( السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته )
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
( في أحد الأيام واثناء مروري أمام مجموعة من السلفيين -----وهنا أنا لاأطعن فيهم--- شد أنتباهي أنهم ينظرون جميعا إلى
إلى إتجاه واحد فاستغربت وقلت إلى ما يرى هؤلاء ويالأسف ينظرون إلى فتاة متبرجة.
فضحكت وقلت في نفسي : ما يفعل هؤلاء الأغبياء ؟؟؟؟؟ )
لا يجوز لك يا هذا أن تصف هؤلاء الشباب بالأغبياء ، فإن لم يكونوا كذلك فستحور عليك .
و لمذا استغربت لما رأيتهم ينظرون إلى فتاة متبرجة ؟
أليسوا شبابا ككل الشباب ؟
أم أنك أنت و أمثالك همكم التربص بهم و تتبع عوراتهم ؟
أم لأنهم أرخوا لحاهم و قصروا ثيابهم ، تريدون منهم أن تكون تصرفاتهم ملائكية ؟
وما فائدة القميص واللحية الي يضعونها ؟؟؟؟؟؟؟
القميص و اللحية فائدتهما هي الاقتداء برسولنا الكريم ـ صلى الله عليه و سلم ـ اللحية و تقصير الثوب القول الراجح فيهما هو الوجوب ، يعني الفائدة هي الأجر و ابتغاء رضا الله سبحانه و تعالى .
( لو كان هؤلاء مقتنعون بافكارهم حقيقة ؟؟؟؟ فما الذي يصنعونه ؟؟؟؟
اليس النظر للمتبرجات حرام ؟؟؟؟؟؟؟
الم ينهى ديننا عن ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟ )
ما هذا الهراء و الخلط الذي تقوله في كلامك ؟
و ما هي أفكارهم ؟ و ألم تعلم ما كانو يصنعون ؟
سأجيبك يا حيران ، شباب في ريعان الشباب لم يغضوا أبصارهم و نظرهوا إلى امرأة متبرجة ، أظنني أزلت حيرتك الآن .
و من قال لك بأن النظر إلى المتبرجات حلال ؟
لما شاب هيئته هيئة غربية ينظر إلى فتاة يكون الأمر عاديا و لما شاب هيئته هيأة إسلامية ينظر إلى فتاة متبرجة يكون الأمر غريبا و عجيبا ! ! !
ما هذا المنطق المقلوب ؟ أبمجرد أن تكون هيئة الشاب أو الفتاة هيئة إسلامية خالصة 100 بالمية تريدن منه أن يكون ملاكا ؟
الصحابة رضوان الله عليهم ، ألم يكن منهم شارب الخمر و الذي أُقيم و أقيمت عليهم الحدود ، ألم تكن هيئتهم إسلامية ؟
ألم تكن الغامدية متبرقعة لا يبدة منها شيء ككل الصحابيات ؟
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم : جاء الدين غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء .
لحد الآن لا زلت لم أفهم ، شباب ككل الشباب لم يغضوا أبصارهم ؟ ؟ وين المشكل هنا ؟ ربما غفلوا ، ربما أغواهم الشيطان ؟ أذنبوا ، أخطأوا ، أمر عادي ، و ربي يوفقهم للتوبة النصوح .
المشكلة ما شي فيهم ، المشكلة في اللي قاعدين يعسوا فيهم ، بما أن هيئتهم إسلامية يسموهم السلفيين ، و كل صغيرة و كبيرة يعسوهم فيها ، أصحاب النفوس المريضة ، أعداء السنة و هدي السلف ، أي أعداء الدين ، شاب سلفي و وقع في الفاحشة ، وين المشكل ؟ أليس شابا ككل الشباب ؟ شاب سلفي وشرب الخمر ، وين المشكل ؟ أليس بشرا ؟ شاب سلفي و أغواه الشيطان و فتح التلفاز على أغنية ، وين المشكل ؟ أليس له قلب يتقلب ؟
فهموني برك ، هل عندكم مشكلة مع اللحية و القميص ؟ هل هذا لباس يهودي حتى تعسوا اللي يلبسوه ؟
هل عندكم مشكلة مع الجلباب و النقاب و البرقع ؟
فهموني وش ما يعجبكمش في هذا اللباس ؟
الشاب أو الفتاة حتى لو كان محسوبا على الملتزمين ، فهو بشر يخطىء و يصيب و خير الخطائين التوابون ، ولا انت خلاص صح الواحد يلتزم تحبوه يكون ملاك .
( لماذا لم يحسب هؤلاء من الأول هذا النوع من المشاكل التي سيقعون فيها ؟؟؟؟؟؟ )
مذا يحسبون يا هذا ؟ يعني الشاب لا يرخي لحيته حتى يتأكد من أنه لن يذنب و لن يقع في الخطأ ، و الفتاة لن تلبس الجلباب أو النقاب حتى تتأكد من أنها لن تخطىء فيما بعد ، و من هذا الذي لا يعصي ؟ كما قيل : جل من لا يعصي .
الشاب الملتحي يُؤجر على إرخائه للحيته ، و عندما يُذنب سيُحاسب على ذنبه ، و لن يحاسب على لحيته .
الفتاة التني تلبس النقاب ، تُؤجر لأنها لبست النقاب ، و إن أذنبت فمثلها مثل أي فتاة .
شاب ملتحي و آخر غير ملتحي ما الأفضل ؟
العلم عند الله ، لكن من حيث الاقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم في إرخاء اللحية الشاب الملتحي أفضل ، و الشاب الغير ملتحي لا داعي لأن يعس الملتحين ، إذا غار منهم و حسدهم على اللحية يرخي لحيتو و يحبس من التفلسيف ، و لما يقع ملتحي في خطأ يقول شفتو صحاب الحي ، منافقين ، علاش دارو اللحية ؟ وش دخلك أنت ؟ بينو و بين مولاه .
( لماذا تتدين فوق اللزوم ثم تقع بين المطرقة والسندان ؟؟؟؟ )
فهمني فقط ما هو التدين فوق اللزوم ؟
هل تقصد إرخاء اللحية و لبس القميص و أيضا لبس الجلباب و النقاب ؟
هذا ليس تدين فوق اللزوم ، و إنما هذا هو المطلوب ، و عن أي مطرقة و سندان تتحدث ، أظنها مطرقة المظهر الإسلامي و سندان العساسين اللي قاعدين يعسوا في الملتزمين .
( ألا يواجه الملتزمون الجدد هذا المشكل بقوة ؟؟؟؟؟؟؟
وهو مشكل التدين الغير المنطقي ؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا نكذب على أنفسنا ؟؟؟؟؟؟؟ )
شكون كذب عليك ؟ و هؤلاء المتدينين قالولك نحن ملائكة ، و لا قالولك عسنا ؟
علاش راك تمرض في روحك ، التهى بعيوبك .
قبيح من الانسان ينسى عيوبه .... و يذكر عيبا في أخيه قد اختفى
فلو كان ذا عقل لما عاب غيره .... و فيه عيوب لو رآها بها اكتفى
( ألم يصبح الكثير من هؤلاء المتديننين الجدد أضحوكة في وسط المجتمع ؟؟؟؟ )
لقد أصبحوا أضحوكة وسط مرضى النفوس و المنافقين الذين يكرهون الهدي النبوي فقط ، الشخص العاقل يعلم أنهم بشر يصيبون و يخطئون أما غير العاقل فيطلع و يهبط وحدو ، فارغ شغل .
( لماذا نسمع عن كثير من الناس في زماننا إتهامات توجد لهؤلاء وبأنهم منافقون ؟؟؟؟ )
الذي يتهم غيره بالنفاق ناقص دين ، و الكثير من الناس لما يتعامل مع ملتزم أو ملتزمة يظن أنه يتعامل مع ملاك و ليس بشر ، و أحيانا يريدون من الملتزم أن يسمح من حقه .
و السبب الرئيس هو أن المتدينين مرصودين من قبل المنافقين لأنهم غرباء في زمن الغربة ، كيما يولي المسلم يقدح فيمن يرخي اللحية و يقصر الثوب وش بقى ؟ ؟ ؟
( هل هؤلاء فعلا منافقون ؟؟؟؟؟؟ ام ان المجتمع قد ظلمهم ؟؟؟؟؟؟ )
هؤلاء بشر ، و المجتمع لم يظلهم ، بل مرضى النفوس و الحاقدون من يتتبعون عورات غيرهم ، و نسوا أن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته .
يا سبحان الله ، رجعتة المتدينين و السلفيين و المنقبات مخلوقات فضائية ؟ ؟ إنهم بشر مثلكم .
( ما هو ذنب هؤلاء ؟؟؟؟ هل ذنبهم الوحيد أنهم ارادوا المشي في طريق الله ولكن المجتمع لم يدعهم وشأنهم ؟؟؟؟ )
ذنبهم أنهم اتبعوا تعاليم دينهم و المنافقون لم يعجبهم الحال .
( أم أن الظروف أكبر من هؤلاء ؟؟؟؟؟؟ وأن الحقيقة ان اغلبهم تراجعوا عن المنهج الذي يسيرون عليه ؟؟؟؟؟ )
وشبيك تطلع و تهبط وحدك ، كل كلامك تفلسيف و فهامة زايدة و غل تكنه في قلبك على السلفيين و لو لم تكن في قلبك عليهم الغل و الحقد لما كتبت هذا الموضوع .
كل هذا الموضوع و الحكاية من أجل شباب لم يغضوا أبصارهم ! ! مذا لو رأيت شابا بلحية و قميص وقع في الفاحشة ، أظنك ستؤلف كتابا من أجل هذه الحادثة الغريبة و بطلها ذاك المخلوق الفضائي الذي يلبس القميص و يرخي لحيته .
( أم العكس وان هؤلاء فعلا صادقون مع أنفسهم فهم لا يكذبون ولا يغشون وقلوهم صافية ؟؟؟؟؟؟؟ )
بينهم و بين مولاهم ، و نحن لسنا مطالبين بالاطلاع على قلوب الغير .
( وهل فعلا التدين لابد ألا يكون كبيرا لكي لا يكون عبئا على صاحبه ؟؟؟؟؟؟ )
التدين هو التدين ، و كل شخص مطالب به ، و لا يوجد في ديننا تدين كبير و تدين صغير ، يوجد حلال و حرام ، مكروه و مستحب و مباح فقط ، و الأحكام الشرعية لم تكن يوما عبئا على العبيد .
المشكلة تكمن في أن الملتزمين معسوسين من أصحاب القلوب المريضة ، و الكثير من الناس يظن أنه بمجرد أن يرخي الشاب لحيته أو تلبس الفتاة اللباس الشرعي ، يظن أنهم تحولوا إلى ملائكة ، و لا يريدهم أن يقعوا في الخطأ ، و إن وقعوا في الخطأ فالعساسون كثيرون يترصدون أخطاء و زلات الآخرين ، الشاب لما أرخى لحيته فعل خيرا و ربي يجازيه لأنه أحيى سنة هجرها الكثير من المسلمين ، لكن لما هذا الشاب لا يغض البصر فهذا أمر جُبل عليه بنو آدم ، شكون اللي ما يعصيش ؟ و شكون اللي ما يذنبش ؟
هناك قاعدة تقول : صلاح الظاهر يقتضي صلاح الباطن و فساد الظاهر لا يقتضي صلاح الباطن .
أنا الآن في جامعة من الجامعات ، هناك فتيات متبرجات و فتيات متجلببات ، أمر طبيعي أن أقول في نفسي أن المتبرجات يصافحن الذكور و المتجلببات لا يصافحن الذكور لأن هذا هو الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا ، لكن هناك حالات شاذة ، بعض الفتيات الغير محجبات لا يصافحن الذكور و بعض المتجلببات (و هذا الصنف من شكل جلبابهن الضيق المتبرج تعرف أنهن غير ملتزمات) يصافحن الذكور .
و لنفرض أننا في الشارع ، هناك مجموعة من الشباب الملتحين ، و مجموعة من الشباب المحففين (الحليقين ) سيتبادر إلى ذهننا مباشرة أن الصنف الأول لا يشاهدون الأفلام و الصنف الثاني يشاهدون الأفلام ، لكن هذا حكم عام ، فهناك بعض الملتحين و يشاهدون الأفلام ( و شخصيا أعرف منهم البعض ) و أيضا هناك شباب غير ملتحون و لا يشاهدون الأفلام و لا يسمعون الموسيقى ( و أعرف شباب من هذا الصنف ) .
في السنوات القليلة الماضية جاء بجوارنا جار جديد ( مستأجر منزل ) ملتحي و يلبس القميص و زوجته متجلببة ، بعد مدة اكتشفنا أنه مروج مخدرات و غير محافظ على الصلاة ،،، لكن هذه حالة شاذة .
و عليه ليس من حقنا إطلاق أحكام جزافية على الغير من خلال حالات فردية شاذة ،،،،،،، و الذي أكرهه هو الحقد الذي يكنه بعض الاشخاص للملتحين و المتجلببات ، فتجده لا يترك فرصة إلا و استنقص منهم و شتمهم ، كحال إحدى العجائز ( من قريباتي ) بناتها متبرجات غير ملتزمات و تتكلم في المتجلببات ، فيهم و دارو و منافقات ، انصحي بناتك و مبعداك اهدري على اسيادك و اسياد بناتك ، و أيضا نجد بعض الشباب الحليقين يحملون في قلوبهم حقدا دفينا على الملتحين ، و أنصحهم بأن يمتثلوا أمر نبيهم و يرخوا لحاهم و ليلعبوا بعدها دور الملتزم المثالي الذي لا يعصي .
و لا ننكر بعض الشباب يلتزم و يرخي لحيته و يترك رفقاء السوء و بعد مدة يعود إلى ما كان عليه ، هل نقول لو لم يلتزم تلك الفترة لكان أفضل ؟ أكيد لا ، فترة التزامه هي التزام أما عودته إلى ما كان عليه فتُسمى انتكاسة ، و أعرف الكثير من الشباب الذين حلقوا لحاهم و عادوا إلى الحياة العادية ( الموسيقى ، الأفلام ، ولاو نورمال كيما نقولو ) ، هل نفرح لانتكاستهم و نقول : و لمذا تدينوا بزاف ؟ هذا تدين كبير ، أكيد لا استقاموا ثم انتكسوا و نرجو لهم التوبة مجددا و الثبات على الحق ، العاقل عليه أن يبحث في أسباب الانتكاسة ، هل رفقاء السوء السبب ؟ أم لأنه لم يقوي إيمانه و لم يواظب على حضور مجالس الذكر و العلم فزالت تلك الحماسة العارضة التي تملكته فعاد إلى ما كان عليه ؟ أم اشتاق إلى المعاصي التي كان يقترفها قبل توبته ؟
الاستقامة لها اسباب و الانتكاسة لها أسباب ، علينا أن نتناقش في أسباب ضعف الإيمان و زيادته و ضرورة حضور الشباب لحلق العلم و فوائدها ، و خطر رفاق السوء ، هذه هي الأمور المفروض نتناقشوا فيها ، لا أن نتتبع عورات الغير لأنهم التزموا التزام كبير و ما التزموش التزام صغير ، و إلى حد الآن لم أعرف بعد ما هو التدين الكبير و ما هو التدين الصغير ؟ ؟ ؟ شكون يشرحلي ؟