دعوة للحوار (بين السلفية و الاشعرية) - الصفحة 29 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دعوة للحوار (بين السلفية و الاشعرية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-15, 16:30   رقم المشاركة : 421
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moussa salim مشاهدة المشاركة
[size=
4]هل تسأل عن معنى هذه الكلمة في اللغة أم عن مدلولها في هذه الآية؟

عموما سأحاول أن أجيب على هذه النقطة بشكل عام، لكن أعذروني على الإطالة فيها؛ لأنها تحتاج منا إلى كثير بيان

اعلم كل صفة مشتركة بين الله عز وجل وبين البشر، وبعبارة أخرى كل صفة لله عز وجل موجودة عند البشر يجب دوما أن تكون في إطار (ليس كمثله شيء) فالله عز وجل موجود، والبشر موجودون، لكن وجود الله عز وجل ليس كوجود البشر، وهكذا..

فيجب إذا أن يحمل الاستواء لله عز وجل في إطار (ليس كمثله شيء).


وحتى لا يكون هناك تشعب كبير، فلا أعتقد أننا سنختلف إذا قلنا أنه لابد من الرجوع إلى أهل اللغة لمعرفة معاني كملة (استوى) طالما أن معاني القرآن لا تخرج بأي حال من الأحوال عن معاني اللغة العربية.


وعندما نرجع إلى المعنى اللغوي لـ (استوى) فإن جذر هذه الكلمة هو (سوي) وقد وردت في عدة مواضع من القرآن الكريم، وتفيد في مجملها (التمام والكمال) .

كما أنها تفيد القصد والإقبال مثل قوله تعالى (..ثم استوى إلى السماء..) . دوما في إطار (ليس كمثله شيء)

ومن معانيها أيضا الاستقرار (واستوت على الجودي).
وفي قوله تعالى ( فاستوى على سوقه) تعنى تم وكمل واعتدل:
- (فاستوى ) : أي تم نباته . ( على سوقه ) : جمع ساق ، كناية عن أصوله) (التفسير الكبير المسمى البحر المحيط- أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي)
- (يعجب هذا الزرع الذي استغلظ فاستوى على سوقه في تمامه وحسن نباته ، وبلوغه وانتهائهالذين زرعوه-تفسير الطبري).

ومن معاني الاستواء التملك والقهر:
قال الفيومي في المصباح المنير (واستولى عليه : غلب عليه وتمكن منه)
قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي فيتاج العروس (واستولى علىالشيء إذا صار في يده)
وقال اللغوي الفيومي في المصباح المنير (واستوى على سرير الملك كناية عنالتملك وإن لم يجلس عليه)

ومن معاني الاستواء العلو:
قال ابن منظور في لسان العرب ما نصه ( قال الأخفش: استوى أي علا، تقول: استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته).

هذه باختصار بعضا من معاني الاستواء

معنى الاستواء في الآية الكريمة:

من كتاب شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد (
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أخرج أبو القاسم اللالكائي في كتابالسنة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غيرمعقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.
ومن طريق الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي و مالكاً و الثوري و الليثبن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفة، فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف) اهــ

و يقول الطبري الإمام المفسر السلفي ما نصّه:"الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه"، ثم ذكر هذه الوجوه ثم قال: "ومنها الاحتياز والاستيلاء،كقولهم: استوى فلان على المملكة بمعنى احتوى عليها وحازها" اهـ (جامع البيان)


قال القاضي أبو بكر بن العربي في (العواصم من القواصم):
فلما قال(الرحمن على العرش استوى) كان المطلوب هنا ثلاثة معانٍ: معنى (الرحمن) ومعنى (استوى) ومعنى (العرش) ومعنى الرحمن معلوم لا خلاف فيه، وأما العرش فهو في العربية لعدة معان فأيها تريدون؟ ولفظ استوى معه محتمل لخمسة عشر معنى في اللغة فأيها تريدون؟ أو أيها تدّعون ظاهراً منها؟ ولِـمَ قلتم: إن العرش ههنا المراد به مخلوق مخصوص فادّعيتموه على العربية والشريعة؟ ولِـمَ قلتم: إن معنى استوى قعد أو جلس، فتحكمون باتصاله بـه، ثم تقولون: إنه أكبر أجزاء منه؟ ثم تحكمهم بأنه أكبر منه بأربع أصابع تحكم لا معنى له.اهــ

وقال البغوي: "أهل السنة يقولون: الاستواء على العرش، صفةبلا كيف يجب على الرجل الإِيمانُ به، ويكل العلم إِلى اللَّه عزّ وجل"

وقال الإِمام الرازي: "إِنه لا يمكن حمل قولهتعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
على الجلوس، والاستقرار، وثقل المكانوالحيز، وعند هذا حصل للعلماء الراسخين مذهباً: القطعُ بكونه تعالى متعالياً عنالمكان والجهة، ولا نخوضُ في تأويلها على التّفصيل، بل نفّوض علمها إلى اللَّهتعالى، وهو الذي قررناه في تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّاللَّه وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}


قال الإمام قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة في إيضاح الدليل [ص107]:
"
إذا ثبت ذلك فمن جعل الاستواء في حقه ما يفهم من صفات المحدثين، وقالاستوى بذاته، أو قال استوى حقيقة، فقد ابتدع بهذه الزيادة التي لم تثبت فيالسنة، ولا عن أحد من الأئمة المقتدى بهم. وزاد بعض الحنابلة المتأخرينفقال: الاستواء مماسة الذات! وأنه على عرشه ما ملأه! وأنه لا بد لذاتهنهاية يعلمها!، وقال آخر: يختص بمكان دون مكان، ومكانه وجود ذاته على عرشه. قال: والأشبه أنه مماس للعرش، والكرسي موضع قدميه!!
وهذا منهم افتراء عظيم، تعالى الله عنه، وجهل بعلم هيئة العالم، فإنالمماسة توجب الجسمية، والقدمين يوجب التشبيه، والإمام أحمد برئ من ذلك،فإن المنقول عنه أنه كان لا يقول بالجهة للباري تعالى، وكان يقول: الاستواءصفة مسلمة، وهو قول بعض السلف رضي الله عنهم"


نقلالبيهقي عن أبي الحسن الأشعري رضي اللَّه عنه: "أن اللَّه فعل في العرشفعلاً سمّاه استواءً، كما فعل في غيره فعلاً سماه رزْقاً ونعمةً، وغيرهمامن أفعاله، ثم لم يكيّف الاستواء إِلا أنه جعله من صفات الفعل لقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. وثُمَّ للتراخي، والتراخي إِنما يكونفي الأفعال، وأفعال اللَّه تعالى توجد بلا مباشرة عنه إِياها ولا حركة. وحكى الأستاذ أبو بكر بن فروّك عن بعض أصحابنا أنه قال: "استوى بمعنى علامن العلو. قال: ولا يُريدُ بذلك علو المسافة والتحيّز، والسكون في المكانمتمكنّاً فيه. ولكن يريد معنى نفي التحيز عنه، وأنه ليس مما يحويه طبق، أويحيط به قطر، ووصْفُ اللَّه بذلك طريقةُ الخبر، ولا يتعدى ما ورد به الخبر"

وقريب من هذا المعنى (أي أن الاستواء هو فعل فعله الله في العرش) ما ورد هنا:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
العلووالاستواء على العرش صفتان من صفات الله تعالى أثبتهما سبحانه لنفسه فيمحكم كتابه وأثبتهما له رسول صلىالله عليه وسلم ويجب الإيمان بهما علىحقيقتهما من غير تعطيل ولا تأويل ولا تشبيهولا تمثيل.
وصفة العلو تقتضي علو الله تعالى على جميع مخلوقاته بما فيها العرش وغيره.
وصفة الاستواء تقتضي علو الله تعالى على عرشه واستواءه عليه ومنه يتبين لك ما بين الصفتين من فرق في المعنى .
ويضيف العلماء هنا :
أن العلو ثابت بالفطرة والنص ، أما الاستواء فثابت بالنص فقط.
وأن العلو صفة ذات لله تعالى ، فهو متصف بها أزلا وأبدا لا تنفك عنه .
وأماالاستواء فهو صفة فعل ، متعلقة بمشيئة الله جل وعلا
والله أعلم. اهــ (المرجع: من هنا)



تفسير الاستواء بالتملك والقهر:
قال الراغب الأصبهاني وهو من أهل اللغة في كتابه المفردات: "ومتى عُدي -أي الاستواء- ب"على" اقتضى معنى الاستيلاء كقوله: {الرحمن على العرشاستوى}" اهـ.


و يقول الطبري الإمام المفسر السلفي:"الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه"، ثم ذكر هذه الوجوه ثم قال: "ومنها الاحتياز والاستيلاء،كقولهم: استوى فلان على المملكة بمعنى احتوى عليها وحازها" اهـ.


وقال اللغوي أبو إسحاق الزجاج : "وقالوا: معنى استوى: استولى" اهـ

وقال اللغوي أبو القاسم الزجاجي ما نصه: "فقول العرب: علا فلان فلانـًا أي غلبه وقهره كما قال الشاعر:
فلما علونا واستوينا عليهم ** تركناهم صرعى لنسر وكاسر
يعني غلبناهم وقهرناهمواستولينا عليهم" اهـ،


وأبو القاسم هذا يقول فيه الذهبي في "السير": "شيخ العربية"، وهذا نص صريحمنه بأن العرب تقول استوى بمعنى القهر والغلبة الذي هو الاستيلاء


قال القاضي أبو بكر بن العربي: إنَّ لكلمةاستوى أكثر من خمسة عشر معنى فمن فـسر استـوى بالاستيلاء والقهر جاء بمايوافق لغة العرب ولم يأت بما يخالف لغة العرب ولا الشريعة المطهرة
وأما حجة من قال أن الاستواء بمعنى الاستيلاء يوحي بالضعف لكان قوله تعالى :"وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ" يوحي ايضًا بالضعف والعجز قبل أن يقهر,والله تعالى كان قاهراً ولم يكن عباد.
وقال الحافظ الزبيدي: فإن قيل: فهذا يُشعر بكونه مغلوبا مقهورا قبلالاستواء قيل إنما يشعر بما قلتم أن لو كان للعرش وجود قبل الخلق وكانقديما والعرش مخلوق وكل ما خلقه حصل مسخرا تحت خلقه فلولا خلْقه إياه لماحدث ولولا إبقاؤه إياه لما بقي ونص على العرش لأنه أعظم المخلوقات فيما نقلإلينا.اهـ وكذا قال الحافظ ابن حجر: وقد ألزمه من فسَّره بالاستيلاء بمثلما ألزم هو به من أنَّه صار قاهراً بعد أن لم يكن، فيلزم أنه صار غالباًبعد أن لم يكن والانفصال عن ذلك للفريقين بالتمسك بقوله تعالى: {وكان الله عليماً حكيماً} فإنَّ أهل العلم بالتفسير قالوا معناه لم يزل كذلك.اهـ


وأحب أن أشير في هذا المقام إلى نقطتين:
01- أن الاستيلاء لا يلزمه أن يكون فيه المغالبة دوما؛ قال عز وجل (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) فهل نجردها من معنى المغالبة؟ فالله دائما وأبدا غالب على أمره
02- أن الألفاظ إذا أضيفت لله عز وجل فإنه يجب أن تحمل على محمل خاص بما يليق مع تنزيه الله عز وجل وفي هذا يقول الإمام أبو الحسن الأشعري بعد رده لتفسير الاستواء بالاستيلاء (..ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها..)

ويقول "أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة الأندلسي" في كتابه بهجة النفوس:
(..وإن ادعوا الأخبار وتعلقوا بقوله عز وجل: )الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى(فباطل أيضا، لأن هذا اللفظ محتمل لأربعة معان وتأويلهم الفاسد خامس لها..
ثم نذكر الآن الوجوه وما يشهد لها من طريق العقل والنقل:
الوجه الأول: أنه قيل في معناه عمد إلى خلق العرش كما قال عز وجل: )ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ( أي عمد إلى خلقها. والحروف في لسان العرب سائغ إبدال بعضها من بعض. يدل على ذلك قوله عليه السلام في حديث الإسراء: «فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ» يريد إلى السماء السادسة...
الوجه الثاني: قيل في معناه السمو والرفعة، كما يقال علا القوم زيد أي ارتفع، ومعلوم أنه لم يستقر عليهم قاعدا، وكما يقال علت الشمس في كبد السماء أي ارتفعت وهي لم تستقر..
الوجه الثالث: قيل في معناه الحكم والقهر، كما يقال استوى زيد على أرض كذا أي ملكهم وقهرهم.
الرابع: قيل إنه اسم من أسماء الله عز وجل ولم يصح اسمه بذلك حتى تم خلق العرش، فسمي بهذه الجملة كما سموا الرجل ببعلبك ومعد يكرب، فلم يصح هذا الإسم إلا بعد تمام الخلق، ومعنى لم يصح أي لم يصح فهمه عندنا كما هو من أسمائه عز وجل مغاير لما غايره، ولم يصح اسمه به إلا بعد ظهور الخلق..
الخامس: ما ذهبوا إليه بتأويلهم الفاسد من أن الموضع يقتضي الحلول والإستقرار.
فانظر إلى هذا النظر الفاسد كيف يصح مع هذه الوجوه الظاهرة، وكيف يصح مع مقتضى لسان العربية الذي يقتضي الحقيقة والمجاز، فجعلوا هذا حقيقيا لا يقتضي المجاز ولم ينظروا إلى دليل يخصص أحد الوجهين الحقيقة أو المجاز، فضعف مركب على ضعف، وكيف يسوغ اعتقاد هذا الوجه المرجوح مع عموم قوله عز وجل: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(، كفى بعموم هذه الآية دليلا على ما تأولوه ليس بحقيقي، فأبطلوا نصا لا يحتمل التأويل وعموما لا يحتمل التخصيص وهو قوله عز وجل )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(بأحد خمس محتملات على ما تقدم وهو مرجوحها.) اهــ

وقد يقول القائل: إذا كان معنى الاستواء هو قهر، فإن الله قاهر كل شيء (وهو القاهر فوق عباده)؟ فلماذا التخصيص بالعرش ؟
فيجاب عنه بقوله تعالى (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التوبة:129
مع أن الله عز وجل هو رب كل شيء

الإمام عبد الرحمن بن محمد الشافعيالمعروف بالمتولي (توفي سنة 874هـ) قال في كتاب الغنية في دفع شبهة من منعتفسير الإستواء بالقهر ما نصه : فإن قيل الإستواء إذا كان بمعنى القهروالغلبة فيقضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه . وقلنا : والاستواء بمعنىالاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والاعوجاج ، وذلك محال في وصفة "

ومن فسّر الاستواء بالاستيلاء أو القهر والغلبة وغيرها من المعاني الأخرى التي تحتملها اللفظة ، فإنه لم يخرج عن نطاق اللغة، طالما أن هناك من اللغويين من أثبت هاته المعاني، ونفي البعض الآخر لها ليس بحجة قاطعة، فليس على العالم أن يعلم ويحيط بكل شيء، كما أن اللغة ليست محصورة عند البعض دون الآخر..

كما أن القاعدة تقول أن المثبت مقدم على المنفي، ومن علم حجة على من لم يعلم..

وكون المعتزلة يقولون بالاستيلاء ، ووجود بعض من أهل السنة يقولون به، لا يعني موافقتهم لفكر المعتزلة، إنما هذا تفسير وصلوا إليه باجتهادهم ومن هؤلاء :
- المفسر أبو الحسن علي بن محمد الماوردي في كتابه "النكت والعيون" (" ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِسورة الأعراف - : فيه قولان.. والثاني: استولى على العرش).
- أبو المعالي عبد الملك بن عبد اللهالجويني الشافعي – إمام الحرمين – في كتابه الإرشاد " الإستواء القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة إذ تقول استوى فلانعلى المملك إذا احتوى على مقاليد الملك واستعلى على الرقاب ".
- المفسر فخر الدين الرازي الشافعي في تفسيره: " فثبت أن المراد استواؤه على عالمالأجسام بالقهر والقدرة والتدبير والحفظ "
وقال في موضع أخر ما نصه : " قال بعض العلماء المراد من الإستواء الإستيلاء"

- القاضي محمد بن إبراهيم الشافعي الشهيرببدر الدين بن جماعة (توفي سنة 733هـ) قال في كتابه (إيضاح الدليل) ما نصه : " فقوله تعالى : " اسْتَوَى" يتعين فيه معنى الإستيلاء والقهر لا القعود والإستقرار"

أقول أن

لقد أحببت أن أورد كل هذه الأقوال حتى نرى من خلالها ما يمكن أن تدل عليه من معان كلها ثابتة.

وإن كنت شخصيا أميل إلى أن الجواب عن آية (الرحمن على العرش استوى) يكون بما أجاب به سيدنا الإمام مالك رضي الله عنه ذلك السائل، وبما أجاب به سيدنا أحمد بن حنبل (وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضيالله عنه عن الاستواء فقال : استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ .)



قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}.
وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في ستة مواضع.
1
قال البخاري في صحيحه: قال مجاهد: "استوى: علا على العرش".
2
وقال إسحاق بن راهويه: [سمعت بشر بن عمر] قال: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: "{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي ارتفع".
3
وقال محمد بن جرير الطبري في قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَن}: "أي علا وارتفع".
4
وقال أبو عبيدة: "أي صعد".
ذكره البغوي في تفسيره.
5
وقال الفراء: {ثُمَّ اسْتَوَى} أي صعد، قاله ابن عباس وهو كقولك: الرجل كان قاعدًا ثم استوى قائما".
رواه عنه البيهقي في الصفات له.
6
وروى الدارقطني عن إسحاق الكاذي قال: سمعت أبا العباس ثعلبا يقول في {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: "علا، واستوى الوجه: اتصل، واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها، واستوى إلى السماء: أقبل. هذا الذي نعرف من كلام العرب".
7
وقال داود بن علي: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: "ما معنى قوله: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}"؟ قال: "هو على عرشه كما أخبر. فقال: با أبا عبد الله إنما معناه استولى. فقال: "اسكت لا يقال استولى على الشيء [حتى] يكون له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل: استولى".
8
وقال محمد بن أحمد بن [النضر]: سمعت ابن الأعرابي صاحب اللغة يقول: أرادني ابن أبي [دؤاد] أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بمعنى استولى، فقلت: "والله ما يكون هذا ولا أصبته".
9
وقال أبو العالية الرياحي: "{اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي ارتفع".
نقله البخاري عنه في صحيحه.
10
ورواه محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن الربيع بن أنس عنه.
11
وقال البغوي فيه: قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: ارتفع إلى السماء.
12
وقال الخليل بن أحمد في {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء}: "ارتفع إلى السماء". رواه أبو عمر بن عبد البر في شرح الموطأ له.

كتاب العرش
لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي رحمه الله تعالى
[/size]








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-07-15, 18:09   رقم المشاركة : 422
معلومات العضو
جرح أليم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moussa salim مشاهدة المشاركة
هل تسأل عن معنى هذه الكلمة في اللغة أم عن مدلولها في هذه الآية؟

عموما سأحاول أن أجيب على هذه النقطة بشكل عام، لكن أعذروني على الإطالة فيها؛ لأنها تحتاج منا إلى كثير بيان

اعلم كل صفة مشتركة بين الله عز وجل وبين البشر، وبعبارة أخرى كل صفة لله عز وجل موجودة عند البشر يجب دوما أن تكون في إطار (ليس كمثله شيء) فالله عز وجل موجود، والبشر موجودون، لكن وجود الله عز وجل ليس كوجود البشر، وهكذا..

فيجب إذا أن يحمل الاستواء لله عز وجل في إطار (ليس كمثله شيء).


وحتى لا يكون هناك تشعب كبير، فلا أعتقد أننا سنختلف إذا قلنا أنه لابد من الرجوع إلى أهل اللغة لمعرفة معاني كملة (استوى) طالما أن معاني القرآن لا تخرج بأي حال من الأحوال عن معاني اللغة العربية.


وعندما نرجع إلى المعنى اللغوي لـ (استوى) فإن جذر هذه الكلمة هو (سوي) وقد وردت في عدة مواضع من القرآن الكريم، وتفيد في مجملها (التمام والكمال) .

كما أنها تفيد القصد والإقبال مثل قوله تعالى (..ثم استوى إلى السماء..) . دوما في إطار (ليس كمثله شيء)

ومن معانيها أيضا الاستقرار (واستوت على الجودي).
وفي قوله تعالى ( فاستوى على سوقه) تعنى تم وكمل واعتدل:
- (فاستوى ) : أي تم نباته . ( على سوقه ) : جمع ساق ، كناية عن أصوله) (التفسير الكبير المسمى البحر المحيط- أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي)
- (يعجب هذا الزرع الذي استغلظ فاستوى على سوقه في تمامه وحسن نباته ، وبلوغه وانتهائهالذين زرعوه-تفسير الطبري).

ومن معاني الاستواء التملك والقهر:
قال الفيومي في المصباح المنير (واستولى عليه : غلب عليه وتمكن منه)
قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي فيتاج العروس (واستولى علىالشيء إذا صار في يده)
وقال اللغوي الفيومي في المصباح المنير (واستوى على سرير الملك كناية عنالتملك وإن لم يجلس عليه)

ومن معاني الاستواء العلو:
قال ابن منظور في لسان العرب ما نصه ( قال الأخفش: استوى أي علا، تقول: استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته).

هذه باختصار بعضا من معاني الاستواء

معنى الاستواء في الآية الكريمة:

من كتاب شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد (
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أخرج أبو القاسم اللالكائي في كتابالسنة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غيرمعقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.
ومن طريق الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي و مالكاً و الثوري و الليثبن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفة، فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف) اهــ

و يقول الطبري الإمام المفسر السلفي ما نصّه:"الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه"، ثم ذكر هذه الوجوه ثم قال: "ومنها الاحتياز والاستيلاء،كقولهم: استوى فلان على المملكة بمعنى احتوى عليها وحازها" اهـ (جامع البيان)


قال القاضي أبو بكر بن العربي في (العواصم من القواصم):
فلما قال(الرحمن على العرش استوى) كان المطلوب هنا ثلاثة معانٍ: معنى (الرحمن) ومعنى (استوى) ومعنى (العرش) ومعنى الرحمن معلوم لا خلاف فيه، وأما العرش فهو في العربية لعدة معان فأيها تريدون؟ ولفظ استوى معه محتمل لخمسة عشر معنى في اللغة فأيها تريدون؟ أو أيها تدّعون ظاهراً منها؟ ولِـمَ قلتم: إن العرش ههنا المراد به مخلوق مخصوص فادّعيتموه على العربية والشريعة؟ ولِـمَ قلتم: إن معنى استوى قعد أو جلس، فتحكمون باتصاله بـه، ثم تقولون: إنه أكبر أجزاء منه؟ ثم تحكمهم بأنه أكبر منه بأربع أصابع تحكم لا معنى له.اهــ

وقال البغوي: "أهل السنة يقولون: الاستواء على العرش، صفةبلا كيف يجب على الرجل الإِيمانُ به، ويكل العلم إِلى اللَّه عزّ وجل"

وقال الإِمام الرازي: "إِنه لا يمكن حمل قولهتعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
على الجلوس، والاستقرار، وثقل المكانوالحيز، وعند هذا حصل للعلماء الراسخين مذهباً: القطعُ بكونه تعالى متعالياً عنالمكان والجهة، ولا نخوضُ في تأويلها على التّفصيل، بل نفّوض علمها إلى اللَّهتعالى، وهو الذي قررناه في تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّاللَّه وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}


قال الإمام قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة في إيضاح الدليل [ص107]:
"
إذا ثبت ذلك فمن جعل الاستواء في حقه ما يفهم من صفات المحدثين، وقالاستوى بذاته، أو قال استوى حقيقة، فقد ابتدع بهذه الزيادة التي لم تثبت فيالسنة، ولا عن أحد من الأئمة المقتدى بهم. وزاد بعض الحنابلة المتأخرينفقال: الاستواء مماسة الذات! وأنه على عرشه ما ملأه! وأنه لا بد لذاتهنهاية يعلمها!، وقال آخر: يختص بمكان دون مكان، ومكانه وجود ذاته على عرشه. قال: والأشبه أنه مماس للعرش، والكرسي موضع قدميه!!
وهذا منهم افتراء عظيم، تعالى الله عنه، وجهل بعلم هيئة العالم، فإنالمماسة توجب الجسمية، والقدمين يوجب التشبيه، والإمام أحمد برئ من ذلك،فإن المنقول عنه أنه كان لا يقول بالجهة للباري تعالى، وكان يقول: الاستواءصفة مسلمة، وهو قول بعض السلف رضي الله عنهم"


نقلالبيهقي عن أبي الحسن الأشعري رضي اللَّه عنه: "أن اللَّه فعل في العرشفعلاً سمّاه استواءً، كما فعل في غيره فعلاً سماه رزْقاً ونعمةً، وغيرهمامن أفعاله، ثم لم يكيّف الاستواء إِلا أنه جعله من صفات الفعل لقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. وثُمَّ للتراخي، والتراخي إِنما يكونفي الأفعال، وأفعال اللَّه تعالى توجد بلا مباشرة عنه إِياها ولا حركة. وحكى الأستاذ أبو بكر بن فروّك عن بعض أصحابنا أنه قال: "استوى بمعنى علامن العلو. قال: ولا يُريدُ بذلك علو المسافة والتحيّز، والسكون في المكانمتمكنّاً فيه. ولكن يريد معنى نفي التحيز عنه، وأنه ليس مما يحويه طبق، أويحيط به قطر، ووصْفُ اللَّه بذلك طريقةُ الخبر، ولا يتعدى ما ورد به الخبر"

وقريب من هذا المعنى (أي أن الاستواء هو فعل فعله الله في العرش) ما ورد هنا:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
العلووالاستواء على العرش صفتان من صفات الله تعالى أثبتهما سبحانه لنفسه فيمحكم كتابه وأثبتهما له رسول صلىالله عليه وسلم ويجب الإيمان بهما علىحقيقتهما من غير تعطيل ولا تأويل ولا تشبيهولا تمثيل.
وصفة العلو تقتضي علو الله تعالى على جميع مخلوقاته بما فيها العرش وغيره.
وصفة الاستواء تقتضي علو الله تعالى على عرشه واستواءه عليه ومنه يتبين لك ما بين الصفتين من فرق في المعنى .
ويضيف العلماء هنا :
أن العلو ثابت بالفطرة والنص ، أما الاستواء فثابت بالنص فقط.
وأن العلو صفة ذات لله تعالى ، فهو متصف بها أزلا وأبدا لا تنفك عنه .
وأماالاستواء فهو صفة فعل ، متعلقة بمشيئة الله جل وعلا
والله أعلم. اهــ (المرجع: من هنا)



تفسير الاستواء بالتملك والقهر:
قال الراغب الأصبهاني وهو من أهل اللغة في كتابه المفردات: "ومتى عُدي -أي الاستواء- ب"على" اقتضى معنى الاستيلاء كقوله: {الرحمن على العرشاستوى}" اهـ.


و يقول الطبري الإمام المفسر السلفي:"الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه"، ثم ذكر هذه الوجوه ثم قال: "ومنها الاحتياز والاستيلاء،كقولهم: استوى فلان على المملكة بمعنى احتوى عليها وحازها" اهـ.


وقال اللغوي أبو إسحاق الزجاج : "وقالوا: معنى استوى: استولى" اهـ

وقال اللغوي أبو القاسم الزجاجي ما نصه: "فقول العرب: علا فلان فلانـًا أي غلبه وقهره كما قال الشاعر:
فلما علونا واستوينا عليهم ** تركناهم صرعى لنسر وكاسر
يعني غلبناهم وقهرناهمواستولينا عليهم" اهـ،


وأبو القاسم هذا يقول فيه الذهبي في "السير": "شيخ العربية"، وهذا نص صريحمنه بأن العرب تقول استوى بمعنى القهر والغلبة الذي هو الاستيلاء


قال القاضي أبو بكر بن العربي: إنَّ لكلمةاستوى أكثر من خمسة عشر معنى فمن فـسر استـوى بالاستيلاء والقهر جاء بمايوافق لغة العرب ولم يأت بما يخالف لغة العرب ولا الشريعة المطهرة
وأما حجة من قال أن الاستواء بمعنى الاستيلاء يوحي بالضعف لكان قوله تعالى :"وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ" يوحي ايضًا بالضعف والعجز قبل أن يقهر,والله تعالى كان قاهراً ولم يكن عباد.
وقال الحافظ الزبيدي: فإن قيل: فهذا يُشعر بكونه مغلوبا مقهورا قبلالاستواء قيل إنما يشعر بما قلتم أن لو كان للعرش وجود قبل الخلق وكانقديما والعرش مخلوق وكل ما خلقه حصل مسخرا تحت خلقه فلولا خلْقه إياه لماحدث ولولا إبقاؤه إياه لما بقي ونص على العرش لأنه أعظم المخلوقات فيما نقلإلينا.اهـ وكذا قال الحافظ ابن حجر: وقد ألزمه من فسَّره بالاستيلاء بمثلما ألزم هو به من أنَّه صار قاهراً بعد أن لم يكن، فيلزم أنه صار غالباًبعد أن لم يكن والانفصال عن ذلك للفريقين بالتمسك بقوله تعالى: {وكان الله عليماً حكيماً} فإنَّ أهل العلم بالتفسير قالوا معناه لم يزل كذلك.اهـ


وأحب أن أشير في هذا المقام إلى نقطتين:
01- أن الاستيلاء لا يلزمه أن يكون فيه المغالبة دوما؛ قال عز وجل (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) فهل نجردها من معنى المغالبة؟ فالله دائما وأبدا غالب على أمره
02- أن الألفاظ إذا أضيفت لله عز وجل فإنه يجب أن تحمل على محمل خاص بما يليق مع تنزيه الله عز وجل وفي هذا يقول الإمام أبو الحسن الأشعري بعد رده لتفسير الاستواء بالاستيلاء (..ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها..)

ويقول "أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة الأندلسي" في كتابه بهجة النفوس:
(..وإن ادعوا الأخبار وتعلقوا بقوله عز وجل: )الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى(فباطل أيضا، لأن هذا اللفظ محتمل لأربعة معان وتأويلهم الفاسد خامس لها..
ثم نذكر الآن الوجوه وما يشهد لها من طريق العقل والنقل:
الوجه الأول: أنه قيل في معناه عمد إلى خلق العرش كما قال عز وجل: )ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ( أي عمد إلى خلقها. والحروف في لسان العرب سائغ إبدال بعضها من بعض. يدل على ذلك قوله عليه السلام في حديث الإسراء: «فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ» يريد إلى السماء السادسة...
الوجه الثاني: قيل في معناه السمو والرفعة، كما يقال علا القوم زيد أي ارتفع، ومعلوم أنه لم يستقر عليهم قاعدا، وكما يقال علت الشمس في كبد السماء أي ارتفعت وهي لم تستقر..
الوجه الثالث: قيل في معناه الحكم والقهر، كما يقال استوى زيد على أرض كذا أي ملكهم وقهرهم.
الرابع: قيل إنه اسم من أسماء الله عز وجل ولم يصح اسمه بذلك حتى تم خلق العرش، فسمي بهذه الجملة كما سموا الرجل ببعلبك ومعد يكرب، فلم يصح هذا الإسم إلا بعد تمام الخلق، ومعنى لم يصح أي لم يصح فهمه عندنا كما هو من أسمائه عز وجل مغاير لما غايره، ولم يصح اسمه به إلا بعد ظهور الخلق..
الخامس: ما ذهبوا إليه بتأويلهم الفاسد من أن الموضع يقتضي الحلول والإستقرار.
فانظر إلى هذا النظر الفاسد كيف يصح مع هذه الوجوه الظاهرة، وكيف يصح مع مقتضى لسان العربية الذي يقتضي الحقيقة والمجاز، فجعلوا هذا حقيقيا لا يقتضي المجاز ولم ينظروا إلى دليل يخصص أحد الوجهين الحقيقة أو المجاز، فضعف مركب على ضعف، وكيف يسوغ اعتقاد هذا الوجه المرجوح مع عموم قوله عز وجل: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(، كفى بعموم هذه الآية دليلا على ما تأولوه ليس بحقيقي، فأبطلوا نصا لا يحتمل التأويل وعموما لا يحتمل التخصيص وهو قوله عز وجل )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(بأحد خمس محتملات على ما تقدم وهو مرجوحها.) اهــ

وقد يقول القائل: إذا كان معنى الاستواء هو قهر، فإن الله قاهر كل شيء (وهو القاهر فوق عباده)؟ فلماذا التخصيص بالعرش ؟
فيجاب عنه بقوله تعالى (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التوبة:129
مع أن الله عز وجل هو رب كل شيء

الإمام عبد الرحمن بن محمد الشافعيالمعروف بالمتولي (توفي سنة 874هـ) قال في كتاب الغنية في دفع شبهة من منعتفسير الإستواء بالقهر ما نصه : فإن قيل الإستواء إذا كان بمعنى القهروالغلبة فيقضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه . وقلنا : والاستواء بمعنىالاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والاعوجاج ، وذلك محال في وصفة "

ومن فسّر الاستواء بالاستيلاء أو القهر والغلبة وغيرها من المعاني الأخرى التي تحتملها اللفظة ، فإنه لم يخرج عن نطاق اللغة، طالما أن هناك من اللغويين من أثبت هاته المعاني، ونفي البعض الآخر لها ليس بحجة قاطعة، فليس على العالم أن يعلم ويحيط بكل شيء، كما أن اللغة ليست محصورة عند البعض دون الآخر..

كما أن القاعدة تقول أن المثبت مقدم على المنفي، ومن علم حجة على من لم يعلم..

وكون المعتزلة يقولون بالاستيلاء ، ووجود بعض من أهل السنة يقولون به، لا يعني موافقتهم لفكر المعتزلة، إنما هذا تفسير وصلوا إليه باجتهادهم ومن هؤلاء :
- المفسر أبو الحسن علي بن محمد الماوردي في كتابه "النكت والعيون" (" ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِسورة الأعراف - : فيه قولان.. والثاني: استولى على العرش).
- أبو المعالي عبد الملك بن عبد اللهالجويني الشافعي – إمام الحرمين – في كتابه الإرشاد " الإستواء القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة إذ تقول استوى فلانعلى المملك إذا احتوى على مقاليد الملك واستعلى على الرقاب ".
- المفسر فخر الدين الرازي الشافعي في تفسيره: " فثبت أن المراد استواؤه على عالمالأجسام بالقهر والقدرة والتدبير والحفظ "
وقال في موضع أخر ما نصه : " قال بعض العلماء المراد من الإستواء الإستيلاء"

- القاضي محمد بن إبراهيم الشافعي الشهيرببدر الدين بن جماعة (توفي سنة 733هـ) قال في كتابه (إيضاح الدليل) ما نصه : " فقوله تعالى : " اسْتَوَى" يتعين فيه معنى الإستيلاء والقهر لا القعود والإستقرار"

أقول أن

لقد أحببت أن أورد كل هذه الأقوال حتى نرى من خلالها ما يمكن أن تدل عليه من معان كلها ثابتة.

وإن كنت شخصيا أميل إلى أن الجواب عن آية (الرحمن على العرش استوى) يكون بما أجاب به سيدنا الإمام مالك رضي الله عنه ذلك السائل، وبما أجاب به سيدنا أحمد بن حنبل (وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضيالله عنه عن الاستواء فقال : استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ .)
كم خيبت ظني فيك فقد كنت أكتب كلمات قصير حتى نصل الى معنى لكنك رحت تنقل لي مجموعة من الأقوال والموضوع ليس لك :
اخبرني بما تعتقده انت لا ما يعتقده فلان وعلان فأسامة لا يمثل سوى نفسه هنا ؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-15, 20:46   رقم المشاركة : 423
معلومات العضو
moussa salim
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
كم خيبت ظني فيك فقد كنت أكتب كلمات قصير حتى نصل الى معنى لكنك رحت تنقل لي مجموعة من الأقوال والموضوع ليس لك :
اخبرني بما تعتقده انت لا ما يعتقده فلان وعلان فأسامة لا يمثل سوى نفسه هنا ؟
العجب منك أنك تنكر عني نقلي لأقوال الغير، مع أنك ما قمت به أنت لحد الساعة هو نقلك لكلام الغير!!! وهذا وحده غاية في العجب، أم أنك تسير بمنطق (حلال علينا حرام على غيرنا)؟!!

وأنت لم تسأل بداية عما أعتقده أنا، وإلا كنتُ أجبتك في كلمتين
ثم إننا لسنا بعلماء ولا أصحاب تخصص هنا، وإنما نحن عوام وطلبة علم، وما نقوم به أننا نقرأ لغيرنا ونتبعه

عموما، إنّ ما قمت به في آخر مشاركة هو أنني أوردت مجمل الأقوال هنا فيما يتعلق بمعاني (استوى)، كما أنني أدرجت أقوال أهل العلم فيما يخص الجواب المثالي في هذه النقطة

ولو أنك قرأت مشاركتي جيدا لقرأت في آخرها موقفي الشخصي وهو:

اقتباس:
وإن كنت شخصيا أميل إلى أن الجواب عن آية (الرحمن على العرش استوى) يكون بما أجاب به سيدنا الإمام مالك رضي الله عنه ذلك السائل، وبما أجاب به سيدنا أحمد بن حنبل (وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضيالله عنه عن الاستواء فقال : استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ .)
هذا هو اعتقادي في المسألة وهو كما أجاب عنها سيدنا الإمام مالك، وكما أجاب عنها سيدنا الإمام أحمد بن حنبل









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-16, 22:55   رقم المشاركة : 424
معلومات العضو
محب السنّة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moussa salim مشاهدة المشاركة
هل تسأل عن معنى هذه الكلمة في اللغة أم عن مدلولها في هذه الآية؟

عموما سأحاول أن أجيب على هذه النقطة بشكل عام، لكن أعذروني على الإطالة فيها؛ لأنها تحتاج منا إلى كثير بيان

اعلم كل صفة مشتركة بين الله عز وجل وبين البشر، وبعبارة أخرى كل صفة لله عز وجل موجودة عند البشر يجب دوما أن تكون في إطار (ليس كمثله شيء) فالله عز وجل موجود، والبشر موجودون، لكن وجود الله عز وجل ليس كوجود البشر، وهكذا..

فيجب إذا أن يحمل الاستواء لله عز وجل في إطار (ليس كمثله شيء).


وحتى لا يكون هناك تشعب كبير، فلا أعتقد أننا سنختلف إذا قلنا أنه لابد من الرجوع إلى أهل اللغة لمعرفة معاني كملة (استوى) طالما أن معاني القرآن لا تخرج بأي حال من الأحوال عن معاني اللغة العربية.


وعندما نرجع إلى المعنى اللغوي لـ (استوى) فإن جذر هذه الكلمة هو (سوي) وقد وردت في عدة مواضع من القرآن الكريم، وتفيد في مجملها (التمام والكمال) .

كما أنها تفيد القصد والإقبال مثل قوله تعالى (..ثم استوى إلى السماء..) . دوما في إطار (ليس كمثله شيء)

ومن معانيها أيضا الاستقرار (واستوت على الجودي).
وفي قوله تعالى ( فاستوى على سوقه) تعنى تم وكمل واعتدل:
- (فاستوى ) : أي تم نباته . ( على سوقه ) : جمع ساق ، كناية عن أصوله) (التفسير الكبير المسمى البحر المحيط- أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي)
- (يعجب هذا الزرع الذي استغلظ فاستوى على سوقه في تمامه وحسن نباته ، وبلوغه وانتهائهالذين زرعوه-تفسير الطبري).

ومن معاني الاستواء التملك والقهر:
قال الفيومي في المصباح المنير (واستولى عليه : غلب عليه وتمكن منه)
قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي فيتاج العروس (واستولى علىالشيء إذا صار في يده)
وقال اللغوي الفيومي في المصباح المنير (واستوى على سرير الملك كناية عنالتملك وإن لم يجلس عليه)

ومن معاني الاستواء العلو:
قال ابن منظور في لسان العرب ما نصه ( قال الأخفش: استوى أي علا، تقول: استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته).

هذه باختصار بعضا من معاني الاستواء

معنى الاستواء في الآية الكريمة:

من كتاب شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد (
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أخرج أبو القاسم اللالكائي في كتابالسنة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غيرمعقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.
ومن طريق الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي و مالكاً و الثوري و الليثبن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفة، فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف) اهــ

و يقول الطبري الإمام المفسر السلفي ما نصّه:"الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه"، ثم ذكر هذه الوجوه ثم قال: "ومنها الاحتياز والاستيلاء،كقولهم: استوى فلان على المملكة بمعنى احتوى عليها وحازها" اهـ (جامع البيان)


قال القاضي أبو بكر بن العربي في (العواصم من القواصم):
فلما قال(الرحمن على العرش استوى) كان المطلوب هنا ثلاثة معانٍ: معنى (الرحمن) ومعنى (استوى) ومعنى (العرش) ومعنى الرحمن معلوم لا خلاف فيه، وأما العرش فهو في العربية لعدة معان فأيها تريدون؟ ولفظ استوى معه محتمل لخمسة عشر معنى في اللغة فأيها تريدون؟ أو أيها تدّعون ظاهراً منها؟ ولِـمَ قلتم: إن العرش ههنا المراد به مخلوق مخصوص فادّعيتموه على العربية والشريعة؟ ولِـمَ قلتم: إن معنى استوى قعد أو جلس، فتحكمون باتصاله بـه، ثم تقولون: إنه أكبر أجزاء منه؟ ثم تحكمهم بأنه أكبر منه بأربع أصابع تحكم لا معنى له.اهــ

وقال البغوي: "أهل السنة يقولون: الاستواء على العرش، صفةبلا كيف يجب على الرجل الإِيمانُ به، ويكل العلم إِلى اللَّه عزّ وجل"

وقال الإِمام الرازي: "إِنه لا يمكن حمل قولهتعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
على الجلوس، والاستقرار، وثقل المكانوالحيز، وعند هذا حصل للعلماء الراسخين مذهباً: القطعُ بكونه تعالى متعالياً عنالمكان والجهة، ولا نخوضُ في تأويلها على التّفصيل، بل نفّوض علمها إلى اللَّهتعالى، وهو الذي قررناه في تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّاللَّه وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}


قال الإمام قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة في إيضاح الدليل [ص107]:
"إذا ثبت ذلك فمن جعل الاستواء في حقه ما يفهم من صفات المحدثين، وقالاستوى بذاته، أو قال استوى حقيقة، فقد ابتدع بهذه الزيادة التي لم تثبت فيالسنة، ولا عن أحد من الأئمة المقتدى بهم. وزاد بعض الحنابلة المتأخرينفقال: الاستواء مماسة الذات! وأنه على عرشه ما ملأه! وأنه لا بد لذاتهنهاية يعلمها!، وقال آخر: يختص بمكان دون مكان، ومكانه وجود ذاته على عرشه. قال: والأشبه أنه مماس للعرش، والكرسي موضع قدميه!!
وهذا منهم افتراء عظيم، تعالى الله عنه، وجهل بعلم هيئة العالم، فإنالمماسة توجب الجسمية، والقدمين يوجب التشبيه، والإمام أحمد برئ من ذلك،فإن المنقول عنه أنه كان لا يقول بالجهة للباري تعالى، وكان يقول: الاستواءصفة مسلمة، وهو قول بعض السلف رضي الله عنهم"


نقلالبيهقي عن أبي الحسن الأشعري رضي اللَّه عنه: "أن اللَّه فعل في العرشفعلاً سمّاه استواءً، كما فعل في غيره فعلاً سماه رزْقاً ونعمةً، وغيرهمامن أفعاله، ثم لم يكيّف الاستواء إِلا أنه جعله من صفات الفعل لقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. وثُمَّ للتراخي، والتراخي إِنما يكونفي الأفعال، وأفعال اللَّه تعالى توجد بلا مباشرة عنه إِياها ولا حركة. وحكى الأستاذ أبو بكر بن فروّك عن بعض أصحابنا أنه قال: "استوى بمعنى علامن العلو. قال: ولا يُريدُ بذلك علو المسافة والتحيّز، والسكون في المكانمتمكنّاً فيه. ولكن يريد معنى نفي التحيز عنه، وأنه ليس مما يحويه طبق، أويحيط به قطر، ووصْفُ اللَّه بذلك طريقةُ الخبر، ولا يتعدى ما ورد به الخبر"

وقريب من هذا المعنى (أي أن الاستواء هو فعل فعله الله في العرش) ما ورد هنا:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
العلووالاستواء على العرش صفتان من صفات الله تعالى أثبتهما سبحانه لنفسه فيمحكم كتابه وأثبتهما له رسول صلىالله عليه وسلم ويجب الإيمان بهما علىحقيقتهما من غير تعطيل ولا تأويل ولا تشبيهولا تمثيل.
وصفة العلو تقتضي علو الله تعالى على جميع مخلوقاته بما فيها العرش وغيره.
وصفة الاستواء تقتضي علو الله تعالى على عرشه واستواءه عليه ومنه يتبين لك ما بين الصفتين من فرق في المعنى .
ويضيف العلماء هنا :
أن العلو ثابت بالفطرة والنص ، أما الاستواء فثابت بالنص فقط.
وأن العلو صفة ذات لله تعالى ، فهو متصف بها أزلا وأبدا لا تنفك عنه .
وأماالاستواء فهو صفة فعل ، متعلقة بمشيئة الله جل وعلا
والله أعلم. اهــ (المرجع: من هنا)



تفسير الاستواء بالتملك والقهر:
قال الراغب الأصبهاني وهو من أهل اللغة في كتابه المفردات: "ومتى عُدي -أي الاستواء- ب"على" اقتضى معنى الاستيلاء كقوله: {الرحمن على العرشاستوى}" اهـ.


و يقول الطبري الإمام المفسر السلفي:"الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه"، ثم ذكر هذه الوجوه ثم قال: "ومنها الاحتياز والاستيلاء،كقولهم: استوى فلان على المملكة بمعنى احتوى عليها وحازها" اهـ.


وقال اللغوي أبو إسحاق الزجاج : "وقالوا: معنى استوى: استولى" اهـ

وقال اللغوي أبو القاسم الزجاجي ما نصه: "فقول العرب: علا فلان فلانـًا أي غلبه وقهره كما قال الشاعر:
فلما علونا واستوينا عليهم ** تركناهم صرعى لنسر وكاسر
يعني غلبناهم وقهرناهمواستولينا عليهم" اهـ،


وأبو القاسم هذا يقول فيه الذهبي في "السير": "شيخ العربية"، وهذا نص صريحمنه بأن العرب تقول استوى بمعنى القهر والغلبة الذي هو الاستيلاء


قال القاضي أبو بكر بن العربي: إنَّ لكلمةاستوى أكثر من خمسة عشر معنى فمن فـسر استـوى بالاستيلاء والقهر جاء بمايوافق لغة العرب ولم يأت بما يخالف لغة العرب ولا الشريعة المطهرة
وأما حجة من قال أن الاستواء بمعنى الاستيلاء يوحي بالضعف لكان قوله تعالى :"وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ" يوحي ايضًا بالضعف والعجز قبل أن يقهر,والله تعالى كان قاهراً ولم يكن عباد.
وقال الحافظ الزبيدي: فإن قيل: فهذا يُشعر بكونه مغلوبا مقهورا قبلالاستواء قيل إنما يشعر بما قلتم أن لو كان للعرش وجود قبل الخلق وكانقديما والعرش مخلوق وكل ما خلقه حصل مسخرا تحت خلقه فلولا خلْقه إياه لماحدث ولولا إبقاؤه إياه لما بقي ونص على العرش لأنه أعظم المخلوقات فيما نقلإلينا.اهـ وكذا قال الحافظ ابن حجر: وقد ألزمه من فسَّره بالاستيلاء بمثلما ألزم هو به من أنَّه صار قاهراً بعد أن لم يكن، فيلزم أنه صار غالباًبعد أن لم يكن والانفصال عن ذلك للفريقين بالتمسك بقوله تعالى: {وكان الله عليماً حكيماً} فإنَّ أهل العلم بالتفسير قالوا معناه لم يزل كذلك.اهـ


وأحب أن أشير في هذا المقام إلى نقطتين:
01- أن الاستيلاء لا يلزمه أن يكون فيه المغالبة دوما؛ قال عز وجل (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) فهل نجردها من معنى المغالبة؟ فالله دائما وأبدا غالب على أمره
02- أن الألفاظ إذا أضيفت لله عز وجل فإنه يجب أن تحمل على محمل خاص بما يليق مع تنزيه الله عز وجل وفي هذا يقول الإمام أبو الحسن الأشعري بعد رده لتفسير الاستواء بالاستيلاء (..ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها..)

ويقول "أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة الأندلسي" في كتابه بهجة النفوس:
(..وإن ادعوا الأخبار وتعلقوا بقوله عز وجل: )الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى(فباطل أيضا، لأن هذا اللفظ محتمل لأربعة معان وتأويلهم الفاسد خامس لها..
ثم نذكر الآن الوجوه وما يشهد لها من طريق العقل والنقل:
الوجه الأول: أنه قيل في معناه عمد إلى خلق العرش كما قال عز وجل: )ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ( أي عمد إلى خلقها. والحروف في لسان العرب سائغ إبدال بعضها من بعض. يدل على ذلك قوله عليه السلام في حديث الإسراء: «فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ» يريد إلى السماء السادسة...
الوجه الثاني: قيل في معناه السمو والرفعة، كما يقال علا القوم زيد أي ارتفع، ومعلوم أنه لم يستقر عليهم قاعدا، وكما يقال علت الشمس في كبد السماء أي ارتفعت وهي لم تستقر..
الوجه الثالث: قيل في معناه الحكم والقهر، كما يقال استوى زيد على أرض كذا أي ملكهم وقهرهم.
الرابع: قيل إنه اسم من أسماء الله عز وجل ولم يصح اسمه بذلك حتى تم خلق العرش، فسمي بهذه الجملة كما سموا الرجل ببعلبك ومعد يكرب، فلم يصح هذا الإسم إلا بعد تمام الخلق، ومعنى لم يصح أي لم يصح فهمه عندنا كما هو من أسمائه عز وجل مغاير لما غايره، ولم يصح اسمه به إلا بعد ظهور الخلق..
الخامس: ما ذهبوا إليه بتأويلهم الفاسد من أن الموضع يقتضي الحلول والإستقرار.
فانظر إلى هذا النظر الفاسد كيف يصح مع هذه الوجوه الظاهرة، وكيف يصح مع مقتضى لسان العربية الذي يقتضي الحقيقة والمجاز، فجعلوا هذا حقيقيا لا يقتضي المجاز ولم ينظروا إلى دليل يخصص أحد الوجهين الحقيقة أو المجاز، فضعف مركب على ضعف، وكيف يسوغ اعتقاد هذا الوجه المرجوح مع عموم قوله عز وجل: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(، كفى بعموم هذه الآية دليلا على ما تأولوه ليس بحقيقي، فأبطلوا نصا لا يحتمل التأويل وعموما لا يحتمل التخصيص وهو قوله عز وجل )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(بأحد خمس محتملات على ما تقدم وهو مرجوحها.) اهــ

وقد يقول القائل: إذا كان معنى الاستواء هو قهر، فإن الله قاهر كل شيء (وهو القاهر فوق عباده)؟ فلماذا التخصيص بالعرش ؟
فيجاب عنه بقوله تعالى (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التوبة:129
مع أن الله عز وجل هو رب كل شيء

الإمام عبد الرحمن بن محمد الشافعيالمعروف بالمتولي (توفي سنة 874هـ) قال في كتاب الغنية في دفع شبهة من منعتفسير الإستواء بالقهر ما نصه : فإن قيل الإستواء إذا كان بمعنى القهروالغلبة فيقضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه . وقلنا : والاستواء بمعنىالاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والاعوجاج ، وذلك محال في وصفة "

ومن فسّر الاستواء بالاستيلاء أو القهر والغلبة وغيرها من المعاني الأخرى التي تحتملها اللفظة ، فإنه لم يخرج عن نطاق اللغة، طالما أن هناك من اللغويين من أثبت هاته المعاني، ونفي البعض الآخر لها ليس بحجة قاطعة، فليس على العالم أن يعلم ويحيط بكل شيء، كما أن اللغة ليست محصورة عند البعض دون الآخر..

كما أن القاعدة تقول أن المثبت مقدم على المنفي، ومن علم حجة على من لم يعلم..

وكون المعتزلة يقولون بالاستيلاء ، ووجود بعض من أهل السنة يقولون به، لا يعني موافقتهم لفكر المعتزلة، إنما هذا تفسير وصلوا إليه باجتهادهم ومن هؤلاء :
- المفسر أبو الحسن علي بن محمد الماوردي في كتابه "النكت والعيون" (" ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِسورة الأعراف - : فيه قولان.. والثاني: استولى على العرش).
- أبو المعالي عبد الملك بن عبد اللهالجويني الشافعي – إمام الحرمين – في كتابه الإرشاد " الإستواء القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة إذ تقول استوى فلانعلى المملك إذا احتوى على مقاليد الملك واستعلى على الرقاب ".
- المفسر فخر الدين الرازي الشافعي في تفسيره: " فثبت أن المراد استواؤه على عالمالأجسام بالقهر والقدرة والتدبير والحفظ "
وقال في موضع أخر ما نصه : " قال بعض العلماء المراد من الإستواء الإستيلاء"

- القاضي محمد بن إبراهيم الشافعي الشهيرببدر الدين بن جماعة (توفي سنة 733هـ) قال في كتابه (إيضاح الدليل) ما نصه : " فقوله تعالى : " اسْتَوَى" يتعين فيه معنى الإستيلاء والقهر لا القعود والإستقرار"

أقول أن

لقد أحببت أن أورد كل هذه الأقوال حتى نرى من خلالها ما يمكن أن تدل عليه من معان كلها ثابتة.

وإن كنت شخصيا أميل إلى أن الجواب عن آية (الرحمن على العرش استوى) يكون بما أجاب به سيدنا الإمام مالك رضي الله عنه ذلك السائل، وبما أجاب به سيدنا أحمد بن حنبل (وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضيالله عنه عن الاستواء فقال : استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ .)
الاستواء لغةً في القرآن الكريم


** (استوى):
- (ولمّا بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً) [القصص 14].

- (ذو مِرّةٍ فاستوى) [النجم 6].


** (استوى إلى):
- (ثم استوى إلى السماء) [البقرة 29؛ فصلت 11].


** (استوى على):
- (ثم استوى على العرش) [الأعراف 54، يونس 3؛ ومواضع كثيرة].

- (واستوَت على الجوديّ) [هود 44].
- (فإذا استويتَ أنت ومَن معك على الفلك) [المؤمنون 28].
- (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) [الزخرف 13].
- (فاستغلظ فاستوى على سوقه) [الفتح 29].


نظرات لغوية في كتاب الله ..


** أصلُ الاستواء: الاعتدال والاستقامة، استوى: اعتدل. وتتنوّع دلالات الاعتدال بتنوّع السياقات. كاستواء الرَّجُل، والاستواء إلى الشيء، والاستواء على الشيء.


** بالنسبة للصنف الأول وهو الفعل بلا حرف جرّ، (استوى): أي اعتدل. و "استوى الرجل": اعتدل عمره أو صورته.


- فأما اعتدال العُمر، فهو بلوغه أربعين سنة. قال تعالى (حتى إذا بلغ أشده واستوى) ويفسّره قوله (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) [الأحقاف 15]. ولذلك فرّق القرآن بين يوسف وموسى، فقال مع يوسف (ولما بلغ أشده آتيناه) وقال مع موسى (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه)، فتأمل.


- وأما اعتدال الصورة ففي قوله عن جبريل (ذو مِرّةٍ فاستوى)، إذ رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى على صورته التي خلقه الله عليها.


** بالنسبة للصنف الثاني وهو الفعل يليه حرف الجر "إلى"، (استوى إلى): أي قَصَدَ. قال في اللسان: ((الجوهري: استوى إلى السماء أي قَصَدَ)). وقال: ((قال الزجاج في قوله تعالى "ثم استوى إلى السماء": عَمَدَ وقَصَدَ إلى السماء)). اهـ


وقال النسفي في تفسيره: ((الاستواء: الاعتدال والاستقامة. يقال: استوى العود، أي قام واعتدل. ثم قيل: استوى إليه كالسهم المرسل، أي قصده قصداً مستوياً من غير أن يلوي على شيء. ومنه قوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء" أي: أقبل وعمد إلى خلق السموات بعد ما خلق ما في الأرض من غير أن يريد فيما بين ذلك خلق شيء آخر)). اهـ


وقال البيضاوي في تفسيره: (("ثم استوى إلى السماء": قصد إليها بإرادته، مِن قولهم: استوى إليه كالسهم المرسل، إذا قصده قصداً مستوياً من غير أن يلوي على شيء)). اهـ وقالا في تفسير الجلالين: (("ثم استوى إلى السماء" بعد خلق الأرض: أي قَصَدَ)). اهـ


** بالنسبة للصنف الثالث وهو الفعل يليه حرف الجر "على"، (استوى على): أي اعتدل عليه واستقرّ . وجاء في القرآن الاستواء على الفلك، والاستواء على الجودي، والاستواء على الأنعام، والاستواء على السُوق، فضلاً عن الاستواء على العرش.


- الاستواء على الفُلك:
قال الطبري: ((يعنـي تعالـى ذكرُه بقوله "فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك": فإذا اعتدلتَ فـي السفـينة أنت ومعك مَن حملته معك مِن أهلك، راكباً فـيها عالياً فوقها)). اهـ وقال الطبراني في تفسيره: ((قوله تعالى "فإذا استويتَ أنت ومن معك على الفلك": أي إذا اعتدَلْتَ في السفينة رَاكباً واستقرَّ بكَ ولِمن معكَ الفلك في الماء)). اهـ


وقال البغوي: (("فإذا استويتَ": اعتدلتَ)). اهـ وقال النسفي: (("فإذا استويتَ أنتَ ومَن معك على الفلك": فإذا تمكنتم عليها راكبين)). اهـ


- الاستواء على الجوديّ:
قال الطبري: ((استوت: أرْسَت علـى الـجوديّ)). اهـ قال البغوي: (("واستوت" يعني السفينة: استقرّت)). اهـ وقال النسفي: (("واستوت": واستقرّت السفينة)). اهـ وقال البيضاوي: (("واستوت": واستقرت السفينة)). اهـ وقال الجلالان: (("واستوت": وَقَفَت السفينة)). اهـ




- الاستواء على الأنعام:
قال البقاعي: (("لتستووا" أي: تكونوا مع الاعتدال والاستقرار والتمكن والراحة)). اهـ وقال الجلالان: ((لتستووا": لتستقروا)). اهـ


- الاستواء على السُوق:
قال النسفي: (("فاستوى على سوقه": فاستقام على قصبه)). اهـ وقال الجلالان: (("فاستوى": قوي واستقام)). اهـ


= = = = = = = = = = =


وماذا عن الاستيلاء؟


الاستيلاء ليس مرادفاً للاستواء، ولا مِن معانيه، اللهم إلاّ إذا حُمِلَ على معنى التمكّن والتملك لا الغلَبة، ويظلّ بعيداً أيضاً. وكلاهما لا يجوز على الله تعالى:
- أما الأول، فيعني أن الله لم يكن متمكناً ولا متملكاً قبل الاستواء.
- وأما الثاني، فيعني أن هناك مَن نازع الله على العرشَ.
وكلاهما باطل، فظهر فساد القول بالاستيلاء.


= = = = = = = = = = =


وقد وقع الاستواء في السُنة بمعناه اللغويّ وهو الاعتدال:
- (البخاري 652، مسلم 421): ((ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف)).
- (البخاري 769): ((استوى قاعداً ثم نهض)).
- (البخاري 1470): ((حتى استوى على البيداء)) .. الخ.
- وما ورد عن الاستواء على الراحلة والاستواء على المنبر، فمثله مثل الاستواء على السفينة والاستواء على الدابة: الأصل أنه بمعنى الاعتدال والاستقرار، وما كان كذلك فسبيله الاعتلاء.


وقد جاءنا عن السلف في الاستواء قولان: مَن يقول هو الاستقرار، ومَن يقول هو العلوّ. وكُلٌ تكلّمت به العرب الذين نزل القرآن بلسانهم.


على أن القول بأن استواء الله على العرش لا يعني إلا علوّه، فيه نظر: لأن الله سبحانه لم يكن تحت عرشه قبل هذا ثم صعد عليه. بل علوّ الله سابقٌ على خلق السماوات والأرض، فهو من صفاته الذاتية سبحانه وتعالى.


= = = = = = = = = = = =


إذا اتضح لك هذا، علمتَ أن المعنى اللغوي للاستواء معلوم، أما كيفيته في الآية الكريمة فمجهولة لا نعلمها ولا طائل من البحث فيها، ولا مجال للعقل أن يتأوّلها.


فالله عز وجلّ أثبت لنفسه الاستواء على العرش، فنثبتُه كما أثبته سبحانه. ولكنه لم يخبرنا بكيفيته، فنتوقفُ عند كلام الله ولا نقفو ما ليس لنا به علم.


ولذلك لمّا سُئل الإمام مالك عن هذا قال: ((الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)). اهـ










رد مع اقتباس
قديم 2011-07-16, 22:57   رقم المشاركة : 425
معلومات العضو
محب السنّة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لو قلنا مثلما قالت الأشاعرة في أن معنى استوى إستولى ، لقدحنا في قوله تعالى :

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ المائدة .
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) المائدة .
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... الأعراف .
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42) النور .
أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) ص .
قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) الزمر .

فإن مَن مَلك السموات و الأرض وما بينها ، لم و لن يخرج شيء عن ملكه حتى يُغالِب فيه لإسترجاعه له ، سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ

بل إنه جل جلاله قد نفى الملك عمن دونه فقال :

قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) سبأ .

فهذا إخبار عن الذرة أنها لله فما بالك بالعرش العظيم ، أكان لأحد غير الله حتى يستولي عليه منه !!!.

و نفى الشريك أيضا في ملكه وهو أدنى من المُغالب فقال :

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) الفرقان .

فالشريك أهون من المغالب ، و الله نفى الأول ، ومن باب أولى إنتفاء الثاني ، و أما من قال بغير ذلك فنرد عليه بقوله تعالى :

سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) الزخرف .





هذا و الحمد لله رب العالمين










رد مع اقتباس
قديم 2011-07-17, 22:23   رقم المشاركة : 426
معلومات العضو
محب السنّة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أقوال أئمة العربية في الاستواء:

أبو عبد الله بن الأعرابي، لغوي زمانه (231هـ):
قَالَ داودُ بنُ عليٍّ: كنَّا عندَ ابنِ الأعرابيِّ، فأتاهُ رجلٌ فقالَ: يا أبَا عبدِ الله، ما معنى قولهِ تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، قالَ: هُوَ على عَرْشِهِ كمَا أَخْبَرَ، فقالَ الرجلُ: ليسَ كذلكَ! إنَّما معناهُ استولى، فقالَ: اسكُتْ، ما يدريكَ ما هذا؟ العربُ لا تقولُ للرجلِ استولى على الشيءِ حتَّى يكونَ لهُ فيهِ مضادٌّ، فأيُّهما غلبَ، قيلَ: استولى، والله تعالى لا مضادَّ لهُ، وهُوَ على عَرْشِهِ كمَا أَخْبرَ. ثمَّ قالَ: الاستيلاءُ بعدَ المُغالبةِ، قال النَّابغةُ:

ألا لمثلِكَ أو من أنتَ سـابقُـه سبقَ الجوادُ إذا استولَى على الأَمَدِ[47].

ابنُ قُتَيْبَةَ صاحب التصانيف الأدبية المشهورة(276هـ):
قَالَ الإمامُ العالمُ ابنُ قُتَيْبَةَ رحمه الله: «نحنُ نقولُ فِي قولهِ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7]: إنَّهُ معهم بالعلمِ بمَا هم عَلَيهِ، كَمَا تقولُ للرجلِ وجهتهُ إِلَى بلدٍ شاسعٍ، ووكلتهُ بأمرٍ من أموركَ: احذرِ التقصيرَ والإغفالَ لشيءٍ ممَّا تقدَّمتُ فيهِ إليكَ فإنِّي معكَ. تريدُ أنَّهُ لاَ يخفى عليَّ تقصيركَ أَوْ جدُّكَ للإشرافِ عليكَ والبحثِ عنْ أموركَ...

وكيفَ يسوغُ لأحدٍ أنْ يقولَ: إنَّهُ بكلِّ مكانٍ عَلَى الحلولِ مَعَ قولهِ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] وقولهِ تَعَالَى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
وكيفَ يصعدُ إليهِ شيءٌ هُوَ معهُ؟ أَوْ يرفعُ إليهِ عملٌ وَهُوَ عندهُ؟ وكيفَ تعرجُ الملائكةُ والرُّوحُ إليهِ يومَ القيامة؟»[71].



ثَعْلَب إمامُ العربية (291هـ):
قَالَ الحافظُ أبو القاسمِ اللالكائيُّ فِي كتابِ «السنَّةِ»: وجدتُ بخطِّ الدارقطنيِّ عنْ إسحاقَ الكاذي قَالَ: سمعتُ أبا العبَّاسِ ثعلبَ يقولُ: «استوى: أقبلَ عَلَيهِ وإنْ لَمْ يكن معوَّجًا. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29] أقبلَ. و{اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: 4] عَلاَ. واستوى وجهه: اتَّصلَ. واستوى القمرُ: امتلأَ. واستوى زيدٌ وعمرو: تشابها فِي فعلهما وإنْ لَمْ تتشابه شخوصهما. هَذَا الَّذِي نعرفُ منْ كلامِ العرب»
[76].


نِفْطَوَيْه شيخُ العربية (323هـ):
صنَّفَ الإمامُ النَّحويُّ نفطويه كتابًا في «الردِّ على الجهميَّةِ» وذكرَ فيه أشياء منهَا: قولُ ابنِ الأعرابيِّ الذي مضى ثمَّ قالَ: وسمعتُ داودَ بنَ عليٍّ يقولُ: كانَ المريسيُّ - لا رحمه الله - يقولُ: سبحانَ ربِّي الأسفل. قال: وهذا جهلٌ منْ قائلهِ، وردٌّ لنصِّ كتابِ اللهِ إذْ يقولُ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]
[87].











رد مع اقتباس
قديم 2011-07-18, 21:59   رقم المشاركة : 427
معلومات العضو
moussa salim
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الرحمن على العرش استوى

- والذي ذهب إليه الشيخأبو الحسنوغيره أنه مستو على عرشه بغير حد ولا كيف كما يكون استواء المخلوقين ، وقالابن عباسيريد خلق ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وبعد القيامة .(تفسير القرطبي).
- تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف ، بما أغنى عن إعادته أيضا ، وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف ، إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ، ولا تشبيه ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل .(ابن كثير).


تفسير القرطبي:
قوله تعالىثم استوى على العرشهذه مسألة الاستواء ; وللعلماء فيها كلام وإجراء . وقد بينا أقوال العلماء فيها في " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى " وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا . والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة ، فليس بجهة فوق عندهم ; لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز ، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز ، والتغير والحدوث . هذا قول المتكلمين . وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفيالجهةولا ينطقون بذلك ، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله . ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته . قالمالكرحمه الله : الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة . وكذا قالتأم سلمةرضي الله عنها . وهذا القدر كاف ، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء .
والاستواءفي كلام العرب هو العلو والاستقرار . قال[ ص: 198 ] الجوهري: واستوى من اعوجاج ، واستوى على ظهر دابته ; أي استقر . واستوى إلى السماء أي قصد . واستوى أي استولى وظهر . قال :
قد استوى
بشرعلىالعراقمن غير سيف ودم مهراق

واستوى الرجل أي انتهى شبابه . واستوى الشيء إذا اعتدل . وحكىأبو عمر بن عبد البرعنأبي عبيدةفي قوله تعالى : الرحمن على العرش استوىقال : علا . وقال الشاعر :

فأوردتهم ماء بفيفاء قفرةوقد حلق النجم اليماني فاستوى
أي علا وارتفع .
قلت : فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته . أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه ; لكنه العلي بالإطلاق سبحانه .اهـ


تفسير ابن كثير:
وأما قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ، ليس هذا موضع بسطها ، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح : مالك ،والأوزاعي ،والثوري ،[ ص: 427 ] والليث بن سعد،والشافعي ،وأحمد بن حنبل،وإسحاق بن راهويهوغيرهم ، من أئمة المسلمين قديما وحديثا ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل . والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله ، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ، و ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) [ الشورى : 11 ] بل الأمر كما قال الأئمة - منهمنعيم بن حماد الخزاعيشيخالبخاري - : " من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر " وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة ، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونفى عن الله تعالى النقائص ، فقد سلك سبيل الهدى .

تفسير البغوي:
( ثم استوى على العرش ) قالالكلبيومقاتل: استقر . وقالأبو عبيدة: صعد . وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء ، وأما أهل السنة فيقولون : الاستواء على العرش صفة لله تعالى ، بلا كيف ، يجب على الرجل الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله - عز وجل - . وسأل رجلمالك بن أنسعن قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) طه - 5 ، كيف استوى؟ فأطرق رأسه مليا ، وعلاه[ ص: 236 ] الرحضاء ، ثم قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج .
وروي عنسفيان الثوريوالأوزاعيوالليث بن سعدوسفيان بن عيينةوعبد الله بن المباركوغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة : أمروها كما جاءت بلا كيف .
والعرش في اللغة: هو السرير. وقيل: هو ما علا فأظل، ومنه عرش الكروم. وقيل: العرش الملك.


تفسير القرطبي:
قوله تعالى : ثم استوى ثم لترتيب الإخبار لا لترتيب الأمر في نفسه . والاستواء في اللغة : الارتفاع والعلو على الشيء ، قال الله تعالى : فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ، وقال لتستووا على ظهوره ، وقال الشاعر :
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى
أي ارتفع وعلا ، واستوت الشمس على رأسي واستوت الطير على قمة رأسي ، بمعنى علا . وهذه الآية من المشكلات ، والناس فيها وفيما شاكلها على ثلاثة أوجه قال بعضهم : نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها ، وذهب إليه كثير من الأئمة ، وهذا كما روي عن مالك رحمه الله أن رجلا سأله عن قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى قال مالك : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وأراك رجل سوء أخرجوه .
وقال بعضهم : نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة . وهذا قول المشبهة .
وقال بعضهم : نقرؤها ونتأولها ونحيل حملها على ظاهرها .
وقال الفراء في قوله عز وجل ثم استوى إلى السماء فسواهن قال : الاستواء في كلام العرب على وجهين ، أحدهما : أن يستوي الرجل وينتهي شبابه وقوته ، أو يستوي عن اعوجاج . فهذان وجهان . ووجه ثالث أن [ ص: 242 ] تقول : كان فلان مقبلا على فلان ، ثم استوى علي وإلي يشاتمني . على معنى أقبل إلي وعلي . فهذا معنى قوله : ثم استوى إلى السماء والله أعلم . قال وقد قال ابن عباس : ثم استوى إلى السماء: صعد . وهذا كقولك : كان قاعدا فاستوى قائما ، وكان قائما فاستوى قاعدا ، وكل ذلك في كلام العرب جائز .
وقال البيهقي أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين : قوله استوى بمعنى أقبل - صحيح ، لأن الإقبال هو القصد إلى خلق السماء ، والقصد هو الإرادة ، وذلك جائز في صفات الله تعالى . ولفظة " ثم " تتعلق بالخلق لا بالإرادة. وأما ما حكي عن ابن عباس فإنما أخذه عن تفسير الكلبي ، والكلبي ضعيف. وقال سفيان بن عيينة وابن كيسان في قوله ثم استوى إلى السماء : قصد إليها ، أي بخلقه واختراعه ، فهذا قول . وقيل : على دون تكييف ولا تحديد ، واختاره الطبري . ويذكر عن أبي العالية الرياحي في هذه الآية أنه يقال : استوى بمعنى أنه ارتفع . قال البيهقي : ومراده من ذلك - والله أعلم - ارتفاع أمره ، وهو بخار الماء الذي وقع منه خلق السماء . وقيل : إن المستوي الدخان . وقال ابن عطية : وهذا يأباه وصف الكلام . وقيل : المعنى استولى ، كما قال الشاعر :
[ ص: 243 ]
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
قال ابن عطية : وهذا إنما يجيء في قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى . قلت : قد تقدم في قول الفراء علي وإلي بمعنى . وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في سورة " الأعراف " إن شاء الله تعالى . والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع الحركة والنقلة .)اهــ


قال تعالى (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) الأعراف

التفسير الكبير المسمى البحر المحيط - أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي:

وأما استواؤه على العرش فحمله على ظاهره من الاستقرار بذاته على العرش قوم ، والجمهور من السلف السفيانان ومالك والأوزاعي والليث ، وابن المبارك ، وغيرهم في أحاديث الصفات على الإيمان بها وإمرارها على ما أراد الله تعالى من غير تعيين مراد ، وقوم تأولوا ذلك على عدة تأويلات . وقال سفيان الثوري : فعل فعلا في العرش سماه استواء وعن أبي الفضل بن النحوي أنه قال : ( العرش ) مصدر عرش يعرش عرشا والمراد بالعرش في قوله : ( ثم استوى على العرش ) هذا ، وهذا ينبو عنه ما تقرر في الشريعة من أنه جسم مخلوق معين ومسألة الاستواء مذكورة في علم أصول الدين ، وقد أمعن في تقرير ما يمكن تقريره فيها القفال ، أبو عبد الله الرازي وذكر ذلك في التحرير فيطالع هناك..

التفسير الكبير - فخر الدين الرازي:

أما قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) فاعلم أنه لا يمكن أن يكون المراد منه كونه مستقرا على العرش ويدل على فساده وجوه عقلية ، ووجوه نقلية .
أما العقلية فأمور :..(ثم راح يذكرها بالتفصيل إلى أن قال:..فثبت بمجموع هذه الدلائل العقلية والنقلية أنه لا يمكن حمل قوله : ( ثم استوى على العرش ) على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيز ، وعند هذا حصل للعلماء الراسخين مذهبان :
الأول : أن نقطعبكونه تعالى متعاليا عن المكان والجهةولا نخوض في تأويل الآية على التفصيل ، بل نفوض علمها إلى الله ، وهو الذي قررناه في تفسير قوله : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ) [آل عمران : 7] وهذا المذهب هو الذي نختاره ونقول به ونعتمد عليه .
والقول الثاني : أن نخوض في تأويله على التفصيل ، وفيه قولان ملخصان :
الأول : ما ذكرهالقفال- رحمة الله عليه - فقال : ( العرش ) في كلامهم هو السرير الذي يجلس عليه الملوك ، ثم جعل العرش كناية عن[ ص: 95 ] نفس الملك ، يقال : ثل عرشه أي انتفض ملكه وفسد . وإذا استقام له ملكه واطرد أمره وحكمه قالوا : استوى على عرشه ، واستقر على سرير ملكه ، هذا ما قالهالقفال. وأقول : إن الذي قاله حق وصدق وصواب ، ونظيره قولهم للرجل الطويل : فلان طويل النجاد ، وللرجل الذي يكثر الضيافة : كثير الرماد ، وللرجل الشيخ : فلان اشتعل رأسه شيبا ، وليس المراد في شيء من هذه الألفاظ إجراؤها على ظواهرها ، إنما المراد منها تعريف المقصود على سبيل الكناية فكذا ههنا يذكر الاستواء على العرش ، والمراد نفاذ القدرة وجريان المشيئة
.

ثم قالالقفال- رحمه الله تعالى - : والله تعالى لما دل على ذاته وعلى صفاته وكيفية تدبيره العالم على الوجه الذي ألفوه من ملوكهم ورؤسائهم استقر في قلوبهم عظمة الله وكمال جلاله ، إلا أن كل ذلك مشروط بنفي التشبيه، فإذا قال : إنه عالم فهموا منه أنه لا يخفى عليه تعالى شيء ، ثم علموا بعقولهم أنه لم يحصل ذلك العلم بفكرة ولا روية ولا باستعمال حاسة ، وإذا قال : قادر علموا منه أنه متمكن من إيجاد الكائنات ، وتكوين الممكنات ، ثم علموا بعقولهم أنه غني في ذلك الإيجاد والتكوين عن الآلات والأدوات ، وسبق المادة والمدة والفكرة والروية ، وهكذا القول في كل صفاته ، وإذا أخبر أن له بيتا يجب على عباده حجه فهموامنه أنه نصب لهم موضعا يقصدونه لمسألة ربهم وطلب حوائجهم كما يقصدون بيوت الملوك والرؤساء لهذا المطلوب ، ثم علموا بعقولهم نفي التشبيه ، وأنه لم يجعل ذلك البيت مسكنا لنفسه ، ولم ينتفع به في دفع الحر والبرد بعينه عن نفسه ، فإذا أمرهم بتحميده وتمجيده فهموا منه أنه أمرهم بنهاية تعظيمه، ثم علموا بعقولهم أنه لا يفرح بذلك التحميد والتعظيم ولا يغتم بتركه والإعراض عنه .
إذا عرفت هذه المقدمة فنقول : إنه تعالى أخبر أنه خلق السماوات والأرض كما أراد وشاء من غير منازعولا مدافع ، ثم أخبر بعده أنه استوى على العرش ، أي حصل له تدبير المخلوقات على ما شاء وأراد ، فكان قوله : ( ثم استوى على العرش ) أي بعد أن خلقها استوى على عرش الملك والجلال . ثم قالالقفال: والدليل على أن هذا هو المراد قوله في سورة يونس : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ) [يونس : 3] فقوله : ( يدبر الأمر ) جرى مجرى التفسير لقوله : ( استوى على العرش ) وقال في هذه الآية التي نحن في تفسيرها : ( ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر ) وهذا يدل على أن قوله : ( ثم استوى على العرش ) إشارة إلى ما ذكرناه .
فإن قيل : فإذا حملتم قوله : ( ثم استوى على العرش ) على أن المراد : استوى على الملك ، وجب أن يقال : الله لم يكن مستويا قبل خلق السماوات والأرض .
قلنا : إنه تعالى إنما كان قبل خلق العوالم قادرا على تخليقها وتكوينها ، وما كان مكونا ولا موجدا لها بأعيانها بالفعل ؛ لأن إحياء زيد ، وإماتة عمرو ، وإطعام هذا وإرواء ذلك لا يحصل إلا عند هذه الأحوال، فإذا فسرنا العرش بالملك والملك بهذه الأحوال ، صح أن يقال : إنه تعالى إنما استوى على ملكه بعد خلق السماوات والأرض بمعنى أنه إنما ظهر تصرفه في هذه الأشياء وتدبيره لها بعد خلق السماوات والأرض، وهذا جواب حق صحيح في هذا الموضع .
[
ص: 96 ] والوجه الثاني : في الجواب أن يقال : استوى بمعنى استولى ، وهذا الوجه قد أطلنا في شرحه في سورة طه فلا نعيدههنا .
والوجه الثالث : أن نفسر العرش بالملك ونفسر استوى بمعنى علا واستعلى على الملك ، فيكون المعنى : أنهتعالى استعلى على الملك بمعنى أن قدرته نفذت في ترتيب الملك والملكوت ، واعلم أنه تعالى ذكر قوله : ( استوى على العرش ) في سور سبع ؛ إحداها ههنا ، وثانيها في يونس ، وثالثها في الرعد ، ورابعها في طه ، وخامسها في الفرقان ، وسادسهافي السجدة ، وسابعها في الحديد ، وقد ذكرنا في كل موضع فوائد كثيرة ، فمن ضم تلك الفوائد بعضها إلى بعضكثرت وبلغت مبلغا كثيرا وافيا بإزالة شبه التشبيه عن القلب والخاطر .)



من خلال مجمل هذه التفاسير فقد رأيت أنهم ذكروا أن الأسلم هو إمرارها كما جاءت وتفسيرها عند الله عز وجل، ومع ذكرهم لبعض معاني كلمة الاستواء، إلا أنهم نزّهوا الله عن مشابهته للخلق، ومن هنا كان موقفهم بشكل عام هو الإيمان بها كما جاءت:
اقتباس:
وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف ، إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ، ولا تشبيه ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل .(ابن كثير).

اقتباس:
بل الأمر كما قال الأئمة - منهم نعيم بن حماد الخزاعيشيخ البخاري - : " من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر " وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة ، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونفى عن الله تعالى النقائص ، فقد سلك سبيل الهدى .

اقتباس:
وأما أهل السنة فيقولون : الاستواء على العرش صفة لله تعالى ، بلا كيف ، يجب على الرجل الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله -عز وجل- ..وروي عن سفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة : أمروها كما جاءت بلا كيف..تفسير البغوي

اقتباس:
وهذه الآية من المشكلات ، والناس فيها وفيما شاكلها على ثلاثة أوجه قال بعضهم : نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها ، وذهب إليه كثير من الأئمة ، وهذا كما روي عن مالك رحمه الله أن رجلا..تفسير القرطبي

اقتباس:
وأما استواؤه على العرش فحمله على ظاهره من الاستقرار بذاته على العرش قوم ، والجمهور من السلف السفيانان ومالك والأوزاعي والليث ، وابن المبارك ، وغيرهم في أحاديث الصفات على الإيمان بها وإمرارها على ما أراد الله تعالى من غير تعيين مراد..التفسير الكبير-أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي

وهذا كما ورد عن السيدة ام المؤمنين

اقتباس:
أخرجابن مردويهواللالكائيفي السنةأنأم سلمة أم المؤمنينرضي الله عنها قالت في الجملة : الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود به كفر
وكما قلت سابقا :اعلم كل صفة مشتركة بين الله عز وجل وبين البشر، وبعبارة أخرى كل صفة لله عز وجل موجودة عند البشر يجب دوما أن تكون في إطار (ليس كمثله شيء) فالله عز وجل موجود، والبشر موجودون، لكن وجود الله عز وجل ليس كوجود البشر، وهكذا..
فيجب إذا أن يحمل الاستواء لله عز وجل في إطار (ليس كمثله شيء).


وكما قال الإمام الأشعري (
ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها)

وعندما يقول ساداتنا أن الله عز وجل استوى حقيقة فإن مقصودهم اثبات استواء الله عز وجل، بمعنى اثباته كما ورد في القرآن (وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضيالله عنه عن الاستواء فقال : استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ)
فالله عز وجل استوى حقيقة لأنه أخبرنا بذلك في كتابه العزيز، لكن هل استوى بمعنى جلس؟ أو بمعنى استقرّ؟ أو بمعنى استولى؟ هل بمعنى حمله العرش كما يحمل الكرسي من يجلس عليه؟ .. كل هذه المعاني البشرية لم ترد في كلام العلماء، نحن ننزه الله عنها، وأعتقد أننا نتفق جميعا في تنزيه الله عز وجل عن تشبيهه بهذه المعاني البشرية..
نحن ندرك معنى الاستواء عند البشر، أما الاستواء المتعلق بالله عز وجل فهذا لا سبيل أبدا لإدراكه أبدا

وإذا كنا نقول أن صفات الله وأسمائه توقيفية لا يزاد فيها ولا ينقص منها إلا بنص شرعي..فإن الأولى بنا جميعا أن نأتي بالألفاظ كما وردت في القرآن الكريم (استوى)، وليس في القرآن أو في السنة (بذاته) فمن أين جئنا بها؟

ومع أنه هناك من قال بالإستيلاء، إلا أنني لا أميل إلى هذا الرأي، لكن هم لهم رأيهم وحجتهم في هذه المسألة، لكنني في هذه النقطة أذهب إلى السلف الصالح عندما قالوا أمروها كما جاءت بلا كيف









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-21, 23:14   رقم المشاركة : 428
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moussa salim مشاهدة المشاركة
الرحمن على العرش استوى

- والذي ذهب إليه الشيخأبو الحسنوغيره أنه مستو على عرشه بغير حد ولا كيف كما يكون استواء المخلوقين ، وقالابن عباسيريد خلق ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وبعد القيامة .(تفسير القرطبي).
- تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف ، بما أغنى عن إعادته أيضا ، وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف ، إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ، ولا تشبيه ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل .(ابن كثير).


تفسير القرطبي:
قوله تعالىثم استوى على العرشهذه مسألة الاستواء ; وللعلماء فيها كلام وإجراء . وقد بينا أقوال العلماء فيها في " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى " وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا . والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة ، فليس بجهة فوق عندهم ; لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز ، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز ، والتغير والحدوث . هذا قول المتكلمين . وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفيالجهةولا ينطقون بذلك ، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله . ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته . قالمالكرحمه الله : الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة . وكذا قالتأم سلمةرضي الله عنها . وهذا القدر كاف ، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء .
والاستواءفي كلام العرب هو العلو والاستقرار . قال[ ص: 198 ] الجوهري: واستوى من اعوجاج ، واستوى على ظهر دابته ; أي استقر . واستوى إلى السماء أي قصد . واستوى أي استولى وظهر . قال :
قد استوى
بشرعلىالعراقمن غير سيف ودم مهراق

واستوى الرجل أي انتهى شبابه . واستوى الشيء إذا اعتدل . وحكىأبو عمر بن عبد البرعنأبي عبيدةفي قوله تعالى : الرحمن على العرش استوىقال : علا . وقال الشاعر :
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرةوقد حلق النجم اليماني فاستوى
أي علا وارتفع .
قلت : فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته . أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه ; لكنه العلي بالإطلاق سبحانه .اهـ


تفسير ابن كثير:
وأما قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ، ليس هذا موضع بسطها ، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح : مالك ،والأوزاعي ،والثوري ،[ ص: 427 ] والليث بن سعد،والشافعي ،وأحمد بن حنبل،وإسحاق بن راهويهوغيرهم ، من أئمة المسلمين قديما وحديثا ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل . والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله ، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ، و ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) [ الشورى : 11 ] بل الأمر كما قال الأئمة - منهمنعيم بن حماد الخزاعيشيخالبخاري - : " من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر " وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة ، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونفى عن الله تعالى النقائص ، فقد سلك سبيل الهدى .

تفسير البغوي:
( ثم استوى على العرش ) قالالكلبيومقاتل: استقر . وقالأبو عبيدة: صعد . وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء ، وأما أهل السنة فيقولون : الاستواء على العرش صفة لله تعالى ، بلا كيف ، يجب على الرجل الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله - عز وجل - . وسأل رجلمالك بن أنسعن قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) طه - 5 ، كيف استوى؟ فأطرق رأسه مليا ، وعلاه[ ص: 236 ] الرحضاء ، ثم قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج .
وروي عنسفيان الثوريوالأوزاعيوالليث بن سعدوسفيان بن عيينةوعبد الله بن المباركوغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة : أمروها كما جاءت بلا كيف .
والعرش في اللغة: هو السرير. وقيل: هو ما علا فأظل، ومنه عرش الكروم. وقيل: العرش الملك.


تفسير القرطبي:
قوله تعالى : ثم استوى ثم لترتيب الإخبار لا لترتيب الأمر في نفسه . والاستواء في اللغة : الارتفاع والعلو على الشيء ، قال الله تعالى : فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ، وقال لتستووا على ظهوره ، وقال الشاعر :
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى
أي ارتفع وعلا ، واستوت الشمس على رأسي واستوت الطير على قمة رأسي ، بمعنى علا . وهذه الآية من المشكلات ، والناس فيها وفيما شاكلها على ثلاثة أوجه قال بعضهم : نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها ، وذهب إليه كثير من الأئمة ، وهذا كما روي عن مالك رحمه الله أن رجلا سأله عن قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى قال مالك : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وأراك رجل سوء أخرجوه .
وقال بعضهم : نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة . وهذا قول المشبهة .
وقال بعضهم : نقرؤها ونتأولها ونحيل حملها على ظاهرها .
وقال الفراء في قوله عز وجل ثم استوى إلى السماء فسواهن قال : الاستواء في كلام العرب على وجهين ، أحدهما : أن يستوي الرجل وينتهي شبابه وقوته ، أو يستوي عن اعوجاج . فهذان وجهان . ووجه ثالث أن [ ص: 242 ] تقول : كان فلان مقبلا على فلان ، ثم استوى علي وإلي يشاتمني . على معنى أقبل إلي وعلي . فهذا معنى قوله : ثم استوى إلى السماء والله أعلم . قال وقد قال ابن عباس : ثم استوى إلى السماء: صعد . وهذا كقولك : كان قاعدا فاستوى قائما ، وكان قائما فاستوى قاعدا ، وكل ذلك في كلام العرب جائز .
وقال البيهقي أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين : قوله استوى بمعنى أقبل - صحيح ، لأن الإقبال هو القصد إلى خلق السماء ، والقصد هو الإرادة ، وذلك جائز في صفات الله تعالى . ولفظة " ثم " تتعلق بالخلق لا بالإرادة. وأما ما حكي عن ابن عباس فإنما أخذه عن تفسير الكلبي ، والكلبي ضعيف. وقال سفيان بن عيينة وابن كيسان في قوله ثم استوى إلى السماء : قصد إليها ، أي بخلقه واختراعه ، فهذا قول . وقيل : على دون تكييف ولا تحديد ، واختاره الطبري . ويذكر عن أبي العالية الرياحي في هذه الآية أنه يقال : استوى بمعنى أنه ارتفع . قال البيهقي : ومراده من ذلك - والله أعلم - ارتفاع أمره ، وهو بخار الماء الذي وقع منه خلق السماء . وقيل : إن المستوي الدخان . وقال ابن عطية : وهذا يأباه وصف الكلام . وقيل : المعنى استولى ، كما قال الشاعر :
[ ص: 243 ]
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
قال ابن عطية : وهذا إنما يجيء في قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى . قلت : قد تقدم في قول الفراء علي وإلي بمعنى . وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في سورة " الأعراف " إن شاء الله تعالى . والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع الحركة والنقلة .)اهــ


قال تعالى (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) الأعراف

التفسير الكبير المسمى البحر المحيط - أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي:

وأما استواؤه على العرش فحمله على ظاهره من الاستقرار بذاته على العرش قوم ، والجمهور من السلف السفيانان ومالك والأوزاعي والليث ، وابن المبارك ، وغيرهم في أحاديث الصفات على الإيمان بها وإمرارها على ما أراد الله تعالى من غير تعيين مراد ، وقوم تأولوا ذلك على عدة تأويلات . وقال سفيان الثوري : فعل فعلا في العرش سماه استواء وعن أبي الفضل بن النحوي أنه قال : ( العرش ) مصدر عرش يعرش عرشا والمراد بالعرش في قوله : ( ثم استوى على العرش ) هذا ، وهذا ينبو عنه ما تقرر في الشريعة من أنه جسم مخلوق معين ومسألة الاستواء مذكورة في علم أصول الدين ، وقد أمعن في تقرير ما يمكن تقريره فيها القفال ، أبو عبد الله الرازي وذكر ذلك في التحرير فيطالع هناك..

التفسير الكبير - فخر الدين الرازي:

أما قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) فاعلم أنه لا يمكن أن يكون المراد منه كونه مستقرا على العرش ويدل على فساده وجوه عقلية ، ووجوه نقلية .
أما العقلية فأمور :..(ثم راح يذكرها بالتفصيل إلى أن قال:..فثبت بمجموع هذه الدلائل العقلية والنقلية أنه لا يمكن حمل قوله : ( ثم استوى على العرش ) على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيز ، وعند هذا حصل للعلماء الراسخين مذهبان :
الأول : أن نقطعبكونه تعالى متعاليا عن المكان والجهةولا نخوض في تأويل الآية على التفصيل ، بل نفوض علمها إلى الله ، وهو الذي قررناه في تفسير قوله : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ) [آل عمران : 7] وهذا المذهب هو الذي نختاره ونقول به ونعتمد عليه .
والقول الثاني : أن نخوض في تأويله على التفصيل ، وفيه قولان ملخصان :
الأول : ما ذكرهالقفال- رحمة الله عليه - فقال : ( العرش ) في كلامهم هو السرير الذي يجلس عليه الملوك ، ثم جعل العرش كناية عن[ ص: 95 ] نفس الملك ، يقال : ثل عرشه أي انتفض ملكه وفسد . وإذا استقام له ملكه واطرد أمره وحكمه قالوا : استوى على عرشه ، واستقر على سرير ملكه ، هذا ما قالهالقفال. وأقول : إن الذي قاله حق وصدق وصواب ، ونظيره قولهم للرجل الطويل : فلان طويل النجاد ، وللرجل الذي يكثر الضيافة : كثير الرماد ، وللرجل الشيخ : فلان اشتعل رأسه شيبا ، وليس المراد في شيء من هذه الألفاظ إجراؤها على ظواهرها ، إنما المراد منها تعريف المقصود على سبيل الكناية فكذا ههنا يذكر الاستواء على العرش ، والمراد نفاذ القدرة وجريان المشيئة
.

ثم قالالقفال- رحمه الله تعالى - : والله تعالى لما دل على ذاته وعلى صفاته وكيفية تدبيره العالم على الوجه الذي ألفوه من ملوكهم ورؤسائهم استقر في قلوبهم عظمة الله وكمال جلاله ، إلا أن كل ذلك مشروط بنفي التشبيه، فإذا قال : إنه عالم فهموا منه أنه لا يخفى عليه تعالى شيء ، ثم علموا بعقولهم أنه لم يحصل ذلك العلم بفكرة ولا روية ولا باستعمال حاسة ، وإذا قال : قادر علموا منه أنه متمكن من إيجاد الكائنات ، وتكوين الممكنات ، ثم علموا بعقولهم أنه غني في ذلك الإيجاد والتكوين عن الآلات والأدوات ، وسبق المادة والمدة والفكرة والروية ، وهكذا القول في كل صفاته ، وإذا أخبر أن له بيتا يجب على عباده حجه فهموامنه أنه نصب لهم موضعا يقصدونه لمسألة ربهم وطلب حوائجهم كما يقصدون بيوت الملوك والرؤساء لهذا المطلوب ، ثم علموا بعقولهم نفي التشبيه ، وأنه لم يجعل ذلك البيت مسكنا لنفسه ، ولم ينتفع به في دفع الحر والبرد بعينه عن نفسه ، فإذا أمرهم بتحميده وتمجيده فهموا منه أنه أمرهم بنهاية تعظيمه، ثم علموا بعقولهم أنه لا يفرح بذلك التحميد والتعظيم ولا يغتم بتركه والإعراض عنه .
إذا عرفت هذه المقدمة فنقول : إنه تعالى أخبر أنه خلق السماوات والأرض كما أراد وشاء من غير منازعولا مدافع ، ثم أخبر بعده أنه استوى على العرش ، أي حصل له تدبير المخلوقات على ما شاء وأراد ، فكان قوله : ( ثم استوى على العرش ) أي بعد أن خلقها استوى على عرش الملك والجلال . ثم قالالقفال: والدليل على أن هذا هو المراد قوله في سورة يونس : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ) [يونس : 3] فقوله : ( يدبر الأمر ) جرى مجرى التفسير لقوله : ( استوى على العرش ) وقال في هذه الآية التي نحن في تفسيرها : ( ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر ) وهذا يدل على أن قوله : ( ثم استوى على العرش ) إشارة إلى ما ذكرناه .
فإن قيل : فإذا حملتم قوله : ( ثم استوى على العرش ) على أن المراد : استوى على الملك ، وجب أن يقال : الله لم يكن مستويا قبل خلق السماوات والأرض .
قلنا : إنه تعالى إنما كان قبل خلق العوالم قادرا على تخليقها وتكوينها ، وما كان مكونا ولا موجدا لها بأعيانها بالفعل ؛ لأن إحياء زيد ، وإماتة عمرو ، وإطعام هذا وإرواء ذلك لا يحصل إلا عند هذه الأحوال، فإذا فسرنا العرش بالملك والملك بهذه الأحوال ، صح أن يقال : إنه تعالى إنما استوى على ملكه بعد خلق السماوات والأرض بمعنى أنه إنما ظهر تصرفه في هذه الأشياء وتدبيره لها بعد خلق السماوات والأرض، وهذا جواب حق صحيح في هذا الموضع .
[
ص: 96 ] والوجه الثاني : في الجواب أن يقال : استوى بمعنى استولى ، وهذا الوجه قد أطلنا في شرحه في سورة طه فلا نعيدههنا .
والوجه الثالث : أن نفسر العرش بالملك ونفسر استوى بمعنى علا واستعلى على الملك ، فيكون المعنى : أنهتعالى استعلى على الملك بمعنى أن قدرته نفذت في ترتيب الملك والملكوت ، واعلم أنه تعالى ذكر قوله : ( استوى على العرش ) في سور سبع ؛ إحداها ههنا ، وثانيها في يونس ، وثالثها في الرعد ، ورابعها في طه ، وخامسها في الفرقان ، وسادسهافي السجدة ، وسابعها في الحديد ، وقد ذكرنا في كل موضع فوائد كثيرة ، فمن ضم تلك الفوائد بعضها إلى بعضكثرت وبلغت مبلغا كثيرا وافيا بإزالة شبه التشبيه عن القلب والخاطر .)



من خلال مجمل هذه التفاسير فقد رأيت أنهم ذكروا أن الأسلم هو إمرارها كما جاءت وتفسيرها عند الله عز وجل، ومع ذكرهم لبعض معاني كلمة الاستواء، إلا أنهم نزّهوا الله عن مشابهته للخلق، ومن هنا كان موقفهم بشكل عام هو الإيمان بها كما جاءت:















وهذا كما ورد عن السيدة ام المؤمنين



وكما قلت سابقا :اعلم كل صفة مشتركة بين الله عز وجل وبين البشر، وبعبارة أخرى كل صفة لله عز وجل موجودة عند البشر يجب دوما أن تكون في إطار (ليس كمثله شيء) فالله عز وجل موجود، والبشر موجودون، لكن وجود الله عز وجل ليس كوجود البشر، وهكذا..
فيجب إذا أن يحمل الاستواء لله عز وجل في إطار (ليس كمثله شيء).


وكما قال الإمام الأشعري (
ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها)

وعندما يقول ساداتنا أن الله عز وجل استوى حقيقة فإن مقصودهم اثبات استواء الله عز وجل، بمعنى اثباته كما ورد في القرآن (وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضيالله عنه عن الاستواء فقال : استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ)
فالله عز وجل استوى حقيقة لأنه أخبرنا بذلك في كتابه العزيز، لكن هل استوى بمعنى جلس؟ أو بمعنى استقرّ؟ أو بمعنى استولى؟ هل بمعنى حمله العرش كما يحمل الكرسي من يجلس عليه؟ .. كل هذه المعاني البشرية لم ترد في كلام العلماء، نحن ننزه الله عنها، وأعتقد أننا نتفق جميعا في تنزيه الله عز وجل عن تشبيهه بهذه المعاني البشرية..
نحن ندرك معنى الاستواء عند البشر، أما الاستواء المتعلق بالله عز وجل فهذا لا سبيل أبدا لإدراكه أبدا

وإذا كنا نقول أن صفات الله وأسمائه توقيفية لا يزاد فيها ولا ينقص منها إلا بنص شرعي..فإن الأولى بنا جميعا أن نأتي بالألفاظ كما وردت في القرآن الكريم (استوى)، وليس في القرآن أو في السنة (بذاته) فمن أين جئنا بها؟

ومع أنه هناك من قال بالإستيلاء، إلا أنني لا أميل إلى هذا الرأي، لكن هم لهم رأيهم وحجتهم في هذه المسألة، لكنني في هذه النقطة أذهب إلى السلف الصالح عندما قالوا أمروها كما جاءت بلا كيف

يريد هذا الجهمي ان يحرف معنى كلام الله جل وعلا واكثر من ذلك فان هذا الجهمي ينقل الينا نقولات كثيرة يريد بها مخالفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفة صريحة واليكم الحديث :

روى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: . (إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا - وذكر الخبر إلى قوله- وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والضياء المقدسي والبيهقي وابن خزيمة وابن منده وغيرهم.

لكن هذا الجهمي يكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ان الله فوق العرش فنسال الله ان يعامله بما يريد ان يقول ان ليس فوق العرش اله ويخالف حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، آمين.









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-21, 23:34   رقم المشاركة : 429
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عن جابر بن سليم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته فأمر الأرض فأخذته". حديث صحيح.

وهؤلاء الجهمية يتجرؤون على تكذيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقولون ان الله جل وعلا لا ينظر من فوق عرشه، فلا حول ولا قوة الا بالله.

ثم اذا جئنا الى هذا الحديث الصحيح الذي رواه معاوية بن الحكم السلمي ، قال : " كانت لي غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لي ، فاطلعت ذات يوم ، فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة ، وأنا رجل من بني آدم ، فأسفت فصككتها ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فعظم ذلك علي ، فقلت يا رسول الله ، أفلا أعتقها ؟ قال : ادعها.
فدعوتها ، فقال لها : أين الله ؟ قالت : في السماء.
قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال : أعقتها فإنها مؤمنة ".

فهذا الحديث صحيح يشهد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية التي تعرف ربها في السماء بالايمان فامر مالكها ان يعتقها لانها تعرف الرب جل في علاه، اما هؤلاء الجهمية فمن يشهد لهم بالايمان فقد خالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم لا يعبدون ربا في السماء كما تعبد الجارية المؤمنة رحمها الله، هؤلاء الجهمية اهل جهالة وسفالة، لا يدري الواحد فيهم ماذا يفعل هنا من تكذيب للقرىن والحديث واجماع السلف رضي الله عنهم وارضاهم، فكل جهمي تجد عنده حرج في سماع القرىن الكريم والحديث الصحيح واقوال ابو بكر وعمر وابن رواحة وابن مسعود رضي الله عنهم
.









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-22, 11:13   رقم المشاركة : 430
معلومات العضو
1976m
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرايجي مشاهدة المشاركة
عن جابر بن سليم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته فأمر الأرض فأخذته". حديث صحيح.

وهؤلاء الجهمية يتجرؤون على تكذيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقولون ان الله جل وعلا لا ينظر من فوق عرشه، فلا حول ولا قوة الا بالله.

ثم اذا جئنا الى هذا الحديث الصحيح الذي رواه معاوية بن الحكم السلمي ، قال : " كانت لي غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لي ، فاطلعت ذات يوم ، فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة ، وأنا رجل من بني آدم ، فأسفت فصككتها ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فعظم ذلك علي ، فقلت يا رسول الله ، أفلا أعتقها ؟ قال : ادعها.
فدعوتها ، فقال لها : أين الله ؟ قالت : في السماء.
قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال : أعقتها فإنها مؤمنة ".

فهذا الحديث صحيح يشهد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية التي تعرف ربها في السماء بالايمان فامر مالكها ان يعتقها لانها تعرف الرب جل في علاه، اما هؤلاء الجهمية فمن يشهد لهم بالايمان فقد خالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم لا يعبدون ربا في السماء كما تعبد الجارية المؤمنة رحمها الله، هؤلاء الجهمية اهل جهالة وسفالة، لا يدري الواحد فيهم ماذا يفعل هنا من تكذيب للقرىن والحديث واجماع السلف رضي الله عنهم وارضاهم، فكل جهمي تجد عنده حرج في سماع القرىن الكريم والحديث الصحيح واقوال ابو بكر وعمر وابن رواحة وابن مسعود رضي الله عنهم
.
ارجع الى قول الالباني في هذا الحديث









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-22, 11:56   رقم المشاركة : 431
معلومات العضو
محب السنّة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ الكريم moussa salim:

الرّحمن على العرش استوى بمعنى علا وارتفع كما يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل.
هل توافق على هذا؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-22, 15:45   رقم المشاركة : 432
معلومات العضو
كمال1981
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية كمال1981
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اين هي المشكلة ان كان الله في السماء او في اي مكان انا شخصيا لا يهمني ذلك فلا احتاج الى هذه المعرفة في الوقت الراهن على الاقل بقدر حاجتي الى مطالب اخرى اهم










رد مع اقتباس
قديم 2011-07-22, 17:20   رقم المشاركة : 433
معلومات العضو
KOUNBATA
عضو متألق
 
الصورة الرمزية KOUNBATA
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال1981 مشاهدة المشاركة
اين هي المشكلة ان كان الله في السماء او في اي مكان انا شخصيا لا يهمني ذلك فلا احتاج الى هذه المعرفة في الوقت الراهن على الاقل بقدر حاجتي الى مطالب اخرى اهم

ان الامر اكبر من ذلك يا سي كمال 1981









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-22, 17:58   رقم المشاركة : 434
معلومات العضو
محب السنّة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال1981 مشاهدة المشاركة
اين هي المشكلة ان كان الله في السماء او في اي مكان انا شخصيا لا يهمني ذلك فلا احتاج الى هذه المعرفة في الوقت الراهن على الاقل بقدر حاجتي الى مطالب اخرى اهم

أخبرنا أوّلا عن اعتقادك
فهل أنت
تؤمن بأنّ الله في السماء؟
أم أنه في كل مكان؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-22, 19:44   رقم المشاركة : 435
معلومات العضو
1976m
محظور
 
إحصائية العضو










B8

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب السنّة مشاهدة المشاركة
الأخ الكريم moussa salim:

الرّحمن على العرش استوى بمعنى علا وارتفع كما يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل.
هل توافق على هذا؟
هذا هو التاويل الذي تحرمونه على غيركم، علا ، استقر، استولى،.......الخ









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(بين, للحوار, الاشعرية), السلفية, دعوة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc