السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أما استدلالك بوقعة الجمل و ما كان بين عائشة رضي الله عنها و من كان معها و علي بن أبي طالب فليس لك في ذلك مقدار انملة للتمسك به و ذلك أن عائشة رضي الله عنها خرجت للصلح بين الناس و ما خرجت تريد دما و لا قتالا و لا حربا و لا منازعة في ولاية و لما سمع علي رضي الله عنها بقدومها و من معها أرسل إليهم من أقام عليهم الحجة و لما لاح فجر الصلح فعل مرضى القلوب و السبئية فعلتهم و اوقعوا بين الصحابة فكان ما كان و عائشة رضي الله عنها و من معها قد شهدت على نفسها بأنها خرجت تريد الصلح و كانت تحت بيعة علي رضي الله عنها و ما نزعوا يدا من بيعة و إن كانوا قد خالفوه الفهم و اختلاف الفهم لا يعد خروجا و قد خالف بعض الصحابة رضي الله عنهم ابو بكر و عمر و عثمان في مسائل عدّة فالصحابة رضي الله عنهم مجتهدون و الاجتهاد مفضي للخلاف.
و أما وقعة صفين و ما كان بين علي رضي الله عنه و معاوية رضي الله عنه و أهل الشام فذلك الخلاف كان متعلق بدم عثمان و علق أهل الشام بيعتهم على دم عثمان و قد أطبق أهل السنة على حفظ اللسان فيما كان بينهم رضي الله عنهم و لا يطعن في واحد منهم إلا رافضي خبيث و إن كنا نعتقد ان الحق كان جهة علي رضي الله عنهم و معاوية رضي الله عنه و مع كان في جيشة قد بغوا على علي و ثد وصف نبينا عليه الصلاة و السلام تلك الفئة بإنها هي البائية و لا نزيد على ذلك شئيا فنصفهم في الجملة بذلك فنقول (( ويح عمار تقتله الفئة الباغية)) و بغيهم كان عن اجتهاد مسوّغ. و لا نخوض في تلك الفتنة و نعصم السنتنا منها و لا نقع في صحابة رسول الله.
و أما فتنة عبد الرحمن بن الأشعت فهي فتنة عظيمة حصدت أرواحا كثيرة و قد خرج معه بعض العلماء الشعبي و البصري و سعيد بن جبير و خروجهم ذلك كان اجتهادا منهم و لكن من سلم منهم بعد أن اظهر الله الحجاج عليهم عامتهم اقر بخطئه و بأنه لو علم ما سيقع ما أقدم على ذلك
ثم لماذا عمدت لذكر وقائع اطبق الناس على أنها فتن ظاهرة و الفتن لا يستدل بها إلا لبيان شرها و الدعوة للعصمة منها
و لي عدوة إن شاء الله لاتمام ما بقي