السلام عليكم
أحبتي في الله تعالى
ليست المشكلة في الحكام ، بل فينا نحن.
نحن - أصلا - لا نستحق سوى هؤلاء الحكام بطغيانهم وجبروتهم وتسلطهم علينا.
سؤالاً وجهه بعضهم للشيخ الألباني عليه رحمة الله تعالى بخصوص الخروج على الحكام - هؤلاء - فماذا كان رد الشيخ ؟
كان رده أن هؤلاء الحكام ما أتوا من المريخ أو من كوكب آخر ليتحكموا فينا ، بل أتوا من داخلنا نحن . انتهى بمعناه.
فالحاكم أبوك أو أخوك أو عمك أو خالك.
فمهما كانت طينتك التي أنت منها ، خرج الحاكم من نفس جنسها ونوعها.
أترانا نستحق أمثال عمر بن الخطاب أو ابن عبد العزيز - أو حتى الحجاج - ونحن على هذه الصورة من إعراض عن دين الله في حياتنا الخاصة ؟
لماذا نلوم الحكام ولا نلوم أنفسنا ؟
نحن السبب في أن هؤلاء الحكام بهذه الصورة .
لاتفكر في أننا نرضى أو لانرضى ، بل قل : من أين جاءوا ؟
رأيتُ قبل مدة - بالإمس كيف طبلوا وغنوا بهؤلاء الحاكم ليس ببعيد كانوا ابطال -يقول كان أحد الأفراح المقامة بالشوارع ولم نتمكن بسببها الخلائق العشاء بالمسجد إلا بصعوبة بالغة ، لانتمكن من سماع الإمام إلا بمشقة.
قمتُ بعد الصلاة ممسكًا بالميكروفون موجهًا الكلام للمصلين أهل الحي :
اتعلمون فرح مَن هذا ؟
فأصاخوا السمع ليعلموا مني .
قلتُ لهم : هذا فرح ابني .. ( ثم سكت برهة ) .. أو ابنك أو أخي أو أخوك أو ...أو... من أنسابنا نحن . ( فرأيتُ الذهول على وجوههم ).
استطردتُ قائلا : صاحب الفرح واحد منا أهل المسجد ، ولوكان أحدكم مكانه لفعل فعلته ، لماذا تستنكرون فعلته ؟
ألا يستحي أحدكم أن يكون صاحب الذنب ثم يرمي أخاه بالحجر ؟
نعود لموضوعنا فنقول :
صدق من قال مقولته ، فإن للكرسي نشوة لا يحسها إلا من جلس عليه.
فإن كان تقيًا كان عمر بن عبد العزيز
و إن كان فاجرًا كان فرعون
وما أكثر الفراعنة . . . الفراعنة لا تنتهي من حياة الأمم
فقد امنحها المناخ المناسب والتربة الصالحة للحياة ، ثم انظر كيف تنمو وتترعرع وكيف تشب وتكبر وكيف تأكل ما حولها و مَن حولها !
نحن - الآن - لا نملك إلا الدعاء لهم جميعًا أن يرزقهم الله البطانة الصالحة التي تعينهم على حسن تدبير شئون من هم تحت أيديهم من عباد وما هو تحت أيديهم من بلاد.
أيضا نحن مطالبون بإحسان تربية أبنائنا حتى إذا ما طلبوا رئيسًا للبلاد ذا تقوى ، كان الولد الصالح.
( وليس يهلك منا سيدُ أبدًا . . . . . إلا افتلينا غلامًا سيدًا فينا )
عسى الله عز وجل أن يصلحنا و أن يصلح بنا