أحسنت في الطرح أخي الكريم وفي انتقاء بيتا المقارنة للشاعرين
ومن المعلوم أن الشاعر عنترة بن شداد رغم انه من الشعراء الجاهليين إلا أنه كان فيه من الأخلاق ما تنص عليه تعاليم ديننا وهذه نقطة تبين أن العرب قديماً كانت فيهم خصال حميدة كثيرة من الجود والعفو والاصلاح والامانة والعفة الشجاعة الاخلاص .....الخ
ثم جاء دين الأسلام فأقر الصفات الحميدة وحث عليها وحرم الامور الاخرى التي تنافي الدين و الأخلاق و السراط المستقيم.
وللعنترة أبيات تبين سمو الاخلاق التي كان يتميز بها :
ولا تسقني كأس المدام فأنها * * * يضل بها عقل الشجاع ويذهبُ
يقول لا تسقني الخمر لأنها تذهب عقل الرجل اللبيب والشجاع
وقد قلتُ إني قد سلوتُ عن الهوى * * * ومن كان مثلي لا يقول ويكذبُ
يقول انه لا يكذب و يرى أن الكذب شيئ ذميم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني * * * أغشى الوغى وأعفو عن المغنم
العفو عند المقدرة ..
وأبيات آخرى أكثر من أن نسوقها في هذا الموطن بل تحتاج الى دراسات و تحليلات كثيرة !!
أما ما يخص شعراء العهد الاموي وما بعده فبالرغم من قربهم من زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن اصحابه والتابعين إلا أن أكثرهم في شعره من الحث على شرب الخمر و مغازلة النساء والاسراف في مدح الملوك الى حد ينافي التوحيد الشيء الكثير .
ومن ما قال الشاعر العباسي أبو نواس :
و قلتُ:إنّي نحَوْتُ الخمرَ أخطبُها! * * * قال:الدراهمَ!..هل للمهرِ إبْطاءُ؟!
لَمّا تَبَيّنَ أنّي غَيرُ ذي بَخَلٍ * * * و ليس لي شُغُلٌ عنها وإبطاءُ
أتَى بِها قَهْوَة ً كالمِسْك صَافيَة ً * * * كَدَمْعَة ٍ مَنَحَتْها الْخَدَّ مرْهاءُ
ما زالَ تاجرها يَسْقي، وأَشْرَبُها * * * وَعندَنا كاعِبٌ بَيضاءُ، حَسناءُ
كَمْ قد تَغَنّتْ، وَلا لَوْمٌ يُلِمّ بنا * * * دعْ عنكَ لوْمي؛ فإنّ اللّوْمَ إغراءُ