أحيانا يخرج شعر الشعراء مخرج "الدردشة" وتتناقله الأفواه،فيجري في ميادين النفوس ويطير كل مطار ...ولولا هذه المثيرات وشجون الحديث وجرِّ بعضه بعضاً وتفاعل النفوس في الحديث وللحديث لسكت الناس،ولما سمعتم غير الجاد والجاف ولرأيتم كلاماً (عابساً)،ولولا أن الله جعل المدّ والجزر في البحر لأسِن ماؤه،وفي كل نفس ماء راكد لا يحركه غير الشعر أو ما في معنى الشعر ......
الذي أريده ملخصا هو مراعاة سيرة الرجل كاملة دونما فصلها عن عمله هو؛فكما رأيتم أنه ترك أقوالا تفعل فعلها في الناس،وأرى أنه قدما شيئاً للأدب والشعر خاصة،والأشياء المهيجة للنفوس كثيرة لا تنحصر في الشعر حسبُ،بمعنى عكس قضيتكم فقد أردتم الشعر للسمو الفكري والرقي الروحي وهو تهذيب للنفس في معنىً من معانيها وهو كذلك، لكن الذي وقع زمن سيدنا عمر وبعده غير ذلك (على فرض وقوع القصة) وهذا الشعر سمع والزمن زمن فضل،والناس أهل دين ومروّةٍ،وهنا ما نحتاج للتوقف عنده وفهمه على سياقه المواقق دونما بخسٍ للناس أشياءها،وقد كان حبر هذه الأمة يدرس في المسجد الحرام التفسير وكلام العرب،وينشد شعراً لو قرأه أحدنا اليوم لقرأه وهو مغلقاً أنفه !!!
ولو نحن أخذنا القسمة العقلية تكون كالتالي :
1 : قال ولم يفعل
2: فعل ولم يقل
3: قال وفعل
4: ولم يقل ولم يفعل
فالصورتان الأخيرتان لا كلام لنا فيها،والخلاف على الأوليين،وأرى ابن أبي ربيعة مطابق للصورة الأولى.
ومن هنا يكون مدخل الكلام على ما للشاعر وما عليه.