اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taleblalmi
اعذرني أخي جمال فإن في القلب حسرة مما أراه يعيب السلفيون على الآخرين تحزبهم بينما واقعهم يدل غلى أنهم أكثر الناس تحزبا .
يعيبون على الناس تقليدهم لمشائخهم و هم أكثر الناس تقليدا و تعصبا و ان زعموا أنهم متبعون حتى قال أحدهم لو أن الشيخ ربيعا قال لي نم لأذبحك لفعلت
|
1-كالعادة فأنت بنيت نقدك للسلفين على مقدمة فاسدة وهي أنك جعلت الواقع هو الميزان والسلفية هي الموزون عليه لكن العكس صحيح كما بينت لك آنفا.
فقولك مثلا عن السلفيين(( أنهم أكثر الناس تحزبا )) فلو كانوا أكثر الناس تحزبا كما تقول لما صح لك أن تسميهم بالسلفيين لأن هذا كذب وغش بل الأصح لك لغة وإصطلاحا تسميهم حزبيين فالمتحزب يسمى حزبي ولا يسمى سلفي فعلى أي أساس سميتهم أنت بسلفيين؟.
فإن قلت لأنهم متحزبون نقول لك التحزب ناقض من نواقض السلفية.
و إن قلت لأنهم يسمون أنفسهم سلفيين فنقول لك العبرة بالحقيقة لا بالتسمية إذ لو كانت التسمية دليلا لسمينا مسيلمة الكذاب نبينا وفرعون ربا عياذا بالله.
وإن قلت لأنهم يسمعون للعثيمين والمدخلي و... فنقول لك هذا ليس دليل على سلفيتهم فحتى الأشاعرة يدعون أنهم يتبعون الأئمة الأربعة !!!!!.
2-عليك أن تبين لنا ماذا تقصد بتهمة التحزب الذي رميت بها من وصفتهم بالسلفيين؟!
امُرَادُكُ بذلك أنَّهم حزب بالمعنى اللغوي، أي انهم قوم تجمعهم صفة الجامعة من رابطة العقيدة والإيمان و التمسك الصادق بالكتاب و السنة و على فهم سلف الأمة؟
أم مرادك أنهم حزب كسائر الأحزاب الموجودة الآن في المجتمع الَّتيِِِِِِِِِِِِ وردت النصوص (كتابا وسنة) بالنهي و التحذير منها و التي يتولد عنها التباغض و الحقد و ينتج عنها الافتراق و الاختلاف، و يكون عقد الولاء و البراء فيها على نطاق الحزب و من كان منظماً فيه؟
فإن كان مرادكم الاول – وهو بعيد- فهم بحمد الله كذلك وهم بذلك يمثلون قوله الله تعالى فَإنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ ) (المائدة : 22) و قوله : ( ألاَ إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ ) (المجادلة : 22).
و نقول لكم : لتسموهم بما تشاءون ، فإن كان هذه الاجتماع على هذه الصفة مذموما عندكم فماذا تقولون بقوله تعالى : (واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً وَلا تَفَرَقُواْ) (آل عمرآن : 153).
أما إذا كنت تقصد المعنى الثاني أي الاجتماع على غير ذلك من عقد الولاء و البراء و الحب و البغض في نصوص تملى من قبل قيادات الأحزاب فَهذا هو المنهي عنه. و هذا الذي عليه سائر الأحزاب و التنظيمات الموجودة الآن، و هو الذي ترمون به أهل السنة و هو الأمر الثاني من المقصود بقولكم : حزب.
فنقول لكم : صدق قول الشاعر : "رمتني بدائها و انسلت".
إن اهل السنة يبرءون إلى الله تعالى من مثل هذه الحزبيات و يحذرون الناس منها ليلاً و نهاراً جهرة و خفاء، مستندهم في ذلك النصوص الواردة في الكتلب و السنة و الأثار السلفية و التي منها.
قوله تعالى : (وَ لاَ تَكُونواْ مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ اْلَّذِينَ فَرََّقُواْ دِينَهُمْ وَ كَانُواْ شِيَعَاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم : 31-32).
و قوله تعالى : (إنَّ اَلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَ كَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) (الانعام : 159).
و ما ثبت عنه مسلم من حديث ابي هريرة قال: قال : النَّبِي صلى الله عليه و على آله و سلم :"من خرج من الطاعة و فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، و من قاتل تحت راية عِمِّيَّةٍ يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ، و من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها و لا يتحاشي من مؤمنها و لا يفي لذي عهد عهده فليس مني و لست منه"
و هذا الذي يحرِّمه علماء الدعوة السلفية و على رأسهم العلماء الافاضل كالشيخ ابن باز رحمه الله و الشيخ الالباني رحمه الله و الشيخ ابن عثيمين و الشيخ الفوزان،و الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، و الشيخ ربيع بن هادي المدخلي،و غيرهم من أجلة العلماء في هذا العصر و كتبهم و أشرطتهم مليئة بذلك.
3-أما عن التقليد فماذا تقصد بالتقليد؟
إن كان مقصودكم أنهم يتعصبون للرجال ويقلدونهم بالتقليد المذموم فهذا كذب وافتراء فالسلفيون بحمد الله تعالى يعلمون جيدا قوله تعالى(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)
قال ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله(2/110-« احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولائك من الإحتجاج بها لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد »
وثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)
ومن هذه الأدلة فقه السلف حرمة التقليد فما أثر عنهم في ذلك قولهم »إن صح الحديث فهو مذهبي »
وانظر إن شئت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للعلامة الألباني رحمه الله ص46مابعدها.
وهكذا النصوص والاثار المنقولة عن سلفنا تحرم التقليد والتعصب لأقوال الرجال وليس المقصود سرد ذلك فإنها معلومة بحمد الله لدى أصغر طلاب العلم فضلا عن العلماء ولكن المقصدود هو تبرئة ساحة من رماهم بالتعصب زورا وبهتانا حتى يعلم هو ومن تعاطف معه أن أولائك بحمد الله يعلمون هذه النصوص ولا يخلطون بين التعصب وبين الإتباع الصادق
أما إذا كان مقصدوك بالتقليد أنهم يرجعون لاهل العلم ويتواضعون لهم ويأخذون العلم من أفواههم فقد صدقت ولكن هذا ليس بتقليد بل يسمى إتباع
وحجتهم في ذلك قوله تعالى »فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
قال الشيخ السعدي رحمه الله »وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمتنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم وأنه بذلك يخرج الجاهل من التبعة)تفسير الكريم الرحمان 3/62)
تأمل أخي القارئ قوله »فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث » فهل الرجوع إلى أهل العلم تقليدا وتعصبا محرما أم تطبيقا عمليا للآية؟؟
قال أبو عبد الله بن خويز »والاتباع ما ثبت عليه الجة وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه والإتباع في الدين مسوغ والتقليد ممنوع)جامع بيانت العلم وفضله لابن عبد البر
تنبيه: ليس كل تقليد مذموم فالتقليد لا يذم على إطلاقه بل هو على التفصيل الذي عليه علماء الإسلام , قال الإمام ابن القيم » وانقسامه إلى ما يحرم القول فيه والإفتاء به وإلى ما يجب المصير إليه وإلى ما يسوغ من غير إيجاب
فأما النوع الأول فهو ثلاثة أنواع أحدها: الإعراض عما أنزل الله وعدم الالفتات إليه اكتفاء بتقليد الآباء الثاني: تقليد من لا يعلم المقلد أنه أهل لأن يؤخذ بقوله الثالث التقليد بعد قيام الحجة وظهور الدليل على خلاف قول المقلد والفرق بين هذا وبين النوع الأول أن الأول قلد قبل تمكنه من العلم والحجة وهذا قلد بعد ظهور الحجة له فهو أولى بالذم ومعصية الله ورسوله.
وقد ذم الله سبحانه هذه الأنواع الثلاثة من التقليد في غير موضع من كتابه » إعلام الموقعين(2/129-
قلت :هذا هو التقليد المذموم بالكتاب والسنة والمنقول عن سلف الأمة فأين هذا من السلفيين ؟
أما التقليد الغير المذموم
قال الإمام ابن القيم » وأما تقليد من بذل جهده في اتباع ما أنزل الله وخفي عليه بعضه فقلد فيه من هو أعلم منه فهذا محمود غير مذموم ومأجور غير مأزور » إعلام الموقعين(2/130)
بل قال الإمام أحمد( ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف »طبقات الحنابلة(1/31).
ولن أطيل عليك لأنني رددت على هذه الشبه في أكثر من المقال: