هل ( النور ) من الأسماء الحسنى ؟
اختلف العلماء في اسم (النور) :
هل هو من الأسماء الحسنى ؟
القول الأول :
صفةٌ ذاتيةٌ لله عزَّ وجلَّ
ثابتةٌ بالكتاب والسنة
وقد عدَّ بعضهم (النُّور)
من أسماء الله تعالى
كما سيأتي.
· الدليل من الكتاب:
1- قولـه تعالى: اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ [النور: 35].
2- وقولـه: وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا... [الزمر: 69].
· الدليل من السنة:
حديث: ((اللهم لك الحمد؛ أنت نور السَّماوات والأرض، ولك الحمد...))
رواه البخاري (7385، 7442، 7499)
ومسلم (769).
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن خفيف في كتابه (اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات):
(فعلى المؤمنين خاصتهم وعامتهم قبول كل ما ورد عنه عليه السلام، بنقل العدل عن العدل
حتى يتصل به صلى الله عليه وسلم، وإنَّ مما قضى الله علينا في كتابه
ووصف به نفسه
ووردت السنة بصحة ذلك
أن قال: اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ، ثم قال عقيب ذلك: نُورٌ عَلَى نُورٍ
وبذلك دعاه صلى الله عليه وسلم: ((أنت نور السماوات والأرض)) ))
نقلاً عن ((مجموع الفتاوى))
لابن تيمية (5/73)، ووافقه عليه.
وقال شيخ الإسلام: (...
النص في كتاب الله وسنة رسوله قد سمَّى الله نور السماوات والأرض
وقد أخبر النص أنَّ الله نور
وأخبر أيضاً أنه يحتجب بالنور
فهذه ثلاثة أنوار في النص
وقد تقدم ذكر الأول
وأمَّا الثاني؛ فهو في قولـه: وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا
وفي قولـه: مَثَلُ نُورِهِ
وفيما رواه مسلم في (صحيحه) عن عبد الله بن عمرو؛ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله خلق خلقه في ظلمة، وألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور؛ اهتدى، ومن أخطأه؛ ضلَّ))
حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما لم يخرجه مسلم
وهو عند أحمد في ((المسند)) (6644)
والترمذي في ((السنن)) (2130).
((مجموع الفتاوى)) (6/386).
وقال في موضع آخر:
(وقد أخبر الله في كتابه أنَّ الأرض تشرق بنور ربها
فإذا كانت تشرق من نوره؛ كيف لا يكون هو نوراً؟!
ولا يجوز أن يكون هذا النور المضاف إليه إضافة خلق وملك واصطفاء
كقولـه: ناقة الله ونحو ذلك؛ لوجوه...(وذكرها) )
((مجموع الفتاوى))(6/392).
وقال ابن القيم:
(والنور يضاف إليه سبحانه على أحد الوجهين:
إضافة صفة إلى موصوفها
وإضافة مفعول إلى فاعلـه؛ فالأول
كقولـه تعالى: وَأَشْرَقَتْ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا... الآية
فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء...)
((اجتماع الجيوش الإسلامية)) (ص 45).
وقال رحمه الله:
((وَالنُّورُ مِنْ أسْمائِهِ أيْضاً وَمِنْ
أَوْصَافِهِ سُبْحَانَ ذِي البُرْهَانِ))
((النونية)) (2/105).
قال الهرَّاس في (الشرح):
(ومن أسمائه سبحانه النور
وهو أيضاً صفة من صفاته
فيقال: الله نور
فيكون اسماً مخبراً به على تأويله بالمشتق
ويقال: ذو نور
فيكون صفة
قال تعالى: اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ
وقال: وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا).
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أنه صلى الله عليه وسلم كان حين يستيقظ من الليل
يقول: ((اللهم لك الحمد؛ أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن))
وانظر: ((مجموع الفتاوى)) (6/374-396)
و((مختصـر الصواعق المرسلة)) (2/192-206)
و((شرح الشيخ الغنيمان لكتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (1/170-177).