|
|
|||||||
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
| آخر المواضيع |
|
دعوة للحوار (بين السلفية و الاشعرية)
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
رقم المشاركة : 421 | |||||
|
اقتباس:
قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في ستة مواضع. 1 قال البخاري في صحيحه: قال مجاهد: "استوى: علا على العرش". 2 وقال إسحاق بن راهويه: [سمعت بشر بن عمر] قال: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: "{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي ارتفع". 3 وقال محمد بن جرير الطبري في قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَن}: "أي علا وارتفع". 4 وقال أبو عبيدة: "أي صعد". ذكره البغوي في تفسيره. 5 وقال الفراء: {ثُمَّ اسْتَوَى} أي صعد، قاله ابن عباس وهو كقولك: الرجل كان قاعدًا ثم استوى قائما". رواه عنه البيهقي في الصفات له. 6 وروى الدارقطني عن إسحاق الكاذي قال: سمعت أبا العباس ثعلبا يقول في {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: "علا، واستوى الوجه: اتصل، واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها، واستوى إلى السماء: أقبل. هذا الذي نعرف من كلام العرب". 7 وقال داود بن علي: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: "ما معنى قوله: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}"؟ قال: "هو على عرشه كما أخبر. فقال: با أبا عبد الله إنما معناه استولى. فقال: "اسكت لا يقال استولى على الشيء [حتى] يكون له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل: استولى". 8 وقال محمد بن أحمد بن [النضر]: سمعت ابن الأعرابي صاحب اللغة يقول: أرادني ابن أبي [دؤاد] أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بمعنى استولى، فقلت: "والله ما يكون هذا ولا أصبته". 9 وقال أبو العالية الرياحي: "{اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي ارتفع". نقله البخاري عنه في صحيحه. 10 ورواه محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن الربيع بن أنس عنه. 11 وقال البغوي فيه: قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: ارتفع إلى السماء. 12 وقال الخليل بن أحمد في {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء}: "ارتفع إلى السماء". رواه أبو عمر بن عبد البر في شرح الموطأ له. كتاب العرش لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي رحمه الله تعالى
|
|||||
|
|
|
رقم المشاركة : 422 | ||||
|
اقتباس:
اخبرني بما تعتقده انت لا ما يعتقده فلان وعلان فأسامة لا يمثل سوى نفسه هنا ؟ |
||||
|
|
|
رقم المشاركة : 423 | |||||
|
اقتباس:
وأنت لم تسأل بداية عما أعتقده أنا، وإلا كنتُ أجبتك في كلمتين ثم إننا لسنا بعلماء ولا أصحاب تخصص هنا، وإنما نحن عوام وطلبة علم، وما نقوم به أننا نقرأ لغيرنا ونتبعه عموما، إنّ ما قمت به في آخر مشاركة هو أنني أوردت مجمل الأقوال هنا فيما يتعلق بمعاني (استوى)، كما أنني أدرجت أقوال أهل العلم فيما يخص الجواب المثالي في هذه النقطة ولو أنك قرأت مشاركتي جيدا لقرأت في آخرها موقفي الشخصي وهو: اقتباس:
|
|||||
|
|
|
رقم المشاركة : 424 | ||||
|
اقتباس:
الاستواء لغةً في القرآن الكريم ** (استوى): - (ولمّا بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً) [القصص 14].- (ذو مِرّةٍ فاستوى) [النجم 6]. ** (استوى إلى): - (ثم استوى إلى السماء) [البقرة 29؛ فصلت 11].** (استوى على): - (ثم استوى على العرش) [الأعراف 54، يونس 3؛ ومواضع كثيرة].- (واستوَت على الجوديّ) [هود 44]. - (فإذا استويتَ أنت ومَن معك على الفلك) [المؤمنون 28]. - (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) [الزخرف 13]. - (فاستغلظ فاستوى على سوقه) [الفتح 29]. نظرات لغوية في كتاب الله .. ** أصلُ الاستواء: الاعتدال والاستقامة، استوى: اعتدل. وتتنوّع دلالات الاعتدال بتنوّع السياقات. كاستواء الرَّجُل، والاستواء إلى الشيء، والاستواء على الشيء. ** بالنسبة للصنف الأول وهو الفعل بلا حرف جرّ، (استوى): أي اعتدل. و "استوى الرجل": اعتدل عمره أو صورته. - فأما اعتدال العُمر، فهو بلوغه أربعين سنة. قال تعالى (حتى إذا بلغ أشده واستوى) ويفسّره قوله (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) [الأحقاف 15]. ولذلك فرّق القرآن بين يوسف وموسى، فقال مع يوسف (ولما بلغ أشده آتيناه) وقال مع موسى (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه)، فتأمل. - وأما اعتدال الصورة ففي قوله عن جبريل (ذو مِرّةٍ فاستوى)، إذ رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى على صورته التي خلقه الله عليها. ** بالنسبة للصنف الثاني وهو الفعل يليه حرف الجر "إلى"، (استوى إلى): أي قَصَدَ. قال في اللسان: ((الجوهري: استوى إلى السماء أي قَصَدَ)). وقال: ((قال الزجاج في قوله تعالى "ثم استوى إلى السماء": عَمَدَ وقَصَدَ إلى السماء)). اهـ وقال النسفي في تفسيره: ((الاستواء: الاعتدال والاستقامة. يقال: استوى العود، أي قام واعتدل. ثم قيل: استوى إليه كالسهم المرسل، أي قصده قصداً مستوياً من غير أن يلوي على شيء. ومنه قوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء" أي: أقبل وعمد إلى خلق السموات بعد ما خلق ما في الأرض من غير أن يريد فيما بين ذلك خلق شيء آخر)). اهـ وقال البيضاوي في تفسيره: (("ثم استوى إلى السماء": قصد إليها بإرادته، مِن قولهم: استوى إليه كالسهم المرسل، إذا قصده قصداً مستوياً من غير أن يلوي على شيء)). اهـ وقالا في تفسير الجلالين: (("ثم استوى إلى السماء" بعد خلق الأرض: أي قَصَدَ)). اهـ ** بالنسبة للصنف الثالث وهو الفعل يليه حرف الجر "على"، (استوى على): أي اعتدل عليه واستقرّ . وجاء في القرآن الاستواء على الفلك، والاستواء على الجودي، والاستواء على الأنعام، والاستواء على السُوق، فضلاً عن الاستواء على العرش. - الاستواء على الفُلك: قال الطبري: ((يعنـي تعالـى ذكرُه بقوله "فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك": فإذا اعتدلتَ فـي السفـينة أنت ومعك مَن حملته معك مِن أهلك، راكباً فـيها عالياً فوقها)). اهـ وقال الطبراني في تفسيره: ((قوله تعالى "فإذا استويتَ أنت ومن معك على الفلك": أي إذا اعتدَلْتَ في السفينة رَاكباً واستقرَّ بكَ ولِمن معكَ الفلك في الماء)). اهـ وقال البغوي: (("فإذا استويتَ": اعتدلتَ)). اهـ وقال النسفي: (("فإذا استويتَ أنتَ ومَن معك على الفلك": فإذا تمكنتم عليها راكبين)). اهـ - الاستواء على الجوديّ: قال الطبري: ((استوت: أرْسَت علـى الـجوديّ)). اهـ قال البغوي: (("واستوت" يعني السفينة: استقرّت)). اهـ وقال النسفي: (("واستوت": واستقرّت السفينة)). اهـ وقال البيضاوي: (("واستوت": واستقرت السفينة)). اهـ وقال الجلالان: (("واستوت": وَقَفَت السفينة)). اهـ - الاستواء على الأنعام: قال البقاعي: (("لتستووا" أي: تكونوا مع الاعتدال والاستقرار والتمكن والراحة)). اهـ وقال الجلالان: ((لتستووا": لتستقروا)). اهـ - الاستواء على السُوق: قال النسفي: (("فاستوى على سوقه": فاستقام على قصبه)). اهـ وقال الجلالان: (("فاستوى": قوي واستقام)). اهـ = = = = = = = = = = = وماذا عن الاستيلاء؟ الاستيلاء ليس مرادفاً للاستواء، ولا مِن معانيه، اللهم إلاّ إذا حُمِلَ على معنى التمكّن والتملك لا الغلَبة، ويظلّ بعيداً أيضاً. وكلاهما لا يجوز على الله تعالى: - أما الأول، فيعني أن الله لم يكن متمكناً ولا متملكاً قبل الاستواء. - وأما الثاني، فيعني أن هناك مَن نازع الله على العرشَ. وكلاهما باطل، فظهر فساد القول بالاستيلاء. = = = = = = = = = = = وقد وقع الاستواء في السُنة بمعناه اللغويّ وهو الاعتدال: - (البخاري 652، مسلم 421): ((ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف)). - (البخاري 769): ((استوى قاعداً ثم نهض)). - (البخاري 1470): ((حتى استوى على البيداء)) .. الخ. - وما ورد عن الاستواء على الراحلة والاستواء على المنبر، فمثله مثل الاستواء على السفينة والاستواء على الدابة: الأصل أنه بمعنى الاعتدال والاستقرار، وما كان كذلك فسبيله الاعتلاء. وقد جاءنا عن السلف في الاستواء قولان: مَن يقول هو الاستقرار، ومَن يقول هو العلوّ. وكُلٌ تكلّمت به العرب الذين نزل القرآن بلسانهم. على أن القول بأن استواء الله على العرش لا يعني إلا علوّه، فيه نظر: لأن الله سبحانه لم يكن تحت عرشه قبل هذا ثم صعد عليه. بل علوّ الله سابقٌ على خلق السماوات والأرض، فهو من صفاته الذاتية سبحانه وتعالى. = = = = = = = = = = = = إذا اتضح لك هذا، علمتَ أن المعنى اللغوي للاستواء معلوم، أما كيفيته في الآية الكريمة فمجهولة لا نعلمها ولا طائل من البحث فيها، ولا مجال للعقل أن يتأوّلها. فالله عز وجلّ أثبت لنفسه الاستواء على العرش، فنثبتُه كما أثبته سبحانه. ولكنه لم يخبرنا بكيفيته، فنتوقفُ عند كلام الله ولا نقفو ما ليس لنا به علم. ولذلك لمّا سُئل الإمام مالك عن هذا قال: ((الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)). اهـ |
||||
|
|
|
رقم المشاركة : 425 | |||
|
لو قلنا مثلما قالت الأشاعرة في أن معنى استوى إستولى ، لقدحنا في قوله تعالى : |
|||
|
|
|
رقم المشاركة : 426 | |||
|
أقوال أئمة العربية في الاستواء: أبو عبد الله بن الأعرابي، لغوي زمانه (231هـ): قَالَ داودُ بنُ عليٍّ: كنَّا عندَ ابنِ الأعرابيِّ، فأتاهُ رجلٌ فقالَ: يا أبَا عبدِ الله، ما معنى قولهِ تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، قالَ: هُوَ على عَرْشِهِ كمَا أَخْبَرَ، فقالَ الرجلُ: ليسَ كذلكَ! إنَّما معناهُ استولى، فقالَ: اسكُتْ، ما يدريكَ ما هذا؟ العربُ لا تقولُ للرجلِ استولى على الشيءِ حتَّى يكونَ لهُ فيهِ مضادٌّ، فأيُّهما غلبَ، قيلَ: استولى، والله تعالى لا مضادَّ لهُ، وهُوَ على عَرْشِهِ كمَا أَخْبرَ. ثمَّ قالَ: الاستيلاءُ بعدَ المُغالبةِ، قال النَّابغةُ: ألا لمثلِكَ أو من أنتَ سـابقُـه سبقَ الجوادُ إذا استولَى على الأَمَدِ[47]. ابنُ قُتَيْبَةَ صاحب التصانيف الأدبية المشهورة(276هـ): قَالَ الإمامُ العالمُ ابنُ قُتَيْبَةَ رحمه الله: «نحنُ نقولُ فِي قولهِ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7]: إنَّهُ معهم بالعلمِ بمَا هم عَلَيهِ، كَمَا تقولُ للرجلِ وجهتهُ إِلَى بلدٍ شاسعٍ، ووكلتهُ بأمرٍ من أموركَ: احذرِ التقصيرَ والإغفالَ لشيءٍ ممَّا تقدَّمتُ فيهِ إليكَ فإنِّي معكَ. تريدُ أنَّهُ لاَ يخفى عليَّ تقصيركَ أَوْ جدُّكَ للإشرافِ عليكَ والبحثِ عنْ أموركَ... وكيفَ يسوغُ لأحدٍ أنْ يقولَ: إنَّهُ بكلِّ مكانٍ عَلَى الحلولِ مَعَ قولهِ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] وقولهِ تَعَالَى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. وكيفَ يصعدُ إليهِ شيءٌ هُوَ معهُ؟ أَوْ يرفعُ إليهِ عملٌ وَهُوَ عندهُ؟ وكيفَ تعرجُ الملائكةُ والرُّوحُ إليهِ يومَ القيامة؟»[71]. ثَعْلَب إمامُ العربية (291هـ): قَالَ الحافظُ أبو القاسمِ اللالكائيُّ فِي كتابِ «السنَّةِ»: وجدتُ بخطِّ الدارقطنيِّ عنْ إسحاقَ الكاذي قَالَ: سمعتُ أبا العبَّاسِ ثعلبَ يقولُ: «استوى: أقبلَ عَلَيهِ وإنْ لَمْ يكن معوَّجًا. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29] أقبلَ. و{اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: 4] عَلاَ. واستوى وجهه: اتَّصلَ. واستوى القمرُ: امتلأَ. واستوى زيدٌ وعمرو: تشابها فِي فعلهما وإنْ لَمْ تتشابه شخوصهما. هَذَا الَّذِي نعرفُ منْ كلامِ العرب»[76]. نِفْطَوَيْه شيخُ العربية (323هـ): صنَّفَ الإمامُ النَّحويُّ نفطويه كتابًا في «الردِّ على الجهميَّةِ» وذكرَ فيه أشياء منهَا: قولُ ابنِ الأعرابيِّ الذي مضى ثمَّ قالَ: وسمعتُ داودَ بنَ عليٍّ يقولُ: كانَ المريسيُّ - لا رحمه الله - يقولُ: سبحانَ ربِّي الأسفل. قال: وهذا جهلٌ منْ قائلهِ، وردٌّ لنصِّ كتابِ اللهِ إذْ يقولُ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16][87]. |
|||
|
|
|
رقم المشاركة : 427 | |||||||||
|
الرحمن على العرش استوى فأوردتهم ماء بفيفاء قفرةوقد حلق النجم اليماني فاستوى قلت : فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته . أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه ; لكنه العلي بالإطلاق سبحانه .اهـ تفسير ابن كثير: وأما قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ، ليس هذا موضع بسطها ، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح : مالك ،والأوزاعي ،والثوري ،[ ص: 427 ] والليث بن سعد،والشافعي ،وأحمد بن حنبل،وإسحاق بن راهويهوغيرهم ، من أئمة المسلمين قديما وحديثا ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل . والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله ، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ، و ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) [ الشورى : 11 ] بل الأمر كما قال الأئمة - منهمنعيم بن حماد الخزاعيشيخالبخاري - : " من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر " وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة ، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونفى عن الله تعالى النقائص ، فقد سلك سبيل الهدى . تفسير البغوي: ( ثم استوى على العرش ) قالالكلبيومقاتل: استقر . وقالأبو عبيدة: صعد . وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء ، وأما أهل السنة فيقولون : الاستواء على العرش صفة لله تعالى ، بلا كيف ، يجب على الرجل الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله - عز وجل - . وسأل رجلمالك بن أنسعن قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) طه - 5 ، كيف استوى؟ فأطرق رأسه مليا ، وعلاه[ ص: 236 ] الرحضاء ، ثم قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج . وروي عنسفيان الثوريوالأوزاعيوالليث بن سعدوسفيان بن عيينةوعبد الله بن المباركوغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة : أمروها كما جاءت بلا كيف . والعرش في اللغة: هو السرير. وقيل: هو ما علا فأظل، ومنه عرش الكروم. وقيل: العرش الملك. تفسير القرطبي: قوله تعالى : ثم استوى ثم لترتيب الإخبار لا لترتيب الأمر في نفسه . والاستواء في اللغة : الارتفاع والعلو على الشيء ، قال الله تعالى : فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ، وقال لتستووا على ظهوره ، وقال الشاعر : فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى وقال بعضهم : نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة . وهذا قول المشبهة . وقال بعضهم : نقرؤها ونتأولها ونحيل حملها على ظاهرها . وقال الفراء في قوله عز وجل ثم استوى إلى السماء فسواهن قال : الاستواء في كلام العرب على وجهين ، أحدهما : أن يستوي الرجل وينتهي شبابه وقوته ، أو يستوي عن اعوجاج . فهذان وجهان . ووجه ثالث أن [ ص: 242 ] تقول : كان فلان مقبلا على فلان ، ثم استوى علي وإلي يشاتمني . على معنى أقبل إلي وعلي . فهذا معنى قوله : ثم استوى إلى السماء والله أعلم . قال وقد قال ابن عباس : ثم استوى إلى السماء: صعد . وهذا كقولك : كان قاعدا فاستوى قائما ، وكان قائما فاستوى قاعدا ، وكل ذلك في كلام العرب جائز . وقال البيهقي أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين : قوله استوى بمعنى أقبل - صحيح ، لأن الإقبال هو القصد إلى خلق السماء ، والقصد هو الإرادة ، وذلك جائز في صفات الله تعالى . ولفظة " ثم " تتعلق بالخلق لا بالإرادة. وأما ما حكي عن ابن عباس فإنما أخذه عن تفسير الكلبي ، والكلبي ضعيف. وقال سفيان بن عيينة وابن كيسان في قوله ثم استوى إلى السماء : قصد إليها ، أي بخلقه واختراعه ، فهذا قول . وقيل : على دون تكييف ولا تحديد ، واختاره الطبري . ويذكر عن أبي العالية الرياحي في هذه الآية أنه يقال : استوى بمعنى أنه ارتفع . قال البيهقي : ومراده من ذلك - والله أعلم - ارتفاع أمره ، وهو بخار الماء الذي وقع منه خلق السماء . وقيل : إن المستوي الدخان . وقال ابن عطية : وهذا يأباه وصف الكلام . وقيل : المعنى استولى ، كما قال الشاعر : [ ص: 243 ] قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق قال ابن عطية : وهذا إنما يجيء في قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى . قلت : قد تقدم في قول الفراء علي وإلي بمعنى . وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في سورة " الأعراف " إن شاء الله تعالى . والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع الحركة والنقلة .)اهــ قال تعالى (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) الأعراف التفسير الكبير المسمى البحر المحيط - أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي: وأما استواؤه على العرش فحمله على ظاهره من الاستقرار بذاته على العرش قوم ، والجمهور من السلف السفيانان ومالك والأوزاعي والليث ، وابن المبارك ، وغيرهم في أحاديث الصفات على الإيمان بها وإمرارها على ما أراد الله تعالى من غير تعيين مراد ، وقوم تأولوا ذلك على عدة تأويلات . وقال سفيان الثوري : فعل فعلا في العرش سماه استواء وعن أبي الفضل بن النحوي أنه قال : ( العرش ) مصدر عرش يعرش عرشا والمراد بالعرش في قوله : ( ثم استوى على العرش ) هذا ، وهذا ينبو عنه ما تقرر في الشريعة من أنه جسم مخلوق معين ومسألة الاستواء مذكورة في علم أصول الدين ، وقد أمعن في تقرير ما يمكن تقريره فيها القفال ، أبو عبد الله الرازي وذكر ذلك في التحرير فيطالع هناك.. التفسير الكبير - فخر الدين الرازي: أما قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) فاعلم أنه لا يمكن أن يكون المراد منه كونه مستقرا على العرش ويدل على فساده وجوه عقلية ، ووجوه نقلية . أما العقلية فأمور :..(ثم راح يذكرها بالتفصيل إلى أن قال:..فثبت بمجموع هذه الدلائل العقلية والنقلية أنه لا يمكن حمل قوله : ( ثم استوى على العرش ) على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيز ، وعند هذا حصل للعلماء الراسخين مذهبان : الأول : أن نقطعبكونه تعالى متعاليا عن المكان والجهةولا نخوض في تأويل الآية على التفصيل ، بل نفوض علمها إلى الله ، وهو الذي قررناه في تفسير قوله : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ) [آل عمران : 7] وهذا المذهب هو الذي نختاره ونقول به ونعتمد عليه . والقول الثاني : أن نخوض في تأويله على التفصيل ، وفيه قولان ملخصان : الأول : ما ذكرهالقفال- رحمة الله عليه - فقال : ( العرش ) في كلامهم هو السرير الذي يجلس عليه الملوك ، ثم جعل العرش كناية عن[ ص: 95 ] نفس الملك ، يقال : ثل عرشه أي انتفض ملكه وفسد . وإذا استقام له ملكه واطرد أمره وحكمه قالوا : استوى على عرشه ، واستقر على سرير ملكه ، هذا ما قالهالقفال. وأقول : إن الذي قاله حق وصدق وصواب ، ونظيره قولهم للرجل الطويل : فلان طويل النجاد ، وللرجل الذي يكثر الضيافة : كثير الرماد ، وللرجل الشيخ : فلان اشتعل رأسه شيبا ، وليس المراد في شيء من هذه الألفاظ إجراؤها على ظواهرها ، إنما المراد منها تعريف المقصود على سبيل الكناية فكذا ههنا يذكر الاستواء على العرش ، والمراد نفاذ القدرة وجريان المشيئة . ثم قالالقفال- رحمه الله تعالى - : والله تعالى لما دل على ذاته وعلى صفاته وكيفية تدبيره العالم على الوجه الذي ألفوه من ملوكهم ورؤسائهم استقر في قلوبهم عظمة الله وكمال جلاله ، إلا أن كل ذلك مشروط بنفي التشبيه، فإذا قال : إنه عالم فهموا منه أنه لا يخفى عليه تعالى شيء ، ثم علموا بعقولهم أنه لم يحصل ذلك العلم بفكرة ولا روية ولا باستعمال حاسة ، وإذا قال : قادر علموا منه أنه متمكن من إيجاد الكائنات ، وتكوين الممكنات ، ثم علموا بعقولهم أنه غني في ذلك الإيجاد والتكوين عن الآلات والأدوات ، وسبق المادة والمدة والفكرة والروية ، وهكذا القول في كل صفاته ، وإذا أخبر أن له بيتا يجب على عباده حجه فهموامنه أنه نصب لهم موضعا يقصدونه لمسألة ربهم وطلب حوائجهم كما يقصدون بيوت الملوك والرؤساء لهذا المطلوب ، ثم علموا بعقولهم نفي التشبيه ، وأنه لم يجعل ذلك البيت مسكنا لنفسه ، ولم ينتفع به في دفع الحر والبرد بعينه عن نفسه ، فإذا أمرهم بتحميده وتمجيده فهموا منه أنه أمرهم بنهاية تعظيمه، ثم علموا بعقولهم أنه لا يفرح بذلك التحميد والتعظيم ولا يغتم بتركه والإعراض عنه . إذا عرفت هذه المقدمة فنقول : إنه تعالى أخبر أنه خلق السماوات والأرض كما أراد وشاء من غير منازعولا مدافع ، ثم أخبر بعده أنه استوى على العرش ، أي حصل له تدبير المخلوقات على ما شاء وأراد ، فكان قوله : ( ثم استوى على العرش ) أي بعد أن خلقها استوى على عرش الملك والجلال . ثم قالالقفال: والدليل على أن هذا هو المراد قوله في سورة يونس : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ) [يونس : 3] فقوله : ( يدبر الأمر ) جرى مجرى التفسير لقوله : ( استوى على العرش ) وقال في هذه الآية التي نحن في تفسيرها : ( ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر ) وهذا يدل على أن قوله : ( ثم استوى على العرش ) إشارة إلى ما ذكرناه . فإن قيل : فإذا حملتم قوله : ( ثم استوى على العرش ) على أن المراد : استوى على الملك ، وجب أن يقال : الله لم يكن مستويا قبل خلق السماوات والأرض . قلنا : إنه تعالى إنما كان قبل خلق العوالم قادرا على تخليقها وتكوينها ، وما كان مكونا ولا موجدا لها بأعيانها بالفعل ؛ لأن إحياء زيد ، وإماتة عمرو ، وإطعام هذا وإرواء ذلك لا يحصل إلا عند هذه الأحوال، فإذا فسرنا العرش بالملك والملك بهذه الأحوال ، صح أن يقال : إنه تعالى إنما استوى على ملكه بعد خلق السماوات والأرض بمعنى أنه إنما ظهر تصرفه في هذه الأشياء وتدبيره لها بعد خلق السماوات والأرض، وهذا جواب حق صحيح في هذا الموضع . [ ص: 96 ] والوجه الثاني : في الجواب أن يقال : استوى بمعنى استولى ، وهذا الوجه قد أطلنا في شرحه في سورة طه فلا نعيدههنا . والوجه الثالث : أن نفسر العرش بالملك ونفسر استوى بمعنى علا واستعلى على الملك ، فيكون المعنى : أنهتعالى استعلى على الملك بمعنى أن قدرته نفذت في ترتيب الملك والملكوت ، واعلم أنه تعالى ذكر قوله : ( استوى على العرش ) في سور سبع ؛ إحداها ههنا ، وثانيها في يونس ، وثالثها في الرعد ، ورابعها في طه ، وخامسها في الفرقان ، وسادسهافي السجدة ، وسابعها في الحديد ، وقد ذكرنا في كل موضع فوائد كثيرة ، فمن ضم تلك الفوائد بعضها إلى بعضكثرت وبلغت مبلغا كثيرا وافيا بإزالة شبه التشبيه عن القلب والخاطر .) من خلال مجمل هذه التفاسير فقد رأيت أنهم ذكروا أن الأسلم هو إمرارها كما جاءت وتفسيرها عند الله عز وجل، ومع ذكرهم لبعض معاني كلمة الاستواء، إلا أنهم نزّهوا الله عن مشابهته للخلق، ومن هنا كان موقفهم بشكل عام هو الإيمان بها كما جاءت: اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
وهذا كما ورد عن السيدة ام المؤمنين اقتباس:
فيجب إذا أن يحمل الاستواء لله عز وجل في إطار (ليس كمثله شيء). وكما قال الإمام الأشعري (ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها) وعندما يقول ساداتنا أن الله عز وجل استوى حقيقة فإن مقصودهم اثبات استواء الله عز وجل، بمعنى اثباته كما ورد في القرآن (وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضيالله عنه عن الاستواء فقال : استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ) فالله عز وجل استوى حقيقة لأنه أخبرنا بذلك في كتابه العزيز، لكن هل استوى بمعنى جلس؟ أو بمعنى استقرّ؟ أو بمعنى استولى؟ هل بمعنى حمله العرش كما يحمل الكرسي من يجلس عليه؟ .. كل هذه المعاني البشرية لم ترد في كلام العلماء، نحن ننزه الله عنها، وأعتقد أننا نتفق جميعا في تنزيه الله عز وجل عن تشبيهه بهذه المعاني البشرية.. نحن ندرك معنى الاستواء عند البشر، أما الاستواء المتعلق بالله عز وجل فهذا لا سبيل أبدا لإدراكه أبدا وإذا كنا نقول أن صفات الله وأسمائه توقيفية لا يزاد فيها ولا ينقص منها إلا بنص شرعي..فإن الأولى بنا جميعا أن نأتي بالألفاظ كما وردت في القرآن الكريم (استوى)، وليس في القرآن أو في السنة (بذاته) فمن أين جئنا بها؟ ومع أنه هناك من قال بالإستيلاء، إلا أنني لا أميل إلى هذا الرأي، لكن هم لهم رأيهم وحجتهم في هذه المسألة، لكنني في هذه النقطة أذهب إلى السلف الصالح عندما قالوا أمروها كما جاءت بلا كيف |
|||||||||
|
|
|
رقم المشاركة : 428 | ||||
|
اقتباس:
يريد هذا الجهمي ان يحرف معنى كلام الله جل وعلا واكثر من ذلك فان هذا الجهمي ينقل الينا نقولات كثيرة يريد بها مخالفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفة صريحة واليكم الحديث : روى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: . (إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا - وذكر الخبر إلى قوله- وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والضياء المقدسي والبيهقي وابن خزيمة وابن منده وغيرهم. لكن هذا الجهمي يكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ان الله فوق العرش فنسال الله ان يعامله بما يريد ان يقول ان ليس فوق العرش اله ويخالف حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، آمين. |
||||
|
|
|
رقم المشاركة : 429 | |||
|
|
|||
|
|
|
رقم المشاركة : 430 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
|
|
|
رقم المشاركة : 431 | |||
|
الأخ الكريم moussa salim:
الرّحمن على العرش استوى بمعنى علا وارتفع كما يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل. هل توافق على هذا؟ |
|||
|
|
|
رقم المشاركة : 432 | |||
|
اين هي المشكلة ان كان الله في السماء او في اي مكان انا شخصيا لا يهمني ذلك فلا احتاج الى هذه المعرفة في الوقت الراهن على الاقل بقدر حاجتي الى مطالب اخرى اهم |
|||
|
|
|
رقم المشاركة : 433 | ||||
|
اقتباس:
ان الامر اكبر من ذلك يا سي كمال 1981 |
||||
|
|
|
رقم المشاركة : 434 | ||||
|
اقتباس:
أخبرنا أوّلا عن اعتقادك فهل أنت تؤمن بأنّ الله في السماء؟ أم أنه في كل مكان؟ |
||||
|
|
|
رقم المشاركة : 435 | |||
|
هذا هو التاويل الذي تحرمونه على غيركم، علا ، استقر، استولى،.......الخ
|
|||
|
![]() |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| (بين, للحوار, الاشعرية), السلفية, دعوة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc