اقتباس:
سبق و شرحنا وجه استدلال الحافظ و هو :
الحافظ كما ذكر أهل العلم استعمل طريق الاستدلال بالأَوْلى لاستخراج أصلٍ لعمل المولد من الشرع ؛
|
لكن مادخل عاشوراء في المولد؟!!
هذا هو السؤال المطروح أي كيف يقيس على عبادة شرعها النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من الله بعبادة لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!
ثم إن الشرط الذي أشترطه الحافظ ابن حجر للاحتفال بالمولد النبوي وهو تحري ذلك اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام لا يلتزمه كثير ممن تبعوه في الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد فقد قال محمد بن علوي المالكي في "حول الاحتفال بالمولد"(ص6): (أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع في الدين، لأن ذكره صلى الله عليه وسلم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين، ويجب أن تمتلئ به النفوس … الخ).
وعلى كلامه فإن الإمام ابن حجر العسقلاني يكون قد وقع في الابتداع في الدين فإنه خصص الاحتفال بيوم واحد في العام كما هو واضح في كلامه السابق!.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد صام يوم عاشوراء وحث على صيامه فكان صيامه سنة وسكت عن يوم ولادته الذي هو الثاني عشر من ربيع الأول كما يقول به اكثر المحتفلين فلم يشرع فيه شيئاً فوجب أن نسكت كذلك، ولا نحاول أن نشرع فيه صياماً ولا قياماً فضلاً عن احتفالاً.
و هل يجوز أن نصوم أو نعمل أي عمل صالح في أي يوم غير يوم عاشورا شكراً لله لأنه نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون؟! وما هو ثواب ذلك ؟!.
وأما بالنسبة لقول المالكي وغيره: (ان النبي صلى الله عليه وسلمكان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكرها وتعظيم يومها لاجلها ولأنه ظرف لها)؛ فقد أجاب عنه الشيخ التويجري رحمه الله في "الرد القوي"(ص68-69) بقوله: (ان من أعظم الأمور التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، مجيء الملك إليه بالنبوة وهو في غار حراء وتعليمه أول سورة ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))[العلق:1[.
ومن أعظم الأمور أيضاً الإسراء به إلى بيت المقدس والعروج به إلى السموات السبع
وما فوقها وتكليم الرب تبارك وتعالى له وفرضه الصلوات الخمس، ومن أعظم الأمور أيضاً
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومن أعظم الأمور أيضاً وقعة بدر وفتح مكة، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه
كان يعمل الاجتماع لتذكر شيء من هذه الأمور العظيمة وتعظيم أيامها.
ولو كانت قاعدة ابن علوي التي توهمها وابتكرها صحيحة لكان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بأوقات هذه الأمور العظيمة ويعقد الاجتماعات لتذكرها وتعظيم أيامها.
وفي تركه صلى الله عليه وسلم ذلك أبلغ رد على مزاعم ابن علوي وغيره وتقولهم على النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا كانت نعمة نجاة نبيّ الله سيّدنا موسى عليه الصلاة و السّلام و على نبيّنا ، تستحقُّ في أوقات تجدّدها السنويّة شكرنا لله فنعمة بروز النّعمة المسداة و الرحمة المهداة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أَوْلى . و النّعمة تطّرد نسبيًّا مع استحقاق الشكر فكلّما عظمت نعم الله علينا كان شكرها أحق.
اقتباس:
و هل نشكر ربّنا على نعمه علينا بالعبادة المشروعة أم بغيرها ؟!!!
|
بل العبادة المشروعة كصيام يوم عاشوراء أما غيرها كالمولد فلا لأنه لم يثبت.
اقتباس:
لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم صيام شهر كامل غير رمضان فهل يعني هذا أنّ التأصيل لصيام شهر كامل - غير رمضان - تطوّعًا لله ربّ العالمين يُعدُّ انشاءً لعبادة جديدة فهو بدعة ضلالة ؟!!!
|
لكنه حث على الصيام وجعله من القربات إلى الله ولم يحث على الإحتفال بالمولد فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك صيام النافلة بل صام حسب ظروفه عليه الصلاة والسلام .
اقتباس:
كان سيّدنا الامام مالك يتوضأ قبل أن يُحدّث عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ كما هو ثابت عنه ؛ و لم يزعم أحدٌ أنّ امام دار الهجرة سيّدنا الامام مالك أنشأ عبادةً جديدة سنّ بها بدعة ضلالة ؟!!!
|
الوضوء له أصل في الشرع وقد رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث فمبالك تخلط بين فعل الخيرات والعبادات التي حث عليها الشرع ورغب فيها وبين العبادات التي ليس لها أصل في الشرع؟
سبحان الله هل إذا وجدت فقير في الشارع في يوم من الأيام وأنفقت عليه أكون فعلت بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفق في ذلك الوقت والساعة والتاريخ؟
فعل الخيرات ليس له وقت معين أخي الكريم لكن بشرط ان تكون تلك الخيرات والعبادات لها أصل في الشرع لا مثل المولد الذي لا أصل له في الشرع ألبتة.