نظرية داروين تهدف إلى تقديم تفسير لوجود الانسان على الشاكلة الجسمانية التي هوَ عليها اليوم إنطلاقا من أسس فيزيائية (وجود العناصر الكيميائية و الظروف المواتية للخلية الأولى) بشكل متكامل علميا (يعني أن العلم يفسر كل الخطوات و المراحل دون الجنوح للتفسير الميتافيزيقي).
يعني يمكن أن يكون الإنسان مؤمنا بنظرية داروين و مؤمنا بوجود إله (لكن أشك في أنه يمكنه أن يجمع بين الاسلام و التطوّر)، لأنه تصوّر الإنسان (غير المسلم) عن خالقه تصوّر غير مشروط بما ذُكر في القرآن و السنة على عكسنا، قد يرى أنه خُلق عن طريق التطوّر و لا يجد فيها تناقضا مع تصوّره الديني.
أمّا التصميم الذكي فله أيضا حجج (كتصميم العين الذي تكلّم عنه داروين) وكذلك مشكلة التعقيد الغير قابل للإختزال و غيرها، وحتى اليوم يوجد صراع حول تدريس إما التصميم الذكي أو التطوّر لتلاميذ المدارس الاعدادية في الولايات المتحدة.
لكن التصميم الذكي كذلك مثل التطوّر لا أراه يوافق كثيرا من معتقداتنا، فالخالق في هذا الموضوع العلمي غير شخصاني (impersonal god) و الاسلام ضد هذا تحديدا، خذ مثلا عدد المعوّقين و أصحاب العاهات حوْل العالم، التصميم الذكي (كما أعرفه) يفشل في تفسير هذا أمّا الإسلام فلا يجد مشكلة إطلاقا (شخصانية الإله تجعله متسامي فوق فهم مخلوقاته له، لا يجوز حكمهم عليه، على غير الإله غير الشخصاني الذي خِيطَ على فهمهم).
كذلك حجة تُحسب على التصميم الذكي (أوْ لا) هوَ أنه لا يّدرس بالجامعات (على حد علمي)، قد لا يكون هذا دليلا على قلة مناصريه باعتباره نظرية علمية ذات أساس ميتافيزيقي، لكنه لا يعني إطلاقا أنه خاطئ، فقط يُعطينا مؤشرا حول درجة موضوعيته العلمية.
ثمَّ، ما علاقة المرجعية الإلحادية بالداروينية ؟ بعد مراجعتي لكثير من الردود أجد أن الكثير يربط مباشرة بين الإلحاد و نظرية التطوّر و يجعلهما شيئا واحدا لا أدري لماذا.
الموضوع حول : هل يتعارض تصوّر الداروينيين عن بدء الخلق مع القرآن أم لا ؟ يعنى هل يمكننا أن نرى أن نظرية التطوّر غير متعارضة مع القرآن ام لا؟
أرى أن التطوّر (بالشكل الذي هوَ فيه الآن : من الشمبانزي بمراحل حتى الإنسان) يتعارض مع قصة آدم و حوّاء عليهما السلام و قصة نزوله إلى الأرض و غيرها.
هناك ايضا من المسلمين (عدنان ابراهيم مثلا) من صرّح بأن نظرية التطوّر لا تناقض الاسلام لكن ليس بشكلها المتعارف عليه، فهوَ يرى أن النباتات و الحيوانات تطوّرت ولكن الإنسان لم يتطوّر من قرد.
أتمنى من صاحب الموضوع أن يشاركنا برأيه حول قصة آدم و حوّاء.