اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alibenhalima
أخي ابن جبير
كلامك جميل و سلس وينبئ عن شخص يتمتع بالفطنة و الكياسة
و عليه أرجو أن نتناول الموضوعين على انفصال و نحاول التدقيق في موضوع واحد حتى إذا فرغنا منه رجعنا للموضوع الآخر فنستفيد من بعضنا أكثر...
الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم و الحديث النبوي هو حديث قديم لكنه عرف في العصر الحالي اجتهادات كثيرة، و لعل التكنولوجيا و الاكتشافات العلمية و الاختراعات وراء هذا الزخم الذي جعل من الإعجاز العلمي ظاهرة معاصرة.
و هناك فرقٌ بين النصوص و ما يُفهم من النصوص على أنه إعجاز. هذه حقيقة يغفل عنها الكثير من الناس فيخلطون بين الاجتهاد في فهم النص و أصل النص. و هذا خطأ جسيم.
و قد علمتَ أن أعلى درجات التفسير هي تفسير القرآن للقرآن ثم تفسير الحديث الصحيح للقرآن ثم تفسير الصحابة مرفوعاً ثم اجتهادهم في الفهم و هكذا دواليك.
و الحقيقة أن أغلب التفاسير العلمية المعاصرة لنصوص القرآن إنما هي تفاسيرُ يُستأنس بها و لا يُسلَّمُ بصدقيتها المطلقة على النص، لأنها مع كونها صالحة اليوم قد تكون خاطئة غداً إذا تطورت النظرية العلمية أو تغيرت.
و الكثير من الباحثين و المهتمين بالإعجاز العلمي يراعون هذا المنطلق فلا يلصقون استنتاجاتهم العلمية بالنص إلصاقاً و لكن يشيرون لاحتمالية المطابقة استئناساً لا غير.
إلا أن الكثير من الناس لا يُحسن التمييز بين النص و التفسير المحتمل. بل قد يتجاوزون ذلك بإلصاق كل وادة أو شاردةمن المجال العلمي بما يفهمون أنه يشير إليها أو يشبهها من النصوص الشرعية.
فإذا وردت معلومة علمية و كانت فيها مشابهة لما جاء به نصٌ شرعي، يتسرع الكثير من الناس في إصدار أحكامهم من خلال فهمهم الشخصي ، الذي قد يكون في أحايين كثيرة مجانباً للصواب.
و تلعب الإشاعة الإجتماعية لعبتها فتنتشر المعلومة الخاطئة انتشار النار في هشيم حتى يصبح من الصعب تفنيدها و التراجع عليها أو معرفة أصلها على الأقل.
هنا أريد التأصيل لثلاثة نقاط أرجو أن نناقشها.
1- المعلمومة الخاطئة هي محاولة غير موفقة من أشخاص غير مؤهلين لا علميا و لا شرعياً في إلصاق معطى علمي تجريبي بنص شرعي.
(هي محاولة غير موفقة و ليست تعمد الكذب.)
2- الإشاعة كظاهرة اجتماعية تمس كل جوانب الحياة الاجتماعية بكل عناصرها و المجال الديني جزئ لا يتجزأ منها.
(يجب فهم و معالجة ظاهرة الاشاعة ككل بما فيها الدينية)
3- المسألة ليس لها علاقة بحسن الظن أو سوء اظن و لكن محاولة توصيف الظاهرة بطريقة واقعية و موضوعية. لنسميها بمسماها كما قلت.
(لأن توصيفها على أنها سلوك ممنهج و مقصود ليس واقعياً)
====================
هذه ثلاث نقاط أرجو أنني استطعت إيصالها و أرجو التدقيق فيها للانتقال إلى مرحلة جديدة من النقاش ...
|
السلام عليكم
أعتقد ان إقتراحك حول تقسيم الموضوع مناسب جدا و لست اختلف معك في مقدمة مشاركتك حول الإعجاز العلمي , لكن بخصوص النقاط الثلاث لي تعقيب و توضيح بسيط .
1 بخصوص الخطأ في النقل او التلقي فهو امر ممكن في كثير من موضوعات الإعجاز العلمي و ليس سببا و لا مبررا لإتهام الجميع بالكذب , و انا اصلا لا أقول أن كل من يكتب في الإعجاز العلمي هو كذاب . لذلك ارجو ان لا يفهم من كلامي انه يشمل كل من يخطأ في إجتهاده , ما قصدته في الموضوع هو فئة لا تجتهد بل تكذب و كذبهم واضح .
2 الإشاعة عندما تتعلق بالدين فهي اخطر من بقية اشكال الإشاعات , لكن لابد للإشاعة من منتج لها و هذا المنتج هو في غالب الاحيان شخص يتعمد الكذب لسبب من الاسباب , ثم تجد بعد ذلك من يساهم في نشرها عن حسن نية أو رغبة في السبق
3 لست أقول ان الامر سلوك ممنهج بين من يعتني بقضية الإعجاز , لكنني أقول أنها ظاهرة موجودة . فكونها موجودة لا تعني التعميم كما سبق أن ذكرت لكن كون ان الكثير يكتب و ينقل عن حسن نية لا يعني إنكار وجودها أيضا . و عندما تكون القرائن و الادلة قطعية على أن الكذب مقصود فيجب تسميته كذلك . و الامثلة ستكون كفيلة لتوضيح بعض تلك الحالات .
و شخصيا لا استغرب حدوث هذا فكما كان في الماضي اناس لا يتحرجون من الكذب على رسول الله فلا يستحيل ان يكون اليوم من يكذب باسم الدين لاغراض شخصية أو للظهور الإعلامي , و لن اذكر اسماء بعينها إلا بدليل قطعي .