السلام عليكم ورحمة الله
ردّ مطول مفهوم و قيّم جزاك الله خير على ما تقدمين من منفعة لإخوانك و أخواتك و جهودك الحسنة الطيبة إن شاء الله في ميزان حسناتك
إن أول ردّك ردٌّ و أوسطه اتهاما و أخره نصيحة رائعة
شدّني وجذبني إليه أوسطه و الوسط هو مقبض ما إن قبضنا الشيء أو العصي منه اتزنت و أصبحت في أيدنا من غير حراك نتحكم فيها كيفما نشاء
فهذا أوسط موضوعك أختنا الفاضلة أم عبد المصور
اقتباس:
للأسف الشديد
لقد تحول الموضوع وبكل صراحة إلى ظلم وعدوان على المملكة العربية السعودية التي لا يسع المنصف والعادل إلا أن يقول أنها البلد الوحيد الذي ما زال فيه الإسلام الحق والعروبة الأصيلة بقوة
|
ثم إنكِ ذكرت إننا تمسكنا بقضية سارة و كأنها لا ادري كيف وصفتها و نحن لم نذكرها في موضوعنا هذا إلا ما شفيا منه العليل رضابه فأردت لهذه النقطة أن تعلوا كالحواجب فوق العيون سواء كانت سوداء أو بيضاء لا ترى فهي تُرى إلى الناظر إليها على أنها و فوقها حاجز يتزن ، فما أخذنا من سارة إلاّ بداية لهذا الموضوع الذي اتسعت رقعته لأن كلّ الذي يتنفس نفساً فوق الأرض إذا بان و ظهر عرفنا مساوئه و محاسنه فمررنا عليها كلها ووضعنا لها الحدود بالأحجار و التراب كي يعرفها المارّ من طريق مشينا عليها فلا يتخذ طريقاً أخرى فنحيد عن صلب ما بدأنا و الله المستعان
اشهد الله أنني لا أريد بهذه المجادلة أن ادخل فيما لا اعرف و لا كوني رأيت أو لم أرى بل هي أمور رأيتها بأم عيني و من الأمور من سمعتها بإذني و من أقرب المقربين لي و من الأمور التي كتبتها لها مصادر عندي و من الأمور التي عايشتها من شدة هولها لم اذكرها بعدُ ، سواء في الجزائر او في أي بلد و من المصادر أتتني من بلاد الكفار عمّن أسميتهم أنتِ بأصحاب العباءات و ما نسميهم نحن كذلك بل نسميهم إخواننا المسلمين .
و ليس بالضرب على كل الجسد فإنه جرحٌ و قتل و تنكيلا بل ضرب لموضع اللحم بالعصي كي لا يتكسر العظمُ ، فلا تفهمي اننا رمينا الناس كلهم بسوء الفهم ، بل فيهم الصالح و الطالح و هذا امر معهوداً يعرفه العالم و الجاهل و من العلماء الذين كنّا نراهم علماء عادوا شيعا و منهم الجعفري و الكثيرين منهم تصوفوا ، فهل وصلوا درجة العلم هذه حتى يعودوا عن الأمرِ.
إنهم علماء علموا بأمور لم نعلمها نحن ، فتاهوا كلهم إلا من رحم ربي في الجدلِ ، فكيف لنا نحن القراء و التلاميذ أن لا نرى ما خطته أيادي سافلة و قطعت بعض الحبالِ
إننا فهمنا مما كتبتِ انك مدافعة عن امة كاملة نحن لها مدافعون و إخواننا في كل البقاع و ليس في الجزائر او السعودية او مصر، بل إن العاِلم و الفاهم للأمر يعرف بانها امة واحدة لا حدود لها رسمها كافر ، بل سنرسمها في أذهاننا كذلك و لا نقول هذه السعودية و هذه الجزائر فإذا قالها المسلم المؤمن فقد أخطأ و ميز بين إخوانه ، فالتمييز بالتقوى لا بالمنحدرِ
اختنا
أقول مررت على كلّ حرفٍ مما كتبت و قرأت ردك مرات و مرات و فهمته على النحو الذي أفتاه عليا عقلي و قلبي ، فأخذت منه الصواب كله أعلاه و أسفله إلا في أوسطه فأبو الريم ليس معك فيما كان في أوسطه ، بل سيقول لأخته في الله أنها أخطأت بهذا الضنِّ .
لا تضربي الأمثلة عن مدينة بأسرها و هل خلت منها الشياطين ، إلا في عهد مهلاييل عليه السلام طردهم شرّ طردة على البحار و اطراف الدنيا ، أم أن بني الإنسان أصبحوا معصومين و منزهين عن الخطأ .
في أي بقعة من الارض لها مزايا و حسنات و مساوئ و سيئات
ثم إن العاقل ، الذي يعقل الامور فيأخذها من زمامها
سيقول
اتوني ببلد لم يدخله الاستيطان و الاستعمار و الاستدمار
أقول لكم كلّهم إلاّ السعودية فقط من لم يحدث لها ما حدث لباقي البلدان فبقت محافظة على مقدسات المسلمين ، و بقت محافظة على لغتها و دينها و تراثها و مقداستها التي هي مقدسات المسلمين على الارض لان النبي محمد صلى الله عليه و سلم ولد في ترابها و هو للعالمين عرباً و عجم و ليس لقريش وحدها
من يقول لي ان السعودية استعمرت عبر مرّ حقبات التاريخ فيصحح لي المعلومة
بل أقول كل دويلات العالم العربي الإسلامي استعمرت و حين تدخل الملوك أرضاً تذل العزيز فيها و تهينه و ترفع الوضيع الأحمق منهم فيكون عينا لهم على أسيادهم الذين كانوا فيكونون اشدّ حقدا و عداوة من المستوطن نفسه و هم الحركى و البياعين و المنافقين الانذال .
فكيف تحافظ هذه الدويلات أو الولايات التابعة للأمة الإسلامية الواحدة على لغتها و دينها .
ألم تكن ليس ببعيد تابعة هذه الولايات و الدويلات الى العثمانيين بحكم انهم اخذوا الحكم و الامارة عن طريق الانقلابات فمِن الناس من يراه حقيقي كانقلاب العباسيين على الأمويين و فعلة الحجاج فيهم و بعضهم يراه ليس من حقهم فلم تنجح الامارة في حقبتهم فدخل بلاطهم اليهود و الجواري و الوسواس الخناس محاربهم فشتتوا العالم من حولهم فولد سايس بيكو و دار على الارض بعلمه و رسم الخرائط من طوله لعرضه فأعطى لكل ولاية تابعة لدولة نصيب من حفنة تراب أصبحت من حقه
من رسم الخريطة و من دخل مستعمِراً لهذه البلدان ليفرض رسم الخريطة
هل كانت سترسم الخريطة لو كان أميرا واحدا يحكم الدولة الاسلامية التي كانت قبل العثمانيين
أنا لا اضن بانه كان يسمح له برسم الخريطة و ان يفرق بين مصر و غزة التابعة لفلسطين بشبر واحد و لقطع رأسه في الحين
لكن ...
رسمت الخرائط و دخلت السياسة التلموذية بلاد المسلمين فشتتوهم على اخرهم فأصبحوا في لحوم إخوانهم يأكلون و يذبحون فظهرت التفرقة بينهم و كثرت الفرق الضالة الا من رحم ربي و هدى و حادوا عن طريق رسمها لهم المصطفى صلى الله عليه و سلم و من مسك بيته و عمله فلا هو يعرف هذا و لا ذاك حتى انطوى على نفسه فسِلم من شرّ البلية في دار أهلها .
السعودية وحدها من لم يدخلها داخل و الأمور بينها و بين أهلها و سلاطينها و أمرائها و ملوكها و شعبها خيرها و شرّها
متى تقوم دولة الإسلام و من أي البلاد تقوم
الجواب واحد لا سواه
لا توجد البلاد بل هو بلد واحد و أمير واحد حين تتحقق الأمنية فذاك هو خلاصها
لا سعودية و لا جزائر و لا مصر و لا اياً من هذه الدويلات أقرّ بها في مخيلتي بل مازلت أقول اننا عالم إسلامي واحد
و يحق لي كفرد من افراد هذا العالم الاسلامي ان انتقد من هو في السعودية أو في الجزائر أو في مصر أو في أي ولاية لأنهم كلهم ولايات تابعين لامة واحدة و انا فردا منها فلا ياتي احد و يقول لي هذه دولتي فإن كانت دولتك فهي لمن اعلى المراتب يتحكمون في زمام الامور فيها و لست انت او انا بل نحن إخوة ، و لماذا انت من هناك و أنا من هنا و تناديني باخي و اناديك اخي إذا لم نكن اخوة ننتمي للامة الواحدة فلماذا تناديني أخي ، لماذا لا تنادي اهالي امريكا او فرنسا او كندا او ألمانيا بإخواني أليسوا إخوانكم فلما لا تنادوهم بالاخوان ،أم هم فقط من أم واحدة و أب واحد و لنا اصل واحد ، ام يقاس الامر على اتباع الدين الواحد ، و من يتبعون الدين الواحد هل يجوز لهم ان يتفرقوا على بعضهم البعض و كل حزب بما لديهم فرحين ، و هذا يقول بلدي و الاخر يقول بلدي فيضحك هذا على الاخر و هكذا من هذا الشبيه تفسّر الأمور عند الضعفاء و الجهال .
أمة واحدة و دين واحدة و ارض واحدة و امير واحد تحت لواء كلمة واحدة نعبد رباً واحد حين تقرّون بهذه الجملة الأخيرة تعود تلك الأيام فيتداولها المسلمين و تكون ساعتهم
لسنا مهيئين بعد !!!!!
تربصوا او انتظروا جيلا أو أحفاداً آخرين يكونون خيرا منا و منكم ليعلوا كلمة الله في الأرض و ما نحن سوى بشرْ ننبش في الأرض عن شيء لا نراه و الناس تحسبه الذهبُ ، و لم نسأل عن مواقعه بل تهنا في البحث كي لا يعرف الخلق من حولنا عماّ نبحثُ .
في أمان الله
السلام عليكم ورحمة الله