ختام سورة طه السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) )) طه
ختام سورة طه السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) )) طه
ختام سورة طه السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) )) طه
{ متربص } : أي منتظر ما يؤول إليه الأمر .
{ فستعلمون } : أي يوم القيامة .
{ الصراط السوي } : أي الدين الصحيح وهو الإسلام .
{ ومن اهتدي } : أي ممن ضل نحن أم أنتم .
وفي الآية الأخيرة قال تعالى لرسوله بعد هذا الإرشاد الذي أرشدهم إليه { قل كل متربص } أي كل منا متربص أي منتظر ما يؤول إليه الأمر { فتربصوا } . فستعلمون في نهاية الأمر وعندنا توقفون في عرصات القيامة { من } هم { أصحاب الصراط السوي } الي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام الدين الحق ، { ومن اهتدى } إلى سبيل النجاة والسعادة ممن ضل ذلك فخسر وهلك .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- المطالبة بالآيات سنة متبعة للأمم والشعوب عندما تعرض عن الحق للعقل وهدايته .
2- الذلة والخزي تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من الإيمان والعمل الصالح . 3- في الآية إشادة الى حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه : « يحتج به على الله يوم القيامة ثلاثة : الهالك في الفترة ، والمغلوب على عقله ، والصبي الصغير ، فيقول المغلوب على عقله لم تجعل لي عقلاً انتفع به ، ويقول الهالك في الفترة لم يأتني رسول ولا نبي ولو أتاني لك رسول أو نبي لكنت أطوع خلقك إليك ، وقرأ صلى الله عليه وسلم { لولا أرسلت إلينا رسولاً } ويقول الصبي الصغير كنت صغيراً لا أعقل . قال فترفع لهم نار ويقال لهم : رِدُوها قال فَيرِدُها من كان في علم الله أنه سعيد ، ويتلكأ عنها من كان في علم الله أنه شقي فيقول إياي عصيتم فكيف برسلي لو أتتكم » . رواه ابن جرير عند تفسير هذه الآية { ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا } .
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمع مفردات سورة طه
[44--101]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الناشئة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وسبحان مسبب الأسباب وليجزيك الله عني خير الجزاء فقد كانت لكلماتك أعلاه وقعا على النفس
ونرجو أن يكون ما سنخطه خالصا لوجه الله تعالى
تفسير ابن كثير
{ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}
هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاسكتبار، وموسى صفوة اللّه من خلقه إذ ذاك، ومع هذا
أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين، وعن الحسن البصري { فقولا له قولا لينا} أعذرا إليه، قولا له: إن لك رباً ولك
معاداً، وإن بين يديك جنة وناراً، والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق، لين سهل رفيق، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع، كما قال تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} ، وقوله: { لعله يتذكر أو يخشى} أي لعله يرجع عما هو فيه من الضلال والهلكة، أو يخشى - أي يوجد طاعة من خشية ربه - كما قال تعالى: { لمن أراد أن يذكر أو يخشى} فالتذكر الرجوع عن المحذور، والخشية تحصيل الطاعة، وقال الحسن البصري: { لعله يتذكر أو يخشى} يقول: لا تقل أنت يا موسى وأخوك هارون أهلكه قبل أن أعذر إليه.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الناشئة
تفسير ابن كثير
يقول تعالى إخباراً عن موسى وهارون عليهما السلام: أنهما قالا مستجيرين باللّه تعالى شاكيين إليه { إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} يعنيان أن يبدر إليهما بعقوبة، أو يعتدي عليهما فيعاقبهما وهما لا يستحقان منه ذلك، قال عبد الرحمن بن زيد { أن يفرط} يعجل، وقال مجاهد: يسلط علينا، وقال ابن عباس { أو أن يطغى} يعتدي { قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} أي لا تخافا منه فإنني معكما أسمع كلامكما وكلامه، وأرى مكانكما ومكانه، لا يخفى عليّ من أمركم شيء، واعلما أن ناصيته بيدي فلا يتكلم ولا يتنفس ولا يبطش إلا بإذني، وأنا معكم بحفظي ونصري، وتأييدي. { فأتياه فقولا إنا رسولا ربك} قد تقدم في حديث الفتون عن ابن عباس، أنه قال: مكثا على بابه حيناً لا يؤذن لهما، حتى أذن لهما بعد حجاب شديد. وقوله: { قد جئناك بآية من ربك} أي بدلالة ومعجزة من ربك، { والسلام على من اتبع الهدى} أي والسلام عليك إن اتبعت الهدى، ولهذا لما كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم كتاباً كان أوله (بسم اللّه الرحمن الرحيم. من محمد رسول اللّه إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك اللّه أجرك مرتين)، ولهذا قال موسى وهارون عليهما السلام لفرعون { والسلام على من اتبع الهدى * إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى} أي قد أخبرنا اللّه فيما أوحاه إلينا من الوحي المعصوم، أن العذاب متمحض لمن كذب بآيات اللّه وتولى عن طاعته، كما قال تعالى: { فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا . فإن الجحيم هي المأوى} ، وقال تعالى: { فأنذرتكم نارا تلظى . لا يصلاها إلا الأشقى . الذي كذب وتولى} ، وقال تعالى: { فلا صدق ولا صلى . ولكن كذب وتولى} أي كذب بقلبه وتولى بفعله.
{ منها } أي من الأرض { خلقناكم } بخلق أبيكم آدم منها { وفيها نعيدكم } مقبورين بعد الموت { ومنها نخرجكم } عند البعث { تارة } مرة { أخرى } كما أخرجناكم عند ابتداء خلقكم .
لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى...
يقول تعالى مخبرا عن فرعون أنه قال لموسى حين أراه الآية الكبرى ، وهي إلقاء عصاه فصارت ثعبانا عظيما ونزع يده من تحت جناحه فخرجت بيضاء من غير سوء فقال : هذا سحر ، جئت به لتسحرنا وتستولي به على الناس ، فيتبعونك وتكاثرنا بهم ، ولا يتم هذا معك ، فإن عندنا سحرا مثل سحرك ، فلا يغرنك ما أنت فيه.
تفسير ابن كثير
بِسِحْرٍ مِثْلِهِ....أي لنعارضنك بمثل ما جئت به ليتبين للناس أن ما أتيت به ليس من عند الله..تفسير القرطبي
فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا..موعدا هو مصدر ؛ أي وعدا . وقيل : الموعد اسم لمكان الوعد ؛ كما قال تعالى : وإن جهنم لموعدهم أجمعين فالموعد هاهنا مكان . وقيل : الموعد اسم لزمان الوعد ؛ كقوله تعالى : إن موعدهم الصبح فالمعنى : اجعل لنا يوما معلوما ، أو مكانا معروفا . قال القشيري : والأظهر أنه مصدر ولهذا قال : لا نخلفه . أي لا نخلف ذلك الوعد ، والإخلاف أن يعد شيئا ولا ينجزه . وقال الجوهري والميعاد المواعدة والوقت والموضع وكذلك الموعد . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وشيبة والأعرج ( لا نخلفه ) بالجزم جوابا لقوله : اجعل ومن رفع فهو نعت ل ( موعد ) والتقدير . موعدا غير مخلف
تفسير القرطبي
فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا أي : يوما نجتمع نحن وأنت فيه ، فنعارض ما جئت به بما عندك من السحر في مكان معين
ووقت معين....تفسير ابن كثير
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روسلين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ( 59 ) ) .
"فَاجْمَعُوا كَيْدَكُمْ" مِنْ السِّحْر بِهَمْزَةِ وَصْل وَفَتْح الْمِيم مِنْ جَمَعَ أَيْ لَمَّ وَبِهَمْزَةِ قَطْع وَكَسْر الْمِيم مِنْ أَجْمَعَ أَحْكَمَ "ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا" حَال أَيْ مُصْطَفِّينَ "وَقَدْ أَفْلَحَ" فَازَ "الْيَوْم مَنْ اسْتَعْلَى" غَلَبَ.
تفسير الجلالين
**
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)
(إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف «1»، (هذان) مبتدأ في محلّ رفع مبنيّ على الألف، (اللام) لام الابتداء (ساحران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما (يريدان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و(الألف) فاعل (يخرجاكم) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون، و(الألف) فاعل، و(كم) ضمير مفعول به (من أرضكم) متعلّق ب (يخرجاكم)، (بسحرهما) متعلّق ب (يخرجاكم) و(الباء) سببيّة.
والمصدر المؤوّل (أن يخرجاكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريدان.
(الواو) عاطفة (بطريقتكم) متعلّق ب (يذهبا)، (المثلى) نعت لطريقتكم مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة.
جملة: «قالوا ...» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إن (هـ) هذان لساحران» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هذان ل (هما) ساحران» في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
وجملة: « (هما) ساحران» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذان).
وجملة: «يريدان ...» في محلّ رفع نعت لساحران.
وجملة: «يخرجاكم ...» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: «يذهبا ...» لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرجاكم.
.................................
(1) يجوز أن تكون مهملة ف (هذان) مبتدأ (ساحران) خبر (اللام) هي الفارقة التي تشعر يكون (إن) مخفّفة .. وقالوا: (إن) نافية و(اللام) بمعنى إلّا، وفيه بعد.
الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) )) طه
*{ إنه لكبيركم } أي معلمكم العظيم { الذي علمكم السحر } فتواطأتهم معه على الهزيمة .
*{ لن نؤثرك } : أي لن نفضلك ونختارك .
{ قالوا لن نؤثرك } يا فرعون { على ما جاءنا من البينات } الدلائل والحجج القاطعة على أن رب موسى وهارون هو الرب الحق الذي تجب عبادته وطاعته فلن نختارك على الذي خلقنا فتؤمن بك ونكفر به لن يكون هذا أبداً واقض ما أنت عازم على قضائه علينا من القتل والصلب . { إنما تقضى هذه الحياة الدنيا } في هذه الحياة الدنيا لما لك من السلطان فيها أما الآخرة فسوف يقضى عليك فيها بالخلد في العذاب المهين .
*{ وما أكرهتنا عليه من السحر } أي من تعلمه والعمل به ، ونحن لا نريد ذلك ولا شك ان فرعون كان قد ألزمهم بتعلم السحر والعمل به من أجل محاربة موسى وهارون لما رأى من معجزة العصا واليد . وقولهم { والله خير وأبقى } أي خير ثوابا وجزاء حسنا لمن آمن به وعمل صالحاً ، وأبقى عذاباً لمن كفر به وبآمن بغيره وعصاه . هذا ما دلت عليه الآيتان ( 72 ) و ( 73 ) .
أما الآية الثالثة ( 74 ) وهي قوله تعالى : { أنه من يأت ربه مجرماً } أي على نفسه بإفسادها بالشرك والمعاصي { فإن له جهنم لا يموت فيها } فيستريح من العذاب فيها ، { ولا يحيى } حياة يسعد فيها .
*{ مجرماً } : مجرماً أي على نفسه مفسداً لها بآثار الشرك والكفر والمعاصي .
{ أنه من يأت ربه مجرماً } أي على نفسه بإفسادها بالشرك والمعاصي { فإن له جهنم لا يموت فيها } فيستريح من العذاب فيها ، { ولا يحيى } حياة يسعد فيها .
وقولهم { ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات } أي مؤمناً به كافراً بالطاغوت قد عمل بشرائعه فأدى الفرائض واجتنب المناهي { فأولئك لهم } جزاء إيمانهم وعملهم الصالح { الدرجات العلى جنات عدن } أي في جنات عدن { تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } لا يموتون ولا يخرجون منها ، { وذلك جزاء من تزكى } أي تتطهر بالإيمان وصالح الأعمال بعد تخليه عن الشرك والخطايا والذنوب . لا شك ان هذا العلم الذي عليه السحرة كان قد حصل لهم من طريق دعوة موسى وهارون إذا أقاموا بينهم زمناً طويلاً.
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09
ما معنى قوله تعالى
((وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيفَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى )) طه (77)
**{ ان أسر بعبادي } : أي سر ليلاً من أرض مصر .
{ طريقاً في البحر يبساً } : طريقاً في وسط البحر يابساً لا ماء فيه .
{ لا تخاف دركاً } : أي لا تخش أن يدركك فرعون ، ولا تخشى غرقاً .
إنه بعد الجدال الطويل والخصومة الشديدة التي دامت زمناً غير قصير وأبى فيها فرعون وقومه قبول الحق والإذعان له أوحى تعالى الى موسى عليه السلام بما أخبر به في قوله عز وجل : { ولقد أوحينا إلى موسى } وبأي شيء أوحى إليه . بالسرى ببني إسرائيل وهو قوله تعالى { ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي } قوله { فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً } أي اجعل لهم طريقاً وسطه يابساً لا ماء فيه حتى اجتاز بنو إسرائيل البحر ، ولما تابعهم فرعون ودخل البحر بجنود أطبق الله تعالى عليهم البحر فأغرقهم أجمعين ، بعد أن نجى موسى وبني إسرائيل ، وهو معنى قوله تعالى : { فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم } أي من ماء البحر { ما غشيهم } أي الشيء العظيم من مياه البحر . وقوله لموسى { لا تخاف دركاً ولا تخشى } أي لا تخاف أن يدركك فرعون من ورائك ولا تخشى غرقاً في البحر .
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09
ما معنى قوله تعالى
((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) )) طه
{ يا بني إسرائيل قد انجيناكم من عدوكم } أي فرعون ، { وواعدناكم جانب الطور الأيمن } أي مع نبينا موسى لانزال التوارة لهدايتكم وحكمهم بشرائعها ، وأنزلنا عليكم المن والسلوى غذاء لكم في التيه ، { كلوا من طيبات ما رزقناكم } أي قلنا لكم : كلوا من طيبات ما رزقناكم من حلال الطعام والشراب ، { ولا تطغوا فيه } بترك الحلال الى الحرام وبالأسراف في تناوله وبعدم شكر الله تعالى ، وقوله تعالى : { فيحل عليكم غضبي } أي أن أنتم طغيتم فيه . { ومن يحلل عليه غضبي } أي ومن يجب عليه غضبي { فقد هوى } أي في قعر جهنم وهلك .
وقوله تعالى : { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى } يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن غيرهم وعمل صالحاً أي أدى الفرائض واجتنب المناهي ثم استمر على ذلك ملازماً له حتى مات .
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09
ما معنى قوله تعالى
(( وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) )) طه
**{ وما أعجلك } : أي شيء جعلك تترك قومك وتأتي قبلهم .
{ هم على أثري } : أي آتون بعدي وليسوا ببعيدين مني .
{ وعجلت إليك ربي لترضى } : أي استعجلت المجئ إليك طلباً لرضاك عني .
بعد أن نجى الله تعالى بني إسرائيل من فرعون وملائه حيث اجتاز بهم موسى البحر وأغرق الله فرعون وجنوده أخبرهم موسى أن ربه تعالى قد أمره أن يأتيه ببني اسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض المعاد إلى جبل الطور ليؤتيهم التوارة فيها شريعتهم ونظام حياتهم دنيا ودينا وأنه واعدهم جانب الطور الأيمن ، واستعجل موسى في المسير إلى الموعد فاستخلف أخاه هارون على بني اسرائيل ليسير بهم وراء موسى ببطء حتى يلحقوا به عند جبل الطور ، وحدث أن بني إسرائيل فتنهم السامري بضع العجل ودعوتهم الى عبادته وترك المسير وراء موسى عليه السلام فقوله تعالى : { وما أعجلك عن قومك يا موسى } هو سؤال من الله تعالى لموسى ليخبره بما جرى قومه بعده وهو لا يدري فلما قال تعالى لموسى : { وما أعجلك } عن المجئ وحدك دون بني إسرائيل مع ان الأمر أنك تأتي معهم أجاب موسى بقوله { هم اولاء على أثري } آتون بعدي ، وعجلت المجئ إليك لترضى عني .
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري
**شرح الكلمات :
{ وما أعجلك } : أي شيء جعلك تترك قومك وتأتي قبلهم .
{ هم على أثري } : أي آتون بعدي وليسوا ببعيدين مني .
{ وعجلت إليك ربي لترضى } : أي استعجلت المجئ إليك طلباً لرضاك عني .
{ قد فتنا قومك } : أي ابتليناهم أي بعادة العجل .
{ وأضلهم السامري } : أي عن الهدى الذي هو الإسلام إلى الشرك وعبادة غير الرب تعالى .
{ غضبان أسفاً } : أي شديد الغضب والحزن .
{ وعداً حسناً } : أي بأن يعطيكم التوارة فيها نظام حياتكم وشريعة ربكم لتكملوا عليها وتسعدوا .
{ أفطال عليكم العهد } : أي مدة الموعد وهي ثلاثون يوماً قبل أن يكملها الله تعالى أربعين يوماً .
{ بملكنا } : أي بأمرنا وطاقنا ، ولكن غلب علينا الهوى فلم نقدر على انجاز الوعد بالسير وراءك .
{ أوزاراً } : أي احمالاً من حلي نساء الأقباط وثيابهن .
{ فقذفناها } : أي ألقيناها في الحفرة بأمر هارون عليه السلام .
{ ألقى السامري } : السامري هو موسى بن ظفر من قبيلة سامرة الإسرائيلية ، وما ألقاه هو التراب الذي أخذه من تحت حافز فرس جبريل ألقاه أي قذفه على الحلي .
{ عجلاً جسداً } : أي ذا جثة .
{ له خوار } : الخوار صوت البقر .
{ فنسي } : أي موسى ربه هنا وذهب يطلبه .
{ ألا يرجع إليهم قولاً } : أنه لا يكلمهم إذا كلموه لعدم نطقه بغير الخوار .
معنى الآيات : بعد أن نجى الله تعالى بني إسرائيل من فرعون وملائه حيث اجتاز بهم موسى البحر وأغرق الله فرعون وجنوده أخبرهم موسى أن ربه تعالى قد أمره أن يأتيه ببني اسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض المعاد إلى جبل الطور ليؤتيهم التوارة فيها شريعتهم ونظام حياتهم دنيا ودينا وأنه واعدهم جانب الطور الأيمن ، واستعجل موسى في المسير إلى الموعد فاستخلف أخاه هارون على بني اسرائيل ليسير بهم وراء موسى ببطء حتى يلحقوا به عند جبل الطور ، وحدث أن بني إسرائيل فتنهم السامري بضع العجل ودعوتهم الى عبادته وترك المسير وراء موسى عليه السلام فقوله تعالى : { وما أعجلك عن قومك يا موسى } هو سؤال من الله تعالى لموسى ليخبره بما جرى قومه بعده وهو لا يدري فلما قال تعالى لموسى : { وما أعجلك } عن المجئ وحدك دون بني إسرائيل مع ان الأمر أنك تأتي معهم أجاب موسى بقوله { هم اولاء على أثري } آتون بعدي ، وعجلت المجئ إليك لترضى عني . هنا أخبره تعالى بما حدث لقومه فقال عز وجل : { إنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري } أي بصنع العجل لهم ودعوتهم الى عبادته بحجة انه الرب تعالى وأن موسى لم يهتد إليه . ولما انتهت المناجاة وأعطى الله تعالى موسى الألواح التي فيه التوارة { فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً } أي حزينا إلى قومه فقال لهم لما أخبر تعالى عنه بقوله : { قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً } فذكرهم بوعد الله تعالى لهم بإنجائهم من آل فرعون وإكرامهم بالملك والسيادة موبخاً لهم على خطيئتهم بتخلفهم عن السير وراءه وانشغالهم بعبادة العجل والخلافات الشديدة بينهم ، وقوله { أفطال عليكم العهد } أي لم يطل فالمدة هي ثلاثون يوماً فلم تكتمل حتى فتنتم وعبدتم غير الله تعالى ، قوله { أم أرتم أن يحل عليكم غضب من ربكم } أي بل أردتم بصنعيكم الفاسد أن يجب عليكم غضب من ربكم فحل بكم ، { فأخلفتم موعدي } بعكوفكم على عبادة العجل وترككم السير وقوله تعالى { قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا } هذا ما قاله قوم موسى كالمعتذرين به إليه فزعموا أنهم ما قدروا على عدم اخلاف الموعد لغلبة الهوى عليهم فلم يطيقوا السير وراءه مع وجود العجل وما ظللهم به السامري من أنه هو إلههم وأن موسى أخطأ الطريق إليه . هذا معنى قولهم : { ما أخلفنا موعدك بملكنا } أي بامرنا وقدرتنا إذ كنا مغلوبين على أمرنا .
وقولهم : { ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها } هذا بيان لوجه الفتنة وسببها وهي أنهم لما كانوا خارجين من مصر استعار نسائهم حلياً من نساء القبط بدعوى عيد لهم ، واصبحوا خارجين مع موسى في طريقهم الى القدس ، وتم إنجاؤهم واغراق فرعون ولما نزلوا بالساحل استعجل موسى موعد ربه وتركهم تحت إمره هارون أخيه على ان يواصلوا سيرهم وراء موسى إلى جبل الطور غير أن موسى الملقب بالسامري استغل الفرصة وقال لنساء بني إسرائيل هذا الحلى الذي عندكن لا يحل لكن أخذه إذ هي ودائع كيف تستحلونها وحفر لهم حفرة وقال ألقوها فيها وأوقد فيها النار لتحترق ولا ينتفع بها بعد ، هذا ما دل عليه قولهم ( ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم ) أي قوم فرعون فقذفناها أي في الحفرة التي أمر بها السامري وقوله تعالى { فكذلك ألقى السامرى } ما معه من التراب الذي أخذه من تحت حافر فرس جبريل ، فصنع السامري العجل فأخرجه لهم عجلاً جسداً له خوار أي صوت فقال بعضهم لبعض هذا إلهكم وإله موسى الذي ذهب الى موعده فنسي وضل الطريق اليه فاعبدوه حتى يأتي موسى .
**{ ألقى السامري } : السامري هو موسى بن ظفر من قبيلة سامرة الإسرائيلية ، وما ألقاه هو التراب الذي أخذه من تحت حافز فرس جبريل ألقاه أي قذفه على الحلي .
{ عجلاً جسداً } : أي ذا جثة .
{ له خوار } : الخوار صوت البقر .
{ فنسي } : أي موسى ربه هنا وذهب يطلبه .
وقوله تعالى { قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا } هذا ما قاله قوم موسى كالمعتذرين به إليه فزعموا أنهم ما قدروا على عدم اخلاف الموعد لغلبة الهوى عليهم فلم يطيقوا السير وراءه مع وجود العجل وما ظللهم به السامري من أنه هو إلههم وأن موسى أخطأ الطريق إليه . هذا معنى قولهم : { ما أخلفنا موعدك بملكنا } أي بامرنا وقدرتنا إذ كنا مغلوبين على أمرنا .
وقولهم : { ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها } هذا بيان لوجه الفتنة وسببها وهي أنهم لما كانوا خارجين من مصر استعار نسائهم حلياً من نساء القبط بدعوى عيد لهم ، واصبحوا خارجين مع موسى في طريقهم الى القدس ، وتم إنجاؤهم واغراق فرعون ولما نزلوا بالساحل استعجل موسى موعد ربه وتركهم تحت إمره هارون أخيه على ان يواصلوا سيرهم وراء موسى إلى جبل الطور غير أن موسى الملقب بالسامري استغل الفرصة وقال لنساء بني إسرائيل هذا الحلى الذي عندكن لا يحل لكن أخذه إذ هي ودائع كيف تستحلونها وحفر لهم حفرة وقال ألقوها فيها وأوقد فيها النار لتحترق ولا ينتفع بها بعد ، هذا ما دل عليه قولهم ( ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم ) أي قوم فرعون فقذفناها أي في الحفرة التي أمر بها السامري وقوله تعالى { فكذلك ألقى السامرى } ما معه من التراب الذي أخذه من تحت حافر فرس جبريل ، فصنع السامري العجل فأخرجه لهم عجلاً جسداً له خوار أي صوت فقال بعضهم لبعض هذا إلهكم وإله موسى الذي ذهب الى موعده فنسي وضل الطريق اليه فاعبدوه حتى يأتي موسى . قال تعالى موبخاً إياهم { أفلا يرون ألا يرجع اليهم قولاً } إذا كلموه ، { ولا يملك لهم ضراً ولا نفعا } فكيف يعقلون أنه إله وهو لا يجيبهم إذا سألوه ، ولا يعطيهم إذا طلبوه ، ولا ينصرهم إذا استنصروه ولكنه الجهل والضلال واتباع الهوى . والعياذ بالله تعالى .
هداية الآيات
1- ذم العجلة وبيان آثارها الضارة فاستعجال موسى الموعد وتركه قومه وراءه كان سبباً في أمر عظيم وهو عبادة العجل وما تترب عليها من آثار جسام .
2- مشروعية طلب رضا الله تعالى ولكن بما يجب أن يقترب به إليه .
3- مشروعية الغضب لله تعالى والحزن على ترك عبادته بمخالفة أمره ونهيه .
4- مشروعية استعارة الحلي للنساء والزينة ، وحرمة جحدها وأخذها بالباطل .
5- وجوب استعمال العقل واستخدام الفكر للتمييز بين الحق والباطل ، والخير والشر .
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَوَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) )) طه
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحوار الذي دار بين موسى وقومه بعد رجوعه إليهم من المناجاة فقوله تعالى : { ولقد قال لهم هارون من قبل } أي من قبل رجوع موسى قال لهم أثناء عبادتهم العجل يا قوم إن العجل ليس إلهكم ولا إله موسى وإنما هو فتنة فتنتم به ليرى الله تعالى صبركم على عبادته ولزوم طاعة رسوله ، وليرى خلاف ذلك فيجزى كلاً بما يستحق وقال لهم : { وإن ربكم الرحمن } الذي شاهدتم آثار رحمته في حياتكم كلها فاذكروها { فاتبعون } في عبادة الله وحده وترك عبادة غيره { وأطيعوا أمري } فإني خليفة موسى الرسول فيكم فأجاب القوم الضالون بما أخبر تعالى عنهم بقوله : { قالوا لن نبرح عليه عاكفين } أي لن نزول عن عبادته والعكوف حوله { حتى يرجع إلينا موسى } . ولما سمع موسى من قومه ما سمع التفت إلى هارون قائلاً معاتباً عازلاً لائماً { يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا } أي بعبادة العجل { ألا تتبعني } أي بمن معك من المسلمين وتترك المشركين ، { أفعصيت أمري } ، ومن شدة الوجد وقوة اللوم والعذل أخذ بشعر رأسي أخيه بيمينه وأخذ بلحيته بيساره وجره إليه وهو يعاتبه ويلوم عليه فقال هارون : { يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي } إن لي عذراً في عدم متابعتك وهو إني خشيت إن أتيتك ببعض قومك وهم المسلمون وتركت بعضاً آخر وهو عباد العجل { أن تقول فرقت بين بني إسرائيل } وذلك لا يرضيك . { ولم ترقب قولي } أي ولم تنظر قولي فيما رأيت في ذلك .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- معصية الرسول تؤدي إلى فتنة العاص في دينه ونياه .
2- جواز العذل والعتاب للحبيب عند تقصيره فيما عهد به إليه .
3- جواز الاعتذار لمن اتهم بالتقصير وان حقا .
4- قد يخطئ المجتهد في اجتهاده وقد يصيب .
{ فما خطبك } : أي ما شأنك وما هذا الأمر العظيم الذي صدر منك .
{ بصرت بما لم يبصروا به } : أي علمت من طريق الإبصار والنظر ما لم يعلموا به لأنهم لم يروه .
{ } قبضة من أثر الرسول : أي قبضت قبضة من تراب حافر فرس الرسول جبريل عليه السلام .
{ فنبذتها } : أي القيتها وطرحتها على الحلى المصنوع عجلاً .
{ سولت لي نفسي } : أي زينت لي هذا العمل الذي هو صنع العجل .
{ أن تقول لا مساس } : أي اذهب تائها في الأرض طول حياتك وأنت تقول لا مساس أي لا يمسني أحد ولا أمسه لما يحصل من الضرر العظيم لمن تمسه أو يمسك .
{ إلهك } : أي العجل .
{ ظلت } : أي ظللت طوال الوقت عاكفاً عليه .
{ في اليم نسفاً } : أي في البحر ننسفه بعد إحراقه وجعله كالنشارة نسفاً .
{ إنما الهكم الله } : أي لا معبود إلا الله لا إله إلا هو .
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحوار بين موسى وقومه فبعد لومه أخاه وعذله له التفت إلى السامرى المنافق إذ هو من عباد البقر وأظهر الإسلام في بني إسرائيل ، ولما اتيحت له الفرصة عاد الى عبادة البقر فصنع العجل وعبده ودعا الى عبادته فقال له : في غضب { فما خطبك يا سامري } أي ما شأنك وما الذي دعاك الى فعلك القبيح الشنيع هذا فقال السامري كالمعتذر { بصرت بما لم يبصروا به } أي علمت ما لم يعمله قومك { فقبضت قبضة من أثر } حافز فرس { الرسول فنبذتها } في الحلي المصنوع عجلاً فخار كما تخور البقر . { وكذلك سولت لي نفسي } ذلك أي زينته لي وحسنته ففعلته ، وهنا أجابه موسى عليه السلام بما أخبر تعالى به في قوله : { قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس } أي لك مدة حياتك أن تقول لمن أراد أن يقربك لا مساس أي لا تمسني ولا أمسك لتتيه طول عمرك في البرية مع السباع والحيوان عقوبة لك على جريمتك ، ولا شك أن فراره من الناس وفرار الناس منه لا يكون مجرد أنه لا يرقب في ذلك ، لعله قيل إنها الحمى فإذا مس أحد حممعاً أي أصابتهما الحمى معاً كأنه اسلاك كهربائية مكشوفة من مسها تكهرب منها . وقوله له : { وإن لك موعداً لن تخلفه } ، أي ذاك النفي والطرد عذاب الدنيا ، وإن لك عذاباً آخر يوم القيامة في موعد لن تخلفه أبداً فهو آت وواقع لا محالة .
وقوله : أي موسى للسامري : ( وانظر إلى الهك ) المزعوم ( الذي ظلت عليه عاكفاً ) تعبده لا تفارقه ، والله ( لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفاً ) وفعلاً حرقه ثم جعله كالنشارة وذره في البحر تذرية حتى يعثر له على أثر ، ثم قال لأولئك الذين عبدوا العجل المغرر بهم المضللين : ( إنما الهكم ) الحق الذي تجب له العبادة والطاعة ( الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً ) أي وسع علمه فهو عليم بكل شيء وقدير على كل شيء وما عداه فليس له ذلك ولم لم يكن ذا قدرة على شيء وعلم بكل شيء فكيف يُعبد ويُطاع . .
داية الآيات :
من هداية الآيات :
1- مشروعية الاستنطاق للمتهم والاستجواب له .
2- ما سولت النفس لأحد ولا زينت له شيئاً إلا تورط فيه إن هو عمل بما سولته له ،
3- قد يجمع الله تعالى للعبد ذي الذنب العظيم بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .
4- مشروعية هجران المبتدع ونفيه وطرده فلا يسمح لأحد بالاتصال به والقرب منه .
5- كسر الأصنام والأوثان والصور وآلات اللهو والباطل الصارفة عن عباد الله تعالى .
أيسر التفاسير **أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09
ما معنى قوله تعالى
(( مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) )) طه
معنى الآيات :
بعد نهاية الحديث بين موسى وفرعون ، وبين موسى ، وبني اسرائيل قال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم { كذلك نقص عليك } أي كما قصصنا عليك ما قصصنا من نبأ موسى وفرعون وخبر موسى وبني إسرائيل نقص عليك { من أنباء قد سبق } أي أحداث الأمم السابقة ليكون ذلك آية نبوتك ووحينا إليك ، وعبرة وذكرى للمؤمنين . وقوله تعالى : { وقد آتيناك من لدنا ذكراً } أي وقد أعطيناك تفضلا منا ذكرا وهو القرآن العظيم يذكر به العبد ويهتدي به الى سبيل النجاة والسعادة ، وقوله { من أعرض عنه } أي عن القرآن فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه { فإنه يحمل يوم القيامة وزراً } أي اثماً عظيماً لأنه لم يعمل صالحاً ولك عمله كان سيئاً لكفره وعدم إيمانه ، { خالدين فيه } أي في ذلك الوزر في النار ، وقوله { وساء لهم يوم القيامة حملاً } أي قبح ذلك الحمل حملاً يوم القيامة إذ صاحبه لا ينجو من العذاب بل بطرح معه في جهنم يخلد فيها.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية