معني اسم الله تعالى الغني
ومن أسماء الله الحسنى التي وردَتْ في كتاب الله - تعالى - (الغنيُّ)
قال بعضهم ذُكِر (الغني) في كتاب الله في ثماني عشرة آية
قال - تعالى -: قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [يونس: 68]
وقال - تعالى -: إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ [إبراهيم: 8].
والغنيُّ في كلام العرب الذي ليس بِمُحتاجٍ إلى غيره
قال الخطابي:
هو الذي استَغنَى عن الخلق وعن نُصرَتِهم وتأييدهم لملكه
فليستْ به حاجةٌ إليهم
وهم إليه فُقَراءُ مُحتاجُون
كما وَصَف نفسه
فقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر: 15].
"شأن الدعاء" ص 92- 93.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر: 15].
قال السعدي رحمه الله:
فهو الغني بذاته
الذي له الغنى التام المطلق
من جميع الوجوه
والاعتبارات لكماله
وكمال صفاته.
فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه
ولا يمكن أن يكون إلا غنيا
لأن غناه من لوازم ذاته
كما لا يكون إلا خالقا قادرا رازقا محسنا
فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه.
فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض
وخزائن الدنيا والآخرة المغني جميع خلقه غنى عاما
والمغني لخواص خلقه مما أفاض على قلوبهم
من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية
المصدر:
::تيسير الكريم الرحمن
لعبد الرحمن السعدي – ص 948
وقال أيضاً:
ومن كمال غناه وكرمه أنه يأمر عباده بدعائه
ويعدهم بإجابة دعواتهم
وإسعافهم بجميع مراداتهم
ويؤتيهم من فضله ما سألوه
وما لم يسألوه
ومن كمال غناه أنه لو اجتمع أول الخلق
وآخرهم في صعيد واحد فسألوه
فأعطى كلاً منهم ما سأله
وما بلغت أمانيه ما نقص من ملكه مثقال ذرة
ومن كمال غناه
وسعة عطاياه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النعيم
واللذات المتتابعات
والخيرات المتواصلات
مما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر.
ومن كمال غناه أنه لم يتخذ صاحباً ولا ولداً ولا شريكاً في الملك
ولا ولياً من الذل
وهو الغني الذي كمل بنعوته
وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته
المصدر:
::الحق الواضح المبين
لعبد الرحمن السعدي – ص 47-48