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام الذي سمي “أبا جهل”، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطمع في إسلام أبا جهل، ولما دخل مكة أمَر أن ينادي “مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمِن” تأليفًا لقلبه على الإسلام.
ـ حقن الدماء مقصد من مقاصد الشرع، لذا لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم وسمع قول سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه: “اليوم يوم الملحمة، اليوم تنتهك الكعبة وتُستَحل” فقال صلى الله عليه وسلم: “لا يا سعد، اليوم يوم المرحمة، اليوم تعظم الكعبة وتكرم”.
ـ العفو عند المقدرة، لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعد أن حطم الأصنام التي كانت في جوف الكعبة وحولها قام خطيبًا، ثم قال: “ما تظنون أني فاعل بكم؟” فقالوا: أنت الكريم ابن الكريم، فقال صلى الله عليه وسلم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
ـ التواضع والبكاء من خشية الله، دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وهو مطأطئ رأسه ويرجع في قوله تعالى: {إِنا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} والدموع تذرف من عينه، ليُعلمنا الربانية في الدعوة وأن نستشعر أن النصر من عند الله {وَمَا النصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللهِ}.
فعلى المسلم أن يرتبط بخالقه وأن يُخلِص العمل ويعتمد عليه ويفوض أموره إليه سبحانه وتعالى.

العوفي العوفي
2016-06-26, 10:30
العجز في الإنسان صفة مذمومة إذا تعلّقت بإرادته وحزمه، يتبرم منه ويتبرأ، بل يتحسّر إن فاته ما كان قادرًا عليه، قال تعالى: “يَا وَيْلَتَي أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِيْ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِيْنَ” المائدة:31، وذلك بسبب ضعفه وغفلته، وعدم تقدير العواقب والمآلات.
وقد علّمنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن ندعو: “اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل..”، بل أمرنا باستجماع النيّة وتقوية العزم والتسلّح بالحزم لتحقيق النّفع والصّلاح، وعدم الاستلام للخور والعجز، فقال: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”، وقد تخون المرء الكفء، والرّجل القدير فرص الحياة فيعجز عن إتمام ما بدأ، وإنجاز ما فيه شرع، وهذا عيب النّقص البشري:
ولم أر في عيوب النّاس عيْبًا كنقص القادرين على التّمام
غير أنّ العجز الّذي سببه التّخاذل والانسحاب من معترك الحياة، يعتبر ذنبًا من الذّنوب، ونقيصة يحاسب عليها صاحبها، وإن قدم الأعذار، قال المتنبي:
يرى الجبناء أن العجز عقلٌ وتلك خديعة الطّبع اللّئيم
ولأمرٍ ما قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: “اللّهمّ إليك أشكو جلد الفاجر، وعجز الثّقة”، وهو ما جرّ الويل والثّبور على أمم رضيت بالدوّن، وخضعت للهوان، وعشقت العيش على موائد الآخرين وكلّ ذلك بسبب العجز المقنّع والخوّر المفتعل، قال أكثم بن صيفي: “العجز مفتاح الفقر”، وما ذلك إلاّ لتعطيل الأسباب، والتهيّب من ركوب الصّعاب:
ومن يتهيّب صعود الجبال يعش أبد الدّهر بين الحفر
غير أنّ العجز بمعنى التخلّي عن مزاحمة أهل الباطل في باطلهم وعدم الخوض في زيفهم، مخافة أن يكون سببًا في إحن ومحن أو يشترك في إيقاد فتن، فهذا لعمري محمدة، بل مطلب شرعي وحلّ واقعي. ففي حديث أبي هريرة قال: قال صلّى الله عليه وسلّم: “سيأتي على النّاس زمان يُخيّر فيه الرّجل بين العجز والفجور، فمَن أدرك ذلك منكم فليختر العجز على الفجور”، والله المستعان.

العوفي العوفي
2016-06-26, 19:22
إنّ الإصلاح بين النّاس عبادة عظيمة يُحبّها الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} أي: “واتّقوا الله في أموركم، وأصلحوا فيما بينكم، ولا تظالموا، ولا تشاجروا؛ فما آتاكم الله من الهدى والعِلم خير ممّا تختصمون بسببه”، ثمّ أورد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قوله: “هذا تحريج من الله ورسوله أن يتّقوا الله ويصلحوا ذات البين”.
والإصلاح من أفضل الأعمال، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ألاَ أخبركم بأفضل من درجة الصّيام والصّلاة والصّدقة؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “إصلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هو الحالقة”، وفي رواية: “إن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشّعر، ولكن تحلق الدِّين”.
ومن أهم مجالات الإصلاح بين النّاس، النّزاع بين الزّوجين الّذي يهدِّم كيان الأسرة، وربّما أدّى إلى الطّلاق والفراق، وتشتّت الأولاد وضياعهم، فالإصلاح بينهما مطلوب، والله يقول: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.

العوفي العوفي
2016-06-26, 19:25
من الانحرافات الخطيرة في التّفكير، قبول الفكرة لمجرّد أنّ فلانًا قالها؛ لهذا تكرّر قول الله عزّ وجلّ: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين} مرّتين، كما قال سبحانه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}، {فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}، اهتمامًا بهذه القاعدة الجليلة: أنّ لا تقبل أيّ دعوى من أيّ مدعٍ بغير برهان. وهي أحد أسس التّفكير السّليم والعقلية العلمية الّتي يغرسها القرآن العظيم في أتباعه، ويطلب منهم الالتزام بها واعتناقها في كلّ القضايا وكلّ المناحي، فالدّعوى الّتي لا يشهد لها دليل، ولا يدلّ على صدقها برهان هي لا شيء في ميزان القرآن الكريم، وفي واقع النّاس لو كانوا يعقلون.
إنّ القرآن الكريم يسمّي الدّليل والبرهان سلطانًا {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} لِما له من قوّة تخضع لها عقول النّاس كخضوعهم لسلاطينهم، أمّا قبول القول بلا دليل، وقبول الدّعاوي بلا برهان، وقبول الشّائعات بلا حجّة، فهذا ضربٌ من الجهل وقلّة العقل. وقد قعّد علماؤنا قاعدة جليلة لو التزم بها النّاس لسقط الكثير من الشّائعات، ولَفُضح الكثير من الدّعاوي، قالوا: إذا كنت ناقلاً فالصِّحّة، وإذا كنتَ مُدعيّا فالدّليل. فمن نقل خبرًا لا يقبل منه حتّى يبيّن صحّته، فليس كلّ ما يُشاع وينتشر صحيحًا؛ فكم ظلم أناسٌ وشوّهوا بسبب أخبار كاذبة ملفّقة سهّل التطوّر انتشارها مع بطلانها!. ومَن ادّعى دعوى لا تقبل منه حتّى يقيم البُرهان على صحّتها، فليس كلّ ما يكثر معتنقوه ومصدّقوه صحيحًا، فكم صدّق النّاس مقولات خاطئة واعتنقوا مذاهب ضالة ضارّة لوثوقية مَرَضية من غير تثبّت وبحث عن البُرهان، فضَلُّوا وأضَلُّوا!. ولا اهتداء إلاّ باعتماد هذا الهديّ الربّانيّ: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ!. -

العوفي العوفي
2016-06-29, 00:31
أُطْلِق على الفترة الّتي سبقت الإسلام لقب الجاهلية كما هو معلوم، وقد ذكر هذا المصطلح أربع مرّات في القرآن الكريم. وقد فهم بعض النّاس خطأ أنّ الجاهلية هي الجهل، والحقّ أنّ الجاهلية شيء والجهل شيء، فأهل الجاهلية لم يكونوا جهّلاً، بل نقل عنهم الكثير من الحِكمة والإبداع وحسن تدبير المعاش، وشعرهم شاهد على ذلك، إنّما انحرف تفكيرهم وفسدت عقولهم فنسبوا إلى الجهل، لأنّ الجاهل أحسن حالاً من العالم العاقل الّذي انحرف تفكيره وانتكس عقله، فالأول يُعلم فيتعلّم، أمّا الثاني فهو يفلسف خطأه ويردّ الحقّ الصّراح وهو يحسب أنّه على حقّ.
قال العلامة أبو الحسن النّدوي رحمه الله: “بعث الله محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم والعالم بناء أصيب بزلزال شديد هزّه هزّا عنيفًا، فإذا كلّ شيء فيه في غير محلّه.. فنظر إلى العالم بعين الأنبياء فرأى إنسانًا هانت عليه إنسانيته.. رأى إنسانًا معكوسًا قد فسدت عقليته فلم تعد تسيغ البديهيات وتعقل الجليّات، وفسد نظام فكره، فإذا النّظريّ عنده بديهيّ وبالعكس، يستريب في موضع القطع، ويؤمن في موضع الشّكّ..”.
ومن صور فساد العقل واختلال التّفكير عندهم ما ذكر الله سبحانه من قولهم: “وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”، ولو سلمت عقولهم واستقام تفكيرهم لقالوا: فاهدنا له ويسِّر الهدى لنا!، ولكنّه منطق الجاهلية!.
ومن هنا لا نتعجّب لمّا نجد عالمًا كبيرًا في الفيزياء أو الفلك أو الرياضيات أو غيرها من العلوم ثمّ نجده يسجد لبقرة أو يؤمن بالتّثليث أو يدّعي الإلحاد، فما هذا إلاّ صورة من صور انحراف التّفكير الجاهلي!.

العوفي العوفي
2016-06-29, 00:34
قال الله تعالى: “وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”.
الغيبة هي أخطر أمراض اللّسان، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عنها، وشبّه مَن يغتاب أخاه ويذكره بما يكره ويتحدّث عن عيوبه في غيابه، كمَن يأكل لحم أخيه الميت. والغيبة عذابها شديد وعقابها أليم يوم القيامة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لمّا عرج بي -أي في رحلة الإسراء- مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون -يجرحون- وجوههم وصدورهم، فقلتُ: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الّذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم”.

والرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول لأصحابه: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: “ذِكرك أخاك بما يكره”. قيل: أفرأيت إن كان في آخي ما أقول. قال: “إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته” أي رميته بالبُهتان وهو الباطل، وذلك ظلم يجلب سخط الله.

ونهى الله عزّ وجلّ عن تتبّع عورات النّاس، لأنّ مَن يبحث عن عورة أخيه المسلم ويفشيها فإنّ الله يكشف ستره ويفضحه جزاء له على تتبّع عورات الآخرين. عن أبي برزة الأسلمي أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “يا معشر من أمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم، فإنّ مَن اتّبع عوراتهم يتّبع الله عورته ومَن يتّبع الله عورته يفضحه في بيته”.

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:16
كثيرًا ما نقرأ أو نسمع هذا النّداء، الموجه إلينا، إلى كل واحد من أهل الايمان “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا”، وهو النداء الحبيب، أو نداء الحبيب للحبيب، نداء الله سبحانه إلى عبده، الذي دخل مع ربّه في عقد الإيمان، وعهد الإسلام، نداء للمؤانسة والملاطفة، وهو نداء المدح، إذ وصفت أشرف ما يربط العبد بربه وهو الإيمان والتصديق، والاعتراف والتحقيق..
وباعتبار أنّ هذا النداء ما نزل إلاّ في المدينة غالبًا، وهي مدينة الحبّ ومنبعه، وكيف لا وهي مهاجر رسول الله الحبيب ومدفنه، حيث أحبه فيها كل شيء حتى الجذع النابت، وجبل أحد الثابت، حتى يعين أهل الايمان على ما يأتي بعد هذا النداء، إذ يقول علماء القرآن: “ما جاء بعد “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا” إلا أمر أو نهي”، أي فعل أو ترك، فكان يفترض أن ينفر العبد إلى ربّه ويجيب مناديه بنداء المؤالفة، فلم الصدود والمخالفة..
وما أعجب القرآن حين يكون العتاب في أقصاه، والاستنكار قد بلغ مداه، إلا أن نداء الحبيب يتكرر، يقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ” الصف:2-3، فكأنه ينشد فيك المحبة والوّد، إذ لا يؤمن إلا من عرف، ومن عرف اغترف، فيا أيّها الذين آمنوا، أجيبوا داعي الله.
ولنكن مثل سلفنا الصالح حين يتلى عليهم القرآن يُقبلون إليه، ويعكفون عليه، وحالهم، كما قال الحسن البصري: “إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبّرونها بالليل ويعملون بها في النهار”، ورضي الله عن عبد الله بن مسعود حين قال: “إذا سمعت الله يقول: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا”، فأصغ لها سمعك، فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه”.

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:33
السؤال: نظرا لشدة الحرارة في المسجد يصلي البعض في ساحة المسجد مع أنه يوجد في داخل المسجد أماكن فارغة، فهل صلاتهم صحيحة؟

الجواب: من السنة الصلاة داخل المسجد، فإذا كانت ضرورة للصلاة خارجه فلا بأس بذلك، ومن الضرورة امتلاء المسجد أو شدة الحر أو وجود أشغال بداخله.
جاء في كتاب العتبية «سئل مالك عن صلاة أهل مكة ووقوفهم في السقائف للظل لموضع الحر، قال: أرجو أن يكون خفيفا، فقيل له: فأهل المدينة ووقوفهم في الشق الأيمن من مسجدهم وتنقطع صفوفهم في الشق الأيسر، قال أرجو أن يكون واسعا لموضع الشمس»؛ فخفف مالك رحمه الله في وقوف الناس للصلاة في سقائف المسجد مع أن الصفوف تنقطع لأجل الشمس، لأن شدة الحر تذهب الخشوع وتمنع السكينة والوقار، والخشوع في الصلاة مطلوب، بل هو أفضل هيئاتها، لقوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ»، والأجر والثواب فيها يكون على قدر الخشوع فيها، ففي مسند أحمد وسنن أبي داود عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا نِصْفُهَا»، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإبراد بصلاة الظهر إذا اشتد الحر، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»، لأن السعي إلى الصلاة في ذلك الوقت يسلب الخشوع، وما يفعله أهل هذه المساجد من الصلاة في ساحة المسجد أمر جائز لا بأس به.

العوفي العوفي
2016-07-01, 00:59
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، قال ابن كثير: أي يقدّمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدءون بالنّاس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك.
قال ابن مسكويه: الإيثار هو فضيلة للنّفس بها يكفّ الإنسان عن بعض حاجاته الّتي تخصّه حتّى يبذله لمَن يستحقّه.
وخُلق الإيثار من أعلى المراتب، وإنّما ينشأ الإيثار عن قوّة اليقين وتوكيد المحبّة، والصّبر على المشقّة، مع الرّغبة في الأجر والثّواب.
وأجمل ما يمكن ذِكرُه في هذا المقام قصّة ذلك الأنصاري (أبي طلحة) وزوجه رضي الله عنهما، حيث جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأرسل النّبيّ إلى أزواجه ليُضيف هذا الرّجل، فما كان عندهم إلاّ الماء، فقال عليه الصّلاة والسّلام: “مَن يضيف هذا اللّيلةَ رحمه الله”، فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيءٌ؟ قالت: لا، إلّا قوت صبياني. قال: فعلّليهم بشيءٍ فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السّراج وأريه أنّا نأكُل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السّراج حتّى تطفئيه. فقعدوا وأكل الضّيف فلمّا أصبح غدَا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: “قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما اللّيلة”، والمراد بالعجب من الله تعالى أي: رِضاه سبحانه بذلك الفعل.

ضيوف وسنغادر
2016-07-01, 21:50
شّڳَرًأِ لًڳً ۶ـلّى أًلّمُوٌضّوِعُ أًلٌجٌمًيّلّ وِ أِلًمُفًيِدَ

جّزَأٌڳُ أًلِلًهٌ أًلٌفً خّيًرُ عُلَى ڳَلّ مٌأً تًقٌدّمًهِ لًهَذٌأُ أَلّمًنَتًدَى

نّنِتَظِرً أِبّدًأِعّأَتًڳُ أِلُجُمٌيٌلٌة بّفُأًرَغُ أُلَصّبِرٌ

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:36
السؤال: الوالدة تبلغ من العمر سبعين عاما، لا تشتكي من أي مرض والحمد لله، إلا أنها لما تصوم تفشل وتأخذها الرعشة، فما هو حكم الصيام بالنسبة لها؟
الجواب: والدتك لا يجب عليها الصيام، لأن الكبير إذا صار لا يطيق الصوم فحكمه حكم المريض في جواز الإفطار بإجماع الأمة، ويستحب له الإطعام من غير إيجاب إن قدرا عليه، مدا من طعام عن كل يوم، أما إن كانا يقدر على الصوم في زمن دون زمن، فإنه يؤخره للزمن الذي يقدر فيه ولا يطعم.
قال الإمام ابن المنذر رحمه الله ناقلا الإجماع على إباحة الفطر للكبير العاجز: «أجمعوا على أن الشيخ الكبير والعجوز العاجزين عن الصوم أن يفطرا».
وروى الطبري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في تفسير قوله تعالى: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»؛ «الشَّيْخُ الْكَبِيْرُ الذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ يُفْطِرُ وَيُطْعِمُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيْنًا».
وروى الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «رُخِّصَ لِلْشَّيخِ الْكَبِيرِ أَنْ يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ عَنْ كُلِّ يَومٍ مِسْكِينًا وَلاَ قَضَاءَ عَلَيهِ».
وروى الدارقطني عن قتادة «أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِهِ عَامًا، فَأَفْطَرَ وَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا».

العوفي العوفي
2016-07-03, 01:00
من الانحرافات في التّفكير الّتي حذّر منها القرآن ونعى على أهلها: التّقليد الأعمى، وممّا جاء من ذلك قوله تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ”.
ولا يخفى أنّ تقليد الآباء قد استعاض عنه النّاس في زمننا بتقليد الشّيوخ والعلماء والمفكّرين والنّجوم وهلمّ جرَّا، فالآية الكريمة واردة في المشركين ولكنّها تشمل كلّ من وافقهم في التّقليد الأعمى لأيٍّ كان. وأكثر صور التّقليد الأعمى في الفكر شيوعًا في زمننا اتّباع المشايخ والعلماء.
وحتّى يعرف المرء هل هو مبتلى به أم لا ينظر لحاله: فإن كان لا يطمئن لقول قائل مهما بلغ علمه ويتريّث في قبول قوله، فإذا قال شيخه الّذي يعتقد أنّه من أهل الحقّ وناصر الحقّ وناصر السنة... إلخ قبل قوله من غير تردّد فهو غارق في التّقليد الأعمى وإن توهّم أنّه يتّبع الحقّ والدّليل!!.
والآية الكريمة تذمّ من حاله كذلك من ناحيتين كما يقول الإمام الأستاذ محمّد عبده رحمه الله: “ذمّهم من ناحيتين: (إحداهما) الجمود على ما كان عليه آباؤهم والاكتفاء به عن الترقّي في العلم والعمل، وليس هذا من شأن الإنسان الحيّ العاقل، فإنّ الحياة تقتضي النّمو والتّوليد، والعقل يطلب المزيد والتّجديد. (والثانية) أنّهم باتّباعهم لآبائهم قد فقدوا مزيّة البشر في التّمييز بين الحقّ والباطل، والخير والشّرّ، والحسن والقبيح، بطريق العقل والعلم، وطريق الاهتداء في العمل”. ويكفي هذا ذمًّا وتشنيعًا على المقلّدين تقليدًا أعمى لآبائهم أو لعلمائهم أو لغيرهم.

العوفي العوفي
2016-07-03, 01:02
عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم لأنه أعرض عن الأعمى، وقد جاءه يستفيد، يسأل، يا رسول الله: علمني مما علمك الله، وكان النبي عليه الصلاة والسلام منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله: {عَبَسَ وَتَوَلى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلهُ يَزكى * أَوْ يَذكرُ فَتَنْفَعَهُ الذكْرَى}.
قال القرطبي في التفسير: “فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان”. تطييب الخواطر لمَن انكسر قلبه من مصيبة مثلاً واضح جدا في السنة النبوية، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا جابر مالي أراك منكسرًا، قلتُ: يا رسول الله: استشهد أبي (قتل يوم أحد وترك عيالاً ودَيْنًا، أخوات ودين، وليس إلا جابر)، قال عليه الصلاة والسلام: أفلا أُبَشرُك بما لقيَ الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا، فقال: يا عبدي تَمَن علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون”.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم”.

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:32
قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَن الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا}، وقال تعالى: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظن إِن بَعْضَ الظن إِثْمٌ وَلَا تَجَسسُوا}.
سوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات وتقطع الصلات، قال تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئًا}.
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلا ولا حقدًا، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا..”.
وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة، فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرق تَسُد؛ لأن القلوب متآلفة والنفوس صافية.
فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذرًا. قال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.

العوفي العوفي
2016-07-06, 22:28
روى الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «رُخِّصَ لِلْشَّيخِ الْكَبِيرِ أَنْ يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ عَنْ كُلِّ يَومٍ مِسْكِينًا وَلاَ قَضَاءَ عَلَيهِ».
وروى الدارقطني عن قتادة «أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِهِ عَامًا، فَأَفْطَرَ وَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا».

العوفي العوفي
2016-07-07, 05:57
من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يخرج إلى الصلاة من طريق ويرجع من أخرى، قال جابر: كان النبي صلى الله عليه وسلم “إذا كان يوم عيد خالف الطريق” أخرجه البخاري، ومخالفة الطريق أدعى للقاء عدد كبير من إخوانه المسلمين ليُبادلهم التهنئة، ولقد روي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا التقى بعضهم ببعض يوم العيد قالوا: “تقبل الله منا ومنكم” قال ابن حجر: حديث حسن. كما يجوز للمرأة الحائض أن تخرج إلى المصلى يوم العيد لتشهد الخير والبركة ودعاء المسلمين كما ثبت من حديث أم عطية رضي الله عنها قالت: “أُمِرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى” رواه البخاري ومسلم، ولنجعل العيد فرصة للتصافي والتصالح والتحاب والتواد.

العوفي العوفي
2016-07-09, 14:13
http://sub3.rofof.com/img4/012bfsvn24.gif

العوفي العوفي
2016-07-09, 14:20
http://sub3.rofof.com/img4/012bfsvn24.gif

العوفي العوفي
2016-07-10, 05:50
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ" .رَوَاهُ مُسْلِمٌ

العوفي العوفي
2016-07-10, 16:28
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ وَلَا يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ ))

(صحيح البخاري)

العوفي العوفي
2016-07-11, 07:22
سيّدة تسأل عن حكم من يحلف على المصحف الشّريف؟
إنّ الحلف عبادة من العبادات ينبغي على المؤمن أن يُراعي فيه أحكام وآداب الإسلام، قال تعالى: {واحْفَظُوا أيْمانَكُم} المائدة:89، وقال سبحانه وتعالى: {ولا تَجْعَلوا اللهَ عُرضَةً لأيْمانِكم} البقرة:224، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لا تَحلِفوا بآبائِكم.. من كان منكم حالفًا فليَحلِف بالله أو ليصمُت”، أخرجه البخاري ومسلم.
والحلف بغير الله محرّم، لأنّ الحلف بالشيء تعظيم له، وعبودية له، فلا يجوز الحلف إلاّ بالله عزّ وجلّ. أمّا الحلف بالله على المصحف أو الحلف بالقرآن الكريم، فقد أجازه بعض العلماء، لأنّ القرآن كلام الله سبحانه وتعالى تكلّم الله به حقيقة ذاتًا وصفة، فاعتبروا أنّ الحلف بالقرآن حلف بصفة من صفاته سبحانه وتعالى، وذلك جائز.

العوفي العوفي
2016-07-11, 07:24
المسلم حين يستجيب هذه الاستجابة، يدخل في عالم كلّه سِلم وكلّه سلام، عالم كلّه ثقة واطمئنان وكلّه رضى واستقرار لا حيرة فيه ولا قلق ولا تردّد ولا ضلال، سلام مع النّفس والضّمير، سلام العقل والمنطق، سلام مع النّاس وكلّ الأحياء، سلام مع الوجود كلّه ومع كلّ الوجود، سلام يرى في حنايا السّريرة، وسلام يظلّل الحياة والمجتمع، سلام في الأرض وسلام في السّماء. وأوّل ما يفيض هذا السّلام على القلب يفيض من صحّة تصوّره لله ربّه ونصاعة هذا التصوّر وبساطته.
إنّه إله واحد يتّجه إليه المسلم وجهة واحدة يستقرّ عليها قلبه، فلا تتفرّق به السُّبل ولا تتعدّد به القبل ولا يطارده إله من هنا وإله من هناك كما كان في الوثنية والجاهلية، إنّما هو إله واحد يتجه إليه في ثقة وفي طمأنينة وفي نصاعة وفي وضوح.. فهو سبحانه وتعالى إله قويّ قادر عزيز قاهر، فإذا اتّجه إليه المسلم فقد اتّجه إلى القوّة الحقّة الوحيدة في هذا الوجود وقد أمن من كلّ قوّة زائفة واطمأن واستراح. ولم يعد يخاف أحدًا أو يخاف شيئًا وهو يعبد الله القويّ القادر العزيز القاهر، ولم يعد يخشى قوت شيء ولا يطمع في غير من يقدر على الحرمان والعطاء.. لله ما أخذ وله ما أعطى.
وهو إله عادل حكيم، فقوّته وقدرته ضمان من الظّلم وضمان من الهوى وضمان من البخس، وليس كآلهة الجاهلية والوثنية ذوات النّزوات والشّهوات، ومن ثمّ يأوي المسلم من إلهه إلى ركن شديد، ينال فيه العدل والرّعاية والأمان.

العوفي العوفي
2016-07-11, 07:26
إنّ من علامات القبول أن يستمر المؤمنون على السّلوك نفسه الّذي كانوا عليه أيّام وليالي شهر رمضان المبارك من السّكينة والهدوء والصّيام والقيام وقراءة القرآن والصّدقات ومراقبة النّفس في عدم الوقوع في الغيبة والنّميمة، والمؤمن الكيّس الفطن لا يضيّع الأعمال الصّالحة الّتي أدّاها في شهر الطّاعة والعبادة، وذلك بأن ينتكس على عقبه ويعود إلى المحرمات والمنهيات فيهدم ما بناه خلال شهر كامل من التّقوى والتقرّب إلى الله.
إنّ من علامات قبول العمل الصّالح المواصلةَ فيه، والاستمرارَ عليه، وأن يكون حالُ العبد بعد العمل خيرًا منه قبل العمل، فليحكم كلّ أحد منّا على صيامه، هل هو مقبولٌ أم مردود؟
ولئن انقضى رمضان، فإن عمل المؤمن لا ينقضي حتّى الموت، قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين} أي الموت. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: {سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ}.
رمضان.. بالأمس القريب استقبلناه، وما أسرع ما ودّعناه.. صفحات الأيّام تطوى، وساعات العمر تنقضي، فعلى العاقل اللّبيب أن يتفكّرَ في حاله ومآله.
وإذا كان الشّكر أعلى مقامات العبادة، وقد كان صلّى الله عليه وسلّم عبدًا شكورًا، فإنّ جوهر الشّكر وحقيقته هي لزوم الطّاعة، فلا يليق بمَن ذاق حلاوة الإيمان وتفيّأ ظلال الطّاعات والقُربات في شهر رمضان أن يرتدّ على عقبه، ويعود إلى ما كان عليه من الغفلات وهدر الأوقات، قبل رمضان.
ما استفاد من رمضان، وإن حُطت عنه خطاياه بصيام وقيام رمضان مَن فرّط في رصيد رمضانه من الطّاعات.
فاحذر أخي أن تكون مثل امرأة مجنونة كانت بمكة، اسمها ريطة بنت سعد، كانت تغزل طول يومها غزلاً قويًّا محكمًا ثم تنقضه أنكاثًا؛ أي تفسده بعد إحكامه، فقال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}. نقْض الغزل تعبير عن تضييع رصيد الطّاعات من الثّواب والحسنات.. نقضَ غزلَ إيمانه وعهدِه مع الله من سارع إلى المسجد لأداء الصّلوات المكتوبة محافظًا على نوافلها ورواتبها خلال رمضان، ثمّ أعرض بعده عن نداء “حيّ على الفلاح”.. نقض غزله وخرّب بيت إيمانه مَن هجر كتاب ربّه، وهو الّذي ختمه ختمات خلال رمضان.
وهذا التّحذير القرآني ينطبق على من ذاق حلاوة طاعة الله تعالى في رمضان، فحافظ فيه على الواجبات وترك فيه المحرّمات، حتّى إذا انقضى شهر رمضان المبارك، انسلخ من آيات الله وأصبح صاحبًا ورفيقًا للشّيطان.
ألاَ فلْنُراقبْ عهودنا مع الله تعالىم ولْننْظر درجتنا من قوله تعالى مستعرضين تجليات البرّ في سورة البقرة، {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا}، لذلك، كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا عمِل عملاً ثبّته وداوم عليه، فلا نبات لشجرة الإيمان إلاّ بثبيت الطّاعات. وإنّ خير الأعمال أدومها، ولو قلَّ.
فمن صفات راجحي العقول وأرزنها، العمل لما بعد الموت مرورًا بدوام اتّهام النّفس بالتّقصير، فلا يستكثر ما قدّم بين يدي الله تعالى. والأكياس مَن استثمروا أعمارهم القصيرة في مشاريع طاعات وقُربات تنمّي رصيدهم من الثّواب تطلّعًا لأرفع درجات الجنان والرّضا الربّاني، يوم لا تجدي العشيرة أو الألقاب الدّنيوية أو الأموال، وإنّما ينفع الاسم والصّفة واللّقب في الملكوت الأعلى.
وإنّ من علامة قبول الطّاعة، الطّاعة بعدها، فاحرص على الخير والطّاعة والخير والقرآن والإيمان والصّدقة والصّيام بعد رمضان، لتكن من المقبولين إن شاء الله. وحاول أن تُحدِث تغييرًا في حياتك بعد رمضان إلى الأحسن، وأن تنتصر على نفسك وشيطانك. ولا تغتر بعبادتك ولا تقُلْ: لقد صُمت رمضان كاملاً، بل احمد الله أن وفّقك وبلّغك شهر رمضان شهر الخير والإحسان، واحمده أن وفّقك أيضًا لصيامه وقيامه.

العوفي العوفي
2016-07-11, 11:13
احذر أخي أن تكون مثل امرأة مجنونة كانت بمكة،اسمها ريطة بنت سعد، كانت تغزل طول يومها غزلاً قويًّا محكمًا ثم تنقضه أنكاثًا؛أي تفسده بعد إحكامه،فقال تعالى:{وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}

نقْض الغزل تعبير عن تضييع رصيد الطّاعات من الثّواب والحسنات.. نقضَ غزلَ إيمانه وعهدِه مع الله من سارع إلى المسجد لأداء الصّلوات المكتوبة محافظًا على نوافلها ورواتبها خلال رمضان، ثمّ أعرض بعده عن نداء “حيّ على الفلاح”.. نقض غزله وخرّب بيت إيمانه مَن هجر كتاب ربّه، وهو الّذي ختمه ختمات خلال رمضان.

العوفي العوفي
2016-07-12, 06:30
أستغفر الله العظيم من كل ذنبٍ أذنبتُه-أستغفر الله العظيم من كل فرض ٍتركتُه-أستغفر الله العظيم من كل إنسان ٍظلمتُه-أستغفر الله العظيم من كل صالح ٍجفوتُه-أستغفر الله العظيم من كل ظالم ٍصاحبتُه-أستغفر الله العظيم من كل علم ٍنافع ٍكتمتُه-أستغفر الله العظيم من كتمان ِقول الحق وإخفائه-أستغفر الله العظيم من المال ِالحرام والتقربَ إليه-أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوبُ إليه.أستغفر الله العظيم من كل فريضة ٍتركتُها ومن كل بدعةٍ إتبعتُها.............................

العوفي العوفي
2016-07-12, 15:11
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ وَلَا يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ ))

(صحيح البخاري)

العوفي العوفي
2016-07-12, 15:17
عَنْ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ ( أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ فِي نِسَاءٍ ، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ فَشَفَاكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ))----[رواه أحمد]

العوفي العوفي
2016-07-16, 23:09
ويلٌ للعرب، من حبل قد اضطرب، وشرٍّ قد حلّ ولا أقول قد اقترب. قُسم الويل، على العميم والخُويل. فويلٌ للعرب من ملوكهم، وويلٌ للعجم من سلوكهم، وويلٌ للروم من صعلوكهم، جنت على الأصفر ناره، وعلى الأبيض ديناره، وعلى الأسود فدامته واغتراره، وعلى العربي ركْبُه البطيّ، ولسانه النّبطي.
ما أكثر الملوك وأهون العنا، وما أكثر السيوف وأقلّ الغنا، سيوف كالدراهم الزيوف، هذه لا تُقني، وتلك لا تغني، ونعيذ العروبة بالله من ملك لا يدفع، وسيف لا يقطع.
أحاجيكم ولا أناجيكم، مملكة في أفحوص، وعاصمة ليس لها (فحوص)، ودولة بلا صولة، وخزينة من أصفار وخزانة بلا أسفار، وكرسي بلا قوائم وعرش بلا دعائم. عرش كعشّ الحمامة، عُودٌ من غرَب وعود من ثُمامة (الغرَب والثمام: عودان رخوان).
قد لصَّه قعيده في هيعه
وناله بالبيع لا بالبيعه
وسيوف مجرَّبة، تخيّرن من يوم “تُرَبَة”، وجيش درّبه الغير، وجرّبه إلاّ في الخير، وبطانة مدّ بها الشّيطان أشْطانَه، وحاشية كالماشية، وأسماء بلا مسمَّيات، ومجازات لا حقائق لها، و(مجازات) كلّها حقائق، وملك يأتمر ولا يحجُّ ولا يعتمر، يَحسُن فيه التّمثيل بملك (التّمثيل). بكت الجلالة منه كما بكى الخزّ من روح، وضاق صدرها بسرّه وشرّه ومَن لها بالبوح؟ عشقها يافعًا، والتمس لوصلها شافعًا، فكان الشّافع عدوّ وطنه وقومه، وظالم أمسه ويومه، فأين يقع هذا من أرض الله؟
فأين عرفتموه فسلوه من ملكه، بعد ما لاكه وعلكه، وفي خرت الإبرة سلكه؟ ومن صيَّره غراب بين، وجالب حَيْن؟ ومن أعجم تعريبَه، وأحكم على الشرّ تدريبَه؟ -

العوفي العوفي
2016-07-16, 23:12
حينما نُدقّق الأشياء نرى أنّ الدّوافع النّفسية الّتي تعبّر عنها فكرة الديمقراطية أو فكرة السّلام، إنّما هي في الواقع واحدة في صور مختلفة: إنّها دوافع الخير في نفوس مختلفة. وإنّ هذا يعني، بعدما تصح هذه الملاحظة، أنّ في النّفس مجالاً لفكرة الخير، وأنّ من يرفع راية الخير قد يسدّ حاجة تشعر بها الإنسانية في أعماقها، ويحقّق لنفسه مكانًا كريمًا في المجتمع العالمي.

وفي هذا المجال يمكن أن يكون مجالا إذا حقّقنا في سلوكنا معنى الآية الكريمة: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} آل عمران:104. فإذا ما تحقّقت هذه الآية في سلوكنا العام، بوصفها تخصّصًا لمجتمعنا بالنسبة لحاجة الإنسانية، فسوف نكون قد لقينا على الخريطة الإيديولوجية لونًا يجعلنا من أكرم سكان المجتمع العالمي.

وأنا أتعمّد شيئًا حينما أقرن الخير بالسّلوك، فالسّلوك هو الّذي يحقّق في الواقع معنى الخير المجرّد. فليس الخير مجرّد حقيقة نعلمها أو نقولها، مجرّد حقيقة تقبلها العقول، وربّما تنفر منها الأنفس أحيانًا إذا لم يكن الخير في صورة محبّبة للنّاس، إذ ربّما يحدث دوافع سلبية لا تشبع في أنفسهم حاجة لخير، بل تحدث فيها حالة حرمان.

ولقد كرّر القرآن الكريم النّصائح في هذا الاتجاه إذ يقول للنّبيّ: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران:159، أو حينما يقول له بصفة عامة: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فُصِّلت:34.

فهذا هو فيما أرى شرط دخولنا في المجمع (المجتمع) العالمي، ونحن حينما ندخل إلى هذا المجمع غير مقلّدين فإنّنا سنكون أسبق من غيرنا إلى وظيفة تسدّ حاجة من حاجات الإنسانية الكبرى في القرن العشرين، ولحقّقنا بذلك لأنفسنا مكانًا كريمًا في العالم الجديد.

العوفي العوفي
2016-07-17, 11:03
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS6J9jI6q1PJzjG1V4FkulKj7udaFEEW P7OnZ_YzZGA_prAyJzH6g
قال تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.. [البقرة : 251].

إن الحق يبلغنا أنه قد نصر المؤمنين به. ويجيء الحق بكلمة {هَزَمُوهُمْ} وهي تدل على فرار من كان يجب أن يكون مهاجما. والمحارب يجب أن يكون مهاجما كاراً دائما، فحين يلجأ إلى أن يفر، هنا نتوقف لنتبين أمره، هل هذا الفِرار تحرفا لقتال وانعطافا وميلا إلى موقف آخر هو أصلح للقتال فيه؟ لو كان الأمر كذلك فلا تكون الهزيمة، لكن إذا كان الفِرار لغير كَرٍ ومخادعة للعدو بل كان للخوف هنا تكون الهزيمة.

وقول الله: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ الله} يدل على أن جنود جالوت لم يُقتلوا كلهم، ولكن الذين قُتلوا هم أئمة الكفر فيهم، بدليل قوله بعد ذلك: {وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ}. وجالوت هو زعيم جيش الكفار الذي هرب، فطارده داود وقتله. ولأول مرة يظهر لنا اسم {دَاوُدَ} في هذه القصة الطويلة، وهو اسم لم يكن عندنا فكرة عنه من قبل، وستأتي الفكرة عنه بعد هذه القصة في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً ياجبال أَوِّبِي مَعَهُ والطير وَأَلَنَّا لَهُ الحديد أَنِ اعمل سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السرد واعملوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.. [سبأ: 10-11].

إذن فبداية داود جاءت من هذه المعركة بعد قتل جالوت، وكان {دَاوُدَ} أخاً لعشرة وهو أصغرهم، وقال النبي للقوم: إن من يدخل المعركة ضد جالوت لابد أن يأتي درع موسى على مقاسه، وهنا استعرض والد {دَاوُودَ} الدرع على جميع أبنائه، فلم يأتي على مقاس أي واحد منهم إلا على أصغرهم، وهو {دَاوُودَ}. جاء الدرع على مقاسه، ودخل {دَاوُودَ} المعركة فقتل جالوت قائد المشركين، وشاءت حكمة الله أن يكون أصغر المؤمنين هو الذي يقتل كبير جيش المشركين.

كانت هذه المعركة بداية تاريخ داود، وقد جاءت له هذه المعركة بالفتح العظيم، ثم أنعم الله عليه بالملك والحكمة وجعل الجبال والطير تردد وترجع معه تسبيح الله وتنزيهه، كل ذلك نتيجة قتل جالوت. وأحب داود الدرع وصار أمله أن يعلمه الله صناعة الدروع، ولذلك لم يتخذ صنعة في حياته إلا عمل الدروع. وجعل الله له الحديد ليناً ليصنع منه ما يشاء كما جاء في قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ}.. [الأنبياء: 80].

وهذا دليل على أن الإنسان يحب الشيء الذي له صلة برفعة شأنه. ولقد كان قتل جالوت هو البداية لداود. {وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ الله الملك والحكمة وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض ولكن الله ذُو فَضْلٍ عَلَى العالمين} إن الحق يأتي هنا بقضية كونية في الوجود، وهي أن الحرب ضرورة اجتماعية، وأن الحق يدفع الناس بالناس. وأنه لولا وجود قوة أمام قوة لفسد العالم؛ فلو سيطرت قوة واحدة في الكون لفسد.

فالذي يعمر الكون هو أن توجد فيه قوى متكافئة؛ قوة تقابلها قوة أخرى. ولذلك نجد العالم دائما محروسا بالقوتين العظميين، ولو كانت قوة واحدة لعم الضلال. ولو تأملنا التاريخ منذ القدم لوجدنا هذه الثنائية في القوى تحفظ الاستقرار في العالم.

في بداية الإسلام كانت الدولتان العظميان هما الفرس في الشرق، والروم في الغرب. والآن سقطت قوة روسيا من كفة ميزان العالم، وتتسابق ألمانيا واليابان ليوازنا قوة أمريكا.

إن قول الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض} جاء تعقيبا على قصة الصراع بين بني إسرائيل وبين أعدائهم الذين أخرجوهم من ديارهم وعندما نتأمل هذه القصة من بدايتها نجد أنهم طلبوا أولا من الله الإذن بالقتال. وبعث الله لهم ملكا ليقاتلوا تحت رايته؛ وكانت علامة هذا الملك في الصدق أن يأتي الله بالتابوت. ثم جاءت قضية اجتماعية ينتهي إليها الناس عادة بحكيم الرأي ولو بدون الوحي، وهي أن الإنسان إذا ما أقبل على أمر يجب أن يعد له إعداداً بالأسباب البشرية، حتى إذا ما استوفى إعداده كل الأسباب لجأ إلى معونة الله، لأن الأسباب كما قلنا هي من يد الله، فلا ترد أنت يد الله بأسبابها، لتطلب معونة الله بذاته، بل خذ الأسباب أولا لأنها من يد ربك.

ويعلمنا الحق أيضا أن من الأسباب تمحيص الذين يدافعون عن الحق تمحيصا يبين لنا قوة ثباتهم في الاختبار الإيماني؛ لأن الإنسان قد يقول قولاً بلسانه؛ ولكنه حين يتعرض للفعل تحدثه نفسه بألا يوفي، وقد نجح قلة من القوم في الابتلاءات المتعددة. وفعلا دارت المعركة؛ وهزم هؤلاء المؤمنون أعداءهم، وانتصر داود بقتل جالوت.
إذن فتلك قضية دفع الله فيها أناسا بأناس، ويطلقها الحق سبحانه قضية عامة {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض}، فالدفع هو الرد عن المراد، فإذا كان المراد للناس أن يوجد شر، فإن الله يدفعه. إذن فالله يدفع ولكن بأيدي خلقه، كما قال سبحانه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.. [التوبة : 14].

إنه دفع الله المؤمنين ليقاتلوا الكافرين، ويعذب الحق الكافرين بأيدي المؤمنين. وعندما نتأمل القول الحكيم: {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض} فإننا نجد مقدمة سابقة تمهد لهذا القول، لقد أُخرجوا من ديارهم وأبنائهم، فكان هذا هو مبرر القتال. وتجد آية أخرى أيضا تقول: {الذين أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا الله وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.. [الحج : 40].

والسياق مختلف في الآيتين، السياق الذي يأتي في سورة البقرة عن أناس يحاربون بالفعل، والسياق الذي يأتي في سورة الحج عن أناس مؤمنين برسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا وهم المستضعفون من مكة لينضموا إلى أخوتهم المؤمنين في دار الإيمان ليعيدوا الكرة، ويدخلوا مكة فاتحين.

صحيح أننا نجد وحدة جامعة بين الآيتين. وهو الخروج من الديار. إذن فمرة يكون الدفاع بأن تَفِرَّ لَتِكِرّ.. أي أن تخرج من ديار الكفر مهاجراً لتجمع أمر نفسك أنت ومن معك وتعود إلى بلدك مقاتلاً فاتحاً، ومرة يكون الدفاع بأن تقاتل بالفعل، فالآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها هنا تفيد أنهم قاتلوا بالفعل، والآية الثانية تفيد أنهم خرجوا من مكة ليرجعوا إليها فاتحين، فالخروج نفسه نوع من الدفع، لماذا؟ لأن المسلمين الأوائل لو مكثوا في مكة فربما أفناهم خصومهم فلا يبقى للإسلام خميرة، فذهبوا إلى المدينة وكوّنوا الدولة الإسلامية ثم عادوا منتصرين فاتحين: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله والفتح}.. [النصر : 1].

إن السياق في الآيتين واحد ولكن النتيجة تختلف، هنا يقول الحق: {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض} لماذا تفسد الأرض؟ لأن معنى دفع الله الناس بعضهم ببعض أن هناك أناساً ألفوا الفساد، ويقابلهم أناس خرجوا على من ألف الفساد ليردوهم إلى الصلاح. ويعطينا الحق سبحانه وتعالى في الآية الثانية السبب فيقول: {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيراً}.. [الحج : 40].

والصوامع هي ما يقابل الآن الدير للنصارى وكانوا يتعبدون لله فيها، لأن فيه متعبداً عَمِلَ بالتكليف العام؛ ومتعبداً آخر قد ألزم نفسه بشيء فوق ما كلفه الله به. فالذين يعبدون الله بهذه الطريقة يجلسون في أماكن بعيدة عن الناس يسمونها الصوامع، وهي تشبه الدير الآن. والمعنى العام في التعبد للنصارى هو التعبد في الكنائس وهو المقصود بالبيع، والمعنى الخاص هو التعبد في الصوامع.

إذن {لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} هذه لخاصة المتدينين، وكنائس أو بيع لعامة المتدينين. وقول الحق: {وَصَلَوَاتٌ}، من صالوت، وهي مكان العبادة لليهود، و{وَمَسَاجِدُ} وهي مساجد المسلمين.

إن قوله تعالى: {لَفَسَدَتِ الأرض} في هذه الآية، وقوله تعالى هناك {لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ} أي أنه ستفسد الأرض إذا لم تقم الصوامع والبيع والصلوات والمساجد؛ لأنها هي التي تربط المخلوق بالخالق. وما دامت تلك الأماكن هي التي تربط المخلوق بالخالق فإن هدمت.. يكون الناس على غير ذكر لربهم وتفتنهم أسباب الدنيا.

فالأديرة والكنائس والصوامع حين كانت والمساجد الآن هي حارسة القيم في الوجود، لأنها تذكرك دائما بالعبودية وتمنع عنك الغرور، وهي من السجود الذي هو منتهى الخضوع للرب، نخضع بها لله خمس مرات في اليوم والليلة؛ فإن كان عند العبد شيء من الغرور لابد أن يذوب، ويعرف العبد أن الكون كله فضل من الله على العباد؛ فلا يدخلك أيها المسلم شيء من الغرور.

فإذا لم يدخلك شيء من الغرور استعملت أسباب الله في مطلوبات الله. أما أن تأخذ أنت أسباب الله في غير مطلوبات الله فهذه قحة منك. فإذا كان الله قد أقدر يدك على الحركة فلماذا تعصى الله بها وتضرب بها الناس؟ والله أقدر لسانك على الكلام، فلماذا تؤذي غيرك بالكلمة؟ إن الله قد أعطاك النعمة فلا تستعملها في المعصية.
قال الله تعالى في هذه الآية: {لَفَسَدَتِ الأرض} وشرح ذلك في قوله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيراً} فهذه الأماكن هي التي تبقى أصول القيم في التدين. (وأصول القيم في التدين) غير (كل القيم في التدين)، ولذلك نحن قلنا: إن الحق سبحانه وتعالى جعل للإسلام خمسة أركان، وهي التي بني عليها الإسلام. ولابد أن نقيم بنيان الإسلام على هذه الأركان الخمسة، فلا تقل: إن الإسلام هو هذه الأركان الخمسة، لا؛ لأن الإسلام مبني عليها فقط فهي الأعمدة أو الأسس التي بني عليها الإسلام. فأنت حين تضع أساسا لمنزل وتقيم الأعمدة فهذا المنزل لا يصلح بذلك للسكن، بل لابد أن تقيم بقية البنيان، إذن فالإسلام مبني على هذه الأسس.

والحق سبحانه وتعالى يوضح ذلك فيأمر بالمحافظة على أماكن هذه القيم؛ لأن المساجد ونحن نتكلم بالعرف الإسلامي هي ملتقى فيوضات الحق النورانية على خلقه، فالذي يريد فيض الحق بنوره يذهب إلى المسجد. إذن لكيلا تفسد الأرض لابد أن توجد أماكن العبادة هذه، فمرة جاء الحق بالنتيجة ومرة جاء بالسبب.

ولماذا يدفع الله الناس بعضهم ببعض؟ لأن هناك أناساً يريدون الشر وأناساً يريدون الخير، فمن يريد الشر يدفع من يريد الخير، وإذا وقعت المعركة بهذا الوصف فإن يد الله لا تتخلى عن الجانب المؤمن الباحث عن الخير، فهو سبحانه القائل: {وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.. [الحج : 40].

أي إن المعركة لا تطول. ولذلك قلنا سابقا: إن المعارك التي نراها في الكون لا نجد فيها معركة بين حقين؛ لأنه لا يوجد في الوجود حقان، فالحق واحد، فلا يقولن أحد: إنه على حق وخصمه على حق. لا، إن هناك حقاً واحداً فقط.

والمعركة إن وجدت توجد بين حق وباطل، أو بين باطل وباطل. والمعركة بين الحق والباطل لا تطول؛ لأن الباطل زهوق. والذي يطول من المعارك هي المعارك بين الباطل والباطل؛ فليس أحدهما أولى بأن ينصره الله. فهذا على فساد وذاك على فساد، وسبحانه يدك هذا الفساد بذاك الفساد. وحين يندك هذا الفساد بذاك الفساد، فجناحا الفساد في الكون ينتهيان. ويأتي من بعد ذلك أناس ليس عندهم فساد ويعمرون الكون.
والمعارك التي تدور في أي مكان تجد أن هذا الطرف له هوى والآخر له هوىً مختلف.

ولا يقف الله في أي جانب منهما؛ لأنه ليس هناك جانب أحمق بالله من الآخر؛ لذلك يتركهم يصطرع بعضهم مع بعض، ومادام الحق قد تركهم لبعضهم البعض فلابد أن تطول المعركة. ولو كان الله في بال جانب منهم لوقف سبحانه في جانبه. وكذلك نرى في معارك العصر الحديث أن المعركة تطول وتطول؛ لأننا لا نجد القسم الثالث الذي جاء في قوله سبحانه: {وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا على الأخرى فَقَاتِلُواْ التي تَبْغِي حتى تفياء إلى أَمْرِ الله فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بالعدل وأقسطوا إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين}.. [الحجرات : 9].

إن الحق سبحانه وتعالى يأمر عند اقتتال طائفتين من المؤمنين أن يصلح بينهما قوم مؤمنون، فإن تعدت إحداهما على الأخرى، ورفضت الصلح فالحق يأمر المؤمنين بأن يقاتلوا الفئة التي تتعدى إلى أن ترجع إلى حكم الله، فإن رجعت إلى حكم الله فالإصلاح بين الفئتين يكون بالإنصاف؛ لأن الله يحب العادلين المنصفين.

ونحن نجد الباطل يتقاتل مع الباطل؛ لذلك لا نجد من يصلح بين الباطلين، بل نجد أهواءً تتعارك، وكل جانب ينفخ في الطائفة التي تناسب هواه.

وهذه هي الخيبة في الكون المعاصر؛ إن المعارك تطول لأنه ليس في بال المتقاتلين شيء جامع، ولو كان في بالهم شيء جامع، لما حدثت الحرب. وماداموا قد غفلوا عن هذا الشيء الجامع، فمن المفروض أن تتدخل الفئة القادرة على الإصلاح، ولكن حتى هؤلاء لم يدخلوا للإصلاح، وهذا معناه أن الخيبة في العالم كله. وسيظل العالم في خيبة إلى أن يرعووا ويرتدعوا. إنهم يطيلون على أنفسهم أمد التجربة وسيظلون في هذه الخيبة حتى يفطنوا إلى أنه لا سبيل إلى أن تنتهي هذه المشاكل إلا أن يرجعوا جميعاً عن أهوائهم إلى مراد خالقهم.

{وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض}، نعم تفسد الأرض فيما جعل الله للإنسان يداً فيه، أما الشيء الذي لم يجعل الله للإنسان يداً فيه فستظل النواميس كما هي لا يؤثر فيها أحد، فلا أحد يؤثر في الشمس أو القمر أو الهواء أو المطر، إنما الفساد جاء فيما للإنسان فيه يد.

انظر إلى الكون، إنك تجد المسائل التي لا دخل للإنسان فيها مستقيمة على أحسن ما يكون، وإنما يأتي الفساد من النواحي التي تدخل فيها الإنسان بغير منهج الله. ولو أن الإنسان دخل فيها بمنهج الله لاستقامت الأمور كما استقامت النواميس العليا تماما.

في سورة الرحمن قوله تعالى: {والسمآء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الميزان}.. [الرحمن : 7].
ومادام الحق قد رفع السماء ووضع الميزان، فالسماء لا تقع على الأرض والنظام محكم تماما، الشمس تطلع من الشرق وتغرب في الغرب، والقمر والنجوم تسير في منتهى الدقة والإبداع، لأنه لا دخل لأحد من البشر فيه.

فإن أردتم أن تصلح حياتكم، وأن تستقيم أموركم كما استقامت هندسة السماء والأرض فخذوا الميزان من السماء في أعمالكم، واتبعوا القول الحق: {والسمآء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الميزان أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي الميزان وَأَقِيمُواْ الوزن بالقسط وَلاَ تُخْسِرُواْ الميزان}.. [الرحمن : 7-9].

ومادمتم قد رأيتم أن الأمور الموجودة التي تسير بنظام لا تتحكمون فيه تعمل باستقامة وترون أن الفساد قد جاء من ناحية الأمور التي دخلتم فيها، فلماذا لا نتبع منهج الله في الأمور التي لنا دخل فيها؟ إنك إن عملت في الحياة بمنهج الله الذي خلق الحياة فإن أمورك تستقيم لك كما استقامت الأمور العليا في الكون. واحفظ جيداً قوله تعالى: {والسمآء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الميزان أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي الميزان}.. [الرحمن : 7-8].

ليحفظ كل منا هذا القول لنعرف أن الأمور العليا موزونة لأن يد الإنسان لا تدخل فيها. إن السماء لا تقع على الأرض لأنها محكومة بنظام محكم تماماً.

والأرض لا تدور بعيداً عن فلكها؛ لأن خالقها قد قدر لها النظام المحكم تماماً. ولهذا يقول الحق سبحانه عن نظام الكواكب في الكون: {لاَ الشمس يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القمر وَلاَ الليل سَابِقُ النهار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.. [يس : 40].

إنه نظام دقيق محكم لأنه لا دخل للإنسان فيه. اصنعوا ميزاناً في كل الأمور التي لكم فيها اختيار حتى لا تطغوا في الميزان.

ومادام الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان ومنحه الاختيار، وبعض الناس اختار مذهباً، والبعض الآخر اختار مذهبا مضادا، وكلٌّ من المذهبين خارج عن منهج الله، فالحق سبحانه وتعالى يترك الفئتين للتقاتل والتناحر. ولأنه سبحانه ذو رحمة على العالمين، يبقى عناصر الخير في الوجود، لعل أحداً يرى ويتنبه ويتلفت ويذهب ليأخذها.

فعندما تطغى جماعة يأتي لهم الحق بجماعة يردونهم، حتى تبقى عناصر الخير في الوجود لعل إنساناً يأتي ليأخذ عنصراً منها يحرك به حياته، وصاحب الخير إنما يأتي من فضل الله على العالمين. ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الله نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحق وَإِنَّكَ لَمِنَ المرسلين}.

العوفي العوفي
2016-07-17, 11:06
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS_4OgpGpGaVJwhrc_-gEB41oKlIOHQGkN7h_YJh4ZawnqXYXCMqw

العوفي العوفي
2016-07-17, 22:53
سائل: ما حكم مَن يحلف على المصحف الشّريف؟
إنّ الحلف عبادة من العبادات ينبغي على المؤمن أن يُراعي فيه أحكام وآداب الإسلام، قال تعالى: {وَاحْفَظُوا أيْمَانَكُمْ} المائدة:89، وقال سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَجْعَلوا اللهَ عُرضَةً لأيْمَانِكُمْ} البقرة:224، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لا تَحلِفوا بآبائِكم من كان منكم حالفًا فليَحلِف بالله أو ليصمُت” أخرجه البخاري ومسلم.
والحلف بغير الله محرّم، لأنّ الحلف بالشيء تعظيم له، وعبودية له، فلا يجوز الحلف إلاّ بالله عزّ وجلّ. أمّا الحلف بالله على المصحف أو الحلف بالقرآن الكريم فقد أجازه بعض العلماء، لأنّ القرآن كلام الله سبحانه وتعالى تكلّم الله به حقيقة ذاتًا وصفة، فاعتبروا أنّ الحلف بالقرآن حلف بصفة من صفاته سبحانه وتعالى وذلك جائز.

العوفي العوفي
2016-07-17, 22:55
سيّدة تقول: بعض الأشخاص يصدّقون كلّ ما ينقله لهم مَن لا شغل لهم إلاّ نقل الأخبار الخاصة بغيرهم؟
إنّ الإسلام جاء لجمع قلوب المؤمنين ويجعلهم متّحدين متّفقين، ونهاهم عن التفرّق والاختلاف، فنهى عن كلّ ما يؤدّي إليهما، قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} آل عمران:103.
وعلى هؤلاء الأشخاص أن يتبيّنوا قبل أن يصدّقوا كلّ ما يُنقَل إليهم، قال الله تعالى: {يَا أيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات:6، فقد يوقع ذاك النّقل وذاك التّصديق دون تثبت أو تبيّن الشّكوك وسوء الظنّ والاختلاف.
ثمّ إنّ الّذي يشتغل بنقل الأخبار بين النّاس عن غيرهم يكون مغتابًا والنّميمة والغيبة محرّمتان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ما الغيبة؟ قال: “ذِكْرُك أخاك بما تَكره”، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: “إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه”، أخرجه الترمذي وأبو داود وهو حديث صحيح. والأولى أن تبيّن العيوب والأخطاء المخالفة للشّرع عن طريق النّصيحة، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: “الدّين النّصيحة ثلاثًا، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم”، أخرجه البخاري ومسلم.
ومسألة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر مسألة عظيمة يتهاون فيها كثير من النّاس، فبتلك الحجّة يجرحون في الأشخاص وفي العلماء ويتناقلون الأخبار الخاطئة والصّحيحة للإيقاع بينهم، وما علموا أنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر له شروط وقواعد، وقد ألّف العلماء فيها كتبًا، فلابدّ للآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر من علم وحِلم وصبر، قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ} النّحل:125، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتّبَعَنِي} يوسف: 108، والبصيرة هي العِلم.
والدّين الإسلامي أولى قضية المصالح والمفاسد أهمية، فجعل الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر متعلّقًا بجلب المصالح ودرء المفاسد، وفي السّنَّة أمثلة كثيرة عن ذلك لا يسع المقام لذِكرها.. هذا ليتفطّن بعض الجهلة إلى ضرورة العلم قبل الغوص في أيّ أمر أو مسألة.

العوفي العوفي
2016-07-17, 22:56
تطالعنا الأخبار – مع كلّ أسف – هذه الأيّام عن جرائم تقع في بلادنا يعتدى فيها على الآمنين المطمئنين، ولو بحثت عن أسباب هذه الجرائم تجدها أسبابًا تافهة، ممّا يستدعي الوقوف عند هذه الظاهرة الّتي بدأت تنتشر شيئًا فشيئًا.

لقد جاء الإسلام بالمحافظة على الضّروريات الخمس وهي حفظ الدِّين، والنّفس، والعقل، والمال، والنّسب؛ لأنّه لابدّ منها في قيام مصالح الدِّين والدّنيا، ولا يستقيم نظام إلاّ بوجودها وتحصيلها، فإذا اختلّت آلت حالة الأمّة في الدّنيا إلى فسادٍ وتلاشٍ، وفي الآخرة فوات النّجاة والنّعيم.

وجاء حفظ النّفس وصون الحقّ في الحياة؛ في الرتبة الثانية بعد حفظ الدِّين، وذلك لما لنفس الإنسان من حرمة ولما لدمه من عصمة، ولذلك شرع الإسلام كلّ ما من شأنه حفظ النّفس من التّلَف، وحرَّم كلّ ما من شأنه إهلاكها وإتلافها، فشرع ما ينظّم طريقة إيجادها، كما شرع ما يحفظ استمرارها ودوامها، ويأتي على رأس تلك التّشريعات تحريم الاعتداء على النّفس البشرية الّتي كرّمها الله تعالى، بأيّ صورة من صور الاعتداء، ابتداءً من الاعتداء على كرامتها، وانتهاءً بالاعتداء على حقّها في الحياة.

إنّ القتل يُشيع الفساد والخراب في البلاد، قال تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا..}، ولو أنّه أُبيح؛ لفتكَ القويُّ بالضّعيف واختلَّ الأمن، وأصبحت الحياة فوضى.

فحقّ الحياة للنّفس البشرية مقدّس عند الله تعالى، يستوي في ذلك المسلم وغير المسلم، والرجل والمرأة، والكبير والصغير، والجميع بشر متساوون في استحقاق الحياة. ومن حقّ الإنسان أن يعيش حياةً آمنةً مطمئنةً، ولهذا حَرَّم الله الاعتداء على النّفس.

والإسلام دين العدل والاعتدال، دين السّلم والمسالمة، دين المحبّة والتّقوى، والشّريعة الإسلامية شديدة الحرص على توجيه سلوك الإنسان وأخلاقه، وحماية حياته من أيّ اعتداء، وتكفل عزّته وكرامته.

جعل الاسلام للنّفس الإنسانية مكانة محترمة، فمدح في كتابه الكريم إحياء النّفس وذمّ قتلها فقال تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، وقال عزّ وجلّ: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

وبهذا تتضح خطورة الوقوع في الدّماء عامة ودماء المسلمين خاصة، فحُرمة دم المسلم لها ما لها عند الله تعالى من الحرمة والعصمة، والنّصوص المؤكّدة لهذا كثيرة متواترة، ومن ذلك قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}، {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}. وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “لو أن أهل السّماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبّهُم الله في النّار” رواه الترمذي.

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ”. وقال الإمام النووي: أَكْبَر الْمَعَاصِي الشِّرْك وَهَذَا ظَاهِرٌ لَا خَفَاء فِيهِ. وَأَنَّ الْقَتْل بِغَيْرِ حَقّ يَلِيه، وَكَذَلِكَ قَالَ أَصْحَابنَا: أَكْبَر الْكَبَائِر بَعْد الشِّرْك الْقَتْل.

وإنّ من أهم الواجِبات والحقوق لكلّ مسلمٍ على أخيه المسلم: ألاّ يعتدِيَ عليه، ولا يتجاوزَ حقَّ الله فيه؛ إذ لكلّ مسلمٍ حقٌّ في حفظِ ضَروراتِه الخمس، انطلاقًا من قول الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم: “كلّ المُسلم على المسلم حرام؛ دمُه ومالُه وعِرضُه}. فلا تعتدِي على مال أخيك المُسلم بسرقةٍ أو غصبٍ أو أكلٍ بغير رِضًا منه وطِيبة نفسٍ، ولا على عِرضِه بقذفِه أو انتهاكٍ له، ولا على عقله بتسليطِ فِكرٍ يُخرِجُه عمّا أوجبَ الله عليه، أو بإيقاعِه في المُسكِرات والمُخدِّرات والكُيوف الّتي تعبثُ بعقلِه الّذي كرَّمَه الله به، ولا تعتدِي على دمِه الّذي حرَّمَه الله إلاّ بالحقّ، وألاّ تُلحِقَ به نسَبًا ليس منه، أو تنسِبَه إلى غير أهلِه.

فكلُّ تجاوُزٍ على حقٍّ من حقوق المسلمين، أفرادًا كانوا أو مُجتمعًا، فإنّه وقوعٌ في الاعتِداء والعُدوان الّذي نهانا الله عنه بقولِه: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. لذا أمرَ الله بالعدل والإحسان، ونهى عن الظلم والعُدوان؛ ليحيا النّاس حياةً كريمةً ملؤُها الوحدة والتّآخِي، والشّعور بحقِّ كلٍّ تجاه الآخر. وأيُّ تفريطٍ تقعُ فيه الأمّة فسيُحرِّشُ الشّيطانُ بينها، ويُذكِي نارَ العُدوان، والقهر، والبغضاء، وسفك الدّماء، والإفساد في الأرض، وجعل أهلها شِيَعًا يستضعِفُ بعضُهم بعضًا، ويلعنُ بعضُهم بعضًا. {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

وإنّ شأنَ العُدوان عظيم، وأنّ الاستِهانةَ به شرٌّ مُستطيرٌ، يصِلُ إلى حدِّ كبائر الذّنوبِ المقرونةِ بلعنٍ أو حدٍّ في الدّنيا، أو عقوبةٍ في الآخرة. لذا، يجبُ على الأمّة أن تُعنى بواقعِها حقَّ العناية، بدءًا من طفولة المسلم وتربيتِه التّربية الحسنة، لمحو صفة العُدوانية الّتي يُبتلَى بها بعضُ الأطفال، مرورًا بالشّباب والمُجتمعات، وانتِهاءً بالدول؛ لتشملها دائرة الأخلاق الكريمة، والعدل، والإنصاف، والمُساواة.

العوفي العوفي
2016-07-17, 22:58
الاعتقاد بالآخرة يؤدّي دوره الأساسي في إفاضة السّلام على روح المؤمن وعالمه، ونفي القلق والسّخط والقنوط.
وإنّ الحساب الختامي ليس في هذه الأرض، والجزاء الأوفى ليس في هذه العاجلة. وإنّ الحساب الختامي هناك، والعدالة المطلقة مضمونة في هذا الحساب. فلا ندم على الخير والجهاد في سبيله إذا لم يتحقّق في الأرض أو لم نلق جزاءه ولا قلق على الأجر إذا لم يوفّ في هذه العاجلة بمقاييس النّاس فسوف يوفاه بميزان الله.
ولا قنوط من العدل إذا توزّعت الحظوظ في الرّحلة القصيرة على غير ما يريد، فالعدل لابدّ واقع، {وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} غافر:31، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} فُصّلت:46.
والاعتقاد بالآخرة حاجز كذلك دون الصّراع المجنون الّذي تداس فيه القيم وتداس فيه الحُرمات بلا تحرج ولا حياء. فهناك الآخرة فيها عطاء وفيها غناء وفيها عوض عمّا يفوت.
وهذا التصوّر من شأنه أن يفيض السّلام على مجال السباق والمنافسة، وأن يخلع التجمّل على حركات المتسابقين وأن يخفّف السُّعار الّذي ينطلق من الشّعور بأنّ الفرصة الوحيدة المتاحة هي فرصة هذا العمر القصير المحدود! -

العوفي العوفي
2016-07-18, 07:02
حدثنا يزيد ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة ، فيقول : يا رب ، أنى لي هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك " .

رشيد بوعافية
2016-07-18, 17:47
عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه , قال الله له : طِبتَ وطابَ ممشاك , وتبوّأْتَ منزلاً في الجنَّة " . [الأدب المفرد للبخاري ]









أخاه أو زارَه ) :


أي : مريضاً ؛ أو زاره أي : صحيحاً فأو للتنويع ،والعيادة تستعمل غالباً في المرض والزيارة في الصحة ..


وفي " النهاية " : " كل من أتاك مرّة بعد أخرى فهو عائد , وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأنّه مختصٌّ به " .

العوفي العوفي
2016-07-18, 19:30
عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه , قال الله له : طِبتَ وطابَ ممشاك , وتبوّأْتَ منزلاً في الجنَّة " . [الأدب المفرد للبخاري ]


أخاه أو زارَه ) : أي : مريضاً ؛ أو زاره أي : صحيحاً فأو للتنويع ،والعيادة تستعمل غالباً في المرض والزيارة في الصحة ..
وفي " النهاية " : " كل من أتاك مرّة بعد أخرى فهو عائد , وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأنّه مختصٌّ به "
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTS5_U5xM9R1tAQ2lrGeOGV-3pvSND3KFHhkpsnepPklJQCUfTo

العوفي العوفي
2016-07-18, 19:52
عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه , قال الله له : طِبتَ وطابَ ممشاك , وتبوّأْتَ منزلاً في الجنَّة " . [الأدب المفرد للبخاري ]


أخاه أو زارَه ) : أي : مريضاً ؛ أو زاره أي : صحيحاً فأو للتنويع ،والعيادة تستعمل غالباً في المرض والزيارة في الصحة ..
وفي " النهاية " : " كل من أتاك مرّة بعد أخرى فهو عائد , وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأنّه مختصٌّ به "
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS2GXVKOGMmU8mhn431x3zar7_l1Pl2v YJAqJYKlIiRymPRTnQvLg

العوفي العوفي
2016-07-18, 23:49
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعطى لله ومنع لله وأحب لله و أبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه.رواه الترمذي

العوفي العوفي
2016-07-22, 00:12
في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “يتعاقبون فيكم ملائكة باللّيل وملائكة بالنّهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثمّ يعرج الّذين باتوا فيكم فيسألهم ربّهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلّون وأتيناهم وهم يصلّون”.

إذا وُفِّقت لصلاة الفجر والنّاس نيام، فاعلم أنّ الله يُحبّك وأنّك في ذمّته، عند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن صلّى الصّبح فهو في ذِمّة الله، فلا يتبعنّكم الله بشيء من ذمّته”، وإذا جلست في مصلاك والنّاس قد صلّوا الفجر وانطلقوا إلى فرشهم وأنتَ جالس، فاعْلَم أنّ الله يُحبّك أكثر منهم، وإذا ركعتَ أربعًا من الضُّحى فاعلم أنّ الله يُحبّك، وإذا حافظتَ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها، وخشعت لله في صلاتك فاعلم أنّ الله يُحبّك. قامت جارية تصلّي من اللّيل فأيقظت سيّدها فأبى الاستيقاظ، فكرّرت المحاولة فأبى، فتوضّأت وأحسنت الوضوء وانطلقت تصلّي، فقام قبيل الفجر بقليل، وليس من قام ساعة كمَن قام ساعات، وليس من وقف عند الباب دقيقة كمَن يقف عند الباب ساعة، فبحث عنها فوجدها في ناحية من نواحي البيت تُصلّي ساجدة تناجي ربّها وتقول: اللّهمّ إنّي أسألك بحُبِّك لي إلاّ غفرتَ لي، فلمّا انتهت من صلاتها قال لها سيّدها: من أين عرفتِ أنّه يُحبّك، قالت: أما أَنامَك وأقامني بين يديه؟ أما وفّقني للقيام وأنتَ تغطّ في سبات عميق؟ فلا يوقف بين يديه إلاّ الّذين يحبّهم.
إنّ صلاة الفجر تشكو من زمن وليس من اليوم، فالصّفوف تنقص، ونحن في أزمات، وعند الأزمات لا بدّ أن نصدُق مع الله، فلن تنفرج الأزمات إلاّ إذا صدقنا مع الله، إذا أردنا النّصر فلنصلِّ الفجر؛ لأنّ صلاة الفجر انتصار على النّفس، وانتصار على الشّهوات، وانتصار على الرّغبات، وانتصار على الشّيطان. جاء عند الترمذي: “طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرّات، إحداهن بالتّراب”، وتأمّل الحديث الآخر: سئل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن رجل نام عن صلاة الفجر حتّى أشرقت الشّمس؟ فقال: “ذاك رجل بال الشّيطان في أذنيه”، الآن بول الكلب أو بول الشّيطان؟ بول الشّيطان، فإذا استيقظ هذا الّذي بال الشّيطان على أذنيه أوّل شيء عليه أن يقوم به أن يغسل أذنيه سبعًا إحداهن بالتّراب!
تالله إنّ مأساتنا مع الفجر كبيرة، فبيوت المسلمين تعيش في غفلة، الشّيطان يبُول على آذان أهلها في كلّ يوم، فكيف يتغيّر الواقع؟ إذا أردتَ أن تعرف مقدار المأساة فاخرج إذا أَذَّن الفجر إلى الشّوارع فإنّك لا تكاد ترى سيارة تتحرّك، ولا تكاد ترى بشرًا يسيرون في الطرقات، ثمّ مُر بجانب البيوت فإنّك لا تسمع صوتًا، وتدخل المسجد فتجد آباء وكبارا في السن وقلّة قليلة من الشّباب الّذين هداهم الله، ثمّ قُم واخرج بعد صلاة الفجر بساعة مثلاً إلى الشّوارع فسترى الزّحام والأصوات من كلّ مكان، سبحان الله! كيف ننتصر على أعدائنا ونحن لم ننتصر على أنفسنا؟ {إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}، وحتّى الشّباب الصّالح الملتزم كثير منهم تراه يصلّي سُنّة الفجر بعد الفجر، وترى كثيرًا من الشّباب الصّالح تفوته الرّكعة والرّكعتان، وقد كان الجيل الأوّل يقولون: إذا رأيت الرجل تفوته تكبيرة الإحرام فاغسل يديك منه، فكيف إذا رأونا؟ عند الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه: “مَن صلّى لله في جماعة أربعين يوما يدرك تكبيرة الإحرام كُتبت له براءتان: براءة من النّار، وبراءة من النّفاق”، فماذا نريد أكثر من هذا؟ إذا جاءنا صك براءة من النّار، فهذا يعني أنّنا من أهل الجنّة، وصك براءة من النّفاق، وهذا يعني أنّنا سنسلم من الفتن. هذا سعيد بن المسيب لم تفته تكبيرة الإحرام 40 سنة، وهذا الإمام الأعمش يقول لبناته ساعة وفاته: على ماذا البكاء وأنا 50 عامًا لم تفتني صلاة الجماعة!
فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ومَن يطلب الحوراء لم يغلها المهر، رأى عمر رجلاً يُصلّي مرّة صلاة عجيبة أُعجب بها عمر صاحب الفِراسة، فقال بعد أن انتهى الرجل من صلاته: ائتوني بهذا الرّجل، فلمّا جاءه قال له عمر: نريد أن نستخدمك في بعض أمورنا، قال: يا أمير المؤمنين أنا لا أصلح لجمع الصّدقات والزّكوات، وإنّما أصلح للموت في سبيل الله، فقال عمر: من أجل هذا أردناك، فعيّنه قائدًا على جيش من جيوشه، إنّه النعمان بن المقرن المُزَني رضي الله عنه، فقد عرفه عمر من صلاته، وقد بدأ الله صفات الفلاح بالصّلاة وختمها بالصّلاة فقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، إلى أن قال: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ}.

العوفي العوفي
2016-07-22, 00:13
إنّ هناك غاية معيّنة لوجود الجن والإنس، تتمثّل في وظيفة مَن قام بها وأدّاها فقد حقّق غاية وجوده، ومَن قصّر فيها أو نكل عنها فقد أبطل غاية وجوده وأصبح بلا وظيفة وباتت حياته فارغة من القصد، خاوية من معناها الأصيل، الّذي تستمد منه قيمتها الأولى، وقد انفلت من الناموس الّذي خرج به إلى الوجود، وانتهى إلى الضياع المطلق، الّذي يصيب كلّ كائن ينفلت من ناموس الوجود الّذي يربطه ويحفظه ويكفل له البقاء.

هذه الوظيفة المعيّنة الّتي تربط الجن والإنس بناموس الوجود، هي العبادة لله وحده، أو هي العبودية لله سبحانه، أن يكون هناك عبد وربّ، عبد يَعبُد وربّ يُعبَد، وأن تستقيم حياة العبد كلّها على أساس هذا الاعتبار.

ومن ثمّ يبرز الجانب الآخر لتلك الحقيقة الضخمة، ويتبيّن أنّ مدلول العبادة لابدّ أن يكون أوسع وأشمل من مجرد إقامة الشّعائر. فالجنّ والإنس لا يقضون حياتهم في إقامة الشّعائر، والله لا يكلّفهم هذا وهو سبحانه يكلّفهم ألوانًا أخرى من النشاط تستغرق معظم حياتهم، وقد لا نعرف نحن ألوان النّشاط الّتي يكلّفها الجن ولكنّنا نعرف حدود النشاط المطلوب من الإنسان. نعرفها من القرآن من قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} البقرة:30، فهي إذن الخلافة في الأرض، الخلافة الّتي تقتضي ألوانًا من النّشاط الحيوي في عمارة الأرض والتعرّف إلى قواها وطاقاتها، وذخائرها ومكنوناتها، وتحقّق إرادة الله تعالى في استخدامها وتنميتها وترقية الحياة فيها.
كما تقتضي الخلافة القيام على شريعة الله في الأرض لتحقيق المنهج الإلهي الّذي يتناسق مع النّاموس الكوني العام.

العوفي العوفي
2016-07-22, 00:15
ممّا علّمه الله تعالى البشرَ وجعله قانونًا في حياتهم النّوم باللّيل والسّعي بالنّهار، فالله تعالى حين خلق الخلق وأسكنهم الأرض؛ هداهم لما ينفعُهم، وصرفهم عمّا يَضرُّهم، وجعل من فطرتهم سعيهم في منافعهم، وفرارُهم ممّا يهلكهم، فلا يحتاجون إلى دراسةٍ وتعلّمٍ وتفكير، ولا إلى مهارةٍ وذكاء وتدبير؛ حتّى يأخذوا بما ينفعهم ويتركوا ما يضرّهم، مثل نومِهم باللّيل ومعاشِهم بالنّهار، فطرة الله الّتي فطر الخلق عليها، ولا يُغالب أحد سُنّة الله تعالى فيه إلاّ هلك؛ ولذا كان النّوم من النّعم الّتي يفرح بها الإنسان، والأرق من النّقم الّتي يُبتلى بها.

الله تعالى جعل اللّيل للنّوم والهدوء والسّكون، وجعل النّهار للسّعي والحركة والكسب، فسكون اللّيل وظُلمتُه يدعوان للهدوء والنّوم، ونور النّهار وصخبه يدعوان للنّشاط والاستيقاظ، وهذه السُّنة الربّانية آية من آياته سبحانه في الأرض، حتّى كانت آيةً من آياته الدالة على ربوبيته، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}.
لقد كان النّاس قديمًا يستيقظون مع أول خيوط الفجر، ويشتغلون في أعمالهم مستفيدين من ضوء النّهار، فما يُدركون المساء ولا يُصلّون العشاء إلاّ ورؤوسهم تخفق من شدّة التّعب والنّعاس، فيُصلون وينامون طلبًا للرّاحة والاستعداد ليوم جديد، فما يمرّ الثلث الأوّل من اللّيل أو نصفه إلاّ وقد استرجع الجسم نشاطه، فيقوم أهل التعبّد في ثلثه الآخِر يتهجّدون، ويصلّي النّاس الفجر في المساجد، فلا يأتي الضُّحى إلاّ والمزارع والأسواق والدكاكين تعجّ بالحركة، ولا أحد منهم في فراشه. أمّا اليوم وبعد أن انعكست الفِطَرُ، وقُلبت السُنن، أضحت بعض البيوت في الضّحى كأنّها المقابر في وحشتها وسكونها، وأمسى العشي يضجّ بالحركة، وصار اللّيل يؤرّق لما فيه من صخب وإزعاج، بعد أن انقسمت بعض البيوت إلى قسمين، الموظفون الجادون منهم ينامون باللّيل ويعملون بالنّهار، وآخرون لا شُغل لهم فهم يسهرون اللّيل وينامون بالنّهار، فلا يكاد قسم منهم يرى القسم الآخر وإن أظلّهم سقف واحد، وهذا من آفات المجتمعات عندما تتنكر لسُنن الله ولا تلتزم ما فطرها عليه، فيخرجون ممّا فيه عظيم مصلحتهم ومنفعتهم، إلى ما فيه تعاستهم واختلافهم.

إنّ من الآفات السيّئة الّتي طرأت على المجتمع مع ظهور التقنية وتطوّر الحضارة الإنسانية: السّهرُ، ولقد تأثّرت المجتمعات المسلمة بهذه الآفة تأثيرًا سلبيًا كبيرًا، عكس المجتمعات الغربية الّتي نسعى وراء تقليدها، فالسّهر وإن كان موجودًا في المجتمعات الغربية إلاّ أنّهم سلموا من تَبِعاته، يظهر ذلك في جِدِّهم في أعمالهم، ونشاطهم في صباحهم، وشدّة محاسبتهم في حال إخلالهم من جهة، ومن جهة أخرى أنّ بلادهم لمّا كانت في جهة الشّمال كان ليلهم أطول ونهارهم أقصر، فيحتاجون إلى جزء من اللّيل لتمام أنشطتهم، فهم وإن كانوا يسهرون فإنّ مصالحهم تسير وفق ما يحتاجون، بينما يترتّب في مجتمع المسلمين مُقابل السّهر تأخّر في الالتحاق بميادين النشاط، وفتور في ساعات العمل، بل وحتّى في حال السّهر تنخفض نسبة الأمن والمواصلات، وترتفع درجة الجريمة والآفات، فلا نحن نتمتّع في حال السّهر، ولا نحن ننتج ونعمل وقت النّشاط، وقد متّع الله أغلب مجتمعات المسلمين بنهارٍ كافٍ، وليل معتدلٍ، وكفانا شرّ قلب السّنن وخلط مصالح اللّيل بمصالح النّهار، وزادنا من فضله أن شرّع لنا من الدّين آدابًا في التّعامل مع الأوقات، وكيفية إراحة الجسم الرّاحة المعتدلة، والمحافظةِ على مصالح الدّنيا والآخرة.

إنّ الأصل في السّهر أنّه مذموم إلاّ لمصلحة راجحة، وبشرط أن لا يُخل بشعيرة واجبة؛ لأنّ عمومات القرآن دالة على أنّ اللّيل جُعل للسّكن والنّوم، وجُعل النّهار للحركة والانتشار، ثمّ جاءت السنّة النّبويّة تعزّز هذه الآيةَ الربّانية في البشر لتجعلها وفق الفطرة السوية. فعن أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه أَنَّ “رَسُولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم كان يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشَاءِ وَالحَدِيثَ بَعْدَهَا” متفق عليه.

وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يَذُمُّ السّهر ويعيبه؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يَجْدِبُ لَنَا السَّمَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ” أي: يعيبه ويذُمه. ولم يرخّص صلّى الله عليه وسلّم في السّهر إلاّ لمن له حاجة تدعو للسّهر كمَن يُصلّي أوّل اللّيل يخشى أن لا يقوم آخره، أو من كان مسافرًا، أو لحديث يُذكِّر بالآخرة، أو لعمل لا بدّ منه كحراسة أو نحوها من مصالح المسلمين، أو لعمل لا يمكن إنجازه إلاّ في الليل، أو لا يحتمل التّأخير، أو لحفظ الأمن والأعراض من أهل رجال الشرطة ونحوهم---

العوفي العوفي
2016-07-22, 00:17
سيّدة تقول إن بعض الأشخاص يصدّقون كلّ ما ينقله لهم مَن لا شغل لهم إلاّ نقل الأخبار الخاصة بغيرهم، فما حكم ذلك؟
إنّ الإسلام جاء لجمع قلوب المؤمنين ويجعلهم متّحدين متّفقين، ونهاهم عن التفرّق والاختلاف، فنهى عن كلّ ما يؤدّي إليهما، قال تعالى: {واذْكُروا نِعمَتَ اللهِ عليكم إذ كُنتُم أعداءً فألَّف بين قلوبِكم فأصبَحتُم بنِعمته إخوانًا} آل عمران:103.
وعلى هؤلاء الأشخاص أن يتبيّنوا قبل أن يصدّقوا كلّ ما يُنقَل إليهم، قال الله تعالى: {يا أيُّها الّذين آمنوا إن جاءَكُم فاسقٌ بنَبَأٍ فتَبَيَّنُوا أن تُصيبُوا قومًا بجَهالة فتُصبِحوا على فعلْتُم نادِمين} الحجرات:6، فقد يوقع ذاك النّقل وذاك التّصديق دون تثبت أو تبيّن الشّكوكَ وسوء الظنّ والاختلاف.
ثمّ إنّ الّذي يشتغل بنقل الأخبار بين النّاس عن غيرهم يكون مغتابًا، والنّميمة والغيبة محرّمتان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ما الغيبة؟ قال: “ذِكْرُك أخاك بما يكره”، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: “إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه” أخرجه الترمذي وأبو داود وهو حديث صحيح.
والأولى أن تبيّن العيوب والأخطاء المخالفة للشّرع عن طريق النّصيحة، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: “الدّين النّصيحة” ثلاثًا، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم” أخرجه البخاري ومسلم.
ومسألة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر مسألة عظيمة يتهاون فيها كثير من النّاس، فبتلك الحجّة يجرحون في الأشخاص وفي العلماء ويتناقلون الأخبار الخاطئة والصّحيحة للإيقاع بينهم، وما علموا أنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر له شروط وقواعد، وقد ألّف العلماء فيها كتبًا، فلا بدّ للآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر من علم وحِلم وصبر، قال الله تعالى: {ادْعُ إلى سبيل ربِّك بالحِكمة والموعِظة الحسنة وجادِلهم بالّتي هي أحسن} النّحل:125، {قُل هذه سبيلي أدْعوا إلى اللهِ على بَصيرة أنَا ومَن اتّبَعني} يوسف: 108، والبصيرة هي العِلم.
والدّين الإسلامي أولى قضية المصالح والمفاسد أهمية فجعل الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر متعلّقًا بجلب المصالح ودرء المفاسد، وفي السّنَّة أمثلة كثيرة عن ذلك لا يسع المقام لذِكرها.
هذا ليتفطّن بعض الجهلة إلى ضرورة العلم قبل الغوص في أيّ أمر أو مسألة.

العوفي العوفي
2016-07-22, 00:18
ما حكم قصر الصّلاة في السفر؟
لقد اختلف العلماء في المدة الّتي يجوز فيها للمسافر قصر صلاته، وقد بلغت أقوالهم في ذلك إلى أكثر من عشرين قولاً، ومعلوم أنّه لا يجوز اتّهام الغير بالابتداع والفسوق في المسائل الخلافية.
وقد ذكرنا أنّ الجمهور اتّفق على أنّ مدة الإقامة الّتي يجوز فيها للمسافر قصر الصّلاة هي أربعة أيام، أي ما يعادل عشرين صلاة.
وممّا استدل به الجمهور ما رواه البخاري في صحيحه عن جابر وابن عباس رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا قدم مكة صُبح الرابع من ذي الحجّة، فأقام بها الرابع والخامس والسادس والسابع وصلّى الصبح في اليوم الثامن، ثم خرج إلى منى، وكان يقْصُر في هذه الأيام، وقد أجمع على إقامتها، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى بمكة عشرين صلاة يقْصُر.
أمّا مَن قال بقصر الصّلاة مطلقًا للمسافر الّذي لم ينو الإقامة ولو بقي مدة عام في ذاك المكان، فأدّلتهم تحمل على المسافر الّذي ينتظر حاجة في المكان الّذي قصده، أمّا مَن قصد مكانًا لأجل العمل فلا يعتبر منتظرًا لحاجة، خاصة أنّ سفره سيتكرّر ويصبح كالمقيم بعد مرور 4 أيام، وبالإضافة إلى أنّ القلب أوّل المستفتين لا يهنأ بقصر الصّلاة مدة طويلة والنّاس حوله يُتمُّون، وهو يعلم أنّ الصّلاة عمود الدِّين، كما أنّ مدة 4 أيام هي المدة المتّفق على جواز القصر فيها في جميع الأقوال، فيؤخَذ بها عملاً بالأحوط والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-24, 19:29
http://www.kaheel7.com/userimages/7888881.jpg

كتشف باحثون من فنلندا معادلة غذائية يمكن أن تزيد من عمر الإنسان بنسبة 20 بالمئة، ويقولون إن الإنسان بمجرد أن يتبع نظاماً غذائياً لا يُسرف فيه ويعتمد على نسب محددة من الغذاء وبخاصة الغذاء النباتي، فإن ذلك سيساهم في خفض نسبة الكوليسترول ويخفض ضغط الدم، وهذان هما السببان الرئيسيان للموت المفاجئ. وسبحان الله تعالى الذي جعل عدم الإسراف عبادة يُثاب المؤمن عليها عندما أمرنا بذلك، يقول تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].

العوفي العوفي
2016-07-24, 19:32
http://www.kaheel7.com/userimages/00111010122.JPG
فرعون كان طاغية عصره.. يقول تعالى عن قصة فرعون وطغيانه ونهايته: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) [القصص: 38-40]. ولكن شاء الله تعالى أن يُغرق فرعون وينجِّيه ببدنه فيراه أهل عصرنا فيكون ظاهرة تحير العلماء، وقد كان جسد فرعون لا يزال كما هو وعجب العلماء الذين أشرفوا على تحليل جثته كيف نجا ببدنه على الرغم من غرقه، وكيف انتُزع من أعماق البحر وكيف وصل إلينا اليوم، هذا ما حدثنا عنه القرآن في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) [يونس: 92].

العوفي العوفي
2016-07-24, 19:35
http://www.kaheel7.com/userimages/102232323.JPG
اكتشف العلماء حديثاً أن جسم النملة مزود بهيكل عظمي خارجي صلب يعمل على حمايتها ودعم جسدها الضعيف، هذا الغلاف العظمي الصلب يفتقر للمرونة ولذلك حين تعرضه للضغط فإنه يتحطم كما يتحطم الزجاج! حقيقة تحطم النمل والتي اكتشفت حديثاً أخبرنا بها القرآن الكريم قبل 14 قرناً في خطاب بديع على لسان نملة! قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. فتأمل كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ) وكيف تعبر بدقة عن هذه الحقيقة العلمية؟

العوفي العوفي
2016-07-24, 19:38
http://www.kaheel7.com/userimages/21212123000.JPG

دائماً يعطينا القرآن تشبيهات دقيقة ليقرب لنا مشهد يوم القيامة، يقول تعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]. هذه الآية تصف لنا انشقاق السماء يوم القيامة بأنها ستكون مثل الوردة ذات الألوان الزاهية، وإذا تأملنا هذه الصورة التي التقطها العلماء لانفجار أحد النجوم، وعندما رأوه أسموه (الوردة)، نفس التسمية القرآنية، وهذا يعني أن هذه الصورة هي صورة مصغرة ودقيقة عن المشهد الذي سنراه يوم القيامة، فسبحان الله!
وقد يعترض البعض على هذه الصورة بحجة أن الآية تتحدث عن يوم القيامة، نعم إن الآية الكريمة تتحدث عن انشقاق السماء يوم القيامة، ولكن الله تعالى دائماً يرينا بعض الإشارات الدنيوية التي تثبت صدق كلامه، وصدق وعده، فقد حدثنا الله تعالى عن فاكهة الجنة، ولكنه خلق لنا فاكهة في الدنيا لنستطيع أن نتخيل الفاكهة التي وعدنا الله بها يوم القيامة، كذلك حدثنا عن انشقاق السماء وأنها ستتلون بألوان تشبه الوردة وخلق لنا النجوم التي تنفجر وتولد الألوان الزاهية مثل الوردة المدهنة تماماً. ولذلك هذه الصورة لا تمثل يوم القيامة بل صورة مصغرة عما سنراه يوم القيامة والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-24, 19:40
لقد وجد العلماء أن تركيب الذباب معقد جداً، ويستخدم تقنيات معقدة في طيرانه وحياته، ولذلك فهم يعترفون اليوم أنه ليس باستطاعتهم تقليد الذباب في طيرانه المتطور على الرغم من التطور التكنولوجي المذهل. ويمكن أن نقول إن عدد الأبحاث التي ألفت حول الذباب يبلغ أكثر من عشرة آلاف بحث، ويقول العلماء: إننا لا نزال نجهل الكثير عن هذا المخلوق العجيب. وهنا تتجلى أهمية قوله تعالى متحدياً أولئك الملحدين: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 73-74]، فهل نقدر الله حق قدره ونحن المؤمنون به؟!

http://www.kaheel7.com/userimages/3171DSCF1839.JPG

العوفي العوفي
2016-07-24, 19:42
يعترف العلماء اليوم أن دماغ النحلة الواحدة يحوي أكثر من عشرة آلاف مليون خلية، وحجمه لا يتجاوز رأس الدبوس! في كل خلية من خلايا هذا الدماغ هناك كمبيوتر صغير في داخله برنامج عالي الدقة هو الذي يرشد النحلة في أداء عملها وكأنها مخلوق مبرمج مهمته جمع الغذاء وصنع العسل، ولذلك قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69].

http://www.kaheel7.com/userimages/-Bees_Collecting_Pollen_2004-08-14.JPG

العوفي العوفي
2016-07-24, 23:56
غلى ما يملكه الإنسان في حياته الوقت، فهو أغلى من الذّهب والفضّة، لذا يجب استغلال أوقات فراغنا فيما يعود علينا بالنّفع والفائدة في ديننا ودنيانا. وقد صحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “لا تزول قدمَا عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسمه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به”.

الإجازة تجديد للنشاط وإذكاء للحركة وصفاء للأذهان وترويض للأجسام وتعليل لها حتّى لا تصاب بالخمول والركود، فيصبح جسمًا هامدًا وعقلاً غائبًا. عن عَوْنِ بنِ أبي جُحَيْفَةَ عن أبِيه قال: آخَى النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بين سلمانَ وأَبِي الدّرداء فزارَ سلمان أبا الدّرداء فرَأَى أُمَّ الدّرداء مُتَبَذِّلَةً، فقال لها ما شأنُك؟ قالت: أخوك أبو الدّرداء ليس له حاجةٌ في الدّنيا، فجاء أبو الدّرداء فصَنَع له طعامًا، فقال: كُلْ، قال: فإنّي صائمٌ، قال: ما أنا بِآكلٍ حتّى تأكُلَ، قال: فأكَل، فلمّا كان اللّيلُ ذهب أبو الدّرداء يقوم، قال: نَمْ فنَامَ ثمّ ذهبَ يقُوم فقال نَمْ فلمَّا كان مِنْ آخرِ الّليْل، قال سلمانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا، فقال له سلمان: “إِنَّ لِرَبِّكَ عليك حقًّا ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ”، فأَتَى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فَذَكَرَ ذلك له، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صَدَقَ سلمان”.

إنّ الموازنة مطلوبة بين سائر الحقوق والواجبات، فها هو الإسلام يراعي الإنسان عقلاً له تفكيره وجسمًا له مطالبه ونفسًا لها أشواقها.. قال ابن مسعود رضي الله عنه: “كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتخوّلنا بالموعظة في الأيّام كراهة السّامة علينا”، وفي رواية: “كان يتخوّلنا أن نتحوّل من حالة إلى حالة”، لأنّ السّآمة والملل يفضيان إلى النّفور والضجر، يقول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: “إنّ القلوب تملّ كما تملّ الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم”، ويقول أيضًا: “رَوِّحُوا القلوب ساعة بعد ساعة فإنّ القلب إذا أكره عمي”، ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه: “إنّي لاستجم قلبي باللّهو المباح ليكون أقوى لي على الحق”، وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: “تحدّثوا بكتاب الله وتجالسوا عليه وإذا مللتُم فحديث من أحاديث الرّجال”.
والإجازة نعمة وقد تكون نقمة إذا لم تستثمر في ترويح مباح ولهو بريء وعمل مفيد يستغرق الصّباح والمساء، فإنّ هذا الفراغ الرّهيب يعدّ مشكلة تقلق كلّ أب لبيب، وهل فساد الأبناء إلاّ من الفراغ. فهو كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: (إذا لم تشغل نفسك بالحقّ شغلتك بالباطل)، فكم سهرة عابرة أسقطت فتى في أتون المسكرات والمخدرات، وجلسةٍ عاصفة وقع البريء فيها في المهلكات.

إنّ الفراغ في الإسلام فرصة للعمل الصّالح والتزوّد من الخير، قال تعالى: “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى”، وقال تعالى: “فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ”، قال ابن مسعود رضي الله عنه: “إذا فرغتَ من الفرائض فانْصَب في قيام اللّيل”، وقال ابن عبّاس رضي الله عنهما: “إذا فرغتَ من الصّلاة المكتوبة فانصب إلى ربّك في الدّعاء”، وقال القاسمي رحمه الله: إذا فرغتَ من عمل من أعمالك النافعة لك ولأمّتك فانصب إلى عمل وخُذ في عمل آخر واتعب فيه، فإنّ الرّاحة إنّما تكون بعد التّعب والنّصب.

الرابح في الإجازة مَن عمَّرها بالنّافع المفيد، فاكتسَب علمًا، أو تعلَّم حِرفة، أو أتقَن مِهنة، أو حَفِظ آية، أو عَلِم حديثًا، أو قرَأ كتبًا نافعة، أو الْتَحَق بمركز صيفي يَزيده إيمانًا وثقافة، ويُكسبه مهارة، ويَملأ وقته بالمفيد، والرّابح في إجازته مَن جعَل لأقاربه وذَوِي رَحِمه نصيبًا منها، أو أسهَم في مشروع خيرٍ، أو أمدَّ إخوانه وساعَدهم فيما يَخدم المسلمين ويَرفع راية الدِّين، والرّابح في إجازته مَن أخلَص النيَّة لله فيها، فالعادة تنقلب إلى عبادة متَى صَلَحت النيَّة. والرابح منَّا مَن استغلَّ إجازته في تعليم أهله وأولاده ما ينفعهم، واستغلَّ وجوده بينهم، فذكَّرهم بما يجب، وحذَّرهم ممّا يَجتنب، والأب المثالي هو الّذي يهمُّه صلاح أبنائه وبناته، ويَستغل كلَّ الإمكانات المُتاحة من أجل نفع أبنائه وإصلاحهم. أمَّا الخاسرون في الإجازة فكثيرٌ كما يشهد به الواقع، وكما اعتاد النّاس في كلِّ إجازة، من تضييع الأوقات في السّهر الممنوع واللّغو المحرّم والتسكّع في الطّرقات.

ومَن غفَل عن وقته فسيندم كما يندم الكفار إذا عايَنوا النّار ووقَعوا فيها “وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ” فيُجابون: “َلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ”.

العوفي العوفي
2016-07-24, 23:59
ما معنى الحديث النّبويّ: “إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها”؟

قال الله تعالى: “وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ” غافر:40، فوعد الله عباده المؤمنين بالحياة الطيبة وبالجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، والله لا يخلف الميعاد، ومعنى الحديث إلا من عمل الصالحات دون الإخلاص فأعماله لا تقبل، وسيختم له بسوء، ويدل على هذا الحديث الآخر “إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس” أي فيما يظهر لهم فساد نيته وعدم إخلاصه لله تعالى فيه.

قال النووي في شرح هذا الحديث: “فإن قيل: قال الله تعالى “إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً” الكهف:30.
ظاهر الآية أن العمل الصالح من المخلص يقبل، وإذا حصل القبول بوعد كريم آمن مع ذلك من سوء الخاتمة، فالجواب على وجهين: أحدهما: أن يكون ذلك معلّقًا على شروط القبول وحسن الخاتمة، ويحتمل أن مَن آمن وأخلص العمل لا يختم له دائمًا إلاّ بخير، ثانيهما: أن خاتمة السوء إنّما تكون في حق مَن أساء العمل أو خلّطه بالعمل الصالح المشوب بنوع من الرياء والسمعة، والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-25, 00:01
ما هو حكم وتعريف الزّواج العُرفي؟
الزّواج العرفي هو ما يتم بين العائلات ويُسمّى في بلادنا بالفاتحة، ويكون صحيحًا إذا استوفى أركان صحّة عقد الزّواج من وليّ وصُداق وشاهدي عدل وصيغة إيجاب وقبول وتعريف بالمحل وخلوّه من الموانع.

غير الاحتياط وضمان الحقوق يقتضي عدم الاكتفاء به عند البناء، لما ظهر في المجتمع من الفساد وإهدار للحقوق وتعليق للنساء وانتشار للأطفال المسعفين، وعليه نؤكّد على ضرورة تعليق البناء حتّى يتم تدوين العقد إداريًا بين الطرفين وهو الأسلم والأحوط. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-25, 00:02
ما حكم مَن نسي صلاة الفجر وتذكّرَها وقت الزّوال؟

الفجر رَغِيبَة، أي مُرغَّب فيها من قبل الشرع، ووقت قضاء الفجر مِن حِلِّ النّافلة بعد طلوع الشّمس إلى الزوال. ومَن نسي صلاة الفجر صَلاّها متى تذكّرها لدخولها في عموم قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “مَن نام عن صلاة أو نسيها فليُصلِّها إذا تذكّرها”. غير أنه إذا دخل عليها وقت الظهر ولم تؤد سقطت وفات على صاحبها الأجر والثواب. والله أعلَم.

العوفي العوفي
2016-07-27, 06:38
http://www.alriyadh.com/media/cache/79/53/7953a496df2478fb419045dea0e2fc1f.jpg

أحقاف

العوفي العوفي
2016-07-27, 06:50
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSe0S5pK2dpa3hymUogHCXnKXqd9FAUN l9x_drkdjGwRcui3qRR0A
من سورة الاحقاف

العوفي العوفي
2016-07-28, 06:16
هل ترث المرأة المطلّقة الّتي مات زوجها وهي ما تزال في فترة العِدّة؟

الطّلاق إمّا أن يكون رجعيًا أو بائنًا، إنمّا الرجعي فهو ما كان للمرّة الأولى أو الثانية بعد الدخول، ومن غير مقابل تدفعه للمرأة، وفي هذه الحالة ترث المطلّقة زوجها، كما أنّها تنتقل من عدّة الطّلاق وهي ثلاثة قروء أو ثلاثة أشهر لليائسة من المحيض أو الصّغيرة، إلى عدّة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيّام، وتبقى في بيت زوجها أثناء العِدّة.

أمّا الطّلاق البائن كالطّلاق الثلاث أو الطّلاق مقابل عوض تدفعه المرأة، أو انقضاء العِدّة على الطّلاق الرّجعي، فإنّها في هذه الحالة لا ترث المرأة، ولا تنتقل إلى عدّة الوفاة، لأنّها صارت أجنبية عن زوجها بعد ذلك، إلاّ إذا طلّقها زوجها في مرض موته الطّلاق الثلاث، فإنّها ترث منه ولو انتهت العِدّة وتزوّجت بعد ذلك، كما حكم بذلك أمير المؤمنين عثمان بن عفّان في حقّ عبد الرّحمن بن عوف رضي الله عنه.

العوفي العوفي
2016-07-28, 06:17
سائلة تسأل عن استحقاقها للمهر بعد وفاة خطيبها الّذي عقد عليها عقدًا شرعيًا ولم يدخل بها؟

❊ بإجراء العقد الشّرعي، فإنّها تصير زوجة له وتترتّب مجموعة من الأحكام على هذا العقد، من بينها ما ذكر في السؤال وكذا العدّة والتوارث، أمّا العدّة فبعموم قوله تعالى: “والّذينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكم ويَذَرُونَ أزواجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أرْبَعَةَ أشهُرٍ وَعَشْرًا” البقرة:234.

أمّا المهر، فإن سمّي فتأخذه فهو حقّ لها كما لو بنى بها، فإن لم يكن مسمّى فلها صُداق المثل، بخلاف لو طلّقت قبل الدخول فعندئذ تستحقّ نصف الصُّداق المسمّى، أمّا في حالة الوفاة فإنّها تعامَل معاملة المبني بها فتستحقّ الصّداق كلّه أو صُداق المِثل إن لم يسمّى.

العوفي العوفي
2016-07-28, 06:18
هل تصح التوبة من كلّ الذنوب حتّى الصغيرة منها وكيف يكون ذلك؟

❊ من نِعَم الله عزّ وجلّ على المؤمنين ومن رحمته بهم، أن جعل التوبة مكفّرة للذنوب في الدنيا قبل الموت، وهي واجبة على الفور. قال صلّى الله عليه وسلّم: “كلّ ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التّوابُّون” أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وهو حديث حسن.

وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم” رواه مسلم، ولكن المشكلة في الإصرار على الذنب وتأخير التوبة، قال الله تعالى: “إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” النساء:17.

كما أنّ التوبة تصح من كلّ الذنوب وهي ممكنة حتّى تطلع الشّمس من مغربها، أو تغرغر الروح في سكرات الموت، وجزاء التائب إن كان صادقًا في توبته أن تبدل سيئاته حسنات إن كثرت وإن كبرت، فلا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار.

قال تعالى: “والَّذينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بْالِحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفُ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إلاّ مَنْ تَابَ وآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * ومَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا} الفرقان:68-71.

العوفي العوفي
2016-07-28, 06:23
إنّ من مقاصد الإسلام التربوية الوصولَ بالمسلم إلى التّحرّر من الهوى، والخضوع المطلق للحقّ، طلبًا له ابتداءً والتزامًا به انتهاءً. فالإسلام هو الحقّ: “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىوَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ”.
تنكّب طريقه ومخالفته إن هي إلّا اتّباع لأهواء النّفوس: “ولَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ”، وهذا هو سبيل الضّلال البيّن: “.. فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ”.[/color]
نعم لقد جاء الإسلام ليربّي أبناءه على الحقّ، حبّا له وتعشّقًا، وإنّما ينصرف النّاس عن اتّباع الحقّ بعد حصحصته وظهوره ميلًا مع أهواء نفوسهم، فالهوى داء قاتل يقتل في النّفس أجمل ما تتحلّى به، ويصرفها عمّا يجمّلها ويزكّيها!. لا عجب أن وجدنا القرآن الكريم يعلنها حربًا لا هوادة فيها على الهوى: “وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ..”. ولا عجب أن وجدنا القرآن العظيم يجعل الهوى في مقام المعبود جهلاً، كما يجعله سببًا في الضّلال، وتعطيل الحواس والعقل، وعدم الانتفاع بالعلم لدى المتلبّس به: “أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ”.

وعلى كلٍّ فالأمراض النّابعة عن اتّباع الهوى عديدة، وإنّما أنبّه هنا على واحد منها، بل من أخطرها، وهو سيطرة الأفكار المسبقة على فكر الإنسان، حتّى تجعل بينه وبين الحقّ حاجزًا، وتصرفه عنه، وتعمي بصره عن رؤية الآيات البيّنات، وتصمّ أذنه عن سماع الحجج الباهرات، وتغلّ عقله عن تفهّم البراهين القاطعات. هذه الأفكار المسبقة الّتي عادة ما تكون نتيجة لنظرة متسرّعة إلى الآراء والأشخاص، أو لنظرة موروثة من غير تمحيص، أو لنظرة مرتجلة دون تعمّق في دراستها، أو تكون صدى لآراء شخص مشهور فيها!. وهي تتحكّم في المبتلى بها لدرجة غريبة تجعله يرفض الحقّ البيّن، ويموت في سبيل الباطل الصُّراح!.

وفي القرآن الكريم أمثلة للأفكار المسبقة وأين تصل بأصحابها، ومن ذلك موقف فرعون حين طلب إحضار أعلم السّحرة لتحدّي موسى عليه السّلام: “قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ”، ولم يكن قصده اتّباع الحقّ بل موقفه كان حاسمًا قبل المواجهة. ولذلك قال: “لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ”، وهذا شأن المغرورين بهواهم، الخاضعين لأفكارهم المسبقة: أنّهم لا يفرضون من الاحتمالات إلّا ما يوافق هواهم ولا يتقبّلون مجرّد التّفكير لاحتمال نقيضه. ولهذا لمّا تبيّن للسّحرة أنّهم أمام أمر معجز، لا قبل لسحرهم به، خضعوا وأسلموا، ولكن بعد أن شهد لهم فرعون بعلمهم بالسّحر نجده يقول لهم: “قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ”، فصيّرهم تلاميذ لموسى عليه السّلام بعد أن ارتضاهم لتحدّيه، وما ذلك إلاّ استمساكًا بأفكاره المسبقة على سخافتها وسذاجتها.

والمثال الثاني هو لكفار قريش، وهؤلاء كان أمرهم غريبًا عجيبًا، وتحكّم الأفكار المسبقة فيهم بلغ مبلغًا رهيبًا. فممّا قالوه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”، “وهو دعاء غريب يصوّر حالة من العناد الجامح الّذي يؤثّر الهلاك على الإذعان للحقّ، حتّى ولو كان حقًّا!.. إنّ الفطرة السّليمة حين تشكّ تدعو الله أن يكشف لها عن وجه الحقّ، وأن يهديها إليه، دون أن تجد في هذا غضاضة. ولكنّها حين تفسد بالكبرياء الجامحة، تأخذها العزّة بالإثم، حتّى لتؤثر الهلاك والعذاب، على أن تخضع للحقّ عند ما يكشف لها واضحًا لا ريب فيه..”، وهذا لأنّهم قد حسموا أمرهم مسبقًا على تكذيب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جحودًا وعنادًا، وقد أيقنوا بصدقه وعرفوا أمانته.

والأمثلة في هذا المجال متوافرة، ويكفي في هذا المقام ما ذُكِر. وفيها مُزدجر ومُعتبر. إذ ما أكثر من تتحكّم فيهم أفكارهم المسبقة، وتصنع قناعاتهم معتقداتهم المسبقة، وتوجّه عقولهم هذه الأفكار والمعتقدات، وقد يتعصّبون لها تعصّبًا أعمى، ويحسبون أنّهم إنّما يتّبعون الحقّ البيّن. وهم غارقون في الباطل، سادرون في الخطأ!. ولا يتقبّلون مجرد مراجعة أنفسهم، ومراجعة أفكارهم، ومراجعة مواقفهم. والعاقل من انتبه لهذا المنزلق الخطير، وحرص على أن لا يقع في أتونه وشراكه!

العوفي العوفي
2016-07-28, 06:34
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون»------- رواه البخاري ومسلم.

العوفي العوفي
2016-07-28, 06:35
ورد في حديث علي في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك»----رواه مسلم.

العوفي العوفي
2016-07-28, 06:37
ورد في حديث أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة سكت هنيهة فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: «أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد»-----رواه مسلم.

العوفي العوفي
2016-07-28, 06:38
حديث ابن عباس: «اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن, ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك الحق وقولك الحق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة الحق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك»-----رواه البخاري ومسلم.

العوفي العوفي
2016-07-29, 00:04
سيدة تسأل عن حكم الوليمة الّتي تقام بمناسبة ختان الصبي..

- تسمّى الوليمة الّتي تقام بمناسبة ختان الصّبي “الإعذار”، وهي مشروعة إن قصد بها فاعلها شكر الله تعالى على نعمته وتوفيقه، فقد روى نافع عن ابن عمر أنّه كان يطعم على ختان الصّبيان. وروى أشهب عن مالك أنّه قيل له: النّصراني يتّخذ طعامًا لختان ابنه أفيجيبه؟ قال “إن شاء فعل وإن شاء ترك”، قال الباجي في المُنتقى معلّقًا على هذا القول “فهذا في النّصراني أباحه، فكيف بالمسلم؟”. فلا بأس من صنع الطعام بمناسبة الختان إظهارًا للفرح بنعمة الله وفضله وشكرًا لله تعالى، والله تعالى أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-29, 00:05
فتاة خطبها شاب وتمّ العقد الشّرعي بينهما، ثمّ أراد الانفصال بحجة عدم قدرته على الزّواج منها..

- هذا يعتبر طلاقًا بالكناية، إذا تحقّقت نيّة الشاب في الانفصال، والطّلاق بالكناية يقع متَى نوى الشّخص به الطّلاق والانفصال، لهذا فإنّه بإمكان الفتاة الزّواج بغيره متَى أرادت.

العوفي العوفي
2016-07-29, 00:06
شاب يسأل عن حكم الحلف بغير الله كأن يحلف بحقّ النّسخة..

- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت” أخرجه البخاري ومسلم. فلا يجوز الحلف بغير الله، ومَن فعل ذلك فعليه بالتوبة والاستغفار.

العوفي العوفي
2016-07-29, 00:07
شاب يستفسر عن حكم تبنّي طفل ينسبه لنفسه..

- التبنّي مُحرَّم في الإسلام، ولكن يجوز التكفّل والرعاية بأحد أبناء المسلمين ذوي القربى أو غيرهم، خاصة اليتامى والمساكين منهم، ففي ذلك الأجر العظيم يوم القيامة، أمّا أن ينتسب الولد لغير أبيه فشهادة زور محرّمة، قال تعالى: {ادْعُوهُم لآبائِهم هو أقْسَطُ عندَ الله فإن لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُم فإخْوانُكُم في الدِّين} الأحزاب:5، وجاء في الصّحيح عن سعد وأبي بكرة رضي الله عنهما مرفوعًا: “مَن ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنّة حرام عليه” رواه البخاري.
ويجوز لذلك الرجل أن يمنحه لقبه كي لا يحرم ذلك الطفل من الحقوق الإدارية والمدنية، لكن لا بُدّ من إضافة كلمة “مكفول” حتّى لا يخدع الطفل أوّلاً ولا يخدع غيره بالأمر، ومن المؤسف أن نرى أناسًا يُربُّون أطفالاً وينسبونهم إليهم، ويخفون الحقيقة عنهم، حتّى إذا كبروا أُخبروا، وكم تكون الصّدمة شديدة عليهم حينئذ، وأسئلة كثيرة ترد علينا من طرف المكفولين، أحدهم يسأل عن حكم زواجه بفتاة يريد إخفاء حقيقة أمره عنها فهو لا يعرف اسم أبيه الحقيقي.. وجوابه أن كتمانه نوع من أنواع الغش والغَرَر، وهو مُحرّم في ديننا، قال صلّى الله عليه وسلّم “مَن غشّنا فليس منّا” رواه مسلم، وليس كالصّدق ضمان للنّجاح لنستقبل الأسرة من البناء إلى مجيء الأبناء.

العوفي العوفي
2016-07-29, 00:10
أوّل إيحاءات التّرابط بين الشّرك والكفر في كلّ مكان وزمان أمام دعوة التّوحيد والإيمان، ومع أنّ الدول قديمًا لم تكن شديدة الاتصال، والأمم لم تكن وثيقة الارتباط كما هو الشّأن في عصرنا الحاضر، مع هذا فإنّ المشركين في مكّة كانوا يحسّون أنّ انتصار المشركين في أيّ مكان على أهل الكتاب هو انتصار لهم، وكان المسلمون كذلك يحسّون أنّ هناك ما يربطهم بأهل الكتاب، وكان يسوءهم أن ينتصر المشركون في أيّ مكان، وكانوا يدركون أنّ دعوتهم وأنّ قضيتهم ليست في عزلة عمّا يجري في أنحاء العالم من حولهم، ويؤثّر في قضية الكفر والإيمان.

وهذه الحقيقة البارزة يغفل عنها الكثيرون من أهل زماننا، ولا ينتبهون إليها كما انتبه المسلمون والمشركون في عصر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا.. ومن ثمّ ينحصرون داخل حدود جغرافية أو جنسية أو غيرها من الحدود المصطنعة، ولا يدركون أنّ القضية في حقيقتها هي قضية الكفر والإيمان، وأنّ المعركة في صميمها هي المعركة بين حزب الله وحزب الشّيطان..

وبالنّسبة للتّرابط الموجود أيضًا بين اليهود والنّصارى الّذين تحرم مودّتهم على المؤمنين، يقول تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} البقرة:120.
فتلك هي العِلّة الأصيلة، وذلك هو الثمن الوحيد الّذي يرتضونه، وما سواه مرفوض ومردود، الثمن أن تتتبّع ملّتهم، وينبغي لذي الإيمان الشّامخ أن يواجه هذا الزّحف بكلّ أشكاله وألوانه ومن أيّ مصدر أتى ليهاجمه في عقيدته، أن يقف له بالمرصاد ولسان حاله {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِي} اقتداء بسيّد البشر صلّى الله عليه وسلّم حينما أرادت قريش أن يتنازل عن عقيدته يعبد أوثانهم سنة ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله تعالى سورة الكافرون على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمره فيها سبحانه أن يتبرّأ من دينهم بالكليّة.

العوفي العوفي
2016-07-29, 00:13
ورد في صحيح البخاري من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أتيتُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك وهو في قبّة من أدم فقال: “اُعدد ستًا بين يدي السّاعة: موتي، ثمّ فتح بيت المقدس، ثمّ موتَانٌ (الموت الكثير الوقوع) يأخذ فيكم كَقُعَاصِ الغنم (سيلان يصيب الدّواب فتموت)، ثمّ استفاضة المال حتّى يعطى الرّجل مئة دينار فيظلّ ساخطًا، ثمّ فتنة لا يبقى بيت من العرب إلاّ دخلته، ثمّ هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفًا”.في هذا الحديث إخبار منه صلّى الله عليه وسلّم عن حوادث تقع بعده، وقد وقع بعضها، وسيقع الباقي قطعًا:

1- موت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد كان ذلك من أعظم المصائب الّتي ابتلي بها المسلمون، ولن يبتلوا بمصيبة أعظم من وفاته، فعند الترمذي من حديث أنس قال: “لمّا كان اليوم الّذي دخل فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة أضاء منها كلّ شيء، فلمّا كان اليوم الّذي مات فيه، أظلم منها كلّ شيء، وما نفضنا عن رسول الله الأيدي وإنّا لفي دفنه حتّى أنكرنا قلوبنا”، وروى مسلم في صحيحه من حديث أنس أيضًا قال: قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله لعمر: انطلق بنا إلى أمّ أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها، فلمّا انتهينا إليها بكت، فقالاَ لها: ما يُبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله، فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أنّ ما عند الله خير لرسوله، ولكن أبكي أنّ الوحي قد انقطع من السّماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلاَ يبكيان معها.

2- فتح بيت المقدس، ففي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تمّ فتح بيت المقدس (16هـ)، فقد ذهب عمر بنفسه وصالح أهلها وفتحها، وطهّرها من اليهود والنّصارى، وبنى بها مسجدًا في قِبلة بيت المقدس.

3- موت يصيب الأمة كَقُعَاصِ الغنم، قال الحافظ ابن حجر: يقال: إنّ هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس، ففي سنة (18هـ) وقع طاعون عمواس في بلاد الشّام فمات فيه خلق كثير من الصّحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم.

4- استفاضة المال حتّى يُعطى الرّجل مئة دينار فيظلّ ساخطًا، وقد تحقّق كثير ممّا أخبرنا به الصّادق صلّى الله عليه وسلّم، فكثر المال في عهد الصّحابة بسبب ما وقع من الفتوح، واقتسموا أموال الفرس والروم، ثمّ فاض المال في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فكان الرجل يعرض المال للصّدقة فلا يجد من يقبله، كما يكثر المال في آخر الزمان “لا تقوم السّاعة حتّى يكثر فيكم المال فيفيض، حتّى يهمّ ربّ المال من يقبل صدقته، وحتّى يعرضه فيقول الّذي يعرضه عليه: لا أرب لي به”.

5- فتنة لا تدع بيتا من العرب إلاّ دخلته، أمّا تخصيص العرب هنا فلأن الخطاب خطاب إخبار يخصّ المخاطَبين، وليس خطاب أحكام يعم المكلَّفين، وعلى هذا أكثر أحاديث الفتن، إلاّ ما جاء النص بوقوعه خارج جزيرة العرب، وهذه الفتنة تقع قبل الملحمة الكبرى.

6- قوله صلّى الله عليه وسلّم: “ثمّ هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر”، أمّا بنو الأصفر فهم الروم، والخطاب أيضًا هنا يخصّ المخاطَبين وهم العرب، ولعلّ هذه الهدنة المذكورة هنا أنّها الصّلح المذكور في حديث ذي مخبر عند أبي داود عن مكحول، قال جبير بن نُفير: انطلق بنا إلى ذي مخبر -رجل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم- فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة فقال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول “ستُصالحون الروم صُلحًا آمنًا، فتغزون أنتم وهم عدوا من وراءكم، فتُنصرون وتَغنمون وتَسْلَمُونَ (من القتل والجرح) ثمّ ترجعون، حتّى تنزلوا بمرج ذي تلول (أرض واسعة ذات نبات كثير)، فيرفع رجل من أهل النّصرانية الصليب، فيقول: غلب الصّليب فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة”.

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “تقوم السّاعة والروم أكثر النّاس”، وعند مسلم من حديث أبي هريرة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “لا تقوم السّاعة حتّى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق (موضعان بالقرب من حلب)، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الّذين سَبَوْا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلوهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويُقتل ثلثُهم أفضلُ الشّهداء عند الله، ويَفتتح الثلث لا يُفتنون أبدًا، فيَفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علَّقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشّيطان: إنّ المسيح قد خلَفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشّام خرج، فبينما هم يُعِدُّون للقتال، يُسوون الصّفوف، إذ أقيمت الصّلاة، فينزل عيسى بن مريم فأَمَّهم، فإذا رآه عدوّ الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتّى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته”.

العوفي العوفي
2016-07-29, 14:06
عن عروة بن عامر القرشي قال : «ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أَحْسَنُها الفألُ ، ولا تَرُدُّ مسلما ، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ ، ولا يدفع السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوة إلا بك» أخرجه أبو داود.

العوفي العوفي
2016-07-29, 16:59
قَالَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ فِي دُعَائِهِ مسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك-- ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّماَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ)).فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا اللَّهَ قَالَ فَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى)).

العوفي العوفي
2016-07-31, 05:50
ما حكم مَن نذرَ أن يصوم ستين يومًا متتالية، وهو غير قادر على الوفاء بنذره؟
إنّ النذر غير مرغّب في الشّريعة الإسلامية، لهذا ننصح بعدم التّسرّع إليه خاصة إذا كان متعلّقًا بأمر لا يطيقه الإنسان كما هو حال السّائل. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ النّذر لا يقدّم من ابن آدم شيئًا لم يكن الله قدّره له، ولكن النّذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن يريد أن يخرجه” رواه مسلم، لكن إن نذر المسلم فإنّه يجب عليه الوفاء. وإن كنت لا تستطيع صوم تلك الأيام لمرض يمنعك حتّى من صيام شهر رمضان فقد سقط عنك النذر، أمّا إن كنت ممّن يصوم رمضان فإنّه يجب عليك الوفاء بما نذرت به.

العوفي العوفي
2016-07-31, 10:52
السؤال: هل يجوز لي أن أستعمل الكريمة الخاصة بالوقاية من الشمس خلال نهار رمضان، لأن بشرتي شقراء، وأتأذى إن لم استعملها؟

الجواب: لا مانع من استعمال مثل هذه الكريمات خلال الصيام، لأنها تُسْتَعْمَلُ وقاية من المرض فهي في حكم الدواء، ولأنها لا تصل إلى الحلق فلا تفطر الصائم.

العوفي العوفي
2016-07-31, 23:27
إنّ التّعاون قيمة اجتماعية عظيمة، والتّعاون سرّ نجاح الأمم، فبالتعاون تحصل الأمّة على غاياتها وأهدافها ويعيش المجتمع في رخاء وسعادة وتسوده المحبّة والألفة، وبالتّعاون والتّكاتف يقف في وجه العداء ويكبح جماح الشرّ والظلم، وبالتعاون يشعر كلّ فرد بأهميّته وقيمته في مجتمعه وأمّته.

إنّ الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا يستطيع أن يحيا في هذا الكون بمفرده، فهو في بعض شؤون حياته مجبر على التّعاون مع الآخرين لتستمر الحياة، وخلق الله النّاس مختلفين ليتعاونوا، لأنّ التّعاون من أفضل السّلوكيات بين بني البشر، فهو أساس البناء الفعّال والنّجاح والسّعادة للمتعاونين.

وحينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، فيصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان، لأنّ التّعاون يوفّر الوقت والجهد، وقد قيل في الحكمة المأثورة “المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه”.
ولذا جاءت الأحاديث النّبويّة الكثيرة الّتي تحثّ على التّعاون على البرّ والتّقوى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحُمّى”، وقال عليه الصّلاة والسّلام: “يد الله مع الجماعة”، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضُه بعضًا”.
إنّ الإسلام يحثّ أتباعه على التّعاون على الخير والتّقوى ويجعله قُربةً لله عزّ وجلّ، ويحذّر من التّعاون على الشرّ والعدوان، قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ”. والبرّ كلمة جامعة تطلق على أنواع الخير كلّها.

ويتحدّث ابنُ القيم عن هذه الآية الكريمة فيقول: “اشتملت هذه الآيةُ على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم بعضهم بعضًا، وفيما بينهم وبين ربّهم، فإنّ كلَّ عبد لا ينفكُّ عن هاتين الحالتين، وهذين الواجبين، واجب بينه وبين الله، وواجب بينه وبين الخَلق من المعاشرة والمعاونة والصُّحبة، فالواجب عليه فيها أن يكونَ اجتماعُه بهم وصحبته لهم تعاونًا على مرضاة الله وطاعته الّتي هي غاية سعادة العبد وفلاحه، ولا سعادة له إلاّ بها، وهي البرّ والتّقوى اللّذان هما جِماعُ الدِّين كلّه” (زاد المهاجر، ج1ص6-7).

وبيّن رحمه الله ما للتّعاون على البرِّ والتّقوى من الضّرورة والأهمية في المجتمع الإنساني فقال: “والمقصود من اجتماع النّاس وتعاشرهم هو التّعاون على البرِّ والتّقوى، فيُعين كل واحد صاحبَه على ذلك علمًا وعملاً، فإنّ العبد وحده لا يستقلُّ بعلم ذلك، ولا بالقدرة عليه، فاقتضت حكمةُ الربّ سبحانه أنْ جعَل النّوعَ الإنساني قائمًا بعضُه ببعضه، معينًا بعضه لبعضه” (زاد المهاجر، ج1ص13).

إنّه من سنن الله في الكون أن تتفاوتَ قدراتُ النّاس وطاقاتُهم، وتتباين مَلَكاتهم وحاجاتهم، فأحدهم مستطيع، وآخر عاجز، وبعضهم أغنياء، والآخرون فقراء.
ويوجد في كلّ مجتمع، في أيّ زمان ومكان، الغني والفقير، والعالم والجاهل، والقويّ والضعيف، والسيّد والمسود، فكان من الواجب عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم ليحقّقوا السّعادة لمجتمعهم، ويظهر التّعاون في: الهيئات الحاكمة، فعليهم أن يتعاونوا في توفير التّعليم والعمل والسكن، والعلاج للمريض، والعيش الكريم. والعلماء عليهم أن يُعلّموا الجاهل ويرشدوا الضّال. والأغنياء عليهم أن يبذلوا المعونة المالية للفقراء، والأقوياء عليهم أن يساعدوا الضعفاء.

وللتّعاون آثار حميدة تظهر في حياة المجتمع المتعاون، فالأسرة الّتي يتعاون أفرادها على الاقتصاد في العيش، وتربية الأبناء، والشّفقة على الوالدين تكون سعيدة. والمجتمع الّذي يتعاون أفراده على مساعدة الفقير، تعليم الجاهل، معالجة المرضى، كفالة اليتامى، محاربة الظلم، وتطهير مجتمعهم من الفساد هذا المجتمع يكون سعيدًا ويكثر فيه الرّخاء والأمن وتنتشر المحبّة بين أفراده.
وفي العصر الحديث، ظهر نوع من التّعاون بين الأُمم وذلك بتقديم المساعدات عندما تصاب أمّة بالكوارث، كالزّلازل أو الأوبئة أو الحروب والنّزاعات أو الفيضانات الّتي تغمر القرى فتقوّض أركانها وتترك سكانها في العراء بلا مأوى، فتَهب الأمم لمدّ العون لها، بتقديم الخيام والطّعام والعلاج.

وإنّ التّعاون عمل صالح نبيل، وجهد مبارك شريف، يحتاج إليه المجتمع لإرساء أركانه وصيانة بنيانه، وهو أساس أخوة وثيقة العرى، تؤلّف بين النّاس وتجعل منهم على اختلاف الأمكنة والأزمنة، وحدة راسخة منيعة، لا تنال منها العواصف الهوج. يقول سيّد المرسلين: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”.

لقد عُنِي الإسلامُ بالتّعاضد والتّناصر والتّكافل والتّعاون فيما بين المسلمين أيَّما عناية، حتّى جعَل الصّلاةَ الّتي هي عماد الدّين عملاً يعرِف به المسلمُ ما يعيشه أخوه المسلم من بلاء ومحنة وضيق وشدّة بعد حضوره في المسجد، وشهودِه الصّلاةَ مع الجماعة، وجعَل الإحسان إلى المساكين وابن السّبيل والأرملة والمصابين شرطًا لقبول الأعمال الصّالحة، واستحقاق الأجر والثّواب عليها بجلب الرّحمة والمغفرة إثرها، يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “الرّاحمون يرحمهم الرّحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السّماء”.

وأحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ سرور تُدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دَيْنًا أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحبّ إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرًا، ومَن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى ومَن مشى مع أخيه في حاجة حتّى يقضيها له ثبّت الله قدميه يوم تزول الأقدام.

العوفي العوفي
2016-07-31, 23:29
شاب يسأل عن سجود السّهو ومتى يأتي بهما المصلي بسجود السهو؟

سجود السهو عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلي لجبر الخلل الحاصل في صلاته بسبب السهو، وسهو المصلي يؤدي به إلى الزيادة أو النقص أو الشك، وهو يقابل السهو العمد، فإذا زاد المصلي أو نقص من صلاته عمدًا بطلت، أما الزيادة سهوًا فمثالها المتضمن لكيفية جبرها ما ثبت من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلى خمسًا، فقيل له: أزيد في الصّلاة؟ فقال: وما ذاك؟ قالوا: صليتَ خمسًا، فسجد سجدتين بعدما سلّم”، وفي رواية “فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثمّ سلّم” أخرجه البخاري ومسلم.
وإن ذكر المصلي سهوه في الصّلاة الّذي أدّى به إلى الزيادة فيها بعد زمن طويل، فعليه أن يعيد صلاته كلّها، أمّا إن ذكرها بعد زمن قصير بدقيقة أو دقيقتين فحكمها منيّن في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى بهم الظهر أو العصر فسلَّم من ركعتين، فخرج السرعان من أبواب المسجد يقولون: قصّرت الصّلاة، وقام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى خشبة المسجد فاتكأ عليها وكأنّه غضبان، فقام رجل فقال: يا رسول الله أنسيتَ أم قُصِّرَت الصّلاة؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لم أنس ولم تُقصَّر، فقال الرجل: بلى قد نسيت، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للصحابة: أحق ما يقول؟ قالوا: نعم، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فصلّى ما بقي من صلاته ثمّ سلَّم ثمّ سجد سجدتين ثمّ سلَّم” أخرجه البخاري ومسلم.

أما النقص، فإن نسي المصلي تكبيرة الإحرام فلا صلاة له، مثاله ما رواه البخاري وغيره من عبد الله بن بحية رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليتين ولم يجلس –يعني التشهد الأول- فقام الناس معه حتّى إذا قضى الصّلاة –أي أتمّها- وانتظر الناس تسليمه كبّر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يُسلّم ثمّ سلّم” أخرجه البخاري ومسلم.

أما الشك الّذي يتردّد به المصلّي أزاد أم نقص؟ فإنّه يرجّح ما تيقّن منه، فقد ثبت في الصحيح وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إذا شكّ أحدكم في صلاته فليتحرَّ الصواب، فليتم عليه ثمّ ليسلِّم ثمّ يسجد سجدتين” أخرجه البخاري ومسلم.

فإن شكّ أزاد أم نقص وتيقّن عنده أنه نقص، فإنّه يسجد سجدتين قبل السّلام ثمّ ليسلّم، دليله ما رواه عن أبي سعيد الخذري، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إذا شكّ أحدكم في صلاته فلم يدركم صلّى ثلاثًا أم أربعًا، فليطرح الشك وليُبيِّن على ما استيقن ثمّ يسجد سجدتين ثيب أن يسلّم، فإن صلّى إتمامًا لأربع كانتا ترغبا للشيطان: رواه مسلم.

وعليه: فإن شك المصلي وترجّح عنده النقص سجد سجود السهو قبل السّلام. أما إن شكّ المصلي وترجَّحَ عنده الزيادة، فإنه يسجد سجود السهو بعد السلام، وإذا اجتمع عليه سهوان أحدهما يسجد له قبل السّلام.

العوفي العوفي
2016-07-31, 23:31
حقيقة العبادة ليست محصورة في إقامة الشّعائر، بل تتمثّل في وظيفة الخلافة في الأرض، يعني في أمرين أساسيين، الأوّل هو استقرار معنى العبودية لله في النّفس، فهناك ربّ معبود لأنّه أوجَد من عَدَم وأمدّ من عدَم، وكلّ ما عداه عبيد له خاضع لسلطانه جلّ عُلاه.

والثاني هو التوجّه إلى الله بكلّ حركة في الضمير، وكلّ حركة في الجوارح وكلّ حركة في الحياة، التوجّه بها إلى الله تعالى خالصة والتجرّد من كلّ شعور آخر، ومن كلّ معنى غير معنى التعبّد لله تعالى.

بهذا وذاك يتحقّق معنى العبادة ويصبح العمل كالشّعائر، والشّعائر كعمارة الأرض، وعمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله كالصّبر على الشّدائد والرِّضى بقدر الله.. كلّها عبادة، عبادة الّذي آمن بالآمر قبل أن يخضع للأمر..
فكلّها تحقيق للوظيفة الأولى الّتي خلق الله الجنّ والإنس لها، وكلّها خضوع للنّاموس العام الّذي يتمثل في عبودية كلّ شيء لله دون سواه، عبودية التّوحيد أوّلاً ثمّ عبودية المعرفة والحرية ثمّ عبودية الحبّ والغرام... “وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله” البقرة:165.