بارك الله فيكم جميعا إخواني الأفاضل.
اقتباس:
ما فائدة ان كنت تبني وغيرك يهدم ..
|
أخي الحبيب: الهدامون لا يخلوا منهم عصر ولا مصر لهذا ندعوا إلى التصفية قبل التربية فنصفي هدمهم ليكون البنيان صحيحا أما أن نسكت عليهم ثم نبني البنيان فإن هذا البنيان سرعان ما ينهدم وما حال الثورات عنا ببعيد فلم يستطع أي أحد من هؤلاء الثوريين أن يغير شيئا بعد سقوط الحكام فلا زالت الديمقراطية العلمانية كما هي ولا يزال الفقر فقرا والعري عريا والشرك شركا فلا شيء تغير ولا يمكنهم التغيير ألبتة ألبتة مادام أنهم لم يسلكوا سبيل التصفية والتربية أو التخلية والتحلية لأن الهدامون لهم بالمرصاد بل نراهم اليوم يتنازلون عن الحق لإرضاء هؤلاء الهدامون.

اقتباس:
.اعطني خطة التغيير وكفاك تنظير بارك الله فيك اخي جمال
|
1-بل لا بد من التنظير قبل التطبيق كما هو معلوم عند كل العقلاء لهذا نقول لهم كفاك تطبيق دون تنظير كفاكم عملا دون علم نريد عمل مبني على تنظير صحيح وإلا فما بني على باطل فهو باطل ألم تسمع قوله تعالى((( قل هل ننبؤكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ))
فهؤلاء لم تشفع لهم أعمالهم ومحاولاتهم ولا خططهم لأنها لم تبنى على تنظير صحيح (= علم صحيح وعقيدة راسخة )فكفانا أعمالا دون تنظير صحيح.
2-أما عن الخطة فهي خطة الأنبياء جميعا والمصلحون في كل زمان ومكان : تصفية وتربية.
هكذا كانت سيرة الأنبياء عليهم السلام: لم يفرضوا الدين بالسلطة ولم يتنازلوا عن الدين للسلطة بل قاموا بالتصفية والتربية فجاءتهم السلطة.
نصفي الدين مما علق به من تشويهات وأفكار وتوقعات خاطئة عنه ثم نربي الناس على هذا الصفاء(هذا هو الحل لا محال) أما الوصول إلى الحكم فقط دون الحكم بالشريعة فهذا يتصادم مع قوله تعالى(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)).
قال الإمام عبد الحميد بن باديس:
" فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة ... ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً ... ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها؛ فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة: (إنّكِ مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها)، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: (إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك)، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها ...".
الآثار (5/286)