ولكن هل يوجد كتاب واحد في العالم يمكن أن نفسره ونفهمه مهما تطورت العلوم ومهما تغيرت الأفهام والعقول؟ لو جئنا بكتاب لأرسطو مثلاً وهو من أعظم علماء عصره ومهما حاولنا أن نفهم ما فيه على ضوء العلم المعاصر فلن نتمكن من ذلك، لأن هذا الكتاب ممزوج بخرافات وأساطير عصره.ولو جئنا إلى القرآن فلن نجد ولا آية واحدة تتحدث عن أي شيء ثابت في الكون، بل نجد آية تقول: (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. وهذه حقيقة كونية سبق القرآن إلى ذكرها تتوافق وتتطابق مئة بالمئة مع المكتشفات الحديثة.لماذا طلب منا القرآن أن نتدبر القرآن؟ ولماذا يتحدث القرآن في أكثر من ألف آية عن حقائق علمية وكونية؟ ألا يعني التدبر أن نستنبط دلالات جديدة لهذه الآيات؟ وإذا كان التدبر يقتصر على ما فهمه الصحابة والتابعون إذن أين عجائب القرآن التي لا تنقضي والتي حدثنا عنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟