من يكذب فعليه أن يكذب كذبة معقولة تحترم ذكاء القراء لا أن يستحمر القراء ويهين ذكائهم بشكل فظيع....
لو قال allamallamallam أن العرب كثرة في الأوراس, لكنهم تأمزغوا بسبب خضوعهم للأمازيغ, لكانت كذبته معقولة بعض الشيء, ولو أنه حتى في بسائط المغرب الأقصى, ورغم أن الغلبة هناك كانت للقبائل الأمازيغية وكان الهلاليين خاضعين للأمازيغ, بل تم استعبادهم كما ذكر الحسن الوزان, فإنهم نجحوا في تعريب بسائط المغرب الأقصى ولا وجود للأمازيغية إلا في الجبال.(والسبب طبعا هو ارتباط اللغة العربية بالقرآن).
لو قال أن العرب قلة قليلة في الأوراس, لذلك اضطروا لتعلم لغة الأغلبية الساحقة, لكان كلامه معقولا بعض الشيء, ولو أنه حتى في جيجل وبسائط المغرب الأقصى رغم أن العرب هناك قلة قليلة فقد نجحوا في تعريب الأمازيغ. (والسبب معروف وهو الإسلام).
لكن أن يقول أن العرب كانوا كثرة في الأوراس, وفوق ذلك كانت الغلبة لهم وكان الأمازيغ هم الخاضعين لهم, فإنهم تركوا لغتهم التي نزل بها القرآن وتأمزغوا فهذا كلام بعيد كل البعد عن المنطق السليم.
أقولها للمرة المليون, التاريخ يحكمه المنطق, ولا بد من إعمال العقل لفهم النصوص التاريخية, ولو تعارضت النصوص التاريخية مع العقل ومع المنطق السليم فإنه نظرا لأن المؤرخين غير معصومين, فوقتها لا بد من ترجيح العقل والمنطق السليم على النصوص التاريخية.
لو ثبت فعلا أن ابن خلدون قال أن العرب كثرة في الأوراس, فهذا يعني أنه قد أخطئ ربما لأنه لم يتوغل كثيرا في الأوراس ولم يطلع جيدا على قبائله. لأن القول أن كثرة مسيطرة لغتها مرتبطة بكتاب مقدس تترك لغتها من أجل لغة كثرة أخرى كانت خاضعة لهم هو أمر غير منطقي ولا يقبلة العقل السليم. (هذا طبعا على افتراض أن ابن خلدون قال أن العرب كثرة في الأوراس).
يا جماعة, من المستحيل أن يتأمزغ العرب في شمال إفريقيا, لأنه لا يوجد ما يدفعهم للتأمزغ, في حين هناك أكثر من ألف سبب يمكن أن يدفع الأمازيغ للاستعراب.