خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-01, 23:02   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة best.2b مشاهدة المشاركة
إن شاء الله ... هاذا مايهما كجزائريين وهذا مايعتبر جزءا من هويتنا ...

كيتكملي إتصلي بي ..
شعب الجزائر مسلم و إلى العروبة ينتسب ... وهذه القصة فيها من الأحداث و العبر ما يهمنا.
إن شاء الله








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-02-01, 23:08   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 هل يستمر انتصار المسلمين ؟؟؟

التتار يتوجهون إلى وسط و جنوب أفغانستان:
بتدمير إقليمي خراسان و خوارزم يكون التتار قد سيطروا على الناطق الشمالية و مناطق الوسط من دولة خوارزم الكبرى ووصلوا في تقدمهم إلى الغرب إلى قريب من نهاية هذه الدولة (على حدود العراق) ولكنهم لم يقتربوا بعد من جنوب دولة خوارزم .. و جنوب دولة خوارزم كانت تحت سيطرة "جلال الدين بن محمد بن خوارزم شاه" وهو ابن الزعيم الخوارزمي الكبير محمد بن خوارزم و الذي فر منذ شهور قليلة أمام التتار .. وهرب إلى جزيرة ببحر قزوين حيث مات هناك...
وجنوب دولة خوارزم كان يشمل وسط وجنوب أفغانستان و باكستان وكان يفصل بينه وبين الهند نهر السند وكان جلال الدين –زعيم الجنوب – يتخذ من مدينة "غزنة" مقرا له (مدينة غزنة في أفغانستان الآن وتقع على بعد حوالي مائة وخمسين كم جنوب مدينة كابول وهي حصينة تقع في وسط جبال باروبا ميزوس الأفغانية)..
ولما انتهى جنكيز خان من أمر الزعيم الرئيسي للبلاد "محمد بن خوارزم شاه" و أسقط دولته بدأ يفكر في غزو وسط أفغانستان و جنوبها لقتال الابن "جلال الدين" فوجه إلى "غزنة" جيشا كثيفا من التتار....
وبالطبع كان جلال الدين قد جاءته أخبار الاجتياح التتري الرهيب لمناطق الشمال و الوسط من الدولة الخوارزمية و بلغه ما حدث لأبيه وكيف مات في جزيرة ببحر قزوين و أصبح هو الآن الزعيم الشرعي للبلاد ومن ثم عظمت مسؤوليته جدا فبدأ يعد العدة لقتال التتار وجمع جيشا كبيرا من بلاده و انضم إليه أحد ملوك الأتراك المسلمين اسمه "سيف الدين بغراق" وكان شجاعا مقداما صاحب رأي ومكيدة في الحروب وكان معه ثلاثون ألف مقاتل ثم انضم إليه أيضا ستون ألفا من الجنود الخوارزمية الذين فروا من المدن المختلفة في وسط و شمال دولة خوارزم بعد سقوطها كما انضم إليه أيضا "ملك خان" أمير مدينة هراة بفرقة من جيشه وذلك بعد أن أسقط جنكيز خان مدينته وبذلك بلغ جيش جلال الدين عددا كبيرا ثم خرج جلال الدين بجيشه إلى منطقة بجوار مدينة غزنة تدعى "بلق" وهي منطقة وعرة وسط الجبال العظيمة و انتظر جيش التتار في هذا المكان الحصين ثم جاء جيش التتار..! دارت بين قوات جلال الدين المتحدة وقوات التتار معركة من أشرس المواقع في هذه المنطقة ... وقاتل المسلمون قتال المستميت.. فهذه أطراف المملكة الخوارزمية ولو حدثت هزيمة فليس بعدها أملاك لها وكان لحمية المسلمين و صعوبة الطبيعة الصخرية و الجبلية للمنطقة و كثرة أعداد المسلمين و شجاعة الفرقة التركية بقيادة سيف الدين بغراق و القيادة الميدانية لجلال الدين.. كان لكل ذلك أثر واضح في ثبات المسلمين أمام جحافل التتار...
و استمرت الموقعة الرهيبة ثلاثة أيام...
ثم أنزل الله عز وجل نصره على المسلمين و انهزم التتار للمرة الأولى في بلاد المسلمين ! وكثر فيهم القتل وفر الباقون منهم إلى ملكهم جنكيز خان و الذي كان في "الطالقان" في شمال شرق أفغانستان...
و ارتفعت معنويات المسلمين جدا فقد وقر في قلوب الكثيرين قبل هذه الموقعة أن التتار لا يهزمون ولكن هاهو اتحاد الجيوش جلال الدين مع بقايا جيوش أبيه محمد بن خوارزم شاه مع الفرقة التركية بقيادة "سيف الدين بغراق" مع "ملك خان" أمير هراة.. و اختار المسلمون مكانا مناسبا و أخذوا بالأسباب المتاحة.. فكان النصر..
و اطمأن جلال الدين إلى جيشه فأرسل إلى جنكيز خان في الطالقان يدعوه إلى قتال جديد و شعر جنكيز خان بالقلق لأول مرة فجهز جيشا أكبر و أرسله مع أحد أبنائه لقتال المسلمين و تجهيز الجيش المسلم و التقى الجيشان في مدينة "كابول" الأفغانية
ومدينة كابول مدينة إسلامية حصينة تحاط من كل جهاتها تقريبا بالجبال فشمالها جبال هندوكوش الشاهقة و غربها جبال باروبا ميزوس و جنوبها و شرقها جبال سليمان ...
ودارت موقعة كابول الكبيرة.. وكان القتال عنيفا جدا أشد ضراوة من موقعة غزنة.. وثبت المسلمون و حققوا نصرا غاليا على التتار بل و أنقذوا عشرات الآلاف من الأسرى المسلمين من يد التتار.
و فوق ارتفاع المعنويات وقتل عدد كبير من جنود التتار و إنقاذ الأسرى المسلمين فقد أخذ المسلمون غنائم كثيرة نفسية من جيش التتار ولكن سبحان الله بدلا من تكون هذه نعمة على جيش المسلمين أصبحت هذه الغنائم نقمة شديدة و هلكة محققة ...!
روى البخاري و مسلم عن عمرو بن رضي الله قال: قال رسول الله عليه و سلم: "..فوالله ما الفقر أخشى عليكم و لكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها و تهلككم كما أهلكتهم.."
لقد كانت قلوب المسلمين في هذه الحقبة من الزمان مريضة بمرض الدنيا العضال إلا ما رحم الله عز وجل لقد كانت حروبهم حروبا مادية قومية.. حروب مصالح و أهواء ولم تكن في سبيل الله... لقد كان انتصارهم مرة و ثانية لحب البقاء و الرغبة في الملك و الخوف من الأسر أو القتل.. فكانت لهم جولة أو جولتان لكن ظهرت خبايا النفوس عند كثرة الأموال و الغنائم...
لقد وقع المسلمون في الفتنة..!!
قام "سيف الدين بغراق" أمير الترك وقام آخر هو "ملك خان" أمير مدينة هراة... قام كل منهما يطلب نصيبه في الغنائم فحدث الاختلاف و ارتفعت الأصوات ثم بعد ذلك ارتفعت السيوف...!
نعم ارتفعت السيوف ليقاتل المسلمون على تقسيم الغنيمة و جيوش التتار مازالت تملأ معظم مدن المسلمين ...!
و سقط من المسلمين قتلى على أيدي المسلمين و كان ممن سقط أخ لسيف الدين بغراق فغضب سيف الدين بغراق و قرر الانسحاب من جيش جلال الدين و معه الثلاثون ألف مقاتل الذين كانوا تحت قيادته ! و حدث ارتباك كبير في جيش المسلمين و حاول جلال الدين أن يحل المشكلة و أسرع إلى سيف الدين بغراق يرجوه أن يعود إلى صف المسلمين فالمسلمون في حاجة إلى كل جندي و إلى كل طاقة و إلى كل رأي فوق أن هذا الانسحاب سيؤثر على معنويات المجموعة الباقية لأن الفرقة التركية كانت من أمهر فرق المسلمين و لكن سيف الدين بغراق أصر على الانسحاب فاستعطفه جلال الدين بكل طريق وسار إليه بنفسه و ذكره بالجهاد و خوفه من الله تعالى ..لكن سيف الدين بغراق لم يتذكر و انسحب فعلا بجيشه!!
و انكسر جيش المسلمين انكسارا هائلا..لقد انكسر ماديا و كذلك معنويا...!
ولم يفلح المسلمون في استثمار النصر الغالي الذي حققوه في غزنة و كابول..!
روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستحلفكم فيها فينظر كيف تعلمون فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء.."
لم يدرك المسلمون في هذه الآونة حقيقة الدنيا و أنها دار استحلاف و اختبار و امتحان و ليست دار قرار و بقاء و خلود نسي المسلمون امتحان ربهم و لم يستعدوا له...
نسي المسلمون التحذير النبوي الخطير "فاتقوا الدنيا.." فسقط المسلمون سقطة هائلة..
و بينما هم كذلك إذ جاء جنكيز خان بنفسه على رأس جيوشه ليرى هذا المسلم الذي انتصر عليه مرتين ودب الرعب و الهلع في جيش المسلمين فقد قلت أعدادهم و تحطمت معنوياتهم ورأى جلال الدين أن جيشه قد ضعف جدا... فماذا فعل؟؟
لقد أخذ جيشه و بدأ يتجه جنوبا للهروب من جيش جنكيز خان أو على الأقل لتجنب الحرب في هذه الظروف..
ولكن جنكيز خان كان مصرا على اللقاء فأسرع خلف جلال الدين...!!
و بدأ جلال الدين يفعل مثل ما فعل أبوه من قبل..! لقد بدأ ينتقل من مدينة إلى مدينة متوجها إلى الجنوب حتى وصل إلى حدود باكستان الآن فاخترقها ثم تعمق أكثر حتى اخترق كل باكستان ووصل إلى نهر السند الذي يفصل في ذلك الوقت بين باكستان و بين الهند فأراد جلال الدين أن يعبر بجيشه نهر السند ليفر من الهند مع أن علاقته مع ملوك الهند المسلمين لم تكن على ما يرام.. ولكنه وجد ذلك أفضل من لقاء جنكيز خان...!
و عند نهر السند فوجئ جلال الدين و جيشه بعدم وجود السفن لنقلهم عبر النهر الواسع إلى الناحية الأخرى فطلبوا سفنا من مكان بعيد و بينما هم ينتظرون السفن إذ طلع عليهم جيش جنكيز خان....!
ولم يكن هناك بد من القتال فنهر السند من خلفهم و جنكيز خان من أمامهم و دارت موقعة رهيبة بكل معاني الكلمة حتى إن المشاهدين لها قالوا : إن كل ما مضى من الحروب كان لعبا بالنسبة إلى هذا القتال و استمر اللقاء الدامي ثلاثة أيام متصلة.. واستحر القتل في الفريقين وكان ممن قتل في صفوف المسلمين الأمير ملك خان و الذي كان قد تصارع من قبل مع سيف الدين بغراق على الغنائم .. وهو لم يظفر من الدنيا بشيء بل ها هي الدنيا قد قتلته ولم يتجاوز لحظة موته بدقيقة واحدة ولكن شتان بين من يموت وهو ناصر للمسلمين بكل طاقته و من يموت وقد تسبب بصراعه في فتنة أدت إلى هزيمة مرة...
وفي اليوم الرابع انفصلت الجيوش لكثرة القتل و بدأ كل طرف يعيد حساباته و يرتب أوراقه و يضمد جراحه و يعد عدته و بينما هم في هذه الهدنة المؤقتة جدا جاءت السفن إلى نهر السند ولم يضيع جلال الدين الوقت في تفكير طويل بل أخذ القرار السريع الحاسم وهو: " الهروب !!...." وقفز الزعيم المسلم إلى السفينة ومعه خاصته و مقربوه و عبروا نهر السند إلى بلاد الهند و تركوا التتار على الناحية الغربية من نهر السند...

ولكن.. هل ترك المسلمون التتار وحدهم في هذه الأرض؟
كلا..! إنما تركوهم مع بلاد المسلمين و مدن المسلمين و قرى المسلمين تركوهم مع المدنيين دون حماية عسكرية و جيوش التتار لا تفرق بين مدني و عسكري بالإضافة إلى الحقد الشديد في قلب جنكيز خان نتيجة كثرة القتلى في التتار في الأيام الأخيرة فانقلب جنكيز خان على بلاد المسلمين يصب عليها جام غضبه.. ويفعل بها ما اعتاد التتار أن يفعلوه و أكثر...
وكانت أشد المدن معاناة هي مدينة غزنة و التي انتصر عندها المسلمون منذ أيام و شهور عندما كانوا متحدين.. دخل جنكيز خان المدينة الكبيرة.. عاصمة جلال الدين بن خوارزم فقتل كل رجالها بلا استثناء وسبى كل الحريم بلا استثناء و أحرق كل الديار بلا استثناء..!!وتركها –كما يقول ابن الأثير- خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس..!
و يجدر بالذكر أن نشير إلى أنه في جملة الذين أمسك بهم جنكيز خان من أهل المدن كان أطفال جلال الدين ابن خوارزم.. وقد أمر جنكيز خان بذبحهم جميعا.. وهكذا ذاق جلال الدين من نفس المرارة التي ذاقها الملايين من شعبه..
روى البيهقي بسند صحيح رواته ثقات إلا أنه من مراسيل أبي قلابة – رحمه الله- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" كن كما شئت كما تدين تدان.."
وبذلك حقق جنكيز خان حلما غاليا ما كان يتوقع أن يكون بهذه السهولة و هذا الحلم هو احتلال "أفغانستان...!!"
ولكن.. لماذا يكون احتلال أفغانستان بالتحديد حلما لجنكيز خان أو لغيره من الغزاة؟! لماذا يكون احتلال أفغانستان بالذات خطوة مؤثرة جدا في طريق سقوط الأمة الإسلامية ؟! و لماذا يجب أن يكون سقوط أفغانستان في يد محتل – أيا كان – نذير خطر شديد للأمة بأسرها؟!
الواقع أن سقوط أفغانستان يحمل بين طياته كوارث عدة:
أولا : الطبيعة الجبلية للدولة تجعل غزوها شبه مستحيل و بذلك فهي تمثل حاجزا طبيعيا قويا في وجه الغزاة و هذا الحاجز يخفف الوطأة على البلاد المجاورة لأفغانستان فإن سقطت أفغانستان كان سقوط هذه البلاد المجاورة محتملا جدا و سيكون غزو أو مساوية باكستان و إيران ثم العراق بعد ذلك أسهل جدا...
ثانيا : الموقع الاستراتيجي الهائل لأفغانستان يعطيها أهمية قصوى فهي في موقع متوسط تماما في آسيا و الذي يحتلها سيملك رؤية باتساع 360 درجة على المنطقة بأسرها.. فهو على بعد خطوات من دول في غاية الأهمية... إنه لا يراقب باكستان و إيران فقط و لكنه يراقب أيضا دولا خطيرة مثل روسيا و الهند و فوق ذلك فهو قريب نسبيا من الصين.. وبذلك تصبح السيطرة على كامل آسيا – بعد احتلال أفغانستان – أمرا ممكنا...
ثالثا: الطبيعة الجبلية لأفغانستان أكسبت شعبها صلابة و قوة قد لا تتوفر في غيرها من البلاد فإن سقط هؤلاء فسقوط سيكون أسهل...
رابعا:يتمتع سكان هذا البلد بنزعة إسلامية عالية جدا و بروح جهادية بارزة و ليس من السهل أن يقبلوا الاحتلال و ظهر ذلك واضحا في انتصارهم مرتين على التتار بينما فشلت كل الجيوش الإسلامية في تحقيق مثل هذا النصر ولا شك أن سقوط هؤلاء يعد نجاحا هائلا للقوى المعادية للمسلمين...
خامسا: فوق كل ما سبق فإن الأثر المعنوي السلبي على الأمة الإسلامية و الإيجابي على التتار سوف يكون عاملا شديد التأثير في الأحداث فأنى لأمة محبطة أن تفكر في القيام و أنى لأمة ذاقت طعم النصر الصعب أن تفرط في الانتصارات السهلة ...!! هذا عادة لا يكون...!
وبذلك يكون التتار قد وصلوا من الصين إلى كازاخستان ثم التركمنستان ثم إيران ثم أذربيجان ثم أرمينيا ثم جورجيا وقد اقتربوا جدا من العراق.
كل هذا في سنة واحدة..! في سنة 617 هجرية.. حتى إن ابن الأثير يعلق على هذا فيقول:
" وقد جرى لهؤلاء التتر ما لم يسمع بمثله من قديم الزمان و حديثه فهذه طائفة تخرج من حدود الصين لا تنقضي عليهم سنة حتى يصل بعضهم إلى بلاد أرمينيا و يحاربون العراق من ناحية همذان، و تالله لا أشك أن من يجيء بعدنا – إذا بعد العهد – ويرى هذه الحادثة مسطورة فإنه سينكرها و يستبعدها و الحق بيده فمتى استبعد ذلك فلينظر أنا سطرنا نحن وكل من جمع التاريخ في أزماننا هذه في وقت كل من فيه يعلم هذه الحادثة فقد استوى في معرفتها العالم و الجاهل لشهرتها.."
ثم دخلت سنة 618 هجرية ...









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-06, 18:18   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي سر انتصار الرجل الصالح "شمس الدين الطغرائي"

عودة التتار إلى أذربيجان:

عاد التتار إلى إقليم أذربيجان المسلم من جديد و دخلوا مدينة "مراغة" المسلمة ومن عجيب الأمور أن امرأة كانت ترأس هذه المدينة ولا أدري لماذا أعطى المسلمون زمامهم لامرأة و خاصة في هذا التوقيت الحساس ؟؟ إلا إذا كانت البلاد قد عدمت الرجال الذين يصلحون للقيادة...!!
حاصر التتار مراغة و نصبوا حولها المجانيق و أخذوا يضربون المدينة من كل مكان فخرج أهلها للقتال فإذا بالتتار يدفعون بالأسرى المسلمين الذين أتوا بهم من بلاد متعددة ليقاتلوا عنهم و التتار يحتمون بهم و من تأخر من الأسرى عن القتال قتل... فبدأ الأسرى المسلمون يقاتلون إخوانهم المسلمين في مراغة طعما في قليل من الحياة و سبحان الله..! إن كان الموت لا محالة آت فلماذا تقتل إخوانك قبل أن تقتل؟! ولو انقلب الأسرى على التتار حمية لإخوانهم في مراغة لكان في ذلك فرصة النجاة لبعض المسلمين ولكن ضاعت المفاهيم و عميت الأبصار ولا حول ولا قوة إلا بالله..
دخل التتار مدينة مراغة المسلمة في 4 صفر 618 هجرية ووضعوا السيف في أهلها فقتل منهم ما يخرج الحد و الإحصاء و نهبوا كل ما صلح لهم و كل ما استطاعوا حمله أما ما كانوا يعجزون عن حمله فكانوا يحرقونه كله ولقد كانوا يأتون بالحرير الثمين كأمثال التلال فيضرمون فيه النار..!!
و يذكر ابن الأثير –رحمه الله – أن المرأة من التتار كانت تدخل الدار فتقتل جماعة من أهلها ! و ذكر أيضا أنه قد سمع بنفسه من بعض أهل مراغة أن رجلا من التتر دخل دربا فيه مائة رجل مسلم فما زال يقاتلهم واحدا واحدا حتى أفناهم ولم يمد إليه بالسوء..! ضربت الذلة على الناس فلا يدفعون عن أنفسهم قليلا ولا كثيرا و نعوذ بالله من الخذلان..!

التهديد بغزو شمال العراق..
و بدأ التتار يفكرون في غزو مدينة "أربيل" في شمال العراق ودب الرعب في مدينة أربيل و كذلك في مدينة الموصل غرب أربيل و فكر بعض أهلها في الجلاء عنها للهروب من طريق التتار و خشي الخليفة العباسي الناصر لدين الله أن يعدل التتار عن مدينة أربيل لطبيعتها الجبلية فيتوجهون إلى بغداد بدلا منها فبدأ يفيق من السبات العميق الذي أصابهم في السنوات السابقة و بدأ يستنفر الناس لملاقات التتار في أربيل إذا وصلوا إليها و أعلنت حالة الاستنفار العام في كل المدن العراقية وبدأ جيش الخلافة العباسية في التجهز...
ترى.. كم من الرجال استطاع الخليفة أن يجمع؟

لقد جمع الخليفة العباسي "الناصر لدين الله" ثمانمائة رجل فقط ! ولا أدري كيف سينصر الخليفة دين الله – كما يوحي بذلك اسمه – بثمانمائة رجل ؟!
أين الجيش القوي ؟! وأين الحماية للخلافة !؟ و أين التربية العسكرية ؟! و أين الروح الجهادية ؟!
لم يكن الناصر لدين الله خليفة، و إنما كان " صورة " خليفة.. أو "شبح" خليفة ....
ولم يستطع قائد الجيش "مظفر الدين " طبعا أن يلتقي بالتتار بهذا العدد الهزيل.. ولكن انسحب بالجيش و مع ذلك – سبحان الله- فقد شعر التتار بأن هذه خدعة و أن هذه مقدمة العسكر، فليس من المعقول أن جيش الخلافة العباسية المرهوبة لا يزيد عن ثمانمائة جندي فقط ! ولذلك قرروا تجنب المعركة و انسحبوا بجيوشهم..
و انسحاب جيوش التتار يحتاج منا إلى وقفة و تحليل...
فقد كان الرعب يملأ التتار من إمكانيات الخلافة العباسية التي كانت ملء سمع و بصر الدنيا و كانت تزهوا على غيرها من الأمم بتاريخ طويل و أمجاد عظيمة ، ولا شك أن دولة لقيطة مثل دولة التتار ليس لها على وجه الأرض إلا بعض سنوات ستحسب ألف حساب لدولة هائلة يمتد تاريخها إلى أكثر من 500 سنة ولذا فالتتار كانوا يقدرون إمكانيات العراق بأكثر من الحقيقة بكثير ومن ثم فقد آثروا ألا يدخلوا مع الخلافة في صدام مباشر و استبدلوا بذلك في ما يعرف " بحرب الاستتراف" وذلك عن طريق توجيه ضربات خاطفة موجعة للعراق وعن طريق الحصار الطويل المستمر وأيضا عن طريق عقد الأحلاف و الاتفاقيات مع الدول و الإمارات المجاورة لتسهيل الحرب ضد العراق في الوقت المناسب...
لذلك فقد انسحب التتار بإرادتهم ليطول بذلك عمر العراق عدة سنوات أخرى...

اجتياح همذان و أردويل:
وهما من مدن ايران حاليا وقد حاصر التتار همذان ثم دار القتال مع أهلها بعد أن انقطع عنهم الطعام ، ووقعت مقتلة عظيمة في الطرفين لكن في النهاية انتصر التتار و اجتاحوا البلد و سفكوا دماء أهلها و أحرقوا ديارها ثم تجاوزوها إلى أردويل فملكوها و قتلوا من فيها و خربوا و أحرقوا...
التتار على أبواب تبريز:
و اتجه التتار إلى تبريز المدينة الإيرانية الكبيرة... وكان التتار قد رضوا سابقا بالمال و ثياب و الدواب من صاحبها الخمور" أوزبك بن البهلوان" ولم يدخلوها لأنهم جاءوا إليها في الشتاء القارس..أما الآن وقد تحسن الجو و صفت السماء فلا مانع من خيانة العهود و نقض المواثيق...
ولكنهم – في طريقهم إلى تبريز- علموا بأمر قد جد على هذه البلدة... لقد رحل عنها صاحبها المخمور أوزبك بن البهلوان و تولى قيادة البلاد رجل جديد هو " شمس الدين الطغرائي" وكان رجلا مجاهدا يفقه دينه و دنياه فقام –رحمه الله- يحمس الناس على الجهاد و إعداد القوة... وقوى قلوبهم على الامتناع و حذرهم عاقبة التخاذل والتواني.. وعلمهم ما عرفوه نظريا و لم يطبقوه عمليا في حياتهم على الإطلاق.. وعلمهم أن الإنسان لا يموت قبل ميعاده أبدا.. و أن رزقه و أجله قد كتبا له قبل أن يولد و أن المسلمين مهما تنازلوا للتتار فلن يتركوهم إلا إذا احتمى المسلمون وراء سيوفهم و دروعهم ... أما بغير قوة فلن يحمى حق على وجه الأرض...
وتحركت الحمية في قلوب أهل تبريز و قاموا قائدهم البار يحصنون بلدهم و يصلحون الأسوار و يوسعون في الخندق و يجهزون السلاح و يضعون المتاريس و يرتبون الصفوف.. لقد تجهز القوم – و للمرة الأولى منذ زمن - للجهاد !!..
و سمع التتار بأمر المدينة و بحالة العصيان المدني فيها و بحالة النفير العام... سمعوا بدعوة الجهاد و التجهز للقتال... وسمع التتار بكل ذلك فماذا فعلوا؟
قد يعتقد بعض القراء أن التتار قد غضبوا و أرعدوا و أزبدوا و غلت الدماء في عروقهم و علت أصواتهم و جمعوا جيوشهم و عزموا على استئصال المدينة المتهورة...
أبدا –اخواني في الله- إن كل ذلك لم يحدث..!
لقد أخذ التتار قرارا عجيبا...!
لقد قرروا عدم التعرض لتبريز و عدم الدخول في قتال مع قوم قد رفعوا راية الجهاد في سبيل الله...! لقد ألقى الله الرعب في قلوب التتار – على كثرتهم – من أهل تبريز – على قلتهم-...
لقد نصر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالرعب مسيرة شهر و كذلك ينصر بالرعب كل من سار على طريقه صلى الله عليه و سلم ...
لقد فعل الجهاد فعله المتوقع..بل إن القوم لم يجاهدوا ولكنهم فقط عقدوا النية الصادقة و أعدوا الإعداد المستطاع فتحقق الوعد الرباني -الذي لا خلاف له- وهو وقع الرهبة في قلوب أعداء الأمة.. وهذا درس لا ينسى...
"و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرون من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم و ما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى إليكم و أنتم لا تظلمون..."
فكانت هذه صورة مشرقة في وسط هذا الركام المظلم...
و رحم الله شمس الدين الطغرائي الذي جدد الدين في هذه المدينة المسلمة .. تبريز...

اجتياح بيلقان:
وهي من مدن إيران حاليا و للأسف فإنها لم تفعل مثل فعل تبريز و دخل التتار البلدة في رمضان 618 هجرية ووضعوا فيها السيف فلم يبقوا على صغير ولا كبير ولا امرأة حتى أنهم –كما يقول ابن الأثير- كانوا يشقون بطون الحبالى و يقتلون الأجنة و كانوا يرتكبون الفاحشة مع النساء ثم يقتلونهن ولما فرغوا من البشر في المدينة نهبوا و أحرقوا كعادتهم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله...

التتار يقفون على أبواب مدينة كنجة:
وسار التتار إلى مدينة كنجة المسلمة و فعل أهلها مثلما فعل أهل تبريز وجهاد فعل التتار معهم مثل ما فعلوا مع أهل تبريز..
لقد أعلن أهل كنجة الجهاد و أعدوا العدة المستطاعة فما دخل تتري واحد مدينتهم بل تركوها إلى غيرها..









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-07, 21:09   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
dmd39
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dmd39
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-07, 23:53   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dmd39 مشاهدة المشاركة









رد مع اقتباس
قديم 2011-03-30, 15:37   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
biologisme
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووووووور










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التتار, السرجاني, بقلم, د.راغب, جالوت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc