معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ
ورود اسم العلي في :
1 ـ القرآن الكريم :
ورد مقروناً باسم العظيم
في موضعين في القرآن الكريم
الآية الأولى :
" وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " [البقرة:255] .
والآية الثانية :
" لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " [الشورى:4] .
واقترن هذا الاسم باسم الكبير
في أربعة مواضع في القرآن الكريم منها
قوله تعالى : " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " [الحج:62] .
2 ـ السنة الشريفة :
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
مَن قال حِينَ يأْوِي إلى فِراشِه : ( لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شرِيكَ لهُ ، له المُلْكُ ، و له الحمدُ ، و هو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، لاحَوْلَ ولا قُوةَ إلا باللهِ العلىِّ العظيمِ
سُبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إلهَ إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ) ؛ غُفِرَتْ له ذنوبُه أوخطايَاهُ – شَكَّ مِسْعرٌ – وإنْ كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ
المحدث الألباني صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 607 |
خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه ابن حبان (5528)
وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (722)
قال الخطابي
: ("العلي": هو العالي القاهر
فعيل بمعنى فاعل
كالقدير والقادر والعليم والعالم
وقد يكون ذلك من العلو الذي هو مصدر علا يعلو
فهو عال
كقوله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5]
ويكون ذلك من علاء المجد والشرف
يقال منه: علي يعلى علاء
ويكون الذي علا وجل أن تلحقه
صفات الخلق أو تكيفه أوهامهم) اهـ
((شأن الدعاء)) (ص: 66).
وقال البغوي
في قوله تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ [الحج: 62]:
(العالي على كل شيء)
((تفسير البغوي)) (5/26).
وقال ابن كثير:
(وقوله: وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج: 62]
كما قال: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255].
وقال: الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد: 9]
فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته
لا إله إلا هو، ولا رب سواه
لأنه العظيم الذي لا أعظم منه
العلي الذي لا أعلى منه
الكبير الذي لا أكبر منه
تعالى وتقدس وتنزه عز وجل عما يقول الظالمون المعتدون علواً كبيراً) اهـ
((التفسير)) (3/232).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وهو سبحانه وصف نفسه بالعلو، وهو من صفات المدح له بذلك والتعظيم؛ لأنه من صفات الكمال، كما مدح نفسه بأنه العظيم والعليم والقدير والعزيز والحليم ونحو ذلك
وأنه الحي القيوم، ونحو ذلك من معاني أسمائه الحسنى، فلا يجوز أن يتصف بأضداد هذه
فلا يجوز أن يوصف بضد الحياة والقيومية والقدرة، مثل الموت والنوم والجهل والعجز واللغوب، ولا بضد العزة وهو الذل، ولا بضد الحكمة وهو السفه.
فكذلك لا يوصف بضد العلو وهو السفول، ولا بضد العظيم وهو الحقير
بل هو سبحانه منزه عن هذه النقائص المنافية لصفات الكمال الثابتة له، فثبوت الكمال له ينفي اتصافه بأضدادها وهي النقائص) اهـ
((مجموع الفتاوى)) (16/97-98).
وقال ابن القيم رحمه الله:
هذا ومن توحيدهم إثبات أو
صاف الكمال لربنا الرحمن
كعلوه سبحانه فوق السمـــ
ـــاوات العلى بل فوق كل مكان
فهو العلي بذاته سبحانه
إذ يستحيل خلاف ذا بيان
وهو الذي حقا على العرش استوى
قد قام بالتدبير للأكوان
وقال:
وهو العلي فكل أنواع العلو
فثابتة له بلا نكران
((النونية)) (2/213-214).
وقال السعدي:
("العلي الأعلى": وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه: علو الذات، وعلو القدر والصفات
وعلو القهر، فهو الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف، وإليه فيها المنتهى) اهـ
((تيسير الكريم الرحمن)) (5/300).
المصدر:
::المعاني الإيمانية
في شرح أسماء الله الحسنى
الربانية لوحيد عبد السلام بالي – 2/437