خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-12, 19:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نهرين
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أشكركم على الموضوع القيم









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-01-13, 19:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهرين مشاهدة المشاركة
أشكركم على الموضوع القيم
العفو أختي تحياتي









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-13, 19:20   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 استمرار القصة و ذريعة جنكيز خان لدخول أرض المسلمين

لقد ذهبت مجموعة من تجار المغول إلى مدينة "أوترار" الإسلامية في مملكة خوارزم شاه.. ولما رآهم حاكم المدينة المسلم أمسك بهم و قتلهم....!
أما عن سبب قتلهم فقد اختلف المؤرخون في تفسير هذه الحادثة:
فمنهم من يقول: إن هؤلاء ما كانوا إلا جواسيس أرسلهم جنكيز خان للتجسس على الدولة الإسلامية أو لاستفزازها ولذلك قتلهم حاكم مدينة أوترار...
ومنهم من يقول: إن هذا كان عمدا كنوع من الرد على عمليات للسلب و النهب قام بها التتار في بلاد ما وراء النهر و هي بلاد خوارزمية مسلمة
ومنهم من يقول: إن هذا كان فعلا متعمدا بقصد استثارة التتار للحرب ليدخل خوارزم شاه بعد ذلك لمنطقة تركمنستان و التي هي ملك التتار آنذاك و إن كان هذا الرأي مستبعدا لأن "محمد بن خوارزم شاه" لم يكن له أطماع في أرض التتار آنذاك و كل ما كان يريده هو العهد على بقاء كل فريق في مملكته دون تعد على الآخر و ليس من المعقول أن يستثير التتار وهو يعلم أعدادهم و جيوشهم وليس من المعقول أيضا أنه لم يدري عن قوتهم شيئا وهو ملاصقون له تماما وقد ذاع صيت زعيمهم "جنكيز خان" في كل مكان..
ومن المؤرخين أيضا من يقول: إنما أرسل جنكيز خان بعضا من رجاله إلى أرض المسلمين ليقتلوا تجار التتار هناك حتى يكون ذلك سببا في غزو البلاد المسلمة و إن كان هذا الرأي لا يقوم عليه دليل..
و منهم من قال: إن خوارزم شاه طمع في أموال التجار فقتلهم لأجلها..
كل هذه احتمالات واردة لكن المهم في النهاية أن التجار أو جواسيس قد قتلوا ووصل النبأ إلى جنكيز خان فأرسل رسالة إلى "محمد بن خوارزم شاه" يطلب منه تسليم القتلة إليه حتى يحاكمهم بنفسه و لكن "محمد بن خوارزم شاه" اعتبر ذلك تعديا على سيادة البلاد المسلمة فهو لا يسلم مجرما مسلما ليحاكم في بلدة أخرى بشريعة أخرى غير أنه قال: إنه سيحاكمهم في بلاده فإن ثبت بعد التحقيق أنهم مخطئون عاقبهم في بلاده بالقانون السائد فيها وهو الشريعة الإسلامية....
وهذا الكلام و إن كان منطقيا و مقبولا في كل بقاع الأرض إلا أنه بالطبع لم يكن مقنعا لجنكيز خان
أو قل: إن جنكيز خان لم يكن يرغب في الاقتناع فليس المجال مجال حجة أو برهان أو دليل... حقيقة الأمر أن جنكيز خان قد أعد لغزو بلاد المسلمين خططا مسبقة ولن يعطلها شيء و إنما كان يبحث عن علة مناسبة وقد وجد في هذا الأمر العلة التي كان يريدها..
و بدأ الإعصار التتري على بلاد المسلمين ..!

بدأت الهجمة الأولى على دولة خوارزم شاه

وجاء جنكيز خان بجيشه الكبير لغزو خوارزم شاه و خرج له "محمد بن خوارزم شاه" بجيشه أيضا..
والتقى الفريقان في موقعة شنيعة استمرت أربعة أيام متصلة و ذلك شرق نهر سيحون (وهو يعرف الآن بنهر "سرداريا" ويقع في
دولة كازاخستان المسلمة) وقتل من الفريقين خلق كثير و لقد استشهد من المسلمين في هذه الموقعة عشرون ألف و مات من التتار أضعاف ذلك ثم تحاجز الفريقان و انسحب "محمد بن خوارزم شاه" بجيشه لأنه وجد أن أعداد التتار هائلة وذهب ليحصن مدنه الكبرى في مملكته الواسعة (وخاصة العاصمة أوجندة) كان هذا اللقاء الدامي في عام 616 هجرية.
انشغل محمد بن خوارزم شاه في تحضير الجيوش من أطراف دولته ولكن لا ننسى أنه كان منفصلا – بل معاديا- للخلافة العباسية في العراق و لغيرها من الممالك الإسلامية فلم يكن على وفاق مع الأتراك السلاجقة ولا مع الغوريين في الهند.. وهكذا كانت مملكة خوارزم شاه منعزلة عن بقية العالم الإسلامي ووقفت وحيدة في مواجهة الغزو التتري المهول..
وهذا المملكة و إن كانت قوية و تمكنت من الثبات في أول اللقاءات فإنها ولاشك لن تصمد بمفردها أمام الضربات المتوالية..
وفي رأيي أنه مع قوة التتار و بأسهم و أعدادهم إلا أن سبب المأساة الإسلامية بعد ذلك لن يكون في الأساس بسبب هذه القوة و إنما سيكون بسبب التشتت و التشرذم بين ممالك المسلمين.. وصدق الله العظيم إذ يقول: "ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"
فجعل الله عز وجل الفشل قرينا للتنازع و المسلمون كانوا في تنازع مستمر وخلاف دائم وعندما كانت تحدث بعض فترات الهدنة في الحروب مع التتار- كما سنرى- كان المسلمون يغيرون على بعضهم و يأسرون بعضهم و يقتلون بعضهم!!! وقد عُلم يقينا أن من كانت صفتهم فلا يكتب لهم النصر أبدا..
روى الإمام مسلم رحمه الله عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
"...و إني سألت ربي أن لا يهلكها بسَنة عامة، و أن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم و إن ربي قال: يا محمد، إني قضيت قضاءً فإنه لا يرد، و إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها –أو قال من بين أقطارها- حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا."
فالمسلمون كانوا في تلك الآونة يهلكون بعضهم بعضا و يسبي بعضهم بعضا فلا عجب إن غلب عليهم جيش التتار أو غير التتار..
و بالإضافة إلى داء الفرقة فإن هناك خطأ واضحا في إعداد "محمد بن خوارزم" وهو أنه مع اهتمامه بتحصين العاصمة " أورجندة" إلا أنه ترك كل المساحات الشرقية من دولته دون حماية كافية ولكن لماذا يقع قائد محنك خبير بالحروب في مثل هذا الخطأ الساذج؟؟؟؟
الواقع أن الخطأ لم يكن تكتيكيا في المقام الأول ولكنه كان خطأ قلبيا أخلاقيا في الأساس.. لقد اهتم "محمد بن خوارزم" بتأمين نفسه و أسرته و مقربيه و تهاون جدا في تأمين شعبه و حافظ جدا على كنوزه و كنوز آبائه و لكنه أهمل الحفاظ على مقدرات و أملاك شعبه .. و عادة ما تسقط أيضا الشعوب التي تقبل بهذه الأوضاع المقلوبة دون إصلاح ولننظر ماذا تحمل الأيام لمحمد بن خوارزم وشعبه...!!!
ماذا فعل جنكيز خان بعد هذه المعركة الأولى؟
تعالوا نتتبع خطواته في البلاد المسلمة!!

اجتياح بخارى
لقد جهز جنكيز خان جيشه من جديد و أسرع إلى اختراق كل إقليم كازاخستان الكبير ووصل في تقدمه إلى مدينة بخارى المسلمة( في دولة أوزبكستان الآن) وهي بلدة الإمام الجليل و المحدث العظيم " البخاري" رحمه الله وحاصر جنكيز خان البلدة المسلمة في سنة 616 هجرية ثم طلب من أهلها التسليم على التسليم على أن يعطيهم الأمان وكان " محمد بن خوارزم شاه" بعيدا عن بخارى في ذلك الوقت.. فاحتار أهل بخارى: ماذا يفعلون؟؟.. ثم ظهر رأيان:
الأول فقال أصحابه: نقاتل التتار و ندافع عن مدينتنا
و كان الرأي الثاني: نأخذ بالأمان و نفتح الأبواب للتتار لتجنب القتل و ما أدرك هؤلاء أن التتار لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة..
وهكذا انقسم أهل البلد إلى فريقين: فريق من المجاهدين قرر القتال و هؤلاء اعتصموا بالقلعة الكبيرة في المدينة و انضم إليهم فقهاء المدينة وعلماؤها و فريق آخر من المستسلمين وهو الأعظم و الأكبر وهؤلاء قرروا فتح أبواب المدينة و الاعتماد على أمان التتار..!!
و فتحت المدينة المسلمة أبوابها للتتار.. ودخل جنكيز خان إلى المدينة و أعطى أهلها الأمان فعلا.
في أول دخوله خديعة لهم ز ذلك حتى يتمكن من السيطرة على المجاهدين بالقلعة.
و فعلا بدأ جنكيز خان بحصار القلعة بل أمر أهل المدينة من المسلمين أن يساعدوه في ردم الخنادق حول القلعة ليسهل اقتحامها فأطاعوه و فعلوا ذلك!
وحاصر القلعة عشرة أيام... ثم فتح قسرا و لما دخل إليها قاتل من فيها حتى قتلهم جميعا...! ولم يبق بمدينة بخارى مجاهدون..
وهنا بدأ جنكيز خان في خيانة عهده فسأل أهل المدينة عن كنوزها و أموالها و ذهبها و فضتها ثم اصطفى كل ذلك لنفسه ثم أحل المدينة المسلمة لجنده ففعلوا بها ما لا يتخيله عقل..!! وأترك ابن كثير –رحمه الله – يصور لكم هذا الموقف كما جاء في (بداية و النهاية) فيقول:
" فقتلوا من أهلها خلقا لا يعلمهم إلا الله عز وجل و أسروا الذرية و النساء وفعلوا مع النساء الفواحش في حضرة أهلهن...! (ارتكبوا الزنا مع البنت في حضرة أبيها و مع الزوجة في حضرة زوجها) فمن المسلمين من قاتل دون حريمه حتى قتل و منهم من أسر فعذب بأنواع العذاب و كثر البكاء و الضجيج في البلد من النساء و الأطفال و الرجال ثم أشعلت التتار النار في دور بخارى و مدارسها و مساجدها فاحترقت المدينة حتى صارت خاوية على عروشها..."!









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-16, 19:41   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

فاحترقت المدينة حتى صارت خاوية على عروشها..."!
انتهى كلام ابن كثير ولا حول ولا قوة إلا بالله
هلكت المدينة المسلمة
هلك المجاهدون الصابرون فيها وكذلك هلك المستسلمون المتخاذلون
روى البخاري و مسلم عن أم المسلمين زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يا رسول الله أنهلك و فينا الصالحون !" قال: " نعم إذا كثر الخبث"
و كان الخبث قد كثر في هذه البلاد و من الخبث أن لا يرفع المسلمون سيوفهم ليدافعوا عن دينهم و أرضهم و عرضهم و من الخبث أن يصدق المسلمون عهود الكافرين بهم و من الخبث أن يتفرق المسلمون و يتقاتلوا فيما بينهم ومن الخبث ألا يحتكم المسلمون إلى كتاب ربهم و إلى سنة نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم..
هذا كله من الخبث..!!
و إذا كثر الخبث لا بد أن تحدث الهلكة..! وصدق الرسول الحكيم صلى الله عليه وسلم
و هكذا هلكت بخارى في سنة 616 هجرية...!
ولكن..هل كانت هذه آخر المآسي؟ هل كانت آخر الكوارث؟؟..لقد كانت هذه أولى صفحات القصة كانت بداية الطوفان و بداية الإعصار و ستكون صفحات القصة القادمة أشد سوادا و أكثر دماء سيدخل المسلمون في سنة 617 هــ وهي بلا شك من أبشع و أسوأ و أظلم السنوات التي مرت على المسلمين عبر تاريخهم الطويل..
ودخلت سنة 617 هجرية...
و إنا لله و إنا إليه راجعون...!
كانت هذه السنة من أبشع السنوات التي مرت على المسلمين منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم و إلى هذه اللحظة لقد علا فيها نجم التتار..و احتاجوا البلاد الإسلامية اجتياحا لم يُسبق و أحدثوا فيها من المجازر و الفظائع و المنكرات ما لم يُسمع به و مالا يُتخيل أصلا...
ورأى أنه من المناسب أن نقدم لهذه الأحداث بكلام المؤرخ الإسلامي العلامة "ابن الأثير الجزري" رحمه الله في كتابه القيم (الكامل فيلا التاريخ) و كلامه في غاية الأهمية..و يعتبر به جدا في هذا المجال أكثر من غيره لأنه كان معاصرا لكل هذه الأحداث و ليس كل من رأى كمن سمع...
اسمعوا ماذا يقول ابن الأثير رحمه الله وهو يقدم لشرحه لقصة التتار في بلاد المسلمين:
" لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظامها لها كارها لذكرها فأنا أقدم إليه رجلا و أؤخر أخرى فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام و المسلمين؟ و من الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فياليت أمي لم تلدني و ياليتني مت قبل هذا و كنت نسيا منسيا إلا أنه حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها و أنا متوقف ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعا نقول: هذا الفصل يتضمن ذكر الحادثة العظمى و المصيبة الكبرى التي عقمت الأيام و الليالي عن مثلها عمت الخلائق و خصّت المسلمين فلو قال قائل: إن العالم منذ خلق الله سبحانه و تعالى آدم إلى الآن لم يُبتلوا بمثلها لكان صادقا فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا يدانيها.. ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله "بختنصر" ببني إسرائيل من القتل و تخريب البيت المقدس، وما البيت المقدس إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس؟! و ما بنو إسرائيل إلا من قتلوا؟! فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل، ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم و تفنى الدنيا إلا يأجوج و مأجوج، و أما الدجال فإنه يبقي على من تبعه و يهلك من خالفه و هؤلاء لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء و الرجال و الأطفال، وشقوا بطون الحوامل، وقتلوا الأجنة، فإن لله و إن إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لهذه الحادثة التي استطال شررها، وعم ضررها وصارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح.."
كانت هذه مقدمة كتبها ابن الأثير رحمه الله لكلام طويل يفيض ألما و حزنا و هما وغما..
لقد كارثة على العالم الإسلامي.. كارثة بكل المقاييس..كارثة بمقاييس الماضي و الحاضر..وكارثة أيضا لمقاييس المستقبل..
فإن هذه المصيبة فعلا تتضاءل إلى جوارها كثير من مصائب المسلمين فيكل العصور...
ماذا حدث في سنة 617 هجرية؟

اجتياح "سمرقند.." :
فبعد أندمر التتار مدينة بخارى العظيمة، و أهلكوا أهلها و حرقوا ديارها و مساجدها و مدارسها، انتقلوا إلى المدينة المجاورة "سمرقند" (وهي أيضا في دولة أوزباكستان الحالية) و اصطحبوا في طريقهم مجموعة كبيرة من أسرى المسلمين من مدينة بخارى، وكما يقول ابن الأثير:" فصاروا بهم على أقبح صورة فكل من أعيا و عجز عن المشي قتل ..."
أما لماذا كانوا يصطحبون الأسرى معهم؟ فلأسباب كثيرة:
أولا: كانوا يعطون كل عشرة من الأسرى علما من أعلام التتار يرفعونه، فإذا رآهم أحد من بعيد ظن أنهم من التتار، وبذلك تكثر الأعداد في أعين أعدائهم بشكل رهيب ، فلا يتخيلون أنهم يحاربونهم، و تبدأ الهزيمة النفسية تدب في قلوب من يواجهونها..
ثانيا: كانوا يجبرون الأسرى على أن يقاتلوا معهم ضد أعدائهم..
ومن رفض القتال أو لم يظهر فيه قوة قتلوه...
ثالثا: كانوا يتترسون بهم عند لقاء المسلمين، فيضعونهم في أول الصفوف كالدروع لهم ، ويختبئون خلفهم و يطلقون من خلفهم السهام و الرماح،وهم يحتمون بهم..
رابعا: كانوا يقتلونهم على أبواب المدن لبث الرعب في أعدائهم، وإعلامهم أن هذا هو المصير الذي ينتظرهم إذا قاوموا التتار ...
خامسا: كانوا يبادلون بهم الأسرى في حال أسر رجال من التتار في القتال ...وهذا قليل لقلة الهزائم في جيش التتار ...

كيف كان الوضع في "سمرقند"؟
كانت "سمرقند" من حواضر الإسلام العظيمة، و من أغنى مدن المسلمين في ذلك الوقت، ولها قلاع حصينة وأسوار عالية ... ولقيمتها الإستراتيجية و الاقتصادية فقد ترك فيها "محمد بن خوارزم شاه" زعيم الدولة الخوارزمية خمسين ألف جندي خوارزمي لحمايتها...هذا فوق أهلها وكانوا أعدادا ضخمة تقدر بمئات الآلاف ..أما "محمد بن خوارزم شاه" نفسه فقد استقر في عاصمة بلاده مدينة"أورجندة"
وصل جنكيز خان إلى مدينة "سمرقند" وحاصرها من كل الاتجاهات,,, وكان من المفروض أن يخرج له الجيش الخوارزمي النظامي، ولكن لشدة الأسف ..لقد دب الرعب في قلوبهم، وتعلقوا بالحياة تعلقا مخزيا، فأبوا أن يخرجوا للدفاع عن المدينة المسلمة..!
فاجتمع أهل البلاد و تباحثوا في أمرهم بعد أن فشلوا في اقناع الجيش المتخاذل أن يخرج للدفاع عنهم..
وقرر بعض الذين في قلوبهم حمية من عامة الناس أن يخرجوا لحرب التتار.. و بالفعل خرج سبعون ألف من شجعان البلاد ، و من أهل الجلد ، ومن أهل العلم..خرجوا جميعا على أرجلهم دون خيول ولا دواب..و لهم يكن لهم من الدراية العسكرية حظا يمكنهم من القتال ولكنهم فعلوا ما كان يجب أن يفعله الجيش المتهاون الذي لم تستيقظ نخوته بعد ...
و عندما رأى التتار أهل "سمرقند" يخرجون لهم قرر القيامة بخدعة خطيرة، وهي الانسحاب المتدرج من حول أساور المدينة، في محاولة لسحب المجاهدين المسلمين بعيدا عن مدينتهم..
وهكذا بدأ التتار يتراجعون عن"سمرقند" و قد نصبوا الكمائن خلفها..ونجحت خطة التتار و بدأ المسلمون المفتقدون لحكمة القتال يطمعون فيهم و يتقدمون خلفهم..
حتى إذا ابتعد الرجال المسلمين عن المدينة بصورة كبيرة أحاط جيش التتار بالمسلمين تماما.. وبدأت عملية تصفية بشعة لأفضل رجال "سمرقند"..
كم من المسلمين قتل في هذا اللقاء غير المتكافئ ؟
لقد قتلوا جميعا..!
لقد استشهدوا عن آخرهم ...!
فقد المسلمون في "سمرقند" سبعين ألف من رجالهم دفعة واحدة..(أتذكرون كيف كانت مأساة المسلمين يوم فقدوا سبعين رجلا فقط في موقعة أحد ؟!). و الحق أن هذه لم يكن مفاجأة ، بل كان أمرا متوقعا، لقد دفع المسلمون ثمن عدم استعدادهم للقتال، وعدم اهتمامهم بالتربية العسكرية لأبنائهم، وعدم الاكتراث بالقوة الهائلة التي تحيط بدولتهم...
و عاد التتار مجددا لحصار "سمرقند"..
و أخذ الجيش الخوارزمي النظامي قرارا مهينا ..!
من لقد قرروا أن يطلبوا الأمان من التتار على أن يفتحوا أبواب البلدة لهم و ذلك مع أنهم يعلمون أن التتار لا يحترمون العهود،ولا يرتبطون بالاتفاقيات، وما أحداث بخارى منهم ببعيد، ولكن تمسكهم بالحياة إلى آخر درجة جعلهم يتعلقون بأهداب أمل مستحيل.. وقال لهم عامة الناس: إن تاريخ التتار معهم واضح..









رد مع اقتباس
قديم 2011-03-30, 15:37   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
biologisme
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووووووور










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التتار, السرجاني, بقلم, د.راغب, جالوت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc