السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، و نستهديه و نستغفره ، ونسترشده ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .
اليكم اخوتي الافاضل ما قال كبار العلماء و الصحابة و فوقهم قول الله و رسوله و منها :
تظهر مكانة العلماء من خلال عدة أمور منها:
• الأول: أن الله تعالى عظَّم قدرهم ، في آيات القرآن :
- قال الله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } (فاطر:28)
- وقال سبحانه { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (المجادلة:11)
- وقال عز وجل { قُل هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } (الزمر: 9)
• الثاني: أنهم ورثة الأنبياء عليهم السلام ،
قال رسول الله (إن الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً ، ولكنهم ورَّثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر ) رواه أحمد وأبوداود والترمذي .
فهم إذاً المبلِّغون عن الله ورسوله ما يحفظونه ويعلمونه من علم الكتاب والسنة .
• الثالث: أنهم الذين أراد الله بهم الخير :
قال رسول الله( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) رواه البخاري ومسلم .
حقوق العلماء :
•احترامهم : بتقديرهم وامتلاء القلوب بهيبتهم وإجلالهم ، وذلك لما يحملونه من علم ، اجتهدوا في تحصيله سنين طويلة ،
وخدموا أمتهم في تبليغه وتوصيله ، ووصلوا به الرتب الجليلة ، حتى أصبحوا يوصفون بما يوصف به الله تعالى من العلم ، مع الفارق بين الاثنين في الكمّ والكيف، قال رسول الله ( ليس من أمتي من لم يجلّ كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقَّه )رواه أحمد والطبراني .
والاحترام لا يعني بحال تقديس العلماء لدرجة اعتبارهم معصومين ، أو قبول كل ما يقولون دون دليل ، فهذا غلوٌّ لا يجوز ، لأن العلماء وغيرهم يجب عرض أقوالهم على الكتاب والسنة ، فما وافقهما قبِل ، وإلا ردّ ؛ قال الإمام مالك رحمه الله : كلٌّ يؤخذ من قوله ويترك ، إلا صاحب هذا القبر – أي رسول الله صلى الله عليه و سلم .
والخطأ من سنة البشر ، وإذا كان خير الناس وهم الصحابة رضي الله عنهم يخطئون فالعلماء كذلك ، ولكن خطؤهم مغفورٌ لهم ، لأنهم اجتهدوا في إصابة الحق .
* إحسان الظن بهم
* التغاضي عن هفواتهم الاجتهادية
* تقديمهم ، وعدم التقدم عليهم
* الدعاء لهم
----------
و لقد ادلى كل منا بدلوه في هذا الموضوع و هذا مشهود لكم جزاكم الله خيرا و خلصنا الى نتيجة مفادها - لا لسب العلماء -
و لقد اخطأ : البعض اذ تجرأ على العلماء بالسب او القدح او الانتقاص مما نجم عنه تشتت للموضوع
و احترام العلماء و تقديرهم مطلب ديني قبل ان يكون اخلاقيا
و اساس هذا الموضوع تجرأ بعض الأعضاء هداهم الله على العلماء
اني ناصح محب و لست خصما و ان اختلفتم معي و لا تغضبوا مني فالثوابت قد اتفقنا عليها
ما غير الخير قلنا *** و الخير احسن ما يقال
اقول للأعضاء و الزوار الكرام
اني و الله لا ابتغي من هذا الموضوع سوى النصيحة لكم لما اقترف في حق علمائنا الاجلاء من سب و شتم و قدح و انتقاص لهم فعلمائنا هم رؤوسنا .
قال عز و جل : {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة:286) .
و نافلة المقال جزاكم الله خيرا و بورك فيكم .
اخوكم عبد الحميد