لا أحد يشبه حاطب الليل سواك , حتى أنك في نفس الردّ تقول الشيء ونقضيه.
لاحظ تناقضك العجيب , بين حديثك عن معاوية و بين حديثك عن الحسين رضوان الله عليه.
فأنت تقول ( معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص لم يخرجا على علي رضي الله تعالى عنه لأنهما لم يبايعاه ) ثم تقول ( أما خروج الحسين ) فسمّيت ما فعله الحسين رضوان الله عليه خروجا , فكيف استقام عندك أن تسمّي فعل الحسين خروجا وفعل معاوية خلاف ذلك ؟ رغم أن الحسين هو الآخر لم يبايع يزيد ؟
أشمّ رائحة النصب في ردّك من خلال التماس العذر لمعاوية ونفي ذلك عن ابن رسول الله وتخطئته.
يا صديقي . إن الحجج التي سقتها -أنت- معروفة , وهي من حجج مشايخ الخليج , الذين يستميتون في الدفاع عن معاوية أمام شبهات الشيعة إلى درجة الغلو في معاوية رضي الله عنه , ولكن الإنصاف عزيز. فما فعله معاوية هو خروج على مولانا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه , فإن لم يكن خروجا فماذا يُُسمّى رفض البيعة وتأليب المسلمين على نظام الخليفة وسلّ السيف عليه وقتال جنوده ؟ هات التوصيف الشرعي الأنسب للحالة ؟؟؟؟ أنتظرك.
ثم كيف تنعقد البيعة ؟ وهل يشترط أن يبايع جميع المسلمين ؟ فعليّ ابن أبي طالب بايعه أهل الحل والعقد في الدولة الإسلامية و في أغلب الأمصار , والشذوذ عن البيعة وقتال دولة الخلافة هو خروج على ولي الأمر.
ولي أمر المسلمين أولى بأمر القصاص , فهو قاضي الدولة الإسلامية وليس أحدا آخر ولو كان ابن عثمان رضوان الله عليه.
يا صديقي , حبّ الصحابة شيء , و تزييف حقائق التاريخ شيء آخر , فنحن نحبّ معاوية رضي الله عنه , لكنه أخطأ في خروجه على دولة الخلافة مهما كانت الأسباب , ولو جئنا نلتمس الأعذار التي تبيّن ما وقع من خطأ فماذا ستفعل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ فَلا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ مَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) وحديث ( إذا بويع لأميرين فاقتلوا الآخر منهما ؟ )
إن ما جرى بين الصحابة كان فتنةعظيمة في تاريخنا , لكن الصحابة بشر يصيبون ويخطئون , وإن كان من وقع في الفتنة لا تظهر له الحقائق في زمنه , كون الفتنة تشبه الزلزلة والصاعقة , إلا أنها بعد انقضائها تتكشف الحقائق , فمعاوية رضي الله عنه خرج متأوّلا , والمتأوّل معذور , لكن لا يمنع العذر من التصريح بخطئه , ولأن جهل الصحابة وقتها من هي الفئة الباغية إلى غاية مقتل عمّار بن ياسر رضي الله عنه , فإن حادثة مقتله هي الفيصل في معرفة الفئة الباغية , لأن فئة معاوية بنصّ الحديث هي الفئة الباغية , فهل ستقع في المحظور , فتحكم بخطأ النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوصف دفاعا عن معاوية ؟؟؟ أو ستشكك في الصحاح وتطعن فيهما لأجل معاوية رضي الله عنه ؟
يا صديقي .. لماذا لا تقولون بخطأ معاوية كما تقولون بخطأ ابن رسول الله الحسين بن فاطمة فداه نحري وأهلي ومالي ؟ أليس الحسين هو الآخر صحابيا جليلا وسيّدا من سادات المسلمين ؟
هل ستطعن في البخاري ومسلم ؟
وما قولك في الحديث في البخاري ( عن عكرمة أن ابن عباس قال له ولعلي بن عبد الله ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس فقال كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عن رأسه الغبار وقال
ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار )
https://www.islamweb.net/newlibrary/d...k_no=0&id=2661
والحديث كذلك موجود في مسلم.
فالحديث سمّى جيش معاوية بالفئة الباغية
يا صديقي فهّم روحك ... مرّة تسمي فعل من لم يبايع بالخروج مرّة تنفيه .... أيها الحاطب بليل !!!
عن اي إجماع تتحدث يا صديقي ؟
لابد أنك لا تفهم معنى الإجماع أصلا ..
إذا كان في الصحابة من خرج بالسيف وفي التابعين وفي أتباعهم , فكيف سنتحدث عن إجماع ؟
أم المؤمنين عائشة , طلحة , الزبير , معاوية , عمرو ابن العاص , عبد الله ابن الزبير , الحسين ابن علي الحسين بن علي رضي الله عنهما على يزيد بن معاوية و ابن الزبير على حكم الأمويين و سعيد بن جبير و الإمام الشعبي على الحجاج ,
وخروج أنس بن مالك على الحجاج , وخروج أبناء المهاجرين و أبناء الأنصار وقرّاء المدينة في موقعة الحرّة المأساوية ,
فقهاء أفتوا وساندوا حركات مسلحة مثل أبي حنيفة الذي أيّد حركة محمد ذي النفس الزكية وتم سجنه لأجل ذلك , الإمام مالك الذي أفتى ببطلان البيعة للخليفة لأنها بيعة مكره ....
يقول ابن حزم في المسألة ( .... وقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وطلحة ، والزبير، وكل من كان معهم من الصحابة ، وقول معاويـه ، وعمرو، والنعمان بن بشير، وغيرهم ممن معهم من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين ، وهو قول عبد الله بن الزبير، ومحمد والحسن بن علي ، وبقية الصحابة من المهاجرين ، والأنصار القائمين يوم الحرة ، رضي الله عن جميعهم أجمعين ، وقول كلِّ من قـام على الفاسق الحجاج ، ومن والاه ، من الصحابة رضي الله عن جميعهم ، كأنس بن مالك ، وكل من كان ممن ذكرنا من أفاضل التابعين ، كعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وسعيد بن جبير، وابن البحتري الطائي، وعطاء السلمي الأزدي ، والحسن البصري ، ومالك بن دينار ، ومسلم بن بشار، وأبي الحوراء ، والشعبي ، وعبد الله بن غالب ، وعقبة بن عبد الغافر بن صهبان ، وماهان ، والمطرف بن المغيرة ، ابن شعبة ، وأبي المعد ، وحنظلة بن عبد الله ، وأبي سح الهنائي ، وطلق بن حبيب ، والمطرف بن عبد الله ابن الشخير، والنصر بن أنس ، وعطاء بن السائب ، وإبراهيم بن يزيدالتيمي ، وأبي الحوسا ، وجبلة بن زحر وغيرهم ، ثم من بعد هؤلاء من تابعي التابعين ، ومن بعدهم كعبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر، وكعبيد الله بن عمر، ومحمد بن عجلان، ومن خرج مع محمد بن عبد الله بن الحسن ، وهاشم بن بشر ، ومطر الوراق ، ومن خرج مع إبراهيم بن عبد الله ، وهو الذي تدل عليه أقوال الفقهاء كأبي حنيفة ، والحسن بن حي، وشريك ، ومالك ، والشافعي ، وداود ، وأصحابهم ، فإنَّ كل من ذكرنا من قديم وحديث ، إمـّا ناطق بذلك في فتواه ، وإما فاعل لذلك
بسل سيفه في إنكار ما رأوه منكرا )
([12]) الفصل 4/171 – 172
كل هذا وتزعم الإجماع ؟؟؟؟؟؟؟
لا تكن كحاطب بليل وعبدا لفتاوى شيوخك
