اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي
الإمام بان باديس والأشاعرة:
قال الإمام ابن باديس في ترجمته للعلامة محمد رشيد رضا: «دعاه شغفه بكتاب "الإحياء" إلى اقتناء شرحه الجليل للإمام المرتضي الحسيني، فلما طالعه ورأى طريقته الأثرية في تخريج أحاديث "الإحياء" فتح له باب الاشتغال بعلوم الحديث وكتب السنّة، وتخلّص مما في كتاب "الإحياء" من الخطأ الضار -وهو قليل-، ولا سيما عقيدة الجبر والتأويلات الأشعرية والصوفية، والغلو في الزهد وبعض العبادات المبتدعة»الآثار (3/85).
فهل يقال أنه أشعري؟؟؟
الإمام ابن باديس ليس مفوض وهذا هو الدليل
قال رحمه الله في كتاب العقائد"ومن صفاته تعالى العلم الذي تنكشف له جمع المعلومات فيعلمها من الواجبات والجائزات والمستحيلات على ما هي عليه من الحالات وتستوي عنده الجليات والخفيات
لقوله تعالى وكان الله بكل شيء عليما ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ربنا إنك لتعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء
ومن صفاته تعالى السمع الذي تنكشف به جميع المسموعات
ومن صفاته تعالى البصر تنكشف به جميع المبصرات
لقوله تعالى وكان الله سميعا بصيرا قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله
ولحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كنا مع النبي في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعا بصيرا قريبا
رواه البخاري
(1/63)
فكما ترى فهو يثبت الصفة على حقيقتها ويبين مدلولها فالبصر مثلا هو الذي تنكشف به جميع المبصرات
السلفية عند الجمعية ليست هي الأشعرية كما توهم المخالف
يقول الشيخ المؤرخ مبارك الميلي رحمه الله
:« وكان أهل المغرب سلفيين حتى رحل ابن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث انقلاب بالمغرب سياسي علمي ديني ، فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها وسمى المرابطين السلفيين مجسمين ، تم انقلابه على يد عبد المؤمن فتم انتصار الأشاعرة بالمغرب ، واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة ، فلم ينصرها بعدهم إلا أفراد قليلون من أهل العلم في أزمنة مختلفة ، ولشيخ قسنطينة في القرن الثاني عشر عبد القادر الراشدي أبيات في الانتصار للسلفيين طالعها:
خبرا عني المؤول أني كافر بالذي قضته العقول »تاريخ الجزائر في القديم والحديث (711).
قال الشيخ أبو يعلى رحمه الله في كتابه الإسلام الصحيح :« اعلم أيها السائل أن خير طريقة في العقيدة التوحيدية طريقة السلف التي هي اتباع ما ثبت عن الله وعن رسوله من غير كثرة التأويل والدخول في الأخذ والرد من الجدل في المتشابه وإيراد الشبه والرد عليها ، وأذكر الآن بهذه المناسبة جملة من أقوال الأئمة العظام من السلف الصالح لتعتبر أيها السائل وتعلم أن الخوض غالبا خصوصا في قضايا الانتصار لمذهب دون مذهب وتجد أن مذهب الحق في ذلك هو مذهب القرآن العظيم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهو مذهب السلف فإن القرآن الكريم أبى الخوض في ذلك لعجز المخلوق عن معرفة حقيقة الخالق وإنما تصدى لتوجيه الأنظار للاعتبار كما تقدم »[ص4-5]. ثم نقل الآثار المعروفة عن مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف في ذم علم الكلام وأهله وقال :« وقد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا ». وصرح بعد ذلك في أثناء الكتاب بعدم الانتماء لأي مذهب كلامي محدث من المذاهب الموجودة فقال(94):« أما أنا ومن على شاكلتي من إخواني الكثيرين فلا شريعة لنا ولا دين لا ديوان إلا الكتاب والسنة وما عليه محمد وأصحابه وعقيدة السلف الصالح فلا اعتزال ولا ماتريدي ولا أشعري ، وذلك أن الأشاعرة تفرقوا واختلفوا أي المتقدمون منهم والمتأخرون ووقعوا في ارتباك من التأويل والحيرة في مسائل يطول شرحها»
مادام أن السلفية ليست هي الأشعرية عند الجمعية فما هي السلفية عندهم؟
الجواب:
1- تصريح الشيخ ابن باديس انه على عقيدة الامام المجدد يقول رحمه الله 9 – ونشر في مجلته " الشهاب " ( ج 6 ، م 5 ، صفر 1348 هـ / يوليو 1929 م ، ص 40 - 42 ) - نقلا عن جريدة " أم القرى " - خطبة للملك عبد العزيز آل سعود ، مما جاء فيها قوله - رحمه الله - : ( يسموننا بالوهابيين ، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الأغراض .
نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح ، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله ، وما كان عليه السلف الصالح . ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، وكلهم محترمون في نظرنا .
هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي مبنية على توحيد الله - عز وجل - خالصة من كل شائبة ، منزهة عن كل بدعة ، فعقيدة التوحيد - هذه - هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من إحن وأوصاب ) .
2- تصريح الشيخ البشير بموافقته لمفهوم السلفية عند ائمة الدعوة النجدية
و يقول رحمه الله :
اذكر ان لكم بالجانب الغربي من وطن العروبة ومنابت الاسلام ومجرى سوابق المجاهدين الاولين لاخوانا في العروبة وهي رحم قوية وفي الاسلام وهو سب مرعي وفي ذلك المعنى الخاص من الاسلام وهو السلفية
التي جاهدتم وجاهد اسلافكم الابرار في سبيل تثبيتها في الارض ولقد لقوا من عنت الاستعمار وجبروته ما اهمهم واهم كل مسلم حقيقي يعلم ان الاسلام رحم شابكة بين بنيه اينما كانوا وان اقل واجباته النجدة في حينها والتناصر لقوته"5/221 رسالة الى الشيخ محمد ابن ابراهيم
فهل ما زال عندك "شك" ... لا اظن ذلك
3-تصريح الشيخ العلامة أبو يعلى السعيد الزواوي - رحمه الله -
قال - رحمه الله – في مقال آخر - يرد فيه على من نبز الدعوة الإصلاحية بالوهابية - بعنوان ( لم كان أو صار الوهابيون سبة ؟ !! ) نشر في ( العدد 167 ) من جريدة " البصائر " ( 6 ربيع الثاني 1358 هـ / 26 مايو 1939 م ، ص 2 ) : ( فأهل العلم عموما وأهل الإسلام قاطبة يعلمون أن الوهابيين حنبليين من أهل السنة والجماعة ، ومن المذاهب الأربعة المجمع عليها ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مذهب الإمام أحمد ، مع ترجيح مذهب السلف ، وكتابه في العقيدة التوحيدية
يباع بمكتبة ردوسي بمدينة الجزائر ، ولا يستطيع سني أن يرد فيه كلمة واحدة ولا نصف كلمة ، وأن الوهابيين بإجماع الأمة مسلمون سنيون ، من أهل القبلة ) .
4-تصريح الشيخ العلامة الطيب العقبي - رحمه الله -
قال رحمه الله"وإذا كانت الوهابية : هي عبادة الله وحده بما شرعه لعباده ، فإنها هي مذهبنا وديننا وملتنا السمحة التي ندين الله بها وعليها نحي وعليها نموت ونبعث إن شاء الله من الآمنين"كتاب " الطيب العقبي ودوره في الحركة الوطنية الجزائرية " ( ص 89 ) للأستاذ أحمد مريوش
5-تصريح الفقيه أحمد حماني - رحمه الله
قال الشيخ رحمه الله في كتابه " صراع بين السنة والبدعة " ( 1/ 50-51 ) : ( أول صوت ارتفع بالإصلاح والإنكار على البدعة والمبتدعين ووجوب الرجوع إلى كتاب الله والتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونبذ كل ابتداع ومقاومة أصحابه ، جاء من الجزيرة العربية وأعلنه في الناس الإمام محمد بن عبد الوهاب أثناء القرن الثامن عشر ( 1694 _ 1765 ) وقد وجدت دعوته أمامها المقاومة الشديدة حتى انضم إليها الأمير محمد بن السعود وجرد سيفه لنصرتها والقضاء على معارضيها فانتصرت .
6-تصريح لعلامة المؤرخ مبارك الميلي - رحمه الله -
قال رحمه الله في مقدمة " رسالة الشرك ومظاهره " ( ص 38 ط دار الراية ) : ( وبعد تمام التأليف ، وقبل الشروع في الطبع ؛ اتصلت بهدية من جدة ، من الأخ في الله السيد محمد نصيف ؛ تشتمل على كتاب " فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد " لابن عبد الوهاب ، فعلقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه ، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة ؛ لخفف علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها ) .
فهل بعد هذا شك
موقف الجمعية من السلفية
بعد أن أثبتنا مفهوم السلفية عند الجمعية ها هنا نثبت إعتقاد الجمعية لهذه السلفية
قال الشيخ أحمد حماني رحمه الله :« الشيخ أبو يعلى الزواوي إمام مسجد سيدي رمضان بالقصبة من عاصمة الجزائر علامة من كبار العلماء الأحرار، محقق، شجاع ، سلفي العقيدة ، طيب السريرة حميد السيرة ، بليغ القلم سليم النية ، غر كريم »
قال الشيخ الطيب العقبي في مقال نشر في الشهاب ردا على من انتقص الشيخ:» ألا ما أشفقتما عليه أو رحمتما شيخوخته وسلفيته الصادقة، وتركتماه لنا عضدا قويا وشيخا سلفيا …وهو من قد عرفتماه فضلا ومعرفة وسبقا إلى مذهب السلفية، كما عرفتما مقدار مقدرته في الكتاب وبحثه وتنقيبه«
قال الشيخ مبارك الميلي :« …الشيخ الجليل العالم السلفي الأستاذ أبي يعلى الزواوي الذي لقبه الأخ الشيخ الطيب العقبي شيخ الشباب وشاب الشيوخ وكل من عرف هذا الشيخ وأنصفه اعترف له بهذا اللقب وسلم له هذا الوصف».
قال الشيخ أبو يعلى رحمه الله في كتابه الإسلام الصحيح :« وإني أعلنت أني سلفي وأعلنت أني تبرأت مما يخالف الكتاب والسنة ورجعت عن كل قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح ».
وقال في الإسلام الصحيح (53) :« ولست بمخطئ إن قلت بالمنع والحرمة بسبب ما أحدثوا فيه وهو من أصله محدث إذ لم يكن السلف الصالح يعرفون هذا صوفي وذاك غير صوفي، أو ذا له طريقة وهذا لا طريقة له »
ويقول الشيخ البشير الإبراهيمي"تقديمًا لرسالة العقائد الإسلامية لابن باديس جاء فيه : " و الإمام - رضي الله عنه- كان منذ طلبه للعلم بتونس قبل ذلك -وهو في مقتبل الشباب - ينكر بذوقه ما كان يبني عليه مشايخه من تربية تلامذتهم على طريقة المتكلمين في العقائد الإسلامية، و يتمنى أن يخرج تلامذته على الطريقة القرآنية السلفية في العقائد يوم يصبح معلّمًا، و قد بلغّه الله أمنيّته: فأخرج للأمّة الجزائرية أجيالاً على هذه الطريقة السلفية قاموا بحمل الأمانة من بعده، ووراءهم أجيال أخرى من العوام الذين سعدوا بحضور دروسه و مجالسه العلمية".
وقال الإمام ابن باديس « هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟ فقد حصلنا على شهادة العالمية من جامع الزيتونة ونحن لم ندرس آية واحدة من كتاب الله ولم يكن عندنا أي شوق أو أدنى رغبة في ذلك، ومن أين يكون لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يوما منزلة القرآن من تعلم الدين والتفقه فيه ولا منزلة السنة النبوية من ذلك . هذا جامع الزيتونة فدع عنك الحديث عن غيره مما هو دونه بمديد مراحل. فالعلماء إلا قليلا منهم أجانب أو كالأجانب من الكتاب والسنة من العلم بهما والتفقه فيهما، ومن فطن منهم لهذا الفساد التعليمي الذي باعد بينهم وبين العلم بالدين وحملهم وزرهم ووزر من في رعايتهم، لا يستطيع إذا كانت له همة ورغبة أن يتدارك ذلك إلا في نفسه، أما تعليمه لغيره فإنه لا يستطيع أن يخرج فيه عن المعتاد الذي توارثه الآباء والأجداد رغم ما يعلم ما فيه من فساد وإفساد"لآثار (4/76). »
وقال رحمه الله :« اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم ، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع وجنبكم ذلة الابتداع ، أن الواجب على كل مسلم في كل مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره ، ويلهج به لسانه ، وتنبني عليه أعماله ، أن دين الله تعالى من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، وأن كل ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول –قولا كان أو عقدا أو احتمالا -فإنه باطل من أصله مردود على صاحبه كائنا من كان في كل زمان ومكان ، فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى" الآثار (3/222)..
.
أخوكم في الله:جمال البليدي.
|
ابن باديس و الجمعية يحيون بدعة المولد النبوي الشريف