معني اسم الله تعالى السيد
الدَّلالاتُ اللُّغويةُ لاسمِ السيدِ
أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 116).
السَّيِّدُ في اللُّغة صِفَةٌ مُشبَّهة للموصوفِ بالسِّيادَةِ
أصْلُه مِنْ سادَ يَسُودُ فهو سَيْوِد فَقُلِبَتِ الواو ياءً لأجْل الياءِ السَّاكنةِ قَبْلَها ثم أُدْغِمَتْ.
وقد سَادَهُمْ سُودًا وسِيادةً؛ يعني: استَادَهم.
والسَّيِّد يُطلقُ على الرَّبِّ والمالكِ والشَّريف
والفاضِل والكريمِ والحليمِ
ومُتَحمِّلِ أذَى قومِهِ
والزَّوجِ والرئيسِ والمقَدَّمِ.
والسَّيِّدُ على الإطلاقِ هو اللهُ
لأنهُ مالكُ الخلْقِ أَجمعين
ولا مالكَ لهم سِوَاهُ
النهاية في غريب الحديث (2/ 417)
ولسان العرب (3/ 228)
والفائق في غريب الحديث (2/ 207).
والسَّيِّدُ سُبحانَهُ وهو الذي حَقَّتْ له السِّيادةُ المطلقَةُ
فالخلْقُ كلُّهم عبيدُه وهو ربُّهم
وهو الذي يَمْلِكُ نواصِيَهم ويتولَّاهُمْ
وهو المالِكُ الكريمُ الحليمُ الذي يملِكُ نواصِيهم ويتولَّى أمرَهُم ويَسُوسُهم إلى صلاحِهم
انظر: بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 730)
وعون المعبود في شرح سُنن أبي داود (13/ 111)
وشرح النووي على صحيح مسلم (15/ 6)
وانظر فتح الباري (5/ 180).
قال ابنُ القيمِ:
«وأما وَصْفُ الرَّبِّ تعالى بأنه السَّيِّدُ فذلك وَصْفٌ لربِّهِ على الإطلاقِ فإِنَّ سَيِّدَ الخلْقِ هو مَالِكُ أمرِهِمُ؛ الذي إليه يرجعون
وبأمرِه يعملون
وعن قولِه يَصْدُرونَ
فإذا كانتِ الملائكةُ والإنسُ والجِنُّ إليه؛ خَلْقًا له سبحانه وتعالى
ومِلْكًا له، ليس لهم غِنًى عنه طرفةَ عينٍ
وكلُّ رغباتِهم إليه
وكلُّ حوائجِهم إليه
كان هو سبحانه وتعالى السَّيِّدَ على الحقيقةِ»
تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم (ص: 126).
وقال الآلوسيُّ في رُوحِ المعاني:
«وإِطلاقُ الصَّمَدِ بمعنى السَّيدِ عليه تعالى ممَّا لا خَوْفَ فيه
وإِنْ كان في إطلاقِ السَّيدِ نفسِه خلافٌ
والصحيحُ إطلاقهُ عليه عز وجل كما في الحدِيثِ»
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
لأبي الفضل محمود الآلوسي (30/ 274).
وقال ابنُ القيم:
«السَّيدُ إذا أُطلِقَ عليه تعالى فهو بمعنى المالكِ والمولى والرَّبِّ لا بالمعنى الذي يُطلقُ على المخلوقِ»
بدائع الفوائد (3/ 730).
ورُودُه في الحديثِ الشَّريفِ:
جاءَ في حديثِ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ قال: قال أبي: انطلقتُ في وفدِ بني عامرٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنتَ سيِّدُنا
فقال «السَّيِّدُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قلنا: وأَفْضَلُنا فضلًا، وأَعْظمُنا طَوْلًا، فقال: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِينَّكُمُ الشَّيْطَانُ»
حديث صحيح: أخرجه أحمد (4/ 24 - 25)
والبخاري في الأدب المفرد (211)
وأبو داود (5/ 4806)
واللفظ له، ومن طريقه البيهقيُّ في الأسماء (ص: 22)
والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (245، 246، 247) مِن طُرُق عن مطرَّف به
قال الحافظ في الفتح (5/ 179):
ورجاله ثقات، وقد صحَّحه غيرُ واحد
وقال الشوكاني في ((إخلاص كلمة التوحيد)) (ص64): إسناده جيد.
وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.
.
المعنى في حَقِّ اللهِ تعالى:
قال الخطابيُّ:
«قولُه «السَّيِّدُ اللهُ» ويُريدُ: أنَّ السُّؤْدُدَ حقيقةً للهِ عز وجل، وَأَنَّ الخلْقَ كلَّهم عبيدٌ له»
معالم السنن بهامش مختصر السنن للمنذري (7/ 176).
وقال الحليميُّ:
«ومنها (السَّيدُ)؛ وهو اسمٌ لم يأتِ به الكِتابُ
ولكنَّه مأْثورٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
فإنه رُوي عنه أَنَّهُ قال لوفدِ بني عامرٍ: «لَا تَقُولُوا السَّيَّدَ؛ فإِنَّ السَّيدَ اللهُ».
ومعناه: الُمحتاجُ إليه بالإِطلاقِ.
فإِنَّ سَيَّدَ النَّاسِ إنما هو رأسُهم الذي إليه يَرجِعون
وبأَمْرِهِ يعملون
وعن رأيه يَصْدُرون
ومِنْ قولهِ يَسْتَهدون.
فإذا كانتِ الملائِكَةُ والإنسُ والجِنُّ خَلْقًا للباري جل ثَناؤهُ
ولم يكُنْ بهم غُنْيَةٌ عنه في بدءِ أمرِهِمْ وهو الوجودُ
إذْ لو لم يُوجِدْهُمْ لم يُوجَدوا
ولا في الإِبقاء بعد الإيجادِ
ولا في العَوَارضِ العارِضَةِ أثناءَ البقاءِ.
كان حقًّا له جلَّ ثناؤه أَنْ يكونَ سَيِّدًا
وكان حقًّا عليهم أن يَدْعوه بهذا الاسمِ»
المنهاج (1/ 192
وذكره ضمْن الأسماءِ التي تتبعُ إثباتَ الابتداعِ والاختراعِ له
ونقَله البيهقيُّ في الأسماء (ص: 23).
وقال الأزهريُّ:
«وأما صِفَةُ اللهِ جلَّ ذِكْرُه بالسَّيِّد فمعناه: أَنَّه مالِكُ الخَلْقِ
والخَلْقُ كلُّهم عبيدُه»
اللسان (3/ 2144).
وقال ابنُ الأثيرِ
في قولهِ «السَّيِّدُ اللهُ»: «أي: هو الذي تَحِقُّ له السّيادةُ»
النهاية (2/ 417).
وقال الأصبهانيُّ:
«ومِنْ أسمائِه تعالى: (السَّيِّدُ)
وهذا اسمٌ لم يأتِ به الكتِابُ
وإنما وَرَدَ في الخبرِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم»
ثم ذَكَرَ الخبرَ
وذَكَرَ نحوًا من كلامِ الغزالي المتقدِّمِ
الحجَّة في بيان المحجَّة (1/ 155 - 156
وقال ابن القيم
وهو الإلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي
صَمَدَتْ إِلَيْهِ الخَلْقُ بالإذْعَانِ
الكَاملُ الأوصَافِ من كلِّ الوُجُو
هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ
النونية (2/ 231 - 232).
وقال: «السَّيدُ إذا أُطلِقَ عليه تعالى
فهو بمعنى: الَمالِك والمَوْلى والربِّ
لا بالمعنى الذي يُطلقُ على المخلوقِ
واللهُ سبحانه وتعالى أَعْلَمُ»
الفوائد (3/ 213).