وجه إلى الدكتور حاتم العوني الشريف سؤال هذا نصه :
( لدي تساؤل عن التكفير الذي في تاريخ ابن غنام، وابن بشر، وعلاقته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) .
والسؤال واضح المطلوب، سهل على من أراد الإجابة وتحقيق المرغوب، ولكن الدكتور العوني أجاب بما لا يفيد السائل، ولا يحقق له المطلوب بالدلائل، فأجاب على غير المطلوب في السؤال، وسلك غير جادة الصواب في المقال، بل سار على نهج الموقع الذي يفتي تحت ظلاله، تحت شعار الوسطية المزعومة، وفي ظلال عالمية الطرح المرومة، فخشي أن يطلق الإقرار فيُلزم بانحراف منهجه، وأن من كفّرهم الإمام محمد بن عبدالوهاب هم الرافضة وغلاة الصوفية، وهذان الفريقان هما عماد حزب الإخوان المسلمين!.
فلم يجد العوني بُداً من أن يكتب جواباً يروي ظمأ الجاهل المنهوم، أما من ارتوى بماء العلم والنظر فسوف يعلم أنه جوابٌ لا يروي الغليل، ولا يشفي العليل، بل يرى فيه المكر الإخواني الدسيس للنيل من دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وسوف تخنقه اللوازم في الأيام المقبلات حتى تكشف عن حقيقة موقفه من دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب كما تبينت من غيره!.
فقال العوني في أول جوابه : ( دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله - دعوة إصلاحية، لكنها ليست معصومة، فالخطأ يقع عند دعاتها في تقرير المسائل، وفي الممارسة العملية أيضا، كغيرها من الدعوات الإصلاحية ) .
قلت: لو كان الكلام عن شخص الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، لكان له من العذر ما له، ولكن الكلام عن (دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب)، والكلام عن دعوة الإمام لا يراد بها مذهبه الفقهي، ولا اختياره الاجتهادي، وإنما يراد بها أصول الاعتقاد التي قامت عليها، وأصول الاعتقاد منها ما يقاتل عليها ومنها ما ليس كذلك، وأشهر ما ظهرت به دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب هو الدعوة إلى الأصول العقدية التي لا تجوز مخالفتها، ويقاتل الناس عليها من تحقيق العبادة لله وحده دون سواه، والبراءة من دين المشركين، وإلى ذلك دعا الناس، وعلى ذلك كانت الممارسة العملية من الحكم بالكفر والقتال اللذين لم يصرح تلميذ المدرسة الإخوانية بهما!.
ودعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب – والكلام هنا عنها – قامت على أربع مسائل، وما عداها من المسائل لا يجوز أن يوجه النقد بسببها إلى دعوته ودعوة من جاء بعده ممن سار عليها، وقد نص هو رحمه الله تعالى على أصول دعوته فقال رحمه الله تعالى في رسالته لابن عيد أحد أهل العلم الصالحين في مدينة ثرمدا من أعمال نجد : ( ولكن قبل الكلام اعلم أني عُرفت بأربع مسائل :
الأولى : بيان التوحيد مع أنه لم يطرق آذان أكثر الناس .
الثانية : بيان الشرك ولو كان في كلام من ينتسب إلى العلم أو العبادة من دعوة غير الله، أو قصده بشيء من العبادة، ولو زعم أنهم يريدون أنهم شفعاء عند الله مع أن أكثر الناس يظن أن هذا من أفضل القربات كما ذكرتم عن العلماء أنهم يذكرون أنه قد وقع في زمانهم.
الثالثة : تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه. وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عرف الشرك وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهاراً ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم، وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن الله ورسوله .
الرابعة : الأمر بقتال هؤلاء خاصة حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله الله فلما اشتهر عني هؤلاء الأربع صدقني من يدعي أنه من العلماء في جميع البلدان في التوحيد وفي نفي الشرك وردوا على التكفير والقتال ) .
فليتقدم الدكتور الفاضل بذكر أخطاء دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في هذه الأربع :
[ 1 ] معنى التوحيد.
[ 2 ] و معنى الشرك.
[ 3 ] وموجبات الكفر.
[ 4 ] ومبيحات الدم.
و للمقال بقية هنا
الرد على حاتم العوني في نفيه لفضيلة ثابتة لمعاوية بن أبي سفيان ودفاعه عن الرافضي عدنان إبراهيم
من هنا