إلى الأخ جمال البليدي:
قبل البداية أرجو منك أن تتعلم أولا أسلوب الحوار وتترك أسلوب النسخ واللصق، فإنه أسلوب جاف يعتمد على قوة البحث في قوقل ونسخ الكلام من ألفه إلى يائه دون تمحيص أو قراءة له، ثم لصقه في أي موضوع يرد فيه أخي جمال. فيا حبذا لو أنك كنت تستعمل النسخ المهذب فتعدل النص بتغيير الضمير وتجاهل ما لا حاجة لنا بذكره في موضوع النقاش، فأنت بهذه الطريقة تعطل العقول وتنمي الإتباع الأعمى، كما لا ننسى الملل الذي تجلبه لنا ونحن نقرأ كل تلك النقولات، فهلا اختصرت لنا؟
وللإختصار أرجو منك أجوبة مباشرة على ما أقول، وكفاك من النسخ واللصق:
إذا كان الله موجودا في السماء، فأين كان قبل أن تخلق السماء؟
كيف لخالق المكان والزمان أن يحويه مكان أوزمان - تعالى عن ذلك علوا كبيرا-؟
(ذلك الفضل بيد الله)فهل تعني أن لله يدًا؟ وهل تعني الآية: (خلقتُ بيديَّ)، أن لله يديْن؟ ثم هل تعنيالآية: (والسماء خلقناها بأيدٍ) أن لله عددا من الأيدي؟ وهل تعني كلها أن لله يداويديْن وأيادي؟ أليس هذا تناقضًا؟ ولماذا لم يكن الفضل بيديِ الله، أو بأيديهكلها؟ ولماذا كان الفضل بيد واحدة من يديه؟
لماذا لم يصنع الله موسى علىعينيْه أو أعينه كلها، بل صنعه على عين واحدة كما في الآية (ولتُصنع على عيني)؟لماذا لم يصنعه على الأعين التي جاءت في الآية (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)؟ وهلسيدنا محمدصلى الله عليه وسلمفي أعين الله؟
وفي الأخير أقول لك بان المسلم يوقن أن الله تعالى ليس كمثله شيء، لذا لا يجوز أن يُقال إن لله أعضاء، ولا يكفي أن يُنـزّه الله عن مشابهة أعضاء المخلوقات، بل لا بدّ من تنـزيهه عن أن يتكوّن من أعضاء؛ فالخطأ في إثبات الأعضاء، وليس في تشبييها بأعضاء المخلوقات فقط. فالذي يتكوّن من أعضاء هو المخلوق المحتاج، أما الخالق فليس كمثله شيء.
فلنبرّئ ديننا ولغتنا وعقلنا ومنطقنا من سقيم الأفهام.
...///...