ربما تلزمك الإجابة على سؤال قبل ذلك وهو: لماذا قاتل الإمام علي (الخليفة الشرعي) معاوية وجند الشام، لما خرج عليه ومعه كل الصحابة في المدينة؟ ولا يعرف أن عليا -كرم الله وجهه- رجع عن موقفه تجاهه؟ وهذا قبل أن تسأل عن زمان الرهبة والقوة والملك، أين يخاف المرء على نفسه ومن معه، فيؤثر العافية! ومع ذلك فثمة صحابة بقوا على معارضتهم للخلافة الجديدة أو -الأحرى- للملك الناشئ وسطوته..
وأقول لك يا ابن العربي -بخصوص سؤالك- عليك أن تثبت الحجر ثم تنقش عليه، وأنى لك ذلك؟! إذ لا نسلم لك ابتداء، بحصول الأمر كما ورد في سؤالك، ولا يخفى على طالب علم مبتدئ، ما كان من الوضع السياسي للروايات والأخبار، وعادة ما كان الوضع يتم حسب هوى المتغلب، وهكذا لفترة طويلة، مدة الأمويين مثلا؛ فيتقرر في الكتب خلاف الواقع، وهذا ما نرجحه ونرتاح إليه، وكل الدراسات -لو كنت تقرأ وتوسع من أفقك- تذكر ذلك، والله المستعان.