تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لكل من يبحث عن مرجع سأساعده


الصفحات : 1 2 [3] 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13

زهرة العبير
2011-12-21, 22:52
السلام عليكم إخواني انا بحاجة إلى مراجع تخص المناضل الشاذلي المكي
أتمنى أن تزودوني بعناوين كتب
جزاكم الله عنا أعالي الجنان

الدنيا
2011-12-22, 22:02
من فضلكم انا جد محتاجة الى
مراجع حول موضوع
دور المجالس المحلية المنتخبة في عملية التنمية المحلية

أبو تقي الدين
2011-12-23, 20:22
السلام عليكم اريد من فضلكم تحميل كتاب الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية لمحمد ناصر

hano.jimi
2011-12-23, 22:35
السلام عليكم اريد من فضلكم تحميل كتاب الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية لمحمد ناصر

السلام عليكم للاسف اختي حاولت البحث كثيرا لكن لم اجدالكتاب شكرا

hano.jimi
2011-12-23, 22:47
من فضلكم انا جد محتاجة الى
مراجع حول موضوع
دور المجالس المحلية المنتخبة في عملية التنمية المحلية

وضع ديناميكية جديدة لتفعيل دور الجماعات المحلية في التنمية
وضع ديناميكية جديدة لتفعيل دور الجماعات المحلية في التنمية
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي .
جامعة سعد دحلب البليدة
كلية العلوم الإقتصادية و علوم التسيير.









وضع ديناميكية جديدة لتفعيل دور الجماعات المحلية في التنمية
( مراقبة ميزانية الجماعات المحلية )

دراسة مقدمة للملتقى الدولي حول تسيير وتمويل الجماعات المحلية في ضوء التحولات .








إعداد الأستاذة : ربحي كريمة
بركان زهيه




المقدمة :

تعتبر الجماعات المحلية جزءا لا يتجزأ من الدولة ، أي أنها تابعة لها بالرغم من وجود اللامركزية ، التي تعتبر أسلوبا من أساليب التنظيم الإداري، و التي تعني توزيع الوظيفة الإدارية بين السلطات المركزية في الدولة و الهيئات الإدارية المنتخبة ، تباشر مهامها تحت رقابة هذه السلطة .
فتنظيم الدولة يستوجب تقسيمها إلى أقاليم ، ولاية و بلدية و بالرجوع إلى البلدية التي تعد الخلية الأساسية للامركزية الإقليمية فهي تلعب دورا هاما في التكفل بحاجيات المواطنين .
أما بالنسبة للولاية التي تعد وحدة إدارية من وحدات الدولة و في نفس الوقت شخصا من أشخاص القانون تتمتع بالشخصية المعنوية و الذمة المالية المستقلة، وبالتالي كلاهما يلعبان دورا رئيسيا في مختلف الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية .
ولتحقيق الأهداف وعدم التلاعب بنفقات و الارادات للجماعات المحلية ضرورة وجود رقابة تواكب جميع مراحل الميزانية
من إعداد ، و الاعتماد و التنفيذ و الرقابة على سلامة تنفيذ الخطة المالية للجماعات المحلية إنفاقا و إيرادا وفقا لما قررته ميزانيتها .
هذه الرقابة التي تعمل على التحقق من استخدام الاعتمادات المقررة في الأغراض التي تخصص من أجلها مع كشف سوء التسيير و الاستغلال ، بالإضافة إلى الزيادة في الإنفاق .هكذا نجد أن هناك بلديات تعاني من عجز في ميزانيتها ، وتبقى عاجزة على إحداث التنمية المحلية بالرغم من التوزيع العادل للثروة الجزائرية .
كما أن مدى تطبيق الأهداف المسطرة من خلال تغطية الميزانية تتعلق بصفة مباشرة بمدى سلامة القواعد المحاسبية و القوانين المنظمة لها . فالرقابة تهدف إلى ترسيخ روح الصرامة لتحقيق العدالة بردع كل من قامة بالتلاعب بمداخيل و نفقات الجماعات المحلية .
ومن هنا يمكن إثبات أن نجاعة وصرامة الرقابة راجع أساسا إلى مدى إلمامها بكل جوانب و مراحل تكوين الميزانية مع إقرار الأخطاء إضافة إلى ردع مرتكبيها قانونيا ، مما يستوجب تجنبها مستقبلا . لكن الإلمام بهذه الجوانب لا يتمكن من تحديد فعاليته إذ أن تحديد ما يتعلق بصورة مباشرة بمدى تحقيق الأهداف المسطرة أو مقدرة الرقابة على تأطير وتثبيت النزاهة و بالتالي إمكانية أن تلعب دورا هاما و أساسيا للسيرورة الايجابية و المتجانسة بين النفقات و المداخيل المقابلة لها .
إن هذه الدراسة تعتبر كرسالة للإطارات الجماعات المحلية سواء كانوا محاسبين عموميين أو إطارات المجالس الشعبية و السلطات الوصية و غيرهم ...بمراقبة ميزانية الجماعات المحلية دون الوقوع في أخطاء جسيمة تؤدي إلى تعريض ميزانية الجماعات المحلية إلى متاهات وعواقب جد وخيمة .و من أجل ذلك قمنا بتحديد الإشكال التالي :

- كيف يمكن تحديد الرقابة على مستوى تطورات الميزانية لإقرار نزاهتها ؟
- هل يمكن اقتراح الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية باعتبارها الوسيلة الديناميكية لتفعيل دور هذه الأخيرة في التنمية المحلية ؟
و من أجل الإجابة على هذا الإشكال قمنا بتطرق إلى النقاط التالية :


الخطة :
- المقدمة .
- الجماعات المحلية و الاستقلال المالي .
. تعريف الجماعات المحلية .
. الوسائل القانونية للمالية المحلية (ميزانية الجماعات المحلية ) .
. مفهوم الاستقلال المالي و اللامركزية المحلية .
- مفهوم و أنواع الرقابة المالية .
. مفهوم الرقابة المالية .
. أنواعها :
- الرقابة الداخلية الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية .
- من طرف المراقب المالي و المحاسب العمومي .
- رقابة المجالس الشعبية المحلية و السلطات الوصية .
- الرقابة الخارجية الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية .
- الرقابة القضائية ألاحقة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية .
- الرقابة الإدارية ألاحقة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية .
- الخاتمة و التوصيات .
- المراجع .












الجماعات المحلية و الاستقلال المالي :

إن اتساع حجم المجتمعات و زيادة الطلب على الخدمات المختلفة بصورة تعكس استجابة سريعة وحقيقية لاحتياجات المواطنين و تمثيلهم و نقل وجهة نظرهم و مشاركتهم في رسم السياسات العامة التي تخدم المجتمع و المواطنين ، ساهمة في إنشاء و بروز مؤسسات الدولة كشريك أساسي للحكومة ، من منطلق أن الاهتمام و العناية بالأمور العامة issues publics ليست حكرا على الحكومة حيث أن هناك عناصر أخرى تشارك ليس فقط في الاهتمام بل و في أخذ الدور في طرح الأمور العامة و المساهمة في أدوار تنموية جادة .
إن الاتجاهات المعاصرة في إدارة التنمية الشاملة تتطلب مشاركة حقيقية من قبل الجماعات المحلية . إن هذا التعبير غير شائع الاستخدام في كثير من الدول النامية لأسباب مختلفة تتعلق إما بالدور الهامشي لهذه المؤسسات أو عدم رسوخ التجربة و ممارسة هذه الإدارات في النسيج التنظيمي لتلك الدول . و يمكن تحديد مفهوم وتنظيم المالي لهذه الجماعات في مايلي .
تعريف الولاية :

إذا رجعنا إلى قانون الولاية نجد أن هذه الأخيرة هي هيئة أو مجموعة محلية لامركزية إقليمية فهي جماعة ذات شخصية معنوية و استقلال مالي و لها اختصاصات، سياسية ، اقتصادية وثقافية و هي أيضا تنظيم إداري للدولة .
تعريف البلدية :

هي الجماعة القاعدية الإقليمية السياسية ، الإدارية ، الاقتصادية و الثقافية الأساسية . و هي تتمتع بالشخصية المعنوية العمومية التي ينتج عنها الاستقلال المالي ، وحرية التقاضي و لها نفس الإمتيازات و الحقوق والواجبات المقررة للأشخاص ماعدا المرتبطة منها بالشخصية الطبيعية و كذلك أن أموالها غير قابلة للتداول .
الوسائل القانونية للمالية المحلية ( ميزانية الجماعات المحلية ) :

جاء في المادة 149 من قانون البلدية رقم 08/90 المؤرخ في 07 أفريل 1990 و المادة رقم 135 من قانون الولاية رقم 09/90 فالمادة 149 من قانون البلدية تعرفها بأنها : جدول التقديرات الخاصة بإيراداتها و نفقاتها السنوية.وتشكل كذلك أمرا بالإذن و الإدارة يمكن من حسن سير المهام العمومية أما المادة 135 من قانون الولاية عرفتها على أنها : ميزانية الولاية هي عبارة عن جدول التقديرات الخاصة بنفقاتها إيراداتها السنوية تمكن من السير الحسن للمصالح العمومية


خصائص الميزانية :
تمتاز بجملة من الخصائص أهمها :
- الميزانية هي عمل علني : هذا يعني أن كل مساهم في دفع الضريبة له الحق في الإطلاع على مدى استعمال المداخيل الجبائية من قبل الجماعات المحلية قصد تحقيق المنفعة العامة هذا من جهة و من جهة أخرى لايمكن للمواطن المشاركة في النقاش عند التصويت على الميزانية .
- الميزانية هي عمل تقديري : تقوم الجماعات المحلية بتحديد المشاريع المراد تحقيقها ، هذا العمل التقديري يحدد النفقات المتوقعة بالتفصيل .
- الميزانية هي عمل مرخص : تسجل في الميزانية رخص الإيرادات و النفقات المقترحة . وهذه قاعدة إلزامية لكل الجماعات المحلية .
- الميزانية هي عمل دوري : هناك ميزانية واحدة لكل سنة مالية تعد بشكل دوري .
- الميزانية عمل ذو طابع إداري : يسمح بتسيير الحسن لمصالح البلدية .

المبادىء التي تقوم عليها ميزانية الجمعات المحلية :

- مبدأ السنوية : تبدأ من1 جانفي و تنتهي في31/12. تتخللها تعديلات بواسطة فتح رخيصات أو اعتمادات خاصة أو قرارات معدلة .
- مبدأ الشمولية : تحدد جميع الإيرادات و النفقات بمعنى أنها تشمل المبلغ الصافي بغرض تسهيل المراقبة .
-مبدأ تسلسل النفقات : لابدا على الجماعات المحلية أن تأخذ بعين الاعتبار مبدأ التسلسل في تسيير النفقات فتقوم بإنفاق الأموال اللازمة لذلك و المتمثلة في النفقات الإجبارية .
- مبدأ عدم تخصيص الإيرادات و عدم تصرف الجماعات المحلية في المداخيل التي لا يرخصها القانون : إن كل الإيرادات مخصصة للنفقات باستثناء الإيرادات المقيدة بتخصصات معينة ( مكفوفين ن عجزة ، بناء مدرسة ...)
- فلا يمكن لرئيس البلدية مثلا تخصيص هذه الإيرادات لنفقات أخرى .

وثائق ميزانية الجمعات المحلية وأقسامها :

تعتبر وثائق ميزانية الجماعات المحلية الوسيلة الوحيدة و الأساسية التي تبين كيفية توظيف الإيرادات و صرف النفقات ، و التي تتكون من الأبواب لها عنوان خاص بها ، تتعلق بكل قسم من أقسام الميزانية .وكل باب ينقسم إلى مواد تحمل رقما معينا . و تتكون ميزانية الجماعات المحلية من :
- الميزانية الأولية : تعتبر الوثيقة الأساسية لكل النفقات و الإيرادات السنوية المحققة .
- الميزانية الإضافية : عندما تمضي الأشهر الأولى من السنة ، فإن الاحتياجات سترد بوضوح الشيء الذي يؤدي بالجماعات المحلية إلى المصادقة على الميزانية الإضافية . و المقصود بها هو تصحيح الميزانية الأولية أو النقصان في كل من الإيرادات و النفقات .و تعد كآخر أجل في شهر جوان من السنة التي ستطبق فيها . و التصويت عليها يكون من قبل السلطة الوصية قبل 15 جوان .
و تعرف أيضا بأنها ميزانية تعديلية للميزانية الأولية . وتحتوي على أرصدة و بواقي الإنجاز ولها ثلاث مهام هي :
- الارتباط بالنسبة للسنة المالية السابقة التي تترك للسنة الجارية عمليات لم تتم بعد أو فائضا من الموارد أو عجز في المالية .
- ضبط الميزانية الأولية للسنة الجارية .
- برمجة العتاد.
الحساب الإداري :
بعد انتهاء السنة المالية يكون من الضروري إعداد حصيلة العمليات التي أنجزت بالفعل
ه السنة المالية في الحساب الإداري . وتقفل وثيقة المحاسبة في شهر أكتوبر من السنة التي تلي السنة التي هي بصدد عرض ما أنجز بها .فالحساب الإداري هو حوصلة مالية للسنة الماضية متأخرة بسنة .و يعد في 31 مارس من السنة المعنية بالنسبة للسنة الماضية .
أقسام ميزانية الجماعات المحلية :
ميزانية الجمعات المحلية تتكون من قسمين :
- قسم التسير العمومي .
- قسم التجهيز و الاستثمار .
ويتقسم كل من هذين القسمين إلى نفقات و إيرادات تتوازن وجوبا .
النفقات : تنطوي النفقات العامة على قيام الهيئات العامة و أشخاص القانون العام من مركزية و محلية باستخدام ( أو إنفاق مواردها النقدية بقصد إشباع الحاجات العامة .و لتسيير مصالحها و الخدمات الضرورية لمجموع الأفراد . تقوم الجمعات المحلية بإنفاق الأموال اللازمة و التي تقتطع من قسم التسيير العمومي و قسم التجهيز والاستثمار . وهي كالأتي :
- نفقات قسم التسيير العمومي :هي تلك النفقات التي تخصص لتسيير المصالح التابعة للجماعات المحلية و تنقسم إلى :
* نفقات إجبارية .
* نفقات ضرورية .
* نفقات اختيارية .
- نفقات قسم التجهيز والاستثمار : هناك نفقات حسب طبيعتها و نفقات حسب وظيفتها ، فالنفقات حسب طبيعتها هي تلك التي تؤدي إلى زيادة أملاك الجماعات المحلية مباشرة أو تلك المتعلقة بالإعانات الممنوحة إلى الجمعيات و الهيئات وكذا تسديد قروض الجماعات المحلية . أما بالنسبة للنفقات حسب وظيفتها فهي تلك الخاصة ببرامج التجهيز التي تصبح ملك للجماعات المحلية كالبرامج التي تنجزها لحساب الغير كالجمعيات و المؤسسات العمومية .
- تسديد رأسمال الدين .
- اقتناء العقارات و العتاد والمعدات .
- الأشغال الجديد و التصليحات الكبرى .
- إكساب القيم و السندات .
-المساعدات المالية للوحدات الصناعية والتجارية .

الإيرادات : تعددت مصادر الإيرادات في عصرنا الحديث و تنوعت أساليبها و اختلفت طبيعتها تبعا للنوع الخدمة التي تقوم بها الدولة و الهدف منها . و لمواجهة النفقات التي ذكرناها سابقا ، على الجمعات المحلية أن تتحصل على الإيرادات اللازمة و الكافية لذلك ، حيث أن القسم الأكبر من هذه الإيرادات يأتي من المداخيل الجبائية في المرتبة الأولى ، ثم تأتي مدا خيل الأملاك بالإضافة إلى إعانات الهيئات المختلفة .و تنقسم الإيرادات بدورها إلى قسمين هما : إيرادات جبائية وإيرادات غير جبائية .

مفهوم الاستقلال المالي و اللامركزية المحلية :

المقصود باستقلال الجمعات المحلية هو أن يكون لها حق إصدار قرارات إدارية نافذة في حدود معينة دون أن تخضع في ذلك إلى أوامر السلطة المركزية و توجيهاتها ، و عليه يترتب على استقلال الهيئة المحلية مايلي :
- حرية المبادرة ولا تتدخل السلطة المركزية إلافي الحالات المنية على القانون .
- أن لا يكون للسلطة المركزية حق تعديل قرارات الجمعات المحلية .
- أن لا تسأل عن أعمالها حتى وإن كانت خاضعة للسلطة الوصائية .
- حق مخاصمة الدولة ذاتها أمام القضاء و طلب إلغاء القرارات الصادرة من السلطة المركزية.






مفهوم و أنواع الرقابة المالية :

مفهوم الرقابة المالية :
إن الرقابة المالية لا تختلف عن غيرها من الصور الأخرى للرقابة على النشاط الإداري ، حيث تحتوي على عدة جوانب تتميز بها عن غيرها من الصور المتعددة للرقابة .فالإدارة العامة هي التي تهدف إلى الحماية المالية العامة إيرادا وإنفاقا . و الرقابة المالية العامة لها أهمية بالغة ، فأي إساءة للمال العام أو إهمال له يؤدي إلى نتائج سيئة .
فتطور الدولة أدى إلى زيادة نفقاتها ، ولما كانت ندرة الموارد المالية و الاقتصادية تعتبر من أهم المشاكل التي واجهت معظم البلدان خاصة الدول النامية ، فلا بدا من القيام بعملية المراقبة لاستخدام هذه الموارد و الإمكانيات حتى تتمكن من تخصيصها و توزيعها توزيعا عادلا من أجل تحقيق التوازن الاقتصادي و الاجتماعي .
الهدف من عملية الرقابة المالية :
تتمثل أهم المبادىء التي تقوم عليها الرقابة المالية في انتظام ذلك النشاط و أدائه طبقا للخطط الموضوعة و في إطار السياسة المقررة لتحقيق الأهداف المحددة دون المساس بالحقوق الفردية للأفراد و الاعتداء على الحريات العامة . كما أن أهداف الرقابة تطورت وفق تطور الدول ، حيث أن هناك أهداف تقليدية و أخرى حديثة ومتطورة ، نتعرض إليها في الفرعين التاليين :
- الأهداف التقليدية :
تدور هذه الأهداف حول الانتظام ، و هي من أقدم الهداف التي سطرت لها الرقابة و يمكن ذكر أهمها :
- التأكد من سلامة العمليات المحاسبية التي خصصت من أجلها الأموال العامة و التحقق من صحة الدفاتر و السجلات و المستندات .
- التأكد من عدم تجاوز الوحدات النقدية في الإنفاق و حدود الاعتمادات المقررة مع ما يستلزم من مراجعة المستندات المؤدية للصرف و التأكد من صحة توقيع الموكل لهم سلطة الاعتماد .
- عملية التفتيش المالي و التي يقوم بها جهاز إداري تابع لوزارة المالية .
-الأهداف الحديثة :
- التأكد من كفاية المعلومات و الأنظمة و الإجراءات المستخدمة .
-مدى التزام الإدارة في تنفيذها للميزانية وفقا للسياسة المعتمدة .
- بيان أثار التنفيذ على مستوى النشاط الاقتصادي و اتجاهاته .
- الربط بين التنفيذ و ما يتخلله من إنفاق و النتائج المترتبة عن هذا التنفيذ .


المبادئ التي تقوم عليها الرقابة المالية :
الرقابة على الميزانية أو الرقابة المالية تخضع لجملة من المبادىء و الأسس تميزها عن غيرها من أنواع الرقابة و تنفرد دون سواها ، ويمكن حصر هذه المبادىء فيما يلي :
- خضوع العمليات المالية لمجموعة من الإجراءات و التي تعرف بالدورة المستدينة ، و التي تسبق و تعاصر كل عملية مالية سواء كانت متصلة بالإيراد أو الإنفاق .
- حصر كل خطوة إلى المراجعة دون القيام بأي إجراء قبل التأكد من سلامة و صحة ما سبقها من إجراءات .
- عدم تدخل جهة منفردة في إتمام هذه الإجراءات .

أنواع الرقابة المالية :
إن الرقابة الداخلية هي المراقبة التي تمارس من داخل التنظيم نفسه . و حسب التقسيم التقليدي ، فقد قام بتقسيم الرقابة إلى رقابة إدارية تهدف إلى رقابة صرف الإيرادات و تنفيذ النفقات ، كما أنها تعتبر ممارسة الإدارة على نفسها مراقبة من الداخل فتحدث لهذا الغرض هيئات ودوائر خاصة .
و من هنا فإن هذا النوع من الرقابة هو أول خطوة تخضع لها ميزانية الجماعات المحلية ، وذلك عن طريق قيام الإدارة برقابة على أعمالها ، لكن هل صحيح الإدارة تقوم برقابة على نفسها ؟ و كيف تتجسد هذه الرقابة ؟ من هنا نستنتج أنه لايمكن أن تتحقق على الوجه الكامل دون أن يتوفر لها مقومات نجاحها ، أهمها كفاءة نظم الرقابة الداخلية التي تتمثل في سرعة الكشف عن المخالفات و تحفيز مسؤولية القائمين بها ، إضافة إلى توفير الخبرات الإدارية و المالية عن طريق التدريب المستمر .
و يمكن الشارة إلى الأجهزة المكلفة بالرقابة الداخلية و المتمثلة في رقابة المراقب المالي و رقابة المحاسب العمومي ، بالإضافة إلى الرقابة الشعبية الممارسة من طرف المجالس الشعبية المحلية و رقابة السلطة الوصية ،و بالتالي سوف نقسم هذا المحور إلى :
- الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المراقب المالي و المحاسب العمومي .
- رقابة المجالس المحلية و رقابة السلطة الوصية على ميزانية الجماعات المحلية .


1 – الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المراقب المالي و المحاسب العمومي :
إن ميزانية الجماعات المحلية قبل تنفيذها لابد أن تخضع إلى نوع خاص من الرقابة نطلق عليها تسمية الرقابة السابقة ، و التي تهدف إلى اكتشاف وتحليل المشاكل الممكن حدوثها و تفاديها و لمعالجتها فبل حدوثها ، و الموافقة السابقة لأجهزة الرقابة على القرارات المتعلقة بصرف الأموال ، و برغم من أنها تؤدي إلى كثرة الإجراءات اللازمة للقيام بعملية النفقات ن مما يترتب عليها بطء سير المرافق العامة إلا أنها تعتبر الحاسمة في تأدية الغرض التي تهدف إلى تحقيقه ، و المتمثل في تطبيق الميزانية تطبيقا سليما تراعي فيه كافة قواعد الإنفاق المقررة ، كما يكون هدفها ضمان تطبيق القوانين و القواعد التنظيمية و التحقق من الشرعية المالية للالتزامات للنفقات العمومية .
كما أن عمليات المراجعة و الرقابة تتم قبل الصرف و لا يجوز لأي وحدة تنفيذية الارتباط بالتزام أو دفع أي مبلغ قبل الحصول على موافقة الجهة المختصة بالرقابة قبل الصرف ، حيث أن عمليات المراجعة و الرقابة تتم على جانب النفقات فقط حيث ليتصور أن تتم رقابة سابقة على تحصيل إيرادات العام .
و بالتالي فهي تمارس قبل تنفيذ ميزانية الجماعات المحلية ، كما يمكن الإشارة إلى أن هذا النوع من الرقابة قائم على أساس التوقيت الزمني الذي تمارس فيه عملية الرقابة من قبل الأجهزة المختصة ، و التي بدورها تحول دون الوقوع في الخطأ أو باللأحرى التفادي من الوقوع فيه ، وقد أطلق عليها البعض اسم الرقابة الوقائية أو الرقابة المانعة .
a– ممارسة الرقابة من طرف المراقب المالي ( على ميزانية الولاية ) :
يقوم المراقب المالي بممارسة رقابته على ميزانية الولاية قبل دخولها مرحلة التنفيذ ، و بعد المصادقة عليها من طرف السلطات المختصة ، كما تطبق رقابة النفقات التي يلتزم بها على ميزانية المؤسسات و الإدارات التابعة للدولة و الميزانيات الملحقة ، وعلى الحسيات الخاصة للخزينة و ميزانيات الولاية و المؤسسات العمومية ذات طابع الإداري ، إلا أنه تبقى كل من ميزانيتي المجلس الشعبي ألولائي و المجلس الشعبي البلدي خاضعتين للإحكام التشريعية و التنظيمية المطبقة عليها ، كما يمكن أن يتم تحديد كيفية و ملاءمة الرقابة بالنسبة لبعض القطاعات و بعض أنواع النفقات حسب كل حالة بقرار من الوزير المكلف بالميزانية و بقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالميزانية و الوزير المعني تقنيا . ويدرج هذا النوع من الرقابة في إطار سياسة عدم التركيز الإداري التي تحتم على الدولة جعل الاعتمادات المالية اللازمة لتحقيق العمليات الاستثمارية على المستوى المحلي تحت تصرف الآمرين بالصرف القانونين .
و تمارس الرقابة السابقة للنفقات من طرف مراقبين ماليين بمساعدة مراقبين ماليين مساعدين ، حيث يقوم الوزير المكلف بالميزانية بتعيينهم .و من أهم الصلاحيات الموكلة للمراقب المالي إضافة إلى اختصاصات التي يسندها له القانون الأساسي مايلي :
- مسك تسجيلات تدوين التأشيرات و الرفض .
- مسك محاسبة الالتزامات حسب الشروط المحددة . كما يقوم المراقب المالي إسنادا إلى المهام التي يقوم بها ، بإرسال إلى الوزير المكلف بالميزانية حالات دورية معدة لإعلام المصالح المختصة بتطور الالتزام بالنفقات و تعداد المستخدمين .
و يقوم في نهاية كل سنة مالية بإرسال إلى الوزير المكلف على سبيل العرض و إلى الأمرين بالصرف على سبيل الإعلام تقريرا يستعرض فيه الشروط التي قام عليها التنفيذ ن إضافة إلى الصعوبات التي تلقاها أثناء أداء مهامه إن وجدت في مجال تطبيق التنظيم و المخالفات التي لاحظها في تسيير الأملاك العمومية و جميع الاقتراحات التي من شأنها تحسين شروط صرف الميزانية ، كما تعد المصالح المختصة التابعة للوزير المكلفة بالميزانية تقريرا ملخصا عاما يوزع على مجموع الإدارات المعنية و مؤسسات الرقابة .
وما يجدر ذكره لما كان مستحيل تعيين مراقب مالي على مستوى كل ولاية ، وحرصا من الدولة على مراقبة شرعية تنفيذ الميزانية ، صدر قرار من وزير المالية و التخطيط سنة 1970 و الذي يوكل هذه المهمة إلى أمين خزينة الولاية ن ووجود هذا الأخير على المستوى المحلي يؤدي إلى ارتكاب القليل من الأخطاء و التجاوزات .
ويعتبر المراقب المالي مسؤول عن سير مجموع المصالح الموضوعة تحت سلطته و عن التأشيرات التي يسلمها ، أما بالنسبة للمراقب المالي المساعد فهو مسؤول في حدود الاختصاصات المفوضة له من طرف المراقب المالي عن الأعمال التي يقوم بها و عن التأشيرات التي يسلمها بعنوان الرقابة السابقة .
و هكذا نستنتج أن المراقبة الممارسة من قبل المراقب المالي الذي يتم تعينه كما قلنا في السابق من طرف الوزير المكلف بالمالية ، بحيث أن هدفها هو منع ارتكاب المخالفات المالية التي يقع فيها معدو الميزانية ، حيث أن هذا النوع من الرقابة يدخل ضمن سياسة عدم التركيز ، كما يعتبر المراقب المالي المرشد و الحارس على تنفيذ الميزانية مع إعلام المصالح المالية بالأخطاء التي يرتكبها الأمر بالصرف مع تقرير العقوبات .
تخضع القرارات المتضمنة التزاما مسبقا بالنفقات قبل التوقيع عليها لتأشيرة المراقب المالي وقد حصرت المادة 5 من المرسوم التنفيذي رقم 414-92 المؤرخ في 14نوفمبر 1992 و المتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي تلتزم بها فيما يلي :
- قرارات التعيين و التثبيت و القرارات التي تخص الحياة المهنية للموظفين و دفع مرتباتهم باستثناء الترقية في الدرجة .
- الجداول الاسمية التي تعد عند قفل كل سنة مالية .
- الجداول الأصلية الأولية التي تعد في بداية السنة و الجداول الأصلية المعدلة التي تطرأ أثناء السنة المالية .

b-رقابة المحاسب العمومي على ميزانية البلديات :
إن المحاسب العمومي هو كل شخص يتم تعينه بموجب القانون للقيام بالعمليات التالية :
- تحصيل الإيرادات و دفع النفقات .
- ضمان حراسة الأموال أو السندات أو القيم أو الأشياء أو المواد المكلف بها و حفظها .
- تداول الأموال و السندات و القيم و الممتلكات و العائدات و الموارد .
- حركة حسابات الموجودات .
إضافة إلى هذه الوظائف أسندت إليه مهمة ثانية تتمثل في إعداد تحصيل الإجراء الذي يتم بموجبه إيراد الدين العمومي . ويتم تعينه من طرف الوزير المكلف بالمالية ، ويخضع أساسا لسلطته .
و تكمل صلاحيات المحاسب العمومي و مدى مسؤوليته فإنه يمسك في مجال عمليات الخزينة حسابات حركات الأموال نقدا كانت أم قيما في حسابات ودائع أو في حسابات جارية أو في حسابات دائنة أو مدينة ،كما تبين عمليات الخزينة الأموال المودعة لفائدة الخواص و الأموال الداخلة إلى الصندوق و الخارجة منه مؤقتا و عمليات التحويل .و تعرض الحسابات الخاصة الجرد العيني و المالي للمواد و القيم و السندات التي تطبق عليها .كما يتولى المحاسب العمومي المعين بأعمال المطالبة بباقي الحساب الذي يمكنه أن يقوم شخصيا بتحصيل أو يسند ذلك إلى قابض الضرائب المختلفة للقيام بالمتابعة المعتادة في مجال الضرائب المباشرة .
و المحاسب العمومي يتمتع بالمسؤولية الشخصية و المالية على العماليات الموكلة له ، كما يمكن له أن يتمتع بالمسؤولية التضامنية بينه وبين الأشخاص الموضوعين تحت أوامره . ونستنتج من هذا أن مسؤولية المحاسب العمومي تتقرر عندما يحدث عجز في الأموال العمومية سواء تعلق الأمر بتحصيل الإيرادات أو تسديد النفقات .
وتكمن المسؤولية الشخصية و المالية للمحاسب العمومي عن كل تصرفاته خاصة إذا تعلق الأمر ب:
- تسديده للنفقات العمومية في ظروف غير شرعية .
- حراسة وحفظه لأرصدة و قيم الهيئات العمومية .
- تحريكه للأرصدة و القيم و الحركات الحسابية .
- محافظته على الوثائق و المستندات المثبتة للعمليات المحاسبية .
- قيامه بمهمة المحاسب للمنصب الذي يشغله .
كما يعتبر المحاسب العمومي مسؤولا عن تصرفات غيره التي تصدر من مساعديه في تسيير مصلحة المحاسبة و الخاضعين لسلطته و مراقبته ، تكون هذه الأخيرة تبعا لصفة الموظفين الذين هم تحت إشرافه و المتمثلة في أعوان المصلحة ن المحاسبون السابقون ن المحاسب المفوض ، المحاسب الفعلي الملحقون الوكلاء المكلفون بإجراء عمليات قبض الأموال و دفعها للمحاسب العمومي المسؤول شخصيا و ماليا عن هذه العمليات .
و يمكن حصر الهدف من ممارسة وظيفة رقابة النفقات المستعملة يتمثل فيما يلي :
- السهر على صحة توظيف النفقات بالنظر إلى التشريع المعمول به .
- التحقق مسبقا من توفر الإعتمادات .
- إثبات صحة النفقات بوضع تأشيرة على الوثائق الخاصة بالنفقات أو تعليل رفض التأشيرة عند الاقتضاء و ضمن الآجال المحددة عن طريق التنظيم و التي تراعي فيها طبيعة الوثيقة .
- تقد يم نصائح للأمر بالصرف في المجال المالي .
- إعلام الوزير المكلف بالمالية شهريا بصحة توظيف النفقات و الوضعية العامة للاعتمادات المفتوحة و النفقات الموظفة .
المحاسبة الخاصة بالآمرين بالصرف :الآمر بالصرف الرئيسي بالنسبة لميزانية الولاية يتمثل في الوالي ، أما على مستوى البلدية فيتمثل في رئيس المجلس الشعبي البلدي . و يمسك الآمرون الرئيسيين في الولاية و البلدية محاسبة إدارية للإيرادات و النفقات العمومية في مجال الالتزام ، التصفية و الإذن بالدفع .

نتائج الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المحاسب العمومي :

إن للمحاسب العمومي صلاحية الرقابة من الناحية الخارجية إذ يطلب ملف النفقة المقدمة غليه ن وليس له الحق في التحقق من مدى شرعيتها ، وبالتالي فإذا تأكد من شرعية النفقة العمومية بعد قيامه بالتحقيقات يقوم بوضع التأشيرة القابلة للدفع ، مما يسمح بتسليم مبلغ النفقة إلى الدائن المعني ، إضافة إلى إمكانية رفض القيام بالتسديد أو الدفع و يقوم بإعلام الآمر بالصرف عن طريق مذكرة خطية يحدد فيها أسباب الرفض لكي يجري عليها التسويات اللازمة . ففي حالة رفض الآمر بالصرف تسوية الملاحظات المشار إليها في المذكرة يرفض المحاسب العمومي بوضع التأشيرة بصفة نهائية إلا أن سلطة المحاسب العمومي ليست مطلقة .

2 - رقابة المجالس الشعبية و السلطات الوصية على ميزانية الجماعات المحلية :
a- رقابة المجالس الشعبية :
إن الإدارة المحلية تقوم على أساس الاعتراف بوجود مصالح إقليمية يترك الإشراف عليها من أشخاص يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب من طرف إدارة المجتمع ، بحيث يقومون بحماية مصالح الجماعات الإقليمية نيابة عنهم ، أي تقوم بالتعبير عن إرادة الشعب الذي يقوم باختيار من يمثله ، وبالتالي فاللامركزية التي تتمثل في المجالس المحلية المنتخبة و المتمثلة في البلدية و الولاية ، والتي تعتبر تجسيدا للديمقراطية تسمح للمواطنين في تسيير شؤونهم العمومية بأنفسهم ، كما أنها تعتبر نمطا من أنماط الإدارة ، و بالتالي فالمجالس المحلية المنتخبة يعترف لها بالشخصية الاعتبارية من أجل إصدار و تنفيذ القرارات التي تتخذها في مختلف الجوانب من أجل تحقيق المصلحة العامة و بالتالي إشباع حاجات المواطنين و محاولة تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي وتحقيق التنمية المحلية .
كما أن ممارسة الرقابة سواء من طرف المجالس الشعبية أو السلطة الوصية يكون في حدود القانون في كونها رقابة شرعية ، إذ تقوم بالإطلاع الدائم و المستمر على مختلف الأعمال و التصرفات المتخذة على المستويين أي المستوى البلدي وعلى المستوى الولائي .
و من المعلوم أن البلدية تدار من طرف مجلس منتخب بتمثل في المجلس الشعبي البلدي و الهيئة التنفيذية تتشكل هذه الأخيرة من رئيس المجلس الشعبي البلدي و يمكن أن يساعده في ذلك نائب أو أكثر ، ويعتبر هذا الأخير الجهاز الأساسي في البلدية ، إظافة إلى أنه يعتبر الآمر بصرف النفقات ، وموقع العقود ، يقوم بإعداد الميزانية بمساعدة أعضاء الجهاز التنفيذي .
و تصبح تصرفات و أعمال المجلس الشعبي البلدي سارية و نافذة منذ المصادقة و التصويت عليها من الأعضاء و الرئيس و بعد فوات 15 يوما من إيداعها لدى المصالح الولائية .و تعتبر البلدية الإطار للتعبير عن الديمقراطية فهي مسؤولة على تسيير المالية الخاصة و المتمثلة فيما يلي :
- حصيلة الموارد الجبائية و الرسوم .
- مدا خيل ممتلكاتها .
- الإعانات .
- الإقتراضات .
إضافة إلى ذلك فهي مسؤولة على تعبئة حصيلة هذه الإيرادات . كما أن العمليات المالية المترتبة حسب طبيعتها ( خدمات أو مشاريع ) تسمح في أي وقت للمجلس الشعبي البلدي و كذا المصالح البلدية من معرفة الوضعية المالية لكل مصلحة أو مشروع أو تجهيز .و قد أوكلت لرئيس المجلس الشعبي مهمة تمثيل البلدية و الولاية فبالنسبة لتمثيل البلدية يقوم باسمها و تحت مراقبة المجلس بجميع الأعمال الخاصة بالمحافظة على الأموال و الحقوق التي تتكون منها ثروة البلدية و إيراداتها الخاصة . إذ يقوم بما يلي :
- تسيير إيرادات البلدية و الإذن بالاتفاق و متابعة تطور مالية البلدية .
- إبرام عقود اقتناء الأملاك و بيعها و قبول الهبات و الوصايا و الصفقات أو الإيجارات .
- إبرام المناقصات أو المزايدات الخاصة بأشغال البلدية و مراقبة حسن تنفيذها .
- اتخاذ كل القرارات الموفقة للتقادم و الإسقاط .
- رفع الدعاوى أمام القضاء باسم البلدية و لفائدتها .
- المحافظة على الحقوق العقارية و المنقولة التي تمتلكها البلدية بما فيها حق الشفعة .
- توظيف عمال البلدية و تعيينهم و تسييرهم وفقا للشروط المنصوص عليها في القوانين و التنظيمات المعمول بها .
- اتخاذ كل الإجراءات المتعلقة بالطرق البلدية
- السهر على صيانة المحفوظات .
و الحالات التي يتدخل فيها المجلس الشعبي المحلي في عملية الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية هو أنا ميزانية البلدية يتم التصويت عليها من طرف المجلس الشعبي البلدي باقتراح من رئيسها و تضبط وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون . إذ يتم التصويت على الإعتمادات بابا بابا و مادة مادة ، كما يجوز تحويل اعتمادات مقيدة بتخصيصات . و بالرجوع إلى دستور 23فيفري 1989 نجده قد نص على هذا النوع من الرقابة في المادة 149 قبل ذكر رقابة مجلس المحاسبة لما له من أهمية بالغة .و على الهيئة التنفيذية للجباية و الإنفاق التحقق من مطابقة النتائج المتحصل عليها مع التقديرات التي وضعت في و وثيقة الميزانية لتدارك الاختلاف في إعداد الميزانية الإضافية للسنة الجارية ، لأن الميزانية الابتدائية لا تعطي فرصة لمناقشتها بشكل واسعة و فعال و بناء ، على عكس الميزانية الإضافية أثناء تقديمها للمصادقة تفتح لأعضاء المجالس المحلية مجال واسع للمناقشة . و يعتبر الحساب الإداري وسيلة مراقبة يسمح للجماعات المحلية تقويم التسيير المالي قبل أي تعديل للتوقعات المدرجة في الميزانية الأولية عن طريق الميزانية الإضافية .
و هكذا نستنتج أن الرقابة على ميزانية البلدية تكون عن طريق المقارنة بين الإيرادات و النفقات و مقارنة المجموع المالي لقسم التسيير وقسم التجهيز و الاستثمار حسب النماذج المرفقة مع الميزانية ،و في حالة مطابقتها يتم المصادقة عليها أما في حالة و جود أخطاء فإن تصحيحها يكون على مستوى مصلحة القباضة البلدية .

b- رقابة السلطة الوصية على ميزانية الجماعات المحلية :
هذا النوع من الرقابة هو الذي يمارس من طرف موظفين مختصين نظرا للأهمية البالغة التي تلعبها الرقابة أثناء تنفيذ و تطبيق الميزانية . و باعتبار أن الوصاية الإدارية ، هي مجموع السلطات المحددة التي يقررها القانون لسلطة عليا على أشخاص أعضاء الهيئات اللامركزية و أعمالهم قصد حماية المصلحة العامة ، لا تمارس إلا في الحالات و الأوضاع المنصوص عليها في القانون ، وبالتالي مصداقية السلطة الوصية تجرى ضمن إدارة مركزية بين سلطات الوصاية و سلطة لامركزية . فبعض القرارات الأشخاص الإدارية لايمكن تطبيقها إلا بعد التصديق عليها من قبل السلطة الوصية ، إ\ أن الطابع التنفيذي متوقف على إذن موافقة الجهاز الأعلى المختص ، وتتدخل السلطة الوصية بإلغاء الأعمال إذا ماإتضح أنها غير شرعية . كما أن المراقبة هي صلاحية من صلاحيات الدولة . فهي من اختصاصات الحكومة المركزية تمارسها على الهيأة اللامركزية ، كما يجوز للهيأة اللامركزية ممارسة الرقابة على هيأة اللامركزية الأخرى كما هو الحال بالنسبة للبلديات و الولايات التي تمارس الرقابة على المرافق الإدارية العامة التابعة لها .

فالسلطات الإدارية الوصائية تستخدم امتيازات و سلطات الرقابة الوصائية من أجل الحفاظ على أهداف الرقابة الوصائية .
و هكذا تقدم السلطات الإدارية المركزية الوصية تقريرا مرفقا بالاعتمادات المالية للهيئات و الوحدات الإدارية اللامركزية إذا عجزت هذه الأخيرة عن تغطية نفقاتها الضرورية لإشباع الحاجات العامة المحلية ، إضافة إلى حق الإطلاع الدائم على الأعمال و التصرفات آلتي تقوم بها الهيئات الإدارية اللامركزية الخاضعة لها ، وبالتالي تكون ملزمة برفع محاضر الجلسات و المداولات إلى السلطات الإدارية المركزية الوصية من أجل الإطلاع عليها و بالتالي مراقبة مدى صحتها و عدم مخالفتها لمقتضيات القوانين و التنظيمات المعمول بها .
و تلعب السلطة الوصية دورا هاما في الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية نظرا لأهمية التي تتميز بها هذه الأخيرة في المحافظة على ميزانية متوازنة من أجل تحقيق الأهداف الاقتصادية و الاجتماعية لكافة المواطنين عبر إقليم الجماعات المحلية . هذه الرقابة التي أسندت إلى موظفي الإدارة من أجل التأكد من تنفيذ البرامج المعتمدة و عدم خروج الهيئات التنفيذية عن أهداف الرقابة الوصائية .
و الأشخاص الموكلة لهم ممارسة هذه الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية هم :
- الوالي.
- رئيس الدائرة .
- المجلس الشعبي الولائي .
أن هدف الوصاية الإدارية يكمن فيما يلي :
- أهداف إدارية تتمثل في ضمان حسن سير الإدارة و المرافق العامة التابعة للأشخاص اللامركزية و زيادة قدرتها الإنتاجية .
- أهداف سياسية تكمن في صيانة وحدة الدولة و ضمان وحدة الاتجاه الإداري العام في كافة أنحائها و حماية مصلحة الدولة .
كما أنها تعمل على جعل الأشخاص الخاضعين لها يحترمون الشرعية ، واحترام الشرعية و التزام به لابد أن تجري تصرفات هؤلاء الأشخاص في ظل القواعد القانونية و ضمن حدودها .


II – الرقابة الخارجية الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية :
الرقابة الخارجية هي تلك الرقابة التي تمارس خارج التنظيم من قبل الأجهزة الرقابية المختصة ، وتهدف إلى ضمان مراقبة النفقات و مدى توفر الاعتمادات و مراقبة حولان الصرف بالإضافة إلى مراجعة العماليات المالية .
كما تعرف بأنها هي تلك التي يعهد بها إلى هيئات مستقلة وغير خاضعة للسلطة التنفيذية و لابد أن تمنح هذه الهيئة لموظفيها من السلطات و الضمانات ما يجعلها بمأمن عن أي إجراء تعسفي قد تحاول الحكومة اتخاذه . يستند هذا النوع من الرقابة إلى هيئتين هما مجلس المحاسبة و من جهة أخرى الرقابة الممارسة من طرف وزارة المالية بواسطة جهاز التفتيش المالي .
a – الرقابة القضائية اللاحقة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية :
يعتبر هذا النوع من الرقابة أسلوبا من أساليب الرقابة في مجال تنفيذ ميزانية الجماعات المحلية . فهو يعني الرقابة القائمة على أساس التوقيت الزمني ، أي يأخذ بعين الاعتبار المدة المقررة لتنفيذ الميزانية ، ويسمى بالرقابة البعدية ، هي تكون بعد تنفيذ الميزانية .
هدفه توقيع العقاب و الجزاء على مرتكبي المخالفات و الأخطاء التي وقعوا فيها عند إعداد الميزانية سواء عن قصد أو خطأ . إضافة إلى تقصيرهم في إعداد القواعد المحاسبية الخاصة بالميزانية ، وقد أوكلت هذه المهمة إلى هيئة مختصة تتمتع بالاستقلال في التسيير و المتمثلة في مجلس المحاسبة ، وبالتالي تتولى هيئة قضائية بفحص الحسابات و اكتشاف المخالفات المالية و حوادث الغش و السرقة و قد يعهد إليها بمحاكمة المسؤولين عن المخلفات المالية و إصدار العقوبات المنصوص عليها ، أو قد تحدد مهمتها في اكتشاف هذه المخالفات و تدارك الموقف من فبل المسؤولين أو إحالتهم للقضاء الجنائي إذا استدعى الأمر ن كما قد يطلب منها وضع تقرير سنوي لرئيس الجمهورية أو السلطة التشريعية أو الاثنين معا تعرض فيه ما اكتشافه من مخالفات مالية مع تقديم اقتراحات للقليل من هذه المخالفات أو منعها في المستقبل .
أما المقصود بالرقابة اللاحقة فهي الرقابة التي تبدأ بعد قفل السنة المالية و قفل الحسابات الختامية للدولة بحيث أنها لا تشمل جانب النفقات فقط كما هو الحال بالنسبة للرقابة السابقة و لكنها تمتد لتشمل جانب الإيرادات العامة للتأكد من تطبيق السلطة التنفيذية للقوانين حيث أن الرقابة اللاحقة تأخذ أشكال متعددة فقد تقتصر على المراجعة الحسابية و المستخدمة جميع العمليات المالية لكشف المخالفات المالية التي ارتكبت ، وقد تمتد لتشمل بحث مدى كفاءة الوحدة الإدارية في استخدام الأموال العامة .
b – الرقابة الإدارية اللاحقة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية :
يعهد هذا النوع من الرقابة إلى موظفين من الإدارة بعد تلقيهم تكوينا خاصا عن الرقابة التي يمارسونها إلى جانب الرقابة ووظائفهم الإدارية الأخرى و تكون هذه الرقابة موكلة إلى مفتشين عموميين تابعين لوزارة المالية ، إذ يمارسون رقابتهم على ميزانية الجماعات المحلية بعد عملية تنفيذها ، وذلك عن طريق الدفاتر المحاسبية و مستندات الصرف و التحصيل و مدى تطابق الصرف للاعتمادات مع كل بند من بنود الميزانية .
كما أن الإيرادات العامة قد تم تحصيلها بطريقة سليمة بالإضافة إلى أن جميع العمليات المالية قد تمت بمستندات صحيحة محترمة للقوانين و التنظيمات المعمول بها في مجال الميزانية ، وأنها مثبتة في الدفاتر إثباتا صحيحا وفقا لنظام المحاسبة بالإضافة إلى فحص النظم المالية المعمول بها مع إمكانية تقديم الاقتراحات التي تراها هيئة المراقبة . و التأكد من استخدام الموارد الاقتصادية و أن الضرائب بمختلف أنواعها قد استخدمت من فبل الجماعات المحلية استخداما حسنا .










الخاتمة و التوصيات :
لقد سمحت لنا هذه الدراسة من رؤية وتحليل مختلف أنواع الرقابة التي تخضع لها ميزانية الجماعات المحلية لكن السؤال المطروح هو هل أن هذه الرقابة قد جسدت فعلا على أرض الواقع و بالتالي حققت أهدافها المسطرة ، وما هو تفسير في وجود بلديات تعاني من عجز في ميزانيتها و أخرى استطاعت تحقيق التنمية الشاملة و إحداث فائض .
يعود تفسير هذا إلى ظاهرة النمو السريع لنفقات الجماعات المحلية و النمو البطيء لإيراداتها و التي كانت السبب الأساسي في إحداث ظاهرة خطيرة تتمثل في عدم التوازن بين الإيرادات و النفقات التي تنظمنها الميزانية ، الأمر الذي أدى بالجماعات المحلية أن تلجأ بصفة مستمرة إلى الدولة طالبة يد المساعدة .
و كل هذا راجع إلى عدم وجود الرقابة الصارمة سواء عند إعداد الميزانية أو أثناء تنفيذها ، وهذا ما يؤدى إلى التلاعب بأموال الجماعات المحلية من طرف المؤطرين و بالتالي أدى هذا إلى الزيادة السريعة للنفقات على حساب الإيرادات بصورة عشوائية و غير منتظمة ، برغم أننا نعلم أن معظم الجماعات المحلية تعاني من مشكلة الزيادة السريعة في النمو الديمغرافي و النزوح الريفي لانعدام بعض المرافق الضرورية و ظهور مشاكل اجتماعية تدفع البلديات إلى الزيادة في تقديم الخدمات إلى المواطنين الموجودين في حدود الإقليم مما يؤدي إلى الزيادة في الإنفاق ، إلا أ، هذه الأسباب يمكن تداركها و السيطرة عليها و ذلك عن طريق وضع خطط محكمة لتفادي الإنفاق المتزايد الذي يفوق عن الإيرادات و الذي يحدث إخلال في الميزانية .و على رؤساء المجالس المحلية الالتزام خلال تسير شؤونهم بالتعليمات التالية :
- محاربة التبذير بجميع أشكاله .
- البحث عن موارد جديدة لميزانياتهم .
- استحسان استغلال المصالح العمومية .
- السهر على أن تكون توقعات المداخيل و النفقات قريبة من الحقيقة من أجل تفادي المداخيل الوهمية .
- السهر على الاستعمال الأمثل و العقلاني للإمكانيات البشرية و المادية المتوفرة .
- احترام القواعد و القوانين الخاصة بالمحاسبة العمومية ...












المراجع :
- عبد الكريم صادق بركات : المالية العامة ، بيروت ، الدار الجامعية ، 1986.
- أحمد محيو : محضارات في المؤسسات الإدارية ، الجزائر ، ديوان المطبوعات الجامعية ، 1986.
- فيصل فخري مراد: الرقابة المالية نحو أسلوب متطور ، مجلة العلوم الإدارية ، العدد 1 ، جويلية 1978
الرسائل الجامعية :

- موالك فريد: ميزانية البلدية مذكرة لنيل شهادة الدراسات العليا في العلوم المالية ، القليعة ( معهد الضرائب ) 1990
- محمد بوكحيل : الضريبة مصدر من مصادر تمويل ميزانية الجماعات المحلية ، القليعة ، 1992.
- سعاد طيبي : الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية، مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في القانون، الجزائر ،2002
المراجع بالفرنسية :
. .

memoire d.E.S1990 bellavione georges : les ressources fiscales des collectivitè locales

النصوص التشريعية و التنظيمية :
- الأمانة العامة للحكومة : التشريعات الجديدة لتنظيم الإدارة المحلية : أبريل 1990 .
- الملتقى المنعقد بمقر الولاية : ولاية تبازة بتاريخ 23 ماي 2000 حول تنفيذ ميزانية الولاية .
http://vb1.alwazer.com/t33722.html

hano.jimi
2011-12-23, 22:47
من فضلكم انا جد محتاجة الى
مراجع حول موضوع
دور المجالس المحلية المنتخبة في عملية التنمية المحلية

دور المجالس المحلية في مصر‏
إظهار المنشورات الـ 4‏ بالكامل.

‎Mohamed Mansour‎
تاريخ المحليات فى مصر :



دور المجالس المحلية فى المجتمع :



اختصاصات المجالس الشعبية المحلية :



التطور التشريعى للإدارة من خلال الدساتير والقوانين المنظمة لها:



هيكل الإدارة المحلية فى الدستور :



انتخابات المجالس المحلية وقانون الإدارة المحلية :



نظام سير العمل في المجالس الشعبية المحلية :



إجراءات الترشيح للمجالس الشعبية وإجراءات الانتخابات :



تعد المجالس الشعبية المحلية فى مصر على مختلف مستوياتها المدرسة الأولية التى يتعلم فيها المواطن ألف باء السياسة، لما تتيحه من فرص المُشاركة، ووجود حُكم محلى ما هو إلا نتيجة للتوسع الكمى فى وظائف الدولة الحديثة وواجباتها، والتوسع الكيفى فى حقوق المواطنين.



لقد مرت مصر على مدار عقود بعدة مراحل تنظيمية لإدارة شئون البلاد، تم من خلالها تقسيمات عديدة وبمُسميات مختلفة، إلى أن استقر الأمرعلى تقسيم الجمهورية إلى وحدات إدارية تتمتع بالشخصية الاعتبارية، منها المحافظات والمُدن والقرى، ويجوز إنشاء وحدات إدارية أخرى تكون لها الشخصية الاعتبارية إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك، وقد تم إنشاء مجالس شعبية بمستويات مختلفة تعمل على إدارة شئون المواطنين وتوفير المرافق والخدمات المعيشية اللازمة لهم.



وتهدف المجالس الشعبية المحلية إلى:

- المُشاركة فى صنع السياسة العامة.

- توزيع السلطة فى الدولة بين الجماعات والمصالح المتنوعة.

- إتاحة الفرصة لمُشاركة المواطنين فى إدارة شئونهم المحلية بأنفسهم.

- تحقيق كفاءة لأداء السلع والخدمات المحلية.

- تطوير الموارد البشرية.



والمجالس الشعبية المحلية بمستوياتها الخمسة [ المحافظة - المركز - المدينة - الحى - القرية ] تختص بالرقابة والإشراف على المرافق والأعمال التى تدخل فى اختصاص الوحدات المحلية، فضلاً عما تمارسه المستويات العليا لهذه المجالس من صلاحيات رقابية على المستويات الأقل، كما تحظى تلك المجالس بصلاحيات قانونية تخولها سلطة الإشراف والمتابعة والإقرار على نشاط الجهات الخاضعة للرقابة، بهدف الوقوف على حُسن قيام الأجهزة بالمهام الموكلة إليها، ومدى التزامها بالخطة الموضوعة وذلك من خلال آليات مُعينة.



تاريخ المحليات فى مصر:





ومصر تعد من أعرق الدول التى عرفت الإدارة المحلية منذ تقسيم أرض الدلتا إلى قسمين رئيسيين .. هما الريف والحضر فى أعقاب فتح مصر عام 641 ميلادية وإن كانت البدايات الأولى للنظام المحلى قد عرفتها مصر مع الاحتلال الفرنسى لها, حيث قسم نابليون بونابرت البلاد إلى 16 مديرية, ومع تولى محمد على الحكم قام بتقسيم البلاد إلى 14 مديرية قسمت كل مديرية إلى عدة مراكز.



وقد طبقت مصر أول نظام للإدارة المحلية بمقتضى القانون فى مايو 1883، حيث أنشئت مجالس المديريات كفروع للإدارة المركزية وإن كانت هذه المجالس لم تحظ بالشخصية المعنوية فضلاً عن أن اختصاصاتها كانت استشارية, ثم عرفت مصر نظام المجالس البلدية لأول مرة عندما تأسست بلدية الأسكندرية ومنحت الشخصية المعنوية فى 5 يناير 1890, وقد جاء أول اعتراف دستورى بالنظام المحلى المصرى فى المادتين 132 و 133 من دستور عام 1923 والذى نص على أن يتم تشكيل جميع المجالس [بلديات - مديريات] عن طريق الانتخاب, كما منح الدستور المجالس اختصاصات تتعلق بتنفيذ السياسة العامة محلياً, وألزمها بنشر ميزانياتها وأن تكون جلساتها مفتوحة للمواطنين.



ومنذ عام 1960 صدرت العديد من القوانين المُنظمة للمجالس المحلية ودورها، وفى عام 1975 تم النص فى القانون على إنشاء مجالس شعبية للمركز ليصبح خمس مستويات من المجالس الشعبية، ومنذ إنشاء أول مجلس محلى فى تاريخ مصر وحتى عام 1971 لم يكن هناك سوى المجلس الشعبى المحلى، ولم يكن موجود المجلس أو الجهاز التنفيذى، وكان المجلس الشعبى المحلى يقوم بكافة الأمور .. يضع السياسة وينفذها ويشرف على المرافق، أى يقوم بالدورين الرقابى والتنفيذى، وفى عام 1971 تم إنشاء المجلس التنفيذى على مستوى المحافظة، وفى عام 1975 تم تعميم هذا النظام، وأنشئت مجالس تنفيذية على مستوى المُدن والمراكز والأحياء والقرى، وأصبح لأول مرة فى مصر نظام المجلس التنفيذى " موظفون " والمجلس الشعبى المحلى " منتخبون " .



دور المجالس المحلية فى المجتمع:





تلعب المجالس المحلية دوراً هاماً على صعيد زيادة المُشاركة الشعبية عن طريق تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدنى، وذلك ترسيخاً للديمقراطية وتعميقاً للامركزية القرار عن طريق مُشاركة المواطن مُشاركة حقيقية وفعلية فى إدارة المرافق والخدمات العامة فى داخل كل مجتمع محلى، وتهتم المجالس المحلية فى مصر خلال المرحلة الحالية بالعديد من القضايا الهامة مثل :

- القضاء على الأمية.

- الاهتمام بقضايا الشباب.

- الحد من الزيادة السكانية.

- دعم دور المرأة فى المجتمع.

- دعم الصناعات الصغيرة.

- تحديث الصناعة وتشجيع الاستثمارات.

- القرية المُنتجة والوحدات الإنتاجية الصغيرة.



اختصاصات المجالس الشعبية المحلية:

بالإضافة إلى الاهتمامات السابق ذكرها يوجد اختصاصات محددة للمجالس الشعبية المحلية، ويوجد نوعان لتلك الاختصاصات .. الأول منها خاص بجميع المجالس على كافة المستويات، والثانى خاص بالمجالس المحلية على مستوى المحافظة :



أولاً : الاختصاصات العامة لجميع المجالس :

- الإشراف والرقابة على المجالس الشعبية المحلية التى تقع فى نطاق المجلس، أو فى المستويات المحلية الأدنى والتابعة للمجلس، بما فى ذلك حق التصديق على قراراتها.

- الرقابة على مختلف المرافق ذات الطابع المحلى التى تخدم أكثر من وحدة محلية فى نطاق الوحدة المحلية للمجلس الذى يتولى الرقابة.

- إقرار مشروعات الخطط والموازنات السنوية، ومتابعة تنفيذها وإقرار مشروعات الحسابات الختامية .

- تحديد إقرار خطط المُشاركة الشعبية بالجهود الذاتية على مستوى الوحدة المحلية، وذلك فى المشروعات المحلية ومتابعة تنفيذها .

- اقتراح بإنشاء مختلف المرافق التى تعود بالنفع العام على الوحدة المحلية.

- تحديد وإقرار القواعد العامة لإدارة واستخدام ممتلكات الوحدة المحلية والتصرف فيها.

- الموافقة على القواعد العامة لتنظيم تعامل أجهزة الوحدة مع الجماهير فى جميع المجالات، وكذلك القواعد اللازمة لتنظيم المرافق العامة المحلية للوحدة المحلية ورفع كفاءة العمل بها.

- اقتراح خطط رفع الكفاءة الإنتاجية.



ثانياً : اختصاصات المجلس الشعبى المحلى للمحافظة :

بالإضافة للاختصاصات السابقة لجميع المجالس يختص المجلس الشعبى المحلى للمحافظة بما يلى :

- دراسة وإعداد الخطط والبرامج الخاصة بمحو الأمية وتنظيم الأسرة فى نطاق المحافظة، وتوفير الاحتياجات اللازمة لذلك ومتابعة تنفيذها .

- إصدار التوصيات فى المقترحات والخطط المتعلقة بصياغة النظام والأمن المحلى.

- فرض الرسوم ذات الطابع المحلى أو تعديلها أو تقصير أجل سريانها أو الإعفاء منها أو إلغائها بعد موافقة مجلس الوزراء .

- اقتراح فرض الضرائب المحلية.

- الموافقة على إنشاء المشروعات العامة، بما يفى بمتطلبات الإسكان والتشييد، واقتراح مشروعات التخطيط العمرانى.

- إقرار إنشاء المشروعات الإنتاجية المحلية خاصة مشروعات الأمن الغذائى.

- الموافقة على اقتراحات المجالس بإنشاء أو إلغاء الوحدات المحلية فى نطاق المحافظة أو تغيير أسمائها .
إبلاغ · منذ حوالي 8‏ اشهر

‎Mohamed Mansour‎
التطور التشريعى للإدارة من خلال الدساتير والقوانين المنظمة لها:



الإدارة المحلية فى ظل دستور 1971 :

يعتبر دستور 1971 الأساس الذى يقوم عليه النظام الحالى للإدارة المحلية حيث نصت أحكام هذا الدستور فى الفرع الثالث من الفصل الثالث المواد [161 - 162- 163] على مجموعة من المبادىء والتى صدرت تنفيذاً لها القوانين المنظمة لأعمال الإدارة المحلية فى صورتها الحالية، وهذه المبادىء هى :

- تقسيم جمهورية مصر العربية إلى وحدات إدارية تتمتع بالشخصية الإعتبارية منها المحافظات والمدن والقرى، ويجوز إنشاء وحدات إدارية أخرى تكون لها الشخصية الإعتبارية إذا إقتضت المصلحة العامة ذلك .

- تشكل المجالس الشعبية تدريجياً على مستوى الوحدات الإدارية عن طريق الإنتخاب المباشر، على أن يكون نصف أعضاء المجلس الشعبى على الأقل من العمال والفلاحين ويكفل القانون نقل السلطة إليها تدريجياً .

- يكون إختيار رؤساء ووكلاء المجالس بطريق الإنتخاب من بين الأعضاء .



يبين القانون طريقة تشكيل المجالس الشعبية المحلية، وإختصاصاتها ومواردها المالية ، وضمانات أعضائها ، وعلاقاتها بمجلس الشعب والحكومة ودورها فى إعداد وتنفيذ خطة التنمية وفى الرقابة على أوجه النشاط المختلفة ، وقد صدر تنفيذاً لتلك المبادىء القوانين الآتية :

- القرار بقانون رقم 57 لسنة 1971 فى شأن الحكم المحلى بتعديل بعض أحكام قانون نظام الإدارة المحلية رقم 124 لسنة 1960.

- القانون رقم 52 لسنة 1975 الخاص بنظام الحُكم المحلى والذى ألغى القانون رقم 124 لسنة 1960.

- القانون رقم 57 لسنة 1971.

- القرار بقانون رقم 43 لسنة 1979 والخاص بنظام الحكم المحلى والمُعدل بالقانون رقم 50 لسنة 1981.

- القانون رقم 26 لسنة 1982.

- القانون رقم 145 لسنة 1988.

- القرار بقانون رقم 9 لسنة 1989.
http://www.********.com/topic.php?uid=130847015842&topic=15920

hano.jimi
2011-12-23, 22:49
من فضلكم انا جد محتاجة الى
مراجع حول موضوع
دور المجالس المحلية المنتخبة في عملية التنمية المحلية

البرلمان يصادق على مشروع قانون البلدية في صيغته الجديدة

الأحد, 24 أبريل 2011 15:53 آخر تحديث: الاثنين, 25 أبريل 2011 08:30
صادق نواب المجلس الشعبي الوطني اليوم الاحد بالأغلبية على مشروع قانون البلدية في صيغته الجديدة خلال جلسة علنية ترأسها عبد العزيز زياري رئيس المجلس.

وفي تدخل له عقب التصويت أكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية بأن هذه الجلسة التي حضرها 215 نائبا و32 آخرين ممثلين بالوكالة تعتبر تاريخية بالنظر الى كونها شهدت المصادقة على قانون مصيري.

هذا وخلصت لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات بالمجلس الشعبي الوطني بعد دراستها لاقتراحات تعديل مشروع قانون البلدية الذي أجريت عليه تعديلات جوهرية على 102 مادة من بين 225 مادة فيما تم الإبقاء على 123 مادة كما وردت في النص الأول للقانون إلى نتائج مست سير البلديات وصلاحياتها وعلاقاتها بالإدارة.

كما مست هذه النتائج التي وردت في التقرير التكميلي حول مشروع قانون البلدية المعروض للتصويت اليوم مكانة المنتخب المحلي وعلاقته بالإدارة ومن أهم هذه النتائج تكريس مبدأ استقرار المجالس المحلية المنتخبة بحذف المادة 45 التي تنص على إنهاء عهدة المنتخب المحلي في حالة حل حزبه قضائيا كون مجالها يدخل ضمن القانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية.

إلى جانب حذف المادة 79 المتعلقة بسحب الثقة لانعدام الأساس القانوني وكذا إقرار تعويضات لرئيس المجلس الشعبي البلدي ونوابه والمندوبين البلديين تتلاءم وحجم الأعباء الملقاة على عاتقهم ودورهم في التنمية المحلية و تحرير المجالس البلدية من القيود البيروقراطية والإدارية عن طريق تكريس مبدأ نفاذ المداولات والقرارات بمجرد صدورها.

كما توصلت اللجنة إلى تحديد المداولات التي تخضع لمصادقة الوالي بالإبقاء على الميزانيات والحسابات والتوأمة والهبات و القضايا الأجنبية فقط وكذا توسيع صلاحيات المجلس الشعبي البلدي عن طريق إنشاء لجان دائمة ومتخصصة حسب خصوصيات كل بلدية.

إضافة إلى تكريس مبدأ حرية المبادرة التي يمكنها توفير مداخيل للبلديات ومنح حق التصرف في ميزانيات ومخططات التنمية المحلية للمجلس الشعبي البلدي وكذا ضبط العلاقات بين المنتخب المحلي والإدارة بما يكفل التكامل بينهما خدمة لمصلحة المواطن وتكريس مبدأ سيادة الشعب وحرية اختياره بتكريس متصدر القائمة الحاصلة على الأغلبية المطلقة رئيسا للمجلس الشعبي البلدي مع منح الأولوية لعنصر الشباب.

هذا وتم الاتفاق على تكريس دور المجالس المنتخبة في اختيارات التنمية المحلية من خلال تأكيد رأي المجالس الشعبية المنتخبة أو موافقتها في بعض أنواع المشاريع القطاعية التي تقام على أقاليم البلديات.

ومن بين النتائج التي خلصت إليها اللجنة أيضا تجسيد آليات مشاركة المواطنين في تسيير شؤونهم على المستوى المحلي عن طريق استخدام الوسائط الإعلامية والتكنولوجيات الحديثة للاتصال وكذا إعلامهم واستشارتهم حول اختيارات التنمية المحلية .

المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية
http://www.radioalgerie.dz/ar/index.php?option=com_*******&view=article&id=6706:2011-04-24-14-53-55&catid=56:2010-05-13-10-29-46&Itemid=109

hano.jimi
2011-12-23, 22:57
من فضلكم انا جد محتاجة الى
مراجع حول موضوع
دور المجالس المحلية المنتخبة في عملية التنمية المحلية

دور المجالس الجماعية في تعزيز المشاركة والتنمية المحلية: ضعف التواصل وغياب المشاركة مظاهر تطبع علاقة المجالس المحلية بالمواطنين
فنن العفاني
0 Comments
يعد غياب التواصل المؤسسي بين المجالس المحلية والمواطنين أحد أهم الاختلالات التي سجلتها الدراسة التي قام بها المعهد الجمهوري الدولي خلال شهر أبريل الماضي بكل من الرباط، طنجة وأكادير، حيث وقفت النتائج على عدم معرفة المواطنين بما تقوم به هذه المجالس من أعمال، ووجود خلط بين دور المجالس الجماعية والمجالس الإقليمية والمؤسسات العامة المحلية الأخرى سواء فيما يخص وضع السياسات والبرامج أو تنفيذ المشاريع المختلفة. وأوضح د.نادر سعيد فقهاء الذي أشرف على إعداد هذه الدراسة رفقة فريق من الباحثين المغاربة في لقاء نظمه المعهد الجمهوري مساء الجمعة الماضي بالمركز الثقافي أكدال بالرباط، طبعه حضور جد محدود لمنتخبي العاصمة، أن نتائج هذه الدراسة التي تروم إظهار مواطن القوة والضعف في عمل المجالس وعلاقتها بالمواطنين، وتقديم معطيات وتحليلات ملائمة لتشكل انطلاقا لبلورة توصيات من شأنها الرفع من أداء المجالس، أظهرت أن المجالس المحلية لا تشعر بأهمية وضرورة التواصل مع المجتمع بشكل عام وجمعيات المجتمع المدني بشكل خاص، مؤكدا أن هذا الأمر تنعكس آثاره بشكل كبير على مستوى العلاقة بين الطرفين، حيث يمكن اعتباره أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث نوع من القطيعة ، بل وإلى عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات .
وأبرز أن هذه الدراسة التي حاولت من جهة أخرى معرفة وجهة نظر الجمهور العريض وكيف تختلف عن الخطاب والنقاش الذي يدور في الصالونات المغلقة، كشفت عن وجود إحساس عام بالغربة والمسافة الشاسعة التي تفصل المواطن عن المجلس المنتخب، وأن هذا الأخير لا يبذل أي جهد لتعزيز التواصل ورفع مستوى الاهتمام والمشاركة المجتمعية.
وأكد، أن المجالس المحلية تعد عنصرا أساسيا في عملية التنمية المستدامة والحكامة الديمقراطية القائمة على المشاركة، فهي التي تعد حلقة الوصل الأساسية بين المواطنين والحكومة المركزية، قائلا، «إنه بدون هذا الدور الوسيط الذي يعد جوهريا يصبح من الصعب تمثيل المواطنين ،وتمثيل مطالبهم..».
وأضاف، أن المغرب يتوفر على نظام متكامل ومفصل فيما يتعلق بالحكم والحكامة على كل المستويات، مشيرا إلى وجود إجماع حول تطوير أداء المجالس الجماعية ، ويبدو ذلك من خلال الإرادة السياسية المعبر عنها، والنقاش الدائر وسط الأحزاب والمجتمع المدني، مؤكدا أن «طبيعة العلاقات بين المؤسسات والمستويات المختلفة بين المؤسسات لها تأثير على أداء المجالس المحلية».
وسجلت نتائج الدراسة التي شملت 100 مواطن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة ،ينتمون لمختلف الفئات الاجتماعية ،47 في المائة منهم جامعيون المتواجدون بعواصم ثلاث جهات (جهة الرباط سلا زمور زعير، وجهة طنجة تطوان وجهة سوس ماسة درعة)، أن عمليات التخطيط التي يقوم بها المجلس تبقى نخبوية، ولا تأخذ بشكل ممنهج الحاجات والأولويات كما يراها المواطن، وكذا الظروف التي يعيشها، هذا فضلا عن غياب الرؤية الشمولية للتنمية القائمة على عنصر المسؤولية المشاركة والتعاون والتنسيق والتي تؤدي في غالب الأحيان إلى عدم نجاعة العلاقة بين المواطن والمجلس، وكذا ضعف المؤهلات لدى العديد من المستشارين أعضاء المجالس والموظفين خصوصا في مجالات التنمية بالمشاركة والأبعاد المجتمعية للتنمية والتي تؤثر سلبا على العلاقة بين الطرفين (المجالس والمواطنين).
وأوصت الدراسة في هذا الصدد، بتعزيز الفهم والوعي بأهمية التنمية الشمولية والبشرية القائمة على مبدأ المشاركة بين صناع القرار في المجالس، وتعزيز منهج التخطيط بالمشاركة بين المجالس والوزارات المعنية والجمعيات، ضمن منهج يضمن فهم واقع ووجهات نظر وأولويات المواطنين في كافة المناطق، على أن يتم الأخذ فعلا بالتوصيات التي تتمخض عنها تلك الاستشارات وألا يكون ذلك فقط صوريا .
كما تمت الدعوة إلى العمل بشكل جدي لرفع مستوى التكوين لدى أعضاء المجالس وموظفيها في مجالات التخطيط الحضري والاستراتيجي، وتعزيز التواصل بين المجالس والمواطنين عبر صياغة آليات ممنهجة ومثبتة ضمن القانون، وذلك من خلال تحضير النشرات الشهرية حول سياسة ودور المجلس واستخدام الانترنت، مؤكدا في هذا الصدد على أهمية تحسين أداء المجالس وإعمال سياسة القرب التي يكون لها تأثير كبير على العلاقة بين الجانبين، وكذا خلق مجالس الأحياء

Disqus
أعجبني
Dislike
http://www.ar.albayane.org/index.php?option=com_*******&view=article&id=1779:2010-06-14-14-28-31&catid=98:2010-06-10-10-18-26&Itemid=169

hano.jimi
2011-12-23, 23:00
[QUOTE=
لمشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدنيا
من فضلكم انا جد محتاجة الى
مراجع حول موضوع
دور المجالس المحلية المنتخبة في عملية التنمية المحلية

فعيل دورالإدارة المحلية
نحو تفعيل دورالإدارة المحلية(الحكم المحلي) الجزائرية لتحقيق التنمية الشاملة

مقدمــــة:

شهد العالم منذ أواخر التسعينيات تغيرات جوهرية، دفعت كلا من البلدان المتنامية والبلدان المتقدمة إلي إعادة النظر في فلسفة الحكم والإدارة وضرورة تبني المدخل الإداري في تنفيذ السياسات التنموية العامة المختلفة لتحقيق التنمية الشاملة. ولقد صاحب هذا التنامي في الإدراك بدور الحكم و الإدارة في التنمية بعدما أظهرت عددت دراسات أن النجاح أو الإخفاق في دفع عجلة عملية التنمية بأبعادها المختلفة يتوقف بدرجة كبيرة علي مدي رشاده أسلوب الحكم والإدارة (الحكم المحلي الجيد)، خاصة في ظل ظهور دعاوي الهيئات المانحة إلي الدول النامية المتلقية للمنح، مطالبة إياها بإحداث تغييرات جوهرية في هياكلها السياسية والإدارية وإعادة صياغة اطر الحكم، كشرط لتحقيق التنمية .
ولاشك أن التطور الديمقراطي والاقتصادي في الجزائر يرتبط نجاحه أو فشله بحدوث أو عدم حدوث تطور مشابه على مستوى هياكل الدولة، وانطلاقا من كل هذه الاعتبارات صدر قانون البلدية لسنة 1990 وقانون الولاية 1990 ليواكبا التحولات الدولية وتأثيراتها على وظائف الدولة، ويتماشى والإصلاحات السياسية والاقتصادية في الجزائر.
وبما أن المجالس المحلية تمثل الوحدة الأساسية للحكم والإدارة في الجزائر، وتشكل الوسيط بين المواطن والإدارة المركزية، خاصة إذا تعلق الأمر بالخدمة العمومية وتنفيذ السياسات العامة للدولة، ومن هذا المنطلق تحاول هذه الدراسة رصد و تحليل وظائف وأدوار وحدات الإدارة المحلية في تحقيق التنمية الشاملة وتقديم الخدمات العامة، وهذا حسب النصوص القانونية والتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عرفتها الجزائر والواقع المحلي وصعوباته وتحدياته.

أسئلة الدراسة: تحاول هذه الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية :

1. ما مدي تهيؤ النظام المحلي في الجزائر للقيام بدور في التنمية الشاملة ؟
2. هل يمكن أن يشجع النظام المحلي في الجزائر القطاع الخاص و تنظيمات المجتمع المدني والمواطن المحلي على المشاركة في وضع خطط التنمية ؟
3. هل يعتبر الحكم المحلي الجيد محركا أساسيا للتنمية ؟
4. .ماهية العوامل التي تؤثر على فاعلية دور المجالس المنتخبة؟
أهمية الدراسة:

تنبع أهمية الدراسة، من خلال أهمية الموضوع الذي تعاجله والمتعلق بدور الإدارة المحلية في تقديم الخدمات العامة والتنمية الشاملة والتطور الديمقراطي، إذ تعد الوحدات المحلية النواة الرئيسية في التنمية المحلية والتنمية الشاملة، وهذا بحكم قربها من المواطن، وقد وضعت أساسا بهدف تسير شؤون المواطنين وتحسين مستوى وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية، كما تؤدي كذلك وظيفة التنشئة الوطنية والمدنية وحتى السياسية، فهي مدرسة لتخريج إطارات الدولة وتمثل أقرب إدارة للدولة من المواطن والشريك الأوثق مع السلطة المركزية لتنفيذ السياسات العامة.
أهداف الدراسة:

تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:
1. تحديد الإطار القانوني والسياسي للحكم المحلي ومؤسساته في الجزائر وتطوره وتأثره بمعطيات البيئة الداخلية والدولية.
2. تحليل السلوك الإداري وطبيعة العلاقات بين السلطة المركزية واللامركزية، من حيث الرقابة الإدارية والمالية (علاقة عمودية)، وبين المواطنين وتنظيمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
3. إبراز التحديات والعراقيل التي تواجه المجالس المنتخبة في أداء مهامها .
4. التقدم بتوصيات واقتراحات لتفعيل دور الوحدات المحلية في عملية بناء وتنمية ودمقرطة المجتمع.
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليلي والمقترب القانوني المؤسسي.


تحديد المصطلحات:

التنمية الشاملة : يمكننا تحديد مفهوم التنمية الشاملة على أنها: "عملية تحول تاريخي متعدد الأبعاد، يمس الهياكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما يتناول الثقافة الوطنية، وهو مدفوع بقوى داخلية، وليس مجرد استجابة لرغبات قوى خارجية، وهو يجري في إطار مؤسسات سياسية تحظى بالقبول العام وتسمح باستمرار التنمية، ويرى معظم أفراد المجتمع في هذه العملية إحياء وتجديداً وتواصلاً مع القيم الأساسية للثقافة الوطنية".

وهكذا فالتنمية الشاملة تسعى لتحقيق أهداف ونتائج في مختلف جوانب الحياة أهمها:
أولاً: الأهداف الاقتصادية:

1 . زيادة إنتاجية العمل.
3 . تزايد الاعتماد على المدخرات المحلية كمصدر للاستثمار
4 . تنمية القدرة المحلية على توليد التكنولوجيا وتوطينها واستخدامها بالرغم من التوجه الحالي نحو عولمة الاقتصاد.
5 . محاربة الفقر وتراجع حدوده وحدته، وهذا يتم عن طريق تراجع التفاوت في توزيع الدخل والثروة في المجتمع.
ثانياً - الأهداف الاجتماعية:

1 . تحسين مستويات التعليم والصحة والرفاهية عموماً لكافة المواطنين.
2 . زيادة الاهتمام بالطبقة المتوسطة، والطبقة العاملة
3 . زيادة نسبة الخبراء والفنيين والعلماء في القوى العاملة.
4 . تزايد مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي وفي مجالات الحياة العامة.
5 . تعميم قيم حب المعرفة وإتقان العمل.
6 . تنمية الثقافة الوطنية.

ثالثاً: الأهداف السياسية:

توصف التنمية الناجحة بأنها تلك التي تؤدي إلى ظهور دولة قوية ومجتمع قوي، فيتمتع جهاز الدولة من ناحية بالاستقلال النسبي في صنع وتنفيذ سياساته في كافة المجالات، وذلك في مواجهة القوى الاجتماعية الداخلية والقوى الخارجية، وأن يحظى في نفس الوقت بالقبول من جانب أغلبية المواطنين فلا يعتمد على القهر أساساً لإنقاذ سياساته، والمجتمع القوي هو الذي يتمتع أفراده وجماعاته بقدر واسع من الحرية في القيام بأنشطتهم الخاصة والعامة، في إطار قواعد عامة عقلانية مقبولة منهم على نطاق واسع، وموضع احترام من جانب هذه الدولة.
وهكذا، فمن الناحية السياسية، يمكن القول بأن التنمية تعني تواجد الدولة التي تتمتع بالفعالية إلى جانب المجتمع المدني.
إذن هذه هي الأبعاد الثلاثة الرئيسة للتنمية الشاملة: البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد السياسي، وقد لا يكون البعد الاقتصادي هو أهمها، لكنه قد يكون أكثرها تحديداً وتأثيراً على الأبعاد الأخرى(1).
الحكم المحلي : الحكم مفهومٌ يُستخدم عند مناقشة إنجازات مختلف الأهداف الإنمائية على غرار الحدّ من الفقر، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، أو إدارة الموارد الطبيعية (تقرير التنمية البشرية 2002)، فالجهود التنموية التي بُذلت في سبيل تحقيق ذلك قد باءت بالفشل، إذ لم يتمّ استخدام الموارد بطريقة فعّالة وفاعلة وسريعة الاستجابة. لكن ماذا يعني مصطلح "الحكـم" وما هو الحكم على الصعيد المحلي؟

في حين تدلّ الحكومة عادةً على المؤسسات والبنى الحكومية، يحمل الحكم من جهته مفهوماً أوسع وأشمل حتى أنه يتخطّى البنى السياسية المؤسساتية. وعليه، لا يوجد تحديد محدّد للحكم، بحيث يمكن تحديده بطرق مختلفة. أما في ما يتعلق بالحكم المحلي، الذي يشير إلى الحكم على المستوى المحلي، فيحدّد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ما يلي:
"يتألف الحكم المحلي من مجموعة من المؤسسات، والآليات والعمليات التي تسمح لمواطنيها ومجموعاتهم بتبيان مصالحهم واحتياجاتهم، وتسوية اختلافاتهم، وممارسة حقوقهم وواجباتهم على المستوى المحلي. ويتطلّب ذلك، شراكة بين كلّ من مؤسسات الحكم المحلي ومنظمات المجمع المدني، والقطاع الخاص بغية تحقيق تنمية محلية وتسليم الخدمات على نحو يتّسم بالتشارك والشفافية والمساءلة والإنصاف. ويتطلب ذلك تمكين الحكومات المحلية من التعامل مع السلطة والموارد وبناء قدراتها حتى تغدو قادرة على العمل كمؤسسات تشاركية سريعة الاستجابة ومسئولة عن هموم واحتياجات المواطنين كافة. وفي الوقت ذاته، تكون مهتمّة بتعزيز الديمقراطية الشعبية وبتمكين المواطنين والمجتمعات ومنظماتها على غرار المنظمات المجتمعية والمنظمات غير الحكومية، من المشاركة في الحكم المحلي وعملية التنمية المحلية كشركاء متساوين(2).
وتعتبر نظم الحكم المحلي نظم ذات خصائص اجتماعية وخصائص سياسية، فهي اجتماعيا تتأثر بالنظم الاجتماعية الأخرى، وكذلك تتأثر بالعادات والتقاليد للأفراد والجماعات المحلية. ويجب أن تتوفر عدة شروط حتى يكون الحكم المحلي "صالحاً" ومنها:
- الشرعية: يجب أن تحترم الشعوب المحكومة قرارات السلطات وأن تعتبرها شرعية.
- يجب أن يتوفر الإدماج الاجتماعي، والتمكين، وتساوي الأصوات، والمشاركة (بغض النظر عن النوع الاجتماعي، والشباب، والطبقة الاجتماعية، والإثنية والدين).
- ينبغي احترام حقوق الإنسان الأساسية، بالإضافة إلى حكم القانون وتقسيم السلطة.
- يتعيّن على الحكم المحلي أن يكون سريع الاستجابة وشفافا. وعلى الحكام أن يعتمدوا مبدأ المساءلة، مما يعني معاقبة كل سلوك غير مناسب.

تعريف التنمية المحلية:

هناك عدة تعريفات للتنمية المحلية نذكر منها تعريف محي الدين صابر الذي يعتبرها " مفهوم حديث لأسلوب العمل الاجتماعي والاقتصادي في مناطق محددة يقوم على أسسس وقواعد من مناهج العلوم الاجتماعية والاقتصادية، و هذا الأسلوب يقوم على إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة عن طريق إثارة وعي البيئة المحلية وأن يكون ذلك الوعي قائما على أساس المشاركة في التفكير والإعداد والتنفيذ من جانب أعضاء البيئة المحلية جميعا في كل المستويات عمليا و إداريا." (3).
وهناك من يعرفها بأنها حركة تهدف إلى تحسين الأحوال المعيشية للمجتمع في مجمله على أساس المشاركة الايجابية لهذا المجتمع وبناء على مبادرة المجتمع أن أمكن ذلك، فإذا لم تظهر المبادرة تلقائيا تكون الاستعانة بالوسائل المنهجية لبعثها واستثارتها بطريقة تضمن لنا استجابة حماسية فعالة لهذه الحركة(4).
اولا: الإدارة المحلية و الحكم المحلي:

الإدارة المحلية أسلوب من أساليب التنظيم المحلي، يتضمن توزيع الوظيفة الإدارية بين الحكومة المركزية وهيئات محلية منتخبة ومستقلة، وتمارس ما يناط إليها من اختصاصات تحت إشراف الحكومة المركزية.
وقد ظهرت الحكومة المحلية كواقع تنظيمي قانوني منذ زمن بعيد ولكهنا أصبحت واقعا معروفا بظهور النظم الديمقراطية الحديثة.
المقومات الأساسية لنظم الإدارة المحلية:

هناك عدة مقومات رئيسية يجب توافرها حتى يتمكن نظام الإدارة المحلية من تحقيق الأهداف المرجوة منه، وتشمل ثلاث عناصر:
ا. الإقليم المحلي
ب. التمويل
ج. مشاركة المواطن المحلي

0

inShare
Share
__________________



2 أعضاء قالوا شكراً لـ ***nooor imane*** على المشاركة المفيدة:
سآهر الليل, Xpert

09-06-2009, 03:48 PM #2
***nooor imane***
I Love My Prophet Mohammed





رقم العضوية : 39408
تاريخ التسجيل : 28-08-2008
الدولة : Algeria
الجنس :
مكان الإقامة : 22
Université : جامعة جيلالي اليابس سيدي بلعباس
Spécialité: Autres
عدد المشاركات : 1,250 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 710
قوة الترشيح :


اوسمتي

مجموع الاوسمة: 2

رد: تفعيل دورالإدارة المحلية
ثانيا: دور الحكم المحلي في التنمية الشاملة .

تقوم الإدارة المحلية بمجموعة من الوظائف السياسية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية‏:
1. الأهداف السياسية:

‏وتتمثل الأهداف السياسية للإدارة المحلية في تقريب الإدارة السياسية من الأهالي وأفراد الشعب‏، حيث أن الإدارة المحلية تمكن من الاتصال المباشر بين المواطنين وممثلي الحكومة‏ هذا بالإضافة إلي إتاحة فرص التربية السياسية للمواطنين‏.‏ ذلك أن المجالس المحلية القائمة علي أساس الانتخاب تعد ركيزة النظم المحلية في ظل ما تهدف إلي تحقيقه من وحدة المشاعر والأفكار بين أعضائها وبين المواطنين في إطار العلاقات الإنسانية‏.‏
2. الأهداف الاجتماعية:

تتمثل الأهداف الاجتماعية في التجاوب بين الجهاز المركزي وباقي القطاعات الشعبية ودعم الروابط الروحية بين أفراد المجتمع المحلي، بالإضافة إلي تخفيف آثار العزلة التي فرضتها المدينة الحديثة‏.‏ وفضلا عن ذلك تهدف الإدارة المحلية إلى نسج خيوط المجتمع بمختلف مستوياته لقيام الديمقراطية، بإتاحة فرص المشاركة في اتخاذ القرارات التي تتعلق بالمواطنين‏.
‏3. الأهداف الإدارية:

وتتضمن تحقيق كفاءة الإدارة والتخفيف من أعباء الأجهزة المركزية والتغلب علي مشكلات البيروقراطية وتحقيق رشادة عملية صنع واتخاذ القرار‏.‏
4. الأهداف الاقتصادية:

وتتضمن مساهمة الوحدات المحلية في إعداد خطط التنمية والاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية المحلية وتوجهها نحو المشروعات الإنتاجية والخدمية، لخلق فرص عمل لمواطني الوحدات المحلية، وتشجيع تجميع رؤوس الأموال المحلية وتوجيهها نحو المشروعات‏.‏ وبالإضافة إلي ذلك،‏ فإن هذه الأهداف تتضمن أيضا الارتقاء بالجوانب الاقتصادية لمواطني المحليات بزيادة الدخل الحقيقي للأفراد‏.‏ وزيادة آفاق تطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية مثل إنشاء الأسواق وإقامة المعارض وتنمية الصناعات الصغير وتربية الماشية والأغنام واستصلاح الأراضي، كما تشمل أيضا إقامة المشروعات وإدارتها، وكذلك تعليم الكبار ومشروعات المسنين والمعوقين
5 .الاهداف الثقافية:

بتقديم الثقافة إلى المواطنين عن طريق المكتبات العامة، وكذلك تقديم الخدمات الترفية كالمسرح والإذاعة والتلفزيون السياحة الداخلية والإشراف على الحدائق العامة والمتنزهات.

ثالثا: دور الإدارة المحلية الجزائرية في التنمية الشاملة:

لقد أدى التغيير الذي حدث في جميع المجتمعات وتغيير مفهوم الدولة لوحدات الإدارة المحلية إلى إعادة النظر في الدور الذي تقوم به كل من الحكومات الوطنية والوحدات المحلية في الجزائر. وقد حددت قوانين الإدارة المحلية الجزائرية اختصاصات البلدية ثم تركت التفصيل فيها إلى اللوائح التنفيذية (5).
أ. في المجال الاجتماعي:

تعد البلدية المحور الرئيسي للنشاط الاجتماعي ونواة تغيير محلية، تقدم خدمة كبيرة للعائلة والفرد في الميدان الاجتماعي، لهذا أعطى المشرع بموجب المادة (89) من قانون البلدية للمجلس الشعبي البلدي حق المبادرة بإتباع كل الإجراءات التي من شأنها تقديم الخدمات والرعاية الاجتماعية والمتمثلة في:
1. مساعدة المحتاجين، التكفل بالفئات الاجتماعية المحرومة، إعانة العاطلين عن العمل والمساعدة على التشغيل.
2. تقوم البلدية بدور رئيسي في مسائل السكن التي هي شرط أساسي للحياة العائلية، فالبلدية تحدد في هذا الميدان حاجة المواطنين والاختيارات في إطار التخطيط وتنفيذ البرامج التي يتم تنسيقها بمساعدة المصالح المختصة بالسكن، كما تقوم البلدية بتشجيع كل مبادرة تستهدف الترقية العقارية على مستوى البلدية، ومن هنا أجاز لها المشرع الاشتراك في إنشاء المؤسسات العقارية وتشجيع التعاونيات في المجال العقاري.
3. مهمة تكوين الفرد ونشر الثقافة والتعليم ومحو الأمية وتشجيع إنجاز المراكز والهياكل الثقافية وصيانة المساجد والمدارس القرآنية، وإنشاء المكتبات وقاعات المطالعة.
ب. الميدان الثقافي والتعليمي:

تقوم البلدية بدور هام في هذا الميدان، حيث تتولى إنجاز مؤسسات التعليم الأساسي وصيانتها، وتشجيع كل إجراء من شأنه ترقية النقل المدرسي والتعليم وما قبل المدرسي (دور الحضانة).
1. حماية التراث العمراني والمواقع الطبيعية والآثار والمتاحف، وكل شيء ينطوي على قيمة تراثية تاريخية جمالية.
2. تسيير وإدارة المرافق الخاصة بالسينما والفن والقيام بالمهام الثقافية ذات الصالح العام.
3. ترقية المواقع السياحية والترفيهية وحماية الآثار التاريخية وترميمها وحفظ المواقع الطبيعية.
ج. دور البلدية في الميدان الفني:

تقوم البلدية بدور هام في هذا الميدان، إذ أن الجوانب الفنية والسينما تعد أداة هامة لتنوير فكر الفرد، وعليه تولت البلديات تسيير الشؤون الثقافية ذات الصالح العام.
وقد سلمت الحكومة في هذا الميدان للبلدية مهمة تسيير جميع المؤسسات والمرافق المتعلقة بالثقافة الوطنية، ومنحتها حق الانتفاع بمداخيلها، فأصبحت البلدية هي التي تتولى تسيير المصالح الثقافية كالمسارح والملاعب، كما قررت الحكومة أخيرا أن تسند إلى البلديات مهمة استغلال قاعات السينما التي كانت موضوعة من قبل تحت تصرف المركز الوطني للسينما.
ويلاحظ أن التقدم الاجتماعي متوقف على نمو الإنتاج وازدهاره في الميدان الاقتصادي غير أن البلديات لا تتمتع كلها بالوسائل الكافية، ولهذا تم إنشاء صندوق التضامن الوطني لتحقيق التوازن بين البلديات الغنية والبلديات الفقيرة.
د. في ميدان الرعاية الصحية:

تتكفل البلدية بحفظ الصحة والمحافظة على النظافة العمومية (المادة 107) في المجالات التالية:
1. توزيع المياه الصالحة للشرب.
2. صرف المياه القذرة والنفايات الجامدة الحضرية.
3. مكافحة ناقلات الأمراض المعدية.
4. نظافة الأغذية والأماكن والمؤسسات التي تستقبل الجمهور(7). هذا ما أدى إلى تأسيس مكاتب لحفظ الصحة ونظافة البلدية.
5. السهر على نظافة المواد الاستهلاكية المعروضة للبيع¬(8).
ه. في الميدان الاقتصادي:

تقوم البلدية بكل مبادرة أو عمل من شأنه تطوير النشاط الاقتصادي وتنمية المجتمع بهدف الاستخدام الكامل للقوى العاملة، والرغبة في رفع مستوى معيشة أبناء البلدية، وذلك عن طريق:
1. حق المبادرة بإنشاء مشروعات والبحث عن النشاط الاقتصادي في الأرياف، مع التقيد بأهداف السلطة في المخطط الوطني.
2. تسيير المرافق العامة على مستوى البلدية (الأسواق، استغلال قاعات الاحتفالات...).
3. تطوير السياحة بتنمية المناطق وإبراز المؤهلات الجزائرية السياحية.
4. تشجيع المتعاملين الاقتصاديين.
إن البلدية تباشر الوصاية المفروضة على المؤسسات الصناعية والمجموعات الزراعية والتي كانت تمارسها إدارات وهيئات الدولة. وهذا يشجع المبادرة بعد أن كان يصعب عليها القيام بالإشراف المباشر.
وتطبيقا لذلك، تمارس البلدية الوصاية العمومية على:
1. مجموع الاستغلالات الزراعية.
2. مجموع المؤسسات الصناعية باستثناء المؤسسات التي يتجاوز نشاطها المجال البلدي(مع المساعدة التقنية من طرف الإدارات المتخصصة للدولة). والبلدية تمارس هذه الوصاية لسببين:
الأول: ضمان احترام الوحدة المسيرة ذاتيا للقوانين والأنظمة الخاصة بذلك .
الثاني: أن البلدية هيئة لا مركزية تساعد على تنمية المؤسسات وتضمن حسن تسييرها.
وتأخذ هذه الوصاية عدة صور تتمثل في:
1. العمل بكل حرية على تنمية الوحدات.
2. مساعدة كل وحدة من الوحدات في الميادين الإدارية والثقافية مثل (تنظيم المحاسبة في هذه الوحدات في مجموع البلدية، وفي ميدان التكوين ومحو الأمية عن العمال وإعداد الإطارات).
3. قيـام اللجان المختصة التابعة لمجلس البلدية بدارسة جميع المشاكل المتعلقة بالوحدة في البلديـة، والقيام بعد ذلك بنشر التعليمات والتوصيات المفيدة المستخلصة من تلك الدراسة في أوساط وحدات الإنتاج المعينة.
4. مراقبة الوحـدات ولاسيما بواسطة مديري الوحدات المذكورة الذين يوضعون تحت السلطة والهيئـة التنفيذية للبلدية عند قيامهم بمهامهم.
5. منح القروض لوحدات الإنتاج.
ما يمكن ملاحظته هو أن النشاط الاقتصادي للبلدية يخدم الدولة والتخطيط من ناحيتين:
أولا: اللامركزية التي تتمتع بها البلدية في ميدان الاقتصاد، حيث تساهم في تجنب المركزية بالنسبة لميدان التسيير الاقتصادي. فهي تخفف من أعباء الإدارة المباشرة للدولة والرقابة المباشرة لها على الهيئات الاقتصادية، لأنها متعددة بين صناعية وتجارية وشركات وطنية، ويتم تحويل مسؤولية الإدارة والرقابة في هذا الميدان إلى العمال أنفسهم وبذلك يخدم النشاط الاقتصادي للبلدية و الدولة.
ثانيا: ومن ناحية أخرى فإن اللامركزية البلدية تخدم التخطيط كذلك، لأن الدولة تخطط مخططاتها على ضوء تقارير البلديات، ثم تتولى هذه الأخيرة تنفيذ كيفيات العمل حسب الظروف المحلية وبأنجع الطرق الممكنة. وهكذا فإن المجلس البلدي هو المحرك الأول ومنسق الإدارة المحلية الضرورية لتحقيق أهداف التخطيط، وفي ميادين الإنتاج والمبادلات والتجهيزات
وتساعد البلدية أيضا ماليا على تحقيق أهداف هذا التخطيط بالوسائل المتوفرة لديها باطراد، والتي تزودها بها مهمتها الاقتصادية ذاتها أي إدارة نشاطها الصناعي والتجاري المباشر، وكذلك الضرائب التي تحصلها من المؤسسات والمجموعات الزراعية والصناعية التي ساهمت في إنشائها والتي هي تحت رقابتها.
و. في مجال حماية البيئة:

إن السعي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلديات أفرز عدة مشاريع أثرت في التوازنات الإيكولوجية، لهذا طرح المشرع الجزائري مبدأ التوازن بين النمو الاقتصادي ومتطلبات حماية البيئة(9)، فتم إنشاء هياكل إدارية للبيئة على المستوى الوطني، أما على المستوى المحلي فتعتبر البلدية المؤسسة المحلية الرئيسية لتطبيق تدابير حماية البيئة، فقد نصت قوانين البلدية (10)والأوامر التابعة لها صراحة على مفهوم البيئة وحمايتها ومكافحة التلوث.
1. تسهر البلدية على حماية الوسط الطبيعي وخاصة الاحتياطات المائية من أي صرف أو روافد صناعية(11).
2. البلدية لها حق رفض أي مشروع يؤثر على البيئة.
3. محاربة البناء الفوضوي وحماية المناطق الزراعية في مخطط التهيئة العمرانية.
4. تشجيع تأسيس جمعيات حماية البيئة.
5. مكافحة كل أشكال التلوث في إطار صلاحياتها (التلوث المائي، البحري والجوي).
6. إنشاء وتوسيع وصيانة المساحات الخضراء والسهر على حماية التربة والموارد المائية والمساهمة في استعمالها الأمثل حسب ما نصت عليه المادة (108) من القانون البلدي.
7. إنشاء الحدائق والمنتزهات وصيانة الطرق¬(12).
ي. في مجال الأمن والخدمات الطارئة:

0

inShare
Share
__________________



2 أعضاء قالوا شكراً لـ ***nooor imane*** على المشاركة المفيدة:
سآهر الليل, Xpert

09-06-2009, 03:50 PM #3
***nooor imane***
I Love My Prophet Mohammed





رقم العضوية : 39408
تاريخ التسجيل : 28-08-2008
الدولة : Algeria
الجنس :
مكان الإقامة : 22
Université : جامعة جيلالي اليابس سيدي بلعباس
Spécialité: Autres
عدد المشاركات : 1,250 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 710
قوة الترشيح :


اوسمتي

مجموع الاوسمة: 2

رد: تفعيل دورالإدارة المحلية
يعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي المسئول والمكلف – تحت رقابة وإشراف السلطات الإدارية المركزية الوصية - بسلطات الضبط (البوليس الإداري)، ويضطلع بالمهام التالية:
1. حفظ النظام العام بواسطة جهاز الشرطة البلدية أو الحرس البلدي.
2. توفير وسائل الإسعاف في حالة ما إذا حدثت كارثة في مجال البلدية (وظيفة الحماية المدنية).
3. وضع الاحتياطات الوقائية اللازمة لمواجهة الأخطار والكوارث.
4. إدارة هيئة رجال المطافئ ومراقبتها وحتى إنشائها.
5. تسهيل تنقلات الأشخاص والأموال داخل تراب البلدية وفي الأسواق.
6. حفظ أمن مواطني البلدية وزائريها داخل الحدود الإدارية للبلدية.

رابعا : العراقيل التي تؤثر على فاعلية أداء الإدارة المحلية لوظائفها.

تواجه الإدارة المحلية في الجزائر العديد من المصاعب والمشاكل والتحديات التي تؤثر على أداء دورها الخدماتي والتنموي، وتتمثل هذه العراقيل فيما يلي :
أ . العراقيل التي تواجه الإدارة المحلية في علاقاتها بالسلطة المركزية: يرتبط عمل البلدية بمؤسسات وأجهزة تابعة للدولة، تمارس الرقابة الإدارية والمالية على عمل البلديات، هذا بالرغم من تمتع البلدية بشخصية معنوية واستقلال مالي، باعتبارها قاعدة اللامركزية، إلا أن هذه اللامركزية تبقى نسبية وخاضعة لرقابة تمس أعضاء المجلس الشعبي البلدي وأعمال البلدية وتصرفاتها للمجلس البلدي كهيئة.
1. الرقابة على أعضاء المجلس الشعبي: أي أعضاء المجلس ( المنتخبين البلديين)
حيث يخضعون إلى رقابة إدارية تمارس عليهم من طرف الوزير والوالي ورئيس الدائرة، وذلك من خلال المتابعة القضائية وتعليق العضوية والتوقيف أو الإقالة.
2. الرقابة على الأعمال: وتتخذ عدة أشكال منها التصديق على المداولات الخاصة بالميزانيات والحسابات وإحداث مصالح ومؤسسات عمومية بلدية، حيث حدد المشرع مجموع حالات إبطال وإلغاء المداولات من طرف الوالي.
3. رقابة على المجلس الشعبي البلدي ( كهيئة) : تخضع كل قرارات رئيس المجلس الشعبي البلدي إلى سلطة الوالي المعين من قبل رئيس الجمهورية، هذا الأخير يحق له إلغاء أي قرار بلدي، ويمكن أن يحل رؤساء المجالس الشعبية البلدية واتخاذ الإجراءات المتعلقة بالمحافظة على النظام العام في إقليم البلدية .
4. الرقابة على ميزانية البلدية: وميزانية البلدية عبارة عن تقديرات خاصة بإيرادات ونفقات البلدية، يعدها رئيس المجلس ويصوت عليها المجلس، وهي لا تنفذ إلا بعد أن يصادق عليها الوالي، وبالتالي فإن البلديات ليست لها سلطة على أموالها.
كما يلاحظ أن الوالي كممثل للسلطة المركزية يمارس رقابة على أعضاء وأعمال المجلس الشعبي البلدي.
5. الرقابة على خطط التنمية والمشاريع: تعمل السلطة المركزية على مساعدة البلدية في إعداد خطط التنمية والتأكد من عدم تعارضها مع الخطة الوطنية، وذلك من خلال تقديم الإعانات المالية ومراقبة كيفية إنفاقها من طرف الوالي والذي يأمر بالصرف وتسيير ميزانية التجهيز القطاعية والبرامج البلدية للتنمية، فالعديد من الصلاحيات قد تحولت إلى الوالي بصفته ممثلا للدولة على المستوى المحلي(13).
خامسا: بعض المقترحات لتفعيل دور الإدارة المحلية:
إن التحدي الذي يواجه البلدية في الجزائر هو ترقيتها إلى مستوى المؤسسة العصرية القادرة على تقديم الخدمات وتسريع معاملات الموطنين والتواصل المباشر مع الموطنين بتفعيل المشاركة الأهلية، وجعلها عملية مستمرة تساهم في التنمية المحلية. ولمواجهة التحديات يمكن تقديم مجموعة من المقترحات، قد تساهم في حل مشاكل البلديات:
أ . على المستوى الاجتماعي:

1. تعبئة والجماعات في حقل التنمية المحلية وخلق الوعي البلدي المحلي، وذلك بحث الموطنين على مشاركة والتعريف بمشاكل البلدية، وهنا يظهر دور الإعلام المحلي في التنمية ونشر الوعي.
2. تفعيل العمل البلدي على مستوى أصغر، وتعميم مفهوم" لجان الأحياء".
3. تشجيع الموطنين على البقاء في المناطق الريفية والنائية، وهذا بعد توفير الأمن وجمع المرافق الضرورية بغية تعزيز التنمية الفلاحية والحيوانية، وتقليص معدل النزوح والهجرة نحو المدن.
4. توفير الرعاية الطبية ومراكز التكوين المهني لتشجع على الاستقرار.
5. تشجيع العمل الأهلي.
ب. على المستوى القانوني:

1. تفعيل النصوص القانونية المتعلقة بالبلدية في مجال الخدمات العامة.
2. دعم البلديات من خلال منح سلطات أوسع للمجالس الشعبية المنتخبة.
3. ضمان استقلالية المجالس البلدية، وتحديد الاختصاصات والحد من تدخل الجهات المركزية.
4. حل إشكالية التمويل والذي يعتبر الشرط الأساسي لنجاح البلديات في أداء أدوارها.
ج . على المستوى الإداري:

1. احترام مبدأ الفصل بين السلطات على المستوى البلدي(رئيس البلدية، الأمين العام، الوالي ) وبين الإدارة و المجالس المنتخبة.
2. تحسين مستوى الإداريين ورفع مهاراتهم و كفاءتهم.
3. توفير المعلومات للمواطنين المحليين وبيانات التنمية.

الخاتمـــــــة:

يواجه نظام الإدارة المحلية في الجزائر مجموعة من التحديات التي تحول دون تحقيق الأهداف التي من أجلها قد وجد‏، والمتمثلة في التنمية الشاملة، ومن جملة هذه التحديات نجد محدودية الموارد المالية الذاتية للوحدات المحلية وضعف مظاهر المشاركة السياسية في البيئة المحلية و تضارب الاختصاصات بين الأجهزة التنفيذية. يتضمن إصلاح نظام الإدارة المحلية أربعة اقترابات أساسية هي: الإصلاح الإداري‏، ‏ والإصلاح المالي‏، والإصلاح التشريعي والإصلاح السياسي‏.‏

0

inShare
Share
__________________



2 أعضاء قالوا شكراً لـ ***nooor imane*** على المشاركة المفيدة:
سآهر الليل, Xpert

09-06-2009, 03:51 PM #4
***nooor imane***
I Love My Prophet Mohammed





رقم العضوية : 39408
تاريخ التسجيل : 28-08-2008
الدولة : Algeria
الجنس :
مكان الإقامة : 22
Université : جامعة جيلالي اليابس سيدي بلعباس
Spécialité: Autres
عدد المشاركات : 1,250 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 710
قوة الترشيح :


اوسمتي

مجموع الاوسمة: 2

رد: تفعيل دورالإدارة المحلية
قائمة المراجــــــــــــــــــــــــع:


) مصطفى العبد الله الكفر،"التنمية الشاملة والتنمية البشرية " جامعة دمشق – كلية الاقتصادhttp://www.ahewar.org/m.asp?i=349
(2) http://www.undp.org/governance/local.htm
(3) عبد المطلب عبد المجيد، التمويل المحلي والتنمية المحلية ، الإسكندرية ، الدار الجامعية 2001 ص184
(4) الطيب ماتلو ، التنمية المحلية آفاق ومعاينات ، مجلة الفكر البرلماني ، الجزائر ، العدد الرابع أكتوبر 2003، ص127
(5) في ظل الاختيار الاشتراكي كانت المادة الأولى من القانون البلدي لسنة 1967 توسع من نطاق اختصاصات البلدية إلى أبعد الحدود، وذلك حينما نصت على أن "البلدية هي الوحدة القاعدية السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
(7) أنظر المرسوم رقم 87/146 المؤرخ في 30/06/1987 والمتضمن إنشاء مكاتب لحفظ نظافة البلدية يوضع تحت تصرف رئيس المجلس الشعبي البلدي.
(8)أنظر المنشور الوزاري المشترك المؤرخ في 05/02/1995 المحدد لكيفيات الاستغلال ومراقبة المطاعم ذات المأكولات الخفيفة والمشروبات
(9) أنظر المادة رقم (3 ) من القانون المتعلق بحماية البيئة المؤرخ في 05/02/1983.
(10) أنظر إلى القانون البلدي المعدل لسنة 1981، المادة (139) .
(11) أنظر مرسوم رقم 81/379 المؤرخ في 26 ديسمبر 1981، يحدد صلاحيات البلدية والولاية واختصاصاتهما في قطاع المياه.
(12) لمزيد من التوضيح حول دور البلدية في حماية البيئة أنظر:
بن ناصر يوسف "معطية جديدة في التنمية المحلية- حماية البيئة"، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والاقتصادية والسياسية، الجزائر، العدد 3ن 1995، ص 691، ص 704.

(13) مرازقة عيسى، "معوقات تسيير الجماعات المحلية: بعض عناصر التحليل"، مجلة العلوم الاجتماعية والانسانية، جامعة باتنة، الجزائر، العدد 14، جوان 2006، ص 195.

0

inShare
Share
__________________

http://www.ingdz.com/vb/showthread.php?t=40356

hano.jimi
2011-12-23, 23:03
من فضلكم انا جد محتاجة الى
مراجع حول موضوع
دور المجالس المحلية المنتخبة في عملية التنمية المحلية

الرئيسية | الوطني |
بوتفيلقة يحدد جدولا زمنيا لتنفيذ الإصلاحات في سبتمبر المقبل
بواسطة rida 02 أيار 2011 - 18:17:00
حجم الخط:

تحميل النص الكامل لبيان مجلس الوزراء ليوم 2 ماي
2011
حدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال مجلس الوزراء الذي ترأسه اليوم الإثنين معالم مسار العديد من الورشات الهامة على غرار مكافحة الآفات الإجتماعية و تحسين العلاقة بين الإدارة و المواطنين و تبني إجراءات جديدة لتعزيز الشفافية في توزيع السكنات.
فبالإضافة إلى التوضيحات و التوجيهات التي أعطيت حول الإصلاحات السياسية تطرق رئيس الدولة في تصريحه المتعلق ببرنامج الإصلاحات الذي أعلن عنه في خطابه للأمة يوم 15 أفريل 2011 إلى الجانب المتعلق بمكافحة الآفات الإجتماعية.
و بعد أن أكد أن الجزائر تتوفر الآن على ترسانة تشريعية "كاملة" لمكافحة الرشوة و كل أشكال المساس بالأموال و الممتلكات العمومية لا سيما من خلال تعزيز دور المفتشية العامة للمالية و مجلس المحاسبة أشار الرئيس بوتفليقة إلى أنه "سيتم تكملة هذا الترتيب القانوني بمشاريع تتعلق بمراجعة القوانين الموجهة لحماية الإطارات و المسيرين في تنفيذ مهامهم و في التكفل بخطر التسيير".
و دعا في هذا الصدد القضاة إلى تقديم "مساهمتم التامة" في حماية الممتلكات و الأموال العمومية "في إطار الإحترام الصارم للقانون".
كما أكد رئيس الجمهورية على "ضرورة تحسين" العلاقات بين الإدارة و المواطنين من خلال تخفيف "البيروقراطية و وضع حد للإختلالات الإدارية و إعادة الإعتبار للخدمة العمومية".
كما كلف الحكومة بالإسراع في إنجاز الورشات التي فتحها للتخفيف من الإجراءات الإدارية بشكل يسمح بتقديم توصيات لمجلس الوزراء في نهاية السداسي الحالي.
و بهذا طلب بوتفليقة من الحكومة بتجنيد الإمكانيات الضرورية لفتح مجموع المحاكم الإدارية عبر التراب الوطني بغية "تسهيل طعن المواطنين في كل قرار إداري قد يشكل محل احتجاج".
كما كلف رئيس الدولة السلطات القضائية بمساهمة وسائل الإعلام "بترقية مكانة و دور السلطة الإدارية كوسيلة للطعن في كل قرار إداري غير منصف".
و يرى رئيس الجمهورية أن هذا الاجراء "كفيل بالمساهمة في ترقية علاقات أكثر هدوء بين الإدارة و المواطنين".
في نفس السياق و في إطار عصرنة الحكامة و استئناف اصلاح الدولة دعا الرئيس بوتفليقة الحكومة إلى ترقية دور و مكانة المجالس المنتخبة المحلية في تسيير التنمية و الشؤون العمومية.
و يتعلق الامر حسب الرئيس بوتفليقة ب "دعم" التحسين الذي ستفضي إليه المراجعة الأخيرة لقانون البلدية التي ستليها مراجعة قانون الولاية.
في هذا الصدد أوصى الرئيس بوتفليقة بوضع الكفاءات الإدارية و التقنية المطلوبة تحت تصرف مجالسها المنتخبة من خلال الاستعانة بشكل تدريجي بأجهزة المساعدة على الاندماج المهني للحائزين على شهادات و إذا اقتضى الأمر رفع مساهمة ميزانية الدولة في موارد البلديات المعوزة.
و بهدف تحسين المناخ الاجتماعي اعطى الرئيس تعليمات للحكومة من أجل تحضير اجتماع علني للجنة الثلاثية في سبتمبر 2011 حول الملفات المتعلقة بالقضايا الإجتماعية.
و من هذا المنطلق كلف الحكومة ب "توجيه دعوة سريعة للشركاء الإقتصاديين و الإجتماعيين إلى تشاور على مستوى الثلاثية يكرس استثنائيا لسبل ووسائل دعم التطوير المؤسساتي و ترقية مناخ يشجع أكثر على الإستثمار و النشاط الإقتصادي".
الرئيس بوتفليقة: حق المواطنين في السكن "محفوظ و مكفول"
و فيما يخص السكن أكد الرئيس بوتفليقة أن الدولة لا تتدخر أي جهد من أجل توفير السكن موضحا أنه "يبقى علينا تعزيز ثقة مواطنينا في كون حقهم في السكن سيحفظ و سيلبى" و كلف الحكومة باعداد اجراء جديد من شأنه تعزيز الشفافية و الانصاف في استفادة المواطنين من المساعدات العمومية و في منح السكن العمومي الإيجاري .أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الاثنين بأن حق المواطنين في السكن "محفوظ و مكفول و قال رئيس الدولة خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء بأن الدولة "لا تدخر جهدا من أجل الاستجابة للطلب على السكن" مشيرا الى أنه "لا يبقى سوى تعزيز ثقة مواطنينا في أن حقهم في السكن محفوظ و مكفول"."و من منطلق هذه الروح -يضيف الرئيس بوتفليقة- على الحكومة إيجاد صيغة جديدة تعزز الشفافية و الإنصاف في استفادة المواطنين من المساعدات العمومية في السكن و في منح السكن العمومي الايجاري.كما كلف الرئيس بوتفليقة الحكومة "بتعجيل" الورشات التي باشرها "من أجل تخفيف الإجراءات الإدارية و تقديم توصياتها الى مجلس الوزراء في نهاية هذا السداسي
و في هذا الشأن أكد رئيس الجمهورية بأنه "يجب لزاما تحسين العلاقات بين الإدارة و المواطنين و ذلك بدحر البيروقراطية و بالقضاء على ما يعتور الإدارة من اختلالات و بإعادة الاعتبار للخدمة العمومية".
الرئيس بوتفليقة يكلف الحكومة بتعجيل صياغة مشروع قانون الاعلام
كلف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الحكومة بتعجيل صياغة مشروع القانون العضوي المتعلق بالاعلام وهذا بالتشاور مع الأسرة الاعلامية.
وأوضح رئيس الجمهورية خلال إجتماع مجلس الوزراء اليوم الاثنين أن ترقية الاصلاحات المتعلقة بالاعلام تتضمن "فضلا عن مشروع القانون حول رفع التجريم عن الجنحة الصحفية تكليف الحكومة بالتشاور مع الأسرة الاعلامية بتعجيل صياغة مشروع القانون العضوي المتعلق بالاعلام".
وأضاف أنه "فضلا عن الضمانات القانونية الجديدة حول حرية الصحافة التي سيعززها القانون المأمول هذا, فإننا سنسعى من أجل تحديث المجال الاعلامي الوطني للإرتقاء به الى مستوى تعدديتنا السياسية وطموحات شعبنا ومن أجل تعزيز الاحترافية وترسيخ الأخلاقيات".
كما أعلن رئيس الدولة بالمناسبة أنه سيتم إنشاء لجنة مستقلة من الخبراء في مجال الاعلام السمعي البصري والاتصال والاعلام توكل لها مهمة "اقتراح السبل والوسائل الكفيلة بتحسين المجال السمعي البصري وترقية الاتصال بواسطة تكنولوجيات الاعلام الجديدة وتحديد الميادين التي ستسهم المساعدة العمومية من خلالها في ازدهار الصحافة المكتوبة".
من جانب آخر, كشف رئيس الجمهورية عن تنصيب سلطة ضابطة تعني بالأجهزة الاعلامية حالما يتم إصدار قانون الاعلام الجديد تكون مهمتها "السهر على مراعاة ما تكرسه حرية التعبير من مبادئ وضمان ارتفاق الأحزاب السياسية للوسائط الاعلامية السمعية البصرية والمساهمة في احترام الأخلاقيات ومراعاة الواجبات" وتم تكليف الحكومة أيضا بإعداد مشاريع القوانين المتعلقة بالاشهار وسبر الآراء عبر الوسائط الاعلامية.
الرئيس بوتفليقة: على الحكومة أن تنظم اجتماع عام للثلاثية في شهر سبتمبر القادم
أعلن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الاثنين أنه ينبغي على الحكومة أن تعد العدة لتنظيم إجتماع عام للثلاثية في شهر سبتمبر القادم لمناقشة الملفات المتعلقة بالمسائل الاجتماعية مع ممثلي أرباب العمل والعمال.
وكلف رئيس الجمهورية في كلمته خلال اجتماع مجلس الوزراء الحكومة ب"تعجيل دعوة شركائها الاقتصاديين والاجتماعيين الى تشاور ثلاثي يعنى خصيصا بإيجاد السبل والوسائل الكفيلة بدعم تطوير المؤسسة وترقية مناخ يكون أكثر ملاءمة للاستثمار وللنشاط الاقتصادي".
وفي هذا الصدد أكد رئيس الدولة على أن يتم "تنفيذ نتائج هذا التشاور والورشات التي قد يتفق حولها خلال هذه السنة
الرئيس بوتفليقة : تمكين قطاع العدالة من فتح كافة المحاكم الادارية
أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الاثنين أن الحكومة ستتولى تعبئة الوسائل اللازمة ليتمكن قطاع العدالة من فتح كافة المحاكم الادارية المقرر إنشاؤها عبر التراب الوطني وفق وتيرة توفر المستخدمين المطلوبين والقضاة على الخصوص.
و أضاف رئيس الجمهورية في كلمته خلال اجتماع مجلس الوزراء أن ذلك سيمكن المواطنين من المشاركة في "التصدي لاي قرار إداري يكون محل إعتراض من قبلهم".
و كلف رئيس الدولة السلطات القضائية ب"القيام بمساعدة هيئات الاعلام بتعميم معرفة مكانة الجهات القضائية الادارية و دورها من حيث هي الملاذ الذي يلجأ إليه للتصدي لاي قرار اداري يعتبر مجانبا للعدل".
و في هذا السياق أوضح الرئيس بوتفليقة ان ذلك سيكون له "مفعوله في بناء علاقات أكثر سلاسة بين الادارة والمواطنين".
الرئيس بوتفليقة يكلف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بتفعيل التشاور لتحديد أهداف تنمية محلية افضل
كلف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الاثنين المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي بتفعيل عملية التشاور التي سيتم إطلاقها خلال العام الجاري "لتحديد أهداف تنمية محلية افضل ومساوقتها مع تطلعات الساكنة".
واوضح الرئيس بوتفليقة خلال اجتماع مجلس الوزراء ان المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي سيتولى هذه المهمة "بمساعدة تامة من قبل الحكومة والجماعات المحلية وبمشاركة الكفاءات الجديرة بتمثيل الساكنة والمنتحبين المحليين وممثلي الإدارة المحلية" حسبما جاء في بيان لمجلس الوزراء.
وسيتم مباشرة هذا التشاور الذي سيجري توضيح كيفيات إجرائه من خلال "خارطة طريق توجه قريبا الى المكلفين بإدارته وينطلق من البلديات ليخلص الى جلسات على المستوى الوطني" وفقا للمصدر ذاته.
وأكد البيان انه ينتظر من عمليات التشاور "الخروج بالتوصيات المناسبة الكفيلة بتحسين حكامة الجماعات المحلية وكذا العلاقات بين الإدارة و المواطنين".
رئيس الجمهورية يكلف الحكومة بإيجاد الوسائل لتطوير المؤسسة و ترقية مناخ الاستثمار
كلف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الاثنين الحكومة بإيجاد السبل و الوسائل الكفيلة بدعم تطوير المؤسسة و ترقية مناخ الاستثمار و النشاط الاقتصادي و ذلك بالتشاور مع شركائها الاقتصاديين و الاجتماعيين ليتم تنفيذ نتائج هذا التشاور السنة الجارية.
و أوضح رئيس الجمهورية خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء قائلا "أكلف الحكومة بتعجيل دعوة شركائها الاقتصاديين والاجتماعيين إلى تشاور ثلاثي يعنى خصيصا بإيجاد السبل و الوسائل الكفيلة بدعم و تطوير المؤسسة و ترقية مناخ اكثر مواتاة للاستثمار و للنشاط الاقتصادي".
و أكد بوتفليقة على أن يتم تنفيذ نتائج هذا التشاور و الورشات التي قد يتفق حولها الشركاء الثلاثة -الحكومة و الشركاء الاقتصاديين و الاجتماعيين- "خلال هذه السنة" حسبما أفاد بيان مجلس الوزراء.
و أوضح رئيس الجمهورية أن المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي في إطار تقاريره الدورية سيقوم بمتابعة تنمية الاقتصاد من دون المحروقات و بالأخص اقتصاد المؤسسة بما يتيح له "إصدار توصيات حول الإجراءات التكميلية أو التصحيحية التي قد تكون ذات فائدة في الأخذ بها".
و كان الرئيس بوتفليقة قد أعلن في خطابه الأخير للامة عن مباشرة عمل معمق باتجاه المؤسسة الوطنية عمومية أو خاصة من اجل إنمائها.
و سيعزز المسعى هذا الإجراءات التي تم اتخاذها من اجل تنويع الاقتصاد الوطني و تثمين الإنفاق العمومي الهام في الاستثمارات باعتباره مخطط عمل يوكل تنفيذه للمؤسسات المحلية
الرئيس بوتفليقة يكلف الحكومة بالعمل على ترقية دور المجالس المنتخبة المحلية
كلف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الحكومة بالعمل على ترقية دور المجالس المنتخبة المحلية وموقعها في تسيير التنمية و الشؤون العامة مشيرا الى ان هذا المسار قطع "شوطا هاما" بمراجعة قانون البلدية التي ستليها مراجعة قانون الولاية.
وقال رئيس الجمهورية خلال إجتماع مجلس الوزراء اليوم الاثنين أنه يتعين "تدعيم هذه التحسينات خاصة على مستوى البلديات بامداد مجالسها المنتخبة بالكفاءات الادارية و التقنية المطلوبة بما في ذلك الاعتماد انتقاليا على آليات دعم الادماج المهني لحملة الشهادات وعند الاقتضاء مضاعفة الاسهام المالي للدولة في موارد البلديات الضعيفة القدرة المالية".
واكد رئيس الدولة في نفس السياق أنه "ومهما يكن من أمر يتعين على المجالس المحلية المنتخبة مستقبلا أن تثبت قدرتها على النهوض بمسؤولياتها من حيث الحكامة والنيابة عن ناخبيها من المواطنين بكل ديمقراطية وشفافية"


عدد القراءات : 3401 | : 2
http://www.ennaharonline.com/ar/national/78734-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%82%D8%A9-%D9%8A%D8%AD%D8%AF%D8%AF%D8%AC%D8%AF%D9%88%D9%84%D 8%A7-%D8%B2%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D 8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A8%D9%84.html

hano.jimi
2011-12-23, 23:08
من فضلكم انا جد محتاجة الى
مراجع حول موضوع
دور المجالس المحلية المنتخبة في عملية التنمية المحلية

فعيل دورالإدارة المحلية
نحو تفعيل دورالإدارة المحلية(الحكم المحلي) الجزائرية لتحقيق التنمية الشاملة

مقدمــــة:

شهد العالم منذ أواخر التسعينيات تغيرات جوهرية، دفعت كلا من البلدان المتنامية والبلدان المتقدمة إلي إعادة النظر في فلسفة الحكم والإدارة وضرورة تبني المدخل الإداري في تنفيذ السياسات التنموية العامة المختلفة لتحقيق التنمية الشاملة. ولقد صاحب هذا التنامي في الإدراك بدور الحكم و الإدارة في التنمية بعدما أظهرت عددت دراسات أن النجاح أو الإخفاق في دفع عجلة عملية التنمية بأبعادها المختلفة يتوقف بدرجة كبيرة علي مدي رشاده أسلوب الحكم والإدارة (الحكم المحلي الجيد)، خاصة في ظل ظهور دعاوي الهيئات المانحة إلي الدول النامية المتلقية للمنح، مطالبة إياها بإحداث تغييرات جوهرية في هياكلها السياسية والإدارية وإعادة صياغة اطر الحكم، كشرط لتحقيق التنمية .
ولاشك أن التطور الديمقراطي والاقتصادي في الجزائر يرتبط نجاحه أو فشله بحدوث أو عدم حدوث تطور مشابه على مستوى هياكل الدولة، وانطلاقا من كل هذه الاعتبارات صدر قانون البلدية لسنة 1990 وقانون الولاية 1990 ليواكبا التحولات الدولية وتأثيراتها على وظائف الدولة، ويتماشى والإصلاحات السياسية والاقتصادية في الجزائر.
وبما أن المجالس المحلية تمثل الوحدة الأساسية للحكم والإدارة في الجزائر، وتشكل الوسيط بين المواطن والإدارة المركزية، خاصة إذا تعلق الأمر بالخدمة العمومية وتنفيذ السياسات العامة للدولة، ومن هذا المنطلق تحاول هذه الدراسة رصد و تحليل وظائف وأدوار وحدات الإدارة المحلية في تحقيق التنمية الشاملة وتقديم الخدمات العامة، وهذا حسب النصوص القانونية والتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عرفتها الجزائر والواقع المحلي وصعوباته وتحدياته.

أسئلة الدراسة: تحاول هذه الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية :

1. ما مدي تهيؤ النظام المحلي في الجزائر للقيام بدور في التنمية الشاملة ؟
2. هل يمكن أن يشجع النظام المحلي في الجزائر القطاع الخاص و تنظيمات المجتمع المدني والمواطن المحلي على المشاركة في وضع خطط التنمية ؟
3. هل يعتبر الحكم المحلي الجيد محركا أساسيا للتنمية ؟
4. .ماهية العوامل التي تؤثر على فاعلية دور المجالس المنتخبة؟
أهمية الدراسة:

تنبع أهمية الدراسة، من خلال أهمية الموضوع الذي تعاجله والمتعلق بدور الإدارة المحلية في تقديم الخدمات العامة والتنمية الشاملة والتطور الديمقراطي، إذ تعد الوحدات المحلية النواة الرئيسية في التنمية المحلية والتنمية الشاملة، وهذا بحكم قربها من المواطن، وقد وضعت أساسا بهدف تسير شؤون المواطنين وتحسين مستوى وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية، كما تؤدي كذلك وظيفة التنشئة الوطنية والمدنية وحتى السياسية، فهي مدرسة لتخريج إطارات الدولة وتمثل أقرب إدارة للدولة من المواطن والشريك الأوثق مع السلطة المركزية لتنفيذ السياسات العامة.
أهداف الدراسة:

تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:
1. تحديد الإطار القانوني والسياسي للحكم المحلي ومؤسساته في الجزائر وتطوره وتأثره بمعطيات البيئة الداخلية والدولية.
2. تحليل السلوك الإداري وطبيعة العلاقات بين السلطة المركزية واللامركزية، من حيث الرقابة الإدارية والمالية (علاقة عمودية)، وبين المواطنين وتنظيمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
3. إبراز التحديات والعراقيل التي تواجه المجالس المنتخبة في أداء مهامها .
4. التقدم بتوصيات واقتراحات لتفعيل دور الوحدات المحلية في عملية بناء وتنمية ودمقرطة المجتمع.
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليلي والمقترب القانوني المؤسسي.


تحديد المصطلحات:

التنمية الشاملة : يمكننا تحديد مفهوم التنمية الشاملة على أنها: "عملية تحول تاريخي متعدد الأبعاد، يمس الهياكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما يتناول الثقافة الوطنية، وهو مدفوع بقوى داخلية، وليس مجرد استجابة لرغبات قوى خارجية، وهو يجري في إطار مؤسسات سياسية تحظى بالقبول العام وتسمح باستمرار التنمية، ويرى معظم أفراد المجتمع في هذه العملية إحياء وتجديداً وتواصلاً مع القيم الأساسية للثقافة الوطنية".

وهكذا فالتنمية الشاملة تسعى لتحقيق أهداف ونتائج في مختلف جوانب الحياة أهمها:
أولاً: الأهداف الاقتصادية:

1 . زيادة إنتاجية العمل.
3 . تزايد الاعتماد على المدخرات المحلية كمصدر للاستثمار
4 . تنمية القدرة المحلية على توليد التكنولوجيا وتوطينها واستخدامها بالرغم من التوجه الحالي نحو عولمة الاقتصاد.
5 . محاربة الفقر وتراجع حدوده وحدته، وهذا يتم عن طريق تراجع التفاوت في توزيع الدخل والثروة في المجتمع.
ثانياً - الأهداف الاجتماعية:

1 . تحسين مستويات التعليم والصحة والرفاهية عموماً لكافة المواطنين.
2 . زيادة الاهتمام بالطبقة المتوسطة، والطبقة العاملة
3 . زيادة نسبة الخبراء والفنيين والعلماء في القوى العاملة.
4 . تزايد مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي وفي مجالات الحياة العامة.
5 . تعميم قيم حب المعرفة وإتقان العمل.
6 . تنمية الثقافة الوطنية.

ثالثاً: الأهداف السياسية:

توصف التنمية الناجحة بأنها تلك التي تؤدي إلى ظهور دولة قوية ومجتمع قوي، فيتمتع جهاز الدولة من ناحية بالاستقلال النسبي في صنع وتنفيذ سياساته في كافة المجالات، وذلك في مواجهة القوى الاجتماعية الداخلية والقوى الخارجية، وأن يحظى في نفس الوقت بالقبول من جانب أغلبية المواطنين فلا يعتمد على القهر أساساً لإنقاذ سياساته، والمجتمع القوي هو الذي يتمتع أفراده وجماعاته بقدر واسع من الحرية في القيام بأنشطتهم الخاصة والعامة، في إطار قواعد عامة عقلانية مقبولة منهم على نطاق واسع، وموضع احترام من جانب هذه الدولة.
وهكذا، فمن الناحية السياسية، يمكن القول بأن التنمية تعني تواجد الدولة التي تتمتع بالفعالية إلى جانب المجتمع المدني.
إذن هذه هي الأبعاد الثلاثة الرئيسة للتنمية الشاملة: البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد السياسي، وقد لا يكون البعد الاقتصادي هو أهمها، لكنه قد يكون أكثرها تحديداً وتأثيراً على الأبعاد الأخرى(1).
الحكم المحلي : الحكم مفهومٌ يُستخدم عند مناقشة إنجازات مختلف الأهداف الإنمائية على غرار الحدّ من الفقر، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، أو إدارة الموارد الطبيعية (تقرير التنمية البشرية 2002)، فالجهود التنموية التي بُذلت في سبيل تحقيق ذلك قد باءت بالفشل، إذ لم يتمّ استخدام الموارد بطريقة فعّالة وفاعلة وسريعة الاستجابة. لكن ماذا يعني مصطلح "الحكـم" وما هو الحكم على الصعيد المحلي؟

في حين تدلّ الحكومة عادةً على المؤسسات والبنى الحكومية، يحمل الحكم من جهته مفهوماً أوسع وأشمل حتى أنه يتخطّى البنى السياسية المؤسساتية. وعليه، لا يوجد تحديد محدّد للحكم، بحيث يمكن تحديده بطرق مختلفة. أما في ما يتعلق بالحكم المحلي، الذي يشير إلى الحكم على المستوى المحلي، فيحدّد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ما يلي:
"يتألف الحكم المحلي من مجموعة من المؤسسات، والآليات والعمليات التي تسمح لمواطنيها ومجموعاتهم بتبيان مصالحهم واحتياجاتهم، وتسوية اختلافاتهم، وممارسة حقوقهم وواجباتهم على المستوى المحلي. ويتطلّب ذلك، شراكة بين كلّ من مؤسسات الحكم المحلي ومنظمات المجمع المدني، والقطاع الخاص بغية تحقيق تنمية محلية وتسليم الخدمات على نحو يتّسم بالتشارك والشفافية والمساءلة والإنصاف. ويتطلب ذلك تمكين الحكومات المحلية من التعامل مع السلطة والموارد وبناء قدراتها حتى تغدو قادرة على العمل كمؤسسات تشاركية سريعة الاستجابة ومسئولة عن هموم واحتياجات المواطنين كافة. وفي الوقت ذاته، تكون مهتمّة بتعزيز الديمقراطية الشعبية وبتمكين المواطنين والمجتمعات ومنظماتها على غرار المنظمات المجتمعية والمنظمات غير الحكومية، من المشاركة في الحكم المحلي وعملية التنمية المحلية كشركاء متساوين(2).
وتعتبر نظم الحكم المحلي نظم ذات خصائص اجتماعية وخصائص سياسية، فهي اجتماعيا تتأثر بالنظم الاجتماعية الأخرى، وكذلك تتأثر بالعادات والتقاليد للأفراد والجماعات المحلية. ويجب أن تتوفر عدة شروط حتى يكون الحكم المحلي "صالحاً" ومنها:
- الشرعية: يجب أن تحترم الشعوب المحكومة قرارات السلطات وأن تعتبرها شرعية.
- يجب أن يتوفر الإدماج الاجتماعي، والتمكين، وتساوي الأصوات، والمشاركة (بغض النظر عن النوع الاجتماعي، والشباب، والطبقة الاجتماعية، والإثنية والدين).
- ينبغي احترام حقوق الإنسان الأساسية، بالإضافة إلى حكم القانون وتقسيم السلطة.
- يتعيّن على الحكم المحلي أن يكون سريع الاستجابة وشفافا. وعلى الحكام أن يعتمدوا مبدأ المساءلة، مما يعني معاقبة كل سلوك غير مناسب.

تعريف التنمية المحلية:

هناك عدة تعريفات للتنمية المحلية نذكر منها تعريف محي الدين صابر الذي يعتبرها " مفهوم حديث لأسلوب العمل الاجتماعي والاقتصادي في مناطق محددة يقوم على أسسس وقواعد من مناهج العلوم الاجتماعية والاقتصادية، و هذا الأسلوب يقوم على إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة عن طريق إثارة وعي البيئة المحلية وأن يكون ذلك الوعي قائما على أساس المشاركة في التفكير والإعداد والتنفيذ من جانب أعضاء البيئة المحلية جميعا في كل المستويات عمليا و إداريا." (3).
وهناك من يعرفها بأنها حركة تهدف إلى تحسين الأحوال المعيشية للمجتمع في مجمله على أساس المشاركة الايجابية لهذا المجتمع وبناء على مبادرة المجتمع أن أمكن ذلك، فإذا لم تظهر المبادرة تلقائيا تكون الاستعانة بالوسائل المنهجية لبعثها واستثارتها بطريقة تضمن لنا استجابة حماسية فعالة لهذه الحركة(4).
اولا: الإدارة المحلية و الحكم المحلي:

الإدارة المحلية أسلوب من أساليب التنظيم المحلي، يتضمن توزيع الوظيفة الإدارية بين الحكومة المركزية وهيئات محلية منتخبة ومستقلة، وتمارس ما يناط إليها من اختصاصات تحت إشراف الحكومة المركزية.
وقد ظهرت الحكومة المحلية كواقع تنظيمي قانوني منذ زمن بعيد ولكهنا أصبحت واقعا معروفا بظهور النظم الديمقراطية الحديثة.
المقومات الأساسية لنظم الإدارة المحلية:

هناك عدة مقومات رئيسية يجب توافرها حتى يتمكن نظام الإدارة المحلية من تحقيق الأهداف المرجوة منه، وتشمل ثلاث عناصر:
ا. الإقليم المحلي
ب. التمويل
ج. مشاركة المواطن المحلي

0

inShare
Share
__________________



2 أعضاء قالوا شكراً لـ ***nooor imane*** على المشاركة المفيدة:
سآهر الليل, Xpert

09-06-2009, 03:48 PM #2
***nooor imane***
I Love My Prophet Mohammed





رقم العضوية : 39408
تاريخ التسجيل : 28-08-2008
الدولة : Algeria
الجنس :
مكان الإقامة : 22
Université : جامعة جيلالي اليابس سيدي بلعباس
Spécialité: Autres
عدد المشاركات : 1,250 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 710
قوة الترشيح :


اوسمتي

مجموع الاوسمة: 2

رد: تفعيل دورالإدارة المحلية
ثانيا: دور الحكم المحلي في التنمية الشاملة .

تقوم الإدارة المحلية بمجموعة من الوظائف السياسية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية‏:
1. الأهداف السياسية:

‏وتتمثل الأهداف السياسية للإدارة المحلية في تقريب الإدارة السياسية من الأهالي وأفراد الشعب‏، حيث أن الإدارة المحلية تمكن من الاتصال المباشر بين المواطنين وممثلي الحكومة‏ هذا بالإضافة إلي إتاحة فرص التربية السياسية للمواطنين‏.‏ ذلك أن المجالس المحلية القائمة علي أساس الانتخاب تعد ركيزة النظم المحلية في ظل ما تهدف إلي تحقيقه من وحدة المشاعر والأفكار بين أعضائها وبين المواطنين في إطار العلاقات الإنسانية‏.‏
2. الأهداف الاجتماعية:

تتمثل الأهداف الاجتماعية في التجاوب بين الجهاز المركزي وباقي القطاعات الشعبية ودعم الروابط الروحية بين أفراد المجتمع المحلي، بالإضافة إلي تخفيف آثار العزلة التي فرضتها المدينة الحديثة‏.‏ وفضلا عن ذلك تهدف الإدارة المحلية إلى نسج خيوط المجتمع بمختلف مستوياته لقيام الديمقراطية، بإتاحة فرص المشاركة في اتخاذ القرارات التي تتعلق بالمواطنين‏.
‏3. الأهداف الإدارية:

وتتضمن تحقيق كفاءة الإدارة والتخفيف من أعباء الأجهزة المركزية والتغلب علي مشكلات البيروقراطية وتحقيق رشادة عملية صنع واتخاذ القرار‏.‏
4. الأهداف الاقتصادية:

وتتضمن مساهمة الوحدات المحلية في إعداد خطط التنمية والاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية المحلية وتوجهها نحو المشروعات الإنتاجية والخدمية، لخلق فرص عمل لمواطني الوحدات المحلية، وتشجيع تجميع رؤوس الأموال المحلية وتوجيهها نحو المشروعات‏.‏ وبالإضافة إلي ذلك،‏ فإن هذه الأهداف تتضمن أيضا الارتقاء بالجوانب الاقتصادية لمواطني المحليات بزيادة الدخل الحقيقي للأفراد‏.‏ وزيادة آفاق تطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية مثل إنشاء الأسواق وإقامة المعارض وتنمية الصناعات الصغير وتربية الماشية والأغنام واستصلاح الأراضي، كما تشمل أيضا إقامة المشروعات وإدارتها، وكذلك تعليم الكبار ومشروعات المسنين والمعوقين
5 .الاهداف الثقافية:

بتقديم الثقافة إلى المواطنين عن طريق المكتبات العامة، وكذلك تقديم الخدمات الترفية كالمسرح والإذاعة والتلفزيون السياحة الداخلية والإشراف على الحدائق العامة والمتنزهات.

ثالثا: دور الإدارة المحلية الجزائرية في التنمية الشاملة:

لقد أدى التغيير الذي حدث في جميع المجتمعات وتغيير مفهوم الدولة لوحدات الإدارة المحلية إلى إعادة النظر في الدور الذي تقوم به كل من الحكومات الوطنية والوحدات المحلية في الجزائر. وقد حددت قوانين الإدارة المحلية الجزائرية اختصاصات البلدية ثم تركت التفصيل فيها إلى اللوائح التنفيذية (5).
أ. في المجال الاجتماعي:

تعد البلدية المحور الرئيسي للنشاط الاجتماعي ونواة تغيير محلية، تقدم خدمة كبيرة للعائلة والفرد في الميدان الاجتماعي، لهذا أعطى المشرع بموجب المادة (89) من قانون البلدية للمجلس الشعبي البلدي حق المبادرة بإتباع كل الإجراءات التي من شأنها تقديم الخدمات والرعاية الاجتماعية والمتمثلة في:
1. مساعدة المحتاجين، التكفل بالفئات الاجتماعية المحرومة، إعانة العاطلين عن العمل والمساعدة على التشغيل.
2. تقوم البلدية بدور رئيسي في مسائل السكن التي هي شرط أساسي للحياة العائلية، فالبلدية تحدد في هذا الميدان حاجة المواطنين والاختيارات في إطار التخطيط وتنفيذ البرامج التي يتم تنسيقها بمساعدة المصالح المختصة بالسكن، كما تقوم البلدية بتشجيع كل مبادرة تستهدف الترقية العقارية على مستوى البلدية، ومن هنا أجاز لها المشرع الاشتراك في إنشاء المؤسسات العقارية وتشجيع التعاونيات في المجال العقاري.
3. مهمة تكوين الفرد ونشر الثقافة والتعليم ومحو الأمية وتشجيع إنجاز المراكز والهياكل الثقافية وصيانة المساجد والمدارس القرآنية، وإنشاء المكتبات وقاعات المطالعة.
ب. الميدان الثقافي والتعليمي:

تقوم البلدية بدور هام في هذا الميدان، حيث تتولى إنجاز مؤسسات التعليم الأساسي وصيانتها، وتشجيع كل إجراء من شأنه ترقية النقل المدرسي والتعليم وما قبل المدرسي (دور الحضانة).
1. حماية التراث العمراني والمواقع الطبيعية والآثار والمتاحف، وكل شيء ينطوي على قيمة تراثية تاريخية جمالية.
2. تسيير وإدارة المرافق الخاصة بالسينما والفن والقيام بالمهام الثقافية ذات الصالح العام.
3. ترقية المواقع السياحية والترفيهية وحماية الآثار التاريخية وترميمها وحفظ المواقع الطبيعية.
ج. دور البلدية في الميدان الفني:

تقوم البلدية بدور هام في هذا الميدان، إذ أن الجوانب الفنية والسينما تعد أداة هامة لتنوير فكر الفرد، وعليه تولت البلديات تسيير الشؤون الثقافية ذات الصالح العام.
وقد سلمت الحكومة في هذا الميدان للبلدية مهمة تسيير جميع المؤسسات والمرافق المتعلقة بالثقافة الوطنية، ومنحتها حق الانتفاع بمداخيلها، فأصبحت البلدية هي التي تتولى تسيير المصالح الثقافية كالمسارح والملاعب، كما قررت الحكومة أخيرا أن تسند إلى البلديات مهمة استغلال قاعات السينما التي كانت موضوعة من قبل تحت تصرف المركز الوطني للسينما.
ويلاحظ أن التقدم الاجتماعي متوقف على نمو الإنتاج وازدهاره في الميدان الاقتصادي غير أن البلديات لا تتمتع كلها بالوسائل الكافية، ولهذا تم إنشاء صندوق التضامن الوطني لتحقيق التوازن بين البلديات الغنية والبلديات الفقيرة.
د. في ميدان الرعاية الصحية:

تتكفل البلدية بحفظ الصحة والمحافظة على النظافة العمومية (المادة 107) في المجالات التالية:
1. توزيع المياه الصالحة للشرب.
2. صرف المياه القذرة والنفايات الجامدة الحضرية.
3. مكافحة ناقلات الأمراض المعدية.
4. نظافة الأغذية والأماكن والمؤسسات التي تستقبل الجمهور(7). هذا ما أدى إلى تأسيس مكاتب لحفظ الصحة ونظافة البلدية.
5. السهر على نظافة المواد الاستهلاكية المعروضة للبيع¬(8).
ه. في الميدان الاقتصادي:

تقوم البلدية بكل مبادرة أو عمل من شأنه تطوير النشاط الاقتصادي وتنمية المجتمع بهدف الاستخدام الكامل للقوى العاملة، والرغبة في رفع مستوى معيشة أبناء البلدية، وذلك عن طريق:
1. حق المبادرة بإنشاء مشروعات والبحث عن النشاط الاقتصادي في الأرياف، مع التقيد بأهداف السلطة في المخطط الوطني.
2. تسيير المرافق العامة على مستوى البلدية (الأسواق، استغلال قاعات الاحتفالات...).
3. تطوير السياحة بتنمية المناطق وإبراز المؤهلات الجزائرية السياحية.
4. تشجيع المتعاملين الاقتصاديين.
إن البلدية تباشر الوصاية المفروضة على المؤسسات الصناعية والمجموعات الزراعية والتي كانت تمارسها إدارات وهيئات الدولة. وهذا يشجع المبادرة بعد أن كان يصعب عليها القيام بالإشراف المباشر.
وتطبيقا لذلك، تمارس البلدية الوصاية العمومية على:
1. مجموع الاستغلالات الزراعية.
2. مجموع المؤسسات الصناعية باستثناء المؤسسات التي يتجاوز نشاطها المجال البلدي(مع المساعدة التقنية من طرف الإدارات المتخصصة للدولة). والبلدية تمارس هذه الوصاية لسببين:
الأول: ضمان احترام الوحدة المسيرة ذاتيا للقوانين والأنظمة الخاصة بذلك .
الثاني: أن البلدية هيئة لا مركزية تساعد على تنمية المؤسسات وتضمن حسن تسييرها.
وتأخذ هذه الوصاية عدة صور تتمثل في:
1. العمل بكل حرية على تنمية الوحدات.
2. مساعدة كل وحدة من الوحدات في الميادين الإدارية والثقافية مثل (تنظيم المحاسبة في هذه الوحدات في مجموع البلدية، وفي ميدان التكوين ومحو الأمية عن العمال وإعداد الإطارات).
3. قيـام اللجان المختصة التابعة لمجلس البلدية بدارسة جميع المشاكل المتعلقة بالوحدة في البلديـة، والقيام بعد ذلك بنشر التعليمات والتوصيات المفيدة المستخلصة من تلك الدراسة في أوساط وحدات الإنتاج المعينة.
4. مراقبة الوحـدات ولاسيما بواسطة مديري الوحدات المذكورة الذين يوضعون تحت السلطة والهيئـة التنفيذية للبلدية عند قيامهم بمهامهم.
5. منح القروض لوحدات الإنتاج.
ما يمكن ملاحظته هو أن النشاط الاقتصادي للبلدية يخدم الدولة والتخطيط من ناحيتين:
أولا: اللامركزية التي تتمتع بها البلدية في ميدان الاقتصاد، حيث تساهم في تجنب المركزية بالنسبة لميدان التسيير الاقتصادي. فهي تخفف من أعباء الإدارة المباشرة للدولة والرقابة المباشرة لها على الهيئات الاقتصادية، لأنها متعددة بين صناعية وتجارية وشركات وطنية، ويتم تحويل مسؤولية الإدارة والرقابة في هذا الميدان إلى العمال أنفسهم وبذلك يخدم النشاط الاقتصادي للبلدية و الدولة.
ثانيا: ومن ناحية أخرى فإن اللامركزية البلدية تخدم التخطيط كذلك، لأن الدولة تخطط مخططاتها على ضوء تقارير البلديات، ثم تتولى هذه الأخيرة تنفيذ كيفيات العمل حسب الظروف المحلية وبأنجع الطرق الممكنة. وهكذا فإن المجلس البلدي هو المحرك الأول ومنسق الإدارة المحلية الضرورية لتحقيق أهداف التخطيط، وفي ميادين الإنتاج والمبادلات والتجهيزات
وتساعد البلدية أيضا ماليا على تحقيق أهداف هذا التخطيط بالوسائل المتوفرة لديها باطراد، والتي تزودها بها مهمتها الاقتصادية ذاتها أي إدارة نشاطها الصناعي والتجاري المباشر، وكذلك الضرائب التي تحصلها من المؤسسات والمجموعات الزراعية والصناعية التي ساهمت في إنشائها والتي هي تحت رقابتها.
و. في مجال حماية البيئة:

إن السعي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلديات أفرز عدة مشاريع أثرت في التوازنات الإيكولوجية، لهذا طرح المشرع الجزائري مبدأ التوازن بين النمو الاقتصادي ومتطلبات حماية البيئة(9)، فتم إنشاء هياكل إدارية للبيئة على المستوى الوطني، أما على المستوى المحلي فتعتبر البلدية المؤسسة المحلية الرئيسية لتطبيق تدابير حماية البيئة، فقد نصت قوانين البلدية (10)والأوامر التابعة لها صراحة على مفهوم البيئة وحمايتها ومكافحة التلوث.
1. تسهر البلدية على حماية الوسط الطبيعي وخاصة الاحتياطات المائية من أي صرف أو روافد صناعية(11).
2. البلدية لها حق رفض أي مشروع يؤثر على البيئة.
3. محاربة البناء الفوضوي وحماية المناطق الزراعية في مخطط التهيئة العمرانية.
4. تشجيع تأسيس جمعيات حماية البيئة.
5. مكافحة كل أشكال التلوث في إطار صلاحياتها (التلوث المائي، البحري والجوي).
6. إنشاء وتوسيع وصيانة المساحات الخضراء والسهر على حماية التربة والموارد المائية والمساهمة في استعمالها الأمثل حسب ما نصت عليه المادة (108) من القانون البلدي.
7. إنشاء الحدائق والمنتزهات وصيانة الطرق¬(12).
ي. في مجال الأمن والخدمات الطارئة:

0

inShare
Share
__________________



2 أعضاء قالوا شكراً لـ ***nooor imane*** على المشاركة المفيدة:
سآهر الليل, Xpert

09-06-2009, 03:50 PM #3
***nooor imane***
I Love My Prophet Mohammed





رقم العضوية : 39408
تاريخ التسجيل : 28-08-2008
الدولة : Algeria
الجنس :
مكان الإقامة : 22
Université : جامعة جيلالي اليابس سيدي بلعباس
Spécialité: Autres
عدد المشاركات : 1,250 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 710
قوة الترشيح :


اوسمتي

مجموع الاوسمة: 2

رد: تفعيل دورالإدارة المحلية
يعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي المسئول والمكلف – تحت رقابة وإشراف السلطات الإدارية المركزية الوصية - بسلطات الضبط (البوليس الإداري)، ويضطلع بالمهام التالية:
1. حفظ النظام العام بواسطة جهاز الشرطة البلدية أو الحرس البلدي.
2. توفير وسائل الإسعاف في حالة ما إذا حدثت كارثة في مجال البلدية (وظيفة الحماية المدنية).
3. وضع الاحتياطات الوقائية اللازمة لمواجهة الأخطار والكوارث.
4. إدارة هيئة رجال المطافئ ومراقبتها وحتى إنشائها.
5. تسهيل تنقلات الأشخاص والأموال داخل تراب البلدية وفي الأسواق.
6. حفظ أمن مواطني البلدية وزائريها داخل الحدود الإدارية للبلدية.

رابعا : العراقيل التي تؤثر على فاعلية أداء الإدارة المحلية لوظائفها.

تواجه الإدارة المحلية في الجزائر العديد من المصاعب والمشاكل والتحديات التي تؤثر على أداء دورها الخدماتي والتنموي، وتتمثل هذه العراقيل فيما يلي :
أ . العراقيل التي تواجه الإدارة المحلية في علاقاتها بالسلطة المركزية: يرتبط عمل البلدية بمؤسسات وأجهزة تابعة للدولة، تمارس الرقابة الإدارية والمالية على عمل البلديات، هذا بالرغم من تمتع البلدية بشخصية معنوية واستقلال مالي، باعتبارها قاعدة اللامركزية، إلا أن هذه اللامركزية تبقى نسبية وخاضعة لرقابة تمس أعضاء المجلس الشعبي البلدي وأعمال البلدية وتصرفاتها للمجلس البلدي كهيئة.
1. الرقابة على أعضاء المجلس الشعبي: أي أعضاء المجلس ( المنتخبين البلديين)
حيث يخضعون إلى رقابة إدارية تمارس عليهم من طرف الوزير والوالي ورئيس الدائرة، وذلك من خلال المتابعة القضائية وتعليق العضوية والتوقيف أو الإقالة.
2. الرقابة على الأعمال: وتتخذ عدة أشكال منها التصديق على المداولات الخاصة بالميزانيات والحسابات وإحداث مصالح ومؤسسات عمومية بلدية، حيث حدد المشرع مجموع حالات إبطال وإلغاء المداولات من طرف الوالي.
3. رقابة على المجلس الشعبي البلدي ( كهيئة) : تخضع كل قرارات رئيس المجلس الشعبي البلدي إلى سلطة الوالي المعين من قبل رئيس الجمهورية، هذا الأخير يحق له إلغاء أي قرار بلدي، ويمكن أن يحل رؤساء المجالس الشعبية البلدية واتخاذ الإجراءات المتعلقة بالمحافظة على النظام العام في إقليم البلدية .
4. الرقابة على ميزانية البلدية: وميزانية البلدية عبارة عن تقديرات خاصة بإيرادات ونفقات البلدية، يعدها رئيس المجلس ويصوت عليها المجلس، وهي لا تنفذ إلا بعد أن يصادق عليها الوالي، وبالتالي فإن البلديات ليست لها سلطة على أموالها.
كما يلاحظ أن الوالي كممثل للسلطة المركزية يمارس رقابة على أعضاء وأعمال المجلس الشعبي البلدي.
5. الرقابة على خطط التنمية والمشاريع: تعمل السلطة المركزية على مساعدة البلدية في إعداد خطط التنمية والتأكد من عدم تعارضها مع الخطة الوطنية، وذلك من خلال تقديم الإعانات المالية ومراقبة كيفية إنفاقها من طرف الوالي والذي يأمر بالصرف وتسيير ميزانية التجهيز القطاعية والبرامج البلدية للتنمية، فالعديد من الصلاحيات قد تحولت إلى الوالي بصفته ممثلا للدولة على المستوى المحلي(13).
خامسا: بعض المقترحات لتفعيل دور الإدارة المحلية:
إن التحدي الذي يواجه البلدية في الجزائر هو ترقيتها إلى مستوى المؤسسة العصرية القادرة على تقديم الخدمات وتسريع معاملات الموطنين والتواصل المباشر مع الموطنين بتفعيل المشاركة الأهلية، وجعلها عملية مستمرة تساهم في التنمية المحلية. ولمواجهة التحديات يمكن تقديم مجموعة من المقترحات، قد تساهم في حل مشاكل البلديات:
أ . على المستوى الاجتماعي:

1. تعبئة والجماعات في حقل التنمية المحلية وخلق الوعي البلدي المحلي، وذلك بحث الموطنين على مشاركة والتعريف بمشاكل البلدية، وهنا يظهر دور الإعلام المحلي في التنمية ونشر الوعي.
2. تفعيل العمل البلدي على مستوى أصغر، وتعميم مفهوم" لجان الأحياء".
3. تشجيع الموطنين على البقاء في المناطق الريفية والنائية، وهذا بعد توفير الأمن وجمع المرافق الضرورية بغية تعزيز التنمية الفلاحية والحيوانية، وتقليص معدل النزوح والهجرة نحو المدن.
4. توفير الرعاية الطبية ومراكز التكوين المهني لتشجع على الاستقرار.
5. تشجيع العمل الأهلي.
ب. على المستوى القانوني:

1. تفعيل النصوص القانونية المتعلقة بالبلدية في مجال الخدمات العامة.
2. دعم البلديات من خلال منح سلطات أوسع للمجالس الشعبية المنتخبة.
3. ضمان استقلالية المجالس البلدية، وتحديد الاختصاصات والحد من تدخل الجهات المركزية.
4. حل إشكالية التمويل والذي يعتبر الشرط الأساسي لنجاح البلديات في أداء أدوارها.
ج . على المستوى الإداري:

1. احترام مبدأ الفصل بين السلطات على المستوى البلدي(رئيس البلدية، الأمين العام، الوالي ) وبين الإدارة و المجالس المنتخبة.
2. تحسين مستوى الإداريين ورفع مهاراتهم و كفاءتهم.
3. توفير المعلومات للمواطنين المحليين وبيانات التنمية.

الخاتمـــــــة:

يواجه نظام الإدارة المحلية في الجزائر مجموعة من التحديات التي تحول دون تحقيق الأهداف التي من أجلها قد وجد‏، والمتمثلة في التنمية الشاملة، ومن جملة هذه التحديات نجد محدودية الموارد المالية الذاتية للوحدات المحلية وضعف مظاهر المشاركة السياسية في البيئة المحلية و تضارب الاختصاصات بين الأجهزة التنفيذية. يتضمن إصلاح نظام الإدارة المحلية أربعة اقترابات أساسية هي: الإصلاح الإداري‏، ‏ والإصلاح المالي‏، والإصلاح التشريعي والإصلاح السياسي‏.‏

0

inShare
Share
__________________



2 أعضاء قالوا شكراً لـ ***nooor imane*** على المشاركة المفيدة:
سآهر الليل, Xpert

09-06-2009, 03:51 PM #4
***nooor imane***
I Love My Prophet Mohammed





رقم العضوية : 39408
تاريخ التسجيل : 28-08-2008
الدولة : Algeria
الجنس :
مكان الإقامة : 22
Université : جامعة جيلالي اليابس سيدي بلعباس
Spécialité: Autres
عدد المشاركات : 1,250 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 710
قوة الترشيح :


اوسمتي

مجموع الاوسمة: 2

رد: تفعيل دورالإدارة المحلية
قائمة المراجــــــــــــــــــــــــع:


) مصطفى العبد الله الكفر،"التنمية الشاملة والتنمية البشرية " جامعة دمشق – كلية الاقتصادhttp://www.ahewar.org/m.asp?i=349
(2) http://www.undp.org/governance/local.htm
(3) عبد المطلب عبد المجيد، التمويل المحلي والتنمية المحلية ، الإسكندرية ، الدار الجامعية 2001 ص184
(4) الطيب ماتلو ، التنمية المحلية آفاق ومعاينات ، مجلة الفكر البرلماني ، الجزائر ، العدد الرابع أكتوبر 2003، ص127
(5) في ظل الاختيار الاشتراكي كانت المادة الأولى من القانون البلدي لسنة 1967 توسع من نطاق اختصاصات البلدية إلى أبعد الحدود، وذلك حينما نصت على أن "البلدية هي الوحدة القاعدية السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
(7) أنظر المرسوم رقم 87/146 المؤرخ في 30/06/1987 والمتضمن إنشاء مكاتب لحفظ نظافة البلدية يوضع تحت تصرف رئيس المجلس الشعبي البلدي.
(8)أنظر المنشور الوزاري المشترك المؤرخ في 05/02/1995 المحدد لكيفيات الاستغلال ومراقبة المطاعم ذات المأكولات الخفيفة والمشروبات
(9) أنظر المادة رقم (3 ) من القانون المتعلق بحماية البيئة المؤرخ في 05/02/1983.
(10) أنظر إلى القانون البلدي المعدل لسنة 1981، المادة (139) .
(11) أنظر مرسوم رقم 81/379 المؤرخ في 26 ديسمبر 1981، يحدد صلاحيات البلدية والولاية واختصاصاتهما في قطاع المياه.
(12) لمزيد من التوضيح حول دور البلدية في حماية البيئة أنظر:
بن ناصر يوسف "معطية جديدة في التنمية المحلية- حماية البيئة"، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والاقتصادية والسياسية، الجزائر، العدد 3ن 1995، ص 691، ص 704.

(13) مرازقة عيسى، "معوقات تسيير الجماعات المحلية: بعض عناصر التحليل"، مجلة العلوم الاجتماعية والانسانية، جامعة باتنة، الجزائر، العدد 14، جوان 2006، ص 195.

0

inShare
Share
__________________

hano.jimi
2011-12-23, 23:11
السلام عليكم إخواني انا بحاجة إلى مراجع تخص المناضل الشاذلي المكي
أتمنى أن تزودوني بعناوين كتب
جزاكم الله عنا أعالي الجنان

http://www.al-wasiya.com/news.php?action=show&id=1142

hano.jimi
2011-12-23, 23:15
السلام عليكم إخواني انا بحاجة إلى مراجع تخص المناضل الشاذلي المكي
أتمنى أن تزودوني بعناوين كتب
جزاكم الله عنا أعالي الجنان

http://www.4shared.com/office/ZSWg84Jb/____.htm

natuyox
2011-12-24, 20:44
ممكن من فضلكم هذا الكتاب وصف بلاد المغرب لابن خلدون

ninou9992000
2011-12-26, 12:10
ارجوكم و الله يشدلكم في الوالدييييييييييييين

احتاج الى مساعدة من طرفكم وطلبي هو بحث حول وكالة روترز الامريكية ممكن بالمراجع ارجوووووكم انا في الانتضار .

hano.jimi
2011-12-26, 17:19
ممكن من فضلكم هذا الكتاب وصف بلاد المغرب لابن خلدون

للاسف لم اجده شكرا

نجمة العرب
2011-12-26, 18:04
اريد كتب في الادب الجزائري

hano.jimi
2011-12-26, 21:51
اريد كتب في الادب الجزائري

للاسف لم اجد لك شكرا

liala
2011-12-31, 10:49
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

hano.jimi
2011-12-31, 12:04
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة


النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت




مازن لطيف علي
الحوار المتمدن - العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع



يشدد الفيسلوف والمنظر الاجتماعي المعاصر يورغن هابرماس الذي يعمل في الاطار التقليدي للنظرية النقدية على أن الفعل الديمقراطي التواصلي لا يستطيع أن يحصل على مشروعية حقيقية قائمة على سلطة العقل إلا في إطار خطاب نقدي خال من الإلزامات والقيود السلطوية. فلا توجد أفكار معاصرة تشبه أفكار يورغن هابرماس من جانب بنائها المعماري وقدرتها على التعبير النقدي.. رصد فلاسفة وعلماء الاجتماع في مدرسة فرانكفورت مختلف الاعراض المرضية التي اصابت عصرنا كالتشيؤ والاغتراب والصنمية ، مما حداهم ان يقيموا نقداً حاداً ليوتوبيا التقدم التقني والنظريات التبشيرية بعالم الأحلام الموعود ، كما انتقدوا في حينه النزعة العلموية التي تتصور المعرفة كطبيعة موضوعية مجردة عن المصلحة .. في الكتاب الصادر حديثاً " النظرية النقدية التواصلية ـ يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت " عن المركز الثقافي العربي ، مساهمة في التعريف بفكر هابرماس وقد كتب المفكر برهان غليون مقدمة الكتاب حيث يرى ان هناك ثلاثة عناصر تبرر الاهتمام بفكر هابرماس والحماس للتعرف به في بيئتنا العربية المعاصرة الاول : هو الطابع التوجيهي الذي تتميز به فلسفة هابرماس وسعيه المستر إلى ربط النظرية بالممارسة .. والثاني : هو النظرية النقدية التي تبناها هابرماس وإعاد بناءها والعنصر الثاثل : هو مفهوم الفضاء العمومي ويشكل هذا المفهوم الذي هو من اختراع الفيلسوف الالماني كانت مفتاح الممارسة الديمقراطية في نظر هابرماس الذي عمم استخدامه منذ السبعينيات من القرن الماضي.. حاول حسن مصدق التعريف بمدرسة فرانكفورت وبناء نظرية اجتماعية نقدية ، ويذكر الكاتب انه اذا كان ماكس هوركهيمر ابرز مفكري الاربعينيات فإن مرحلة الخمسينيات والستينيات شهدت صعود تيودور ويزنغرود أدورنو (1903_1969) إلى الواجهة ، فحتى تلك الحقبة قام نقد المجتمع على اعتبار التاريخ سيرورة تقدم للعقل ستحقق في الاشتراكية، مادام أن واقع هذه الديناميكية التاريخية ارتبط بطبقة اجتماعية تجسد حلم البشرية في الانتعاق وتغيير النظام القائم.. سيقترح كتاب هوركهيمر وأدرنو «جدلية التنوير» وهو بمثابة نقطة تحول بارزة في حياة مدرسة فرانفكورت .. وبطيعة الحال فإذا كانت فلسفة كانط الاخلاقية تقول بأن شعور الانسان بواجبه صادر من اخلاقية فطرية وأن الاخلاق عامة وطلقة وكلية وعمومية ، فإن هابرماس (1929_. . . ) حاول ايجاد بديل بذلك . ويذكر حسن مصدق ان الذي يهمه عند هابرماس أحد أبرز رواد فلسفة التواصل النقدية أن معيارية القوانين لاتستند إلى وازع أخلاقي ، وانما يجب أن تكون عقلنة للإرادة الانسانية في عالم يلفها بالتعقيد والاحتمالية ـ غير المتوقعة ـ وسيطرة الأنساق ، وفقط بفضل العقلنة اللغوية في تعابيرنا وسيادة العقل النقدي يمكن ان نطمح الى الكونية على اساس تداولي وقابل للتعميم.. اراد هابرماس البحث عن حل عقلاني للتقنية التي اطبقت على العالم المعيش واستفردت به منجميع الجهات ، فهو يقر بأننا نعيش عصر الرأسمالية المتقدمة والقائمة على التقنية ، بل ان شرعيتها أصبحت مستمدة منها .. ويعتبر ماركس بنظر هابرماس أكبر داعية للتقنية ، لكن تجدر الاشارة إلى أنه إذا كان ماركس قد ناصر التقنية كوسيلة لتحرير الانسان من الامراض الفاتكة والاوبئة وجبروت الطبيعة.. الخ، فإنه أشار في مواطن متعددة إلى الأخطار التي تحدق بالطبيعة من جراء الاستغلال التقني الارعن لمواردها ، ويقول :» إن كل تقدم في فن الزراعة الرأسمالية ليس فقط تقدماً في نهب الارض ، فكل تقدم في زيادة خصوبة الارض لوقت محدود من الزمن هو تقدم في تخريب الموارد الدائمة لهذه الخصوبة «.. يفهم هابرماس العمل ك « نشاط عقلاني موجٌَه لهدف وغاية « وهو ينقسم بدوره إلى نوعين : فعل أداتي يخضع لقواعد تقانية واختيار عقلاني ينتظم وفقاً لستراتيجيات قائمة على معرفة تحليلية.. يشخص هابرماس الحداثة الاوروبية في ضوء ماكس فيبر بأنها عقلانية أداتية ، ولخصها تحت مفهوم العقلنة والعقلانية التي تجلت في ازدياد الحسابية والبحث عن الربح والسيطرة المنظمة على كل جوانب الحياة الانسانية على أساس قواعد قللت من الاعتماد على القيم التقليدية المتوارثة.. ويلاحظ حسن مصدق ان هابرماس قدم رؤية لفهم العالم المعاصر من خلال التعريف الجديد الذي يراه منشطراً إلى عالمين : الاول يخص العالم المعيش الذي تقوم بنياته على اللغة والتواصل ، والثاني يخص عالم الانساق الذي يخضع بالاساس للعقلنة الحسابية التي تتميز بالوظيفة والأداتية والفعالية . وهذه الفجوة تقسمه إلى شطرين:عالم الأنساق والعالم المعيشي فاللغة تلعب دور التواصل في العالم المعيشي ، والنسق مجال العقلنة الحسابية والأداتية المحيطة به . فاللغة كالأرض تشخيص لمأوى الوجود وعلى الرغم من أنها كانت دائما وسيطا رمزيا بامتياز لايمكنها التنسيق بين جميع الافعال الانسانية لذلك حلت محلها الانساق في العديد من مناحي الحياة.. ويرى هابرماس ان هذه الانساق تمتاز بديناميكية انغلاق على نفسها لكل منها عالمها الخاص : فالسلطة تحدد شروط ممارستها والنقود تحدد قسم العملة بطريقة محض ذاتية.. ويضيف هابرماس أن معيارية الانساق مغلقة وغالباً ماتستعمل رموزاً مزدوجة ومصطلحات تُحددُ بها من ينتمي إلى النسق ومن لاينتمي إليه . فنسقية القانون مثلاً تمر عبر رمز مزدوج : قانوني/ غير قانوني ( وماعدا ذلك فهو خارج عن النسق وغير معترف به).. لقد حاول حسن مصدق في كتابه استنتاج بعض الروابط ذات الصلة الوثيقة بأخلاقيات التواصل وعلم السياسة.. وركز على ان هابرماس يعبر عن نفسه بمقتضى مبدأ خطابي يقوم على البرهنة ولايضفي الشرعية على المعايير التي تثير قبول وتوفق جميع المعنيين بها .. فهابرماس يتصور اجراءات تكوين الإرادة العامة كشبكة من البراهين والحجج المتمايزة التي تتبارى فيما بينها حول الاخلاق والسياسة والاقتصاد.. غير انها تتضمن ايضا إجراءات منصفة للتفاوض حول تسوية ما ختم حسن مصدق كتابه المهم « يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت» ان دور فلسفة التواصل النقدي يكمن بوصفها الاندماج الحي بين التفكير الفلسفي وعلم الاجتماع في نقد الديمقراطية التمثيلية ومحاولة تحرير مجال الاتصال الانسانس من قبضة العقل الأداتي والتشيؤ والاغتراب والسلعية بالعودة إلى الحداثة ذاتها ، وقد تم إعادته من تحريره من الذاتية والنزعة العلموية .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=158970

hano.jimi
2011-12-31, 12:05
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة


مدرسة فرانكفورت النقدية


مازن لطيف
10/07/2007
قراءات: 12346
نشأت مدرسة فرانكفورت عام 1924 من مجموعة اساتذة عندما اسس كارل جرونبرج معهدا للعلوم الاجتماعية التابع لجامعة فرانكفورت التي اصبحت فيما بعد تيارا فكريا من بين اكثر ممثليه شهرة ماكس هوركهايمر (1895-1973) وثيودر أدرنو (1903-1969) وهربرت ماركوزه (1898-1978)، الذي برز نجمه اللامع في ستينيات القرن العشرين، كذلك اريك فروم (1900-1980) وكثير غيرهم.

قدمت مدرسة فرانكفورت نظرية نقدية تناولت مختلف نماذج الوعي النظري والعملي وبالاخص للاديويولوجية الكونية (الشمولية). وقد جمعت في ارائها بين الهيغلية والماركسية ومدارس علم الاجتماع والنفس بالشكل الذي جرى توظيفه في نقد نمطية الوعي والعقائد الجامدة. من هنا انتقادها للماركسية "الرسمية" التي جرى تحويلها الى نصوص مقدسة. من هنا محاولتها تجديدها لتلائم متطلبات العصر وتجاوز الماركسية الكلاسيكية..

ماكس هوركهايمر الذي تمرد في شبابه على كل انواع الظلم تولى عمادة معهد الابحاث الاجتماعية عام 1930 وكانت دراسته في علم النفس. ووصل الى منصب استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة فرانكفورت بعد ان طور اسس النظرية النقدية في مجموعة دراسات بعنوان (النظرية التقليدية والنظرية النقدية). فنراه يجدد البعد المادي للنزعة النقدية. حيث ينطلق من ان حياة المجتمع هي نتاج العمل. وحتى اذا كان تقسيم العمل في العالم الرأسمالي يجري بشكل سيء فذلك لا يسمح لنا ان نعتبر .

ان هذه القطاعات الخاصة للعلاقة الديناميكية التي يقيمها المجتمع مع الطبيعة وللمجهود الذي يبذله المجتمع من اجل الاستمرار كما هو. فلا بنية الانتاج الصناعي والزراعي ولا انقسام الوظائف الى قيادية واخرى تنفيذية امران ثابتان مؤسسان في الطبيعة..

كما انتقدت مدرسة فرانكفورت (التنوير). ففي كتاب (خسوف العقل) يذكر هوركهايمر، انه اذا كان المقصود بالتنوير والتقدم الفكري هو تحرير الانسان من الايمان الباطل بالقوى الشريرة وبالشياطين وبالحوريات والمصير الاعمى، أي اذا كان المقصود هو تحرير الانسان من الخوف، فعندئذ تصبح ادانة ما يسمى بالعقل اكبر خدمة تؤدي للانسان. لهذا نراه يعتبر التنوير فكرا برجوازيا.

بينما كان بنيامين شديد الاهتمام بالمادية الجدلية. وكان شديد التأثر والاعجاب ببرخت المؤلف المسرحي الالماني حيث صحبه عدة شهور بالدنمارك. فقد ترك بنيامبن اثرا واضحا في مدرسة فرانكفورت وبالاخص عبر فكرته القائلة، بان

معمار ووحدة وقوة اعمال بروست على الاقتاع لا تأتي اليه عبر الجهد والتصوف والزهد وانما هناك حركة تقوده غير ملفته للنظر وتكاد ان تكون غير ارادية..

في حين يعتبر جورغن هابرمس الوريث الشرعي لمدرسة فرانكفورت بعد ان طور نظريته الخاصة حول العقلانية التقنية، التي وضعها في كتابه (التقنية والعلم كأيديولوجيا) كمحاولة للرد على اراء هربرت ماركيوزه.



مازن لطيف

http://www.alnoor.se/article.asp?id=7665

hano.jimi
2011-12-31, 12:06
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

وضوع: يورغن هابرماس الـنشأة ز النظرية النقدية السبت يوليو 25, 2009 5:15 am
يورغن هابرماس ، سيد فلاسفة هذا العصر ، و الشعاع المبهم الذي لم يلاحظه الا القلة من المثقفين . و صاحب “النظرية التواصلية ” ، او “العقل التواصلي” . كثيرة كتابته ، و قليلون الذين تكلموا عنه لاشهاره ، كي يصبح معروفا للمستويات الثقافية المتوسطة ، كغيره من الفلاسفة الذين سبقوه ، و ربما ان عليه ان ينتظر مرور مدة زمنية محددة ، لتختمر العقول بما طرح من افكار رشيقة. و ما زال الكثير من المتحدثين عن الفلسفة و الفلاسفة ، يطرحون اسماء الفلاسفة القدامى ، مثل سقراط ، افلاطون ، ارسطو …. و ربما بعض الفلاسفة الذين سبقوهم ، كلما ارادوا ذكر فيلسوف شهير ، متجاهلين او جاهلين فعلا وجود فيلسوف عظيم بحجم هابرماس . مما يدل على ان العملة الفلسفية الجديدة ، الهابرماسية ، لم تسود السوق الفلسفي العربي بعد . و تجد انك اذا ذكرت فيلسوفا مثل يورغن هابرماس ، يستغرب البعض كيف تعتبر هذا الرجل فيلسوفا ، بينما هو غير معروف تقريبا .
يتميز هابرماس عمن سبقه من الفلاسفة في انه عمل وما زال على انقاذ العقلانية الغربية من براثن العدمية و الضياع ، من خلال نقده لزملاءهم القدامى في مدرسة فرانكفورت ، من امثال هوركهايمر ،ادورنو ،و ماركيوز ، فلاسفة النّظرية النّقدية المعروفين بفلاسفة ما بعد الحداثة ، الذين كفروا بالعقل الحديث ، و بالعقلانية المعاصرة ، و ما سموه ضياع بوصلة الحضارة ، كما نرى في كتاب “كسوف العقل ” لهوركهايمر ، و كتاب “جدلية التنوير ” الذي اشترك في كتابته ادورنو و هوركهايمر معا . و لكنه رفض فكرة ادانة العقل بشكل عام ، اذ وجه نقده للعقل الاداتي او العقل الوظيفي ، و دافع عن الاستخدام الصحيح لعقل الانوار . و كتابه ” الخطاب الفلسفي للحداثة” اتهم اولئك المفكرين من امثال هايدغر ، فوكو، جيل دولوز، جاك ديريدا و جان ليوتار بالعدمية ، لما اظهروا من تشاؤم . و قد اعتبر هابرماس ان فلاسفة ما بعد الحداثة ، أي هايدغر ، فوكو، جيل دولوز، جاك ديريدا و جان ليوتار … قد نقدوا العقلنة دون تمييز ما بين العقل الاداتي المنتج للاستلاب و التشيؤ من ناحية ، و العقل التواصلي الذي يحرر الانسان من العبودية تجاه الطبيعة ، و تجاه البشر.
و مع اعجاب هابرماس الشديد بالفيلسوف كانط - الذي كان نموذجه النقدي حاضرا باستمرار في الاعمال الاولى الكبرى لمنظري مدرسة فرانكفورت - الا انه وجه له النقد في مسائل كثيرة . ومما يجدر ذكره هنا نقده للتناقض في فلسفة كانط بين الموافقة على ايديولوجيا النظام الذي كان يعيشه ( عصر الملك فريدريك الثاني ) ، و المطالبة بالاخلاقيات ! حيث وجد هابرماس ان النسق الكانطي ، يقوم على جملة من الاوهام السياسية، و التي من بينها التفاؤل في البعد الاخلاقي لسياسة المدينة بوصفها تمثل رأيا عاما ، و بثقته في قدرة الفيلسوف على الاقناع و التنوير .
كما انتقد هابرماس الفيلسوف الشهير كارل ماركس . فيقول في كتابه “المعرفة و المصلحة” ، منتقدا فكرة دور ” العمل ” في تطوير الانسان ، فيقول : يدرك ماركس ، في تحليلاته المتضمنة ، تاريخ النوع ضمن مقولات الفاعلية المادية و التجاوز النقدي للايديولوجيات، و ضمن مقولات الفعل الاداتي و البراكسيس المتغير ، و ضمن مقولات العمل و التامل ، في آن واحد . غير ان ماركس يفسر ما يفعل، و ذلك في التصور المحدود للتكون الذاتي للنوع ، فقط من خلال العمل . لقد عرقل هذا المفهوم ماركس، و جعله يفهم اساليب عمله ضمن وجهة نظر ، ثنائية الذات و الموضوع . بكلمات اخرى ، فالاساس الفلسفي لمادية ماركس ، غير كاف من اجل تاسيس تأمل ذاتي فينومينولوجي للمعرفة بعيد عن الشك ، و ان يعمل على الوقاية من التشويه الوضعي لنظرية المعرفة . فهابرماس هنا يرفض الرؤية الميتافيزيقية القائمة على ثنائية الذات – الموضوع . كما يرفض التوجه العلموي الذي يدعي فهم الظواهر الانسانية على طريقة فهم العلوم الطبيعة من فيزياء و كيمياء و تشريح …الخ . كما يرفض ايضا تحليل المجتمعات بطريقة حيادية .
وربما يعتبر البعض أن هابرماس شيوعيا ، أو ليبراليا ، لكن هابرماس ، في الحقيقة ، لا يعول كثيرا على مفهوم “الطبقة ” و الخضوع لمتطلباتها، و لا يعطي للفرد تلك الحرية المطلقة ،التي قد ترتد عكسا على المجتمع من حوله . اذ انه ابتكر تصورا جديدا للديموقراطية ، طرحه في نظريته عن” الفعل التواصلي ” حيث أنه اعطى للمجتمع المدني مفهوما جديدا اسما “الفضاء العام” . و انتقد ما اسماه ب”تشيؤ التواصل” الذي يحصل من خلال التحكم الكبيرالذي يطبقه نظام اقتصادي تقني معين على المجتمع ، كما يحدث في المجتمع الرأسمالي المعاصر . و هكذا فقد انشغل بمسألة فراغ المعنى و تآكل الحرية ، عاملا على خلق المجال العمومي او الفضاء العام الذي يمكن من المناقشة العقلية المؤدية الى التفاهم و الحوار الديموقراطي المؤسس على ادعاءات الصلاحية في مجالات الحقيقة و الدقة و الصدق . و ألح في نظريته التواصلية على أنسنة عمليات العقلنة ، بادخال أبعاد التواصل، و ضبط تحركات الفضاء العمومي الحديثة بمعايير اخلاقية تنبذ وساطات المال و السلطة ، و تفسح فضاءات لا حصر لها للحرية و للفاعلية الانسانية .
الفضاء العمومي ذاك ، و الديموقراطي فعلا ، يجمع بين العقلنة السياسية و المشروعية الديموقراطية .لهذا يجد هابرماس ان الديموقراطية تجد شرطها النهائي في منطق النشاط التواصلي الذي تعمل التداولات الكلية على اعادة بناءه . و التواصل عند هابرماس ، ليس مجرد محادثة ، او تبادل للمعلومات ، بل يتمثل في البعد التداولي للغة ، او هو عبارة عن لغة. وهي حوار بين عقول المتحدثين ، هدفها اقامة علاقات ودية ، او جسور تفاهم ، حول قضايا ذات اهمية تفرض نفسها في الحوار . اللغة هنا ، هي جملة قواعد ، تؤسس للاتصال و التواصل بين الناس . انها بمثابة خزان هائل للتجارب الانسانية ، او أنماط حياة متمايزة . انها لغة تنتج شيئا هاما .
و هذا الانتاج يتجلى في التوافق ، و الاتفاق ، باعتباره الوظيفة الاساسية التي تحرك النشاط اللغوي . ففي الفعل التواصلي تصبح النظرية الاجتماعية ،جوهريا، علاقة اجتماعية حوارية بين شخصين يقومان بالتبادل ، امام ثلاثة انواع من الصحة هي: الحقيقة ، والصواب المعياري، وصدق التعبير عن الذات. ومن هنا تبدأ نظرية التواصل الفعلي المؤدية إلى نشوء علاقة حتمية بين النسق و الحياة . ففيها يشمل العقل عدت مجالات ،مثل ارساء قيم المساواة بين الافراد، و احترام القيم المختلفة ، و احترام القانون وصولا الى بلورة انظمة ديموقراطية و قوانين و دساتير . فالتحرر لا يصير ممكناً إلا حينما يقرر محور الوعي، التفكير والشعور، بحاجتهما المتبادلة الواحد منهما للآخر، إذ أن الحدس في حاجة دائمة إلى فكر، والمفاهيم إلى محتويات. ويتحقق التحرر، الذي هو القدرة على أن يجعل الفرد نفسه بوصفه وحدة اجتماعية، شفافاً، بحيث يتجاوز العقبات التي تقف في طريق تحقيق إمكانية استقلاله. أي يتجلى محققاً حريته.
و هكذا نجد ان رؤية هابرماس للحرية، تدعو الى الحفاظ على وعد “الليبرالية”، والمحتوى اليوتوبي للأيديولوجية البرجوازية (المساواة والحقوق المدنية وحرية التعبير والإعلام ) .
و هنا تبرز اهمية مشروع هابرماس في التواصل الاجتماعي ، و نقد الديموقراطية التمثيلية ، تحرير العلاقة الانسانية التواصلية من قبضة العقل الاداتي ،و التشيؤ ، و الاغتراب ، و السلعية ، بالعودة الى مشروع الحداثة ، بعد تحريره من نير الذاتية و العلموية . كما يستغني هابرماس عن قدرة الذات في افتراض حقيقة مطلقة و غير مشروطة تاريخيا، مهما بلغت درجة بصيرتها ، و عن فلسفة الوعي و استبدالها بفلسفة التذات أي الوعي عبر التواصل ، حيث تخضع فيه الحقيقة للتحليلية اللغوية و ليس لشروط خارجية . و يلعب الحوار دورا مركزيا في بلورة ذلك التواصل ، حيث يكون القرار الاخير و الحكيم هو القرار الذي تم الاتفاق عليه للتو ، بين المتحاورين ، و ليس قرارا جاهزا مسبقا و معدا من قبل لجان او مؤسسات تمثيلية .http://communication.akbarmontada.com/t16-topic

hano.jimi
2011-12-31, 12:08
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

← كيف نقرأ مالك بن نبيحضور نماذج من الفلسفة الحديثة في خطاب مالك بن نبي →
مدرسة فرانكفورت النقدية واتجاهاتها الفكريةPosted on أبريل 1, 2010
Frankfurt School : The Tendencies of Its Theorists

By

Dr. Mohamad Farhan, Philosopher

الفيلسوف / محب الحكمة

الدكتور محمد جلوب الفرحان

رئيس تحرير مجلة أوراق فلسفية جديدة

هذا هو الفصل الثاني من كتابناالجديد : الفكر الالماني المعاصر ، وقد نشر الفصل الاول على صفحات الموقع في شهر اذار ، وكان بعنوان : الاشكال الفلسفي في فكر هابرمس .

الفيلسوف

تقديم

من الثابت القار في دوائر الفكر الالماني في القرن العشرين ، الحقيقة القائلة :

“بعد الحرب العالمية الثانية ، شكل مجموعة من الماركسين الذين قطعوا صلتهم بالماركسية الارثوذوكسية ، تجمعا لهم عرف بأسم ” مدرسة فرانكفورت ” . واضافة الى الاثر الماركسي : كانت هناك اثارا عميقة في مشاريعهم الفكرية ، خصوصا لكل من عالم النفس سيجموند فرويد (1939 – 1856) ونظرياته في التحليل النفسي وعالم الاجتماع ماكس فايبر (1920 – 1864) .. “

تقديم:

يجمع الدارسون الاكاديميون في الغرب ، وبالطبع كاتب السطور واحد منهم ، على ان مدرسة فرانكفورت النقدية ، هي مدرسة ماركسية جديدة ، ونظرية اجتماعية متعددة الاختصاصات . وخصوصا عندما ارتبطت بالمعهد الاجتماعي التابع لجامعة فرانكفورت . وأخالف هنا مجمل الكتابات التي تسارعت وأطلقت عجالة على المدرسة أصطلاح ” مدرسة فلسفية ” ، وعلى منظري المدرسة أصطلاح ” فلاسفة ” . فمدرسة فرانكفورت ليست مدرسة فلسفية ، وأن منظريها ليسوا فلاسفة . ولعل المتعجلون من الكتاب يؤكدون على أنها ” مدرسة ماركسية جديدة ، ونظرية اجتماعية متعددة الاختصاصات “. وهذا حق ليس عليه خلاف . وان الاشكال في بعض الكتابات ، انها تستخدم بعض الحدود والالفاظ جزافا ، دون ضبط لمعانيها ودلالاتها . ولعل من الحدود التي تعرضت الى الانتهاك في هذا المجال ، أصطلاح ” الفلسفة ” و ” الفلاسفة ” . ولهذا نشعر ان مسؤلية التخصص الاكاديمي ، والغيرة الفلسفية يحفزانني على الدفاع عن الفلسفة مهنة واصطلاحا ..

فبعد أكثر من أربعين عاما من دراسة الفلسفة أكاديميا ، وسبر أغوارها في رسالتي للماجستير ، وأطروحتي للدكتوراه ، وأنجاز العشرات من الكتب الفلسفية ، ونشر العديد من الابحاث الفلسفية التي غطت ساحة واسعة من مجالات الفكر الفلسفي . وبالتحديد في الانطولوجيات ، الابستمولوجيات ، وخصوصا المنطقيات ، والاكسيولوجيات ومن ثم في أبستمولوجيات العلوم . أتساءل :

ما رصيد مدرسة فرانكفورت في مجال الانطولوجيات ؟ ومامقدار مساهمتها في تطوير البحث الابستمولوجي ؟ وهل أشتغلت في ميدان المنطقيات ؟ وما موقفها من المنطق ثنائي القيم ؟ وهل تدارست منطق ثلاثي القيم ؟ وما رأيها في المنطق متعدد القيم ؟ وهل عرفت منطق الموديلات ؟ وما مكانة مدرسة فرانكفورت في تاريخ الاكسيولوجيات ؟ وأخيرا : ما مشاريع مدرسة فرانكفورت في مضمار أبستمولوجيات العلوم ؟ هذه هي أسئلة الفلسفة . وعلى هذا الاساس نحدد الفلسفة بأنها :

” نظرية أنطولوجية ، أبستمولوجية ، أكسيولوجية في مفهومها العام “

لم يخط احدا مقالا واحدا حول : الانطولوجيا في كتابات منظري مدرسة فرانكفورت النقدية . كما لم يظهر مقالا واحدا يتدارس : ألابستمولوجيات الفلسفية في نصوص مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية . وكذلك لم ير النور بحثا واحدا عالج : الابستمولوجيات العلمية في أعمال اساتذة مدرسة فرانكفورت النقدية . ولم ينشر أحدا دراسة واحدة عن : مساهمات مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية في مضمار ألاكسيولوجيات … بل على العكس ان واحدا من اشهر منظري مدرسة فرانكفورت ، وهو ثيودور أدورنو يخصص واحدا من اهم مؤلفاته لمخاصمة الابستمولوجيا ، وكان بعنوان ” ضد الابستمولوجيا : دراسات في هوسرل والظاهراتية ” والصادر عام 1983 .

ولكن للانصاف نقول لقد ظهرت مئات الكتب تعالج النظرية الاجتماعية ، والنظرية السياسية ، والحداثة والتنوير والنقد للماركسية الارثوذوكسية والامبريالية وعلم النفس والاعلام ونظريات التخاطب والاقتصاد والاعمال … وأطنان من المقالات الثقافية العامة والاكاديمية التي تعالج مفصلا معينا او جزئية من المشاريع التي انجزها هؤلاء المنظرون المبدعون في النقد الماركسي ونظريات علم الاجتماع والنفس والاعلام .

ألاصول التاريخية لمدرسة فرانكفورت النقدية:

أرتبط اسم مدرسة فرانكفورت بمعهد البحث الاجتماعي ، وكان المؤسس الحقيقي لهذا المعهد ” فيلكس فيل ” ( 1975 – 1898) وهو ماركسي ومن عائلة ثرية ، وقد كتب اطروحته للدكتوراه حول ” المشكلات العملية التي تواجه تحقيق الاشتراكية ” والتي نشرها ” كارل كورش ” . وكان كورش يأمل من نشره هذه الاطروحة ، جمع شمل نزعات ماركسية مختلفة .

وفي العام 1923 مول فيلكس فيل اول اسبوع عمل ثقافي ماركسي ، وقد حضر هذا الاسبوع شخصيات فكرية مرموقة من امثال ” جورج لوكاش ” ( 1971 – 1885) وهو الماركسي الهنغاري ومؤسس ما يسمى ” الماركسية الغربية ” والذي تعهد في هذا الاسبوع على أجراء مراجعة نقدية لكتابه المعنون ” التاريخ والوعي الطبقي ” والذي نشر في العام 1923 . وكان هذا العمل من الموضوعات التي ألهمت نشاط اعضاء مدرسة فرانكفورت .. والذي دلل على استقلالية المدرسة من الحزب الشيوعي . وهذه الاستقلالية كانت شرطا ضروريا ، جعل من العمل النظري للمدرسة عملا حقيقيا.

كما وحضر الاسبوع ” كارل كورش ” (1961 – 1886) وهو ماركسي يساري والذي قدم في هذا الاسبوع دراسة بعنوان ” الماركسية والفلسفة ” ، و”كارل اوغست تفوكل ” (1988 – 1896) وهو الماركسي والعضو النشط في الحزب الشيوعي ، و” فردريك بولك ” ( 1970 – 1894) وهو عالم اجتماع وأخرون .

وعلى اساس نجاح هذا الاسبوع ، فقد ذهب ” فيلكس فيل ” مع صديقه ” فردريك بولك ” الى تأسيس معهد البحث الاجتماعي ، وكان ذلك في العام 1924 . فقد اختار فيلكس فيل بناية للمعهد واستعد بدفع رواتب للعاملين بصورة ثابتة . ومن ثم بدأ بمناقشة وضع المعهد مع وزارة التربية ، واقترح ان يكون مدير المعهد بدرجة استاذ وان يتم اختياره من مؤسسات الدولة . وكان فليكس فيل يتطلع الى منح المعهد هوية اكاديمية وان يكون خاضعا لكل الاعراف والتقاليد الاكاديمية .

كان ” كارل كرونبرك ” ( 1940 – 1861) اول مديرا للمعهد ، وكذلك فأنه المؤسس والناشر لمجلة العمل وتاريخ الاشتراكي . وقد تقاعد في العام 1929 ليترك المعهد بيد “ماكس هوركهايمر” (1973 – 1895) ، وهو عالم اجتماع واشتهر بكتابه ” النظرية النقدية ” . والذي اصبح مديرا للمعهد في العام 1930 والذي عين العديد من منظري المدرسة الافذاذ من امثال” ثيودور ادرنو” (1969 – 1903) عالم الاجتماع والموسيقى و” أرك فروم ” (1980 – 1900) عالم التحليل النفسي ، و “هربرت ماركوز” (1979 – 1898) وهو عالم اجتماع ومنظر سياسي . ومن خارج دائرة المدرسة ، كان ” فالتر بنجامين ” (1940 – 1892) وهو كاتب مقالات وناقد ادبي . ومعهد البحث الاجتماعي يعد اول معهد ماركسي مرتبط بأكبر جامعة المانية .

ونحسب من النافع ان نشير الى ان اوضاع المانيا السياسية الغير مستقرة قد اثرت تأثيرا ملحوظا على مدرسة فرانكفورت النقدية ، وبشكل خاص تنامي النازية وحزبها الاشتراكية الوطنية ، والذي اصبح اكثر تهديدا للمدرسة . فأن مؤسسي المدرسة ، وخصوصا بعد صعود هتلر الى السلطة في العام 1933 ، قرروا نقل معهد البحث الاجتماعي الى بلد اخر . وفعلا فان المعهد غادر الى جنيفا ، ومن ثم الهجرة الى نيويورك في العام 1935 ، ومن ثم التحاق المعهد بجامعة كولومبيا الامريكية . وتحول اسم مجلتها الدورية الى ” دراسات في الفلسفة والعلم الاجتماعي ” .

وشهدت هذه المرحلة نشر اهم اعمال منظري مدرسة فرانكفورت النقدية ، والتي لاقت استقبالا حارا من قبل الاكاديميات الامريكية والانكليزية . وعاد كل من هوركهايمر و أدرنو وبلوك الى المانيا في بداية الخمسينات . في حين فضل هربرت ماركوز ولونثال وكرشهيمر واخرون البقاء في الولايات المتحدة الامريكية . وفي العام 1953 اعيد فتح معهد البحث الاجتماعي رسميا في مدينة فرانكفورت .

ويحسب العديد من الدارسين الى ان اصطلاح ” المدرسة ” يمكن ان يكون مضللا للقارئ ، وذلك لان اعضاء المدرسة لا يشكلون دائما منظومة فكرية موحدة هذا من طرف . ومن طرف اخر فأن بعض الدارسين يحصرون اصطلاح ” مدرسة فرانكفورت ” على كل من هوركهايمر ، ادورنو ، ماركوز ، لونثال وبلوك .

أجيال مدرسة فرانكفووت النقدية:

كون اعضاء مدرسة فرانكفورت النقدية جيلين من المفكرين وعلماء الاجتماع ، وعدد من المنظرين السياسيين وعلماء النفس ونقاد الادب .. وهنا سنركز بحثنا في الحديث عن جيلين من اعضاء المدرسة :

1 – الجيل الاول من مفكري مدرسة فرانكفورت :

مثل الجيل الاول من مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية ، مجموعة من الاساتذة الالمان الذين عملوا في معهد البحث الاجتماعي ، وهم كل من :

ماكس هوركهايمر: ولد في العام 1895 في مدينة شتوتكارت الالمانية ، وكان سليل عائلة يهودية ثرية . وبتأثير العائلة ، ترك دراسته في المدرسة المتوسطة ، وكان عمره بحدود السادسة عشر ، ليعمل في مصنع والده . وفي العام 1916 أجبر على ترك العمل والالتحاق مقاتلا في الحرب العالمية الاولى .

بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى التحق بجامعة ميونخ ، ودرس فيها الفلسفة وعلم النفس . انتقل بعد ذلك الى جامعة فرانكفورت ليدرس تحت اشراف هانس كورنيلوس (1947 – 1863) ، ولعب هذا الاستاذ دورا مهما في مستقبل هوركهايمر .فهانس هو فيلسوف الماني من اتباع الكانطية الجديدة هذا طرف . والطرف الاخر من تأثير هانس على هوركهايمر ، هو ان ثيودور أدورنو كان احد طلابه ، وفي حضرة هانس الاكاديمية قابل هوركهايمر أدورنو الذي سيكون الزميل الدائم له في معهد البحث الاجتماعي لمدرسة فرانكفورت والشريك له في بعض الكتب والنشاطات الثقافية .

كتب هوركهايمر في العام 1925 اطروحته للدكتوراه ، وكان عنوانها ” نقد الحكم عند كانط : التوسط بين الفلسفة العملية والفلسفة النظرية ” ، وكانت تحت اشراف هانز كورنيلوس . وبعد سنة واحدة عين هوركهايمر استاذا مساعدا . وفي عام 1930 تم اختياره مديرا جديدا لمعهد البحث الاجتماعي . وفي السنة ذاتها اصبح رئيسا لقسم الفلسفة الاجتماعية في جامعة فرانكفورت ، ومن ثم اختير رئيس تحرير لمجلة معهد البحث الاجتماعي .

وبعد غلق معهد البحث الاجتماعي ، أنتقل الى سويسرا ، ومن هناك هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية . وبعد سنة ضيفت جامعة كولومبيا معهد البحث الاجتماعي. وفي عام 1940 حصل على الجنسية الامريكية . ومن ثم انتقل الى لوس أنجلس بولاية كليفورنيا ، وهناك تعاون مع ثيودور أدرنو على اصدار كتابهما ” جدل التنوير ” ، واستمر على تحرير مجلة معهد البحث الاجتماعي وتحت اسمها الانكليزي الجديد “دراسات في الفلسفة والعلم الاجتماعي” . في 1949 عاد الى فرانكفورت ، وفي عام 1950 اعاد فتح معهد البحث الاجتماعي .

وشغل هوركهايمر للسنوات 1951 – 1953 رئيسا لجامعة فرانكفورت ، واستمر في الوقت ذاته في التعليم الجامعي حتى تقاعد في منتصف الستينات . ومن ثم زار امريكا مرتين : الاولى عام 1954 والثانية عام 1959 وذلك ليحاضر في جامعة شيكاغو. وظل رمزا ثقافيا متميزا حتى وفاته في نورمبرك في العام 1973 ، ومن ثم دفن في المقبرة اليهودية في برن في سويسرا.

تعاون هوركهايمر مع اعضاء مدرسة فرانكفورت وخصوصا مع هربرت ماركوز ، أريك فروم ، ثيودور أدورنو وفالتير بنجامين . وسنحاول هنا القاء الضوء على ثلاثة كتب ألفها هوركهايمر وسجلت مؤشرا فكريا في تاريخ مدرسة فرانكفورت النقدية :

أولا – خسوف العقل :

هذا الكتاب نشر في العام 1947 ، ويتألف من خمسة أقسام : الوسائل والغايات ، صراع الحلول ، ثورة الطبيعة ، صعود الفرد وسقوطه ، ومفهوم الفلسفة . وقد درس هوركهايمر في هذا الكتاب مفهوم العقل في تاريخ الفلسفة الغربية . ولعل المهم في هذا الكتاب انه حدد العقل بكونه ” ذهنية ” ولذلك رأى ضرورة ان ترعى هذه الذهنية وتربى في بيئة حرة ، يشيع فيها فكر نقدي . وعلى مستوى العقل ، ميز هوركهايمر بين ثلاثة انواع من العقل : العقل الموضوعي ، العقل الذاتي والعقل الأداتي .

وبين هوركهايمر عام 1941 بأن النازية عملت بجد على سياستها ، وقدمتها بأسلوب معقول . ولذلك حذر من امكانية عودتها مرة اخرى . ويعتقد ان امراض المجتمع الحديث سببها سوء فهم العقل . ولذلك افترض : اذا استطاع الناس ان يستخدموا العقل الصادق وان ينتقدوا مجتمعاتهم ، فأنهم سيتمكنون من حل مشكلاتهم .

ثانيا- بين الفلسفة والعلم الاجتماعي :

ظهر هذا الكتاب في مجلد خلال الفترة ما بين 1938 – 1930 ، وبالتحديد خلال الفترة التي انتقل فيها معهد البحث الاجتماعي الى جنيفا ومن ثم التحاقه بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية . وشمل مجموعة مقالات : المادية والاخلاقية ، الموقف الراهن للفلسفة الاخلاقية ومهمات معهد البحث الاجتماعي ، في مشكلة الصدق ، الانانية وحركة الحرية ، تاريخ علم النفس ، المفهوم الجديد للايديولوجيا ، ملاحظات حول الانثروبولوجيا الفلسفية ، ومناقشة العقلانية في الفلسفة المعاصرة .

وشمل الموقف الراهن للفلسفة الاجتماعية ومهمات معهد البحث الاجتماعي ، كلام هوركهايمر عندما أختير مديرا لمدرسة فرانكفورت . ولعل المهم في هذا الجزء ، هو ربطه بين نضال الجماعات الاقتصادية وتحديات الحياة الحقيقية . وقد ضمن هوركهايمر كلامه صورا من الصراع الانساني ، وهي الصور التي كان ملما بها الماما جيدا .

اما الانانية وحركة الحرية وبدايات تاريخ الفلسفة البرجوازية ، فكانا من أطول المقالات . وحمل الاول تقويما لكل من ميكيافيلي ، هوبز وفيكو . في حين ناقش في الثاني سيطرة البرجوازية ، وفي بدايات تاريخ الفلسفة البرجوازية شرح هوركهايمر “ما تعلمه من صعود البرجوازية الى السلطة ، وما بقي من استحقاق للبرجوازية ” .

ان هذا المجلد ينظر الى الفرد على كونه ” المركز المزعج للفلسفة ” . ورأى انه ” لا توجد وصفة جاهزة تحدد العلاقة بين الافراد وبين المجتمع والطبيعة على طول خط التاريخ ” . ولفهم مشكلة الفرد بعمق ، هوركهايمر اشار الى حالتين : الاولى ركزت على ” مونتاني ” الفيلسوف الفرنسي في عصر النهضة . والثانية انتخب هوركهايمر نفسه موضوعا للدراسة .

ثالثا- النظرية النقدية :

ان اعمال منظري مدرسة فرانكفورت لا يمكن فهمها ، دون الوقوف على اهداف النظرية النقدية . وقد لخصها ماكس هوركهايمر في كتابه المعنون ” النظرية النقدية والنظرية التقليدية ” الصادر في العام 1947 . وجاء تحديده للنظرية النقدية بقوله : انها ” الوعي الذاتي ، والنقد الاجتماعي الساعي الى التغيير والتحرر من خلال التنوير” وهي غير مرتبطة بعقيدة او مشدودة الى افتراضات عقيدية .

لقد حاول هوركهايمر من خلال النظرية النقدية ، ان ينشط النقد الثقافي الاجتماعي الجذري ، وناقش مسألة التسلط العسكري ، والمشكلة الاقتصادية التي تشل الحياة الاجتماعية ، والأزمة البيئية ، وفقر ثقافة القطيع …

وحقيقة عارض هوركهايمر بالنظرية النقدية ، النظرية التقليدية التي تنسب الى الوضعية والعلمية والنظريات المبنية على الملاحظات الخالصة . وهي النظريات التي تقوم بأشتقاق تعميمات او ” قوانين ” تتعلق بالاوجه المختلفة للعالم . واعتمادا على عالم الاجتماع ماكس فايبر، يجادل هوركهايمر ويؤكد على ان العلوم الاجتماعية تختلف عن العلوم الطبيعية . فمثلا ان التعميمات او القوانين لا يمكن بنائها بسهولة على ما يسمى بالخبرات . وذلك لان الخبرة الاجتماعية بحد ذاتها تكون قد تشكلت بواسطة الافكار التي هي نتاج عقول الباحثين . كما وان الباحث غير معزول عن ظرفه التاريخي والايديولوجيات السائدة يومذاك . وهكذا فأن النظرية هي نسخة مطابقة للافكار الموجودة في عقل الباحث ، بدلا من ان تكون موجودة في ساحة الخبرة ذاتها .

كما يجادل هوركهايمر من طرف اخر في طبيعة الحقائق التي نحصل عليها عن طريق حواسنا ، فيرى ان هذه الحقائق حاصلة عن طريقين : الاول من خلال الخاصية التاريخية للموضوع المدرك . والثاني من خلال الخاصية التاريخية لعضو الادراك . وفي كلا الحالتين فأن موضوع الادراك وعضو الادراك ليسا طبيعيين ، وانما تشكلا بواسطة النشاط الانساني . كما وان الفرد يلعب دور المستلم والرافض لفعل الادراك .

ويحسب هوركهايمر ان طرق العلوم الاجتماعية لا يمكن ان تكون تقليدا للعلوم الطبيعية . كما ان هناك العديد من الطرق النظرية القادرة على تجاوز الحواجز الايديولوجية التي تقيد نشاط الباحثين من مثل الوضعية ، البراجماتية ، الكانطية الجديدة ، والظاهراتية . ويجادل هوركهايمر ، ويذهب مؤكدا بأن هذه الايديولوجيات فشلت وذلك لان جميعها خضعت الى المعايير الرياضية المنطقية ، التي فصلت الفعالية النظرية من الحياة الواقعية . وكانت الاستجابة لهذا المأزق بمنظار هوركهايمر هو النظرية النقدية . والمشكلة من طرفه هي مشكلة أبستمولوجية ، ولهذا فأن النظرية النقدية لا تنظر الى شخصية المتخصص في العلم فقط ، وانما الى شخصية الانسان العارف عامة . وهذا الرؤية جعلت النظرية النقدية في مكانة ابستمولوجية مخالفة للماركسية الارثوذوكسية .

ثيودور أدورنو : ولد في فرانكفورت ، وكان هو الطفل الوحيد لوالده ” أوسكار الكسندر ويزنكراند ” ، تاجر المشروبات الثري ، وهو سليل عائلة يهودية ، تحولت الى البروتستانية . ولعبت شخصية عمته ” أكاتي ” الموهوبة في الموسيقى ، دورا مؤثرا في توجيه اهتمام الطفل ثيودور نحو الموسيقى وخصوصا العزف على البيانو .

ألتحق ألفتى ثيودور بمدرسة ” كاسير ويهلم ” ومن ثم تخرج منها وعمره سبعة عشر عاما ، وكان من الطلبة الاوائل في دفعته . وكان في اوقات فراغه يأخذ دروسا خصوصية في التأليف الموسيقي على يد ” بيرنهارد سكلس ” ، ويقرأ في أمسيات السبت مع زميله ” سيكفيرد كروكر ” مؤلفات كانط خصوصا نقد العقل الخالص . وفيما بعد ادعى أدورنو بانه استفاد من هذه القراءات اكثر مما حصل عليه من الاساتذة الاكاديميين.

وفي جامعة فرانكفورت ، درس الفلسفة ، علم الموسيقى ، علم النفس وعلم الاجتماع . وتخرج في العام 1924 ، وكانت أطروحته عن الفيلسوف الالماني ” ادموند هوسرل ” (1938 – 1859) . وقبل التخرج ، ألتقى بزميليين له ، وهما ماكس هوركهايمر وفالتر بنجامين واللذان سيتعاون معهما في اكثر من نشاط وخصوصا من خلال مدرسة فرانكفورت النقدية .

وخلال سنوات التلمذة في فرانكفورت ، كتب العديد من المقالات في النقد الموسيقي ، وكان يتطلع ان يكون مؤلفا موسيقيا . ولهذا الغرض عمل اتصالا في العام 1925 باعضاء مدرسة فينا … الا ان خيبة امله في ان يكون مؤلفا موسيقيا ، حملته الى العودة الى مهنته كأستاذ جامعي وباحث أجتماعي . غير انه بقي رئيسا لتحرير مجلة ” أنبورك ” ، وقد لعبت كتاباته الموسيقية أثرا في توجهاته الفلسفية .

وكان للعلاقات التي كونها في مدرسة فينا أثرها في حياته الفكرية فيما بعد . فمثلا كان لمحاضرات ” كارل كروس ” التي يحضرها بصحبة زميليه : ” ألبان بيرك ” و ” جورج لوكاش ” اثرها عليه من الزاوية الموسيقية . كما ان زمالته للوكاش كان لها طعمها الخاص ، فقد نشر لوكاش كتابه ” نظرية الرواية ” التي ألهبت حماس أدورنو ، اضافة الى كتاب لوكاش الاخر الذي نشره قبل عام ، وكان بعنوان ” التاريخ والوعي الطبقي ” والذي قام لوكاش بمراجعته نقديا فيما بعد .

بعد العودة من فينا ، واجه أدورنو صعوبات في اطروحته المهنية ، فقد بين كل من مشرفه كورنيلوس وكذلك مساعده هوركهايمر تحفظاتهم على اطروحته المعنونة : “رسالة فلسفية نفسية شاملة” . مما اضطر الى سحبها ، ومن ثم طلب ثلاث سنوات اضافية وذلك لاكمال متطلبات التخرج . وفعلا سلم مخطوطة اطروحة دكتوراه جديدة ، وكانت بعنوان ” كيركيجارد : البنية الجمالية ” وتحت اشراف استاذ جديد ، وهو الاستاذ ” بول تيليك ” (1965 – 1886) وهو لاهوتي وفيلسلوف مسيحي . وكانت محاضرته الاولى بعنوان : الاهمية الراهنة للفلسفة ” وفيها ناقش مفهوم الكلية وسعى الى صياغة اطار فكري عام ضد هيجل .

وفي العام 1933 سحبت شهادات ادورنو الاكاديمية من قبل النظام النازي حاله حال جميع الاساتذة من اصول غير أرية . وقد كتب مقالا بعنوان ” الموقف الاجتماعي للموسيقى ” والذي يعد أول مساهمة في المجلة التي يشرف عليها هوركهايمر ، وهي مجلة البحث الاجتماعي . وبقي خارج معهد البحث الاجتماعي حتى عام 1938 ، وهي السنة التي اصبح فيها عضوا في المعهد .

ونحسب من المفيد الاشارة الى ان اثناء مكوثه في نهاية العشرينات في برلين ، كون صداقة حميمية مع فالتر بنجامين وارنست بلوك ، واصبح مطلعا عن قرب على اول عمل انجزه بلوك ، وهو ” اليوتبيا .. ” . ومن ثم تعرف في برلين على الكيمياوية ماركريت كربلوس (1993 – 1902) والتي تزوجها في العام 1937 في لندن . والحقيقة ان ادورنو في العام 1934 هرب من بطش النظام النازي ، وهاجر الى بريطانيا ، وكان يأمل في الحصول على عمل اكاديمي في جامعة أكسفورد . ولكنه لم ينجح في الحصول على ذلك . فقرر الكتابة بعمق عن فلسفة هوسرل وذلك للحصول على درجة دكتوراه اخرى (بوست دكتوراه) من كلية مرتون . وكان يقضي العطل الصيفية من كل سنة بصحبة خطيبته في المانيا .

وظل ادورنو على اتصال بزميله هوركهايمر الذي استقر في امريكا ، وتم هذا التواصل عبر المراسلات . واخيرا اثمرت هذه المراسلات بحصول ادورنو على عرض في العمل في امريكا . وبعد زيارته الاولى لنيويورك ، وبالتحديد في العام 1947 قرر الاستقرار فيها ، ومن ثم عمل في معهد البحث الاجتماعي ، الذي ضيفته جامعة كولومبيا . ومن ثم عمل مخرجا موسيقيا في الاذاعة ، وظل حتى عام 1941 .

تحول للعمل مع هوكهايمر ، فقررا الانتقال الى لوس انجلس ، ودرس لمدة سبع سنوات متتالية ، ومن ثم مديرا مشاركا لوحدة البحث في جامعة كليفورنيا . وان عمله التعاوني مع هوركهايمر وجد النور في كتابهما المعنون ” جدل التنوير ” والذي صدر في العام 1947 ، والذي ظهر مع الاعلان عن ضحايا المحرقة النازية .

لقد بين أدورنو وهوركهايمر في جدل التنوير ، الى ان مفهوم العقل تحول عن طريق التنوير ، ليكون قوة لا عقلانية . ولعل الحاصل من ذلك ان فرض العقل سيطرته لا على الطبيعة وحسب ، بل وعلى الانسانية كذلك . وهذا الطريق تمثلته الحركة الفاشية والانظمة الشمولية . ولذلك رفض ادورنو الطريق العقلاني مسارا للتحرير ، ولاذ بدلا عنه الى شواطئ الفنون .

وبعد الحرب عاد ادورنو الى فرانكفورت ، وبتأثير هوركهايمر استرجع لقبه العلمي ، استاذا في جامعة فرانكفورت . وفعلا درس في الفترة الواقعة بين 1950 – 1949 موضوعا مزدوجا في الفلسفة وعلم الاجتماع في معهد البحث الاجتماعي . ومن ثم اخذ نجم ادورنو يسطع من جديد . وفي العامين 1959 – 1958 نشرت بشكل واسع حكمه الموجزة ، وهذا العمل جعل منه رمزا فكريا اصيلا في جمهورية المانيا الغربية . وهذه قائمة بأهم منجزاته هذه الفترة :

- اتجاهات حول الاشتراكية الوطنية 1952

- درس علم الموسيقى ، صيف 1954

- عدد من المناقشات في الراديو

- عدد من المحاضرات في برلين وحول اوربا 1959

- اصدر رسائل فالتر بنجامين وكتاباته

- ناقش النزعة الوضعية في الجمعية الالمانية لعلم الاجتماع في تبنكن 1961

- رئيس علم الاجتماع 1967 – 1963

- ترأس في العام 1964 المؤتمر الاجتماعي الخامس عشر حول ماكس فايبر وعلم الاجتماع

- ترأس في العام 1968 المؤتمر الاجتماعي السادس عشر حول الرأسمالية المتأخرة او المجتمع الصناعي

ومن ثم عمت القلاقل الجامعات الالمانية ، فتعرض الى مضايقات ومن ثم مقاطعات لمحاضراته ، وبسب الوضع السياسي ، فقد نصح بالخروج من المانيا . وفعلا غادر مع زوجته الى سويسرا للزيارة ، رغم نصائح طبيبه بعدم السفر ، واثناء ذلك تعرض لذبحة قلبية ، وفي صباح السادس من ايلول 1969 مات ادورنو .

ترك نقد ماكس فايبر وهيجلية جورج لوكاش للماركسية أثرهما على تفكير ادورنو ، وكذلك ترك هوسرل في ظاهريته مع كيركيجارد في جماليته اثارا واضحة . كما كان لفلسفة التاريخ عند فالتر بنجامين اثارا دالة في خطابه الثقافي . وعمل جنبا الى جنب مع هوركهايمر وهربرت ماركوز . وجادل بأن الرأسمالية المتقدمة تمكنت من احتواء القوى التي تسعى الى انهائها . وهكذا تخطت الراسمالية لحظة موتها ولم تحدث الثورة . وقد اودع افكاره في هذا الموضوع ، في كتابه المعنون ” الجدليات السلبية ” الصادر عام 1966 والذي أكد فيه على ان الفلسفة لازالت ضرورية .

ومن مؤلفاته اضافة الى ما ذكر :

الشخصية السلطوية ، نشرة نيويورك 1942

النظرية الجمالية 1976

واقعية الفلسفة 1977

ضد الابستمولوجيا : دراسات في هوسرل والظاهراتية 1983

كيركيجارد : البنية الجمالية 1984

ملاحظات حول الادب ، المجلد الاول 1991

ملاحظات حول الادب ، المجلد الثاني 1992

النظرية النقدية منذ افلاطون 1992

هيجل : ثلاث دراسات 1993

بيتهوفن : فلسفة الموسيقى 1998

الموديلات النقدية 1998

الميتافيزيقا : مفهوم ومشكلات 2000

نقد العقل الخالص عند كانط 2001

هربرت ماركوز : هو عالم الاجتماع الالماني ، والمنظر السياسي ، وهو واحد من مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية . كذلك يعرف بكونه ” الاب الروحي لليسار الجديد”

ومن اشهر مؤلفاته : ” أيروس والمدنية ” و ” الانسان ذو البعد الواحد ” و ” البعد الجمالي ” …

ولد ماركوز في برلين ، ونشأ في اجواء وتقاليد عائلة يهودية . في عام 1916 أجبر للالتحاق بالجيش الالماني . وقد عمل في حضائر الخيالة (الاهتمام بالخيول) في برلين خلال الحرب العالمية الاولى . ومن ثم أصبح عضوا في ” مجلس الجنود ” الذين أجهضوا انتفاضة ” المنفصلين الاشتراكين ” .

أكمل أطروحته للدكتوراه في جامعة فروبرك في العام 1922 ، وكانت حول ” الرواية الالمانية ” ، وهي رواية ترصد حياة فنان ، يجسد صورة صراع الشباب ضد قيم المجتمع البرجوازي في عصره . ثم قفل عائدا الى برلين ، حيث عمل في الطباعة والنشر . وفي العام 1924 تزوج من ” صوفيا ورذم ” (1951 – 1901) ، وهي عالمة رياضيات .

بعد ذلك عاد الى جامعة فروبرك ، وبالتحديد في العام 1928 للدراسة مع ” أدموند هوسرل ” ، ومن ثم كتب اطروحته المهنية مع ” مارتن هيدجر ” والتي طبعت في العام 1932 بعنوان ” انطولوجيا هيجل والنظرية التاريخية ” . وقد كتب ماركوز هذه الدراسة في ضوء النهضة الهيجلية التي عمت أوربا ، وكان التأكيد فيها على أنطولوجيا هيجل في الحياة والتاريخ ، وعلى النظرية المثالية في الروح والديالكتيك . وعلى الرغم من هذا التأهيل الاكاديمي العالي ، فأنه حرم من التعليم الاكاديمي بسبب صعود الرايغشتاغ الثالث . وفي العام 1933 ألتحق ماركوز بمعهد فرانكفورت للبحث الاجتماعي .

وفي عام 1933 نشرمراجعته الكبيرة الاولى لمخطوطات ماركس الاقتصادية والفلسفية للعام 1844 . وقد صحح ماركوز تفسير الماركسية اعتمادا على المؤلفات التي كتبها ماركس في السنوات المبكرة من حياته . وبهذه المراجعة ساعد ماركوز العالم الى النظر اليه كواحد من افضل المفكرين الواعدين من جيله .

وبينما كان عضوا فاعلا في معهد البحث الاجتماعي ، فأن ماركوز طور انموذجا للنظرية الاجتماعية النقدية . كما طور نظرية المرحلة الجديدة للدولة والرأسمالية الاحتكارية . ومن ثم قدم توصيفا للعلاقة بين الفلسفة والنظرية الاجتماعية والنقد الثقافي . وقدم تحليلا نقديا للفاشية الالمانية . وظل عضوا فاعلا مع اعضاء مدرسة فرانكفورت النقدية .

غادر ماركوز المانيا في العام 1933 ، ومن ثم هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية عام 1934 ، وحصل على الجنسية الامريكية عام 1940 ، ولم يعد الى المانيا ليعيش فيها . ولكنه ظل واحدا من اكبر منظري مدرسة فرانكفورت ، وعاملا نشطا مع ماكس هوركهايمر وثيودور ادورنو (والاخرين) . وفي العام 1940 نشر كتابه المعنون ” العقل والثورة ” ، وكان عملا جدليا درس فيه كل من هيجل وماركس .

وخلال الحرب العالمية الثانية ، عمل ماركوز في الولايات المتحدة ، في مكتب اعلام الحرب ، وبالتحديد عمل في مشروعات الاعلام المضاد للنازية . وفي عام 1943 نقل الى مكتب الخدمات الستراتيجية . وفي عام 1945 حل مكتب الخدمات ، ووظف في وزارة الخارجية الامريكية ، كرئيس قسم اوربا . ومن ثم تقاعد بعد وفاة زوجته الاولى عام 1951 .

وفي العام 1952 عاد الى مهنة التعليم ، وبدأ اولا في جامعة كولومبيا ، وجامعة هارفارد ، وجامعة برانديز للفترة من 1958 الى 1965 . وهناك درس الفلسفة والعلوم السياسية . وأخيرا في جامعة كليفورنيا . وكان زميلا متعاونا مع عالم الاجتماع برنكتون مور ، وزميلا للفيلسوف السياسي روبرت بول ولف . وكذلك كان صديقا لرايت ميلز استاذ علم الاجتماع في جامعة كولومبيا ، وهو واحد من مؤسسي حركة اليسار الجديد .

وظل ماركوز العضو اليساري لمدرسة فرانكفورت ، وعندما يسأل يعرف نفسه ” ماركسي ، اشتراكي وهيجلي ” .

وقدم ماركوز نقدا للمجتمع الرأسمالي ، خصوصا في عام 1955 في منهجه التركيبي الجامع بين ماركس وفرويد ، النقد الذي أودعه في كتابه ” أيروس والمدنية ” . و فعل ذلك في كتابه ” الانسان ذو البعد الواحد ” الصادر عام 1964 ، والذي عكس فيه اهتماماته بحركة الطلاب في الستينات ، ولذلك تحول الى متحدث عن الحركة الطلابية ، واصبح يعرف ” الاب الروحي لليسار الجديد في الولايات المتحدة ” ، ومن ثم اسس صداقة حميمية مع الفيلسوف الفرنسي أندري كورز .

وبعد ان رفضت جامعة برانديز في العام 1965 من تجديد عقده في التعليم فيها ، فأنه تفرغ للتعليم ، والكتابة والقاء المحاضرات حول العالم . وكانت هذه الجهود قد دفعت اهتمام وسائل الاعلام به وبنشاطاته ، مما جعل افكاره تكون اكثر تأثيرا في الساحة الثقافية . كما استمر في تعزيز النظرية الماركسية والاشتراكية التقدمية . ومن ثم نشر أخر اعماله وهو ” البعد الجمالي ” في العام 1979 ، وركز دراسته فيه على دور الفن في عملية التحرر من المجتمع البرجوازي .

وقبل عشرة ايام من عيد ميلاده الحادي والثمانين ، مات ماركوز ، وبالتحديد في 29 تموز 1979 ، أثر جلطة دماغية بسبب تعب السفر الى المانيا ، واثناء زيارته الى معهد ماكس بلانك ، وبدعوة من المنظر يورغن هابرمس .

وسنحاول هنا تقديم عرضا لبعض مؤلفات ماركوز ، وبيان ما حملته من أتجاهات فكرية :

أولا – العقل والثورة : هيجل وبزوغ النظرية الاشتراكية : طبع هذا الكتاب من قبل ماركوز نفسه ، وصدر في العام 1941 . وهو دراسة ديالكتيكية للنظريات الاشتراكية عند هيجل وماركس . والمؤلف قدم توصيفا لفلسفة هيجل واعاد تفسيرها . وكان يهدف الى اثبات ان مفاهيم هيجل الاساسية كانت معادية للنزعات التي قادت الى الفاشية ، نظرية وتطبيقا .

وكان الجزء الاول دراسة مسحية لنظام هيجل الفلسفي ، والذي شيده على فلسفته السياسية وفلسفته التاريخية . اما الجزء الثاني فهو متابعة لاثار النظرية الاشتراكية من البدايات . والذي شمل اتجاهين : النظرية الديالكتكية للمجتمع من جهة ، والتي مرت من خلال كيركيجارد ، فيورباخ ومن ثم الى ماركس . والوضعية وبواكير علم الاجتماع من جهة اخرى ، والتي عمل على تطويرها كل من سانت سيمون ، كومت ، ستاهل ، ومن ثم فون ستين . والنتيجة انه بين اثر فلسفة هيجل الاجتماعية على النظريات الاشتراكية في الستينات .

ثانيا – أيروس والمدنية : وهو واحد من اهم الاعمال التي كتبها ماركوز ، وهذا الكتاب صدر في العام 1955 . وهو بنية فكرية تركيبية جمعت بين اطروحات ماركس ورؤية فرويد . وعنوان الكتاب يوحي بنوع من المقاربة مع عنوان كتاب فرويد المعنون ” المدنية وعدم الرضا ” . ويرى ماركوز انه في الامكان اقامة مجتمع خال من القمع (الاضطهاد) وذلك بالاستناد الى ماركس وفرويد معا . ومثل هذا المجتمع يشمل قيم الحركات الاجتماعية الثقافية المعارضة فترة الستينات .

وناقش ماركوز المعنى الاجتماعي للبايولوجي – التاريخي ، والذي لا يمكن النظر اليه على انه صراع طبقي ، وانما نضال ضد قمع الغرائز . ويجادل بان الرأسمالية منعتنا من الوصول الى ” المجتمع الغير مقموع (الا مضطهد) والمؤسس اصلا على اختلاف خبرة الوجود ، وعلى اختلاف العلاقة بين الانسان والطبيعة ، وعلى اختلاف العلاقات الوجودية ” .

والكتاب ينهض على افتراض وهو ان القمع او الاضطهاد ظاهرة تاريخية ( وتاريخ الانسان هو تاريخ الاضطهاد ) وماركوز يشمل في حديثه عن الاضطهاد ، الاضطهاد البايولوجي ، ولكنه يعتقد بان الاضطهاد البايولوجي ليس مشكلة بحد ذاته . ولكن مشاكلنا تنبع من القمع الزائد ، والمتولد من نوع من الاعراف التاريخية السائدة في مرحلتنا الراهنة . والنتيجة هي ولادة فلسفة جامعة بين فرويد و ماركس .

اريك فروم : وهو عالم سوسيو – سيكولوجي ، ومحلل نفساني ، واشتراكي ديمقراطي .

ولد في 23 من اذار 1900 في مدينة فرانكفورت ، وهو الطفل الوحيد لعائلته اليهودية الارثوذوكسية .

بدأ دراساته الاكاديمية في جامعة فرانكفورت، وبالتحديد في العام 1918 وأكمل فصلين دراسين في فلسفة القانون . وخلال الفصل الدراسي الصيفي في العام 1919 درس في جامعة هيدلبيرك ، تحول من فلسفة القانون الى دراسة علم الاجتماع . وقد اشرف عليه مجموعة من اساتذة هيدليبرك المشهورين من امثال الفريد فايبر (1958 – 1868) ، وهو اخ عالم الاجتماع المشهور ماكس فايبر . والفيلسوف الوجودي والطبيب النفساني كارل ياسبرز (1969 – 1883) ، وهنريك ريكرك (1936 – 1863) وهو من ألمع الكانطين الجدد يومذاك .

وحصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من هيدليبرك في العام 1922 . وفي العشرينات حصل على تدريب ليكون محللا نفسانيا ومن خلال المصح النفسي في هيدليبرك والتابع للطبيبة النفسية فريدا رشمان (1957 – 1889) والتي تزوجها أريك فروم فيما بعد ، وهي تكبره اكثر من عقد من السنين . ومن ثم فتح عيادته النفسية الخاصة ، وكان ذلك في العام 1926 . وفي العام 1930 التحق بمعهد البحث الاجتماعي ، ومن ثم أكمل تدريبه في التحليل النفسي .

وبعد ان استولت النازية على مقدرات الامور في المانيا ، وبدأت بملاحقة اليهود ، انتقل فروم الى جنيفا ، وفي العام 1934 تحول من هناك الى جامعة كولومبيا في نيويورك . وقد افتتنت به كرين هورني (1952 – 1885) لفترة طويلة ، وهورني هي عالمة التحليل النفسي الالمانية ، والطبيبة النفسية التي تخرجت من النرويج . وكان فروم موضوعا لكتابها المعنون ” تحليل الذات ” . والحقيقة ان فروم ترك اثارا على فكر هورني . كما ان اثر هورني كان حاضرا في فكر فروم .

ساعد فروم بعد تركه جامعة كولومبيا ، في تأسيس فرع لمدرسة واشنطن للطب النفسي في مدينة نيويورك وبالتحديد في العام 1943 . ويعد فروم المؤسس المشارك لمعهد وليم النسون للطب النفسي ، والتحليل النفسي وعلم النفس . وكان عضوا في كلية بننكتون للفترة من 1941 الى 1950 .

وعندما انتقل الى مدينة مكسيكو في العام 1950 ، اصبح استاذا في جامعة مكسيكو ، ومن ثم اسس قسم التحليل النفسي في المدرسة الطبية هناك . وظل يدرس هناك حتى وصوله سن التقاعد في العام 1965 . وخلال هذه الفترة درس كأستاذ لعلم النفس في جامعة ميشجان من 1957 الى 1961 ، وكذلك استاذا محاضرا في علم النفس في قسم الدراسات العليا للفنون والعلوم في جامعة نيويورك في العام 1962 . وفي العام 1974 انتقل الى مارلوتو – سويسرا ، ومات في بيته سنة 1980 قبل خمسة ايام من عيد ميلاده الثمانين .

وسنحاول التركيز على اتجاهات تفكير فروم ومن خلال كتاباته :

أولا – النظرية النفسية : نشر فروم اول عمل رائد له في العام 1941 ، وكان بعنوان ” الهروب من الحرية ” في نشرته الامريكية . و ” الخوف من الحرية ” في نشرته البريطانية . وحقا ان ” الهروب من الحرية ” ينظر اليه كواحد من الاعمال البالغة الاهمية ، وذلك لان فروم اسس فيه ما يسمى بعلم النفس السياسي . وكان عمله الثاني المهم بعنوان ” الانسان من اجل ذاته ” وهو بحث في علم النفس الاخلاقي ، والذي طبع لاول مرة في العام 1947 ، وهو استمرار واثراء لافكاره التي حملها كتابه ” الهروب من الحرية ” .

والواقع ان هذين الكتابين شكلا معا خلاصة لنظرية فروم في نظرية الشخصية الانسانية ، والتي هي نمو طبيعي لنظريته في الطبيعة البشرية . كما ان من اشهر مؤلفات فروم ، كتابه المعنون ” فن الحب ” والذي يعد من اكثر المبيعات والتي ظهرت طبعته الاولى سنة 1956 . وفيه اكمل صياغة المبادئ النظرية للطبيعة البشرية والتي كانت اصولها منبوتة في كتابيه ” الهروب من الحرية ” و” الانسان من اجل ذاته ” . وهذه المبادئ سيكون لها حضورا في معظم كتبه .

ثانيا – تفسير التلمود : كتب فروم عددا من المؤلفات عالج فيها موضوعة الدين . مثل كتابه المعنون ” التحليل النفسي والدين ” الصادر عام 1950 و كتابه الموسوم ” اللغة المنسية : مدخل لفهم الاحلام … ” الذي نشره سنة 1951 ، و مؤلفه المعنون ” التحليلية النفسية والبوذية ” والذي طبع في العام 1960 .

حقيقة ان من اهم اعماله هو محاولته تفسير التلمود . فروم بدأ هذا العمل منذ كان شابا وقد درس هذا الموضوع تحت مجموعة من رجال الدين اليهودي من امثال الحاخام ج . هوردتز ، ومن ثم عمق دراسته تحت اشراف الحاخام سلمان بروخ رابنكو ، وكان ذلك اثناء عمله في اطروحته للدكتوراه في جامعة هيدليبرك .

وكذلك درس التلمود تحت اشراف نهمي نوبل ولودفيك كروسو وخلال دراسته في فرانكفورت . وهذا الاهتمام كان متوارثا في العائلة ، فمثلا كان جده وجد والده حاخامان ، وكذلك عم والدته من المشهورين في دراسة التلمود . الا ان فروم تخلى عن يهوديته الارثوذوكسية في العام 1926 واصبح علمانيا يسعى وفق منهج علماني الى تفسير المثل الدينية .

ثالثا – فلسفة فروم الانسانية : كتب فروم اضافة الى معرفته بالتلمود ، كتابين : الاول ” عقيدة المسيح ومقالات اخرى في الدين … ” والصادر في العام 1963 . والثاني ” قلب الانسان وعبقريته في الخير والشر ” والذي نشره سنة 1964 .

ولعل من الاعمال الاساسية لفلسفته الانسانية ، هو تفسيره للقصة الانجيلية ” ادم وحواء ونفيهم من جنة عدن ” . رأى ان الانسان قادر على التمييز بين الخير و الشر ، وهو يعتبر الشر فضيلة ، في حين ان دارسي الانجيل ينظرون الى ادم وحواء على انهما خاطئين لانهما عصيا الله واكلا من شجرة المعرفة .

تخلى فروم من التفسير الديني التقليدي ، وأعلى من الفضائل الانسانية التي تقود الى فعل مستقل ، وتكأ على العقل في انشاء القيم الاخلاقية ، بدلا من الاعتقاد بالقيم الاخلاقية التسلطية . كما ان فروم اعتقد ان الحرية هي مظهر من مظاهر الطبيعة الانسانية ، وليس امام المرء الا اختيارين : اما ان يعتنقها او يهرب منها . ولاحظ ان اعتناق حرية الارادة هو مظهر من مظاهر الصحة النفسية . بينما الهروب من الحرية يكون من خلال اليات الهروب وهي الاساس المولد للصراعات النفسية .

وتحدث فروم عن ثلاثة انواع من اليات الهروب . وقد لخصها بالكلمات الاتية : التطابق ، التسلطية ، والتدمير . والتطابق يحدث عندما يغير شخص ما ذاته المثالية ويحولها الى شكل من اشكال الشخصية الاجتماعية . وهنا تحدث خسارة الذات الحقيقية . وفي التطابق يتم احلال الواجب مكان الاختيار ، واحلال المجتمع محل الذات .

اما التسلطية فهي ان يسمح شخص ما لنفسه بالسيطرة على شخص اخر . وبهذا الفعل يتم تعطيل حرية الشخص الاخر تماما واخضاعه لارادة انسان اخر. واخيرا الية التدمير وهي اي محاولة تسعى الى تجريد الاخرين او العالم من الحرية تماما . ويعلق فروم على الية التدمير قائلا : ” التدمير للعالم هو اخر محاولة يائسة لانقاذ الذات من العالم الذي دمرته الذات ” .

رابعا – نقد فرويد : كتب فروم اربعة كتاب ركز فيها على فرويد ومدرسته في التحليل النفسي . وهما ” مهمة سيغموند فرويد : تحليل شخصيته واثاره ” والذي صدر في العام 1959 . و ” ما وراء الوهم : معارضة لفرويد وماركس ” الذي طبع سنة 1962 . و” ازمة التحليل النفسي ” والذي نشر في العام 1970 . ومن ثم كتابه المعنون ” عظمة فكر فرويد وحدوده ” الذي نشر في العام 1979 .

لقد دقق فروم في حياة واعمال فرويد ، ووجد ان هناك تناقضا بين النظرية الفرويدية الاولى والنظرية الفرويدية المتأخرة . وبالتحديد في كتابات ماقبل الحرب العالمية الاولى. ففرويد اسس الدوافع الانسانية كنوع من الشد بين الرغبة والكابح ، ولكن بعد الحرب ونتيجة لها ، فأنه وضع الدوافع في اطار الصراع بين الحياة البايولوجية وغريزة الموت .

ولهذا وجه فروم نقدا لفرويد واتباعه الذين لم يعترفوا بالتناقض بين النظريتين . وانتقد كذلك الثنائية في الفكر الفرويدي ، والتي تتمثل في الاوصاف التي وصف فيها الوعي الانساني على كونه صراع بين قطبين . ويرى فروم ان هذا الوصف ضيق ومحدود . كما شجب فروم الثقافة الماسوجينية ، وهي الثقافة المعادية للمرأة ، والتي تتخفى خلف التحليل النفسي الفرويدي . ورغم هذا النقد ، فأن فروم يحترم بتقديرعال فرويد ويعلي من انجازاته .

2– الجيل الثاني من مفكري مدرسة فرانكفورت :

اما الجيل الثاني من مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية ، فكان معظمهم من تلامذة الجيل الاول . ولعل من اشهرهم يورغن هابرمس . وقد كتبنا مقالا سابقا عن يورغن هابرمس . وسنشير الى اثنين من الجيل الثاني ، وهما ألبرشت فالمر و ألفرد سشمدت .

يورغن هابرمس : منذ الستينات من القرن العشرين ، قاد ” يورغن هابرمس ” النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت ، وخصوصا في عمله المتميز في مضمار ” العقل التواصلي ” و”المجال اللغوي” ، وهو المضمار الذي يطلق عليه هابرمس ” الخطاب الفلسفي للحداثة ” (محمد جلوب الفرحان : الاشكال الفلسفي في فكر هابرمس ، منشور على صفحات الموقع في اذار) . ونلحظ اليوم ان بعض من المنظرين النقدين من امثال ” نيكولاس كوميريدز” يعارضون هابرمس ، ويرون ان هابرمس قد قوض التطلعات الناشدة الى انجاز التغيير الاجتماعي . وان هذ التغيير هو الاساس الذي سبب بروز مشروعات متنوعة للنظرية النقدية مثل ما المقصود بالعقل ، وتحليل وتوسيع ” شروط الامكانية ” للتحرر الاجتماعي ، ونقد الرأسمالية الحديثة .

ألبرشت فالمر: ولد في 9 تموز 1933 ، ولا زال حيا . وتتداول الكتابات اسمه على انه مفكر الماني ، واستاذ في جامعة فريه . درس الرياضيات والفيزياء في جامعتي برلين وكيل ، ومن ثم درس الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة هيدليبرك وفرانكفورت . وعمل مساعدا ليورغن هابرمس في جامعة فرانكفورت من 1966 الى 1970 .

حصل على الاستاذية من جامعة كونستانز ، وهي مدرسة جديدة للبحث الاجتماعي ، ومن ثم استاذا في جامعة فريه في برلين . وكان استاذا زائرا في جامعة هارفارد ، والمدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي ، وفي جامعة أمستردام .

وفي العام 2006 حصل على جائزة ثيودور ادورنو ، وهي جائزة عالية التقدير تمنح للانجازات في حقول الفلسفة ، والمسرح ، والموسيقى والسينما . ضمت اعماله كتبا وابحاثا غطت مجالات مثل علم الجمال ، النظرية النقدية ، الاخلاق ، الحداثة ، وما بعد الحداثة . كما وكتب عن مجموعة من المفكرين من امثال أدورنو ، هابرمس وفيتجنشتاين .

واهم كتب ألبرشت فالمر :

النظرية النقدية للمجتمع 1971

الاخلاق والحوار 1986

مثابرة الحداثة 1991

الثورة والتفسير 1998

ألفرد سشمدت : ولد في 19 مايس 1931 في برلين ، درس أولا التاريخ واللغة الانكليزية . ومن ثم فقه اللغة الكلاسيكية في جامعة غوته في فرانكفورت . بعد ذلك درس الفلسفة وعلم الاجتماع . وكان احد طلاب ثيودور ادورنو وماكس هوركهايمر ، وترقى علميا بعمله عن مفهوم الطبيعة في كتابات كارل ماركس . وشغل درجة استاذ الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة فرانكفورت للفترة من 1972 وحتى تقاعده في العام 1999 .

ومن الموضوعات الاساسية التي اشتغل عليها في ابحاثه : النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت ، فلسفة الدين ، وفلسفة شوبنهاور .. وقد حصل على جوائز تقدير من جمعية شوبنهاور .

تعقيب ختامي :

ضمت مدرسة فرانكفورت النقدية ، عددا من الماركسين الساخطين على الاعتقاد الماركسي الشائع يومذاك . ولذلك كانوا يحسبون ان بعضا من اتباع ماركس تحولوا الى ابواق دعائية ، تردد منظومة محددة من افكار ماركس ( نشيدا مدرسيا ) يدافع عن الاحزاب الشيوعية الارثوذوكسية .

كما ان نشر مخطوطات ماركس في الثلاثينات من القرن العشرين ، وبالتحديد المخطوطات الاقتصادية والفلسفية ، والايديولوجيا الالمانية (مخطوطات 1844) قد كشفت بصورة واضحة عن استمرارية فكر ماركس مع الهيجلية . مما عمق الخلاف بين منظري مدرسة فرانكفورت النقدية والفكر الماركسي الرسمي المدعوم من قبل ماكنة اعلام الاحزاب الشيوعية .

ولعل ما يميز منظري مدرسة فرانكفورت ، هو انهم كتبوا نصوصهم الفكرية الداعية الى التجديد في الاطروحة والمنهج الماركسيين ، بعد اختبار النظرية الماركسية التقليدية والتطورات الجديدة في المجتمعات الرأسمالية وتجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي. مما كان الحاصل هو اكتشافهم ان النظرية الماركسية التقليدية ، نظرية غير كافية لتفسير هذه التطورات الحاصلة في المجتمعات الرأسمالية في القرن العشرين . ولهذا تميز خطابهم بكونه خطاب نقدي لكل من الرأسمالية والاشتراكية السوفتية . كما وان القارئ يشعر وهو يقرأ كتاباتهم ، بأنهم يدعون الى طريق بديل في التطور الاشتراكي .

ان الثغرات التي اكتشفت في الماركسية التقليدية ، حملت منظري مدرسة فرانكفورت الى التفتيش عن امكانية فكرية تعين في ملأ هذه الثغرات . وفعلا بدأوا التفكير خارج دائرة التقكير الماركسي التقليدي . فوجدوا ان هذه الامكانية الفكرية متوافرة في ساحات مدارس فكرية أخرى . ولهذا يلاحظ القارئ بيسر الى ان منظري مدرسة فرانكفورت قد اخذوا اشياء من علم الاجتماع الا وضعي (المعارض للوضعية) ، وتبنوا اشياء من مدرسة التحليل النفسي ، وشاركوا الفلسفة الوجودية في اشياء اخرى .. وظل باب الافادة من مدارس فكرية اخرى مفتوحا امام مفكري مدرسة فرانكفورت .

ولعل السمة التي تجمعهم ، هي انهم يتحدثون عن اطار عقلي مشترك ، كما انهم يتداولون مجموعة واحدة من الافتراضات ، وانهم مشغولون بالبحث عن اجابات على اسئلة متشابهة .

لقد تعلم المنظرون الرئسيون لمدرسة فرانكفورت من امكانية صياغة منظومات فكرية خاصة لهم ، وهي في حقيقة الامر تجميع فكري مستبطن لفلسفة كانط ، هيجل ، ماركس ،ونهج فرويد ، ماكس فايبر وجورج لوكاش .. ونحسب انه من المفيد ان نذكر في هذا المضمار الى ان تأكيد منظري المدرسة على حد ” النقدي ” في نظريتهم ، لهو دليل على انهم تغلبوا على الحدود الضيقة لكل من الوضعية ، المادية والجبرية . وقد ساعدهم في ذلك ، هو العودة الى فلسفة كانط ، كما وفي العودة الى خلفاء كانط ، خصوصا فلاسفة المدرسة المثالية الالمانية ، وبشكل محدد فلسفة هيجل ، مع التأكيد على ان الديالكتيك والتناقض هما السمتان الملازمتان للحقيقة .

http://drmfarhan.wordpress.com/2010/04/01/73/

hano.jimi
2011-12-31, 12:09
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

ضوع: عرض حول :الأسس النقدية لمدرسة فرانكفورت من إنجاز الطالب الباحث محمد الجلالي 1/1/2011, 1:56 pm

تقديم

إن مساءلة الفكر النقدي انطلاقا من استحضار مختلف تطوراته النظرية في فضاء التفكير الفلسفي يكشف عن وجود تلوينات مختلفة لمناهج النقد الفلسفي من خلال تبلوره في تيارات واتجاهات فلسفية مختلفة بل ومتضاربة أحيانا، كما هو الشأن بالنسبة لمدرسة فرانكفورت النقدية التي تشكل انعطافة مهمة في مسيرة الفكر الأوروبي الحديث، بحيث كان لهذه المدرسة الآثار الكبير والفاعل في صياغة نظرية نقدية تتعامل مع: السوسيولوجيا، الفلسفة ، والسياسة والثقافة كأبعاد متداخلة ومتشابكة في عملية تكون ودراسة النظريات الاجتماعية والآفاق المعرفية والحضارية التي رافقت التطورات والتحولات التي شهدها المجتمع الأوروبي في ميادين الاقتصاد والسياسة ، وبروز النظام الرأسمالي كعامل حاسم ترك آثاره على الأدبيات الفلسفية والاجتماعية ـ
فأين تأسست مدرسة فرانكفورت؟ ومتى كان هذا التأسيس؟ وما هي الخلفية الفكرية لهذه المدرسة وما هي أسسها الجوهرية؟











I-نشأة مدرسة فرانكفورت
لقد حصلت مدرسة فرانكفورت على طابعها المؤسسي عبر تأسيس معهد الأبحاث الاجتماعية في عشرينات القرن الماضي، وقد وضعت الحلقة الدراسية الأولى للعمل الماركسي لبنات التفكير في أسباب أزمة الفكر الماركسي وإخفاق ثورة 1918 في ألمانيا، وقد جمعت الحلقة الدراسية ثلة من الباحثين من أبرزهم رجل الأعمال فليكس فايل والاقتصادي فريدريك بلوك والمفكر االماركسي جورج لوكاتش... الا أن المشروع لم يتكلل بالنجاح، غير أنه يعتبر بمثابة الانطلاقة التي دفعت بعض المشاركين في الحلقات في التفكير جديا في تأسيس معهد الأبحاث الاجتماعية.
وقد تأسس معهد الأبحاث الاجتماعية رسميا في 3 فبراير 1923 في جامعة غوته بمدينة فرانكفورت بألمانيا ، وقد توخا المعهد في البداية احتضان الأبحاث النظرية الاشتراكية التي أقفلت الجامعة الألمانية الأبواب في وجهها، وكان المعهد يظم جملة من المثقفين اللذين لم يتبنوا أطروحات الاشتراكية، ورفضوا الانضمام الى الحزب الشيوعي الألماني بعد فشل ثورة 1918 يحدوهم العزم لبلورة فحص عميق لأسس النظرية النقدية .
كان المعهد في البداية يتولى الإشراف عليه أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة فيينا كارل غرونبر، وفي العام 1931 تم تنصيب هوركهيمر رئيسا للمعهد وتعيين تيودور أدورنو أستاذا مساعدا له، وبتعاون هوركهايمر وأدورنو أخذ اسم النظرية النقدية في اللمعان بحيث لم يعد الاهتمام منصب فقط على نقد الاقتصاد السياسي كأداة تحليل للمجتمع الرأسمالي كما كانت ترى الماركسية. اعتمدت مقاربة تركيبية تقوم على ربط الفلسفة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية .
وبعد سيطرة النازية في ألمانيا وصعود هتلر إلى الحكم سنة 1933 اضطر هوركهايمر وزملاءه للهرب إلى سويسرا وفرنسا وبريطانيا ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الوقت الذي صدرت فيه الأوامر بإغلاق المعهد ومصادرة مكتبته القيمة أسس هوركهايمر وزملاءه فروعا أخرى للمعهد في كل من باريس ولندن ثم في جامعة كولومبيا، غير أن الوضع السياسي في أمريكا جعلهم يتجنبون استخدام المفاهيم الراديكالية بسبب فقدانهم الثقة في الطبقة العاملة في أوروبا وأمريكا ، وكذلك بالماركسيين اللذين أصبحوا تقليديين. وفي المنفى تطورت النظرية النقدية إلى فلسفة التاريخ والمجتمع مثل ما كان ذلك في عصر التنوير ، وفي هذه الفترة قدم الرواد الأوائل أهم أعمالهم حيث أصدر هوركهايمر عدد من الكتب المهمة من أهمها " السلطة والعائلة" ، و" كسوف العقل".
وفي سنة 1950 بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط النازية عاد بعض الرواد الى فرانكفورت وعلى رأسهم هوركهايمر من أجل إكمال العمل الذي بدؤوه قبل الهروب من ألمانيا لتنطلق بعد العودة من المنفى المرحلة الثانية في تاريخ المدرسة والتي يعتبر أهم ممثليها يورغن هابرماس'1929....' والذي اعتبر الوريث الشرعي لتركة مدرسة فرانكفورت.

II-الأسس الجوهرية لفكر مدرسة فرانكفورت:
لا يمكن فهم النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت إلا بالرجوع إلى الأسس الجوهرية لفكر هذه المدرسة، لكن ما يميز هذه المدرسة عن باقي المدارس الفلسفية والسوسيولوجية الأخرى هو عدم اقتصارها على المرجعية الفلسفية أو السوسيولوجية فقط، فقد تشربت هذه المدرسة من ينابيع جميع العلوم الانسانية ، من الفلسفة " كانط و هيغل..." ومن علم الاجتماع " كارل ماركس وماكس فيبر وهربرت ميد وأغوست كونت..." وعلم النفس " فرويد ، جان بياجي..." والعلوم اللغوية " أوستين ..." لكن نظرا لشساعة الموضوع لن نتكلم الا عن الأسس الفلسفية والسوسيولوجية.
1- الأسس الفلسفية.
يبدو أن مدرسة فرانكفورت أو ما يعرف بالنظرية النقدية اتخذت من النقد أساسا لها، والنقد هو تقليد ألماني قديم وقد تبدى جليا خاصة مع كانط ومن بعده هيغل وأتباع هيغل من بعده"الهيغليين الشباب" ليصل هذا التقليد إلى مدرسة فرانكفورت ، بحيث تكونت النظرية النقدية انطلاقا من نقد مفكرين ونصوص فلسفية أخرى لأنه بدون استلهام للماضي ومحاورة الحاضر ليمكن اتخاذ أية مسافة نقدية كيفما كانت دلالتها ومقاصدها .
ويرجع العديد من المهتمين بالنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت أن النقد الكانطي يعتبر مرجعا أساسيا اعتمد عليه أصحاب النظرية النقدية وخاصة في كتبه الرئيسية الثلاثة : نقد العقل الخالص(1781) ونقد العقل العملي(1788)وكتاب نقد ملكة الحكم(1790).
وقد حاول بعض مفكري النظرية النقدية نحت منحى توفيقيا بين الفلسفة الكانطية والمادية الجدلية(لاسيما في بعديهما المتعالي كما يقول ماركيوز) . وانطلاقا من القيمة التي أسستها الكانطية في التاريخ الحديث للفلسفة الكلاسيكية الألمانية يسعى فلاسفة فرانكفورت الى تقديم النظرية التي يجتهدون في بنائها وتوضيحها كوريث شرعي للعقلانية الكلاسيكية من كانط .
واذا كان هناك اختلاف بين الباحثين حول ما اذا كانت فلسفة تمثل احدى الخلفيات الفلسفية لمدرسة فرانكفورت، اذ هناك اجماع على أن فلسفة هيغل تمثل مرجعية أساسية لفكر مدرسة فرانكفورت وقد تبين ذلك بوضوح في كتابات هربرت ماركيوز وخاصة في كتابه "العقل والثورة".
فإذا كان كانط قد أقام فلسفته النقدية لتمييز المعرفة العلمية الصحيحة عن المعرفة الميتافزيقية التي تؤدي الى وقوع العقل في التناقض، فان هيغل قد جعل من التناقض جوهرا لفلسفته ومنهجه الجدلي .
وقد قام هيغل من خلال منطقه الجدلي، بإدخال العقل في الوعي وفي الطبيعة ثم تجلى في التاريخ، و أصبح هو جوهر التاريخ ومحركه، بل أصبحث العملية المعرفية نفسها تنمو في مراحل متعددة ، وقد قام هيغل أيضا بمهاجمة المعرفة العقلية الخالصة التي فصلت الفكر عن الوجود، كما هاجم هيغل الفلسفة التجريبية الخالصة التي أغفلت السمات العقلية للواقع .
ويعتبر هيغل حسب منظري مدرسة فرانكفورت رائد الفلسفة الاجتماعية لأنه خلص الفلسفة من القيود الشخصية المفردة ، حين ألقى بالوعي في تجربة جماعية وكونية يخوضها الروح منذ اللحظة الأولى التي انفصل فيها عن الطبيعة، وتظهر هذه التجربة في الدين والفن والسياسة وتجد في الفلسفة تعبيراتها المفهومية.
وقد انقسمت المدرسة الهيغيلية بعد وفاته الى جناح يميني وجناح يساري ، وقد تمسك الجناح اليميني بالاتجاه المحافظ في مذهب هيغل ووسعه، أما الجناح اليساري فقد طور الاتجاهات النقدية عند هيغل بادئا هذا التطوير بتفسير تاريخي للدين ، وقد دخلت هذه الجماعة الأخيرة في نزاع اجتماعي وسياسي متزايد الحدة مع عهد عودة الملكية، وانتهى أمرها اما الى الاشتراكية والفوضوية الكاملة واما الى الليبيراليىة التي تحمل طابع البرجوازية المصغرة .
وقد تعارضت معايير هيغل النقدية وجدبه بوجه خاص، مع الواقع الاجتماعي السائد، ولهذا السبب كان من الممكن أن يسمي مذهبه بحق" فلسفة سلبية" وهو الاسم الذي أطلقه خصومه المعاصرون لها، وقد ظهرت في العقد التالي لموت هيغل فلسفة ايجابية أو وضعية ترمي الى ازالة تأثير اتجاهاته الهدامة وأخذت هذه الفلسفة على عاتقها أن تخضع العقل الى سلطة الواقع، وأن الصراع الذي حدث بعد ذلك بين الفلسفة السلبية والايجابية أو الوضعية، ليقدم مفاتيح متعددة تساعد على فهم نشأة النظرية الاجتماعية الحديثة في أروبا .
2- الأسس السوسيولوجية :
أ- التأثير الماركسي: من المعروف أن منظري مدرسة فرانكفورت تأثروا بالماركسية حتى اعتبر البعض أن هذه المدرسة ليست إلا فرعا من فروع الماركسية ، لكن أصحاب النظرية النقدية وان تبنوا الماركسية كمبدأ أو كمنهج فإنهم لم يلتزموا بها كليا ولم يتشبثوا بمقولاتها المتمركزة حول نقد النظام الاقتصادي والرأسمالي وحول الايدولوجيا بصفة عامة، بل تركزت ماركسيتهم على نقد الاغتراب والأسباب الكامنة وراءه في المجتمعات الصناعية القائمة على الكليانية والمعقولية التقنية والبيروقراطية التي ادعت التقدمية وتباهت بالهيمنة على الطبيعة وعلى الإنسان في العالم الشيوعي والرأسمالي، ولم يكن المصدر الأساسي لهذا النقد هو النظرية النقدية برمتها ولا الارتباط بالطبقة العاملة بقدر ما كان التأثر بماركس الشاب خاصة في كتاباته الأولى وتحديدا في مخطوطات 1844، فقد وجدوا في أرائه تأكيدا لاغتراب الكانسان وعرفوا أن نقدهم لها لا ينبغي أن يقتصر على الإصلاح الاقتصادي والسياسي وعلى " وثنيتها السلعية"-حسب المفكر الماركسي جورج لوكاتش- وعقلانيتها المزعومة التي تقف حجر عثرة أمام كل حياة إنسانية أصيلة.
وهذا ما حاول القيام به كل من أدورنو وهوركهايمر في كتابهما المشترك " جدل العقل"، وقد انطلق هابرماس(أحد رواد الجيل الثاني) من فكرة أن الماركسية فكر يحتوي على قدرة نقدية هائلة لكل ما هو عام وشامل، وقد طرح نفس في نفس الوقت مشروع إعادة " توجيه الماركسية" ، واذا كان ماركس قد قلب الجدل الهيغيلي على رأسه وجعله يسير على قدميه كما يقال فان هابرماس هو أيضا قد قلب الماركسية من على رأسها لتسير على قدميها وذلك استنادا على عقلانية ماكس فيبر.لكن رغم المكانة التي تحضى بها الماركسية في مدرسة فرانكفورت فانها لم تسلم من النقد خاصة في شقها التقليدي والستاليني الدوغمائي اذ اعتبر رواد المدرسة أن الماركسية لم تعد تواكب التغيرات التي تحدث في العالم الرأسمالي ، وأن الرهان على الطبقة العاملة في القيام بالثورات أصبح شبه مستحيل في مجتمع استطاع احتواء هذه الشريحة الواسعة ، ليراهنوا على فئات أخرى من قبيل الطلاب والأقليات العرقية كطليعة استراتيجية للتغيير، وهذا ما تبين جليا ف ي أحداث 1968في فرنسا وفي أمريكا حين رفض الطلاب الأمريكيين الحرب على الفيتنام.
ب- التأثير الفيبيري: تعتبر كتابات ماكس فيبر حول العقلانية من إحدى المرجعيات الأساسية لمدرسة فرانكفورت، و قد ظهرت بوضوح في كتابات ماركيوز وخاصة كتابه الانسان ذو البعد الواحد ، وخاصة في حديثه عن منطق الهيمنة وهو المفهوم الأساسي الذي أضحى مبدأ جوهريا مميزا لمدرسة فرانكفورت في أوج ازدهارها ويعني أن السيطرة على الطبيعة من خلال العلم والتكنولوجيا تنشئ عنه بالضرورة شكلا جديدا من التسلط على الإنسان
ويمكن أن ندرج وجهين رئيسيين للتشابه بين مدرسة فرا نكفورت وكتابات ماكس فيبر:
-الوجه الأول: هو أن العقلانية التقنية أو الترشيد قد تم تصورهما كقوى مجردة تشكل مجتمعا يقع خارج نطاق التحكم البشري، حيث أن المنطق الداخلي للنظام الذي خلقه العلم والادارة العقلانية يقوم بهذا العمل على نحو ما من وراء ظهر الأفراد أو الجماعات الاجتماعية المعينة وأنه يقوم بهذا أيا العمل أيا كان الشكل الظاهري للمجتمع، أي بصرف انظر عما اذا كان المجتمع رأسماليا أو اشتراكيا شموليا أو ديمقراطيا، وبهذا المعنى يتم إحلال مفهوم " المجتمع الصناعي" محل " المجتمع الرأسمالي" .
وقد برهن ماركيوز على مقولات فيبر بقوله: (...ليس تطبيق التكنولوجيا فحسب، بل التكنولوجيا نفسها ، هي التي تمثل تسلطا على الطبيعة والإنسان بطريقة منهجية علمية ومحسوبة وماكرة ، وأن الأهداف والمصالح المحددة لهذا التسلط لا يتم دسها على التكنولوجيا فيما بعد ومن الخارج، وإنما هذا يدخل في تصميم بناء الجهاز التقني) .
- أما الوجه الثاني : يمكن العثور على وجه التشابه في النزعة التشاؤمية الكئيبة التي تنشأ من تفسيرهما للمجتمع الصناعي الحديث، فإذا كان فيبر ليبرالي يائس- على حد تعبير توم بوتومور- فان مفكري مدرسة فرانكفورت وخاصة( هربرت ماركيوز ) يمكن وصفهم بأنهم " رديكاليون يائسون "- حسب بوتومور- اذ ينظر ماكس فيبر ومعه رواد مدرسة فرانكفورت الى أن التوسع الأكثر أو الأقل قسوة للترشيد والعقلنة يعني أن المجتمع سيصبح عرضة للتسلط من جانب علاقات اجتماعية ذرائعية محضة، وسيصبح " قفصا حديديا" ودولة " للتحجر الآلي" تختنق فيه الإبداعية الفردية والقيم الشخصية .
إن تشاؤمية ماركيوز وهوركهايمر فيما يخص مصير الفرد هي من نفس تشاؤمية فيبر، فالعقلانية التقنية، أي العقل الذرائعي هو الذي يسود الحياة الاجتماعية وان بقيت قوى قليلة تعارضها، وهذا ما يخلص إليه ماركيوز في كتابه : "الإنسان ذو البعد الواحد".
وإذا كان الرواد الأوائل لمدرسة فرانكفورت قد اعتمدوا على كتابات ماكس فيبر وكارل ماكس....فان هابرماس كأحد رواد الجيل الثاني من المدرسة لم يكتفي بكتابات ماكس وماركس بل انفتح على كتابات سوسيولوجيين اخرين من قبيل هربرت ميد وايمل دوركهايم ، حيث يؤكد هابرماس أن مفهوم التواصل بوصفه نظرية علمية قد بدأ مع السوسيولوجي هربرت ميد في نظريته المرتبطة بالتفاعل الرمزي، اذ دافع –هابرماس- عن فكرة أن التواصل هو المبدأ المؤسس للمجتمع، أما فيما يخص دوركايم فيتجلى فكره بوضوح في كتابات هابرماس حول كيفية دمج الفرد في مجتمع طغت فيه القيم الفردانية، ويظهر ذلك في حديث هابرماس عن الفضاء العمومي وكيفية تحقيق الديمقراطية، ففي كتابه "نظرية الفعل التواصلي" يخصص فصلا مطولا للحديث عن دوركايم وميد، يقول هابرماس(...ان تحول البراديغم الذي انتقل من الفعل الغائي الى الفعل التواصلي بدأ مع ميد ودوركايم، فماكس فيبر واميل دوركايم وهربرت ميد ينتمون الى جيل المؤسسين للسوسيولوجيا الحديثة) .
III-مشروع النظرية النقدية ومنطلقاتها الفكرية:
1-نقد النزعة الوضعية الحديث والتجريبية.
وجه الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت انتقاداته الحادة إلى النزعة العلمية المفرطة وأنساقها التي تحولت إلى إيديولوجيات تستند إلى يقين معرفي ومعتقدات ايمانية فكلها في نظرهم قد غدت أنظمة معرفية مغلقة تعتمد أشكالا تنظيمية جد مقننة للحياة الاجتماعية، من خلال إسقاط اليات فهم الظواهر الطبيعية على الظواهر الاجتماعية بمعنى أنها أصبحت ايديولوجيات شمولية تنظم علاقات الانسان بالانسان والانسان بالأشياء، مما حدا برواد مدرسة فرانكفورت إلى رصد تحول العقلانية كايديولوجية ، ومحاولة الكشف عن مكامن التسلط فيها ومحاربة نزعتها الوثوقية .
واعتمادا على ارث النظرية النقدية واستكمالا لمشروعها واستنادا الى التطورات الاقتصادية التي عرفها المجتمع الغربي الحديث، وجه هابرماس انتقاداته أيضا لكل من النزعتين " الوضعية والتجريبية " انطلاقا من كون المهمة الفلسفية تقتضي ذلك من أجل كشف الوهم الإيديولوجي الكامن من وراء النزعتين معا، لأنهما يمثلان وجهين لعملة واحدة .
إن المعرفة العلمية التي سخرت لفهم الطبيعة والتحكم فيها تم استخدامها أيضا للتحكم في الإنسان، بمعنى أن منطق النظم الذي تصوره الإنسان للسيطرة على الطبيعة، ثم نقله بالكامل للتحكم في الأفراد والجماعة، وهذا ما يبادر إلى أذهاننا عند فحص مختلف التنظيمات القانونية والإدارية، وأشكال الترشيد والضبط والتقنين والعقلنة لمختلف جوانب الحياة في العالم المعاصر، فكل هذه الاليات تعمل وفق نظمها ومنطقها الداخلي وتكرارها إنتاج مجتمع طبقا لمقاسات ومواصفات معينة، لكن مدرسة فرانكفورت ترفض أي تناظر أو تماثل تجريبي قد يعقد بين الظواهر الطبيعة والاجتماعية، يمكن صياغته في قواعد وقوانين محددة، على اعتبار أن السلوك الإنساني لا يمت بأي صلة للقواعد التي تتحكم في ظواهر الطبيعة.
الأمر الذي جعل رواد مدرسة فرانكفورت يقفون في مواجهة معارضة للنزعة الوضعية التجريبية والتقنو علموية* الجامحة في حدود عواقبهما، ولعل ما يميز هذا النقد العنيف هو محاولة الكشف عن العقلانية بوصفها " اليات للتسلط والهيمنة"، التي طورت العقل التقني تحت ستار العلم ومن أجل العلم وبدعوى الحياد والموضوعية العلمية .
ويمكن أن نجمل النقد العنيف الذي قام به رواد فرانكفورت في العناصر التالية:
- لا تحفل النزعة الوضعية الحديثة الا بالتجربة الخالصة والمحضة، ووحده التجريب الذي تقوم به العلوم الحقة يستحق لقب " المعرفة " وما عداه يلقى به في قمامة التاريخ.
- تنظر النزعة الوضعية للحاضر كحدث تم انجازه، وتتنصل كليا من تغييره.
- تعلن السوسيولوجيا التجريبية( أن كل ما يمكن ملاحظته لا يعدوا أن يكون في نظرها أشياء، ومحض أشياء) .
2- نقد المجتمع الاستهلاكي
لقد كان الاستهلاك في الماضي هو وسيلة لغاية ما، وهي تحقيق سعادة الإنسان، أما اليوم فقد أصبح الاستهلاك غاية في حد ذاته، فالإنسان اليوم مفتون بإمكانية شراء المزيد من الأشياء الجديدة والأفضل اذ أصبح فعل الشراء والاستهلاك هدفا لا عقلانيا لأنه غاية في ذاته، فشراء أخر موديلات " السيارات، الملابس،الآلات..." هو هدف كل إنسان، وتكون اللذة الحقيقية لاستخدام هذه الأشياء ثانوية بالنسبة للحصول عليها عليها.
لقد حقق المجتمع الصناعي الصناعي وفرة في الانتاج ومن أجل تصريف هذه الوفرة يجب أن توازيها وفرة في الاستهلاك، وبالتالي ومن أجل ترسيخ قيم الاستهلاك تعمل الشركات الكبرى من خلال آليات الإشهار على توحييد الأذواق، فوفرة الإنتاج والاستهلاك- حسب رواد مدرسة فرانكفورت- تخدر المجتمع وتجعله يكتسب مناعة ضد أي تغيير نوعي، فالفرد في هذا المجتمع يعتقد أن له قيمة وأنه حر بمجرد أنه يستطيع أن يختار بين أنواع المنتجات الصناعية لتلبية حاجاته( انه حر في اختيار أسياده ) حسب ماركيوز .
تدفع الرغبة في الاستهلاك الإنسان إلى تكوين رغبة مطلقة منفصلة تماما عن حاجاته الحقيقية، فالمجتمع الصناعي يعتقد أنه حر في وقت فراغه غير أن وقت الفراغ أصبح هو الأخر خاضع للمنظومة الرأسمالية، فالإنسان اليوم يستهلك وقت فراغه في مشاهدة المباريات الرياضية والأفلام السينمائية...بطريقة لا تختلف عن استهلاكه للسلع، فالإنسان يستمتع بمشاهدة ما هو مفروض عليه أن يراه وأن يسمعه.
حاول رواد النظرية النقدية -بعد ما شاهدوه من انحطاط للقيم الفردية داخل المجتمع المتقدم ومن انسحاب لحق الفرد في الاختلاف في النظام الشمولي أولا وفي النظام الرأسمالي- إعمال العقل لإعادة الاعتبار للفرد ولتنشيط الفكر النقدي (وانطلاقا من ذلك عملوا على إعادة قراءة النص الفرويدي على ضوء تحولات المجتمع الصناعي متسائلين عن دلالات الرغبة والتصعيد اللاشعوري وموقع الجنس في آليات الإغراء الحديثة و علاقتها بالعملية الإنتاجية، وعن المعاني الجديدة التي يتخذها الحب) .
3-نقد الايديولوجيا:
لقد دأب المنظرون الأوائل منذ ظهور المجتمع البرجوازي إلى الإشارة للايديولوجيا على أنه " الوعي الزائف" وقد خلص أدورنو الى أن ظهور مفهوم الايدولوجيا مرتبط بالمجتمع البرجوازي وليس بالمجتمع الصناعي، وتعتبر صناعة الثقافة التي ترجع جذورها إلى القرن الثامن عشر المولدة للايديولوجيا، وهي غير منفصلة عن تاريخ المجتمع البرجوازي .
ويعتبر علم الاجتماع المعاصر الايديولوجيا كقاعدة " لسوسيولوجيا المعرفة " أي كوصف للتكون الثقافي ولتمثلات الشرائح الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى العلاقة بينهما وبين الوضع الاجتماعي، فعلم اجتماع المعرفة ينظر الى معنى الحياة الانسانية من منظور الثقافة أو القيم السائدة فيه.
وعلى العموم يرى أدورنوا أن علم الاجتماع يجب أن يهتم بالايديولوجيا عن طريق أبحاثه في التواصل ، ووضعه الى جنب المنتجين والمستهلكين لصناعة الثقافة الموضوعة بهدف انتاج معارف محدودة وعقل محدود، غير أن علم الاجتماع اذا أراد أن يصبح ناقدا للايديولوجيا يجب عليه أن يحلل وسائط الاتصال العامة ويدرس" سيناريوهاتها" التي تعرف بثقافة الجماهير، والتي تصب بعناية بالغة في تبرير ما هو موجود والسيطرة المحكمة على الذوق والنقد على حد سواء .
وعلى العموم تعلن تلك الايديولوجيا أنه ليس هناك ما هو أحسن مما هو كائن ( وهذه الثقافة دعائية ليس إلا، وما تنفك تتحول رويدا رويدا إلى إرهاب، عندما تعمل على إقرار الوضع القائم كأمر لا مناص أو بديل عنه) .
خلاصة
يبدو أن نشأة النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت لم تكن وليدة الصدفة بل جاءت نتيجة ظروف العصر والمشاكل التي يتخبط فيها ، وبالتالي ومن أجل صياغة نظرية تساير متطلبات العصر لم يتم الرجوع إلى فكر فيلسوف أو عالم اجتماع واحد، ولم يساير رواد النظرية النقدية التقاليد التي كانت موجودة في تلك المرحلة بالاعتماد على منهج واحد أو إتباع طريق مفكر واحد، بل قام الرواد الأوائل بالمزاوجة بين الكثير من العلوم الاجتماعية، والانطلاق من مفكرين مختلفين وفي بعض الأحيان متعارضين في أطروحاتهم مثل الجمع بين فكر ماكس وماركس، الأمر الذي أكسب مدرسة فرانكفورت قيمة علمية مكنتها من تسيد الفكر الفلسفي المعاصر من خلال مختلف الإشكالات التي تثيرها.




لائحة المراجع
محمد نور الدين أفاية : الحداثة والتواصل في الفلسفة المعاصرة، نموذج هابرماس، إفريقيا الشرق ، الطبعة الثانية المغرب1998.
-محمد الخوني، التنوير والنقد، منزلة كانط في فرانكفورت ، دار الحوار للنشر والتوزيع الطبعة الأولى، سوريا 2006.
- محمد الأشهب : الفلسفة والسياسة عند هابرماس، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء ، المغرب 2006.
- حسن مصدق : يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب ، الطبعة الأولى سنة 2005.
-حسن حنفي وآخرون : فلسفة النقد ونقد الفلسفة في الفكر العربي والغربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت بدون تاريخ.

- هربرت ماركيوز :الانسان ذو البعد الواحد ، ترجمة د ،جورج طرابيشي، ا
لطبعة الثالثة دار الآداب بيروت1988
-هربرت ماركيوز : العقل والثورة هيغل ونشأة النظرية الاجتماعية ،ترجمة د فؤاد زكريا، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1970.
- علاء طاهر ، مدرسة فرنكفورت من هوركهايمر الى هابرماس ، منشورات الانماء القومي،بيروت الطبعة الأولى بدون تاريخ.
-توم بوتومور: مدرسة فرانكفورت ، ترجمة سعد هجرس ،دار أويا طرابلس،ليبيا ،1998.
المراجع باللغة الفرنسية:

-Paul larant Assoun; l école de francfort; 2 édition : paris 1990 .
-Haberrnas ;j : connaissance et l interet ;tr : jean- renée ladrrniral ; Gallirrnard ;1976



الفهــــــــرس

تقديــــــــــم................................... .................................................. ..........................1
I-نشأة مدرسة فرانكفورت......................................... .................................................. .................2
II –الأسس الجوهرية لفكر مدرسة فرانكفورت......................................... ........................3
1- الأسس الفلسفية.......................................... .................................................. ..........3
2-الأسس السوسيولوجية...................................... .................................................. ......5
III – مشروع النظرية النقدية النقدية ومنطلقاتها الفكرية........................................... ............8
1-نقد النزعة الوضعية والتجريبية الحديثة........................................... ............................8 2-نقد المجتمع الاستهلاكي........................................ .................................................. 9
3-نقد الايديولوجيا...................................... .................................................. ..........10
خلاصة............................................. .................................................. .....11
لائحة المراجع........................................... ....................................11

http://social.subject-line.com/t2673-topic

hano.jimi
2011-12-31, 12:13
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

مدرسة فرنكفورت
dracola في الخميس يناير 28, 2010 8:26 am

بحث من اعداد الطالب: هميل حسين
حاسي بحبح
ولاية الجلفة


خطة البحث

المبحث الأول : مدرسة فرنكفــورت
( تأسسها – مراحل تطورها - روادها و إسهاماتهم )
مط1: تأسســــها
مط2: مراحل تطورها
مط3: روادهــــا

المبحث الثاني : الجذور الفكرية و الإيديولوجية للمدرسة
مط1: النظرية النقدية والعودة للفكر المثالي
مط2: النظرية النقدية واختلافها مع النظرية الماركسية
مط3: خلاف مع الوضعية
الخاتمة


مقدمة :
ثمة تساؤل مهم يطرح دوما عن دور ووظيفة الفلسفة في المجتمع والحلول التي تقدمها حول أزمة الإنسان المعاصر وهمومه وتطلعاه المستقبلية , فالفلسفة هي قبل كل شيء وسيلة للمعرفة نقدية , تهدف إلى انتقاد الإنسان وانتشاله من هوة الجهل الخرافة والقدر الأعمى وتعريفه بنفسه ونقدها بهدف إيقاظ الوعي الإنساني فيها , والحقيقة كان النقد ولا يزال من أهم الأدوات المعرفية التي يمكن أن تقوم بها الفلسفة , ليس نقد الأفكار فحسب بل ممارستها في الواقع الاجتماعي وهذا ما قامت به , كذلك النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت باعتبارها أول تيار فلسفي إجماعي نقدي معاصر وجه نقده للأفكار التي دعا إليها عصر التنوير في محاولة لوضع نظرية نقدية للمجتمع تربط بين التفكير والممارسة ربطها جدليا , فقد أصبحت هذه الممارسة لأغلب النظريات والاتجاهات النقدية لما بعد الحادثة وخاصة في الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس و الانثروبولوجيا وحتى في الأدب والفن والموسيقى , فما هي مصادر أفكار هذه المدرسة ؟ وكيف تطورت ؟ وما هي علاقة روادها مع الفلسفة الهيغلية والماركسية والوضعية من جهة , وحركة الشباب والطلاب التي تفجرت في منتصف الستينات من القرن العشرين من جهة أخرى ؟ وما هي المشاكل التي واجهت مسيرة هذا المدرسة.


المبحث الأول : مدرسة فرنكفورت ( تأسسها – مراحل تطورها - روادها - إسهاماتهم )
المطلب الاول : تأسسها
تأسست مدرسة فرانكفورت في عشرينيات القرن العشرين تحديدا سنة 1923 حينما أنشىء معهد فرانكفورت للبحوث الاجتماعية بصفة مركزا للبحث الاشتراكي والذي كان مقررا تسميته معهد الأبحاث الماركسية لكن استبعد هذا الاسم لأسباب سياسية وإيديولوجية كي لا تتحجج الحكومة الألمانية حينها .
وارتبط المعهد في تعامله مع العديد من المفكرين الذين كانت لهم صلة بالأحزاب الشيوعية والعمالية , أو ممن يحملون توجهات ماركسية ومع انتشار النازية التي صارت تشكل خطرا على المحياة السياسية والثقافية في ألافيا ( مع صعود الحزب النازي إلى الحكم سنة 1933) وجد المعهد نفسه مضطرا لمغادرة ألمانيا فانتقل بعض أعضائه إلى باريس ثم إلى سويسرا ومنها إلى و.م.أ , حيث أعادوا تشكيل المعهد و أصدروا مجلة له ولعل وجودهم في أمريكا هو الذي يسمح لهم بمعايشة التناقض في واقع البناء الرأسمالي الغربي الأمريكي .
وهذا ما دفعهم إلى إعادة النظر في الماركسية كنظرية غير قادرة على فهم أبعاد الواقع المتغير , وبعد الحرب العالمية الثانية عادت معظم أعضائها إلى ألمانيا وتابعو نشاطهم ضمن جامعة فرانكفورت وفي أواخر لا الخمسينيات والستينيات جذب المعهد إلى صفوفه مجموعة من الباحثين البارزين الذين يمثل كل واحد منهم وجهة نظر متميزة كما أن لهم اهتمامات دقيقة ومتباينة ( اقتصاد – فلسفة – قانون – علم النفس – أدب – موسيقى ...) إلى أن تلاشى هذا المعهد أو انحل مع بداية السبعينيات.





ـــــــــــ
(1)علي غربي , علم الاجتماع الثنائيات النظرية : التقليدية والمحدثة , مخبر علم اجتماع الاتصال للبحث, جامعة منشوري , قسنطينة , الجزائر
المطلب الثانـي : مراحــل تطورهـا

المرحلة الأولـى :
ترأسها في هذه الفترة " كارل غرسبورغ" حيث اشترك في تأسسها وكان مقتنعا بوجود تحولات حتمية في النظام الرأسمالي إلى الاشتراكي وأكد في تحليلاته على التفسير المادي, اتسمت طبيعة إدارة المعهد بطابع دكتاتوري كما رفض قبوا التغيرات السيكولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي , وقد اهتمت المدرسة بالدراسات البحثية الميدانية وركزت على مناقشة قضايا المادية التاريخي للماركسة والاقتصاد السياسي ومشكلات الأحزاب السياسية وتطور علم الاجتماع منهجا وموضوعا وقد التزمت المدرسة بموضوعين :
أولا الالتزام بالخط الماركسي
ثانيا محاولة إثراء الكتابات الماركسية عن طريق الاستفادة من إجراء البحوث الأمبرقية والميدانية لدعم عمليات تحويل المجتمعات الأوروبية إلى النظام الاشتراكي
المرحلة الثانية :
ترأس المدرسة في هذه الفترة ماكس هوركهايمر وسعى إلى تغير منهجية المدرسة وفلسفة تحليلها للواقع والبعد عن مثالية هيغل والتطرف الماركسي التي أكدت أن كل من النفس الاجتماعية والقانون والفن ما هي إلا انعكاس للواقع المادي الاقتصادي , ومن ثم أكدت النظرية النقدية على ضرورة الاعتراف بالدور المستقبلي للثقافة في صياغة التفاعل الاجتماعي وقد كان اهتمام المدرسة في هذه الفترة مركز على ثلاث مجالات رئيسية :

1/ دراسة البناء لاقتصادي للمجتمع
2/ تحليل النمو أو التطور النفسي للفرد
3/ دراسة الظواهر الثقافية




ــــــــــــ
(2) عبد الله محمد عبد الرحمان , النظرية في علم الاحتماع , النظرية الكلاسيكية , دار المعرفة , الجامعية ,مصر 2003,ص:433-434
المرحلة الثالثة : 1935 – 1949
تميزت هذه المرحلة بنشاط الرواد في الولايات المتحدة الأمريكية (المنفى ) وقد جاءت أفكار المدرسة لتعكس بعدين أساسيين هما :
الأول : دراسة وتحليل الظروف الداخلية في ألمانيا خلال الفترة النازية << عن طريق تبني منظور علم الاجتماع والسعي إلى اكتشاف الخرافات الاجتماعية , وقد تم إلغاء البحث الاجتماعي لان علم الاجتماع قادر على كشف النوى الحقيقة في المجتمع الألماني >>.
الثاني : وهو طبيعة تباين المصالح وعلاقة جماعة المصلحة والضغط ودورها في صنع القرارات الداخلية والخارجية , وفي هذه الفترة لقي الكثير من منشئي هذه المدرسة مصرعهم والبعض منهم هاجر الى و.م.أ و أوربا , إلا أن بعض رواد هذه المدرسة ظل يواجهون أفكارهم حسب الفكر الإيديولوجي النازي أمثال " هابنز فيفر – ولتر – إيبس " وقد ركز البعض الأخر على دراسة الفلكلور باعتباره موضوع آمن من الناحية السياسية والاجتماعية لكن الجيل الثاني من المدرسة هم من اهتموا فعليا بتطور النظرية النقدية , من أمثال " آدورنوا – ماركيوز- هوركهايم " فقد اهتموا بدراسة الواقع الرأسمالي عن قرب مستخدمين في ذلك الشواهد الواقعية والملاحظة بالمشاركة , وتناولوا قضايا ومشكلات المجتمع الأمريكي بصورة نقدية وتحليلية ومع نهاية هذه المرحلة تغيرت اتجاهات معظم رواد هذه المدرسة فعمل " ماركيوز" بالمخابرات الأمريكية ثم أستاذ بجامعة هارفرد وجامعة برانديس اليهودية , وتحول *** إلى دراسة التحليل النفسي في نيويورك إلا أن هوركهايمر عاد إلى ألمانيا سنة 1949 ليواصل عملية التحليل الواقعي لمشكلات المجتمع الحديث .
المرحلة الرابعة : 1950 – 1950
وقد مثلت هذه المرحلة عودة عدد كبير من رواد هذه المدرسة الى المانيا بعد انتهاء فترة وخاصة "أدورنو – هوركهايمر " وتركزت تحليلات المدرسة على بعدين هما:
الأول : مناقشة التفاعلات والاحداث الواقعية , وخاصة ظهور مجتمع الوفرة وحياة الرفاهية التي عاشتها المجتمعات الرأسمالية , وظهور النزعة التسلطية والبيروقراطية في المجتمع السوفياتي خلال فترة " ستالين "

ـــــــــــــــ
(3) عبد الله محمد عبد الرحمان , المرجع السابق , ص:435
(4) عبد الله محمد عبد الرحمان , المرجع السابق , ص:435-436
الثاني : الاهتمام بعلم الاجتماع في حد ذاته سواء في المانيا او الدول الاوروبية و الو.م.أ ومحاولة اعادة صياغته وتأسيسه على اسس علمية وموضوعية جديدة الا ان هذه المدرسة واجهت عدة صعوبات منها عدم تناول القضايا التي نتجت عن فترة الحكم النازي واستمرار كراهية السلطة لعلم الاجتماع.


المطلب الثالث : روادهــا وإسهامـاتهـم
• ماكس هوركهايمر :
حياته: ولد في مدينة تشوتفارت الألمانية في عام 1895 من عائلة ثرية وأبوه كان صناعيا مشهورا في المجتمع المالي والاقتصادي الألماني , وقد تخصص في دراسة علم النفس بمساعدة عالم النفس الألماني " أد غليب" Adhe Gleb ثم غاير اختصاصه إلى الفلسفة تحت إشراف الأستاذ كورنيليوس الذي اشرف عليه في تحضير شهادة الدكتوراه التي كان موضوعها فلسفة "ايمانويل كانط" وقد انظم إلى المدرسة النقدية في عام 1930 , وكان من ابرز منظريها ومن مؤلفاته:
1/ النظرية التقليدية والنظرية النقدية . صدر في عام 1931
2/ الدولة المستبدة . نشر في عام 1942
3/ ديالكتيك العقل ( بالاشتراك مع ثيودور أدرنو)
4/ اضمحلال العقل . مقال : الهجوم الاخير على الميتافيزيقا
5/ أقول العقل . نشر في عام 1974
6/ جدل التنوير 1972 – فلسفة ايمانويل كانط
منهج البحث :
منهج البحث عند "ماكس هوركهايمر" قائم على التحليل النقدي للواقع القائم والنظرية التقليدية في التحليل الاجتماعي , وقد برز ذلك بشكل أكثر وضوحا في كتابه " النظرية التقليدية والنظرية النقدية 1931" فقد انتقد في هذا الكتاب التفكير التقليدي غير القائم على التحليل النقدي متأثرا في ذلك بالأفكار النقدية في الفلسفة الألمانية ومنهج كارل ماركس وفي نقده للرأسمالية .


هوركهايمر والنظرية النقدية :
تتلخص عنده النظرية النقدية في اختراق عالم الأشياء بحيث يمكن بعد ذلك الكشف عن العلاقات الكامنة خلقها من الأشخاص أعضاء المجتمع فهي إذن لا تأخذ ما هو ظاهر من أنظمة وعلاقات , وإنما تسعى إلى اكتشاف الخلفية الكامنة وأداتها في ذلك نقد المظهر الخارجي , فمثلا المظهر الخارجي للنظام الاجتماعي الرأسمالي يبدو انه يمنح فرصا عادلة للتبادل والربح فمهمة النظرية النقدية هنا هي أن تكشف عن قاع هذا النظام الذي ينطوي على ضرب من اللامساواة , فالفلسفة النقدية في رأي هوركهايمر لها وظيفة اجتماعية هامة في نقد النظم والأوضاع الاجتماعية القائمة .
كما تسعى النظرية النقدية في أن تسهم في تحقيق نوع من إعادة بناء المجتمع بحيث يصبح أكثر إشباعا خاليا من كل أنواع الاستغلال في العلاقات بين الناس وقد أقام هوركهايمر تفرقة بين النموذجين للنظرية هي :
- النظرية التقليدية والنظرية النقدية باعتبارهما يمثلان أسلوبان لاكتساب المعرفة.
النموذج الأول: ( النظرية التقليدية ) هو الذي ارتبط بالمناهج الوضعية ومحاولة سلوكه سلك العلوم الطبيعية وهدفه إخضاع ظواهر العالم لسيطرة الإنسان عن طريق أدوات تكنولوجية ومهارات بيروقراطية.
النموذج الثاني : ( النظرية النقدية ) هو عكس الأول وهو يجعل من الإنسان موضوعا والنظر إليه بصفته صانعا لظروفه التاريخية وأسلوب حياته , كما تسعى إلى المادة صياغة مهمة البحث الاجتماعي وما يرتبط بها من ادوار يقوم بها عالم الاجتماع تجاه الواقع الاجتماعي الذي يدرسه , وهذا راجع إلى أن هناك مشكلات منهجية وموضوعية ترتبت عن التصور الذي ساد في المجتمع البرجوازي القائم على أن البحث قضية منفصلة عن ذات الباحث وهو تصور وضعي يفصل بين الباحث وموضوع بحثه ويرى هوركهايمر انه يجب استبدال هذه الفكرة , حيث لابد أن يندمج الباحث في موضوع بحثه لان الاندماج هو الذي يمنكه من النفاذ إلى لب الظاهرة فيكتسب البحث طابعا نقديا وإنسانيا .




تيودور أدرنو Theodor.w.Adorno
ومن مؤلفاته : 1/ جدل العقل ( بالاشتراك مع هوركهايمر )
2/ الجدل السلبي . صدر عام 1967
3/ النظريات الجمالية
4/ جدل التنوير . صدر عام 1972 ( بالاشتراك مع هوركهايمر )

أفكــــاره:
1/ نقد الفلسفـــة :
الفكرة الأساسية التي انطلق منها في تحليله الإجماعي النقدي هي سبب إخفاق الثورات الاشتراكية بعد نجاحها في روسيا بان وجه نقدا للتجارب الفاشلة في تطبيق الاشتراكي , وكذلك انتقد الفلسفة بسبب فقدانها للطابع الثوري من مضمونها , فالفلسفة في رأيه هي فكر فوقي لا يتعامل مع حقائق الواقع المتأزم الذي يعيشه العالم , فهي فكر يبلور مفاهم ونظرية فكرية مثالية لا تمد للواقع بصلة ففكره قائم على نقد الفلسفة التي لم تعالج مشاكل المجتمع الحقيقية التي تتسم بالتناقض بين ذات الفرد وهويته التي يعمل المجتمع الرأسمالي على إذايتها في المؤسسات القائمة من مثل الدولة والسلطة السياسية والدستور والهيئات الإدارية والتنظيم البيروقراطي فإذن منهجه يبدأ من الفلسفة كنسق مثالي وينتهي بالواقع المتأزم المحيط بالفرد , فمفهومه للفلسفة يكمن في أنها ذلك الفكر الذي يتجنب الحديث عن المثالية ويقيم نموذجا جديدا للتحليل المادي للواقع وظواهره العامة والتي من بينها الكلمات , أي دراسة النصوص والنتاج الثقافي ككل.
2/ نقد الرأسماليـــة :
لقد أنجد تيودور أدرنو من الرأسمالية نموذجا سياسيا واجتماعيا في فترة ما بين عامي 1930-1950 كعينة للبحث والتحليل النقدي الإجماعي بالإظافة إلى دراسة للمجتمع في مرحلته الصناعية المتقدمة وذلك من خلال التحليل والدراسة لهذا النوع من المجتمع كالتكنولوجيا ففي كتابه " النظرية الجمالية " حلل ظواهر الإجماعية في المجتمع الصناعي المتقد كالفن مثلا الذي يعتبره فنا ممزقا في مجتمع ممزق , فصناعة الثقافة وإنتاجها الزائف في مثل هذا المجتمع باتت تشكل خطرا كبيرا على مضمون الإنتاج الفني , بسبب أنها تؤدي إلى الانحلال والذوبان داخل العملية الطاغية للاستهلاك مما أدى إلى غياب الفن , بمعنى قيامه بوظيفته الحقيقية في النقد والتحليل والتنوير .
3/ هربرت ماركيوز Herbert Marcuse
ومن مؤلفاته :
1/ العقل والثورة : هيجل وصعود النظرية الإجماعية
2/ الإنسان ذو البعد الواحد : صدر عام1960
3/ الماركسية السوفياتية
4/ نحو التحرير فيما وراء الإنسان ذو البعد الواحد صدر عام 1970
5/ الثورة والثورات المضادة صدر عام 1972
أفكــــاره :
1/ نقد المجتمع الرأسمالي :
طرح في كتابه "الإنسان ذو البعد الواحد" كالذي نشر عام 1960 فكرة سيطرة الآلة على جميع نواحي الحياة في المجتمع الصناعي المتقدم , وحولته إلى نظام تراكمي قائم على حركة الآلية حيث الفرد في مثل هذه المجتمعات خاضعا – بحكم سيطرة الآلية – لهيمنة وسلطة الدولة ومؤسساتها لتكريس ديمومتها وتصعدها في مستوياتها نوعية وكمية ذات تناسب يطرد من منفعتها الدائمة إلى الهيمنة وقيادة عملية الإنتاجة وإعادتها في بناء الفوقي الكلي للقاعدة الاقتصادية التي تقوم الآلية فيه بالدور المهيمن والأساسي وبالتالي أصبح المجتمع أحادي البعد مركز في سيطرة وهيمنة اتجاه واحد نحو الدولة ومؤسساتها , فقد أصبح وعي الفرد وذاته منحلة ضمن سيطرة الآلية الإنتاجية والأمل – بالنسبة إليه – في مواجهة هذه الهيمنة والثورة على الوضع القائم وتغييره يعلق على البروليتاريا .
فالمجتمع الصناعي في رأيه تسوده شمولية البعد الواحد وتهيمن على مجالات حياته كلها أشكال من التبذير والرفاهية في العيش , منشأة نزعة بربرية جديدة قابلة للاستبدال بالقيم المتحضرة الأخرى .
فالهيمنة والسيطرية الكلية على المجتمع تؤدي إلى إيجاد مجتمع ومغلق ومختصر على إمكانية واحدة والمتمثلة في استمرارية الوضع القائم واسترسال الطبقة المسيطرة على المجتمع , وفي نفس الوقت تحمل هذه المجتمعات في مضمونها بذور التناقض التي ترفضها وتهدد وجودها .
فالمجتمع الصناعي في نظره في ظل الرأسمالية المتقدمة خلق فيضا من الحاجات الكاذبة والأحلام الزائفة التي تقيم الأسئلة الحقيقية والراديكالية وتعيقها عن طرح نفسها .
والأسس الفعلية التي ترسخ وجوده كحقيقة دائمة ومقبولة فهو يرى أن رموز المجتمع الصناعي كالأدب والفن والجنس والوعي والشعور والعاطفة وجمع العلاقات الإجماعية هي زائفة ومسلية ومفرغة من مضمونها الإنساني الحر , ومكرسة لاستمرارية الدولة الرأسمالية ومؤسساتها وقد تخلت هذه الرموز عن وظيفتها الحقيقية وهي فقد أسلوب المجتمع فبالسيطرة والهيمنة على الفرد وحياته وإيذاء وعيه , فالفن واللغة والأدب معاني أفرغت من محتواها الحيوي والدلائلي وأضحت هذه المعاني في خدمة العملية الشرائية ومساهمة دعم استمرارية الفعالية الاستهلاكية, وليست كأساس لثقافة راديكالية تغيرية.

2/ نقد الفكر الجدلي :
كرس جهده الفلسفي لدحض الفكر السلبي وإبراز الدور الثوري للجدل كأداة تحليلية نقدية ساهمت في بناء الفكر الإجماعي الراديكالي وبناء المدارس التحليلية الكبرى وقد وظف في تحليله النقدي الإجماعي فكره الاقتصادي والإجماعي والسياسي .

4/ يورغين مايرماز Jurgen Habrmas
ومن مؤلفاته : 1/ فلسفة
2/ التفكر مع هايدغبر ضد هايدغبر
3/ جوانب فلسفة وسياسة
4/ الميدان العام
5/ العقل والشريعة
6/ التمـة وعلم كأديولوجيا
1/ نقــد الماركسيــة:
انطلاقا من الاعتبار النقدي , أعتبر أن الماركسية فكر ذو قدرة نقدية هائلة لكن لابد من إعادة توجيه الماركسية وذلك بالنظر إليها على أساس بناء نقدي وليس معتقد دوغماتي مغلق ولخص هذه الفكرة في مصطلح "الماركسية كنقد" فالماركسية بالنسبة إليه ليست فكرا علميا ماديا يتجسد في تكون نمط من الرؤية للتاريخ فحسب , كما أنها ليست قياسا متواصلا لمنحنيات الإنتاج الإجماعي وانعطافاته داخل ديمومة الجبرية , بل هي أهم من ذلك بسبب طرحها معايير ومقاييس علمية تسعى إلي تحديد ومراقبة البنية الفوقية للمجتمع , ومن ثم فالماركسية في نظره ليست بإيديولوجيا أو معتقد سياسي فحسب وإنما هي طاقة مستمرة للنقد.
2/ الفكـــر النقــدي :
الفكر النقدي في نظره ينطلق من التسلم بقدرتنا على تفكر الوعي ,فأننا عند اتخاذ أي قرار نقوم به بوزن الأمور واختيار الرأي الأكثر عقلانية بناء على معطيات الواقع الماثل أمامنا , ففي كتابه "نظرية الفعل الأتصالي 1984"
يرى انه من الضروري التحرر من فلسفة الوعي , التي تعي العلاقة بين اللغة والفعل , فالعلاقة بين الذات والفعل والنظر إلى عالم بهذه الطريقة يجعلنا أسرى للعقل الأداتي أين تكون الذات هي التي تقوم بعمل شيء ما للموضوع , وللنزعة التشاؤمية .
كما ميز بين الفعل الاستراتيجي والفعل الاتصالي , إذا يتضمن الأول الفعل الغائي العقلاني ويشير النوع الثاني إلى ذلك الفعل الذي يرمي للوصول إلى الفهم , فالفعل الاتصالي هو " أي تفاهم يتم التوصل أي على أساس عقلاني" وذلك لأنه تفاهم لا يمكن فرضه من قبل أي ممن الطرفين أذاتيا كان ذلك الفرض عن طريق التدخل في موقف تدخلا مباشرا – أم استراتيجيا عن طريق التأثير في قرارات الخصم ".
ويترتب عن الفعل الإتصالي مفهوم العقلانية المتضمنة في لغتنا والتي تستلزم نسقا إجماعيا ديمقراطيا يشمل الكل ولا يستبعد أحدا , وهدفه الوصول إلى تفاهم , ومن ثم فالنظرية عنده هي نتاج للفعل البشري وتخدم غايات ذلك الفعل , وهي أداة لتحقيق حرية أكبر للبشر والتطور عبر مستويات مختلفة .











المبحث الثاني : الجذور الفكريـة والإيديولوجية للمدرسـة
المطلب الأول : النظرية النقديــة والعودة للفكر المثالـي.
جاءت أفكار المدرسة لتعيد دراسة النظرية الماركسية وما تبنته من أفكار وتصورات خاصة تصورات هيجل المثالية, والنظرية التشاؤمية عند "شوبنهاور" وهذا ما ظهر خلال وجود الكثير من التناقض في التحليل المثالي لقضايا الماركسية العامة مثل البروليتاريا كطبقة وقوة ثورية يعتمد عليها في عمليات التغير الجذري في المجتمع وقضايا أخرى مثل الاغتراب أو التنبؤ بانهيار النظام الرأسمالي أو فكرة اختفاء الدولة الحديثة والسبب في ذلك حسبهم هو استنباط الأفكار دون تحليلها بصورة واقعية "أنشتاين" وهذا ما اثر على تصورات أصحاب المدرسة الذين رأوا ضرورة إعادة النظر فيما توصلت إليه الماركسية من قضايا ومقولات وقوانين لتطور الحياة الاجتماعية , كما انتقوا تصورات "شوبنهاور" السلبية لهذا المجتمع مما أثر بدوره على عدد من رواد النظرية النقدية وطرحوا عددا من الأفكار ذات الطابع التشاؤمي مثل أفكار "ههوركهايمر" عن العدالة الاجتماعية بالمستقبل وقيام المجتمعات الحديثة وطبيعة الحزن والبؤس .

المطلب الثاني : النظرية النقدية واختلافها مع الماركسية

يمكن اختصارها فيما يلي :
1- ترى الماركسية أن الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية يتم بواسطة الفعل الثوري للبروليتاريا التي تعمل على تدمير الجهاز السياسي للرأسمالية والإبقاء علو وسائل الإنتاج , أما النظرية النظرية لنقدية فنفرض هذه الرؤية وترى أن التكنولوجيا (من وسائل الإنتاج) تعتبر في حد ذاتها إحدى وسائل القهر وهي تمثل الاستخدام الشرير للعلم والحضارة.
2- ترى النظرية أن العقل هو الوسيلة الأساسية للتحرير وليس الفعل الثوري الذي تؤكد عليه الماركسية
3- تؤكد النظرية النقدية على أن الثقافة الإيديولوجية تلعب دورا هاما ومستقلا في المجتمع , ليست انعكاسا حتميا للواقع الاقتصادي وهي بالتالي ترفض فكرة البناء الفوقي والتحتي للماركسية.



المطلب الثالث : الخلاف مع الوضعية

- يمكن تلخيصها فيما يلي :
1- تسعى الوضعية إلى تحقيق الدقة العلمية وتكميم الحقائق على حسب الشمول في إدراك المعنى الجوهري للظواهر الاجتماعية, مثلما تفعل النظرية النقدية .
2- فصلت الوضعية أدائيا وإجرائيا , أي يمكن تطبيق نتائجه في أي مجتمع وفي أي فترة تاريخية , كما يمكن استخدامها كوسيلة للتحكم والهيمنة من جانب القوى الاجتماعية المتسلطة .
3- تركز الوضعية على العقل الأدائي الذي يعلي من شأن الوسائل بينما تركز النظرية على العقل الموضوعي الذي يؤكد على الغايات .
4- تؤكد النظرية النقدية على العلاقات الجدلية بين الفرد والمجتمع وترى الوضعية أن الأفراد كائنات سلبية في مواجهة المجتمع.
5- تركز الوضعية على شكل الظواهر ودراستها من الخارج فيما تهتم النظرية النقدية بدراسة الجوهر الذي يكمن خلف الشكل الخارجي للظواهر .









ـــــــــــــ
(1) على غريب , المرجع السابق ,ص:187
(4) السيد الحسين , نحو نظرية اجتماعية نقدية , دار النهظة العربية للطباعة والنشر , بيروت , 1958

الخاتمة :
على الرغم من مدرسة فرانكفورت قد عرفت بمواقفها المتباينة من الماركسية إلا أنها قد اشتهرت أيضا بمواقفها المعارضة الصامدة من الوضعية , والواقع أن نقد فلاسفة مدرسة فرانكفورت للوضعية كان نقدا شاملا استوعب أسسها النظرية بقدر ما اخضع دعائمها المنهجية للتحليل الرقيق وليس من قبيل المبالغة أن تكون النزعة الوضعية في العلوم الاجتماعية موضع اهتمام مدرسة فرانكفورت منذ نشأتها خلال ثلاثينيات القرن العشرين حتى حلها في أواخر الستينيات .
على الرغم من الانتقادات التي وجهها فلاسفة النزعة الوضعية متناثرة ومتفرقة في كثير من المؤلفات المقالات إلا أن الكتابات التي تناول النظرية التقليدية قد ذمت معظم هذه الانتقادات.
وفي الحقيقة فإن الأثر المباشر الذي أحدثته النظرية النقدية آنذاك هو انشقاق في صفوف اليسار الأوربي المثقف, وبخاصة في مواقفهم من الماركسية التقليدية .


قائمة المراجع:
1/ علي غربي , علم الاجتماع والثنائيات النظرية : التقليدية الحديثة, مخبر علم الاجتماع الاتصال للبحث , جامعة منشوري , قسنطينة , الجزائر .
2/ عبد الله محمد عبد الرحمان , النظرية في علم الاجتماع, النظرية الكلاسيكية ,دار المعرفة , الجامعة ,مصر .2003
3/
4/ السيد الحسين , نحو نظرية اجتماعية نقدية , دار النهظة العربية للطباعة والنشر , بيروت , 1958

dracola
Admin

عدد المساهمات: 92
تاريخ التسجيل: 27/01/2010
العمر: 27

hano.jimi
2011-12-31, 12:16
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

التأويلية النقدية عند هابرماس

د. عامر عبد زيد 20. 6. 2011


الغايه من البحث في خطاب هابرماس له أهميته في واقعنا العربي اليوم الذي يعيش محن كثيرة منها هيمنة الهويات على الخطاب السياسي وعلى المجتمع بما تحويه من ارث ينمط السلوك وتابيد القيم ويحيلها إلى أفق متعال تستمد منه وثوقياتها والتي تتعالى حتى تحولت الى ارث ثقيل يحول دون اندماجنا الاجتماعي والثقافي والحضاري في ضل الضوا غط التي تغدو مؤثرة بعمق في اللاشعور الجمعي للإنسان العربي وهذا ما أشار إليه "برهان غليون" : أن هناك ثلاثة عناصر تبرر الاهتمام بفكر هابرماس والحماس للتعريف به في بيئتنا العربية المعاصرة:
الاول : هو الطابع التوجيهي الذي تتميز به فلسفة هابرماس وسعيه المستمر إلى ربط النظرية بالممارسة ..
والثاني : هو النظرية النقدية التي تبناها هابرماس وأعاد بناءها .
الثالث : هو مفهوم الفضاء العمومي ويشكل هذا المفهوم الذي هو من اختراع الفيلسوف الالماني كانت مفتاح الممارسة الديمقراطية في نظر هابرماس الذي عمم استخدامه منذ السبعينيات من القرن الماضي..([1] )
خصوصا وان هابرماس عاش اعادة التأهيل التي يجب الوقوف عندها ونحن نتعامل مع النخب الثقافية أن نتقد إرادة التمايز على الغير والأفكار الأحادية والثنائيات الضدية المشبعة بأخلاقيات التكفير والتخوين التي ترفع أمام أي مطالبة بالحقوق أو الحريات في عالمنا العربي ،إنها لا تزيدنا إلا تشرذما عندما تلغم صيغ التعايش والتواصل بين الناس .

وليد حالة الاجتثاث :
إننا عندما ننطلق من هذه العتبة صوب نص هابرماس قاصدينها من اجل تبيان أن الأزمة قابلة للاستثمار بوصفها تجربة من الخبرة الإنسانية التي تعمق الخبرة من خلال التواصل إذ ولد يورغن هابرماس في مدينة دوسيلدورف (عاصمة ولاية شمال الرين ووستفاليا حالياً) وترعرع في أحضان عائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى في المجتمع الألماني. وقد أثرت هزيمة الرايخ الثالث وما تبعها من كشف عن الوجه البشع للحقبة النازية تأثيراً كبيراً على تنشئة هابرماس الاجتماعية، اي انه تعرض إلى تلك التنشئة التي عمقت في بلده الشراسة والفظاعة من خلال هيمنه ثقافة الاستبداد الأيدلوجي على التربية والتعليم والنفس من خلال الوعي وهو ما دفعه إلى وصف نفسه بأنه "نتاج إعادة التربية" التي شهده المجتمع الألماني خلال التطبيق المنهجي لسياسة "اجتثاث النازية" التي كانت ضاغطة من الخارج الا أنها مسبوقة في تأثيرها على هابرماس بمدرسة فرانكفورت، التي اضطر روادها إلى الرحيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية فرارا من براثن النازية (1934- 1950) كانت هذه المدرسة بمعارضتها للنازية وموقفها الواعي من الثقافة الاداتية التي وجدتها سببا في اغتراب الإنسان المعين الذي تأثر به هابرماس ونقده (يبقى محورياً فيما يتعلق بنظرته النقدية التي تعتبر "الدفاع العقلاني عن قيم وإنجازات عصر التنوير وتحرير الذات الآدمية من العصبية القومية والتطرف والتعصب" أحد الأهداف الرئيسة للفلسفة الملتزمة.([2] )
لقد ساهمت تلك النشأة الاجتماعية والثقافية في تعميق الخطاب الحواري وتقبل الأخر من خلال نقد الهيمنة والتوفيق بين العلم والبعد الاداتي فيه وبين الجانب الحواري التداولي في الاجتماع من هنا جاءت دعوته إلى التحرير النقدي الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بانفتاح للذهنيات عبر الفكر الحي المتجدد من خلال تحرير العلاقات والتعاطي الموضوعي مع الإشكاليات المقلقة من خلال إمكانيات اجتراح حلول للفهم المشترك تحقق الثقة التي تتعمق في الممارسة اليومية للتواصل الاجتماعي والثقافي - سواء كان هذا مع أنفسنا أو مع الأخر المختلف - بوصفه مقدمة من اجل ان تترجم هذه الشروحات العقلانية على قياس كبير في وسائل الإعلام والمدارس وضمن العائلة.( وإذا سعى الغرب إلى إعادة النظر في صورته عن نفسه، فإنه يمكنه مثلا أن يعرف النقاط الذي يجب عليه تعديلها في سياسته كي ينظر إليها على أنها تجسد مقاربة حضارية. وإذا لم تتم السيطرة السياسية على الرأسمالية التي لا تعرف الأخلاقيات والحدود، فسيكون من المستحيل وقف مسيرة الاقتصاد العالمي التدميرية."([3] )لانها لو بقيت على تمركزاتها الوثوقية وأطيافها المثالية فإنها سوف تساهم في تفكك إنسانيتنا وتعمق روح العزلة ، لعل هذا ما وقف عليه هابرماس من اقتفائه اثر الفكر الغربي .

استعراض هابرماس لتاريخ الفكر المعاصر :
يعطينا هابرماس صوره عن الموقف النقدي من خلال تقييمه للفكر الغربي المعاصر من خلال لقاء اجري معه إذ يبدأ لقاءه بكلام يذكرنا بما قاله مشيل فوكو عن الخطاب وكلام هابرماس الاستعارة ذاتها ؛ألا انه يعتمد القلب بقوله :
" أحب أن أحشر أناسا مختلفين في علبة واحدة ، كما بعد الحداثة، التي تبقعى في نهاية المطاف علبة سوداء. ما قمت به في كتابي خطاب الحداثة الفلسفي ينحصر في رواية قصة تشرح الموقف الذي وقفه الفلاسفة (الفلاسفة الألمان خاصة) منذ نهاية القرن 18 مما أدركوه هم أنفسهم بوصفه حداثة."
انه هنا يبدأ من الثقافة الألمانية وموقفها من الحداثة التي ظهرت خارج أراضيها إلا أنها كانت مستقبلة ومتفاعلة تأصيلا وتوظيفا ، إلا إن هابرماس لا يعير لهذا الأمر بالا، إلا بالتأصيل داخل الثقافة الألمانية عندما يقول :" فهذه الحركة انطلقت بكيفية من الكيفيات مع كانط. وغدت أمرا ملحا بوجه خاص مع هيجل والهيجليين الشباب، بمن فيهم ماركس. وجاء نيتشه لينخرط بدوره في أحداث هذه القصة عن طريق نقده الجذري للعقلانية. ثم تبلور، منذ نيتشه، اتجاهان نقديان في القرن 20: أحدهما تمثل في نظرية السلطة، انتهت إلى فوكو عن طريق باطاي، والثاني تمثل في نقد الميتافيزيقا، قاده كل من هايدجر وديريدا."([4] ) هنا عندما بدأمن كانط هي ذات البداية التي أشار إليها فوكو عندما جعل ابستيم الحداثة يبدأ مع كانط ؛إلا إن هابرماس كان هنا يوجز تحديد مشروعه وهذا بحد ذاته أمر بالغ الدلالة لذا فهو وبانطلاق من مشروعه الكبير (الحداثة مشروع لم ينته بعد) وحمله على عاتقه إتمام ما بدأه كانط وهيجل باستهداء من كافة النتاج الذي تلاهما، لكل ما سبق يجد هابرماس نفسه على نقيض من "ميشيل فوكو" و "جاك دريدا" كما ورد ذلك في معرض نقاشه لهما في كتابه الضخم "القول الفلسفي للحداثة" ([5] )الا ان الحديث هنا هو بمثابة لقاء يحمل كثافة مفهومية تتناسب مع حديث صحفي له متلق ذي افق خاص الا ان اللقاء ينخرط في ذات الاتجاه ، انه سرعان ما يظهر غايته في مناقشة قضية ما هي العلاقة بين العقل الاداتي والفهم اذ يشير بالقول :" فمنذ أن ظهر التمييز بين العقل (vernunft) والفهم (verstand)، وجدنا نقدا يتجه إلى التصور الذاتي المحض للعقل، ونقدا يتجه إلى العقل الأداتي والعقل التوضيعي على حد سواء. وهذا يعني أنه كان هناك نضج مبكر في نقد الأوجه القمعية للعقل عندما يكون هذا الأخير مشدودا إلى بعد واحد، سواء أتعلق الأمر بالبعد التوضيعي أم بالبعد القاضي بالسيطرة الأداتية على الطبيعة أو على ذواتنا. فهذا النقد الذاتي للعقل أو هذا النقد المتجه إلى الذاتية، والذي فُهم منذ نيتشه بوصفه شيئا جديدا ، كان حاضرا منذ البداية عند كانط. وحاول هيجل أن ينتقد ما أسماه بفكر الفهم (verstandesdenken)، وكان يقصد به نمطا من الاستدلال الخطابي لا يعي حدوده الخاصة. فهيجل كان يلوم فلسفة الفهم كما خصصها ديكارت وكانط (وهذا الأخير هو ممثل هذا التيار الحقيقي) وفيخته، على كونها فلسفة أو فكرا يضفي الإطلاق (العقل) على شيء ضارب في النسبية (الفهم)."([6] )
انه في هذا التحديد يمارس أعادة تأصيل لحظة البداية للعقل الذاتي الذي يعتقد مع نيتشه انه اكتشف مساحة جديدة للفكر فانه يرد أي هابرماس هذا الأمر من خلال الرجوع إلى فتره اسبق اسست ذات الأقوال والمفاهيم ؛ لكن هل هو مع التأصيل فحسب لا اظن هذا فهو يقول :" وقد ظلت النظرية النقدية مع هوركايمر وأدورنو وبينيامين أسيرة هذا المحور الهيجيلي، على الرغم من أن هؤلاء المفكرين انتقدوا غير ما مرة النزعة الإطلاقية عند هيجل. ففكرتهم عن العقل الأداتي ظلت تُفهم بوصفها اغتصابا للمكانة التي كان يحتلها عقل جامع بواسطة أحد عناصره المقدم بوصفه شيئا مطلقا. بل إن استعمالهم فكرةَ العقل الأداتي كان بدوره استعمالا تهكميا؛ لأنهم كانوا يعتقدون (خصوصا أدورنو) أن العقل الأداتي ليس عقلا بالمرة بل هو فهم يخادع نفسه عندما يتوهم أنه عقل. زد على هذا أن أدورنو في كتابه الجدل السلبي ، كان متأثرا بنيتشه أشد ما يكون التأثر. فقد كان في هذه المرحلة من فكره فاقدا كل ثقة في مفهوم إثباتي عن العقل. وكونه استطاع أن يذهب إلى أن العقل شيء قد ضاع، وأنه في مقابل ذلك كان أيضا يعي تمام الوعي عدم قدرته على مواصلة نقده للعقل الأداتي (واستلزاماته في سياق مجتمع سادته البيروقراطية وأطبقت عليه)، يقتضي أنه ظل يذكر على الأقل ما كان يرمي إليه هيجل بواسطة مفهوم "العقل". فقد كان يعرف تمام المعرفة أننا لا نستطيع امتلاك جدل إيجابي يخول لنا الحديث عن كل شيء. فما نقدر عليه هو أن نتحدث بكيفية غير مباشرة (كما اعتقد كيركجارد الذي يستوحيه أدورنو أحيانا)، أو على نحو سلبي (كما يتحدث اللاهوت السلبي عن الإله) لكي نتمسك بما كان يفهم، في وقت من الأوقات، من هذا المفهوم الملتبس للعقل.إن فوكو وديريدا واصلا معا مشروع نيتشه على نحو أكثر جذرية مما فعل أدورنو. فقد بلغ بهما الأمر مبلغا أنكرا فيه، ولو أن ذلك كان بطريقة غير مباشرة، إمكان تحديد فضاء للعقل يمكن فيه انتقاد العقل الأداتي أو السلطة أو الذاتية. أدورنو كان يحافظ على هذا الإمكان في فكرته عن الجدل السلبي. ولهذا السبب ففوكو وديريدا مورطان، بمعنى من المعاني، فيما سأسميه بـ"التناقض الإنجازي"، لأنهما بنيا مشروعهما ( المتصل بتحليل بنى السلطة بالنسبة إلى فوكو، وذاك المتعلق بنقد الميتافيزيقا الذي واصله ديريدا بعد هايدجر) على أساس موقف نقدي مبهم؛ لكونه يرمي إلى الشمولية السلبية للحقبة الراهنة وللحداثة ولذاتية الأفراد ولنظام السلطة وإمبرياليته. لكن موقفا كهذا لا يمكنه أن يسوغ مقاييسه أو معاييره الخاصة. فالعقل بالنسبة إليهما محصور بصفة قطعية في بعد يتعارض تماما مع فكرهما. إنهما بكل بساطة يبدعان اصطلاحات جديدة لصيغتهما الخاصة في الاستدلال (وهذا يصدق أكثر على ديريدا أو على هايدجر كذلك). فهايدجر يستبدل بالاصطلاح (Denken) اصطلاح (Andenken)، لكن الأمر لا يعدو أن يكون لفظا جديدا. فهذا الإبداع للاصطلاحات الجديدة يؤدي، حسب رأيي، وظيفة تكمن في إخفاء الدوران الذي ينقلب به نقدهما الخاص ضدا حتى على مشروعية المسلمات التي يستند إليها. وهكذا ترون أنني أروي فقط قصة تبين، في حال الإنصات إليها كلها، أن نقد ميتافيزيقا الذاتية مظهر قديم جدا، حرك أول نقاش حول الحداثة وظل، منذ نيتشه، مسكونا بهذا التناقض الإنجازي ومهددا به.([7] )

مقاربته بين العلم والبعد الاداتي له والفلسفة التي تقوم على التامل الذاتي في المعرفة كما وصفها بوبر من قبل :
لقد اعترض هابرماس على اختزال نظرية المعرفة الى نظرية علم، كما في الوضعية القديمة عند بيرس ودلتي، وأخذ يعيد الى الفلسفة اعتبارها بعد الإعلان عن موتها كتيار فلسفي، متجاوزاً الكانطية والهيغلية والماركسية والنظرية النقدية لرواد مدرسة فرانكفورت([8] ) الأوائل([9] )، مع أنه يحتفظ بمنجزاتها.
ويضع أسساً لنظرية المعرفة التي تشكل الأسس الابستيمولوجية لنظريته النقدية. التي يمكن تكثيفها بالاتي :( تبدل وظيفة العقل من التعالي إلى الحوار والتفاعل مع العلوم : فقد أخذ نظرية الحداثة الكامنة عند كانط وطورها الى نوع من " النقد المعرفي "لأشكال الحداثة المتناقضة. بحيث تصبح مهمة النظرية النقدية تحويل دور العقل من وظيفته المتعالية إلى وظيفة التفاعل والحوار مع العلوم الأخرى، عبر ابتداع شكل جديد من العقلانية الاجتماعية التي أطلق عليها «العقلانية التواصلية»، مقابل «العقلانية الأداتية» وتأسيس نظرية نقدية للمجتمع تستهدف عقلنة الحياة الاجتماعية على أسس عقلانية تواصلية، منطلقاً من ان العقل لمّا يستنفد بعد كل طاقاته للقيام بمراجعة ذاته وتصحيح مساراته تجنباً للسقوط في الأساطير.فانه لا يغفل أهمية العقلانية الموجهة ، ولا دورها في تلبية المتطلبات المادية في المجتمع، "كما بحثها ماكس فيبر "، إلى جانب أهمية التفاعل الداخلي بين الذوات، والتفاعل اللغوي في الحوار، حيث تصبح للأفراد القدرة على القول والتواصل والفعل وبالتالي فهم العالم المعيش "كما عبر عنها من قبل دلتاي في التجربة المعيشة"، ليس من طريق العلم والتقنية فحسب، بل والفلسفة، التي تقوم بدور الوسيط المفسر وتجديد صلتها بالكلية، لتساهم في عملية التفاعل والممارسة الأخلاقية والتعبير الجمالي. )
فقد توصل إلى نتيجة مفادها أن لا يمكنه تأسيس نمط تواصلي جديد يعبر عن مجتمع جديد دون أن يبلغ النقد أداة التواصل الأولى ذاتها وهي اللغة سواء تعلق الأمر بالتواصل الذاتي أو بالتواصل البينذاتي بما هو الدعامة القاعدية لعملية التشارك الاجتماعي. ان رفع الفلسفة، بحسب هابرماس، الى علم اجتماعي بتحول التفكير العقلي - الفلسفي الى نظرية نقدية لا يمكن ان تكون مستقلة عن العلوم التجريبية. وهو ما يطلق عليه هابرماس «علوم إعادة البناء الاجتماعي» التي وظيفتها عمل حوار ووضع فروض تجريبية للمشاكل العملية التي تمارس في الحياة اليومية كالكلام والسلوك والتعاون مع العلوم الأخرى، من دون ان تفقد الفلسفة طابعها الكلي. وبهذا تصبح الفلسفة عند هابرماس حارساً أميناً للعقل واستقلاله وتتواصل مع العلوم الاجتماعية في نقد الحياة، وتساعد في تحديد الشروط اللازمة لإقامة شكل من أشكال الحياة العقلانية.([10] ) ووفق دلالاته الحالية وبخاصةٍ تلك المنحدرة إلينا من التراث الماركسي، قد يشدنا إلى تثمين الظاهرة المادية والتقانيه فقط في حين أن مفهوم الفعل ومن ثمة النشاط يمتلك قدرة تخيلية، مجازية، تتجاوز الأفق المادي إلى أفق لغوي، منطوقي، مقولي، يحيل مباشرةً إلى مفهومٍ أشد تأثيراً في هيكلة البناء الاجتماعي وهو التفاعل: التفاعل بين الصورة والمادة، التفاعل بين الواقع والعقل، التفاعل بين الذات والموضوع، التفاعل بين اللغة ومحيطها، لأن طرفي المعادلة أي اللغة ومحيطها لا قيمة لهما، فينومينولوجياً إلا عبر تفاعلهما بل في تداخلهما واستغراق كل منهما في الآخر.
والمعرفة المتضمنة في بنيات الحياة والتي تقوم بالتعبير عن نفسها، باعتبارها نتاجاً ثانوياً للمصالح المتجذرة في التاريخ الطبيعي للذات الإنسانية، هي تعبير عن مصلحة حفظ النوع والحياة من طريق المعرفة والفعل. وبمعنى آخر ان المصالح المكونة للمعرفة تحقق التاريخ الطبيعي للنوع الإنساني بمنطق عملية تكوينية لذاته.
وتكشف فلسفة العلم النقدية عن ثلاثة أنواع من المصالح:

1- المصلحة المعرفية التقنية، التي تتضمنها العلوم التجريبية التحليلية.

2- المصلحة العملية، التي تتضمنها العلوم التاريخية التأويلية.

3- المصلحة التحررية ذات الأصول التقليدية في الفلسفة وتتضمنها العلوم النقدية.([11] )

في نظريته النقدية يميز هابرماس بين ثلاثة مجالات للمعرفة، لكل منها منهج خاص ومقياس خاص للمشروعية، وهي بدروها تستجيب لثلاثة أوجه للمنفعة البشرية ذات الأصل المستقر في الوجود الاجتماعي: العمل، والتفاعل (الاجتماعي)، والقوة.
(1) معارف العمل: العمل على وجه العموم هو طرائق التحكم في البيئة المحيطة ،واستغلالها ، وهو ما يعرف عادة بالفعل الأداتي (الوظيفي). معارف العمل تقوم على البحث الامبريقي – التحليلي، وتتحكم فيها قواعد فنية، أما مقياس العمل الملائم فهو فعالية التحكم في الواقع. تستند العلوم الامبريقية – التحليلية في أدائها على نظريات تعتمد نسق الفرضية والاستنتاج. على هذا الأساس فإن جميع العلوم الطبيعية البحثية من شاكلة الكيمياء والفيزياء والأحياء تعتبر بحسب تصنيف هابرماس ضمن معارف العمل.
(2) معارف الفعل: مجال الفعل عند هابرماس هو التفاعل الاجتماعي أو (الفعل الاتصالي). لذاستند العلوم الاجتماعية في مشروعيتها على المثل المتعارف عليها اجتماعياً والتي تحدد بدورها ما هو متوقع من سلوك فردي واجتماعي. مع أنه يمكن تقصي ارتباطات ما بين المثل الاجتماعية وبين الفرضيات الامبريقية – التحليلية إلا أن مشروعية المثل الاجتماعية محلها التفاهم بين الذوات وصولاً إلى تفهم متبادل لمقاصد كل طرف. المقياس المعتمد في هذا المجال من المعرفة هو عملية توضيح الشروط الملائمة للاتصال والتفاعل بين الذوات من حيث المعنى وليس علاقة السببية، وذلك لتحديد ما هو الفعل الملائم. على هذا الأساس يعتبر هابرماس كل العلوم التاريخية – الهرمنطيقية ضمن هذا المجال من المعرفة، على سبيل المثال: العلوم الاجتماعية الوصفية، التاريخ، علم الجمال، القانون، والاثنوغرافيا.
(3) معارف التحرير: (المصلحة الرامية للتحرر والانعتاق )مجال التحرير يشمل اجتهاد الذات معرفة نفسها، أو التأمل في الذات. أما مدخل المنفعة إلى هذا المجال فيتمثل في صياغة التاريخ والسيرة بما يوافق الرؤى الذاتية والتوقعات الاجتماعية. التحرير مطلوب إذن من القوى المؤسسية والبيئية والجنسية التي تحد من خيارات الإنسان، ومن التحكم العقلاني في الحياة، والتي يؤخذ بها باعتبارها أمراً واقعاً لا يقوى الانسان على الفكاك منه، وواقعة خارج دائرة تحكمه. على هذا الأساس فإن البصيرة المستمدة من الوعي النقدي تعتبر تحريرية بما أنها تسمح بالتعرف على الأسباب الصحيحة والحقيقية لما يواجه الإنسان من مشاكل. معارف التحرير تتأتى من خلال التحرير الذاتي الناتج عن التأمل والذي يفضي إلى (تحول الوعي) أو(تحول المنظور). أمثلة هذا النمط من المعرفة عند هابرماس هي نظريات الأنثوية، والتحليل النفسي، ونقد الآيديولوجيا. يكمن وجه الشبه بين نظرية هابرماس النقدية وبين مشروع ماركس في اتفاق هابرماس مع ماركس على ضرورة الوعي بالتشويه الآيديولوجي للواقع، وضرورة الوعي بالعوامل التي تغذي الوعي الكاذب الذي ما هو إلا انعكاس لمصالح القوى المهيمنة. من هذا الباب يقترب مفهوم (تحول المنظور) أو (تحول الوعي) لدى هابرماس من مفهوم (الوعي) لدى ماركس، وكذلك من مفهوم الوعي (الناجز) المصاحب للبحث العلمي على إطلاقه، من حيث التأكيد على ضرورة التحرر من الآيديولوجيات الجنسية والعرقية والدينية والتربوية والمهنية والسياسية والاقتصادية والتقنية التي تعزز العلاقة الاعتمادية مع القوى المهيمنة. أما وجه الاختلاف فيتمثل في أن (تحول الوعي) عند ماركس يفضي إلى شكل من أشكال الفعل قابل للتوقع، مثلاً التخلص من الملكية الفردية. بالمقارنة، لا ينتج عن (تحول الوعي) لدى هابرماس أي التزام بفعل قابل للتوقع.([12] ) يدعو إلى ضرورة التحررمما يدعوه "بفلسفة الوعي" التي يعني بها الفلسفة التي ترى العلاقة بين اللغة والفعل كالعلاقة بين الذات و الموضوع (أي التحرر من منظومة الفكر التجريبي ).([13] )
يبدو لي أن الأمرين الأول العمل والثاني الفعل هما الأساسيان في فكر هابرماس وتأتي النقطة الثالثة معارف التحرير بمثابة نتيجة وهنا يمكننا حالة الترابط بين الممارسة والنظرية .
اراد هابرماس البحث عن حل عقلاني للتقنية التي اطبقت على العالم المعيش واستفردت به من جميع الجهات ، فهو يقر بأننا نعيش عصر الرأسمالية المتقدمة والقائمة على التقنية ، بل ان شرعيتها أصبحت مستمدة منها .. ويعتبر ماركس بنظر هابرماس أكبر داعية للتقنية ، لكن تجدر الاشارة إلى أنه إذا كان ماركس قد ناصر التقنية كوسيلة لتحرير الانسان من الامراض الفاتكة والاوبئة وجبروت الطبيعة.. الخ، فإنه أشار في مواطن متعددة إلى الأخطار التي تحدق بالطبيعة من جراء الاستغلال التقني الارعن لمواردها ، ويقول :» إن كل تقدم في فن الزراعة الرأسمالية ليس فقط تقدماً في نهب الارض ، فكل تقدم في زيادة خصوبة الارض لوقت محدود من الزمن هو تقدم في تخريب الموارد الدائمة لهذه الخصوبة «. يصفه هابرماز بقوله :ماركس على الرغم من ربطه المجتمع بأمرين معا : نفاذ الموارد الطبيعية المتزايد على الدوام . والتكثيف المتزايد باستمرار لشبكة إجمالية من التبادل والاتصال ، وان مبدأ الحداثة الذي يعيد إليه انفلات القوى المنتيجة يتأسس في براكسيس ذات منتجة أكثر مما يتأسس في تفكير ذات عارفة...إذ إن مبدأ الحداثة لن يوحد بعد اليوم في وعي الذات بل في العمل .. وبالتالي العقلانية الوحيدة التي يمكنها أن تؤكد ذاتها في العلاقات بين فاعل وعالم الأشياء المدركة بالحواس والقابلة للتداول هي عقلانية معرفية- اداتية.([14] )
هذا الجهد النقدي في اعادة الربط بين الفعل والعمل من خلال التحرير أي النقد يظهر معنى العمل الذي يعنيه هابرماس اذ يفهم هابرماس العمل بوصفه « نشاط عقلاني موجٌَه لهدف وغاية « وهو ينقسم بدوره إلى نوعين :
فعل أداتي يخضع لقواعد تقانية واختيار عقلاني ينتظم وفقاً لستراتيجيات قائمة على معرفة تحليلية.. يشخص هابرماس الحداثة الاوروبية في ضوء ماكس فيبر بأنها عقلانية أداتية ، ولخصها تحت مفهوم العقلنة والعقلانية التي تجلت في ازدياد الحسابية والبحث عن الربح والسيطرة المنظمة على كل جوانب الحياة الانسانية على أساس قواعد قللت من الاعتماد على القيم التقليدية المتوارثة..هنا نلمس تلك الثنائي تظهر لديه من خلال عالمين بينهما انشطار لايهيمن احدهما على الاخر:
الاول يخص العالم المعيش الذي تقوم بنياته على اللغة والتواصل .
والثاني يخص عالم الانساق الذي يخضع بالاساس للعقلنة الحسابية التي تتميز بالوظيفة والأداتية والفعالية .
وهذه الفجوة تقسمه إلى شطرين:عالم الأنساق والعالم المعيشي : فاللغة- تلعب دور التواصل في العالم المعيشي ، فاللغة كالأرض تشخيص لمأوى الوجود وعلى الرغم من أنها كانت دائما وسيطا رمزيا بامتياز لايمكنها التنسيق بين جميع الافعال الانسانية لذلك حلت محلها الانساق في العديد من مناحي الحياة..
والنسق- مجال العقلنة الحسابية والأداتية المحيطة به . فان هذه الانساق تمتاز بديناميكية انغلاق على نفسها لكل منها عالمها الخاص : فالسلطة تحدد شروط ممارستها والنقود تحدد قسم العملة بطريقة محض ذاتية..
ويضيف هابرماس أن معيارية الانساق مغلقة وغالباً ما تستعمل رموزاً مزدوجة ومصطلحات تُحددُ بها من ينتمي إلى النسق ومن لا ينتمي إليه . فنسقية القانون مثلاً تمر عبر رمز مزدوج : قانوني/ غير قانوني ( وماعدا ذلك فهو خارج عن النسق وغير معترف به).. ([15] )

مقابة بين الفعل الاستراتيجي والفعل التواصلي :
لقد جمع هابرماس بين تحليل النفسي لدى فرويد والنقد الماركسي للايديولوجيا من اجل اقامة الهرمنيوطيقا النقدية المختلفه مع المنهج الذي اقامه غاداميررغم انه يتفق معه (في أن ممارسة لعبة التأويل تعني ممارسة لعبة اللغة .رغم أن ممارسة لعبة هابرماس تعني ممارسة السيطرة والعنف والتحريف )([16] ) ومن هنا فقد جاء تصوره للفعل العقلاني الذي يقسمه هابرماس الى :
1-فعل موجه الى النجاح ، وهو ينقسم بدوره الى صنفين :
1-1- فعل اداتي غير اجتماعي ، يتخذ نموذج العقلانية التقنية .
1-2- فعل استراتيجي اجتماعي المجال ، بمعنى انه يجري في سياق توجد فيه أطراف عقلانية اخرى ، وفعل الاستراتيجي هو بالضرورة فعل تنافسي ومخطط بهدف قمع افعال الاطراف الاخرى او محاصرتها او التفوق عليها .وينقسم الفعل الاستراتيجي الى قسمين :
1-2-1- فعل استراتيجي صريح : حيث جميع الاطراف على علم بانها في عملية تنافسية .مثل ذلك المناقشات ، الاجراءات القانونية ...الخ
1-2-2- فعل استراتيجي مضمر : ينقسم بدوره الى صنفين:
1-2-2-1- فعل ينطوي على خداع شعوري :مثال ذلك التلاعب والاغواء، حيث طرف واحد يدري بالخداع
1-2-2-2-فعل ينطوي على خداع لاشعوري : مثال ذلك التحريف الايديولوجي ، حيث جميع الاطراف لاتدري بالخديعة .
2- فعل تواصلي action communicative ،وهو الفعل العقلاني الوحيد الذي يرمي إلى فهم حقيقة ، والفرق المميز له عن الفعل الاستراتيجي هو أن الفعل التواصلي غير تنافسي .رغم انه عقلاني الصيغة فهو قائم على التواصل ومدفوع بالفهم التعاوني البيذاتي Intersubjective ومجرد من الانانية والمصلحة الذاتية .([17] )
وهنا ثمة علاقة اساسية نلمسها بين العمل والطابع الاداتي له وبين الفعل الاجتماعي اذ بهما يعيد صهر العلاقة بين الاثنان من خلال نقد هيمنة الاداتية على حساب الفعل الاجتماعي ويذكر الباحثون ، ان الذي يهمه عند هابرماس أحد أبرز رواد فلسفة التواصل النقدية أن معيارية القوانين لا تستند إلى وازع أخلاقي ، وانما يجب أن تكون عقلنة للإرادة الانسانية في عالم يلفها بالتعقيد والاحتمالية ـ غير المتوقعة ـ وسيطرة الأنساق ، وفقط بفضل العقلنة اللغوية في تعابيرنا وسيادة العقل النقدي يمكن ان نطمح الى الكونية على اساس تداولي وقابل للتعميم..
فانه في مجال اللغة كان متاثر بمقولة سوسير([18] ) حول ثنائية الكلامParoie واللغة Langue ، فانه في الوقت الذي تناول اغلب الباحثين اللغة بوصفها بنية كان هابرماس قد اكد على الكلام لكن من خلال تناول جديد حيث درس بنية الكلام (جعل "الكلام" معاملة "اللغة " فقد خلق ما اسماه "البرجماتية العامة "Universal Pragmatics التي تقوم على اعادة بناء الاستراتيجيات التي يستخدمها الناس في أداء افعالهم التواصلية داخل سياقات محددة ...تقوم هذه البرجماتية العامةعلى بناء التعامل (التفاعل) التواصلي المثالي تعتمد على ثلاث نظريات هي :
الاولى نظرية كار بوبر (1902-1994)([19] )عن العوالم الثلاث :العالم البيئة الطبيعية وعالم الافكار والخبرة الذاتية وعالم المعرفة الموضوعية ، وقد استخدمها هابرماس فيما يتعلق باللغات دخل تلك العوالم او داخل سياقها .
والنظرية الثانية : افعال اللغة Speech Acts التي بداها فتجنشتين (1951-1889) Wittgenstein وطورها تلميذه جون أوستن (1960-1911) في كتابه "كيف تفعل أشياء بالكلمات "فقد استخدم هابرماس تلك الافعال في أن البرجماتيقا العامة معنية بتحليل اللغة المستخدمة بوصفها فعل اجتماعي ، وبخاصة بوصفها استراتيجي ، وفعل تواصلي ، ومثل هذا الاستخدام هو بالضرورة IIIocutionary فمن بين الاصناف الثلاثة من افعال الكلام التي طرحها اوستن فان الفعل :"الاداتي ، الانجازي ، الانشائي " IillocuTionary Act هو الذي يهم هابرماس بالدرجة الاولى ([20] )
وقد دمج هابرماس بين عوالم بوبر وافعال جون أوستن في بسيل ايجاد تواصل عبر اللغة بثلاث طرق هي :
أن تمثل وقائع عن العالم الحقيقي .
أن تعبر عن نوايا وخبرات المتحدث .
أن تؤسس علاقة بالمستمع .
وقد قسم بنية هذه اللغة إلى ثلاث مكونات " مكون قضوي Propositional ،مكون تعبيري Expressive، مكون انجازي ،انشائي Iilocutionary الا أن نسبة تواجد هذه الافعال يتفاوت في نسبته ومقداره .لكن هابرماس يقسم الافعال الكلامية الانجازية إلى : خبرية ،واشهارية ،تمثيلية ، وتنظيمية .
وتقيم الافعال الكلامية وفقا لطبيعة كل فعل وتكوينه الخاص من حيث الاشارة والبنية والوظيفة والحالة :فتقيم الافعال الخبرية اساسا بما اذا كانت "القضية"فيها صادقة ام كاذبة ، وتقيم افعال الاشهار اساسا بما اذا كانت تتحلى بسلامة المقصد والنية ونقاء السريرة ام لا تتحلى بذلك .وتقيم الافعال التنظيمية اساسا بالنظر فيما اذا كانت طريقتها في تاسيس علاقات بشخصية هي طريقة ملائمة وقويمة وسديدة ام لا ([21] )
لقد حاول بعض الباحثين استنتاج بعض الروابط ذات الصلة الوثيقة بأخلاقيات التواصل وعلم السياسة.. وركز على ان هابرماس يعبر عن نفسه بمقتضى مبدأ خطابي يقوم على البرهنة ولايضفي الشرعية على المعايير التي تثير قبول وتوافق جميع المعنيين بها .. فهابرماس يتصور اجراءات تكوين الإرادة العامة كشبكة من البراهين والحجج المتمايزة التي تتبارى فيما بينها حول الاخلاق والسياسة والاقتصاد.. غير انها تتضمن ايضا إجراءات منصفة للتفاوض حول تسوية ما ختم حسن مصدق كتابه المهم " يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت" ([22] )ان دور فلسفة التواصل النقدي يكمن بوصفها الاندماج الحي بين التفكير الفلسفي وعلم الاجتماع في نقد الديمقراطية التمثيلية ومحاولة تحرير مجال الاتصال الإنساني من قبضة العقل الأداتي والتشيؤ والاغتراب والسلعية بالعودة إلى الحداثة ذاتها ، وقد تم إعادته من تحريره من الذاتية والنزعة العلموية .([23] )
[1] مازن لطيف النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت،09/01/2009 . قراءات: 492،http://www.tcinno.com/ موقع النور .
[2] C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\هابرماز\يورغن هابرماس ـ فيلسوف ألمانيا الأول ورائد الخطاب السياسي النقدي ألمانيا.
[3] المرجع نفسه .
[4] حوار مع هابرماس ،http://mustafahaddad.blogspot.com/2006/07/blog-post.html وجدت من الضروري عرض هذا القدر من الحوار لأنه مهم في إبانة علاقته مع ما بعد الحداثة وخصوصا مشروع الاختلاف الفرنسي .
[5] انظر : هبرماس ، القول الفلسفي للحداثة ، ترجمة: فاطمة الجيوشٍي ، دراسات فلسفية17 وزارة الثقافة ، دمشق ،1995،
[6] حوار مع هابرماس ، المرجع نفسه .
[7] المرجع نفسه .
[8] هي تسمية هذه المجموعة من الفلاسفة وعلماء الاجتماع الذين قاموا بتأسيس ( معهد الابحاث الاجتماعية ) ؛ الذين ينتمي اغلبهم الى جامعة فرانكفورت ، هل نسميهم باسم ( مدرسة فرانكفورت ) نسبة لهذا السبب ،او نسميهم من ناحية المنهج الذي اتبعوه في النظر والتطبيق واستندوا فيه الى روح الفلسفة الماركسية مع الابتعاد معظمهم عن مقولاتها الاساسية ، وهو اسم ( النظرية النقدية الجدلية ) او ( النظرية النقدية الاجتماعية ) او ( النظرية النقدية ) اختصاراً ؟ الحق ان التسميتين واردتان ، وهما متفاعلتان عند من يعرف الجهود المشتركة لهذه المجموعة من المثقفين انظر : عبد الغفار مكاوي : النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت ، ص10 .
[9] هم :- ( ماكس هوركهايمر ، ثيودور ادورنو ، واخيرا يورجن هابرماس ) . انظر : خضير دهو قاسم
: الفلسفة النقدية عند هربرت ماركيوز ،رسالة ماجستير غير منشورة جامعة الكوفه فلسفة 2005.
[10] إبراهيم الحيدري،نظرية هابرماس النقديه وتحرير الانسان ، www.kwtanweer.com
[11] المرجع نفسه .
[12] مجدي الجزولي، حول هابرماس: إنقاذ الحداثة، الحوار المتمدن - العدد: 1839 - 2007 / 2 / .
[13] انظر :يورجين هابرماس ، المعرفة والمصلحة ، ترجمة حسن صقر ، مراجعة ابراهيم حيدر ، منشورات الجمل ، كولونيا ،2001.لقد كانت نظرة هابرماس النقدية مختلفة عن تصورات غادامير القائمة على انصهار الافاق فقد جاءت رؤية هابرماس للتراث هو وعاء يحتوي تحريفات هائلة ويختزن في قلبه الزيف والتعدية والتشييء .زد على ذلك أن التراث ليس شيئا متصلا موصولا ثابتا ؛ بل عرضه للتمزق الذي يحدثه التعقل والتفكير العقلاني ، وهو مليء بالتمزقات التي تخلق ألوانا من القطيعة والانقلاب .انظر :عادل مصطفى ، فهم الفهم مدخل إلى الهيرمنيوطيقا ،ص410
[14] هبر ماس ،القول الفلسفي للحداثة،ت:فاطمة الجويوشي، دراسات فلسفية وفكرية ،منشورات وزارة الثقافة ،دمشق،1995،ص102-106.
[15] مازن لطيف النظرية النقدية التواصلية
[16] عادل مصطفى ، فهم الفهم مدخل إلى الهيرمنيوطيقا ،ص413.
[17] المرجع نفسه ،ص417.
[18] سوسير :
[19] كارل بوبر فيلسوف ذو اصل نمساوي باحث في فلسفة العلوم الطبيعية و الاجتماعية درس الفيزياء و الرياضيات و الفلسفة في جامعة فينا درس الرياضيات و الفلسفة في نفس الجامعة.
كان اتجاهه قريبا من افكار جماعة فينا " vina circle " بالرغم من انه لم يكن عضوا في هذه الجماعة لاختلافه معهم في كثير من مبادئهم، و خصوصا باعتبارهم الاستقراء دليلا للمصداقية و اليقين في العلوم. و بسبب هذا الاعتراض واجه بوبر طوال حياته الكثير من المشاكل و العراقيل التي تحول دون نشره لكتبه.انظر : Encyclopedia of philosophy : volume 6 , Article popper
[20] عادل مصطفى ، فهم الفهم مدخل إلى الهيرمنيوطيقا
[21] المرجع نفسه ،ص426.
[22] مازن لطيف النظرية النقدية التواصلية ،ص
[23] المصدر نفسه ،ص

د. عامر عبد زيد
http://www.shehrayar.com/ar/node_2110/node_5527

hano.jimi
2011-12-31, 12:18
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

مدرسة فرانكفورت


ماكس هوركهايمر (يسار المقدمة), تيودور أدورنو (يمين المقدمة), و يورگن هابرماس في الخلفية, يمين, عام 1965 في هايدلبرگ
مدرسة فرانكفورت هى حركة فلسفية نشأت بمدينة فرانكفورت سنة 1923. بدأت الحركة في معهد الأبحاث الإجتماعية بالمدينة, و جمعت فلاسفة مثل ماكس هوركهايمر, والتر بنجامين, و هربرت ماركوز, و يورگن هابرماس وهو الممثّل الأكثر شهرة للجيل الثاني للمدرسة. قد هاجرت الحركة إلى جنيف سنة 1933 مع وصول هتلر للحكم في ألمانيا, ثمّ إلى الولايات المتّحدة أثناء الحرب, قبل أن تعود مجدّدا إلى ألمانيا في بداية الخمسينيات.

فهرست [إخفاء]
1 أسباب النشأة
2 النظرية النقدية
3 اتجاهات مختلفة
4 منتقدو مدرسة فرانكفورت
5 أهم مفكري ودارسي مدرسة فرانكفورت
6 المصادر
7 المراجع
8 وصلات خارجية
أسباب النشأة

نشأت مدرسة فرانكفورت عام 1924 من مجموعة اساتذة عندما اسس كارل جرونبرج معهدا للعلوم الاجتماعية التابع لجامعة فرانكفورت التي اصبحت فيما بعد تيارا فكريا من بين اكثر ممثليه شهرة ماكس هوركهايمر (1895-1973) وثيودر أدرنو (1903-1969) وهربرت ماركوزه (1898-1978)، الذي برز نجمه اللامع في ستينيات القرن العشرين، كذلك إريك فروم (1900-1980) وكثير غيرهم.[1]

من أهم العوامل التي دفعت الى نشوء النظرية النقدية، التي تختلف تماماً عما كان سائداً في الجماعات الألمانية التقليدية، هو ما تركته الحرب العالمية الأولى من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية وخيمة وما سببته من موت وخراب ودمار، وما تبعها من أزمات اقتصادية حادة وتحولات سياسية كبرى كان في مقدمتها الثورة البولشڤية عام 1917 وتأسيس أول دولة اشتراكية في أوروبا، وكذلك قيام جمهورية ڤايمار عام 1919 في ألمانيا وما تبعها من صراعات وانقسامات سياسية في صفوف اليسار الأوروبي التي خلقت موقفاً ثالثاً كان أساساً لتشكيل فكر نقدي جديد يدور حول العلاقة بين النظرية وممارستها في الواقع الاجتماعي وكذلك تطوير معيار جديد يطعم الممارسة بإدراك نظري لكن من منطلق نقدي يوحد جدلياً النظرية بالممارسة بحيث يصبح النقد هدفاً لكل فعالية ثورية. كما ان فشل الحركات العمالية في أوروبا وتحولها عن أهدافها الطبقية كان عاملاً آخر قاد الى صعود النازية في ألمانيا. إن هذه العوامل وغيرها كونت اشكالية قامت على المسرح السياسي والفكري وشكلت «لعبة مأساوية» على حد تعبير هوركهايمر، دفعت بدورها الى تجمع «اليسار الجديد» في أوروبا، مثل اجدادهم «الهيگليين الشباب»، لمعالجة القضايا العميقة التي واجهتهم، وعقد ندوة «احياء الماركسية» التي شارك فيها كبار الفلاسفة والمفكرين، كان من بينهم لوكاش وڤيتفوگل وغيرهما وترافقت مع صدور كتاب لوكاش «التاريخ والوعي الطبقي»، الذي أثار سجالاً واسعاً وشديداً بسبب نقده للديالكتيك المادي لفردريك إنگلز، تلك السجالات الفكرية التي أثرت على تطور النظرية النقدية ودفعت في الأخير الى تأسيس معهد للبحث الاجتماعي في جامعة گوته بفرانكفورت الذي هدف الى مواصلة البحث والنقاش والدعوة الى تأسيس نظرية نقدية من الممكن ان تقف أمام النظريات الاجتماعية التقليدية التي لا تزال تسيطر على الفكر الاجتماعي والفلسفي في الجامعات الالمانية. وفي الحقيقة، فإن الأثر المباشر الذي احدثته النظرية النقدية آنذاك هو انشقاق في صفوف اليسار الأوروبي المثقف، وبخاصة في مواقفهم من الماركسية التقليدية.[2]

النظرية النقدية

قدمت مدرسة فرانكفورت نظرية نقدية تناولت مختلف نماذج الوعي النظري والعملي وبالاخص للاديويولوجية الكونية (الشمولية). وقد جمعت في ارائها بين الهيغلية والماركسية ومدارس علم الاجتماع والنفس بالشكل الذي جرى توظيفه في نقد نمطية الوعي والعقائد الجامدة. من هنا انتقادها للماركسية "الرسمية" التي جرى تحويلها الى نصوص مقدسة. من هنا محاولتها تجديدها لتلائم متطلبات العصر وتجاوز الماركسية الكلاسيكية..

ماكس هوركهايمر الذي تمرد في شبابه على كل انواع الظلم تولى عمادة معهد الأبحاث الاجتماعية عام 1930 وكانت دراسته في علم النفس. ووصل الى منصب استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة فرانكفورت بعد ان طور أسس النظرية النقدية في مجموعة دراسات بعنوان (النظرية التقليدية والنظرية النقدية). فنراه يجدد البعد المادي للنزعة النقدية. حيث ينطلق من ان حياة المجتمع هي نتاج العمل. وحتى اذا كان تقسيم العمل في العالم الرأسمالي يجري بشكل سيء فذلك لا يسمح لنا أن نعتبر .

إن هذه القطاعات الخاصة للعلاقة الديناميكية التي يقيمها المجتمع مع الطبيعة وللمجهود الذي يبذله المجتمع من اجل الاستمرار كما هو. فلا بنية الانتاج الصناعي والزراعي ولا انقسام الوظائف الى قيادية واخرى تنفيذية امران ثابتان مؤسسان في الطبيعة.

كما انتقدت مدرسة فرانكفورت (التنوير). ففي كتاب (خسوف العقل) يذكر هوركهايمر، انه اذا كان المقصود بالتنوير والتقدم الفكري هو تحرير الانسان من الايمان الباطل بالقوى الشريرة وبالشياطين وبالحوريات والمصير الاعمى، أي اذا كان المقصود هو تحرير الانسان من الخوف، فعندئذ تصبح ادانة ما يسمى بالعقل اكبر خدمة تؤدي للانسان. لهذا نراه يعتبر التنوير فكرا برجوازيا.

بينما كان بنيامين شديد الاهتمام بالمادية الجدلية. وكان شديد التأثر والاعجاب ببرخت المؤلف المسرحي الالماني حيث صحبه عدة شهور بالدنمارك. فقد ترك بنيامبن اثرا واضحا في مدرسة فرانكفورت وبالاخص عبر فكرته القائلة، بأن معمار ووحدة وقوة اعمال بروست على الاقتاع لا تأتي اليه عبر الجهد والتصوف والزهد وانما هناك حركة تقوده غير ملفته للنظر وتكاد ان تكون غير ارادية.

في حين يعتبر يورگن هابرمس الوريث الشرعي لمدرسة فرانكفورت بعد ان طور نظريته الخاصة حول العقلانية التقنية، التي وضعها في كتابه (التقنية والعلم كأيديولوجيا) كمحاولة للرد على آراء هربرت ماركيوزه.

اتجاهات مختلفة

تمثلت مدرسة فرانكفورت باتجاهات فلسفية واجتماعية مختلفة يمكننا ايجازها بما يلي:[2]

1 ـ اتجاه هوركهايمر وادورنو الذي تمثل بالمنهج النقدي الجدلي الذي يهدف الى توحيد النظرية بالممارسة العملية وتقديم نظرية نقدية للمجتمع تستطيع الوقوف امام فكرة التسلط، العنف وتسعى الى جعل الفكر النقدي ليبراليا وغير ليبرالي في الوقت ذاته، وان لا تخجل من الصراع الاجتماعي الواقعي وان لا تبخل عن أية مهادنة، مع أية سلطة، ما دامت تهدف الى الاستقلالية وإلى تحقيق سلطة الانسان على حياته الذاتية، مثلما هي على الطبيعة.

2 ـ اتجاه هربرت ماركوزة (1898 ـ 1984)، الذي تمثل في رفض المجتمع القمعي القائم والثورة عليه من خلال تأكيده على الدور الحاسم والثوري للعقل في حياة الانسان وعدم النظر الى المجتمع من رؤية ذات بعد واحد.

3 ـ الاتجاه النفسي ـ التحليلي الذي يتمثل بآراء إريك فروم والفرويديين الجدد، وهو اتجاه يقوم على مقدمات ماركسية في التحليل النفسي.

4 ـ اتجاه يورگن هابرماس (1929) وهو اتجاه فلسفي انثروبولوجي يؤكد على دراسة الرأسمالية المتأخرة كمجتمع صناعي عقلاني ذي آيديولوجية تكنوقراطية، كما صاغها في نظريته في السلوك الاتصالي. مما مر ذكره أعلاه يلاحظ المرء أن النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت اتخذت في مسارها الطويل اتجاهات مختلفة، بسبب الخلفيات الاجتماعية لروادها من جهة واهتماماتهم المختلفة التي ارتبطت بأفكار عصر التنوير، من مثالية كانت وهيغل الى تأويلية ماكس فيبر وفينومينولوجية هوسرل. ومع ذلك فإن هناك ما يجمع بين روادها، مع اختلاف اتجاهاتهم، وهو نقدهم للمجتمع الصناعي الشمولي وما يفرزه من تناقضات، وبخاصة في ثقافة البرجوازية.

منتقدو مدرسة فرانكفورت

ومن المنتقدين البارزين الآخرين لمدرسة فرانكفورت: هنريك گروسمان, اومبرتو إكو ومايك گودمان.
http://www.marefa.org/index.php/%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9_%D9%81%D8%B1%D8%A7% D9%86%D9%83%D9%81%D9%88%D8%B1%D8%AA

minna
2011-12-31, 12:19
من فضلك كتاب في المناجمنت العمومي وكل ما يتعلق به

hano.jimi
2011-12-31, 17:21
من فضلك كتاب في المناجمنت العمومي وكل ما يتعلق به

http://www.4shared.com/office/YA306Rs4/____1.htm



http://www.4shared.com/rar/1Lb1IUGI/___online.htm


http://www.4shared.com/document/EHaHtNfZ/__Management.htm


http://www.4shared.com/rar/XOWrVMAL/___online.htm

fatikhadi
2012-01-02, 23:00
السلام عليكم ارجووكم اريد بحث في نظام النقود في الاقتصاد الاسلامي
و شكرا لكي اختي الله يجازيك و يعتيك واش تتمناي شكرا شكرا

hano.jimi
2012-01-03, 18:09
السلام عليكم ارجووكم اريد بحث في نظام النقود في الاقتصاد الاسلامي
و شكرا لكي اختي الله يجازيك و يعتيك واش تتمناي شكرا شكرا

وضوع: النقود في الفكر الإسلامي الأربعاء 23 يناير - 12:11
النقود في الفكر الإسلامي
النقود في الفكر الإسلامي
تمـــهيــــــد:
المال: تعريفه وتقسيماته:
قبل بيان موقف الفكر الإسلامي من النقود، لابد من دراسة تمهيدية في تعريف المال وتقسيماته، فقد ذكر المال في القرآن الكريم ست وثمانون مرة منها:
قال تعالى: [ يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ](). وقال تعالى: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ](). وقال تعالى [ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ]().
أولاً: المال في اللغة:
يعرف ابن منظور المال فيقول: () ( المال ما ملكته من جميع الأشياء، وجمعه أموال، وأكثر ما يطلق المال عند العرب على الإبل، لأنها كانت أكثر أموالهم).
أما ابن الأثير فقد زاد الأمر وضوحا فقال(): (المال في الأصل ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق على كل ما يُقتنَى ويملك من الأعيان).
ثانياً: المال في اصطلاح الفقهاء:
عَّرف ابن نجيم المصري المال، فقال(): (في عرفنا يتبادر من اسم المال النقد والعروض).
وعَّرفه ابن عابدين فقال(): (المراد بالمال ما يميل إليه الطبع ويمكن إدخاره لوقت الحاجة. والمالية تثبت بتمول كافة الناس أو بعضهم، والتقوم يثبت بها وبإباحة الانتفاع به شرعاً. فما يباح بلا تمول لا يكون متقوماً كالخمر).
وعلى هذا يمكن تحديد المفهوم الإسلامي للمال المتقوم على الوجه الآتي:
1- إباحة الانتفاع به شرعاً .
2- إمكان ادخاره للانتفاع به وقت الحاجة وقبول المجتمع أو جزء منه للإبراء.
3-ما ترغب به النفس ويميل إليه الطبع، ويقوم كافة الناس بتموله.
4- الزمن ليس بمال متقوم ولذا لا يمكن جعله عوضاً في مقابلة المال.
5- الإنسان ليس بمال.
ثالثاً: أقسام المال عند فقهاء المسلمين:
تعارف الناس فيما بينهم على أن المال هو العملة المتداولة بينهم في البيع والشراء، سواء أكانت هذه العملة معدنية أم ورقية.
وحدد بعضهم لفظ المال بالنقود. إلا أن هذا الفهم لا يستقيم مع فكر وفهم فقهاء المسلمين للمال، حيث قسموه إلى نقود وعروض. والعرض بسكون الراء – هو ما ليس بنقد.
وفي هذا الصدد يقول ابن قدامة(): (العروض جمع عرض، وهو غير الأثمان على اختلاف أنواعه من النبات والحيوان والعقار وسائر الأموال).
ويقول ابن نجيم المصري() وكل شي فهو عرض سوى الدراهم والدنانير).
والخطيب الشربيني قال(): (العرض اسم لكل ما قابل النقدين من صنوف الأموال).
ويستفاد مما تقدم أن المقصود من النقود هو الذهب والفضة، أما العروض فهي غير ذلك.


مدير المنتدى
Admin


عدد الرسائل: 2117
العمر: 29
Localisation: المملكة العربية السعودية
تاريخ التسجيل: 11/05/2007


موضوع: رد: النقود في الفكر الإسلامي الأربعاء 23 يناير - 12:11
المبحث الأول: تعريف النقد:
الفرع الأول: النقد في اللغة والاصطلاح:
أولاً: النقـد لغـة:
النقد لغة: خلاف النسيئة. والنقد والتنقاد: تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها. ونقيد جيد ونقود جياد. وتنوقد الورق ونقده إياها نقداً: أعطاه فانتقدها أي قبضها().
ثانياً: النقد في إصلاح الفقهاء:
أطلق النقد على جميع ما تتعامل به الشعوب من دنانير ذهبية ودراهم فضية(). فقد عرف الفراء النقد (هو من خالص العين والورق – الذهب والفضة – وليس من مغموشة مدخل في حكمه –أي لا تعدّ نقوداً مستحقة – والمطبوع منها بالسكة السلطانية، الموثوق بسلامة طبعها، المأمون من تبديلها وتلبيسها، فكان هو الثابت في الذمم فيما يطلق من أثمان وقيم المتلفات)().
ومفهوم الذهب مأخوذ من الذهاب، والفضة مأخوذة من انفض الشيء تفرق، وهذا الاشتقاق يشعر بزوالهما وعدم ثبوتهما كما هو مشاهد(). فإنهما معدان بأصل الخلقة لأداء وظيفة الثمنية في هذا الكون، وبهما تحدد قيم الأشياء من السلع والخدمات ويضاف لذلك أِنهما أداة للتبادل وإلى هذا أشار فقهاء المسلمين.
فيقول ابن قدامة(): (الأثمان هي الذهب والفضة، والأثمان هي قيم الأموال ورأس مال التجارات، وبهذا تحصل المضاربة والشركة، وهي مخلوقة لذلك، فكانت بأصل خلقتها كمال التجارة).
ويقول الغزالي(): (إن الله تعالى قد خلق الدنانير والدراهم حاكمين ومتوسطين بين سائر الأموال حتى تقدر الأموال بهما). ويشير ابن خلدون إلى أن ثمنيتهما بجعل من الشارع. فيقول() ثم إن الله تعالى خلق الحجرين المعدنيين من الذهب والفضة قيمة لكل متمول()، وهما الذخيرة() والقنية() لأهل العالم في الغالب، وان اقتنى سواهما في بعض الأحيان، فإنما هو لبعض تحصيلها()، بما يقع في غيرهما من حوالة الأسواق()، اللتان هما عنها بمعزل. فهما أصل المكاسب والقنية والذخيرة).
ويقول النيسابوري(): (وإنما كان الذهب والفضة محبوبين لأنهما جعلا ثمن جميع الأشياء، فمالكها كالمالك لجميع الأشياء).
ومن هذا الاستعراض يشير المعنى اللغوي للذهب والفضة إلى صفة أساسية في وظيفتهما النقدية وهي سرعة الحركة والإنفاق وعدم الركود، كما يشير الفكر الاقتصادي للفقهاء إلى أن النقدين من الذهب والفضة يؤديان وظيفة الثمنية، وهي معدة بأصل الخلقة لأن تكون ثمناً في هذا الكون، أي بهما تحدد الأشياء وأنهما أداة للتبادل.
قال المقريزي(): (ولا يعلم في خبر صحيح ولا سقيم عن أمة من الأمم، ولا طائفة من طوائف البشر أنهم اتخذوا أبداً في قديم الزمان، ولا حديثه نقداً غيرهما ــ الذهب والفضة ــ وأن النقود المعتبرة شرعاً وعقلاً وعادة إنما هي الذهب والفضة فقط، وما عداهما لا يصلح أن يكون نقداً، حتى قيل أن أول من ضرب الدينار والدرهم آدم (عليه السلام)، وقال: ( لا تصلح المعيشة إلا بهما).
فالذهب والفضة هما النقد عند المقريزي وهما عنده مسميات مترادفة لمسمى واحد.
لقد قام النظام النقدي الإسلامي على أساس أن كل من المسكوكات الذهبية والفضية ــ الدنانير والدراهم ــ نقوداً رئيسة لها قوة ابراء غير محدودة في داخل الدولة الإسلامية وخارجها، وذلك لا يمنع أن بعض أجزاء الدولة الإسلامية كمصر كانت نقودها الرئيسية مسكوكات من معدن واحد هو الذهب وبعض الأجزاء الأخرى كالعراق نقودها الرئيسة مسكوكات من معدن واحد آخر هو الفضة. أي أن الدولة الإسلامية كانت تسير في جملتها على نظام المعدنين().
وذكر أن عمر بن الخطاب أراد أن يصنع النقود من الجلود، فلما استشار ذوي الخبرة، لم يقروه على رأيه فأمسك().
إذن فقد عين الإسلام الوحدات النقدية التي يعبر بها المجتمع عن تقدير القيم للأشياء والجهود تعييناً ثابتاً، والتي يتم مبادلتها بالسلع في جنس معين هو الذهب والفضة، لذلك تعدّ النقود من الأشياء التي جاء الإسلام بحكمها، وليست من الأشياء التي تدخل في الرأي والمشورة، فالنقود من حيث كونها وحدة نقدية، ومن حيث جنسها ثابتة بحكم شرعي ترتبط بها الأحكام الشرعية. فالذهب والفضة خصا بالذكر في تحريم كنزهما، لأنهما قانون التمول وأثمان الأشياء()، ووجوب الزكاة فيهما، وجعل أحكام الصرف لهما. وإقرار الرسول التعامل بهما وربط الدية وقطع يد السارق فيهما، كان ذلك دليلاً واضحاً على أن النقد يجب أن يكون من الذهب والفضة، أو أساسه الذهب والفضة. وقد تكلم مفكرو الإسلام عن أنواع النقود وأوزانها الشرعية وسكتها().
ومن هذا يتقرر أن الله سبحانه تعالى أقام الذهب والفضة أثماناً بأصل الخلقة، أي أنه خلقها وجعلها أثماناً للأشياء، فلا يملك الإنسان أن يبطل ثمنية ما أقامه الله ثمناً. أما لماذا خص الذهب والفضة بالثمنية دون غيرهما؟ فالإجابة أن الشارع الحكيم هو أدرى بمصالح الناس في أحوالهم ومعايشهم ومعاملاتهم، ويكفي هذا الاقتناع المؤمن دون إطالة الجدل بشأن علل اجتهادية قد تقصر عن الوصول إلى درجة الاقتناع والإقناع.
إن الذهب والفضة بوصفهما نقدان دون سواهما أمر له سند شرعي واقتصادي وتاريخي، فمن حيث الناحية الشرعية فإن أحكام الشريعة كلها متعلقة بالنقدين ــ الذهب والفضة ــ ومن الناحية الاقتصادية فإن علماء الاقتصاد يعّدون الذهب والفضة أكثر المعادن ثباتاً للقيمة.
وأما من الناحية التاريخية، فإن الإسلام أقر التعامل بالذهب والفضة، وإن أباح استعمال غيرهما كوسيط عام للتبادل، فاستعمال الخبز أو الجلود كوسيط للتبادل لا يعّده الإسلام نقداً وله حكم النقدين. فكون الذهب والفضة وحدهما نقداً لا يعني أنه لا يجوز التبادل بغيرهما. فموضوع النقد غير موضوع التبادل().


مدير المنتدى
Admin


عدد الرسائل: 2117
العمر: 29
Localisation: المملكة العربية السعودية
تاريخ التسجيل: 11/05/2007


موضوع: رد: النقود في الفكر الإسلامي الأربعاء 23 يناير - 12:12
الفرع الثاني:النقد عند الاقتصاديين:
أما النقد عند الاقتصاديين فهو (أي شيء يتمتع بقبول عام كوسيط للمبادلة بلا تردد أو استفهام، ومقياس ثابت للقيمة تقاس به قيم الأشياء الأخرى وأداة للادخار)().
وهذا التعريف يحتوي على ثلاثة أركان:
1- القبول العام له، لذلك لا يمكن عدّ التذاكر أو البطاقات التي تصدرها بعض الجهات نقوداً، ولا يشترط في القبول العام أن يتمتع بإلزام قانوني يحتم على الناس قبوله للوفاء بالالتزامات.
2- أن يكون مقياساً ثابتاً للقيمة.
3- أن يكون أداة للادخار.
ومن هنا تختلف النقود عن العملة،فالعملة (هي التي يصرح لها القانون بقوة إبراء محدودة أو غير محدودة ضمن حدود الدولة)(). فالعملة الورقية لا تستعمل إلا في البلد الذي يخضع للقانون الذي أوجدها وحدد قيمتها، على عكس النقدين الذهب والفضة، فإن قيمتهما واحدة في كل مكان، وبذلك يقبل تداولهما في البلاد المتقدمة. ومن جهة أخرى ليس للعملة الورقية قيمة تجارية في ذاتها، لأنها تقوم على إرادة المشرع، ولذلك كان للقانون الذي خلقها أن يبطلها وإذا أبطلت فلا تبقى في يد صاحبها إلا قطعة ورق لا قيمة لها، على عكس النقدين فإن لهما قيمة ذاتية تجارية، فإذا أبطل القانون المعدن بوصفه نقداً، فإن مالك النقد لا يفقد كل شيء، بل يبقى في يده قيمة النقدين الذهب والفضة().
فالنقد عند الاقتصاديين له ميزتان:
1- له قيمة ذاتية فيرغب الناس باقتنائه .
2- وسيط عام للتبادل من دون استفهام أو تردد.
وهاتان الميزتان لا توجد إلا في الذهب والفضة.
أما العملة الورقية فليس لها قيمة ذاتية، فضلاً عن ذلك لها قوة إبراء محدودة ضمن الدولة المصدرة لها، وليست وسيطاً عاماً للتبادل. فلا يمكن استعمال العملة الورقية العراقية في فرنسا ما لم تتحول إلى عملة فرنسية.


مدير المنتدى
Admin


عدد الرسائل: 2117
العمر: 29
Localisation: المملكة العربية السعودية
تاريخ التسجيل: 11/05/2007


موضوع: رد: النقود في الفكر الإسلامي الأربعاء 23 يناير - 12:12
المبحث الثاني: النقد عند الاقتصاديين:
الفرع الأول:تطور النظام النقدي:
يرى الاقتصاديون أن البشرية مرت بمراحل ثلاث من حيث استعمالها للنقود وهي:
أولاً: مرحلة الاقتصاد الطبيعي (نظام المقايضة):
وهي مرحلة تبادل السلع والخدمات بعضها ببعض مباشرةّ،عندما لم تكن النقود معروفة، مثاله أن يبيع شخص ثوبا لشخص آخر مقابل الحصول على قمح. أو أن يقوم صاحب المزرعة باستئجار خدمات بعض الأفراد في عملية الزراعة مقابل إعطائهم قدراً عينيا من المحصول في النهاية().
إن هذه المرحلة افتراضية، وهي إن كانت موجودة من حيث الواقع، فيعني أن البشرية لم تخترع النقود بعد.
وقد ظهر في نظام المقايضة عدد من الصعوبات نتيجة تطور الحياة الاقتصادية وازدياد الإنتاج وتنوع السلع وهي: ()
1- مشكلة تحقيق التوافق المزدوج للرغبات.
2- عدم صلاح نظام المقايضة لاختزان القيم.
3- صعوبة تجزئة عدةّ أنواع من السلع.
4- صعوبة معرفة نسب مبادلة السلع بعضها ببعض.
إن هذه العيوب في نظام المقايضة مهدت السبيل لظهور النقود.
ثانياً: مرحلة الاقتصاد النقدي:
بدأ المتعاملون يتعارفون على سلعة معينة لاستخدامها وسيلة للمبادلة وكان هنالك عدد من السلع المتفق عليها لهذا الغرض، مثل المعادن من ذهب وفضة والجواهر النفيسة، وبمرور الزمن اكتشف الناس بالتجربة أن بعض السلع الوسيطة التي استخدمت كانت اصلح من غيرها في إجراء المبادلات من حيث سهولة حملها وخفة وزنها وإمكان تجزئتها والقدرة على الاحتفاظ بها إلى أن اتجهت المجتمعات في تطورها التدريجي وبحثها عن أفضل أنواع النقود إلى الاقتصار على استخدام المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة التي أثبتت كفاءتها كنقود().
وتميزت بثبات قيمتها بالمقارنة بمعظم السلع الأخرى وهذا أمر في غاية الأهمية بالنسبة لوظيفتها في قياس قيم السلع.
ومن بين النقود السلعية عموما تميزت المعادن خصوصا تحت مصطلح (النقود المعدنية ****lic Money) وثمة حقيقة بشأن النقود المعدنية عموما وهي أن لها قيمة حقيقية مستقلة عن تلك القيمة التي تحوزها حينما تستخدم كنقود ــ أي وسيطاً للاستبدال().
ولقد استخدم الأفراد والحكام ،الذهب والفضة في حقبة قديمة من التأريخ، وبمرور الزمن ارتقى فن سك العملات النقدية المعدنية كثيرا.
ثالثاً: مرحلة النقود الرمزية والائتمانية:
يحدد ظهور العملة الورقية (Paper money) في أواخر القرن الثامن عشر في إنكلترا. ثم في غضون القرن الماضي في عدد آخر من البلدان الغربية، إلى أن انتشر استخدامها في كل بلدان العالم في القرن العشرين.
ولكن نظام النقود المعدنية لم يتوقف استعماله عند ظهور النقود الورقية، بل ظل يستعمل إلى الحرب العالمية الأولى ثم بدأ يضعف استعماله تدريجيا إلى أن أصيب بأزمات حادة في العشرينات و أوائل الثلاثينات، مما أدى إلى انهياره تماما.
ويلاحظ أن معظم النقود المعدنية التي نستخدمها في وقتنا الحاضر تختلف جوهريا في طبيعتها عن تلك النقود المعدنية التي كانت متداولة من قبل أوائل القرن العشرين والقرون السابقة. فالنقود المعدنية في وقتنا الحاضر (الفلوس) لها قيمة زهيدة جدا لا تعبر عن قيمتها السلعية وذلك بعكس النقود المعدنية المتداولة قديما حيث كانت قيمتها النقدية معبرة عن قيمتها السلعية().
وفي أوائل القرن العشرين كانت تحمل النقود الورقية على ظهرها عبارة تعهد من الهيئة المصدرة لها بالوفاء بالقيمة الحقيقية للنقد عند الطلب. وبعبارة أخرى أن هيئة الإصدار كانت على استعداد لتحويل القيمة الاسمية للأوراق النقدية التي تصدرها إلى ذهب أو فضة لمن يطلب منها ذلك، فهي تعدّ نائبة عن كمية الذهب أو الفضة التي يمكن استبدالها بها().
وقد تبين صعوبة المحافظة على مثل هذه التغطية الذهبية الكاملة للنقود الورقية المتداولة في المدى الطويل، فاحتياجات الأسواق وكثرة المبادلات تتطلب زيادة مستمرة وملموسة في كمية العملات المتداولة، بينما لا ينمو رصيد الذهب سنوياً إلا بمعدلات ضئيلة بفعل القيود الطبيعية.
إن التطور الحتمي في تاريخ النقود أدى إلى اتجاه هيئة الإصدار نحو إنقاص احتياطي الذهب لديها حتى أنه لا يمثل إلا جزءاً يسيرا من قيمة النقود الورقية المتداولة.
إن العملات الورقية أصبحت رمزية حقا في هذهِ الحقبة، بمعنى أن قيمتها السلعية في حد ذاتها لا تساوي شيئا، كما أنها لا تعد قابلة للتحويل إلى معدن نفيس، وتعتمد قيمتها النقدية كلياً على ما تحدده لها هيئة الإصدار. فالوضع القانوني للعملات التي تصدرها الدولة يعطيها حقا وقوة قانونية في تسوية المعاملات وإبراء الديون ولكنه لا يكفل لها بأي حال من الأحوال القبول العام لها من جهة الأفراد الخاصة في حالات انهيار الثقة بها.
لقد مرت بعض بلدان العالم في هذهِ المدة بظروف اقتصادية شديدة أدت إلى انهيار الثقة تماما في العملة الورقية والعملات المساعدة وأدت إلى ابتعاد الأفراد عن استخدامها والتجائهم إلى وسائل أخرى بديلة لتسوية المعاملات والديون فيما بينهم().
وأخيرا ظهرت الأوراق المصرفية الائتمانية مثل الشيكات والكمبيالات، والتي تطورت تطورا هائلا وأصبح لها أهمية كبرى في المجتمعات الحديثة كافة. ويتم خلقها في المصارف التجارية فالشيك (هو أمر مكتوب وفقا لأوضاع حددها العرف، يطلب به الساحب (العميل) من المسحوب عليه –وغالبا ما يكون المصرف ــ أن يدفع بمقتضاه وبمجرد الإطلاع عليه، مبلغا من النقود لشخص معين أو لحامله)().
أما الكمبيالة (وهي أمر مكتوب وفقا لأوضاع معينة حددها القانون يتوجه به شخص يسمى الساحب إلى شخص آخر يسمى المسحوب عليه طالبا منه أن يدفع مبلغاً معيناً من النقود في تاريخ معين أو قابل للتعيين لإذن شخص ثالث يسمى المستفيد أو لحامله().
وقد نشأت الكمبيالات والشيكات، عبارة عن وسيلة لتجنب نقل النقود من مكان إلى آخر خوفا من السرقة والضياع وأخطار الطريق، وكذلك لسداد الديون.
وتعدّ الكمبيالة والشيك الآن العملة التجارية السائدة غالباً في البلاد المتقدمة اقتصادياً().


مدير المنتدى
Admin


عدد الرسائل: 2117
العمر: 29
Localisation: المملكة العربية السعودية
تاريخ التسجيل: 11/05/2007


موضوع: رد: النقود في الفكر الإسلامي الأربعاء 23 يناير - 12:13
الفرع الثاني:وظائــف النقـــود:
تؤدي النقود ثلاث وظائف أساسية هي():
1- وسيط عام للتبادل (Medium of Exchange)
وهي الوظيفة الأساسية للنقود.
2- مقياس للقيم (Measure of value)
وهي وحدة للحساب كوحدة قياسية للأثمان أو القيم.
3- مستودع للقيمة أو الثروة (Astore of value)
وهو أداة لاختزان القيم أو حفظها لصعوبة الاحتفاظ بالسلع والخدمات لأنها قابلة للتلف.
المبحث الثالث:حكم الربا في النقود:
إن دراسة حكم الربا في أنواع النقود، ستكون متسلسلة تاريخياً حسب تطور مراحل النظام النقدي. وحيث أن النقود السلعية وهي المرحلة الأولى، فلا نتكلم عنها لأنها فرض من الاقتصاديين لتدرج في تاريخ النقود، وعلى فرض وجودها فلا يقع فيها الربا لأنها عروض تجارة.
الفرع الأول:النقود المعدنية:
وتنقسم إلى:
أولاً: الذهب والفضة (النقدان):
إن التعامل فيهما يتوقف على شرطين لدى جمهور الفقهاء وهما: ()
1- المساواة في الكمية بين الثمن والمثمن عند مبادلة الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة، فإذا زاد أحدهما على الآخر كان ربا. أما إذا كان الثمن والمثمن مختلفين أي كان أحدهما ذهبا والآخر فضة فلا مانع من زيادة أحدهما على الآخر.
2- أن تنتهي المعاملة بكل مراحلها فعلا، أي أن يتم التسليم والتسلم بين بائع النقد والمشتري له في مجلس العقد، فإذا افترقا دون أن يقبض كل منهما النقد الذي اشتراه عدّ البيع باطلا. وذلك لما روى عن عبادة بن الصامت إذ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد)().
والمشهور عند بعض الفقهاء أن الشرط الثاني لازم في بيع الذهب والفضة بمثلها أو بالنوع الآخر. وفي رأي البعض الآخر غير لازم في حالات بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة مساواة دون التقابض في مجلس العقد.
ويخلص رأيهم إلى أن التعامل بالذهب والفضة بشرط واحد، لأن الثمن والمثمن إذا كانا معا من الذهب أو الفضة فالشرط هو المساواة بينهما ولا يجب التقابض فورا. وإذا كان الثمن من ذهب أو فضة والمثمن من النوع الآخر فالشرط هو التقابض فورا ولا تجب المساواة في الكمية بين الثمن والمثمن().
ثانياً: المسكوكات الرمزية (الفلوس):
وهي عملة معدنية تحتكر الدولة حق إصدارها وتستخدم لتسوية المدفوعات الصغيرة كالنيكل والنحاس والبرونز، وتستمد قيمتها الحقيقية بما تحتوي من معدن أقل من القيمة الاسمية المقررة لها(). ولا تعد في الحقيقة من النقود ولا قيماً للأشياء()، والفلوس لا يدخلها الربا، سواء كانت رائجة يتعامل بها أم لا.
‌أ- فقد جوز أبو حنيفة وأبو يوسف بيع بعضها ببعض متفاضلة أو متساوية. وعندهما أنها لما كانت غير أثمان خلقة بطلت ثمنيتها باصطلاح العاقدين، وإذا بطلت تتعين بالتعيين كالعروض().
‌ب- والشافعية قالوا بعدم تعدي حكم الذهب والفضة إلى الفلوس إذا راجت، ولا ربا فيها لانتفاء الثمنية الغالبة. فقد جاء في حاشية الجمل (لا ربا في الفلوس وإن راجت)().
‌ج- والحنابلة عندهم المأخوذ من معادن غير الذهب والفضة. كالنيكل والبرونز والنحاس مما يسمونها فلوساً لا يقع فيها الربا. فقد قال البهوتي() يجوز بيع فلس بفلسين عدداً، ولو نافقة، لأنها ليست بمكيل ولا موزون). وعلى هذا يجوز للشخص أن يشتري مائة فلس من العملة بمائتين وخمسين فلساً، يدفعها بعد شهر().
‌د-أمــا المالكيـة فيذهبون إلى أن النقود المتخذة من النحاس أو النيكل أو البرونز
كعروض التجارة تماماً، فيجوز شراؤها بالذهب والفضة مع زيادة أو نقص إلى أجل().
‌ه- والإمامية عندهم إن الفلوس من المعدودات فلا يقع فيها الربا فلو باع الفلوس بالفلوس فلا يشترط فيها التقابض.
وقد أتفق معظم الفقهاء على أن الفلوس المصنوعة من النيكل والبرونز والنحاس لا يقع فيها الربا، ولا تدخل في حكم النقدين الذهب والفضة وإن راجت، فتباع وتشترى كما يباع غيرها من السلع.
الفرع الثاني: النقود الائتمانية: وهي:
أولاً: أوراق البنكنوت(Banknot) :
وهي أول ما عرف من النقود الورقية، وكانت عبارة عن تعهد من جانب البنوك المصدرة لها ــ سواء أكانت أهلية أم حكومية ــ بدفع مبلغ معيناً من الوحدات النقدية الذهبية لحامل تلك الورقة عند الطلب. وأول بنك أصدر أوراق البنكنوت بصورة منتظمة هو بنك ستكهولم في السويد في منتصف القرن السابع عشر الميلادي ثم انتشرت بعد ذلك في بنوك كثيرة من مختلف أنحاء العالم().
ومرت أوراق البنكنوت بحقبة أصبحت فيها غير قابلة للصرف أو التحويل إلى المعدن الثمين بسبب عجز البنوك أو الحكومات عن الوفاء بتعهداتها().
إن هذه الأوراق تعدّ حاكية وممثلة للأموال النقدية المستودعة في البنوك من الذهب والفضة فيقع فيها الربا، لأنها نائبة عن تلك الأموال ولها قيمة من الذهب والفضة متساويه، فتنطبق عليها أحكام النقد في الإسلام(). والدكتور غريب الجمال لا يشترط فيها التقابض فوراً عند التعامل بها لأنها جميعاً تمثل الذهب().
ثانياً: العملة الورقية الإلزامية:
وهي أكثر أنواع النقود انتشاراً في الوقت الحاضر، وليس لهذه العملات من قيمة ذاتية أكثر من ثمن الورق والنقوش التي تطبع بها، وقد أصبحت العملات الورقية الحكومية في جميع بلدان العالم غير قابلة للتحويل أو الصرف بالذهب أو غيره من السلع، وتعتمد في رواجها على قوة القانون الذي يدعمها()، وإن قيمتها غير ثابتة وذلك لأنها ليس لها قيمة ذاتية وميدان التعامل بها ضيق، فلا سبيل للانتفاع بها إلا في أرض الدولة التي صدرت فيها، وأن قيمتها كثيرة التقلب لأن الحكومات في وسعها أن تزيد من كميتها ما شاءت().
وهنالك عِدةَّ نظريات شرعية في حقيقة العملة الإلزامية وهي:
1- النظرية السندية:
يرى القائلون بهذه النظرية أن الأوراق النقدية سندات بدين على جهة إصدارها وعدوها كأوراق البنكنوت.
وقال بهذه النظرية مجموعة من أهل العلم، وصدرت عليها فتوى مشيخة الأزهر(). والصحيح أن هذا التعهد القاضي بتسلم المبلغ المرقوم على العملة لحاملها وقت الطلب ليس له من حقيقة معناه نصيب. وإنما نقش على الورق فلا يختلف اثنان أن المرء لو تقدم للمصرف أو للبنوك المركزية المختصة بإصدار العملة الورقية بعملة ورقية صادرة ممن تقدم إليه طالباً منه الاستعاضة عنها بما تحتويه من ذهب أو الفضة لما وجد وفاءاً لهذا التعهد().
إضافة إلى تغطية أوراق البنكنوت بالذهب والفضة أو بواحد منهما في خزائن مصدرها. ونلاحظ أن العملة الورقية غير مغطاة بالذهب والفضة. وإنما قيمتها بقوة القانون. ومن مستلزمات هذه النظرية وقوع الربا فيها. ولكن أوراق البنكنوت ليس لها موضوع الآن.
2- النظرية العرضية:
يرى القائلون بهذه النظرية أن العملة الورقية عرض من عروض التجارة، لها ما لعروض التجارة من الخصائص والأحكام. واستدلوا على أن العملة الورقية مال مرغوب فيه. ومدخر يباع ويشترى وتخالف ذاته ذات الذهب والفضة ومعدنهما، وليس بمكيل وموزون وانتفاء الجامع بين العملة الورقية والنقد المعدني في الجنس والقدر.
أما الجنس فالعملة الورقية قرطاس، والنقد المعدني معدن نفيس من الذهب والفضة. وأما القدر فلنقد المعدني موزون أما القرطاس فليس هو موزون ولا مكيل، بل هو معدود().
ومن مستلزمات هذه النظرية عدم جريان ربا البيع فيها، فلا بأس من بيع بعضها ببعض متفاضلاً نقداً أو نسيئة.
ومما يؤخذ على هذه النظرية أن القيمة السلعية للعملة الورقية هي أقل من القيمة الاسمية. بل أن هذه العملة ليست لها قيمة ذاتية، فلا يمكن اعتبارها من عروض التجارة. فإن العملة الورقية إذا أسقطتها الدولة أو تركتها بقيت لا قيمة لها. فعلم بالحس والمعنى أنها ليست عرضا من عروض التجارة.
3- نظرية إلحاقها بالفلوس:
يرى القائلون بهذه النظرية أن العملة الورقية في طرؤ الثمنية عليها كالفلوس. وأهم ما استدل به أصحاب هذه النظرية هو أن العملة الورقية ليست في الواقع ذهباً ولا فضة وإنما هي أثمان تتغير كما تتغير بالكساد والرواج بحسب أمر السلطان وجعل الحكومات لها فتشابها من هذه الناحية، فألحقت العملة الورقية بالفلوس وأعطيت حكمها. أما الذهب والفضة فمقصودان لذاتهما والرغبة فيهما().
وأن حكم الربا في الفلوس قد مر سابقاً، فيستلزم من هذه النظرية عدم وقوع ربا البيع في العملة الورقية.
ولكن يؤخذ على هذه النظرية أن الفلوس تستخدم في تقييم المحقرات، أما العملة الورقية في غلاء قيمتها الاسمية كالنقدين. ونظراً لتفاهة الفلوس فإن الصفقات ذات القيمة العالية لا تتم بها. وإنما تتم بالعملة الورقية. إضافة إلى ذلك هو أن قيمة العملة الورقية من جهة القانون أما الفلوس المسكوكة فتعرض لها الثمنية أو ينوي بها التجارة().
4- النظرية البدلية:
يرى القائلون بهذه النظرية أن العملة الورقية بدل لما استعيض بها عنه. وهما النقدان الذهب والفضة. وللبلد حكم المبدل عنه مطلقاً. وأن العملة الورقية لها ثمن قائم بذاته كقيام الثمنية في كل من الذهب والفضة. وإن العملات الورقية أجناس تتعدد بتعدد جهات إصدارها فيجري عليها أحكام النقدين من الذهب والفضة، ويستلزم من هذه النظرية جريان الربا في العملة الورقية().
إن أصحاب هذه النظرية استدلوا بأدلة لا تنهض كدليل شرعي إلى جعل حكم العملة الورقية كحكم النقدين. فليس هنالك دليل على أخذ البدل حكم المبدل منه في جميع أحكامه مطلقاً. ومنهم من لم يميز بين العملة الورقية وأوراق البنكنوت المعتمدة على الذهب فأعطى حكماً واحداً لكليهما().
ومنهم من ربط بين وقوع الزكاة وعدمه إلى وقوع الربا فيها وعدمه. فكأن حكم الزكاة والربا فيهما متلازمين، فإن نفي أحدهما نفي الآخر. ومنهم من جعل لها قيمة ذاتية كقيام الثمنية بالذهب والفضة مع العلم أنها ليست ذات قيمة ذاتية وتستمد قيمتها من القانون الإلزامي لها.
ومنهم من استدل بقول (صلى الله عليه وآله) (الورق بالورق). واعتبر أن المقصود بالورق العملة الورقية مع العلم أن المراد بها هنا الفضة().
أما القول بطرؤ الثمنية على هذه العملة الورقية يؤدي إلى وقوع ربا البيع فيها(). فيجاب بأن الثمنية فيها متعلقة بجعل القانون لها. ثم إذا كان طرؤ الثمنية سبباً إلى وقوع ربا البيع فيها. فلماذا لم يقع في الفلوس ربا البيع بعد ما طرؤ عليها الثمنية؟ مع العلم أن من قال بعلة غلبة الثمنية في الذهب والفضة في وقوع ربا البيع فيها باختصاصها بالذهب والفضة فقط. وإن العلة قاصرة عليهما(). ومنهم من جعل الحكمة التي حرم الربا من أجلها الذهب والفضة وهي الظلم موجودة في العملة الورقية، فاستنتج على أن العملة الورقية تأخذ حكم النقدين.
إن القول بصحة القياس المستنبط الحكمة محل نظر على القول بصحة القياس كدليل شرعي، فقد نسب لأكثر الأصوليين أنه لا يجوز التعليل بالحكمة مطلقاً. ووجهتم في ذلك، إن فائدة التعليل بالعلة، إنما هي تعدية حكم الأصل إلى الفرع لوجود العلة فيه. والتعليل بالحكمة لا يحقق تلك الفائدة لأن الحكمة غير منضبطة غالباً، ومقدارها في الأصل غير معلوم حتى يمكن تحقيقه في الفرع، فلا يتأتى القياس عليها. وإن سلمت بصحة القياس مستنبط الحكمة. ولكن المسألة للعملة الورقية إذا تحقق وقوع ربا البيع وأحكام الصرف في العملة الورقية.
ومنهم من ذهب إلى وقوع ربا البيع في العملة الورقية، وذلك بشمولها لتعريف النقد عند الاقتصاديين فاستدلوا بتعريف الاقتصاديين (كل شيء يكون وسيط للتبادل من غير تردد أو استفهام فهو نقد.
إن هذا التعريف لا ينطبق على العملة الورقية من حيث إلزامية قانون الدولة المصدرة لها. ونسبية الوسط التي تتبادل فيه، ومجال العملة الورقية في حدود الدولة المصدرة لها.
وما قيل أن العملة الورقية نقد ضمن الدولة المصدرة لها لقبولها كوسيط عام للتبادل، يقال لماذا لا تصبح الأوراق المالية والشيكات وغيرها نقوداً ضمن حدود التجارة والأغنياء الذين يعتبرونها ويستعملونها كوسيط عام للتبادل فيقع فيها ما يقع في العملة الورقية؟
إن تعريف الاقتصاديين بدقته لا ينطبق على العملة الورقية. وإن العالم اليوم لا يملك نقداً، بل يملك عملات ورقية مثل الجنيه والدينار والدولار. وإطلاق لفظ النقد عليها من باب المجاز من الناحية الشرعية والاقتصادية.
5- النظرية الاعتبارية:
إن هذه النظرية تعتبر العملة الورقية متقومة بالجهة الاعتبارية الصرفة، وذلك بأن تقرر الدولة بأن كل ورقة تحمل ذلك النقش والألوان والتقاطيع المخصوصة بها فإنها بمقدار كذا من المال. وهذه العملة الورقية لا تتعدى حدود البلد الذي يخضع للقانون الذي قضى بجعلها عملة رئيسية. وليس لهذه العملة الورقية قيمة سلعية، ولكن لها قيمة قانونية. إذ هي تستمد قيمتها من إرادة المشروع الذي فرض تداولها، فلو ألغى التعامل بها لأصبحت عديمة الفائدة. وإن العملات الورقية في هذا اليوم من هذا القبيل فلا يتحقق فيها ربا المعاملة البيعية()، لأن الربا في المعاملة البيعية إنما يكون إذا اتحد جنس العوضين وكانا من المكيل والموزون. أما العملة الورقية فهي من المعدودات. ولا يجري عليها أحكام الصرف. نعم إنما يتحقق الربا في العملة الورقية في القرض فقط حيث لم يشترط فيه ذلك. فلو باع شخص خمسة دنانير بستة دنانير لمدة ثلاثة أشهر مثلاً صحت المعاملة. بخلاف ما لو أقرضه خمسة دنانير بستة دنانير لمدة ثلاثة أشهر، فإن المعاملة ربوية وتكون باطلة لأنها وقعت بنحو القرض لا البيع.
وقد التبس على بعض النفر بين المعاملة القرضية والمعاملة البيعية(). فاتهم القائلين بصحة المعاملة البيعية في العملة الورقية بجواز أخذ الزيادة في العملة الورقية عند المعاملة القرضية. مع أن الإجماع قائم أن المعاملة القرضية باطلة ويقع الربا فيها.
ومن خلال استعراض هذه النظريات يتضح أنه لولا النصوص التي تقيد وقوع ربا البيع في المكيل والموزون عند الإمامية. والعلل الربوية عند الحنفية والحنابلة الكيل والوزن. والمالكية والشافعية غلبة الثمنية المختصة في النقدين وعدم شمولها للعملة الورقية. لكان الأرجح وقوع ربا البيع فيها. وإن فقهاء المسلمين يتحرجون من فتوى حلية هذه المعاملة لئلا تستعملها العوام وتكون طريقة للكسب.
ثالثاً: الأوراق المالية:
وهي علامات أو شعارات لنقل العملة الورقية أو النقود من شخص إلى آخر أو لتسوية الحسابات أو تمثل ديناً في الذمة مثل الشيكات والصكوك والكمبيالات والحوالات.
وقد انتشر استعمال الأوراق المالية في معظم بلاد العالم منذ القرن التاسع عشر حتى أصبح في الوقت الحاضر أهم وسائل الدفع والتسوية والحسابات لأنها أقل تعرضاً للسرقة والضياع وأسهل في النقل كما أنها توفر مشقة عد العملة الورقية(). فهي ليست جنساً ذات قيمة. فلا تعتبر من النقود، ولا يجوز بيع بعضها ببعض وذلك لأنه من قبيل بيع الكالئ بالكالئ أي الغائب بالغائب المنهي عنه لما() روى:
1- عن طلحة بن زيد عن الصادق (ع) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يباع الدين بالدين)().
2- وعن ابن عمر (رض) أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى عن بيع الكالئ بالكالئ)().
النتيجــة:
1- إن النقود إذا كانت من الذهب أو الفضة أو معتمدة على الذهب أو الفضة فيقع فيها ربا البيع وأحكام الصرف.
2- إن العملات الورقية التي يكون أساسها الاعتبار القانوني فهي من المعدودات فلا يقع فيها ربا البيع وأحكام الصرف.


مدير المنتدى
Admin


عدد الرسائل: 2117
العمر: 29
Localisation: المملكة العربية السعودية
تاريخ التسجيل: 11/05/2007


موضوع: رد: النقود في الفكر الإسلامي الأربعاء 23 يناير - 12:13
المصادر:
() سورة البقرة، آية (275).
() قرشي. أنور إقبال، الإسلام والربا، مكتبة مصر، دار مصر للطباعة، ص 120.
() سيد قطب، في ظلال القرآن، الطبعة السابعة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1391-1971م، 3/480.
أيضا: د. غريب أحمد سيد أحمد، الاقتصاد الإسلامي، دار المعرفة الجامعية، إسكندرية، 1981م، ص99.
() د. شبانه. زكي محمود، معالم رئيسية في نظرية تحريم الربا، مجلة منبر الإسلام، العدد(3)، السنة(30)، ربيع الأول 1392هـ-أبريل 1972م، ص85.
() سورة البقرة، آية (275).
() الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن،مصدر سابق، 3/360.
() سورة البقرة، آية (173).
() الفتاوي، طبعة ثالثة، دار القلم، القاهرة، ص 354.
() سورة الأنعام، آية (119).
() فتحي عثمان، الفكر الإسلامي والتطور، دار القلم، القاهرة، ص39.
() نظام التأمين في هدى أحكام الإسلام وضرورات المجتمع المعاصر، الطبعة الأولى، الناشر مكتبة وهبة، مطبعة مخيمر، 1385هـ 1965م، ص20-27.
() فتحي عثمان، الفكر الإسلامي والتطور، مصدر سابق، ص 39. نقلا عن بحث بعنوان، الشرع بوجه عام والشريعة الإسلامية وحقوق الأسرة فيها، من كتاب الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة، مجموعة البحوث التي قدمت لمؤتمر جامعة برنستون، طبعة مؤسسة فرنكلين، بالاشتراك مع مكتبة النهضة، ص158-160.
() د. الباحسين ، يعقوب عبد الوهاب، رفع الحرج في الشريعة الإسلامية، رسالة دكتوراه، جامعة الأزهر، 1972م، ص599.
() الشاطبي، الموافقات، مصدر سابق، 2/4.
() د. الباحسين، رفع الحرج في الشريعة الإسلامية ، مصدر سابق، ص600.
() كاشف الغطاء. الشيخ هادي عباس، رسالة في الربا، مصدر سابق، ص1.
أيضا: عز الدين. موسى، الإسلام وقضايا الساعة، الطبعة الأولى، دار الأندلس، بيروت، 1386هـ-1966م، ص57.
أيضا: مغنية. الشيخ محمد جواد، فقه الإمام الصادق عرض واستدلال، مصدر سابق، 3/270.
() د. الرخيلي. وهبة، نظرية الضرورة الشرعية مقارنة مع القانون الوضعي، مصدر سابق، ص 69.
() بحوث في الربا، الطبعة الأولى، دار البحوث العلمية، بيروت، 1970، ص61.
() المصري. عبد السميع، نظرية الإسلام الاقتصادية،مصدر سابق، ص169.
() دراسات في الاقتصاد الإسلامي، بحوث ممتازة من المؤتمر الدولي الثاني للاقتصاد الإسلامي، الطبعة الأولى، 1405هـ-1985م، ص175.
أيضا: د. بركات. عبد الكريم صادق والدكتور حامد عبد المجيد دراز، مبادئ الاقتصاد العام، مؤسسة شباب الجامعة، إسكندرية، ص199.
() المصري. عبد السميع، نظرية الإسلام الاقتصادية،مصدر سابق، ص170.
() د. عدنان عباس علي، تاريخ الفكر الاقتصادي، مطبعة عصام، بغداد، 1979م، 1/21.
() د. عبده. عيسى، الربا ودوره في استغلال الشعوب، الطبعة الأولى، دار البحوث العلمية، الكويت، 1389هـ-1969م، ص15.
() د. شبانه. زكي محمود، في الفكر الاقتصادي الإسلامي، مجلة منبر الإسلام، العدد(3)، السنة (30) ربيع الأول 1392هـ، أبريل 1972م، ص85.
() المصري. عبد السميع، نظرية الإسلام الاقتصادية،مصدر سابق، ص170.
() أبو زهرة، تحريم الربا تنظيم اقتصادي،مصدر سابق، ص54.
() أحمد عطية الله، القاموس الإسلامي، مصدر سابق، 2/485.
()فتحي عثمان، الفكر الإسلامي والتطور، مصدر سابق، ص7، نقلا عن بحث للأستاذ مصطفى الزرقا، الشرع بوجه عام والشريعة الإسلامية وحقوق الأسرة فيها، من كتاب الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة، مجموعة البحوث التي قدمت لمؤتمر جامعة برنستون، طبعة مؤسسة فرنكلين بالاشتراك مع مكتبة النهضة، ص158-160.
() سورة الشعراء، آية(88).
() سورة المنافقين، آية(9).
() سورة التوبة، آية(111).
() ابن منظور، لسان العرب،مصدر سابق، 11/636.
() المصدر نفسه.
() البحر الرائق شرح كنز الدقائق، 2/242.
() ابن عابدين، رد المحتار على الدر المختار،مصدر سابق، 2/3.
() المغني،مصدر سابق، 2/29.
() البحر الرائق شرح كنز الدقائق،مصدر سابق، 2/242.
() الاقناع في حل ألفاظ أبي شجاع، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، القاهرة، 2/90 .
() الزمخشري. أبو القاسم محمود بن عمر، أساس البلاغة،مصدر سابق، 2/309.
() بحر العلوم. السيد محمد السيد علي، النقود الإسلامية، الطبعة الخامسة، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، النجف، 1387هـ-1967م، ص44.
() الفراء. أبو يعلي محمد بن الحسين الحنبلي، الأحكام السلطانية للقاضي، صححه وعلق عليه محمد حامد الفقي، مطبعة مصطفى الحلبي، مصر، 1357هـ، ص165.
() الراغب الاصفهاني. أبو القاسم الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، مصدر سابق، ص181.
() المغني، مصدر سابق، 2/621.
() أبو حامد محمد بن محمد (ت: 505هـ)، إحياء علوم الدين، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، 2/92.
() ابن خلدون. عبد الرحمن المغربي، مقدمة ابن خلدون، الطبعة الثانية، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت، 1961م، 1/465.
() أي النقود: كمقياس للقيم.
() أي النقود: كأداة لاختزان القيم.
() أي النقود: كوسيط في التبادل.
() أي النقود: كأصل كامل للسيولة .
() أي تغيير أسعارها .
() تفسير غريب القرآن، 2/162.
() تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم الشافعي (ت: 845هـ)، شذور العقود في ذكر النقود، الناشر المكتبة الرضوية، المطبعة الحيدرية، النجف، ص67.
() د. متولي. أبو بكر عمر والدكتور إسماعيل شحاتة، اقتصاديات النقود في إطار الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى، دار التوفيق النموذجية، 1403هـ-1983م، ص64.
() البلاذري. أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي، فتوح البلدان، شركة طبع الكتب العربية، طبع شركة المصرية للطباعة، مصر، 1318ه، ص476.
أيضاً: د. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، الطبعة الثانية، دار العلم للملايين، بيروت، الناشر مكتبة النهضة، بغداد، 1978م، 7/497.
() النسفي. أبو بركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، تفسير النسفي، الناشر دار الكتاب العربي، بيروت، 2/125 .
() ابن سلام. أبو عبيد القاسم (ت: 224هـ)، الأموال، صححه محمد حامدالفقي، المكتبة التجارية الكبرى، مطبعة عبد اللطيف الحجازي، القاهرة، 1353هـ، ص524.
أيضاً: الماوردي. أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي (ت: 450هـ)، الأحكام السلطانية والولايات الدينية، الطبعة الأولى، مكتبة مصطفى الحلبي وأولاده، مصر، 1380هـ-1960م، ص120.
أيضاً: المناوي. محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي (ت: 1031هـ)، النقود والمكاييل والموازين، تحقيق الدكتور رجاء محمود السامرائي، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية، سلسلة كتب التراث (107)، 1981م، ص125.
أيضاً: محمد سلامة جبر، أحكام النقود في الشريعة الإسلامية، كويت، ص20.
() النبهاني. تقي الدين، النظام الاقتصادي في الإسلام، الطبعة الثالثة، 1372هـ-1953م، ص218.
أيضاً: الخالدي. محمود، الأصول الفكرية للثقافة الإسلامية، الطبعة الأولى، دار الفكر، عمان، 1404هـ-1984م، 3/247.
() د. البيه. عبد المنعم، اقتصاد النقود والبنوك، الطبعة الثانية، 1956م، ص5.
أيضاً: حلمي يس، أعمال قسم الخزينة، محاضرة ألقاها في معهد الدراسات المصرفية، مجموعة محاضرات العام الدراسي السادس، 1960م، ص1.
() د. مراد كاظم، البورصة وأفضل الطرق في نجاح الاستثمارات المالية، الطبعة الثانية، المطبعة التجارية، بيروت، 1967م، ص187.
أيضاً: أبو الفتوح، علي باشا، في القضاء والاقتصاد والاجتماع، مطبعة المعارف، مصر، دون تاريخ، ص171.
() إبراهيم زكي، النقود وسيلة المبادلة، مجلة الأزهر، المجلد (11)، مطبعة الأزهر، 1940م-1359هـ، ص307.
() د. عبد الرحمن فهمي محمد، النقود العربية ماضيها وحاضرها، المكتبة الثقافية(103) وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للطباعة والنشر، دار القلم، القاهرة، 1964م، ص13. أيضا د. عبد الرحمن يسري أحمد، اقتصاديات النقود، الناشر دار الجامعات المصرية، إسكندرية، 1979م، ص3.
() محمد عاشور، دراسة في الفكر الاقتصادي العربي، أبو الفضل جعفر علي الدمشقي (أبو الاقتصاد)، الطبعة الأولى ، دار الاتحاد العربي، 1973م، ص38.
() د. عبد الرحمن فهمي محمد، النقود العربية ماضيها وحاضرها، مصدر سابق، ص14.
() محمد عاشور، دراسة في الفكر الاقتصادي العربي، مصدر سابق، ص43.
() د. كاشف. سيدة إسماعيل، النقود العربية في العصر الإسلامي، الموسم الثقافي لجامعة الكويت للعام 1967/1968، طباعة المطبعة العصرية، الكويت، ص250.
() الدلي. عبد الغني، محاضرات في النقود والبنوك ونظام النقد والمصارف الغربية، رسالة ماجستير، طبع المكتب الجامعي على الآلة الكاتبة، الرباط، 1972، ص16.
() د. لهيطة. محمد فهمي والدكتور محمد حمزة عليش، النقود والائتمان، الناشر مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ص94.
أيضا: الدلي. عبد الغني، محاضرات في النقود والبنوك، مصدر سابق، ص17.
() د. الشاوي. خالد، الأوراق التجارية في التشريعين الليبي والعراقي، الطبعة الأولى، منشورات الجامعة الليبية، كلية الحقوق، مطابع دار الكتب بيروت، 1391هـ 1971م، ص292.
() د. بدر. أمين محمد، الأوراق التجارية في التشريع المصري، المطبعة العالمية، مصر، 1953م، ص20.
() أمين ميخائيل عبد الملك، الاعتمادات المستندية، محاضرة ألقاها في معهد الدراسات المصرفية، مجموعة محاضرات العام الدراسي السادس، 1960، ص2.
() د. عبد الرحمن يسري أحمد، اقتصاديات النقود،مصدر سابق، ص21.
أيضا: محمد عاشور، دراسة في الفكر الاقتصادي العربي. أبو الفضل جعفر علي الدمشقي (أبو الاقتصاد)، ص41.
() ابن قدامة، المغني، مصدر سابق، 4/177.
أيضا: المحقق الحلي، شرائع الإسلام،مصدر سابق، 2/48.
أيضا: ابن رشد، أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد (ت:520هـ)،المقدمات والممهدات، مكتبة المثنى، بغداد، ص507.
أيضا: الخطيب الشربيني، الإقناع في حل الفاظ ابن شجاع، مصدر سابق، 2/186.
أيضا: العيني، البناية في شرح الهداية، الطبعة الأولى، دار الفكر، 1401هـ-1981م، 6/689.
() مسلم، صحيح مسلم، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده ، مصر، 5/44.
() د. الجمال. غريب، المصارف والأعمال المصرفية في الشريعة والقانون ، ص39 .
أيضا: د.حمود. سامي حسن أحمد، تطوير الأعمال المصرفية بما يتفق والشريعة الإسلامية، رسالة دكتوراه، الطبعة الثانية، مطبعة الشرق، عمان، 1982م، ص39.
() الدلي. عبد الغني، محاضرات في النقود والبنوك، مصدر سابق، ص18.
() المقريزي، شذور العقود في ذكر النقود، مصدر سابق، ص23.
أيضاً: العزاوي. عباس، تاريخ النقود العراقية لما بعد العهود العباسية، طبع شركة التجارة والطباعة، بغداد، 1377هـ-1958م، ص120.
() ابن عابدين، رد المحتار في الدر المختار،مصدر سابق، 5/175.
() سليمان الجمل، حاشية الجمل على شرح المنهج، دار الفكر، بيروت، 3/46.
() البهوتي، كشاف القناع على متن الاقناع، الناشر مكتبة النصر الحديثة، الرياض، 1/252.
() الجزيري. عبد الرحمن، الربا،مصدر سابق، ص106.
() الجزيري. عبد الرحمتن، الفقه على المذاهب الأربعة، دار الفكر، بيروت، 1972م، 2/272.
أيضاً: عبد الحليم محمود موسى، الفقه الإسلامي الميسر في العقائد والعبادات والمعاملات على المذاهب الأربعة، الناشر دار الفكر العربي، طبع بمطابع دار الثقافة العربية، 1394هـ-1974م، ص198.
() د. البيه. عبد المنعم، اقتصاد النقود والبنوك، مصدر سابق، ص12.
() الدلي. عبد العزيز، محاضرات في النقود والبنوك، مصدر سابق، ص21.
() النبهاني. محمد تقي، النظام الاقتصادي الإسلامي، مصدر سابق، ص231.
أيضاً: الموسوي. السيد أبو الحسن، وسيلة النجاة، الطبعة الثانية، تعليق محمد رضا الموسوي، دار التعارف، بيروت 1397هـ-1977م، 1/417.
أيضاً: كاشف الغطاء. الشيخ محمد حسين، سؤال وجواب، الطبعة الثانية، مطبعة العدل الإسلامي، النجف، 1370هـ،1/ 259.
() المصارف والأعمال المصرفية في الشريعة والقانون، مصدر سابق، ص99.
() د. لهيطة. محمد فهمي والدكتور محمد حمزة عليش، النقود والائتمان،مصدر سابق، ص94.
() أبو الفتوح. علي باشا، في القضاء والاقتصاد والاجتماع،مصدر سابق، ص172.
() الجبالي. إبراهيم، الربا، مجلة نور الإسلام، المجلد الثالث، مطبعة المعاهد الدينية، 1351هـ-1933م، ص427.
() منيع. عبد الله سليمان، الورق النقدي تاريخه، حقيقته، قيمته، حكمه، رسالة ماجستير، الطبعة الأولى، مطابع الرياض، 1971، ص49.
() النبهاني. محمد تقي، النظام الاقتصادي الإسلامي، ص531. أيضاً: اطفيش. أبو إسحاق إبراهيم، محضر الجلسة الرابعة، مؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية، الأزهر، 16 محرم 1385هـ، طبع آلة الكاتبة، ص3.
() منيع. عبد الله سليمان، الورق النقدي، مصدر سابق، ص85.
أيضاً: طه حبيب، زكاة الورق النقدي، مجلة نور الإسلام، المجلد الثالث، مطبعة المعاصر الدينية، 1351هـ-1933م، ص211.
() منيع. عبد الله سليمان، الورق النقدي، مصدر سابق، ص85.
أيضاً: طه حبيب، زكاة الورق النقدي، مجلة نور الإسلام، المجلد الثالث، مطبعة المعاصر الدينية، 1351هـ-1933م، ص211.
() ذهب إلى هذه النظرية كل من الشيخ محمد حسين مخلوف والأستاذ عبد الوهاب خلاف والشيخ محمد أبو زهرة والشيخ يوسف القرضاوي: ينظر كل: د. متولي أبو بكر عمر والدكتور إسماعيل شحاتة، اقتصاديات النقود في إطار الفكر الإسلامي، مصدر سابق، ص49
أيضاً: مجلة لواء الإسلام، العدد الخامس والثامن، السنة الرابعة، 1371هـ-1951م، ص338-339، ص601.
أيضاً: د. طنطاوي محمود محمد، ندوة لواء الإسلام، العدد العاشر، السنة الثامنة، جمادى الآخرة 1374 هـ- فبراير 1955م، ص232.
أيضاً: القرضاوي. يوسف، فقه الزكاة، الطبعة الثانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1393هـ-1973م، 1/271-276.
() التقي. حامد، من مزاعم مسقطي الزكاة، مجلة التمدن الإسلامي، العدد (29، 32)، مجلد (26)، دمشق، شعبان 1379هـ- آذار، 1960م، ص637.
() د. السامرائي. عبد الله سلوم، حوار في الاقتصاديين الإسلام والماركسية والرأسمالية، الطبعة الأولى، المؤسسة العراقية للدعاية والطباعة، بغداد، 1404هـ-1984م، ص84.
() مغنيه. الشيخ محمد جواد، فقه الإمام الصادق، مصدر سابق، 3/265.
() الخطيب الشربيني، مغني المحتاج، 4/25.
() الحكيم. السيد محسن، منهاج الصالحين، الطبعة التاسعة، مطبعة النجف، 1387، 2/52.
أيضاً: الخوئي. السيد أبو القاسم، المسائل المنتخبة، الطبعة التاسعة، مطبعة الآداب، النجف، 1394هـ، ص210.
كاشف الغطاء. الشيخ علي، مجلة الأزهر، الجزء الأول، السنة (37) القاهرة، المحرم ستة 1385هـ- مايو 1965م، ص109.
أيضاً: الروحاني. السيد محمد صادق، المسائل المستحدثة، الطبعة الأولى، مؤسسة دار الفكر، 1384هـ، ص33.
أيضاً: بحر العلوم. السيد عز الدين، بحوث فقهية للشيخ حسين الحلي، مطبعة الآداب، النجف، 1964، ص52.
() الهمشري. مصطفى عبد الله، الأعمال المصرفية في الإسلام، القاهرة، 1973م، ص120.
() د. البيه. عبد المنعم، اقتصاد النقود والبنوك، مصدر سابق، ص14.
أيضاً: الدلي. عبد الغني، محاضرات في النقود والبنوك، مصدر سابق، ص22.
() كاشف الغطاء. الشيخ هادي بن عباس، رسالة في الربا والنقود، مخطوطة في مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء، النجف، ص48.
أيضاً: د. الخالدي. محمود، الأصول الفكرية للثقافة الإسلامية، مصدر سابق، 3/224.
() الحر العاملي، وسائل الشيعة، 6/99.
() الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، 2/57.


http://islamfin.go-forum.net/t765-topic

hano.jimi
2012-01-03, 18:13
السلام عليكم ارجووكم اريد بحث في نظام النقود في الاقتصاد الاسلامي
و شكرا لكي اختي الله يجازيك و يعتيك واش تتمناي شكرا شكرا

23-05-2008, 10:54 PM
أهمية النقود الإسلامية



تعد النقود الإسلامية مصدرا مهما من مصادر التاريخ الإسلامي، فهي وثائق صحيحة ليس من السهل الطعن في قيمتها. ونعرض فيما يلي لأهمية النقود في دراسة الجوانب المختلفة للتاريخ والحضارة الإسلامية:

أولا: من الناحية السياسية:
كانت النقود إحدى شارات الملك والسلطان والتي يحرص كل حاكم على اتخاذها بمجرد توليه الحكم. وتتجلى أهمية النقود من الناحية السياسية فيما سُجل عليها من أسماء خلفاء وملوك وحكام وأمراء وولاة.
كما تعتبر النقود سجلا للألقاب والنعوت التي تلقي الضوء على الكثير من الأحداث السياسية الهامة في العالم الإسلامي، ويتجلى ذلك على سبيل المثال في تسجيل لقب " قسيم أمير المؤمنين " على نقود دولة المماليك البحرية. ذلك أن الظاهر بيبرس بعد قتله الملك المظفر قطز واستيلائه على حكم مصر والشام، انتزع موافقة الخليفة العباسي على حكمه لكي يتحصن ضد محاولات أمراء المماليك في انتزاع العرش منه، وتلقب بلقب " قسيم أمير المؤمنين ".
وقد أدرك الثوار والخارجون أهمية النقود من الناحية السياسية بوصفها إحدى شارات الملك والسلطان، ومظهرا مهما من مظاهر الحكم والسيادة، ولذلك حرصوا على ضرب النقود بأسمائهم، كما سجلوا عليها شعاراتهم ومبادئ ثوراتهم، وذلك كدعاية لهم بين الناس. ولكن هذه النقود كانت لا تجوز أحيانا خارج الأقاليم التي سُكّت بها، لأنها نقود ثورة لم يُسجل عليها اسم الحاكم الشرعي للبلاد. ومن أمثلة نقود الثوار: الدراهم العربية الساسانية ( الفارسية ) التي سكّها عبد الله بن الزبير أثناء ثورته على الخلافة الأموية.
كما نُقش على النقود الإسلامية كتابات قرآنية وغير قرآنية تعكس الكثير من الأحداث السياسية المهمة التي شهدتها بعض الدول. ومن أمثلة الكتابات القرآنية: استخدم العباسيون الاقتباس القرآني ﴿ قُل َّلا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ [ الشورى: 23 ]. كشعار لثورتهم ضد الخلافة الأموية.
ومن أمثلة الكتابات غير القرآنية، عبارة: " أعز الله نصره " على الفلوس النحاسية المبكرة في أوائل العصر العباسي، وذلك كدعاء للحكام والولاة بأن يحقق الله لهم النصر والعزة على أعدائهم. وأيضا استخدمت عبارة " أيده الله " وكذلك " أيد الله نصره " على نقود حكام بعض دول المغرب والأندلس، وذلك كدعاء لهم بأن يؤيدهم الله بقوته وينصرهم على أعدائهم.

ثانيا: من الناحية الدينية والمذهبية:
حملت النقود العربية الإسلامية منذ تعريبها على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سنة 77 هـ ملامح العقيدة الإسلامية، والتي تمثلت في نقش شهادة التوحيد، والاقتباس القرآني من سورة الإخلاص، وكذا الاقتباس القرآني من سورة التوبة: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [ التوبة: 33 ]. كما سُجل على النقود العربية الإسلامية الشعارات الخاصة بالمذاهب الإسلامية المختلفة، فقد حرص كل حاكم على نقش الشعارات والعبارات المختلفة التي تعبر عن اعتناقه لأحد المذاهب، كما تعكس في أحيان كثيرة نفس مذهب أهل البلاد.
وتكمن أيضا أهمية النقود من الناحية الدينية والمذهبية في كونها تعكس:
o المذهب الديني للحاكم الذي أمر بسكها والمحكومين في نفس الوقت: ويتمثل ذلك في النقود الأموية والعباسية، فنقود هذه الدول كانت تحمل كتابات تعبر عن مذهب الحاكم وأهل البلاد في آنٍ واحد.
o المذهب الديني للحاكم دون المحكومين: فالنقود الفاطمية كانت تحمل الكتابات الشيعية التي تعكس مذهب الخلفاء الفاطميين، في حين أن غالبية الشعب المصري كان يعتنق المذهب السني.
o المذهب الديني للمحكومين دون الحاكم: ذلك أن المغول فتحوا الكثير من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وبعض هذه البلاد كان يعتنق أهلها الدين الإسلامي على المذهب السني، فضربوا بها النقود حسب هذا المذهب وسجلوا عليها عبارات تشير إليه.

ثالثا: من الناحية الاقتصادية:
كانت النقود الذهبية هي النقود الرئيسية في كثير من الدول الإسلامية، وكانت تمثل انعكاسا للحالة الاقتصادية للدول التي سكّتها، لأن ارتفاع وزنها ونقاء عيارها كان دليلا على الازدهار الاقتصادي في تلك الدول مثلما كان الحال في العصر الطولوني والفاطمي.
وفي نفس الوقت حرص الحكام والمشرفون على دار السك على تسجيل بعض الكتابات على النقود لحث المتعاملين بها على الالتزام بوزنها، والبعد عن أية محاولة لغشها أو تزويرها امتثالا لأمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالنهي عن إفساد سَكة المسلمين المتداولة حفاظا على مصالح المتعاملين بها، وتحقيق منفعتهم من خلالها. ومن هذه الكتابات ما سجله حكام الأتابكة في ماردين وحصن كيفا وآمد من عبارات " ملعون من يغيره " على دراهمهم النحاسية.

رابعا: من الناحية الاجتماعية:
عبّرت النقود الإسلامية عن كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية التي تشهدها الدول المختلفة، مثل الزواج والمصاهرة وحالات المرض والوفاة والمصالحة، بالإضافة إلى الاتفاقيات والتحالفات بين الحكام والدول. وكانت هذه النقود تُضرب تخليدا لتلك المناسبات المهمة، وكانت توزع كنقود صلة وهدايا على أولي الأرحام وكبار القواد والأمراء ورجال الدولة. لذلك كانت هذه النقود تختلف عن النقود العادية المخصصة للتداول من حيث الوزن والكتابات المسجلة عليها في كثير من الأحيان.

خامسا: من الناحية الأدبية:
تجلت أهمية النقود الإسلامية فيما سجل عليها من أبيات الشعر. وقد ظهرت هذه الأبيات على بعض النقود التذكارية التي ضُربت في العصر الفاطمي، والتي كانت توزع في المناسبات المختلفة.

سادسا: مجالات أخرى:
استخدمت النقود كوسيلة مهمة من وسائل الدعاية والإعلان في العصر الإسلامي، فقد سجل عليها الحكام والسلاطين بعض البيانات الهامة إلى الرعية، كما استخدمت لنشر الأفكار والمبادئ الدينية والأخلاقية.
كذلك استخدمت النقود كوسيلة مهمة من وسائل الوعظ والإرشاد، فقد نُقش عليها بعض الاقتباسات من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل: " لا إله إلا الله الملك الحق المبين "، و " سبحان الله وبحمده "، و " لا إله إلا الله والحمد لله والله أكبر ".
أما القيم الأخلاقية فمنها ما يخاطب الفرد، مثل: " بركة العمر حسن العمل" ، و " الدنيا ساعة فاجعلها طاعة "، و " طول العمر مع الطاعة من خلع الأنبياء "، و " ضمن الله رزق كل أحد "، و " عز من قنع وذل من طمع ". ومنها ما يختص بالحاكم والمجتمع، مثل: " ثبات الملك بالعدل "، و " بركة الملك في إدامة العدل "، وغيرها.
وتبرز أهمية أخرى للنقود، وهي الأهمية الجغرافية: فالنقود قد سجل عليها في كثير من الأحيان أماكن سكها، لذلك ظهرت عليها أسماء العديد من المدن، قد اندثر كثير منها، ولم يبق ذكرها إلا على النقود الإسلامية.

كذلك نُقش على النقود العربية الإسلامية منذ تعريبها تاريخ سكها، وساعد ذلك في تحديد فترة ولاية كل حاكم بصورة دقيقة. وقد تنوعت التواريخ المسجلة على النقود في العصر الإسلامي، حيث نجد التاريخ الهجري، والذي سجل على النقود بثلاث طرق مختلفة:
o الطريقة الأولى: كان يسجل فيها التاريخ الهجري بالحروف العربية
o الطريقة الثانية: هي تسجيل التاريخ الهجري بالأرقام العربية
o الطريقة الثالثة: هي تسجيل التاريخ الهجري بالحروف والأرقام العربية معا
أما من حيث الخط العربي، فتعد النقود العربية الإسلامية مدرسة لتعلم أنواع الخط العربي والذي ورد عليها بنوعيه الكوفي والنسخ. حيث ظهر على هذه النقود العديد من أنواع الخط الكوفي، مثل الكوفي البسيط، والكوفي المتقن الطرف، والكوفي المورق، والمزهر، والمعماري، والمربع، والمضفور. كما ظهر على النقود أيضا من أنواع الخط النسخ: الثلث، والطغراء، والنستعليق، وغيرها. وكانت النقود في هذا الشأن من أهم المصادر التي تساعد على دراسة الخط العربي ومعرفة مراحل تطوره المختلفة.
ومن الناحية الفنية، ظهر على النقود الإسلامية زخارف نباتية وهندسية شتى، واستخدمت أحيانا كهوامش أو فواصل بين الكتابات، أو شغلت بعض من الفراغ الموجود على مساحة النقد.
كما تعد النقود الإسلامية سجلا حافلا للنعوت والألقاب، فهي أهم مصادر الألقاب من الناحية الرسمية، وإن اقتصرت هذه الألقاب على الحكام والأمراء، لأنه لم يكن يسمح لغيرهم بضرب النقود.


*****


وهكذا يتبين لنا أهمية النقود في الحضارة والتاريخ الإسلامي، فهي تعكس جوانب الحياة المختلفة السياسية والدينية والمذهبية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، على نحو ما أوضحنا. ولذلك تعد النقود من أهم مصادر التاريخ الإسلامي.
منقول



http://www.f-law.net/law/archive/index.php?t-13962.html

hano.jimi
2012-01-03, 18:14
السلام عليكم ارجووكم اريد بحث في نظام النقود في الاقتصاد الاسلامي
و شكرا لكي اختي الله يجازيك و يعتيك واش تتمناي شكرا شكرا

تعريف نظام الإقتصاد الاسلاميصفحة - نقاش - عدل - تاريخ
[عدل] تعريف نظام الإقتصاد الاسلامي:

[عدل] النظام الاقتصادي الرأسمالي:

إن النظرية التي يقوم عليها هذا النظام هي أن الفرد هو المالك الوحيد لما يكتسب ولاحق لغيره في ملكه , ومن حق مالك المال أن يحتكر من وسائل الإنتاج كل ماتصل إليه يده يقوده حب الذات والعبودية للمال,وهذه النظرية تستلزم إحداث خلل في توزيع الثروة على الأفراد فينقسم المجتمع إلى طبقتين لا ثالث لهما :طبقة المتمولين الأثرياء وهم قلة (( الرأسماليين المرابين )),الذين يمتلكون المصانع والأراضي, وطبقة الفقراء والكادحين وهم الأغلبية الساحقة من عامة الناس من العمال والمزارعين,وبذلك تنعدم روح التعاطف والمواساة والتكافل ,ويحل مبدأ البقاء للأغنى والأقوى محل التعاون والتعايش,وهنا يختلط البيع مع الربا بل هما يمثلان لحمة واحدة فلولا الربا لتداعى النظام الرأسمالي
ثانيا النظام الاقتصادي الشيوعي :- وظهر هذا النظام كرد فعل طبيعي تجاه ظلم واحتكار النظام الرأسمالي, ويقوم النظام الشيوعي على نظرية أن وسائل الإنتاج كلها مشتركة بين أفراد المجتمع, ولا حق للأفراد بصفتهم الفردية أن يمتلكوها, وباختصار شديد فإن هذا النظام يقوم على رأسمالية الدولة بحيث لاوجود للملكية الخاصة.
إن النظام الرأسمالي لا يمكن أن يستمربدون المصارف وشركات التأمين والشركات المساهمة وبقية الدوائر المالية الأخرى القائمة على المراباة, بينما النظام الشيوعي لا حاجة له إلى كل تلك الدوائر المالية كما لا يستسيغ النظام الشيوعي تلك المعاملات المالية القائمة على الربا بأي شكل من الأشكال, فلا يمكن أن تجد شيوعيا يتعاطى الربا, وغاية النظام الشيوعي هي تقسيم ثروة المجتمع بالتوازن والقسط بين أفراده - وهذه الغاية صحيحة من الناحية النظرية - ولكنه سلك طريقا غير صحيح لتحقيق تلك الغاية إذ أن النظرية الشيوعية تحارب فطرة الإنسان على حب الامتلاك, فحرمان الأفراد من الملكية الخاصة لا يتوقف ضرره عند تدمير الاقتصاد فحسب,بل هوتدميرللحياة الإنسانية,لأنه ينظر إلى الأفراد وكأنهم آلات ميكانيكية صماء مجردة من المشاعر والعواطف, وهو بذلك يسلبهم حرية الفكر والرأي والعمل والاستثمار.

[عدل] النظام الاقتصادي الإسلامي :

أما الإسلام فقد جاء بنظام اقتصادي معتدل منبثق من منهج الوسطية التي هي مبدأ من مبادئه , فهو يعطي للفرد حقوقه الفطرية والشخصية في التملك بطريقة منسجمة مع مصلحة المجتمع, ولا تخل بالتوازن الاقتصادي, فنظام الإسلام يعد نظاما حضاريا مبتكرا يختلف تماما عن النظام الرأسمالي والشيوعي.
فنظرية النظام الاقتصادي الإسلامي تقوم على أن الرابطة بين المصلحة الفردية والمصلحة الجماعية وثيقة ومرتبطة ببعضها البعض, وبذلك يحقق الرخاء بين شرائح المجتمع على حد سواء.
مبتكرات وأخلاقيات النظام الاقتصادي الإسلامي
1- الزكاة: هي من أبرز الوسائل التي ابتكرها الإسلام لمكافحة ظهور الطبقة الرأسمالية , حيث جعل الإسلام للفقير حقا مفروضا في مال الغني يخرجه مع بلوغ النصاب والحول,وهنا يجب أن ننتبه إلى كلمة(( حق)) لأن الغني لا يزكي على الفقير من باب الامتنان والتفضل على الفقير, بل جعل الزكاة حقا مشروعا من حقوق الفقير واجبة على الغني, وبهذا الأسلوب المبتكر نحقق التوازن بين شرائح المجتمع .
2- الإنفاق في سبيل الله : وهو أعم من الزكاة ويشمل كل أنواع الإنفاق في سبل الخير ومصلحة المجتمع, ويختلف الإنفاق في النظرية الإسلامية عنه في النظام الرأسمالي في أن المسلم ينفق ماله وهو معتقد أن ماله بهذا الإنفاق قد نما وزاد وحلت به البركة مصاقا لقوله تعالى {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ} , شريطة البعد عن الرياء والسمعة بينما الرأسمالي يعتبر كل دينار ينفقه هو نقص من إجمالي رصيده, وهو لا ينفق إلا رياء وسمعة لتحقيق مئارب شخصية, كما هو حاصل في الانتخابات ((الحملة الدعائية )), فالمسلم إذا أنفق اغتنى والرأسمالي إذا انفق افتقر على النطاق المعنوي والمادي .
3- الميراث: ويتقدم الإسلام ويخطو خطوة أخرى لتوزيع ما بقي منكمشا في محل واحد وذلك بقانون الإرث, فإذا مات المسلم وترك مالا قل أوكثر فإنه يقسم على ورثته بالطريقة المعروفة, وإذا لم يكن له وارث لا من قريب ولامن بعيد فإن المجتمع يعد وارثا له ,وتنتقل تركته إلى بيت مال المسلمين .
4- تحريم الربا : لقوله تعالى{وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} وللأسف لم يدرك العالم حكمة هذا التحريم إلا متأخرا بمرور الأزمة العالمية, فالنظام الإسلامي ينظر إلى النقود على كونها وسيلة لتدوير الإنتاج وتوزيع الثروة في حركة مستمرة متزنة لا أن تصبح النقود غاية في حد ذاتها وتتحول إلى سلعة يحتكرها المرابون, وها هو العالم بعدما مر بالأزمة الاقتصادية أيقن هذا الخطر((الربا)) الذي حرمه الإسلام قبل أربعة عشر قرنا من الزمان حيث اتضحت المشاكل الاقتصاديةالناجمةعن تعاطي الربا من فقر وبطالة وفقدان الإنتاجية فصدق المولى عز وجل في كتابه العزيز{يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} .
5- ملكية الأرض : تعود ملكية الأرض الغير مملوكة إلى من يقوم بإحياء ها واستعمارها قال صلى الله عليه وسلم من "من أحيا أرضاً ميتةً فهي لهُ" , أما بالنسبة إلى مدخرات الأرض كالنفط والغاز والمعادن فإن فقهاء المالكية يرجعون ملكيتها إلى عامة المسلمين سواء أكانت الأرض مملوكة أوغير مملوكة’ وذلك حتى يعم الرخاء على كل أفراد المجتمع ولا ينحصر في فئة قليلة من الناس.
6- تحريم الفساد في الأرض : قد شددت الشريعة الإسلامية العقاب على المفسدين ونبذت الفساد بكل صوره وأشكاله قال تعالى{وَلاَ تَعْثُوا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين} ويعبر المسلمون الفاتحون هم أول من أصدر أمرا عسكريا للحفاظ على الموارد الاقتصادية من الفساد للمناطق التي فتحوها, ونجد ذلك ظاهرا بجلاء في وصية أبي بكر الصديق لجيش أسامة بن زيد بقوله ((ولا تحرقوا نخلاً ولا تقطعوا شجرةً مثمرة ولا تعقروا بهيمة إلاّ لمأكلةٍ))
7- تحريم التجارة بماهو محرم الانتفاع به شرعا: ((الخمر والميتة ولحم الخنزير )) بل إن الإسلام اعتبرها ليست مالا لعدم جواز الانتفاع بها على وجه السعة والاختيار, وهو بذلك يوفر على المجتمع أعباء اقتصادية لا داعية لها فقد ثبت أن الآثار الاقتصادية المترتبة من مصاريف للعلاج نتيجة لشرب الخمر وتداولها تستنزف مايقرب 64مليون دولار سنويا في الولايات الأمريكية المتحدة وحدها , وهذا ما قررته الآية الكريمة {وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} , والأمر ينطبق تماما على لحم الخنازير ولعل ما يعاني منه العالم من تفشي مرض افلونزا الخنازيرأكبر برهان على حكمة التشريع الإسلامي فتمعنوا معي في تلك الملايين التي تصرف الآن من ميزانية الدول من أجل إعداد عقار يقي من هذا المرض الفتاك والوقاية منه, كذلك الأمر مع الميتة, لهذا جاءت الشريعة بتحريم التجارة بكل تلك النجاسات التي تثقل كاهل الاقتصاد ودون أي فائدة مرجوة وتتسبب في خسارة الملايين من ميزانية الدول .
7- تحريم كل بيع من شأنه أن يؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل((القمار والميسر ,بيع الدين بالدين ,...) القيود التي وضعها الإسلام على الملكية الخاصة
القيد الأول : تقيد مالك المال بإلزامه باستثمار المال حتى لا يعرقل تعطيل الاستثمار نماء المجتمع.
القيد الثاني : تقيد مالك المال بإلزامه بالإنفاق في سبيل الله على النحو الذي يلبي مطالب المجتمع وضروراته.
القيد الثالث :تقيد حرية مالك المال بإلزامه بأن لا يجعل من استعماله لماله ضررا لغيره.
القيد الرابع: تقييد حرية مالك المال بإلزامه بالامتناع عن تنمية ماله بالطرق الغير شرعية ((الربا ,الغش ,الاحتكار,تطفيف الكيل )).
القيد الخامس : تقييد حرية مالك المال بإلزامه بالامتناع عن الإسراف والتبذير والبخل.
القيد السادس : تقييد حرية مالك المال بإلزامه بالامتناع عن استغلال ماله لحيازة نفوذ سياسي.
القيد السابع : تقييد حرية مالك المال بإلزامه بعدم الخروج على فرائض الأرث والوصية
http://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81_%D9%86%D8%B8%D8%A7% D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D 8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9 %8A

fatikhadi
2012-01-03, 20:48
شكرا لك اختي الله يجاااااااااااااااااززيك خيرا يا رب و انشاء الله تتحقق كل امنياتك يا رب
شكرا

amine+k
2012-01-05, 11:24
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إني بحاجة لبحث حول التعلبق
في تخصص إذاعة و تلفزيون lmd
أرجو المساعدة

hano.jimi
2012-01-05, 17:03
ارجوكم و الله يشدلكم في الوالدييييييييييييين

احتاج الى مساعدة من طرفكم وطلبي هو بحث حول وكالة روترز الامريكية ممكن بالمراجع ارجوووووكم انا في الانتضار .

http://site.iugaza.edu.ps/awafi/files/2011/09/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A.doc

laysa
2012-01-05, 17:44
السلام عليكم اريد بحث حول حمدان خوجة مع التهميش من فضلكم عاجل جدا

prof2006
2012-01-06, 18:14
اريد مساعدة في مذكرة تخرجي ليسانس ادب عربي بعنوان البطولة في شعر مفدي زكريا

laysa
2012-01-06, 23:14
السلام عليكم اريد بحث حول حمدان خوجة مع التهميش من فضلكم عاجل جدا

fatikhadi
2012-01-07, 12:42
سلام عليكم اريد الفرق بين الشركة و المؤسسات العمومية

sanaa4f
2012-01-10, 09:55
السلام عليكم....................
اريد منكم مساعدة حول موضوع تدريب الموارد البشرية (مدكرة تخرج) من فضلكم
وجزاكم الله كل خير ......وزاده في ميزان حسناتكم......
.....أرجوكم من فضلكم.............

hano.jimi
2012-01-11, 00:00
السلام عليكم اريد بحث حول حمدان خوجة مع التهميش من فضلكم عاجل جدا

حمدان خوجة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
صفحة المسودة (غير مراجعة)
ينتمي حمدان بن عثمان خوجة إلى عائلة جزائرية عريقة في العاصمة كان خاله الحاج محمد أمينا سكة قبل الاحتلال الفرنسي، أما والده عثمان فكان فقيها. ولد حمدان سنة 1773، حفظ القرآن وبعض العلوم الدينية على يد والده، ثم دخل المرحلة الابتدائية التي نجح فيها بتفوق فأرسله والده مكافأة له مع خاله برحلة إلى استنبول سنة 1784 م، ثم انتقل إلى المرحلة العليا حيث تلقى فيها علم الأصول والفلسفة وعلوم عصره.
بعد وفاة والده شغل مكانه كمدرس للعلوم الدينية، لمدة قصيرة ثم مارس التجارة مع خاله ونجح فيها، حيث أصبح من أغنياء الجزائر، مما فتح له المجال القيام بعدة رحلات إلى أوروبا، بلاد المشرق والقسطنطينية ومنها استطاع تعلم عدة لغات كالفرنسية والإنجليزية مما ساعده على التفتح وتوسيع معالمه والتعرف على العادات والتقاليد، والأنظمة السياسية السائدة في تلك البلدان. وأثناء الحملة العسكرية الفرنسية على الجزائر ساهم بكل ما لديه للدفاع عن مدينة الجزائر.
بعد الاحتلال الفرنسي اشتغل كعضو في بلدية الجزائر وفيها حاول الحفاظ على ما تبقى للجزائريين من ممتلكات، حيث رفض تسليم عدة مساجد للفرنسيين الذين اتخذوا ذلك حجة لتدميرها وإقامة بدلها مؤسسات وطرق عمومية كما شارك في لجنة التعويضات الفرنسية لتعويض الأشخاص الذين هدمت ممتلكاتهم لفائدة المصلحة العامة كما يقول الاستعمار الفرنسي، وفيها بذل حمدان جهودا لخدمة إخوانه الجزائريين ولكن الاستعمار الفرنسي تفطن لنويا الأعضاء الجزائريين المشاركين في هذه اللجنة فحلها وأغلق باب التعويضات. بعد ذلك شارك كوسيط بين أحمد باي والفرنسيين وأرسل إلى الجنرال سولت مذكرة يصف فيها التجاوزات التي قام بها الفرنسيون في الجزائر، فكان من نتائج هذه المذكرة إنشاء اللجنة الإفريقية للبحث عن الأوضاع في الجزائر. وفي باريس راسل السلطان العثماني وناشده بالتدخل لإنقاذ الشعب الجزائري ثم غادر باريس نحو القسطنطينية في 1836 وتوفي هناك ما بين 1840/ 1845.
[عدل]آثاره

لحمدان بن عثمان خوجة آثار علمية كثيرة و قيمة تعتبر من المصادر الأساسية، لدراسة الفترة الأخيرة من العهد العثماني في الجزائر والفترة الأولى من الاحتلال الفرنسي، كما تعطينا صورة واضحة عن مستوى الفكر في العالم الإسلامي ومعظم آثاره عبارة عن مؤلفات وترجمة ومذكرة ورسائل. ومن أهم مؤلفاته:كتاب المرآة الذي يقدم فيه كيف دجل الاستدمار الفرنسي إلى الجزائر .
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86_%D8%AE%D9%88%D8%AC% D8%A9

hano.jimi
2012-01-11, 00:01
السلام عليكم اريد بحث حول حمدان خوجة مع التهميش من فضلكم عاجل جدا

لجزء الأول : ( 06 ن
السؤال الأول :
عرف الأعلام التالية :
حمدان خوجة
ينتمي حمدان خوجة إلى عائلة جزائرية عريقة في العاصمة كان خاله الحاج محمد أمينا سكة قبل الاحتلال الفرنسي، أما والده عثمان فكان فقيها .ولد حمدان سنة 1773، حفظ القرآن و بعض العلوم الدينية على يد والده ، ثم دخل المرحلة الابتدائية التي نجح فيها بتفوق فأرسله والده مكافأة له مع خاله برحلة إلى استنبول سنة 1784م ، ثم انتقل إلى المرحلة العليا حيث تلقى فيها علم الأصول و الفلسفة و علوم عصره. و له آثار علمية قيمة تعتبر من المصادر الأساسية ، لدراسة الفترة الأخيرة من العهد العثماني في الجزائر و الفترة الأولى من الاحتلال الفرنسي ، كما تعطينا صورة واظحة عن مستوى الفكر في العالم الإسلامي و معظم آثاره عبارة عن مؤلفات و ترجمة و مذكرة و رسائل . ومن أهم مؤلفاته؛ المرآة و في باريس راسل السلطان العثماني و ناشده بالتدخل لإنقاذ الشعب الجزائري ثم غادر باريس نحو القسطنطينية في 1836 و توفي هناك ما بين 1840-1845.
الشيخ ابراهيم بيوض
ولد سنة 1313هـ / 1899م في أحضان والدة من عائلة الحكم بالقرارة بولاية غرداية جنوب الجزائر، ووالده يعد من أعيان البلد. دخل كتّاب القرية فاستظهر القرآن قبل سن البلوغ. ثم أخذ مبادئ العلوم الشرعية و اللغوية على يد مشايخ في سنة 1931 م شارك في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و ساهم في صياغة قانونها الأساسي، و انتخب عضوا في إدارتها الأولى، إذ أسندت إليه نيابة أمين المال . في سنة 1937 م و أعيد انتخابه سنة 1951 م، فكان الصوت المدوي دفاعا عن مقومات الشخصية الجزائرية دينا و لغة. أصبح ما بين 1954 و 1962 م محور النشاط الثوري في ميزاب بعامة، و القرارة بخاصة، يعاونه في ذلك زملاؤه في الحركة الإصلاحية، و أبناؤه الطلبة. و قد وقف وقفة بطولية ضد مؤامرة فصل الصحراء عن الجزائر . في مارس 1962 م عين عضوا في اللجنة التنفيذية المؤقتة ، و أسندت إليه مهمة الشؤون الثقافية إلى يوم تسليم السلطة لأول حكومة جزائرية في سبتمبر من سنة 1962 م . في سنة 1963 م توفي الشيخ إبراهيم ربيوض سنة 1401هـ / 1981 م.
الأمير خالد
ولد خالد الهاشمي بن عبد القادر ( الأمير ) يوم 20 فيفري 1875 بدمشق. تلقّى تعليمه الأول بمسقط رأسه و درس اللغتين العربية و الفرنسية، واصل دراسته الثانوية بباريس بثانوية لويس الأكبر بعد أن عادت عائلته إلى الجزائر سنة .1892 انضم إلى الكلية الحربية الفرنسية المعروفة بسان سير saint- cyr التي تخرّج منها عام .1897 شارك في حملات عسكرية بالمغرب سنة 1907 برتبة ملازم أول قبل أن يرقّى إلى نقيب سنة .1908 بعد أن استفاد من عطلة خاصة لمدة 03 سنوات عام 1913 شارك من جديد في الحرب العالمية الثانية كضابط وانسحب من الجيش الفرنسي سنة 1919 واستقر بالجزائر حيث أصدرت الحكومة الفرنسية أمرها بنفي الأمير خالد إلى خارج الجزائر في شهر جويلية 1923 و رغم محاولاته المتكررة العودة إلى الجزائر إلاّ أن السلطات الفرنسية وقفت له بالمرصاد إلى غاية وفاته بدمشق بتاريخ 09 جانفي 1936
الثاني السؤال
- تأسيس فيدرالية المسلمين الجزائريين المنتخبين في:11 سبتمبر 1927
- تأسيس الجمعية الراشدية سنة 1849
- تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في: 05 ماي 1931
- إنشاء أسقفية الجزائر في 08 أوت 1838
- ثورة أولاد سيدي الشيخ ما بين ( 1864- 1880 )
- تأسيس أحباب البيان و الحرية . في1944
الجزء الثاني : ( 04 ن)
بين السياسة الاقتصادية التي طبقتها فرنسا في الجزائر فيما يخص الاستيلاء على الأراضي، مع تحديد
الوسائل التي استخدمها لتجسيد ذلك :
تعرض السكان الأصليين لأبشع أنواع الاضطهاد والقهر والتعذيب والإذلال وتركهم عرضة للفقر والأمراض بهدف القضاء عليهم ومن أهم هذه القوانين والمراسيم:
1/ قوانين مصادرة الأراضي:
* مرسوم1844م: والذي أدى إلى تطبيق القانون الفرنسي في مسالة انتقال الملكية من الجزائري إلى الأوروبي.
* مرسوم21جويلية1846م: والذي بموجبه فرضت سلطات الاحتلال سندات الملكية بالنسبة للأراضي الزراعية أما الأراضي التي ليست لها سندات أو التي يعجز أصحابها عن إثبات ملكيتها فتتحول إلى ملكية الدولة.
* مرسوم1848م: وينص على حجز الأراضي التي تغيب عنها أصحابها أكثر من 03أشهر بدون رخصة، وإلحاقها بممتلكات الدولة.
* قرار30 مارس 1871: وقد صدر على إثر ثورة المقراني وقد نص على مصادرة ممتلكات الثوار الجزائريين وتقديمها للمستوطنين
2/ قانون وارني جويلية 1873: يهدف إلى القضاء على الملكية الجماعية للأعراش وكان يهدف إلى تطوير القطاع الزراعي الخاص بالمستوطنين الأوروبيين وفي نفس الوقت محاربة الملكية الزراعية الجزائرية.
3/ قوانين أخرى«1883/1887/1903»: قد أدت هذه القوانين إلى اغتصاب نحو 1مليون هكتار من أراضي الجزائريين مقابل ½مليون هكتار بين«1830-1870».
* تحويل أراضي الزراعة المعاشية لإنتاج الكروم لخدمة المستعمرين وتحويل الجزائريين إلى خماسين (توجبه الزراعة والصناعة لخدمة فرنسا ).
ورد في سند رقم 02 "... كان عليه أن يستمر في دفع الضرائب التي كان يدفعها قبل الاحتلال..."
ماذا يقصد بهذا القول مدعما إجابتك بأمثلة ؟
لم تكتف الإدارة الفرنسية بقهر الجزائريين وتشريدهم، وفي إطار سياسة التفقير الرسمي المطبقة على الجزائريين استمرت معاناتهم من نقل وتنوع الضرائب منها ماهو خاص بهم مثل "الضرائب العربية" ويعود هذا النظام إلى سنة 1845م حيث صنفها إلى عدة أنواع منها:
* ضريبة الجور والتي تدفع نقدا على الأراضي المستأجرة بعد أن تجمع غلالها.
* ضريبة اللزمة: التي اختلفت قيمتها حسب الجهة التي تفرض فيها.
بالإضافة إلى ضرائب أخرى كضريبة الزكاة والعشر وغيرها، فضلا على الإتاوات الأخرى وأعمال السخرة والحراسة الليلية، دون حصولهم على مزايا مقابل دفعها (واجبات بلا حقوق)
أذكر ثلاث مؤسسات مالية أسستها فرنسا لخدمة المعمرين في الجزائر
إنشاء البنوك والمصارف( بعد إنشاء بنك الجزائر 1851م تم تعويض العملة الجزائرية بالعملة الفرنسية وكان هذا البنك فرعا للبنك المركزي الفرنسي./ القرض العقاري الفرنسي 1852/ الشركة العامة1884) من أجل تحكم في الموارد المالية للجزائر وتسخير ذلك لخدمة بعدها الاستعماري.
وكانت البنوك في الجزائر فروعا للبنوك الفرنسية تمارس نشاطات تجارية بحتة، وقد كان رأس المال الأجنبي يتحكم في هذا القطاع تحكما مطلقا.
ثانيا : الجغرافيا ( 10 نقاط)
الجزء الأول : ( 06 ن)
. جامعة الدول العربية:
فكرة نشأتها: في 24 فيفري 1943 صرح وزير خارجية بريطانيا في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة تنظر بعين العطف إلى إيجاد حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الإقتصادية.
والثقافية والسياسية. بعد عام دعى رئيس وزراء مصر كل من سوريا لبنان إلى التباحث في فكرة إقامة جامعة عربية
فظهر فيها اتجاهين 1/ وحدة إقليمية أو جهوية قوامها سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب. 2/ نوع أشمل وحدة تعوم الدول العربية المستقلة.
-اجتمعت اللجنة التحضيرية 25-9/07-10 -1944 ورجحت الاتجاه الداعي إلى الوحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها.
سورياـــــ الإتحاد العربي
فظهر اختلاف في التسمية : العراق ــــ التحالف العربي فسميت جامعة الدول العربية
مصر ــــ الجامعة العربية
- تعين الأمين العام : موافقة الثلثي وهو الممثل الرسمي للجامعة الدول العربية.
- عمرو موسى هو الأمين العام لها منذ عام 2001 إلى يومنا هذا.
- الدول التأسيسية 7 دول والدول الأعضاء 22دولة ، المقر ــــــ القاهرة " مصر" باستثناء تونس " 1979/1989"
إتحاد المغرب العربي:
تأسس بتاريخ 17/02/1989 بمدينة مراكش المغربية من قبل 5 أعضاء ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا وذلك من خلال توقيع معاهدة الإنشاء
- يهدف إلى تمتين أواصر الإخوة التي تربط الدول الأعضاء وشعوبها بعضها ببعض وفتح الحدود بين دولها لمنح حرية التنقل الكامل للأفراد والسلع، وتحقيق تقدم رفاهية هذه المجتمعات.......
- الأمانة العامة: بالرباط " المغرب الأقصى.
السؤال الثاني
: جيبوتي عاصمة دولة : جيبوتي
أكرا عاصمة دولة : غانا
- باماكو عاصمة دولة : مالي
- لومي عاصمة دولة : طوغو
- الخرطوم عاصمة دولة : السودان
- هاراري عاصمة دولة : زمبابوي.
الجزء الثاني : ( 04 ن)
بين أهمية موقع الجزائر :
مغربيا: حيث تمثل الجزائر قلب المغرب الكبير ومركزه الاقتصادي والبشري،وهي الممر الطبيعي بينه وبين إفريقيا، ومحور العربي الإسلامي، وهو ماجعلها تلعب دورا هاما في المنطقة باعتبارها همزة وصل بين هذه الأقطار.
إفريقيا: تعتبر الجزائر بوابة إفريقيا بصورة عامة وبلدان الساحل الإفريقي بصورة خاصة، ودعم وسائل الاتصال والربط مع دول الجوار الإفريقي وزاد فعالية هذا المحور بعد انجاز طريق الوحدة الإفريقية الذي فتح موانئ المتوسط على هذه الدول ونشط العلاقات البشرية والتاريخية والمبادلات التجارية.
متوسطيا: تطل على أكبر بحار العالم وأنشطها ولزالت حاليا تستفيد من المزايا الاقتصادية والإستراتيجية لمنطقة البحر المتوسط، أحد أهم المحاور الرئيسية للتبادل الدولي.
عربيا:امتداد للوطن العربي وواسطة بين الشرق العربي وأوربا.
دوليا: تتوسط العالم القديم وتربط بين ثلاث قارات (إفريقيا- آسيا –أوربا)
.


بين المظاهر التضاريسية التي تميز القسم الجنوبي من الجزائر :.
يسوده طابع الانبساط والاتساع يتشكل أساسا من الرمال والعروق ( العرق الشرقي الكبير، والغربي الكبير) والحامدات ( حمادة الدراع ) ما عدى سلسلة الهقار في الجنوب الشرقي

http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=2a68aa6bbb9fe694

hano.jimi
2012-01-11, 00:02
السلام عليكم اريد بحث حول حمدان خوجة مع التهميش من فضلكم عاجل جدا


سيرة الشاعر:
حمدان بن عثمان خوجة.
ولد في الجزائر (العاصمة)، وتوفي في استانبول.
قضى حياته في الجزائر وفرنسا وتركيا.
تلقى تعليمه الأولي عن أبيه، ثم واصل تعليمه في المؤسسات العلمية القائمة في الجزائر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، فتعلم العلوم الدينية واللغوية
والمعارف القانونية والتاريخية والفلكية والطبية، كما أتقن عدة لغات منها: الفرنسية والتركية والإنجليزية.
عمل أستاذًا في العلوم القانونية والشرعية، كما كان سفيرًا دبلوماسيًا لبلاده في بلاد البلقان وفرنسا، وعمل بالتجارة.
ينسب إليه تأسيس حزب المقاومة المناهض للاستعمار الفرنسي، وكان من أهم الناشطين السياسيين في الحركة الوطنية في الجزائر بعد الغزو الفرنسي 1830.

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة وردت ضمن كتاب: «حمدان خوجة الجزائري» - دار الثقافة للطباعة - بيروت 1975.

الأعمال الأخرى:
- له عدة كتب مطبوعة بالفرنسية والعربية منها: كتاب بعنوان: «المرآة» - المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار - الجزائر 2005، كتب بالفرنسية ثم ترجم إلى العربية والتركية، و«إتحاف المنصفين والأدباء عن الاحتراس من الوباء» 1836، و«حكمة المعارف» 1837، وله عدة مقالات وترجمات بالفرنسية والتركية والعربية.
ما توفر من شعره نموذجان، وهما من شعر المدح، فله قصيدة (19 بيتًا)، في مدح السلطان محمود خان الغازي تتراوح بين معاني المدح وشكوى الدهر، فيها طابع الاستعطاف والتوسل، وله أخرى (5 أبيات) في مدح شيخه محمد بن علي، وهي من شعر الإخوانيات مطلعها من النسيب، وشعره يتسم بحسن السبك وقوة العبارة وسلاسة اللغة، صوره جزئية قليلة تتسم بفصاحة البيان.

مصادر الدراسة:
1 - أبوالقاسم سعدالله: تاريخ الجزائر الثقافي - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1998.
2 - محمد بن عبدالكريم: حمدان خوجة الجزائري - دار الثقافة للطباعة - بيروت 1974.
3 - الربعي بن سلامة وآخرون: موسوعة الشعر الجزائري - دار الهدى - مليلة - (الجزائر) 2002.
4 - مقابــلات أجراهــا الباحـث تسعديــت آيت حمودي مع بعض الباحثين - الجزائر 2003.
5 - الدوريات: حميدي عمبراوي: حمدان خوجة، حياته وآثاره - مجلة الثقافة - دار الهدى - الجزائر 2002.
عناوين القصائد:
تخيرت محمود المعالي
أحاشي مقامكم


http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=2223

hano.jimi
2012-01-11, 00:10
السلام عليكم....................
اريد منكم مساعدة حول موضوع تدريب الموارد البشرية (مدكرة تخرج) من فضلكم
وجزاكم الله كل خير ......وزاده في ميزان حسناتكم......
.....أرجوكم من فضلكم.............

http://www.4shared.com/office/Jqkgyu16/________.htm


http://www.4shared.com/office/98V8SRBY/HI__________.htm

سمر قند
2012-01-11, 15:07
-وهذا وفق قانون الاجراءات المدنية والادارية

imanekasmi
2012-01-11, 19:56
مساء الخير اريد بحث حول


نظام التعليم في الدولة الزيانية

taranim
2012-01-13, 16:15
السلام عليكم أنا عندي بحث في مقياس الاداب العالمية حول القصة .الرواية و الملحمة في عصر النهضة لازم نعرضوا يوم الاثنين و راني حاصلة ارجو الافادة

amira sousou
2012-01-13, 17:10
السلام عليكم إخوتي أنا بصدد انجاز مذكرة بعنوان فعالية الذات والمناعة النفسية العصبية عندى مرضى سرطان الثدي الرجاء من لديه كتب او مذكرات او موقع ان يزودني به الرجاء مرة اخرى مساعدتي لوجه الله وادعوا لكم دعوة بظهر الغيب اختكم amira sousou

nadaasma
2012-01-13, 17:36
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا بأمس الحاجة اليكم
لدي موضوع

الكتابة و علاقتها بالعمليات العقلية
احتاج الى ان تفيدون بمعلومات
شكرا :sdf::sdf::sdf::sdf:

hano.jimi
2012-01-13, 22:24
السلام عليكم إخوتي أنا بصدد انجاز مذكرة بعنوان فعالية الذات والمناعة النفسية العصبية عندى مرضى سرطان الثدي الرجاء من لديه كتب او مذكرات او موقع ان يزودني به الرجاء مرة اخرى مساعدتي لوجه الله وادعوا لكم دعوة بظهر الغيب اختكم amira sousou

http://www.4shared.com/zip/R-i2GGNg/___online.htm

http://www.4shared.com/office/oF7iriY6/1_________.htm


http://www.v90v.com/forums/t11609.html

hano.jimi
2012-01-13, 22:26
السلام عليكم إخوتي أنا بصدد انجاز مذكرة بعنوان فعالية الذات والمناعة النفسية العصبية عندى مرضى سرطان الثدي الرجاء من لديه كتب او مذكرات او موقع ان يزودني به الرجاء مرة اخرى مساعدتي لوجه الله وادعوا لكم دعوة بظهر الغيب اختكم amira sousou
http://www.4shared.com/office/hk3lv0Ee/__-___-__.htm


http://www.4shared.com/office/EWr363C3/__online.htm


http://www.4shared.com/mp3/uSJWXSr9/______.htm

http://www.4shared.com/office/mWXJlHSm/___.htm

http://www.4shared.com/office/iqpMWb4s/4________.htm

http://www.4shared.com/office/_dr8t_fV/____14908.htm

http://www.4shared.com/file/F-EqJUUN/_2______.htm

moudjib2010
2012-01-14, 12:08
اريد بحث حول القرصنة في البحر المتوسط للاولى ثانوي

saber riad
2012-01-15, 12:30
أريد بحثا عن ظاهرة التسرب المدرسي....و شكرا

kalach
2012-01-17, 11:54
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. ان لي طلبا لديكم وعسى ان اجد ضالتي عندكم ...وجزاكم الله عنى الف خير.
طلبي يتمثل في قائمة من المراجع :
1/ احمد طرطار" الترشيد الاقتصادي للطاقة الانتاجية ".
2/الدكنورة نظيمة عبد العظيم"ادارة المشتريات والمخازن "
3/ صلاح الدين الشنواني "الاصول العلمية للشراء والتخزين "
4/ عصمت حسين جعفر "الادارة العلمية للمواد والمخازنوالمشتريات"
5الدكتور محى الدين الازهري"تنظيم وادارة المخازن"
هذه هي احتياجاتي عذرا على مبالغتي ولكن انني في امس الحاجة لها .....ادامكم الله نبراسا لنا

hano.jimi
2012-01-17, 17:54
أريد بحثا عن ظاهرة التسرب المدرسي....و شكرا

مفهوم التسرب المدرسي في ظل النظام التربوي الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:37 pm

إن التسرب المدرسي كان ولا يزال شكلا من الأشكال المعرقلة لكلّ التخطيطــات و المنهجيات المسطــرة لتعليم و تكوين الأجيال الهادف إلى إعـدادهم لمواكبة التطورات وحمل المسؤولية بكل ما يمكن من النّــضج الفكري و الوعــي . وهو فضلا عن أنّــه ظاهــرة تربوية تفشل طموح الدّولــة وتحبط أهدافها فهو في نفس الوقـت مشكل سياسي واقتصـــادي واجتمـــاعي لــــه أثره السلبي على التنمية الشاملة و التكوين المنتظم .

[b]ووعيــا من اليونسكو بأخطـــار التسرب المدرسي فقد نظم في جنيف عام 1980 مــؤتمرا دوليـــا للتربية انصـبّ اهتمامه على بحث سبـــل تحسين فعّــالية الأنظمة التعليمية عن طــريق التخفيف من وطأة الهــدر في مختلف مراحلها .

[b]وفي الجزائر كما هو الشان بالنسبة لدول العالم الثالـــث إنّ التســرب المدرسي مشكلــــــة نراها تستفحل استفحــالا مقلقــــا سنة بعد سنة ، وإن هـــذا يقتضــي تكثيف البحــوث التربوية الميدانيــــة عن طــريق الاستبيــانات و الاستقصـــاء و الإحصـــاء و السياسة الرشيدة في بناء البرامج وتحديد المواقيت و العناية بمجال التكوين وذلك على مــدى مسارات دراسية طويــلة، في بيئات جغرافية اجتماعية متباينة باعتبـــار أنّ نقط القــوّة و نقط البداية في بنــاء القــدرة العملية و العلمية في أيّ بلــد مرتبط كل الارتبــاط ببنـاء منظومة تربوية سليمة لا شــوائب فيها . وحين نريد ان نحدد مفهوم التسرب من غير الممكن الوقوف على تعريف دقيق وكامل لمفهوم التسرب المدرسي لأنّ صعوبة الأمر ترجع بالأساس إلى كون هذه الظاهرة- التي لا تواجهها مدارس الجزائر فقط - إلى تشعّــب الجذور و تعــدّد الأسباب و تـنوع مظــاهره وكثــرة طوائفـه بالإضـــافة إلى وجهات النظــر المختلفة التي تقـدّم بهـــا الباحثون في هذا الموضوع .

[b]فالتســرب المدرسي ظاهـــرة تربوية تعليمية تعني انقطــاع التلميذ عن مواصـلة الدراسة في سنة أو مرحلـــة من سنوات ومراحـــل التعليـــم انقطاعـا نهائيــا لسبب من الأسبــاب الموضوعيـــة والغيـــر موضوعيــة وذلك قبـــل انقضاء المرحلة الإجبـــارية المحددة من طرف الدولة .وهذا المشكل المتمثّــل في انقطاع التلميذ عن الدراسة دون أن يتــــمّ المنهـــاج المقــّرر و دون أن ينهـي عملـية التعلــم بأبعـادها و أهدافها غالبا ما نجــده وراء الإخلال بالنفقــــات المرصــودة للنظام التعليمي و التوقعات التخطيطية المعـدّة لتنظيم التعليم في جميـــع أطــــواره

[b]وممّــا يلاحظ أن المشكــل أصبح يزداد حجمــه نتيجة للنمو المتزايد في عـــدد التلاميذ خاصة في الدول التي تـتبنّى تعـميــم التعليـــم وتسعى إلى خلق فرصه في نطاق واسع ، و الظاهــرة أكثر حــدّة وتفـاقمـا سيّما في البـيــئات الريفية و خاصة عندما يتعلق الأمر بالإناث . ومن هنا فالتســرب المدرسي يؤدي إلى تأخير تحقيق إلزامية التعليم، و إلى ضياع الكثيــر من الجهود والأمـــوال وتعطيل مسار الارتقاء بالمستوى التعليمي المنشود
b]تنقسم هذه الدراسة إلى قسمين :



· التلاميذ ما دون التمييــز أي 13 سنة وأقل


ودراسة هذه المرحلة تستدعي اللجوء إلى الأجهزة الاجتماعية المختصــة برعاية الطفولة والأمـــومة والأســـرة لنتوصل إلى فهم الحقائق المتعلقة بنفسية الطفل وحاجاته وبالتالي البحث في طرق معالجة الظاهــرة والحد منهـا .


� التلاميذ ما بين 13 و 16سنة حيث يصبح التلميذ مسـؤولا عن أعمــاله وهي مرحلة تتشابك فيها الظروف الاجتماعية و النفسية المتولدة عن عوامل التغيّــر التي تصيب الفرد في كيانه الاجتماعي ونموّه العقلي وتحوّلاته الجسمانية والنفسية التي غالبا ما ينبثق عنها التفاعل الإيجــابي مع الوسط التربوي أو العكس .



التســـرب المدرسي عوامل ومسببــات:








إنّ الباحث في أسباب التسرب المدرسي ما من شكّ أنّــه سيجد نفسه أمام زخم كبير من العوامل و الأسباب وإنّـنــا لمتأكّـدون أنّ هذه الأسباب بالإمكان حصـــرها في نقطتيــن :

1- العوامل الداخليـة وهي أمور يمكن تجاوزها والحدّ من أثرها في مجال الوقاية والعلاج ذلك باعتبــار أنها ناجمة عن مواطن النقص والخلل المتواجدة في المنظومة التربوية و الوســط المدرسي بصفة عامّة .


2- العوامل الخارجيــة أمّـــا هذه فهي عوامل خارجة عن نطاق المشرفين على شؤون التربية والتعليم ، و لا يمكن التصدّي لهــا إلاّ باللجـــوء إلى الهيـئــــات المختصّــة .


أ – العوامل الداخليــة :


- النقائص الناتجة عن بعض قرارات المنظومة التربوية .








- نقص الروح العملية والمهنية لدى عدد كبير من المدرسين الجـدد و عزوف القدمــاء عن تجديد معارفهم في ميدان علوم التربية .








- عـدم توافق الكتاب المدرسي و المناهج مع حاجات المتعلمين أو عدم قدرتها على تلبية رغباتهم وإشبـاع ميولهم .








- غياب السندات و التجهيـــزات البيداغوجية الجالبة للاهتمـــام .



- ضعف الإدارة المدرسيــة وقلّـــــة إسهامها في تحريك دواليب الأداءات التربوية الفاعلة .


- روتينية الإشـــــراف التربوي وظرفيته.



- حاجة المدرسة إلى فعالية الموجهين التربوييــن.


- انعدام البحث التربوي العميق المنبعث من بيئة المدرسة الجـزائرية ، وانعدام المجلات التربوية المتخصصـة و المشتملة على المستجدات العالمية في ميدان التربية .


- الاكتظاظ داخل الأقســـام نتيجة الانفجار السكّــاني وعدم تمكّــن المعلّم من تقديم تعليم نوعي لسوء ظــروف العمل المادّيـة والمعنــوية .



- الحالة الاجتماعية والمادية المــزرية للمعلـــــم .








- نظم الامتحانات و وضعية المتعلمين فيها أمام أســاليب التقويم .








- عدم التزام المعلمين الصــرامة في متابعة نشـــاط التلاميذ وأعماله








- وضــع التلميذ الذي يعاني بعض العجز مع مجموعة تفوقه مستوى .








- عقم بعض طرق التدريس و سوء المعاملة التي يتعرض لها بعض التلاميذ من قبل معلميهم (الشتائم المعايرة ، السب …) .

العوامل الخــارجية :


- مصاعب ذات مصدر ذاتي أو عائلي :


- ضعف الثقة بالنفس و استحواذ الخجل على المتعلم .



- فساد الجوّ العائلي بسبب الصراعات و سوء التفاهم بين الوالدين أو الفقر المدقع الذي غالبا ما يكون وراء انقطاع المتعلّـم للاندماج في سوق العمل مبكــرا بحثا عن مصدر الرّزق لمساعدة الأولياء .


- قلّــة اهتمــام بعض الأولياء بالدّراسة وكذا أبنــائهم نتيجة لتفشــي بطالة الجامعييــن .


- انعكاســات العادات والتقاليد الموروثة وما يمليه العرف على بعض الأبــاء خاصّــة عندما يتعلّق الأمـــر بالفتاة الريفيــة بالدرجة الأولى .


- عدم قدرة بعض الأوليــاء على تحمّـــل مصــاريف أبنائهم في مجال النّـقل و تغطية تكاليف الغذاء.








- انحطـــاط مكانــة المعلّـم و المتعلّــم في الوسط الاجتمــاعي الذي سادته الرّوح المـــادّيـة .



- التوزيع الجغرافي المختلّ للمؤسســات التربوية وعدم توافقــه مع الأحياء و القرى .



- التنقلات المستمرة للتلاميذ الذين تبعد المدرسة عن مقرّاتهم بالكيلومترات

- التنقلات المتواصلة للأســرة و كثرة رحيلها .

- قلّة وسـائل المراقبة والتكوين بالبيت .


وإلى جانب هذه الأسباب لا ننكــر أنّ هناك عوامل نفسية وجسدية غالبا ما وجدناها هي التي دفعت المتعلم إلى الانقطاع ومن بينها نذكـر على سبيل المثــال :


- ضعف الحواس : البصـر و السمع .


- المرض المزمن الذي يفرض على المتعلم الانقطاع عن الدراسة بين الحين والحين .

- العقـد النفسية الناتجة عن اضطـراب العلاقات بين الأولياء وعدم وجود مؤشرات الحوار البناء .


- نقص الذكاء و الاستعداد و نقص قدرة الاستيعاب الناجمة عن الاختلالات النفسية والجسمانية .





- ضعف قدرة الإدراك و التذكّــــر.








- الخجل وشعور التلميذ بالإحباط وعدم القدرة على الاستمرار في الدراسة نتيجة تراكم الضعف و استفحـــال أسباب العجـــز .








- انعدام الرغبة في الدراســــــة وميل المتعلم إلى الحـــــرف و الاحتراف .








إنّ هذه الأمــور المذكورة وغيرها هي من بين الإشكاليات المطروحة ميدانيــا ، وإنّـه ينبغي لنا أن نعمل على التصدي لها بشيء من الإمعان والتريث رغبة في الوصول إلى حلول ناجعة تسهّـل للتلميذ سبل اكتساب المعرفة و توطّــد العلاقة بينه وبين مدرسته ، لأنّــه كما توضّحه الحياة المدرسية في عمق واقعها المعيشي بفعل العوامل المذكورة قد خلقت بعض السلوك الغريب عن المدرسة الجزائرية التي كانت في يوم ما مثالا و نموذجا يقتـدى به في مجال الدراسـة و آدابها ، حيث أصبحنا اليوم لا نرى من المتعلمين الذين يعانون العجز أو التخلف الدراسي ، أو الأزمات النفسية إلاّ التمــرّد على نظام المدرسة ، و الاستعـصاء في الانسياق و الخنوع ، بل غالبا ما نجدهم يعـوّضون الفشل الدراسي بالسلوك الشـــاذّ الذي يدفع بإدارات المؤسســات إلى فصـله أوتحـويله وهذا باب آخــر من أبواب الّتســرّب .








وتشير الإحصائيات إلى أن 3 إلى 5 % من التلاميذ المتمدرسين على مستوى أيّ مؤسسة من مؤسســات الوطن يتسربون سنويـا ومن هنا إنّــه لا بد للمشـرفين على التعليم ببلادنا أن يضعوا أساليب و ميكانيزمات لوضع حد لهذا السيلان لأنّ الرقم ما من شكّ في ذلك مرتفع و جدّ مخيف حين نأخذه على المستوى الوطني ، وهذا أمر يتنافى مع ما تعدّه الدولة من إمكانات مادية من أجل توفير تعليم منتظم للجميع .



















أ/جيهان القباري
مؤسسة المنتدي




العمر: 39
نقاط: 2330
عدد المساهمات: 1279


موضوع: رد: مفهوم التسرب المدرسي في ظل النظام التربوي الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:38 pm
1-نطاق الظاهرة في الوسط التربوي :








لتكون الدراسة دقيقة يجب أن نحدّد نسبة المتسربين بحسب المستوى و كذا المرحلة عند نهاية كل سنة دراسية حتى يساعدنا ذّلك على معرفة النسب بدقة وبالتالي وضع المنحنيات دونما مغالطة أو احتمال تقديري وبعد جمع المعلومات اللجوء إلى التحليل و اتخاذ القرار .








2-نطاق الظاهرة في المحيط الجغرافي و البيئي :








أمّــا في هذا المجال إنّــه لابدّ من أن يكون الإحصــاء شاملا يعمّ كـلّ أرجاء التراب الوطني و أن








تشمل هذه العملية الإحصائية كل المناطق الجغرافية بأريافها ومدنها ومناطقها النــائية لأننا كلّــما دققنا في مجال التشخيص كلما تجلت العوامل و المؤثـرات وسهلت طرق العلاج بحسب ما تقتضيه الأولويات وما تستلزمه الموضوعية والواقعية رغــم أنّ هناك عوامل يعسر علاجها نظرا لارتباطها بجوانب اجتماعية أو نفسية يصعب حلّــها على المدى القريب أوالمتوسّــطـ ولو اتخذت لذلك تغييرات جذرية وعميقة على المستـوى الصّـحي و الاجتماعي.








لكن مهما كــان نحن نجزم القـــول أنّ التســرّب المدرسي ما هو في حقيقة أمــره إلاّ نتيجة حتمية للخيبة و الفشــل الدراسي بالدرجة الأولى ، وإنّ هذا الإخفاق هو في نظرنا أحد العوامل الرئيسية التي كانت و لا زالت تجبر التلميذ على الانقطــــاع أو تدفع أولياءه إلى منعه من مواصلة الدراسة دون أن ننكـــر أنّ هناك أسبـــابا أخـــرى اكثر أثــرا و أكثر تداخلا . لذا لا بدّ








من تبني استراتيجية هادفة لتتبّـــع جذور الظاهرة وفهم أسبــابها و مسببــــاتها .








تطـــــوّر ظاهرة التســرّب :








إنّ تحديد نسبة تطوّر ظاهرة التسرّب يفرض علينا أن نضع منهجية محكمة لتتبع تصاعدها أوتنازلها أو ثبـاتها أو تـأرجـحها من سنة إلى أخــــرى . كما أنّ هذه المنهجية يجب أن تقـــوم أســــاسا على الإحصــاء الجدّي و الاستبيانات على مستوى جميع الأطــــوار و المستويات أي أن تشمل كلّ المراحل الدّراسية التي من المفروض أن يقطعها التلميذ إجباريا من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة العاشرة في الطور الثالث.








وعليه ينبغي أن نقسّـــم الإحصاء على النحو الآتي :








المرحلة الأولى ( عدد المسجلين في السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثالثة )








المرحلة الثانية (عدد المتمدرسين في السنة الرابعة ايتدائي إلى السنة الخامسة )








المرحلة الثالثة ( عدد التلاميذ الذين انتقلوا من السنة الخامسة إلى السنة الأولى متوسّــط إلى غاية السنة الرابعة من التعليم المتوســط ) مقارنة عدد المسجلين بعدد المنقطعين عند نهاية كل سنة وتحديد النــسبة في كل مدرسة و كل إكمالية في كل بلدية في كل دائرة في كل ولاية حتى تبرز بكل جلاء مواقع تفاقم الظاهرة وتجنّد لذلك أساليب العلاج بناء على مجموع المعطيات ومجموع العوامل التي تمّ حصـــرها من خلال الاستبيانات وما أفرزتة الدراسة التحليلية من الأسباب المؤدّيــة إلى تفشي الظّـــــاهرة .






أ/جيهان القباري
مؤسسة المنتدي




العمر: 39
نقاط: 2330
عدد المساهمات: 1279


موضوع: رد: مفهوم التسرب المدرسي في ظل النظام التربوي الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:38 pm
العلاج و إجـــــراءاته :








للحد من الظاهرة و سعيا منا إلى تطويق نطاقها و السعي إلى التقليل من عدد المتسربين سنويا إنه لا مناص لنا أن نعمد إلى البحث التربوي الحقّ و الفاعل لنقوم بجملة من التدخلات على مستوى المدارس و المؤسسات التي تتفشى فيها آفة التســرب








إجراءات على مستوى المنظومة التربوية:


بعضها مرتبط بالجانب التربوي وبعضها بالجــانب التنظيمي ونسوق على سبيل الذكر ما يلي :







1- بناء المناهج و البرامج على أسس علمية بحيث تغذّي جميع حاجات المتعلّم و تيسّر له سبل الاستمرارية في اكتساب المعرفة .








2- إعادة النظر في أنماط أدوات القياس و أساليب التّقويم باتّباع الآليـات المستحدثة في هذا الميدان.








3- إعداد كتب قيّـمة شكلا و مضمونا تستجيب بمحتواها و منهجيتها لميول المتعلّم ومتطلباته بحسب الأعمار و درجات النضج الفكري مع اقتـــراح مجموعة من النشاطات كفيلة بتحقيــــق التكوين الذّاتي تساعــده على استيعــاب المعلومات وإدماجها في ذاتــه .








4- التكفــل بالتلاميذ الذين يعانون من بطء الاستيعاب أو العجز في إدماج المعرفة منفردين عن زملائــهم، بالعمل على سدّ الثغرات و دعم المكتسبات ليتمكن المتعلّم من كسب قاعدة معرفية تبنــــي قدراته و كفاءاتــه .








5- تزويد المدارس بكّل الوسائل التّي من شأنها أن تحبّب الدراسة إلى نفوس التلاميذ (نشاطات رياضية، ثقافية ،إعلام آلي…)








6- تسهيل عملية ارتياد التلاميذ المدارس ( توفير النقل ، بناء المدارس بمراعاة الكثافة السكانية للأحياء ، و المسافة و التوازن…)








7- تحقيق مبـدأ تكافؤ الفرص بين جميع المـتمـدرسيــن باختلاف بيئاتهم و مناطقهم الجغرافية .








8- إعادة النظر في توظيف حاملي الليسانس دون أدنى مؤهل في المجال التّربوي والبيداغوجي مع تجنّب عملية الإدماج لما لها من الأثــر السلبي في كثير من المجالات.








9- اعتماد طريقة ناجعة في ميدان تكوين المعلمين و الأساتذة بالتركيز على مجموع المستجدات في حقل التربية و التعليم كـدراسة مختلف المقاربات و أدوات القياس و التّقويم.








10- تبنى استراتيجية فعّـــالة لتكوين المكونين .








11- الحرص على توجيه التلاميذ وفق ما يحدّده ملمح مسارهم الدّراسي لا بناء على ما يرغب فيه الأولياء.








12- إعادة النظر في قضية إرغام التلميذ على البقاء بمقاعد الدّراسة حتّى سنّ 16 عاما بالرغم من العجز الذي يبديه نتيجة لتراكم الضعف ، وفي هذا أرى أنّه من الأليق والأفضل أن نوجّه المتعلّم نحو مراكز التكوين المهني ليكتسب حرفة في صغر سنّه بدل أن نهدر وقته و نجبره على متابعة الدراسة دون رغبة منه باعتبار أن الاستبيانات التي قمنا بها على مستوى مؤسستنا تثبت أن عددا من التّلاميذ يصرّح أنّه يأتي إلى المدرسة لأنّ أولياءه يفرضون عليه أن يبقــى بالمؤسسة رغم أنفه.








13- تزويد كلّ 3 مآمن بأخصائي نفساني يساعد التلاميذ الذين يعانون الأزمات النفسية على تخطي الصعاب.








14- إنشــاء مدارس تعمل على إدمــاج المتسربين و المفصــولين الراغبين في العودة إلى مقاعد الدراسة .








15- تشجيع و تنشيط متابعة التعليم بواسطة المراسلة و الأنترنت .








17- العودة إلى العمل بالنظـــام الداخلي لتمكين التلاميذ الساكنين بالمناطق النائيـــة من








متابعة مســار تعليمي مستقــــرّ.


18- إعادة الاعتبار للمعلّــم و المدرســة و المتعلّـــم وتحسين صورته داخل المجتمع .







إجـــراءات على مستوى المجال الاجتماعي : في هذا المجال إنّ الحقيقة التي لا ينبغي أن نخفيها هي تلك الذهنيات الاجتماعية السلبية التي وللأسف نراها تنتشـــر و تتوسّــع داخل الأســر التي طغى عليها الطابع المادي حيث لا نلمس منهم إلاّ بثّ اليأس وبذور الفشل في نفوس أبنائهم بترديدهم للعبارة : ماذا فعل أخوك بالشهادة


http://mubark-schoole.taro.tv/t4469-topic

hano.jimi
2012-01-17, 17:58
أريد بحثا عن ظاهرة التسرب المدرسي....و شكرا

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=26243



كاتب الموضوع رسالة
ART STUDENT



عدد المساهمات: 11
تاريخ التسجيل: 07/10/2009


موضوع: ظاهرة التسرب المدرسي الإثنين أكتوبر 26, 2009 10:12 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

حبيت اطرح لكم مشكلة منتشرة وااااااااااااااايد بمجتمعنا وهي مشكلة التسرب المدرسي لدى الطلاب خاصة من الصفوف العليا من بعد صف ثامن

بداية ابدأ بتعريف التسرب المدرسي .... التسرب المدرسي هو جنوح وتخلف الطالب عن اليوم الدراسي في المدرسة والتغيب المستمر دون عذر مقبول... وهذا وراه اسباب متعدده منها....


(1) إغفال الوالدين وعدم متابعة أبنائهم في المدرسة... فبعض الأسر لا تهتم بأبنائها، فالعالم والجاهل عندهم على حد سواء، ولكن يظل اهتمام الآباء بأبنائهم له أهمية كبيرة في تقبل الطالب أو كرهه للمدرسة .

(2)المعلم ... نعم فلمعلم قد يكون له دور كبير وفعال في قبول ورفض التلميذ للمدرسة . كأن يكون محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية والعقلية والاجتماعية . فكلما كان المعلم محبوبا من تلاميذه ، كانت المادة سهلة وسلسة بالنسبة لتقبلها للتلاميذ ، وبذلك يحب المعلم والمدرسة ، ويحرص على الذهاب إلى المدرسة بنفسه دون تدخل أي طرف آخر في هذه القضية ،وهذا عكس ما يحدث لدى المعلم المتسلط.

(3)المادة الدراسية... المادة الدراسية والامتحانات قد تكون سببا أيضا في كره المدرسة والتغيب عنها أو التسرب منها فكلما كثرت الامتحانات كانت مرضا يؤرق التلميذ فبعض المعلمين لا يبالي من هذه الناحية تضع على كاهل الطلاب مذاكرة نصف كتاب ويأتي آخر في نفس اليوم ليضع امتحانا آخر وهكذا.

(4)رفقاء السوء... عند إحساس الطالب بالضيق لا تجعله عرضة للذئاب السائبة ...فكم وكم ما نسمع عن الأحداث وتجار ومتعاطي المخدرات ومدمني السجائر والخمور من الطلبة الذين لم يحسنوا اختيار الاصدقاء وانزوا في ركن بائس مظلم لا خروج منه ... ومن هنا كان الطلاب بحاجة الى شغل اوقات فراغهم والابتعاد ع رفاق السوء وتنمية شخصيتهم تنمية صحيحة سليمة.

(5)وقت الفراغ... كان من ابرز الاسباب التي تؤدي الى التسرب المدرسي ، فعلى الطالب ان يحسن استغلال وقت الفراغ بما يعود عليه بالنفع والفائدة كالقيام معه بزيارة إلى المكتبة لاقتناء الكتب المفيدة أو القيام برحلة مع العائلة ليغير جو الدراسة ثم يعود عليها بكل حيوية ونشاط و أشركه بأنشطة أخرى مختلفة في منتديات علمية ورياضية فلا تجعل سيف الفراغ يقتله ويودي به إلى التهلكة والضياع في العادات السيئة.

.....ومن هنا كان التسرب المدرسي من اهم المشاكل في مجتمعاتنا تعود الى اسباب متنوعة ومتعددة تختلغ باختلاف المجتمعات وثقافتها السائدة .... وأرجو ان يكون هذا الموضوع شيق بالنسبة لكم وبفتح باب النقاش بيننا....

ايش رأيكم بهذي المشكلة في مجتمعنا؟؟؟؟


المرجع| منقول . بتصرف

اخصائية وكلي فخر



عدد المساهمات: 18
تاريخ التسجيل: 11/10/2009


موضوع: رد الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 7:40 pm
ان الموضوع المطروح من المواضيع التي اصبحت تلاحظ بشكل كبير في المدارس ,واتمنى ان تكون اضافتي مفيدة للجميع......

يؤكد كافة الخبراء في مجال التربية والتعليم وجميع الدراسات السابقة واللاحقة بأن العوامل المساعدة على انتشار ظاهرة التسرب من التعليم بكافة مراحله المختلفة وظاهرة الرسوب المتكرر والتعثر في التحصيل الدراسي هي العوامل الآتية:

* العامل الأول

- عدم مراعاة المعلمين للفروق الفردية الموجودة بين الطلاب وهذه نقطة مهمة الواجب أن يضعها كل معلم في حسبانه عند أداء مهامه ومزاولة مهنة التدريس.

* العامل الثاني:

اهمال السواد الأعظم من المعلمين لحل مشكلة الطلاب الذين توجد لديهم صعوبات في مجال التعليم وعدم مراعاة مستويات الطلاب وعدم الاهتمام بها يجعل الطلاب عرضة لترك الدراسة وبهذا تكثر أعداد المتسربين من التعليم العام.

* العامل الثالث:

تركيز أغلب المعلمين على الطلاب الممتازين وترك الفئات الأخرى وخاصة الطلاب الذين لديهم ضعف في بعض المواد وهذا الأمر يولد الكره لدى هؤلاء تجاه المعلمين الذين لم يعطوا وضعهم أي اهتمام ومن هنا تبدأ المشاكل بين الطلاب والمعلمين ويفقد مبدأ الاحترام بين الطرفين.

* العامل الرابع

ضخامة بعض المواد الدراسية وبعض من محتوياتها لا علاقة له بالحياة العامة بما يجعل دراسته هدراً لا فائدة منه.

* العامل الخامس:

عدم تبسيط القوانين وتوضيح المفاهيم العلمية بالصورة التي تكفل وتضمن فهمها بالشكل المطلوب والصورة المثلى والبعد كل البعد عن التعقيد والغموض. والمفروض في هذا المجال ان يتم مايلي:

أ- عند ايراد المفاهيم

ان يكتب نص المفهوم بعبارة واضحة وشرح الفقرات التي يتكون منها هذا المفهوم حتى تكون لدى الطالب المعرفة الكاملة والشاملة عنه.

ب- عند ايراد أي قانون في المواد العلمية ان يكتب بخط كبير وواضح داخل مربع أو مستطيل وأن يتم تفسير مكوناته بصورة واضحة ثم يتم ايراد الامثلة الحسابية التي يمكن أن ترد على هذا القانون.

* العامل السادس:

فقدان التعاون بين المنزل والمدرسة وهذه الفجوة او المشكلة لها مجموعة من الاسباب منها ما يخص المدرسة وصورة ذلك عندما يأتي ولي أمر الطالب الى المدرسة لم يجد التعاون المطلوب لكون المدرسة ومديرها ومدرسيها يعتبرون ذلك هدرا للوقت وضياعا للدراسة.

ومنها ما يخص المنزل وصورته ان بعض أولياء امور الطلاب لديهم من المشاغل ما يشغلهم عن زيارة المدرسة والتعرف على مستويات ابنائهم وهي حجة واهية.

والصنف الآخر من الاباء يجهلون قيمة الدور المفيد الذي يحصل نتيجة التعاون القائم بين البيت والمدرسة وذلك لأن المنزل هو البوتقة التي يتربى الطالب في احضانه فترة اطول والمدرسة هي المؤسسة العلمية التي وكلها المجتمع على تربية وتعليم ابنائه وهي التي تعمل على تدعيم السلوكيات الايجابية والقضاء على السلوكيات غير السوية التي تتعارض مع قيم المجتمع المسلم واخلاقيات الاسلام


اضافة الى هذه العوامل فهناك العديد من الاسباب اذكرها هنا:

أسباب صحية قد تعوق الطالب من الاستمرار في الدراسة بحيث ينشغل في صحته ومع معاناته مما يصرفه عن المدرسة ومثل هذا النوع من التسر ب يعتبر قسريا خارجا عن إرادة الطالب.

**- أسباب نفسية تتمثل في عدم قدرة الطالب على التكيف داخل المدرسة وشعوره بالخوف والرهبة والقلق أثناء وجوده داخل المدرسة وفي الوسط الطلابي ولا يستطيع أن يتعامل مع الهيئة التعليمية.

-** وجود اتجاهات سلبية لدى الطالب نحو التعليم بشكل عام بحيث يشعر بعدم الارتياح من استمرار التعليم وذلك بسبب وجود اتجاهات ذات طابع إيجابي نحو نشاطات أو مهن تصرفه عن التعليم كأن يكون لديه اتجاهات إيجابية نحو الرياضة مما يؤثر على الاتجاهات نحو التعليم ونحو المدرسة بحيث تكون اتجاهاته نحو المدرسة في حالة منافسة من هذه الاتجاهات.

-** ضعف الأداء الأكاديمي للطالب مقارنة بأداء زملائه مما يسبب إحراجا له يولد لديه مفهوما ذاتيا سلبيا ومن ثم نفوره من المدرسة وبيئاتها.

- **وجود ميول واستعدادت للانحراف لدى الطالب نتيجة بعض الأسباب والعوامل المرتبطة بالرفاق والجماعات المحيطة مما يشعره بأن المدرسة لا تحقق له إشباع رغباته المنحرفة فيتسر ب من المدرسة سعيا لإشباع هذه الرغبات, ظنا منه أن البيئة خارج المدرسة تشبع له هذه الرغبة.


أيضا هناك أسباب أخرى لهذه الظاهرة:
هناك ما يخص الأسرة يتمثل في الوضع الاقتصادي للأسرة, حيث إن بعض الأسر تجبر أبناءها على الخروج من المدرسة سعيا في طلب الرزق وزيادة موارد الأسرة, أو ربما يكون الطالب هو العائل الوحيد للأسرة, كذلك جهل الأبوين أو أفراد الأسرة الآخرين بأهمية التعليم وعدم تشجيعهم لأبنائهم على مواصلة الدراسة وذلك نظرا لعدم إدراكهم لقيمة التعليم في مستقبل ابنهم .

ويضاف إلى ذلك أيضا مداراة الأسرة وأخذها برغبة الطفل في عدم الالتحاق بالمدرسة حتى إذا لم يكن هناك أسباب جوهرية لخروج الطالب من المدرسة.

هناك ايضا عوامل تتعلق بالبيئة المدرسية
أما العوامل ذات العلاقة ببيئة المدرسة فتتمثل في جوانب القصور في البيئة المدرسية, حيث إن الطالب لا يجد فيها ما يشوقه ويغريه للاستمرار بها, إذ لا يجد ذاته داخل المدرسة ولا يجد ما يتطلع إلى تحقيقه داخل المدرسة. كما أن بيئة المدرسة الاجتماعية متمثلة في الزملاء والمعلمين والإدارة المدرسية لا تكون قريبة من الطالب مما يشعره بالغربة فبيئة المدرسة قد تفتقد العناصر المشجعة والمغرية على الاستمرار في الدراس

http://forum.moe.gov.om بتصرف

SOCI2006



عدد المساهمات: 16
تاريخ التسجيل: 11/11/2009


موضوع: رد: ظاهرة التسرب المدرسي الخميس ديسمبر 03, 2009 10:16 pm
**تمثل مشكلة انقطاع الطلبة عن الدراسة ، احد العوامل التي تؤثر سلباً على العملية التعليمية و التربوية ، و تعوقها عن تحقيق أهدافها ، أذ أن التسرب مشكلة تربوية هائلة تؤثر على المجتمع و أبنائه ،و تؤدي إلى تحول اهتمام المجتمع من البناء و الأعمار و التطور و الازدهار إلى مراكز الإصلاح و الإرشاد ، كما تؤدي الى استمرار الجهل و التخلف ، و بالتالي سيطرة العادات و التقاليد المتخلفة التي تحد و تعيق المجتمع.

الجهات التربوية تضع اللوم على الأهل الذين يتساهلون في معالجة مشكلة التسرب وينتظر البعض أولاده لترك المدرسة والالتحاق بالعمل في الأرض, أو أي أعمال أخرى لتخفيف النفقات عنهم أو بسبب حجج أخرى غير مقنعة, فمع أن التعليم مجاني والمدارس متوافرة في أقاصي الأرياف والبوادي, فإن التسرب يزداد, فكيف لو كان التعليم غير ذلك ويحتاج إلى مصاريف أكبر?!‏

المشكلة ليست بسيطة كما يتصور البعض, فهي من المشكلات التي تواجه الجهات التربوية بشكل خاص والدولة بشكل عام ويجب معالجتها بالتعاون مع الأهل حتى يجتاز الطالب مرحلة التعليم الأساسي على الأقل, وحتى لا تضاف أعداد جديدة إلى أعداد الأميين الكبار, ويجب التشدد بتطبيق القانون الذي يقضي بالحبس والغرامة للممتنعين عن إعادة أولادهم المتسربين إلى المدارس, وتعاون الجميع لمعالجة هذه المشكلة الحساسة...‏



لمرجع :

(1)http://thawra.alwehda.gov.sy/_kuttab_a.asp

طموح المجد



عدد المساهمات: 8
تاريخ التسجيل: 24/11/2009


موضوع: التسرب المدرسي الإثنين ديسمبر 07, 2009 8:56 am
[
أن تسرب الطالب من المدرسة قد تكون كل الأسباب المذكورة في الردود السابقة ولكن أنا أرجعها إلى فقدان الدافعية الشخصية لدى الطالب
وغياب الهدف الواضح لدى الطالب من ذهابه للمدرسة حتى الشخص الذي يتمنى المراكز المتقدمة ويجد ويجتهد تتسرب إليه أفكار التسيب والتسرب ويتكاسل مرارا وتكرارا عن الذهاب للمدرسة ولكني أرى أن العلاج في مشكلة التسرب وفقدان الدافعية هو جعل المدرسة بيئة يشتاق كل من المعلم والطالب الذهاب إليها .
لماذا طلاب الثاني عشر في أخر أيامهم يتحمسون لذهاب للمدرسة ويتمنون البقاء في طويلا ويتأسون إذا ما أنقضى يوم منها لأنهم ادركوا القيمة الحقيقية لهذه المؤسسة والمغزى من التعليم فلابد أن يفهم الطلاب كنوز المدرسة وأنا أعتقد أن من يساعد في صنع كنوزها الأخصائي الاجتماعي فعليه أن يجعل مجتمعه المدرسي بيئة يشتاق لها الجميع وذلك ببعض المقترحات :
* أولا عليه أن يفهم الطلاب للإجابة على سؤال لماذا نتعلم لأن معظم الطلاب حتى وأن وصلوا إلى الجامعات ما زالوا لا يدركون لماذا يتعلمون .
* أن يهتم بالجانب المادي للمدرسة من مظهرها ومرافقها العامة
* أن تكون فيها فعاليات ترويحية
* أن يعلم الطلاب والمعلمين فنون حسن المعاملة

الغلا كلة



عدد المساهمات: 5
تاريخ التسجيل: 14/10/2009


موضوع: رد: ظاهرة التسرب المدرسي الأربعاء ديسمبر 09, 2009 9:37 am
أسباب التسرب :
للتسرب أسباب عديدة متشعبة ومتداخلة تتفاعل مع بعضها لتشكل ضاغطا على الطالب تدفعه الى التسرب والسير في طريق الجهل و الأمية ويمكن إيجاز أهم الأسباب بما يلي :
 الأسباب التربوية : وتتلخص هذه الأسباب في تدني القدرة على الدراسة والرسوب المتكرر وعدم الرغبة في التعليم الأكاديمي عند الطلبة .
 أسباب اجتماعية وشخصية تعود للطالب كعدم الرغبة في التعليم المختلط او الإعاقات النفسية والجسمية للطالب او الخطوبة والزواج المبكران او عدم الرغبة في الدراسة في مكان بعيد عن السكن .
 أسباب اقتصادية : وترجع لضعف الحالة المادية لأهل الطلاب الأمر الي يدفع الطلبة

الى ترك المدرسة بحثا عن أعمال بأجور منخفضة رغبة منهم في إعالة آبائهم وأمهاتهم ومساعدتهم .
الأسباب المؤدية إلى تسرب الطلاب من المدارس

أ‌- المعلم
ب‌- المادة الدراسية
ت‌- رفقاء السوء
ث‌- إغفال الوالدين وعدم المتابعة
ج‌- وقت الفراغ

1. المعلم :

قد يكون له دور كبير وفعال في قبول ورفض التلميذ للمدرسة . كأن يكون محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية والعقلية والاجتماعية فكلما كان المعلم محبوبا من تلاميذه كانت المادة سهلة وسلسة بالنسبة لتقبلها للتلاميذ وبذلك يحب المعلم والمدرسة ، ويحرص على الذهاب إلى المدرسة بنفسه
دون تدخل أي طرف آخر في هذه القضية ، وعلى غرار ذلك عندما يكون المعلم متسلطا ويأخذ مبدأ الأمر والنهي في أسلوبه وطريقة تعامله قاسية مع التلاميذ فسيكون الوضع مختلف حيث يكره التلميذ المعلم والمدرسة فنراه يسلك أساليب ملتوية في التعامل فنرى شخصيته تضعف وينتابه الخوف والفزع من المعلم ومع تطور الأحداث نراه يهرب أو يتقاعس عن الذهاب إلى المدرسة بحجة المرض قد يصل إلى الكذب أو الخروج من المنزل بحجة الذهاب على المدرسة ويغير وجهة سيره إلى أماكن أخرى حتى ينتهي الدوام المدرسي ليرجع إل منزله كأنه قادم منها . لهذا نهيب بالمعلمين أن يعاملوا الطلاب معاملة حسنة يسودها الحب والتفاهم وتحبيبهم في الدراسة والمدرسة والابتعاد عن القسوة والضرب والتلفظ بالألفاظ المؤذية والمخالفة للدين لتنشئ تلميذا يبني ويعمر ، تلميذ سوي يعتمد عليه مستقبلا فهو محورنا وهدفنا وعيوننا التي ننظر من خلالها إلى المستقبل ، فأنت أيها المعلم قدوة وملاك لا يخطئ في نظر تلميذك .





2. المادة الدراسية والامتحانات

قد تكون سببا أيضا في كره المدرسة والتغيب عنها أو التسرب منها فكلما كثرت الامتحانات كانت مرضا يؤرق التلميذ فبعض المعلمين لا يبالي من هذه الناحية تضع على كاهل الطلاب مذاكرة نصف كتاب ويأتي آخر في نفس اليوم ليضع امتحانا آخر وهكذا ، أيها المعلم هذا بشر وله طاقة فهلا سهلت عليه لتحصل منه على نتيجة مرضية لكلاكما ، لذلك نرجو من المعلمين تقنين وقت للاختبارات وتقنين المادة الامتحانية وأسئلتها فهدفنا الفهم والاستيعاب لا التعجيز وكره المادة والدراسة فاعلم أيها المعلم إذا كان خط سيرك مستقيما وسليما فستكون النتائج إيجابية ولكل نبات زرعته بإتقان وتفنن كذلك وقد يكون أفضل ، لذلك يجب عليك شرح المادة العلمية بإتقان وتوصيلها لأذهان التلاميذ بدقة وشارك تلاميذك في الاستماع لوجهة نظرهم فقد تستفيد أنت من آرائهم فلا يبعدك عنهم صغر سنهم قد ترى منهم من يفوقك معرفة في بعض الأمور فكن لهم أبا ومعلما وصديقا تفتخر أنك قد علمتهم شيئا يوما ما .

3. رفقاء السوء :
قد يكونوا سببا رئيسيا في تسرب التلميذ من المدرسة وفر أيها الأب أيها المعلم ما يحتاج إليه التلميذ من نصائح وإرشادات واغرس في نفسه مخافة الله وحبه وطاعة الوالدين وأولي الأمر وحببه أيها المعلم بالعلم وشجعه على تلقيه واللجوء للقراءة عند الإحساس بالضيق ولا تجعله عرضة للذئاب السائبة فكم من أناس راحوا ضحيتهم فالاهتمام الاهتمام قبل فوات الأوان

3. إغفال الوالدين وعدم المتابعة:

أيا الأب الفاضل أيها المعلم الرائد كم وكم ما نسمع عن الأحداث وتجار ومتعاطي المخدرات ومدمني السجائر والخمور وهم أولاد صغار كيف أصبحوا بهذه الحالة ، هل ولدوا هكذا ؟ أم جنت عليهم مصائب الدهر من أطراف متعددة ؟ أعلم أيها الأب بأن بعد فوات الأوان لا ينفع الندم فاحرص على مؤاخاة ابنك وأشعره بأنه رجل يعتمد عليه وحببه بالعلم وشجعه على كل ما يقوم به من أعمال مهما كان حجمها ، وانصحه بإتباع الطريق الصحيح ونبهه عن بالابتعاد عن الأعمال السيئة والابتعاد عن كل ما يصل به إلى حافة الهاوية ،أمور سهلة لا تتطلب منه جهدا ولا عناء فهي مجرد نصائح وكلمات توجه إلى أغلى من تملك سندك وعضك في المستقبل ، وأعلم أنك ما إذا وضعت البذرة بطريقة صحيحة ورويتها بماء صالح وتابعتها واعتنيت بها ستجني منها ثمرا صالحا ، ولا تنسى أن تحببه في دينه الذي هو عصمة أمره واصطحبه معك إلى المسجد وحببه بذكر الله وقراءة كتابه بذلك فستصل به إلى القمة والعلياء في دينه ودنياه.


]دور الوالدين والمدرسة في العلاج:
** قوة العلاقة بين البيت والمدرسة يراها , عبدالله المعيلي بأن لها الأثر الإيجابي في إعداد الطالب وتفوقه ولا يمكن لطالب أن يتفوق او يستمر في تفوقه في ظل علاقة فاترة وغير إيجابية بين البيت والمدرسة اللذين يشتركان في صياغة شخصية الطالب وتحديد اتجاهه فالطالب الذي يجد الرعاية والاهتمام في احدهما دون الآخر تتعثر خطواته ويمشي بخطى متثاقلة ولذا فلا بد من تعميق تلك العلاقة وتوثيقها عبر أكثر من طريق ومنها متابعة الابن في المنزل والحضور للمدرسة دوريا للاطمئنان على وضعه في المدرسة دراسيا وسلوكيا والمشاركة في مجالس الآباء والاطلاع على تقارير المدرسة والمشاركة في المناسبات التي يدعى اليها ولي الأمر ومن هذا المنطلق فالمدرسة بحاجة ماسة لتكاتف جميع المؤسسات معها لتقوية تلك العلاقة وتوعية جميع الأفراد بها وخاصة المؤسسات الإعلامية بجميع وسائلها.[/font]



المراجع:
دراسة الأستاذة معصومة عبد الرضا


http://socialworker2009.ahlamontada.net/t59-topic

hano.jimi
2012-01-17, 18:02
أريد بحثا عن ظاهرة التسرب المدرسي....و شكرا


مقـــــــــــــدمـة


الحمد لله رب العالمين ، والصلاةوالسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهوأتبعه بإحسان إلى يوم الدين .

إن أهمية البحوث العلمية تتزايد يومابعد يوم في شتى مجالات الحياة سواء كان على صعيد المجالات العلمية أو المجالاتالتربوية التعليمية وما تعانيه من مشاكل تربوية أخرى . وتعود أهمية هذه البحوث لماتمدنا به من حقائق وبيانات ومعلومات ومعارف في علاج ظاهرة من الظواهر أو مشكلة منالمشاكل التي نعاني منها في الوقت الحاضر وسبق وأن عانت منها الأمم والحضاراتالسابقة وللوقوف على أنسب الحلول والمقترحات والطرق التي استخدمت في علاج هذهالظواهر ومن بين هذه الظواهر ظاهرة التسرب المدرسي .

تعد ظاهرة التسرب المدرسي من أصعبالمشاكل التي تعاني منها دول العالم بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة لما لهذهالظاهرة من آثار سلبية تؤثر في تقدم المجتمع الواحد وتطوره وتقف حجر صلب أمامه،ولا سيما أنها تساهم بشكل كبير وأساسي في تفشي الأمية وعدم اندماج الأفراد فيالتنمية ، بحيث يصبح المجتمع الواحد خليط من فئتين فئة المتعلمين وفئة الأميين ممايؤدي إلي تأخر المجتمع عن المجتمعات الأخرى وذلك نتيجة لصعوبة التوافق بين الفئتينفي الأفكار والآراء فكلا يعمل حسب شاكلته .

والهدف من هذا البحث وهو تعريفالمتعلم بظاهرة التسرب ،وأسبابها سواء كانت أسباب داخلية أو أسباب خارجة وكذلكالمقترحات التي وضعة للحد من هذه الظاهرة والآثار المترتبة عليها .


ومما دفعنا للاهتمام بهذا الموضوعيأتي نتيجة للاعتبارات التالية : -

¸الرغبة في الوقوف على أسبابالتسرب المدرسي .

¸ من حيث أنه موضوع تربوي يدخلفي صلب العملية التعليمية

إذ يساهم في إيقاف نزيف التدهورالمعرفي لدى الناشئة.

¸من الناحية الاجتماعية يؤديالتسرب الدراسي إلى ارتباك في بنية المجتمع حيث يساهم في تفاقم ظاهرة البطالة.

¸الرغبة في الوقف على هذهالظاهرة التي لاحظناها أيام الدراسة.
تعريف التسرب:
التسرب هو الانقطاع عن المدرسة قبلإتمامها لأي سبب (باستثناء الوفاة) وعدم الالتحاق بأي مدرسة أخرى.
لقد أثار تفشي هذه الظاهرة قلق الكثيرمن المربي والمثقفين والسياسيين ولقد أولت الكثير من الحكومات هذه
المشكلة اهتماماً خاصاً من أجل دراسةهذه الظاهرة التي تؤثر سلباً ليس على المتسربين فقط بل على المجتمع ككل لأن التسربيؤدي إلى زيادة تكلفة التعليم ويزيد من معدل البطالة وانتشار الجهل والفقر وغيرذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.

المراد بالتسرب الدراسي: إن الانقطاعالمبكر عن الدراسة معضلة، وبمفهومها اللغوي الامتناع والرفض والعزوف عن الدراسة فيوقت ما زال فيه التلميذ له الحق في متابعة تعليمه، ومن جهة أخرى العزوف الكلي أوعدم الالتحاق بالمؤسسة التعليمية لأسباب ذاتية أو موضوعية مرتبطة بالمستهدف/التلميذ أو بمحيطه رغم إلحاح الإدارة على جلبه لتكميل تعليمه ومواكبة برامج وزارةالتربية الوطنية، ولا نقصد هنا بالانقطاع المبكر ذلك الفعل الجماعي أو الفردي الذيتعاني منه العديد من المؤسسات التعليمية بالمنطقة القروية والذي تكون الغاية منهالهروب المبكر من المدرسة وفي غير وقت قانوني ، فإن ظاهرة الانقطاع المبكر اشتدتواستفحلت مما يفرض طرح مجموعة من الأسئلة المشروعة: فهل الانقطاع ناتج عن ضعفالرغبة في التعلم، أم ضعف المستوى؟ هل له علاقة بقلة المراقبة أو انعدامها من طرفالآباء؟ أم أن الظاهرة مرتبطة بالفقر وبعد المؤسسة عن المستهدف، أم هي الحاجياتالتي يفرضها الوسط القروي، على الآباء الذين يعطون أسبقية لموسم الحصاد وجنيالشمندر ورعي الأغنام والأبقار؟
هناك من يتجاوز كل هذه الأسئلة ليؤكد أن العزوف عنالدراسة والانقطاع المبكر وعدم الرغبة في متابعة الدراسة هو نتيجة لمرحلة المراهقةحيث يميل المراهق للمجازفة والمخاطرة إلى درجة التهور، وتتسم تصرفاتهم باللامبالاةوغياب الشعور بالمسؤولية و اللاواقعية، وعدم إدراك الأخطار التي قد تترتب علىسلوكهم ويتجلى ذلك من خلال ما يصدر عن بعض المراهقين خارج منزل الأسرة لاسيما فيالشوارع من سلوكيات يغلب عليها طابع الاندفاع وعدم التروي، وأحيانا الخروج عنالآداب العامة وعن ما هو متعارف عليه من تقاليد وقيم أخلاقية واجتماعية (1)، ولا نرىأن مرحلة المراهقة عامل واحد ووحيد في تفشي الظاهرة بقدر ما نؤكد أن الإشكال أكبرمما نتصور، فهو تتداخل فيه عوامل متعددة سنحاول
جاهدين حصر بعضها


أسباب التسرب المدرسي :

تتداخل الأسباب بحيث يصعب الفصل بينهاويمكن تقسيمها إلى:

أولا: أسباب تعود للطالب المتسرب نفسه:

هناك أسباب عديدة لها علاقة بالطالبنفسه نذكر منها:

1-تدني التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم :

يأتي تدني التحصيل الدراسي و صعوباتالتعلم في المرتبة الأولى من وجهة نظر المتسربين فقد ذكر 74 % من المتسربين أن هذاسبب تسربهم . ويعتقد 77.4 % من

أولياء الأمور أن تدني التحصيلالدراسي كان سببا لتسرب أبنائهم ، ويلاحظ من نتائج الدراسة أن تدني التحصيلالدراسي لدى الذكور كان له التأثير الأقوى في تسربهم من المدرسة بالمقارنة مع عددالإناث .

2- ضعف قابلية التلميذ علىالتعلم :

إن ضعف قابلية المتعلم على التعلم وعدمتفرغه له يمثل السبب الثاني للتسرب فقد ذكره 72.8 % من المتسربين ، بالاضافة إلىدخوله المدرسة قبل السن القانوني أو قصور عمره العقلي عن عمره الزمني ، أو عدممعرفته بلغة التعليم ، و وجود بعض العاهات الجسمية والعقلية به واختلاف مستوياتالتلاميذ من النواحي الاقتصادية و الاجتماعية تؤثر في التلميذ و تجعله ينفصل عنالدراسة ن بالإضافة إلى عوامل تربوية أخرى مثل الامتحانات التي لازالت تركز علىقياس المعلومات و الحفظ وكذلك الرسوب المتكرر كلها عوامل تساعد على التسرب .

3- الخروج إلى سوق العمل :

إن الدخل المحدود لدى كثير منالمواطنين القاطنين في المدن دفع أبنائهم إلى التسرب من المدارس في مراحل دراسيةمختلفة كما ذكره 77.1 % منهم ، و قيامهم بوظائف تشغلهم طول اليوم ، كبيع الجرائد ،والأكياس البلاستيكية أو الانتقال من قمامة لأخرى لجمع معادن مختلفة .

هذا بالنسبة للبنين المقيمين في المدنأما بالنسبة للمقيمين في القرى فالأمر أشد ، إذ الظروف أقسى أين يجبر أبناء الأسرةالواحدة على ترك المدرسة جميعا وفي أحسن الظروف يتم اختيار من سيدرس فيهم بالأخصفي المدة الأخيرة حيث كتب تلميذ واحد تتجاوز الألف دينار في السنة الأولى منالمرحلة الابتدائية . أما البنات فيجبرن للعمل في بيوت ميسورو الحال كخادمات ، أوحاضنات أطفال.

ثانيا: أسباب تعود إلى الأسرة :

يمكن أن يعيش الطالب ظروفا أو مشكلاتأسرية ، مثل الطلاق ، كثرة عدد الإخوة وقلة إشراف الآباء على أبنائهم ، أو وفاةأحد الوالدين خاصة الأم ، مما يدفع البنت إلى ترك المدرسة لتحل محل الأم فيالأعمال المنزلية.
1- النفور من المدرسة :



شعور المتسرب بالنفور من المدرسة ،مثل عدم إحساسه بالانتماء إليها أو بسبب صعوبة مادة معينة منها لم يفلح في فهمها ،أو عدم توفير البيئة المريحة لديه لجذبه لإكمال دراسته ، كلها أسباب طاردة للطالبمن المدرسة . يلاحظ أن 63.3 % يتسربون لهذا السبب .



2- استخدام العقاب البدني والمعنوي من طرف المعلمين:



يعتقد 62.3 % من المتسربين أن العقاببأشكاله المختلفة هو سبب تسربهم ، وأن العقاب له أثر أكبر على الذكور منه علىالإناث .



3- التمييز بين الطلبة :



التمييز بشتى أشكاله الذي يمارسهالجهاز التعليمي ، سواء أكان على الأساس التحصيلي ، أو على الأساس الاقتصادي أوعلى الأساس الجنسي ، كلها أسباب أثرت في نسبة المتسربين ، حيث يعتبر 46 % بأنه كانالسبب في تسربهم.



4 - عدم وجود مدرسة مهنيةقريبة من السكن :



يمكن أن يكون التعلم التمهيني وسيلةللحد من تسرب الطلبة الذين لديهم صعوبات في التعلم الأكاديمي ، لذا فإن وجود مدارستمهينية قريبة من أماكن سكن الطلبة يحد من هذه الظاهرة ، ويلاحظ لأن 48.1 % منالمتسربين يرجعون تسربهم إلى هذا السبب .



5 - عدم وجود شخص في المدرسةيساعد الطالب على مواجهة المشاكل:



ندرة المرشدين التربويين في المؤسساتالتعليمية الذين يرشدون الطالب في حل مشكلاته سواء التربوية أو الاجتماعية يعزز منفرص التسرب نتيجة لتراكم مشكلات الطالب ولقد عبر عن ذلك 43.7 % من المتسربين .



رابعا: أسباب تربوية:



العجز عن تحقيق الأهداف التربوية ،وعن تطبيق خطة إلزامية للتعليم ، وكذلك ضعف إشراف الإدارات المدرسية ، على عمليةانتظام التلاميذ في مدارسهم ، و متابعة شؤون المتغيبين ،وضعف بعض الأنظمة الخاصةبالنقل من مستوى لآخر ، وكذلك الأنظمة المتعلقة بقبول التلاميذ .



1- المناهج التربوية :



والذي يسيطر عليها الجانب النظريوخلوها تقريبا من الجانب التطبيقي ، وكذا ضعف ارتباطها بالبيئة وعدم تلبيتهالاحتياجات التلاميذ وميولهم و إرغامهم على حفظها آليا مما تعجز عنه قدرات الكثيرينمنهم ، فتتفاقم الأمور عليهم فيدفعهم ذلك إلى ترك المدرسة .



2- المعلم وطرق التدريس :



إن مجمل الظروف المحيطة بالمعلم ، مثلعدم توفر السكن و وسائل الراحة ، كثرة الأقسام ، و الاكتظاظ تؤثر تأثيرا مباشرا فيطرق التدريس و تجعلها غير مشوقة فيقل مردوده ، وتفاعله الحسن مع تلاميذه وتفعيلهلهم ، دون أن ننسى ما يطلب من المتعلم حفظه ، و كثرة المواد الدراسية ، و كثرةالواجبات المنزلية ، بالإضافة إلى المدة التي يقضيها في المدرسة ، كلها دوافع إلىالتسرب .



4- آثار التسرب من المدرسة :



هناك أثار عديدة نذكر منها ما يلي :



1- الآثار الاقتصادية :



يمكن تلخيصها فيما يلي :



• تخصيص نفقات مالية لمحوالأمية .



• ضعف إنتاجية المتسرب فيالعمل لأنه غير مؤهل لدخول سوق العمل نتيجة لضعف



نضجه الاجتماعي و التربوي و عدمتقديره لقيمة الوقت.



• اعتبار المتسربين عاطلين عنالعمل بسبب عدم قدرتهم على مواكبة التقدم



الصناعي الهائل ومواكبة الصناعةالحديثة التي تفرض مستويات دنيا في الأيدي
العاملة

2- الآثار الثقافية :



نجد عددا هائلا من المتسربين يعودونإلى الأمية من جديد وبالأخص الذين لم يتموا دراستهم الابتدائية وخاصة إذا مارسواأعمالا بسيطة لا تتطلب القراءة و الكتابة .



3- الآثار الاجتماعية :



التسرب يضعنا أمام فئات أو مجاميع منأبناء الشعب الذين لم يكتمل نضجهم الاجتماعي مما يجعلهم فريسة سهلة للانحرافاتالأخلاقية فيصبحون أداة للهدم في المجتمع .



4- الآثار السياسية(1) :



إن انخفاض مستوى الوعي التربوي والاجتماعي و السياسي لدى الشباب في مدى قدراتهم على إدراك الأخطار التي تحيط بهمتجعلهم فريسة سهلة أمام الدعاية المغرضة لبعض الدول الاستعمارية التي سرعان ماتجعل منهم أداة للمساس بثوابت الأمة و مقوماتها .



5- مسؤولية خفض التسرب المدرسي :



تقع مسؤولية خفض التسرب المدرسيللتلاميذ في مراحل التعلم المتعددة من المدرسة وترك التعليم على عدة مسؤولين كل فيمجال اختصاصه:



1- مدير المدرسة :



هو المسؤول الأول داخل المدرسةوبالتالي هو المسؤول الأول عما يجري فيها من أحداث و علاقات بين جميع المتواجدينفيها ، ويسهر على توفير الجو الملائم للمعلمين والمتعلمين على حد سواء . كما يجبعليه مراقبة كل مشكلات وإيجاد حلول مناسبة لها ، كما يسهر على تطبيق القانون فيمايخص الرسوب أو الفصل…



2- مربي الصف :



هو المسؤول عما يدور داخل الصف منتعليم وتربية وتوجيه ، والاهتمام بمشكلات التلاميذ ومساعدتهم على حلها أوالاستعانة بولي التلميذ أو المدير أو غيره ، بالاظافة إلى مراقبة ما يصدر عنه هونفسه من أقوال أو أفعال.



3- المستشار التربوي :



هو الذي يساعد على حل الكثير منالمشاكل التي من الصعب على مدير المدرسة أو المربي الصف التوصل إلى أسبابها ،ومساعدة مدير المدرسة ومربي الصف بتحديد مؤشرات التسرب المدرسي.







4- المستشار الصفي:



الذي من وظائفه تلقي التوجيهات منالمعلمين الذي يشكون من مشاكل الطلاب الذين لا يتواجدون بصورة دائمة في المدرسة والمهددون بترك المدرسة أو التسرب منها في أي وقت من الأوقات.



5- العامل الاجتماعي :



يأخذ أسماء الطلاب الذين لا يحضرونبصورة دائمة ومنتظمة للمدرسة أو الذين انقطعوا عن الدراسة لفترات زمنية طويلة ثمعادوا إليها بحيث نجد أن العامل الاجتماعي يتلقى التوجيهات و التعليمات من مربيالصف بوساطة مدير المدرسة لكي يبدأ بعلاج هؤلاء الطلاب.









6 - الإجراءات الوقائية للحدمن ظاهرة التسرب :



يمكن تلخيص مجموع الإجراءات الوقائيةفي :



1 - الإجراءات الوقائية الخاصةبالمدرسة :



1. تفعيل دور المرشد التربويفي مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم التربوية و غير



التربوية في التعاون مع الجهازالتعليمي و أولياء المتمدرسين .



2. العدالة في التعامل معالطلبة داخل المدرسة وعدم التمييز بينهم .



3. منع العقاب المدرسي بكلأشكاله البدني والنفسي .



4. توفير تعليم و تكوين مهنيداخل المدن .



5. توفير تعليم خاص بذويالحاجات الخاصة .



6. السماح للطلبة المتسربينبالالتحاق بالدراسة وفق شروط محددة.



7. تفعيل قانون إلزاميةالتعليم في المرحلة التعليمية المختلفة ، و وضع آليات للمتابعة و التنفيذ ،



2 - الإجراءات الوقائية الخاصةبالأسرة :



1. مساعدة الأسر الفقيرة ماديالتغطية النفقات الدراسية و توفير مستلزمات التعليم لأبنائهم .



2. نشر الوعي وتثقيف الأسرةبقيمة التعليم وأهميته ومخاطر التسرب على أبنائهم



3. مساعدة الأسرة لأبنائها فيحل مشاكلهم الدراسية .



4. عدم تكليف أبنائهم الطلبةبمهمات أسرية فوق العادة ، و تفريغهم للعمل المدرسي .



5. تفعيل الاتصال و التواصلبين الأسرة و المدرسة لمتابعة تطور أبنائهم ، وحل مشكلاتهم .



6. مشاركة الأسرة بالأنشطةاللاصفية التي تنظمها المدرسة .



7. توعية الأسرة بمخاطرالتمييز بين أبنائهم على أساس الجنس أو غيره .


7- الإجراءات العلاجيةللمتسربين :



مشكلة التسرب المدرسي هي مشكلة وطنيةيجب أن تتضافر فيها كل الجهود لإيجاد حلول ناجعة للمتسربين ويمكن تلخيصها فيالمقترحات التالية:



1. توسيع انتشار مراكز التكوينالمهني في جميع الولايات و الدوائر وتقديم



تسهيلات ومكافئات تشجيعية للطلبةالملتحقين بها.



2. تنويع برامج التكوين المهنيلتواكب حاجات سوق العمل .



3. متابعة المتخرجين من خلالتوفير شكل من أشكال التواصل بينهم وبين المنتجين



في سوق العمل لتسهيل توظيفهم .



4. وضع تشريعات و قوانين تحددالحد الأدنى للأجور و وضع آليات للرقابة و



التنفيذ لمنع استغلال الأيدي العاملة .



5. تشجيع القطاع الخاص الذييدير مراكز للتكوين المتخصص على تنويع برامجه



لتواكب سوق العمل مع الإشراف عليها فيالتأهيل و متابعة خريجيها …

توسيع انتشار مراكز محو الأميةللمتسربين الذين ارتدوا إلى الأمية

خاتــــــــــمة:



من خلال ما سبق نجد أن للتسرب المدرسيأثارا سلبية على حاضر الطالب ومستقبله . ففي اللحظة التي يغادر فيها المدرسة قديعود إلى الأمية التي أتى منها ، وتنجر عنها أثارا لا حصر لها على مستقبله النفسي، والاجتماعي ، و الاقتصادي . ونفس الأعراض سنلحظها على المجتمع الذي يتواجد فيهأمثال هؤلاء.



في البلاد العربية عموما وفي الجزائرخصوصا جعل من تعداد المدارس و الإكماليات و الثانويات و عدد المتمدرسين مشيرا منمؤشرات التقدم بينما يغظ الطرف عن عدد المتسربين الذي يتجاوز 50 % في بعض الولايات .



وعلاجا للظاهرة المدروسة نقدمالتوصيات و المقترحات التي قدمها الأستاذ محند أرزقي بركان و التي أوجزها فيما يلي :



1. نشر وتعميق الوعي بأهميةهذه الظاهرة و خطرها لدى كافة الأطراف المعنية مع مشاركة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة و المكتوبة في هذه العملية.



2. تبني السياسات التي تسمحباتخاذ طائفة من الإجراءات و التدابير التربوية التي تنهض بكفاية التعليم وفعالياته – مضمونا و طرائق و وسائل وأدوات –



الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى تحسينظروف وشروط التحصيل الدراسي لدى المتعلمين .



3. العمل على تغيير الموقفالفكري للمؤسسة التربوية و المربي و الأسرة من مسألة التسرب و الرسوب و تبني نظرةبيداغوجية جديدة إلى هذه المشكلة تتوجه






المراجــــــــــــــــع




www.5edmacairo.yoo7.com




1 ـ انظر التنشئة الاجتماعيةللطفل د. محمد عباس نور الدين ـ المعرفة للجميع 1.


2 ـ معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجية والديداكتيكـ علوم التربية 10 - 9 ص 81.


3 ـ نفس المرجع ص 7.


4 ـ المراهق والعلاقات المدرسية د. أحمد أوزي ص 93.


5 ـ نفس المرجع ص 96 بتصرف شديد


6 ـ انظر سلسلة التكوين التربوي مرجع سابق ص 50 - 49 بتصرف.


7 ـ نفس المرجع ص 52 – 51 .


8- الإنترنت.
http://5edmacairo.yoo7.com/t812-topic

_________________

hano.jimi
2012-01-17, 18:03
أريد بحثا عن ظاهرة التسرب المدرسي....و شكرا

http://www.minshawi.com/vb/showthread.php?p=13209

hano.jimi
2012-01-17, 18:18
سلام عليكم اريد الفرق بين الشركة و المؤسسات العمومية

ما الفرق بين الشركه و المؤسسه من الناحية القانونيه و المسائله الماليه
الإجابة إعلام بالبريد الإلكتروني عند نشر إجابات جديدة
الإجابات التصنيف بحسب الوقت التصنيف بحسب التصويت
3
بدون اسم 12/10/2009 12:39:46 م الإبلاغ عن إساءة الاستخدام
المدخل الى نظام 1993للحسابات القومية

مقدمة:

سبق أن أشرنا ضمن فقرة نشأة الحسابات القومية وتطورها الى أن نظام الحسابات القومية لعام 1993 جاء تلبية لمتطلبات التطورات الكبيرة التي حصلت في اقتصاديات مختلف بلدان العالم خلال الخمس والعشرين سنة التي انقضت منذ نشر نظام الحسابات القومية السابق عام 1968. فقد أصبح التضخم المالي محل اهتمام أساسي للسياسة العامة، وتغير الدور الذي تلعبه الحكومة في كثير من البلدان خاصة تلك البلدان التي هي في مرحلة الانتقال إلى اقتصاد السوق،بعد انهيار كتلة الدول الاشتراكية في أوربا الشرقية. واكتسبت أنشطة الخدمات ، خاصة الخدمات التجارية وخدمات الاتصالات، دورا هاما متزايدا، وأصبحت المؤسسات المالية وأسواق رأس المال أكثر تطورا وتنوعت أدواتها ونشاطاتها. وقد استجاب نظام 1993 إلى جميع هذه التطورات لحد كبير من خلال الحسابات الجديدة والتوضيحات والتصنيفات العديدة التي تضمنها. بشكل عام، يمثل نظام 1993، كغيره من أنظمة الحسابات القومية التي سبقته، مرحلة من مراحل تطور المحاسبة القومية المستمر.

وأكدنا سابقا أن الحسابات القومية هي وصف للاقتصاد الكلي لدورة الدخل القومي باستخدام مبدأ مسك الدفاتر لمحاسبة المشاريع التجارية( أي مبدأ القيد المزدوج )الذي يعتمد على إجراء قيدين وحسابات متتالية تبين العلاقة بين المتغيرات الاقتصادية المختلفة.

الفصل الأول من هذا القسم يقدم مفاهيم الاقتصاد الكلي وخصائص المحاسبة الاقتصادية التي تقوم عليها الحسابات القومية.

في الفقرة الأولى منه, سنتعرض للمفاهيم الأساسية ومتغيرات الحسابات القومية من معادلات حسابية

في الفقرة الثانية سنتعرض للتتابع المبسط للحسابات سواء أكان للاقتصاد المحلي أو لبقية العالم من خلال عرض الإطار المحاسبي للنظام

في الفقرة الثالثة سنعرض بإيجاز أهم استخدامات المؤشرات التي توفرها الحسابات القومية والإحصاءات الاقتصادية الأخرى.

أما الفصل الثاني سنتعرض لتصنيف الفعاليات الاقتصادية حسب الصناعة والقطاع ( التصنيف المؤسساتي)
الفصل الأول

الفقرة 1- المفاهيم الأساسية ومتغيرات الحسابات الحكومية:

سنحاول خلال هذه الفقرة عرض المفاهيم الأساسية للنظام على شكل معادلات حسابية.

العرض والاستخدام:

بالنسبة لاقتصاد ما يجب أن يكون إجمالي العرض من السلع والخدمات مساوياً لإجمالي الاستخدامات, فاذا كان الاقتصاد مغلقا ، يمكن أن نكتب المعادلة (1-1):

(1-1) إجمالي العرض للسلع والخدمات = إجمالي الاستخدامات للسلع والخدمات. أي:
المخرجات من السلع المنتجة (الإنتاج الإجمالي) = الاستهلاك الوسيط + الاستهلاك النهائي + أجمالي تكوين رأس المال.
أما أذا كان هذا الاقتصاد مفتوحا، أي يتعامل مع العالم الخارجي من خلال تجارة خارجية من استيراد وتصدير في هذه الحالة فإن إجمالي العرض من السلع والخدمات يتألف من المخرجات المنتجة محلياً (الإنتاج الإجمالي) مضافا إليها الواردات. في المقابل تتألف الاستخدامات من الاستهلاك الوسيط والاستهلاك النهائي وإجمالي تكوين رأس المال مضافا إليها الصادرات.

مع العلم أن الاستهلاك الوسيط يتألف من السلع والخدمات المستهلكة في عملية الإنتاج (باستثناء استهلاك الأصول الثابتة), في حين أن الاستهلاك النهائي يتألف من السلع والخدمات التي تُقدم لصالح المستهلكين النهائيين من القطاعين العام والخاص, , وبناء عليه نكتب المعادلة (1-2):

(1-2) المخرجات (الإنتاج الإجمالي) + الواردات = الاستهلاك الوسيط + الاستهلاك النهائي + إجمالي تكوين رأس المال + الصادرات.
بإعادة ترتيب المعادلة (1-2) يمكن تحديد إجمالي القيمة المضافة كمخرجات ناقصاً الاستهلاك الوسيط.

وبغض النظر عن مسألة الضرائب (غير المباشرة) والدعم (أو الإعانات) على السلع والخدمات فإن إجمالي القيمة المضافة هو القيمة لجميع السلع والخدمات التي أنتجت خلال فترة إنتاج .

ولهذا فإن إجمالي القيمة المضافة يمثل قيمة جميع السلع والخدمات المتاحة للاستخدامات المختلفة خلاف الاستهلاك الوسيط, وعلى هذا:

(1-3) إجمالي القيمة المضافة = المخرجات - الاستهلاك الوسيط.

وإذا عدنا إلى المعادلة (1-2) ونقلنا بند الواردات من الطرف الأيمن من المعادلة الى الطرف الأيسر، ونقلنا الاستهلاك الوسيط من الجانب الأيسر الى الجانب الأيمن حصلنا على المعادلة (1-4):

(1-4) المخرجات - الاستهلاك الوسيط = الاستهلاك النهائي + إجمالي تكوين رأس المال + الصادرات - الواردات
ونشير إلى أن بنود الاستهلاك الوسيط و الاستهلاك النهائي وإجمالي تكوين رأس المال تُقاس من منظور المستهلك أو المشتري، أو مايسمى بأسعار السوق

بمعنى أن قيم هذه البنود تأخذ في الاعتبار من جهة: الضرائب المفروضة على السلع والخدمات ومن جهة ثانية: الدعم (إعانات الإنتاج) على السلع والخدمات, ورغم زيادة الضرائب فإن الدعم على المنتجات يؤدي إلى خفض الأسعار التي يدفعها المستهلكون.

ولهذا فإنه يتعين أن تضاف الضرائب على السلع والخدمات إلى المخرجات وأن يُطرح الدعم (إعانات الإنتاج) من المخرجات للتوصل إلى تقييم مُنتظم للعرض والاستخدام. وبنقل بند الاستهلاك الوسيط من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن كما رأينا من المعادلة (1-4):

(1- 5 ) المخرجات + الضرائب - الدعم - الاستهلاك الوسيط = الاستهلاك النهائي + إجمالي تكوين رأس المال + الصادرات - الواردات



الناتج المحلي الإجمالي

يمكن حساب الناتج المحلي الإجمالي بثلاث طرق: - طريقة الإنتاج (طريقة القيمة المضافة) – وطريقة الإنفاق – وأخيرا طريقة الدخل.

يمكن حساب الناتج المحلي الإجمالي من خلال الجانب الأيمن من المعادلة (1-5) وبناءا عليه أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي تساوي قيمة السلع والخدمات التي أنتجت في فترة معينة مطروحا منها الاستهلاك الوسيط أي ناقصا السلع والخدمات التي استهلكت في عملية الإنتاج خلال تلك الفترة.

1- طريقة الانتاج:

ويمكن قياس الناتج المحلي الإجمالي على مستوى الاقتصاد من خلال تجميع قيم المخرجات والاستهلاك الوسيط لجميع الصناعات المختلفة في اقتصاد ما, إذن الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لنهج الإنتاج (طريقة الإنتاج), أو طريقة القيمة المضافة، يحسب وفق المعادلة (1-6)

(1-6) الناتج المحلي الإجمالي = المخرجات + الضرائب - الدعم- الاستهلاك الوسيط
ومن المعادلة (1-3) نعلم أن القيمة المضافة الإجمالية تساوي المخرجات ناقصا الاستهلاك الوسيط ، وبناء عليه نكتب المعادلة (1-7) :

(1-7) الناتج المحلي الإجمالي = إجمالي القيمة المضافة + الضرائب - الدعم.

2- طريقة الانفاق:

وإذا عدنا مرة ثانية الى المعادلة (1-5) يتبين لنا من الجانب الأيسر للمعادلة أنه من الممكن أيضاً أن يُنظر إلى الناتج المحلي الإجمالي على أنه قيمة جميع السلع والخدمات المتاحة لاستخدامات نهائية محلية مختلفة أو للصادرات: اذن الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لنهج الإنفاق, أو طريقة الإنفاق وبناء عليه يمكن أن نكتب المعادلة (1-8) :

(1-8) الناتج المحلي الإجمالي = الاستهلاك النهائي + إجمالي تكوين رأس المال + الصادرات - الواردات.

3- طريقة الدخل:

وعملية الإنتاج تحقق دخولاً لمالكي عوامل الإنتاج في دولة ما . وقيمة هذه الدخول تساوي الناتج المحلي الإجمالي, بناءا عليه فإنه من الممكن أيضاً أن يُحسب الناتج المحلي الإجمالي على أنه يساوي مجموع ما يُدفع للعاملين والضرائب ناقصاً الدعم, وإجمالي فائض التشغيل/ الدخل المختلط: فالناتج المحلي الإجمالي وفقً لنهج الدخل، يحسب على الشكل التالي:

(1-9) الناتج المحلي الإجمالي = تعويضات العاملين + الضرائب - الدعم + إجمالي فائض التشغيل/ الدخل المختلط.
ويمكننا حساب إجمالي فائض التشغيل على الشكل الالي:

إجمالي فائض التشغيل/ الدخل المختلط.= الناتج المحلي الإجمالي- تعويضات العاملين - الضرائب + الدعم
فائض التشغيل والدخل المختلط هما أسمان لرصيد واحد.
فائض التشغيل: مقياس للفائض المتحصل من عمليات الإنتاج قبل اقتطاع أية فوائد مباشرة أو ضمنية أو أي ريع. أو دخول ملكية أخرى تدفع على الأصول المالية او على الأراضي أو غيرها من ألأصول الملموسة غير المنتجة اللازمة المواصلة الانتاج
وإجمالي فائض التشغيل يشمل الفائدة التي تدفع لمقرضي الأصول المالية، أو الايجار الذي يدفع لمؤجري الأصول غير المنتجة: مثل الأرض، أو الأصول الجوفيةـ أو حقوق الاختراع.
تعويضات المستخدمين: هي مجموع المكافأت النقدية أو العينية التي يدفعها ارباب العمل للمستخدمين مقابل الأعمال المؤداة. وتتكون من : - الأجور والمرتبات التي تدفع نقدا أو عينا، - المساهمات الاجتماعية التي يدفعها ارباب العمل.

الدخل القومي الإجمالي:

يشير الدخل القومي الإجمالي كمقياس تجميعي للإنتاج إلى إنتاج جميع الوحدات المقيمة داخل حدود بلد ما, وهذا الإنتاج لا يساوي تماماً إنتاج جميع الأنشطة الإنتاجية للسكان المقيمين.

فبعض الأنشطة الإنتاجية للسكان المقيمين قد تتم في الخارج أو في بلدان أخرى (مثلاً اليد العاملة المؤقتة والموسمية التي تعمل في الخارج), وعلى العكس فإن بعض الإنتاج الذي يتحقق داخل بلد قد يُعزى إلى يد عاملة أجنبية مؤقتة وموسمية. ولقاء مساهمة العاملين في الأنشطة الإنتاجية يحصلون على تعويضات وأجور، فقد يقوم العمال المقيمين بتحويل جزء من رواتبهم وتعويضاتهم إلى الوطن، وفي المقابل قد يقوم العاملين غير المقيمين في الوطن بتحويل جزء من رواتبهم إلى خارج الوطن.

وبالإضافة إلى هذا فإن جزءً من الدخل الأولي الذي يُدفع لمقدمي القروض من الخارج أو العائدات التي تُدفع لمالكي الأسهم غير المقيمين.

وبالمثل فإن بعض الدخول الأولية التي تولد في بقية العالم قد تتجه نحو وحدات مقيمة. كل هذه العمليات تؤثر على تقدير الدخل القومي. وسبق أن أشرنا في القسم الأول من المقرر من أن الدخل القومي يتطابق مع الناتج المحلي الإجمالي في حال كان الاقتصاد مغلقا. وعلى هذا فإن مفهوم الدخل القومي الإجمالي يهدف إلى قياس الدخل الصافي الذي يتحقق بسبب مالكي عوامل الإنتاج (اليد العاملة والأصول غير المنتجة ورأس المال والتنظيم) الذي يحققه المقيمون .و بناء عليه، فإن الدخل القومي الإجمالي يتعرف كما يلي:

(1-10) الدخل القومي الإجمالي = الناتج المحلي الإجمالي + تعويضات العاملين ودخل الممتلكات من بقية العالم - تعويضات العاملين ودخل الممتلكات إلى بقية العالم.
دخول الملكية: حسب النظام تتكون من: - الفوائد – دخل الشركات الموزع – عوائد الاستثمار الأجنبي – ارباح الأسهم - الايجارات
الدخل القومي الإجمالي المتاح:

والدخل القومي الإجمالي لا يتوفر بكامله للاستخدامات النهائية محلياً وذلك لأن جزءً منه يُحول إلى بلدان أخرى دون الحصول على أي شيء مقابل ذلك, مثل النقود التي تُرسل لدعم المعالين الذين يعيشون في بلد آخر.

وهذه التحويلات تسمى التحويلات الجارية, وأخذها بعين الاعتبار يؤدي إلى تحديد المفهوم التالي للدخل القومي الإجمالي المتاح:

(1-11) الدخل القومي الإجمالي المتاح = الدخل القومي الإجمالي + التحويلات الجارية من بقية العالم - التحويلات الجارية إلى بقية العالم.
والدخل القومي الإجمالي المتاح هو الدخل المتوفر للاستهلاك والادخار, وعلى هذا:

(1-12) الدخل القومي الإجمالي المتاح = الإنفاق على الاستهلاك النهائي + إجمالي الادخار.

إجمالي الادخار وأجمالي تكوين رأس المال وصافي الإقراض

إجمالي الادخار هو الفرق بين الدخل القومي الإجمالي المتاح والاستهلاك النهائي

(1-13) إجمالي الادخار = الدخل القومي الإجمالي المتاح - الاستهلاك النهائي.
ويوفر إجمالي الادخار مع صافي تحويلات رأس المال من بقية العالم الموارد للاستثمار في الأصول غير المالية, والتي تسمى بإجمالي تكوين رأس المال, أي للحيازة الصافية للأصول الثابتة, مثل المباني السكنية وغير السكنية والمصانع والمعدات و الزيادة في المخزون.

(ويقصد صافي تحويلات رأس المال بأنها تحويلات رأس المال المقبوضة من بقية العالم ناقصاً تحويلات رأس المال المدفوعة لبقية العالم)

والفرق بين إجمالي الادخار مضافا إليه صافي تحويلات رأس المال وإجمالي تكوين رأس المال هو صافي الاقتراض أو صافي الإقراض من بقية العالم.

وذلك على حسب ما إذا كانت الاستثمارات تزيد عن الموارد أو على العكس: إذا كانت سالبة فإنها تمثل صافي الاقتراض, وإذا كانت موجبة فإنها تمثل صافي الإقراض وعلى هذا:

(1-14) صافي الإقراض(+) صافي الاقتراض (-) = إجمالي الادخار + صافي تحويلات رأس المال - إجمالي تكوين رأس المال.
صافي الاقتراض/ صافي الإقراض في الحسابات المالية:

صافي الاقتراض/ صافي الإقراض يظهر أيضاً في التعاملات في الأصول والخصوم المالية مع بقية العالم.

و صافي الاقتراض/ صافي الإقراض هو الفرق بين صافي حيازة الأصول المالية وصافي الخصوم المتكبدة (العملات الأجنبية, السندات, القروض, وغير ذلك) وعلى هذا:

(1-15) صافي الإقراض (+) صافي الاقتراض (-) = صافي حيازة الأصول المالية- صافي الخصوم المتكبدة.



التغيرات في صافي قيمة الأصول

صافي قيمة الأصول هو الفرق بين القيمة الإجمالية للأصول غير المالية والأصول المالية والقيمة الإجمالية للخصوم في اقتصاد ما أي:

(1-16) صافي قيمة الأصول = القيمة الإجمالية للأصول غير المالية والأصول المالية - القيمة الإجمالية للخصوم.
مع العلم أن صافي قيمة الأصول يعتبر بحد ذاته مقياسا لصافي ثروة أمة ما, والتغير في صافي قيمة الأصول يقيس التغير في ثروة الأمة.

وصافي قيمة الأصول أيضا يساوي الفرق بين التغير في مجموع قيمة الأصول والتغير في مجموع قيمة الخصوم.

وإضافةً إلى التغيرات في صافي قيمة الأصول نتيجةً للتغيرات في الأسعار التي تؤثر على تقييم الأصول والخصوم وللأحداث الطبيعية مثل الاكتشافات أو نضوب الموارد القومية والدمار الناتج عن الكوارث الطبيعية, فإن التغيرات في صافي قيمة الأصول بسبب الأنشطة الاقتصادية والتعاملات هي مجموع إجمالي الادخار وصافي تحويلات رأس المال من الخارج.
الفقرة الثانية- الإطار المحاسبي لنظام عام 1993 ومبادئه الأساسية:

يستند نظام 1993 للحسابات القومية على أربعة مبادئ أساسية للمحاسبة وهي:

أ- يعتمد النظام أساس الاستحقاق في المحاسبة ، بحيث تُسجل جميع التعاملات على أساس الاستحقاق (أي المبالغ المستحقة الدفع والمبالغ المستحقة القبض), وليس على أساس النقد (أي المبالغ التي قُبضت والمبالغ التي دُفِعُت).

ب- تسجل الموارد (المبالغ المستحقة القبض) على الجانب الأيسر والاستخدامات (المبالغ المستحقة الدفع) على الجانب الأيمن للحسابات, وتسجل الخصوم على الجانب الأيسر والأصول على الجانب الأيمن للحسابات.

جـ - بند التوازن أو البند الختامي الذي يكون دائماً البند الأخير على جانبي الاستخدامات في الحسابات, يُقفل (يوازن) الحساب، ويمثل رصيد الحساب

د- البند الموازن (الرصيد) هو دائماً البند الافتتاحي في الحساب التالي, ويوضع على أنه القيد الأول في جانب الموارد من الحسابات.

يبدأ تتابع الحسابات لمجموع الاقتصاد بحسابات الإنتاج ثم ينتقل إلى التوزيع الأولي لحسابات الدخل, والتوزيع الثانوي لحساب الدخل, وحساب استخدام الدخل, وحساب رأس المال, والحساب المالي, وأخيراً الميزانية.

والميزانية العمومية توفر معلومات عن مجموع الأصول الثابتة ومجموع الأصول المالية ومجموع الخصوم المالية مصنفة حسب نوع الأصول والخصوم للاقتصاد في بداية ونهاية فترة المحاسبة.

وتتأثر الميزانية بثلاثة أنواع من التغيرات التي تحدث خلال فترة المحاسبة:

أ- التغيرات في الميزانية العمومية بسبب التعاملات.

ب- التغيرات الأخرى في حجم الأصول بسبب ظهور واختفاء الأصول.

جـ- التغيرات في الميزانية بسبب تغيرات الأسعار.

سنلخصها بالشكل التالي:

أ- والتغيرات في الميزانية بسبب التعاملات هي نتائج للأنشطة والتعاملات الإنتاجية مع بقية العالم. حيث يضاف إلى الأصول غير المالية صافي تكوين رأس المال (إجمالي تكوين رأس المال - استهلاك رأس المال الثابت) .

ويمثل الفرق بين مجموع قيمة الأصول ومجموع قيمة الخصوم هو التغير في صافي قيمة الأصول.

ب- والتغيرات الأخرى في حجم الأصول ترجع إلى ظهور موارد مثل اكتشاف موارد جوفية (النفط أو المعادن مثلاً) أو اختفائها بسبب النضوب أو الكوارث الطبيعية.

ج- والتغيرات في الميزانية العمومية بسبب التغيرات في الأسعار تشمل مكاسب أو خسائر الحيازة الناتجة عن إعادة تقييم الأصول المالية وغير المالية.

ومن أجل التبسيط لم تُدرج تتابع الحسابات المتعلق بالتغيرات الأخرى في حجم الأصول والتغيرات في الميزانيات العمومية الناتجة عن تغيرات الأسعار.

أ - التتابع المبسط للحسابات وفق نظام عام 1993 للحسابات القومية للاقتصاد المحلي

استخدامات حـ/ الانتـاج موارد
40 الاستهلاك الوسيط 100 المخرجات من السلع والخدمات
60 إجمالي القيمة المضافة/ الناتج المحلي الإجمالي
100 100
استخدامات حـ/ التوزيع الأولي للدخل موارد
1 تعويضات المستخدمين ودخل الممتلكات المستحقة الدفع لبقية العالم 60 إجمالي القيمة المضافة/ الناتج المحلي الإجمالي
4 تعويضات المستخدمين ودخل الممتلكات المستحق من بقية العالم
63 الدخل القومي الإجمالي
64 64
استخدامات حـ/ التوزيع الثانوي للدخل موارد
2 التحويلات الجارية المستحقة الدفع لبقية العالم 63 الدخل القومي الإجمالي
1 التحويلات الجارية المستحقة القبض من بقية العالم
62 إجمالي الدخل المتاح
64 64
استخدامات حـ/ استخدامات الدخل موارد
40 الاستهلاك النهائي 62 إجمالي الدخل المتاح
22 إجمالي الادخار
62 62
حـ/ رأس المـال
15 إجمالي تكوين رأس المال 22 إجمالي الادخار
1 تحويلات رأس المال إلى لبقية العالم 1 تحويلات رأس المال من بقية العالم
7 صافي الإقراض (+)، صافي الاقتراض (-) لبقية العالم
23 23

حـ/ المالي
∆ الأصول ∆ الخصوم
صافي حيازة الأصول المالية
3 النقود
4 القروض
صافي الخصوم المتكبدة 0
7 صافي الإقراض لبقية العالم

الأصول حـ/التغيرات في الميزانية العمومية بسبب التعاملات الخصوم
الأصول غير المالية
15 إجمالي تكوين رأس المال
-1 استهلاك رأس المال الثابت
7 الأصول المالية/ الخصوم المالية 0
21 صافي قيمة الأصول 21

ب- حساب بقية العالم

يستند حساب بقية العالم إلى مبدأين أساسيين:

أ- تسجل التعاملات مع الاقتصاد المحلي من منظور بقية العالم.

ب- تسجل جميع التعاملات بين الاقتصاد المحلي وبقية العالم مرتين: مرة كمبالغ مستحقة القبض في حساب الاقتصاد المحلي ومرة ثانية كمبالغ مستحقة الدفع في حساب بقية العالم أو العكس بالعكس.

وعلى سبيل المثال فإن التحويلات الجارية المستحقة القبض من بقية العالم في حساب الاقتصاد المحلي تُسجل كتحويلات جارية مستحقة الدفع لبقية العالم في حساب بقية العالم.

والواردات والصادرات هي حالة خاصة, حيث نجد:

أ- أن بند واردات الاقتصاد المحلي في حساب بقية العالم هو في الواقع صادرات بقية العالم وبند صادرات الاقتصاد المحلي هو واردات بقية العالم.

ب- بند الواردات في حساب بقية العالم يمثل المبالغ مستحقة القبض الناتجة عن الصادرات عن السلع والخدمات من بقية العالم, وعلى العكس فإن الصادرات في حساب بقية العالم تمثل المبالغ مستحقة الدفع الناتجة عن واردات بقية العالم.

وبالنظر إلى أن حساب بقية العالم هو الجانب المناظر للاقتصاد المحلي فإن صافي الإقراض (+) للاقتصاد المحلي هو صافي الاقتراض (-) لبقية العالم والعكس بالعكس.

حـ/ المبسط لبقية العالم الاستخدامات الموارد
الواردات 10
الصادرات 15
تعويضات المستخدمين ودخل الممتلكات المستحقة القبض من بقية العالم 4
تعويضات المستخدمين ودخل الممتلكات المستحقة الدفع لبقية العالم 1
التحويلات الجارية المستحقة القبض من بقية العالم 1
التحويلات الجارية المستحقة الدفع لبقية العالم 2
التحويلات الرأسمالية من بقية العالم 1
التحويلات الرأسمالية إلى لبقية العالم 1
صافي الإقتراض لبقية العالم -7
المجموع 14 14

حـ/ المالي لبقية العالم الأصول الخصوم
التغيرات في الأصول المالية 0
التغيرات في الخصوم المالية
النقود 3
القروض 4
صافي الاقتراض لبقية العالم -7
ج - حساب السلع والخدمات

يتصف حساب السلع والخدمات بالخصائص التالية:

أ- يجمع بين إجمالي العرض وإجمالي الاستخدامات للسلع والخدمات.

ب- متوازن في حد ذاته ولا يتضمن مبدأ للموازنة (أو رصيد).

جـ- تسجل الموارد على الجانب الأيسر والاستخدامات على الجانب الأيمن. بالعكس.

حساب السلع والخدمات
الاستخدامات الموارد
المخرجات من السلع والخدمات 100
الواردات من السلع والخدمات 10
الاستهلاك الوسيط 40
الاستهلاك النهائي 40
إجمالي تكوين رأس المال 15
الصادرات من السلع والخدمات 15
المجموع 110 110

يمكن تعديل المعادلة (1-3) للحصول على قيمة المخرجات كمجموع لإجمالي القيمة المضافة والاستهلاك الوسيط, وعلى هذا:

(1-17) المخرجات = إجمالي القيمة المضافة + الاستهلاك الوسيط
ويمكن تعديل المعادلة (1-4) للحصول على قيمة المخرجات كمجموع للاستخدامات الوسيطة والاستخدامات النهائية, وعلى هذا:

(1-18) المخرجات = الاستهلاك الوسيط + الاستهلاك النهائي + إجمالي تكوين رأس المال + (الصادرات- الواردات)
وصافي تكوين رأس المال يشير إلى إجمالي تكوين رأس المال ناقصاً استهلاك رأس المال الثابت.

(1-19) صافي تكوين رأس المال = إجمالي تكوين رأس المال – استهلاك رأس المال

كمبدأ عام، إن التعاملات الصافية تشير إلى المبالغ المستحقة القبض ناقصاً المبالغ المستحقة الدفع, فمثلاً صافي الدخل الأولي يساوي الدخل الأولي المستحق القبض ناقصاً الدخل الأولي المستحق الدفع.

استخدامات مؤشرات الحسابات القومية:

توفر السلاسل الزمنية للحسابات القومية غالبية البيانات الهامة التي تستخدم في بناء النموذج الاقتصادي لأغراض التنبؤ بالتطورات الاقتصادية وتحليل الأسعار وتقدير الآثار الاقتصادية للسياسات الحكومية, وغير ذلك.

وجدول المدخلات- المخرجات المستمد من جداول العرض والاستخدام في نظام الحسابات القومية يوفر قاعدة بيانات هامة للدراسات والتحليل الاقتصادي ولاسيما تحليل مؤشرات الإنتاجية على جميع فروع الصناعات.

كما تُعتبر المؤشرات المستمدة من المجاميع الاقتصادية في الحسابات القومية مفيدة بدرجة كبيرة لرصد الأداء العام لأي اقتصاد وقوته, وكذلك مواطن الضعف فيه.

وفي بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى تكميل تلك المؤشرات بمؤشرات هامة أخرى مأخوذة من إحصاءات متخصصة, مثل إحصاءات النقد والميزانية الحكومية.

سنحاول ان نعرض بشكل موجز أهمية المؤشرات المستمدة من الحسابات القومية والحسابات المتخصصة في التحليل الاقتصادي.

1- المؤشرات التي تستند إلى مجاميع الحسابات القومية:

المؤشرات العامة التي يشيع استخدامها لرصد الاقتصاد هي:

1- المعدل الحقيقي للنمو في الناتج المحلي الإجمالي, والاستهلاك النهائي, وإجمالي تكوين رأس المال (الاستثمار في الأصول الثابتة)

2- معدل الادخار (الادخار/ الناتج المحلي الإجمالي)

3- معدل الاستثمار (إجمالي تكوين رأس المال/ الناتج المحلي الإجمالي)

4- معدل العجز في ميزانية الحكومة/ الناتج المحلي الإجمالي

5- الرصيد الجاري للحساب الخارجي/ الناتج المحلي الإجمالي

وهناك مؤشرات عديدة أخرى يمكن أن تُشتق مباشرة من بيانات الحسابات القومية.

وهذه المؤشرات لا تبين فقط أداء الاقتصاد مع مرور الزمن ولكنها تتيح أيضا إجراء مقارنة مع بلدان أخرى.

وحتى بدون اللجوء إلى نماذج معقدة توفر المؤشرات المشتقة من الحسابات القومية معلومات عن الاقتصاد مفيدة للغاية عندما تُقيم مقابل حقائق نمطية مشتقة من الخبرات المكتسبة في دراسات التنمية الاقتصادية.

وعلى سبيل المثال فإنه لتحقيق معدل نمو معقول من المتوقع ألا يكون معدل الاستثمار للبلدان النامية أقل من 25% من الناتج المحلي الإجمالي.

كما أن وجود عجز في ميزانية الحكومة أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي هو إشارة إلى أنه ستحدث مصاعب في المستقبل إذا لم يتم تصحيح المشكلات.

وكذلك التغير في المخزون هو تجميع آخر مفيد للغاية في الحسابات القومية, وتراكم الأرصدة بالنسبة للناتج في الصناعات التحويلية هو إشارة إلى حدوث تباطؤ اقتصادي, والعكس بالعكس.
2- المؤشرات الأخرى

وهناك مؤشرات أخرى تُشتق بالجمع بين البنود في الحسابات القومية. وعلى سبيل المثال فإن مؤشر مدفوعات الدين بالنسبة للصادرات ويسمى أيضا مؤشر خدمة الدين ( المكون من مدفوعات الفائدة ومدفوعات المبلغ الأصلي معاً) تستخدم كمؤشر للقدرة على سداد الدين. في حين أن تصدير سلع الصناعات التحويلية كنسبة مئوية من مجموع الصادرات يُستخدم كمؤشر للتصنيع الذي توجهه الصادرات.

وارتفاع نسبة العجز في ميزانية الحكومة إلى الناتج المحلي الإجمالي وزيادة قيمة عجز الحساب الخارجي يشير إلى وجود حاجة لإجراء تعديل في السياسة الاقتصادية.

وارتفاع عجز الميزانية قد يؤدي إلى زيادة الاستثمار الخاص أو التسبب في زيادة التضخم إذا كان العجز يقابل بطباعة النقود (التمويل بالعجز) بدلاً من الاقتراض الحكومي.

وبالطبع فإنه يتعين أن يأخذ المحلل في الاعتبار عوامل أخرى كثيرة, وارتفاع نسبة خدمة الدين الأجنبي المقترن بتباطؤ الديون الخارجية.

والمؤشرات الاقتصادية البسيطة توفر أداة مفيدة للتعرف على المشكلات الاقتصادية عندما تتجاوز المؤشرات بعض النسب الحرجة.

3- المؤشرات التي تستند إلى الإحصاءات المتخصصة:

الحسابات القومية ليست هي المصدر الوحيد للمؤشرات الاقتصادية. والمؤشرات المشتقة من الإحصاءات المتخصصة لها نفس القدر من الأهمية.

ويوجد ضمن الإحصاءات المتعلقة بالنقود وبالعمليات المصرفية عدد قليل من النسب التي تُرصد بدقة.

ويُستخدم معدل التغير في العرض من النقود لرصد احتمالات التضخم, في حين تستخدم نسب القروض غير المنفذة ونسب الخصوم إلى الأصول كمؤشرين لأداء النظام المصرفي.

وميزان المدفوعات يوفر معلومات عن الاحتياطيات من النقد الأجنبي والخصوم الجارية القصيرة الأجل التي تقيم بالعملات الأجنبية. فتلك المؤشرات لها أهمية بالغة في التعرف على المشكلات التي يمكن أن تحدث في السوق المالية.

والأزمة المالية التي شهدتها بلدان شرق آسيا واتحاد دول جنوب شرقي آسيا في عام 1987 حدثت دون سابق إنذار لأن نسب الأداء للنظام المصرفي واحتياطي النقد الأجنبي لم تُقاس على نحو سليم ولم تًُرصد بدقة.

عموما تم تجميع المؤشرات الاقتصادية العامة بـ 11 مجموعة على الشكل التالي

مؤشرات الأداء الاقتصادي
المؤشرات التفسيرات
المجموعة الأولى- المستوى والأداء الاقتصاديان العامان
1- نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي = الناتج المحلي الاجمالي/عدد السكان. 1- مستوى التنمية الاقتصادية مقارنة بالبلدان الأخرى.
2- معدل النمو للناتج الإجمالي. 2- أداء الاقتصاد.
المجموعة الثانية- إنتاجية اليد العاملة وتكلفة اليد العاملة
1- إجمالي القيمة المضافة لكل ساعة عمل (الصناعات التحويلية). 1- إنتاجية اليد العاملة.
2- تعويضات المستخدمين عن كل ساعة عمل. 2- تكلفة اليد العاملة.
المجموعة الثالثة- توزيع الدخول
1- تعويضات المستخدمين/ إجمالي القيمة المضافة. 1- نصيب المستخدمين من الدخل القومي في الناتج المحلي الإجمالي.
2- فائض التشغيل/ إجمالي القيمة المضافة. 2- نصيب رأس المال من الدخل في الناتج المحلي الإجمالي.
المجموعة الرابعة- الاستثمار
1- إجمالي تكوين رأس المال الثابت/ الناتج المحلي الإجمالي. 1- نصيب الاستثمار في السلع الرأسمالية في الناتج المحلي الإجمالي.
2- إجمالي تكوين رأس المال الثابت/ التغير في الناتج المحلي الإجمالي. 2- تقريب لنسبة رأس المال/ الناتج المحلي الإجمالي أعلاه (ينطبق فقط على سنوات النمو الموجب المستقر الذي يسمى عادة المعدل التزايدي للعلاقة بين رأس المال والمخرجات).
المجموعة الخامسة- الادخار
1- الادخار/ الناتج المحلي الإجمالي. 1- معدل الادخار للأمة.
2- الادخار/ إجمالي تكوين رأس المال الثابت. 2- التمويل المحلي للاستثمار.
3- الادخار لقطاع مؤسسي معين/ إجمالي الادخار. 3- إسهام كل قطاع في إجمالي الادخار.
4- الادخار للأسر المعيشة/ دخل الأسر المعيشية. 4- معدل الادخار للأسر المعيشية.
المجموعة السادسة- أداء الحكومة
1- العجز الحكومي/ الناتج المحلي الإجمالي. 1- معدل العجز الحكومي.
2- الإيراد/ المصروفات (باستثناء سداد أصل الدين أو تكاليف الدين). 2- إذا كان أقل من الواحد الصحيح تكون هناك حاجة إلى أعادة النظر بالسياسة الحكومية المتعلقة بوضع الميزانية لأن العائدات المتكررة لا تغطي المصروفات المتكررة.
3- تكوين رأس المال الثابت/ مجموع الإنفاق. 3- نصيب الاستثمار في السلع الرأسمالية مقسوماً على مجموع الإنفاق.
4- مدفوعات الفائدة/ مجموع الإنفاق. 4- مؤشر ضغط مدفوعات الدين على الإنفاق الحكومي.
5- الضرائب/ الناتج المحلي الإجمالي. 5- جهد الحكومة أو عبء الضرائب.
6- ضرائب الشركات/ رصيد الدخل الأولي للشركات. 6- جهد الحكومة أو عبء الضرائب على الشركات (صحيح, عادل, مرتفع للغاية).
7- ضرائب الدخل الفردية/ إجمالي الدخل الوطني للأسر المعيشية. 7- العامل الحكومي على الأسر المعيشية (صحيح, عادل, مرتفع للغاية).
المجموعة السابعة- أداء العمليات المصرفية
1- نسبة القروض غير المنفذة (المعرفة بأنها نسبة القروض غير المسددة لفترة تتجاوز ثلاثة أشهر). 1- احتمال العجز عن السداد.
2- الخصوم/ الأصول. 2- شهادة سلامة المصارف (كي تكون المصارف سليمة يتوقع أن تكون النسبة أقل من الواحد الصحيح وهو ما يعني أن صافي حقوق الملكية في رأس المال يزيد عن الصفر).
المجموعة الثامنة- أداء التجارة الخارجية
1- الواردات/ الناتج المحلي الإجمالي ، أومعدل نمو الواردات. 1- الاعتماد على الصادرات.
2- الصادرات/ الناتج المحلي الإجمالي, معدل نمو الواردات. 2- جُهد التصدير.
3- (الصادرات+ الواردات)/ الناتج المحلي الإجمالي. 3- درجة انفتاح الاقتصاد.
4- (الصادرات- الواردات)/ الناتج المحلي الإجمالي. 4- فجوة الصادرات/ الواردات.
المجموعة التاسعة- ميزان المدفوعات
1- العجز في حساب العمليات الجارية/ الناتج المحلي الإجمالي. 1- القدرة على خدمة الواردات والمعدل الحالي للنمو الاقتصادي (إشارة تحذير إذا زاد المعدل عن 3%).
2- (الصادرات- الواردات)/ الناتج المحلي الإجمالي. 2- كما سبق.
3- سداد الدين (الفائدة+ أصل الدين)/ الصادرات. 3- القدرة على خدمة الدين الخارجي (يتوقع أن تكون أقل من نسبة 30%).
المجموعة العاشرة- احتياطي النقد الأجنبي - القدرة على تمويل الواردات ومنع حدوث أزمة في العملات الأجنبية.
المجموعة الحادية عشرة- الأسعار
1- الرقم القياسي لسعر المنتج, والرقم القياسي لسعر المستهلك, والرقم القياسي لسعر الواردات, والرقم القياسي لسعر الصادرات. لها استخدامات عديدة ولاسيما في مجال قياس معدلات التضخم والدخل الحقيقي وتطور الواردات والصادرات، والقوة الشرائية لوحدة النقد ....... الخ.
2- معدل الفائدة.
3- أسعار صرف العملات الأجنبية.
4- الرقم القياسي لأسعار البورصة.
5- الرقم القياسي لمعدل الأجور.



الفصل الثاني- التحليل حسب الصناعة والقطاع المؤسساتي:

الأهداف:

يهدف تحليل الأنشطة الاقتصادية حسب الصناعة إلى:

أ- دراسة تكاليف الصناعات الإنتاجية بالتفصيل.

ب- استخدام تفاصيل التكلفة للتنبؤ بالاحتياجات من المنتجات من أجل الإنتاج أو لتقدير تلك الاحتياجات.

جـ- وضع جداول العرض والاستخدام التفصيلية باعتبارها الأداة الأساسية لموازنة العرض والاستخدام للمنتجات حسب الصناعات ولربط حسابات الإنتاج حسب الصناعات بحسابات الإنتاج حسب القطاعات المؤسسية بطريقة منهجية.

د- تجميع نسب القيمة المضافة إلى مخرجات الصناعات للنسب المرجعية (التي يجري بالنسبة لها تعداد تفصيلي عن المخرجات والتكلفة) لاستخدامها في تقدير القيمة المضافة حسب الصناعة وإجمالي الناتج المحلي للسنوات خلاف سنة الأساس.

هـ - كما يهدف تحليل الحسابات الاقتصادية للأمة إلى وحدات قطاعية مؤسسية, مثل الشركات والحكومات والمؤسسات غير الهادفة للربح والأسر المعيشية, إلى دراسة السلوك الاقتصادي لتلك الوحدات من حيث نوع الدخل الذي تحصل عليه, وكيفية استخدام الدخول, وكيفية تمويل إجمالي تكوين رأس المال, والكيفية التي تدير بها الحافظة المالية, وصافي قيمة الأصول التي تملكها.

نظام الحسابات القومية يعطي تعاريف محددة لبعض المفاهيم كالصناعة ، المنشأة والمؤسسة؟

ما هي الصناعة/ ماهي المنشأة/ وماهي المؤسسة؟

الصناعة هي تجميع لمنشآت تعمل في نفس الأنشطة والمصنفة في التصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية أو في أنواع مماثلة لتلك الأنشطة.

والمنشأة هي مؤسسة موجودة (قائمة) أو جزء من مؤسسة موجودة في موقع جغرافي معين تمارس نشاط إنتاجي رئيسي ينتج غالبية القيمة المضافة.

ومن حيث المبدأ قد لا تكون المنشأة هي التي تتخذ القرارات بشأن أمورها المالية, بل يعود تحديدها الى المؤسسة التي تمتلك هذه المنشأة.

وبناء عليه ، لا يمكن لأية منشأة أن تكون وحدة إحصائية لجمع البيانات الإنتاجية المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية التي تمارسها أو الصناعة التي تنتمي إليها.

ولكي تصنف أية منشأة في نظام الحسابات القومية يجب أن تنتج مخرجات من السلع والخدمات تستخدمها منشآت أخرى أو يستخدمها مستهلكون نهائيون آخرون.

والمؤسسة هي وحدة مؤسسية قد تتكون من منشآت عديدة مصنفة تحت رموز مختلفة في التصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية.

العلاقة بين وحدة المنشأة ووحدة المؤسسة


المنشأة/ المؤسسة

تجارة التجزئة, الرمز 5211 في التصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية

منح الائتمانات للمستهلك, الرمز 6592 التصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية

الشركة, وهي شركة مساهمة غير مالية لها منشآت في موقعين مختلفين مصنفين في صناعتين مختلفتين معرفتين برمزين مختلفين للتصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية















- ما هي الوحدة المؤسساتية ؟

الوحدة المؤسساتية هي كيان اقتصادي قادر, استناداً إلى حقوقه الخاصة به على امتلاك أصول وتكبد خصوم وممارسة أنشطة اقتصادية مع كيانات أخرى. وتستطيع أن تتخذ قرارات اقتصادية بشأن تحديد ما تنتجه وكيفية تمويل أنشطتها, وهي تخضع للمساءلة المباشرة أمام القانون.

ومن أمثلة الوحدات المؤسساتية:مثل: مؤسسة إنتاجية غير مالية، أسرة معيشية، مصرف أو بنك، مدرسة، جامع أوكنيسة، جمعية تعاونية ووحدة حكومية مستقلة .... الخ.

مع العلم أن مجموع الوحدات المؤسساتية المقيمة تشكل مجموع الاقتصاد المحلي.

التقسيم المؤسساتي (القطاعات المؤسساتية في الاقتصاد)

يوصي نظام الحسابات القومية بأن يُقسم الاقتصاد إلى خمسة قطاعات مؤسسية مصنفة على الشكل التالي:

أ- قطاع الشركات غير المالية.

ب- قطاع الشركات المالية.

جـ- قطاع الحكومات العامة.

د- قطاع الأُسر المعيشية.

هـ- قطاع المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح التي تخدم الأسر المعيشية.

والجدول التالي يبين تصنيف

تصنيف القطاعات المؤسسية في نظام الحسابات القومية
1- الشركات غير المالية وتتكون من:
أ- الشركات غير المالية العامة
ب- الشركات غير المالية الخاصة الوطنية
ج- الشركات غير المالية الخاضعة لسيطرة أجنبية
2- الشركات المالية
أ- المصارف المركزية
ب- شركات الإيداع الأخرى
ج- شركات الإيداع النقدي
- العامة
- الخاصة الوطنية
- الخاضعة لسيطرة أجنبية
د- شركات الإيداع الأخرى باستثناء المذكورة أعلاه
- العامة
- الخاصة الوطنية
- الخاضعة لسيطرة أجنبية
هـ- الكيانات الوسيطة المالية باستثناء شركات التأمين وصناديق المعاشات التقاعدية
- العامة
- الخاصة الوطنية
- الخاضعة لسيطرة أجنبية
و- الكيانات المساعدة الأولية
- العامة
- الخاصة الوطنية
- الخاضعة لسيطرة أجنبية
ز- شركات التأمين وصناديق المعاشات التقاعدية
- العامة
- الخاصة الوطنية
- الخاضعة لسيطرة أجنبية
3- الحكومة العامة
أ- الحكومة المركزية
ب- حكومة الولاية
ج-ا لحكومة المحلية
د- صناديق الضمان الاجتماعي
- الحكومة المركزية
- حكومة الولاية
- الحكومة المحلية
4- الأسر المعيشية
أ-أرباب العمل
ب-العاملون لحسابهم الخاص
ج-مَن يحصلون على دخل من ممتلكات وتحويلات
مَن يحصلون على دخل من ممتلكات
مَن يحصلون على معاشات تقاعدية
مَن يحصلون على تحويلات أخرى
5- المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح
6 - بقية العالم

مثال عن أهمية تحليل الصناعة وتقسيم المؤسسات إلى قطاعات (مثال خدمات التعليم) :

من الممكن أن تكون خدمات التعليم موجهة بالكامل نحو السوق أو مجانية أو شبه مجانية أو أن تُقدم بالمجان أو بالمجان تقريباً وتمول من الحكومة أو الأسر المعيشية أو المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح.

ولدراسة تكاليف التشغيل والقيمة المضافة التي يولدها التعليم تصنف المنشآت التعليمية جميعها في المرتبة 92 من التصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية الصادر عن الأمم المتحدة وهي مرتبة إنتاج الخدمات التعليمية.

ولدراسة دور القطاعات الرئيسية بالنسبة لنشاط التعليم:

أ- تصنف المدارس الموجهة نحو السوق، أي مدارس القطاع الخاص التي تهدف الى الربح، في قطاع الشركات غير المالية.

ب- تصنف المدارس التي تمولها الحكومة، وهي مدارس مجانية أو شبه مجانية، في قطاع الحكومة العامة.

جـ- تصنف المدارس التي تمولها مؤسسات لا تهدف إلى الربح، ضمن قطاع المؤسسات التي لا تهدف إلى الربح ضمن المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح التي تخدم الأسر المعيشية.

التقسيم حسب الصناعة والقطاع: مثال الصناعة (صناعة التعليم)/ القطاعات


قطاع الشركات غير المالية

قطاع الحكومة

- المدارس الخاصة التي تفرض رسوماً لتغطية التكاليف

- المدارس التي تمولها الحكومة

صناعة التعليم




الشركات

حسب تعريف نظام عام 1993 تعرف " الشركة بأنها كيان قانوني تعترف به قوانين الأمة بشكل مستقل عن حملة أسهم الشركة(أي المساهمين). والشركة تكون مملوكة وخاضعة للسيطرة من جانب حملة الأسهم (أفراد أو مؤسسات) أو الحكومة.

والسيطرة تعني القدرة على تحديد سياسات الشركة بتعيين المديرين الملائمين إذا دعت الحاجة.

1- قطاع الشركات غير المالية:

هذا القطاع يشمل جميع الشركات المقيمة المملوكة لحملة أسهم من القطاع الخاص أو للحكومة والتي تنتج سلعاً أو خدمات غير مالية.

وهذا القطاع قد يشمل أيضاً أشباه الشركات, وهي شركات غير مساهمة ولكنها تمسك مجموعة كاملة من الحسابات التجارية, ومالكو الأسهم في أشباه الشركات تلك مسؤولون من الناحيتين القانونية والمحاسبية عن تشغيل الشركات.

وشبه الشركة قد يكون لها مالك وحيد أو قد تكون ملكيتها مشتركة أو حتى قد تكون وحدة إنتاجية مملوكة للحكومة, مع مسك حسابات تجارية كاملة.



2- قطاع الشركات المالية:

هذا القطاع يشمل جميع الشركات المقيمة المملوكة لحملة أسهم من القطاع الخاص أو الحكومة والتي تنتج خدمات مالية. ومن الممكن أن يقسم قطاع الشركات غير المالية إلى القطاعات الفرعية التالية:

أ- البنك المركزي،

ب- شركات/ مصاريف الإيداع الأخرى.

جـ- جهات الوساطة المالية الأخرى, مثل مصارف الاستثمار وشركات التأجير المالية, وشركات الشراء بالتقسيط, والشركات التي تقدم تسهيلا ائتمانية للمستهلكين.

د- جهات المساعدة المالية, مثل سماسرة السندات وسماسرة القروض أو التأمينات.

هـ- شركات التأمين وصناديق المعاشات التقاعدية.

3- قطاع الحكومة العامة

قطاع الحكومة العامة يشمل الكيانات القانونية التي لها سلطة تشريعية أو قضائية أو تنفيذية على وحدات مؤسسية أخرى. وهذا القطاع يشمل الحكومة المركزية, وحكومات الولايات, والحكومات المحلية, وصناديق الضمان الاجتماعي, والمؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح التي تخدم الحكومة.

وهذا القطاع يُنتج أساساً خدمات غير سوقية تُقدم بالمجان أو بأسعار ليس لها أهمية من الناحية الاقتصادية.

ومن الممكن أن تكون الخدمات جماعية, مثل الدفاع والأمن أو فردية مثل الصحة والتعليم.

ما الذي ينبغي استبعاده من قطاع الحكومة العامة؟

قد تُسيطر الحكومة على الإنتاج عن طريق ما يلي:

أ- تكوين شركات عامة.

ب- إنشاء مؤسسات غير هادفة إلى تحقيق الربح وتوفير معظم التمويل أو التمويل الكامل لها.

جـ- إنتاج سلع وخدمات سوقية بدون تكوين وحدات قانونية منفصلة ولكنها تمسك حسابات تجارية كاملة, وتمسى أشباه الشركات.

4- قطاع الأسر المعيشية:

الأسرة المعيشية هي مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعيشون في نفس المسكن ويُجمعون جزءً من دخلهم ويستهلكون بصورة جماعية أنواعاً معينة من السلع والخدمات التي يتألف معظمها من السكن والغذاء.

وهذا القطاع يشمل وحدات الأسر المعيشية المقيمة كوحدات مستهلكة, وكذلك جميع أنشطتها الاقتصادية الفردية.

والمؤسسات الفردية التي تملكها أسر معيشية ولكنها تمسك حسابات تجارية كاملة تصنف كأشباه شركات في قطاع الشركات.

التقسيم الفرعي لقطاع الأسر المعيشية:

يمكن تقسيم الأسر المعيشية إلى أقسام فرعية حسب مصادر الدخل الرئيسية كما يلي:

أ- أرباب العمل.

ب- العاملون لحسابهم الخاص.

جـ- المستخدمون.

د- مَن يتلقون دخلاً من الممتلكات والتحويلات.

5- المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح والمؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح التي تخدم الأسر المعيشية:

المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح هي كيانات قانونية أو اجتماعية ُتنشأ لغرض تقديم السلع والخدمات إلى وحدات مؤسسية أخرى لا يمكنها مركزها من أن تصبح مصدر دخل أو ربح أو كسب مادي للوحدات التي تُسيطر عليها وتمولها.

كما أن المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح التي تخدم الأسر المعيشية لا تشمل سوى المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح التي تخدم الأسر المعيشية وتنتج سلعاً أو خدمات غير سوقية دون تقاضي رسوم أو التي لا تكون لأسعارها أهمية من الناحية الاقتصادية.

وإذا كانت المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح خاضعة لسيطرة قطاع الشركات أو قطاع الحكومة العامة، أي اذا كانت نسبة 50% من تكاليفها تُدفع من جانب أي من هذين القطاعين (قطاع الشركات أو قطاع الحكومة), في هذه الحالة ينبغي أن تُصنف تلك المؤسسات في هذين القطاعين على الترتيب وليس في قطاع المؤسسات غير الهادفة إلى تحقيق الربح التي تخدم الأسر المعيشية.

6- قطاع بقية العالم:

1
academyh.com‏ 20/10/2009 09:39:56 ص الإبلاغ عن إساءة الاستخدام
باختصار ..
المؤسسة : منظمة رسمية تتكون من مالك واحد ، وهو المسؤول عنها ماليا واداريا .
الشركة :منظمة رسمية تتكون من شخصين واكثر ، ولها عدة انواع ، المسؤولية المالية تكون حسب نوع الشركة .

1
ehapsalim‏ 08/12/2009 11:48:07 م الإبلاغ عن إساءة الاستخدام السِجل المعدّل
الشركة لابد وان يكون اصحابها اكثر من شخص واما ان تكون شركة اموال او شركة اشخاص وينطبق عليها جميع بنود الشركات في قانون الشركات ، بينما المؤسسة هي شكل قانون من المنشأة يمتلكه فرد واحد ولا ينطبق عليها من قانون الشركات ما هو يتطلب تواجد شركاء مثل الشريك الموصي لا يسئل في امواله الخاصه بعن تفليس الشركة واستنفاذ حصته في سداد الدين .

1
حسونه السيخ 22/01/2010 10:01:12 م الإبلاغ عن إساءة الاستخدام
المؤوسسة الفرديه يملكها شخص واحد وتكون حدود مشؤولية هذا المالك الماليه في اموال المؤسسة وفي امواله الخاصة،اما الشركة فهناك انواع من الشركات ومعظمها تتكون عاى الاقل من شريكين فشركة التضامن مثلاً تكون مسؤولية الشركاء فيها ايضاً في اموالهم الخاصة.
اما الشركة ذات المسؤولية المحدودة فمسؤولية الشركاء بحدود راس المال فقط مهما كانت ديون الشركة.

0
owner_khaled‏ 12/10/2009 12:37:53 م الإبلاغ عن إساءة الاستخدام
الإطار القانوني
إن أغلب المناقشة المحيطة بقضية المساءلة ستدور حول الحق في المسـاءلة و حدوده و أبعاده و أضراره و في تقديرنا أن حسم ذلك من الناحية القانونية أمر ضروري حتى لا تضيع المصالح فى متاهة من له حق فى المســــاءلة و من ليس له حق ، و حدود ذلك الحق .
المسائله الماليه
تمكين المواطنين و ذوى العلاقة من الأفراد و المنظمات غير الحكومية من مراقبة و مساءلة الموظفين العموميين و المسئولين عمـــوماً مـــــن خـــلال القنوات و الأدوات الملائمة ، دون أن يؤدى ذلك إلى تعطيل العمل أو الإساءة إليه بغير سند .
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=69ab5ac9814931ff

hano.jimi
2012-01-17, 18:21
سلام عليكم اريد الفرق بين الشركة و المؤسسات العمومية


مقدمــــة :
تمشيًا مع التطور الإداري والتوسع في الخدمات والسعي الحثيث للحاق بركب التقدم، وتفعيلاً لمبدأ التخصص بمفهومه الإيجابي، بلغت المؤسسات العامة في المملكة العربية السعودية عام 1419هـ سبعًا وثلاثين مؤسسة، وبلغت الوزارات إحدى وعشرين وزارة ، وبلغ عدد الإدارات العامة المستقلة ميزانياتها سبعين إدارة أو أكثر، إضافة إلى مئات الفروع للأجهزة الحكومية وآلاف الشركات، سواء كانت تملكها الدولة بالكامل، أو يشاركها القطاع الخاص السعودي . وهذا التنوع في أساليب الإدارة وطرقها دليل على فضيلة الأخذ بالأسباب النافعة والمواءمة بين الخدمة والطريقة المثلى لأدائها ، خصوصًا أنه لايوجد أسلوب واحد يصلح لكل شيء ، ويحقق كل شيء ، كما أن التعدد والتنوع سمة الحياة .
ويمكن تصنيف الأجهزة الإداريــــة في المملكة العربية السعودية إلى ستة تقسيمات ، هي :
(1) الوزارات .
(2) المؤسسات العامة .
(3) الإدارات العامة .
(4) الشركات .
(5) الجمعيات .
(6) المؤسسات الدولية([1]).
المؤسسات العامة التي خصت بهذا البحث طريقة من طرق إدارة المرافق العامة ، التي أخذت بها المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز الذي أمر بإنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي، واعتمد نظامها الأساس في 25/7/ 1371هـ([2]) . والمؤسسات العامة ظاهرة إدارية عالمية، والمملكة جزء من العالم ، تشترك معه في الكثير ، وتحتفظ لنفسها بشيء من الخصوصية والتميز، ولهذا سيكون التركيز في هذا البحث على تجربة المؤسسات العامة في المملكة العربية السعودية .

أهداف البحث :
الهدف الرئيس من هذا البحث هو تسليط الضوء على تجربة المؤسسات العامة في المملكة العربية السعودية، والإجابة عن عدد من الأسئلة حيالها تتمثل في الآتي :
أولاً : ما المؤسسات العامة؟
ثـانـياً : لماذا أنشئت المؤسسات العامة في المملكة العربية السعودية؟
ثـالـثاً : كيف تطورت المؤسسات العامة في المملكة العربية السعودية؟
رابـعاً : ما إيجابيات المؤسسات العامة وسلبياتها في المملكة العربيــــة السعودية ؟
خامساً : هل ستبقى المؤسسات العامة في المملكة العربية السعودية على وضعها القائم أم سينالها شيء من التغير؟

أهمية البحث :
تبرز أهمية هذا البحث من أهمية المؤسسات العامة نفسها، ولا غرو فالمؤسسات العامة بالمملكة العربية السعودية هي أجهزة المهمات الحيوية التي تشمل التعليم الجامعي والتدريب الإداري والمهني والتسليح الحربي وخدمة الكهرباء والماء والنقل، وغيرها . والمؤسسات العامة توظف آلافًا من صفوة شباب الوطن وشاباته ، وتنفق عليها الدولة مليارات الريالات كل عام، ولا بد أن يكون لها نصيب من الدراسة والتحليل في مناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية . وبما أن كل مؤسسة معنية بالحديث عن تاريخها ومنجزاتها بشكل منفرد في هذه المناسبة، فإن هذا البحث سيتحدث عن المؤسسات جميعها ، وسيركز على موضوعات تهم المسؤول والمواطن والمؤسسات ذاتها، مثل : مناقشة نقاط الضعف والقوة في أسلوب المؤسسات العامة، واستشراف المستقبل، خصوصًا ونحن على مشارف قرن جديد . ويعد هذا البحث استمرارًا لجهود بحثية سابقة بشأن المؤسسات العامة . ولقد تعمدنا الابتعاد عن الأسلوب الإنشائي، وركزنا على النقاط المهمة تيسيرًا على القارىء في عصر السرعة والاختصار والوصول إلى المقصود من أقرب زاوية .
منهج البحث :
يعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي ، واتباع أسلوب الدراسة النظرية ، الذي يستند إلى المصادر المكتبية والدراسات والوثائق الرسمية وتقاريرالإنجازات التي تتعلق بالمؤسسات العامة بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى عدد من اللقاءات والمقابلات مع عدد من أعضاء هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة ، ومدير عام إدارة المؤسسات العامة بالديوان العام للخدمة المدنية .

أولاً : مفهوم المؤسسات العامة :
المؤسسة العامة : هي منظمة أعمال تعمل في نطاق أهداف المصلحة العامة بصفتها فرعاً جديداً من فروع الجهاز الإداري . وللمؤسسة العامة تسميات عدة ، منها : هيئة، شركة، مؤسسة ، مشروع، منشأة، لجنة ... ([3])، وتحاشيًا للبس بين المضمون والاسم سوف نوضح مفهوم المؤسسات العامة من خلال خمسة محاور، هي :
1 – مجموعة من التعريفات للمؤسسات العامة .
2 – حصر أهم خصائص المؤسسات العامة .
3 – موازنة بين نظام المؤسسات العامة والشركات .
4 – موازنة بين نظام المؤسسات العامة والوزارات والإدارات العامة .
5 – موازنة بين نظام المؤسسات العامة والمؤسسات غير الربحية .
أولاً : تعريف المؤسسات العامة :
كان اصطلاح المؤسسة العامة يستعمل في فرنسا للدلالة بصفة عامة على كل أشخاص النظام العام، وفي النصف الثاني من القرن الماضي أصبحت المؤسسة العامة تعني سلطات إدارية تقوم على مرافق عامة متخصصة يقرر لها المشرع الشخصية المعنوية([4]) ، ويوجد تعريفات عدة للمؤسسة العامة ،من أهمها :
أ) المؤسسة العامة : منظمة حكومية تتولى إدارة مرفق من المرافق العامة خارج نطاق التنظيم الوزاري ([5])
ب) المؤسسة العامة : منظمة تتمتع بالشخصية المعنوية لها ذمة مالية عامة مستقلة تخصص لتحقيق غرض اقتصادي([6]) .
جـ) المؤسسة العامــــة هي استراتيجيـــــة إدارية تعكس السياســــات السائدة بالدولة ( اقتصادية، اجتماعية، وسياسية )،وتتجه بأسلوب التوجيه والرقابة إلى ترشيد اقتصادياتها، وتأخذ شكل المرفق العام ذي الشخصية المعنوية مستهدفة تحقيق مصلحة عامة دون الاقتصار على الربحية ([7])، وهذا التعريف للمؤسسات العامة شامل ، ويعبر عن مفهومنا للمؤسسات العامة .
ثانياً : خصائص المؤسسات العامة .
هناك خصائص مشتركة تميز المؤسسات العامة عن غيرها من الأساليب المتعددة التي تأخذ بها الدولة عند تقديم خدماتها للمواطن، من أبرز تلك الخصائص ما يأتي:
أ) الشخصية الاعتبارية :
الشخصية الاعتبارية تطلق على ما كان محلاً لاكتساب الحقوق ، وتحمل الالتزامات ، وليس شخصًا طبيعيًّا (إنسانًا)، وعليه فإن المؤسسات العامة كالشخص الطبيعي تكتسب الحقوق وتتحمل الالتزامات، على الرغم من أنها ليست لها إرادة ذاتية كالإنسان إلا أن إرادة من يمثلها من بني الإنسان هي إرادتها استنادًا إلى نظام إنشائها .
ب) التخــصص :
إن قصر نشاط المؤسسة على غرض معين يعد قيدًا على استقلالها ؛ لأنه لا يسمح لها بممارسة أغراض أخرى، وعلى كل حال يعد التخصص أحد العناصر التي يتسم بها العصر ، ويتجلى بوضوح في المؤسسات العامة، إذ لا يكفي مثلاً أن تنشأ مؤسسات للتمويل ، بل إن مؤسسات التمويل ذاتها متخصصة ، فبعضها لإقراض المزارعين ، وبعضها لإقراض الصناعيين ، وبعضها للعقار ، وهكذا . وقد يكون التخصص على حسب النشاط، مثل : المؤسسات الاقتصادية، والمؤسسات التعليمية، والمؤسسات الإدارية والاستشارية، والمؤسسات الاجتماعية، والمؤسسات المالية . أو قد يكون التخصص على حسب الموقع الجغرافي، مثل : مصلحة للمياه في المنطقة الشرقية أو الغربية أو الرياض أو القصيم .
جـ) المرفق العام :
المؤسسات العامة مرفق عام يسعى للنفع العام ، ويشارك المرافق العامة الأخرى في بعض صفاتها الرئيسة، مثلاً المؤسسات العامة تخدم الصالح العام للدولة ، وتخضع لسلطتها وتسير وفقاً لتوجيهاتها، ولا يعد تحقيق الربح في حد ذاته الهدف الرئيس لها ويعتمد بعضها في المصروفات على مايخصص لها من خزينة الدولة . ولكنها تتميز عن المرافق العامة –على سبيل المثال – بقابلية خدماتها للتجزئة حيث يتصف بعضها بعدم شمول خدماته لجميع شرائح المجتمع . والمعروف أن المنظمات تصنف على حسب عملائها إلى أربعة أصناف :
(1) منظمات تخدم جميع أفراد المجتمع مثل وزارة الداخلية.
(2) منظمات تخدم فردًا من المجتمع مثل الدوواين الملكية ومكاتب الوزراء .
(3) منظمات تخدم منسوبيها فقط مثل القبيلة والأندية الخاصة.
(4) منظمات تخدم شريحة من المجتمع . ومعظم المؤسسات العامة منظمات تخدم شريحة من المجتمع ، وليس كل أفراد المجتمع .
د) الذمة المالية :
يترتب على اتصاف المؤسسة العامة بالذمة المالية أن تكون لها ميزانية مستقلة ، ولها حساباتها الخاصة، ومن الممكن أن تكون دائنة أو مدينة ، وباستطاعتها أن تبرم العقود وتتفاوض مع الآخرين بصفة مباشرة .
هـ) غير المركزية الإدارية :
المؤسسات العامة صورة من صور غير المركزية حيث لا تقع المؤسسة العامة تحت السلطة المباشرة للدولة . ويجب التنبيه إلى أن المقصود بغير المركزية في المؤسسات العامة هو غير المركزية المرفقية ، وليست غير المركزية الإقليمية المعروفة في الإدارة المحلية ([8]) .
و) الخضوع لنظام خاص :
جميع المؤسسات العامة بالمملكة أنشئت بنظام خاص ، صدر بموجب مرسوم ملكي يمنح المؤسسة شخصيتهـــا الاعتبارية، وتتمتع المؤسسة العامة بنص نظامها بدرجة من الاستقلال ، ويتيح لها النظام الخاص ، كذلك تنويع لوائحها ومزاياها الوظيفية، مثلاً : تخضع المؤسسة العامة للخطوط العربية السعودية للائحة خاصة بالموظفين الأرضيين صدرت بقرار مجلس الوزراء رقم (338) في 24/11/1386هـ، ولائحة أخرى خاصة بالملاحين الجويين صدرت بقرار مجلس الوزراء رقم (438) في 5/7/1395هـ، ولديها سلم رواتب للطيارين ، وسلم رواتب للموظفين الأرضيين ، وسلم رواتب للفنيين .
واشتراط النظام لإنشاء المؤسسة ضروري ؛ لأن إنشاء المؤسسة في الغالب يقوم على انتزاع المؤسسة العامة من السلطة الرئاسية للجهة التي كانت تتبع لها ([9]) .
ز) الوصاية الإدارية :
الوصاية الإدارية هي السلطات الإدارية المحدودة الممنوحة بالنظام لشخص إداريّ أعلى لممارستها على شخص إداري أدنى في مراقبة أعماله حماية للصالح العام ([10]) . المقصود بالوصاية العامة في المؤسسات العامة ، هو خضوعها لوصاية جهة مركزية في الحدود التي ينص عليها نظامها . ولكل من جهة الوصاية والمؤسسة العامة إدارة منفردة، ماعدا تعليق نفاذ أعمال المؤسسة العامة على موافقة جهة الوصاية . وتعدالوصاية الإدارية هي استثناء من الأصـــل ، وهو استقلال المؤسسة العامة . والوصاية العامة لا بد من نص نظامي يقررها، وهي مقصورة غالبًا على الوظيفة الرقابية والتصديق، وتعد أخف من السلطة الرئاسية التي تكون غير محدودة ، وتمارس على الأشخاص الطبيعيين.
حـ) النزعة إلى الوسطية :
التوسط غالبًا يكون بين شيئين ، ونظام المؤسسات يتحلى بخاصية التوسط في عدد من الأمور، مثلاً :
(1) من الناحية الاقتصادية المؤسسات العامة تتوسط بين النظام الاشتراكي الذي يعتمد في تحقيق التنمية على القطاع العام ، ويلغي مهمة القطاع الخاص، وبين النظام الرأسمالي الذي يعتمد على القطاع الخاص ، ويلغي مهمة القطاع العام .وكما هو معروف الاقتصــاد الاشتراكي يـرى أن المؤسسة منظمة تمتلكها الدولة ، وتمنحها استقلالاً في الإدارة ، لتقوم بتنفيذ برامــج الخطة ، وتعمل على أساس مبدأ الحساب التجاري ، وحسابات التكاليف ([11]) ، على حين يتبنى الاقتصاد الحر عددًا من مبادىء الاقتصاد ، منها :
أ) شرعية الملكية الخاصة .
ب) إدارة المشروعات الإنتاجية من خلال المؤسسات الخاصة الباحثة عن الربح .
ج) الرقابة على النظام الاقتصادي بواسطة تفاعل قوى السوق .
د) شرعية المنافسة الشريفة .
هـ) محدودية الأدوار التى تتولاها الحكومة ([12]) .
والمؤسسات العامة تجمع بين النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالى من خلال التوسط بين القطاع العام والقطـــاع الخـــاص . ولقد أثبتت تجربة تنزانيــا أن القطاع الخاص فشل بمفرده وأن القطاع العام فشل بمفرده ([13]) ، ولا بد أن الحل هو تضافر الجهود بين القطاعين، وتشجيع المبادرات الفرديـــة والجماعية لممارسة بعض الأنشطة الاقتصادية والصناعية بشكل جماعي .
(2) ومن ناحية الإدارة فقــــد استفــادت المؤسسات من أدبيـــات الإدارة العامة وأدبيـــات إدارة الأعمــال من خــلال تطبيق مبـــدأ إدارة الحكومة بأسلوب إدارة الأعمــــال (Business like government) مستفيدة من خاصية التشابه بين نشاط المؤسسات العامة ونشاط القطاع الخاص . وهذا واضح من خلال الأساليب الإدارية كإدارة الجودة الشاملة التى بدأت تنتشر في أكثر المؤسسات العامة .
ط) المرونـة :
المرونة تمكن المؤسسات من الاستجابة السريعة للتغير أياً كان مصدره ، وتوجد مناخًا تنظيميًا مناسبًا للإبداع والتجديد، وتحول المنظمة من كيان يعيش تحت رحمة البيئة إلى عنصر موجه لها، ومن منظمة تستهلك وتصرف إلى منظمة تنتج وتربح، وتضع نصب أعينها خدمة عملائها، وتعي مهامها، وتركز على المخرجات والعمليات، وتعمل من أجل الوقاية قبل العلاج، وتتجنب الفردية والسلطوية، وتعمل بروح الفريق الذي تربطه روح الزمالة .
ثالثاً : الفروق بين المؤسسات العامة والشركات :
يوجد الكثير من التشابه بين المؤسسات العامة والشركات ، إلا أنه يوجد كذلك بعض الفروق بينهما؛ ونظرًا لقلة الفروق بين المؤسسات العامة والشركات فسوف نناقش أبرز هذه الفروق :
أ) عناصر الجهاز الإداري :
عناصر الجهاز الإداري في الشركة يضم : الجمعية العمومية، ومجلس الإدارة، والمدير التنفيذي للشركة، على حين عناصر الجهاز الإداري في المؤسسات العامة تضم : مجلس الإدارة، ورئيس مجلس الإدارة، والمدير العام .
ب) رأس المـــال والهدف :
رأس مال الشركة ملك للشركاء ، على حين أن رأس مال المؤسسات العامة ملك للدولة . والهدف في الشركات منفعة الملاك الذين هم المؤسسون لها، على حين أن هدف المؤسسات العامة النفع العام ، وتحقيق أهداف الدولة من تأسيسها . وتكون للمؤسسة العامة ميزانية مستقلة تراعى فيها القواعد المتبعة في إعداد الميزانية العامة للدولة، وتبدأ سنتها مع السنة المالية للدولة ([14]) .
جـ) الموظفون :
الموظفون في الشركات هم موظفو قطاع خاص ، وأحيانًا ملاك للشركة، على حين كون الموظفين في المؤسسات العامة موظفي حكومة يتمتعون بحصانة من الفصل ، وغالبيتهم يستفيدون من نظام مصلحة معاشات التقاعد .
د) تعيين أعضاء مجلس الإدارة :
تعيين مجلس الإدارة في الشركات يتم غالبًا بالانتخاب ، وتعيين مجلس الإدارة في المؤسسات العامة يتم بالتعيين، مع حرص الدولة على التقريب بين أسلوب الانتخاب وأسلوب التعيين، حيث تحرص على أن يضم إلى مجالس الإدارة في الشركات المهمة عضو من الحكومة وعضو من أصحاب الاختصاص وعضو من القطاع الخاص ، وذلك بحكم ولايتها على المال العام .
هـ) الســلطــة :
السلطة في الشركات مستمدة من الملاك ونظام الشركات، على حين أنها في المؤسسات العامة مستمدة من نظامها العام الذي تقره الدولة . وللمؤسسة العامة سلطة تحصيل الرسوم والغرامات من المواطنين إذا دعت الحاجة، مثل الرسوم التي تفرضها بعض المطارات على المسافرين لغرض ما، وبطبيعة الحال لا تملك الشركات الحق في فرض الضرائب .
رابعاً : الفروق بين المؤسسات العامة والإدارات العامة :
على الرغم من بعض التشابه بين المؤسسات العامة والإدارات والمصالح الحكومية فإنه يوجد بعض الفروق بينها، منها :
أ) التمـويـل :
المؤسسات العامة تمول من الدولة ومن مواردها، على حين أن المصالح الحكومية لا تمول إلا من الدولة .
ب) الذمة المالية :
المؤسسات العامة لها ذمة مالية ، بينما المصالح الحكومية تتمتع بذمة مالية مدمجة مع الجهة المشرفة عليها .
جـ) شـؤون العامـلين :
بعض المؤسسات العامة يخضع موظفوها للوائح خاصة، على حين أن يخضع موظفو المصالح الحكومية لأنظمة موظفي الدولة .
د) الميـزانـيات :
للمؤسسات العامة ميزانيات مستقلة، على حين أن للمصالح الحكومية ميزانيتها الملحقة بالجهة التي تشرف عليها .
هـ) اللوائح الماليــة :
بعض المؤسسات العامة تخضع للوائح مالية خاصة بها، على حين أن المصالح الحكومية يشملها مايشمل غيرها من أنظمة ولوائح للدولة ([15]) .
خامساً : الفروق بين المؤسسات العامة والمؤسسات غير الربحية :
المؤسسات غيرالربحية تشابه المؤسسات العامة في خصائص عدة، منها : خاصية قصر النفع على الجزء وليس الكل . وتختلف المؤسسات غير الربحية عن المؤسسات العامة في بعض الخصائص، منها :
1 – المؤسسات غير الربحية تقبل المجهود والنقود من الدولة ومن أفراد المجتمع ، حيث بإمكأن غير الأغنياء المشاركة بجهودهم والعمل تطوعاً، على حين أن المؤسسات العامة في الوقت الحاضر لاتقبل العمل التطوعي المجاني .
2 – المؤسسون للمؤسسات غير الربحية ليسوا هم المستفيدين منها على الأقل مباشرة .
3 – المؤسسات غير الربحية تنمي مهارة جمع التبرعات والحصول على المزيد من الإعفاءات الضريبية .
4 – المؤسسات غير الربحية لديها القدرة على تشغيل الأوقاف والانتفاع منها في تمويل نشاطاتها .
http://www.darah.org.sa/bohos/Data/5/9-1.htm

hano.jimi
2012-01-17, 18:24
سلام عليكم اريد الفرق بين الشركة و المؤسسات العمومية

شارك بالموضوع على صفحتك
الفرق بين الشركة و المؤسسة هو:الشركة sociter و المؤسسة هي entreprise:
ان الشركة او الشركات يمكن ان تتكون من مؤسس واحد او عدة مؤسسين او شركاء او مساهمين فيها و تكون مسجلة باسم واحد او كل او عدد محدد من اسماء الشركاء و تكون اما ذات مسؤولية محدودة او ذات اسهم sarl ou spa و اما المؤسسة تكون مسجلة تحت اسم مؤسسها او صاحبها و تكون ذات مسؤولية محدودة eurl و ليست sarl

هذا هو المختصر اما في القانون هناك شرح كبير و عريض و مبسط لكل نوع من انواع الشركات و المؤسسات اذا اردت ذلك الشرح اسال فقط.




http://www.cfpdz.com/vb/t10738.html

hano.jimi
2012-01-17, 18:26
السلام عليكم اريد بحث حول حمدان خوجة مع التهميش من فضلكم عاجل جدا

تفاصيل صفحة الفرق بين الشركة والمؤسسة الفردية



الفرق بين الشركة والمؤسسة الفردية
اولا اشكركم على الموقع الجميل جدا فانه خير معين فى المجالات القانونية ثانيا/ هل هنال مايسمى با( شركة فردية) و ماهى الاجرات المتبعة لتسجلهافى السجل التجارى والفرق بينها و بين الموسسة الفردية
الرد :
الأستاذ / باسم
سعدنا بزيارتك لموقعنا
الشركة تقضي وجود أثنين وأكثر شركاء بالمال أو بالعمل في مشروع تجاري لإقتسام من ينشأ عن هذا المشروع من ربح أو خسارة ، وتكتسب الشركة الشخصية المعنوية وتكون لها شخصيتها القانونية المستقلة .
أما المؤسسة الفردية فليس لها شخصية معنوية إذ أنها ملك صاحبها ، ولذلك أسمها مؤسسة فردية
والإجراءات تختلف في كل منهما للتسجيل في السجل التجاري .
حيث أن الشركة تتطلب كتابة عقد التأسيس وتسجيله وشهره .

والله الموفق
أشرف رويه
http://www.arlawfirm.com/ADVdetails.asp?id=3183

hano.jimi
2012-01-17, 18:40
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إني بحاجة لبحث حول التعلبق
في تخصص إذاعة و تلفزيون lmd
أرجو المساعدة

للاسف لم اجد وجدت هذا المقال ارجو ان يفيدك

الثلاثاء, 15 سبتمبر, 2009
الأشكال الاذاعية وسمات الاذاعي الناجح !!
لعل من الأمور المهمة التى ينبغى أن تهتم بها الإذاعة فى إطار سعيها لمواجهة منافسة التليفزيون، مسألة تطوير الأشكال البرامجية التى تقدم مضامينها من خلالها، حيث لابد وأن تتناسب تلك الأشكال أو القوالب مع طبيعة العصر وإيقاعه ومع أذواق الجماهير واحتياجاتها،
وكذلك مع طبيعة المنافسة مع التليفزيون وغيره من الوسائل المتطورة ... وسنحاول فى الاستعراض التالى أن نلقى نظرة على أهم تلك الأشكال وجوانب التطوير المقترحة لكل منها :

(أولاً) .. الحديث الإذاعى المباشر

تعريفه: حديث موجه من شخص واحد إلى الجمهور.
هدفه: تقديم الجديد حول موضوع أو قضية معينة فى إطار تثقيفى أو إعلامى أو ترفيهى.
شروطه: الوضوح ـ البساطة ـ الحالية ـ توفر عناصر الجذب ـ الدقة فى المعلومات.

كيفية كتابته:
(1) الإهتمام بالمقدمة الجذابة لأنها الأساس فى لفت الانتباه.
(2) استخدام الجمل القصيرة لتسهيل المتابعة.
(3) تقسيم الموضوع إلى أفكار رئيسية وفرعية ومراعاة التوازن بين تلك الأفكار وتوزيع مناطق الضعف والقوة على مدة الحديث.
(4) استخدام مستوى مناسب من اللغة بما يتوافق مع نوعية الجمهور.
(5) استخدام الأمثلة والدلائل لتقريب المعلومات ولتحقيق مزيد من الإقناع للجمهور.
(6) الإقلال قدر الإمكان من استخدام الأرقام التفصيلية التى قد يصعب متابعتها بالأذن.

كيفية تقديمه:
يفضل البعض أن يلقى الحديث المباشر شخصيات لها جاذبيتها لدى الجمهور حتى يمكن جذبه والاحتفاظ به طوال مدة الحديث، حيث أن طريقة الإلقاء يمكن أن تؤثر إيجاباً أو سلباً فى درجة قبول الحديث بصرف النظر عن الموضوع نفسه، كما أن البعض يفضل أن يكون الإطار الكوميدى أو النقدى الخفيف هو الأسلوب المستخدم فى تقديم الحديث، وعلى أى الأحوال فالحديث الإذاعى شكل لا يحتمل المدة الطويلة أى لابد من الإختصار قدر الإمكان وتقديم القضية المطلوبة بأقصر السبل وأكثرها جذباً للمستمع.

(ثانياً) .. الحوار الإذاعى :

تعريفه: حديث يدور ما بين اثنين أحدهما الإذاعى والآخر شخصية لها علاقة بالقضية أو الموضوع الذى يطرحه البرنامج.
هدفه: الاستفادة بما لدى هذا الضيف من معلومات وآراء وخبرات فى القضية المعروضة وتقديمها بطريقة أكثر جذباً مما لو عرضت من خلال حديث إذاعى مباشر.
شروطه: الحوار الإذاعى نجاحه متوقف على طرفين وهما الإذاعى والضيف.

فالإذاعى مطلوب منه فى الحوار الإذاعى أن يكون:
(1) متمكناً من الموضوع المطروح واطلع عليه بشكل جيد وأعد نفسه بكل المعلومات الجديدة حوله من كافة المصادر المتاحة.
(2) متمكناً من حرفية إدارة الحوار وقيادة دفته بما يفيد الجمهور المتلقى.
(3) على دراية بالشخصية التى يستضيفها ولديه معلومات جيدة عنها وعما يسمى بمفاتيح هذه الشخصية.
(4) على دراية بما يدور فى ذهن الجمهور من تساؤلات واستفسارات حول القضية المطروحة.
(5) مدرك لطبيعة البرنامج ولطبيعة المحطة التى يعمل من خلالها ولطبيعة الموضوع، ومستحضر كل ذلك فى ذهنه أثناء إدارة الحوار

أما ضيف البرنامج فمطلوب منه فى الحوار الإذاعى أن يكون:
(1) لديه الرغبة الحقيقية فى إفادة الجمهور وعدم تضليله أو تخديره.
(2) لديه معلومات جديدة ودقيقة حول الموضوع المطروح فى البرنامج.
(3) لديه اقتناع بأهمية الوسيلة التى يتحدث من خلالها ومدى تاثيرها على الجمهور.
(4) لديه اقتناع بكفاءة الإذاعى الذى يدير معه الحوار وعمق معلوماته.
(5) لديه القدرة على توصيل ما لديه من معلومات بشكل واضح ومفهوم للجمهور دون فلسفة أو مظهرية او تعالى على الناس.
ولذلك فإن مسألة اختيار هذين الطرفين لبرنامج الحوار مسألة مهمة للغاية، فاختيار الموضوع أو القضية المطروحة لا شك أنها نقطة ضرورية وأساسية لكن الضيف الذى سيقدم معلوماته وآرائه حيال هذا الموضوع، وكذلك المحاور الذى سيدير دفة الحوار هما الأساس الأكثر تأثيراً فى الجمهور، فكم من برامج طرحت قضايا مهمة لكنها لم تصل للجمهور بالشكل المتوقع نتيجة عدم التوفيق من جانب الإذاعى أو من جانب الضيف المتحدث.

كيفية الإعداد للحوار الإذاعى:
(1) الاختيار الجيد للموضوع الذى يشعر معد البرنامج أنه:
(أ) موضوع جديد.
(ب) يهم أكبر عدد ممكن من الجمهور.
(ج) تتعدد الأراء حوله.
(د) يصلح لطرحه كقضية عامة وليست فردية.
(هــ) لا يتعارض مع قيم المجتمع والعرف السائد فيه.
(و) لا يحدث مجرد ضجة إعلامية بدون فائدة حقيقية للجمهور.
(2) الاختيار الجيد لضيف البرنامج، وذلك بضرورة أن يتوافر لديه المعلومات الجيدة عن الموضوع أو التخصص فى الموضوع المطروح، إضافة إلى المواصفات السابق ذكرها.
(3) الحصول على معلومات جديدة عن الموضوع من خلال المصادر المختلفة سواء أكانت مصادر شخصية أو مصادر مكتبية.
(4) الحصول على معلومات جيدة عن ضيف البرنامج وآراءه واتجاهاته.
(5) تحديد الهدف من الحوار سواء أكان حوار معلومات، أم رأى، أم حوار شخصية لأنه على ضوء هذا الهدف تتحدد طريقة وأسلوب ونوعية الأسئلة المطروحة.
(6) إعداد الأسئلة الخاصة بالبرنامج والتى ينبغى أن تراعى:
(أ) تغطية كافة جوانب القضية.
(ب) التركيز على النقاط التى يشعر الإذاعى أنها تشكل جوانب ناقصة عند الجمهور وينتظر البرنامج للحصول عليها.
(ج) التسلسل المنطقى لهذه الأسئلة.
(د) ألا تكون تلك الأسئلة إيحائية أو متكررة أو تقليدية.
(هـ) توافق طبيعة الأسئلة مع طبيعة الضيف وكذلك طبيعة المحطة.

تنفيذ الحوار الإذاعى:
يراعى فى التنفيذ أن يكون الإذاعى متمرساً بشكل جيد على إدارة الحوار بحيث لا يستغرق وقتاً طويلاً فى المقدمة الإنشائية ولا يستغرق وقتاً طويلاً فى طرح السؤال لأن القاعدة الإذاعية أن السؤال الطويل يسفر عنه إجابة طويلة وكلاهما غير مطلوب إذاعياً، وكذلك فإن مقاطعة الضيوف قد تكون مطلوبة فى بعض الأحيان إذا استشعر الإذاعى أن الضيف مبالغ فى إجاباته أو غير محدد، لكن هذه المقاطعة ينبغى أن تتم بحساب حتى لا تصبح عادة لدى الإذاعى فى كل الأسئلة أو مع كل ضيوفه.

ويراعى الإذاعى كذلك أن يكون متيقظ مع إجابات الضيف، بحيث يمكن أن يستخرج منها بعض الأسئلة الجديدة التى لم يضعها من قبل فى النص المعد، كذلك عليه أن يستوقف الضيف إذا شعر بعدم وضوح جزئية من كلامه، وعلى الإذاعى أن يهتم بوضع الميكروفون وحركته أثناء إدارة الحوار.
أيضاً على الإذاعى أن يضع أسئلته بما يتوافق مع مدة ووقت البرنامج حتى لا يجد صعوبة بعد ذلك فى عملية المونتاج، وكذلك عليه مراعاة طبيعة الأسئلة التى يتناسب وضعها فى بداية أو وسط أو نهاية الحوار.

والخلاصة، أن الحوار الإذاعى مهارة ينبغى أن تتوافر لدى أى إذاعى وذلك لأن إتقان الحوار يساعد الإذاعى على إتقان الأشكال الإذاعية الأخرى التى يعتبر الحوار هو عمودها الفقرى، ومن الصعب أن تجد إذاعى ناجح لأنه قارئ جيد للنص فقط، ولكن الإذاعى الناجح لابد وأن يكون أيضاً محاوراً ناجحاً ومتمكناً لهذا فالحوار مهارة ينبغى تطويرها والاهتمام بها من كل الإذاعيين.

(ثالثاً) .. التحقيق الإذاعى :

تعريفه: شكل برامجى يهدف إلى البحث عن الحقائق من خلال استعراض الآراء المتعارضة حول قضية معينة، بما يساعد المستمع فى النهاية على تكوين رأى خاص به. ومن أهم شروط هذا الشكل الموضوعية الكاملة فى عرض الآراء والاتجاهات، وعدم التحيز لأى رأى فيها، وقد يبدو هذا التحيز من خلال الزمن الممنوح لجانب على حساب الجانب الآخر، أو ترتيب عرض الفقرات، أو نوعية الأسئلة أو طريقة التعليق على الإجابات. كل ذلك ينبغى أن يتم بموضوعية تامة وأن يكون الهدف الأساسى منه هو الوصول إلى الحقيقة الكاملة.

شروطه: أهم شروط نجاح التحقيق الإذاعى إتقان الإذاعى لفن الحوار والقدرة على الحصول على المعلومات من المتحدثين، والقدرة على الوصف الدقيق للأحداث بما يجعل التحقيق بمثابة صورة صوتية واقعية للحدث تتسم بالموضوعية والصدق وعدم المبالغة.

الإعداد للتحقيق:
الحصول على المعلومات شرط أساسى للإعداد الجيد لموضوع التحقيق خاصة إذا كان مسجلاً، فالفرصة ستكون سانحة للإذاعى كى يجمع العديد من المعلومات من مصادرها المختلفة، أما إذا كان التحقيق على الهواء فإن الإذاعى عليه أن يجمع المعلومات من موقع الحدث وعليه أن يحصل على الآراء المختلفة بما يساعد فى النهاية على تكوين صورة متكاملة عن القضية أو موضوع البرنامج.

وقد يتخيل البعض أن دور الإذاعى فى التحقيق هو مجرد ربط الحوارات مع بعضها فقط، ولكن الحقيقة هى أن النص الإذاعى ينبغى أن يكون له دور مهم فى التحقيق جنباً إلى جنب مع الحوارات دون أن يكرر أحدها الآخر فى نفس المعلومات فتكامل النص مع الحوار مسألة مهمة جداً.
ويتضمن الإعداد للتحقيق مسألة مهمة أخرى وهى اختيار المتحدثين الذين ينبغى أن يمثلوا كافة وجهات النظر المتعلقة بموضوع البرنامج. وينبغي أن تكون لديهم القدرة على نقل وجهات نظرهم بوضوح للجمهور دون المساس بوجهات النظر المخالفة أو التقليل من قيمتها.

تنفيذ التحقيق:
وتنفيذ التحقيق ينبغى أن يتم في الموقع، ولذلك فالوصف الدقيق لمكان الحدث يمثل العمود الفقرى فى التحقيق الإذاعى، والخلفيات المأخوذة من المكان نفسه تثرى واقعية التحقيق وتزيد من تأثيره النفسى على المستمع ومن المهم أيضاً إجراء اختبارات جيدة للصوت حتى لا تطغى الخلفيات على أصوات المتحدثين، كما ينبغى التنبيه على المتحدثين بمراعاة الدقة والموضوعية فى كل المعلومات التى يقدمونها للمستمعين.

ولا شك فى أن التحقيق الذى يتم بشكل مسجل يساعد على تلافى العديد من الأخطاء المحتملة من خلال المونتاج. أما صعوبة التحقيق الحى فهى أن الخطأ فيه لا يمكن علاجه، لذا فالإعداد الجيد علاوة على خبرة الإذاعى وتمكنه تساعد على خروج التحقيق بأفضل شكل ممكن.

(رابعاً) المجلة الإذاعية :

تعريفها: يمكن القول بأن شكل المجلة هو تجميع لكافة الأشكال الإذاعية الأخرى من أجل عرض موضوع معين أو عدة موضوعات بشكل جذاب غير ممل للجمهور سواء أكان هذا الجمهور نوعى أم جمهور عام.
فالمجلة الإذاعية تتضمن الحديث المباشر ـ والحوار ـ والتحقيق ـ بل والدراما أيضاً ـ كل ذلك بشكل مصغر، مما يؤكد على أن شكل المجلة واحد من أكثر الأشكال جاذبية بالنسبة لجمهور المستمعين، وهذا أيضاً قد يبرر طول مدة المجلة عن غيرها من الأشكال الأخرى، حيث أن تنوع الأشكال الإذاعية المستخدمة في المجلة يسهم في زيادة جاذبيتها للجمهور.

الإعداد للمجلة:
قد تهتم المجلة الإذاعية بموضوع واحد يتم عرضه من خلال الفقرات المختلفة، وقد تتنوع الموضوعات التي تتناولها الفقرات داخل المجلة، وفى نفس الوقت قد نجد أن هناك مجلة عامة، وأخرى متخصصة في مجال معين ـ وهذا التخصص ممكن أن يكون فى:
(أ) المجال الذي تعالجه المجلة: صحى ـ ثقافى ـ رياضى ـ إخبارى.
(ب) الجمهور الذى تستهدفه المجلة: مجلة للشباب ـ مجلة للمرأة ـ مجلة للعمال.
ولهذا فإن تحديد نوعية المجلة سواء عامة أو متخصصة مسألة مهمة للغاية فى مرحلة الإعداد لفقراتها، وهذا الإعداد لن يتم بشكل سليم ما لم يكن الإذاعى متمكناً من كافة الأشكال البرامجية بما يسمح له بأن يجهز لفقراته ويختار لكل منها الشكل الذى يتلائم مع طبيعة ما تحتويه من معلومات، وكذلك من المهم أن يراعى الإذاعى التوازن بين فقرات المجلة، وتوزيع الموضوعات على الفقرات بشكل علمى وليس عشوائى، ولابد من أن يؤخذ فى الاعتبار طبيعة الجمهور المستهدف وأهم احتياجاته ورغباته.

تنفيذ المجلة:
فى غالبية الأحوال يتولى تنفيذ المجلة أكثر من صوت واحد على أن يراعى تناسب الأصوات مع بعضها، كما ينبغى أن يراعى عدم التوسع فى الفقرات لأن كل فقرة لابد وأن تتناسب مع بقية أجزاء المجلة، ولابد من مراعاة تناسب الموسيقى المستخدمة مع طبيعة تخصص المجلة وطبيعة الجمهور الذى تستهدفه هذه المجلة.

(خامساً) .. برامج المناقشات الإذاعية :

تعريفها: مادة إذاعية تهتم بعرض كافة الآراء التى تدور حول قضية أو مشكلة أو ظاهرة تهم الجمهور بشكل عام، وهى تختلف عن التحقيق فى أن الآراء تكون مجتمعة مع بعضها وتتناول النقاش الموضوعى حول القضية مما يضفى على البرنامج المزيد من الحيوية والجاذبية.

وبرامج المناقشات أصبحت من أكثر الأشكال جذباً للجمهور وانتشاراً بين المحطات الإذاعية وأيضاً القنوات التليفزيونية وهى ما اصطلح على تسميتها فى الآونة الأخيرة ببرامج Talk Show والتى كثيراً ما تدور حولها مناقشات واختلافات حول جدواها وقيمتها بالنسبة للجمهور.

الفكرة الأساسية فى برامج المناقشات هى لقاء يجمع أصحاب الآراء المختلفة حول مائدة واحدة ليدور بينهم نقاش علمى موضوعى ـ يعرض خلاله كل فرد منهم آرائه واتجاهاته ومبرراته وأسانيده، ويفند الآراء الأخرى دون تجريح ـ ليخرج المستمع فى النهاية بفائدة أو معلومة أو يكون رأياً شخصياً حول القضية المثارة.
إذاً لو تحولت برامج المناقشات إلى مجرد صخب وضجيج وانفعالات واتهامات، لانعدمت فائدتها ولصعب على المستمع أو المشاهد أن يستفيد منها، وهنا لابد وأن نشير إلى أن بعض القنوات رغبة منها فى الإثارة وجذب الإنتباه تختلق قضايا وتثير حولها الجدل دونما فائدة حقيقية تعود على المتلقى من وراء ذلك، وهذا يعتبر صورة من صور الصحافة الصفراء لذلك فإن نجاح برامج المناقشات يعتمد فى الأساس على 3 محاور:
(الأول) .. موضوع جيد ـ يهم الجمهور ـ يتسم بالحالية أى جديد لم يسبق تناوله، ويسمح باختلاف الآراء حوله، أى لا يكون قضية محسومة لا تحتمل الاختلاف أو النقاش.
(الثانى) .. مجموعة جيدة من المتحدثين ـ ممن لديهم خبرة جيدة فى الموضوع أو القضية المطروحة ـ ولديهم القدرة على التعبير عن وجهات نظرهم بشكل موضوعى ـ دون انفعال أو تجريح للآخرين أو تسفيه لآرائهم.
(الثالث) .. مدير جيد لهذه المناقشة ـ لديه القدرة على إدارة دفة الحوار بين المتحدثين بلباقة وموضوعية وحسم وجرأة، وعليه أن يكون محايداً تماماً فى تعامله مع جميع الأطراف، فضلاً عن معلوماته الجيدة حول القضية المطروحة.

الإعداد للمناقشة:
وهى تتطلب جهداً كبيراً فى إعدادها من حيث جمع المعلومات عن الموضوع، واختيار ضيوف الحلقة، وإجراء مقابلات مبدئية معهم، والتعرف على طبيعة شخصياتهم وحجم الاختلافات بينهم، وتحديد موعد المناقشة، ومكان تسجيلها أو إذاعتها على الهواء، وتجهيز المواد التى سيتم الاستعانة بها سواء تسجيلات أو موسيقى أو مؤثرات.

تنفيذ المناقشة:
ومرحلة التنفيذ تتوقف سهولتها ونجاحها على المرحلة السابقة وهى الإعداد. فكلما تم الإعداد بشكل جيد، سهل ذلك من مسألة التنفيذ وإجراءاتها، وخلال مرحلة التنفيذ لابد من الاهتمام بإعداد مقدمة وافية عن موضوع الحلقة وأهميته، وضيوف الحلقة وعلاقتهم بالموضوع، كما ينبغى أن تغطى أسئلة الإذاعى كافة استفسارات الجمهور، وكذلك ينبغى أن يمنح كل فرد من المتحدثين الفرصة الكاملة فى التعبير عن آرائه، وأن يكون هناك إمكانية للمقاطعة من الآخرين لكن بشكل حضارى ومنظم وبما لا يحول المناقشة إلى فوضى لا قيمة ولا عائد من ورائها.

(سادساً) .. البرنامج الخاص أو الفيتشر :

وهو من الأشكال الإذاعية الجذابة فيما لو أحسن إعداده وتنفيذه، حيث يسمح بالتغطية الإذاعية المتكاملة لقضية ما من خلال المعلومات الجيدة وأيضاً من خلال الآراء المختلفة المكملة لتلك المعلومات.

ويختلف الفيتشر عن التحقيق فى حجم اللقطات الصوتية الموجودة فى كل منهما، ففى التحقيق يكون الحوار متكامل، أما فى الفيتشر فإنه يعتمد على لقطات صوتية سريعة من المتحدثين لا تزيد الواحدة منها عن 45 ثانية ـ والاختلاف الثانى يكون فى حجم المعلومات التى يحتويها النص، حيث تكون أكثر عمقاً وتفصيلاًًً فى الفيتشر عنها فى التحقيق ـ لذلك فإن الفيتشر يحتاج إلى جهد كبير فى عملية المونتاج لاختيار أقوى اللقطات وتنظيمها بما يخدم الهدف الأساسى من البرنامج فى النهاية.

والفيتشر يهتم بالموضوعات التى تحتاج إلى زيادة معلومات الناس حولها، لذا فالبعض يميل إلى تسميته بالبرنامج الخاص الذى يمكن أن يدور حول حدث ما أو ظاهرة ما أو قضية ما، أو شخصية معينة، أو مناسبة معينة، تحتاج إلى تسليط المزيد من الضوء حولها لإفادة جمهور المستمعين

ويمكن الاستفادة من اللقطات الصوتية مع ضيوف البرنامج بطريقتين:
(الأولى) .. أن يؤخذ جزء منها داخل البرنامج لتدعيم المعلومات الواردة فى النص.
(الثانية) .. أن يستفاد من الجزء الآخر من هذه اللقطات فى تدعيم النص بما تحتويه هذه اللقطات من معلومات أو إحصاءات أو بيانات.

وينبغى أن نؤكد على أهمية النص الإذاعى فى الفيتشر، وضرورة الاهتمام بتدعيمه بكل الحقائق والبيانات الحديثة والصحيحة، وأن يراعى الموضوعية والحياد فى طرح الآراء الخاصة بالضيوف، وأن نقلل قدر الإمكان من استخدام الموسيقى حتى يكون التركيز الأساسى على عنصرى البرنامج الأساسيين: النص + اللقطات الصوتية .

(سابعاً) .. الدراما الإذاعية :

فى معظم البحوث والدراسات التى أجريت على جمهور المستمعين، حصلت الدراما على المراكز الأولى من حيث تفضيل الجمهور، واهتمامهم ومتابعتهم لها، وهذا يؤكد أهمية هذا الشكل ومدى تأثيره فى الجمهور. ويؤكد أيضاً ضرورة الاهتمام به وتوظيفه بشكل يجعل له قيمة وفائدة وليست مجرد مادة لشغل الوقت أو الترفيه فقط.

الجديد الآن فى الدراما الإذاعية هو كيف يمكن أن نستفيد بها فى خدمة قضايا التنمية - أو ما يسمى بالدراما التنموية. وهى تحمل نفس مواصفات الأعمال الدرامية العادية، إلا أن اهتمامها بالمضمون الهادف يكون هو الأساس فى كتابتها وأيضاً فى إخراجها. لذا فإن البعض يرى أن إخراج الدراما الإذاعية التنموية ينبغى أن يهتم أساساً بالمضمون مع الإقلال قدر الإمكان من الموسيقى والاكتفاء بالمؤثرات وباستخدام الظهور والتلاشى فى عملية النقل بين المسامع الدرامية، خوفاً من أن تشغل الموسيقى اهتمام المستمع على حساب المضمون التنموى. ولكن ذلك لا يعنى أن بناء الدراما التنموية مختلف، حيث أنه لابد وأن تحتوى على كل عناصر البناء الدرامى المعروفة من فكرة جيدة وجذابة، وحوار منطقى ومفهوم وغير إنشائى، وشخصيات واضحة المعالم ومرسومة بشكل جيد، وأداء متمكن من الممثلين والممثلات، إضافة إلى عناصر الصراع والتشويق الدرامى والنهاية المقنعة والمبررة والمقبولة من جانب المستمعين.

إذاً فالدراما التنموية لا تعنى وضع جمل إنشائية وشعارات قد يضحك منها الجمهور، وإنما صعوبتها تأتى فى أن تكتب دراما هادفة تخدم أغراض جادة ولكنها فى نفس الوقت جذابة وممتعة ومشوقة للجمهور بما لا يجعله ينصرف عنها، والصعوبة لا تكمن فقط فى الكتابة، وإنما أيضاً فى الأداء ، وفى الإخراج، فكلاهما ينبغى أن يتم بطريقة احترافية تحترم عقلية المستمع، فقد انتهى عصر الدراما ذات الصوت العالى والأداء الانفعالى المبالغ فيه والذى يميل إلى الأداء المسرحى التقليدى، ولذلك لابد من أن يراعى ذلك فى الإخراج الدرامى بما يتناسب مع طبيعة العصر وطبيعة الجمهور المتلقى وطبيعة الإذاعة نفسها كوسيلة.


منقول عن مقال
د. عاطف عدلى العبد كلية الإعلام - جامعة القاهرة

http://mediacom.jeeran.com/archive/2009/9/941326.html

hano.jimi
2012-01-17, 18:57
ارجوكم انا بحاجة ماسة اليكم اريد البحث عن النظرية النقدية في علم الاتصال اي مدرسة فرانكفورت اريدها قبل الدخول و بطالقة قراءة على السلطة اي تعريفها وغايتها واسس تشكليها ارجججججججووووووووووووووووووكم اريد المساعدة

تعريف السلطه......
من طرف حنان في الأحد فبراير 06, 2011 3:30 am
السلطة هي التمكن و الاستئثار بالقوة والقدرة على التوجيه والإجبار نحو إتجاه معين من السلوك الاجتماعي. فالسلطة هي ثمرة القوة power والقدرة ability على الاجبار obligation بهدف توجيه سلوك الآخر.
وبهذا من الممكن وجود سلطة غير مشروعة إذا استخدم شخص او مجموعة من الأفراد ثمار قوتهم في قهر الآخرين وقسرهم على الطاعة وإجبارهم على أمر معين او سلوك ما.
والأصل ان تكون السلطة مشروعة مستندة إلى القانون الأساسي في الدولة ،وتنسحب إلى وصف قدرة احد مكونات الدولة او الدولة عامة على توجيه السلوك للمحكومين وضمان إلزامهم على ذلك واحترام قواعد المجتمع الأساسية ( الاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية)
وهي كسلطة مشروعة متفق على مشروعيتها والقبول الاجتماعي على لزوم إطاعتها تنقسم السلطات في المجتمع المدني الحديث إلى ثلاث سلطات:

تشريعية.http://salehelhnawy.yoo7.com//index.php/%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%A9
قضائية.http://salehelhnawy.yoo7.com//index.php?title=%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8% A9&action=edit&redlink=1
تنفيذية.http://salehelhnawy.yoo7.com//index.php?title=%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8% A9&action=edit&redlink=1

كما ظهر من ثمرات المجتمعات القانونية سلطات عديدة أهمها سلطة الرأي العام والذي يمثله توجهات الشارع الشعبي ورغباته. التي قد تختلط في المفهوم مع سلطة الصحافة والاعلام
ولكون الصحافة تملك القدرة على التوجيه نحو سلوك معين تعتبر سلطة شعبية لكونها محرك للرأي العام لها وجودها جنبا إلى جنب السلطات الثلاث التقليدية.
ومن حسن الفكر ان نعطى الصحافة كسلطة إصطلاحا أكثر دقة وهو سلطة الرأي العام كمترادف لاصطلاح سلطة الصحافة ذلك أن السلطة تحمل الحصانة لأفرادها ومنتسبيها وهو الأمر الذي تفتقده الصحافة في ظل الظروف الاستثنائية والحروب ، لذلك حتى إصطلاح السلطة إذا ما أطلقناه على الصحافة يكون توجها مثاليا منا أكثر من أن يكون واقعيا.
أما علاقتها بالسلطات الثلاث بين المساواة والندية، او الحجب والتقليل من قوتها فهو أمر مختلف فيه ومحل نزاع شبه مستمر مع السلطات التقليدية في الدولة
http://salehelhnawy.yoo7.com/t759-topic

hano.jimi
2012-01-17, 19:28
السلام عليكم أنا عندي بحث في مقياس الاداب العالمية حول القصة .الرواية و الملحمة في عصر النهضة لازم نعرضوا يوم الاثنين و راني حاصلة ارجو الافادة
اسفةعلى التاخير لانني كانت لدي مشكلة في الانترنت
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=319289


http://www.hawanaajd.com/vb/showthread.php?t=1946

hano.jimi
2012-01-17, 19:30
السلام عليكم أنا عندي بحث في مقياس الاداب العالمية حول القصة .الرواية و الملحمة في عصر النهضة لازم نعرضوا يوم الاثنين و راني حاصلة ارجو الافادة


تقرير / بحث عن القصه القصيره..ْ}

القصة القصيرة

المقدمه:


القصة القصيرة: سرد قصصي قصير نسبيًا (قد يقل عن عشرة آلاف كلمة) يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن ويمتلك عناصر الدراما. وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها. والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصية (أو مجموعة من الشخصيات) تقدم في مواجهة خلفية أو وضع، وتنغمس خلال الفعل الذهني أو الفيزيائي في موقف. وهذا الصراع الدرامي أي اصطدام قوى متضادة ماثل في قلب الكثير من القصص القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.

ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة؛ مثل قصص العهد القديم عن الملك داوود، وسيدنا يوسف وراعوث، وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية في زعمهم هي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير، ولها خصائصها المميزة لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة التي لعبت دور البطولة في السرد القصصي القديم.

ويعتبر ( إدجار ألن بو ) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب . وقد ازدهر هذا اللون من الأدب،في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى على أيدي ( موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن )، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف إدريس في مصر، وزكريا تامر في سوريا ، ومحمد المر في دولة الإمارات.
الحكاية : سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيل، وهو ينطبق عادة على القصص البسيطة ذات الحبكة المتراخية الترابط، مثل حكايات ألف ليلة وليلة ومن أشهر الحكايات "حكايات كانتربري" لتشوسر. وقد يشير التعبير دون دقة إلى رواية كما هي الحال في حكاية (قصة) مدينتين لديكنز.
الحكاية الشعبية : خرافة (أو سرد قصصي) تضرب جذورها في أوساط شعب وتعد من مأثوراته التقليدية. وخاصة في التراث الشفاهي. ويغطي المصطلح مدى واسعا من المواد ابتداء من الأساطير السافرة إلى حكايات الجان. وتعد ألف ليلة وليلة مجموعة ذائعة الشهرة من هذه الحكايات الشعبية.
اللغة ونوعها ومستواها في العمل القصصي: فاللغة العامية لغة مبتذلة لا تقوى على إقامة معان ذات إيحاءات متعددة مؤثرة، كما هو الحال في اللغة الأدبية الفصحى.

عناصر القصة :


1- الفكرة والمغزى: وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه في القصة، أو هو الدرس والعبرة التي يريدنا منا تعلُّمه ؛ لذلك يفضل قراءة القصة أكثر من مرة واستبعاد الأحكام المسبقة ، والتركيز على العلاقة بين الأشخاص والأحداث والأفكار المطروحة ، وربط كل ذلك بعنوان القصة وأسماء الشخوص وطبقاتهم الاجتماعية …

2- الحــدث: وهو مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيبا سببياً ،تدور حول موضوع عام، وتصور الشخصية وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى … وتتحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب على أربعة أسئلة هي : كيف وأين ومتى ولماذا وقع الحدث ؟ . ويعرض الكاتب الحدث بوجهة نظر الراوي الذي يقدم لنا معلومات كلية أو جزئية ، فالراوي قد يكون كلي العلم ، أو محدودة ، وقد يكون بصيغة الأنا ( السردي ) . وقد لا يكون في القصة راوٍ ، وإنما يعتمد الحدث حينئذٍ على حوار الشخصيات والزمان والمكان وما ينتج عن ذلك من صراع يطور الحدث ويدفعه إلى الأمام .أو يعتمد على الحديث الداخلي …

3- العقدة أو الحبكة :وهي مجموعة من الحوادث مرتبطة زمنيا ، ومعيار الحبكة الممتازة هو وحدتها ، ولفهم الحبكة يمكن للقارئ أن يسأل


نفسه الأسئلة التالية : -

- - ما الصراع الذي تدور حوله الحبكة ؟ أهو داخلي أم خارجي؟.
- - ما أهم الحوادث التي تشكل الحبكة ؟ وهل الحوادث مرتبة على نسق تاريخي أم نفسي؟
- - ما التغيرات الحاصلة بين بداية الحبكة ونهايتها ؟ وهل هي مقنعة أم مفتعلة؟
- - هل الحبكة متماسكة .
- - هل يمكن شرح الحبكة بالاعتماد على عناصرها من عرض وحدث صاعد وأزمة، وحدث نازل وخاتمة .


4- القصة والشخوص: يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة ، ويحرص على عرضها واضحة في الأبعاد التالية :
أولا : البعد الجسمي : ويتمثل في صفات الجسم من طول وقصر وبدانة ونحافة وذكر أو أنثى وعيوبها ، وسنها .
ثانيا: البعد الاجتماعي: ويتمثل في انتماء الشخصية إلى طبقة اجتماعية وفي نوع العمل الذي يقوم به وثقافته ونشاطه وكل ظروفه المؤثرة في حياته ، ودينه وجنسيته وهواياته .
ثالثا :البعد النفسي : ويكون في الاستعداد والسلوك من رغبات وآمال وعزيمة وفكر ، ومزاج الشخصية من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط .

5- القصة والبيئة:
تعد البيئة الوسط الطبيعي الذي تجري ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص
ضمن بيئة مكانية وزمانية تمارس وجودها .



المراجع
التحليل الأدبي
المعاجم العربية المعاجم العربية
معجم المصطلحات الأدبية / إبراهيم فتحي .
انظر الموقع التالي أيضا :fingersfollies.com.
المصدر: منتديات يتيم الإمارات
http://www.ytemuae.com/vb/showthread.php?t=8655

hano.jimi
2012-01-17, 19:40
السلام عليكم أنا عندي بحث في مقياس الاداب العالمية حول القصة .الرواية و الملحمة في عصر النهضة لازم نعرضوا يوم الاثنين و راني حاصلة ارجو الافادة

وضوع: تعريف الرواية الأحد فبراير 13, 2011 2:32 pm
الرواية



الرواية (novel) roman نوع من السرد النثري التخييلي fictional الطويل والمركب complex. وهي تتعرض لأحداث تقع في نطاق تجارب الحياة العادية للناس وتتجنب ما فوق الطبيعي؛ وتكون قصص الناس فيها أصيلة، لا تقليدية ولا خرافية. وتشمل حبكة plot[ر] الرواية عدداً من الشخصيات الرئيسية والشخوص الثانوية، ولا يكون هؤلاء عادة من العظام أو الأبطال، بل على النقيض من ذلك غالباً. وفي معظم الأحيان يلجأ كتّاب الرواية إلى لغة تقارب مستوى الحديث اليومي، وقد يستخدمون عاميات ولهجات معينة.

والرواية بهذا المفهوم ظهرت في حضارات متعددة وهي حديثة العهد نسبياً، إلا أن التجربة الروائية تعود إلى القرون الأولى بعد الميلاد في روما اللاتينية، بوصفها نوعاً أدبياً مستقلاً عن الملحمة[ر] والشعر[ر]، وأشهر نماذجها «ساتيريكون» Satyricon (القرن الأول الميلادي) للكاتب بترونيوس Petronius الذي سخر فيها من محْدثي الثراء؛ ورواية «الحمار الذهبي» (القرن الثاني الميلادي) للكاتب أبولِيوس[ر] Apuleius؛ ورواية «الحكايات الأثيوبية» (القرن الثالث الميلادي) للكاتب هِليودوروس Heliodorus، وأحداث العملين الأخيرين خيالية مجنحة، ولكن يُجمِع معظم النقاد على أن أهم عمل روائي بالمفهوم الحديث هو «حكاية غِنجي» (نحو 1000م) The Tale of Genji للكاتبة اليابانية موراساكي شيكيبو Murasaki Shikibu التي كانت وصيفة الإمبراطورة أكيكو Akiko. ففي لغة يابانية راقية متحررة من المؤثرات الصينية تستكشف الكاتبة التحولات النفسية العميقة الناتجة عن تجارب حب لدى مجموعة من العشاق الأرستقراطيين وعبر عدة أجيال. وفي الصين المجاورة تأخر ظهور الرواية بضعة قرون، وكانت قريبة من التصوير التاريخي لمرحلة زمنية محددة، كما في «حافة المياه» Water Margin للكاتب شيه ناي ـ آن Shih Nai- an الذي عالج مصائر بعض من قُسِروا على الخروج على القانون إلى حياة الصعلكة؛ وكما في «ثلاث ممالك» Three Kingdoms للكاتب لو كوانتشونغ Lo Kuanchung الذي عالج مسائل الحرب وأخلاقيات الفروسية، وكلا العملين من القرن الرابع عشر. وفي القرن السابع عشر وصلت رواية الحياة اليومية وعلاقات الحب إلى ذروتها في «حلم الحجرة الحمراء» Dream of the Red Chamber للكاتب تساو شان[ر] Ts‘ao Chan.

وبمعزل عن خصوصية تطور الفن الروائي في آسيا، تعد رواية ثربانتس[ر] «دون كيخوته» Don Quixote نموذجاً عن تكامل سمات الرواية الأوربية ومكوناتها شكلاً ومضموناً، ولاسيما أنها قد صيغت لمعارضة روايات الفروسية والحب العذري الخيالية النثرية romance التي راجت في أوربا أواخر القرن الخامس عشر وأوائل السادس عشر، مثل رواية «أماديس دي غاولا» (1508) Amadis de Gaula للكاتب غارثي رودريغث دي مونتالفو Garci Rodriguez de Montalvo. وفي هذا السياق استفاد ثربانتس إلى حد كبير من واقعية روايات الشطار والعيَّارين picaresque وسعة أفقها، كما في الرواية المجهولة المؤلف «لاثارييو دي تورمِس» (1553) Lazarillo de Tormes. واستثمار ثربانتس لكلا العنصرين، الخيالي والطبيعي معاً، قد كشف في روايته عن الطبيعة المتناقضة للرواية بمفهومها الحديث، إذ أنها تزعم من جهة أنها تنقل الواقع الراهن بأمانة، وأنها من جهة ثانية تعارض التلفيق الخيالي. وواقع الحال هو أن الرواية الحديثة مبنية على سلسلة من الأحداث يبتدعها المؤلف، الذي يتخيَّل ظروفاً حياتية جديدة كالتي يمر بها القراء عادة، ويبتكر شخصيات يجد القراء أفعالها ومشاعرها مسلية إن لم تكن آسرة. وهذه عملياً هي أحد أساليب خلق روعة المادة المعروضة في السياق الروائي، وذلك بالإيحاء بالتضاد بين ما يبدو الأمر عليه وما هو عليه في الواقع، أي بين المظَهر والمخبَر. ثم إن الرواية تعرض تشابك الأحداث والشخصيات وتعقيدها من وجهة نظر محددة، أي من الزاوية التي تُروى القصة منها. ومن ثم فإن الرواية هي الشكل الأدبي الذي يوجِد حالات الالتباس ambiguities الجوهرية لسرد قصة ما، في حين تتجاهلها الأشكال السردية الأخرى كالملحمة epic والحكاية الخرافية[ر] fable والحكاية الفروسية الخيالية. ولما كان الروائيون يرغبون في استفزاز القارئ لمساءلة قراره حول ما هو حقيقي، فغالباً ما تقدم الروايات قصصاً خادعة عن مصادر ملفقة؛ فقد زعم ثربانتس مثلاً أن روايته «دون كيخوته» ليست إلا ترجمة عن أصل عربي. وبما أن الرواية تطرح أسئلة حول مدى «صحة» الطريقة التي تُرى بها الأشياء، فإن أحد تصنيفات الرواية المفضل لدى النقاد من حيث التعريف هو أنها «وجهة نظر سـردية» narrative point of view.

يعزو معظم الباحثين في الأدب ظهور الرواية ورواجها في أوربا اجتماعياً وتاريخياً إلى بروز الطبقة البرجوازية المدينية اقتصادياً وسياسياً في أواخر عصر النهضة ونجاحها في الإمساك بمقاليد الحكم، بصورة غير مباشرة، وفرض إرادتها ومُثُلها في معظم الدول الأوربية، وهذه الطبقة المتعلمة والمنتجة هي التي أنجبت أكبر عدد من القراء، ولاسيما القارئات، وأكبر عدد من الكتاب الروائيين أيضاً. كما يرى الباحثون أن الرواية تجمع في وقت واحد بين عدة عناصر، مع اختلافها في الأهمية نسبياً باختلاف أنواعها التي ظهرت في سياق تطورها تاريخياً في أوربا، وهذه العناصر هي:

1ـ الحدث event، وهو الذي تزداد أهميته في رواية المغامرات adventure، والرواية البوليسـية detective story، ورواية الرعب gothic novel، ورواية العجائب fantasy.

2ـ التحليل النفسي psychoanalysis ويسود في الرواية التحليلية psychological novel، ورواية السيرة الذاتية autobiographical novel، التي تسير في صيغة اعترافات من المؤلف، والرواية التي تكتب في صورة رسائل متبادلة epistolary novel.

3ـ تصوير المجتمع sociological-panoramic، الذي يسيطر على الرواية التاريخية historical novel، ورواية المغامرات التي يقوم بها الهائمون على وجوههم، والروايات التي تصور حياة الفلاحين أو أي طبقة أخرى من الناس sociological novel، والرواية التي تصف عادات الأسرة أو العادات والتقاليد في أحد العصور novels of manners.

4ـ تصوير العالم الخارجي، ويُهتَم به أكثر في الروايات التي تدور حوادثها في بيئات غريبة عن القارئ العادي، أو تلك التي تجري حوادثها عبر الكرة الأرضية.

5ـ الأفكار، ويبرز هذا العنصر في الروايات ذات الهدف التعليمي Bildungsroman التي ازدهرت في ألمانيا القرن التاسع عشر، عن طريق القصص الأمثولية parabolic أو تمثيل الحقائق العلمية في رواية الخيال العلمي science fiction أو الدفاع عن أفكار أخلاقية أو فلسفية أو نقد المجتمع.

6ـ العنصر الشاعري lyrical ويسود الروايات العاطفية sentimental novel.

وللرواية أربع سمات رئيسية تميزها من الأجناس الأدبية الأخرى، وهي:

1ـ شكل أدبي سردي يحكيه راو أو رواية أو مجموعة رواة، فقد يكون الراوي هو المؤلف نفسه، أو شخصية تنوب عنه في تصوير الأحداث والشخصيات، من دون أن تتدخل في السياق، أو قد تكون الشخصية الرئيسية الفاعلة. وقد تتناوب شخصيات الرواية على القيام بدور الراوي، مما يعدد زوايا رؤية حدث بعينه ويغني إسهام القارئ في التوصل إلى الحقيقة التي ينشدها.

2ـ الرواية أطول من القصة والأقصوصة وتغطي مدة زمنية أطول ويشارك في أحداثها عدد أكبر من الشخصيات، حسب النوع الروائي.

3ـ الرواية تعتمد على السرد نثراً، لا شعراً، علماً بأن العمل الروائي الواحد قد يتضمن عدة مستويات لغوية، ما بين الوصف والتحليل على لسان أحد الرواة وما بين اللغة المستخدمة في الحوار بين الشخصيات التي قد تنتمي إلى خلفيات اجتماعية وثقافية ومهنية مختلفة.

4ـ الرواية عمل تخييلي بأحداثه وشخصياته، فهي تختلف بذلك عن التأريخ والسيرة الذاتية اللذين يستعرضان شخصيات وأحداثاً حقيقية.

ثمة روائيون يبنون رواياتهم على أحداث وشخصيات حقيقية من الماضي غالباً، أو الحاضر القريب، كما في الرواية التاريخية، لكن إبداعهم يكمن في تفسير الحدث وسلوك الشخصيات الفاعلة وفي أسلوب ربط العلاقات وتحليلها، بحيث يقدم صورة موازية للواقع التاريخي من دون أن تتطابق معه بالضرورة، فالروائي ليس مؤرخاً، ولذا فإن الرواية عمل أدبي من نسج خيال المؤلف، سواء جزئياً أو كلياً.

إذا كانت رواية «غارغانتوا وبانتاغرويل» للفرنسي رابليه[ر]، ورواية «دون كيخوته» للإسباني ثربانتس قد عَرضتا في مدة متقاربة، صورة تفصيلية عن انهيار عالم الإقطاع القروسطي، وعن بزوغ العلاقات البرجوازية، بأسلوب واقعي وفانتازي في آن معاً، فقد عادت رواية الفرسان النبلاء في فرنسا القرن السابع عشر إلى تقاليد «أماديس دي غاولا»، وتجلى ذلك بوضوح في أعمال مادلين دي سكودري Madeleine de Scudéry الفرنسية سواء في الموضوعات أو الثيمات. وفي الوقت نفسه برز من إسبانيا التيار المعارض، وذلك في الصيغة المتطورة لرواية الشطار والعيَّارين، التي تطرح من منظور شعبي صورة البطل النقيض antihero الطالع من قاع المدينة في علاقاتها الجديدة المنبثقة من صراع المصالح بين البرجوازية الصاعدة والإقطاع المتقلقل، كما في رواية «تاريخ حياة بوسكون» (1626) Historia de la vida de Buscón للكاتب كيبيدوس Quevedos التي ترجمت آنذاك إلى لغات أوربية عدة، وصارت نموذجاً يحذو الروائيون حذوه. وفي إنكلترا أسس توماس ناش[ر] لتقاليد رواية الشطار والعيَّارين بروايته «المسافر السيء الحظ» أو حياة جاك ويلتون» (1594) The Unfortunate Traveller; or The Life of Jack Wilton .

وفي ألمانيا حيث كانت التربة ممهدة وخصبة لاستقبال الترجمات عن الإسبانية، ظهرت في عام 1669 رواية الكاتب غريملزهاوزن[ر] «المغامر سمبليتسيسِموس تويتش» Der Abenteuerliche Simplicissimus Teutsch التي تبعتها روايات عدة في السياق نفسه. وفي فرنسا قدم لوساج[ر] بروايته «جيل بلا» (1715ـ1735) Gil Blas صورة شاملة واقعية لعصره، انطلاقاً من وجهة نظر الفئات الشعبية. إن مدى تأثير أفكار رواية الشطار وأسلوبها وبنيتها في تطور الرواية الأوربية يتجلى في أعمال مهمة، من مثل «مغامرات الجندي الشجاع شفيك في الحرب العالمية الأولى» (1926) للتشيكي ياروسلاف هاشيك[ر]، و«تورتيا فلات» (1935) لجون ستاينبك[ر]، و«اعترافات الدجّال فيلِكس كرول» (1954) لتوماس مَن[ر]، و«طبل الصفيح» (1959) Die Blechtrommel للألماني غونتر غراس[ر] Gunther Grass و«آراء مهرج» (1963) لهاينريش بُل[ر].

في إنكلترا أسس دانيَل ديفو[ر] بروايته «روبنسون كروزو» (1719) للنمط الأدبي التنويري الذي سمي «روبنسوناد» Robinsonade، حيث تمهد قصة البطل الفرد الغنية للإقناع بقدرة «الفرد المعزول» على تأسيس مجتمع برجوازي، بوصفه بداية تاريخ جديد، وقد استمر تأثير ديفو ومقلديه حتى القرن التاسع عشر. وفي تطور مواز وبالأهداف التنويرية نفسها برزت الرواية التربوية لدى فيلاند[ر] وك.ف. موريتس K.Ph.Moritz في روايته «أنطون رايزر» (1790) Anton Reiser ووصلت إلى ذروتها وتأثيرها العالمي في رواية غوته[ر] «سنوات تعلم فيلهلم مايستر» (1796) Wilhelm Meisters Lehrjahre. وانطلاقاً من التفكير التنويري واليوطوبي utopian وتأسيساً على رواية «يوطوبيا» (1516) Utopia للإنكليزي توماس مور[ر] ظهرت في عدة دول أوربية وحتى نهايات القرن الثامن عشر روايات كثيرة تعالج الموضوع نفسه، أي المدينة / الدولة الفاضلة التي يديرها حاكم مستنير عادل. وكذلك كان الأمر عقب ظهور رواية «إميل» (1762) لروسو[ر]، فقد نُشرت في مختلف اللغات الأوربية روايات تستوحيها، في محاولة لبلورة الشروط الذاتية للمواطن المثالي.

ومع ما سبق ذكره، يمكن القول إن رواية الإنكليزي هنري فيلدينغ[ر] «توم جونز» (1749) ورواية «مغامرات رودريك راندوم» (1748) لمعاصره سموليت[ر] اللتين جعلتا من الفرد ابن الطبقة الوسطى مادة للتحليل الأدبي النفسي كانتا بداية تطور الرواية بمفهومها الحديث. وقد جرت هذه العملية المهمة بين رواية «باميلا» (1741) لرتشاردسون[ر] و«الرحلة العاطفية» (1768) للورنس سترن[ر]، وأدت أيضاً إلى بروز الرواية العاطفية التي ترددت أصداؤها في أنحاء أوربا كافة، ولاسيما في حميمية رواية الرسائل؛ وهنا قام الأدب الألماني بدور الوسيط بين الآداب الأوربية، إذ قدمت رواية غوته «آلام الشاب فرتر» (1774) نموذجاً كلاسيكياً في هذا النوع الروائي، تمَثَله وطورَه عند منعطف القرن التاسع عشر كل من نوفاليس[ر] وتيك وبرنتانو وشاتوبريان[ر] وغيرهم. ففي روايات هؤلاء برز الفنان بحساسيته العالية إنساناً ذا قدرة كونية على الفعل، لكنه يأتي غالباً متقدماً عصره، مما يؤدي إلى إحباط فاعليته وانكساره داخلياً، وبهذا ظهرت رواية الفنان Künstlerroman فرعاً من الرواية التربوية التعليمية.

وفي مطلع القرن التاسع عشر ابتدع والتر سكوت[ر] الرواية التاريخية في أعمال مثل «ويفرلي» (1814) و«آيفانهو» (1819)، التي لاقت إقبالاً واسعاً واستجابة سريعة في أوربا وأمريكا؛ فحذا حذوها روائيون كثر، أثبتوا دورها وتأثيرها الفاعل حتى نهاية القرن العشرين. إلا أن القرن التاسع عشر كان في المقام الأول حقبة تأسيس المجتمع البرجوازي/ الرأسمالي اقتصادياً وقانونياً، وفي الوقت نفسه حقبة تبلور الرواية الواقعية النقدية realistic critical novel المعدلة فكرياً عن الرواية الطبيعية naturalistic novel كما في أعمال الفرنسي إميل زولا[ر]، التي امتدت فاعليتها حتى نهاية القرن العشرين عالمياً. وقد بدأت سماتها المميزة تتبلور في روايات الفرنسيين ستندال[ر] وبلزاك[ر] وفلوبير[ر]، مستمرة من دون انقطاع تقريباً حتى النصف الأول من القرن العشرين، حين تجلت في فرنسا تحديداً الرواية الواقعية ذات النزعة الاشتراكية كما في أعمال هنري باربوس H.Barbusse ولوي آراغون[ر]. وفي إنكلترا ظهرت الرواية الواقعية على نحو خاص في المرحلة الممتدة بين ديكنز[ر] وغولزروثي[ر]، في حين تزامنت الواقعية النقدية في روسيا مع تيار الطبيعية[ر]. وكان من أبرز أعلام تلك المرحلة روائياً دستويفسكي[ر] وليف تولستوي[ر] وألكسندر تولستوي[ر] ونيكولاي غوغول[ر]. ومن أهم روائيي الواقعية الاشتراكية socialist realism في الاتحاد السوڤييتي السابق غوركي[ر] وشولوخوف[ر] وليونوف[ر] وبولغاكوف وغيرهم.

إن تأثير النماذج الروائية الأوربية قد أسهم، إلى حد كبير، في تطوير التجارب الروائية في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، وخاصة في القرن العشرين، ولاسيما على صعيد قضايا التحرر الوطني، وحركة مناهضة الهيمنة الإمبريالية، في دول ما سمي بالعالم الثالث؛ وقد حدث مثل هذا التأثير في بلدان متعددة في إفريقيا وآسيا، عن طريق ترجمة النماذج الروائية، إما عن اللغات الأصلية وإما عن لغات وسيطة، مثلما حدث في معظم البلدان العربية. وقد بلغ هذا التيار ذروته مع انتشار الأدب الثوري، على صعيد الشعر والرواية والمسرح خاصة، ومع التركيز على دور الطبقة العاملة، باعتبارها المحرك الرئيسي لتطور المجتمع على جميع الأصعدة، بتعاونها مع طبقة الفلاحين. وقد تحوّل عدد هائل من روايات هذا التيار إلى أفلام سينمائية كان لها تأثيرها آنذاك، سواء محلياً أو عالمياً. ومع التحولات السياسية التي عصفت بالعالم الثالث عامة وبالمعسكر الاشتراكي خاصة، انكفأت موجة الأدب الثوري لتحل محلها التيارات المنتشرة عالمياً، التي تروج لها أسواق النشر والإعلام المختلفة.

وقد كان للحربين العالميتين أثرهما العميق في الأدب، انعكس على نحو لافت في الكتابة الروائية التي عبرت عن انهيار القيم الوطنية والأخلاقية و الدينية وعن لاجدوى الحياة وهيمنة العبثية في العلاقات ما بين البشر. ومن الأسماء التي كان لها تأثيرها عالمياً على هذا الصعيد، التشيكي ـ الألماني كافكا[ر] والأخوان هاينريش وتوماس مَن[ر] وهاينريش بل، والسويسري ماكس فريش[ر] والإيرلنديان جويس[ر] وبيكيت[ر]، والألماني غونترغراس والفرنسيون سارتر[ر] وكامو[ر] وبروست[ر] وجيد[ر] ومالرو[ر]، والأمريكي همنغواي[ر]، والإنكليز غراهام غرين[ر] ووليم غولدينغ[ر] وسمرست موم[ر] ولورنس دَرِل[ر] والإيطاليون مورافيا]ر] وكورسيومالابارته[ر] وبيراندللو[ر].

ومنذ ما بعد الحرب العالمية الثانية تشعبت أشكال الرواية وموضوعاتها وتقاناتها ووسائل تعبيرها في جميع أرجاء المعمورة بحيث صعب على الباحثين تصنيفها إلى مدارس وتيارات وصاروا يميلون إلى البحث في تجربة كل روائي على حدة، على الرغم من إطلاق تسميات عامة في محاولة لتسهيل البحث، كتسمية الرواية الجديدة Le Nouveau Roman التي جمعت بين الفرنسيين ألان روب غرييه A.Robbe-Grillet وميشيل بوتور M.Butor، أو كتسمية الواقعية السحرية magic realism التي جمعت بين عدد كبير من روائيي أمريكا اللاتينية من مثل كارلوس فوينتس[ر] في أعماله الأخيرة وخوليو كورتزار[ر] وماريو فارغارس لوسا M.F.Llosa وأستوياس[ر] وغابرييل غارثيا ماركيز G.G.Marquez. ولاشك في أن الولايات المتحدة الأمريكية التي ورثت التقاليد الأوربية قد أنجبت أعلاماً مهمين على صعيد الرواية كان لهم تأثيرهم وانتشارهم عالمياً، من مثل مارك توين[ر] وهنري جيمس[ر] وجاك لندن[ر] وثيودور درايسر[ر] وسنكليرلويس [ر] وسكوت فيتزجيرالد[ر] وجون دوس باسوس[ر] ووليم فوكنر[ر]، ونورمن ميلر[ر] وجيمس بولدوين وغيرهم. ومن بريطانيا لابد من ذكر وليم ثاكري[ر] وشارلوت برونتي[ر] وجورج إليوت[ر] وتوماس هاردي[ر] وجوزيف كونراد[ر] ود.هـ. لورنس[ر] وفرجينيا وولف[ر] وجورج أورويل[ر]. وهناك من القارة الأفريقية عدد كبير من الروائيين الذين أسهموا على نحو مؤثر في تطوير الرواية فنياً ومعالجة قضاياهم القومية والإنسانية سواء من السكان البيض أو السود، من مثل دوريس ليسنغ[ر] وتوماس موفولو[ر] وألكس لاغوما[ر] وشِنوا أتشيبي Chinua Achebe، و وولِه شوينكا[ر] ونغوغي واتيونغو Ngugi wa Thiongo، وسيمبين أوسمان Sembene Ousmane ومونغو بيتي[ر] ونادين غوردمر.

ومن بين الروائيين الحديثين في اليابان لابد من ذكر تانيزاكي[ر] وكاواباتا[ر] وميشيما[ر]. ومن الهند هناك نارايان[ر] وراجا راو Raja Rao وبلاشاندرا راجان Balachandra Rajan. وثمة تجارب روائية لافتة قدمها عدد من روائيي القرن العشرين، من مثل جوفاني فرغا[ر] ودنونتسيو[ر] وسفيفو[ر] وكالفينو[ر] من إيطاليا، وسينكييفيتش[ر] وغومبروفيتش[ر] من بولونيا، وميلان كونديرا Milan Kundera من تشيكيا، وكازانتزاكيس[ر] من اليونان، وهامسُن[ر]من النروج ولاغرلوف[ر] من السويد، ولاكسنس[ر] من إيسلندة، ويشار كمال[ر] وعزيز نِسين[ر] من تركيا، وجنكيز آيتماتوف J.Aitmatov من قيرقيزيا على سبيل الذكر لا الحصر.

وهناك مجموعة من الروائيين العرب [ر.الأدب العربي] الذين كتبوا أعمالهم بلغات غير العربية، كالفرنسية مثلاً، لأسباب مختلفة، ومن أهمهم الجزائري محمد ديب[ر] والمغربي الطاهر بن جلون واللبناني أمين معلوف، وقد ترجمت معظم أعمالهم إلى العربية، فكان لها تأثيرها في سياق تطور الأدب العربي.

تقدم الرواية، بفضل قدرتها على مواكبة تاريخ حياة الإنسان حتى في معيشته اليومية والحميمية، الصورة الأكثر تفصيلاً ودقة وشمولاً عن الحياة في تباينها وتنوعها التاريخي والجغرافي والفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي. إن «شمولية رؤية العالم والحياة في الرواية» كما أبرزها هيغل[ر] في كتابه «علم الجمال» Ästhetik التي ينعكس في معطياتها الفردية تعدد وتنوع المادة الروائية ومغزاها بحيث تشكل المركز لكل ما يحيط بها»، تبيِّن حدود الاختلاف بين الرواية والأقصوصة novelle والقصة[ر] story والحكاية fable. وما يعمِّق هذه الحدود بصورة أوضح في المرحلة الأخيرة من القرن العشرين هو تفجر الشكل الروائي بلا حدود.
http://tashkilart.ibda3.org/t53-topic

hano.jimi
2012-01-17, 19:45
السلام عليكم أنا عندي بحث في مقياس الاداب العالمية حول القصة .الرواية و الملحمة في عصر النهضة لازم نعرضوا يوم الاثنين و راني حاصلة ارجو الافادة

عصر النَّهضة روائياً (2 من 3)



حنَّا مينه 22/12/2006


إن الفترة بين عامي 1927 و1952 ليست شيئاً في حساب الزمن، لكنها بالنسبة لمعركة القصة ـ الرواية ـ بين مؤيديها ومعارضيها، كانت كافية لأن تقلب المفاهيم، إذا ما استرجعنا قول يحيى حقي عام 1927 (أما في مصر فالقصة المطولة (الرواية) لم تولد بعد)، وقارناه بما قاله مارون عبود عام 1952 ولاحظنا أن الكتاب العرب تسابقوا في العقد التالي لكلام يحيى حقي، إلى ممارسة كتابة القصة الرواية وعلى نحو متواتر السرعة. فقد صدرت الروايات الرائدة، والمبكرة زمنياً، حسب التواريخ التالية: (جناية أوربا على نفسها) لأحمد فتحي عام 1906، (عذراء دانشواي) لمحمود طاهر حقي عام 1906، (الأجنحة المتكسرة) لجبران خليل جبران عام 1912، (زينب) لمحمد حسين هيكل عام 1914، (جلال خالد) لمحمود أحمد السيد 1928، (الرغيف) لتوفيق يوسف عواد 1936، إضافة إلى قصص محمد تيمور ومحمود تيمور التي تعود إلى العشرينيات وما بعدها؟

هكذا اخترقت القصة ـ الرواية جدار الزمن الكتيم، وأحدثت شرخاً كبيراً في السلسلة الثقافية القديمة، بتقديمها نظرة اجتماعية جديدة للعالم، لم تكن مجرد إعلان فكري، بل صياغة قصصية روائية فنية وفكرية معاً، ترتكز إلى التخييل الذي ينتمي إلى ثقافة وبيئة، وزمان ومكان، وهي العناصر التي كانت مغيبة في السابق، فصار لها حضور، واعتماد، وأسس واضحة في النمط الروائي الجديد ذي الوظيفة الاجتماعية التنويرية، التي استعلنت معها عملية تاريخية كاملة، استولدت رؤية جديدة للعالم، حلّت محل الرؤية القديمة، على مستوى اللغة والشكل والمضمون . (الحلقة 3 من 3).

لكن ماذا بالنسبة إليَّ كروائي عربي؟ وماذا أعطاني عصر النهضة في مرحلته المتأخرة نسبياً، مرحلة النصف الأول من هذا القرن؟ في الجواب لا يكفي القول إنه أعطاني الرواية، هذا النمط الأدبي الجديد، الثوري بامتياز، ما دام كل ما هو جديد أو حديث ثوري بالضرورة. إن الجواب، على هذا النحو، فيه ابتسار، والجواب، على نحو مفصل، فيه تطويل، لذلك سأجمل الكلام في نقاط محددة، هي التالية:

1. دخلت ُعالم الأدب من باب القصة والرواية، وكان دخولي هذا اضطرارياً، لأنني، كما هو معروف عني، تتلمذت على المطالعة، خارج كل تحصيل مدرسي، وكانت القصة والرواية سبباً في إقبالي على هذه المطالعة وشغفي بها.

2. فتَّحت القصة والرواية عينيَّ على عوالم اجتماعية لم أكن لأنتبه إليها، أو أرصدها، أو أتتبّعها بالملاحظة المستمرة، وكان عليَّ، لفهم هذه العوالم الاجتماعية، أن أقرأ غير القصة والرواية، وأن أمتلك مفهوماً عن العالم، وبهذا الدافع تنوعت قراءاتي واتسعت، فاغتنتْ ثقافتي بالمعرفة في شقيها: الكتب والناس.

3. نبّهتنْي القصة والرواية إلى مسألة مهمة جداً، كان لها تأثير حاسم في تكوني الروائي، وهي مسألة معرفة البيئة، وتخصيصاً البيئة البحرية، ثم البيئة الريفية.

4. أنقذتني لغة الرواية من الإيغال في لغة البلاغة التي أُخذتُ بها أولاً. وأذكر بهذه المناسبة أنني، في بدء شبابي، قرأتُ حتى الحفظ كتاب (الألفاظ الكتابية) للهمذاني، ثم كان عليَّ، أن أقرأ من جديد، لأنسى هذه المرة. وحكاية الحفظ والنسيان، وضرورتهما معروفة ومشهورة، وهي تؤهل الشاعر لامتلاك عدته، والكاتب شخصيته بذاتيتها المتميزة.

5. ساعدتني الرواية، وما ثار قبلها وبعدها من جدل حول اللغة، أن أفهم أن لكل بيئة لغتها البيئية، أي مفرداتها اللغوية المحلية. إن كل كلمة عامية لها جذر بالفصحى، وقد استطعت بمعرفتي للبيئة ومفرداتها أن أدير الحوار بالفصحى التي تحسبها من العامية وهي ليست كذلك، وفي الدعوة التي راجت، والمعركة التي اشتدت، بين أنصار الفصحى والعامية، منذ بداية القرن حتى الستينيات منه، كنت إلى جانب الكتابة بالفصحى سرداً وحواراً، ونجحت في ذلك. ونجاحي، إلى جانب نجاحات كتاب آخرين، شيخهم مارون عبود، يقدم إسهاماً في تطوير اللغة العربية، وتحريرها من جمودها مع الحفاظ على أصالة بينتها أن تتناهبها، وتغيّبها، اللهجات المحلية لكل قطر عربي، فظلت الفصحى هي المعتمدة، وراحت اللهجة المحلية المحكية تقترب من اللغة المكتوبة، وهذا عائد إلى انتشار التعليم، وشيوع الثقافة، عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، مما حفظ لغتنا التي هي أحد مقومات قوميتنا العربية، وسبب أساس في تكون أمتنا العربية.

6. كانت الرواية، بالنسبة لي، معطى كبيراً لعصر النهضة، أمدّني بالقدرة المطاوعة على قول ما أريد، من خلال الحدث، وبدلاته، دون اللجوء إلى الصراخ أو الافتعال، ودون أن أقارب المقالة وأنا أكتب القصة، أو الدراسة وأنا أكتب الرواية.

7. الرواية هي عطاء عصر النهضة، بما كان لعصر النهضة من انفتاح على الغرب، والترجمة لأدبه، وقد بدأنا، في الوطن العربي، الأخذ بالرواية تعريباً، لكن طلوع البورجوازية تطلب أداته التعبيرية، فكانت الرواية، وتعثّرتْ ولادة الرواية، بصفتها ملحمة البورجوازية، مع تعثر هذه البورجوازية، وقصور مشروعها الأيديولوجي. وكان علينا، بعد ثورة 1919 المخفقة، أن نشتغل على الرواية في محاولات تجريبية، ظلت قائمة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، في بعض أقطار الوطن العربي، ومع توفيق الحكيم وطه حسين بدأت الرواية العربية بزوغاً خجولاً، ثم مع نجيب محفوظ ويحيى حقي كان تأسيسها الذي تطلب هويتها العربية بجهد تراكم فيه الكم متحولاً إلى نوع. ومنذ منتصف الأربعينيات حققت الرواية العربية، بجهد محفوظ خاصة، وجهد الروائيين المجايلين عامة، حضورها الدائم، الفاعل، وفازت بهويتها نهائياً مع ثلاثية (قصر الشوق) ثم دَشَّنتْ، مع روايات سهيل إدريس، عبد الرحمن الشرقاوي، فتحي غانم، غائب طعمة فرمان، حنا مينه وغيرهم، عهداً واقعياً جديداً، كان خلفاً للعهد الرومانسي، الذي كان أبرز ممثليه عبد الحليم عبد الله وشكيب الجابري وغيرهما.

8. في المرحلة التالية: وعلى المهاد الواقعي نفسه، وبعد أن ترسخت الرواية بوصفها جنساً أدبياً معترفاً به، تهيأ للروائيين العرب المناخ اللازم، المدعم بالمفاهيم الروائية النظرية، أن يقوموا بنقله نحو الابتكار في الشكل، والجرأة في الطرح، فكانت روايات إبراهيم أصلان، الطيب الصالح، عبد الرحمن منيف، إميل حبيبي، جبرا إبراهيم جبرا، وغيرهم، ثم كانت روايات الجيل التالي: جمال الغيطاني، يوسف القعيد، صنع الله إبراهيم، إملي نصر الله، غادة السمان، حيدر حيدر، هاني الراهب وغيرهم أيضاً.

9. مع استمرار العطاء الروائي لنجيب محفوظ ويحيى حقي وتوفيق يوسف عواد وغيرهم، ومع أخذ التناول الابتكاري في الأشكال الروائية، ذات المضامين الجديدة، في الحسبان، ومع تتابع أجيال الروائيين العرب، سيقيض للرواية العربية، لا أن تحقق حضوراً متميزاً على الساحة الأدبية العربية فقط، بل أن تصبح سيدة الأجناس الأدبية العربية على الإطلاق.

10. هذه الجردة التزمينية، ليست مسوقة برغبة في تأكيد تاريخية الرواية العربية، بقدر ما هي ضرورة موضوعية، لتبيان أن الرواية التي أخذنا جنسها الأدبي عن الغرب أصلاً قد أصبحت، شكلاً ومضموناً، عربية خالصة استحقت اعتراف العالم، الذي شرع بترجمتها على نطاق يزداد اتساعاً، وتم تدشين الاعتراف بقيمتها الفنية في لقاء الروائيين العرب والفرنسيين في آذار 1988 في باريس، وفي غيره من اللقاءات والندوات الروائية في الشرق والغرب.

11. إذا كان كل جنس أدبي جديد هو ثوري بالضرورة، فإن الرواية العربية كانت جنساً أدبياً ثورياً بامتياز، وضعت الشعب، أو العامة على مسرح الحركة الأدبية العربية. ومن هنا كان أثرها وخطرها الكبيران، وكانت مقاومتها التي بلغت حد اتهام الآخذين بها بالحمق والمرض والانحراف والكفر، فولادة الرواية العربية التي تزامنت مع مرحلة نهوض قادَتْها بورجوازية تأثرت بالغرب وظلت تابعة له، أتاحت، لأول مرة في أدبنا العربي، أن يكون الشعب نقطةً الدائرة في الطروح الروائية، واتخذت من أبناء العامة، والأحياء الفقيرة، وأفراد الطبقة الكادحة، ومن الأرياف والعمال الزراعيين، وحتى عمال التراحيل، نماذج لها، دافعة، على هذا النحو، الناس إلى مركز اهتمام الأدباء، بعد أن كان الشعر، سيد مرحلة ما قبل الرواية والقصة، مبعداً عن مثل هذه الاهتمامات، وما كان في وسعه أن يقدم رؤية اجتماعية متكاملة، لأنه حصر اهتمامه، تاريخياً، بالملوك والأمراء والأغنياء، والبلاطات والدور والقصور، ومناسبات البيعة والمبايعة والتتويج والرثاء والمديح وما شابهها من أغراض الشعر العمودي الكلاسيكي. لكن علينا، ههنا، ألا نغفل الحضور الوطني لهذا الشعر، في مراحل الكفاح الوطني لأجل الاستقلال وإجلاء الجيوش الأجنبية والتحريض على الثورة الوطنية. إن الرواية تعني، وتساوي، رؤية شعبية اجتماعية، ومعها فقط، حسب باختين، طفق دور الشعب يظهر في التاريخ الحديث، فكانت الرواية متأثرة به في حالة الإظهار، ومؤثرة فيه في حالة تظهير قضاياه وطرحها ومعالجتها.



لهذا كله، أنا مدين، كروائي، لعصر النهضة، لغة وشكلاً ومضموناً، ودون ميل إلى المغالاة يمكنني التأكيد، أن كل روائي عربي مدين لهذا العصر في الشغل على جنس الرواية، وفي لعب دور الناقد الاجتماعي، والمستأنف الأدبي ضد الحاضر، من خلالها. وهذا يضع أمامنا مهمة فائقة الأهمية، هي العودة إلى الكلام على عصر النهضة، بنشر عطاءاته الفكرية وإبداعاته الأدبية. وتسليط الأضواء على دوره الهام، وذلك من منطلق استعادته، لا إعادته، فجوهر المشكلة يكمن في أخذ إضافة هذا العصر، وتطويرها، بعد دراستها جدياً، واستئناف شوطها، إذا ما أردنا الشروع بإنتاج معرفة تنويرية، تطرحها وتلح في طرحها، ظروف راهنة، يتكون فيها العقل العربي، وعلينا أن نسهم في تكونيه علمياً، وتخليصه من الأوهام والأضاليل والخرافات والأخطبوطات الملساء ذات الأذرع المتعددة، المتوفزة، للفكر الرجعي، الظلامي، التي تستغل استياء الإنسان العربي المشروع من أوضاع سياسية واجتماعية متردية، فتوقعه في عنكبوتية مشروعها الارتدادي نحو عصور التزمت، والقمع، الذي عنوانه الرمي بالزندقة، ونصب محاكم التفتيش، وحمي تنانير الحرق للمفكرين والأدباء لعرب، وكل المستنيرين الذين ينتجون فكراً جديداً، أو يستلهمون هذا الفكر الجديد، ويناصرون الحداثة التي تقرع طبول الحرب عليها من قبل الأصوليين.

إذن عصر النهضة لم يعطنا أجناساً أدبية جديدة فحسب، بل أعطانا كذلك لغة عربية متطورة، ومطاوعة، قادرة على مدّنا بطاقة التعبير، وبالمرونة اللازمة لحمل أساليب كتابة جديدة، كتابة عصرنا الراهن، بلغة حية، غنية، تنتفي من معجمها تلك الكلمات القاموسية المحنطة، وذلك الترادف الإيقاعي في الجمل ذات المفردات المتعددة، الدالة على معنى واحد، فقير، مكرور. وتتيح لهذه اللغة أن تتخلص من عيوبها السجعية والبلاغية.

بكلمة:

أعطانا عصر النهضة لغة الحياة، وأدب الحياة، والرؤية الاجتماعية الإنسانية التي تنبني على فهم الواقع، وتعمل على تغييره.

عن صحيفة النور



عصر النَّهضة روائياً (1 من 3)




http://www.jamaliya.com/new/show.php?sub=623

بولبينة
2012-01-17, 20:19
الرداء من الظملاء مساعكتي في بحثي هذا زالمتمثل في تاريخ اهرامات مئر زضةر

hammi29n
2012-01-17, 20:55
أرجو المساعدة في بحث : بناء الشخصية الروائية في رواية مملكة البلعوطي

moudjib2010
2012-01-18, 18:38
السلام عليكم
انا اريد بحث حول القرصنة في البحرالابيض المتوسط
للسنة الاولى ثانوي
ارجوا المساعدة في اسرع وقت ممكن

zatar
2012-01-18, 21:27
اريد des test en psychomotricité ان امكن و شكرا

Annaba 23
2012-01-21, 18:13
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته...
مشكووووووووورة أختي على جهدك و تعبك من أجل مساعدتنا جعل اللّه عملك هذا في ميزان حسناتك.
أريد معلومات حول " نقابات الصحفيين في الوطن العربي و الجزائر " فأنا بصدد إنجاز بحث ولم أجد معلومات حول هذا الموضوع( تعريف نقابات الصحفيين و غيرها من المعلومات التّي من شأنها أن تخدم هذا الموضوع )
مشكوووووووورة مسبقا ،و جزاك اللّه كلّ خير فاللّه لا يضيّع أجر من أحسن.

zatar
2012-01-22, 15:48
اريد كتب او كل ما امكن حول اختبارت قياس الذكاء لدى الاطفال ذوي صعوبات التعلم

و شكرا

nadaasma
2012-01-22, 22:55
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا بأمس الحاجة اليكم
لدي موضوع

الكتابة و علاقتها بالعمليات العقلية
احتاج الى ان تفيدون بمعلومات
شكرا :sdf::sdf::sdf::sdf:

الرجاء مرة اخرى مساعدتي لوجه الله

LINA ADALOU3A
2012-01-23, 19:25
سلام عزيزتي اريد بحث حول التلفزيون مع المراجع و شكرااا و جزاك الله كل خير.

rida31
2012-01-24, 19:11
من فضلك اخي

احتاج الي بحث حول اختبار كا2

و بارك الله فيك

hano.jimi
2012-01-27, 21:21
اتاسف من الجميع على التاخير لانني كنت اواجه مشكلة في الانترنت و مشكلة في اعادة كلمة السر للمنتدى وساحاول تلبية طلباتكم باذن الله

rida31
2012-01-27, 22:12
اتاسف من الجميع على التاخير لانني كنت اواجه مشكلة في الانترنت و مشكلة في اعادة كلمة السر للمنتدى وساحاول تلبية طلباتكم باذن الله




من فضلك اختي

احتاج الي بحث حول اختبار كا2

و بارك الله فيك

hano.jimi
2012-01-28, 09:13
من فضلك اختي

احتاج الي بحث حول اختبار كا2

و بارك الله فيك




اختبار كا2 :
فكرة هذا الأسلوب الإحصائي تقوم على أساس الفرض الصفري. و هي أن التكرار الملاحظ في الفئة أو الفئات موضع الدراسة يختلف عن التكرار المتوقع الفرضي اختلافا يرجع إلى الصدفة. و هذا يعني أن مجموعة القيم التي تلاحظ تختلف اختلافا ذا دلالة إحصائية عن مجموعة القيم التي يفترض حدوثها على أساس نظري إحصائي احتمالي معين، و معادلته كما يلي :

كا2= مج
حيث :
ك : التكرار الملاحظ( التجريبي)
ك/ : التكرار النظري ( حسب الفرض المختبر)

- و في حالة وجود درجة حرية واحدة تصبح المعادلة السابقة كالتالي :

كا2= مج

حالات كا2 :
1- الطريقة العامة لحساب كا2 للجدول التكراري ( 1x 2 )

ن=2
كا2= مج

ت و : التكرار الملاحظ
ت م : التكرار المتوقع= و عليه

مثال :
الاستجابة نعم لا المجموع
التكرار 60 20 80
المجموع 60 20 80

ت م= = 40 كا2 = =10

2- حساب كا2 للجدول التكراري ( 1x ن )

كا2= مج

الاستجابات موافق جدا لا ادري أعارض المجموع
التكرار 12 2 16 30

التكرار= 30
ت م = = 10

كا2= + + = 10.4


لا تختلف طرق حساب التكرار المتوقع مهما اختلفت قيم " ن "

http://assps.yourforumlive.com/t18-topic

hano.jimi
2012-01-28, 09:20
من فضلك اختي

احتاج الي بحث حول اختبار كا2

و بارك الله فيك

http://www.mahdyelkassas.name.eg/books/stati.doc

تغريد22
2012-01-28, 16:09
ارجو تزويدى بجزئي كتاب البناء الأجتماعي ( المفهومات ) + (الأنساق) لأنني بأمس الحاجة اليهما .. وأني متفائل بكم إنشاءالله تعالى .... مع وافر شكرى وإمتنانى لكم جميعا

rida31
2012-01-28, 19:39
http://www.mahdyelkassas.name.eg/books/stati.doc


جعل الله ذلك في ميزان حسناتك

من كان في عون اخيه كان الله في عونه

rida31
2012-01-28, 19:45
ممكن اختي الكريمة

مساعدة اخري في موضوع

نشاةعلاقات العمل في الاسلام

zatar
2012-01-29, 15:12
هل تفيدوني باي شيء عن اختبار وكسلر لقياس ذكاء الاطفال

benhamed1993
2012-01-29, 17:29
أرجوك أخي أريد منك كتاب الهياج في الرياضيات والفيزياء

hano.jimi
2012-01-29, 21:50
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا بأمس الحاجة اليكم
لدي موضوع

الكتابة و علاقتها بالعمليات العقلية
احتاج الى ان تفيدون بمعلومات
شكرا :sdf::sdf::sdf::sdf:


السلام عليكم ورحمة الله

هناك اهداف يجب ان يضعها معلم التربية الخاصه في ذهنه قبل بدء عملية التدريس مع المعاقين عقليا..
الهـدف العام :<o
يهدف تعليم المعاقين عقلياً القراءة والكتابة والحساب إلي محو أميتهم وتنمية حصيلتهم اللغوية وزيادة معلوماتهم وخبراتهم الاجتماعية التي تمكنهم من التواصل مع البيئة التي يعيشون فيها .
<o
<o
شروط الاستعداد للتعلم :<o
- العمر العقلي لا يقل عن 4 سنوات
- القدرة علي الإمساك بالقلم وتوجيهه
<o - مهارة اليدين والأصابع والتآزر بين العينين واليدين
<o - الدافع للتعلم والرغبة فية
<o - الاستقرار الانفعالي بالقدر المناسب للانتباه لما يدور في الفصل<o
<o

طرق التعليم في التربية الخاصة :<o
لكي يتعلم المعاق عقلياً القراءة والكتابة والحساب يجب أن يكون تعليمه من خلال الأنشطة اليومية وتوظيف ما يتعلمه منها في مواقف الحياة في البيت والمدرسة والعمل والمجتمع فيستفيد مما يتعلمه من مهارات أكاديمية في التواصل مع الناس وفي رعاية نفسة وفي التوافق مع المجتمع فالمعاق عقلياً لا يستفيد كثيراً من التعليم التقليدي المجرد انما يستفيد من التعليم الوظيفي الذي يربط تعلم المهارات الأكاديمية بمواقف الحياة اليومية .<o
ويقوم تعليم المعاقين عقلياً القراءة والكتابة والحساب علي أساس مراعاة الفروق الفردية بينهم في الاستعداد للتعلم والظروف الأسرية والمدرسية والصحة العامة التي تجعل من الضروري وضع برنامج دراسي لكل طفل وليس لكل الأطفال . ويتضمن تفريد البرنامج المدرسي تحديد استعدادت الطفل للتعلم وتحديد جوانب القوة والضعف عنده ومستوى مهاراته المدرسية وحاجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية ومهاراته الحركية وظروفه الأسرية وعلي هذا الأساس يتم تحدد أهداف تعليمية قريبة وبعيدة المدى وبرنامجه الدراسي وأهدافه السنوية والخدمات المطلوبة لتحقيق هذة الأهداف .<o
<o


طرق تعليم القراءة :<o
هنالك عدة طرق أهمها : الطريقة الجزئية ، والطريقة الكلية ، وطريقة تحليل الجمل والكلمات إلي مقاطع ، وطريقة اقتفاء الكلمة بتمرير الإصبع عليها . <o
ومن واجب المعلم في تعليم القراءة أن يهتم بتنمية الثقة بالنفس والنطق السليم وتدريب العين علي الحركة من اليمين إلي اليسار وعلي القراءة مع الفهم وعلي التعبير بالكلمات والجمل والعبارات القصيرة والطويلة .<o
<o


طرق تعليم الكتابة :<o
يرتبط تعلم الكتابة بتعلم حروف الهجاء والكتابة في حد وسيلة للتواصل واكتساب المعرفة والتعبير عن الذات وهي مهارة حركية تتطلب التآزر بين العين واليد . ويتم تعليم الطفل المتخلف عقلياً الكتابة علي ثلاثة مراحل :
- المرحلة الأولى : يكتب المعلم الكلمة بخط كبير ويطالب من الطفل أن يسير عليها بإصبعه عدة مرات ثم يحاول كتابتها بالمحاكاة
- المرحلة الثانية : يكتب المعلم الكلمة ويطلب من الطفل كتابتها بالمحاكاة ثم كتابتها من الذاكرة عدة مرات
- المرحلة الثالثة : يكتب المعلم جملة قصيرة ويطلب من الطفل محاكاتها ثم كتابتها من الذاكرة <o
<o


طرق تعليم الحساب :<o
يحتاج الطفل المعاق عقلياً إلي وقت وجهد كبيرين حتي يكتسب المبادئ الأساسية في الحساب وذلك لضعف قدرته علي الفهم والاستيعاب وقلة استفادته من التعليم غير المقصود في البيت لهذة المبادئ فهو يواجه صعوبات كثيرة في تعلم الحساب بسبب تأخر نموه العقلي وصعوبة في كتابة الأرقام بسبب ضعف تآزره الحركي العضلي . <o
ومن أفضل الطرق في تعليم الحساب للمعاقين عقلياً " طريقة الخبرة " وهي التي تقوم علي تعليم الطفل المهارات الحسابية والمفاهيم الكمية الأساسية من خلال مواقف الحياة اليومية التي تتصل بالزمان والمكان والكميات والحجوم والنقود وغيرها .<o
<o


مراحل تعلم المفاهيم الكمية :
- يبدأ الطفل بتكوين فكرة عن العمليات العقلية أو الفعل العقلي كما يراه متمثلاً في فعل خارجي .
- يحاول الطفل القيام بالفعل نفسه من حيث مظاهره الملموسه ويستخدم في ذلك الاشياء العادية التي ينصب عليها الفعل .
- يتقن الطفل الفعل الحسابي علي مستوى الكلام المسموع فيعد الأشياء بصوت مرتفع .
<o - يعلم المعلم الطفل كيف يستخدم اللغة همساً .
- يجري الطفل علي العملية نوعاً من التلخيص والضغط والتثبيت.<o
<o


الفصول والمعاهد الخاصة :
- الفريق الأول من العلماء يفضل تعليم المعاقين عقلياً في الفصول العادية حتي يستمر تعاملهم واحتكاكهم بالتلاميذ العاديين فيكتسبون منهم الخبرات وتنمو أساليب توافقهم مع المجتمع تدريجياً .
<o - الفريق الثاني من العلماء يفضلون تخصيص فصول صغيرة في المدارس الابتدائية العادية لتعليم هذة الفئات فيتعلمون أيضا طرق ومناهج خاصة بهم
- الفريق الثالث من العلماء يرى أن وجود الطفل المعاق عقلياً في المدرسة العادية يعرضه للإحباط والاستهجان من التلاميذ العاديين والإهمال من المعلمين ويجعله يدرك عدم التقبل وينمى عنده العدواة والخوف من القلق والفشل .
وانتم مع اي فريق منهم او لكم وجهات نظر اخرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مما تصفحت






http://www.arraa.net/forum/showthread.php?t=1578

hano.jimi
2012-01-29, 21:52
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا بأمس الحاجة اليكم
لدي موضوع

الكتابة و علاقتها بالعمليات العقلية
احتاج الى ان تفيدون بمعلومات
شكرا :sdf::sdf::sdf::sdf:

اضطراب الكتابة النمائي :-
يحتاج الإنسان حتى يستطيع الكتابة إلى استخدام عدة وظائف من وظائف المخ، ولذلك يجب ألا يكون هناك خللا عصبيا أو وظيفيا فى شبكة الاتصالات داخل المخ المسئولة عن المناطق التي تتعامل مع المعلومات المستخدمة في الكتابة مثل اللغة والنحو وحركة اليد والذاكرة.. ولذلك فان اضطراب الكتابة النمائي يمكن أن يحدث بسبب مشاكل في أي من تلك الأماكن وعلى سبيل المثال فان الطفل ----- الذي يعاني من عدم القدرة على التفرقة في تسلسل الأصوات في الكلمة كان يعاني من مشاكل في الإملاء أو ما يسمي " اضطراب الهجاء" ولذلك فان الطفل الذي يعاني من اضطراب الكتابة خصوصا اضطراب التعبير اللغوي من الممكن أن يصبح غير قادر على اكتساب كلمات جديدة مع الخطأ في استعمال الكلمات وقصر الجمل واختلال في التراكيب النحوية والاختصارات المخلة بالجمل

اضطراب مهارة الحساب النمائي :-
تشمل مهارة الحساب القدرة على فهم وأدراك الأرقام والعلامات الحسابية وتذكر الحقائق الحسابية مثل جدول الضرب وكذلك القدرة على وضع الأرقام في صفوف وفهم وملاحظة العلامات الحسابية -- كل هذه العمليات قد تكون صعبة للأطفال الذين يعانون من اضطراب مهارة الحساب، وتظهر المشكلة في سن مبكر في صورة الصعوبة في القدرة على فهم الأرقام والمفاهيم الحسابية ويعانى الطفل من الآتى:
o صعوبة في فهم المسائل الحسابية و تحويل المسألة الة على شكل قصة إلى أرقام.
o صعوبة في معرفة و فهم الرموز الحسابية + أو - و ترتيب الأرقام
o صعوبة في أداء عمليات الجمع و الطرح و القسمة .
o ضعف فى الانتباه على العلامة الموضوعة هل هى - أو +

أما الصعوبات التي تظهر في سن متأخر فتكون مرتبطة بعدم القدرة على التفكير الموضوعي في المسائل الحسابية، وينتشر اضطراب مهارة الحساب بنسبة 6% في الأطفال في سن المدرسة الابتدائية ويتم تشخيص الحالة بالآتي :-
o مهارة الحساب أقل من المستوى المتوقع بدرجة ملحوظة " تقاس بواسطة اختبار فردي مقنن ، على أن يكون الطفل في مدرسة مناسبة ولديه قدرة ذكائية مناسبة
o يتداخل الاضطراب بدرجة ملحوظة مع الإنجاز الدراسي أو الأنشطة الحياتية اليومية التي تحتاج مهارات حسابية
o ليس السبب في هذا الاضطراب قصورا في السمع أو البصر أو مرض عصبي

المراجع :
اضطرابات التعلم - د. محمود جمال أبو العزائم
بحث بعنوان - مدى إلمام معلمين ومعلمات وأخصائيين وأخصائيات مرحلتي الرياض والابتدائي في دولة الكويت بصعوبات التعلم - إعداد - د. طلال المسعد - د. أحمد الهولي - د. عفيفة الداود -2004
صعوبات التعلم والخطة العلاجية المقترحة - د. تيسير مفلح كوافحة
توعية المجتمع بالإعاقة- الفئات ــ الأسباب ــ الوقاية - د / إيهاب الببلاوي
محاضرة - صعوبات التعلم أين مدارسنا منها؟ - الدكتور فتحي الزيات
http://spjou.com/newslist.php?id=75

hano.jimi
2012-01-29, 21:53
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا بأمس الحاجة اليكم
لدي موضوع

الكتابة و علاقتها بالعمليات العقلية
احتاج الى ان تفيدون بمعلومات
شكرا :sdf::sdf::sdf::sdf:

عليم مهارات الكتابة للأطفال المعاقين عقلياً
تعليم مهارات الكتابة للأطفال المعاقين عقلياً :


 مهارات الكتابة ( Writing Skills ) :
تعتبر الكتابة نوعاً من أنواع المهارات اللغوية ، ويقصد بها القدرة على نسخ الطفل لما يكتب أمامه ، وكتابة ما يملى عليه ، والقدرة على كتابة ما يجول في خاطره ويعبر عما في نفسه ، وتأتي هذه المهارة بعد تعلم الطفل الحروف عن طريق أصواتها ، فهو يتعلم أولاً رسم الرموز الكتابية من أعداد وحروف ، ومعظم الأطفال المعاقين عقلياً من ذوي الإعاقة العقلية البسيطة لديهم القدرة الحركية على الكتابة ، فلا يختلف تعليم الكتابة لدى هؤلاء الأطفال عن الأطفال العاديين ، ولكن يكمن الاختلاف الجوهري في الفروق الفردية المتمثلة في القدرات الحركية والعقلية بين الأطفال المعاقين عقلياً والأطفال العاديين ، لذا يتطلب تدريب الأطفال المعاقين عقلياً على الإمساك بالقلم بطريقة صحيحة والتحكم في تشكيل الحروف وكتابتها بطريقة صحيحة لتكوين كلمة أو جملة مفيدة مأخوذة من بيئة الطفل ليسهل استيعابها وإدراكها ، وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى ( Long Term Memory ) ، واستدعاؤها في الوقت المناسب .
فالكتابة وسيلة للتواصل والتعبير عن لمشاعر والأفكار ، وهي مهارة تتطلب التآزر البصري الحركي بين العين واليد ، والطفل المعاق عقلياً بحاجة ماسة إلى التدريب على الكتابة ، كعامل مهم وفعال لتعلم القراءة والرياضيات ، وغير ذلك من المهارات .
وتمر مهارة تعليم الطفل المعاق عقلياً الكتابة بمرحلتين أساسيتين وهما :
 مرحلة الاستعداد للكتابة .
 مرحلة الكتابة الفعلية .
أولاً : مرحلة الاستعداد للكتابة :
وتحتاج هذه المرحلة إلى عدد من الشروط والتي تتضمن ما يلي :
 تنمية العضلات الدقيقة .
 تنمية التآزر البصري الحركي للطفل .
 مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال .
 توفير الأدوات التي تساعد على الكتابة والتدرج في استخدامها .
 عدد الأطفال في الفصل .
ويتضمن تعليم الاستعداد للكتابة ما يلي :
 تدريب الطفل على استخدام الألوان بمختلف أنواعها .
 تدريب الطفل على التنقيط داخل مساحة مغلقة .
 توصيل النقط بعضها ببعض .
 رسم الخطوط المتعرجة ثم المستقيمة .
 تدريب الطفل على التآزر الحركي والبصري .
 تدريب الطفل على تعلم الحروف .
 تدريب الطفل على استخدام وحل المتاهة .
 تدريب الطفل على إتباع الاتجاهات من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين .
 تدريب الطفل على الأنشطة التي تساعد على مسك القلم .
ثانياً: مرحلة الكتابة الفعلية :
تبدأ مرحلة الكتابة الفعلية بعد الانتهاء من مرحلة الاستعداد للكتابة ، حيث يزيد التآزر البصري الحركي للطفل المعاق عقلياً ، ومن هنا تبدأ مرحلة التقليد في الكتابة حيث تقليد كتابة الحروف ونسخها أسفل الكلمة المكتوبة أو الكتابة من خلال الأحرف المفرغة أو الأرقام والأعداد .
وتتميز هذه المرحلة بما يلي :
 القدرة على كتابة الحروف الهجائية .
 القدرة على كتابة وتركيب بعض الكلمات .
 القدرة على كتابة الأعداد وإجراء العمليات الحسابية البسيطة .
القدرة على رسم الأشكال الهندسية والرسومات الأخرى مع استخدام اللون .

المصدر:

كتاب الإعاقة العقلية : دليل المعلمين وأولياء الأم

http://aljobran.net/vb/t177.html

hano.jimi
2012-01-29, 21:57
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا بأمس الحاجة اليكم
لدي موضوع

الكتابة و علاقتها بالعمليات العقلية
احتاج الى ان تفيدون بمعلومات
شكرا :sdf::sdf::sdf::sdf:


المقالات
الإعاقة العقلية
تعليم مهارات الكتابة للأطفال المعاقين عقلياً



مقالات مشابهة
صفات المعلم في مجال تعليم المعوقين عقلياً
كتاب الإعاقة العقلية دليل المعلمين وأولياء الأمور
" ماريا منتسوري " وطريقتها في تعليم الأطفال المعاقين عقلياً



مقالات مشابهة /ق
صفات المعلم في مجال تعليم المعوقين عقلياً
" ماريا منتسوري " وطريقتها في تعليم الأطفال المعاقين عقلياً



الاكثر مشاهدةً /ش/ق
التربية بـ"لغة الحُب" و فن استخدامها مع طلاب التربية الفكرية ..!!



الاكثر تفاعلاً
قصة نجاح معلمة لذوي صعوبات التعلم (فلسفة شخصية وقيم أساسية)
ذوو الاحتياجات الخاصة ... والأنشطة الصيفية
التلعثم - عيوب النطق والكلام - كتيب مختصر لأبرز الطرق والأساليب والعلاج في التلعثم



الافضل تقييماً
زراعــة القـوقعـة
ذوو الاحتياجات الخاصة ... والأنشطة الصيفية
الأطفال ذوو الإعاقة العقلية.. والعلاج بالتربية الحركية



الاكثر مشاهدةً
ذوو الاحتياجات الخاصة ... والأنشطة الصيفية
حمض الفوليك والصلب المشقوق
تعريف التواصل. اضطرابات النطق والكلام . علاج وتشخيص الاضطرابات اللغوية




 مهارات الكتابة ( Writing Skills ) :

تعتبر الكتابة نوعاً من أنواع المهارات اللغوية ، ويقصد بها القدرة على نسخ الطفل لما يكتب أمامه ، وكتابة ما يملى عليه ، والقدرة على كتابة ما يجول في خاطره ويعبر عما في نفسه ، وتأتي هذه المهارة بعد تعلم الطفل الحروف عن طريق أصواتها ، فهو يتعلم أولاً رسم الرموز الكتابية من أعداد وحروف ، ومعظم الأطفال المعاقين عقلياً من ذوي الإعاقة العقلية البسيطة لديهم القدرة الحركية على الكتابة ، فلا يختلف تعليم الكتابة لدى هؤلاء الأطفال عن الأطفال العاديين ، ولكن يكمن الاختلاف الجوهري في الفروق الفردية المتمثلة في القدرات الحركية والعقلية بين الأطفال المعاقين عقلياً والأطفال العاديين ، لذا يتطلب تدريب الأطفال المعاقين عقلياً على الإمساك بالقلم بطريقة صحيحة والتحكم في تشكيل الحروف وكتابتها بطريقة صحيحة لتكوين كلمة أو جملة مفيدة مأخوذة من بيئة الطفل ليسهل استيعابها وإدراكها ، وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى ( Long Term Memory ) ، واستدعاؤها في الوقت المناسب .

فالكتابة وسيلة ل والتعبير عن لمشاعر والأفكار ، وهي مهارة تتطلب التآزر البصري الحركي بين العين واليد ، والطفل المعاق عقلياً بحاجة ماسة إلى التدريب على الكتابة ، كعامل مهم وفعال لتعلم القراءة والرياضيات ، وغير ذلك من المهارات .

وتمر مهارة تعليم الطفل المعاق عقلياً الكتابة بمرحلتين أساسيتين وهما :
 مرحلة الاستعداد للكتابة .
 مرحلة الكتابة الفعلية .


أولاً : مرحلة الاستعداد للكتابة :

وتحتاج هذه المرحلة إلى عدد من الشروط والتي تتضمن ما يلي :
 تنمية العضلات الدقيقة .
 تنمية التآزر البصري الحركي للطفل .
 مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال .
 توفير الأدوات التي تساعد على الكتابة والتدرج في استخدامها .
 عدد الأطفال في الفصل .

ويتضمن تعليم الاستعداد للكتابة ما يلي :
 تدريب الطفل على استخدام الألوان بمختلف أنواعها .
 تدريب الطفل على التنقيط داخل مساحة مغلقة .
 توصيل النقط بعضها ببعض .
 رسم الخطوط المتعرجة ثم المستقيمة .
 تدريب الطفل على التآزر الحركي والبصري .
 تدريب الطفل على تعلم الحروف .
 تدريب الطفل على استخدام وحل المتاهة .
 تدريب الطفل على إتباع الاتجاهات من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين .
 تدريب الطفل على الأنشطة التي تساعد على مسك القلم .




ثانياً: مرحلة الكتابة الفعلية :

تبدأ مرحلة الكتابة الفعلية بعد الانتهاء من مرحلة الاستعداد للكتابة ، حيث يزيد التآزر البصري الحركي للطفل المعاق عقلياً ، ومن هنا تبدأ مرحلة التقليد في الكتابة حيث تقليد كتابة الحروف ونسخها أسفل الكلمة الة أو الكتابة من خلال الأحرف المفرغة أو الأرقام والأعداد .

وتتميز هذه المرحلة بما يلي :

 القدرة على كتابة الحروف الهجائية .
 القدرة على كتابة وتركيب بعض الكلمات .
 القدرة على كتابة الأعداد وإجراء العمليات الحسابية البسيطة .
القدرة على رسم الأشكال الهندسية والرسومات الأخرى مع استخدام اللون .


المصدر:


كتاب الإعاقة العقلية : دليل المعلمين وأولياء الأمور


أ / عدنان ناصر الحازمي
http://www.spneeds.org/ar/articles-action-show-id-102.htm

hano.jimi
2012-01-29, 21:59
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا بأمس الحاجة اليكم
لدي موضوع

الكتابة و علاقتها بالعمليات العقلية
احتاج الى ان تفيدون بمعلومات
شكرا :sdf::sdf::sdf::sdf:

ن بين صعوبات التعلم عسر الكتابة الأحد مارس 27, 2011 8:44 pm
أود أن أضع بين مواضيعكم جزء من بحث أعددته في السنة أولى علم النفس
راجية من المولى عز وجل أن تستفيذوا منه ولو بالقليل وأن ينال إعجابكم
وأنا في انتظار ردكم وانتقاداتكم إلى الصواب ان كان هناك خطأ

تعريف عسر الكتابة
مدى انتشار عسر الكتابة
مؤشرات صعوبة الكتابة
مظاهر الأداء الكتابي لدوي عسر الكتابة:
عادات الكتابة
المظاهر الانفعالية
أخطاء الكتابة
العوامل المساهمة في صعوبة تعلم الكتابة
العوامل المرتبطة بالطفل
العوامل المتعلقة بالبيئة الأسرية والمدرسية



تعريف عسر الكتابة DYSGRAPHIE :
يعتبر بعض علماء النفس المدرسي والأخصائيين النفسانيين وعلماء الأعصاب بأن هناك مجموعة من الأطفال لديهم مستوى عادي من الذكاء ويفشلون في التعلم بسبب صعوبات عصبية عضوية والتي ترتكز على الاضطرابات العضوية مثل عسر الكتابة والتي تعني ضعف القدرة على التعبير عن الأفكار بلغة مكتوبة والإعاقات الإدراكية, وقد تمثلت المصطلحات التي قامت على نمط مصطلح عسر الكتابة في مجموعتين:
الأولى تبدأ بالحرف اللاتيني A والذي يعني " بدون " أو " الفقدان التام ", والثانية تبدأ بالمقطع اللاتيني DYS والذي يشير إلى الحالة المضطربة أو الفقدان الجزئي, وعلى هذا الأساس فإن مصطلح أجرافي AGRAPHIE تعني الفقدان التام للقدرة على التعبير عن الأفكار بلغة مكتوبة, وديسجرافي DYSGRAPHIE فيشير إلى مدى الاضطراب في القدرة على أداء الحركات الدقيقة بصفة خاصة كما في الكتابة والرسم. (أنيس عبد الوهاب عبد الناصر,2003,صـ16)
وهناك عدة تعاريف لعسر الكتابة نذكر منها :
تعريف بوغال ميزوني BOREL-MAISONNY (1975):
أن عسر الكتابة والقراءة صعوبة خاصة في التعرف على رموز الكتابة فهما وإنتاجا, مما ينتج عنه مشاكل عميقة في تعلم الكتابة بين السن الخامس والثامن وصعوبات في فهم النص وتلقي الاكتسابات المدرسية فيما بعد. ( حولة محمد,2008,صـ67)



وهناك تعريف آخر يقول أن صعوبة الكتابة هي:
" عبارة عن مستوى من الكتابة اليدوية بالغ السوء, أو عدم القدرة على أداء الحركات اللازمة للكتابة, وهي حالة ترتبط باضطراب في وظائف المخ."
( نبيل عبد الفتاح,2000,صـ110)

كما تعرف صعوبة الكتابة بأنها اضطرابات في نقل المعلومات البصرية للنشاط الحركي. ( أنيس عبد الوهاب عبد الناصر,2003,صـ118)

وتسمى صعوبات الكتابة أو سوء الكتابة بعسر أو اضطراب أو خلل الكتابة Dysgraphie , ويعكس عسر الكتابة أو اضطراب الكتابة اضطرابا في العديد من المهارات أو القدرات الأخرى (1995 Deuel)
كما يرى البعض أن صعوبات الكتابة ترجع إلى صعوبة التحكم في العضلات الصغيرة أو الدقيقة. وهذه تقف أمام قدرة الطفل على ضبط التآزر الحركي للأصابع التي تعتمد عليها كتابة الحروف أو الأشكال أو الصيغ والكلمات. (مصطفى الزيات فتحي,1998,صـ516)

وفي تعريف آخر سميت صعوبات الكتابة أو عسر الكتابة باسم قصور التصوير أو عدم الانسجام بين البصر والحركة فقد لا يستطيع بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب كتابي مسك القلم بشكل صحيح وقد يواجه الآخرين صعوبة في كتابة بعض الحروف فقط, وقد ترجع هذه الصعوبات إلى اضطراب في تحديد الاتجاه أو صعوبات أخرى تتعلق بالدافعية وتحتل الكتابة المركز الأعلى في هرم تعلم المهارات والقدرات اللغوية, حيث تسبقها في الاكتساب مهارات الاستيعاب والتحدث والقراءة وإذا ما واجه الطفل صعوبة في اكتساب المهارات الثلاثة الأولى فإنه في الغالب سيواجه صعوبة في تعلم الكتابة أيضا. (محمد الصبي عبد الله,2009,web )

مدى انتشار عسر الكتابة:

تعد مشكلة صعوبات التعلم من الصعوبات الأساسية التي تواجهها الكثير من المجتمعات المتقدمة حيث تصل نسبتها ما بين 12% إلى 15% من أفراد المجتمع. وقد قامت الرابطة الكويتية للدسلكسيا بالتعاون مع وزارة التربية في عمل دراسة حديثة على عينة من حيث مخرجات المرحلة الابتدائية (الأولى متوسط ) شملت 1754 تلميذا وتلميذة ( 644 تلميذ, و1110 تلميذة ),توصلت الدراسة إلى أن صعوبات القراءة والكتابة معا كان 6.29% من العينة الإجمالية للدراسة, وهذا مؤشر على أن 110 تلميذا لديه مشكلات قرائية وكتابية.
وتشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بالنشاط الزائد وقلة التركيز تتراوح ما بين 3% إلى 5% بين أطفال المدارس, كما بينت دراسات أخرى أن هذه النسبة تتراوح بين 10% إلى 20% من طلاب المدارس.
وفي دراسة أخرى أجريت في جمهورية مصر العربية عام 1996 على 290 تلميذ في الصف الرابع ابتدائي بينت النتائج بكون 9.8% يعانون من أخطاء في القراءة, وقد أجريت دراسة في الأردن سنة 1987 على بعض العينة فبينت النتائج على أن 21% يعانون من صعوبات في تعلم اللغة العربية.
(محمد الصبي عبد الله , 2009,web )

مؤشرات صعوبة الكتابة للأفراد ذوي عسر الكتابة:

تشير الدراسات والبحوث التي تناولت صعوبات ومشكلات الكتابة لذوي صعوبات التعلم إلى ما يلي:

*أوراقهم أو دفاترهم متخمة (ممتلئة) بالعديد من الأخطاء في التهجي, والقواعد الإملائية والنحوية والتراكيب اللغوية واستخدام علامات الترقيم (النقط, الفواصل) وتشابك الحروف.
*يغلب على كتاباتهم أن تكون جامحة وغير منضبطة وتفتقر إلى التنظيم والضبط وحذف بعض حروف الكلمات مثل: حروف البداية والنهاية أو الوسط أو إضافة بعض الحروف التي لا ترتبط بالكلمات موضوع الكتابة.
*يكتبون ما يرد على أذهانهم بغض النظر عن مدى ارتباطه بموضوع الكتابة ويستخدمون جمل قصيرة ومفككة تفتقر إلى المعنى والمضمون.
*يفتقرون إلى المعرفة أو الخلفية المعرفية التي تمكنهم من توليد الأفكار أو ترابطها وتنظيمها وصياغتها.
*استخدام استراتجيات التعلم غير ناضجة وغير فعالة ولا يستفيدون بصورة كافية من التصحيحات التي يجريها المدرسون على واجباتهم وأعمالهم كما أنهم لا يقومون بكافة التصحيحات المطلوبة على النحو الذي يوجه به مدرسوهم.
*يميلون إلى تقدير كتاباتهم وإدراكها على نحو أفضل من تقديرات المدرسين, والأصدقاء والآباء لها. (مصطفى الزيات فتحي,1998,صـ492)

والتلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم يواجهون عدة أنواع من صعوبات تعلم الكتابة وتبرز مؤشراتها في ما يلي:

• غالبا ما يخلط التلاميذ بين الكلمات والحروف المتشابهة مثلص, ض) أو (ر, ز) أو (ف, ق) أو (س, ش) ...الخ.
• عدم إتقان حجم الحرف وشكله,والزيادة والنقصان في الحرف.
• عدم التحكم في المسافات بين الحروف حيث تكون كتابة الحروف متصلة مع بعضها البعض.
• اضطراب في تحديد الاتجاه أي صعوبة التمييز بين اليمين واليسار.
(الحاج كادي, 2005, صـ45)

مظاهر الأداء الكتابي لذوي عسر الكتابة:

بالرغم من اختلاف المتخصصين في النظر إلى العوامل المسؤولة عن صعوبات الكتابة يوجد اتفاق على مظاهر الأداء الكتابي التي تميز الأطفال ذوي عسر الكتابة والتي تتمثل في الآتي:
عادات الكتابة:
• إمساك القلم بطريقة غير صحيحة لا تحقق درجة ملائمة من المرونة أثناء الكتابة.
• وضع الورقة بطريقة غير مناسبة.
• الجلوس بطريقة غير مريحة.
• الاقتراب جيدا أو الابتعاد كثيرا بالرأس عن الورقة أثناء الكتابة.
• الضغط على القلم بقوة أو بوهن شديد.
المظاهر الانفعالية:
• الإحباط الحاد أو العصبية المفرطة أو الانفعال الزائد عند الكتابة.
• الاتجاه السالب نحو الكتابة.
• البطء الشديد في الكتابة.
• عدم الاهتمام بأدوات الكتابة.
أخطاء الكتابة:
• تشويه أشكال الحروف.
• عدم تناسب أحجام الحروف.
• عدم انتظام المسافات بين الحروف والكلمات.
• ميل الكتابة على السطور.
• التوصل الخاطئ بين الحروف.
• حذف النقاط أو وضعها في أماكن غير صحيحة.
• دمج بعض الحروف في شكل يصعب تمييزه.
• إضافة بعض الحروف مما يغير شكل أو معنى الكلمة.

ويمكن للمعلم من خلال هذه المظاهر التعرف على أطفال ذوي عسر الكتابة ثم العمل على مساعدتهم بتقديم الطريقة الصحيحة لكتابة الحروف والإشراف على الجهود التي يبذلها التلميذ في الكتابة بعناية شديدة ومساعدة التلميذ على تنمية اتجاه موجب نحو الكتابة. (أنيس عبد الوهاب عبد الناصر,2003,صـ120)
العوامل المساهمة في صعوبة تعلم الكتابة: العوامل المرتبطة بالطفل:
وتتمثل في العوامل الفردية لدى الطفل ذو عسر الكتابة وتشمل:
أ‌- التخلف العقلي والتأخر الدراسي:
أما التخلف العقلي فينتج عن نقص نسبة الذكاء التي تنتج –بدورها- عن قصور في نمو المخ أو إصابة مخية, في حين ينتج التأخر الدراسي عن عوامل عقلية (قصور في مستوى القدرات والعمليات العقلية)أو جسمية (مرض أو إعاقة) أو عوامل بيئية كالمشكلات في المدرسة والأسرة والحي بالإضافة إلى الحرمان الثقافي ومع ذلك فإن العلماء يميلون إلى اعتبار فئة صعوبات التعلم فئة متميزة عن سائر الإعاقات بمختلف أنواعها رغم تسليم الكثير بأن العوامل العقلية والصحية والبيئية تلعب دورا هاما في حدوثها.
ب‌- اضطراب الضبط الحركي:
ويقصد به العجز عن ضبط الجسم والتحكم في حركة الرأس والذراعين واليدين والأصابع مما يؤثر سلبا في تعلم أداء الأنشطة الحركية اللازمة لنسخ الحروف والكلمات والأعداد والأشكال وكتابتها وتتبعها فضلا عن كونه يعطل مهارات نقل النماذج المطلوب كتابتها, وغالبا ما يرجع هذا إلى عجز أو تلف في وظائف المخ المسؤولة عن الحركة والحاسة اللمسية لدرجة أن الطفل قد يستطيع التعرف على الكلمة أو الحرف أو العدد أو الشكل وقراءته إلا أنه لا يستطيع كتابته.
(نبيل عبد الفتاح ,2000,صـ111)
ت‌- اضطراب الإدراك البصري:
ويقصد به عدم قدرة الطفل على التمييز بين الأشكال والحروف والكلمات والأعداد ومن مظاهره صعوبة تمييز اليسار من اليمين أو تمييز الخط الرأسي من الخط الأفقي وصعوبة مطابقة الأشكال والحروف والأعداد والكلمات على نماذجها ورسم الخرائط أو استخدامها وكل هذا يؤدي إلى صعوبات في كل من القراءة والكتابة.
د- اضطراب الذاكرة البصرية:
حيث يصعب على الطفل تذكر أشكال الحروف والكلمات والتعرف عليها بصريا رغم أن بصره سليم ورغم أنه يستطيع تذكرها بالتتبع عن طريق اللمس ويسمى هذا بفقدان الذاكرة البصرية, وقد يرجع هذا إلى رسوخ وعدم تغير عادة استخدام التخيل والتصور التي غالبا ما تظهر في الطفولة المبكرة حيث يشيع استخدام الخيال واللعب لمعرفة الطفل حين يعجز عن الإلمام بالواقع ومعرفته وهذا يؤدي إلى صعوبة في تشكيل وكتابة الحروف والأعداد والأشكال. (نبيل عبد الفتاح,2000,صـ111)

ه- نقص الدافعية:
تحدث لدى الطفل لتعلم الكتابة وقد يرجع هذا إلى دور كل من المعلمين والوالدين في تشجيعه واستثارته ومكافئته,فضلا عن ميله للحركة الزائدة واللهو واللعب.
(نبيل عبد الفتاح ,2000,صـ111)
العوامل المتعلقة بالبيئة الأسرية والمدرسية:
وتتمثل في:
أ‌- طرق التدريس السيئة: وتعتمد على:
• التدريس الجماعي لا الفردي الذي لا يراعي قدرات وميول وظروف التلاميذ الخاصة.
• التدريس القهري الذي لا يختار الوسيلة أو الطريقة المناسبة للتلميذ.
• الانتقال من أسلوب لآخر في تدريس الكتابة (كتابة الحروف المنفصلة أو كتابة الحروف المتصلة) دون مبرر بعد أن يكون التلميذ قد اعتاد على أسلوب واحد.
• الاقتصار على متابعة كتابة التلميذ في حصص الخط وحدها دون الإملاء والتطبيق والتعبير وغيرها.
ب‌- استخدام اليد اليسرى:
لا يثبت تفضيل إحدى اليدين في الكتابة قبل عدة سنوات من عمر الطفل ويلاحظ أن غالبية الأطفال ( حوالي 90% يفضلون ويستعملون اليد اليمنى ), وما بين 8-9% يفضلون ويستعملون اليد اليسرى, بينما من يفضلون ويستعملون كلتا اليدين لا تتعدى نسبتهم 1 أو 2%. فإذا كان الطفل يستخدم كلتا اليدين فإنه يفضل توجيهه نحو استخدام اليد اليمنى لأن هذا هو الوضع الشائع في الأعم الأغلب سواء في أنشطة الدراسة أو الحياة أو العمل. أما إذا كان يستخدم يده اليسرى فلا ينصح بمحاولة العمل على تغيير يده المفضلة لأنه يقال أن هذا له أساس في عمل النصفين الكرويين في المخ, ومن ثم فمحاولة التغيير قد تجعله يتجه ضد مقتضيات تركيبه الفسيولوجي وهذا غالبا ما يؤدي _في نشاط الكتابة اليدوية_ إلى إعاقة نموها عن طريق عكسه للحروف والأعداد التي يكتبها.
ث‌- متابعة المنزل لكتابة الطفل:
الكتابة مهارة وأي مهارة تتطلب التدريب المستمر والتمرن الدائم ولا شك أن وقت الحصة الدراسية لا يكفي لتدريب الطفل على الكتابة الصحيحة ولذا يستحسن أن يتابع ولي الأمر نمو قدرة ابنه على إتقان وتحسين الخط الكتابي والفشل أو الإهمال في هذا غالبا ما يؤدي إلى صعوبات في إتقان الكتابة.
(نبيل عبد الفتاح,2000,صـ112 )






تشخيص وعلاج عسر الكتابة
المهارات التي يجب أن تتوفر لدى الطالب قبل البدء في الكتابة.
استخدام الوسائل التعليمية الملائمة لتعلم الكتابة.
تقييم وتشخيص صعوبات تعلم الكتابة.
استراتجيات علاج عسر الكتابة.









المهارات التي يجب أن تتوفر لدى الطالب قبل البدء في الكتابة:
وتشمل هذه المهارات ما يلي:
• القدرة على لمس الطالب للأشياء والوصول إليها والإمساك بها وإفلاتها.
• التمييز بين الأشياء المتشابهة والمختلفة.
• استخدام اليدين والأصابع.
أما مهارات الكتابة المطلوبة فهي كما يلي:
• المسك بالأقلام.
• تحريك الأقلام والتلوين من الأعلى إلى الأسفل.
• تحريك الأقلام يمينا ويسارا.
• تحريك الأقلام بشكل دائري.
• نسخ الرسائل. (حسني العزة سعيد, 2002, ص230)

بالإضافة إلى وجود تصنيف آخر لهذه المهارات ويتمثل فيما يلي:
المهارات الأولية والأساسية للكتابة:
لا يستطيع عدد كبير من الأطفال تطوير مهارات الكتابة اليدوية لعدم إتقانهم عددا من المهارات الأساسية لتطوير مثل هذه المهارات وتشمل ما يلي:
• القدرة على التحكم في العضلات الدقيقة.
• القدرة على مسك القلم بالطريقة السليمة.
• وضع الورقة بالشكل المناسب للكتابة.
• إدراك المسافات بين الحروف.
• إدراك العلاقات المكانية مثل:تحت, فوق...
• إدراك الاتجاه من اليسار إلى اليمين.
• تقدير حجم الشكل صغيرا أو كبيرا.
• تمييز الأشكال والأحجام المختلفة والقدرة على تقليدها.
• القدرة على رسم الأشكال الهندسية.
( محمد الصبي عبد الله ,2009, web )

استخدام الوسائل التعليمية الملائمة لتعلم الكتابة:
تلعب الوسائل التعليمية دورا بارزا ومهما في التربية والتعليم وذلك في مختلف المواد الدراسية ولمختلف المواد التعليمية ولكنها تبدو أكثر أهمية بالنسبة للمبتدئين إذ أن استخدامها يسهل على المعلم عملية التعليم وتوفر عليه الجهد والوقت في مقابل مساعدة التلاميذ على التعلم بيسر وسهولة ومن هذه الوسائل:
البطاقات: مثل:بطاقات يكتب عليها كلمات مختلفة توزع على التلاميذ ليكلف كل منهم بكتابة الكلمة المكتوبة على البطاقات الأخرى.
أو بطاقات بيضاء توزع على التلاميذ ليطلب كتابة اسم حيوان أو نبات أو إنسان.
الأشرطة: إذ يسجل المعلم بعض الكلمات على شريط ثم يكلف التلاميذ بكتابتها حال سماعهم لها.
لوحة خاصة لكل تلميذ يكتب عليها اسمه واسم أبيه ومكان ميلاده مثلا.
الرحلات والنزهات الخارجية والداخلية التي يمكن للمعلم القيام بها مع تلاميذه ثم يكلفهم بكتابة ما يتذكرونه من ما شاهداه على شكل جمل وكلمات.
( راضي حسين ,1989,ص162
تقييم وتشخيص صعوبات تعلم الكتابة:
تقييم أخطاء الكتابة:
حيث يطلب من الطفل أداء المهام التالية:
• إعادة نسخ جمل قصيرة بدقة لمعرفة هل يحذف بعض الحروف أو يكتبها بطريقة غير صحيحة.
• أخذ عينات من كتابة الطفل للحروف والكلمات التي تشكل جملا تدور حول موضوع ما.
• كتابة عينات من الحروف المتشابهة ( ب/ت/ث أو ج/ح/خ )
• كتابة الأرقام بشكل متتابع أو غير متتابع.
• رسم الأشكال الهندسية. (نبيل عبد الفتاح ,2000, ص112 )
تشخيص صعوبات الكتابة:
يتطلب تشخيص صعوبات الكتابة لدى التلاميذ عددا من الفحوص المتكاملة لا تقتصر فقط على الجانب الدراسي, وإنما تشمل أيضا الجوانب النفسية والجسمية والبيئية وبيان ذلك كما يلي:
أ‌- الفحص النفسي:
ويتضمن إجراء اختبارات الذكاء من المستوى العقلي المعرفي للتلاميذ أو وجود تخلف عقلي أو تأخر دراسي من عدمه, كما يتضمن قياس كل من القدرات النفسية اللغوية والمهارات اليدوية والذاكرة البصرية والإدراك البصري للحروف, والأرقام, والأشكال المختلفة ومنها الأشكال الهندسية بالإضافة إلى الاختبارات التي تقيس الدافعية والميل أو الاتجاه نحو الدراسة ودرجة النشاط الزائد لدى التلميذ.
ب‌- الفحص الطبي:

دراسة الحالة الجسمية العامة للطفل للتأكد من وجود مرض أو إعاقة من عدمه خاصة الإعاقة الحسية والحركية, كما أنه من الضروري فحص المخ والجهاز العصبي لأن اضطراب الضبط الحركي غالبا ما يرجع إلى عجز أو تلف في وظائف المخ المسؤولة عن الحركة والحاسة اللمسية مما يؤثر سلبا في عمليات الكتابة اليدوية.
ت‌- الفحص الاجتماعي:

لأسرة التلميذ من حيث مستواها الاجتماعي, الاقتصادي, الثقافي, والمناخ السائد فيها ومدى متابعتها لأداء التلميذ في المدرسة.
ث‌- الدراسة التربوية لحالة وأداء التلميذ:

ويقوم به المعلم ومن يعاونه ويتضمن ما يلي:
معرفة اليد المفضلة في الكتابة لدى التلميذ حيث يطلب منه أداء المهام التالية:
• كتابة الاسم باليدين بشكل متوالي.
• كتابة تقاطعات أفقية ورأسية باليدين بشكل متوالي.
• معرفة العين المفضلة في الرؤية والقدم المفضلة في الركل.
• معرفة القدرة على التمييز بين الاتجاهين الأيمن والأيسر.
• دراسة التاريخ التطوري للطفل الذي يدل على اليد المفضلة وذلك من خلال الاتصال بأسرة الطفل.
ويرجع الفحص السابق إلى أن التلميذ الأعسر يجد صعوبة في أداء ومتابعة الكتابة اليدوية من حيث وضع الورقة والإمساك بالقلم وهذا الأمر يختلف في كل من كتابة الحروف المنفصلة والمتصلة فليست ثم مشكلة في الأولى وإنما في الثانية.
(نبيل عبد الفتاح ,2000, ص113)


استراتجيات علاج عسر الكتابة:
يتضمن علاج عسر الكتابة العلاج الطبي الجسمي إذا كان الطفل يحتاج إلى أجهزة تعويضية مثل: النظارات والسماعات, والأطراف الصناعية بالإضافة إلى العلاج بالعقاقير حسب الحالة المرضية كما يتضمن العلاج الإرشاد النفسي إذا كان الميل للعمل المدرسي سلبيا أو يعاني التلميذ من نشاط زائد, فهنا يفضل توجيه الأسرة وإرشادها نحو الاهتمام بمتابعة أداء ابنها في المدرسة.
أما العلاج التربوي داخل الفصل وخارجه بمعرفة المعلم ومن يعاونه فيشمل الأنشطة التالية:
علاج اضطراب الضبط الحركي:
ويتضمن هذا ضبط الجسم أثناء الكتابة بحيث يكون مريحا للتلميذ أثناء جلوسه على الكرسي أمام المنضدة ويكون ارتفاع جسمه أمامها مناسبا مع التأكد من أن قدميه مستقرتان على أرضية مستوية ويديه فوق المنضدة بحيث تمسك إحداهما بالقلم والأخرى غير المستخدمة بالورقة. ويمكن تدريب التلميذ على الكتابة على السبورة أولا.كما يتضمن تدريب التلميذ على كيفية الإمساك بالقلم بحيث يضعه بين الأصبع الإبهام والوسطى ويضع فوقه السبابة.
وتدريب الطفل على إنتاج الخطوط ورسم الأشكال وترك فراغ مناسب بين الحروف والكلمات والأعداد أثناء كتابتها, وحبذا لو قدمن له نماذج يقلدها, ويمكن تغيير اليدين أثناء الكتابة حتى تستقر الكتابة على اليد المفضلة لدى الطفل.
تحسين الإدراك البصري:
ويقصد به تعليم الطفل تمييز أوجه الشبه والاختلاف بين الأشكال والأحجام والحروف والكلمات والأعداد مع تحسين الذاكرة البصرية الخاصة بها.

تحسين الذاكرة البصرية:
وتشمل الإجراءات التالية:
• يطلب من الطفل أن يرى شكلا أو حرفا أو رقما ثم يغلق عينيه ويعيد تصوره أو تخيله ثم يفتح عينيه للتأكد من إلمامه به.
• عرض سلسلة من الحروف على بطاقات ثم إخفائها عن الطفل ويطلب منه إعادة كتابتها.
• يطلب من الطفل أن ينظر إلى الحرف أو الكلمة أو الشكل أو العدد ويكتب كلا منها.
• يطلب من الطفل أن يعيد تتبع الحروف أو الكلمات أو الأعداد أو الأشكال حتى يلم بها ثم تبعد عنه ليعيد كتابتها من الذاكرة. (نبيل عبد الفتاح, 2000,ص115)

علاج صعوبات مهارات تشكيل الحروف وكتابتها:
ويشمل هذا عدة إجراءات تتخذ مع الطفل:
• النمذجة: أي تقديم نموذج للطفل لحرف لكي يقلده بعد أن يسميه له المدرس.
• ملاحظة العوامل المشتركة: بين الحروف ( ب- ت- ث ),(ج-ح-خ),(ف-ق)..
• المثيرات الجسمية: ويقدمها المدرس بتوجيه حركة يد الطفل وبصره نحو اتجاهات منفصلة ومتصلة في شكل حروف وكلمات ليكتبها أو يستكملها فيما بعد, ويمكن أن يستخدم الأسهم أو النقاط الملونة.
• التتبع: وذلك من خلال رسم نماذج منقطة ثم يقوم الطفل بالسير عليها بالقلم, وتكون النماذج ما بين الحروف البارزة والمنفصلة.
• النسخ: حيث يقوم الطفل بنسخ قطعة أي إعادة كتابتها أكثر من مرة حتى يتعرف على كتابة الحروف في أكتر من موضع له في الكلمات.
• التعبير اللفظي: (الشفهي أو كلامي) حيث ينطق الطفل أو يلفظ ما يكتبه.
• الكتابة من الذاكرة: أي يكتب الطفل الحروف دون مساعدة من مثيرات المدرس.
• التكرار: حيث يطلب من الطفل تكرار كتابة الحروف حتى يتقنها مستخدما أكثر من حاسة.
• تصحيح الذات والتغذية المرتدة: من خلال نموذج يرجع إليه الطفل ويقارن به ما كتبه ليرى خطأه من صوابه ومن أمثلته:لوحة الحروف الهجائية.
• التعزيز: بالمدح والتشجيع والتصحيح أو التصويب من جانب المدرس.
( نبيل عبد الفتاح,2000,ص116 )

السرعة والتصويب في كتابة الطفل:
ويتضمن هذا عدة إجراءات من جانب المعلم هي:
• التدريب المستمر للطفل على الكتابة الصحيحة السريعة.
• تصحيح الكتابة العكسية التي غالبا ما تكون في الكتابة المنفصلة للحروف أكثر من الكتابة المتصلة لها ومع الأطفال الصغار أكثر من الكبار ومع الطفل الأعسر الذي تحول إلى الكتابة اليمنى ويتضمن هذا خطوتين:
-تنمية الذاكرة البصرية لدى الطفل لتدريبه على تصور الحروف وتخيلها قبل كتابتها.
-تدريب الطفل على كتابة الحرف المنفصل فوق الحرف المكتوب أو المطبوع.
هذا وقد وضعت "جانيت ليرنر" (1997) خمسة عشرة خطوة لتدريب الأطفال على الكتابة الصحيحة بيانها كالتالي:
1. تدريب الأطفال على معاينة نماذج الدوائر والخطوط والأشكال الهندسية والحروف والأعداد قبل البدء في الكتابة وذلك باستخدام العضلات الكبيرة للذراعين واليدين, والعضلات الدقيقة للأصابع.
2. دعوة الأطفال إلى الرسم على الصلصال أو الرمل المبتل للحروف والأعداد والأشكال.
3. تدريب الطفل على الجلسة السليمة على منضدة الكتابة.
4. وضع ورقة الكتابة فوق المنضدة بحيث تكون معتدلة عند كتابة الحروف المتصلة, ومائلة إلى اليسار عند كتابة الحروف المنفصلة بمعرفة الطفل الأيمن, والعكس صحيح بالنسبة للطفل الأيسر.
5. تدريب الطفل على الإمساك الصحيح للقلم لتعلم الكتابة.
6. يوجه الطفل إلى وضع ورقة الستنسل مكتوب عليها الحروف والأعداد والأشكال الهندسية ويضعها فوق ورقة بيضاء ويدعى الطفل للضغط عليها بالقلم الرصاص ثم يرفعها ليرى الكتابة التي انطبعت فوق الورقة البيضاء ويمكن للطفل قص ما كتبه ومضاعاته على النموذج.
7. وضع قائمة من الحروف والأعداد والخطوط والأشكال الهندسية ووضعها تحت ورقة شفافة ويطلب من الطفل كتابة مثلها.
8. تدريب الطفل على الكتابة المزدوجة للحرف.
9. تقديم نماذج منقطة لحروف وأرقام وأشكال, ويدعى الطفل إلى استكمالها.
10. تقديم أشكال لحروف ناقصة ويدعى الطفل إلى استكمالها.
11. تقديم أوراق مطبوع عليها خطوط متوازية ملونة ويدعى الطفل إلى كتابة الحروف الهجائية بينها.
12. يمكن استخدام نماذج من الورق المقوى الملون لكتابة الحروف بينها.
13. البدء بالحروف السهلة (أ – ب ) ثم الأصعب ( لا).
14. تقديم إرشادات لفظية عند كتابة الطفل للحرف: تحت/فوق ...الخ, أثناء إمساك الطفل بالقلم وشروعه في الكتابة.
15. التدريب على الكتابة المتصلة: وهذا يستحسن عدم تدريب الطفل عليها إلا بعد أن يتقن أولا كتابة الحروف المنفصلة وهي مهارة يتعين أن تراعي فيها اعتبارات أخد المسافات والحجم ودرجة الميل والتهميش عند كتابة الكلمات والجمل والفقرات. ( نبيل عبد الفتاح , 2000,ص114 )





الخـــاتمــــة

وأخيرا من خلال ما تطرقنا إليه في هذا البحث نستخلص أن الكتابة مهارة مهمة وضرورية في حياة الفرد الذي ميزه الله بها عن غيره من الأحياء لكونها تكسب المتعلم معارف جديدة, فالطفل يتعلمها منذ نعومة أظافره وذلك بتدخل عدة عوامل بيئية وفردية وبإتباع عدة مراحل كل مرحلة مبنية على أخرى ليتحصل في النهاية على خط مقروء ومتقن يمكنه من التواصل وتبادل الأفكار مع الآخرين.
أما إذا تعرض الطفل لأخطاء أو اضطرابات ناجمة عن أسباب ذاتية أو دراسية أو أسرية فإنه سيواجه حتما صعوبات في الكتابة ومن ثم تصبح عائقا يعيقه عن التعلم في المراحل اللاحقة وفي مشوار حياته العملية بصفة عامة, ويمكن التعرف على ذوي صعوبة الكتابة من خلال عدة خصائص ومظاهر تميزه عن غيره من التلاميذ, كما تساعد هذه المظاهر على التشخيص الصحيح لهذه الصعوبة وبالتالي تقديم العلاج المناسب وذلك بإتباع عدة استراتجيات يمكن لها أن تنقص من حدة هذا الاضطراب.



[right]قائمة المراجع
1. أنيس عبد الوهاب.عبد الناصر,"الصعوبات الخاصة في التعلم ", القاهرة,دار الوفاء,2003.
2. الحسن هشام, "طرق تعليم الأطفال القراءة والكتابة", عمان, دار العلمية الدولية ودار الثقافة,ط1, 2002.
3. حسني العزة سعيد, "صعوبات التعلم", عمان, دار العلمية والدولية ودار الثقافة, ط1, 2002.
4. حسين راضي عبد الرحمان وآخرون,"طرق تعليم الأطفال القراءة والكتابة", عمان, دار الكندري, ط1, 1989م.
5. حولة محمد, "الأرطوفونيا علم اضطرابات اللغة والكلام والصوت", الجزائر, دار هومه, ط2, 2008م.
6. غافل مصطفى, "طرق تعليم القراءة والكتابة", عمان, دار أسامة, 2005م.
7. مصطفى الزيات. فتحي, "صعوبات التعلم", القاهرة, دار النشر للجامعات, ط1, 1998م.
8. نبيل عبد الفتاح.حافظ, "صعوبات التعلم", عمان, مكتبة زهراء الشرق, ط1, 2000م.
9. الرسائل الجامعية:
• الحاج كادي, "صعوبة القراءة والكتابة وعلاقتها بمفهوم الذات", رسالة ماجستير غير منشورة بجامعة ورقلة,2005م.
• رزيقة خرفي,زينب خرفي, "صعوبة الكتابة وعلاقتها باضطراب الذاكرة البصرية واضطراب الإدراك البصري", مذكرة مكملة لنيل شهادة اللسانس في الإرشاد والتوجيه, غير منشورة,جامعة ورقلة,2007-2008م.
10. مراجع من الانترنت:
-محمد الصبي عبد الله, "أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة",صعوبات التعلم,2009, تاريخ الدخول: 18-02-2009م, الساعة: 9:40-10:40 ,

http://ecoleouledouf05.ahlamontada.com/t7683-topic

hano.jimi
2012-01-29, 22:02
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انا بأمس الحاجة اليكم
لدي موضوع

الكتابة و علاقتها بالعمليات العقلية
احتاج الى ان تفيدون بمعلومات
شكرا :sdf::sdf::sdf::sdf:

الكتابة وسيلة للتعبير عن لمشاعر والأفكار ،



وهي مهارة تتطلب
التآزر البصري الحركي بين العين واليد ، والطفل المعاق عقلياً بحاجة ماسة
إلى التدريب على الكتابة ، كعامل مهم وفعال لتعلم القراءة والرياضيات ،
وغير ذلك من المهارات .

وتمر مهارة تعليم الطفل المعاق عقلياً الكتابة بمرحلتين أساسيتين وهما :
مرحلة الاستعداد للكتابة .
مرحلة الكتابة الفعلية .

أولاً : مرحلة الاستعداد للكتابة :

وتحتاج هذه المرحلة إلى عدد من الشروط والتي تتضمن ما يلي :
تنمية العضلات الدقيقة .
تنمية التآزر البصري الحركي للطفل .
مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال .
توفير الأدوات التي تساعد على الكتابة والتدرج في استخدامها .
عدد الأطفال في الفصل .

ويتضمن تعليم الاستعداد للكتابة ما يلي :

تدريب الطفل على استخدام الألوان بمختلف أنواعها .
تدريب الطفل على التنقيط داخل مساحة مغلقة .
توصيل النقط بعضها ببعض .
رسم الخطوط المتعرجة ثم المستقيمة .
تدريب الطفل على التآزر الحركي والبصري .
تدريب الطفل على تعلم الحروف .
تدريب الطفل على استخدام وحل المتاهة .
تدريب الطفل على إتباع الاتجاهات من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين .
تدريب الطفل على الأنشطة التي تساعد على مسك القلم .

ثانياً: مرحلة الكتابة الفعلية :

تبدأ
مرحلة الكتابة الفعلية بعد الانتهاء من مرحلة الاستعداد للكتابة ، حيث
يزيد التآزر البصري الحركي للطفل المعاق عقلياً ، ومن هنا تبدأ مرحلة
التقليد في الكتابة حيث تقليد كتابة الحروف ونسخها أسفل الكلمة الة أو
الكتابة من خلال الأحرف المفرغة أو الأرقام والأعداد .

وتتميز هذه المرحلة بما يلي :

القدرة على كتابة الحروف الهجائية .
القدرة على كتابة وتركيب بعض الكلمات .
القدرة على كتابة الأعداد وإجراء العمليات الحسابية البسيطة .
القدرة على رسم الأشكال الهندسية والرسومات الأخرى مع استخدام اللون .


منقولhttp://www.jewelsf.com/vb/41507-%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%84%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%86-%D8%B0%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%8C-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A9/

hano.jimi
2012-01-29, 22:06
الرداء من الظملاء مساعكتي في بحثي هذا زالمتمثل في تاريخ اهرامات مئر زضةر

السلام عليكم اختي ممكن توضيح وانا في الخذمة

hano.jimi
2012-01-30, 18:24
اريد بحث حول القرصنة في البحر المتوسط للاولى ثانوي

لقرصنة البحرية

كتبهاalcabaas ahmed ، في 13 يناير 2010 الساعة: 20:34 م



القرصنة البحرية

المستشار / اشرف لاشين
إدارة الإعلام الأمني

استقر المجتمع الدولي على ضرورة الحفاظ على حرية الملاحة في البحار العالمية، وإذا كان النظام السائد لمناطق أعالي البحار يقضي بألا تخضع هذه المناطق لسيادة أي دولة، وبالتالي لا تخضع للاختصاص القانوني الوطني لأي دولة، وإنما جرى العرف الدولي على أن تقوم كل دولة بدورها في الحفاظ على أمن وسلامة الملاحة الدولية فيها، وذلك عن طريق تخويلها الاختصاص بضبط المجرمين المنتهكين لحرية الملاحة ومحاكمتهم وعقابهم.

وقد استقر العرف الدولي على تخويل الدول حق إلقاء القبض على سفن القراصنة سواء كانت في أعالي البحار أو خارج المياه الإقليمية لها، ومن ثم إلقاء القبض على القراصنة ومحاكمتهم وعقابهم، وظل هذا الحق العرفي مستقرًا حتى تم تجريم أعمال القرصنة لأول مرة بموجب اتفاقية جنيف الخاصة بأعالي البحار عام 1958 ثم بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام1982، على نحو ما سيأتي تفصيله في موضعه.

ونظرًا لما تشكله جريمة القرصنة البحرية من خطر يهدد سلامة وحركة الملاحة الدولية والتجارية بين الدول قاطبة، وبالتالي تهدد أمن وسلامة المجتمع الدولي ككل، فقد اعتبرت الجريمة من ضمن الجرائم الدولية متى استوفت العنصر الدولي المكون لها، خاصة في ظل تزايد معدلات ارتكابها وتنوع صورها..

ماهي القرصنة البحرية؟

تعددت التعريفات الخاصة بجريمة القرصنة البحرية وإن كانت جميعها قد اتفقت على جسامة الأفعال المكونة لها، مما استدعى تجريمها دوليًا، فقد ذهب جانب من الفقه التشريعي إلى أن القرصنة هي "أي عمل غير قانوني من أعمال العنف والاحتجاز أو أي عمل آخر من أعمال الحرمان أو التجريد يرتكبه لغايات شخصية ملاحو أو ركاب سفينة أو طائرة خاصة ويكون موجهًا :
1) في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو ممتلكات على متن تلك السفينة أو الطائرة.

2) ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات في مكان خارج الولاية القانونية لأية دولة.

وذهب جانب آخر إلى أن جريمة القرصنة يقصد بها اعتداء مسلح تقوم به سفينة في أعالي البحار، دون أن يكون مصرحًا لها بذلك من جانب دولة من الدول، ويكون الغرض منه الحصول على مكسب باغتصاب السفن أو البضائع أو الأشخاص.

وذهب جانب آخر إلى أن القرصنة هي "قطع الطريق في البحر" وتتكون هذه الجريمة في رأيه إذا توافرت ثلاثة عناصر أساسية هي:

1) وجود سفينة على متنها مجموعة من الأشخاص يرتكبون أفعال عنف غير مشروعة.

2) أن يكون هذا العنف موجهًا ضد جميع السفن المبحرة بدون تفرقة.

3) أن ترتكب أفعال العنف في عرض البحر.


وذهب جانب آخر إلى أن القرصنة هي كل عمل إجرامي يتصل بالجسامة وتتعدى آثاره إلى الغير بحيث يكون منطويًا في ذاته على تعريض مبدأ حرية الملاحة للخطر، ثم عدد هذا الاتجاه العناصر المكونة لتلك الجريمة بما يلي:

1- أن يكون من الأعمال الإجرامية.

2- أن ينطوي على استعمال العنف ضد الأشخاص أو ضد الأموال.

3- أن يتم بقصد تحقيق مغانم شخصية أو أغراض خاصة.

4- أن يتم في البحار العالمية.


القرصنة في الاتفاقيات الدولية:

أما عن تعريف جريمة القرصنة في الاتفاقيات الدولية، فقد ذهبت اتفاقية جنيف لأعالي البحار المبرمة في 29 إبريل عام 1958 – والتي تعد أول اتفاقية دولية تتناول القرصنة البحرية – إلى إيراد بعض الأفعال التي تشكل جريمة القرصنة دون التعرض لتعريف محدد لها، حيث نص في المادة 15 من الاتفاقية على أنه يعد من قبيل أعمال القرصنة الأفعال التالية:

1- أي عمل غير قانوني ينطوي على العنف أو الحجز أو القبض أو السلب يرتكب لأغراض خاصة، بواسطة طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجهًا:


أ- في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو أموال على ظهر مثل هذه السفينة أو الطائرة.

ب- ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو أموال خارج نطاق الاختصاص لأية دولة.

2- أي عمل يعد اشتراكًا اختياريًا في إدارة سفينة أو طائرة مع العلم بأن السفينة أو الطائرة تمارس القرصنة.

3- أي عمل من أعمال التحريض أو التيسير العمدي للقيام بفعل من الأفعال المبينة في الحالتين السابقتين.
وقد أضافت المادة 16 من الاتفاقية حالة أخرى وهي وقوع أعمال القرصنة من سفينة أو طائرة حربية أو عامة أو حكومية إذا تمرد طاقمها واستولوا عليها وتحكموا في السيطرة عليها.

وعلى ذات نهج اتفاقية جنيف لأعالي البحار عام 1958، ذهبت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982 إلى تعريف القرصنة البحرية من خلال بيان الأعمال المكونة لها، حيث نصت في المادة (101) منها على أن جريمة القرصنة تتكون من أي عمل من الأعمال التالية:
1- أي عمل غير قانوني من أعمال العنف أو الاحتجاز أو أي عمل سلبي يرتكب لأغراض خاصة من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجهًا:

أ- في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو ممتلكات على ظهر تلك السفينة أو على متن تلك الطائرة.

ب- ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات في مكان يقع خارج ولاية أية دولة.

2- أي عمل من أعمال الاشتراك الطوعي في تشغيل سفينة أو طائرة مع العلم بوقائع تضفي على تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة.

3- أي عمل يحرض على ارتكاب أحد الأعمال الموصوفة في إحدى الفقرتين (1، 2) أو يسهل عن عمد ارتكابها.
ويلاحظ أن نص المادة (101) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار قد حددت مكان ارتكاب جريمة القرصنة تحديدًا دقيقًا لا لبس ولا غموض فيه، حيث اشترط لقيام جريمة القرصنة البحرية أن تكون الأفعال المكونة لها موجهة ضد سفينة أو طائرة في أعالي البحار أو في مكان خارج الولاية القانونية لأية دولة وخارج اختصاصها الإقليمي، ومن ثم فإن الدول جميعها تعد مطالبة بالمعاقبة على الأفعال المكونة لجريمة القرصنة وفقًا لمبدأ العالمية.

وقد ذهبت الاتفاقية في المادة (103) منها إلى تعريف السفينة أو الطائرة محل الجريمة بأنها تعتبر سفينة أو طائرة قرصنة إذا كان الأشخاص الذين يسيطرون عليها سيطرة فعلية ينوون استخدامها لعنصر ارتكاب أحد أعمال القرصنة المشار إليها في المادة (101) من الاتفاقية وأيضًا إذا كانت السفينة أو الطائرة قد استخدمت في ارتكاب أي من هذه الأعمال مادامت تحت سيطرة الأشخاص الذين اقترفوا هذا العمل.

كذلك ذهبت المادة (102) من الاتفاقية إلى أنه إذا ارتكبت أعمال القرصنة من سفينة أو طائرة حربية أو حكومية تمرد طاقمها واستولى على زمام السفينة أو الطائرة اعتبرت هذه الأعمال في حكم الأعمال التي ترتكبها السفينة أو الطائرة الخاصة.

أولاً: الركن المادي

يتمثل الركن المادي في جريمة القرصنة في إتيان أي عمل غير قانوني من أعمال العنف أو الاحتجاز أو أي عمل من أعمال السلب الصادرة عن طاقم السفينة أو الطائرة أو المسافرين على متنها، سواء كانت تلك الأعمال غير المشروعة موجهة للأشخاص أو الأموال، ولكن يشترط أن تكون أعمال العنف المرتكبة ضد السفينة أو الطائرة أو أن تكون السفينة أو الطائرة هي أداة الجريمة، وبالتالي يخرج من نطاق جريمة القرصنة أي حادث اعتداء على شخص أو مال كالقتل أو السرقة إذا كان واقعًا من شخص على آخرين أن تكون السفينة أو الطائرة ركنًا لأداة جريمته.

ويكفي لقيام جريمة القرصنة الشروع في ارتكاب الفعل المادي المكون لها، ولا يشترط أن تتم الجريمة بصورة كاملة، ويُشترط أيضًا لاكتمال الركن المادي أن تتم أعمال القرصنة في أعالي البحار أو في مكان خارج ولاية الدول، أما إذا كانت ارتكبت في الإقليم الوطني لدولة ما فإنها لا تُعد جريمة قرصنة وإنما تدخل في الاختصاص القضائي للدولة الواقع فيها الجريمة.
ثانيًا: الركن المعنوي

يتمثل الركن المعنوي في ضرورة توافر القصد الجنائي إذ أن جريمة القرصنة هي من الجرائم العمدية التي يجب أن تتوافر فيها النية لدى مرتكبها، أي أن تكون إرادة الجاني قد اتجهت لارتكاب الجريمة مع العلم بما سيترتب عليها من نتائج.
الاختصاص القضائي عن جريمة القرصنة:

تُعد جريمة القرصنة من الجرائم ذات الأثر العالمي والدولي في مردودها، إذ أنها تمس أمن وسلامة الملاحة البحرية والجوية في مناطق تخرج عن الاختصاص الإقليمي للدول، لذا فإن ارتكاب تلك الجريمة يُعد عملاً موجهًا ضد كيان الجماعة الدولية بأسرها، وقد استقر العرف الدولي إلى إنه في حالة وجود أسباب جدية تبرر الشك في أن إحدى السفن قد تكون سفينة قرصنة فيجوز لأي سفينة حربية حق زيارة السفينة المشكوك في كينونتها للتحقق من صفتها، ولا يجوز لسفينة القرصنة الاحتماء وراء العلم

الذي تحمله لأن ثبوت قيام السفينة بأعمال القرصنة يجردها وطاقمها من حق الاحتماء بجنسية الدولة التي تحمل علمها، وينعقد الاختصاص لكل دولة وكل سفينة حربية بالقبض على القراصنة ومحاكمتهم.

وقد جاءت المادة (106) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لتنظيم القاعدة العرفية السابقة، فنصت على إنه في حالة ضبط سفينة أو طائرة بشبهة قرصنة دون مبررات كافية فتتحمل الدولة التي قامت بعملية الزيارة والضبط مسئولية أية خسائر أو أضرار مادية أو أدبية تترتب على تلك الزيارة.

وقد أعطت المادة (104) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لدولة العلم الحق في الاحتفاظ بجنسية سفينة أو طائرة القرصنة أو تجريدها من هذه الجنسية.

أما عن الاختصاص القضائي فقد نصت المادة (105) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار على أنه "يجوز لكل دولة في أعالي البحار أو في أي مكان آخر خارج ولاية أية دولة أن تضبط أي سفينة أو طائرة قرصنة أو أية سفينة أو طائرة أخذت بطريق القرصنة وكانت واقعة تحت سيطرة القراصنة، وأن تقبض على من فيها من الأشخاص وتضبط ما فيها من الممتلكات، ولحكومة الدولة التي قامت بعملية الضبط أن تقرر ما تفرضه من العقوبات، كما أن لها أن تحدد الإجراء الذي يتخذ بشأن السفن أو الطائرات أو الممتلكات مع مراعاة حقوق الغير من المتصرفين بحسن النية".

وقد اختصت المادة (107) من الاتفاقية سالفة الذكر السفن الحربية أو الطائرات العسكرية أو غيرها من السفن أو الطائرات التي تحمل علامات واضحة تدل على أنها في خدمة حكومية ومأذون لها بذلك.

وقد ذهب جانب من الفقه إلى حق السفن التجارية الخاصة في التصدي ومعاقبة القرصان من قبيل استعمال حق الدفاع عن النفس.
وجدير بالذكر أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار حين عقدت الاختصاص القضائي عن جريمة القرصنة لأية دولة وإخضاعها في الضبط والمحاكمة والعقاب للقوانين الوطنية، فإنها لم تتعامل مع تلك الجريمة بصفتها الدولية وإنما بصفتها العالمية، ولما تمثله من خطر يهدد سلامة وأمن وحرية الملاحة والتجارة الدولية، وبالتالي أمن وسلامة المجتمع الدولي ككل.

التمييز بين جريمة القرصنة وخطف الطائرات:

ثار جدل واسع في الفقه الدولي حول العلاقة ما بين جريمة القرصنة وجريمة خطف الطائرات، نظرًا لأوجه الشبه بينهما، فقد ذهب جانب من الفقه إلى أن اختطاف الطائرات يُعد صورة من صور القرصنة.

بينما ذهب جانب آخر، إلى أن خطف الطائرات ليس من قبيل القرصنة فلكل منهما مفهوم مختلف، والشيء المشترك بينهما هو العنف أو القوة في الأعمال المكونة لكل منهما ضد وسيلة من وسائل المواصلات الدولية.

وقد ذهب اتجاه ثالث إلى اعتبار جريمة خطف الطائرات شبه قرصنة واستند هذا الاتجاه إلى فكرة الاختصاص في ردع وعقاب كل من الجريمتين، وذلك انطلاقًا من اعتبار اتفاقية جنيف عام 1958 أن القرصنة جريمة دولية تمثل عدوانًا على المصالح الدولية (أمن المواصلات الدولية)، وعلى ذات النهج سارت اتفاقية طوكيو عام 1963، وهو جعل الاختصاص في التصدي لجريمة خطف الطائرات لعدد من الدول وفي هذا تتشابه الجريمتين في الاختصاص الممنوح للعديد من الدول لردع وعقاب مرتكبيها.





















قائمة المراجع:

أولاً: المراجع العربية:

· د. أحمد رفعت، صالح الطيار: الإرهاب الدولي، مركز الدراسات العربي الأوروبي، باريس، 1998.
· د. حامد سلطان، د. عائشة راتب، د. صلاح الدين عامر، القانون الدولي العام، دار النهضة العربية، القاهرة، 1978.
· د.سامي بشر، هل اختطاف الطائرات قرصنة في القانون الدولي العام، مجلة العلوم القانونية، كلية الحقوق، بغداد، 1961.
· د. عبد الكريم درويش، مكافحة الجرائم ضد الطائرات، دار النهضة العربية، القاهرة.
· د. عبد الواحد الفار، الجرائم الدولية وسلطة العقاب عليها، دار النهضة العربية، القاهرة، 1996.
· د.محمد حافظ غانم، مبادئ القانون الدولي العام، دار النهضة العربية، القاهرة، 1971.
· د. محمد المجذوب، خطف الطائرات، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، جامعة الدول العربية، 1974.

ثانيًا: المراجع الأجنبية:

Andre Huet& Renee Koering, Droit penal international, press universitaires de France, 1993.

MARTIN Gill, Introducing issues in maritime crime, perpetuity press, 1995.

Pella, V., La repression de la piraterie, Hague Recueill, 1962.

http://muuseahmed.maktoobblog.com/271/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B5%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9/

hano.jimi
2012-01-30, 18:27
اريد بحث حول القرصنة في البحر المتوسط للاولى ثانوي


القرصنة البحرية... حقيقة الإرهاب في أعالي البحار
الخميس, 28-يوليو-2011
شهارة نت- تحقيق -
ذكر تقرير إخباري أسترالي أن قراصنة صوماليين جعلوا من ربع المحيط الهندي منطقة محظورة بالنسبة لعلماء البحار.وقالت منظمة الكومنوولث للبحوث العلمية والصناعية إن خدمات التنبؤ بحالة الطقس والخدمات الأخرى ذات الصلة بالأرصاد الجوية تتضرر بشكل كبير من القراصنة الذين يعملون في محيط ألفي كيلومتر من الساحل الصومالي.

وقالت آن تريشر، العالمة بالمنظمة، لصحيفة «ذي سيدني مورنينج هيرالد» إن الوضع «خطير حقا هناك.. لدينا سفن أبحاث مهددة وعلينا تأمينها». وأضافت أن العلم سيعاني كثيرا مادام القراصنة يتمتعون بالحرية في البحار. وقالت: «ليس هناك حل مادام القراصنة يعملون في عرض البحر كما هو الحال الآن، إنه ربع المحيط الهندي».

في هذا الوقت قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان واحدا من بين كل عشرة اطفال في المناطق التي اصابها الجفاف في الصومال يعاني خطر الموت جوعا وهو ما يعادل ضعفي ما كان عليه الوضع في مارس. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

ويعتقد ان معدلات سوء التغذية اعلى بشكل كبير في اجزاء أخرى تمزقها الصراعات بوسط وجنوب الصومال حيث سمح لمجموعات اغاثة قليلة بتقديم مساعدات غذائية.وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان «مستويات سوء التغذية ارتفعت الى ذروتها وهي الآن الأعلى في العالم».

هجمات أكبر وأجرأ وأعنف

في السياق ذاته قال المكتب الملاحي الدولي ان هجمات القراصنة على صناعة الشحن العالمية ارتفعت بمقدار الثلث في النصف الاول من العام الحالي وباتت اكثر عنفا اذ يستخدم القراصنة الاسلحة الالية وقاذفات القنابل وأسلحة أخرى.

وعلى الرغم من تزايد الهجمات قبالة ساحل الصومال حيث تنتشر القرصنة ومناطق أخرى فان أعداد عمليات الخطف الناجحة انخفضت وأرجع المكتب الملاحي الدولي هذا الى الدوريات التي تقوم بها قوات بحرية دولية.

وقال بوتنجال موكوندان مدير المكتب الملاحي الدولي في بيان "في الاشهر الستة الماضية هاجم القراصنة الصوماليون عددا من السفن اكبر من اي وقت مضى وهم يخوضون مجازفات اكبر."

وأضاف "في يونيو من العام الحالي وللمرة الاولى أطلق قراصنة النيران على سفن في المحيط الهندي خلال موسم الرياح الموسمية. كانوا فيما مضى يبتعدون (عن المحيط) في هذه الظروف الصعبة. يجب أن يتحلى قائدو السفن باليقظة."

وارتفعت الهجمات على ناقلات الكيماويات والنفط بنسبة 36 في المئة وازدادت عنفا اذ تنطوي على أسلحة الية ومنصات اطلاق قذائف صاروخية. بحسب رويترز.

وذكر المكتب الملاحي الدولي في أحدث تقرير له عن القرصنة والسطو المسلح على السفن أن القراصنة الصوماليين أصبحوا يخرجون في ظروف أسوأ من قبل بما في ذلك موسم الرياح الموسمية.

وارتفعت الهجمات على مستوى العالم الى 266 في الاشهر الستة الاولى من عام 2011 مقابل 196 في نفس الفترة من العام الماضي.

ونفذ قراصنة صوماليون اكثر من 60 في المئة من الهجمات التي كان أغلبها في بحر العرب وسمحت لهم "السفن الام" كبيرة الحجم والمزودة بأسلحة متقدمة بالبقاء في المياه لفترات اطول وشن هجمات على مسافات أبعد من التي كانوا يصلون لها فيما سبق.

وتجني عصابات القرصنة فدى بعشرات الملايين من الدولارات وقد أثارت هجماتهم المتصاعدة في ممرات شحن حيوية المخاوف من رفع تكاليف التأمين وقد يتم تحويل مسارات السفن. وتم تسجيل 50 حادثة في مضايق اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وبحر الصين الجنوبي.

الجزيرة اليمنية

فيما قالت مصادر ملاحية ان قراصنة صوماليين يستغلون جزيرة سقطرى اليمنية النائية بمنطقة القرن الافريقي كمركز للتزود بالوقود مما يمكن زوارقهم التي يستخدمونها في شن الهجمات من البقاء لفترات اطول في البحر ويمثل خطرا أكبر على عمليات الشحن.

وأضافت المصادر لرويترز أن على الرغم من وجود قوات بحرية دولية في المنطقة فان العصابات البحرية تستغل الاضطرابات السياسية في اليمن للتزود بالوقود وربما مؤن أخرى بما في ذلك الطعام.

وقال مايكل فرودل من شركة (سي-ليفيل) لاستشارات المخاطر الملاحية نقلا عن تقارير مخابرات اطلع عليها "سقطرى تستغل منذ اشهر ان لم يكن منذ فترة اطول."

وأضاف "ربما هي أهم مركز لاعادة التزود بالوقود بالنسبة للسفن التجارية المخطوفة التي تستخدم (كسفن أم) خاصة تلك التي تمارس نشاطها بين خليج عدن والمياه الغربية للهند وبالاخص قبالة سلطنة عمان وبالقرب من مضيق هرمز بشكل متزايد."

وقال مسؤول حكومي يمني ان السلطات ألقت القبض منذ نحو شهر على 20 شخصا يعتقد أنهم قراصنة على جزيرة سقطرى وسلمتهم للسلطات في مدينة المكلا الساحلية القريبة بجنوب اليمن. بحسب رويترز.

وذكر مصدر أن العشرين كانوا على متن سفينة تجارية عادية لكنه أضاف أنه تم احتجاز 16 قرصانا صوماليا في الايام القليلة الماضية في سقطرى. وأضاف المصدر "كان هناك الكثير من القرصنة شمالي سقطرى في فترة الرياح الموسمية الشمالية الشرقية ومن المرجح أنهم (القراصنة) يستغلون الجزيرة."

وقال المكتب الملاحي الدولي انه يجب وقف نظام الدعم للقراصنة فورا. ويقول بوتنجال موكوندان مدير المكتب "تحتل سقطرى موقعا استراتيجيا لانها مقابلة لخليج عدن كما انها تقع ايضا على الساحل الشرقي لليمن." وأضاف "اذا صح أن القراصنة يستخدمون سقطرى فان هذا تطور مقلق جدا ويتطلب تحقيقا فوريا."

وقال حلف شمال الاطلسي ان لديه سفنا في القرن الافريقي وخليج عدن منذ مارس اذار 2009 وان وجود سفنه وسفن القوات البحرية التابعة لدول أخرى ادى الى انخفاض ملحوظ في هجمات القراصنة بخليج عدن على مدى العامين الماضيين.

وقالت متحدثة باسم الحلف "لسنا راضين عن انفسنا ونتفهم أنه لاتزال هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد." وأضافت "بما أن اليمن يمثل الساحل الشمالي لخليج عدن ولا يبعد سوى 200 ميل عن الصومال فان من المعقول أن يستخدم القراصنة الموانيء اليمنية للتزود بالامدادات. غير أننا ليست لدينا أدلة تشير الى أن هذا يحدث. وينطبق هذا على سقطرى فلا توجد أدلة على أن القراصنة يستخدمونها كمركز (للتزود بالمؤن)."
http://www.shaharah.net/news-4967.htm

hano.jimi
2012-01-30, 18:28
اريد بحث حول القرصنة في البحر المتوسط للاولى ثانوي

القرصنة البحرية في خليج عدن والمحيط الهندي وتداعياتها على أمن البحر الأحمر (الأسباب والحلول)
القرصنة البحرية
رابطمراجعبريد إلكترونيطباعةالمفضلةإضافة هذه الصفحة
القرصنة البحرية في خليج عدن والمحيط الهندي وتداعياتها على أمن البحر الأحمر (الأسباب والحلول)



تصاعد الاهتمام الدولي والإقليمي بمنطقة القرن الافريقي في السنوات الاخيرة بصورة ملحوظة وذلك في اطار اهمية منطقة القرن الافريقي جغرافيا واستراتيجيا باعتبارها منطقة ربط للتجارة الدولية وباعتبارها تشرف على مناطق انتاج نقل البترول ولأسباب اخرى ثقافية وسياسية .
وكما ان القرن الافريقي عموما ً شديد الاهمية فان الصومال بشكل خاص ذو اهمية خاصة فهي الدولة التي تملك اطول ساحل بحري على المحيط الهندي يصل الى 3700كم وتطل على الملاحة الدولية القادمة من المحيط الهندي وبحر العرب الى البحر الاحمر ولا تجد من يسيطر عليها مما هيأ الفرصة للجماعات المسلحة بمختلف توجهاتها لاستغلال هذا الواقع وتوظيفه بما يعود عليها بالمردود المادي اللازم لاستمراريتها فى ظل واقع داخلى يتسم بالتفكك وغياب كامل للدولة وبالتالي بدأت ظاهرة القرصنة البحرية في المنطقة في التزايد بوتيره متسارعة فعلى امتداد السواحل الصومالية في المحيط الهندي وخليج عدن، اخذت موجة متزايدة ومتسارعة من اعمال وانشطة القرصنة في تهديد خطوط الملاحة العالمية وسلامة الامن البحري بالمنطقة على نحو غير مسبوق، وبانتهاء شهر ايلول/ سبتمبرمن العام الماضى تم تسجيل اكثر من 60 هجوماً تعرضت له السفن التجاريه وسفن الاصطياد وناقلات النفط الاجنبية، العابرة لخطوط الملاحة الدولية في المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الاحمر عبر مضيق باب المندب، على ايدي القراصنة الصوماليين، الامر الذي حدا بالمكتب البحري الدولي (IMB) الى تصنيف هذه المياه بانها "أخطر منطقة شحن بحرية في العالم متخطية بذلك كل من اندونيسيا ونجيريا ، اللتين كانتا في الصدارة.


تعريف القرصنة البحرية:
تعرف القرصنة عادة بانها الجرائم أو الأعمال العدائية، والسلب أو العنف المرتكبان في البحر ضد سفينة ما، او طاقمها، او حمولتها .
ويعرف القرصان بانه المغامر الذي يجوب البحار لنهب السفن التجارية.

مفهوم القرصنة في القانون الدولي:
تعرف القرصنة البحرية في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982م في المادة (10) منها بأنها " أي عمل غير قانوني من اعمال العنف أو الاحتجاز او أي عمل سلب يرتكب لاغراض خاصة من قبل طاقم او ركاب سفينة خاصة او طائرة خاصة ويكون موجها:
· في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص او ممتلكات على ظهر تلك السفينة او على متن تلك الطائرة.
· ضد سفينة او طائرة او اشخاص او ممتلكات في مكان يقع خارج ولاية اية دولة.
" ويضيف القانون الى تعريف القرصنة بأنها أي عمل من اعمال الاشتراك الطوعي في تشغيل سفينة او طائرة مع العلم بوقائع تضفي على السفينة او الطائرة صفة القرصنة ، او أي عمل يحرض على ارتكاب احد الاعمال السابقة او يسهل عن عمد ارتكابها ، كما تعد من اعمال القرصنة أي سفينة حربية او سفينة حكومية او طائرة حكومية تمرد طاقمها واستولى على زمام السفينة او الطائرة وقام بارتكاب أي عمل من الاعمال السابقة وفي جميع الحالات تعد السفينة او الطائرة سفينة اوطائرة قرصنة اذا كان الاشخاص الذين يسيطرن عليها سيطرة فعلية ينوون استخدامها لغرض ارتكاب احد الاعمال السابقة.
ويلاحظ ان التعريف يعتبر وقوع القرصنة بمجرد وقوع " أي عمل سلب" وهو أمر يمكن الاكتفاء به لتطبيق القرار على أي حالة حتى دون وقوع السطو المسلح ، وترك المجال للدولة القوية بتقدير الوضع والسماح لها بالدخول الى المياه الاقليمية للدول الغير قادرة على حماية مياهها الاقليمية لحماية سفنها ومتابعة ومطاردة القراصنة وهو ما طرح فعليا في اطار اتخاذ التدابير العملية مؤخرا للحد من عمليات القرصنة وصيغ في مشروع قرار لمجلس الأمن قدم في ابريل2008م بطلب فرنسى

أسباب بروز ظاهرة القرصنة:
لقد نشأت القرصنة في الصومال منذ انهيار الدولة في أوائل التسعينات، وبسرعة مذهلة اصبحت ظاهرة خطيرة ومزعجة بشكل يهدد امن التجارة العالمية ويؤدي الى تحول النقل البحري عبر رأس الرجاء الصالح والى تفاقم الازمة الاقتصادية العالمية وذلك بارتفاع سعر النفط وتكاليف شحن السفن وازدياد نفقات التأمين بنسبة عشرة اضعاف ومن ثم ارتفاع اسعار السلع في وقت يمر فيه العالم اصلا باكبر ازمة اقتصادية ومالية طاحنة في تاريخه الحديث.
وتمتد جذور القرصنة من فقدان الدولة الصومالية سيطرتها على برها وبحرها منذ انهيار السلطة المركزية في الصومال بعد هروب الرئيس سياد بري تحت ضغط عمليات عسكرية معارضة لم تستطع لاحقا السيطرة على الوضع في البلاد واغرقته لسنوات عديدة في صراعات قبلية وحروب اهلية طاحنة.
ان الاوضاع السياسية المتدهورة في الصومال وتفكك مؤسسات الدولة الصومالية وعدم وجود قوات نظامية قادرة على بسط الأمن في الاراضي الصومالية قد أدى الى تفاقم هذه الظاهرة وتنامي عملياتها وفي الوقت الذي استطاع تنظيم المحاكم الاسلامية فرض سيطرية على الجزء الاكبر من الاراضي الصوماية تمكن من القضاء على هذه الظاهرة ولو لقترة محدودة وعادت اعمال القرصنة للظهور بقوة بعد التدخل الأثيوبي في الاراضى الصومالية وإسقاط حكم المحاكم الاسلامية فوفقا لمصادر المكتب البحري الدولي نجح القراصنة الصوماليين في الفترة من يناير الى اكتوبر من العام الماضي بالقيام باكثر من ستين اعتداء قبضوا مقابل الافراج عن السفن والطواقم اكثرمن ثمانية عشر مليون يورو فخلال شهر سبتمبر الماضي وحده كان هناك عشرات السفن المختطفة الراسية على شاطئ (البونت لاند) وبالتحديد شاطىء مدينة (أيل) واكثر من مائة وثلاثين من افراد الطواقم، وصنفت المنطقة وفقاً " للمكتب البحري الدولي" كأخطر منطقة في العالم متقدمة على مضيق ملقة وخليج غينيا وساعد على تفشي للظاهرة عدد من الاسباب اهمها -:
- وجود الصراعات السياسية بين الفرقاء الصوماليين وتغليب المصالح الجهوية والقبلية على مصلحة الوطن
- اجتذب المال السهل عصابات الحرب الصومالية وبعض المستثمرين الى تشكيل مجموعات منظمة مثل ما يطلق عليه اسم " القوات البحرية الصومالية" او ما يسمى بحراس البحر" والتي تقوم بعملياتها انطلاقا من اقليم بونت لاند وصومالي لاند الخاضعين للاشراف الاثيوبي المباشر.
- التدخل الاثيوبى والارتيرى فى الشان الصومالى
- تفشى ظاهرة البطالة والفقر وتدنى مستوى المعيشة لدى الغالبية العظمى من الصوماليين
الأهمية الإستراتيجية للبحر الأحمر:
يتميز البحر الأحمر بموقعة كممر مائي يربط بين العديد من القارات وهو بذلك يختصر الوقت والمسافات والكلفة المالية مما يجعله يتمتع بالعديد من المميزات الإستراتيجية أهمها:
1- يعتبر البحر الأحمر قناة وصل بين البحار والمحيطات المفتوحة، ومن هنا تزيد أهميته الإستراتيجية سوءا من الناحية العسكرية أو الاقتصادية أو الأمنية
2- يعتبر البحر الأحمر هو الطريق الرئيسي الذي يمر من خلاله نفط الخليج العربي وإيران إلى الأسواق العالمية في أوروبا وتحتاج أوروبا إلى نقل حوالي 60% من احتياجاتها للطاقة عبر البحر الأحمر وأيضا نقل حوالي 25% من احتياجات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط العربي.
3- أيضا البحر الأحمر هو احد الممرات الرئيسية للملاحة والتجارة الدولية بين أوروبا واسيا وتقدر نسبة السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر سنوياً بأكثر من عشرين ألف سفينة .
4- للبحر الأحمر أهمية كبرى للأمن العربي سواء على المستوى القومي أو على المستوى القطري للدول العربية ا لمطلة عليه، وأيضا للأمن العالمي، وأمن الدول الإفريقية، وهذه الدوائر الأمنية متصلة ومتداخلة ومركز ثقلها الاستراتيجي هو القرن الإفريقي وما يجاوره من مناطق ، وإذا كان القرن الإفريقي هو المركز الحيوي لدوائر الأمن المختلفة فان باب المندب وخليج عدن يصبحان البؤرة التي تتركز عندها الأهمية القصوى لأمن جميع الأطراف.
5- تقع ثروات قاع البحر الأحمر وباطنه في نطاق المنطقة الاقتصادية الخالصة للدول المطلة عليه إذ لا يزيد عرض البحر الأحمر عن 402 كيلو متر لذا فمن حق هذه الدول وغالبتها دول عربية أن تكون لها السيادة الدائمة على الموارد البيولوجية والمعدنية في البحر.

تداعيات القرصنة على امن البحر الاحمر ومنطقة القرن الاقريقي:
ان عمليات القرصنة المتزايدة في جنوب البحر الاحمر ليست فقط تهديدا للامن والاستقرار والاقتصاد والمصالح الاستراتيجية لكافة الدول المطلة عليه او المتحكمة في منفده الجنوبي عبر خليج عدن وباب المندب، (اليمن وجيبوتى والصومال واريتريا)، بل هو تهديد يشمل امن دول الخليج بشكل مباشر وهي المستفيد الرئيسي من الممر المائي لتسهيل مرور نفطها وتجارتها الى الشمال وبالعكس ، كما ان التهديد يشمل امن العالم اجمع وتجارته واستقراره .






التداعيات الامنية والاستراتيجية على الدول ذات العلاقة
تشكل اعمال القرصنة المتزايدة في الاونة الاخيرة والمنتشرة قبالة سواحل الصومال وفي المياه الدولية للبحر الاحمر وامام خليج عدن ضد السفن التجارية المارة حالة من الارباك والتداعيات الخطيرة على سلامة وامن البحر الاحمر وعلى استمراره كممر مائي امن للتجارة، وايضا على المصالح الاستراتيجية للدول المطلة عليه او تلك التي تعتمد عليه بشكل رئيسي في تجارتها الدولية، خاصة وان حالات القرصنة واختطاف السفن خلال العام 2008م بلغت اكثر من 90 حالة اختطاف طلباً لفديه مالية بحسب تقرير مكتب الملاحة الدولي. وهو ما دفع العديد من شركات النقل البحري العالمية للاعلان عن تغيير خط سيرها الملاحي وتحويله الى طريق رأس الرجاء الصالح برغم تضاعف التكلفة حيث اعتبر مكتب النقل البحري ان منطقة البحر الاحمر وخاصة قباله السواحل الصومالية وخليج عدن من اخطر الممرات المائية في العالم مما رفع من قيمة التأمين على السفن المتجهة اليه.
وتتمثل خطورة القرصنة فى البحر الاحمر وممراته في التالي:
· امكانية تحول طرق التجارة الدولية والنقل البحري عنه مما يضعف من مداخيل الدول المطلة علية اقتصادياً
· ان يتحول البحر الاحمر الى بؤرة للصراعات والحروب والتدخلات الاقليمية والدولية النشطة وجماعات الارهاب الدولى
· ان يتم تدويل البحر الاحمر وممراتة مما يفقد الدول المطلة السيادة علية والحصول على الثروات التى يحتويها
· ان تكون اسرائيل اللاعب الاساسى فى رسم استراتيجيتة الامنية والاقتصادية وفق مصالحها ومصالح حلفائها الجدد بعيداً عن المصالح العربية



تداعيات القرصنة على اليمن
مما لاشك فية ان اليمن هى من اوائل الدول التى نبهت الى خطورة الاوضاع القائمة فى منطقة القرن الافريقى منذ بداية التسعينات ومع ظهور حالة الفوضى والصراعات فى دول القرن الافريقى حاولت اليمن القيام بالكثير من الجهود الجادة لاحتواء تلك الصراعات بين الفرقاء لشعورها بان مايحدث فى دول القرن الافريقى يؤثر مباشرة على اليمن سياسياً واقتصادياً وامنياً واستراتيجياً حيث ان اكثر من مليون لاجىء صومالى واثيوبى قد وصلو الى اليمن بطرق غير شرعية عبر البحر الاحمر والبحر العربى وهو ما شكل عبء اقتصادى مضافاً على الاقتصاد اليمنى الضعيف بطبيعتة , وايضاً شكل تهديداً امنياً وسياسياً لها مما دفعها الى المساهمة فى توفير الاجواء للعديد من المصالحات بين الفرقاء الصوماليين بشكل منفًرد او فى اطار الجامعه العربية كما حدث فى لقاء عرتا بجبوتى عام 2000 م ونجاحها فى التقريب بين الفصائل الصومالية المتنازعة .
- دولياً حاولت اليمن ايضاً تنبية المجتمع الدولى والعربى ومنذ وقت مبكربخطورة استمرار انهيار الدولة الصومالية وما سيتريب علي من نتائج ماساوية على استقرار شعبها وعلى استقرار دول المنطقة .
- افريقياً حاولت اليمن عبر انشاء تجمع صنعاء مع السودان واثيوبيا والصومال تحقيق قدر من الامن والاستقرار والتوازن بين دول منطقة القرن الافريقى ومحاولة ايجاد حلول لازمة غياب الدولة فى الصومال.
ومع توسع وانتشار ظاهرةالقرصنة الصومالية اواخر عام 2007 م حاولت اليمن توفير غطاء عربى لمعالجة المشكلة قبل تفاقمها كما حدث فى عام 2008 م وهو مادعا فخامة الرئيس على عبد اللة صالح الى التحرك عربياً بزيارات ومشاورات مع المملكة العربية السعودية والاردن ومصر وجيبوتى لمحاولة التوصل الى حل عربى مشترك قبل تدويل الازمة والسقوط فى دوامة التدخلات الخارجية واسفرت التحركات عن عن عقد لقاء القاهرة فى نوفمبر تشرين الثانى 2008 للمعنيين فى الدول المطلة على البحر الاحمر للتباحث حول افضل السبل لمعاجة ظاهرة القرصنة واهمية اعادة الامن والاستقرار فى الصومال ويكمن اجمالاً تلخيص اهم تداعيات ظاهرة القرصنة على اليمن فى النقاط التالية :
· مضاعفة الاعباء على الاقتصاد اليمنى نتيجة ضعف عائدات السفن التى تتزود بالوقود والخدمات فى باب المندب
· محاولة اعطاء شرعية للدول الكبرى بما يسمح لها بالتدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة ومنها اليمن بحجة مطاردة القراصنة ومكافحة الارهاب
· عدم استقرار الاوضاع السياسية فى منطقة القرن الافريقى يؤثر بشكل مباشر على استقرار الاوضاع السياسية الداخلية فى اليمن
· ان فكرة تدويل البحر الاحمر ومنافذة ووضعة تحت وصاية الدول الكبرى دون مراعاة لمصالح الدول المطلة علية يشكل تهديداً رئيسياً ومباشراً لمصالح اليمن وسيادتها فى خليج عدن والبحر الاحمر ومضيق باب المندب

الحلول والمعالجات المقترحة:
لاشك ان استمرار القرصنة البحرية يمثل تهديداً قائماً يمس جميع الدول المطلة على البحر الاحمر والمحيط الهندي ويخلق ذريعة للقوات الاجنبية المتجمعة في المنطقة للتواجد لفترة اطول ويؤدي الى اصدار المزيد من القرارات الدولية التي تهدف الى ايجاد وضع قانوني جديد بشأن مسئولية الأمن ا لملاحي في بحار المنطقة.
وفيما يلي محاولة لبلورة بعض الأفكار للحد من ظاهرة القرصنة ا لبحرية والقضاء عيها
· السعي الجاد والمشترك من جميع دول الاقليم والمجتمع الدولي لحل القضية الصومالية وتوحيد الرؤى والمساعي وصولا الى حل جذري للقضية الصومالية وتجنيد كل الجهود الاقليمية والدولية بغرض تقديم المساعدات اللازمة الهادفة الى خلق فرص اقتصادية وتنموية .
· تأسيس نظام أمني بحري جماعي في منطقتي القرن الافريقي والبحر الاحمر يبدأ بقضية القرصنة ولا يقف عندها بل يشمل مختلف الهواجس الامنية المشتركة من خلال ادراك الاهمية الجيوستراتيجية للمنقطة .
· التركيز على التبادل المعلوماتي بين دول الاقليم والمؤسسات الأمنية المعنية بشئون الأمن البحري وتطوير قدراتها على العمل معاً.
· العمل على جعل الحرب على القرصنة جزء من الحرب على الارهاب وبالتالي اقحام الولايات المتحدة الامريكية في مواجهة واضحة مع القرصنة.
http://knol.google.com/k/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B5%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D8%B9%D8%AF%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D 9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1#

hano.jimi
2012-01-30, 18:30
اريد بحث حول القرصنة في البحر المتوسط للاولى ثانوي

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/QrsnaBhria/sec11.doc_cvt.htm

http://www.al-tagheer.com/news7037.html

hano.jimi
2012-01-30, 18:32
اريد بحث حول القرصنة في البحر المتوسط للاولى ثانوي

القرصنة بين العصور القديمة وعصر التكنولوجيا... إعداد: الدكتور أحمد عَلّو (عميد متقاعد)
22-04-2009



الجزء الاول
منقول عن مجلة الجيش اللبناني العدد 283
__________________________

مسيرة تطوّرت وشبكات منظّمة تثير الشكوك

برزت أخبار القرصنة الصومالية في نهاية العام 2008 في معظم وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لما تشكّله من تهديد لحركة التجارة العالمية ونقل الطاقة، في منطقة استراتيجية حسّاسة، قرب مضيق باب المندب والقرن الأفريقي. فتلك المنطقة تشكّل نقطة الإتصال الحرجة في خطوط النقل البحري باتجاه قناة السويس، نحو أوروبا وأميركا، وخصوصاً أن الشرق الأوسط يشكّل مصدراً مهماً للطاقة في العالم. فمن هم القراصنة؟ وما هي القرصنة؟ وكيف تحوّلت الصومال الى مصدر تهديد وخطر على الملاحة البحرية؟ سنحاول الإجابة عن هذه التساؤلات عبر محورين:
1- القراصنة والقرصنة عبر التاريخ (جزء أول).
2- القرصنة في سواحل الصومال وتداعياتها المحلية والعالمية، وموقعها في السياسة الدولية والقانون الدولي (جزء ثان).

تعريف القرصنة
القرصنة هي عملية سطو تُرتكب في البحر وأحياناً على الشاطئ من دون إذن دولة ما أو موافقتها.
يعتبر قرصنة بحرية، وفقاً لمعاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS) للعام 1982: «كل عمل عنفي أو جرمي، أو سلب أو حجز، يُرتكب لغايات خاصة بواسطة طاقم أو ركاب باخرة خاصة أو طائرة، تُوجّه نحو أعالي البحار لاعتراض باخرة أو طائرة أخرى، أو ضد أشخاص أو أملاك على متن هذه الباخرة أو الطائرة. كذلك يعتبر قرصنة العمل المرتكب ضد سفينة، أو طائرة، أو أشخاص، أو ملكية، في أي مكان خارج صلاحية الدولة القضائية».
والقرصنة في اللغة العربية «من القرصان وتُجمع على قراصنة، وهم لصوص البحر»، ويعتبر البعض أن أصل الكلمة إيطالي، وكلمة قرصان في الإنكليزية «Pirate» تعتبر من أصل لاتيني «Pirata» إو إغريقي «Peirates» ومصدرهما «Peira» ومعناها «محاولة العثور على الحظ في البحر».

القرصنة في التاريخ
• المصادر القديمة:
يعتبر البعض أن القرصنة وُجدت منذ أصبح البحر طريقاً للتجارة، وأقدم الحوادث الموثقة عن أعمال القراصنة تتحدث عن «شعوب البحر» الذين كانوا يهددون تجارة بحري إيجيه والمتوسط، منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد (1200 ق.م). ويعتبر بعض المؤرخين أن «التيرانيين» (Tyrrhenians)، و«التراقيين» (Thracians) قد عُرفوا كقراصنة في التاريخ القديم، وكانت جزيرة «لمنوس» (lemnos) ملجأ لهم ضد هجمات الإغريق. كما يؤكدون أنه كان للقراصنة دول على طول ساحل بلاد الأناضول (تركيا اليوم) خلال القرن الأول ق.م وكانت هذه الدويلات تهدّد تجارة الإمبراطورية الرومانية.

• يوليوس قيصر ضحية القراصنة:
يروي المؤرخ «بلو تارك» أن يوليوس قيصر وقع ضحية للقراصنة السيليسيين (كيليكيا الحالية) العام 75 ق.م وسجن في إحدى جزر الدوديكانيز، (جزيرة فرماكوزا) في بحر إيجيه وطالب خاطفوه بفدية قُدّرت بعشرين «تالنت» من الذهب (التالنت Talent هو وزنة كانت تقدر في تلك المرحلة بين 25و30 كلغ من المعادن). ولما كان يوليوس الشاب يقدّر نفسه غالياً فقد رفض هذا العرض وطلب من القراصنة أن يرفعوا قيمة الفدية الى 50 تالنت من الذهب. وبالفعل فقد رفع القراصنة قيمة الفدية التي تمّ دفعها ثمناً لحرية القائد الشاب. ولكن قيصر عمد الى شن حملة بحرية بعد ذلك حيث قبض على القراصنة وأعدمهم، كذلك فقد شنّ القائد الروماني بومباي العام 67 ق.م حملة بحرية كبيرة للقضاء على القراصنة على امتداد سواحل المتوسط وبعمق 50 ميلاً من الشاطئ وذلك وفق قانون «غابينيوس» (Lex Gabinia)، الذي منحه السلطة المطلقة للقضاء على القراصنة.

• قراصنة البلقان:
من أشهر الشعوب التي مارست أعمال القرصنة الشعب «الإلليري» (Illyrian) أي سكان سواحل شبه جزيرة البلقان الغربية على البحر الأدرياتيكي، حيث سبّبوا الكثير من المشاكل مع الجمهورية الرومانية خلال عقود، الى أن تمّ القضاء عليهم من قبل روما العام 68 ق.م بعد شنّ حرب عليهم واحتلال بلادهم.

• قراصنة بلاد الأناضول:
منذ القرن الثالث قبل الميلاد كان الغوط يشنّون غارات القرصنة على سواحل البحر الأسود، وبحر مرمرة وسواحل بحر إيجيه، والعام 264 ق.م وصل القراصنة الغوطيون الى جزيرتي قبرص وكريت حيث استولوا على ثروات كبيرة واحتجزوا الآلاف من أبناء هذه البلاد.

• قراصنة غرب أوروبا:
يمكن الملاحظة أن أعمال القرصنة في تلك الفترة كانت منتشرة في سواحل فرنسا وبلجيكا وانكلترا وقد عانى الرومان من نشاطهم الكثير.

القرون الوسطى
يعتبر «الفايكنغ» (Vikings) أشهر القراصنة المحاربين الذين اجتاحوا السواحل الأوروبية خلال القرون الوسطى، وقد وصلوا في انتشارهم الى ساحل البحر الأسود وبلاد فارس، كما أنهم وصلوا الى سواحل بريطانيا وافريقيا وإيطاليا وجنوب فرنسا، ولما كانت أوروبا في ذلك الوقت تفتقد الى سلطة موحدة وقادرة، فقد هيمن الفايكنغ على الكثير من المدن والقرى الأوروبية سواء أكانت مشاطئة للبحر أو على ضفاف الأنهر الصالحة للملاحة داخل أوروبا.
كذلك فقد شهد البحر المتوسط أعمال القراصنة المسلمين الذين اتخذوا من سواحل فرنسا الجنوبية وشمال إيطاليا منذ نهاية القرن التاسع الميلادي مقراً لشن هجماتهم على المدن الإيطالية مثل روما (846م)، واستمر نشاطهم قرب السواحل الإيطالية حتى القرن الثالث عشر، بعد أن اتخذوا من جزيرة كريت مقراً لهم.
كذلك يشهد تاريخ هذه الفترة وجود قراصنة «سلاف» على شواطئ بحر البلطيق، وقراصنة إيرلنديين على شواطئ الجزر البريطانية. كما قامت قبائل «الهايدا» (Haida)، و«التلينجت» (Tlingit) على شواطئ أميركا الغربية بأعمال القرصنة وتجارة العبيد من جنوب «ألاسكا» وحتى كاليفورنيا الحالية.
ولم يقتصر نشاط القراصنة على بحار أوروبا وأميركا وأفريقيا، بل امتد الى سواحل الهند وآسيا الشرقية حيث اشتهر القراصنة الصينيون والهنود باعتراض السفن التجارية ما بين بلاد فارس وأفريقيا، كما شكّلت جزيرة مدغشقر ملجأ لعدد كبير من القراصنة الذين أقاموا فيها مستعمرة.

ما بين القرون الوسطى والقرن العشرين
شهد مطلع القرن الثالث عشر الميلادي بداية أعمال القرصنة اليابانية والتي عرفت باسم «ووكو» (Wokou)، وهؤلاء كانوا من الجنود والتجار والمهربين اليابانيين، وقد غزوا شواطئ الصين وكوريا، وكان البحر الأصفر مسرحاً لنشاطهم، حيث تحالفوا في القرن السادس عشر مع زملائهم الصينيين ووسعوا نشاطهم الى دول شرق آسيا وبحارها. ومع الوقت تحوّلت قيادتهم الى الصينيين، ويقدر بعض المصادر أنه كان لديهم ما بين 20 الى 400 مركب، ويعزون سبب ظهورهم الى عدم الاستقرار السياسي في اليابان في تلك الفترة، وبعضهم يعتبر أنهم كانوا يوجّهون من قبل «لوردات الحرب» لجني الثروة وسلب السفن التجارية مع السلطة الحاكمة في اليابان. وقد وضع البرتغاليون حدّاً لهذه الأعمال بالاتفاق مع السلطات الصينية لتأمين حرية التجارة ما بين الصين والهند وأوروبا.

• أوروبا الشرقية:
تعتبر جمهورية «زابوريجيان سيك» في السهوب الأوروبية الشرقية قرب نهر الدنيبر (Dneper) أول جمهورية للقراصنة ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، وكانت تتكّون من الأوكرانيين الهاربين من أسيادهم الإقطاعيين، والخارجين على القانون من مختلف الأنواع، كذلك من الهاربين من نير العبودية التركية، وقد تَسمّى هؤلاء بإسم «القوزاق» (Cossacks)، وقاموا بأعمال القرصنة في البحر الأسود والاعتداء على الشاطئ التركي حتى اسطنبول وسواحل فارس.

• قراصنة شمال أفريقيا:
أُطلق على قراصنة شمال أفريقيا، إسم «القراصنة البربريين». وكانوا ينطلقون في أعمالهم من موانئ تونس وطرابلس الغرب، الجزائر وبعض مرافئ المغرب، وذلك منذ بداية الحروب الصليبية وحتى القرن التاسع عشر. وقد اشتهر منهم «خير الدين بربروسا» الذي أصبح حاكماً لشمال أفريقيا من قبل الدولة العثمانية وقائداً لأسطولها البحري في عدة معارك ضد الأساطيل الأوروبية في البحر المتوسط، وانتصر في عدة معارك بحرية أهمها معركة بريفيزا (Preveza). والعام 1538 عيّنه السلطان العثماني «سليمان القانوني» أميراً للبحر (Fleet Admiral)، حيث تمّت السيطرة على البحر المتوسط من قبل العثمانيين حتى معركة «ليبانتو» العام 1571، وهنا يجب التمييز ما بين القراصنة الذين يقومون بأعمالهم العدائية تجاه السفن الأخرى لمصلحتهم الخاصة، وبين «القراصنة المفوضين» (Privateer)، الذين يقومون بأعمال القرصنة للسطو، أو الإستيلاء على السفن العدوة بتفويض من إحدى الدول، التي تكون بحالة عداء مع دولة أخرى، وهذا التقليد كان متبعاً خلال القرون الوسطى وحتى القرن العشرين، من قبل الدول الأوروبية وغيرها، أي أن العمل يصبح من مسؤولية الدولة المفوِّضة التي تتحمل تبعات عملها، وهذا ما حدث عندما شنّت الولايات المتحدة الأميركية أول حرب لها في البحر المتوسط ضد القراصنة البربر في تونس والجزائر والمغرب ما بين 1801 و1816، وعاملت القراصنة كأسرى حرب نظراً الى ارتباطهم بدول ترعاهم وتوجّههم في أعمالهم.

• القرصنة في البحر الكاريبي:
يمكن اعتبار أن العصر الذهبي للقرصنة في البحر الكاريبي يمتد على طول الفترة ما بين العامين 1560 و1720، خصوصاً بعد انتهاء حرب الوراثة الإسبانية في أوروبا (1700 - 1730)، فقد لجأ الكثير من الأوروبيين واستقروا في كثير من جزر هذا البحر وتحوّلوا الى قراصنة. وتحول الصراع بين دول أوروبا الى صراع ما بين القراصنة، وخصوصاً أولئك الذين ينتمون الى أصول بريطانية وفرنسية وهولندية، فقد كانوا يهاجمون السفن الإسبانية، لأن إسبانيا في ذلك الوقت كانت تسيطر على منطقة البحر الكاريبي، ولديها مستعمرات كثيرة فيها، فقد استطاع القراصنة الهولنديون أن يستولوا على أكثر من 500 سفينة إسبانية وبرتغالية ما بين 1623 و1638م. كذلك، وصل نشاط هؤلاء القراصنة الى سواحل أميركا الشمالية كما أنهم مارسوا نشاطهم وصولاً الى سواحل أفريقيا الغربية. وبرز من قراصنة تلك الفترة إدوارد تيتش المشهور بلقب اللحية السوداء (Black beard)، كذلك الكابتن هنري مورغان. وقد تمّ تصوير عدد من الأفلام السينمائية المشهورة تتناول هاتين الشخصيتين، وتصور بعض أعمالهم وأحداث تلك الحقبة.

القرصنة في العصر الحديث
يشكّل موضوع القراصنة المنقولين بحراً، اليوم، قضية اعتبارية مهمة وكذلك مادية، فقد قدّرت الخسائر الناتجة عن القرصنة سنوياً بما بين 13 و16 بليون دولار، خصوصاً في المياه الواقعة ما بين المحيط الهادئ والمحيط الهندي، شواطئ الصومال، كذلك مضيق «مالاقا» و«سنغافورة»، وهذه الممرات المائية تسلكها أكثر من 50 ألف سفينة تجارية كل عام.

تتخذ قضية القرصنة بُعداً دولياً كبيراً في عالم اليوم ذلك أن القسم الكبير من التجارة الدولية المعاصرة يتم بواسطة السفن، كذلك نقل موارد الطاقة من الشرق الأوسط باتجاه الشرق الأقصى كالصين واليابان وغيرها (نفط، غاز، معادن)، وباتجاه أوروبا والغرب وأميركا، وأهم الخطوط الدولية البحرية للنقل والشحن والتجارة إنما تمر عبر محورين بحريين يمتازان بأهمية استراتيجية وحسّاسة كونهما محكومين بالمرور عبر مضيقين هما: مضيق باب المندب باتجاه قناة السويس فالبحر المتوسط، ومضيق مالاقا (Malacca) ما بين شبه جزيرة ماليزيا وجزيرة سومطرة الأندونيسية، ويفصل ما بين المحيطين الهندي والهادئ. ونظراً الى ازدحام حركة المرور البحري أمام هذين المعبرين وكثافة عدد السفن الموجودة في البحر، ازدهرت عمليات القرصنة خصوصاً قرب هذين الممرين، في مالاقا وأندونيسيا وماليزيا، وقرب سواحل الصومال وخليج عدن، وقد قدّر عددها العام 2008 بأكثر من 90 عملية قرصنة، كما قدّرت أعمال القرصنة التي وقعت في هاتين المنطقتين في الأعوام القليلة الماضية بأكثر من نصف مجموع أعمال القرصنة التي وقعت في مختلف مناطق العالم، وذلك استناداً الى إحصاءات «مكتب الملاحة الدولي» (IMB)، وهو مكتب يرتبط بمنظمة الأمم المتحدة للبحار، ويهتم بحركة السفن التجارية والنقل في العالم ويرفع تقارير يومية عن النشاط البحري للسفن عبر العالم.
تبيّن تقارير المكتب الدولي تراجعاً في أعمال القرصنة ما بعد العام 2004، ولكنه يرتفع العام 2007، وذلك لازدياد انخراط الدول وتعزيز إجراءات الحماية على سفنها ضد أعمال القرصنة.

ولا تزال منطقة أندونيسيا ومضيق مالاقا أكثر المناطق التي تزدهر فيها أعمال القرصنة، مع ملاحظة ازديادها في منطقة سواحل الصومال، خصوصاً خلال العام 2008، كما يعتبر مكتب الملاحة البحرية أن أخطر المناطق التي تتم فيها أعمال القرصنة هي سواحل نيجيريا، وشواطئ بنغلادش وسانتوس في البرازيل، ويعزو خبراء المكتب سبب ازدياد هذه الأعمال في منطقة ما، الى عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول القريبة من أماكن ارتكاب القرصنة، ما يسهّل للقراصنة قواعد إنطلاق وملاجئ آمنة تحميهم من الملاحقة، أو لتورط بعض زعماء العصابات والمافيات العالمية، أو أمراء الحرب الموجودين في الدول القريبة. كما يرى البعض الآخر، إن أعمال القرصنة اليوم تنتمي الى شبكة عالمية، لها قيادتها ومنظماتها وتعمل في العالم وفق مخططات معينة وتمتلك وسائل إتصال ونقل حديثة وأسلحة، وتستخدم أحدث التقنيات في الاتصال عبر الأقمار الإصطناعية مما يثير الكثير من التساؤلات حول عملها وخلفيات نشاطها وتداعياته، مما يضع منظمات عالمية ودولاً، وسياساتها في دائرة الشك والإتهام. (يتبع في العدد القادم).


__________________________________________________ ___________

الجزء الثاني : منشور في العدد 284
______________________

القرصنة الصومالية وخلفيات نشوئها
إعداد: الدكتور أحمد عَلّو (عميد متقاعد)



الصيادون اعترضوا السفن الأجنبية دفاعاً عن لقمة عيشهم وأمراء الحرب حموهم وقاسموهم المغانم

على مدى عقود كانت الصومال مسرحاً لسلسلة من الحروب التي جعلت الشعب الصومالي من أفقر شعوب العالم. وعلى خلفية الفقر والصراعات القبلية والأزمات السياسية المتشابكة مع المصالح الدولية، نشأت ظاهرة القرصنة التي بدأت مع اعتراض الصيادين القدماء سفناً أجنبية أتت تقاسمهم «لقمة البحر».

«ستبقى أعمال القرصنة على شواطئ الصومال البحرية مشكلة، طالما بقي العنف والفوضى على أراضيها البرية».

مسؤول في الأمم المتحدة
المكتب الدولي البحري

موقع الصومال وأهميته الاستراتيجية
تقع الصومال في القسم الشرقي من قارة أفريقيا، وتتربّع فوق ما يُعرف بـ«القرن الأفريقي»، المطلّ على خليج عدن والمحيط الهندي، والقريب من «باب المندب»، المعبر الاستراتيجي المهم ما بين هذا المحيط والبحر الأحمر، حيث يعبر أكثر من 30٪ من التجارة العالمية البحرية، وسفن نقل النفط باتجاه قناة السويس.

المساحة والحدود
تبلغ مساحة الصومال حوالى 638 ألف كلم2. تحدها من الشمال دجيبوتي (58 كلم)، وإثيوبيا من الغرب (حوالى 1600 كلم)، كينيا من الجنوب (682 كلم)، وتطل شرقاً على المحيط الهندي بشريط طويل من السواحل (3025 كلم)، وهي تملك أطول ساحل لدولة أفريقية تطل على البحر.

الموارد الطبيعية
تمتاز طبيعة الصومال بأراضيها الجرداء والصحراوية في مناطق الوسط والداخل، وقلة الأمطار، ومناخها الإستوائي الموسمي في الوسط والجنوب، والمعتدل في الشمال.
وقد دلّت دراسات أجريت أخيراً على وجود كميات ضخمة من النفط خصوصاً في مناطق الشمال. وكذلك كميات كبرى من اليورانيوم والفولاذ والرصاص والملح والغاز الطبيعي.

السكان ووسائل العيش
يبلغ عدد سكان الدولة الصومالية الحالية وفق التقديرات الأخيرة (2008) حوالى 10 ملايين، أما الشعب الصومالي (كإثنية مستقلة موزعة على عدد من الدول المجاورة أو في العالم، خصوصاً بعد سلسلة الحروب المستمرة منذ عقود) فيبلغ تعداده حوالى 16 مليون.
المجتمع الصومالي، قبلي، عشائري، متدين، يمتاز بسيطرة عدد من القبائل الكبيرة على الحياة السياسية والإجتماعية يتبعها عدد من القبائل الأصغر وفروعها وبطونها وأفخاذها. وتعيش هذه القبائل على تربية الماشية والرعي والزراعة، في الأرياف (40٪ من الدخل) وتتنافس في ما بينها للحصول على الموارد وأسباب المعاش الى حد الإقتتال.
أما على السواحل فيعيش الناس من عملية صيد الأسماك، وزراعة الموز وتصديرها مع الجلود والفحم والحديد الخام (65٪ من الصادرات) ويبلغ معدل دخل الفرد السنوي حوالى 600 دولار (تقديرات 2008) أما الدخل القومي فقدر بمبلغ 5.7 مليار دولار العام 2008.
يتكلم سكان الصومال اللغة الصومالية، وهي اللغة الرسمية، كذلك اللغة العربية وهي لغة الدين (كلهم مسلمون سنّة، على المذهب الشافعي). و85٪ من الشعب، صومالي الإثنية، و15٪ من باقي الإثنيات ومن ضمنها العرب (30 ألفاً). والصومال دولة أفريقية تنتمي الى الإتحاد الأفريقي وهي كذلك إحدى دول «جامعة الدول العربية».

قبائل الصومال
- مجموعة قبائل «أرر بن سالمة» أو أرر صومالي (أبو الصومال). وهذه المجموعة تضم حوالى 70٪ من شعب الصومال.
- قبائل «الهوّي» والدر والمرجان وتعني صباغة الجلود والصيد البري. وتمتد قبيلة «الهوّي» خارج حدود الصومال الى كينيا وأثيوبيا.
«الجودا بورسي» وتساكن مجموعة الهواشم الذين ينسبون أنفسهم الى بني قريش، ويساكنون قبائل العيسى ومرجان والجبويي في زيلع.
- قبائل اسحاق وهم من العرب وكذلك قبائل الدارود.

الوضع السياسي الإجتماعي في الصومال
تعيش الدولة الصومالية أزمة سياسية منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق محمد سياد بري العام 1991، فهي دولة ممزّقة منذ 18 عاماً، إذ أعلن عدد من مقاطعاتها استقلاله عن الحكومة المركزية كجمهورية أرض الصومال في الشمال (Somali land). كما أعلن إقليم البونطلاند (Pont Land) الواقع على القرن الأفريقي حكماً ذاتياً مع ولائه السياسي للحكومة المركزية في العاصمة مقديشو. وعلى الرغم من المحاولات المتكررة التي قامت بها الحكومة المركزية لإعادة توحيد البلاد، إلا أن الصراع على السلطة بين التيارات والقبائل حال دون التوصل الى حلول للأزمة. واندلعت حروب دامية أدت الى مقتل عشرات الآلاف من السكان، وهجرة مئات الآلاف عن ديارهم، ولم تستطع محاولات الأمم المتحدة، أو الإتحاد الأفريقي منع هذه المنازعات الدامية حتى اليوم، كما أن الأحداث جعلت الشعب الصومالي من أفقر شعوب العالم إذ أن هناك حوالى 73٪ من الشعب اليوم يعيش بأقل من دولارين في اليوم، ومعظمهم يعيش من المساعدات التي تقدّمها الأمم المتحدة عبر حملات منظمة ومستمرة لمكافحة المجاعة والأمراض.

جذور ظاهرة القرصنة الصومالية
عمل الرئيس سياد بري في أثناء فترة حكمه على تنمية صناعة صيد الأسماك وتطويرها من خلال مساعدات دولية مهمة قدّمت للصومال أسطولاً للصيد البحري وتصديره الى الخارج، وقد عمل الكثير من الصوماليين في هذه الصناعة.
وبعد سقوط حكم بري واندلاع الحرب الأهلية في الصومال تدهورت هذه الصناعة، واشتدت الأزمة مع قيام السفن الأجنبية بأعمال الصيد في سواحل الصومال، ما دفع بعض الصوماليين الصيادين القدماء للقيام باعتراض هذه السفن وأحياناً مصادرة ما تحمله، واستخدام القوة لمنع التعدي على شواطئهم البحرية. من هنا نجد أن الجذور الأولى للقراصنة الصوماليين تعود الى بعض هؤلاء الصيادين الذين احتجزوا هذه السفن وطلبوا فدية لإطلاقها، ولما جرى دفع الفدية من قبل الدول أو الشركات صاحبة هذه السفن انتبه أمراء الحرب الصوماليون «على البر» الى أهمية هذا العمل وأرباحه الكبيرة، فبدأوا بتسهيل أعمال القرصنة، وحماية القراصنة، واقتسام الغنائم معهم.
واللافت أن القراصنة لا يؤذون الرهائن الذين يسيّرون السفن المخطوفة، بل يعاملونهم معاملة حسنة طمعاً في الحصول على الفدية بأسرع وقت.

وقد حاولت الحكومة الفدرالية الإنتقالية التي تولّت السلطة العام 2004 محاربة ظاهرة القرصنة، وسمحت للأساطيل الأجنبية بملاحقة القراصنة حتى في مياه الصومال الإقليمية (200 كلم)، كذلك فعلت حكومة بونطلاند. وقد وجّهت الحكومتان طلباً الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للمساعدة في مكافحة عمليات القرصنة في شواطئ الصومال بعد تزايد هذه الأعمال خصوصاً خلال العام 2008.

من هم القراصنة؟
يمكن ملاحظة أن معظم القراصنة ينتمي الى منطقة البونطلاند في القرن الأفريقي (شمال الصومال الشرقي)، ويقدّر بعض المصادر أن هناك حوالى خمس عصابات كبيرة يقدر عديدها بأكثر من 1000 شخص تقوم بالقرصنة، وتراوح أعمارهم ما بين 20 و35 سنة.
وقدر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أنه يمكن تقسيم القراصنة الى ثلاث فئات هي:
1- الصيادون المحليون ويعتبرون كعقل لعمليات القرصنة نظراً الى مهاراتهم وخبرتهم الطويلة في البحر.
2- أفراد الميليشيات السابقون، والذين عملوا في خدمة أمراء الحرب المحليين، وهؤلاء يشكّلون عضلات القراصنة.
3- خبراء تقنيون وهؤلاء يمكنهم إدارة وتشغيل التجهيزات المتطورة من أجهزة إتصال وكمبيوتر ونظام تحديد المواقع العالمي GPS.

أسلحة القراصنة وعملهم
يقول بعض المصادر أن القراصنة يحصلون على سلاحهم من خلال وسطاء. وهؤلاء يشترونه من اليمن، ومن مقديشو العاصمة، ويرسلونه الى القراصنة في الشمال وهناك يقبضون ثمنه نقداً.
وهذه الأسلحة تراوح ما بين رشاشات «كلاشينكوف» (AK47) و«آر. بي. جي» (RPG - 7)، وصواريخ مضادة للدروع (Rocket Launcher) ومسدسات نصف أوتوماتيكية مثل «TT - 30»، وكذلك قنابل يدوية مثل «RGD - 5 أو F1».
ينطلق هؤلاء القراصنة في البحر داخل سفينة صيد متوسطة تدعى السفينة الأم (Mothership) وفيها بعض الزوارق السريعة (Zodiac)، والوسائل اللوجستية الضرورية كافة للبقاء في البحر أياماً. وعندما يحدّدون هدفهم المناسب ينطلقون بعدة مجموعات مسلحة في قواربهم السريعة نحو السفينة المقصودة ويحيطون بها ويهدّدونها بأسلحتهم المختلفة، ولما كانت السفن التجارية غير مسلحة فإنهم يصعدون الى ظهر السفينة المخطوفة بواسطة الحبال أو السلالم التي يتزوّدونها، وهناك يتم حجز الطاقم ومن ثم يقومون بتوجيه السفينة الرهينة باتجاه برّ الأمان المحدد باستخدام أنظمة التوجيه المتطورة التي بحوزتهم، ويعتبر مرفأ إيل أحد المرافئ المهمة التي يلجأ اليها القراصنة في منطقة بلاد البونط.

كيف يتم دفع الفدية؟
يتم دفع الفدية للقراصنة بالدولار (في أكثر الحالات) ويجري ذلك بالطرق الآتية: بواسطة أكياس أو صناديق خاصة لمنع تلفها بالماء وترمى بواسطة طائرة هليكوبتر أو زوارق صغيرة، كذلك يمكن رميها للقراصنة بواسطة المظلة (Parachute) كما حدث في دفع فدية ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيريوس ستار» (MV Sirius star)، فقد أسقط صندوق برتقالي بواسطة المظلة فوق سطح هذه السفينة، يحتوي 3 ملايين دولار، وتمّ ذلك في شهر كانون الثاني 2009، وأطلقت السفينة وطاقمها بعد أن جرى عدّ أوراق النقود بواسطة آلات عدّ متطورة جداً تماماً كتلك الموجودة في أي مكتب عملات حول العالم.
ويزعم البعض أن القراصنة الصوماليين يتلقون دعماً مالياً، وتجهيزات ومعلومات من صوماليي «الدياسبورا» الموزعين في عدد من دول العالم الغربي، وخصوصاً في كندا حيث ينتشر حوالى 200 ألف صومالي. ووفقاً للمكتب الدولي للملاحة فإن قراصنة الصومال قاموا بحوالى 111 عملية قرصنة العام 2008، نجح منها 40 عملية، ويحتجزون حتى الآن 14 سفينة عليها 200 رهينة، وقد جنى القراصنة أرباحاً قدّرت بما بين 60 و70 مليون دولار من الفدية التي تمّ دفعها من قبل أصحاب السفن أو الدول.

الموقف الدولي
لقد وحّد عمل القراصنة في الصومال جهد عدد من الدول الكبرى، وبعض دول المنطقة ضدها، وعدد من هذه الدول تعتبر في حالة عداء في ما بينها، أو على الأقل غير متعاونة، مثل الولايات المتحدة وإيران والناتو وروسيا، والصين والهند واليابان؛ وقد أنشأت قوة مهمة خاصة (Task Force 150) مؤلفة من عدد من سفنها الحربية وباشرت أعمال الدورية والمطاردة في المحيط الهندي وخليج عدن. كذلك عمدت جامعة الدول العربية ودولها المشاطئة للبحر الأحمر والمطلة على باب المندب الى تعزيز إجراءات الأمن والحماية للسفن العابرة للمضيق وقناة السويس، خصوصاً أن قناة السويس تأثرت بنسبة كبيرة نتيجة تحوّل السفن عن عبورها وتوجّهها نحو رأس الرجاء الصالح، وقدّرت خسائر مصر بأكثر من مليار دولار من عائدات القناة نتيجة لذلك.
وفي مطلع كانون الثاني 2009 تشكّلت قوة جديدة مشتركة من عدد أكبر من دول العالم أطلق عليها إسم «CTF - 151» (Combined Task Force 151) وأعدت وجهّزت بعدد أكبر من السفن الحربية للعمل في منطقة سواحل الصومال وخليج عدن، لحماية عملية إنتقال السفن التجارية بأمان وحرية، ولمحاربة القراصنة العاملين في هذه المنطقة ومطاردتهم.

موقف الأمم المتحدة
في 7 تشرين الأول 2008 تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً رقمه 1838، دعا فيه الدول التي لديها أساطيل في المنطقة الى استخدام القوة لمنع أعمال القرصنة، كما أن الهند دعت لإقامة قوة حفظ للسلام لمعالجة قضية القرصنة في سواحل الصومال.
كذلك تبنّى مجلس الأمن في 20 تشرين الثاني 2008 قراراً اقترحته بريطانيا بفرض عقوبات على الصومال لتقصيرها في منع أعمال القرصنة.
وفي 17 كانون الأول 2008 تبنّى مجلس الأمن بالإجماع قراراً، يسمح لأول مرة بجواز احتلال البحر والبر لاستخدامهما في مطاردة القراصنة والقضاء عليهم.

صراع دائم
إذا كانت القرصنة جرماً دولياً بامتياز وعملاً لصوصياً من الدرجة الأولى وفق القوانين البشرية والدولية كافة يجب ردعه ومنعه بالقوة، إلا أن المشكلة في الصومال تكمن في البر الصومالي وفي الصراع الدائم على السلطة والمكاسب، والحل الأمثل لهذه المشكلة هناك (القرصنة) هو في إرساء نظام حكم مستقر وتوحيد أفرقاء التركيبة الإجتماعية ولو بالقوة، لأن إقامة دولة قوية وتنمية إجتماعية مستدامة وحدهما ما يكفل القضاء على هذه الظاهرة الخطرة، والى أن يتحقق ذلك ستبقى أرض الصومال وشواطئها سائبة للقراصنة وغيرهم وللتدخل الدولي.


__________________________________________________ _____

المراجع :

المراجع
I- The New York Times: Pirates of the mediterranean by robert Harris, Sept 30-2006
II- Pirates - global security.org
III- Piracy - wikipedia Encyclopedia
IV- Image: China's critical sealines of communication - wikipedia
V- Somalia - wikipedia
VI- VOA News - 21 Jan 2009
VII- BBC News/Africa/Q & A: Somali Piracy
VIII- BBC News/Africa/ Life in Somalia's Pirates town
IX- CIA - The factbook-Somalia
- مجلة الحوادث: العدد 2717 - 28 تشرين الثاني - 4 كانون الأول 2008.
- بحث: الصومال أرض سائبة. إعداد سليم نجم - ص 16-21.

1-www.Un.org.UN Convention on the Law of the Sea (UNCLOS)
2- المنجد في اللغة والإعلام - دار الشروق - بيروت - الطبعة 35 - 1996.
3- www.wikipedia: Piracy.
4- www.wikipedia: Ancient Maritime History.
5- البحر والتاريخ - إ. إ. رايس - عالم المعرفة - ابريل 2005 - الكويت.
6- Plutarch - (Caeser 1 - 2 - 8) - www.wikipedia - Piracy, Lex Gabinia - wikipedia.
7- The New York Times: Pirates of the mediter - Robert Harris Sept 30 - 2006.
8- wikipedia, Piracy in Eastern Europe - East Asia.
9- wikipedia - Berbery - USA wars:
- First war (1801 - 1805).

http://www.yasour.org/news.php?go=fullnews&newsid=836

ninou9992000
2012-01-30, 20:43
احتاج الى كتاب حول وكالة روترز الامريكية

hano.jimi
2012-01-30, 20:56
أرجو المساعدة في بحث : بناء الشخصية الروائية في رواية مملكة البلعوطي

" مملكة البلعوطي " (1) من آخر الروايات التي كتبها نجيب الكيلاني (1921-1990) قبيل وفاته ، هناك روايتان أخريان: الأولى بعنوان " أهل الحميدية " والثانية تحمل اسم "الرجل الذي آمن " ، ولا أدري تماماً أيّ واحدة كانت الأخيرة كتابةً ، فقد كان يحدثني في مرض الموت عن رغبته في كتابة الجزء الثالث من " ثلاثية عبد المتجلي " التي أصدر منها جزءين " اعترافات عبد المتجلي " ، " وامرأة عبد المتجلي " .. وكان ينوي أن يكون الجزء الثالث بعنوان " هجرة عبد المتجلي " ، وقد حدثني عن خطوطها العريضة ، وركّز على أن الهجرة لن تكون إلى خارج مصر ، ولكنها ستكون إلى الجنوب ، حيث يؤسّس عبد المتجلي في الصعيد حياة جديدة ، تنعكس عليها الأحوال والظروف القائمة ، وبواجه الإحباط الذي أصابه في الجزءين الأول والثاني ، والقهر الذي عصف به وأفقده أحباءه .. ولكن " نجيب الكيلاني " رحل بحلمه وأمله قبل أن يحقّق رغبته بكتابة " هجرة عبد المتجلي " .

" ومملكة البلعوطي " مثل " أهل الحميدية " و " الرجل الذي آمن " في اتكائها على الواقع ، ودخولها دائرة ما سمّيناه " الواقعية الإسلامية " ، حيث تنطلق من أحداث الواقع وتفصيلاته التي تجري على أرض الوطن كل يوم ، الآن وقبل الآن وفي المستقبل ، وسبق أن تناولت في دراستي " الواقعية الإسلامية في روايات نجيب الكيلاني " (2) انعطافة نجيب الكيلاني نحو الأحداث اليومية التي يعايشها الناس ، والانطلاق منها لمعالجة همومهم وآلامهم من خلال تصوّر إسلامي واع ، وقد تجلّت هذه الانعطافة في رواياته الأربع : اعترافات عبد المتجلي ـ امرأة عبد المتجلي ـ قضية أبو الفتوح الشرقاوي ـ ملكة العنب . ويمكن أن نضيف إلى هذه الروايات : مملكة البلعوطي ـ أهل الحميدية ـ الرجل الذي آمن .

و " مملكة البلعوطي " ترتبط بتاريخ أسرة الكيلاني ، تحديداً بجدّه " إبراهيم الكيلاني " الذي كان يحبّه حبّاً جمّاً ، وقد روى لي ـ يرحمه الله ـ قبيل وفاته بأيام ، وكان المرض قد جعل منه كياناً ذابلاً هزيلاً ، كيف بكى وهو يكتب آخر سطر من الرواية ، وأشار إلى المكان الذي كان يجلس فيه داخل غرفة النوم ، فدخلت عليه زوجه ، ورأته يبكي بدموع غزيرة ، فسألته :

ـ لماذا تبكي يا نجيب ؟

فقال لها :

ـ أبكي جدّي !

فردت عليه :

ـ إن جدّك مات قبل ستين سنة .

ـ الآن فقط دفنته ، بعد أن شيعت جنازته !!

كان يقصد أنه دفن جدّه في الرّواية " مملكة البلعوطي " ، وبكى عليه مثل الباكين في الرّواية ، وكانت عيناه ، وسط الذبول والهزال ، تلمعان بحيويّة ونشاط ، تعبيراً عن حبّه لجدّه الذي أثّر فيه ، وأثر في مصير قرية بأكملها ، وجعل منه الناس مثلاً يضربونه لكل باحث ..... الشجاعة والحق ، ولذا سمّوه " البلعوطي " .

تتبدى في الرواية ظاهرة مهمة ، من أهم الظواهر التي تميّز بها نجيب الكيلاني ، وهي تمتّعه بذاكرة قويّة ، تحتفظ بأدقّ التفاصيل وأبسط الأحداث ، وأذكر أنه في لقائي الأخير معه قبيل وفاته بأيام ، كان حدثني عن الشخوص الحقيقيين الذين ضمّتهم الرواية حديثاً مستفيضاً ولم تثبت شدّة الآلام التي كان يعانيها عن الاسترسال في وصف مصائرهم وما وصل إليه أحفادهم وأحفاد أبنائهم .. (3) .

إننا نستطيع القول إن " مملكة البلعوطي " ، قطعة غالية من نفس " نجيب الكيلاني " وتاريخه ، وإن سجّلها بمنطق الفن لا منطق التاريخ ، ومع ذلك جمعت مفردات الواقع المصري المعاش قديماً وحديثاً ، ولو اختلفت الأزياء والسمات .



- 2-

تقع أحداث الرواية في الثلث الأول من القرن العشرين الذي ولد الكاتب في أواخره (1921) ، وشهدت هذه الفترة أحداثاً جساماً على مستوى الوطن من صراع بين الشعب والإنجليز ، ووقوع الحرب العالمية الأولى ، ودخول البلاد في معترك سياسي داخلي بين الأحزاب من ناحية والحكومة والإنجليز من ناحية أخرى ، وأيضا فيما بين الأحزاب وبعضها البعض .. وكل ذلك انعكس على حياة المواطنين وبخاصة طبقة الفلاحين التي كانت تمثل آنئذ أغلبية الشعب وقاعدته العريضة .

ومع أن الكاتب اختار هذه الفترة البعيدة نسبيّاً عن زماننا ، إلا أنها تعيش فيه بطريقة ما ، حيث تتشابه المشكلات والصراعات ، وكأن اليوم هو الأمس ، ومن ثم نرى الرواية تركّز على جوهر الأحداث وسلوك صانعيها خاصة ، وهو ما يجعل " مملكة البلعوطي " رواية "فكرة " و " تصَوّر " في المقام الأول ، قبل أن تروى تاريخاً قريباً .

بالإضافة إلى ذلك ، فهناك المنهج القصصي الذي يعتمد تفاصيل الحياة اليومية ودقائقها واستجابة الأشخاص لها ، وهو ما يجعل الرواية بنت اليوم أكثر منها جدّة الأمس .

أما الزمن الروائي ، فهو زمن استطرادي تقليدي ، ينطلق من سرد الماضي وعرضه بصورة متتابعة متصاعدة ، لا مجال فيه غالبا للتذكر أو الاسترجاع ، وقليلاً ما يصادفنا الحوار الداخلي أو المونولوج ، فالأحداث متلاحقة ، وردود الفعل مباشرة ومتوازية .

أما المكان فهو كما حددته الرواية مجموعة قرى تقع في دائرة مركز زفتى غربية ، يُضاف إليها مدينة طنطا عاصمة المديرية (المحافظة الآن) حيث ينتقل إليها بعض شخوص الرواية للإقامة أو لإنجاز بعض المصالح .

اتساع المكان في الريف المصري يعنى أن قضايا الرواية مرتبطة بالأغلبية الساحقة من الشعب كما تعنى تنوّع الأحداث ، وتشابهها أيضاً .. وتعطى في الوقت ذاته صورة شبه كاملة لأنماط الحياة الاجتماعية وطبيعة العلاقات الإنسانية السائدة في تلك المرحلة . إنها من ناحية تبرز ملامح فترة تاريخية قريبة عاشها الناس في مصر ، ومن ناحية أخرى تطرح معالم السلوك الاجتماعي بين طبقات الدولة آنذاك ، ونظائرها في أيامنا ، عن طريق الإيحاء والمقارنة بطريقة غير مباشرة ، وذلك من محيط الدائرة العريضة ـ أي الريف ـ التي تمثل أغلبية الناس (4) .

لعل عنوان الرواية " مملكة البلعوطي " يختزل بصورة ما الدلالات السابقة بالنسبة للمكان والزمان جميعاً ، إننا ننتقل من قرية إلى قرية ، ومن الحقل إلى السوق ، ومن بيوت الفلاحين الطينية إلى قصر الإقطاعي الكبير ، ومن المسجد إلى ما يشبه المقهى ، ومن كل ذلك إلى البندر حيث المدينة بملامحها وطباعها وخصائصها .. إن مملكة البلعوطي تضم قرية الكاتب " شرشاية " بالإضافة إلى دهفورة وحانوت وعزبة عويس وشبرا اليمن ، وميت البنر ، والعجزية ، وكفر شبرا الديب ، وكفر نوبة وشبرا فلوج وميت المخلص وكفر الجزيرة وسنباط وغيرها .. وهذه القرى دانت بالفضل والاحترام لبطل الرواية ومبادئه ، حيث أرسى فيها أسس الأمن والاستقرار ، وكأنه أراد أن يقيم مملكة فاضلة على غرار المدينة الفاضلة .. المكان فيما يبدو كان فرصة مناسبة للكاتب كي يحلم ـ من خلال حدث حقيقي ـ بإقامة المجتمع المثالي الذي تعاون فيه الجميع على الخير والبناء والتعمير من خلال تصوّر إسلامي يشيع العدل والحرية واحترام الإنسان .. مثلما فعل إبراهيم عبد اللطيف في الثلث الأول من القرن العشرين .



- 3-

تعالج رواية " مملكة البلعوطي " قضية الصراع بين الخير والشر ، بين القوة والضعف، بين الطبقة المستبدة والطبقة المستسلمة .. وعلاج هذه القضية يقترب كثيرا من أرض الواقع، بل ينبت منها ، حيث تدور الأحداث بين بشر ينتصرون أحياناً وينهزمون أحياناً أخرى ، وهم في الحالين لهم جوانب قوة وجوانب ضعف ، ومن خلال الصراع تبدو لنا معالم المعاناة التي كان يعانيها الشعب المصري في مجموعه العام نتيجة للاستبداد والقهر والفقر والجهل وأشياء أخرى . الرواية معنية بتوضيح هذه المعاناة ، وبلورة أسلوب المقاومة الشعبية العفوية أو المنظمة .

إن هيمنة الطبقة المستبدة جعلتها تملك السلطة والثروة ، وتحرم جموع الناس من حقّها في العيش الكريم والكرامة الإنسانية ، وكان أبو العز سليم بك خير مثال لهذه الطبقة بغطرستها وإفلاسها الروحي وحرمانها للأغلبية من ثمرة جهدها وعملها ، يؤازر الطبقة المستبدة الاستعمار الإنجليزي الذي يرى فيها خير عون له على تكتيف الشعب وشغله بقضايا يوميّة تبعده عن التفكير في المقاومة ، وأيضا هناك الخواجات الأجانب الذين يشتغلون بالرّبا ويتحكّمون من خلاله في مصير الفلاح المصري وإنتاجه ، بالإضافة إلى عناصر أخرى مستفيدة من الاستبداد الطبقي والاجتماعي مثل بعض العمد والخفراء وقطاع الطريق ومحترفي الإجرام ..

على الجانب الآخر يبدو الاستسلام والاستكانة والخوف طابعاً عاماً ، جعل الناس يرضون بكل ما يفرضه الاستبداد ، ويقبلون بمنهجه خشية المضاعفات التي تترتب على الرفض أو إعلان العصيان .. ومن ثمّ ، كانت المقاومة العفوية التي أبداها " البلعوطي " وشقيقه في سوق " سنباط " عامل تحوّل خطيراً في مسيرة الأحداث بالمنطقة . قامت على أساسها مفاهيم جديدة ونتائج لم تكن متوقعة جعلت من " البلعوطي " بطلاً شعبيّاً يلتف حوله الناس ويرون فيه أملهم وإنقاذهم .. صحيح أن البلعوطي وغيره دفعوا ثمناً غير قليل بسبب جرأته ولكن التيار الخيّر كان يتدفق إلى الأمام .. لقد ظهرت آثار السياسة الاستعمارية الإنجليزية في محاولة تحطيم المقاومة العفوية " فرّق تسد " ، ولكن التيار الخيّر اكتسحها بأسلوب واقعي ، وراح الناس يبحثون عن عناصر التضامن ، وإقامة العدل فيما بينهم ، والتمسّك بأراضيهم ، وتكاد الرواية هنا تقدم قصيدة غزل طويلة في حب الأرض والتمسّك بها وعدم التفريط فيها تحت أيّ ظرف من الظروف .. وهذه القصيدة الغزلية وصيّة من الآباء للأبناء, للأحفاد, لكل الأجيال ألاّ تفرطوا في أرضكم التي هي عرضكم .. وهذه الوصية يفهمها جيّدا من عاش في الريف وعمل بالفلاحة وامتلك أرضاً زراعية .

وفي سياق تدفق التيار الخيّر تعنى الرواية بتطهير المجتمع من الفساد والمفسدين والعناصر المساعدة على ذلك ، وبخاصة الإدمان والاتجار في المخدرات ، أيضا تدعو للتعليم وتراه أكبر من كل ثروة أو عقار أو جاه ، كذلك تؤكد الرواية على القيم النبيلة في المعاملات والعلاقات .. وكل ذلك وفقاً لمنهج الإسلام وتصوّراته الظافرة ..

أما المقاومة المنظمة فتظهر في الخلفية الروائية للأحداث ، حيث نرى مشهد نفي سعد زغلول زعيم الأمة وانعكاساته على المجتمع ، التي تكشف عمق كراهية الشعب للاستعمار الإنجليزي وأعوانه ، ومدى الحبّ الشعبي الغلاّب للزعيم المنفي .

وفي الخلفية الروائية تظهر آثار خافتة للحرب العالمية الأولى ، انعكست على حياة الفلاحين ومحاصيلهم ، وخاصة القطن .. وأيضاً محنة " الكوليرا " التي ألمّت بالوطن ومات فيها الكثيرون .

ويمكن القول إن " البلعوطي " في الرواية ، من خلال بيئته الرّيفيّة ، قد وضعته الأقدار ليحقق أحلام الناس في إقامة القرية الفاضلة أو المجتمع الفاضل بطريقة واقعية إسلامية ، تختلف بالضرورة عن المدينة الفاضلة المثالية الأفلاطونية . يقول إبراهيم لأكبر أبنائه وهو في مرض الموت :

" .. لا أطلب أ، تكون مثلي . إن لكل عصر رجاله وظروفه ، يخيّل إليّ أنه قد مضى زمن العصا والكرباج .. اعرف دينك تعرف طريقك .. واستفت قلبك وإن أفتاك الناس .. واستمع لصوت ضميرك ، فإنه صوت الحق من داخلك .. اعلم أن السلام والأمن والاستقرار لا تقوم إلا في حراسة القوة ، وليست القوة كما يتصور الناس في قريتنا سلاحاً ورجالاً وبطشاً فحسب ، لكن القوة في الحب والوحدة والعدل والتعاون .. لو أننا فعلنا ذلك لوُجدت القرية الفاضلة التي تحلم بها ... " (5) .

هكذا يبدو موضوع الرواية ، مع قدمه نسبيّاً ، معاصرا ، بل موضوعاً للمستقبل ، حيث يبحث الناس عن السلام والأمن والاستقرار ، وهو ما لم يتحقق في الماضي ولا الحاضر ، ولا أحد يعلم هل يتحقق في المستقبل أم لا ؟! وإن كانت النُّذُر والعواصف تشير بالنفي دائماً ! ولكن لا بأس من المحاولة والعمل .. فمن يدري ؟ قد يتحقق الحلم أو الأمل بحول الله وقوته .



- 4-

يبني نجيب الكيلاني روايته على عدد من الحوادث المتتابعة ، ومن خلالها تطرح الرواية موضوعها أو قضاياها ، ويمكن القول إن هناك حدثين تبدأ بهما الرواية ، ويمثلان من وجهة نظري الذروة في الأحداث حيث تعدّ الأحداث التالية تفريعاً ووصفا ، فضلاً عن كونها حلاًّ لهذه الذروة ، وإن لم تفقد عنصر التشويق والإثارة .

الحدث الأول هو المواجهة بين المستبد " أبي العز سليم " والشيخ " عبد القادر الشاذلي " حول ظلمه ورجاله للفلاحين ، والثاني هو تصدّي إبراهيم عبد اللطيف مع أخيه غير الشقيق " السيّد علي " لرجال أبي العز في سوق سنباط والانتصار عليهم وتفريق السوق وهروب الناس منه وصعود نجم " إبراهيم عبد اللطيف " ، بطلاً شعبياً يبهر الناس فيتعلقون به، كما يكسب احترام " توفيق بك الخشن " عمدة سنباط .. ويترتب على ذلك زلزال يصيب " أبا العز سليم " لأول مرة في حياته حيث ظهر من يتحداه علناً ويهزم رجاله .

يحاول أبو العز الانتقام من الأهالي فيرسل رجاله لاقتلاع زروعهم ، وتتباطأ الشرطة في التحقيق ، الذي لا يسفر عن اتهام أحد ! وهنا يقوم إبراهيم عبد اللطيف ورجاله بالردّ على الانتقام بعمل مماثل يمثل ضربة موجعة أخرى لأبي العز ، ومع أن الشرطة هنا تسرع في عملية التحقيق إلا أنه لا يستطيع إدانة " إبراهيم " أو أحد من الأهالي .. وتتصاعد الأحداث بمحاولة اغتيال " كامل " أحد أبناء " إبراهيم " ، وتخفق المحاولة .

يتدخل " توفيق بك الخشن " ، ويفقد محاولة صلح, عند " يوسف الجندي " السياسي المعروف آنئذ, بين أبي العز و " إبراهيم " ، ويتولى إبراهيم بموجب الصلح شئون العلاقة بين الفلاحين وأبي العزّ ، بل يتحوّل إلى مستشار لأبي العزّ في شئونه العامة والخاصة .. ومع أن إبراهيم يتعرّض لمحاولة اغتيال لم تنجح بسبب عزوف القتلة عن قتله نظراً لمكانته واحتراماً لقدره ، فإن إبراهيم يواصل الإصلاح من داخل دائرة أبي العز الضيقة ، وفي المجتمع القروي الذي يعيشه .

طبـيعة الريف في ذلك الحين (الثلث الأول من القرن العشرين) كانت تحمل في ثناياها نوعاً من الأحداث الغامضة وخاصة قتل بعض الأفراد المشهورين ، وقد حفلت الرواية بهذا النوع من الأحداث ، فقد قتل محمد بن بحراوية شيخ الخفراء والزراع اليمن لأبي العز سليم ، وظل الناس يتخبطون زمناً طويلاً في معرفة القاتل حتى توصلوا إلى أن القاتل هو فريد بن أبي العزّ سليم ، وكانت مفاجأة صاعقة للناس ولأبي العز جميعاً .. ولم تقدم الرواية تفسيراً مقنعاً يقوم على مقدمات توصّل إلى هذه النتيجة الدامية لأن ابن بحراوية وابن أبي العزّ من دائرة واحدة واتجاه واحد ، هي دائرة الشرّ واتجاه الاستبداد .

أيضا ، فإن مقتل " الجوهري " شقيق زوجة " إبراهيم عبد اللطيف " يمثل نوعاً من الأحداث الغامضة الفجائية التي تقع دون مقدمات ، ولا يستطيع أحد فك لغزها إلا بعد أمد طويل ، وإن ترتب على الحدث نفسه آثار ونتائج غير طيبة .

ويمكن كذلك ، أن يدخل في إطار هذه الأحداث الفجائية زواج فريد ابن أبي العز من إحدى الساقطات اللاتي تعرّف عليهن في البندر .. وإن لم يكن هذا الزواج في حدّ ذاته حدثاً غامضاً ، فإن سلوك فريد المنحرف يُسَوِّغُهُ ويجعله أمراً طبيعيّاً .

ترى هل كان للأحداث الغامضة والفجائية دور في البناء الروائي ؟

لا ريب أنها أحداث حقيقية وقعت بالفعل ، ولكن وقوعها المباغت أحياناً قد يحدث هزّة في البناء الروائي . ويستطيع من عاش في الريف مثلي أن يدرك أن أمثال هذه الحوادث أمر طبيعي وعادي ، أو كان أمراً طبيعيا وعادياً في ظل العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في النصف الأول من القرن العشرين .

ثمة ملمح مهم من ملامح البناء الروائي في مملكة البلعوطي ، وهو توازن مشكلات أسرة إبراهيم عبد اللطيف الداخلية ، مع مشكلات المجتمع المصري على مستوى القرية أو الوطن . إن مشكلات إبراهيم مع زوجاته وأبنائه في وجوه عديدة تبدو صدىً لمشكلات خارجية يمكن أن نجدها في نفي سعد زغلول وعودته من المنفى ، ومآسي الفلاحين مع الملاك ، وقتل بعض الأشخاص في القرية أو القرى المجاورة ، أو القبض على تجار المخدرات (ريحانة وأمها وزوجها) ...

يبدو تكثيف الأحداث في الرواية هدفاً مقصوداً في حد ذاته ، وذلك ليقوم بطلها "إبراهيم عبد اللطيف " بتقديم الحلول وفقا لنهجه الإسلامي البسيط المتسق مع الفطرة الريفية في نقائها وحبها للخير ومقاومتها للشرّ ورغبتها في الإصلاح .. ومع ذلك فإن رواية "مملكة البلعوطي " ليست من تلك الروايات الإصلاحية أو الأيديولوجية التي تموت بعد وقت قصير من تأليفها ، ذلك لأنها ركزت على الإنسان في مشاعره وعواطفه وتصوراته وسلوكه ، التي لا ترتبط بزمان دون زمان ولا بيئة دون أخرى ، ولكنها ترتبط بالإنسان في كل زمان ومكان .. فضلاً عن أن تصوّر الإصلاح هنا غير محدود بأيديولوجية ما أو نظرية ما ، ولكنه مرتبط بالفطرة النقية التي هي جوهر الإسلام .

إذا كان الحدث هو الأساس الأول للبناء الروائي في " مملكة البلعوطي " ، فإن الشخصية لا تقل أهمية عن الحدث في هذا البناء ، وذلك لكونها شخصية حيّة مع بساطتها وتواضعها ، وهي في مجملها شخصية طيبة تحمل الخير في أعماقها ، ويمكن أن تتحول إلى الخير من الشرّ إذا كانت شريرة ووجدت من يساعدها على التحوّل والتغيّر وفقا لمسوغات معقولة ومنطقية وهناك بالطبع شخصيات نكدة تمكّن الشرّ من أعماقها ولا تفلح أية محاولة في تغيرها . ويمكن القول إن الرواية قدمت شخصياتها الواقعية دون تزيّد أو افتعال في إطار إسلامي ناضج ، وهي في كل الأحوال شخصيات قريبة إلى العقل والمنطق والواقع الحيّ ، ونصادفها في كل زمان وكل مكان مع الفارق الذي تفرضه الخصائص الدقيقة لكل زمان وكل مكان .

وإبراهيم عبد اللطيف هو الشخصية الأولى روائيا ، تتركّز حوله الأضواء وتدور به الأحداث سواء كان طرفاً فاعلاً أو مشاركاً في آثارها بالحلّ والتصويب .. إنه فلاح بسيط ، ولكنه واع وشجاع ، استمد فلسفته وتصوّراته من إيمانه الإسلامي الذي يتسق مع فطرته النقية الصافية ، وقد جعلته معركة سوق " سنباط " بطلاً شعبيّاً لأنه واجه قوى عاتية بشجاعة تلقائية ، وانتصر عليها بطريقة مذهلة ، وكان يمكن لهذه القوى أن تسحقه سحقاً ، ولكن النصر كان حليفه بسبب إقدامه وجرأته ، ومن هنا كان المبدأ الذي اعتنقه " القوة لا تردعها إلا القوة .. ولست أعني بذلك الحرب وسفـك الدمـاء ، ولكن أقصد القوة التي تحقق الهدف .. أي نوع من القوة .. مادية كانت أو معنوية .. " (6) . لقد كانت موقعة السوق تطبيقاً عملياً لهذه الفلسفة التي ترى أن الإقرار بالهزيمة اليوم سيكون مقدمة للاستسلام في المرات القادمة ، ولن تقوم لنا قائمة ، والحل هو الضرب بالعصا لكل من يقف في الطريق ، قيل له : تعقّل يا إبراهيم .. نحن قلّة ، ولكنه لم يستجب للنداء وصاح بأعلى صوته : اضرب يا ولد .. اضرب ولا تخف ، وزاح يطوّح عصاه يمنة ويسرة ، ومن ورائه أخوه السيد علي ، فاضطرب الناس ، وهاجوا وماجوا وفرت المواشي والأغنام ولاذ أنصار أبو العز سليم بالفرار وتبعهم العسكر والخفراء ، وهرب من في السوق ، وسرت أنباء تقول إن إبراهيم عبد اللطيف وأخوه قد ضربا من في السوق ، وأن الإنجليز لاذوا بالفرار ، وصاح رجل مجهول :

ـ " البلعوطي ضرب السوق " . وردّد الناس : البلعوطي .. البلعوطي استطاع بجرأته وشجاعته أن يجعل الناس يفرّون (7) .

هكذا تبدو المبادرة في حياة إبراهيم عبد اللطيف عنصراً أساسيّاً في مواجهة متاعب الحياة ، ولكنه مع ذلك يملك من التجربة والحنكة ما يجعله يؤمن بأن الشجاع هو من يلوّح بالعصا ولا يستعملها ، ويصل إلى هدفه دون أن يريق دماً ، وهو لا يخاف الموت ولا يجبن عن المواجهة ولكنه يخاف الله رب العالمين .. وهو في كل الأحوال ليس "السوبرمان" الذي ينتصر دائماً ويملك قلباً حديديّاً ، فهو يشعر بالخوف حين يتآمر عليه القوم ، ويدبّرون لقتله ، وتبدو مظاهر الخوف على جبينه من خلال العرق القوي .. ولكنه في الوقت نفسه لا يستسلم للخوف ولا يرضى الجبن ، لأنه على حد تعبيره " قتل الموت في نفسه " .

إن إبراهيم من خلال إيمانه بالقوة في مواجهة الظلم والعسف ، يؤمن بالعلم أيضا ، بل إنه يسعد بالانتصار العلمي أكثر من الانتصار بالعصا ، وقد عبّر عن ذلك يوم ألقى ابنه عبد الفتاح . الطالب بالمعهد الديني خطبة الجمعة ونالت استحسان الناس .

وعلى هذا المنهج الإيجابي والرؤية السويّة الناضجة للحياة تمضي شخصية " إبراهيم عبد اللطيف " على امتداد الرواية حتـى تلقــى ربهــا ، تاركــة مملكــة وطيدة الأركان ، عامــرة بالحــب والإيـمان في قرية شرشاية وما حولها . مات إبراهيم بعد أن جلس على عرش القلوب .. مــات فقيرا صابـراً راضيا ، تحفّ به أرواح الملائكة .. مات أشرف ميتة يتمناها مؤمن .

الشخصية الثانية في الرواية هي شخصية " أبي العز سليم " ، وهو إقطاعي متعجرف مستبد لا يقبل أن يرد له أحد أمراً أو يشاركه أحد في أمر . إنه لا يطيق نقداً أو معارضة ، ولو جاء ذلك من أحد لصلبه وربطه بالحبال وجلده بالسياط ، وهو يعمل دائما بنصائح أصدقائه من الإنجليز ، وبخاصة نصيحة " فرّق تسد " ، وعملاً بالنصيحة المذكورة ، فإنه يسعى إلى تفتيت كتلة الفقراء والتفريق بينهم وبين أصحاب الكلمة والريادة فيهم . إنه يؤمن أن الناس عبيده ، وهو ولي نعمتهم ، ولذا فالقتل جزاء من يعترض طريقه ، ومن ثمّ كان تخطيطه لاغتيال إبراهيم عبد اللطيف ، بيد أنه أخفق ومنى بالخسران .

وتستبطن الرواية شخصية أبي العز ، فتراه شحيحاً على أبنائه وبناته ، ألغى شخصية زوجه منذ البداية وأصبحت مجرد جارية تؤمر فتطيع ، رفض أن يبعث بأبنائه إلى المدارس ظنّاً منه أن المدارس لن تخرّج إلا موظفين يتقاضون مبلغاً تافهاً من المال وهم ليسوا في حاجة إلى هذا المال . لم يهتم بشئونهم أو يشرف على تربيتهم فشبّوا فاسدين منحرفين يدخنون السجائر والحشيش ، يغازلون الخدم ويقعون في شباك الساقطات ، ويسافرون إلى المدينة للهو والعبث ويسرقون المحاصيل والماشية والمجوهرات . إنهم ذرية فاسدة ليس فيها من يصلح لخلافته . البنات كبرن وبلغن سنّ الزواج وكلما تقدم أحد لخطبة واحدة منهن رماه بأقذع الشتائم وطرده شرّ طردة وكان يقول لزوجته : " إنني أَأْنَفُ أن تنام ابنتي في حضن رجل أي رجل .. كما كان يفسّر رفضه للخطّاب بأنهم يطمعون في ثروته . إنه شخصية أنانية بكل المقاييس سطحية في التفكير والتصوّر ، وتكشف وصيته في أثناء مرضه الحادّ عن هذه السطحية حيث أوصى أن يجهّزوا له قبرا جديداً لا يدفن فيه غيره ، وأن يكون مجهزاً بلحاف ووسادة وحشية من الحرير ، كما أوصى أن يكون كفنه من الجوخ الأخضر " لقد كنت عالي المقام في الدنيا .. ويجب أن تكرموني في قبري " (8) .

بيد أن هذه الشخصية الشريرة الأنانية تجد فرصتها في التحوّل والتغيّر نحو المسالمة والموادعة إلى حد كبير ، وإن لم تتخل تماماً عن بعض الأفكار السطحية ، فقد كانت تجربة مرضه الأليمة وشفاؤه الذي يشبه المعجزة فرصة لتحوّله وتغيره ، فضلاً عن وجود شخصية الشيخ " عبد القادر الشاذلي " الذي اشتهر بالصلاح والتقوى ، بجوار أبي العز في مرضه حيث قام بإرشاده إلى الخير وعمل الصالحات ، وقد ترك أبو العز قريته وذهب إلى مدينة طنطا حيث تزوج فتاة صغيرة وأنجب منها ، وقضى بقية حياته هناك بعيداً عن الصراع والأرض والأولاد ورجال العصابات .

هناك شخصيات أخرى عديدة تقوم بأدوار ثانوية ، ولكنها مهمّة ، منها شخصية الشيخ عبد القادر الشاذلي ، عالم الدين الورع ، الذي يسعى دائماً إلى الخير ، ويواجه أبا العز سليم في عزّ جبروته ، ويعيش مع الناس آلامهم وأفراحهم ، ومنها شخصية " توفيق بك الخشن " عمدة سنباط ، الذي يمثّل نموذجاً معتدلاً للعمدة ، في العفة والعدل والرجولة والشهامة ، والقوة أمام السلطة التي تمثلها الشرطة ، وهو يختلف عن غيره من العمد الذين يسحقون كبرياء الناس . إن الرجل لديه المال والأرض ولا يطمع في شيء مما لدى الناس ، وقد أعجبته مواقف البلعوطي ، وبخاصة في معركة السوق .

" أعجبني فيك يا بلعوطي أنك أبيت الظلم " (9) .

هناك أيضا شخصية " ريحانة " التي تمثل المرأة القوية المسيطرة على زوجها ، وهي صاحبة مقهى ، وتتاجر في المخدرات وتعيش معها أمها .. ولكنها تتحوّل وتقلع عن هذه التجارة بعد أن تدخل البلعوطي ووعدها بعمل شريف .. أما أمها فأصرت على الاستمرار ودفعت الثمن .

بيد أن الرواية تستدعي ـ وهي مفارقة غريبة ـ إحدى شخصيات رواية أخرى للكاتب هي رواية " ملكة العنب " . إنها شخصية " يونس عبده " التي تجمع بين المتناقضات ، بين الدروشة والدهاء ، والمسالمة والمكر ، والطيبة والشر الكامن .. وإن كانت في " ملكة العنب" أكثر وضوحاً ورحابة منها في " مملكة البلعوطي " .. ترى هل كانت هذه الشخصية في الحقيقة منتمية لمرحلة الثلث الأول من القرن العشرين ، فاستدعاها الكاتب وطوّرها في " ملكة العنب " التي تعالج قضايا راهنة ؟ ربّما .



-6-

تمثل الصياغة في رواية " مملكة البلعوطي " امتداداً للصياغة في روايات نجيب الكيلاني الواقعية الإسلامية (10) ، ففي هذه الروايات يسلس قياد الأسلوب للكاتب ، فيقدم ما يسمى بالسهل الممتنع ، ويحقق الموسيقى التعبيرية التي تتلاءم مع الأداء والمواقف القصصية فضلاً عن التضمين بالقرآن الكريم والحديث الشريف والنصوص الإسلامية والتراثية ويبرع في الوصف والحوار واستخدام الحلم ، وإن لم تسلم الصياغة في بعض الأحيان من أخطاء نحوية واضحة .. وسوف نشير إلى بعض ظواهر الصياغة في الفقرات التالية .

يعد الوصف لدى نجيب الكيلاني علامة فنية بارزة ، حيث ينحو إلى البساطة والسهولة في معالجة القضايا التي تبدو صعبة ومعقدة ، وتلك خصيصة لا يملكها جميع الكتاب، الموهوبون فقط الذين يملكونها . إنه يقدم للقارئ صورة حيّة وقريبة إلى ذهنه ونفسه لما يجري في الكون من أحداث تعالجها الرواية ، وسوف تختار هنا نموذجا عشوائياً يتناول الأحوال في مصر في الثلث الأول من القرن العشرين ، لنرى كيف قدم ببساطة عميقة ـ إن صحّ التعبير ـ صورة متكاملة للواقع وما يجري فيه ، في عبارة واضحة رقيقة ترصد النتائج والأسباب :

" لم يكن إبراهيم عبد اللطيف يعترض على نصيحة الشيخ الشاذلي ، ولا قول حضرة العمدة ، ولكنه تساءل ماذا بعد ذلك ؟ إن من مات دون عرضه فهو شهيد ، ومن مات دون ماله فهو شهيد ، وهذا العصر عصر الشهداء ، وكيف لا يكون كذلك ، وقد استبد الإنجليز ، وسيطروا على سلطان البلاد وتحكموا في رقاب العباد ، أما ملاك الأراضي والنظار وأتباعهم وأشياعهم ، وكذلك رجال المال والأعمال ، فقد استغلوا ، ولم يعد للرحمة والعدل مكان في قلوبهم .. نحن في أيام ساد فيها قانون الغابة ، فكيف تحلو الحياة ويطيب لنا فيها المقام ؟

إن أكثر من ثلاثة أرباع الفلاحين مرضى بالبلهارسيا والأنكلستوما والملاريا وفقر التغذية والحمى وغيرها ، إنهم لا يجدون الدواء ولا الغذاء ، ويموتون موتاً بطيئاً ، يلجأون إلى كتاب الرقى والتعاويذ ، وإلى العطارين وخبراء الوصفات الشعبية ، والأطباء لا يوجدون إلا في أماكن نائية ، فما بالك وهم لا يملكون أجور النقل والأطباء والمواصلات وثمن الدواء ؟

القطن انخفضت أسعاره ، وقلّ محصوله ، والآفات انتشرت في المحاصيل ، ويقول بعض العارفين أن هذا من غضب الله علينا ، ولو أطعناه لأكلنا منه (كذا .. والصواب : من) فوق رؤوسنا ، ومن تحت أرجلنا .. والتقوى هي طريق الرزق الحلال ...

كان إبراهيم عبد اللطيف قلقاً غاية القلق بسبب سوء الأحوال .. إلخ " (11) .

وإذا كان الوصف بهذه البساطة والدقة والألفاظ القريبة ، فإن السياق الوصفي يأتي أحياناً ببعض الصور الجزئية الجميلة التي تبدو عفوية وتلقائية ، ولا يقدح في قيمتها أن لها أصولاً في بعض الاستخدامات القديمة أو الحديثة . تأمل قوله مثلاً : " بدلاً من أن يعيشوا علـى حافــة الخطــر الدائــم ، ويأكلوا لقمتهــم مغموسـة بالإثم " (12) وتأمّل أيضــا هذا التشبيه المأخوذ من القرآن الكريم : " إن عصاك سحرية .. كعصا موســى التي ابتلعت كل الأفاعي " (13) .

ويبدو الحوار من أهم عناصر البناء الروائي والصياغة الروائية عموماً ، حيث يكشف الكثير من الأحداث وأعماق الشخصيات ، ويبلور المواقف ، ويطرح التساؤلات والتصوّرات ، ويجسد في كل الأحوال وسائل الحركة والنموّ الرّوائي . ثم هو بعد ذلك حوار مكثّف في لغة شفافة تحكى المشاعر والأحاسيس .. ولنأخذ نموذجاً من الحوار الذي دار بين أبي العز سليم ورجاله بعد مقابلة الشيخ الشاذلي الذي طلب منه أن رفع أذاه عن الفلاحين :

" ابتسم أبو العز في دهاء وقال لهم :

ـ الذين يرفضُون بيع أراضيهم سنتلف مزروعاتهم حتى يستسلموا ويبيعوا .

ـ والإيجار يا سيدنا البك ؟

ـ سنأخذ باليمن ما أعطيناه بالشمال .

ـ كيف ؟؟

ـ بأي وسيلة ممكنة .

ـ والشيخ ؟

ـ أرضيناه بالكلام ، وسوف يذهب بعضكم إليه ليكونوا من مريديه .. " (14) .

وهناك مواضع أخرى يرقى فيها الحوار إلى درجة عالية ، وبخاصة حين يتضمن آيات قرآنية أو أحاديث شريفة أو نصوصاً إسلامية وتراثية . ولنقرأ هذا النموذج القصير للحوار بين السيد علي وإبراهيم عبد اللطيف حول الترتيب للانتقام من أبي العز ورجاله :

" وبعد فترة صمت همس السيد علي :

ـ ولكم في القصاص حياة .

نظر إليه إبراهيم في إمعان وقال :

ـ لقد فرضوا علينا القتال .

ـ لكنك لا تحب إراقة الدماء .

ـ العين بالعين .. " (15) .

وتستخدم الرواية الحلم وسيلة من وسائل البناء الروائي للدلالة على المستقبل والأحداث التالية ، أو تمهيدا لها ، كما نرى في الحلم الذي رآه إبراهيم بعد صلاة الفجر ، وكان يشير إلى وفاته (16) .

وكما نرى ، فإن الوصف والحوار والحلم وغيرها من وسائل البناء والصياغة الروائية تسعى إلى حيوية النصّ واستمرارها ، وبخاصة أن الرواية اعتمدت على السرد بضمير الغائب الذي يمثل عبئاً بلا ريب على الكاتب غير الموهوب .. ولكن نجيب الكيلاني استطاع بقدرته الحِرفيّة تجاوز ذلـك العـبء بالعديــد من الوسائل والعناصر الفنية المختلفة والناجحة أيضاً .

ونستطيع أن نضيف إلى هذه العناصر وتلك الوسائل التضمين بالشعر والموال ومراثي الموتى التي تعرف في الريف " بالتعديد " ، والتضمين يشيع بغزارة في معظم روايات نجيب الكيلاني ، إن لم يكن كلها ، ويمثّل في حقيقة الأمر جزءاً من النسيج الرّوائي لأنّه يدخل في السياق السردي بإحكام . ويعطي للنصّ مذاقاً خاصّاً يميّزه ، وإذا عرفنا أن الكاتب لا يختار نصوصه الشعرية أو الزجلية المضمّنة اختياراً عشوائياً ، وإنما يختارها بوعي وإتقان ، أدركنا في النهاية ، مدى قدرة الكاتب وخبرتـه فــي مــجال الحرفــة الروائيـة . إنــه ـ بالنسبة للزجل مثلاً ـ لا يختار أية مقطوعة ، ولكنه يسعى إلى المقطوعة الدالة زمنيا ومعنوياً لتحدث أثرها المباشر في النصّ الروائي ، أو ليحدث المفارقة المطلوبة . على سبيل المثال، فإن " محمد بن بحراوية " شيخ الخفراء لدى أبي العز سليم ، يتغنى بموال " أدهم الشرقاوي " المشهور الذي يقول : " منين أجيب الناس لعنات الكلام يتلوه " ، وفي أثناء ذلك يباغته الملثمون ويختطفونه ! وهناك مواويل أخرى وأغان شعبية بنت ذلك الزمان الذي جرت فيه الرواية ولها دلالات نفسية وعاطفية واجتماعية عميقة ، فضلاً عن احتوائها على البعد الحزين الذي يميز الحياة المصرية منذ فجر التاريخ :

يا عيني روحي لحمّال الهموم وشوفيه

شويه يا عين مات ولاّ الروح لسّه فيه

يا ما قالت العين حبيبي حبيبي ربنا يشفيه

ويطلع " السوق " ويخطر مثل عاداته

" جمل المحامل " بِرِكْ شمّت الأعادي فيه

يا عيني .. يا ليلي .. (17) .

لقد كان نجيب الكيلاني ـ يرحمه الله ـ يملك ذاكرة حافظة تمتلئ بآلاف الأبيات من الشعر والزجل والأغاني الشعبية الموروثة .. وقد وظّفها في رواياته بمهارة واقتدار .

وبعــــد :

فإن " مملكة البلعوطي " حلم جميل ، وواقعي ، بصنع القرية الفاضلة ، وسط أعاصير الظلم والقهر والأنانية ، وقد جاء هذا الحلم في إطار فني راق ، أضاف لمؤلفه لبنة جديدة من اللبنات العديدة التي أرساها في مجال الفن الروائي عامة ، والرواية الإسلامية خاصة .

من بحوث (الملتقى الدولي الثالث

للأدب الإسلامي بأكادير) .





الهوامــــــش
(1) صدرت عن مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1415هـ / 1994م ، وتقع في 309 صفحات من القطع الصغير 10 × 10 سم .

(2) قيد النثر عن رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، مكتب البلاد العربية ، ويتوقع صدورها قريبا إن شاء الله تعالى .

(3) من المفارقات أن بطل الرواية " إبراهيم عبد اللطيف " ـ وهو جدّ الكاتب في الحقيقة ـ يموت بمرض السرطان الذي أصاب البنكرياس ، وهو المرض ذاته الذي مات به نجيب الكيلاني . وكأن التاريخ يعيد نفسه حيث يسعى أبناء إبراهيم عبد اللطيف إلى إنقاذ أبيهم من المرض بكل ما يملكون ، وهو الشيء ذاته الذي فعله أبناء نجيب الكيلاني ، ولكن قدر الله كان أقوى من الجميع .

(4) يلاحظ أن بداية الأحداث المؤثرة كانت في السوق الذي يقام في قرية " سنباط " ، والسوق مجمع طبقات المجتمع كلها من شتى المستويات ، فضلاً عن أنه يضم عناصر أجنبية كانت تقيم في مصر منذ بداية الاحتلال حتى رحيله ، وتضم جنسيات أوربية مختلفة يُطلقُ عليهم اختصاراً هم " الخواجات " ، وفضلاً عن ذلك ، فإن " سنباط " نفسها كانت القرية الوحيدة التي تضم حيّاً للنصارى حيث يعيشون مع إخوانهم المسلمين في سلام ووئام .. ومن ثم يمكن القول إن المكان في الرواية من خلال سنباط وما حولها يمثل بيئة متكاملة تضم شتى عناصر المجتمع وطبقاته


http://www.khayma.com/almishkat/Num/Num36_37/Maqal36/M6.htm

hano.jimi
2012-01-30, 21:07
أرجو المساعدة في بحث : بناء الشخصية الروائية في رواية مملكة البلعوطي


الرواية أبعادها ومراميها عند نجيب الكيلاني
نسخة للطباعة
الباحث: د / علي يوسف عثمان عاتي
الدرجة العلمية: دكتوراه
لغة الدراسة: العربية
تاريخ الإقرار: 2006
نوع الدراسة: رسالة جامعية

مقدمه:
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل: الرَّحْمَنُ(1) عَلَّمَ القُرْءانَ(2) خَلَقَ الإِنْسَانَ(3) عَلَّمَهُ البَيَانَ(4) والصلاة والسلام على المبعوث رحمـة للعـالمين محمـد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم- القـائل(( إن من البيان لسحراً )) وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الأدب الإسلامي أدب إنساني عالمي, وذلك لأنه يصور الإنسان وفق فطرة الله التي فطر الناس عليها, فهو يغذي روحه وفكره في توازن تام, ويعبر عن أحلامه وأمانيه بما يتلاءم مع الواقع في واقعية إسلامية بعيدة عن المثالية المفرطة .
ولعل المتأمل في حركه الأدب الإسلامي في الوقت الحاضر يدرك بوضوح تام أنها تزداد تفاعلا يوما بعد آخر ,بل كانت أكثر حضورا من ذي قبل مع واقع الأمة الإسلامية وقضايا الحياة الإنسانية ,إذ نلحظ الساحة الأدبية تزخر بالكثير من الأعمال الفنية الإسلامية الناضجة والمعبرة بواقعية عن ذلك الواقع وظروف الحياة الإنسانية المتداخلة مع بعضها البعض في روح متفائلة لا يشوبها أي تشاؤم أو يئس .
وفي الوقت نفسه لو نظرنا لحركة النقد الأدبي الإسلامي إزاء تلك الإعمال الأدبية لوجدنا أنها تفتقد إلى التوازن, بل لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إننا نجد شحا واضحا في هذا المجال. لا سيما إذا قورنت تلك الأعمال بحجم حركة النقد الإسلامي. وهذا لا يعني القول بعدم وجود نقد أدبي إسلامي يرافق ويتزامن مع التجارب الإبداعية لحظة ولادتها بوصفها مادة منشورة في الصحف والمجلات المتخصصة ودور النشر ، وإنما الذي أريد أن أصل إليه هو قلة النقد الأدبي الذي يسير جنبا إلى جنب مع التجارب الإبداعية ، بل واقتصارها على فئة من الأدباء دون غيرها .
وثمة أمر آخر تجدر الإشارة إليه – كما يبدو لنا – أننا لا ننتظر من النقاد والباحثين الذين لا يؤمنون بالأدب الإسلامي أن يتصدوا، ويقفوا مع الأدب الإسلامي و رواده بالدراسة، والبحث بهدف التعريف والتقويم، لأن ذلك كما قال الدكتور حلمي القاعود([1]): (( مهمة الناقد الأدبي المسلم .. وهو ما يعني أن ينهض الأدباء المهتمون بالأدب الإسلامي ، والحريصون على انتشاره وانتصاره بدراسة الآثار الأدبية التي ينتجها أدباء إسلاميون وتقويمها، سعيا للتجويد والإتقان، فضلا عن التعريف والتقديم إلى جمهور القراء ))([2]). وما نسعى إليه أيضا في هذه الدراسة هو التعريف والإسهام في هذا المجال.
أسباب اختيار الموضوع:
كان الدكتور نجيب الكيلاني أحد أبرز رواد الأدب الإسلامي ورائد الرواية الإسلامية على صعيد الوطن العربي والإسلامي، وأحد أبناء الصحوة الإسلامية، ومن هنا كان لا بد أن يُغيب عن الساحة الأدبية والإعلامية، بل ويلقى التجاهل والإهمال وإن كانت أعماله الفنية الرائعة قد تجاوزت حدود الوطن العربي والإسلامي، وذلك لا لشيء إلا لأنه يمثل تيار الصحوة الإسلامية. في حين لو نظرنا إلى أدباء كانوا هم أقل منه عطاءً وإنتاجا وموهبة وأدنى منه مستوى وجودة لوجدنا أنهم قد حازوا على قصب السبق والقدح المعلى من الجوائز والأوسمة وأن كانت أعمال أولئك هابطة وتغص في طياتها بالجنس الفاضح، والفكر المنحرف، وهذا الاحتفاء والتكريم جاء من منطلق دورهم الخاص في هدم القيم والمثل الإسلامية العليا من نفوس أبناء الأمة الإسلامية، والبناء على أنقاض تلك الأوهام والخرافات التي لا تزيد الفرد المسلم إلا الشك في التراث الإسلامي المشرق والنفور منه.
وبناءً على ما سبق يمكن القول إن الأسباب التي دفعتنا لاختيار هذه الشخصية وهذا الموضوع " الرواية أبعادها ومراميها عند نجيب الكيلاني " هي على النحـو التالي:
حبي الشديد لهذه الشخصية الأدبية الإسلامية التي أثرت المكتبة الإسلامية بما هو مفيد وممتع ونافع من المؤلفات.
نظرا لتلك القيم والمبادئ الإسلامية التي نثرها الكاتب في هدوء جميل وعناية تامة في رواياته وقصصه وحض عليها، فقد حرصنا على أبراز ذلك لدى الكاتب في هذه الدراسة.
إعطاء هذه الشخصية الأدبية جزءً من حقها في الدراسة والبحث أسوة بغيرها من أدباء عصره.
الإسهام والمشاركة في التعريف بالكيلاني وأعماله الأدبية والفنية الرائعة بمثل هذا الدراسة.
أهمية الموضوع ومكانته في الدراسات الأدبية الحديثة:
تأتي أهمية هذا الموضوع " الرواية أبعادها ومراميها عند نجيب الكيلاني " من خلال الجدة في الموضوع ، وعدم التطرق إليه بدراسة شافية شاملة ومتكاملة تكشف كافة جوانبها – شكلا ومضمونا ، إبراز المواهب المتعددة التي تميز بها رائد الرواية الإسلامية إذ نجد أن أديبنا موضوع الدراسة : شخصية قد تميزت بقدرات خاصة ومواهب متعددة، فهو طبيب متخصص، وشاعر مرهف، وروائي متمرس من الطراز الأول.
كما أن هذه الدراسة جاءت لتسهم في إعطاء صورة كاملة عن شخصية الكيلاني ومدى ارتباطها بالواقع السياسي والاجتماعي والالتزام الأخلاقي، ومن ثم انعكاسها على شخصيته النفسية والفنية بشكل خاص، وعلى أثرها الواضح في أدبه بشكل عام . ومن خلال ذالك كله يتضح للقارئ مدى أهمية هذه الدراسة، وتبين في الوقت نفسه مكانتها في الدراسات الحديثة.
حدود الموضوع:
إن حدود الدراسة في" الرواية أبعادها ومراميها عند نجيب الكيلاني " تدور في محيط روايات الكاتب وما يتعلق بحياته من خلال مؤلفاته.
فروض الدراسة:
حاولت هذه الدراسة محاولات متواضعة أن تطرح مجموعة من الفروض علها تصل إلى إجابات شافية وواضحة ومقنعة في الوقت نفسه للقارئ والباحث معا هذه الفروض هي على النحو التالي:
س1 – كيف كان الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي قبيل وأثناء ظهور نجيب الكيلاني؟ وما مدى أثر ذلك على شخصيته ؟ .
س2- من هو نجيب الكيلاني ؟ وكيف نشأ وعاش حياته ؟ وكيف كان انعكاس البيئة على شخصيته وأدبه ؟ .
س3 – ما موقف الكيلاني من الأدب الإسلامي ؟ ومـا أبـرز المحطات فـي حياتـه الأدبية ؟ .
س4 – مـا هي الأبعاد المؤثرة في روايات الكيلاني ؟ وما أبرز تلك الأبعاد في روايـاتـه ؟ .
س5 – ما موقف الكيلاني من الاتجاهات والمذاهب الأدبية ؟ وما أبرزها ؟ وما الخصائص الفنية التي اتسمت بها روايات الكيلاني ؟ .
تلك هي الفروض التي طرحتها الدراسة وتحاول جاهدة أن تجيب عنها من خلال أعمال الكاتب نفسه.
الـدراسـات السـابـقـة :-
بداية تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الدراسة جاءت لتسهم في مجال دراسات النقد الأدبي الإسلامي وتعرف في الوقت نفسه بالكيلاني و أدبه، كما أنها تأتي لتكمل دراسات سابقة لها في جوانب مختلفة، حيث تعرض الأبعاد والمرامي والاتجاهات في روايات الكيلاني . بمعنى آخر إنها تعرض للموضوع من زوايا لم تتطرق إليها الدراسات السابقة هذا كما يبدو للباحث بعد الاطلاع الواسع والبحث في الدراسات السابقة .
لقد وجدت في الدراسات السابقة رسالة " ماجستير قدمت من قبل الأستاذ سهيل ياسين عام 1983م تحت عنوان " نجيب الكيلاني روائيا " للجامعة الأردنية.
كما وجدت دراسة قدمت من قبل الدكتور محمد عبد العظيم بنعزوز تحت عنوان " الشخصية في الرواية الإسلامية – روايات نجيب الكيلاني " . وقدم الدكتور عبد الله صالح العريني أيضا دراسة تحت عنوان " الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصية".
كما تقدم الدكتور حلمي القاعود بدراسة صدرت الطبعة الأولى منها عام 1996م عن أديبنا -موضوع الدراسة- تحت عنوان" الواقعية الإسلامية في روايـات الكيلاني " وهذه الدراسة كما ذكر المؤلف أنها تتناول دراسة روايات : اعترافات عبد المتجلي، امرأة عبد المتجلي ، قضية أبو الفتوح الشرقاوي ، ملكة العنب ، من حيث البيئة الروائية ، والموضوع الروائي والشخوص والحبكة والأسلوب واللغة .
في حين قدم الدكتور حلمي القاعود أيضا دراسة أخرى تحت عنوان " الرواية الإسلامية المعاصرة " وأشار من خلال الدراسة إلى أحدى روايات الكيلاني بوصفها أنموذجاً للرواية إسلامية. ولم تكن الدراسة مستقلة بروايات الكيلاني وإنما جاء ذكر روايته " مملكة البلعوطي " ضمن نماذج أخرى لشخصيات روائية غير الكيلاني .
وقد تناول الناقد الإسلامي محمد حسن بريغش مجموعة من الروايات والقصص والدواوين الشعرية للكيلاني بالدراسة في مقالات نقدية جمعت في كتبه الثلاثة : الكتاب الأول " في القصة الإسلامية المعاصرة " وقد كان هدف الناقد هو الوقوف على ملامح وشروط القصة الإسلامية وموضوعاتها وواقعها وسلبياتها ، ولم يعرض في هذه الدراسة إلا لرواية واحدة فقط لأديبنا هي " الربيع العاصف " وفي الكتاب الثاني " دراسات في القصة الإسلامية المعاصرة " وخصصه لبعض روايات وقصص الكيلاني حيث عرض عددا من الروايات وهي: " الطريق الطويل ، النداء الخالد، الذين يحترقون ، نابليون في الأزهر " الاسم المتفق عليه في غلاف الرواية " مواكب الأحرار ، رأس الشيطان ، ملكة العنب " أما جانب القصص القصيرة فقد عرض لمجموعتين :الأولى " حكايات طبيب "، والمجموعة الثانية " الكابوس".
وفي الكتاب الثالث " في الأدب الإسلامي المعاصر " عرض لديوان عصر الشهداء ، ورواية " عمر يظهر في القدس " وهي من ضمن نماذج أخرى قدمت عن أدباء روائيين آخرين أمثال الشاعر محمد الحسناوي وغيره
ومن الدراسات السابقة التي قدمت عن الكيلاني رسالة دكتوراه- صدرت في وقت قريب - من الباحث الدكتور " عبد الغفار حسن محمد " تحت عنوان " القصة عند نجيب الكيلاني " بجامعة أم درمان الإسلامية.
هناك دراسات ومقالات نقدية تناولت روايات الكيلاني في الصحف والمجلات وضمنت في كتب النقاد فيما بعد، لكن تلك المقالات لم تعطينا الصورة المتكاملة الشافية عن الكيلاني وأدبه في حين نلحظ تكرار القراءة لبعض الروايات وتكرار جمعها لدى أديبنا والكتاب والنقاد. ولم تكن تلك الدراسات النقدية ذات استقلال بأدب الكيلاني دون غيره وإنما كانت بمثابة جمع شتات تلك القراءات.
تلك المقالات والدراسات النقدية لروايات الكيلاني جاءت على النحو التالي:
1- الإسلامية في عمالقة الشمال ، محاولة نقدية لرواية " عمالقة الشمال " كتبها الدكتور عماد الدين الخليل وقد ضمنها المؤلف في كتابه " محاولات جديدة في النقد الإسلامي " الذي صدرت الطبعة الأولى منه في عام 1981م كما أعجب بها الكيلاني فأضافها في كتابه " رحلتي مع الأدب الإسلامي " الذي صدر عام 1985م .
دراسة نقدية لرواية " قاتل حمزة " بقلم الدكتور ماهر حتحوت نشرت في جريدة البلاغة الكويتية الأسبوعية العدد 94 بتأريخ 10مارس 1971م .
دراسة نقدية قدمت لرواية " رحلة إلى الله " للدكتور عبد العزيز الدسوقي نشرت في مجلة الثقافة المصرية عدد مارس 1979م
دراسة نقدية قدمت لرواية " قاتل حمزة " بقلم محمود صيفي كساب، ونشرت في مجلة الأمة – قطر – العدد 27 لسنة 1983م .
دراسة نقدية لروايتي " عمر يظهر في القدس – نور الله " لفوزي صالح تحت عنوان " حول الرواية الإسلامية "
رواية " ليل العبيد " قدمت عنها دراسة بقلم عبد المنعم عواد يوسف ، كما قدمت دراسة نقدية لنفس الرواية بقلم إبراهيم سعفان وقد ضمنها الأخير في كتابه دراسات " في الأدب العربي المعاصر "
كما أفردت مجلة الأدب الإسلامي التي تصدر عن رابطة العالم الإسلامي عددا خاصا عن الكيلاني حيث ضم العدد التاسع والعاشر لسنة 1995 -1996م.
وأخيرا وبعد طباعة الرسالة وجدت إشارة في مجلة الأدب الإسلامي العدد 48 لسنة 2005م إلى أن هناك رسالة دكتوراه قدمت للجامعة الوطنية الماليزية كوالالمبور2002م من قبل الباحث محمد محيي الـدين أبـو المعاطي تحت عـنـوان " صورة المرأة في روايات الكيلاني " وقد حرصنا على إثباتها في الدراسات السابقة حتى يستفيد منها الآخرون من الدارسين والنقاد .
ويتضح لنا من خلال الاستعراض الموجز للدراسات السابقة المعطيات التالية:
أن هناك دراسات سابقة قديمة صدرت في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وكل تلك الدراسات اقتصرت على عدد قليل من الروايات التي نشرت في تلك الفترة، بينما هناك روايات نشرت فيما بعد لم يرد ذكرها أو التعرض لدراساتها. وفي الوقت نفسه كان أسلوب الكاتب ومع تزايد تجاربه الإبداعية الجديدة يعطي لنا مؤشرا لتطور الأسلوب والاستفادة من التجارب السابقة وتدرجه في تطبيق مفهوم الأدب الإسلامي.
أن الدراسات السابقة التي تناولت أعمال الكيلاني الروائية ركزت على توضيح واثبات الاتجاه الإسلامي في رواياته وانظـر للعنـاوين التـالية " الإسلامية في عمالقة الشمال " الاتجاه الإسلامي في أعمال الكيلاني القصصية"
أن الدراسات السابقة أيضا التي تناولت أعمال الكيلاني لم ترسم لنا صورة واضحة وشاملة وشافية وخاصة المقالات والدراسات النقدية التي نشرت متفرقة في الصحف والمجلات.
أما نواحي الاختلاف فهي تكمن في الأتي:
1- التركيز في الدراسة على الروايات التي لم تدرس بعد من قبل النقاد وهي كثر، وإذا كانت قد درست بعض تلك الروايات، فهي تأخذ الجوانب التي لم يتطرق إليها من قبل. وأبرز تلك الروايات التي لم تدرس بعد حسب علم الباحث هي: الرايات السوداء,علي أبواب خيبر,الرجل الذي آمن ,حمامة سلام , حكاية جاد لله، مملكة البلعوطي، في الظلام, دم لفطير صهيوني أو حارة اليهود، ليالي السهاد، رجال وذئاب، ليالي تركستان،...
2- حاولت في الدراسة إبراز الأهداف والمرامي، والوقوف على الاتجاهات الأدبية في روايات الكيلاني، وأيضا إظهار بعض ملامح تلك المذاهب الأدبية في رواياته، والوقوف على الخصائص الفنية التي امتازت بها رواياته، ثم قدمت عرضا موجزا لمجموعة من الآراء النقدية التي تناولت أعماله الفنية.
3- إبراز جوانب لم يتطرق إليها النقاد في روايات الكيلاني مثل: إبراز الجوانب المشرقة في التاريخ الإسلامي واختيار فترات حاسمة في التاريخ وتوظيف العمل السياسي عبر الرواية التاريخية في قراءة عكسية، والمقارنة بين أخلاق عصرنا وأخلاق العصور الإسلامية المتمثلة في مرحلة الهجرة وفتح مكة وحرب اليهود للمسلمين عبر العصور. وهناك جوانب أخرى مختلفة تظهر جلية للقارئ من خلال الدراسة عما سبقها من الدراسات .
4- إبراز مراحل التطور الروائي لدى الكيلاني من حيث اتضاح مفهوم الأدب الإسلامي وتميزه بعد رسوخ قدمه في العمل الروائي بعد نيله للحرية الكافية في دول الخليج، والبعد عن الرقابة الأمنية، جعلته يعبر بوضوح عن مفهوم الأدب الإسلامي بعد أن تشرب المعاني الإسلامية السامية في ظل الاستقرار والأمان .
5- التنبيه على إغفال النقاد والدارسين لأدب الكيلاني في فترة حياته والإقبال المتسارع على أدبه بعد عام 2002م.
منهج الدراسة:
إن المنهج الذي خضعت له هذه الدراسة هو المنهج الوصفي الاستقرائي التحليلي، إذ أن رصد الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وبيان أثرها في حياة الكاتب، وكذلك الملاحظة لمرحلة النشأة واستجلاء أبعاد الرواية وإبراز مراميها ، والوقوف أيضا على أبرز الاتجاهات الأدبية في روايات الكاتب. كل ذلك كان يقتضي منا استخدام المنهج الوصفي الاستقرائي التحليلي .
أهم المصادر والمراجع :
أهم المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الدراسة انقسمت إلى قسمين: القسم الأول : تمثل في معاجم اللغة مثل: تاج العروس"، و" جمهرة اللغة " وصحيح البخاري، ومسلم، والسنن و"طبقات الشعراء واعتبرنا كل ما كتبه أديبنا – موضوع الدراسة – من أهم المصادر الموثوق بها لأنها صادرة عن الكاتب مباشرة , وكان أبرزها " لمحات من حياتي " خمسه أجزاء ورواياته التي بلغت " 43" رواية. وهناك دواوينه الشعرية، وكتبه الإسلامية والأدبية والنقدية مثـل :" الإسلامية والمذاهب الأدبية "، و " رحلتي مع الأدب الإسلامي " ، و " آفاق الأدب الإسلامي " و"الإسلام والقوى المضادة "، و" تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية"....
القسم الثاني : وتمثل في كل ما كتب عن أدب الكيلاني أو كان له صلة بالموضوع مثل : " الواقعية الإسلامية في روايات الكيلاني "، وسوف نسرد كل ذلك بكافة التفاصيل في فهرس المصادر والمراجع في نهاية الدراسة .
هيكل البحث:
وقد جاءت الدراسة في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة.التمهيد : وقد تحدثت فيه عن الحياة العامة في مصر منذ سقوط الخلافة الإسلامية في ظل الاحتلال الانجليزي، ثم جاء الانقلاب على الملكية من قبل الضباط الأحرار وتحول مصر إلى نظام جمهوري، كان أول رئيس لها محمد نجيب ومرورا بالتآمر عليه ووضعه تحت الإقامة الجبرية من قبل جمال عبد الناصر وأعوانه وتوليه منصب الرئيس، ثم جاء بعده أنور السادات، ثم جاء من بعدهم الرئيس محمد حسني مبارك والذي لا يزال رئيسا حتى وقتنا هذا ثم الإشارة إلى أثر ذلك في حياة نجيب الكيلاني.
الفصل الأول: الكيلاني. وقد اشتمل على خمسة مباحث:المبحث الأول: وتناولت فيه حياة الكيلاني نشأته وأسرته وبيئته وتكوين شخصيته وأزمة السجن وأثرها عليه وأنشطته الأدبية ، ثم وفاته ونماذج شعرية في رثائه. المبحث الثاني: وتناولت فيه آثاره العلمية والأدبية مع الإشارة إلى العوامل المساعدة في غزارة إنتاجه وتصنيفها بحسب التخصصات : علمية وأدبية ونقدية وإسلامية واجتماعية وشعر وقصة قصيرة ومسرح ورواية و تراجم وسير ذاتية.المبحث الثالث: وتناولت فيه موارد ثقافة الكيلاني وموقفه من الثقافات الأجنبية الوافدة.المبحث الرابع: وتناولت فيه الكيلاني شاعرا وإسهامه الشعري في مجال الدعوة إلى الله وأبرز القضايا التي برزت في شعره.المبحث الخامس: وتناولت فيه أن الكيلاني من أوائل دعاة الأدب الإسلامي، وأبرز مراحله في الأدب الإسلامي ،ثم عرضنا ثلاثة من كتبه في مجال الأدب الإسلامي وهي:" أدب الأطفال في ضوء الإسلام"، و"حول المسرح الإسلامي " ، و"نحو مسرح إسلامي".
الفصل الثاني: الرواية في الوطن العربي النشأة والتطور.وقد اشتمل على مبحثين.المبحث الأول:وتناولت فيه الرواية المدلول اللغوي والأدبي وآراء النقاد فيها . المبحث الثاني:وتناولت فيه نشأة الرواية وتطورها في الوطن العربي وأخذنا نماذج من الدول العربية وأشرنا إلى أسباب التطور والنمو أو العكس مع ذكر أبرز الرواد، وتاريخ نشر رواياتهم.
الفصل الثالث: الأبعاد المؤثرة في روايات الكيلاني. وقد اشتمل على مدخل و أربعة مباحث. المبحث الأول: وتناولت فيه البُعد التاريخي وجوانبه المشرقة في روايات الكيلاني، حيث أشرنا إلى الأبعاد التي أثرت في الكاتب، وأبرز الأهداف والمرامي التي سعى الكاتب إلى بثها في رواياته في هذا الجانب. المبحث الثاني: وتناولت فيه البُعد الإسلامي حيث ذكرنا العوامل المؤثرة في تكوين شخصيته الإسلامية، والمرامي التي نثرها الكاتب في ثنايا رواياته وكان أبرزها: بعث الروح الإسلام في نفوس أبنائه، وتصحيح صورة رجل الدين في رواياته، والتعريف بالبلدان الإسلامية التي سلبت إرادتها من قبل المد الشيوعي والتنصيري.المبحث الثالث: وتناولت فيه البُعد الاجتماعي، حيث وقفنا على أبرز القضايا في روايات الكاتب وهي: إبراز التفاوت الطبقي في المجتمعات- تعرية الفساد من كافة جوانبه- وإبراز دور المرأة والذي حددناه في مستويات واشرنا إلى معالجته الإسلامية المنطقية.المبحث الرابع: وتناولت فيه البُعد الشمولي والذي تجلى في تكامل النص الأدبي من كافة جوانبه، وتعدد الأقطار العربية والإسلامية المحلية والآسيوية والإفريقية.
الفصل الرابع: الاتجاه الروائي عند الكيلاني, وقد اشتمل على خمسة مباحث. المبحث الأول: الرومانسية في روايات الكيلاني. حيث عرضنا نشأتها وملامح الرومانسية من خلال بعض النماذج الروائية في هذا الجانب واشرنا أن الحب والعاطفة في أعماله عنصر ثانوي ولا يشكل هدفا بذاته، وإنما هدفه هو عقد مقارنة بين الحب الشرعي وغير الشرعي.المبحث الثاني: الواقعية في روايات الكيلاني، حيث تحدثنا فيه عن الواقعية وأقسامها وارتباطها بمفهوم الفلسفات ثم عرضنا بعض روايات الكاتب بوصفها نماذج للواقعية الإسلامية.وخلصنا أن الواقعية عند الكيلاني كانت ممتزجة بالرومانسية والرمزية. المبحث الثالث:الرمزية في روايات الكيلاني، حيث عرضنا نشأتها ودوافعها لدى الكاتب، ثم وقفنا مع نماذج روائية توضح الاتجاه الرمزي عند الكيلاني، وأنها لم تكن رمزية خالصة ، بل كانت ممتزجة بالواقعية والرومانسية.
المبحث الرابع: الخصائص الفنية في روايات الكيلاني، وقد تحدثنا فيه عن أبرز الخصائص الفنية والتي تمثلت في توظيف المخزون الإسلامي-اللغة الشعرية-الحوار وتنوعه ومستوياته- قصر عناوين الروايات- السرد الروائي وتنوعه –وبناء الشخصية الروائية.....المبحث الخامس:آراء النقاد في الكيلاني وأدبه، وقد أشرنا فيه أن الحركة النقدية الإسلامية تجاه الأدب الإسلامي كانت قليلة إذا ما قورنت بغزارة الإنتاج الأدبي الإسلامي،ثم أشرنا إلى تصنيف النقاد اتجاه العمل الأدبي ، وأن الذين كتبوا عن أدب الكيلاني ساروا في ثلاثة مسارات، بعدها عرضنا نماذج من الآراء النقدية وعقبنا عليها.الخـاتـمـة وقد أوردت فيها أهم النتائج التي خرجت بها الدراسة.
وختاماً لا أدعي أني قد بلغت الكمال، فالكمال لله وحده وإنما هذا جهد المقل فإن أحسنت في ذلك فمن الله عز وجل وإن كان غير ذلك فأرجو أن لا احرم أجر الاجتهاد والله أسال أن ينفع بهذا البحث ، وأن يجعله في ميزان حسناتي في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الباحث:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
[1] - دكتور و أديب وناقد إسلامي مصري له عدة مؤلفات منها : الرواية الإسلامية المعاصرة.
[2] - الواقعية الإسلامية في روايات نجيب الكيلاني ، حلمي القاعود ، ص 7 ، الطبعة الأولى ، دار النشر عمان الأردن 1996م.
http://www.yemen-nic.info/*******s/studies/detail.php?ID=12611

hano.jimi
2012-01-30, 21:17
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته...
مشكووووووووورة أختي على جهدك و تعبك من أجل مساعدتنا جعل اللّه عملك هذا في ميزان حسناتك.
أريد معلومات حول " نقابات الصحفيين في الوطن العربي و الجزائر " فأنا بصدد إنجاز بحث ولم أجد معلومات حول هذا الموضوع( تعريف نقابات الصحفيين و غيرها من المعلومات التّي من شأنها أن تخدم هذا الموضوع )
مشكوووووووورة مسبقا ،و جزاك اللّه كلّ خير فاللّه لا يضيّع أجر من أحسن.

ندعوك للمساهمة في تطوير مقالة لبنان بيروت (محافظة) ضمن مشروع تطوير بلد الأسبوع (راجع خلية العمل)
صحافة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة



صحف
الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أوالثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها. الصحافة قديمة قدم العصور والزمن، ويرجع تاريخها إلى زمن البابليين حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليومية لتعرف الناس عليها. أما في روما فقد كانت القوانين وقرارات مجلس الشيوخ والعقود وأحكام قضائية|الأحكام القضائية والأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها. أصيبت هذه الفعالية بعد سقوط روما، وتوقفت حتى القرن الخامس عشر، وفي أوائل القرن السادس عشر وبعد اختراع الطباعة من قبل غوتنبيرغ في مدينة ماينز بألمانيا ولدت صناعة الأخبار والتي كانت تضم معلومات عن ما يدور في الأوساط الرسمية, وكان هناك مجال حتى للإعلانات.
في حوالي عام 1465م، بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة وعندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية، أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي وكان ذلك في بدايات القرن السادس عشر. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوروبا وأمريكا، وأصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها, وقد كانت الثورة الفرنسية حافز لظهور الصحافة الحديثة، كما كانت لندن مهداً لذلك.
محتويات [أخف]
1 الصحافة العالمية
2 الصحافة العربية
3 حرية الصحافة
3.1 مباديء أساسية ومعايير
3.2 الصحافة كسلطة رابعة
4 مكانة حرية الصحافة في أنحاء العالم
4.1 الدول غير الديمقراطية
4.2 نظرة تاريخية
4.2.1 ألمانيا النازية
4.2.2 الولايات المتحدة الأمريكية
5 ميثاق الصحفيين
6 اقرأ أيضا
[عدل]الصحافة العالمية
في عام 1702 ظهرت في لندن صحيفة الديلي كورانت Daily Courant أولى الصحف اليومية في العالم, أما صحيفة التايمز Times فقد أسست في عام 1788، وفي عام 1805 ظهرت صحيفة الكوريية Courier، وفي عام 1814 استخدمت آلات الطباعة البخارية لطباعة صحيفة التاي.hmar o bikhirsami lamina sami lamina
[عدل]الصحافة العربية
بدأت الصحافة العربية منذ العقد الثاني من القرن التاسع عشر، حينما اصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد اسمها جورنال عراق، باللغتين العربية والتركية، وذلك عام 1816، بعدها ومع حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798, حيث أصدرت في القاهرة صحيفتين باللغة الفرنسية. في عام 1828 أصدر محمد علي باشا صحيفة رسمية باسم جريدة الوقائع المصرية، وفي عام 1867 صدرت في دمشق جريدة سوريا، وعام 1865 صدرت في حلب ب سورية جريدة فرات وبعدها صدرت في حلب كذلك الشهباء، وجريدة الفي عام 1885 أصدر رزق الله حسون في استنبول جريدة عربية أهلية باسم مرآة الأحوال العربية. وفي بداية القرن العشرين كثر عدد الصحف العربية وخصوصاً في سورية ومصر، فصدرت المؤيد واللواء والسياسة والبلاغ والجهاد والمقتبس وغيرها. ومن الصحف القديمة والتي لا زالت تصدر في مصر جريدة الأهرام والتي صدرت لأول مرة في عام 1875.
الجزائر صدرت جريدة المبشر عام 1847 وكانت جريدة رسمية فرنسية, ثم صدرت جريدة كوكب أفريقيا عام 1907 وكانت أول جريدة عربية يصدرها جزائري.
لبنان صدرت جريدة حديقة الأخبار عام 1858. تم تبعها العديد من الصحف منها نفير سوريا والبشير, وحاليا تصدر جريدة النهار والأنوار والعديد من الصحف والمجلات الأخرى.
تونس صدرت جريدة باسم الرائد التونسي عام 1860.
سوريا بدمشق صدرت جريدة سوريا عام 1865, ثم تبعها العديد من الصحف منها غدير الفرات والشهباء والاعتدال في حلب وصدرت صحف كثيرة متخصصة في دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وصلت إلى أكثر من 300 جريدة ودورية.
ليبيا صدرت أول جريدة طرابلس الغرب عام 1866.
العراق جورنال عراق 1816، ثم صدرت صحيفة الزوراء عام 1869 تبعها عدة صحف منها جريدة الموصل والبصرة وبغداد والرقيب.
(كوردستان) صدرت أول صحيفة كوردية باسم (كوردستان في 22/4/1898، والآن يصدر في كوردستان العراق مئات الصحف والمجلات كا (التآخي، خة بات (النضال)، كوردستانى نوى (كوردستان الجديدة، هاولاتي (المواطن)، رة سةن (الاصالة) وغيرها
المغرب صدرت جريدة المغرب عام 1889.
فلسطين صدرت جريدة النفير عام 1908.
الأردن صدرت أول جريدة في معان باسم الحق يعلو عام 1920.
المملكة العربية السعودية صدرت أول جريدة رسمية باسم جريدة القبلة ثم غير اسمها إلى جريدة ام القرى عام 1924.
اليمن صدرت جريدة الأيمان عام 1926.
الكويت صدرت جريدة الكويت عام 1928.
البحرين صدرت جريدة البحرين عام 1936.
قطر صدرت أول جريدة - جريدة العرب عام 1972م
السودان :صدرت (الغازيته) في العام 1898م باللغة الإنجليزية كنشرة قانونية تهتم بالقوانين التي اصدرتها الإدارة البريطانية وما زالت تواصل الصدور حتى الآن. وتعتبر البداية الحقيقية للصحافة السودانية بصدور صحيفة السودان عام 1903م التي اصدرها اصحاب صحيفة المقطم بمصر وظلت تصدر مرتين في الاسبوع حتى العام 1941م.
[عدل]حرية الصحافة

حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي الضمانة التي تقدمها الحكومة لحرية التعبير وغالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين. وتمتد لتشمل مؤسسات بث الأخبار وتقاريرها المطبوعة. وتمتد تلك الحرية لتشمل جمع الأخبار والعمليات المتعلقة بالحصول على المعلومات الخبرية بقصد النشر. وفيما يتعلق بالمعلومات عن الحكومة فلا تتدخل الحكومة في حرية الصحافة إلا ما يتعلق بشؤون الأمن القومي.
[عدل]مباديء أساسية ومعايير
حرية الصحافة بالنسبة للعديد من البلدان تعني ضمناً بأن من حق جميع الأفراد التعبير عن أنفسهم كتابةً أو بأي شكل آخر من أشكال التعبير عن الرأي الشخصي أو الإبداع. وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن : "لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير، ويتضمن هذا الحق حرية تبني الآراء من دون أي تدخل والبحث عن وتسلم معلومات أو أفكار مهمة عن طريق أي وسيلة إعلامية بغض النظر عن أية حدود".
وعادة ما تكون هذه الفلسفة مقترنة بتشريع يضمن حرية النشر والطباعة إلا حدود تمس الأمن القومي، فالصحافة إعلام وتنوير وليس تضليل وإشاعلا. أما عمق تجسيد هذه القوانين في النظام القضائي من بلد لآخر فهي تصل إلى حد تضمينها في الدستور. غالباَ ما تغطى نفس القوانين مفهومي حرية الكلام وحرية الصحافة مايعني بالتالي معالجتها للأفراد ولوسائل الإعلام على نحو متساو.
والى جانب هذه المعايير القانونية تستخدم بعض المنظمات غير الحكومية معايير أكثر للحكم على مدى حرية الصحافة في مناطق العالم. فمنظمة صحفيون بلا حدود تأخذ بعين الاعتبار عدد الصحفيين القتلى أو المبعدين أو المهددين ووجود احتكار الدولة للتلفزيون والراديو إلى جانب وجود الرقابة والرقابة الذاتية في وسائل الإعلام والاستقلال العام لوسائل الإعلام وكذلك الصعوبات التي قد يواجهها المراسل الاجنبي. أما منظمة بيت الحرية Freedom House فتدرس البيئة السياسية والاقتصادية الأكثر عمومية لكل بلد لغرض تحديد وجود علاقات إتكالية تحد عند التطبيق من مستوى حرية الصحافة الموجودة نظرياً من عدمه. لذا فإن مفهوم استقلال الصحافة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهوم حرية الصحافة.
ميثاق الصحفيين يماثل ميثاق الأطباء، يلتزم بالأمانة والخلق الحسن واحترام الذات واحترام المهنة. في بعض البلاد تنظف نقابة الصحفيين نفسها بنفسها وتحذير المخالف بل وإيقافه.
[عدل]الصحافة كسلطة رابعة
يستخدم مفهوم الصحافة كسلطة رابعة لمقارنة الصحافة (وسائل الإعلام عموماً) بفروع مونتيسيكيو الثلاثة للحكومة وهي: التشريعية والتنفيذية والقضائية. وقد قال إدموند بروك بهذا الصدد: "ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في البرلمان، ولكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم منكم جميعاً". إن تطور الإعلام الغربي كان موازياً لتطور الليبرالية في أوروبا والولايات المتحدة. وقد كتب فرد. س. سايبرت في مقالة بعنوان النظرية الليبرالية لحرية الصحافة: "لفهم المباديء التي تحكم الصحافة في ظل الحكومات الديمقراطية، ينبغي للمرء أن يفهم فلسفة الليبرالية الأساسي


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9

hano.jimi
2012-01-30, 21:28
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته...
مشكووووووووورة أختي على جهدك و تعبك من أجل مساعدتنا جعل اللّه عملك هذا في ميزان حسناتك.
أريد معلومات حول " نقابات الصحفيين في الوطن العربي و الجزائر " فأنا بصدد إنجاز بحث ولم أجد معلومات حول هذا الموضوع( تعريف نقابات الصحفيين و غيرها من المعلومات التّي من شأنها أن تخدم هذا الموضوع )
مشكوووووووورة مسبقا ،و جزاك اللّه كلّ خير فاللّه لا يضيّع أجر من أحسن.

نقابة
من ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة
هذا المقال عن وجود علاقة من الناس أو جماعات. لاستخدامات أخرى ، انظر نقابة (توضيح) .
بحث عن النقابة في ويكاموس ، القاموس الحر.
والنقابة هي مجموعة التنظيم الذاتي للشركات والأفراد أو الكيانات التي شكلت لبعض معاملات تجارية معينة ، أو لتعزيز المصالح المشتركة ، أو في حالة من المجرمين ، والانخراط في الجريمة المنظمة. كما يرتبط هذا المصطلح مع نظرية فوضوية ، وتحديدا الأناركية السينديكالية ، الذي يشكل بديلا للدولة الأمة على حد سواء والشركات الرأسمالية. [1]
النقابة كلمة تأتي من الفرنسية كلمة النقابة وهو ما يعني النقابية ( قليموس المسؤول معنى) ، من اللاتينية syndicus الكلمة التي بدورها تأتي من اليونانية σύνδικος كلمة (syndikos) مما يعني وجود مشكلة مؤقتة ، مقارنة مظالم أو ممثل

.http://en.wikipedia.org/wiki/Syndicate

hano.jimi
2012-01-30, 21:34
أرجوك أخي أريد منك كتاب الهياج في الرياضيات والفيزياء

اظن انكي تقصدي المنهاج وليس الهياح

لكن للاسف بحثت عن المنهاج في الرياضيات والفيزياء ولم اجد شكرا

hano.jimi
2012-01-30, 21:45
هل تفيدوني باي شيء عن اختبار وكسلر لقياس ذكاء الاطفال


الصفحة الرئيسية
اللغة العربية
Electronics
أثر برنامج علاجي في معالجة الاضطرابات الصوتية والنطقية في بعض رياض...
أثر برنامج وسائط متعددة تفاعلية على التحصيل الدراسي في القسمة المطولة لدى طلاب الصف الخامس الابتدائي
أثــار العنــف و إســاءة معاملــة الأطفــال علــى الشخصيــة المستقبليــة..
أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم الإرشادية في تعديل السلوك..
أسلوب المعاملة الوالدية ومفهوم الذات وعلاقة كل منهما بالسلوك العدواني، لدى عينة من تلميذات المرحلة الابتدائية بجدة
اضطراب الضغوط التالية للصدمة والتعايش معها لدى آباء وأمهات
الاطفال و المجتمع
البوابة
الجزائر الحبيبة
الخوف عند الاطفال هل هو حالة مرضية ام نفسية
الرياضة و كرة القدم
الســــــــياحة
السيرة الذاتية
الصور مع هشام شرف الدين ج
العوامل المؤثرة في الصور والرسومات التوضيحية
العولمة والمنهاج
المعادن والصخور واماكن تواجدها في الاردن
المناهج
تعليم الكبار
د احمد شاهين
نشرة بدون عنوان
رسائل ماجستير
رسائل ماجستير باشرافي ..
فيزياء
ماذا تعرف عن فرويد ونظرياته
ماذا تعرف عن وكسلر
مراحل النمو..
مشكلات الاطفال
معادلات ماكسويل
منتدى حسيبة ج
مواقع جزائرية ** ضالتك هنا **
مواقع عربية مفيدة
نظريات التعلم ..
نظرية التعلم ومفهومها
نظرية بينيه............
خريطة الموقع
أنشطة الموقع الأخيرة
ماذا تعرف عن وكسلر

تعريف وكسلر :-
" الذكاء هو القدرة الكلية على التفكير العاقل والسلوك الهادف ذي التاثير الفعال في البيئة " .
مقدمــــة
كان دافيد وكسلر (Wechsler) يتضمن اختبار ذكاء المحالين إلى المستشفى من الراشدين العاجزين اجتماعياً لأسباب عقلية مختلفة كالاضطراب والتخلف العقلي.
1 . الاختبار صالحاً لقياس ذكاء الراشدين، وأن يكون دقيقاً في قياسه للمستويات المتوسطة والدنيا من الذكاء.
2 . الاختبار ملائم للراشدين، لأنهم يختلفون عن الأطفال في اهتماماتهم وأسلوبهم في العمل.
3 . معايير الاختبار ملائمة للراشدين.
4 . الاختبار منظماً، بحيث يبرز المظاهر المختلفة للأداء العقلي بجانب قياسه للقدرات العقلية العامة، حتى يمكن استخدام الاختبار كأداة تشخيصية.

وجود قدرة عقلية عامة عرفها بأنها القدرة على التصرف الهادف والتفكير المنطقي والتعامل المدي مع البيئة.
الاختبار مقسم إلى اختبارات فرعية يحتوي كل منها على نوع واحد من الأسئلة ويعطي درجة مستقلة. التوصل إلى تقييم أشمل للأداء العقلي للفرد عما توفره الاختبارات التي تعطي درجة واحدة فقط. مقياس وكسلر لذكاء الأطفال (WISC)، ليشمل الأعمال من (7-16 سنة).
ويلاحظ أن وكسلر بدأ اهتمامه بقياس ذكاء فئة معينة من الراشدين، ولكنه انتهى بمجموعة من الاختبارات الفردية للذكاء تعطي المراحل المختلفة ابتداءً من سن الرابعة
مقياس وكسلر من مقاييس النقط لذا فهو لا يمدنا بالعمر العقلي على عكس مقياس ستنافور بينيه ولكنه يمدنا بدرجه المقياس اللفظىوهى مجموع الدرجات التى يحصل عليها المفحوص من أداء الاختبارات اللفظية .ودرجه المقياس العملي وهى مجموع الدرجات التى يحصل عليها الفرد من خلال أداء الاختبارات العملية .ودرجه على المقياس ككل
2. يعتبر مقياس مقياس وكسلر المختصر للذكاء من أحدث وأشهر المقاييس للذكاء في العالم.
3. سهولة تطبيق وتصحيح مقياس وكسلر المختصر للذكاء.
4. يتمتع مقياس وكسلر المختصر للذكاء دلالات صدق وثبات جيدة.
5. يتميز مقياس وكسلر المختصر للذكاء بتعدد الاستخدامات والمواقف
7. تبرز أهمية مقياس وكسلر المختصر للذكاء لاتخاذ قرارات هامة في عملية الكشف والتعرف والتشخيص والاختيار للعلاج النفسي والبحث العلمي.

ميزات مقياس وكسلر المختصر للذكاء.
1. سهولة الاستخدام من حيث التطبيق والتصحيح.
2. يتكون من أربعة مقاييس فرعية تغطي قدرات مختلفة، وموزعة على نوعين أساسيين من الذكاء، هما الذكاء اللفظي والذكاء الأدائي.
3. مصمم على أساس علمي رصين مرتبط بمقاييس Wais 111, Wisc 111
4. مساوية فقراته ومقاييسه الفرعية لمقياس Wais 111, Wisc 111
5. يغطي مدى عمري واسع 6-32 سنة.

نستخدم مقياس وكسلر للذكاء.
1. تقديم تقديرات دقيقة للقدرة العقلية العامة لدى نزلاء دور الرعاية الاجتماعية
2. الحصول على تقديرات خاصة بالأداء العقلي تتصف بالدقة والموضوعية وذلك قبل تحويلهم للمؤسسات الاكلينيكية (التربوية- النفسية.
3. استخدم كذلك للتأكيد على تقييمات سابقة.
4. الحصول على تقديرات ذكاء للأغراض المهنية والتأهيلية مثلا:
‌الكشف المبكر للقدرات العقلية لأبناء دور الحضانة العائلية،
5. الحصول على تقديرات لدرجات الذكاء لأغراض البحث العلمي.


أولاً: المقاييس اللفظية:
المعلومات.المتشابهات:. الحساب المفردات الفهم إعادة الأرقام تكملة الصور:
ترتيب الصور تصميم المكعبات: تجميع الأشياء
.الشفرة.المتاهات
يُطبق هذا الاختبار بشكل فردى، وذلك بمعرفة المرشد أو الأخصائي النفسي بالمدرسة،
مقياس وكسلر لقياس ذكاء الراشدين :

وضع ديفيد وكسلر عام 1939 مقياس وكسلر بليفيو لذكاء الراشدين والمراهقين لقياس عدد من القدرات العقلية الاوليه التي اعتقد أنها تتفاعل مع بضعها لتكون الذكاء العام أو القدرة العقلية العامة التي يقصد بها وكسلر القدرة على القيام بالفعل الهادف والتفكير العقلاني والتعامل بفاعليه مع البيئة .

الهدف من المقياس :
-حاول تلاشى العيوب التى اخذت على بينه من حيث ملائمة بنود المفردات التى يتألف منها المقياس للراشدين والمراهقين .

مما يتضمن المقياس :
وقد تضمن نفس نوعيه البنود التى استخدمها بينه
أولا :اختبارات الذكاء اللفظي :
ويتتمضن 6اختبارات هم :
1-اختبارات الفهم العام :
ويتألف من 12 بند يطلب كل منهما أن يوضح للفرد ما يجب عمله في ظروف معينه
2-اختبارات المعلومات العامة :
ويتضمن هذا الاختبار 25 بند تقيس المعلومات العامة التى اكتسبها الفرد على المدى الطويل 3- اختبارات الاستدلال ل الحسابي :
4-اختبار اعاده الأرقام "تذكر الأرقام" .

6-اختبارات الحصيلة اللغوية :
؟

ثانيا :المقياس العلمي :
وتتكون من 5 اختبارات تقيس الذكاء العلمي او البياني
-اختبار ترتيب الصور - اختبار تكميل الصور - اختبار رموز الأرقام -اختبار تجميع الأشياء: -اختبار رسوم المكعبات.

مقارنه بين مقياس وكسلر_وبين مقياس بينيه :

على الرغم من انه توجد فروق طفيفا من حيث الخصائص السيكومتريه المتعلقة بصدق وثبات المقياسين إلا انه توجد فروق جوهريه بينهم تتلخص فى الاتى :

1-من أهمها ان مقياس بينيه هو مقياس عمري اى يدل او يعطى العمر العقلي للمفحوص بينما مقياس وكسلر مقياس نقاط ,أكدت الشواهد والادله ان المقياس العمرى مكلف فى تقنيه واشتقاق معاييره ويفضل علماء النفس استخدام مقياس النقاط فى قياس ذكاء الكبار عن مقاييس العمر بينما البعض بقياس العمر فى قياس ذكاء الأطفال .
2-الهدف من اعداد ستنافورد بينيه هو قياس ذكاء الأطفال بينما الهدف من إعداد مقياس وكسلر هو قياس ذكاء الراشدين او الكبار .
3-يعطى مقياس وكسلر 3 درجات لذكاء الفرد درجه المقياس اللفظي ودرجه المقياس العملي ودرجه للذكاء العام بينما يعطى مقياس ستانفورد بينيه درجه للذكاء العام للفرد
4- تعد مقياس وكسلر من أفضل المقاييس وبخاصة المقاييس الادائيه لقياس ذكاء الأطفال والأميين ومن الذين يعانون من صعوبات تعلم او الذين لا يتحدثون لغة المقياس بينما لا يمكن استخدام مقياس بينيه مع مثل هؤلاء.

مقياس وكسلر لذكاء الراشدين والمراهقين:
من الواضح ان مقياس وكسلر لذكا ء الراشدين قليل الفائدة فى تشخيص التخلف العقلىلان معظم هذه الحالات يتم تشخيصها فى مرحله الطفولة ويطبق عليه مقياس وكسلر لذكاء الأطفال المعدل للأطفال او بيينه للذكاء .
وأيضا لا يصلح للتطبيق على حالات التخلف العقلي الشديد والعميق والمتوسط لان أرضيته أعلى من مستوى قدراتهم العقلية ويفشلون فى الاجابه عن أسئلته اللفظية والعملية ومع هذا يحصلون على نسب ذكاء 48 تجعلهم فى مستوى التخلف العقلي
https://sites.google.com/site/drahmedakram2/70

hano.jimi
2012-01-30, 21:54
هل تفيدوني باي شيء عن اختبار وكسلر لقياس ذكاء الاطفال


اختبارات لقياس ذكاء الاطفال

الى عرب فانس الكرام
اختبارات الذكاء العام :

الذكاء هو العامل العام في مجال القدرات العقلية، ويمثل أقصى الأداء ( Maximum Performance )
وفي ضوء نتائج تطبيق اختبارات الذكاء يمكن تحديد مستوى الإعاقة العقلية, وتقيس هذه الاختبارات بأشكالها العامة اللفظية وغير اللفظية ومنها الفردية والجماعية ذكاء الفرد والذكاء مفهوم مجرد اختلف في تعريفه وتحديده علماء النفس والتربية ولكن من مفاهيمه هو " قابلية الفرد على حل المعضلات الفكرية " أو " قابليته على التكيف تجاه المواقف الجديدة " أو " قابليته على التفكير التجريدي والاستفادة من التجارب " . والذكاء صفة موروثة في الكروموسات والجينات، ولكنه لا يقتصر على جين واحد بل يتمثل في معاملات ووحدات صغيرة متعددة. ولهذا السبب فان توزيع الذكاء في المجتمع يتخذ شكل المنحنى الطبيعي. أي أن الأشخاص متوسطي الذكاء يمثلون نسبة الغالبية من أفراد المجتمع بينما تقل النسبة في الصعود إلى الذكاء الممتاز ويقابلها النسبة دون المتوسط لتمثل الإعاقة العقلية . ويركز الذكاء على " القابلية الذهنية " وهو قابل للفحص والقياس بالوسائل النفسية التي ابتكرها علماء مشهورون و وضعوا لها أسسا ومناهج دقيقة سميت " اختبارات الذكاء " Intelligence Tests " ، ومنها اختبار ساتنفورد بينة واختبار وكسلر. ويمكن اعتبار اختبارات الذكاء أدق ما توصل إليه علم النفس الحديث لتحديد قابلية الإنسان الذهنية، ولو أنها لا تعد بالمقاييس النموذجية التي لا تخلو من عدم الدقة في القياس لاسيما اللفظية منها لتأثرها بالمستوى التعليمي لمن يطبق عليه الاختبار .


أ - اختبار ستانفورد - بينة ( Stanford Binet Test ) :
وهو من الاختبارات التي تستخدم في مجال الإعاقة العقلية ، والذي كانت بداياته في عام 1905 حين أوكل وزير المعارف مهمة إيجاد اختبار لتصنيف الأطفال في المرحلة الابتدائية وعزل الأطفال المتأخرين في صفوف خاصة وبعدها أجريت عدة تطويرات على هذا الاختبار من خلال مراجعته من قبل جامعة ستانفورد الأمريكية. ويتضمن هذا الاختبار عددا من المقاييس الفرعية ويتضمن كل مقياس مجموعة من الأسئلة المتدرجة في الصعوبة تخص معرفة الكلمات وفهم الإشارات المكتوبة وتسمية الأشياء ومعرفة أجزاء الجسم، وللأعمار المتقدمة هناك أسئلة في الذاكرة العددية واللفظية والأشكال الهندسية.

وتستخرج نسبة الذكاء من المعادلة آلاتية :
العمر العقلي : نسبة الذكاء ( IQ ) = ـــــ × 100
العمر الزمني :
§ من 2 سنة 5 سنوات
§ من 5 سنوات إلى 14 سنة
§ أعمار الراشدين من 14 سنة فما فوق بأربعة مستويات

ب - اختبار وكسلر ( The Wechsler Tests ) :
ظهر هذا الاختبار في الثلاثينيات من القرن الماضي لقياس الذكاء العام من سن خمس سنوات حتى 15 سنة، وجرت عليه تعديلات وهو يعرف باختبار وكسلر - بلفيو للذكاء نسبة إلى مستشفى بلفيو Bellevue hospital .

1. اختبارات الذكاء العام :

الذكاء هو العامل العام في مجال القدرات العقلية، ويمثل أقصى الأداء ( Maximum Performance )
وفي ضوء نتائج تطبيق اختبارات الذكاء يمكن تحديد مستوى الإعاقة العقلية, وتقيس هذه الاختبارات بأشكالها العامة اللفظية وغير اللفظية ومنها الفردية والجماعية ذكاء الفرد والذكاء مفهوم مجرد اختلف في تعريفه وتحديده علماء النفس والتربية ولكن من مفاهيمه هو " قابلية الفرد على حل المعضلات الفكرية " أو " قابليته على التكيف تجاه المواقف الجديدة " أو " قابليته على التفكير التجريدي والاستفادة من التجارب " . والذكاء صفة موروثة في الكروموسات والجينات، ولكنه لا يقتصر على جين واحد بل يتمثل في معاملات ووحدات صغيرة متعددة. ولهذا السبب فان توزيع الذكاء في المجتمع يتخذ شكل المنحنى الطبيعي. أي أن الأشخاص متوسطي الذكاء يمثلون نسبة الغالبية من أفراد المجتمع بينما تقل النسبة في الصعود إلى الذكاء الممتاز ويقابلها النسبة دون المتوسط لتمثل الإعاقة العقلية . ويركز الذكاء على " القابلية الذهنية " وهو قابل للفحص والقياس بالوسائل النفسية التي ابتكرها علماء مشهورون و وضعوا لها أسسا ومناهج دقيقة سميت " اختبارات الذكاء " Intelligence Tests " ، ومنها اختبار ساتنفورد بينة واختبار وكسلر. ويمكن اعتبار اختبارات الذكاء أدق ما توصل إليه علم النفس الحديث لتحديد قابلية الإنسان الذهنية، ولو أنها لا تعد بالمقاييس النموذجية التي لا تخلو من عدم الدقة في القياس لاسيما اللفظية منها لتأثرها بالمستوى التعليمي لمن يطبق عليه الاختبار .

أ - اختبار ستانفورد - بينة ( Stanford Binet Test ) :
وهو من الاختبارات التي تستخدم في مجال الإعاقة العقلية ، والذي كانت بداياته في عام 1905 حين أوكل وزير المعارف مهمة إيجاد اختبار لتصنيف الأطفال في المرحلة الابتدائية وعزل الأطفال المتأخرين في صفوف خاصة وبعدها أجريت عدة تطويرات على هذا الاختبار من خلال مراجعته من قبل جامعة ستانفورد الأمريكية. ويتضمن هذا الاختبار عددا من المقاييس الفرعية ويتضمن كل مقياس مجموعة من الأسئلة المتدرجة في الصعوبة تخص معرفة الكلمات وفهم الإشارات المكتوبة وتسمية الأشياء ومعرفة أجزاء الجسم، وللأعمار المتقدمة هناك أسئلة في الذاكرة العددية واللفظية والأشكال الهندسية.

وتستخرج نسبة الذكاء من المعادلة آلاتية :
العمر العقلي : نسبة الذكاء ( IQ ) = ـــــ × 100
العمر الزمني :
§ من 2 سنة 5 سنوات
§ من 5 سنوات إلى 14 سنة
§ أعمار الراشدين من 14 سنة فما فوق بأربعة مستويات

ب - اختبار وكسلر ( The Wechsler Tests ) :
ظهر هذا الاختبار في الثلاثينيات من القرن الماضي لقياس الذكاء العام من سن خمس سنوات حتى 15 سنة، وجرت عليه تعديلات وهو يعرف باختبار وكسلر - بلفيو للذكاء نسبة إلى مستشفى بلفيو Bellevue hospital .

ويشمل هذا الاختبار ثلاثة أجزاء هي :
§ من عمر 3 وحتى 5 سنوات للأطفال
§ من عمر 6 سنة وحتى 18سنة
§ 18 سنة فما فوق للراشدين
وينقسم هذا الاختبار إلى مقياس لفظي ( Verbal Scale ) يشتمل على 6 اختبارات لفظية ( معلومات عامة، المتشابهات اللفظية، الفهم، المفردات اللغوية، القدرة العددية، تكرار الأرقام ) ، ومقياس أدائي ( Performance Scale ) ويشتمل على 6 اختبارات عملية ( إكمال الصور، ترتيب الصور، تجميع الأشياء، تصميم المكعبات، الترميز، المتاهات ) .
ولكل اختبار مجموعة أسئلة تتراوح بين 8 ــ 12 سؤالا، ويكون التصنيف بناء على توزيع الدرجات حيث أن من يحصل على 70 درجة يعتبر صاحب إعاقة ذهنية. وبصفة عامة يمكن استخدام القسم الأدائي في مجال الإعاقة العقلية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



أ - قوائم جيزل الارتقائية ( Gessell Development Schedules ) :
وهي قوائم لمراحل الارتقاء في المرحلة العمرية المبكرة، وضعها جيزل ومساعدوه بعد دراسة طولية تتبعيه لمجموعة 107 من الأطفال بدأت سنة 1927 واستمرت لعشرين سنة، وهي تتعلق بأربعة مجالات سلوكية ولا تعد اختبارا مقننا لافتقارها المصداقية والثبات.
ب - اختبار كاتل لذكاء الأطفال ( Cattell Infant Intelligences Test ) :
صمم هذا الاختبار كامتداد للمرحلة العمرية المبكرة التي لا يغطيها اختبار ستانفورد بينة، وفقراته مقتبسة من قوائم جيزل واختبار ستانفورد بينة ويحسب العمر العقلي ونسبة الذكاء لأعمار السنة الأولى والثانية.
ج - مقاييس بيلي للارتقاء الحركي العقلي للأطفال ( The Bayley Infant Scales of Mental & Motor Development ) :
وهي اختبارات مطورة من اختبارات كاليفورنيا للارتقاء الحركــي للأطفال سنة 1935 واعدت فقراته اعتمادا على قوائم جيزل والبعض الآخر من اختبارات الأطفال الأخرى. ويتضمن الاختبار ثلاثة أجزاء رئيسية لاختبار المستوى الارتقائي للطفل بين عمر شهرين وسنتين ونصف هي الاختبار العقلي والاختبار الحركي وسجل الطفل السلوكي. ويتضمن الاختبار العقلي فقرات تقيس الإدراك والذاكرة والتعلم وحل المشكلات أما السجل السلوكي فهو مخصص لقياس جوانب الارتقاء في الشخصية مثل السلوك الاجتماعي والانفعالي ومدى الانتباه والمثابرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



أ- مقاييس فاينلاند للنضج الاجتماعي ( The Vineland Social Maturity Scale ) :
وضعه دول ( Doll ) لتقدير القدرة الاجتماعية. يتكون من 117 فقرة مرتبة من حيث متوسط صعوبتها ويقيس المقياس ثمانية مجالات ( الاعتماد على النفس في الطعام والملبس والتوجه والعمل والاتصال والحركة والتطبيع ) . ويقيس الاختبار الارتقاء منذ الميلاد وحتى سن 25 سنة، ويحسب العمر الاجتماعي ونسبة الارتقاء الاجتماعية. ومن الاستخدامات الهامة لهذا التمييز بين

لإعاقة العقلية المصحوبة بكفاءة اجتماعية والإعاقة العقلية بدون إمكانية اجتماعية.

ب - مقياس السلوك التوافقي ( The Adaptive Behavior Scale ) :
مقياس وضعته لجنة من الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي وهو مخصص للأطفال ذوي الإعاقة العقلية ، إلا أنه يصلح للاستخدام بالنسبة للأطفال غير المتوافقين انفعاليا وغيرهم من المعوقين. ويقصد بالسلوك التوافقي في هذا المقياس تحديد كفاءة الفرد في مواجهة المتطلبات الطبيعية والاجتماعية للبيئة ويتضمن جزأين الأول مقياس ارتقائي للسلوك بينما الثاني يتضمن قياس للسلوك التوافقي للشخصية واضطراباتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وهذا النوع من الاختبارات يمكن من خلاله قياس الشخص الذي لدية إعاقة عقلية بمعزل عن القدرة اللفظية، أي أنها اختبارات غير لفظية تعتمد على الرسوم والأشكال التي لا ترتبط بأية ثقافة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- اختبار رسم الرجل ( لكود انف وهرس ) :
هذا الاختبار مصمم لقياس الذكاء. وفيه يطلب من الشخص الذي لدية إعاقة عقلية أن يرسم رجلا والى البنت أن ترسم امرأة. والافتراض النظري يعتمد على علاقة رسم الشخص بتفاصيله الكاملة مع درجات ذكاء الفرد بغض النظر عن معرفة الشخص ومهارته في الرسم.
2 - مقاييس ارتقاء الأطفال في المرحلة المبكرة : 3- مقاييس مُعدة لاختبار الأشخاص المعاقين عقليا بناءا على حقائق الارتقاء السوية : 4 - الاختبارات المتحررة ثقافيا Culture Free :


- اختبارات المصفوفات المتتابعة لرافن :
يتكون الاختبار من ثلاث مجموعات من الرسوم تحتوي كل مجموعة على 12 سؤالا على شكل مصفوفة لرسوم وأشكال ناقصة يطلب تكملتها من بدائل مصورة أسفل كل سؤال. وفي ضوء الإجابات تحدد درجة الذكاء. ويستعمل هذا الاختبار للكشف عن الأطفال الذين لديهم إعاقات عقلية .




المصدر: دردشه ومنتديات عرب فانس - من قسم: الطب النفسي
http://www.fx3arb.com/vb/showthread.php?t=4743

hano.jimi
2012-01-30, 22:06
هل تفيدوني باي شيء عن اختبار وكسلر لقياس ذكاء الاطفال

بسم الله الرحمن الرحيم
إني أتناول هذا الموضوع والذي أتمنى أن ينال إعجاب كل من يقرأه فهو عن قياس الذكاء و مقاييس الذكاء
-قياس الذكاء:-
اختبار قياس الذكاء هو مجموعة من الاسئلة التى تستطيع من خلالها معرفة درجة الذكاء لديك بشكل تقريبي. هذه الاسئلة مصممة بشكل علمي لمعرفة مختلف درجات الذكاء لذلك يمكن أن تجد منها ما يبدو سهلاً و بسيطاً جداً و منها ما يمكن أن يبدو صعباً. هذا الاختبار يقيس درجة الذكاء من خلال الإجابة على 39 سؤال فى 40 دقيقة وهذه الأسئلة تأتى على هيئة أشكال مرسومة، أى ليس هناك من داع لإستخدام اللغة، فقط المطلوب هو التركيز و محاولة فهم السؤال بشكل جيد قبل الاجابة عليه، وعند الشعور بعدم فهم ما يعنية السؤال أو الاخفاق فى الاجابه علية؛ يفضل تركه و الانتقال الى التالى فهذا لن يؤدى إلى تكوين أى فكرة خاطئة عن درجة الذكاء فهو يعتبر فقط محاولة لمعرفة درجة الذكاء العامة، ولذلك من الافضل القيام باجراء هذا الاختبار في وقت يكون الانسان فيه نشيطاً ,في وضع مريح و تركيز جيد.
.

نسبة الذكاء هي النقاط المستنتجة من مجموعة اختبارات قياس الذكاء والتي من خلالها يتم التعرف على درجة الذكاء بشكل تقريبي, والتى قام قام بأبتكارها العالمين الفرنسيين ألفريد بينيه وتيودور سيمون عام 1905, حيث يعتبر الرقم 100 هو متوسط الذكاء عند الإنسان وكلما زادت النتيجة أعتبر الشخص عبقريا وكلما قلت أعتبر غبيا. وقد أجرى آينشتين هذا الأختبار وحصل على 160

مقاييس نسبة الذكاء:

40 - 54 متخلف عقلي (شديد التخلف) (أقل من 1 ٪ من المتقدمين للاختبار)
55 - 69 متخلف عقلي (اقل من 2.3 ٪ من المتقدمين للاختبار)
70 - 84 اقل من متوسط
85 - 114 متوسط (68 ٪ من المتقدمين للاختبار)
115 - 129 أعلى متوسط
130 - 144 الموهوبين (2.3 ٪ من المتقدمين للاختبار)
145 - 159 عبقري (أقل من 1 ٪ من المتقدمين للاختبار)
160 - 175 عبقري فوق العادة

مقياس آخر مختلف:

درجة ذكاء اقل من الحد العام للذكاء : 58 - 68
الحد العام للذكاء في حدوده الأولى : 68 - 80
درجة ذكاء جيدة ، الحد العام : 80 - 115
درجة ذكاء جيدة جداً, أعلى من الحد العام : 115 - 122
درجة ذكاء ممتازة جداً و يقترب من حدود العبقرية : 122 - 135
درجة ذكاء ممتازة جداً و موهوب يكاد يكون عبقرياً : 135 - 145
ذكاء في درجة العبقرية : 145 - 165
عبقري بدرجة عالية : 165 - 185
عبقري بدرجة عالية جداً و نادرة جداً : 185 - 200
درجة مذهلة من العبقرية لا تكاد موجودة : 200

وقد عكف العلماء منذ بداية القرن العشرين على الاهتمام بعملية قياس ذكاء الأطفال والشباب , وذلك بغرض التعرف على كمية ومقدار النمو العقلي للطفل , وبحث الوسائل الكفيلة بتنميتها مرة أخرى ،حتى يتم قياس الذكاء مرة أخرى للنظر في :هل نجحت عملية تنمية الذكاء أم لا ؟وقياس الذكاء ما هو إلا َعملية تحويل المعطيات المختلفة للنمو العقلي والذكاء إلى أرقام وكميات ،ومعرفة مدى تناسب تلك الأرقام مع عمر الطفل ،وللحصول على عمر الطفل الحقيقي ،وللحصول على مستوى الذكاء عند الطفل ومقارنته بالعمر ذاته لدى الأطفال الآخرين في نفس المستوى تقريبًا (اسماعيل عبد الفتاح ,1995 ( ..
فكرة قياس الذكاء تقوم على فكرة تراكم المعلومات ، لان حساب العمر العقلي يقوم علي جميع التجارب التي نجح فيها الفرد ، ومع ذلك فانه يتعين متابعة امتداد احتمالات النجاح والإخفاق في مراحل مختلفة من السن ، لان بعض النتائج قد يجعلها الفرد في مراحل متقدمة أو متأخرة لعدة سنوات .
والذكاء سمة لا يمكن قياسها قياسا مباشرا وإنما يعطى الفرد عملا معينا لإجرائه ويتطلب هذا العمل ممارسة بعض الوظائف العقلية العليا ثم تسجيل النتائج وتقارن بعمل غيره من المتحدين معه في العمر الزمني والموجودين تحت الشروط والظروف ، وانه لمن المسلمات أن عينة سلوك الفرد في المواقف الاختبـارية تدل على حقيقة سلوكه فيما يقيسه الاختبار .
ومقياس الذكاء ليس مقياسا جامدا بل هو عبارة عن عدة اختبارات شفوية وتحريرية معينة تتضمن مجموعة من المعطيات التي تدل على استخدام العقل والتفكير في الرد عليها وذلك بطريقة منتظمة مع الأخذ في الاعتبـار العمر الحقيقي للفرد ( باسمة السعدي , موقع أطفال الخليج , 8/4/2008 ..
يقاس الذكاء عادة باختبارات معدة خصيصاً لهذا الغرض . ومقياس الذكاء هو اختبار مقنن يتألف من عدة اختبارات ( أي أسئلة ) , وقد يصل إلى مائة سؤال , وهي متدرجة الترتيب من الأسهل إلى الأصعب ومن البسيط إلى المعقد ( اسماعيل عبد الفتاح , 1995 : 148 -149 ) , وتتعدد هذه الاختبارات وتتنوع حسب طرق استخدامها , فهناك اختبارات فردية تطبق على شخص واحد فقط وتستلزم مهارات خاصة ووقتاً طويلاً نسبياً , وهناك اختبارات جماعية تطبق على مجموعة من الأشخاص في وقت واحد ولا تستلزم بالضرورة مهارات خاصة أو وقتاً طويلاً , وتتنوع الاختبارات أيضاً طبقا للأشخاص موضوع الاهتمام .فهناك اختبارات خاصة لقياس ذكاء الأطفال في الأعمار المختلفة ، واختبارات لقياس ذكاء ا لمرهقين .وثالثة لقياس ذكاء الراشدين .وهذه الاختبارات جمعياً تساعدنا على أن نضع الشخص المناسب في الوقت المناسب , وعلى ذلك فإن نتائج اختبارات الذكاء تستخدم كوسيلة تساعد المختصين الذكاء , وهي بذلك تلعب دوراً تشخيصياً هاماً ودوراً تنبؤياعلى فهم كل تلميذ بالحدود التي تقيسه وتدل عليه اختبارات للقدرات العقلية عند الأفراد(سامي ملحم , 2002)
-مقاييس الذكاء هي:-
(1)مقياس بينيه للذكاء:-
ابتكر الفريد بينيه عالم النفس الفرنسي الشهير أول مقياس عملي للذكاء حيث قام وزملاؤه بقياس المهارات الحسية والحركية للأفراد إلا أن هذه المقاييس لا تعطي المعلومات المرغوبة .وبالتالي بدءوا بتقويم الوظائف المعرفية والتي تمثل جوانب :التخيل , طول ونوعية الانتباه, الذاكرة , والأحكام الجمالية والخلقية , و التفكير المنطقي , والقدرة على فهم الجملة , وقام بينيه بجمع بعض المهام العقلية لتقدير تلك القدرات ( سامي ملحم , 2002 (.
وصف المقياس
يتكون الاختبار من 30 فقرة متدرجة في الصعوبة ، وكانت الطريقة التي اتبعها بينيه هي أن يجمع إجابات أطفال من مختلف الأعمار ، عن أسئلة عديدة تقيس نواحي مختلفة من النشاط العقلي كما تظهر في حياتنا اليومية والتي ترتبط ارتباطا قويا بمفهومة عن الذكاء , ثم يدرس بعد ذلك نسبة الأطفال الذين يجيبون عن كل سؤال من هذه الأسئلة إجابة صحيحة في كل عمر زمني ويعتبر السؤال ممثلا لسن معينة إذا أجاب عنه متوسط ( 66% - 75 % ) عدد أفراد هذه السن , ولحساب العمر العقلي للطفل فإنه يعطى الاختبار مبتدئاً بالعناصر الأولى ( السهلة ) ويترك ليستمر في الإجابة حتى يصل إلى سن معينة يجيب عن جميع عناصرها إجابة صحيحة ، ويسمى هذا العمر بالعمر القاعدي . فإذا أخطأنا في أسئلة الأعمار التالية فان عمره العقلي يكون مساويا للعمر الذي أجاب عن جميع عناصره ( العمر القاعدي ) , أما إذا أجاب عن عدد من عناصر السن التالية ولم يجب عن البعض الأخر ، فان عمره العقلي يساوي في هذه الحالة العمر القاعدي مضافا إليه الكسر الذي يمثل عدد العناصر التي أجاب عنها من بين مجموع العناصر التي تمثل هذه السن ... وهكذا.( القمش وآخرون , 2000 (.
ويهدف هذا المقياس إلى قياس القدرة العقلية العامة للمفحوص ,ومن ثم تحديد موقعه على منحى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية , ويغطي الفئات العمرية من سن 2 وحتى سن 18بواقع ست اختبارات في كل فئة عمرية , ويقوم بتطبيقه أخصائي في علم النفس , ويعتبر هذا الاختبار من الاختبارات الفردية المقننة ويعطي بعد تطبيقه درجة تمثل العمر العقلي وأخرى تمثل نسبة الذكاء , وتستغرق عملية تطبيق المقياس من 30إلى 90 دقيقه اعتماداً على متغيري العمر والقدرة العقلية للمفحوص أما تصحيحه فيستغرق 30-45دقيقة ( Compton,1980 ) . و أهم ما يميز المقياس توفر دلالات صدق وثبات ومعايير تبرر استخدامه كمقياس عام للقدرة العقلية ( الذكاء ) , كما أنه يقيس الخبرات والمواقف المأخوذة من بيئة الطفل العادية و يعتبر المقياس من أشهر اختبارات الذكاء الفردية والتي تغطي الفئات العمرية الدنيا إذ يصلح هذا المقاس للفئة العمرية سنتين , وأهم ما يوجه إليه من نقد أنه يقيس القدرة العقلية العامة ولا يقيس أبعاد متعددة في القدرة العقلية و يعطي مقياس ستانفورد بينيه للذكاء درجة واحدة تمثل الأداء على المقياس هي نسبة الذكاء وعلى ذلك فقد لا يناسب مقياس ستانفورد بينيه الأطفال غير العادين في قدرتهم العقلية كما يصعب تصنيف فقرات مقياس ستانفورد بينه وتحليلها عاملياً , ويعتبر الاختبار ذا طبيعة خاصة من حيث إجراءات تطبيقه وتصحيحه وتفسير نتائجه ( الروسان , 2006 ( .
2)مقياس وكسلر للذكاء:-
وضع اختبار وكسلر لحاجة عملية هي التمييز بين فئات المرضى الذين كان يعالجهم وكسلر بمستشفى بلفيوبنيويورك ضعاف العقول منهم والمصابين بأمراض عصابية وذهانية إلى غير ذلك وجاء نتيجة لدراسات اكلينكية عديدة شملت هذه الفئات ،فضلا عن الحاجة إليه لقياس ذكاء الكبار فقد وضع أساسا لقياس الذكاء بين سن10إلى 60 سنة ثم وضع بعد ذلك اختبارا آخر على نسقه ليقيس ذكاء الأطفال الذين يقل سنهم عن10 سنوات .( القمش و آخرون , 2000 :62 ) . و تعتبر مقاييس وكسلر لذكاء من مقاييس القدرة العقلية المعروفة في مجال التربية وعلم النفس , ولقد ظهرت هذه المقاييس نتيجة للانتقادات المتعددة التي وجهت إلى مقياس ستانفورد بينيه للذكاء من حيث الأسس النظرية التي بنى عليها , ومن حيث دلالا ت صدقه وثباته وإجراءات تطبيقه وتصحيحه , وعلى ذلك ظهرت مقاييس وكسلر المعروفة للذكاء وهي : مقياس وكسلر لذكاء الأطفال ومقياس وكسلر لذكاء الكبار ومقياس وكسلر لذكاء الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ( الروسان , 2006 : 67 ( .
وصف المقياس
تعتبر مقاييس وكسلر للذكاء من المقاييس الفردية المقننة حيث يستغرق الوقت اللازم لتطبيقها من50ـ75دقيقة أما الوقت اللازم لتصميمها فيستغرق من30ـ40دقيقة ( compton , 1980 ) , و يتألف مقياس وكسلر لذكاء الكبار من قسمين رئيسين هما القسم اللفظي والقسم الادائي ولا يتضمن المقياس اختبارات بديلة حيث تعطى الاختبارات بالترتيب التالي: القسم اللفظي ويتضمن الاختبارات الفرعية الستة التالية : اختبار المعلومات ،اختبار الاستيعاب ،اختبار الحساب ،اختبار المتشابهات ،اختبار إعادة الأرقام ،اختبار المفردات و القسم الأدائي :ويتضمن الاختبارات الفرعية الخمسة التالي: اختبار الترميز ،اختبار تكمل الصور ،اختبار تصميم المكعبات ،اختبار ترتبي الصور ،اختبار تجمع الأشياء ( القمش وآخرون , 2000 ) , أما مقياس وكسلر لذكاء الأطفال من 326 فقرة موزعة على الاختبارات الفرعية المكونة لكل من القسم اللفظي والأدائي ( الروسان 2006 ) , يعطي هذا المقياس ثلاث نسب للذكاء : اللفظي , والعملي , الكلي دون استعمال العمر العقلي ( اسماعيل عبد الفتاح , 1995 : 169 ) , ونحصل على درجة الذكاء اللفظي : بجمع الدرجات الموزونة للاختبارات الست اللفظية واستخراج نسبة الذكاء التي تقابل مجموعها , ونحصل على درجة الذكاء العملي بجمع الدرجات الموزنة للاختبارات الخمس العملية واستخراج نسبة الذكاء مجموعها , و مجموع الدرجات الموزونة للاختبارات الاحدى عشر في الجانب اللفظي والعملي تقابل درجة الذكاء العام ( القمش وآخرون , 2000 ( .
( 3) مقاييس مكارثي للقدرة العقلية:-
يعتبر مقياس مكارثي للقدرة العقلية للأطفال من المقاييس المعروفة والتي ظهرت في السبعينات من هذا القرن , فقد ظهر هذا المقياس في عام 1972م من قبل دورثيا مكارثي وذلك بهدف قياس الذكاء العام لدى الأطفال , وخاصة لدى الأطفال الذين يحتمل ان يكونوا من فئة ذوي صعوبات التعلم , يتألف مقياس مكارثي للقدرة العقلية للأطفال من ستة مقاييس أساسية هي : المقياس اللفظي وعدد فقراته (5) فقرات , المقياس الأدائي الإدراكي وعدد(7)فقرات , المقياس الكمي وعدد فقراته (3) فقرات , المقياس الحركي وعدد فقراته(3) فقرات . مقياس التذكر وعدد فقراته (4) فقرات مكررة . المقياس المعرفي العام وعدد فقرات (15) فقرة مكرره( الروسان, 2006 :105- 106.)
وصف المقياس
تتألف مقاييس مكارثي للقدرة العقلية من ستة مقاييس أساسية ، وتتضمن في مجموعها (18 )اختبارا فرعياً حيث تقيس عدداً من مجالات القدرة العقلية العامة كالقدرة اللفظية والأدائية والعددية والحركية والقدرة على التذكر ، والقدرة المعرفية العامة ، ويصلح هذا المقياس للفئات العمرية ومن 5ر2 ـ5ر8سنة ، حيث يمكن الأخصائي في علم النفس أو التربية الخاصة من تطبيقه بشكل فردي ، ويعطي المقياس بعد تطبيقه ثلاث درجات تمثل العمر العقلي والدرجة المعيارية والدرجة المئينية أما الوقت اللازم لتطبيقه فهو حوالي ساعة ، أما الوقت اللازم لتصحيحه فهو (30) دقيقة . ( الروسان , 2006 : 106 ) . و يعتبر من المقاييس المصححة بطريقة قياس وتشخيص عدد من القدرات العقلية كالقدرة اللفظية ،الأدائية ، العددية , كما يعتبر من المقاييس الأساسية و الفرعية المرتبة بطريقة تساعد على نشاط المفحوص وإثارة دافعيته وخاصة من حيث الترتيب وهو يصلح لقياس وتشخيص الأطفال الذين يشك أن لديهم صعوبات تعلم تتمثل في قياس مظاهر التآزر البصري حركي ، الإدراك المعرفي ,كما أنه من المقاييس التي توفرت فيها دلالات صدق وثبات ومعايير تبرر استخدامه مع الأطفال , ومن مظاهر ضعف المقياس , يعتبر المقياس من مقاييس القدرة العقلية العامة
التي تتطلب عدداً من الكفايات المهنية لتطبيقه وتفسير نتائجه قد يساء استخدامه إن لم يكن أخصائي نفسي أو تربية خاصة . التي تتضمن عدداً من القدرات الفرعية كاللفظية ، الأدائية ، العددية لكنه لم يتضمن قياس السمات الشخصية و الاجتماعية ولم يتضمن القدرة على التفكير المجرد .التي توفرت فيها دلالات صدق وثبات ومعايير تبرر استخدامه لكنه بحاجة إلى مزيد من دراسات الصدق والثبات وخاصة مع فئات التربية الخاصة .
و يذكر كوفمان تدني نسبة الذكاء التي يحصل عليها الاطفال ذوي صعوبات التعلم على هذا المقياس عن أدائهم على مقياس وكسلر بحوالي 15 درجة مما يستدعي أن تعزز نتائج الأداء على هذا المقياس بمقاييس أخرى للقدرة العقلية .يصلح هذا المقياس للاطفال من سن 2.5 _ 8.5 ولكن لا يصلح للاطفال الذين هم فوق الثامنة .) شبكة الانترنت , منتديات تحدي الإعاقه )
(4)مقياس جودانف – هاريس للرسم:-
ظهر عام 1963 من مقاييس القدرة العقلية ويصنف ضمن مقاييس الشخصية كأحد الاختبارات الاسقاطية ، في البداية اسمه اختبار رسم الرجل ثم روجع وطور إلى مقياس جودانف هاريس للرسم .
الوصف :- يهدف الى قياس وتشخيص القدرة العقلية والسمات الشخصية للمفحوصين من سن 3-15 سنة ، يعتبر من مقاييس الذكاء غير اللفظية المقننة والتي تطبق بطريقة فردية أو جماعية ، يعطي هذا الاختيار بعد تطبيقة درجة خام تحول الى درجة معيارية ثم الى نسبة ذكاء ، يستغرق تطبيقه 10- 15 دقيقة ، تصحيحه و تفسيره 10 -15 دقيقة .( شبكة الانترنت , منتديات تحدي الاعاقة ( .
ومن مظاهر قوة المقياس أنه سهل التطبيق من قبل الأخصائي في علم النفس أو التربية الخاصة أو حتى الآباء والمعلمين , يقيس القدرة العقلية للمفحوص وفي الوقت نفسه يصلح لأغراض قياس سمات الشخصية , مظاهر ضعف المقياس تتمثل في أنه يعتبر المقياس من المقاييس المسحية المبدئية في قياس وتشخيص القدرة العقلية , كما لم يتوفر فيه دلالات صدق مع محك التحصيل المدرسي , ويعتبر المقياس التي يسهل على الأخصائي تطبيقها وتصحيحها وفق المعاير الخاصة بالمقياس ولكن قد يساء استخدام هذا المقياس من قبل المدرسين والآباء الذين يصعب عليهم تطبيق المقياس وتصحيحه وفق المعايير الخاص بها . ( الروسان ، 2006 (.
وفي الختام أتمنى أن يكون حاز على رضاكم وكان منه الفائده وأتمنى من الله التوفيق والسداد

عمل الطالبه:- إيمان أمين التُبَّعِي قسم اللغه الإنجليزيه/مجال/نظامي
http://ictuse.ahlamontada.net/t2108-topic

hano.jimi
2012-01-30, 22:09
اريد كتب او كل ما امكن حول اختبارت قياس الذكاء لدى الاطفال ذوي صعوبات التعلم

و شكرا

صعوبات التعلم لدى الأطفال
تشخيصها وطرق علاجها
محمود طافش
مشرف تربوي بمدارس الحكمة الثانوية
مقدمة:
تحظى قضية صعوبات التعلم باهتمام عالمي واسع نظراً للتزايد المضطرد في أعداد هذه الفئة من الناس ،غير أن التعامل مع أفرادها يتطلب جهودا كبيرة نظراً لعدم تجانسهم، و لتعدد أشكال وأنواع هذه المشكلة التي تواجه الدارسين.
ويعاني بعض الأطفال من صعوبات في التعلم ناجمة عن تلف في الدماغ يؤدي إلى خلل في نمو قدراتهم العقلية، ويترتب عليه مشكلات إدراكية تحدّ من قدرتهم على التحدث بطلاقة، أو تعلم القراءة والكتابة ، أو إجراء العمليات الحسابية بسهولة . وتتباين مظاهر هذه المشكلة من طفل لآخر ، فقد تكون لغوية أو سلوكية ، وربما تكون بيولوجية، تبعاً للمنطقة التي أصابها التلف من الدماغ. وكان أول من أشار إلى هذه الحقيقة الطبيب الألماني شميت Schmidt وذلك في النصف الثاني من القرن السابع عشر ، ثم أكدها العالم الفرنسي بروكا Broca، ثم تطورت الأبحاث الخاصة بضعف التعلم لدى الأطفال الذين يعانون من تلف دماغي بسيط على يد الطبيب الألماني ويرنر Werner الذي توصل بمشاركة مع عالم النفس ستراوس Strauss وفريقه إلى تحديد مظاهر سلوكيات الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم . ولا تعتبر هذه الصعوبات حكراً على فئة معينة من الأعمار ولكن هذا البحث يركز على الصعوبات التي قد يعاني منها الأطفال. فما المقصود بصعوبات التعلم ؟ وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها ؟
مفهومها :
تباينت وجهات نظر العلماء حول تحديد مفهوم دقيق لهذه المشكلة ، فلم يتفقوا على تعريف جامع مانع لهذا المصطلح ، لكن جرت هناك محاولات عديدة لتطويره ؛ وقد توقفت عند التعريف الذي طورته اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم NJCLD ، وهي لجنة تربوية أمريكية ، والذي يشير إلى:" مجموعة متغايرة من الاضطرابات ، تتجلى على شكل صعوبات ذات دلالة في اكتساب واستعمال مهارات الاستماع أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التفكير أو الذاكرة أو القدرات الرياضية . وتتصف هذه الاضطرابات بكونها اضطرابات داخلية في الفرد ، يُفترض أنها عائدة إلى قصور وظيفي في الجهاز العصبي المركزي ، ويمكن أن تحدث عبر فترة الحياة ، كما يمكن أن يواكبها مشكلات في سلوك التنظيم الذاتي ، والإدراك الاجتماعي ، والتفاعل الاجتماعي دون أن تشكل هذه الأمور بحد ذاتها صعوبة تعلمية . ومع أن صعوبات التعلم قد تحدث مصاحبة لأحوال أخرى من الإعاقة ( كالتلف الحسي أو التلف العقلي أو الاضطراب الانفعالي الحاد ) أو مصاحبة لمؤثرات خارجية ( كالفروق الثقافية أو التعلم عير الكافي أو غير الملائم ) إلا أنها ليست ناتجة عن هذه الأحوال أو المؤثرات ." الوقفي 2003 ص 24
ويُستنتج من هذا المفهوم أن الطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم قد يتمتع بذكاء مرتفع ، وقد ورد في سجل التجارب الإنسانية العديد من الأسماء لأشخاص مبدعين كانوا يعانون من صعوبات في التعلم ومنهم أديسون الذي طرد من المدرسة أكثر من مرة لعدم قدرته على التكيف مع المناهج والتعليمات المدرسية ، لكنه ما لبث أن أبدع العديد من المخترعات التي نفعت البشرية .
وهناك مفاهيم مدرسية متعددة لصعوبات التعلم التي يعاني منها الأطفال وهذه المفاهيم هي :
المفهوم العصبي النفسي؛ وهو يتمحور حول العلاقة بين الجهاز العصبي المركزي وصعوبات التعلم .
المفهوم المعرفي ؛ حيث يؤدي الاضطراب في عملية التفكير إلى صعوبات في التعلم ؛ حيث أن في العقل نظامين لتقبل المعلومات ، الأول يتعلق باستيعاب المعلومات وتمثلها وتعديلها في ضوء المعارف المكتسبة والخبرات المستجدة ، وأما النظام الثاني فمهمته ضبط ومراقبة وتوجيه المعارف والأفكار المتولدة عنها .
المفهوم اللغوي ؛ يرى أصحاب هذا المفهوم أهمية التركيز على تحسين المقدرة على التعبير الشفوي بسبب الدور الهام للغة الشفوية في التفكير ، ولأنه يترتب عليها زيادة القدرة على التعبير الكتابي . كما أن الأطفال الذين يعانون من ضعف في التعبير تنقصهم القدرة على التعلم الجيد ، وعلى تنظيم الإجابة الكاملة عن الأسئلة الاختبارية .
المفهوم السلوكي ؛ حيث يؤكد السلوكيون على أهمية الانتباه وظروف التعلم ، وما يصاحبها من تخطيط لصياغة الأهداف ، وتحديد الأنشطة والوسائل وأدوات التقويم، ومدى استجابة الطفل لحصول التعلم بصورة فاعلة ، وتطوير اسستراتيجية ناضجة ومؤثرة ، كما أنهم يؤكدون على أهمية تعزيز النجاحات التي يحققها التلميذ لتوكيدها ولتوليد الدافعية للتعلم وتجنب حدوث صعوبات .
المفهوم السلوكي المعرفي ؛ حيث يولي السلوكيون اللغة الداخلية اهتماما كبيراً ، ويعتبرونها أداة لتنظيم التفكير وضبط السلوك ، ويرون أن من الأهمية بمكان تسليح المتعلم بقدرة لغوية على التنظيم الداخلي من أجل بناء استراتيجيات تساعده على تخطي الصعوبات التعلمية التي تواجهه ، ويدعون إلى إعداد خطط محكمة تتضمن حزمة من التطبيقات العلاجية ، ولتدريب الطفل على التفكير من أجل إحداث تعيير مرغوب فيه في سلوكه وفي قدرته على التعلم ليتمكن من تجاوز العجز الذي يعاني منه .
المفهوم التطوري ؛ ويخضع هذا المفهوم للعمر العقلي لظاهرة ما يسمى "أثر تاريخ الولادة "
أنماط صعوبات التعلم:
يكاد الباحثون التربويون وعلماء النفس يجمعون على أن صعوبات التعلم تندرج تحت محورين رئيسين هما:
- صعوبات نمائية Disabilities Development Learning.
- صعوبات أكاديمية Disabilities Academic Learning.
وتتمثل صعوبات التعلم النمائية ، والتي تشمل العمليات النفسية الأساسية ، في عدم القدرة على التركيز والانتباه أثناء التفاعل الصفي، فقد ترى الطفل مشغولاً يعبث بأشياء جانبية ويظل مشتت الانتباه، وإذا ما لفتت المعلمة انتباهه إلى موضوع الدرس في نطاق مراعاتها للفروق الفردية، وتعلم شيئاً ، فإنه لا يلبث أن ينساه، وذلك بسبب ضعف قدرته على التذكر ، وهي مسألة أساسية لتعلمه القراءة والكتابة، كما أنه يعاني من عدم قدرة على التحكم بالقلم ، وعدم تناسق في حركات ووظائف العينين والأذنين والذاكرة، لذلك فإنه يصعب عليه إدراك الأشياء، ويصبح لديه عجز في إجراء العمليات الإدراكية، وبالتالي تبرز لديه صعوبات التعلم الأكاديمية .
وتشكل هذه العمليات الأسس التي يستند عليها التحصيل الأكاديمي مثل: اللغة والانتباه والإدراك والتذكر والتفكير، وأي خلل في هذه العمليات مهما كان محدوداً يحصل للطفل قبل دخوله المدرسة فإنه يتولد عنه صعوبات أكاديمية بقدر الخلل الحاصل، لذلك فإن الأطفال الذي لم يحصلوا على وقاية كافية ويعانون من صعوبات نمائية يحتاجون إلى تدخل علاجي مبكر دقيق قبل دخولهم إلى المدرسة . فالعلاقة بين الصعوبات النمائية والأكاديمية هي علاقة سبب ونتيجة ، لذلك فإنه يمكن التنبؤ بحصول صعوبات أكاديمية عند ملاحظة الصعوبة النمائية ، فالطفل الذي يعاني من عدم قدرة على التحكم الدقيق بأصابع اليد غالباً ما يعاني من صعوبة في تعلم الكتابة. والصعوبات الأكاديمية التي يمكن أن يواجهها الطفل تتمثل في ضعف القدرة على القراءة والتعبير الشفوي والتحريري والعمليات الحسابية حسب العجز النمائي الذي يعاني منه الطفل.
وقد يتمخض عن الصعوبات النمائية والأكاديمية عدم قدرة على التكيف العاطفي أو الاجتماعي وهذه تؤثر سلباً على سلوك الطفل في مستقبل حياته ، فهو قد يفتقر إلى المهارات الاجتماعية اللازمة لتعامله مع الآخرين وبالتالي فإنه سيعاني من رفض المجتمع له.
وقد أشارت دراسة قام بها فولير voeller 1994 إلى أن ثلث الأطفال الذي يعانون من صعوبات نمائية أو اجتماعية يعانون من سوء تكيف عاطفي أو اجتماعي ، وربما يصاب الطفل بحالة من الاكتئاب أو الانطواء على النفس، أو الإحباط للموقف السلبي الذي يتخذه منه معلموه وزملاؤه وأسرته ، خصوصاً إذا كان من ذوي الذكاء العالي، فتضعف شخصيته، وقد يجنح إلى العدوانية ليعوض النقص الذي يشعر به.
مظاهر صعوبات التعلم:
تندرج مظاهر صعوبات التعلم لدى الأطفال تحت ثلاثة عناوين رئيسة هي:
1- المظاهر اللغوية: ******** Aspectsومن أبرزها ، تأخر الطفل في القدرة على الكلام، أو صعوبة ترتيب الكلمات في جمل مفيدة، وتظهر أيضاً في عدم قدرة الطفل على مجارات زملائه في تعلم القراءة والكتابة بسبب خلل في وظائف الدماغ.
2- المظاهر السلوكية: behavioral Aspacts ومن أبرزها:
أ- عدم القدرة على التمييز بين الأشكال ، فلا يميز الطفل بين المربع والمستطيل مثلاً، كما أنه قد يكتب بعض الكلمات والأحرف مقلوبة.
ب- عدم القدرة على التمييز بين المفاهيم المتشابهة ، كعدم التمييز بين أيام الأسبوع مثلاً.
ج- عدم القدرة على القبض على الأشياء، أو المشي المتوازن.
3- المظاهر البيولوجية: Biological Aspects ومن أبرزها:
أ- الاضطرابات العصبية الخفيفة، وتنجم عن التأخر في النمو البصري أو السمعي.
ب- الاضطرابات العصبية المزمنة، وهذه تنجم عن إصابة المخ إصابة وراثية أو ناجمة عن حادث، وربما تحدث بسبب وجود نقص في الأكسجين ناجم عن عسر الولادة.
ومن أبرز مشكلات التعلم لدى الأطفال ما يلي :
1- المشكلات اللغوية، وتشمل عدم قدرة الطفل على التركيز أثناء الاستماع، أو فهم المادة المسموعة أو المقروءة. أو عدم القدرة على التعبير عن أفكاره شفوياً.
2- المشكلات القرائية، وتتلخص في عدم قدرة الطفل على القراءة.
3- المشكلات الرياضية وتتعلق بعدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية.
الخصائص المميزة للأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم:
وقد أثبتت ملاحظات المعلمين جدواها في تحديد الخصائص المميزة للأطفال الذين يتوقع أن يواجهوا صعوبات في التعلم من خلال العديد من الدراسات العالمية أهمها:
1- توصل كيرهارت cerheart 1973 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلم هو من ضمن الأطفال ذوي الذكاء المتوسط أو فوق المتوسط ، وأنه يتمتع بحواس عادية أو فوق العادية، غير أن تحصيله الأكاديمي يكون دون ذكائه وإمكاناته التعليمية ، ولا يتناسب مع عمره الزمني.
2- أشارت دراسة فاليت valett 1969 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلم لديه صعوبة نوعية فيما يتعلق باستخدام المهارات الضرورية للتعامل مع المشكلات.
3- أشارت دراسة قام بها الباحثان جونسون ومايكل بست Johnson & Michelbust 1967 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبات في التعلم سليم انفعالياً وحركياً وحسّياً وعقلياً ، لكنه غير قادر على التعلم بالطرق العادية.
4- أشارت دراسة قام بها كيرك kirk 1972 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلم نتيجة لوجود مشكلة لديه، لكن هذه المشكلة ليس لها علاقة بقضايا الإعاقة.
5- أشارت دراسة قام بها باتيمان Bateman 1964 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبات في التعلم يظهر عليه تباعداً تعليمياً دالاً بين قدراته وأدائه.
6- أشارت دراسة بابيس Pabis 1979 إلى أن الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلم يبدي اضطراباً في واحدة أو أكثر من العمليات الأساسية المستخدمة في اللغة المنطوقة أو المكتوبة.
7 – و تمخضت ملاحظات المعلمين عن مجموعة من الصفات التي تميز الأطفال الذين يعانون مشكلات في التعلم ومن هذه الصفات:
أ- ممارسة عادات تعلمية غير سوية.
ب- ضعف الدافعية.
ج- ضآلة الإنجاز.
د- غرابة السلوك.
هـ- التباين بين الأداء المتوقع والأداء الفعلي.
و- عدم القدرة على الانتباه لمدة طويلة.
ز- ضعف التركيز.
ح- التأتأة أثناء القراءة.
ط- القراءة البطيئة.
ي- المزاج المتقلب.
7 - كما قام الباحثان الأمريكيان Taylot & Patricias بدراسة تم بموجبها استخلاص أهم الخصائص المميزة للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، وقد طلب إلى مجموعة من المديرين والمشرفين التربويين الإجابة على أربعة عشر سؤالاً فكان الاتفاق على أن الخصائص أو الممارسات الآتية تميز أطفال صعوبات التعلم:
- كتابة الحروف والكلمات بصورة مقلوبة.
- تباين دال بين تحصيل التلميذ وإمكاناته العقلية.
- تباين التحصيل الأكاديمي في المقررات الدراسية.
- صعوبة الاحتفاظ بالمعارف المكتسبة.
- صعوبة الاستجابة للتوجيهات.
- صعوبة فهم المناقشات الدائرة في الموقف الصفي.
- ضعف التمييز البصري.
- عدم القدرة على الاستفادة من برامج الفصول العادية دون مساعدة خاصة.
- صعوبة أداء الواجبات.
- صعوبة إدراك مفهوم الزمن.
- ضعف ذاكرة التتابع البصري.
أسباب صعوبات التعلم:
رد الباحثون التربويون من أمثال مارتن 1980 الأسباب الكامنة وراء صعوبات التعلم التي يعاني منها الأطفال إلى مجموعة من العوامل العضوية أو البيئية، ومن أبرز هذه العوامل:
1- إصابة المخ نتيجة لتعرض الطفل لمرض يسبب لديه تلفاً دماغياً، ومن أكثر الأمراض خطورة على دماغ الطفل التهاب السحايا، الحصبة الألمانية، التهاب الخلايا الدماغية، وربما يصاب دماغ الطفل نتيجة لتعاطي والدته المخدرات أو العقاقير التي تحتوي على نسبة عالية من السموم، أو تعرضها لعملية ولادة مبتسرة أو متعسرة ينجم عنها نقص في الأكسجين الذي يتنفسه الطفل. وقد استطاع علماء الأعصاب أن يحددوا المنطقة من الدماغ التي إذا أصيبت ، فإنها تؤدي إلى صعوبات في القراءة والكتابة والحساب.
2- العوامل الوراثية،كشفت الدراسات الحديثة أن الجينات الوراثية تلعب دوراً في إيجاد صعوبات تعلم لدى بعض العائلات ، خصوصاً إذا حصل الاقتران بين الأقارب، وقد نبّه النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه القضية قبل أكثر من أربعة عشر قرن ، فقال: " أغربوا عقدة النكاح ".كذلك فإن الأمهات المتقدمات في العمر أو المطلقات أو غير المتعلمات أو المصابات بأمراض مثل التخلف العقلي أو السكري أو اللواتي لا يجدن عناية صحية ملائمة قد يواجه أطفالهن صعوبات في التعلم .
3- سوء التغذية، والذي يتمثل في النقص الحاد بالفيتامينات خلال السنة الأولى من عمر الطفل ، بسبب عزوف والدته عن إرضاعه من أجل أن تحافظ على أناقة صدرها، كما أنا المواد الحافظة للأطعمة المعلبة التي تقدّم للأطفال الرُضع تساعد - وكما يرى مارتن 1980 - على إعاقة النمو الطبيعي لجسم الطفل، وخصوصاً على نمو الجهاز العصبي المركزي.
4 – عوامل البيئة . أشارت دراسة قام بها الباحثان Smith&Strik إلى وجود علاقة بين التعلم والظروف البيتية والمدرسية ، بحيث يتحسن حال الذين يعانون من صعوبات تعلم إذا وضعوا في ظروف ملائمة ، وتوافرت لهم أجواء تعليمية صحية ، في حين يزداد وضعهم سوءاً إذا وُضعوا في بيئات مضطربة تعاني من عدم كفاءة المعلمين ، ونقص الوسائل ، وعدم مراعاة الفروق الفردية . كما دلت دراسة قام بها نيدلمانNeedleman1983 على وجود علاقة بين وجود المواد الكيميائية في الأطعمة وبين تدني تحصيل المتعلمين وانخفاض درجات ذكائهم .
5 – العوامل الإحيائية الكيميائية . وفي هذه الحالة تنجم صعوبات التعلم عن خلل في عملية انتاج النواقل العصبية الموصلة للنبضات بين الخلايا ، مما يترتب عليه عجز الدماغ عن القيام بمهامه بصورة دقيقة ، ومن هنا تبرز قلة الانتباه أو اضطراب في الحركات ، وصعوبات في التعلم أو التحدث ، كما يحصل لمتعاطي الكحول مثلا .
وقد أشارت الدراسات التي تمّ بموجبها قياس مستوى المواد الكيميائية في الدم والبول والسائل الشوكي إلى أن وجود خلل أو عدم اتزان في هذه المستويات يؤدي إلى بروز مشكلات في عمل الدماغ ، وقد أكد هذا الاعتقاد التحسن الذي طرأ على الأداء بعد استخدام الأدوية المضادة للقلق النفسي ولقلة الانتباه ، وتلك التي تستخدم في علاج الأشخاص الذين يعانون من خمول أو نعاس أو انطواء .
التشخيص والعلاج:
وقد تطورت الأساليب المتعلقة بتشخيص هذه المشكلة، والكشف عن الأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم بسبب التطور المتسارع الذي حصل على أساليب التدريس وأنماط التفاعل الصفي. فإذا لاحظ ولي الأمر أو المعلم أو الطبيب أن طفلاً يعاني من صعوبات في التعلم، فإنه يقوم بكتابة تقرير يصف فيه الحالة، ويحوله إلى الاختصاصي النفسي الذي يقوم بتشخيص الحالة وفق مجموعة من الخطوات الآتية :
1- تحديد درجة ذكاء الطفل باستخدام مقياس ذكاء ملائم مثل اختبار وكسلر للذكاء أو اختبار مايكل بوست، مثلاً.
2- ملاحظة مدى قدرة الطفل على القراءة والكتابة ، وعقد مقارنة بين مستواه الحالي ومستوى من هم في مثل عمره الزمني من الأطفال العاديين.
3- تحديد جوانب القوة وجوانب الضعف في عملية تعلمه بواسطة واحدٍ من المقاييس المقننّة أو المقاييس المسحية السريعة.
4- تحديد الأسباب الكامنة وراء المشكلة بتوظيف إحدى الأدوات الآتية، الملاحظة، دراسة الحالة، المقاييس المقننة .
5- صياغة الفروض على ضوء المعلومات المتوفرة واختبارها.
6- تصميم خطة علاجية للحالة تحدد فيها الأهداف التعليمية والأساليب والأنشطة، ووسائل التقويم.
أهمية التشخيص المبكر :
يتفق الباحثون في هذه القضية على أهمية الكشف المبكر عن مواضع وأسباب هذه المشكلة لأن التبكير يجعل البرامج العلاجية أكثر فاعلية؛ كما أن التأخر في الكشف يقلل من فرص نجاح العلاج ، ويصبح التعامل مع المشكلة أكثر صعوبة إذا كانت متصاحبة مع مشكلة أخرى مثل: الاضطرابات الانفعالية أو التأخر العقلي. أو إذا كانت الإجراءات العلاجية المتبعة غير كافية. كذلك فإن تأخر عملية التشخيص لصعوبات التعلم النمائية قد يؤدي إلى تكاثر وتشابك الصعوبات الأخرى التي تترتب عليها وبالتالي فإنه سيكون من العسير تشخصيها ، والبحث في العلاج الملائم لها.
وتواجه عملية التشخيص المبكر لتحديد الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم مجموعة من الصعوبات أهمها:
1- غموض التشخيص: حيث يصعب تحديد وتنفيذ إجراءات تشخيص الصعوبات الخفيفة والمتوسطة خصوصاً مع صغار السن، كما أن الصعوبات المتعلقة بالكلام أو القراءة يصعب تحديدها قبل سن السادسة أو السابعة.
2- الاختلافات النمائية ؛ حيث تؤثر هذه الاختلافات بين الأطفال جسمياً وعقلياً في دقة التشخيص فقد يعجز النمو العقلي عن مسايرة النمو الجسمي كما أنه يصعب في معظم الأحيان تقويم نمو الجهاز العصبي المركزي فلا تبدو الحالة مؤكدة للمقوّم.
3- دلالات التسميات: عندما يصعب التأكد من دقة التشخيص فإن التسميات قد تكون غير مطابقة للواقع ،ن فينجم عن ذلك مشكلات نفسية وآثار جانبية ، قد يترتب عليها شعور الطفل بأنه دون أقرانه ، فتقل ثقته بنفسه ، ويستسلم للعجز، ومن هنا برزت الحاجة للاستعانة بمعلمين مدربين قادرين على تفهم الحالة التي يتعاملون معها ، وتشخيصها ، وبث الأمل فيها .
أدوات التشخيص:
1- دراسة الحالة، وفيها يجمع الاختصاصي النفسي المعلومات التي يحتاج إليها عبر مجموعات من الأسئلة الشاملة ، والتي تعطي صورة واضحة عن الحالة المرضية، وتدور هذه الأسئلة حول الحالة الصحية للطفل، وحول أوجه نموه المختلفة جسمياً وعقلياً، وحركياً واجتماعياً.
2- الملاحظة، وفيها يتم ملاحظة:
أ- سلوك الطفل من حيث تركيز الانتباه والإدراك والتمييز بين الأشياء والتآلف مع المعلمة والرفاق.
ب- بيئة الطفل، ومدى تأثيرها في سلوكه.
ج- سلامة الإدراك السمعي ، ويتم التحقق منها من خلال مدى تنفيذه التعليمات ، وقدرته على متابعة التفاعل الصفي وتذكر محتواه.
3- الاختبارات وهي نوعان: مسحية ومقننة:
أ- الاختبارات المسحية، ومن خلالها يتم التعرف على مدى تمكن الطفل من مهارة القراءة، وعلى مواضع الضعف والتقصيرفيها ،وكذلك التعرف على مدى تمكنه من عمليات الحساب الأساسية.
ب- الاختبارات المقننة، وهي اختبارات تم تصميمها للتعرف على قدرات الطفل العقلية وعلى مدى قدرته على التكيف الاجتماعي. ومن أشهر الاختبارات المقننة التي تستخدم في هذا المجال: اختبار ما يكل بست لقياس صعوبات التعلم، اختبار فينلاند للنضج الاجتماعي، اختبار الينوي للقدرات السيكولغوية، واختبار ستانفورد بينيه لقياس القدرات العقلية، واختبار وكسلر للذكاء، واختبارات الجمعية الأمريكية للسلوك التكيفي.
أساليب الكشف والتشخيص:
1- بطاريات الاختبارات: وهي عبارة عن " مجموعة تكاملية أو توافقية من الاختبارات التي تقيس خاصية أو سمة أو متغيراً أحادياً أو متعدد الأبعاد. وتؤخذ الدرجة الكلية أو الموزونة أو نمط الدرجات كأساس للقياس والتقويم والتشخيص والتنبؤ". الزيات . وهذه البطاريات يمكن تطبيعها بصورة فردية أو جماعية خلال جلسة واحدة أو جلسات متعددة ، ويؤخذ عليها :
أ- أن تطبيقها يحتاج إلى تكلفة عالية وإلى جهد ووقت كبيرين وإلى مهارات متميزة أثناء تطبيقها عملياً وتفسير نتائجها.
ب- قيمتها التنبؤية منخفضة، ومختلفة أثناء تطبيق الاختبارات الفردية.
2- الاختبارات الفردية، وهي أنماط متعددة تندرج تحت أربعة عناوين هي:
3 – ملاحظات المعلمين .
اختبارات استعداد، اختبارات ذكاء، اختبارات لغوية، اختبارات إدراكية حركية.
ويعد المعلم من أقدر الأطراف المعنية بالكشف عن صعوبات التعلم وذلك نظراً لكثرة احتكاكه بالطفل ومعرفته بالمقررات ومدى تحصيل الطفل لها وقدرته على تحليل سلوكه لذلك فإن من الأهمية بمكان إشراكه في البرامج والأنشطة التي تخطط لمعالجة هذه المشكلة وتنفيذها، ومن ثم تقويم التحسن الذي يطرأ.
وتعتبر أحكام المعلمين وتقديراتهم من أبرز الأدوات التي تستخدم في الكشف المبكر عن ذوي صعوبات التعلم، وقد أوضحت دراسة قامت بها جلزرد Glazzard 1977 أن تقديرات المعلمين تتمتع بمصداقية تصل إلى أكثر من 90 % في الكشف عن هذه الفئة من الأطفال.
كما أشار عدد من الباحثين إلى أن: " تحليل السلوك الفردي الذي يتم بمعرفة المدرسين ومدى ارتباطه بالخصائص السلوكية لذوي صعوبات التعلم أكثر فاعلية من التحديد القائم على استخدام الاختبارات الجماعية أو الفردية ". الزيات 2002. وأن الأطفال الذين أشارت أحكام المعلمين المدربين إلى أنهم سيواجهون صعوبات في التعلم قد واجهوا عملياً هذه المشكلة بدقة تنبؤ وصلت إلى 90%.
وقد عقدت الباحثة جلزرد Glazzard بين القيمة التنبؤية للاختبارات والقيمة التنبؤية لتقديرات المعلمين ، فوجدت أن أحكام المعلمين أكثر مصداقية وفاعلية . وقد أشارت العديد من الدراسات والبحوث التي أجريت حول أدوات وأساليب الكشف عن ذوي صعوبات التعلم ، والتي أشرنا إليها آنفاً ، إلى أن تقديرات المعلمين هي الأوفر حظاً .
كما أشارت دراسة قام بها إجلستون Egleston 1978 وكان عنوانها :" تحديد الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وقد اشتملت عينة الدراسة على 153 طفلاً تم اختيارهم بطريقة عشوائية من مدارس ابتدائية. وقد طلب من معلميهم تحديد أسماء الذين يكون ذكاؤهم فوق المتوسط ، غير أن تحصيلهم الأكاديمي دون المتوسط ، وذلك في القراءة والرياضيات والقدرة على الفهم.. ثم جرى توظيف أدوات أخرى للكشف عن الأطفال من العينة الذين يعانون من صعوبات في التعلم فتطابقت النتائج بنسبة عالية تجاوزت الـ 80 %.
أساليب وبرامج العلاج:
تُعنى الحكومات الرشيدة بالأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم ؛ لكي لا يصبحوا عبئاً ثقيلاً على ذويهم وعلى المجتمع المحلي، وقد نجحت بعض البلدان المتقدمة مثل ألمانيا واليابان في تحويل هؤلاء الأطفال إلى طاقة منتجة قادرة على سد احتياجاتها بنفسها من خلال تقديم برامج تربوية خاصة لهم ، لكن تباينت وجهات علماء التربية حول المكان المناسب لرعاية هذه الفئة من الأطفال ، فمنهم من يرى وجوب إفراد فصول خاصة بهم، ومنهم من يرى أن من الأفضل إبقاءهم في صفوف عادية ليظلوا على تماس مع المجتمع المدرسي ، وارتفعت أصوات عديدة تطالب بتعديل المناهج الدراسية العادية لتناسب أصحاب الاحتياجات الخاصة. ومهما يكن من أمر ، فإن هناك العديد من الخيارات أمام أولياء الأمور ليختاروا منها ما يلائم درجة صعوبة التعلم؛ ومن هذه الخيارات أن يوضع الطفل في :
أ- إحدى المدارس الداخلية التي يقيم فيها الطفل كامل وقته.
ب- مدرسة التربية الخاصة النهارية ، حيث يخضع فيها الطفل لبرنامج التدريب ثم تعيده الحافلة إلى بيته.
ج- الصف الخاص في المدرسة العادية حيث يوضع الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم في شعبة خاصة بهم ، بحيث تقدم لهم البرامج التعليمية التي تناسبهم.
وهناك خيارات أخرى أقل فاعلية ، لكن يبقى الخيار المفضل لأولياء الأمور المقتدرين الذين يعاني أبناؤهم من صعوبات حادة هو المدرسة الداخلية.
فإذا قررت الإدارة التعليمية وضع الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم في الصفوف الدراسية العادية ، فإن عليها أن تُعدل المنهاج الدراسي ليكون مرناً ومناسبا لجميع فئات المتعلمين ، وتوفير وسائل تعليمية تساعد على تحقيق الأهداف التي تسعى لتحقيقها .
وقد ورد في البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر العالمي حول تعليم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة إلى أن مرونة المنهاج الدراسي تعني :( الزيات 2002)
" 1 - مواءمة المنهاج لاحتياجات الأطفال وليس العكس .
2- توفير الدعم التعليمي الإضافي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار المنهج الدراسي العادي ، و ليس تطوير منهاج خاص لهم .
3- إعادة النظر في إجراءات تقييم أداء الأطفال ، وجعل التقويم المستمر جزءا لا يتجزأ من العملية التربوية .
4- توفير سلسلة متصلة الحلقات من الدعم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حسب الحاجة ، بدءا بالمساعدة في الصف ، و مرورا بالمساعدة في المدرسة ، وانتهاءا بالمساعدة خارج المدرسة .
5- توظيف التكنولوجيا لتيسير الاتصال و الحركة و التعلم ."
ويمكن أن تتحقق الأهداف بكفاءة عالية إذا استطاعت الإدارة التعليمية توفير المعلم المؤهل تربويا ، والقادر على التعامل مع مختلف فئات المتعلمين ، وتجهيز غرف مصادر تشتمل على مختلف الوسائل التعليمية التي يتطلبها المخطط العلاجي ، مع ملاحظة أن تزود غرفة المصادر وتزود بالوسائل التعليمية التي تمكّن المعلم من تحقيق أهدافه المتمثلة في تنمية المهارات التي يحتاج إليها هؤلاء الأطفال في القراءة والكتابة والرياضيات .
ويكون علاج صعوبات التعلم أفضل إذا تم اكتشافها في مراحلها الأولى ، لذلك فإن المدارس الناهضة تحرص على إجراء اختبار استعداد لكل طالب يتم تسجيل اسمه فيها . ويوضع كل طفل يُشك في أنه يواجه صعوبات في التعلم تحت الملاحظة من قبل معلمة الصف . ثم يجري تحويل الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم إلى غرفة المصادر حيث يحظون بعناية مكثفة .
وتندرج الخدمات المقدمة للطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم في غرفة المصادر تحت محورين :
1-خدمات مساندة للطالب تقدم له من خلال تواجده بالفصل مع زملائه ، بحيث يتم التنسيق بين معلم المادة و معلم غرفة المصادر ليتواجد معلم غرفة المصادر أثناء المادة التي يعاني الطالب من صعوبة فيها .
2- خدمات تقدم للطالب من خلال تواجده في غرفة المصادر حسب الجدول الخاص به.
معالجة الصعوبات القرائية :
هناك عدة طرق يمكن أن تساعد على تقديم العون المناسب للأطفال الذين يعانون من صعوبة في القراءة هي :
1 – طريقة الحواس المتعددة ، وتستند هذه الطريقة على أربعة حواس هي : السمع و البصر و اللمس ، إضافة إلى الحاسة الحس حركية التي توظف في تحسين مهارة القراءة .
2 - طريقة فرنالد Fernald Method
وتستند هذه الطريقة كذلك على الحواس المتعددة ، لكنها تختلف عن الطريقة السابقة في أنها تعطي الطفل حرية اختيار الكلمات ليقبل على القراءة بنشاط ، كما أنها تساعده على توظف الخبرة اللغوية أثناء اختياره للكلمات .
3-طريقة اورتون- جلنجهام Orton-Gillingham تستند هذه الطريقة على التراكيب اللغوية المتعلقة بالقراءة والترميز و تعليم التهجي ،وتقوم على : (خلف الله 2004)
وتقوم على ربط الرمز البص2ري للحرف مع اسمه وصوته ، وكذلك فإنها تركز على ربط أعضاء الكلام في جسم الطفل مع مسميات الحروف وأصواتها عند سماعه لها منطوقة .
4 - برنامج القراءة العلاجية
يوظف هذا البرنامج في علاج الضعف القرائي لدى طلاب الصف الأول الأساسي الذين لا يستطيعون متابعة أقرانهم في مهارة القراءة ، ويتم وفق الخطوات الآتية :
أ - البدء بقراءة المادة المألوفة للطفل ، لأن تناولها يكون أسهل بالنسبة له .
ب - ملاحظة الأطفال أثناء القراءة وتسجيل ملاحظات تستخدم في علاج الضعف .
ج - يطلب المعلم من الأطفال تركيز الانتباه على مخارج الأصوات عند النطق بالكلمات وكتابتها .
د – اختيار نصوص مشوقة يقرأها المعلم والطالب بصوت مسموع .
5 -
http://www.tafesh.5u.com/makalat_a29.htm

hano.jimi
2012-01-30, 22:11
اريد كتب او كل ما امكن حول اختبارت قياس الذكاء لدى الاطفال ذوي صعوبات التعلم

و شكرا

يعتبر اختبار رسم الرجل من الاختبارات غير اللفظية المتحررة من أثر الثقافة التي تمتاز بسهولة التطبيق والتصحيح، وتمتاز أيضاً بقلة التكاليف في الوقت والجهد والمال بالإضافة إلى إمكانية تطبيقه فردياً وجماعياً مما يجعله أداة جيدة في الدراسات المسحية، والتي تهدف إلى تصنيف أطفال الروضة والإبتدائي بحسب مستوياتهم العقلية كما أن العمل المطلوب في رسم الرجل بسيط ويجذب انتباه الأطفال إليه دون أن يشعرون بالخوف أو التهديد في مواقف الاختبار، بالإضافة إلى أن التلقائية في رسومات الأطفال تجعل من الرسم لغة غنية بالمعاني النفسية، تتخطى عوائق التعبير اللفظي وتجعل هذا الاختبار أداة جيدة في قياس النمو العقلي عند الأطفال العاديين وذو الاحتياجات الخاصة من صمم ومتخلفين عقلياً، وممن يعانون من صعوبات النطق والكلام.

والاختبار غير محدد بزمن، ولكن تطبيقه يستغرق عادة خمسة عشرة دقيقة. حيث يطلب من الفرد رسم صورة رجل كامل، وتقدر الدرجة على أساس تفاصيل الجسم والملابس، وتناسب الملامح، ولا يهتم بالنواحي الجمالية في الرسم وتقدر لكل جزئية من تفاصيل الجسم درجة واحدة، ثم تجمع الدرجات وهناك معايير للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 15 سنة لكل من الذكور والإناث.

وظهرت أول صورة لهذا الاختبار سنة 1926 تحت عنوان اختبار رسم الرجل لجودانف حيث تضمنت هذه الصورة 51 مفردة عن أجزاء الجسم وأماكنها والتناسب بينها والدقة في التعبير عنها وقد تم تقنين هذه الصورة على 4000 طفل أمريكي، تم حساب ثبات هذه الصورة بإعادة تطبيقها على 194 طفلا بعد مرور يوم واحد حيث بلغ معامل الثبات 0.94 وتم التحقق من صدقه بعدة طرق. ظهر في سنة 1963 اختبار رسم الشخص لجودانف – هاريس حيث أخذ هاريس بفكرة جودانف في رسم الرجل وأضاف 22 مفردة للصورة الأولى لتصبح مفردات المقياس المعدل 73 مفردة تبين أنها تميز بين الأطفال بحسب أعمارهم الزمنية كما أضاف هاريس إلى رسم الرجل رسم المرأة ورسم الذات لتوفير صورة متكافئة للاختبار، وتوفير مقياس كيفي Quality Scale لقياس مفهوم الذات عند الأطفال.

وقد استدل هاريس من دراسات جودانف عن ثبات وصدق اختبارها الأصلي على ثبات وصدق الاختبار المعدل، وقام بتطبيقه على أطفال أمريكيين من سن 5 سنوات إلى سن 15 سنة وأعد له معايير نسب الذكاء الإنحرافية بمتوسط 100 وانحراف معياري 15 وقد أظهرت البحوث والدراسات التي استهدفت تقنين هذا الاختبار عن وجود مؤشرات إحصائية تدل على تمتع هذا الاختبار بصدق وثبات مرتفعين، حيث تراوحت معاملات الارتباط بين درجات رسم الرجل ورسم المرأة من 0.88 إلى 0.94 ومعاملات ارتباط تراوحت ما بين 0.91 إلى 0.98 بين درجات الاختيار الأصلي والاختبار المعدل مما يدل على تكافؤ الاختبارين أما عن الصدق العاملي فقد أوضح التحليل العاملي لـ 42 مفردة من مفردات رسم الرجل أن الاختبار يقيس عاملين الأول هو بعد الملامح الرئيسية Core Feature Dimension الذي يتكون من الفقرات البسيطة في الرسم التي تعطي الدرجة عليها لمجرد وجود أجزاء الجسم. أما العامل الثاني فيسمى بعد الإتقان Elaboration Dimension ويتكون من الفقرات المعقدة في مضمونها، وتتطلب الدقة في الرسم والتناسب بين الأجزاء والرسم من بعدين أو من ثلاثة أبعاد. كما أن الاختبار يتمتع بصدق المحك الخارجي؛ حيث ظهرت معاملات إرتباط دالة إحصائياً بين درجات عينات التقنين على الاختبار ومقياس كل من ستانفورد – بنية للذكاء، وكسلر لذكاء الأطفال، مكارتي للقدرات العقلية ومتاهات بورتيوس والتحصيل الدراسي، كما أن للاختبار دلالات إكلينيكية تتعلق بكل من الإندفاعية إنعدام الأمن، القلق، الخجل والكسوف، الغضب والعدوان.

تقنين الاختبار في البيئة العربية عامة والخليجية خاصة:
لقد تم تقنين الاختبار في بيئات عربية مختلفة منها مصر، السودان، لبنان، الأردن، العراق، اليمن، المملكة العربية السعودية، الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة.

- في المملكة العربية السعودية:
قام أبو حطب وزملاؤه (1997) في مركز البحوث التربوية والنفسية بكلية التربية بمكة المكرمة بإعداد اختبار حودانف – هاريس لرسم الشخص، وتقنينه على الأطفال السعوديين في المنطقة الغربية من المملكة، حيث تكونت صورة هذا الاختبار من 77 مفردة نتيجة لحذف وإضافة مفردات جديدة وبلغت معاملات ثبات هذه الصورة قيم تراوحت ما بين 0.38 في سن 6 سنوات و 0.79 في سن 9 سنوات وهي معاملات دالة إحصائياً حسبت بطريقة إعادة التطبيق بعد مدة تراوحت ما بين 15 و 45 يوماً، وتم التحقق من ثبات الاختبار أيضاً بمعادلة كودر– ريتشارد سون 20 وتم الحصول على معاملات ثبات تراوحت بين 0.84 و 0.94 وهي معاملات ثبات مرتفعة بصوره كافية تدل على ثبات رسم الرجل في السعودية كما تم حساب موضوعية التصحيح باعتبارها موشراً جيداً على ثبات الاختبار فتم الحصول على معاملات إرتباط 0.85 بين مصححين مختلفين و 0.96 بين المصحح ونفسه كما تم إعداد معايير نسب الذكاء الإنحرافية للأطفال في السعودية بمتوسط 100 وإنحراف معياري 15، وتم إعداد جداول للأولاد والبنات معاً في الأعمار من سنة 3 إلى 5 سنوات وجداول للبنات وأخرى للبنين من سن 6 إلى سن 15 سنة.

- في دولة الكويت:
تم تقنين الاختبار في البيئة الكويتية من قبل إدارة الخدمة النفسية بوزارة التربية مرتان الأول سنة 1968 على 2562 طفلاً من سن 4 سنوات إلى سن 12 سنة في الروضة والإبتدائي والمتوسط من مدارس تمثل المناطق العشرة حسب التقسيم الإداري للكويت في ذلك الوقت. والثانية عام 1993م، وذلك بسبب التطور الإجتماعي والإقتصادي والحضاري في الكويت بعد مضى أكثر من سن 25 سنة على التقنين الأول. وتضمنت إعادة التقنين عدة دراسات فرعية هدفت الأولى منها لتحديد معاملات شيوع كل بند من بنود الاختبار في الأعمار من سن 3 سنوات إلى سن 12 سنة بينما هدفت الدراسة الثانية إلى التحقق من توافر شروط الثبات والصدق والموضوعية بينما هدفت الدراسة الثالثة إلى إعداد معايير نسب الذكاء الإنحرافية. حيث تراوحت معاملات الثبات بطريقة إعادة التطبيق على عينة مكونة من 261 طفلاً من سن 3 سنوات إلى سن 12 سنة بفاصل زمني شهر بين التطبيقين بين 0.71 و 0.87 وفي العينة ككل 0.83 أما من حيث الصدق فأظهرت النتائج أن الاختبار يتميز بمعاملات صدق مرتفعة على أختلاف أنواعه (التلازمي، التنبؤي، التكويني) كما تم حساب معامل الموضوعية في التصحيح عن طريق حساب معامل الإرتباط بين المصحح ونفسه ومع مصحح أخر في الأعمار الزمنية المختلفة وكانت كلها مرتفعة ودالة.

- في دولة الإمارات العربية المتحدة:
تم تقنين الاختبار من قبل إدارة برامج الرعاية الإجتماعية والنفسية التابعة لوزارة التربية والتعليم والشباب (يونس وآخرون، 2002) وذلك بتطبيق الاختبار على عينة مكونة من 800 طالباً وطالبة يغطون كافة المراحل التعلمية من الروضة إلى الثالث إعدادي من الجنسين في جميع المناطق التعلمية بدولة الإمارات العربية المتحدة وأسفر التطبيق عن معاملات ثبات تتراوح بين 0.50 إلى 0.72 بالنسبة لرسم الرجل بينما تراوحت بين 0.49 و 0.71 للرسم المعاكس (رسم رجل بالبدلة) في حين كانت المعاملات لرسم المرأة بين 0.52 و 0.74 أما بالنسبة للعينة ككل فكانت بين 0.53 لرسم المعاكس و 0.64 لرسم الرجل وذلك بطريقة إعادة التطبيق بفاصل زمني شهر، وكانت معاملات الموضوعية في التصحيح تتراوح بين 0.82 و 0.96 لستة رسومات أختيرت بشكل عشوائي لعدد 13 مجموعة كل مجموعة تتكون من ممصححين أما بالنسبة للصدق فقد دلت النتائج على تمتع الاختبار بمؤشرات صدق عالية بأنواعه المختلفة (المحكي التزامني، البنائي أو التكويني). حيث تم استخدام مصفوفات رافن المتتابعة واختبار المفردات الصورية كمحكات خاصة وتراوحت معاملات الصدق بين 0.30 و 0.93 إما بالنسبة لصدق البناء فقد أظهرت النتائج أن القدرة على الرسم في هذا الاختبار تتناسب مع المستوى الدراسي وبالنهاية مع المستوى العمري، أي أن العمليات العقلية التي يتم ترجمتها في رسم الشخص تزداد مع النمو العقلي مما يدل على صدق الاختبار. كما تم عمل معايير نسب الذكاء الإنحرافية على عينة مكونة من 5239 طالباً وطالبة بكافة المراحل بمتوسط 100 وإنحراف معياري 15.
Cool_Girl
http://www.ed-uni.net/ed/archive/index.php/t-6347.html

hano.jimi
2012-01-30, 22:13
اريد كتب او كل ما امكن حول اختبارت قياس الذكاء لدى الاطفال ذوي صعوبات التعلم

و شكرا

اولا : ماهو
فرط الحركة وقلة النشاط :

التشخيص
ما هي طرق الكشف والتشخيص ؟
o السيرة المرضية والكشف السريري
o المقابلة الشخصية
o جمع البيانات السلوكية
o التقييم النفسي والتربوي

ما هي معايير التشخيص ؟
o مدة أستمرار الأعراض : تكون الأعراض موجودة لمدة ستة أشهر على الأقل
o عمر الطفل عند ظهور الأعراض : ظهور الأعراض - بعضها - قبل السادسة من العمر
o عدد الأعراض الظاهرة
o درجة الخلل التي سببها الأَضطراب في حياة الطفل الاكاديمية والاجتماعية
o الأحتماليات الأخرى المسببة للأعراض - مثل القلق والاكتئاب، أضطراب الشخصية، الهستيريا، الفصام، وغيرها

من الذي يقوم بالتشخيص؟
حالة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حالة سلوكية، وتشخيصها يعتمد على الملاحظة المستمرة لسلوكيات الطفل خلال حياته اليومية، في المنزل والشارع والمدرسة، فعليه فإن التشخيص والعلاج يعتمد على مجموعة من الأفراد الذين يقومون برعاية الطفل ، وهم :
o الطبيب النفسي
o طبيب الأطفال
o والدي الطفل
o من يقوم برعاية الطفل
o المعلم - المرشد الطلابي

كيف يتم التقييم؟
أعراض هذا المرض تتداخل مع أعراض أمراض نفسية وسلوكية أخرى كالقلق - التوحد- صعوبات التعلم - اضطراب السلوك، وغيرها، لذى لابد من التعرف قدرات وكفاءات الطفل الرئيسة وهي:
o الكفاءات - القدرات السلوكية Behavioral Competence
o الكفاءات - القدرات الاكاديمية والتعليمية Academic Competence
o الكفاءات - القدرات الاجتماعية Social Competence
o قدرات الذكاء Intelligence Quition

ما هي المقاييس المستخدمة في التقييم؟
هناك العديد من المقاييس المستخدمة لتقييم حالة الطفل، وتلك تحتاج إلى ملء بعض الاستبيانات والمقاييس لمعرفة سلوكيات الطفل في البيئات المختلفة (المنزل - الشارع - المدرسة )، وتعتمد على الملاحظة الميدانية لما يقوم به الطفل في حياته اليومية، ويقوم بتعبئة هذه الاستبيانات الوالدين ومن يقوم برعاية الطفل، كما يقوم بها المعلم أو المرشد الطلابي في المدرسة، تلك الاستبيانات تعطي صورة عن حالة الطفل يمكن من خلالها الحصول على التشخيص الحقيقي للحالة ، كما يمكن عن طريقها معرفة مدى تقدمه في العلاج، ومن المقاييس المستخدمة:
o مقياس كورنز ( للمعلمين - للوالدين )
o مقياس أديس Attention Deficit Disorder Evaluation Scale - ADDES (للمعلمين - للوالدين )
o مقياس ايدل بروك - إخباخ Adel broch & Achebach
o مقياس قائمة تحديد سلوكيات الطفل Child Behavior Check List - CBCL

متى ينبغي توقع وجود الاضطراب؟
هناك العديد من النقاط التي تحدد هذا التوقع هي:
1- فرط الحركة الذي يعيق الطفل حتى عن اللعب مع الاخرين.
2- الفشل الدراسي.
3- الاصابات المتكررة بسبب كثرة السقوط والاصابات.
4- الاندفاعية الزائدة.
5- عدم القدرة على التركيز في المذاكرة - في اجواء الصخب كصالة المنزل مثلاً.

ما هي الأسباب المؤدية لعدم التشخيص المبكر؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لعدم التشخيص المبكر للحالة ومنها:
o تجاهل سلوكيات الطفل واعتبارها تصرفات طبيعية - شقاوة - دلع
o التدليل والحماية الزائدة من قبل الوالدين
o إهمال الطفل في وجود التفكك العائلي
o الاعتقاد بوجود تخلف عقلي لدى الطفل ومن ثم عدم تشخيصه
o وجود إصابة أخرى مرضية مثل ضعف السمع او النظر

هل يمكن أجراء التشخيص قبل دخول المدرسة؟
عادة ما تبدأ الأعراض المرضية في الظهور قبل سن الرابعة من العمر، وتزداد مع دخول الطفل للمدرسة، لتكون الأعراض واضحة وجلية بين الثامنة والعاشرة من العمر، ومن الأسباب المؤدية لذلك هي :
o تعود الوالدين على سلوكيات الطفل واعتبارها شيئاً عادياً أو شقاوة
o بيئة المدرسة والانضباطية تجعل الأعراض أكثر وضوحاً
o زيادة التوتر والقلق
o عدم وجود الحماية من الوالدين
o التنافس مع الأطفال الآخرين

هل هناك تحاليل أو أشعات تساعد على التشخيص؟
حالة أضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حالة سلوكية نفسية، وليس هناك عيوب جسمية ظاهرة، كما أنه ليس هناك عيوب في تكوين الدماغ، والغالب ان السبب هو وجود ضعف في الموصلات العصبية - وتلك لا يمكن الكشف عليها، لذى فإن التحاليل العادية أو الأشعة المقطعية للدماغ أو أشعة الرنين المغناطيسي لن تساعد في إجراء التشخيص، فالتشخيص يعتمد على مراقبة السلوكيات ، ومن ثم تطبيق القواعد العامة للتشخيص.

ما هي أنواع أضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ؟
لقد تعود الكثيرين على أخذ حالة " أضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه " كحالة مرضية واحدة ومحددة، ولكن الدراسات النفسية والتربوية أظهرت أن هناك حالات متعددة تظهر بأعراض متشابهة مع أختلافات مميزة، وهو ما أتفق عليه في الاجتماع الرابع للجمعية النفسية الأمريكية- الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية "DMS-IV-TR "، والذي قام بتقسيم الحالة إلى ثلاثة أنواع رئيسية ، و لها ضوابط مقننة للتشخيص، وهي:
1. فرط الحركة - النشاط :
في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة بنسبة متفاوتة، ولكن يغلب عليها علامات وأعراض فرط الحركة - الاندفاعية
2. نقص الانتباه - ضعف التركيز:
في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة بنسبة متفاوتة، ولكن يغلب عليها علامات وأعراض نقص الانتباه
3. اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه المزدوج - الكامل :
في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة - الاندفاعية، مع وجود أعراض نقص الانتباه .

قواعد التشخيص
قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بوضع مقاييس للتشخيص ، وتم نشره من خلال الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية في صورته الرابعة DMS-IV، حسب الشروط التالية:
o أن يتم إجراء الأختبارات على الطفل
o أن تكون بداية ظهور الأعراض قبل سن السابعة
o أن تكون جميع الأعراض موجودة لمدة ستة أشهر أو أكثر
o أن تظهر الأعراض على الأقل في بيئتين مختلفتين أو أكثر ( المنزل - المدرسة - الشارع)
o أن تكون تلك الأعراض قد أثرت على مستواه الاكاديمي والاجتماعي تأثيراً واضحاً
o الأعراض لا تكون محسوبة على أمراض أو حالات أخرى مثل القلق والاكتئاب، أضطراب الشخصية، الهستيريا، الفصام، وغيرها.

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه - مع سيطرة نقص الانتباه / ضعف التركيز
أن يكون هناك ستة أعراض على الأقل من أعراض نقص الانتباه / ضعف التركيز
o عادة ما يفشل في التركيز والانتباه لتفاصل الموضوع، أو أن يقوم بعمل أخطاء تدل على عدم الاهتمام في واجباته المدرسية، العمل، او النشاطات الأخرى التي يقوم بها.
o عادة يكون لديه صعوبة في التركيز والانتباه للعمل أو اللعب
o عادة لا ينصت عندما يتحدث معه
o عادة لا يقوم بأتباع التعليمات والأوامر، كما يفشل في أتمام المهام التي تطلب منه.
o عادة ما يجد صعوبة في تنظيم المهمة التي يقوم بها أو النشاط
o عادة يتحنب، ولا يرغب، أو يرفض المشاركة في النشاطات التي تحتاج الى تركيز وجهد فكري
o عادة ما يفقد الأشياء الضرورية للقيام بالمهام أو النشاطات
o يسهل عادة تشتيت انتباهه بالمؤثرات الخارجية
o عادة ما يكون كثير النسيان في النشاطات اليومية

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه - مع سيطرة فرط الحركة - النشاط
أن يكون هناك ستة أعراض على الأقل من أعراض فرط الحركة - النشاط والاندفاعية
فرط الحركة - النشاط
o عادة ما يتململ كثيراً ، يحرك يدية أو قدمية، أو يتحرك على الكرسي
o عادة ما يترك الكرسي في الفصل - أو أماكن او حالات مشابهة - وهي غير منطقية ( في المراهقين والشباب قد تكون محصورة من خلال التعبير عن الملل وعدم الارتياح )
o عادة ما يجري ويتسلق الاشياء بكثرة ، وفي حالات يعتبر هذا العمل غير منطقي (في المراهقين والشباب قد تكون محصورة من خلال التعبير عن الملل وعدم الارتياح )
o عادة ما يجد صعوبة في اللعب، او مشاركة الآخرين في الأنشطة التي يقومون بها بهدوء
o عادة Is often "on the go" or acts as if "driven by a motor"
o عادة ما يتكلم بكثرة
الأندفاعية :
o عادة ما يجيب على السؤال قبل أكتماله
o عادة ما يجد صعوبة في انتظار دوره
o عادة ما يقاطع الآخرين or intrudes on others

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه - مع تواجد فرط الحركة و قلة الانتباه سوياً
أن يكون هناك ستة أعراض على الأقل من أعراض نقص الانتباه - ضعف التركيز، وستة أعراض على الأقل من أعراض فرط الحركة ( النشاط) والاندفاع
http://www.ed-uni.net/ed/archive/index.php/t-8972.html

hano.jimi
2012-01-30, 22:14
اريد كتب او كل ما امكن حول اختبارت قياس الذكاء لدى الاطفال ذوي صعوبات التعلم

و شكرا

الإجابة على أسئلة بحث

الانتباه والذاكرة العاملة لدى عينات من ذوي صعوبات التعلم وذوي فرط النشاط الزائد والعاديين

للباحث د. أحمد حسن محمد عاشور

أجاب عن الأسئلة من خلال الرجوع للدراسة
حمزة عباسي ( أبو حسين )


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال الأول : أهمية الدراسة ؟
تكمن أهمية الدراسة في أنها تهتم بدراسة متغيرات الانتباه والذاكرة العاملة لدى عينة من الطلاب, وتأثير هذه المتغيرات سلبًا أو إيجابًا على عملية التعلم واكتساب الطالب للمعرفة والمهارات اللازمة المتوقعة منه وأيضًا في عملية معالجة المعلومات عند الطالب. وتزداد أهمية الدراسة عندما تقارن الفرق في الأداء بين عينات من ذوي صعوبات التعلم وذوي فرط النشاط الزائد والعاديين عند القيام بإجراء اختبارات الانتباه الانتقائي والانتباه المتواصل واختبار الذاكرة العاملة, لتخرج الدراسة بنتائج تجيب على السؤال : ما هي الفروق أو الخصائص التي تتميز بها كل مجموعة عن الأخرى؟
ونتيجة لذلك يتم التعرف على علاقة هذه المتغيرات ( الانتباه والذاكرة العاملة ) على العمليات المعرفية عند عينات الطلاب المختلفة.

السؤال الثاني : ما المقصود بالانتباه الانتقائي ؟ التفسيرات المقترحة لهذا المفهوم ؟ أهم الدراسات التي تطرقت له؟
الانتباه الانتقائي :
هو تلك العملية التي يقوم فيها الفرد بالتركيز على المثيرات ذات العلاقة وإهمال المثيرات غير ذات العلاقة.
تعريف ( Bryan & Bryan,1986 ) : عدم مقدرة الأطفال من ذوي صعوبات التعلم في التركيز على المثيرات ذات العلاقة وإهمال المثيرات غير ذات العلاقة, بالإضافة إلى عدم القدرة على تنظيم المثيرات المناسبة والانتباه لها. فمثلًا يركز الطالب على الصورة الموجودة في الكتاب بدلًا من التركيز على النص المكتوب.

التفسيرات المقترحة لهذا المفهوم :

حاول الكثير من الباحثين وضع نماذج تفسيرية توضح دور عملية الانتباه الانتقائي في تكوين وتناول المعلومات, منها :
نموذج برودبنت ( Broabent's Model ) : وهو يركز على طريقة تدفق المعلومات بين المثير والاستجابة حيث يبدأ المثير بالمرور بمنطقة التسجيل الحسي ثم يصل إلى منطقة الترشيح وهو ما يسميها بالفلتر الانتقائي الذي يقود إلى قناة تتم فيها عملية التحليل الإدراكي ثم تمر المعلومات إلى الذاكرة قصيرة المدى ومن ثم تصل إلى الاستجابة المطلوبة.
نموذج دوتش – دوتش ( Deutsch – Deutsch Model ) : وهو وفقًا لهذا النموذج يحدث متأخرًا في تجهيز المعلومات, وأن كل المثيرات تقريبًا تذهب للمعالجة التالية لتصل إلى الذاكرة العاملة وهي بدورها تقوم بعملية الانتقاء عند هذه النقطة, وهو بذلك يفترض أن يكون المرشح العصبي قبل مرحلة اختيار الاستجابة وبعد التحليل الإدراكي.
نموذج تريسمان ( Terisman Model ) : وفقًا لهذا النموذج فإن المثيرات الداخلة تخضع لثلاث أنواع من التحليل, هي:
يحلل الفرد الخصائص الفيزيائية للمثيرات, فالمثيرات السمعية لها خصائص فيزيائية متكافئة مع الخصائص السمعية مثل الدرجة والشدة.
يحدد ما إذا كانت المثيرات لغوية من عدمه وهي تجمع إلى مقاطع أو كلمات.
تحدد معاني الكلمات.
وذهبت تريسمان إلى أن أولى مراحل الانتقاء هي تقدير الإشارة على أساس الخصائص الفيزيائية العامة ثم يحدث فرز أكثر تعقيدًا للحكم على الإشارة من حيث المعنى.

أبرز الدراسات التي تطرقت له :

دراسة (Francis, 1980 ) والتي بحثت اضطرابات التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في عملية الانتباه الانتقائي على عينة بلغت 45 تلميذًا وتلميذة. وأشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التلاميذ ذوي صعوبات التعلم والعاديين في الأداء على مهمة الانتباه الانتقائي وأن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لديهم قصور واضح في الانتباه الانتقائي.
دراسة (Tarnowski et al, 1986 ) : فقد اهتمت بالكشف عن الفروق بين التلاميذ ذوي صعوبات التعلم والتلاميذ ذوي اضطرابات في الانتباه مع فرط النشاط الزائد والتلاميذ العاديين في الأداء على مقياس الاحتفاظ بالانتباه والانتباه الانتقائي على عينة بلغت 51 تلميذًا وتلميذة. حيث أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعات البحث الثلاث مقارنة بالعاديين في الأداء على مهام الانتباه الانتقائي والاحتفاظ بالانتباه.
دراسة السيد السمادوني 1990 والتي هدفت إلى التعرف على الفروق بين الأطفال ذوي فرط النشاط مع الاضطراب في الانتباه وذوي فرط النشاط وبين العاديين في آدائهم على المهام الانتباهية السمعية والبصرية, وكانت العينة الكلية 84 تلميذًا من الذكور فقط. وأشارت النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائيًا بين أداء المجموعات الثلاث على المهام الانتباهية السمعية والبصرية لصالح ذوي فرط النشاط مع اضطراب في الانتباه.
دراسة ( Korkman & Pesonen,1994 ) : التي حاولت المقارنة بين الأطفال ذوي اضطراب قصور الانتباه مع فرط النشاط الزائد, وذوي صعوبات التعلم فقط وذوي صعوبات التعلم مع اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط الزائد في الأداء على بطارية اختبارات نفسية عصبية لقياس الانتباه واللغة والحركة والإحساس والوظائف البصرية المكانية والذاكرة والتعلم وشملت عينة الدراسة على 60 تلميذًا وتلميذة. حيث أشارت النتائج إلى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 01, بين مجموعات الدراسة في أدائهم على اختبارات مدى الأرقام, والتحليل السمعي للكلمات واختبار التحكم ورواية القصص, وعند مستوى 05, في اختباري الانتباه السمعي وتقييم التركيز.


السؤال الثالث : ما المقصود بالذاكرة العاملة؟ التفسيرات لهذا المفهوم ؟ أبرز الدراسات التي تطرقت لهذا المصطلح؟

الذاكرة العاملة :
هي مخزن مؤقت لكمية محددة من المعلومات مع إمكانية تحويلها واستخدمها في إصدار وإنتاج استجابات جديدة وذلك من خلال وجود مكونات مختلفة تقوم بوظيفتي التخزين والمعالجة معًا.(Baddeley,1992)

التفسيرات المقترحة لهذا المفهوم:
يعتبر نموذج (Baddeley and Hitch,1974 ) أن الذاكرة العاملة عبارة عن أنظمة تخزين خاصة وظيفتها تخزين المعلومات اللفظية تسمى هذه الأنظمة " المكون اللفظي " بالإضافة إلى أنها تحتوي على أنظمة أخرى خاصة بمعالجة المعلومات تسمى المعالج المركزي حيث تتم سلسلة من المعالجات تهدف إلى الوصول للإجابة الصحيحة. ثم أضاف بادلي مكونًا آخر سمي المكون غير اللفظي وذكر أن وظيفته معالجة الصور المكانية والبصرية وإدراك العلاقات المكانية, وهذه المكونات تعمل في آن واحد في تكامل واتساق وانسجام تام.

أبرز البحوث التي تطرقت لهذا المصطلح:
دراسة ( Ackerman, et al,1990 ) والتي بحثت الفروق بين التلاميذ ذوي صعوبات التعلم والعاديين في سعة الذاكرة العاملة وبلغت العينة 40 تلميذًا وتلميذة. وخلصت الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى 001, في الأداء على مهام الذاكرة العاملة وذلك لصالح العاديين بالإضافة إلى أن أهم العوامل التي ترتبط بصعوبات التعلم هو نقص سعة الذاكرة العاملة.
دراسة ( Swanson & Berminger,1995 ) التي قارنت بين التلاميذ من ذوي صعوبات التعلم والعاديين في الأداء على مهام الذاكرة العاملة والذاكرة قصيرة المدى, حيث بلغت عينة الدراسة في مجملها 206 تلميذًا وتلميذة. وأشارت النتائج إلى أن أداء الذاكرة العاملة اللفظية لدى التلاميذ لدى صعوبات التعلم أدنى من العاديين كما أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لديهم قصور في الذاكرة العاملة والذاكرة قصيرة المدى.
دراسة (Isaki & Plante, 1997 ) التي هدفت إلى بحث الفروق بين ذوي صعوبات التعلم والعاديين في الذاكرة العاملة والذاكرة قصيرة المدى وذاكرة الجمل وتكونت العينة من 30 طالبًا حيث توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 05, في أداء الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة لصالح العاديين. كما أشارت الدراسة إلى أن الذاكرة العاملة اللفظية تعد أحد الصعوبات التي تواجه ذوي صعوبات التعلم مقارنة بالعاديين.
دراسة (Siegal & Rayan, 1998 ) التي قامت بدراسة الفروق بين ذوي صعوبات التعلم وذوي اضطراب الانتباه والعاديين في أدائهم على مهام الذاكرة العاملة وذلك على عينة بلغت في مجملها 183 تلميذًا تراوحت أعمارهم من ( 7 – 13) عامًا.وأشارت نتائج الدراسة إلى أن التلاميذ ذوي صعوبات تعلم القراءة والأطفال ذوي اضطراب الانتباه يعانون من ضعف في الأداء على مهمتي قياس الذاكرة العاملة, أما الأطفال ذوي صعوبات تعلم الحساب فإنهن يعانون من ضعف في الأداء بالنسبة لمهمة تداخل العدد أكثر من مهمة تداخل الجمل.
دراسة محمد علي كامل 2001 التي بحثت أثر اضطراب قصور الانتباه على نشاط الذاكرة العاملة اللفظية لدى عينة من تلاميذ بعض المدارس الابتدائية بلغت هذه العينة في مجملها 225 تلميذًا وتلميذة بالصفوف الرابع والخامس الابتدائي.وأشارت النتائج أن اضطراب الانتباه يؤثر تأثيرًا سالبًا على نظام الذاكرة العاملة لدى التلاميذ مضطربي الانتباه.

السؤال الرابع : تطرق إلى إجراءات البحث ( كيف تم البحث ) ؟

اختيار عينة الدراسة :
تكونت عينة الدراسة في هذا البحث في صورتها الأولية من 202 تلميذًا وتلميذة من تلاميذ الصف الخامس الابتدائي, تم أختيارهم من ثلاث مدارس بإدارة طوخ التعليمية.
بعد ذلك قام الباحث بإجراء اختبار الفهم القرائي للأطفال ( إعداد خيري المغازي ) واختبار الذكاء المصور ( إعداد أحمد زكي صالح ) وذلك لتحديد التلاميذ ذوي صعوبات التعلم. وبعد ذلك حصر الباحث التلاميذ الذين حصلوا على نسبة ذكاء تزيد عن 90 درجة بناءً على درجاتهم في اختبار الذكاء واستبعاد التلاميذ الذين حصلوا على نسبة أقل من ذلك باعتبارهم دون المتوسط طبقًا لمعايير اختبار الذكاء. كما قام الباحث بحساب متوسط درجات التلاميذ الذين حصلوا على درجات في الفهم القرائي أقل من المتوسط مع أنهم ذوي ذكاء يزيد عن 90 درجة ويوجد لديهم تباعد مقداره انحراف معياري واحد على الأقل بين درجاتهم في الذكاء والتحصيل لصالح درجاتهم في الذكاء والتي بلغ عددهم في ضوء هذا الإجراء 45 تلميذًا وتلميذة بنسبة مئوية 22%. ثم قام الباحث بتطبيق قائمة الملاحظة الاكلينيكية لسلوك الطفل DSM III من إعداد السيد السمادوني 1990 ومقياس كونرز لتقدير سلوك الطفل ترجمة وتقنين السيد السمادوني 1991 وذلك لتحديد التلاميذ ذوي صعوبات التعلم مع اضطراب الانتباه وفرط النشاط الزائد والتلاميذ ذوي صعوبات التعلم وليس لديهم اضطراب الانتباه وفرط النشاط الزائد ( ذوي صعوبات التعلم فقط ).
ثم قام الباحث باختيار مجموعة أخرى من ذوي النشاط الزائد واضطراب الانتباه بعد تطبيق نفس الاختبارات السابقة على تلاميذ آخرين لم يدرجوا ضمن عينة التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بلغ عددهم 50 تلميذًا وتلميذة, واختير من بينهم 21 تلميذًَا وتلميذة, بالإضافة إلى مجموعة أخيرة من العاديين عددهم 22 لتصبح مجموعات الدراسة أربع مجموعات, يوضحها الجدول التالي :

أدوات الدراسة التي استخدمها الباحث في هذه الدراسة : قام الباحث بتطبيق الاختبارات على مجموعات الدراسة الأربعة باستخدام مجموعة من الأدوات وذلك للحصول على المعلومات والبيانات المطلوبة للبحث, وهي :
اختبارات الانتباه:
اختبار الانتباه الانتقائي السمعي ( من إعداد الباحث ): وهو يقيس قدرة التلميذ على الانتباه السمعي للحروف وذلك من خلال الانتباه السمعي لمجموعة من الحروف المزدوجة المسجلة على شريط كاسيت بين كل حرف والثاني ثانيتين, فعندما يسمع التلميذ الحرف مكرر مرتين مثل حرف ( ص – ص ) يعطي استجابة نعم بالنقر على المكتب الذي يجلس عليه وإذا لم يتكرر الحرف وسمع بعده حرف آخر مثل ( ص – س) لا يعطي استجابة, ثم تحسب درجة التلميذ في الأداء على هذا الأختبار بعدد الاستجابات الصحيحة.
اختبار الانتباه الانتقائي البصري ( من إعداد الباحث ) : وهو يقيس قدرة التلميذ على الانتباه البصري للأرقام وذلك من خلال الشطب وهو عبارة عن ورقة مكتوبة عليها مجموعة كبيرة من الأعداد بها أعداد فردية, وأخرى زوجية , ويطلب من التلميذ أن يشطب على العدد 3 عندما يكون مسبوق بعدد زوجي مثل 2-4-6-8 وأن يشطب على العدد 6 عندما يكون مسبوق بعدد فردي 3-5-7-9 وتحسب عدد الاستجابات الصحيحة لكل تلميذ.
اختبار الانتباه المتواصل ( لفظي ) : يتكون هذا الاختبار من عدد 50 زوجًا من الأسماء كل منها يتكون من 5-7 حروف اختيروا عشوائيًا من قوائم التلاميذ بالمدارس التي سحبت منها عينة الدراسة وكتب كل اسم مرتين على يمين الصفحة وعلى يسارها وبينهما فراغ 3سم يضع فيه التلميذ علامة صح إذا كان الاسمان متطابقين أو علامة خطأ إذا كانا مختلفين في زمن محدد, نصف أزواج الكلمات كان متطابقًا والنصف الآخر مختلفًا مرتبة في الاختبار ترتيبًا عشوائيًا.
اختبار الانتباه المتواصل ( عددي ) (من إعداد الباحث ) يتكون هذا الاختبار من عدد 40 مسألة حسابية بعضها صحيح والآخر خطأ يقوم التلميذ بتحديد إذا كانت المسألة صحيحة أم خطأ وذلك في وقت محدد.
اختبارات الذاكرة العاملة:
اختبار مدى القراءة : يعتبر هذا الاختبار واحدًا من اختبارات قياس الذاكرة العاملة ( المكون اللفظي ) التي أعدها رضا أبو سريع وأحمد حسن عاشور 2005 . ويتكون من مجموعة غير مرتبطة من الجمل موزعة على أربعة مستويات.
اختبار العمليات الحسابية البسيطة : ويتكون من بعض العمليات الحسابية ( جمع – طرح ) وهي 18 مسألة في مستويات ثلاث.
http://www.portal-jerusalem.com/2011/07/blog-post.html

hano.jimi
2012-01-30, 22:16
اريد كتب او كل ما امكن حول اختبارت قياس الذكاء لدى الاطفال ذوي صعوبات التعلم

و شكرا

السلام عليكم/

موضوعي لهذ اليوم يتناول قضية هامة جداً

وهي أساليب قياس وتشخيص بعض فئات التربية الخاصة

والفئة الأولى التي سنتكلم عنها اليوم هي

فئة صعوبات التعلم :

اساليب قياس وتشخيص صعوبات التعلم

يعتبر موضوع صعوبات التعلم ( Learnig Disabilities ) من الموضوعات الجديدة نسبياً في ميدان التربية الخاصة , ففي العقد الأخير من القرن

الماضي بدأ الإهتمام بشكل واضح بنسبة لاتقل عن 3% من الأطفال , والتي تعاني من شكل من اشكال صعوبات التعلم , أما فيما مضى , أي خلال

العقود الثلاثة السابقة فقد كان الإهتمام منصباً على فئات أخرى في مجال التربية الخاصة أكثر وضوحاً كالإعاقة العقلية , والسمعية , والبصرية والحركية

ولكن بسبب ظهور مجموعة من الأطفال الأسوياء في نموهم العقلي والسمعي والبصري والحركي والذين يعانون من مشكلات تعليمية ,

بدأ المختصون في التركيز على فئة من فئات التربية الخاصة هي فئة صعوبات التعلم حيث أطلق على هذه الفئة مصطلح ذوي الإعاقة الخفية

(Hidden Handicapped) كما أطلقت عليها مصطلحات اخرى مثل مصطلح الأطفال ذوي الإعاقة الدماغية (Brain-Injurred Children)

أو مصطلح ذوي المشكلات الإدراكية (Children with perceptual Handicaps), ومصطلح الأطفال ذوي صعوبات التعلم

(Children with Learning Disabilities).

وتعرف هذه الفئة على أنها تلك الفئة من الأطفال التي تعاني من اضطرابات في واحدة أو اكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم

واستعمال اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة والتي تبدو في اضطرابات السمع والتفكير والكلام والقراءة والتهجئه والحساب ولكنها لاتعود إلى أسباب

تتعلق بإصابة الدماغ البسيطة والوظيفيةMinimal brain Dysfunction ولكنهالاتعود إلى أسباب تتعلق بالإعاقة العقلية أو السمعية أو البصرية

أو غيرها من الإعاقات .

وتبدو مظاهر صعوبات التعلم لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم فيما يلي:

- صعوبة ادراك الطفل للأشياء والتمييز بينها , وخاصة الأشياء المتجانسة .

- استمرار الطفل في النشاط دون أن يدرك أن المهمة انتهت .

- اضطراب السلوك الحركي لدى الطفل وخاصة في المهارات التي تتطلب التآزر البصري والحركي.

- النشاط الزائد لدى الطفل.

- الإشارات العصبية الخفيفة والمزمنة لدى الطفل .

- الاضطرابات اللغوية والتي تبدو في مظاهر صعوبة القراءة (Dyslexa) وصعوبة الكتابة (Dysgraphia) وتأخر ظهور اللغة (******** Delay)

وصعوبة استعمال اللغة (******** Deficit) وفقدان القدرة المكتسبة على الكلام.

- تدني التحصيل الأكاديمي لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم حيث يظهر هؤلاء الأطفال تبايناً واضحاً(Discrepancy) بين قدراتهم العقلية , وبين تحصيلهم الأكاديمي.

وتتلخص خطوات قياس حالات صعوبة التعلم وتشخيصها في الخطوات التالية :

- اعداد تقرير عن حالة الطفل العقلية وذلك بواسطة اختبارات الذكاء المعروفة , ويهدف هذا التقرير إلى التأكد من أن الفرد لايعاني من أي شكلٍ من الأشكال من تدني قدراته العقلية دون متوسط الذكاء بانحراف معياري واحد .

- اعداد تقرير عن حالة الطفل التحصيلية الأكاديمية , وذلك بواسطة اختبارات التحصيل المدرسية او المقننة ويهدف هذا التقرير الى التأكد من تدني مستوى تحصيل الفرد الأكاديمي في مادة أو معظم المواد, والذي لايفسر بعوامل حسية او عقلية او أسرية او مدرسية .

ومن المقاييس المعروفة في مجال صعوبات التعلم المقاييس التالية :

1- مقياس الينوي للقدرات السيكولغوية.

2- مقياس التقدير لمايكل بست للتعرف إلى الطلبة ذوي صعوبات التعلم .

3- مقياس مكارثي للقدرات المعرفية .

4- مقياس ديرول السمعي القرائي .

5- مقاييس ديترويت للإستعداد للتعلّم.

6- مقياس سلنقرلاند للتعرف على الأطفال ذوي الصعوبات اللغوية الخاصة.

7- مقياس ماريان فروستج للإدراك البصري.

===============================

كتبه لكمـ : انسان عادي

من كتاب : التقويم في التربية الخاصة

للأستاذ الدكتور/ عبدالله زيد الكيلاني.

والأستاذ الدكتور/ فاروق فارع الروسان.

أرجو ألا أكون قد أطلتُ عليكم

تقبلو فائق ودي واحترامي
http://www.startimes.com/f.aspx?t=4626548

hano.jimi
2012-01-30, 22:17
اريد كتب او كل ما امكن حول اختبارت قياس الذكاء لدى الاطفال ذوي صعوبات التعلم

و شكرا

أهم أدوات القياس المتوافرة عالميا ً للكشف عن ذوي صعوبات التعلـّم+التاخر الدراسي
أهم أدوات القياس والتشخيص المتوافرة عالميا ً للكشف عن ذوي صعوبات التعلـّم

لقد ساهمت العديد من العلوم في تفسير وقياس وتشخيص حالات الأطفال ذوي صعوبات التعلـّم ، كعلوم الطب ، والعصاب ، والسمعيات ، والبصريات ، والجينات ، وعلم النفس ، والتربية الخاصة ، إذ ساهم كل علم من العلوم السابقة في تفسير ظاهرة صعوبات التعلـّم ' إذ فسرت العلوم الطبية هذه الظواهر من وجهة نظر طبية ترتبط بالأسباب المؤدية إلى مظاهر صعوبات التعلـّم ، في حين فسرت العلوم الإنسانية هذه الظاهرة من حيث العوامل البيئية المؤدية إلى حدوث حالات صعوبات التعلـّم ، كما ساهمت كل منهما في قياس وتشخيص هذه الظاهرة ، إذ يتضمن التشخيص الطبي دراسة الحالة أو أسبابها الوراثية والبيئية ، وخاصة حالات التلف الدماغي المصاحبة لحالات صعوبات التعلـّم ، في حين يتضمن التشخيص النفسي والتربوي التركيز على قياس مظاهر تلك الحالات وخاصة المظاهر اللغوية ، و التحصيلية ، و الإدراكية ، والعقلية .

فيتم تحويل الأطفال الذين يشك بأنهم يعانون من صعوبات تعلميه إلى أخصائي قياس وتشخيص صعوبات التعلـّم ، وغالبا ً ما يتم التحويل من قبل الآباء أو المدرسة أو الطبيب ، أو من لهم علاقة بذلك ، وتهدف عملية القياس إلى تحديد تلك المظاهر والتعرف إلى أسبابها ، ومن ثم وضع البرامج العلاجية المناسبة لها ،

وعلى ذلك فعلى الأخصائي اتباع الخطوات التالية :

1. التعرف على الطلاب ذوي الأداء التحصيلي المنخفض :ويظهر هذا أثناء العمل المدرسي اليومي أو في مستوى تنفيذ الواجبات المنزلية المطلوبة أو درجات الاختبارات الأسبوعية أو الشهرية .
2. ملاحظة سلوك التلميذ في المدرسة :سواء داخل الفصل الدراسي أو خارجه مثلاً كيف يقرأ ، وما نوع الأخطاء التعبيرية التي يقع بها ، كيف يتفاعل مع زملائه ، ............. الخ .
3. التقييم الرسمي لسلوك التلميذ :يقوم به المعلم الذي يلاحظ سلوك الطفل أو التلميذ بمزيد من الإمعان والاهتمام ويسأله عن ظروف معيشته ويدرس خلفيته الأسرية وتاريخه التطوري ، من واقع السجلات والبطاقات المتاحة بالمدرسة ، ويسأل زملاءه عنه ويبحث مع باقي المدرسين مستوياته التحصيلية في المواد التي يدرسونها ، ويتصل بأسرته ويبحث حالته مع ولي الأمر , وبذلك يكون فكرة أعمق عن مشكلة التلميذ ، وفي هذه الحالة قد يرسم خطة العلاج أو يحوله إلى مزيد من الأخصائيين لمزيد من الدراسة .
4. قيام فريق من الأخصائيين ببحث حالة التلميذ :يصمم هذاالفريق كلا ً من مدرس المادة، الأخصائي الاجتماعي ، أخصائي القياس النفسي ، المرشد النفسي ، الطبيب الزائر أو المقيم ،
ويقوم هذا الفريق بالمهام الأربع التالية :

أ. فرز و تنظيم البيانات الخاصة بالتلميذ ومشكلته الدراسية .
ب. تحليل وتفسير البيانات الخاصة بالمشكلة التي يعاني منهاالتلميذ .
ت. تحديد هوية العوامل المؤثرة وترتيبها حسب أهميتها .
ث. تحديدأبعاد المشكلة الدراسية ودرجة حدتها .

5. تحديد البرنامجالعلاجي المطلوب : وذلك بصياغته في صورة جزئية يسهل تنفيذه وقياس مدىفعاليته .


أدوات قياس صعوبات التعلم وتشخيصها:
أما بالنسبة لماذا نستخدم ومتى ، قياس صعوبات التعلـّم وتشخيصها بعدد من الأدوات ذات العلاقة
وتصنف على النحوالتالي:
أولا ً : الأدوات الخاصة بالمقابلة ودراسة الحالة .
ثانيا ً : الأدوات الخاصة بالملاحظة الإكلينيكية .
ثالثا ً : الأدوات الخاصة بالاختبارات المسحية السريعة .
رابعا ً : الأدوات الخاصة بالاختبارات المقننة .

أولا ً : طريقة دراسة الحالة :حيث تزود هذه الطريقةالأخصائي بمعلومات جديدة عن نمو الطفل ، وخاصة فيما يتعلق بمراحل العمر والميلاد ،والوقت الذي ظهرت فيه مظاهر النمو الرئيسية الحركية كالجلوس والوقوف والتدريب علىمهارات الحياة اليومية ، والأمراض التي أصابت الطفل .

ثانيا ً : الملاحظة الإكلينيكية:
تفيد في جمع المعلوماتعن مظاهر صعوبات التعلـّم لدى الطفل ، وتستخدم للتعرف على المشكلات اللغوية والمشكلات المتعلقة بالمهارات السمعية أو البصرية ،
ومن المظاهر الرئيسية التي يتم التعرف إليها بالملاحظات الإكلينيكية ، هي :
1. مظاهر الإدراك السمعي .
2. مظاهر اللغة المنطوقة .
3. مظاهرالتعرف إلى ما يحيط بالطفل ( البيئة المحيطة ، العلاقات بين الأشياء ، اتباع التعليمات ، ...... )
4. مظاهر الخصائص السلوكية .
5. مظاهر النمو الحركي .

ثالثا ً : الاختبارات المسحية السريعة :تسمى هذه الاختبارات بالاختبارات المسحية السريعة ، وذلك لأنها تهدف إلى التعرف السريع إلى مشكلات الطفل المتعلقة بصعوبات التعلـّم ،
وهذه الاختبارات هي :
1. اختبارالقراءة المسحي .
2. اختبار التمييز القرائي .
3. اختبار القدرة العديية .

رابعا ً : الاختبارات المقننة :تقدم الاختبارات المقننة تقييما ً لمستوى الأداء الحالي لمظاهر صعوبات التعلـّم ، كماتحدد تلك الاختبارات البرنامج العلاجي المناسب لجوانب الضعف التي تم تقييمها ،
ومنها :
. مقياس الينوي للقدرات السيكو - لغوية .
. مقياس ما يكل بست للتعرف إلى الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم .
. مقياسمكارثي للقدرات المعرفية .
. مقياس درل السمعي القرائي .
. مقاييس ديترويت للاستعداد للقلم .
. مقاييس سلنغر لاند للتعرف على الأطفال ذوي صعوبات التعلـّم .
. مقياس ماريان فروستج للإدراك البصري .

. اختبارات التكيف الاجتماعي :
1. اختبار فايلند للنضج الاجتماعي .
2. اختبار الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي والخاص بالسلوك التكيفي .

وسنحاول فيما يلي أن نبين نموذج عما تدرسه هذه الاختبارات ، وعما تحتوي عليه من فقرات ومواد ،
حيث اخترنا لبيان ذلك كلا ً من :. اختبارالينوى للقدرات السيكو - لغوية
. اختبار ما يكل بست للتعرف على الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم

اختبار الينوى للقدرات السيكو - لغوية :
يعتبر اختبار الينوي للقدرات السيكو - لغوية من الاختبارات المعروفة في ميدان صعوبات التعلـّم ، إذ يستخدم هذا الاختبار لقياس المظاهر المختلفة لصعوبات التعلـّم وتشخيصها ، وقد صمم هذا الاختبار من قبل كيرك وآخرون ، ويصلح للفئات العمرية من 2 - 10 سنوات / أما الوقت اللازم لتطبيق المقياس فهو ساعة ونصف ، وأما المدة اللازمة لتصحيحه فهي من 30 - 40 دقيقة ، ويتكون المقياس من 12 اختبارفرعي تغطي طرائق الاتصال ومستوياتها العمليات النفسية العقلية .

اختبار ما يكل بست للتعرف على الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم :
ظهر مقياس ما يكل بست للتعرف على الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم في عام 1969 ، ويهدف هذا المقياس إلى التعرف المبدئي على الطلبة من ذوي صعوبات التعلـّم في المرحلة الابتدائية ، ويعتبر هذا المقياس من المقاييس الفردية المقننة والمعروفة في مجال صعوبات التعلـّم .

التأخر الدراسي ( المفهوم، الأسباب، الأعراض، التشخيص، العلاج)
يتشكى الكثير من الآباء والأمهات من حالة التأخر الدراسي التي يعاني منها أبناءهم ، غير مدركين للأسباب الحقيقية وراءهذا التأخر وسبل علاجها ، وقد يلجأ البعض منهم إلى الأساليب غير التربوية والعقيمة، كالعقاب البدني مثلاً في سعيهم لحث أبنائهم على الاجتهاد.

ولاشك أن الأساليب القسرية لا يمكن أن تؤدي إلى تحسين أوضاع أبنائهم ، بل على العكس يمكن أن تعطينا نتائج عكسية لما نتوخاه .

مفهوم التأخر الدراسي :لقد اختلف العلماء في تحديد مفهوم التأخر الدراسي تبعاً لتداخل العوامل المسببة له ، وبناء على ذلك منهم من منظور نسبة الذكاء أي أنها الحالة التي تتدنى فيها نسبة الذكاء الفرد ، حيث أشار ( طلعت عبد الرحيم 1402 هـ ) أن اللجنة الأمريكية للضعف العقلي أوضحت سنة 1963 م أن نسبة ذكاء المتأخرين دراسياً تبدأ من 70 إلى 90 .

وهناك من عرف التأخر من منظورالتحصيل الدراسي فأشار ابراهام ويلرد إلى أن التأخر الدراسي هو الحالة التي يجدفيها المتأخر المقرر الدراسي من الصعوبة استيعابه إلا بعد أن يحدث لهذا المقرر نوعمن التكيف التعليمي أو التربوي والتعامل مع المقرر بدرجة كبيرة تجعله متكيفا مع متطلبات قدرته في التحصيل الدراسي .

كما يعرف (محمد جميل 1401هـ) بأن التأخرالدراسي هو حالة تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية أو جسمية أو اجتماعية أوانفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي.

التعريف الإجرائي للتأخرالدراسي :التأخر الدراسي هو انخفاض الدرجات التي يحصل عليها الطالب فيالاختبارات الموضوعية للمواد الدراسية عن 50%من الدرجة الكاملة سواء في الاختباراتالفصلية أو الاختبارات والأعمال الشهرية .

أنواع التأخر الدراسي :
يختلف التأخر الدراسي من تلميذ إلى آخر ، ولكل نوع من التأخر الدراسي أسبابه وظروفه وسبل معالجته وإجمالاً يمكن تحديد أنواعه بما يأتي :
1 ـ التأخر الدراسي المرضي :
ويتطلب هذا النوع علاجاً طبياً ،وغالباً ما يكون علاجه صعباً .
2 ـ التأخر غير طبيعي :
وهذا النوع يمكن علاجه بالوسائل التربوية العلمية ، وهو ما يمكن أن تقوم به المدرسة بالتعاون مع البيت ، وهذا النوع من التأخر يمكن أن يكون في جميع الدروس ، وقد يكون تأخراً في بعض الدروس ، وقد يكون تأخراً في درس واحد فقط ، وقد يكون التأخر وقتياً ، وقد يستمر وقتاً طويلاً ، ولكل نوع من هذه الأنواع مسبباته ووسائل علاجه .

ما هي مسببات التأخر الدراسي ؟

إن أهم العوامل التي تسبب التأخر الدراسي هي :
1 ـ العامل العقلي : كالتأخر في الذكاء بسبب مرضي أو عضوي .
2 ـ العامل النفسي :كضعف الثقة بالنفس ،أو الكراهية لمادة معينة ، أو كراهية معلم المادة بسبب سوء معاملته لذلك التلميذ ، وأسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم .
3 ـ العامل الجسمي : ككون التلميذ يعاني من عاهة أو أي إعاقة بدنية ، على سبيل المثال .
4 ـ العامل الاجتماعي : ويتعلق هذا العامل بوضع التلميذ في البيت والمدرسة ،وعلاقاته بوالديه ،ومعلميه ،وأخوته ،وأصدقائه .
إن هذه العوامل كلها ذات تأثير مباشر في التأخر الدراسي لدى التلاميذ ، وعلى ضوء دراستها نستطيع أن نعالج التلاميذ المتأخرين دراسياً والذين تثبت مقاييس الذكاء أن تخلفهم أمر غير طبيعي.
ومما تجدر الإشارة إليه أن التأخر الدراسي لدى التلاميذ يصاحبه في اغلب الأحيان الهرب من المدرسة والانحراف نحو الجرائم ، من سرقة واعتداء وغيرها ، ذلك أن التلاميذ الفاشلين في دراستهم يستجيبون أسرع من غيرهم لهذه الأمور بسبب شعورهم بالفشل ، وعدم القدرة على مواصلة الدراسة والتحصيل .، ولو تتبعنا أوضاع وسلوك معظم المنحرفين لوجدنا أنهم خرجوا من بين صفوف التلاميذ المتأخرين دراسياً .



أسباب التأخر الدراسي :إن التأخر الدراسي نتاج عوامل متعددة ومتداخلة تتفاوت في قوتها ومضاعفاتها بين فئات المتأخرين دراسيا . بين هذه العوامل ما يظهر مبكرا في حياة الطالب وبينها ما يتأخر ظهوره ومنها ما يظهر مباشرة وبينها ما يبدو في عدد من الأعراض . كما أن بعض هذه العوامل وقتي وعارض وبعضها دائم . ويمكن تصنيف تلك العوامل إلى :
1 - عوامل عقلية :
* انخفاض نسبة الذكاء .
* عدم القدرة على التركيز .
* الشرود و السرحان .
* بطء القراءة .
* صعوبة التعامل مع الأرقام .
* العجز عن التذكر والربط بين الأشياء .
2 - عوامل جسمية :
* ضعف البنية .
* الإصابة بأحد الأمراض .
* ضعف السمع .
* ضعف البصر .
* تضخم اللوزتين .
* زوائد أنفية .
* صعوبة في النطق .
3 - عوامل البيئة الاجتماعية :
* انخفاض مستوى دخل الأسرة .
* ضعف إمكانيات الأسرة .
* عدم توفر الجو المناسب للمذاكرة .
* انشغال الطالب بالعمل .
* انخفاض المستوى الثقافي للأسرة .
* فقدان التشجيع .
* تواضع آمال وطموحات الأسرة .
* خلافات أسرية .
* حرمان أحد الوالدين .
* سلبية المعاملة واضطراب العلاقة مع الوالدين .
* الصحبة السيئة للرفاق .
4 - عوامل نفسية :
* اضطراب الانفعالات .
* القلق / الخوف / الخجل .
* ضعف الثقة بالنفس .
* كراهية تجاه المادة .
* كراهية تجاه المدرس أو المدرسة .
* الشعور باليأس و القنوط .
* وساوس .
* تخيلات .
5 - عوامل شخصية :
* سوء استخدام الوقت وتنظيمه .
* انخفاض الدافعية للتعليم .
* الجهل بطرق الاستذكار .
* غياب متكرر .
* عدم اهتمام بالواجب .
* تأجيل الدراسة أو الاستذكار لنهاية العام .
6 - عوامل مدرسية :
* أسلوب معاملة المدرسين .
* موقف إدارة المدرسة السلبي .
* عدم توفر الكتاب .
* عدم كفاية المدرسين .
* عدم اهتمام المدرس بمشاكل الطلاب .
* عدم القدرة على التكيف مع المدرسة .
* صعوبة وكثرة الواجبات .
* طبيعة الاختبارات .
* عدم اهتمام المدرس بالطالب .
* عدم اهتمام المدرس بالمادة .

أعراض التأخر الدراسي:يمكن تلخيص أهم أعراض التأخر الدراسي فيما يلي:
• نقص الذكاء (أقل من المتوسط) أو الضعف العقلي.
• الأعراض العقلية (تشتت الإنتباه، ونقص القدرة على التركيز، وضعف الذاكرة وضعف التفكير الاستنتاجي، وهروب الأفكار، واضطراب الفهم).
• التحصيل (بصفة عامة دون المتوسط، وفي مواد خاصة ضعيف).
• الأعراض العضوية ( الإجهاد، والتوتر، والكسل، والحركات العصبية واللازمات).
• الأعراض الإنفعالية (العاطفة المضطربة، والقلق، والخمول والبالدة، والاكتئاب والتقلب الانفعالى، والشعور بالذنب، والشعور بالنقص والفشل والعجز واليأس، والغيرة، والحقد، والخجل، والاستغراق في أحلام اليقظة، وشرود الذهن، والتعويض والعدوان أو التخريب).
• أعراض أخرى (قلة الاهتمام بالدراسة، والغياب المتكرر من المدرسة، والهروب، وأحياناً الجناح) .

تشخيص التأخر الدراسي :

وهي المحاولة الواعية لمعرفة طبيعة التأخر الدراسي والعوامل المسببة لها وكيفية تفاعلهافي إحداث التأخر وذلك بهدف وضع الخدمات العلاجية المناسبة .

وهناك مجموعة من الوسائل المستخدمة في التشخيص هي:ـ الاختباراتالمقننة, السجل الشامل , بطاقة التحصيل الدراسي الفحوص الطبية , ملاحظات المرشدوالمدرس , ملاحظات الطبيب النفسي , ملاحظات الوالدين .


إن معالجة مشكلة التأخرالدراسي لدى أبنائنا تتطلب منا الاستعانة بالأساليب التربوية الحديثة ، والقائمةعلى العلم ، فهي المنار الذي يمكن أن نهتدي بها للوصول إلى ما نصبوا له لأبنائناولأجيالنا الناهضة من تقدم ورقي وهذا بدوره يتطلب منا أن الإجابة على الأسئلةالتالية :

1 ـ كيف نحدد التأخر الدراسي ؟

2 ـ ما هي أنواع التأخر الدراسي؟
3 ـ ما هي مسببات التأخر الدراسي ؟
4 ـ كيف يمكن علاج التأخر الدراسي ؟


تحديد التأخر الدراسي : لكي نستطيع تحديد كون التلميذ متأخر دراسياً أم لا ،ينبغي إجراء الاختبارات التالية :

1ـ اختبارات الذكاء .
2 ـ اختباراتالقدرات .
3 ـ اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي
وسأحاول أن أقدم لمحة عنهذه الاختبارات وما يمكن أن تكشفه لنا كل واحدة منها من معلومات هامة ومفيدةتساعدنا على التعرف على مستوى ذكاء التلميذ ، وما إذا كان عمره العقلي يتناسب مععمره الزمني ، أم انه أعلى ،أم أدنى من ذلك ، وتدلنا على الوسائل التي يمكنالاستعانة بها لمعالجة أسباب تأخره ، وتوجيهه الوجهة الصحيحة ، وملافات الهدر الذييمكن أن يصيب العملية التعليمية والتربوية إذا ما أهمل هذا الجانب من الاختبارات .
أولاً : ـ اختبارات الذكاء :

الذكاء كما هو معلوم ، القدرة على التعلم ،واكتساب الخبرات ، وكلما زاد الذكاء ، كلما زادت القدرة على التعلم ، وطبيعي أنالأطفال جميعاً يختلفون بعضهم عن بعض بنسبة الذكاء ، كاختلافهم في القدرة الجسميةسواء بسواء .

ولقد كان العلماء فيما مضى يهتمون بكمية الذكاء لدى الطفل بصورةعامة ، إلا أن الأبحاث الجديدة كشفت أن للذكاء أنواع متعددة ، فقد نجد تلميذاًمتفوقاً في الرياضيات ، ولكنه ضعيف في الإنشاء والتعبير . إن لاختبارات الذكاءأهمية قصوى وينبغي أن تأخذها مدارسنا بالحسبان لكي تستطيع أن تؤدي عملها بنجاح .


ماذا تكشف لنا اختبارات الذكاء ؟

1 ـ تعرفنا هذه الاختبارات إن كان تحصيلالتلميذ متفقاً مع قدراته ، أم أن تحصيله أقل من ذلك ، وإلى أي مدى ؟

2 ـتساعدنا على تقبل نواحي النقص ، أو الضعف ، لدى التلميذ ، فلا نضغط عليه ، ولانحمله ما لا طاقة له به ، فيهرب من المدرسة ، ويعرض مستقبله للخراب .
3 ـتساعدنا على تحديد نواحي الضعف التي يمكن معالجتها لدى التلميذ .
4ـ توضح لناالفروق الفردية بين التلاميذ ، ولهذا الأمر أهمية بالغة جداً ، لا يمكن لأي معلمناجح الاستغناء عنها .
5 ـ تساعدنا هذه الاختبارات على تحديد نواحي القوةوالتفوق لدى التلميذ ، والتي يمكن الاستعانة بها على معالجة نواحي الضعف لديه .
6 ـ تساعدنا هذه الاختبارات على توجيه التلميذ الوجهة الصحيحة ، فلا يكونمعرضاً للفشل وضياع الجهود والأموال . (25)
وهكذا يتبين لنا أن الاهتمام بمثلهذه الاختبارات يتسم بأهمية كبيرة إذا ما أردنا النجاح في عملنا التربوي ، وتجنبناإضاعة الجهود ، وحرصنا على أحوال التلاميذ النفسية ، وجنبناهم كل ما يؤدي إلىالشعور بالفشل ، وضعف الثقة بالنفس ، وعدم القدرة ، والشعور بالنقص ، وربما يلجأالتلميذ إلى الهروب من المدرسة إذا ما وجد نفسه غير قادر على القيام بواجباتهالمدرسية شأنه شأن بقية زملائه في الصف .



أنواع اختبارات الذكاء :
هناك نوعان من اختبارات الذكاء :
أ ـ نوع يقيس القدرة العقلية بصورة عامة:
ويوضح لنا العلاقة بين [العمر العقلي]و[العمر الزمني]للتلميذ ، وتعبر عنه هذه النتيجة بـ [نسبة الذكاء ] حيث تقاس نسبة الذكاء بحاصل قسمة العمر العقلي على العمر الزمني مضروباً في 100 فلو فرضنا أن طفلاً عمره الزمني يعادل 10 سنوات ، وأن نتائج اختبارات الذكاء بينت أن عمره العقلي يعادل 9 سنوات فإن نسبة الذكاء لديه تساوي 90% .
ومن الواضح أن التلميذ المتوسط تكون نسبة ذكائه 100 %
ومن كان نسبة ذكائه ما بين 80إلى 90% كان دون المتوسط .
ومن كان نسبة ذكائه من بين 90 إلى 110 كان متوسط الذكاء .
ومن كانت نسبة ذكائه ما بين 110 إلى 120 كان ذكياً
ومن كانت نسبة ذكائه ما بين 120 إلى 140 كان ذكياً جداً .
ومن كان نسبة ذكائه ما فوق 140 كان التلميذ عبقرياً .
ب ـ نوع يقيس الأنواع المختلفة للقدرات العقلية :
ويبين لنا موطن الضعف ، وموطن القوة ، إلى جانب الذكاء الكلي ، وطبيعي أن هذا النوع أدق من الاختبار الأول .
كان علماء النفس يعتقدون أن نسبة الذكاء ثابتة ، غير قابلة للتغيير ، ولا زال البعض منهم يأخذ بهذه الفكرة ، غير أن الدلائل تشير إلى أن النمو في قدرة الطفل العقلية لا تسير على وتيرة واحدة ، وبشكل منتظم ، بل تتخلله حالات من البطء ،وحالات من السرعة ، وهي تتوقف على طبيعة النمو ، وعوامله المختلفة .
إن الذكاء يتأثر حتماً بالتفاعل بين عاملي [الوراثة] و[البيئة] ، وإذا ما تبين أن ذوي التلميذ لا يعانون من أي عوق أو تخلف عقلي أو اضطرابات نفسية ، وإذا ما توفرت البيئة الصحية والطبيعية الملائمة ، فإن النمو يجري على أحسن الوجوه .
غير أن هناك حقيقة لا ينبغي إغفالها وهي أن اختبارات الذكاء قد لا توصلنا إلى حد الكمال ، بسبب وجود عوامل مختلفة تؤثر على مدى دقتها، كالمرض والاضطراب النفسي،والخبرة التي اكتسبها الطفل من بيئته لأنها تلعب دوراً مهماً في الموضوع . وعلى كل حال يمكننا أن نحصل على النتائج المفيدة إلى حد بعيد ، إذا ما كانت الاختبارات التي نجريها دقيقة ، وإذا ما أخذنا في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في هذا المجال وينبغي لنا أن نؤكد على أن نجاح التلميذ في اختبارات الذكاء لا يعني أنه لن يفشل في دراسته العليا ، إذا ما اجبر على دراسة فرع لا يرغب به ، وليست له القدرة عليه ، ولذلك لابدّ وأن تكون هناك اختبارات أخرى تحدد الاتجاه الذي ينبغي للتلميذ أن يسلكه .
ثانياً : اختبار القدرات :

وهذا النوع من الاختبارات لهأهمية خاصة ، حيث أنه لا يعطينا فقط مستوى قدرة التلميذ في مجال ما ، في الوقت الذيجرى فيه الاختبار ، وإنما يتعداه إلى كشف المستوى الذي يمكن أن تبلغه قدراته في هذاالمجال ، إذا ما نال من مربيه في البيت والمدرسة ، الرعاية والعناية اللازمتين .
ومن الأنواع الشائعة لهذه الاختبارات (27)
1ـ الاختبار في القدرة الموسيقية .
2 ـ الاختبار في القدرة الفنية ، من رسم ونحت وتمثيل .
3 ـ الاختبار فيالقدرة الميكانيكية .
4 ـ الاختبار في القدرة الأدبية .
وبهذه الأنواع منالاختبارات نستطيع أن نحدد قابلية التلميذ في هذه المجالات ، ومدى إمكانية تطويرهذه القابلية في أي من هذه المجالات ، كي نوجهه الوجهة الصحيحة التي تمكنه منالنجاح فيها بتفوق .

ثالثاً : اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي :
وهذه الاختبارات تكشف لنا عن ميول التلميذ ، ومزاجه ، ومشاكله الشخصية ، وهي لا تعطينا إجابات محددة ،صحيحة أو خاطئة ، عن الأسئلة المطروحة ، والتي يطلب فيها من التلميذ الإجابة بما يشعر به ، بل تقيس جميع مظاهره الشخصية . وهذا النوع من الاختبارات له أهمية بالغة بالنسبة لعمليتي التربية والتعليم ، وذلك لأن المعلم لا يستطيع أن يربي تلاميذه التربية الصحيحة ، ويعلمهم بسهولة ويسر ، إلا إذا فهم كل تلميذ فهماً صحيحاً ، من حيث الميول ، والرغبات ، والمزاج،والتعرف على المشاكل التي يعانيها في البيت والمدرسة ، ويعمل على تذليلها .
بقي لي كلمة أخيرة أقولها بكل أسف ومرارة ، أن المدارس في معظم ما يسمى بالعالم الثالث لا تهتم بهذه الأنواع من الاختبارات ، وجل اهتمامها ينصب على اختبارات التحصيل الدراسي ، بل لا أغالي إذا قلت أن الكثير من المعلمين لم يسمعوا عن هذه الاختبارات ، ولا يعرفون شيئاً عنها ، وهكذا بقيت الأساليب التربوية والتعليمية مبتورة ، وسببت ضياع الجهود والإمكانيات لدى الأبناء ، وعلى هذه المدارس أن تغير من أساليبها ، لتلافي نواحي النقص فيها إذا شاءت النهوض بشعبها إلى مصاف الأمم المتقدمة الأخرى .

سمات الطلاب المتأخرين دراسياً:
يتصف الطالب المتأخر دراسياً ببعض الخصائص والسمات مجتمعة أو منفردة والتي أوضحتها بعض الدراسات والبحوث النفسية من أهمها ما يلي :

1- السمات والخصائص العقلية :
* مستوى إدراكه العقلي دون المعدل.
* ضعف الذاكرة وصعوبة تذكره للأشياء.
* عدم قدرته على التفكير المجرد واستخدامه الرموز.
* قلة حصيلته اللغوية.
* ضعف إدراكه للعلاقات بين الأشياء.
2ـ السمات والخصائص الجسمية:
* لا يكون في صحته الجسمية الكاملة وقد يكون لديه أمراض ناتجة عن سوء التغذية:
* لديه مشكلات سمعية وبصرية أو عيوب في الأسنان وتضخم في الغدد أو اللوزتين أو زوائد أنفية.
3- السمات والخصائص الانفعالية :
* فقدان أو ضعف ثقته بنفسه.
* شرود الذهن أثناء الدرس .
* عدم قابليته للاستقرار وعدم قدرته على التحمل .
* شعوره بالدونية أو شعوره بالعداء.
* نزوعه للكسل والخمول .
* سوء توافقه النفسي .
4- السمات والخصائص الشخصية والاجتماعية :
* قدرته المحدودة في توجيه الذات أو التكيف مع المواقف الجديدة.
* انسحابه من المواقف الاجتماعية والانطواء.
5- العادات والاتجاهات الدراسية :
* التأجيل أو الإهمال في إنجاز أعماله أو واجباته.
* ضعف تقبله وتكيفه للمواقف التربوية والعمل المدرسي.
* ليست لديه عادات دراسية جيدة.
* لا يستحسن لمدرسه كثيراً .

كيف نعالج مسألة التأخر الدراسي :

إن معالجة مسألة التأخر الدراسي للنوعالثاني [ غير الطبيعي ] تتوقف على التعاون التام ، والمتواصل بين ركنين أساسيين :
1 ـ البيـت
ونعني بالبيت طبعاً مهمة الأباء والأمهات ومسؤولياتهم بتربيةأبنائهم تربية صالحة ، مستخدمين الوسائل التربوية الحديثة القائمة على تفهم
حاجات الأبناء وتفهم مشكلاتهم وسبل تذليلها ، والعائلة كما أسلفنا هي المدرسةالأولى التي ينشأ بين أحضانها أبناءنا ويتعلموا منها الكثير . ولا يتوقف عمل البيتعند المراحل الأولى من حياة الطفل ، بل يمتد ويستمر لسنوات طويلة حيث يكون الأبناءبحاجة إلى خبرة الكبار في الحياة ، وهذا يتطلب منا :
أولاً ـ الإشراف المستمرعلى دراستهم ، وتخصيص جزء من أوقاتنا لمساعدتهم على تذليل الصعاب التي تجابههم بروحمن العطف والحنان والحكمة ، والعمل على إنماء أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهمللوصول إلى الحقائق بذاتهم ، وتجنب كل ما من شأنه الحطّ من قدراتهم العقلية بأي شكلمن الأشكال ، لأن مثل هذا التصرف يخلق عندهم شعوراً بعدم الثقة بالنفس ويحد منطموحهم .
ثانياً ـ مراقبة أوضاعهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بزملائهم وأصدقائهم ،وكيف يقضون أوقات الفراغ داخل البيت وخارجه ،والعمل على إبعادهم عن رفاق السوء ،والسمو بالدوافع ، أو الغرائز التي تتحكم بسلوكهم وصقلها ، وإذكاء أنبل الصفاتوالمثل الإنسانية العليا في نفوسهم .
ثالثاً ـ العمل على كشف مواهبهم وهواياتهم، وتهيئة الوسائل التي تساعد على تنميتها وإشباعها
رابعاً ـ مساعد أبنائنا علىتحقيق خياراتهم ،وعدم إجبارهم على خيارات لا يرغبون فيها .
خامساً ـ تجنباستخدام الأساليب القسرية في تعاملنا معهم ، وعدم النظر إليهم ، والتعامل معهموكأنهم في مستوى الكبار ، وتحميلهم أكثر من طاقاتهم ، مما يسبب لهم النفور من الدرسوالفشل .
سادساً ـ مساعدتهم على تنظيم أوقاتهم ، وتخصيص أوقات معينة للدرس ،وأخرى للراحة واللعب مع أقرانهم .
2 ـ المدرسـة
المدرسة هي المؤسسة التي تعملعلى إعداد الأجيال وتهيأتهم ليكونوا رجال المستقبل مسلحين بسلاح العلم والمعرفة ،والقيم الإنسانية السامية لكي يتواصل تقدم المجتمع الإنساني ، ويتواصل التطورالحضاري جيلاً بعد جيل . وهكذا نجد أن المدرسة لها الدور الأكبر في إعداد أبنائناالإعداد الصحيح القائم على الأسس العلمية والتربوية القويمة .
إن المهمة العظيمةوالخطيرة الملقاة على عاتق المدرسة تتطلب الإعداد والتنظيم الدقيق والفعال للركائزالتي تقوم عليها المدرسة والتي تتمثل فيما يلي :
1ـ إعداد الإدارة المدرسية .
2 ـ إعـداد المعلمـين .
3 ـ إعداد جهاز الأشراف التربوي .
4 ـ إعدادالمناهج والكتب المدرسية .
5 ـ نظام الامتحانات وأنواعها وأساليبها .
6 ـتعاون البيت والمدرسة .
7 ـ الأبنية المدرسية وتجهيزاتها .
إن هذه الركائزجميعاً مترابطة مع بعضها البعض ، وكل واحدة منها تكمل الأخرى ، ويتوقف نجاح العمليةالتربوية والتعليمية في المدرسة على تلازم وتفاعل هذه الركائز ببعضها ، وكلما توطدتوتعمقت حركة التفاعل هذه كلما استطاعت المدرسة تحقيق ما تصبو إليه من خلق جيل واعٍ، متسلح بسلاح العلم والمعرفة ، وملتزم بالأخلاق والمثل الإنسانية العليا .وسوفنأتي على بحث هذه الركائز في الفصول قادمة .

علاج التأخر الدراسي:

أن الكثيرمن حالات التأخر الدراسي يعود كما أسلفنا إلى أسباب متعددة ولتحسين مستوى تحصيلالطالب لابد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه ولبحث عن الأسباب ومن ثم وضعالعلاج المناسب .
وعادة يتم علاج التأخر الدراسي في إطارين:
أولهما : توجيه المعالجة إلى أسباب تخلف الطالب في دراسته سواء اجتماعية ، صحية اقتصادية .. الخ .
ثانيهما: توجيه المعالجة نحو التدريس أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها فيكل مادة من المواد الدراسية باستخدام طرق تدريس مناسبة يراعى فيها الفروقالفردية.وتكثيف الوسائل التعليمية الاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة والعلاقاتالمهنية الايجابية بين المدرس والطالب.
ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديدالخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى :
أولاً: خدمات وقائية :
1 - خدمات التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي .
2 - الخدمات التعليمية.
3 - خدمات صحية .
4 - خدمات توجيهية .
5 - خدمات إرشادية نفسية.
6 - خدمات التوجيه الأسرية.
ثانياً: خدمات علاجية:
1 - العلاج الاجتماعي .
2 - الإرشاد النفسي .
3 - العلاج التعليمي .
أولاً - الخدمات الوقائية :
وتهدف إلى الحد من العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي وأهمهذه الخدمات :
1- التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي . وتتمثل في تبصيرالطلاب بالخصائص العقلية والنفسية . ومجالات التعليم العام والفني والمهنيوالجامعات والكليات ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص أو نوع التعليم المناسب .


2- الخدمات التعليمية وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروقالفردية أثناء التعليم أو التدريس وتنويع طريقه التدريس واستخدام الوسائل التعليمية، وعدم إهمال المتأخرين دراسياً .


3- خدمات صحية وتتمثل في متابعة أحوالالطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضيةكالنظارات الطبية والسماعات لحالات ضعف البصر أو السمع، وإحالة الطلاب الذين يعانونمن التهاب اللوزتين والعيوب في الغدد الصماء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية أوالوحدات الصحية المدرسية لأخذ العلاج اللازم .


4- خدمات توجيهيه وتتمثل فيتقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة و مساعدتهم على تنظيم أوقاتالفراغ واستغلالها وتنمية الواعي الصحي والديني والاجتماعي لديهم وغرس القيموالعادات الإسلامية الحميد وقد يتم ذالك من خلال المحاضرات أو المناقشات الجماعيةأو برامج الإذاعة المدرسية وخاصة في طابور الصباح أو من خلال النشرات والمطويات .


5- خدمات إرشادية نفسية وتتمثل في مساعدة الطلاب على التكييف والتوافق معالبيئة المدرسية والأسرية وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الايجابية نحوالتعليم والمدرسة ومقاومة الشعور بالعجز والفشل ويتم ذلك من خلال المرشد الطلابيلأسلوب الإرشاد الفردي أو أسلوب الإرشاد الجماعي حسب حالات التأخر ومن خلال دراسةالحالة .


6- خدمات التوجيه الأسرية وتتمثل في توجيه الآباء بطرق معاملةالأطفال وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة ومتابعة الأبناء وتحقيق الاتصال المستمربالمدرسة وذلك من خلال استغلال تواجد أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيامالأولى من بدء العام الدراسي وأيضاً من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترةوأخرى وكذلك عند إقامة مجالس الآباء والمعلمين...الخ.

ثانياً: خدمات علاجية:
وتهدف إلى إزالة العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي من خلال :
1 - العلاج الاجتماعي .
2 - الإرشاد النفسي .
3 - العلاج التعليمي .
1 - العلاج الاجتماعي :
ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي شاملاً ولكنه طارئ حيث يقوم المعالج (المرشد الطلابي ) بالتركيز على المؤثرات البيئية الاجتماعية التي أدت إلى التأخر الدراسي ويقترح تعديلها أو تغييرها بما يحقق العلاج المنشود.

ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
1- إحالة الطالب إلى طبيب الوحدة الصحية أو أي مركز صحي لأجراء الكشف عليه وتقديم العلاج المناسب.
2- وضع الطالب في مكان قريب من السبورة إذا كان يعاني من ضعف السمع والبصر.
3- نقل الطالب إلى أحد فصول الدور الأرضي إذا كان يعاني من إعاقة جسمية كالشلل أو العرج أو ما شابه ذلك.
4- تقديم بعض المساعدات العينية أو المالية إذا كانت أسرة الطالب تعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية في توفير الأدوات المدرسية للطالب.
5- توعية الأسرة بأساليب التربية المناسبة وكيفية التعامل مع الأطفال أو الأبناء حسب خصائص النمو ، وتعديل مواقف واتجاهات الوالدين تجاه الأبناء.
6- إجراء تعديل أو تغيير في جماعة الرفاق للطالب المتأخر دراسياً.
7 - نقل الطالب المتأخر دراسياً من فصله إلى فصل آخر كجانب علاجي إذا أتضح عدم توافقه مع زملائه في الفصل أو عجزه عن التفاعل معهم ، إذا كان السبب في التأخر له علاقة بالفصل .
8 - إحالة الطالب المتأخر دراسياً إلى إحدى عيادات الصحة النفسية أو معاهد التربية الفكرية لقياس مستوى الذكاء إذا كان المعالج يرى أن التأخر له صلة بالعوامل العقلية .
2 - الإرشاد النفسي :
وفيه يقوم المعالج ( المرشد الطلابي ) بمساعدة الطالب المتأخر دراسياً في التعرف على نفسه وتحديد مشكلاته وكيفية استغلال قدراته واستعداداته والاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع بما يحقق له التوافق النفسي والأسري والاجتماعي .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
* عقد جلسات إرشادية مع الطالب المتأخر دراسياً بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية والتخلص من مشاعر الخجل والضجر ومحاولة الوصول به إلى درجة مناسبة من الثقة في النفس وتقبل الذات .
* التعامل مع الطالب الذي لديه تأخر دراسي بسبب نقص جسمي أو إعاقة جسمية بشكل عادي دون السخرية منه أو التشديد عليه.
* تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخر دراسياً السلبية في شخصيته نحو التعليم والمدرسة والمجتمع وجعلها أكثر إجابة .
* تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم ايجابي عنه .
* مساعدة الطالب المتأخر دراسياً على فهم ذاته ومشكلته وتبصيره بها وتعريفه بنواحي ضعفه والأفكار الخاطئة وما يعانيه من اضطرابات انفعالية .
* تنمية الدافع ( وخاصة دافع التعلم ) وخلق الثقة في نفس الطالب التأخر دراسياً .
* إيجاد العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسياً وتشجيع المعلم على فهم نفسية الطالب المتأخر دراسياً وتحليل دواخله.
* التأكيد على المعلم بمراعاة التالي عند التعامل مع المتأخر دراسياً :
** عدم إجهاد الطالب بالأعمال المدرسية.
** عدم إثارة المنافسة والمقارنة بينه وبين زملائه.
** عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل الطالب المتأخر دراسياً في تحقيق أمر ما . وعدم المقارنة الساخطة بينه وبين زملاء له أفلحوا فيما فشل هو فيه.
3- العلاج التعليمي :
ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي في مادة واحدة أو أكثر وأن سبب التأخر لا يتصل بظروف الطالب العامة أو الاجتماعية أو قدراته العقلية . بل بطريقة التدريس . عندها يقوم المعالج ( المرشد الطلابي أو المدرس ) بالتركيز على كل ماله صلة بالمادة ، المدرس , طريقة التدريس, العلاقة مع المدرس ، عدم إتقان أساسيات المادة ...الخ.
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
* إرشاد الطالب المتأخر دراسياً وتبصيره بطرق استذكار المواد الدراسية عملياً .
* مساعدة الطالب المتأخر دراسياً فيوضع جدول عملي لتنظيم وقته واستغلاله في الاستذكار والمراجعة .
* متابعة مذكرة الواجبات المدرسية للطالب المتأخر دراسياً وإعطائه الأهمية القصوى في الإطلاع عليها وعلى الملاحضات المدونة من المدرسين .
* إعادة تعليم المادة من البداية للطالب المتأخر دراسياً والتدرج معه في توفير عامل التقبل ومشاعر الارتياح وتقديم الاشادة المناسبة لكل تقدم ملموس وذالك إذا كان السبب في التأخر يرجع إلى عدم تقبل الطالب لهذه المادة .
* عقد لقاء أو إجتماع مع المعلم الذي يظهر عندة تأخر دراسي مرتفع والتعرف منه على أسباب ذالك التأخر وماهي المقترحات العلاجية لدية . ثم التنسيق معه بعد ذلك حول الإجراءاتالعلاجية لذالك التأخر .
* عمل فصول تقويه علاجية لتنمية قدرات الطالب تسمح به للحاق بزملائه حيث يعتمد المعلم في تلك الفصول على استخدام الوسائل المعينة كعامل مساعد لتوصيل المعلومات .

المراجع :

- جميل ، محمد ( 1410 هـ ) ، ( قراءة في مشكلاتالطفولة ) ، ط1 .
- عبد الرحيم ، طلعت حسن ( 1402 هـ ) ، ( سيكولوجية التأخرالدراسي ) ، الدمام ، دار الصلاح.



http://www.khass.com/vb/showthread.php?p=194586

حفيد ابن باديس
2012-01-31, 12:40
السلام عليكم ور حمة الله وبركاته
أبحث عن كتاب أو أي مرجع حول هندسة الموارد البشرية
ولك جزيل الشكر و العرفان

hano.jimi
2012-01-31, 19:27
ممكن اختي الكريمة

مساعدة اخري في موضوع

نشاةعلاقات العمل في الاسلام

مفهوم العمل

مفهوم العمل في الإسلام :
الإسلام منذ أول أيامه قاوم بكل حزم وقوة إيجابية الأفكار القديمة البالية غير السليمة ومنها تلك التي كانت تقضي بأن امتهان العمل هو إهانة وحطة لكرامة الإنسان لا يليق بعلية القوم والأحرار من البشر ، وأنه أكد وشدد على أن قيمة كل امرئ تقاس بعمله وسعيه وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن ميزة كل واحد في المجتمع هي بما يقوم به لله وللناس من أعمال .
وأن الله سبحانه وتعالى قد مجد وكرم العمل والعاملين ورفع شأنهما وأوجبه عليهم لعلمه سبحانه وتعالى بأن جميع الناس يعيشون من ثمار عمل القادرين العاملين وأنهم دائمًا ينقسمون إلى قادرين على العمل وغير قادرين عليه وأن عيش الجميع هو في عمل هؤلاء القادرين وأن كل تقاعس عن العمل معناه إنقاص أرزاق العالمين وتجويع بعضهم وهذا مما لا تقره العقول والأديان جميعًا ، قال الله تعالى " علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله " ، لذا فليس جائزًا في الإسلام القعود عن العمل بالنسبة للقادرين عليه حتى ولو كان القعود المذكور نتيجة التفرغ إلى العبادة ، وإلى جانب كون الإسلام قد رفع شأن العمل والعاملين ووضع الأحكام لتنظيمه ولضمانه ودعا الناس إليه بل وأوجبه على القادرين عليه ، فقد أوجب من الناحية الأخرى على ولي الأمر أن يضمن وجود العمل وأدواته للقادرين عليه من الناس .
هذا هو مفهوم العمل ومكانته بوجه عام في الإسلام فهو أساس العيش والحياة والحضارة والمدنية ، ولذا فهو من أهم حقوق الإنسان من ناحية كونه الركن الأساسي في حق العيش والحياة ، وأنه من أهم واجبات القادرين على ممارسته وواجبات ولي الأمر في المجتمع من ناحية كونه الأساس في ضمان حق الحياة لجميع الناس عمومًا وجماعيًا وفيهم الأطفال والشيوخ والمرضى والعجزة والمقعدون والعاطلون غير القادرين على العمل والمحتاجين للعيش من ثمار عمل الآخرين .
مفهوم العمل كوظيفة :
هو الجهد البدني والعقلي الذي يبذله الإنسان في مجال سعيه الدنيوي من أجل الارتزاق والاكتساب أي على كل جهد عقلي وبدني يبذله الإنسان في مجال النشاط الاقتصادي في سبيل إنتاج الخدمات والسلع الاقتصادية لغرض الكسب والعيش .
المصدر: منتديات احبك موت
http://www.a-mot.com/vb/t43628.html

hano.jimi
2012-01-31, 19:41
ممكن اختي الكريمة

مساعدة اخري في موضوع

نشاةعلاقات العمل في الاسلام

http://87-98-243-211.ovh.net/vb/showthread.php?p=8507446

hano.jimi
2012-01-31, 19:43
ممكن اختي الكريمة

مساعدة اخري في موضوع

نشاةعلاقات العمل في الاسلام

مفهوم العمل في الشريعة الإسلامية











إن العمل في مفهوم الشريعة لا يقتصر على المفهوم الشائع أو النظرة الشائعة التي تنظر إلى العمل على أنه مجرد تقديم كد بدني مقابل أجرة زهيدة لا تترك العامل يرتقي في نظرهم من درجة العبيد والرق إلى درجة الإنسانية العادلة.


بل الشريعة تنظر إلى مفهوم العمل وتربطه بعمل الدنيا والدين معاً. أي العمل الدنيوي بشتى أشكاله وأنواعه من جهد بدني وفكري واستثمار الأموال لتنمية وتشغيل البطالين وسد حاجة المحتاجين واستغلال الثروات التي سخرها الخالق للمخلوقات والتعليم وغيرها من الأعمال. وقد ورد تعبير العمل ومعناه في حوالي 360 آية قرآنية. وهو مقترن – أي العمل – بالإيمان.


وفي مجال الربط بين العمل والإيمان:


يقول عز وجل:{ فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} صدق الله العظيم.





وأما السنة النبوية فقد أشادت هي الأخرى قولاً وعملاً بالعمل حاثة عليه وعلى إتقانه. قال عليه الصلاة والسلام:" ما أكل أحد قـط خيراً من أن يأكل من عمل يده". وفي مجال ربط العمل بالإتقان قال عليه الصلاة والسلام "أحل ما أكل العـبد، كسب الصانع إذا نصح". وقال أيضا "إن الله بحب إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه".


لأن إتقان الأعمال والإخلاص فيها من أهم عوامل التطور والرقي والازدهار والتقدم.


وكما حث الإسلام العمال على الكد والجد حث أيضا أصحاب العمل على إنصاف العمال وإعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة حيث قال عليه السلام:"أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه".





هذه بعض الأدلة المختصرة التي وردت في الكتاب والسنة التي تحث العامل على العمل ولا يصلح إيمانه إلا إذا صلح عمله، كثيرة ومتعددة كثرة وتعدد مجالات النشاطات والأعمال؛ من صيد وصناعة الحديد، وصناعة الأسلحة والبناء والتشييد وصناعة الألبسة والتربية والتعليم والتجارة …إلخ.


نشأة وتعريف قانون العمل ونطاق تطبيقه





النشأة:


يعتبر قانون العمل من القوانين الحديثة النشأة حيث أنه لم تتبلور أحكامه ومبادئه في شكلها المتميز والمستقل إلا إبنداءً من بداية هذا القرن لتعرف بعد ذلك تطورا سريعا وتشكل بذلك مجموعة من القواعد القانونية والتنظيمية التي تحكم مختلف أوجه العلاقات الناتجة عن العمل التابع (العمل المأجور).


التعريف:


لقد عرف هذا القانون بعدة تعريفات وتسميات مختلفة مثل القانون الصناعي الذي كان يطبق على عمال قطاع الصناعي في المراحل الأولى للثورة الصناعية ثم القانون العمالي والقانون الاجتماعي اللذان حاءا فيما بعد.





هذا الاختلاف في التسميات أدى إلى ظهور اختلاف في النظرة إلى أهمية ودور مهمة هذا القانون لدى كلا من الفقهاء والرأسماليين والاشتراكيين.


وعل ضوء المعطيات السابقة باختلافها في التنسميات والتعـاريف فإنه يمكن تعريف قانون العمل كالتالي:


"هي مجموعة القواعد القانونية التنظيمية والاتفاقية التي تحكم وتنظم مختلف أوجه العلاقات القائمة بين كل من العمال والمؤسسات المستخدمة وما يترتب عنها من حقوق والتزامات قانونية للطرفين ".





وبهذا المفهوم فإن محتوى قانون العمل الحديث يتضمن ما يلي:





أ-من حيث محتوى النصوص: يتشكل من قواعد التشريعية والتنظيمية إلى جانب الأحكام التي يقررها العمال ومستخدميهم ضمن اتفاقية العمل الجماعية ونظم العمل الداخلية، باعتبارها أهم المصادر المهنية لقانون العمل من القواعد التي كثيرا ما يلجأ إليها القضاء عند البت في منازعات العمل.


ب- من حيث مجال التطبيق: فإنه يطبق على مختلف العمال أينما كانوا إلا ما استثني منها بنص صريح مثل قطاع الوظيف العمومي أو القضاء أو الدفاع نظرا لخصوصية هذه القطاعات.


ج- من حيث الجوانب التي ينظمها: فأنه يمتد إلى كل ما له علاقة بالعمل والعمال في حياتهم المهنية أو الاجتماعية العامة مثل تنظيم النشاط و الحماية و الضمان الاجتماعي و التقاعد و غيرها من الحالات التي قد تمر على العامل أثناء أو بعد حياته المهنية.





خصائص و مميزات قواعد قانون العـمل





لقد بلغ قانون العمل درجة متقدمة من الاستقلالية و التكامل، جعلت من أحكامه و قواعده بعدة خصائص و صفات أصبحت تشكل الهوية الخاصة التي تفرق بينه وبين القواعد القانونية الأخرى حيث يتفق الفقه الحديث على مجموعة من الخصائص تتمثل في ما يلي:


ا- الصيغة الآمرة: إن قانون العمل قد نشأ في ظل التعاقدات الفردية في البداية حيث كان مبدأ سلطان الإرادة هو القانون المطبق على مختلف العلاقات التعاقدية في شتى المجالات، و بهذا تعرضت مصالح العمال وحقوقهم للإجحاف و الانتهاك من جراء سيطرة و قوة مستخدميهم الذين كانوا يمارسون ذلك تحت حماية القانون المطبق آنذاك أي قانون السوق ولذلك جاء تدخل الدولة لوضع قواعد منظمة لعلاقات العمل متشددا نوعا ما في صياغة هذه القواعد و عدم السماح لأطراف هذه العلاقة بتجاوزها.


و تتجلى هذه الصيغة الآمرة في عدة نواحي:


1- أنها تهدف إلى حماية الطبقة العاملة بصفة خاصة.


2- ضمان التطبيق السليم لقواعد قانون العمل عن طريق فرض إجراءات جزائية متفاوتة في الشدة على كل مخالفة لهذه القوانين حيث لا يكاد يخلوا أي نص تشريعي أو تنظيمي من الأحكام الجزائية.


ب- ذاتية المصدر: إن الدور الذي لعبته الطبقة العاملة و ممثليهم في وضع قواعد وأحكام قانون العمل قد طبع هذا القانون بنزعة متميزة، تتمثل في اعتماد هذا القانون بشكل كبير على المطالب والظروف والضمنيات التي يتميز بها قطاع النشاط، إلى جانب المطالب الخاصة بالعمال و ذلك عند صياغة أحكام هذا القانون.


جـ – الواقعية وتنوع الأحكام: نظرا لتنوع مجالات العمل من حيث طبيعة المهن و النشاطات و اختلاف الحالات الفردية للعمال، فأن طابع الواقعية والتكيف مع هذه الاختلافات يفرض تنوع أحكام هذا القانون. الأمر الذي يفرض على الهيئات التشريعية الاكتفاء بالتشريع في المسائل العامة المشتركة بين مختلف القطاعات. و ترك الجوانب التنظيمية و العملية والمسائل الخاصة بكل قطاع أو نشاط مهني إلى النصوص التنظيمية التي تصدرها الهيئات التنفيذية. نظرا لما تمتاز به هذه الهيئة من مرونة و سرعة في اتخاذ الإجراءات العملية أو إلى المؤسسات المستخدمة بالاشتراك مع ممثلي العمال لاتخاذ الإجراءات المناسبة لهما والمتمثلة على وجه الخصوص في الاتفاقيات أو الاتفاقات الجماعية.





د‌- التوجه نحو التدويل: نظرا لتقارب بين الدول وانتشار وسائل الاتصالات وتطورها إلى جانب ظهور المنظمات الدولية المتخصصة كالمنظمة الدولية للعمل ومنظمة العمل العربية، السوق الأوروبية المشتركة … الخ، ونظرا لما يصدر عنها من اتفاقيات دولية متعدد الأطراف أو ثنائية إلى جانب التعاون النقابي بين مختلف النقابات المختلفة كل هذا أو غيره كثير جعل المجتمع الدولي وكأنه دولة واحدة حيث يلاحظ تشابه كبير في قواعد قانون العمل في مختلف الدول على اختلاف اتجاهاتها السياسية والإيديولوجية والاقتصادية بما يكرس وجود قانون دولي للعمل وهذا أنتج الاتجاه نحو التدويل.

http://www.qanony.com/viewarticle.php?id=219

hano.jimi
2012-01-31, 19:47
ممكن اختي الكريمة

مساعدة اخري في موضوع

نشاةعلاقات العمل في الاسلام



ذات يوم ذهب رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله أن يعطيه شيئًا من المال أو الطعام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما في بيتك شيء؟).
قال الرجل: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب (إناء) نشرب فيه من الماء؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ائتني بهما). فأتاه الرجل بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال صلى الله عليه وسلم: (من يزيد على درهم؟) قالها مرتين أو ثلاثًا، فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال له: (اشْتَرِ بأحدهما طعامًا فانبذْه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قدومًا فأْتني به). فأتاه به، فَشَدَّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيده، ثم قال للرجل: (اذهب فاحتطب وِبعْ، ولا أَرَينَّك خمسة عشر يومًا).
فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نُكْتةً (علامة) في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا
لثلاثة: لذي فقر مدقع (شديد) أو لذي غرم مفظع (دَين شديد) أو لذي دم موجع) [أبوداود].
***
جلس الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباح أحد الأيام، فرأوا رجلا قويَّا، يسرع في السير، ساعيًا إلى عمله، فتعجب الصحابة من قوته ونشاطه، وقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله (أي: لكان هذا خيرًا له) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحًا لهم أنواع العمل الطيب: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) [الطبراني].
فالإسلام دين العمل، وهو عمل للدنيا، وعمل للآخرة. قال تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} [القصص: 77]. وقد أمر الله -سبحانه- بالعمل والسعي في الأرض والأكل من رزق الله، فقال تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وحثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل، فقال: (اعملوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له) [متفق عليه]. وكان الأنبياء جميعًا -عليهم الصلاة والسلام- خير قدوة لنا في العمل والسعي، فما من نبي إلا ورعى الغنم، وكان لكل نبي حرفة وعمل يقوم به، وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأعمال المختلفة، ولم يتميز عليهم كما حدث في بناء المسجد أو حفر الخندق، فكان يحمل التراب والأحجار.
وللعمل والسعي على الرزق آداب يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، منها:
استحضار النية: المسلم يبتغي من عمله إشباع البدن من الحلال وكفه عن الحرام، والتقوِّي على العبادة، وعمارة الأرض.
عدم تأخير العمل عن وقته: المسلم يقوم بأعماله في أوقاتها دون تأخير، وقيل في الحكمة: لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد.
التبكير: قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)
[الترمذي وابن ماجه وأحمد].
الجد في العمل: المسلم يذهب إلى عمله بجد ونشاط، دون تباطؤ أو كسل، فمن جَدَّ وجد، ومن زرع حصد. قال الشاعر:
بقـدر الكَدِّ تُكْتَســب المعـــالي
ومـن طـلب العــُلا سـهر الليالــي
ومـن طـلب العــلا مـن غيـر كَـد
أضاع العمر فــي طلـــب المــُحَالِ
إتقان العمل: المسلم يتقن عمله ويحسنه قدر المستطاع. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيَحُدَّ أحدُكم شفرته؛ فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
التواضع: الكبر في الأمور كلها مذموم، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)
[أبو داود والترمذي وأحمد]. فلْيتواضع كل رئيس لمرءوسيه، ولْيتعاون كل مرءوس مع رئيسه، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحـسنة؛ فقد كان يعاون أصحابه فيما يقومون به من عمل، ويساعد أهله في تواضع عظيم.
عدم الانشغال بعمل الدنيا عن العبادة والطاعة: المسلم يعمل لكي يحصل على الكسب الطيب له ولأسرته، وهو عندما يعمل يكون واثقًا من تحقيق أمر الله؛ إذ يقول: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وإذا كان العمل لاكتساب الرزق وإعفاف النفس عن المسألة عبادة في
حد ذاته، فإن ذلك لا يشغلنا عن طاعة الله فيما أمرنا به من سائر العبادات.
البعد عن العمل الحرام: المسلم يختار عملا لا يتعارض مع أصل شرعي، فلا يعمل في بيع الخمور أو فيما شابه ذلك.
الأمانة: المسلم أمين في عمله؛ لا يغش ولا يخون، ولا يتقاضى رشوة من عمله وهو حافظ لأسرار العمل، ويؤديه على أكمل وجه، وكذلك صاحب العمل عليه أن يحفظ للعاملين حقوقهم؛ فيدفع لهم الأجر المناسب دون ظلم، ولا يكلفهم ما لا يطيقون من العمل، كما أنه يوفر لهم ما يحتاجون إليه من رعاية صحية واجتماعية.

http://forum.brg8.com/t23942.html

hano.jimi
2012-01-31, 19:54
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. ان لي طلبا لديكم وعسى ان اجد ضالتي عندكم ...وجزاكم الله عنى الف خير.
طلبي يتمثل في قائمة من المراجع :
1/ احمد طرطار" الترشيد الاقتصادي للطاقة الانتاجية ".
2/الدكنورة نظيمة عبد العظيم"ادارة المشتريات والمخازن "
3/ صلاح الدين الشنواني "الاصول العلمية للشراء والتخزين "
4/ عصمت حسين جعفر "الادارة العلمية للمواد والمخازنوالمشتريات"
5الدكتور محى الدين الازهري"تنظيم وادارة المخازن"
هذه هي احتياجاتي عذرا على مبالغتي ولكن انني في امس الحاجة لها .....ادامكم الله نبراسا لنا




للاسف لم اجد اي مرجع شكرا

hano.jimi
2012-01-31, 19:56
ممكن اختي الكريمة

مساعدة اخري في موضوع

نشاةعلاقات العمل في الاسلام

http://www.4shared.com/dir/4440144/e480816c/_sharing.html

hano.jimi
2012-01-31, 20:12
ارجو تزويدى بجزئي كتاب البناء الأجتماعي ( المفهومات ) + (الأنساق) لأنني بأمس الحاجة اليهما .. وأني متفائل بكم إنشاءالله تعالى .... مع وافر شكرى وإمتنانى لكم جميعا

البناء الاجتماعي أنساقه ونظمه (عرض كتاب)



المقدمة
من بين اهتمامات علم الاجتماع (القديم والحديث والمعاصر) تحديد مقومات قيام المجتمع واستمراره في الوجود الإنساني، وقد تم ذلك فعلاً من قِبل المنظرين، فبدأوا بتحديد وتشخيص مكونات النظام الاجتماعي( معايير وقيما وقوانين) من أجل معرفة كيف تقوم بتنميط وتقويم السلوك الآدمي، ثم بحث البعض الأخر من المنظرين مقومات الكيان الاجتماعي(النسق) من خلال دراستهم للجماعات والتنظيمات والمؤسسات الرسمية والعرفية، ودوافع انتماء الآدميين لهذه الكيانات وسبب تعاقدهم وتعاضدهم وتضامنهم لكي يسلطوا الضياء على درجة تمدنهم وتحضرهم في التنظيمات البشرية.
ثم جاء منظرون آخرون درسوا الكيانات مجتمعة وما ينجم عنها من وظيفة عامة وترابط كلي وآثار ذلك على وجود المجتمع لتحديد تطوره أو تخلفه أو تغيره، فكانت نتيجة دراستهم لهذه المقومات أنها وصلت إلى تحديد الهيئة العامة للهيكل البنائي الذي يقام عليه المجتمع.
فظهرت مفردات لغوية تعبر عن عملهم هذا، اذ استعملوا مفردة النظام الاجتماعي والتنظيم الاجتماعي، والمؤسسة الاجتماعية، والنسق الاجتماعين والبناء الاجتماعي استعملت في علم الإنسان( الانثربولوجي) أكثر من علم الاجتماع مستخرجة من المجتمعات البدائية أكثر من المجتمع الحديث والمعاصر، فلم تخدم علم الاجتماع لأنها لم تعكس جزيئات الحياة الاجتماعية الحديثة أو مكوناتها( على الرغم من صوابها ورصانتها). لكن بعد منتصف القرن الماضي انصب اهتمام المنظرين الاميركان امثال بارسونز، ومرتن، وكوادنر، وديفز، وورنر وليمز، وليغين، ولومس، وباسكوف، وسملسر، لضخ جل إعمالهم التنظيرية في مصب هذا الاتجاه، فربطوا مكونات المجتمع ووظائفها فأطلقوا مفردة " الوظيفة البنائية" للتعبير عن الأهداف التي تصبو الجماعات والتنظيمات إلى تحقيقها من أجل المحافظة على قيام المجتمع واستمراره، فاستبعدوا جميع حالات الصراع الاجتماعي وعدوها حالات مرضية وظرفية( وقد تكون هذه أحدى حالات تنظيرهم)، هذا من جانب ومن جانب آخر، فقد وجدت اضطراباً في استعمال مفردة البناء الاجتماعي في أدبيات علم الاجتماع المترجم إلى اللغة العربية، فالقارئ العربي يحتار من الاستعمالات المضطربة لما هو مقصود من قبل المترجم العربي، اذ انه يستخدم مفردة " النظام" ليعبر عن البناء، وتارة يستخدم مفردة "النسق" ليعبر عن النظام، ومرة ثالثة يستعمل تعريف " الجماعة الاجتماعية" لتحديد البناء الاجتماعي... وهكذا.
ومرد هذا الارتباك والاضطراب يعود إلى عدم التمييز بين استعمالات علماء الإنسان عن استعمالات علماء الاجتماع اذ يوجد اختلاف بينهما. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن تحديد مفردات البناء والنسق والنظام لم يتفق عليها. من قبل علماء الإنسان والاجتماع أنفسهم.
وإزاء هذا الاضطراب اللفظي والتعبيري توصلت إلى تسمية ترجمة عربية لم تعتمد على الترجمة الأجنبية وهي مفردة " الهيكل" بعد إن استعملت مفردة " العمارة" لمدة عامين كبديل لمفردة البناء، إلا إني لم اقنع باستعمال مفردة العمارة لان مضمونها ر يمتد إلى احتواء مفردات الأنساق والنظام( الكيانات والنظام) فاستقررتُ فيما بعد على تبني مفردة" الهيكل" لكونها عربية وغير مترجمة ولم تستعر من علم الإحياء أو العلوم الصرفية. وسبب تحوّلي عن استعمال مفردة" البناء" إلى مفردة " الهيكل" هو إن الرواد الأوائل في علم الإنسان والاجتماع استعاروها من علم الإحياء في دراسته لبناء جسم الكائن الحي. أي إنها لم تستخرج من الاستعمالات الاجتماعية (ولو إن هذه الاستعارة لا تعد مثلبة) بل أجد من المفيد البحث عن مصطلحات أو مفردات لغوية مستعملة في الحياة الاجتماعية من قِبل الناس وعدم الاستمرار في الاستعارة من العلوم الصرفية.
ثم استخدمت مفردة" الآدمي" على الفرد ككائن بشري لم يؤنَس او ينشّأ اجتماعياً وكان أول من استخدمها هو المفكر ابن خلدون، ومن ثم جاء راد كليف بروان( عالم إنسان بريطاني) الذي ميّز بين الفرد والشخص، عنى بالأول الكائن البشري قبل تأنيسه، وعنى بالثاني بعد تأنيسه، وهذا تميز دقيق وذكي ولكن للأسف لم يستمر استخدام هذا التميز عند علماء الإنسان والاجتماع بعد طرح براون له.
أما دوافع تأليفي لهذا المؤلف فانه يرجع إلى تدريسي لمساق يحمل عنوان" بناء ونظم المجتمع" في جامعة اليرموك مع ميلاد قسم علم الاجتماع فيها عام 1991-1992 الأمر الذي جعلني اجمع معلومات( أجنبية وعربية) وانظمها واحلل بعضها لكي تكون مادة تدريسية لطلبة هذا الاختصاص واستخلص المواضيع والمصطلحات والتعاريف الخاصة بعلم الاجتماع مستبعداً الاستعمالات الانثربولوجية( جهد الإمكان) لكي لا يحصل لُبس او تداخل بين استعمالاتهما عند الطلبة فجاء المؤلف بخمسة وحدات(فصول) ضم الأول معنى البناء الاجتماعي الذي اختلف من بلد إلى آخر، فمعناه في بريطانيا اختلف عن معناه في فرنسا والمانيا وأمريكا، ثم أوضحت عمليات البناء وتماسكه، اما في الوحدة الثانية فقد طرحت فيه الكيان الاجتماعي(النسق الاجتماعي) موضحاً فيه كيف ينشأ الكيان وما هي نظرياته، ثم فصّلت قوام الكيان المتمثل في الموقع والسلطة والدور والنفوذ والعلاقة والتفاعل الاجتماعي. ثم عرجت إلى أقسام الكيان التي اشتملت على المؤسسات والتنظيمات والجماعات، وأنهيت الوحدة بالوظائف الاجتماعية. وفي الوحدة الثالثة قدمت موضوع النظام الاجتماعي مبتدئاً من مكوناته ومنتهياً بألياته الضبطية العرفية والرسمية والمشتركة.
بينما أتت الوحدة الرابعة حاملة عنوان" أنواع الهياكل الاجتماعية" التي تضمنت الهيكل المتصلب والمرن. وختمت مؤلفي بالتحليل الاجتماعي الذي يمكن استخدامه في تحليل الأبنية والوظائف الاجتماعية لمكونات الهيكل الاجتماعي.


تفصيل فهرس الكتاب

المقدمة
الوحدة الأولى/ البناء الاجتماعي
إلماعة عاجلة:
1/أ- علاقة الفرد بالبناء الاجتماعي، 1/ب- البناء الاجتماعي عند البريطانيين، 1/ ج- البناء الاجتماعي عند الفرنسيين، 1/ د- البناء الاجتماعي عند الالمان، 1/ هـ - البناء الاجتماعي عند الاميركان، 1/ و- عمليات الهيكل (البناء) الاجتماعي، 1/ ز- تماسك الهيكل (البناء) الاجتماعي.

الوحدة الثانية/ الكيان الاجتماعي( النسق الاجتماعي)
2/أ- نشوء الكيان الاجتماعي.
2/ ب- نظريات الكيان الاجتماعي.
2/ ج- قِوام الكيان الاجتماعي:
1- الموقع الاجتماعي.
2- السلطة.
3- الدور الاجتماعي.
4- النفوذ الاجتماعي.
5- العلاقة الاجتماعية.
6- التفاعل الاجتماعي.

2/د- أقسام الكيان الاجتماعي
أ‌- المؤسسات الاجتماعية.
ب‌- التنظيمات الاجتماعية.
ج- الجماعات الاجتماعية.
2/ هـ - الوظيفة الاجتماعية

الوحدة الثالثة/ النظام الاجتماعي
إلماعة عاجلة:
3/ أ- مكونات النظام الاجتماعي
أ‌- المعايير الاجتماعية.
ب‌- القيم الاجتماعية.
ج‌- القوانين.
د- التعاليم الدينية.

3/ ب- آليات النظام الاجتماعي
1- الآليات العرفية.
أ- التنشئة الاسرية.
ب- الجماعة الضاغطة.
ج- المناسبات والاماكن المقدسة.
د- الحسد أو العين.
هـ - الامثال والاقوال المأثورة.
2- آليات الضبط الرسمية
أ- التنظيمات العقابية.
ب- الالزام القسري.
ج- الاجهزة التصويرية والتسجيلية.
3- آليات ضبطية مشتركة.
أ- السخرية.
ب- إطلاق الشائعات.
ج- الفضيحة.

الوحدة الرابعة/ أنواع الهياكل الاجتماعية
إلماعة عاجلة:
4/ أ- الهيكل الاجتماعي المتصلب
4/ ب- الهيكل الاجتماعي المرن

الوحدة الخامسة/ التحليل الهيكلي
(البنائي- الوظيفي).



***
**
*

تفصيل تخريج الكتاب
أ. د. معن خليل عمر، البناء الاجتماعي.. أنساقه ونظمه، دار الشروق للنشر والتوزيع، طبع في مطابع الأرز، الطبعة العربية الأولى (الإصدار الثالث)، عمان- الأردن، 1999م.

***
**
*



وفي هذا المقام أقدم شكري للأخ الأستاذ فخري الكتاني على مراجعته للمخطوطة قبل طبعها.
أخيراً أسأل الحق الذي منح كل الحق وجوده أن يسدد خطانا وان يتوج بالنجاح مسعانا، وان يوفقنا إلى المعرفة التي هي غايتنا الأولى والخيرة من كل ما نزاوله ونحاوله. وبالله، ومنه التوفيق.


الأستاذ الدكتور
معن خليل عمر
جامعة اليرموك- اربد
1992م.
http://alsafeerint.blogspot.com/2010/02/blog-post_06.html

hano.jimi
2012-01-31, 20:14
ارجو تزويدى بجزئي كتاب البناء الأجتماعي ( المفهومات ) + (الأنساق) لأنني بأمس الحاجة اليهما .. وأني متفائل بكم إنشاءالله تعالى .... مع وافر شكرى وإمتنانى لكم جميعا

http://hifati.yoo7.com/t1036-topic

hano.jimi
2012-01-31, 20:30
سلام عزيزتي اريد بحث حول التلفزيون مع المراجع و شكرااا و جزاك الله كل خير.

بحث : التلفزيون الخميس مارس 17, 2011 5:47 pm
الحرب الإعلامية مولد سلاح (التأثير الشامل ) التلفزيون
بقلم العميد الركن المهندس (م): سبأ عبدالله باهبري
إذا كانت القنبلة الذرية هي سلاح التدمير الشامل العسكري خلال الحرب العالمية الثانية فإننا نستطيع القول بكل ثقة: إن (التلفزيون) كان (سلاح التأثير الشامل) خلال الحرب الباردة (بعد التحالف بين شركات السينما ومحطات التلفزيون)، ثم لم يلبث أن أصبح (سلاح التأثير الشامل والكامل) في مطلع القرن الحادي والعشرين بعد المزاوجة بين إمكانياته وإمكانيات وسائل الاتصال الفضائية. وكما استعرضنا في الحلقات الماضية نشأة وتطور كل سلاح من أسلحة الحرب الإعلامية، فإننا سنستعرض بشكل موجز وسريع مولد وتطور التلفزيون.

نشأة التلفزيون وتطوره
تتكون كلمة تلفزيون في اللغة الإنجليزية من كلمتين هي: (تلي) و (فيجن) (Tele) (Vision) والأولى تعني (البعيد)، أما الثانية فتعني (رؤية) ولذلك فإن دمج هاتين الكلمتين تعني (مشاهدة البعيد) أي إن هذا الجهاز يحضر إلى منزلك الأشياء البعيدة لنشاهدها.
والحقيقة هي أن فكرة نقل الصورة المتحركة إلى المنازل عبر جهاز استقبال منزلي بشكل شبيه بإرسال الصوت والموسيقى عبر جهاز الراديو، كانت محل اهتمام عدد من العلماء في كل من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى. ولكن الأفكار الناضجة القابلة للتطبيق لم تظهر إلا في منتصف العشرينيات في القرن العشرين.
وكانت المحاولات الأولى تنصب على إجراء الأبحاث لنقل الصور المتحركة من خلال تمديدات الأسلاك الناقلة بين محطة الإرسال ومحطات الاستقبال. وكان العنصر الرئيسي لتحريك التفكير في هذا الاتجاه هو نجاح العالم الألماني بول نبكو (Paul Nipkow) في عام 1884م في تجزئة الصورة عن طريق مسح الصورة تدريجياً بشكل لولبي مستمر ميكانيكياً، بواسطة أسطوانة مثقوبة عدة ثقوب تتجه من الطرف الخارجي إلى وسط الإسطوانة وعندما تدور الاسطوانة فوق الصورة دورة كاملة تكون قد قامت بمسح جميع الخطوط الموجودة في الصورة وعند نقل تلك الومضات الصادرة عن الثقوب يمكن إعادة تشكيل الصورة، على شكل ومضات كهربائية في أنبوبة زجاجية مفرغة من الهواء ومطلية بمواد كيميائية حساسة لسقوط الإلكترونات عليها (C.R.T)
ومع تطور جودة الأشكال التي أمكن تحقيقها من خلال أنابيب الأشعة الكهربائية (C.R.T) التي عرفت بشكل واسع في أبحاث الفيزياء الكهربائية منذ عام 1904 . تمكن العالم الأمريكي الروسي المولد فلاديمير زوريكن (V. Zworykin) في عام 1923 من تسجيل اختراع لأنبوب كاميرا يستطيع تجزئة الصورة الضوئية إلكترونياً ونقلها ليعاد استقبالها وإعادة بنائها. ولم يلبث العالم البريطاني جون بيرد (CJ. Baird) أن قام بالاستفادة من ذلك الاختراع وتقديم أول نظام عملي لنقل الصور في تجربة شهيرة ناجحة في لندن في عام 1926م.
تنبهت شركات الإعلام الأمريكية لأهمية أبحاث نقل الصورة واستطاعت قبل الحكومات إدراك آفاق مستقبلها في مجالي الدعاية التجارية والترفيه، فقامت كل من شركات (RCA) و (CBS)وجنرال إلكتريك بالتنافس في تمويل الأبحاث المتعلقة بهذا الاختراع ورعاية العلماء الموهوبين في هذا المجال، خاصة بعد أن نجح العالم إلين دومونت في تحسين حجم وكفاءة شاشات الاستقبال واختراع جهاز استقبال تلفزيوني منزلي يمكن اقتناؤه في المنازل وليس المعامل والمختبرات فقط.
وفي عام 1927م نجح أحد الباحثين في إرسال الصورة من العاصمة الأمريكية واشنطن إلى نيويورك عبر خط سلكي (كابل). في هذه الأثناء تمكن العالم الأمريكي فيلو فارنزورث (Philo Farnsworth) من إدخال تحسين جذري على نظام المسح الضوئي ضاعف من وضوح الصور المنقولة تلفزيونياً. لكن أول خدمة تلفزيونية في العالم ظهرت في ألمانيا عام 1935م وكانت أحد الإنجازات العلمية الكبيرة التي افتخر بها الألمان واستخدموها في استعراض تفوقهم على الآخرين خلال دورة الألعاب الأولمبية العالمية التي أقيمت في برلين في عام 1936م، إذ كانت الصور التلفزيونية تنقل من الملاعب الرياضية إلى صالات السينما وقاعات المشاهدة الجماعية في النوادي والفنادق لتشاهدها الجماهير (لكن المصادر الأمريكية والبريطانية تجاهلت آنذاك هذا الحدث تماماً نكاية في النظام النازي).
بعد ذلك دخلت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في تنافس محموم لتطوير التلفزيون وجعله وسيلة إعلامية مؤثرة في الدعاية التجارية والسياسية وكذلك أداة ترفيه لا تقاوم، إذ بدأت في شكل متزامن تقريباً أبحاث تطوير محطات الإرسال والاستقبال في كل من لندن ونيويورك، فقامت شركة RCA ببثها التلفزيوني التجريبي في نيويورك عام 1930م، بينما بدأت الحكومة البريطانية من خلال ال BBC تجارب الخدمة التلفزيونية العامة المنتظمة في منطقة لندن اعتباراً من عام 1936م.
وخلال الفترة من عام 1930 وحتى عام 1939 حققت الشركات الأمريكية عدة نجاحات في مجال تطوير التلفزيون واستخدامه تجارياً في نقل المسرحيات وعرضها على الجمهور في عروض عامة في ساحات نيويورك وشوارعها، خاصة عندما أعلن عن مولد هذا الاختراع خلال المعرض الدولي الذي أقيم في مدينة نيويورك عام 1939م وقامت شركة RCA بتصوير الرئيس الأم.ريكي فرانلكين روزفلت وهو يفتتح المعرض ونقل صورته إلى أجهزة الاستقبال التلفزيوني الموزعة في مواقع مختارة في مدينة نيويورك. ولم يأت شهر شباط- فبراير من عام 1940م إلا وكان هناك شبكة تلفزيونية تغطي أجزاء كبيرة من مدينة نيويورك وكذلك بعض الأجزاء الأخرى من الولاية بعد أن نجح الأمريكيون في تحقيق فكرة التقاط الصورة ثم تقويتها وإعادة بثها.
لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939م أدى إلى شلل خطوات تطوير التلفزيون في ألمانيا وبريطانيا- وبعد دخول الولايات المتحدة الحرب في عام 1941م توقفت برامج تطويره في الولايات المتحدة أيضاً.
أما في الاتحاد السوفييتي فقد بدأ البث التلفزيوني في عام 1939 باستيراد معدات أمريكية الصنع من شركة (RCA) التي كانت مملوكة لمهاجر أمريكي يهودي من أصل روسي رأى أن يبادر إلى استثمار هذا الاختراع الجديد في موطنه الأصلي فقدم خدماته لستالين الذي رحب بها. ولكن إندلاع الحرب العالمية الثانية لم يتح الفرصة لازدهار هذا المشروع. وبعد الحرب استأنف السوفييت الخدمة التلفزيونية في عام 1946م دون معاونة أمريكية. وكان لدى ستالين الكثير مما يريد عرضه لجماهير الاتحاد السوفييتي للتأكيد على حكمة قراراته وصواب رأيه وقيادته السديدة، فقد كان الهدف الأول من إدخال التلفزيون إلى الاتحاد السوفييتي هدفاً سياسياً بحتاً.
ولكن بريطانيا وأمريكا لم تتمكنا من تجاهل إمكانيات هذه الوسيلة الإعلامية اقتصادياً ومستقبلها الواعد تجارياً. فلم تلبث الحرب أن وضعت أوزارها حتى عادت برامج تطوير البث التلفزيوني وتعميم استخدامه إلى أخذ موقع الصدارة في التخطيط الإعلامي في معسكر الحلفاء، بهدف تحقيق مكاسب مالية خيالية من خلال الاستثمار في تصدير معدات الإرسال وأجهزة الاستقبال تجارياً إلى مختلف دول العالم.
ولم يخف ذلك على عدد من الدول الصناعية الأخرى مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي فقامت هذه الدول أيضاً إما من خلال التعاون مع الشركات الأمريكية والبريطانية أو من خلال برامج وطنية ذاتية بالدخول في مجال أبحاث صناعة التلفزيون. ولم يتطلب الأمر كثيراً من الوقت، إذ مع إطلالة عقد الخمسينيات كان التلفزيون جهازاً مألوفاً في الأسواق ومنازل الطبقات العليا من المجتمع في الولايات المتحدة وأوروبا، لكنه بقي محصوراً في استراحات العمال والنوادي العامة وقاعات المشاهدة الجماعية في الدول الاشتراكية.
أما تعميم اقتنائه منزلياً (على مستوى العالم) فقد كان يواجه صعوبات مالية إذ كان ثمن أجهزة الاستقبال التلفزيوني في أوائل الخمسينيات خارج إمكانيات وميزانيات أسر الطبقة المتوسطة، كما أنه كان يواجه مشكلة فنية هي محدودية قوة محطات البث التي لم تكن تستطيع سوى تغطية دوائر لا يتجاوز قطرها بضعة أميال. ورأت الشركات الأمريكية على وجه الخصوص أنه لا سبيل إلى نجاح هذا الاختراع (التلفزيون) إلا من خلال إنتاج أجهزة الاستقبال بكميات تجارية كبيرة لجعلها في متناول الطبقة الوسطى اقتصادياً، وكذلك حل مشكلة إيصال البث لمقتني هذه الأجهزة خارج حدود المدن الكبرى، ولما كانت إمكانيات زيادة مدى البث تتناسب مع ارتفاع هوائي الإرسال وقوة إشارة المحطة فقد كانت المشكلة في المدن الكبرى شبه محلولة إذ عمدت شركة (RCA) الأمريكية إلى وضع هوائي الإرسال في نيويورك فوق مبنى (الإمبايرستيت) (ناطحة السحاب المشهورة التي كانت أعلى مبنى في العالم حتى ذلك الحين) فحقق ذلك تغطية تلفزيونية بقوة معقولة في نيويورك وضواحيها، وشجع الناس على اقتناء أجهزة التلفزيون. وتكررت تلك التجربة في مدن أخرى ببناء أبراج إرسال البث العالمية التي أصبحت رمزاً من رموز البث التلفزيوني..
وفي الولايات الأخرى عمدت الشركات الأمريكية، بمبادرات ذاتية أو بالشراكة مع مستثمرين محليين، إلى بناء مئات المحطات المحلية الصغيرة التي تعيد بث ما تنتجه المحطات الرئيسية في نيويورك، وقامت شركات إنتاج أجهزة التلفزيون المنزلية بالمساهمة في تمويل بناء تلك المحطات حتى تتضاعف أعداد مشتري أجهزة التلفزيون وبالتالي تتضاعف الأرباح.
وفي بداية الأمر تصارعت الشركات على حقوق البث وتردداته، مما جعل لجنة الاتصالات الفيدرالية FCC تتدخل لتقنين المواصفات القياسية والفنية لأجهزة البث والاستقبال (بهدف توفير أقصى حماية للمستهلك) وأيضاً توزيع مجالات البث وترددات الإرسال وتحديد شروط الحصول على رخص البث التلفزيوني... فكان ذلك إلى جانب نشوب الحرب العالمية الثانية من أسباب تعثر تقدم أبحاث التلفزيون في الأربعينيات.
لكن نهاية ذلك العقد وفي حوالي 1948م وبعد التخلص من آثار الحرب اندفعت الشركات الأمريكية والبريطانية بقوة لتقديم الخدمة التلفزيونية الملونة للمشاهدين بشكل عشوائي غير منظم يفتقد أبسط متطلبات التنسيق، ضاربة عرض الحائط بكل القرارات الصادرة عن الجهات الحكومية الرسمية التي لم تستطع السيطرة على سباق التنافس التجاري بين الشركات، وأدى هذا فيما بعد إلى تعدد أنظمة البث التلفزيوني الملون. ولكن انتشار التلفزيون الملون كان بطيئاً جداً، ثم لم تلبث فرنسا أن انضمت إلى ذلك السباق.
أيضاً كانت هناك منافسة أخرى محتدمة لإنتاج أجهزة تسجيل تستطيع أن تسجل الصورة المتحركة والصوت معاً على شريط يمكن استعادة عرض ما سجل عليه فوراً بدلاً من الاعتماد على الأفلام السينمائية في تسجيل البرامج (التي كان من أبرز عيوبها الوقت الذي تستغرقه الأفلام في التحميض وكذلك إمكانية تلف أو تعرض المادة المسجلة للتشويه والخلل دون معرفة المصور بذلك إلا بعد التحميض). ولم يتحقق ذلك إلا عندما قدمت شركة RCA الأمريكية في عام 1953م أول جهاز تسجيل (فيديو تيب) فكان حدثاً هاماً في تاريخ التلفزيون لكن شركة آمبكس أنتجت في عام 1956م جهاز فيديو تيب اكتسح كل ما سبقه ونال شهرة عالمية جعلته الجهاز المستخدم في الغالبية العظمى من محطات التلفزيون. في العالم.
ثم أطلت حقبة الخمسينيات، التي كانت العصر الذهبي في تاريخ تطوير التلفزيون وتحسين خدماته وبرامجه ومعداته، من أجهزة تسجيل وإرسال وهوائيات التقاط وأجهزة استقبال منزلية ذات وضوح ودقة في عرض الصورة والصوت... وحقق التلفزيون ظاهرة النزول إلى الأسواق (بكميات تجارية وأسعار معقولة في مطلع الخمسينيات) واكتسب شعبية كاسحة أخذت في سحب البساط من تحت أقدام الراديو والسينما على حد سواء. أما؟ لماذا فإن الإجابة ليست صعبة..
منذ الأيام الأولى لظهور التلفزيون في الأسواق تميز هذا الجهاز بقدرته على جذب انتباه المارة في شوارع نيويورك وميادينها وكان انبهارهم بقدراته يفوق كل التوقعات، فقد كان يرون فيه الجهاز الترفيهي الكامل الذي يجمع بين مزايا الراديو ومتعة الأفلام السينمائية بل كانوا يرون فيه المسرح والسينما المنزلية التي يستطيع كل إنسان أن يستمتع بمباهجها في إحدى غرف منزله بلا عناء. وكان له تأثير السحر في القضاء على أوقات الفراغ التي تمر بسرعة عندما يجهد الإنسان حاستي السمع والبصر في آن واحد في متابعة موضوع يعجبه.
وهكذا، مع إطلالة الخمسينيات ازداد عدد محطات التلفزيون من 17 - 45 محطة ارسال، وأصبحت الخدمة التلفزيونية متوفرة في حوالي 25 مدينة أمريكية وأصبحت التغطية التلفزيونية متوفرة ل 60% من الشعب الأمريكي بعد أن تم ربط شرق أمريكا بغربها بكابل محوري وتهافت الناس على شراء أجهزة التلفزيون فبيع منها في الولايات المتحدة حتى عام 1952م أكثر من 15 مليون جهاز. ومع هذا النمو غير المسبوق في طلب الخدمة التلفزيونية ارتفع عدد محطات البث في عام 1957 إلى أكثر من خمسمئة محطة معظمها تجارية(1).
أيضاً في الخمسينات بدأ التلفزيون ينتشر في دول مثل ألمانيا والدنمارك وهولندا، وبلغ عدد أجهزة التلفزيون في أوروبا عام 1954 مليون جهاز منتشرة في ثماني دول أوروبية، وقدر عدد المشاهدين الأوروبين آنذاك بحوالي 65 مليون مشاهد، وبلغ عدد المحطات 44 محطة تلفزيونية أوروبية.
ولكن التلفزيون ما لبث أن أثبت في عقد الستينيات أنه ليس فقط وسيلة ترفيه لكنه يمكن أن يكون أداة تعليمية أو منبراً ثقافياً أو سلاحاً إعلامياً دعائياً سياسياً فتاكاً. وإلى جانب ذلك كان له سلبيات عديدة على الترابط الأسري والمستوى الثقافي والمعرفي، بعد أن سرق وبدد الوقت الذي كانت الأسر تقضيه في لقاء بعضها البعض، والوقت الذي كان يمضيه الأفراد في القراءة والمعرفة، والتلاميذ في المذاكرة والتحصيل العلمي. وأصبح هو الجهاز الذي تعتمد الأمهات على سحره في تسكيت الأطفال وتسليتهم وإلهائهم حتى كاد أن يحتل مكانة المربيات المنزليات في بعض الدول.
عوامل قوة التلفزيون وتأثيره
كأداة إعلامية
منذ بداية الستينيات، وبعد نضج صناعة التلفزيون على مستوى العالم وانتشار أجهزة الاستقبال التلفزيوني في المنازل في جميع أنحاء العالم تقريباً وحتى قبل (تعميم تلوين الصورة)، أصبح التلفزيون الأداة الإعلامية الأولى من حيث عدد المتابعين وتنوع مشاربهم وفئاتهم. وكما كان التلفزيون وسيلة الإعلان التجاري الأكثر فاعلية في الولايات المتحدة، فقد أصبح وسيلة الدعاية السياسية الأولى في يد الحكومات، بسبب تمتعه بعدد من المزايا التي لم تتوافر قبله لأي وسيلة إعلامية أخرى، وخاصة في مجال نقل الأخبار والأحداث العالمية الهامة.
ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
أ . المصداقية والمقدرة على الإقناع:
في التلفزيون يرى الجمهور رأي العين ويسمعون بأنفسهم الأحداث المنقولة مما يترك تأثيراً إقناعياً قوياً، فهو لم يعد يجعلهم من المتابعين للحدث بل من شهوده وحضوره. وبما أن الإنسان لا يشكك في الشيء الذي يراه بعينه ويسمعه بأذنه فإنه عادة يأخذ ما يراه في التلفزيون من أحداث وأخبار كحقيقة لا تقبل النقاش أو الطعن، على الرغم من أن تلك الحقائق والأحداث يمكن معالجتها بحيث تترك آثاراً متفاوتة ومتغايرة من خلال اكتمال العرض وأسلوبه ودرجة التركيز على عناصره والتحكم فيما يعرض وما يحجب عن المشاهدين...
ب. السرعة في نقل الأخبار والأحداث:
منذ مطلع الستينيات أصبح التلفزيون أشمل وسيلة سريعة لنقل الأخبار إذ إنه كان يتساوى مع الراديو في قطع البرامج وإذاعة الأخبار الهامة، لكنه يتفوق عليه بإمكانية عرض الصورة لاحقاً وخلال ساعات، أما اليوم فإنه ينقل الأخبار والأحداث الهامة مباشرة في لحطة وقوعها. ولذلك فإن الناس في جميع أنحاء العالم، منذ أكثر من أربعين عاماً، كانت تتجمع مساءً حول أجهزة التلفزيون لمشاهدة نشرات الأخبار ومشاهدة تفاصيل ما سمعوا عنه من خلال الراديو أو قرأوه في الصحف، وهذا في حد ذاته جعل لجهاز التلفزيون القول الفصل والكلمة الأخيرة بين ما يصدقه الناس ويقتنعون به لأنهم شاهدوه بأعينهم وبين ما يتشككون في تصديقه لأنهم لم يروه.
ج. مجانية الخدمة:
قبل ظهور التلفزيون كان الناس إذا سمعوا عن حدث ما في الراديو يضطرون إلى شراء الصحف وربما المجلات المصورة، للاطلاع على التفاصيل ورؤية الصور أما في عهد التلفزيون فقد كانت هذه الأشياء تصلهم مجاناً وبلا عناء وتعرض عليهم بالشكل الذي يشبع فضولهم بلا مقابل مادي سوى الاشتراك الرسمي الذي كانت بعض الحكومات تفرضه على كل جهاز تلفزيون تقتنيه الأسرة. وكان التلفزيون يقدم مقتطفات مما تنشره الصحف والمجلات فيغني المشاهدين عن شرائها لقراءتها، كما كان يستضيف كبار المعلقين في المحطات الإذاعية في البرامج الحوارية.
د. تغير أنماط الترفيه والتسلية الجماعية:
منذ بداية الثلاثينيات من القرن العشرين تعود الناس على قضاء الأمسيات مجتمعين حول جهاز الراديو بدلاً من الذهاب إلى المقهى أو النادي ،ثم لم تلبث هذه العادة أن تأصلت بعد ظهور أجهزة (الفوتغراف) وسماع الموسيقى من الاسطوانات المسجلة في المنزل بوجود الأصدقاء بدلاً من الذهاب إلى المسرح أو (الأوبرا).
وهكذا جاء التلفزيون في الوقت الذي ألف فيه الناس أساليب الترفيه والتسلية المنزلية وأصبحوا يتشوقون لرؤية الأفلام السينمائية أيضاً في منازلهم، خصوصاً أولئك الذين لا يقدرون على تأمين مصاريف الذهاب إلى صالات العرض السينمائي. ولذلك لم تواجه أجهزة التلفزيون أي مشقة في التأقلم مع هذا الجو الترفيهي المنزلي الجديد.
ه. سعة الانتشار:
لا يزال التلفزيون حتى الآن محافظاً على المركز الأول بين وسائل الإعلام الأخرى في الانتشار بين الناس وهو يتفوق على الصحف والراديو في عدد المتابعين، ولذلك نجد أنه أيضاً حتى الآن يعد الأداة الرئيسية في حملات الإعلان التجاري، ويعود ذلك إلى سهولة الالتقاط منزلياً وإمكانية المشاهدة براحة تامة وبالكيفية المفضلة للمشاهد وكذلك مقدرة التلفزيون على مخاطبة الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية والإعلامية.. حتى الأمية التي تحول دون انتشار الصحف لم تعد عقبة في طريق متابعة التلفزيون، فالناس يشاهدون التلفزيون بأعينهم ويكونون قناعاتهم بعواطفهم وهذا لا يحتاج إلى إتقان القراءة والكتابة، وهذه الميزة بالذات جعلت الهوة بين أعداد المتعلمين وغير المتعلمين الذين يتابعون الأحداث العالمية تنكمش إذ لم تعد متابعة الأحداث العالمية تحتاج إلى مستوى علمي أو إدراك خاص فهي في متناول الجميع وكل يفسرها حسب مستواه ونضجه.
و. القدرة على التحديث والمتابعة:
انفرد التلفزيون بين وسائل الإعلام الأخرى في المجال الإخباري بالمقدرة على المتابعة وتحديث المعلومات والصور من مواقع الأحداث أولاً بأول، بينما كان الراديو عاجزاً عن نقل الصورة، وتحديث معلومات وصور الصحف يحتاج إلى إصدار الملاحق والطبعات الإضافية وهو ما يستغرق وقتاً ومالاً وجهداً اختصره التلفزيون في البداية إلى دقائق ثم أصبح الآن فورياً لا تأخير فيه، ولذا فإن التلفزيون هو الأداة الإعلامية الأكثر مشاهدة خلال الأزمات السياسية والصراعات العسكرية والأحداث العالمية الهامة لأنه الأسرع في النقل والمقدرة على تحديث البيانات.
ز. تعدد مصادر التغذية التلفزيونية:
في بدايات عهد التلفزيون كانت المحطات المحلية في العواصم العالمية الكبرى تتنافس في اجتذاب المشاهدين من خلال تقديم برامج مشوقة وتغطيات إخبارية ورياضية تعتمد على ميول القائمين عليها سياسياً وعقائدياً، وهذه الخدمات التلفزيونية تكون مصبوغة بتلك الاتجاهات ومن هنا كان المشاهد التلفزيوني قادراً على رؤية الحدث الواحد ومتابعة تفسيراته من خلال وجهات نظر متعددة تحرره من الوقوع تحت سيطرة كاتب أو معلق معين. أما اليوم فإن البث التلفزيوني الفضائي ضاعف من قوة هذا العامل بالذات أضعافاً مضاعفة.
ح. التأثير الإدماني للتلفزيون:
تميز التلفزيون عن غيره من وسائل الإعلام بمقدرته على إحداث تأثير إدماني على متابعيه، إذ أصبح جزءاً من حياة المشاهد يفتقده إذا لم يكن موجوداً بل، إن كثيراً من المشاهدين يتركونه يعمل حتى وإن لم يكونوا يتابعون ما يعرض، فقط لأن إيقافه يجعلهم يحسون بهدوء غير مرغوب، وتشغيله يذهب الوحشة من الغرفة أو المنزل. كما اتضح أن عدد ساعات المشاهدة تتزايد تدريجياً ثم تصل إلى مستوى معين لا تقل عنه بعد ذلك. كما لوحظ أن وجود التلفزيون في الفنادق كان عامل جذب للنزلاء الذين لم يعودوا يستطيعون الاستغناء عنه ولو لأيام معدودة عند سفرهم.
ط. تنوع المادة الترفيهية المعروضة:
امتاز التلفزيون عن غيره من وسائل الإعلام بتنوع المادة المعروضة وشمولية إرضاء أذواق الجمهور المتلقي، فإضافة إلى البرامج المتخصصة للطفل والمرأة والمراهقين فإنه الوحيد بين وسائل الإعلام القادر على نقل المشاهد من السينما إلى المسرح وإلى الملاعب الرياضية وأعماق البحار والمناطق الجغرافية النائية وساحات المعارك والحروب. ومن خلال التلفزيون شاهد مئات الملايين مناظر سياحية وأحداثاً تاريخية وأقاليم جغرافية وفصائل من الحيوانات لم تكن رؤيتها متيسرة إلا لأعداد قليلة جداً ومحدودة للغاية من البشر. بل أصبح الإنسان يستطيع من خلال التلفزيون خلال عام واحد مشاهدة ما شاهده أسلافه من البشر في مئات السنين.
ولهذه الأسباب مجتمعة أصبح تقديم الخدمة التلفزيونية للشعوب هاجساً يسيطر على تفكير الحكومات خلال مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين، وأصبح وجود هذه الخدمة الإعلامية في بلد ما، دليلاً على تقدمه الحضاري والثقافي وانفتاحه على المعطيات والأحداث العالمية والتفاعل معها. ووجدت فيه الحكومات أداة غير مسبوقة التأثير في مجال صناعة الرأي العام وتوجيهه، وكذلك بناء القناعات وترسيخها بهدف السيطرة على مشاعر وعواطف الشعوب.
المراجع:
(1) الشال، د. انشراح، الإعلام الدولي عبر الأقمار الصناعية، دراسة لشبكات التلفزيون، دار الفكر العربي، القاهرة.
(2) إمام، د. إبراهيم، الإعلام الإذاعي والتلفزيوني، دار الفكر العربي، القاهرة ص 95.
http://ikhwa.ahlamontada.com/t518-topic

hano.jimi
2012-01-31, 20:36
سلام عزيزتي اريد بحث حول التلفزيون مع المراجع و شكرااا و جزاك الله كل خير.

بحث عن اثر التلفزيون على الاطفال ,تقرير عن اضرار التلفزيون في الطفل ,مقال صحفي


بحث عن اثر التلفزيون على الاطفال ,تقرير عن اضرار التلفزيون للاطفال,مقال صحفي بحث عن اثر التلفزيون على الاطفال ,تقرير عن اضرار التلفزيون للاطفال,مقال صحفي


التلفزيون وتأثيره
في حياة الأطفال وثقافتهم
أولاً : مدخل :
يطمح التربويون في أن يكون التلفزيون نافذة تطل على آفاق رحبة تساعد على نمو الأطفال النفسي والعقلي وتساعد على إشباع حاجاته وتهيئته للمدرسة والحياة وهذا طموح بعيد المنال. إذ ندرك أن التلفزيون سلاح ذو حدين : فهو قد يؤدي إلى تزييف الوعي، ويؤدي إلى الإحباطات، ويعطل ملكة الخيال ويشجع الروح الاستهلاكية ـ من خلال الإعلانات ـ ويعزز الصور النمطية لديه، ويؤدي إلى النضج المبكر للأطفال، ويعزز روح العنف عندهم، ولكن في المقابل إذا أحسن استخدامه يمكن أن يكون عاملاً مساعداً في التنشئة الاجتماعية، فهو يستطيع أن يغرس القيم الاجتماعية الإيجابية، وأن يعزز شعور الانتماء الوطني والقومي، ويمكن أن يزود الأطفال بالمعلومات الجديدة التي من الصعب معاينتها مباشرة، وكذلك يمكنه أن يزيد في ثروته اللغوية، ويعلمه بعض أنماط السلوك الجيد. أي أن بإمكانه المساهمة في تكوين شخصيته وبناء ثقافته.
تسعى هذه الورقة إذن إلى التعرف على الدور الذي يلعبه التلفزيون في حياة الطفل العربي وخصوصاً في مجال ثقافته.ويفترض العنوان المقترح لهذه الورقة أن للتلفزيون دوراً مزدوجاً في حياة الطفل العربي وثقافته قد يكون إيجابياً أو قد يكون سلبياً، ولذا تحاول هذه الدراسة الإجابة عن مجموعة من الأسئلة تتمثل بما يلي :
1. ما المقصود بالطفل ؟ وما المقصود بثقافته؟.
2. ما هو الدور الذي يلعبه التلفزيون في تربية الأطفال، أهو دور إيجابي أم سلبي؟.
3. أي نمط من الثقافة التي يقدمها التلفزيون للطفل؟ وما هو الدور الذي يلعبه التلفزيون في التأثير على ثقافة الأطفال؟.
4. ما هي الحاجات التي يمكن أن يلبيها التلفزيون للأطفال؟.
5. هل هناك علاقة بين عادات مشاهدة الأطفال للتلفزيون والتأثير على ثقافتهم ؟.
6. ما هي الرؤية المستقبلية لما يمكن أن يقدمه التلفزيون لبناء إيجابي لشخصية الأطفال وثقافتهم؟
وننتهج أسلوباً تحليلياً للأدبيات المعنية بالطفل وخصوصاً الدراسات الأجنبية، وهي دراسة أولية يعوزها تحليل الأدبيات العربية في هذا المجال، إذن فهي لا تمثل الصيغة النهائية لما ستكون عليه، بمقدار ما تمثل توجهات أساسية لفهم التلفزيون وعلاقته الخاصة بأكثر أنواع الجمهور حساسية. وستحتاج الدراسة ــ كما أخطط لها بصيغتها النهائية ــ مراجعة شاملة لنتائج البحوث العربية في مجال تأثير مشاهدة التلفزيون على الأطفال.

ثانياً: المفاهيم.
أ) تلفزيون الأطفال :
لا يقتصر مفهوم التلفزيون على الوسيلة الإعلامية المعروفة التي تستقبل البث التلفزيوني من إحدى المحطات، محطات البث المرئي الأرضي أو الفضائي وما يستقبله الأطفال من برامج سواء كانت موجهة إليهم أو للكبار؛ بل يتعداه إلى أي استخدام يقوم به الأطفال لجهاز التلفزيون سواء كان لمشاهدة أفلام الفيديو أو الأسطوانات المدمجة CD & DVD أو استخدام شاشته للألعاب الألكترونية، ويشمل كذلك استخدام شبكة الإنترنت لاستقبال ما تبثه المحطات التلفزيونية من برامج عبر الشبكة.
ويعود هنا سبب تبنينا لهذا المفهوم إلى ما يلي :
* أولهما طول الفترة التي يقضيها طفل ما قبل المدرسة في الجلوس لمشاهدة برامج التلفزيون أو مشاهدة أفلام الفيديو، أو أفلام السي دي CD أو دي في دي DVD أو استخدامها في اللعب الإلكتورني مثل ألعاب جيم بوي Game Boy الننتندو Nintendo والآتاري Atari وغيرها والتي قد تصل إلى أربع ساعات يومياً.
* ثانيهما تأثير قضاء الوقت مع التلفزيون على الأطفال ـ بغض النظر عما يشاهده ـ والذي رصدته لنا العديد من الدراسات ـ مثل تأثيره على الأنشطة الأخرى والصحة وغيرها.
* وثالثهما التوجه القائم الآن في مجال تكنولوجيا الاتصال نحو استخدام الوسائط المتعددة واستخدام الاتصال التفاعلي مما يعزز أهمية التلفزيون في هذا المجال يوماً إثر يوم، مع إمكانية استقباله عبر الإنترنت والهاتف المحمول مما يقود إلى اندماج في وظائف وسائل الاتصال.
ب) البرامج التلفزيونية التعليمية :
نعني بها هنا : برامج المعلومات والبرامج ذات الأهداف التعليمية التي صممت خصيصاً للأطفال لتهيئتهم للمدرسة أو مساعدتهم في دراستهم. ومن أمثلتها برامج (افتح يا سمسم) الذي أنتجته مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي وبرنامج (المناهل) الذي أنتجه التلفزيون الأردني، وكلاهما نسختان معربتان من برنامجين أمريكيين هما على التوالي Sesame Street & ElectricCompany. وهناك برنامج (سلامتك) للتوعية الصحية وبرنامج (قف) للتوعية المرورية من إنتاج مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي. وكذلك هناك العديد من البرامج التلفزيونية التعليمية التربوية التي تنتجها إدارات الإعلام التربوي في وزارات التربية والتعليم في الأقطار العربية، وهناك محطات خاصة بالبرامج التعليمية مثل القنوات الفضائية المصرية التعليمية على النايل سات Nile Sat، ومثل محطة إقرأ التابعة ل : أرت ART وما تقدمه من برامج.
ج) البرامج التلفزيونية الترفيهية :
نعني بها هنا : تلك البرامج التي يتعرض الأطفال لمشاهدتها والتي لا يكون لها هدف تربوي أو تعليمي واضح مثل الرسوم المتحركة والبرامج الدرامية ـ المسلسلات والأفلام ـ والرياضية والموسيقية والغنائية والألعاب.
د) ثقافة الأطفال :
نعني بها هنا : محصلة الخبرات العملية والنظرية التي تشكل شخصية الأطفال التي اكتسبها عن طريق التجربة الحسية والعمليات التربوية والتعليمية والتنشئة الاجتماعية، والتي يلعب التلفزيون دوراً رئيسياً ومتميزاً فيها.
هـ) ثقافة التلفزيون :
تعني هنا : مضامين البرامج التي يتعرض الأطفال لمشاهدتها ـ بغض النظر عن هدفها ـ مثل الرسوم المتحركة والبرامج الدرامية والرياضية والموسيقية والغنائية والإعلانات والأفلام والألعاب، كذلك ما تخلفه ظروف المشاهدة من سلوك وعادات اجتماعية لدى الأطفال.
يحدد مضمون التلفزيون طبيعة الثقافة التي يقدمها، وإذا كانت البرامج التي تقدمها معظم التلفزيونات العربية وفضائياتها هي برامج أجنبية ـ وتحديداً أمريكية ــ لذا يصبح تعرفنا على مضامين برامج التلفزيون الأمريكية سيعيننا في فهم أي نوع من الثقافة يستقبل الأطفال العرب.
ويكتب ناثان سيبا Nathan Seppa، عضو هيئة تحرير نشرة مونيتور التي تصدرها الرابطة الأمريكية النفسانية ـ مقالة بعنوان يبقى تلفزيون الأطفال غاطساً بالعنف ملخصاً فيها النتائج التي ظهرت في الدراسة القومية التي أجريت في الولايات المتحدة عام 1996 للعنف التلفزيوني وغطت برامج 23 قناة وبناء على تلك الدراسة تظهر الأرقام التالية :
ـ %58 من البرامج احتوت على العنف
ـ %73 من البرامج احتوت على العنف دون تأنيب أو نقد أو جزاء له.
ـ %58 من البرامج ذات سلوك عنف مكرر.
على سبيل المثال %40 في التلفزيون بادرت بأحداث العنف شخصيات صورت على أنها نماذج جذابة للأطفال تعتبر أبطالاً. ومثلا قدم فيلم كارتون أربعة أبطال يستخدمون قوتهم الخارقة لضرب الأشرار الذين يحاولون تجميد العالم. ولكن الأشرار فروا سالمين دون عقاب وهنأ الأبطال أنفسهم. ويقول : شاهد الأطفال مقترفي الاعتداء على أنهم جذابون يستخدمون العنف الذي يبدو مبرراً ضد الضحايا، الذين عانوا نتائج ضئيلة ولا يظهر هؤلاء المعتدون أي تأنيب ضمير. ولا يتم تأنيب المعتدين في هذه العملية. ومع أن هذه الشخصيات رسوم متحركة فإن الأطفال الصغار لا يميزون جيداً بين الحقيقة والخيال.
في مقالة بعنوان :
(The Reflection on the Screen : Televisionصs Image ofChildren)
تستعرض كاثرين هينتز نولز Katharine HeintzKnowles تحليلات لصورة الطفل في التلفزيون وما يحفزه في برامجه، وقد رأت بأن إحدى الطرق لتحديد ما يمكن أن يتلقاه الأطفال من رسائل تلفزيونية وذلك بالنظر فيما يحفزهم على مشاهدته، وحوافز الشخصيات التلفزيونية يمكنها إرسال إشارات مؤثرة للأطفال حول أهمية وقيمة جميع أوجه الحياة وقد وجدت دراستها هذه بأن في معظم الأحوال فإن البرامج الرومانسية تحفز الأطفال ضعف ما تفعلها الأمور المتعلقة بالمدرسة وكانت النتائج الرئيسة كما يلي :
ـ %53 تحفزهم بالعلاقات مع أقرانهم
ـ %36 تحفزهم الرياضة والهوايات
ـ %24 تحفزهم الرومانسية
ـ %24 تحفزهم علاقات العائلة
ـ %16 يحفزهم المجتمع أو المجتمع المحلي
ـ %15 تحفزهم الأمور المرتبطة بالمدرسة
ـ %1 يحفزهم الدين أو الأمور الروحية
ـ %70 من شخصيات الأطفال في العروض الخيالية ذات أعمال اجتماعية إيجابية بينما هناك %40 ذات أعمال عدائية للمجتمع (شخصيات سجل لها أكثر من سلوك).
إذن أي ثقافة هذه التي يقدمها Child Behaviors Most أكثر أنواع سلوك الأطفال إثابة في التلفزيون، التلفزيون لأطفالنا التي تبرر العنف وتمجده ويمر المعتدي دونما جزاء أو تأنيب والتي لا تستطيع تحفيز العلاقات الاجتماعية ولا تحفزهم دينياً.
و) من هم الأطفال ؟
أصدرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل وصادقت عليه دولها عام 1990 وتحدد هذه الوثيقة الطفل بأنه : (كل إنسان لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة، ما لم تحدد القوانين الوطنية سناً أصغر للرشد). (الأمم المتحدة : اتفاقية حقوق الأطفال، ص 2).
ومن الضروري أن نفهم هذه المرحلة الحرجة والحساسة في حياة الإنسان، فالطفولة ليست مرحلة واحدة فالإنسان يمر عبر مراحل مختلفة تشكل أساساً لبناء شخصيته، ويرى أريكسون Arixon في نظريته حول النمو النفسي وجود ثمانية مراحل لحياة الإنسان هي :
1. الرضاعة Infancy
2. الطفولة المبكرة Early Childhood
3. عمر اللعب Play Age
4. عمر المدرسة School Age
5. المراهقة Adolescence
6. الرشد المبكر Young Adulthood
7. الرشد Adult hood
8. النضج ( Perkins 1975 : p. 241) Maturity
وتمثل المراحل الثانية والثالثة والرابعة مرحلة طفل ما قبل المدرسة. وتمتد هذه المرحلة من عامين إلى سبعة أعوام، ويرى بيركنز Perkins مرحلة الطفولة المبكرة هي من عمر سنتين أو ثلاث إلى عمر خمس أو ست سنوات وهي فترة من النمو المستقر وذات نشاط عضلي كبير، ودور استكشافي من خلال الخيال يتوازى مع اللعب مع رفاق العمر، والتماهي مع الكبار، وهي فترة من التنشئة الاجتماعية المركزة لتلبية الحاجات والتوقعات لحياته في المدرسة باعتبارها مؤسسة ثقافية مختلفة عن البيت (Perkins 1975 : p. 302).
وتتميز هذه المرحلة كما يرى العالم السويسري بياجيه Piagate بنمو معرفة الأطفال متمثلة بنمو لغته والنمو السريع للمفاهيم لديه.(Perkins 1975 : p. 343).
يكون الأطفال في هذه المرحلة متمحورين على الذات جداً Very Self Centered، ولذلك ـ من الأرجح ـ أن يهدد الأطفال بروز الصراع بين ذاته والتوقعات الثقافية، إنها المرحلة التي يزداد فيها بصورة ملحة طلب الآخرين من الأطفال خضوعه للتوقعات الثقافية، وتظهر استقلاليته المتزايدة في قدرته على الابتعاد عن أمه دون ضيق، واشتراكه مع أقرانه في اللعب بألعاب متشابهة (Perkins 1975: p. 277).
وفي مرحلة الطفولة المبكرة يعمل الأطفال على نمو عضلاتهم الكبيرة، والتحكم بأجسامهم عن طريق اللعب بالمكعبات واستعمال الأقلام الملونة التي تعلمهم التحكم بعضلاتهم.
وفي هذه المرحلة تسيطر العمليات الإدراكية على معظم مرحلة الفكر التحضيري للأطفال، حيث أن قدرتهم المتزايدة على استعمال اللغة تمنحهم رموزاً وإشارات للتجارب المختلفة. إلا أن الأطفال في هذه المرحلة لا يستطيع فهم ثبوتية الأرقام والأحجام لأن إدراكه يسيطر على عمليات الفكر لديه ((Perkins 1975 : p. 344 .
ويرى جين بياجيه Jean Piagate أن مراحل تطور الأطفال تبدأ من الولادة وحتى فترة المراهقة وهي مرحلة الذكاء الحركي (منذ الولادة وحتى سنتين)، ومرحلة الفكر التحضيري (سنتين ــ سبع سنوات) ومرحلة العمليات المادية الحسية (7 إلى 11 سنة) والعمليات الصورية الشكلية (11 إلى 15).
ويعتقد بياجيه Jean Peagate أن النمو الإدراكي يتم حين تتكون في العقل التراكيب الإدراكية التي تسمى منظومة Schemata، وتستعمل المنظومة للتنظيم والتكيف مع البيئة المدركة. وتتغير هذه التراكيب عن طريق الاستيعاب ودمج المعلومات الإدراكية الحسية الجديدة في التركيب الإدراكي الحسي الموجود، عن طريق التكيف، وهو عبارة عن تكوين منظومة جديدة تدمج المعلومات الإدراكية الحسية، التي لا تندمج مع التركيب الموجود (Perkins 1975 : p. 343).
ومن خلال هذا التوصيف لمرحلة الطفولة المبكرة يمكننا أن نستخلص أهم العناصر التي تميز مرحلة الطفولة المبكرة، والتي يمكن أن يكون للتلفزيون دوره في التأثير فيها إيجاباً أو سلباً وهذه العناصر هي :
1. الفردية واستقلالية الأطفال في مواجهة خضوعه للآخرين.
2. الاستكشاف والخيال.
3. اللعب والنشاط العضلي الكبير (كثرة الحركة).
4. نمو المعرفة، اللغة والمفاهيم (العمليات الإدراكية).
5. تطور وتعديل المفاهيم الاجتماعية والمادية والخطأ والصواب.
6. تعلم الارتباط عاطفيا بأشخاص خارج نطاق الأسرة.
وهكذا يمكننا تلخيص مجموعة من الحاجات الأساسية للطفولة المبكرة وهي تتمثل بما يلي :
1. الحاجات العاطفية.
2. الحاجات البدنية.
3. الحاجات (العقلية والمعرفية).
4. الحاجات الاجتماعية.
وسوف نتعرف فيما يلي على صلة التلفزيون بهذه الحاجات وبما يحققه من تأثيرات على تنمية وبناء شخصية الأطفال وثقافته.
ففي دراسة نشرتها مجلة طب الأطفال الأمريكية عام 1994 أجراها روبرت سيج ووليام ديتز Robert Sege & WilliamDietz حول تأثير مشاهدة العنف التلفزيوني على الأطفال قدّما توصيفاً لنمو الطفل وعلاقته بمشاهدة التلفزيون. وقد رأى الباحثان أن الطفل يكون في سنوات طفولته الأولى حساساً ومنفتحاً لأي حافز في بيئته، بحيث يسمح ذلك فيما بعد لنضج حواسه، ولكنه غير قادر على تنقيتها كما يفعل الكبار، أي انطباعات حسية يختبرها الطفل فإنها ستنبني في أنظمة حواسها. فترك الرضيع لينام أمام التلفزيون أو الطفل ذو العامين ليشاهد الصور المتدفقة عبر الشاشة الإلكترونية فإنها ستنفذ إلى أعماقه. ومن المهم أن يتعلم الرضيع والطفل كيف يستخدم حاسة البصر، وكيف يتفوه الكلمات وذلك بالتفاعل مع استجابات الناس من حوله وهذا ما لا يحققه التلفزيون.
ويرى بعض خبراء النمو النفسي أن ما يتعلمه الطفل في سنواته الثلاث الأولى يفوق ما يتعلمه في باقي حياته. ففي هذه السنوات يتعلم الطفل كيف يمشي، وكيف يتكلم، وكيف يفكر، وهي إنجازات لا تتحقق دون التفاعل مع الآخرين. وفي هذه المرحلة فإن حرمان الطفل الحسي والعاطفي والبدني سيعيق الطفل، بينما ستقود الحوافز الزائدة إلى طفل قلق غير راض وعصبي، ومن ثم يجب حماية الطفل من مشاهدة التلفزيون التي تشكل اعتداءاً على حواسه.
وخلال مرحلة ما قبل المدرسة (6-3 سنوات) فإن عمل الطفل هو اللعب، الذي من خلاله ينمو الدماغ ويتشكل العقل بناء على استجاباته للتجربة، ويحتاج الأطفال في هذه المرحلة للحكايات والأغاني وقراءة القصص له والألعاب والموسيقى والرقص، وجميع هذه الأنشطة تسهم في تكوين علاقات بينه وبين الناس والبيئة من حوله.
إن الرغبات الطبيعية والمهمة الضرورية للطفولة هي اللعب والاستكشاف وذلك كي ينشغل بفاعلية عملياً وتخييلياً.
ويحتاج اللعب في هذه المرحلة العديد من المتطلبات والمكافآت للتركيز والمثابرة وحل المشكلات. ولا يستطيع التلفزيون تقديم مثل هذه الفرص الذهبية من الاستكشاف الفعال للواقع والخيال، وكذلك لا يحتاج التلفزيون من الأطفال التركيز أو الانتباه أو الاندماج.
أما الأطفال في المرحلة الابتدائية (من 12-7 سنة) فإنهم يتعلمون من خلال العمل الابتكاري المشترك بعضهم مع بعضهم الآخر. فهم يرسمون خارطة المشاعر وذلك بمساعدة استكشاف تخييلي. وهذه الحياة التخييلية في هذه المرحلة حيوية وهناك حاجة كبيرة للقصص والصور ولذا فإن إغراءات إمكانيات التلفزيون الإبداعية يمكن للاستعاضة عنها من خلال تشجيع حكاية القصص والتمثيل والرسم الموسيقى والحرف اليدوية والألعاب.
وفي هذه المرحلة يطور الأطفال مهارات القراءة والكتابة والعلاقات الاجتماعية وقضاء الوقت بشكل بناء وهذه الأنشطة تحتاج ألا يزاحمها التلفزيون. وعند حوالي الثانية عشرة من عمر الطفل ينضج دماغ الطفل وحواسه إلى درجة محددة بحيث أن مشاهدة التلفزيون لن تكون محددة لشخصيته مثلما هي في المراحل الأكبر من عمره. وفي هذه المرحلة يكتمل النمو البيو ـ كيميائي ويتم تمييز شطري الدماغ الأيسر والأيمن. ويبدأ الأطفال مرحلة المراهقة حيث يكونون قد طوروا مهارات القراءة وكونوا هواياتهم وطرق تمضية الوقت وكونوا علاقاتهم الاجتماعية التي تشكل بدائل لمشاهدة التلفزيون.
(Robert Sege, William Dietz, 1994, Pediatrics, vol. 94, pp. 600-07)

ثالثاً : عادات مشاهدة التلفزيون وإشباع الحاجات :
حدد كاتز وجوريفيتش Elihu Katz, E. M. Gorivitch & H. Hass حاجات الأفراد التي تحتاج إلى إشباع عن طريق استعمال وسائل الإعلام أو غيرها بأنها :
1. الحاجات المعرفية : Cognitive Needsوهي الحاجات المرتبطة بتقوية المعلومات والمعرفة وفهم بيئتنا وهي تستند إلى الرغبة في فهم البيئة والسيطرة عليها وهي تشبع لدينا حب الاستطلاع والاكتشاف.
2. الحاجات العاطفية Affective needs وهي الحاجات المرتبطة بتقوية الخبرات الجمالية، والبهجة والعاطفة لدى الأفراد، ويعتبر السعي للحصول على البهجة والترفيه من الدوافع العامة التي يتم إشباعها عن طريق وسائل الإعلام.
3. حاجات الاندماج الشخصي : Personal IntegrativeNeeds وهي الحاجات المرتبطة بتقوية شخصية الأفراد من حيث المصداقية، والثقة، والاستقرار، ومركز الفرد الاجتماعي، وتنبع هذه الحاجات من رغبة الأفراد في تحقيق الذات.
4. حاجات الاندماج الاجتماعي : Social IntegrativeNeeds وهي الحاجات المرتبطة بتقوية الاتصال بالعائلة والأصدقاء، والعالم. وهي حاجات تنبع من رغبة الفرد للانتماء إلى الجماعة.
5. الحاجات الهروبية Escapist Needs وهي الحاجات المرتبطة برغبة الفرد في الهروب، وإزالة التوتر، والرغبة في تغيير المسار بعيداً عن الآخرين.
وهذه المتغيرات يمكنها أن تشرح لنا استعمالات المرء لوسائل الإعلام منفرداً على أنه ليس مثل تعرضه لوسائل الإعلام مع الآخرين.(Katz Gurevitch & Hass, 1973, pp. 164-181).
وتوصل كاتز ورفيقاه إلى مجموعة من النتائج حول استخدام وسائل الاتصال والإشباعات التي تحققها للجمهور ومن بينها :
1. ترتبط حاجات الاندماج الشخصي والحاجات العاطفية بوسائل مختلفة حيث أن نوعية الوسيلة تحقق إشباعات شخصية معينة مرتبطة بنوعية الحاجات، فالكتب هي الأفضل لإشباع الرغبة في معرفة الإنسان لنفسه، والأفلام والتلفزيون والكتب تشبع حاجة الفرد للاستمتاع الشخصي.
2. يخدم التلفزيون كوسيلة لتلبية الرغبة في الحاجة إلى قتل الوقت، ولكن الكتب والأفلام أكثر إشباعاً لتحقيق الهروب.
3. السينما والتلفزيون هما أكثر فائدة لتلبية إشباع بعض حاجات الاندماج الاجتماعي، مثل التضامن بين الأصدقاء والعائلة، وأما الحوار في النشاطات الاجتماعية يتم تزويده من خلال الصحافة والكتب (Katz; Gurevitch & Hass 1973, 164-181)
ويقدم نموذج الاستعمال والإشباع Uses & GratificationApproach مجموعة من المفاهيم والشواهد التي تؤكد بأن أسلوب الأفراد أمام وسائل الإعلام أكثر قوة من المتغيرات الاجتماعية والسكانية والشخصية.
ويرى النموذج أن الأفراد يوظفون ــ بفعالية مضامين الرسائل الإعلامية بدلاً من أن يتصرفوا سلبياً تجاهها. ومن ثم فإن هذا المدخل لا يفترض وجود علاقة مباشرة بين الوسائل الإعلامية والتأثيرات على الجمهور، ويفترض بدلاً من ذلك أن الجمهور يستخدمون الوسائل لأمور كثيرة، وتلك الاستخدامات تكون عوامل وسيطة في عملية التأثير.
يشكل التعرض لوسائل الإعلام جانباً من بدائل وظيفية لإشباع الحاجات التي يمـــــكن مقــــارنتهـــا للوهــلة الأولــى بوظـيـــفة قضـاء الفــراغ لـدى الإنســان (Katz, Blumer & Gurevitch, 1974, p.12).
إن هذا المدخل يفترض بأن إشباع الحاجات يتم ليس فقط من خلال التعرض إلى وسيلة إعلامية محددة، بل يتم كذلك من خلال السياق الاجتماعي الذي تستخدم فيه الوسيلة (Katz, Blumer & Gurevitch, 1974, p. 12).
فنحن قد نحب أن نستمع إلى الراديو ونحن وحيدون، ونحب أن نشاهد التلفزيون مع أفراد العائلة في ظروف معينة نفضل قراءة الجريدة وفي ظروف أخرى نفضل عنها قراءة قصة، ويتوقع المتلقي أن ينال من خلال سلوكه في استعمال وسائل الإعلام بعضاً من أشكال المتعة لإرضاء الحاجة لديه (مثل الحاجة إلى الاسترخاء وإلى قضاء وقت الفراغ وإلى الترفيه). والمبادرة في ربط إشباع الحاجات باختيار الوسيلة المناسبة إنما يخضع للمتلقي ذاته في عملية الاتصال الجماهيري، وهذا النموذج يرى بأن الناس مدينون لوسائل الإعلام لسد حاجاتهم أكثر من كونها عامل تأثير عليهم. فالنموذج يضع قيوداً قوية على التنظير القائل بالتأثير المباشر لمضمون وسائل الإعلام على المواقف والسلوك.

رابعاً : عادات مشاهدة الأطفال للتلفزيون :
إن اهتمامنا بتأثير التلفزيون على الأطفال يكمن في : أن مشاهدة التلفزيون أصبحت تستهلك من وقت الأطفال أكثر من أي نشاط آخر، باستثناء النوم، ولا عجب أن يطلق عليه بعضهم اسم جليس الأطفال، ولا نعدو الحقيقة إذا قلنا أن أطفالاً عديدين في مجتمعاتنا اليوم يجلسون مع التلفزيون أكثر مما يجلسون مع والديهم.
وفي إحصائية أمريكية وجد بعض الباحثين أنه في المتوسط يوجد في البيت الأمريكي جهاز تلفزيون يعمل خمس ساعات ونصف، ويشاهد المرء في المتوسط منذ الثانية من عمره حتى 65 سنة ما يعادل تسع سنوات طيلة حياته. وقبل تخرج العديد من تلاميذ الثانوية فإنهم يكونون قد شاهدوا ما يزيد عن عشرين ألف ساعة، وبالمقابل فإنهم يكونون قد قضوا خمس عشرة ألف ساعة في المدرسة.
إن التكنيكات التي طورها التلفزيون التجاري والإعلان لديها المقدرة الهائلة على إغواء الأطفال لمشاهدة جميع البرامج حتى تلك التي لا يريدون مشاهدتها، ومن ثم فإنها تقوم بسلب أوقاتهم من حيث لا يشعرون، وإذا استسلمنا كأسر لمشاهدة التلفزيون دون أن نعلم أطفالنا كيف يشاهدون ومتى يشاهدون، فإن المشاهدة ستكون ذات جوانب سلبية. فعلى الوالدين أن يعملا على تدريب أطفالهما على المشاهدة النقدية.
هل يمكننا أن نتابع الإحصائيات الأمريكية التالية حول مشاهدة التلفزيون ونتخيل كيف يمكن تطبيقها على الوطن العربي.
ـ فهناك 250 بليون ساعة مشاهدة في السنة تبلغ قيمتها بمتوسط 5 دولارات للساعة فسيبلغ قيمتها 1,25 تريليون دولار في السنة.
ـ عدد الدراسات التي تناولت تأثير التلفزيون على الأطفال حوالي 4000 دراسة.
ـ عدد الدقائق التي يقضيها الآباء أسبوعيا في مناقشة ذات معنى مع أطفالهم هي 3 دقائق.
ـ عدد الدقائق التي يقضيها الأطفال أسبوعيا في محادثة ألعابهم من الحيوانات المحشوة 186 دقيقة.
ـ عدد الدقائق التي يقضيها الأطفال ــ في المتوسط ــ أسبوعيا في مشاهدة التلفزيون 168 دقيقة.
ـ متوسط عدد الدقائق التي تستخدم فيها الحضانات في اليوم للتلفزيون هو 70 دقيقة.
ـ نسبة الآباء والأمهات الذين يرغبون في تقييد مشاهدة أطفالهم للتلفزيون هي %73.
ـ نسبة الآباء والأمهات القادرين على تقييد مشاهدة أطفالهم للتلفزيون هي %43.
ــ نسبة الأطفال أعمارهم بين 6-4 سنوات الذين سئلوا للاختيار بين مشاهدة التلفزيون أو قضاء الوقت مع الأب، بلغت نسبة الذين اختاروا التلفزيون %54.
ـ متوسط عدد الساعات سنويا التي يقضيها الشاب الأمريكي سنويا في مشاهدة التلفزيون هي 1500 ساعة.
ـ عدد مشاهد القتل التي يشاهدها الأطفال في التلفزيون عند انتهائه من المدرسة الابتدائية تبلغ 8000 مشهد قتل.
ـ عدد مشاهد العنف التي يشاهدها الأطفال في التلفزيون عند بلوغه الثامنة عشرة من عمره تبلغ 200000 مشهد عنف.
ـ عدد مشاهد حالات ولادة للحيوانات سنويا تبلغ 2000 مشهداً.
ـ عدد الإعلانات التي مدتها 30 ثانية ويشاهدها الطفل في المتوسط سنوياً 20000 إعلان.
ـ عدد الإعلانات التي يشاهدها الإنسان عند بلوغه 65 عاماً هي مليونا إعلان.
ـ نسبة الذين اعتبروا أن الإعلانات التلفزيونية جعلت الأطفال ماديين جداً %.
ـ وتمثل الأرقام والنتائج التالية مؤشرات هامة ذات صلة بعلاقة الآباء بالسيطرة على مشاهدة الأطفال للتلفزيون وعلاقتها بسلوكه وأدائه المدرسي.
ـ %5من الوالدين لديهم قوانين حول حجم مشاهدة أبنائهم للتلفزيون.
ـ %34 من الوالدين يستخدمون دائماً أو أحياناً نظام تصنيف التلفزيون في مساعدتهم في اختيار ما يشاهد أطفالهم.
ـ ونجد أن نسب تقليد الأطفال للشخصيات التي يشاهدونها هي :
ـ %15 غالباً، %35 بعض الأحيان، %32 نادراً، %18 أبداً.
ـ وتتمثل العلاقة بين عادات استخدام وسائل الإعلام والأداء المدرسي فيما يلي :
إذ نجد أن نسب مشاهدة الأطفال للبرامج التعليمية هي :
ـ % 8 يشاهدونها دائماً، % 39 غالباً، 39 بعض الأحيان، % 11 نادراً، %3 أبداً.
ونجد آن نسب مشاهدة الأطفال للتلفزيون أثناء القيام بواجباتهم المنزلية تتمثل بما يلي :
ـ % 45 دائماً، % 12 غالباً، % 14 بعض الأحيان، % 22 نادراً، % 48 أبداً.
ــ العائلات التي تستخدم الوسائل الإلكترونية أقل وتقرأ أكثر يكون أداء أطفالهم أفضل في المدرسة.
ــ الآباء والأمهات الذين ذكروا بأن سلوك أطفالهم أقل تأثراً بوسائل الإعلام فإن أداء أطفالهم أفضل في المدرسة.
ــ الأطفال الذين يشاركون في أنشطة بديلة للوسائل الإلكترونية بدعم من آبائهم أفضل في المدرسة.
ــ العائلات التي ذكرت بأن التلفزيون يظل مفتوحاً حتى بدون أن يشاهده أحد يكون أداء أطفالهم في المدرسة ضعيفاً.
ــ الأطفال الذين يقلدون شخصيات التلفزيون أداؤهم يكون ضعيفاً في الدراسة.
ــ متوسط مدة مشاهدة الأطفال للتلفزيون أسبوعياً هو 25 ساعة. والأطفال الذين يشاهدونه أقل وأداؤهم أفضل في المدرسة.
ــ العائلات التي تلعب وتمارس أنشطة مختلفة مع أبنائهم لديهم أطفالهم أداؤهم أفضل في المدرسة.
في دراسة قام بها St Peter ورفاقه استغرقت عامين حول أنماط مشاهدة الأطفال الصغار للتلفزيون مع والديهم، وقد وجدت الدراسة بأن معظم برامج الأطفال يتم مشاهدتها دون صحبة الوالدين، بينما معظم برامج الكبار يتم مشاهدتهم برفقتهم، وقد وجدت هذه الدراسة بأن الأطفال الذين يشجعهم والداهم على المشاهدة فإنهم يشاهدون برامج أكثر معلوماتية، والأطفال الذين يقيّدهم والداهم في المشاهدة فإنهم يشاهدون برامج أقل ترفيهية.
* وأظهرت دراسة أخرى بأن الأطفال يقضون في مشاهدة التلفزيون في المتوسط 25 ساعة أسبوعياً، وسبع ساعات ألعاب أو فيديو، وأربع ساعات أسبوعية مع الإنترنت. ويقضي الأطفال المراهقون مع التلفزيون ما بين 28-21 ساعة أسبوعيا وهذا أكثر من أي نشاط آخر باستثناء النوم (Bryuat, 1994).
ـ يعتمد تأثير التلفزيون على القراءة والنشاطات التعليمية الأخرى ليس على كمية مشاهدة التلفزيون فقط بل أيضاً على نوعية ما يشاهده الأطفال وعلى عمره (Reinking 1990).

خامساً: مجالات تأثير التلفزيون على الأطفال (النافذة السحرية):
أصبح بعض الأطفال منشغلين مسبقاً بالتلفزيون الذي أصبح طاغياً على عالمهم الحقيقي. وبعد حصول جريمة قتل فيها أب لثلاثة أطفال ظلوا يشاهدون التلفزيون منشغلين به عن مقتل والدهم، وقد أجرت جامعة نبراسكا دراسة ثم سؤال الأطفال فيها : ماذا تفضلون الاحتفاظ بآبائكم أو بأجهزة التلفزيون ؟.
وقد اختار أكثر من نصفهم أجهزة التلفزيون ( D.W. CROSS, 1983, p. 221)
كيف ينظر الناس إلى التلفزيون إذن ؟ هذا سؤال جدير بالإجابة لأنه يحدد لنا الدور المتوقع له. فنحن نعرف أن هناك من ينظر إلى التلفزيون باعتباره قطعة ضرورية لاستكمال أثاث المنزل، والبعض الآخر ينظر باعتباره فرداً غريباً بين أفراد الأسرة، ولكنه ضروري لمسامرتهم وتسليتهم، والترفيه عن أطفالهم ومجالستهم، وهناك من ينظر إليه باعتباره مفسدة وهو من عمل الشيطان، وهناك من يراه وسيلة تزود أطفالنا بالخبرات الضرورية والمعلومات التي تساعدهم في نموهم النفسي والعقلي. أما علماء الاتصال والتربية وعلم النفس والاجتماع فإنهم ينظرون إليه نظرة موضوعية ترى فيها وسيلة اتصالية لها جوانبها الإيجابية والسلبية في الخبرات ونوعيتها وكميتها التي يمكن أن يتلقاها الإنسان. ومن هؤلاء ب. آلدريتش ALDRICH الذي تحدث عن أربعة أنماط من التأثيرات السلبية للتلفزيون على سلوك الشباب والصغار والتي تشمل :
ـ الأفكار المحرفة عن الواقع
ـ مرض الثلاثين دقيقة
ـ تأثير المنزل الساخن
ـ توقع استمرار التسلية الاحترافية في جميع مناحي الحياة ( Aldrich 1975, p-p).

التأثير الأول : الأفكار المحرفة عن الواقع :
يرى أن هذه التأثيرات تشكل الدافع الرئيسي لمعظم ما تقدمه وسائل الإعلام. وقد بين ذلك من خلال استجابة المرء للمسلسل التلفزيوني المفضل لديه، فمن ناحية عاطفية يستجيب المرء للتمثيل والقصة. ويعجب بالممثلين ويضحك على النكات، ويشعر بالخوف لحظة الخطر ويشعر بالسخط في لحظة الظلم، ويفرح في لحظة الإنقاذ (النجدة)، ويشعر بالرضا عند الحل، ويترقب الحلقة التالية بالبهجة. وبينما يختبر المرء كل تلك المشاعر فإنه يتم تزويده بمعلومات ــ وهي في الغالب تأتي كتأثيرات خلفية ــ مثل المعلومات الجغرافية عن المدن والطبيعة والحكومة والقانون والتعليم... الخ. وهذه المعلومات الحقيقية محدودة ولكنها دقيقة وردود فعل المرء لها تكون سطحية. ويمكن تحديدها وفهمها بسهولة. وإذا نظرنا إلى المستوى الأعمق لاستيعابها وذلك إذا كان المرء لا يسأل عنها، وإذا كان المرء طفلاً يتقبل ما يتلقاه مرافقاً للحقائق الأصلية حول السلوك من اتجاهات وفلسفات وقيم وعقائد وأفكار السلوك. ومن ثم فإن التعرض المستمر للواقع المحرف يجعل الناس يشبون على اتجاهات، وقيم ومعتقدات غير حقيقية، والتي يحاولون العيش بها. وحيث أن السلوك البشري محكوم عادة بالاتجاهات، والقيم، والمعتقدات، لذا فإن السلوك يعكس أساساً نظام الصواب أو الخطأ. إنه قانون شخصي للسلوك الذي يحدد الأشياء مثل الأمانة، والنجاح والهيبة، والوضع الاجتماعي. ولا سيطرة للمرء على تكوين اتجاهاته وقيمه ومعتقداته، إذ أن المجتمع يفرضه عليه. ولهذا يصبح لوسائل الإعلام قوة في السيطرة على الإنسان، وخاصة أولئك الذين ليس لديهم المقدرة على اختيار تحليلي واضح لكل تلك الأمور. ويتمثل دور وسائل الإعلام بخصوص تشويه الواقع فيما يلي :
أ) تشويه الواقع بتبسيطه، أو تضخيمه، أو تجاهل القضايا المثيرة للجدل حول التغير الاجتماعي.
ب) تلعب دوراً محافظاً بخصوص الاتجاهات، والقيم، والمعتقدات، بطريقة مسطحة.
ج) تزويد الإنسان بعالم خيالي حيث تصبح أحلام المرء كأنها حقيقية.

التأثير الثاني : وهو يتمثل بمرض الثلاثين دقيقة
تستند فكرة هذا التأثير على حل المشاكل بمدة بسيطة، سواء أكانت هذه المشاكل شخصية، أو وطنية، أو دولية، حيث يوجد دائماً حل لكل مشكلة معقدة، ومن ثم فإن التغيير النفسي (السيكولوجي) يمكن أن يتم بسهولة وبمحاولة واحدة. ففي الأعمال الدرامية نرى كيف أن الحل يأتي دائماً في الدقائق الأخيرة، وبدون بذل الجهود يتم ذلك ويتغير الناس. ومن أسوأ التأثيرات المتراكمة لـ (مرض الـ 30 دقيقة) تعزيز فكرة النجاح الفوري. ومن ثم تصبح المعادلة النظرية لهذه المسألة كالتالي : مشكلة واحدة + محاولة واحدة = نجاح فوري. وتصبح (معضلة) الثلاثين دقيقة مأساوية، عندما ينمو الصغار مع وسائل الإعلام، ويوظفون هذه الأفكار السطحية دون أن يعرفوا عمق عواطفهم، ومن ثم يعملون على العيش بناء عليها. ومثل هؤلاء لن ينجحوا بسبب مشكلاتهم العاطفية، لأنها تخضع للتغير السريع، ولأن حل المشكلات المعقدة ليس سهلا تحقيقه كما يتم في التلفزيون.

التأثير الثالث : تأثير البيت الساخن :
وهو يعني دفع الصغار إلى عالم النضج، بشكل أبكر مما يمكن أن يتحمله نموهم العاطفي. ذلك لأن المشاعر ليست كالكهرباء يمكنها أن تسري في ثوان قليلة. ولا يعني حصوله على معلومات عن عالم النضج (عالم الكبار) مقدرتهم على استخدامها بحكمة. ولذا فإن تعلم الفرق بين التفكير والعاطفة هو أفضل السبل للسيطرة على تأثير البيت الساخن، بحيث لا يسيطر هذا التأثير على المرء واكتساب هذا النوع من السيطرة يعطي المرء الحرية الحقيقية للاختيار.
ويدفع هذا التأثير المرء ـ إذا كان صغيراً ـ إلى التصرف على أنه كبير، وعلى العكس إذا كان المرء كبيراً فإنه يتصرف وكأنه صغير، مما يجعل الحياة صعبة بالنسبة للجميع.

التأثير الرابع : توقع الترفيه المحترف باستمرار في الحياة :
يتدفق يوميا الترفيه المحترف إلى حياتنا، مما يزيد المقدرة على تقييم الأداء في المعروض. ومع مرور الوقت، فإن المرء لا يتوقع فحسب أن يجد دائماً الترفيه، بل يتوقعه ترفيها احترافيا ذا مستوى عال، لذا فإن الأطفال عندما يشاهدون البرامج التعليمية مثل "افتح يا سمسم" و "المناهل" أو غيرهما، تقوم بوظيفة تعليمية تهيئ الأطفال للمدرسة إلا أن لها تأثيراً جانبياً آخر وهو الترفيه الذي يعلم. ومن ثم يذهب الأطفال إلى المدرسة وهو يتوقع الترفيه في المدرسة.
وهذا يدعونا إلى التساؤل حول تأثيرات التلفزيون على النمو المعرفي والثقافي للأطفال وما يرافقه من تأثير على مهارة القراءة والإنجاز الأكاديمي.
5. أ. مشاهدة التلفزيون واكتساب المهارات اللغوية والتعليمية:
يشمل اكتساب المهارات اللغوية والتعليمية مجال تعلم اللغة والقراءة والأداء الدراسي وصلتها بمشاهدة التلفزيون :
5. أ. 1.اكتساب مهارة اللغة :
يرى العديد من الباحثين أن المشاهدة الزائدة للتلفزيون لها تأثيراتها على الطريقة التي بها تنمو عقول الأطفال.




http://www.7btin.com/vb/t104862.html

hano.jimi
2012-01-31, 20:37
سلام عزيزتي اريد بحث حول التلفزيون مع المراجع و شكرااا و جزاك الله كل خير.

تلفاز
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ملاحظة: يجب التمييز في هذه المقالة بين التلفاز كصناعة إعلامية، والرائي أو المرناة وهو التلفاز كجهاز نرى بواسطته البث التلفزيوني.


براون، ألمانيا 1959
التِلْفَاز أو التلفزيون أو التلفزة أوالمرناة أو الرائي تحويل مشهد متحرك، وما يرافقه من أصوات، إلى إشارات كهربائية ثم نقل هذه الإشارات وإعادة تحويلها من طريق جهاز الاستقبال إلى صورة مرئية مسموعة. عندما توجّه الكاميرا التلفزيونة إلى مشهد يراد تصويره في الأستديو تتركز الأشعة المنبعثة من ذلك المشهد على لوح كهرضوئي photoelectric مكسو بآلاف الحبيبات الحساسة للضوء. وفي الكاميرا تُطلق مدفعة كهربائية electric gun حزمة رفيعة من الإلكترونات تتحرك جيئة وذهاباً عبر اللوح الكهرضوئي، أو الهدف target، بنفس الطريقة التي تمر بها العين على سطور صفحة مطبوعة أو مخطوطة. وتعرف هذه العملية بـ «المسح» scanning، وخلال ذلك تُطلق الحُبيبات الحساسة للضوء إشارات كهربائية تتفاوت تبعاً لشدة الضوء عند كل نقطة، ومن هنا فإن البذلة الداكنة تحدث إشارات كهربائية أضعف من تلك التي تُحدثها البذلة البيضاء. والواقع أن النقطة الناشئة عن الحزمة الماسحة scanning beam تتحرك عبر «الهدف» بسرعة تمكّنها من «مسحه» في جزء من ثلاثين جزءاً من الثانية. وهكذا تتكوّن «صورة كهربائية للمشهد المصور خطاً بعد خط وبسرعة فائقة بحيث تعجز العين عن تتبُّع حركة النقطة الماسحة scanning spot. وفي الوقت نفسه يلتقط الميكروفون الصوت المرافق للمشهد، فينقل هوائي الإرسال الصورة والصوت على شكل موجات كهربائية يلتقطها هوائي الاستقبال. وفي جهاز الاستقبال يقوم أنبوب أشعة الكاثود بعكس العملية. وبنفس السرعة التي تعمل بها كاميرا الأستديو تقوم حزمة من الإلكترونات بقذف سطح الأنبوب المكسوّ عادة تتوهج عندما تسقط عليها الحزمة الإلكترونية. وتتوق قوة هذا التوهج على قوة الإشارات، وهي نفس القوة التي كانت لها في الأستديو، وهكذا نرى نسخة طبق الأصل عن المشهد المصوَّر هناك. والتلفزيون اليوم أداة تسلية وإعلام وتثقيف، وقد طُوِّر في السنوات الأخيرة بحيث أصبحنا نشاهد نشرات الأخبار ومختلف البرامج التلفزيونية مبثوثة بالألوان الطبيعية. ليس هذا فحسب، بل لقد أمسى في ميسورنا اليوم أن نستأجر أو نشتري ما نرغب في مشاهدته من أفلام سينمائية مسجَّلة بمجرد وضع الشريط cassette أو العُليبة الحاملة للفيلم المسجَّل في جهاز صغير ملحق بالتلفزيون يُعرف بجهاز الفيديو Vidio. ويُعتبر فلاديمير زووريكين Zworykin أبا التلفزيون، وقد اخترعه في ما بين عام 1923 وعام 1924.


محتويات [أخف]
1 استخدام التلفاز
1.1 التليفزيون وتاثيره على الاطفال
1.2 التلفزيون والعنف
1.3 التلفزيون والجنس
1.4 التلفزيون والصحة العامة
2 تاريخ التلفزيون
3 وظيفة التلفاز
4 الأهمية
5 التقاط البث
6 التطور
7 انظر أيضا
[عدل]استخدام التلفاز

[عدل]التليفزيون وتاثيره على الاطفال
يوجد نوعان من محطات التلفاز: المحطات التجارية والمحطات العامة. تدار المحطات التجارية بوساطة شركات خاصة. وتبيع هذه الشركات وقت الإعلانات لتغطية نفقات التشغيل، بالإضافة لتحقيق ربح للشركات التي تدير المحطات. أما محطات التلفاز ( المرناة ) العامة فهي محطّات لاتهدف إلى الربح وتدار وفق ترتيبات خاصة. فمثلاً تحصل هيئة الإذاعة البريطانية على التمويل من رسوم الترخيص التي يدفعها مالكو أجهزة التلفاز ( المرناة ). وهي لاتبيع وقتًا للإعلانات. وتعتمد محطات التلفاز ( المرناة )العامة في معظم الدول، على مساهمات قطاع الأعمال، والحكومة، والجمهور، وذلك لتغطية نفقات التشغيل، ومن ثم فإنهم يتخذون قراراتهم بشأن محتويات البرامج بأنفسهم. وفي دول أخرى تقوم الحكومات بإدارة محطات التلفاز التي تتخذ القرارات بشأن محتويات البرامج. وبصفة عامة لاتبيع هذه المحطات وقتًا للإعلان.
يستطيع الأفراد في بعض الدول الاشتراك في أنظمة التلفاز الكبلي (خط المايكروويف) وأنظمة البث لمشاهدون رسومًا لهذه الخدمات.
كما توجد استخدامات أخرى للتلفاز ( المرناة ) غير بث البرامج للمنازل. فمثلاً، تستخدم المدارس، وقطاع الأعمال، والمستشفيات، وغيرها من المنظمات دوائر التلفاز المغلقة. وترسل الإشارات في مثل هذه الدوائر عبر أسلاك إلى أجهزة تلفاز بعينها، ولا تستطيع بقيّة الأجهزة الموجودة في المنطقة التقاط تلك الإشارات بالطريقة العادية.
وقد غيرت الأجهزة الحديثة كمسجلات الفيديو كاسيت، ومشغلات أقراص الفيديو، والحاسوب الشخصي منذ أواخر السبعينيات طريقة استخدام الناس للتلفاز في منازلهم. فمثلاً، أصبحت أجهزة التلفاز تستعمل في ممارسة الألعاب الإلكترونية، واستقبال خدمات المعلومات التلفازية.
[عدل]التلفزيون والعنف
كمية العنف المعروضة في المرناة (التلفزيون) في مختلف أنحاء العالم ترتفع بشكل مطرد، يشاهد الأطفال في بعض القنوات من 5000 إلى 2000 مشهد عنف كل سنة بما في ذلك القتل والاغتصاب. أكثر من 1000 دراسة موزعة في العالم على العلاقة الجدلية بين العنف الممارس يوميا في المحيط المدرسي والمجتمع والعنف التي تبثه البرامج التلفزية خاصة للذكور. الفئات المعرضة أكثر من غيرها هي الأطفال من أبناء الأقليات من المهاجرين والنازحين. والأطفال الذين يشكون من اضطرابات انفعالية وعاطفية. والأطفال الذين يشكون من صعوبات دراسية أو تكييفية، والأطفال الذين يتعرضون إلى ممارسة العنف من طرف أولياءهم، والأطفال الذين ينتمون إلى أسر في وضعيات مأساوية.
سفير الاحزان
[عدل]التلفزيون والجنس
يحتل لتلفزيون موقع الصدارة في ميدان التربية الجنسية للأطفال، حيث يشاهد المراهقون المواضبون على متابعة بعض القنوات حوالي 14000 مشهد جنسي في السنة. و أكد بعض علماء الاجتماع أن التلفزيون يعرض المراهقين إلى متابعة مشاهد جنسية مخصصة للكبار. هذه المشاهد المثيرة تبيح محاكاة ممارسات جنسية محضورة بدعوى أنها أعمال يقوم بها عامة النجوم... وأصبحت الممارسات الجنسية خارج رابطة الزواج في بعض البلدان أكثر انتشارا من الممارسات الجنسية بين الأزواج الشرعيين.
[عدل]التلفزيون والصحة العامة
حتى مع منع الاشهار على التدخين والمواد الكحولية يبقى للبرامج التلفزية وبعض الأفلام دور مؤثر يساهم في حقن تصورات تقرن بين الرجولة والفحولة والسلوكات الكحولية والتدخين.
التفاعل مع التلفزيون، يعتمد حاسة السمع وحاسة البصر ويهمل الثلاثة المتبقية من الحواس الخمس. مع كل ما يترتب عن ذلك من خسران معرفي. أما بخصوص العضلات فإن الطفل المواضب على متابعة التلفزيون، أقل من 5% من سائر العضلات بالمقارنة مع اللعب مع الأطفال. ويعطى الوضع الجسمي والانفعالي الذي يتبناه الطفل مدة ساعات مطولة فرصة إضافية للسمنة وخمول الأعضاء ونقص في الحركة النفسية والدموية... ويساهم الإدمان على التلفزيون في تقلص الطاقات الخيالية والابداعية ويحدد من آفاق الحلم البناء الذي غالبا ما تحسن إثارته المطالعة المركزة. ويساعد التلفاز على اكتشاف بعض العاهات السمعية والبصرية ويشارك في تفاقمها.
[عدل]تاريخ التلفزيون

مقال تفصيلي :تاريخ التلفزيون
استمع إلى هذه المقالة (معلومات)


ملف الصوت هذا قد أنشئ من المراجعة المؤرخة 29 يوليو 2009, ولا يعكس التغييرات التي قد تحدث للمقالة بعد هذا التاريخ. (مساعدة الصوت)
المزيد من المقالات المسموعة



مرناة متنقلة
بث تلفازي تجريبي في أواخر العشرينيات. التطوير المبكر. أسهم العديد من العلماء في تطوير التلفاز، ولانستطيع تحديد شخص بعينه بوصفه مخترعًا للتلفاز. ولقد أصبح وجود التلفاز ممكنًا في القرن التاسع عشر، حينما تعلّم الناس كيفية إرسال إشارات الاتصال خلال الهواء بوساطة الموجات الكهرومغنطيسية، وتسمى هذه العملية الاتصال اللاسلكي.
أرسل مشغلو اللاسلكي الأوائل إشارات رمزية عبر الهواء. وبحلول أوائل القرن العشرين، استطاع مشغلو اللاسلكي إرسال الكلمات. وفي الوقت نفسه أجرى العديد من العلماء تجاربً تتضمن إرسال الصور. وفي عام 1884م، اخترع بول جوتليب نبيكوف من ألمانيا جهاز مسح استطاع أن يرسل الصور لمسافات قصيرة، وكان نظامه يعمل آليًا وليس إلكترونيًا، كما هو الحال الآن. وفي عام 1922م، طوّر فيلو فارنزورث من الولايات المتحدة نظام مسح إليكترونىًا. وفي عام 1926م، اخترع جون بيرد وهو مهندس أسكتلندي نظام تلفاز يعمل بالأشعة تحت الحمراء، لالتقاط الصور في الظلام. واخترع فلاديمير زُوُريكين، وهو عالم أمريكي روسي المولد آلة التصوير التلفازية المخزِّنة ¸الإيكونوسكوب· وكذلك صمام الصورة الكينسكوب في عام 1923م وكان الإيكونوسكوب أول صمام آلة تصوير تلفازية مناسبًا للبث. والكينسكوب هو صمام الصورة المستخدم في أجهزة استقبال التلفاز. ولقد عرض زوريكين أول نظام تلفاز عملي إلكتروني كامل في عام 1929م.
التغطية الإخبارية للحروب والكوارث الطبيعية تعرض المآسي في ملايين المنازل. بداية البث. أُجْرِيَ العديد من تجارب البث التلفازي في أواخر العشرينيات والثلاثينيات، وكانت هيئة الإذاعة البريطانية في بريطانيا، وشركتا سي بي إس والإذاعة القومية بالولايات المتحدة هي الرائدة في تجارب البث التلفازي. وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية أول خدمة تلفازية عامة عام 1936م، وذلك بالبث من قصر ألكسندرا، في لندن. وفي عام 1936م، وضعت شركة لاسلكي أمريكا (فيما بعد شركة آر إس أيه) ـ والتي تمتلك شركة الإذاعة القومية إن بي سي ـ أجهزة استقبال في 150 منزلاً بمدينة نيويورك. وبدأت محطة نيويورك التابعة لشركة الإذاعة القومية أول بث تلفازي تجريبي لهذه المنازل. وكان أول برامجها برنامجًا للرسوم المتحركة. بدأت شركة الإذاعة القومية أول بث تلفازي منتظم في الولايات المتحدة في عام 1939م.
اسْتُؤنِفَ البث التلفازي في بريطانيا والولايات المتحدة عَقب الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وفي البداية كان البث تجريبيًا، وكان قليل من الأشخاص يمتلكون أجهزة تلفاز. وبحلول عام 1951م، غطّى البث التلفازي الولايات المتحدة من شرقها إلى غربها، وكان الناس مفتونين بالتلفاز. وفي الخمسينيات حدثت زيادة هائلة في استخدام التلفاز في الدول الغربية. وكانت ببريطانيا خدمة تلفاز واحدة حتى عام 1955م، حينما بدأ تشغيل شبكة التلفاز التجاري. وافتتحت أستراليا أولى محطاتها القومية والتجارية في سيدني وملبورن في عام 1956م، وبدأ التلفاز الأيرلندي في عام 1961م. وفي الستينيات أصبح تطور التلفاز أكثر سرعة؛ وذلك بإدخال التلفاز الملون في عدة دول. وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية البث الملون المنتظم في عام 1966م، على القناة الثانية.
البرامج الأولى. كانت العروض المرحة وأفلام الغرب الأمريكي أكثر البرامج رواجًا في الخمسينيات. ثم أصبحت برامج المسابقات، ذات الجوائز المالية الكبيرة البرامج المفضلة على المحطات التجارية. وجذبت مسلسلات الدراما، مثل شارع التتويج البريطاني ملايين المشاهدين. وقد كان هذا في عام 1960م، ومازال يجذب عددًا هائلاً من المشاهدين في التسعينيات.
وبحلول الثمانينيات حلّت مسلسلات الجريمة محل أفلام الغرب الأمريكي باعتبارها أكثر المسلسلات رواجًا. وتعرض كثير من محطات التلفاز برامج الحوار والمسابقات، والمرح، والبرامج الرياضية.
الستينيات. مع أن برامج التسلية الشعبية ظلت هي الجزء الأساسي من برامج التلفاز خلال الستينيات فإن مخططي التلفاز غطوا بازدياد أحداثًا مثل الاجتماعات السياسية، ومراسم تشييع جنازات الشخصيات المهمة، وحفلات الزواج الملكية. وقد كانت سلسلة المناظرات في عام 1960م بين المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة ـ جون كنيدي وريتشارد نيكسون ـ معلمًا في البث التلفازي. ويعتقد الكثيرون أن هذه المناظرات أسهمت إسهامًا كبيرًا في فوز كنيدي في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة في عام 1960م. وسرعان ما أدرك السياسيون أهمية التلفاز في تقديم أنفسهم ورسائلهم السياسية للناخبين.
يعرض التلفاز بانتظام مناظر من الحروب والكوارث الطبيعية والمجاعات. ولقد سميت حرب فيتنام في الستينيات والسبعينيات بأنها أول حرب كان ميدانها التلفاز، كما حظيت احتجاجات الحقوق المدنية بالولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وجنوب إفريقيا بتغطية تلفازية مناسبة.
التقدم التقني. ساعد التقدُّم الذي حدث خلال الخمسينيات والستينيات على تحسين الجودة التقنية للبث التلفازي. ففي الأيام الأولى للتلفاز كان قطر معظم الشاشات إما 18 أو 25سم. أما الآن، فقد أصبحت الشاشات ذات الأقطار 53، 64سم، شائعة الاستخدام. وفي السبعينيات قدم الصانعون نظم التسليط التلفازي التي تعرض البرامج على شاشات كبيرة يصل قطرها إلى مترين. وتوجد أجهزة تلفاز صغيرة يمكن وضعها في الجيب يبلغ قطر شاشتها نحو 7,5 سم. وتستخدم هذه الأجهزة صمامات أشعة المهبط لتكوين الصور التلفازية. وفي بعض النماذج تُرى الشاشة الفوسفورية من خلال نافذة جانبية في الصمام مما يتيح تصميمًا مدمجًا. وتتوافر حاليًا شاشات البلورات السائلة المماثلة لشاشات الحاسوب المحمول بنوعيها الملون والعادي. وتعطي هذه الشاشات صورًا رديئة نسبيًا، ولكنها تمتاز بأنها مدمجة وتحتاج إلى قدرة كهربائية منخفضة.
أدت التحسينات في معدات البث والاستقبال إلى الحصول على صور أكثر وضوحًا عما كان متاحًا في الماضي. وفي الأيام الأولى، كانت كل البرامج تُعرض غير ملونة. وبدأ التلفاز الملون في معظم الدول خلال الخمسينيات، أما الآن فتُعرض معظم البرامج ملونة. وفي معظم الدول الصناعية يوجد في أكثر من 90% من المنازل أجهزة تلفاز ملونة.
كان معظم البث التلفازي في البداية بثًا مباشرًا على الهواء أو برامج مأخوذة من الأفلام. وكانت الأفلام تحتاج وقتًا لإظهارها. كما كانت الأجهزة والتقنيات المستخدمة تنتج صورًا وأصواتًا ذات نوعية غير جيدة. وبدأ تسجيل البرامج على شرائط الفيديو في منتصف الخمسينيات، وبذا أصبح التسجيل على هذه الشرائط طريقة إنتاج أساسية. ويمكن تشغيل شرائط الفيديو مباشرة بعد تسجيلها. وهي تنتج صورًا وأصواتًا ذات جودة عالية، كما تتيح مرونة في جدولة البرامج. وبعد ذلك طّور العلماء المعدات والتقنيات التي أدت إلى تحسين جودة عروض الأفلام.
أُطلق أول قمر صناعي للاتصالات التجارية في عام 1965م، ولقد جعلت الأقمار الصناعية البث التلفازي عالمي النطاق. ويستطيع المشاهدون في جميع أنحاء العالم حاليًا رؤية أحداث مثل الألعاب الأوليمبية وقت حدوثها. انظر: قمر الاتصالات.
التطورات الحديثة. استمر التلفاز وسيلة أساسية للتسلية، كما أدى دوره في تغطية الأحداث المهمة، فمثلاً في عام 1973م ألغت شبكات التلفاز الأمريكية برامجها العادية لتذيع جلسات قضية ووترجيت الخاصة بتحقيقات مجلس الشيوخ الأمريكي حول الممارسات غير القانونية خلال حملة الانتخابات الرئاسية في عام 1972م.
وفي الأعوام الأولى للتلفاز في الولايات المتحدة، تجنب الإذاعيون الموضوعات التي تُثير الجدل، مثل الإجهاض، والطلاق، وتعاطي المخدرات، والهجاء السياسي، والجنس. فقد خشوا أن تسيء هذه الموضوعات لبعض المشاهدين. ولكن في أواخر الستينيات وجد الإذاعيون الأمريكيون أنه يمكن تناول هذه الموضوعات دون اعتراضات كثيرة. فقد انتقدت الدراما الأمريكية ¸ماش·، التي بُثت في السبعينيات وأوائل الثمانينيات ـ الحروب. كما تناول البرنامج الفائق النجاح الجيران الذي أُنتج في أستراليا مشكلات المخدرات والإيدز، كما عالج برنامج سكان الطرف الشرقي مشكلات سكان وسط المدينة بما يحتويه من الجريمة والعلاقات الأسرية الرديئة، والعنصرية.
ويعتقد بعض الناس أن التلفاز قد تمادى في عرض الموضوعات الجدلية. كما تتعرض مشاهد العنف والجنس التي تعرض في أجهزة التلفاز في الدول الغربية في التلفاز لكثير من الانتقادات. وفي بريطانيا أُنشئ مجلس للمقاييس المعيارية للإذاعة في عام 1988م، ليضع حدودًا للياقة والأدب الأخلاقي ويحدد خطوطًا إرشادية لواضعي البرامج.
بدأ الإذاعيون في أواخر السبعينيات عرض عدد متزايد من الأفلام المعدة خصيصًا للتلفاز والمسلسلات المأساوية القصيرة، والبرامج الخاصة الأخرى. ومن بين المسلسلات التي لاقت نجاحًا مسلسل الجذور، وهو دراما مكونة من ثمانية أجزاء تتقصى تاريخ أسرة سوداء أمريكية من الاستعباد إلى الحرية. وفي الثمانينيات عرض التلفاز الهندي عددًا من مسلسلات المأساة الهندية من بينها مسلسل بنياد الشعبي، الذي عرض حياة أسرة هندية خلال سبعة عقود.
وخلال الثمانينيات أصبحت أجهزة الفيديو متاحة للاستخدام المنزلي. وتمكن كثير من المشاهدين من استئجار أو شراء أفلام سابقة التسجيل، وتمتعوا بمشاهدتها في منازلهم. وفي الثمانينيات أيضًا ازداد استخدام الأقمار الصناعية في نقل البرامج التلفازية لمشتركي التلفاز الكبلي. ويستقبل بعض المشاهدين الإشارات التلفازية المنبعثة من الأقمار الصناعية باستخدام هوائي كبير يسمى الطبق، ولذلك ابتدأت بعض النظم الكبلية في خلط إشارتها لتمنع مالكي الأطباق من استقبال برامجهم دون دفع رسوم الاشتراك. وتعطي شركات التلفاز الكبلي للمشتركين الذين لديهم أطباق الاستقبال أجهزةً، ليتسنى لهم استقبال البرامج.
[عدل]وظيفة التلفاز

يَعْرِضُ التِّلفزيون صُوَراً ثابتةً ولكِنَّا نراها متحركة لتتابعها بسرعة تَظَلُّ معها العين محتفظة بالصُّورة السَّابقة. وللحصول على هذا الانطباع الحركي تُعْرَضُ على السِّتارة ثلاثون صُورَةً متتاليةً في الثانية. وتُقْسَمُ كُلُّ صُورةٍ إلى عدد من الخُطوط (625 خطاً في الأجهزة الحديثة و 405 في القديمة) يحوي كُلُّ خَطٍّ منها عِدَّةَ آلاف جُزَئْيَةِ نُورٍ أو ظُلْمَةٍ. وللحصول على صورة جيدة تُفْصَلُ الخطوط إلى جُزَيئاتٍ دقيقة قد تَصِلُ إلى 200 ألف في مجموعها. وتحوي الكاميرا التلفزيونيَّة صَفيحةَ إشارات مُغَطّاة بنِقاط حَسَّاسَةٍ للضَّوء (من مادَّة كيماويَّة لها هذه الخاصَّة) تُقابِلُ كُلُّ نُقْطةٍ منها إحدى المئتي ألف من الجزيئات الدقيقة. وتتحَرَّكُ حُزْمَةٌ إلكترونيَّة ماسحة عبر الصَّفيحة خطًّا خطًّا وتَبْعَثُ الإشارات الملتقطة من النِّقاط. ثُمَّ تُضَخَّمُ هذه الإشاراتُ وتُبَثُّ. وعند استقبال هذه الإشارات في جهاز تلفزيوني تجري تقويتها ثُمَّ تُعْرَضُ على أنبوب الصُّورة (أنبوب الأشعة الكاثودي) الذي تتولَّدُ فيه حُزْمَةٌ إلكترونيَّةٌ أخرى. وتتحَرَّكُ هذه الحُزْمَةُ ماسِحةً عَبْرَ السِّتارة 625 مَرَّةً لِتكَوِّنَ 625 خطًّا، وعند نهاية كُلِّ خَطٍّ تَرْتَدُّ الحُزْمَةُ بسرعة لتبدأ الخَطَّ التالي. وتُمْسَحُ مجموعة الخطوط السِّتِّمائة وخمسة وعشرين في 1\30 من الثانية، وتُسَمَّى كُلُّ مجموعة منها إطاراً. وفي أثناء مسح الحُزْمَة خلف ستارة الجهاز تَضْعُف الحُزْمة أو تَشْتَدُّ بالنسبة إلى ضَعْفِ أو شِدَّة الإشارات المُرْسَلَة (أي بالنسبة إلى شِدَّة الإشارات المُلتَقَطَةِ من النِّقاط الحسَّاسة للضَّوء في الكاميرا). ولَمّا كانت ستارة الأنبوب الكاثُودي فَلْوَرِيَّةً لِتغَطِّيها بموادَّ كيماويَّة خاصَّةٍ فإنَّها تتألَّق بصَدَمات الحُزْمَة الإلكترونية ويَشْتَدُّ هذا التَّألَّقُ الضَّوئي باشتداد الحُزْمة. ويشتمل الجهاز أيضاً على مِجهارٍ لإنتاج الصَّوت وعلى نظام مُزامَنَةٍ للتوفيق بين الصَّوت والصُّورة المُبْتَعَثَيْن. وفي التَّلْفَزة المُلوَّنة، الأكثر تعقيداً، تعمل ثلاث حُزَمٍ إلكترونية تَخْتَصُّ كل منها بأحد الألوان الأوَّليَّة وهي الأحمر والأزرق والأخضر ناقِلَةً صورة مستقلة للمشهد. ويتميَّزُ سِتارُ أنبوب الصُّورة بتغشِيَةٍ من حوالى ¼ مليون نقطة من مادة مُتَفَسْفِرة مُوزَّعةٍ في مجموعات ثلاثيَّة فُسَيْفِسائيَّة. وعندما تُسَلَّطُ الحُزْمَةُ الإلكترونية الماسحة في جهاز الاستقبال على هذه المجموعات تَبْتَعِثُ الواحدة منها ضوءًا بلونها فقط. أي إنَّ النِّقاط المُتَفَسْفِرَةَ الزَّرقاء تَبْتَعِثُ ضوءًا أزرق عندما تَسْقُط عليها الحُزْمَةُ الحامِلةُ الإشارة الزَّرقاء وهكذا الحمراء والخضراء. وهذه الألوان الثلاثة يُمكِنُ مَزْجُها بِنِسَبٍ مختلفة لِتُنْتِجَ بقيَّة الألوان الأُخرى في المَشْهد المُتَلْفَز. ويُمكِنُ بَثُّ الإرسال التِّلفزيوني لاسلكياً، كما هي الحال في برامج التسلية والإمتاع، أو عبر الأسلاك في دائرةٍ تلفزيونية مُقْفَلةٍ. وهذا النوع من الإرسال في دائرةٍ مُقْفَلةٍ له أغراض متعددة، فبواسطته مثلاً يُمكِنُ لطلاب الطِّب مشاهدة تفاصيل عملية جراحية منقولة من غرفة العمليات في أحد المستشفيات.
[عدل]الأهمية

التلفاز من أهم وسائل الإعلام. وله دور في صناعة الرأي العام للشعوب. وإحدى الاستخدامات الأساسية للمرناة بالنسبة للمشاهد هو التسلية وتمضية وقت الفراغ بالإضافة إلى الحصول على المعلومات ومشاهدة آخر الأخبار. لذا نرى له أهمية كبيرة لدى الحكومات والقادة حتى أصبح من أوائل رموز السلطة والاستيلاء على مقر التلفاز (عادة الحكومي) على قائمة مهام مديري الانقلابات والمحتلين..


عدد الأجهزة لكل 1000 فرد
██ 1000+
██ 500–1000
██ 300–500
██ 200–300
██ 100–200
██ 50–100
██ 0–50
██ لا معلومات
[عدل]التقاط البث

في السابق اعتمد المرناة على التقاط الموجات الأرضية فقط باستعمال هوائي. وبتطور تقانة الاتصال صار بالإمكان الآن التقاط موجات لقنوات جديدة عبر الفضاء تبث من "سواتل " أقمار صناعية تدور حول الأرض. ونتج عن ذلك زيادة هائلة لعدد القنوات صارت تعرف بالفضائية وأصبحت بالمئات هذا ما عزز دور اجهزة التحكم عن بعد في عملية اختيار قناة.
[عدل]التطور


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B2

hano.jimi
2012-01-31, 20:38
سلام عزيزتي اريد بحث حول التلفزيون مع المراجع و شكرااا و جزاك الله كل خير.

http://communication.akbarmontada.com/s/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D 9%86

zinou21sk
2012-02-04, 08:32
من فضلك أخي مقالات حول الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة

ساندرا عايدة
2012-02-04, 21:23
مرحبا، أبحث عن كتاب سعد الدين الشاذلي " الخيار العسكري العربي" لمن استطاع إيجاده لأني عجزت عن ذلك فلا هو متوفر في المكتبات و لا على صفحات الأنترنيت و شكرا مسبقا.

sola 17
2012-02-06, 17:49
اريد مساعدة في مذكرتي بعنوان عقد التسيير في القانون المدني الجزائري وجزاكي الله خيرا

hano.jimi
2012-02-06, 18:32
من فضلك أخي مقالات حول الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=2788447


http://www.7rowf.net/vb/threads/9130-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D8%A9-%D9%88-%D9%86%D8%B4%D8%A3%D8%AA%D9%87%D8%A7




الفلسفة المعاصرة

الفلسفة المعاصرة


ليس هناك واقع فيما وراء الواقع الموجود، ليس هناك عمق يضيء، والظاهر بالنسبة لي ليس نقيض الوجود، ليس قناعا، بل إنّه الحياة وهي تسخر من نفسها لكي تجعلني أعتقد أو أشعر بأنّها مجرّد مظهر. نيتشه.
ثمة. قوى ما فتئت تستعير أقنعة ليس لحجب الرؤية وإخفاء الحقيقة، أو لتوليد السؤال وإثارة الرغبة، وإنّما هي أقنعة موجّهة ضدّ الأقنعة . إنها أقنعة "حاجبة"
لا يمكن فهم عبارة نيتشه تلك إلاّ على ضوء مقارنتها بالعبارة الأفلاطونية التي تقول الوجود هو مثال المثال وظاهر المثال هو في عمق مثاله. فهذه العبارة الأخيرة تقسّم الشيء إلى ظاهر ووجود، . فظاهر الشيء هو سطحه، وعمق الشيء هو وجوده أو ماهيته. وهكذا فالشيء له وجودان: وجود كنهي ووجود مزيف، والوجود الكنهي للشيء هو وجوده الحقيقي الشفاف، بينما الوجود الظاهر للشيء هو وجوده غير الحقيقي، أي هو وجوده المقنّع. وعليه فالظاهر ليس هو الوجود الأصلي للشيء، وإنما هو وجوده الشبيهي، ولذلك فهو إن كان نسخة للوجود الحق، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى النسخة الأيقونة بل هي مجرّد نسخة وعليه فالأفلاطونية ليست هي إقامة تقابل بين عالم المعقولات وعالم المحسوسات، بل هي التمييز والمفاضلة بين النسخ الأيقونة والنسخ الخائنة . الظاهر إذن هو قناع يحجب الماهية ويموّه الحقيقة.
قلب الأفلاطونية لدى نيتشه لا يعني كما ذهب هايدغر إلى ذلك إحلال الظاهر محلّ الوجود، وإحلال عالم المحسوسات محلّ عالم المثل، وإنما القلب يستهدف إلغاء العالمين معا عالم المثل والماهيات، وعالم الظاهر والأعراض إنه ليس حذفا لعالم الحقيقة من أجل الإبقاء على عالم الظواهر بل هو القول بأنّ ظاهر الوجود هو الوجود الظاهر، وأنّ السطح هو أعمق وجه في الشيء، وأنّ وراء كل كهف يوجد كهف آخر أعمق منه، وخلف هذا الكهف هناك كهف آخر...فوراء كل ظاهر هناك ظاهر آخر، بحيث يمكن الحديث عن ظاهر الظاهر، كما أنّه وراء كلّ قناع يوجد قناع آخر، بحيث يمكن الحديث عن "قناع القناع".
نحن هنا أمام جغرافية جديدة للفكر، فضاؤها ليس كهوف الفلسفة ما قبل السقراطية، وليس سماء المثل الأفلاطونية، وإنما هو سطح المحايثة والحدث، أو لنقل بلغة دولوز إنه الواقع الافتراضي. فـ"ظاهر الظاهر" إذن هو أعمق بعد في الشيء، إذ هو السر الفاضح لكل سر، أو السر الذي لا يبقى معه سر، أو السر الذي ليس بسر. ظاهر الظاهر النيتشوي ليس هو ظاهر الميتافيزيقا، وإنما هو عمقها بعد أن أخضع لزحزحة بموجبها تمّ انتشاله من أرضيته، ومعاودة إسكانه فضاء السطح. يتعلق الأمر بالانفصال عن الميتافيزيقا عبر الاتصال بها، ومجاوزتها عبر إعادة تملّكها، وذلك من خلال انتشالها من أرضيتها الوجودية.
إذا افترضنا الآن بأنّ الميتافيزيقا- ليس فحسب لدى نيتشه وإنما أيضا لدى هايدغر- هي بمثابة قناع . وهي تشكّل قناعا لأنها تخفي آليات اشتغالها، وتحجب شروط انبثاقها. فمن بين الآليات التي توظفها الميتافيزيقا في إنتاج المعاني التي تشتغل داخلها كحقائق وماهيات، نجد اللغة. غير أنّ الخطاب الميتافيزيقي لا يكون خطابا ممكنا، أي خطابا يقول الحقيقة إلا إذا أخفى الطابع البلاغي والشعري للغته، أي إلاّ إذا ألغى الطابع الكثيف للعلامة، وكرّس التصور الأداتي للغة عبر إقامة تطابق بين الدال والمدلول . كما أنّ شرط انبثاق الميتافيزيقا ونشأتها بما هي خطاب ماهية الوجود والحقيقة، هو إخفاء أصوله اللاهوتية والأخلاقية، أي ما يسمّيه نيتشه بالأرضية الأخلاقية للميتافيزيقا .
إن القيام ببناء نسق معرفي للميتافيزيقا أو بتقويضها يقتضي إماطة اللثام عن قناع الميتافيزيقا وفضح الأوهام التي تقوم عليها مثل وهم الحقيقة، والعقل، والماهية، إلخ. وبما أنّ عالم الحقيقة هو مجرّد خرافة، وبما أنّ الماهية مجرّد وهم، فإنّ قناع الميتافيزيقا هو القناع الذي تستعمله الميتافيزيقا من أجل حجب حقيقتها بما هي خطاب يتوهّم أنه حقيقة، أي بما هي خطاب وهم .
لكن العمل االمعرفي لا يهدف إلى إزالة القناع لإثبات البعد الوهمي للحقيقة، وإنما بالأحرى لإثبات البعد الحقيقي للوهم. ولا يمكن إثبات حقيقة الوهم و واقعية الزيف إلا بحجب وهم الحقيقة ولا واقعية الزيف، أي إلا عبر التأكيد على أنّ القيام ببناء نسق معرفي للميتافيزيقا، يقتضي ليس إزالة القناع عن الميتافيزيقا وإنما مضاعفته، أي يقتضي القيام بحجب قناع الميتافيزيقا.
إنّ الفيلسوف اليوم يختلف بشكل جذري عن فيلسوف الأمس، فيلسوف الحقبتين معا القديمة والحديثة. فلا يستطيع اليوم الفيلسوف أن يكتب مؤلفا فلسفيا على غرار "جمهورية" أفلاطون، أو "تأمّلات" ديكارت، . يمكن أن نترجم هذه الظاهرة باعتبارها أفولا للمحكيات الكبرى الغربية ، لا يجب أن يفهم هذا بأنّ الفيلسوف اليوم هو أقلّ ذكاء من فيلسوف الأمس وأسلافه السابقين. غير أنّ القول باستنفاذ المشاريع الكبرى ذاتها غير كاف لوحده لتفسير هذه الظاهرة، إذ يتعلق الأمر بخلخلة كبيرة هزّت أعماق الروح الفلسفية، حيث مسّت صورتها ودلالتها ووظيفتها.
أعتقد بأنّ الفلسفة والعمل الفكري بصفة عامة قد تغيّرت صورته ووضعيته منذ نهاية القرن التاسع عشر. فالفلسفة الحديثة من ديكارت إلى هيوم قد عرفت مؤلفين كبار أبدعوا أنساقا فكرية كبرى تفسح المجال داخلها لمجالات واسعة لفلسفة العلم ، إذ هي كانت تأخذ في حسابها جميع أوجه النشاط الإنساني، أي ما نصطلح عليه بالفلسفة النظرية والعملية، حيث كانت تسعى إلى منافسة الدين في نقطة أساسية دقيقة وجوهرية تتعلّق بالأسئلة الكبرى النهائية، وخاصة تلك المتمحورة حول معنى الوجود. فحتى هيجل نفسه عمل على بلورة رؤية شمولية للعالم، رؤية تتعايش داخلها مختلف أوجه النشاط الفكري والثقافي للإنسان. كما أنّه سعى إلى تقديم حلّ نهائي لإشكالية معنى الوجود، بتوكيده على أنّ الخلاص على الأرض أصبح ممكنا مع قدوم المجتمع الخالي من أنظمة التصور الخيالية. إنّنا نعثر على هذه الظاهرة، أي على هذا "النزوع الشمولي" و"البحث عن الخلاص"، وإن بدرجات متنوّعة ومتفاوتة في كل الفلسفة الحديثة وخاصة لدى الفلسفة المثالية الألمانية.
لكن ما نلاحظه اليوم هو غياب مثل هذا الادّعاء الشمولي لدى الفلاسفة، حيث نلاحظ منذ نيتشه حتى فلاسفة الستينات في فرنسا، أنّ الفلسفة أصبحت تفكيكا للمثالية الألمانية بصفة عامة، ولفلسفة الذاتية كما أسسها ديكارت وبلورها كل من ليبنتز وهيجل، وصولا إلى هوسرل. يتعلّق الأمر بوضع موضع تساؤل جذري الطابع اللاهوتي والقيمي والطوباوي للأنساق الكبرى، وإماطة اللثام عما يمكن تسميته ب الأوهام الميتافيزيقية . لقد صار عمل الفيلسوف كما يقول نيتشه عملا معرفيا بحثيا يروم إزالة الأقنعة عن أصول الأوهام المشكّلة للفلسفة الحديثة: كوهم العقلانية، والوحدة، والحرية، والمساواة، ووهم التطابق، والحقيقة، والجوهر، إلخ.
إنّ ما نشاهده لدى هؤلاء جميعا هو اختفاء نهائي لفكرة بناء الأنساق، واتسام فلسفتهم بطابع النسبية التاريخية، تلك النسبية التي تتمثّل في محاولة تفكيك طروحات الماضي وخلخلة مفهوم الحقيقة، ومفهوم الزمن، والكائن والكينونة.
يمكن أن نزعم اليوم بأنّ مهام التفكيك قد تحقّقت في الغرب على نطاق واسع. ويمكن توسيع العمل البحثي ليشمل تاريخ الأفكار والمؤسسات الحديثة كما فعل نيتشه ومن بعده فوكو. كما يمكن نقل التقويض الهايدغري للميتافيزيقا الحديثة إلى مجالات أخرى، كالمجال الاجتماعي على غرار ما فعلته شتراوس .
وبصفة عامة يمكن القول بأن للفلسفة المعاصرة اليوم دورين تقوم بهما:الدور الأوّل نظري يتمثّل في محاولة فهم ما يحدث اليوم في العالم وما حدث في الماضي. يتعلّق الأمر بإعادة إقامة أنسقة البحث ل"رؤى العالم" التي كانت تؤطّر وتخترق وتحرّك المسار الفكري في الغرب، وهو عمل لازال في نظرنا- إذا استثنينا محاولة " الأخلاق" لدى نيتشه، و تاريخ الجنس لدى فوكو لم ينجز بعد. ويبدو أنّه عمل لابدّ من إنجازه إذا أردنا اليوم التفكير في التجربة الفكرية للغرب . الدور الثاني الذي يجب أن تضطلع به الفلسفة المعاصرة دورا حفريا ، يتمثّل في نقد الزمن الحاضر، أسوة بفوكو. لقد مارست الأجيال السابقة هذا النقد باسم نموذجين: فمثقفوا اليمين واليمين المتطرف في فرنسا مثلا ، قد انتقدوا مجتمعاتهم باسم ماض قد ولّى وانقرض. والمثقفون التقدميون الذين كانوا في معظمهم ماركسيين، قد انتقدوها باسم مستقبل مشعّ آت. ويبدو اليوم أنّ المجتمعات الغربية قد تصالحت مع حاضرها حيث تماهت مع تجربتها الديمقراطية. وهذا ما يجعل وظيفة الفكر النقدي اليوم وظيفة تفكيكية تتمثّل في تفعيل النقد من الداخل، وتشخيص وتحليل واقع تلك المجتمعات انطلاقا من مبادئها وبنياتها الداخلية، وكذا انطلاقا من ادّعاءاتها والوعود التي تقطعها على نفسها دون أن تفي وتلتزم بها. ومما لا شك فيه أن هذا النقد الداخلي الذي يكتسي عدّة أوجه: الأركيولوجيا، والتقويض أو التفكيك- هو أكثر جذرية من النقد الخارجي الذي يتم باسم حقيقة مطلقة، أو باسم مثل عليا وقيم مفارقة للمجتمعات الديمقراطية، سواء اتخذت تلك المثل والقيم شكل حنين إلى ماض ذهبي، أو شكل هروب إلى مستقبل موعود.
إنّ ما يميّز المجتمعات ما قبل الحديثة ، هو استنادها إلى مرجعية مفارقة توجد خارجها. وليست هذه المرجعية غير ما نطلق عليه عندنا التقليد. فالمجتمع التقليدي هو المجتمع الذي يحكمه قانون يستمدّ مرجعيته ومشروعيته من مصدر يوجد خارج الكائن الإنساني. إنه قانون القانون اللاهوتي بالمعنى العام للاهوت. بينما ما يميّز المجتمعات الحديثة هو ما يمكن تسميته بمشروع "التأسيس الذاتي"، أو "التشريع الذاتي وهو كما هو معلوم مشروع يجعل من الكائن الإنساني مصدرا للقانون، وهو الذي يعني جعل القانون صادرا عن الإرادة والعقل والمصلحة والحاجة الإنسانية.
إذا كان زمن الأنساق الكبرى قد ولّى، فإنّ الفلاسفة لم يتخلوا عن التفكير. فمنهم من يحاول أن يستكشف تعرّجات ما بعد الحداثة (النسق التفكيكي)، ومنهم من انخرط في شؤون المدينة ، والبعض الآخر يحاول الرجوع إلى الوراء من أجل اقتفاء أثر الحكمة القديمة وإعادة استكشاف دروبها ومسالكها ، والبعض الآخر يفضّل اقتفاء أثر العلم المعاصر ومساءلته . غير أنّ هذا التنوّع والاختلاف في الممارسة الفلسفية المعاصرة لا يحجب القاسم المشترك بين مختلف الفلاسفة المعاصرين والذي يتمثّل، كما أشرنا إلى ذلك آنفا، في رفضهم للأنساق المنحدرة من التقليد الأفلاطوني والهيجلي، والسعي لإضفاء المشروعية على الاختلاف والغيرية. فاستلهام نيتشه، واكتشاف إمانويل ليفناس، والإحالة إلى أولوية الآخر والمغايرة قياسا على الذات والهوية، كلّها تعتبر بمثابة عناصر مثيرة لعقول مختلفة. وبالنسبة للبعض الآخر فإن نهاية الفلسفة الهايدغرية قد دفعتهم إلى تثمين فضاء الأدب و والانخراط في الكتابة( دريدا، التفكيكية المعاصرة). وهذا يعني أن الإحالة إلى فلاسفة التقليد الأنواري والحداثة يكتسي في الفلسفة المعاصرة دلالات مختلفة: إنه يعني القدرة على تمثّل الدرس الفلسفي مع أخد المسافة الضرورية منه في الوقت ذاته بدون الإحساس باللوم والوقوع في التناقض أو التمزّق.
فمثلا يتم اليوم الرجوع إلى ألتوسير ليس باعتباره صاحب دعوة تحرير العلم من الإيديولوجيا وإنّما باعتباره الفيلسوف الذي تمثّل أحسن تمثيل بما هو صورة الفيلسوف صاحب "الحكمة بدون وهم"، والداعي إلى مقاومة السلطة كخطاب وممارسة وضلال كابية .
كما أنّ الرجوع إلى جيل دولوز يتم بهدف ملاحقة مفعولات "الإنشيال من الأرضنة التي تحدثها آليات التواصل. فالجهاز المفاهيمي الذي نحته دولوز يمنح لآليات التواصل الجديدة بعدا فلسفيا غير متوقّع، سواء تعلّق الأمر بمفهوم انمحاء الفضاء والزمان المرتبط بالسرعة الفائقة التي يتم فيها تبادل المعلومات، أو بواسطة التقنيات الرّقمية؛ أو تعلّق الأمر بمفهوم "الواقع الافتراضي .
كذلك فيما يتعلق بالعودة إلى دريدا حيث يتم إدراجه ضمن الفكر المنتقد للتقنية ، والمفكّك للذاتية ولفلسفة الحضور. كما يتمّ توظيف مفهوم "المباينة من أجل وصف عملية السيرورة الجارية بدون ذات" والتي تجد تجسيدها المكتمل في العملية التقنية السائدة التي سبق لهايدغر أن اعتبرها كاكتمال وتحقّق للميتافيزيقا .
وأخيرا حينما يعود فيلسوف ما اليوم إلى لفي شتراوس فمن أجل التأكيد على قوة وراهنية المشروع الساعي إلى التعرّف على الكلّيات ، أي البنيات الأوّلية التي تتوقف عليها الحياة الاجتماعية والثقافية للإنسان.
لو شئنا نحت صورة للفيلسوف المعاصر لقلنا بأنه نتاج لتكوين يتشكّل من انفصالات، وقطائع، وانعطافات، ومسارات تتوالى وتتقاطع فيها المدارس وتيارات الفكر. وربّما قد يكون هذا التكوين الهجين المتنوّع والمتعدّد، هو الذي يفسّر تأرجح هذا الفيلسوف بين إحالات ونماذج غير متجانسة ، فهو يعيش نوعا من الدوّار يهدّده تارة بالانغماس في ظلام الشك والعدمية، أو السير في دروب ومسالك تائهة؛ ويدفعه تارة أخرى للانخراط في منظورات نسبية غير مستقرّة.
وهكذا ففي هذا الفضاء المعاصر لا يوجد أي مذهب صادق، بل كلّ مذهب وكلّ عقيدة هو مجرّد تأويل، وفي أحسن الأحوال هو تأويل لتأويل إنّ الفيلسوف الأصيل هو ذلك الذي يرتبط بالأحداث، والمستجدات، والظروف، والطوارئ، وليس بتاتا ذلك الذي يرتبط بالأفكار الأبدية، أو بالتصورات اليقينية. إنّه من يستطيع أن يسجّل تدخّله في سياقات ملموسة ومتنوّعة، ويروم أن يجمّع حول مواقفه عقولا يقظة منتبهة ومختلفة.
فبقدر ما يبتعد الفيلسوف عن الأرتدوكسيات المسيّجة والعقيمة، بقدر ما يتمكّن من إسماع صوته ، هذا إن لم يكن صوته هو ذاته صوت المدينة المعاصرة. بحيث لا يرى البعض في الفلسفة المعاصرة سوى تخلّ عن الصّرامة الأكاديمية، وانشغال مهموم بملاءمة الفكر مع حياة الناس وواقعهم.
هكذا إذن، استوعب الفلاسفة المعاصرون درس أسلافهم المتمثّل أساسا في ضرورة التخلّي عن الطموح الهيجلي في إقامة دولة العقل ، حيث أصبحوا ينظرون، بتواضع كبير، إلى ما يقومون به من مهام. لقد أصبح عملهم عبارة عن ثورات صغرى تأخذ على عاتقها مختلف أوجه الواقع ومظاهر الحياة الإنسانية. لهذا نلتقي أحيانا بفلاسفة منخرطين بالكامل في مجالات، كان ينظر إليها بالأمس القريب على أنها غير جديرة بالفلسفة. مثل فنّ التمدّن، الإبداع الفني ، الموسيقى وتعبيرات الجسد؛ أو متورّطين في الحياة الجمعوية وقضايا الإنسان وحقوقه.
إنّ الذي يميّز مداخلة الفيلسوف المعاصر عن علماء الإنسان، هو بصفة عامة نوع من الإيقاع الجذري في النقد ، ونوع من استباق العصر. إنه البعد الذي يجعل الفيلسوف ضد الراهن ، أي ضد التقوقع في بعد من أبعاد الزمان الثلاثة. هذا البعد هو ما يجعل الفيلسوف "لحظي أي ذلك الكائن الغير متصالح مع وقته والنظام القائم فيه، سواء تعلّق الأمر بنظام الحقيقة أو الأخلاق، أو تعلّق الأمر بقواعد اللعبة السياسية. فعلى سبيل المثال نجد بأنّ عمل ليفي شتراوس قد ساهم في يقظة فلسفة سياسية وجعلها تدخل في سجال مفتوح مع هيمنة العلوم الإنسانية. فحيوية الفلسفة الراهنة ترجع بشكل أساسي إلى تسلّحها بمسعى النقد الجذري الرافض للوضعية، ولكلّ نزوع يروم إضفاء الطابع العلموي على الاجتماعي والسياسي. لقد انقرضت صورة الفيلسوف التي تجعل منه متجاوزا من قبل العصر لعدم انخراطه في قافلة العلوم الاجتماعية . فتقديس الوقائع قد ترك المجال للمساءلة حول القيم وإرادة القوى. إننا نلاحظ اليوم حذرا من التجريدات الجوفاء، في مقابل ذلك يتم منح للنشاط المفهومي دورا أساسيا وحيويا. وليس غريبا أن تكون آخر أعمال دولوز كتابه في الفلسفة بما هي إبداع للمفاهيم.
لفهم هذا الانزياح يكفي النظر إلى الكيفية التي يطرح بها اليوم مشكل التلاؤم ما بين شمولية القيم الموروثة عن عصر الأنوار، وبين النزعة النسبية لتي يفرضها علينا تنوّع الثقافات واختلافها.


منقول


الموضوع الاصلي : الفلسفة المعاصرة - الكاتب : ابو هيثم - المصدر : عميد التعريب



http://www.alghaamdi.com/vb/showthread.php?t=8711

hano.jimi
2012-02-06, 18:39
من فضلك أخي مقالات حول الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة

مقدمـــة:
درج مؤرخو الفلسفة على تقسيم تاريخها العام إلى أربعة حقب
أو عصور أساسية: حقبة الفلسفة القديمة أو اليونانية، وتبدأ بنشأة التفكير الفلسفي لدى اليونان وخاصة لدى طاليس صاحب أولى التأملات في اصل الكون، وتضم أعلاماً بارزة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو وما تفرع عنهم من مدارس مختلفة بالإضافة إلى مدارس متأخرة قبل الأبيقورية والرواقية. وحقبة فلسفة العصور الوسطى التي تبدأ من القرن الثالث الميلادي عندما أخذ رجال الدين المسيحي يوفقون بين الفلسفة اليونانية والمسيحية صانعين بذلك انساقاً فلسفية دينية، ولذلك يطلق عليها اسم الفلسفة المسيحية، وتضم أعلاماً بارزين مثل أوريجين والقديس أغسطين والقديس توما الأكويني. وحقبة الفلسفة الحديثة التي تبدأ من عصر النهضة الأوروبية في القرن الخامس عشر وتنتهي بوفاة هيجل سنة 1831. وعند هذا التاريخ تبدأ حقبة الفلسفة المعاصرة والمستمرة حتى الآن. وتضم الفلسفة الحديثة أعلاماً مثل فرنسيس بيكون (1561-1626) ورينيه ديكارت (1596-1750) وسبينوزا (1632-1677) ولايبنتز (1646-1716) وجون لوك (1632-1704) وديفيد هيوم (1711 – 1776)، وأخيراً إمانويل كانط (1724-1804) الذي يُنظر إليه على أنه آخر الفلاسفة المحدثين.
والحقيقة أن هذا التقسيم لتاريخ الفلسفة يتبع التقسيم التاريخى للعصور إلى العصر اليوناني والروماني والعصر الوسيط، والعصر الحديث، والتاريخ المعاصر، و هو في نفس الوقت تقسيم ثقافي سياسي وليس تقسيماً تاريخياً وحسب. ذلك لأن تاريخ الفلسفة اليونانية هو نفسه تاريخ سيادة الثقافة اليونانية – الرومانية، أو الهلينية والهلينستية في حوض البحر المتوسط والمناطق المتاخمة له، وهو أيضاً تاريخ انتشار نظام دولة المدينة الذي تحول إلى النظام الإمبراطوري الروماني. وتاريخ الفلسفة الوسيطة هو نفسه تاريخ انتشار وسيادة الدين المسيحي وسيادة نظام الدويلات الإقطاعية والكنيسة الكاثوليكية في الغرب والأرثوذكسية في الشرق. وتاريخ الفلسفة الحديثة هو نفسه تاريخ ثقافة عصر النهضة الأوروبية وعصر التنوير من القرن الخامس عشر وحتى نهاية القرن الثامن عشر، وهو كذلك تاريخ ظهور الدول القومية الحديثة ذات النظام الملكي. ومعنى هذا أن كل عصر من عصور تاريخ الفلسفة يرتبط بثقافة معينة ونظام سياسي معين، مما يدل على أن الفلسفة مرتبطة بعصرها ولا تعيش في برج عاجي كما يعتقد البعض، بل هي تعبير عن عصرها وانعكاس لثقافته ونظمه السياسية والاجتماعية.
اختلف المؤرخون حول الفيلسوف الذي يبدأ عنده تاريخ الفلسفة الحديثة، فالبعض، وهم الأكثرية، ينظرون إلى ديكارت على أنه أول فيلسوف محدث، لأنه أول من وضع للتفكير الفلسفي منهجاً يقوده ويوجهه في بحثه والمتمثل في كتابه «مقال عن المنهج» ولأنه بادئ التيار العقلي في الفلسفة الحديثة والذي سوف يكون أحد أهم تياراتها، ولأنه صاحب أول نسق فلسفي متكامل حديث، يضم نظرية في المعرفة وميتافيزيقا وأخلاق، ولأنه وضع الذاتية كمبدأ أول للفلسفة وللنسق الفلسفي، إذ بدأ ديكارت بعد الشك المنهجي بإثبات وجود الذات ومنها استنبط حقيقة العالم ويقين العلوم وأثبت وجود الله وخلود النفس. ويذهب البعض الآخر إلى أن الفيلسوف الإنجليزي فرنسيس بيكون هو الذي افتتح تاريخ الفلسفة الحديثة( 1)، لأنه كان صاحب منهج تجريبي يستند على الاستقراء من الوقائع وكان بذلك بداية للتيار التجريبي في الفكر الحديث والذي استمر من بعده لدى هوبز ولوك وهيوم، ولأنه واضع قانون جديد في التفكير أحله محل المنطق الأرسطي والمتمثل في كتابه الأساسي «الأورجانون الجديد» Novum Organum والذي ظهرت فيه نظرية بيكون في الأوهام الأربعة، حيث جسد سعي الفكر الحديث في التحرر من الآراء المسبقة الموروثة والأفكار الشائعة، وكان يقصد بها الفلسفة الأرسطية، إذ قد استطاع تحرير الفكر الحديث من سلطة فلسفة العصور الوسطى والفلسفة الأرسطية ومكنه من البدء بداية جديدة تماماً غير معتمدة على أي مذهب فلسفي سابق موروث، مما مكن الفلسفة الحديثة من امتلاك استقلال وشخصية متميزة وخصائص جديدة.
لكننا فيما يخص بداية الفلسفة الحديثة لن نأخذ فيلسوفاً واحداً باعتباره نقطة الانطلاق، بل سنأخذ ثلاثة أعلام باعتبارهم يمثلون نقاط انطلاق متعددة ومختلفة، وهم بيكون وديكارت وسبينوزا. والسبب الذي يجعلنا نختار هؤلاء باعتبارهم جميعاً يشكلون بداية الفلسفة الحديثة أن كل واحد منهم قد ظهرت لديه توجهات فكرية استمرت بعده وأخذت شكل تيارات. فبيكون هو مؤسس التيار التجريبي، وديكارت مؤسس التيار العقلي. لكن ماذا عن سبينوزا؟ إنه هو الآخر يشكل بداية خاصة للفلسفة الحديثة، أولاً لأنه أدخل عدداً من الأفكار الفلسفية الجديدة التي سوف يكون لها تأثيرات بالغة على كل الفكر الفلسفي اللاحق له، أهمها نظرته إلى الكون باعتباره مكوناً من جوهر واحد يتخذ صفتين هما الفكر والامتداد، وبذلك نجح في القضاء الثنائيات الديكارتية الشهيرة بينهما، وبين العقل والجسد، والروح والمادة، ولأنه أول من وضع نظرية فلسفية في الفصل بين السلطة السياسية والسلطة الدينية، ذلك الفصل الذي لم يكن موجوداً من قبله ولم يكن يجرؤ أحد على الإفصاح عنه على الرغم من أن هذا الفصل كان متحققاً في الواقع في بعض البلدان الأوروبية وأهمها هولندا وطنه وسويسرا.
أولاً - عوامل النشأة:
نشأ الفكر الفلسفي الحديث في ظل ظروف تاريخية خاصة هي التي عملت على ولادته. فإذا كانت الفلسفة تعبيراً فكرياً عن عصرها وابنة هذا العصر، فإن المناخ العام هو الذي يساعد على إنضاجها. وكانت هناك عوامل عديدة أسهمت في ظهور الفكر الفلسفي الحديث، أهمها عامل تاريخي، تمثل في استرداد الأسبان للأندلس في أواخر القرن الخامس عشر، مستولين بذلك على ذخائر التراث العربي التي وجودها هناك. بالإضافة إلى ظهور حركة الكشوف الجغرافية، حيث اكتشف ماجلان طريق رأس الرجاء الصالح الذي يدور حول إفريقيا، مما مكن لأوروبا طريقاً آخر للهند وشرق آسيا غير الطريق الذي يمر عبر المشرق العربي والإسلامي، وحيث اكتشف كولومبوس قارة أمريكا سنة 1492، وفتح بذلك آفاق جديدة للتجارة مع العالم الجديد والاستيطان به. والحقيقة أن نفس هذه الفترة كانت فترة توسع الأتراك العثمانيون في أوروبا الشرقية، إذ قد نجحوا في فتح القسطنطينية سنة 1453، وكان هذا عاملاً أساسياً على إسراع أوروبا في الكشوف الجغرافية وفي التوسع في العالم الجديد، كي تعوض ما فقدته للعثمانيين في الشرق. كل هذا خلق جواً جديداً لأوروبا، تعرفت فيه على العالم وتاجرت وتوسعت واتسعت بذلك آفاقها الفكرية والأدبية والفنية، إذ لم يكن من الممكن لأوروبا التي كانت محبوسة في قارتها الصغيرة أن تنتج فكراً وآداباً إنسانية وعالمية، وقد وفرت لها الكشوف الجغرافية وحركة التجارة العالمية وحركة استيطان العالم الجديد مجالاً للإبداع الإنساني العالمي.
وتمثل ثاني عوامل نشأة الفكر الفلسفي الحديث في ظهور الروح العلمية الحديثة وازدهار العلوم التجريبية(2 ). وتمثل ذلك في الثورة العلمية التي أحدثها العالم البولندي نيقولاوس كوبرنيقوس (1473-1543) باكتشافه للنظام الشمسي. كان العالم قبل كوبرنيقوس يعتقد، تحت تأثير فلسفات العصور الوسطى التي كانت تعتمد على نظام بطليموس الفلكي، أن الأرض ثابتة وفي مركز الكون، والسماء بما فيها من نجوم وكواكب وشمس وقمر، تدور حولها. لم يقتنع كوبرنيقوس بهذه الفكرة الساذجة واكتشف أن العكس هو الصحيح، أي أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور حولها، وكذلك اكتشف دوران الكواكب حول الشمس، أي المجموعة الشمسية. كان هذا الاكتشاف من العوامل التي أدت إلى فقدان الثقة بكل الفلسفات والعلوم الموروثة وخاصة فلسفة أرسطو، مما مكن الفكر الأوروبي من التحرر من ثقل تراث الماضي والبحث بنفسه عن أسرار الكون( 3).
وبعد كوبرنيقوس جاء العالم الألماني يوهانس كبلر (1571-1630) الذي أحدث ثورة أخرى في علم الفلك والرياضيات، إذ أضاف إلى نظرية كوبرنيقوس تعديلاً هاماً يذهب إلى أن دوران الكواكب حول الشمس
لا يأخذ شكل الدائرة الكاملة بل الشكل البيضاوي، كما اكتشف أن حركة الكوكب تتسارع في مداره عندما يقترب من الشمس وتتباطأ عندما يبتعد عنها، وكان هذا مما ساعد اسحق نيوتن بعد ذلك على اكتشاف القوانين العامة للجاذبية. وكذلك اكتشف كبلر العلاقة الوثيقة بين علم الفلك والرياضيات، حيث أدرك أن الرياضيات هي أداة البحث في الفلك والفيزياء عامة. كما أحدث العالم الإيطالي جاليليو (1564-1642) ثورة علمية أخرى عندما اكتشف العلاقة بين الكتلة والسرعة وبين الساكن والمتحرك في الأجسام في حالة الاصطدام، وظاهرة تسارع وتباطؤ السرعة، ووضع نظرياته في صورة رياضية دقيقة مما مكن العالم من اكتشاف الطابع الرياضي للقوانين الفيزيائية. كما دافع جاليليو عن نظرية كوبرنيقوس في المجموعة الشمسية وأجرى عدداً من الملاحظات الفلكية تؤيد تلك النظرية واكتشف عدداً من أقمار كوكب المشترى. ومن أجل تبنيه ودفاعه عن نظرية كوبرنيقوس اتهمته الكنيسة وخضع لمحكمة التفتيش وصدر في حقه حكماً بالحرق لكنه لم ينفذ، وظل جاليليو تحت الإقامة الجبرية المقيدة في منزله قرب فلورنسا، حيث فقد بصره وتوفى.
وإلى جانب الروح العلمية تطورت فنون الصناعة، ذلك لأن الحروب التي دخلتها البلدان الأوروبية آنذاك أدت إلى زيادة استخدام البارود والأسلحة النارية، مما شجع على تطور الأبحاث الكيميائية والصناعات المعدنية( 4). والملاحظ كيف تداخلت هذه الفنون مع تطور العلم الحديث، فعندما كان جاليليو يدرس سقوط الأجسام والعلاقة بين الكتلة والسرعة والجاذبية ضرب مثالاً شهيراً وهو قذيفة المدفع التي تأخذ مساراً منحنياً، ودرس بدقة سرعة القذيفة والعلاقة بين المنحنى والمسافة التي تقطعها. وكان أهم اختراع في هذا العصر هو اختراع المطبعة على يد جوتنبرج. والحقيقة أن هذا الاختراع كان له أبلغ الأثر في أن يأخذ الفكر الحديث طابعاً جديداً مختلفاً عما سبقه. إذ انتشر الكتاب المطبوع وأصبح للقراءة جمهور واسع، ولم تعد الفلسفة مقيدة بفئة محددة من المتخصصين بل أصبحت شأناً عماً لكل المثقفين، حتى أصبحت مؤلفات الفلاسفة تقرأ من جمهور عريض مثل الأعمال الأدبية، وبذلك لم يعد الحكم على الأفكار في يد طائفة من رجال الدين أو الأكاديميين بل احتكم الفلاسفة إلى كل من له عقل سليم وفكر حر وبصيرة ذاتية، وكان هذا عاملاً على انتشار النزعات العقلانية والإنسانية في الفكر الغربي.
وثالث عوامل نشأة الفكر الفلسفي الحديث هو ظهور عصر النهضة الأوروبية ابتداء من القرن الخامس عشر، وقد كانت نهضة شاملة، فكرية وأدبية علمية. ظهرت بدايات عصر النهضة عندما فتح الأتراك القسطنطينية سنة 1453 واسترد الأسبان آخر جزء من الأندلس وهو غرناطة في تسعينات القرن الخامس عشر، وانتقل بذلك التراث اليوناني والروماني إلى غرب أوروبا، فظهرت حركة واسعة لإحياء الآداب اليونانية واللاتينية( ). كانت هذه الآداب تركز على الإنسانيات مما أدى إلى ظهور نزعة إنسانية قوية في الفكر الأوروبي، ولم يمنع إحياء التراث اليوناني الفكر الأوربي من أن يأخذ موقفاً نقدياً منه، فقد توافق هذا الإحياء مع نقد واسع وشامل لفلسفة أرسطو عن طريق الاستعانة بفلسفة أفلاطون وأفلوطين والأفلاطونية المحدثة، وظهر هذا بصورة واضحة لدى جيوردانو برونو (1548-1600) وتوماسو كامبانيلا (1568-1639)، أو الاستعانة بالمنهج التجريبي في حالة فرنسيس بيكون، إن نقد المنطق الصوري الأرسطى الذي يعتمد على مقدمات عامة نظرية وعقلية صرف وأكد على ضرورة الاعتماد على الملاحظة والتجربة والاستقراء.
وتمثل رابع عوامل نشأة الفكر الفلسفي الحديث في حركة الإصلاح الديني بقيادة مارتن لوثر (1483-1546) وجون كالفن. هدفت هذه الحركة تجديد الدين المسيحي بالتخلص من سيطرة الكنيسة الكاثوليكية والعودة إلى جوهر المسيحية الصافي في منابعها الأولى دون أية تأويلات أو عقائد نظرية جامدة يفرضها رجال الدين، وظهرت بذلك الحركات البروتستانتية والبيوريتانية التي تركز على الجوانب الأخلاقية من رسالة المسيحية، وتؤكد على قيم الزهد والعمل، وعلى الضمير الإنساني اليقظ، وعلى استقلال الإنسان بحيث يكون موجهه الأول هو الكتاب المقدس نفسه دون وساطة من كهنوت أو مؤسسة دينية( 5). وأعطت حركة الإصلاح الديني الحرية لكل إنسان في أن يفهم الكتاب المقدس وحده دون استعانة بأحد، واثقة بذلك من قدرة العقل الإنساني والضمير الحي على الفهم وعلى تبني الرسالة والعمل بها. ولذلك عمل لوثر على ترجمة الكتاب المقدس الذي كان مكتوباً باللاتينية وحكراً في يد رجال الدين وعلماء الكنيسة والمثقفين، إلى الألمانية وهي أول لغة أوروبية حديثة يترجم إليها الكتاب المقدس، وتوالت الترجمات بعد ذلك إلى كل اللغات الأوروبية، مما وضع الكتاب المقدس أمام الجمهور الأوروبي في كل قومياته، وكان هذا عاملاً على إتاحته للنظر والفهم المختلف والتفسيرات المتعددة. أكدت حركة الإصلاح الديني على أهمية الإنسان وضميره الفردي ومسئوليته الشخصية، وكانت عاملاً على نضوج النزعة الإنسانية الفردية والاستقلال الفكري.
والملاحظ في تعدادنا لعوامل نشأة الفكر الحديث ورود شخصيات عديدة من إيطاليا مثل جاليليو وجيوردا وبرونو، بالإضافة إلى رواد عصر النهضة الإيطاليين أمثال ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو وتوماس كامبا نيلا. فقد بدأت النهضة الأوروبية في إيطاليا والتي كانت لها جذوراً لدى دانتي في ملحمته «الكوميديا الإلهية»، وبدأت النهضة الفكرية مع برونو، وبدأت النهضة الفنية مع دافنشي ومايكل أنجلو، وكذلك النهضة العلمية مع جاليليو. ومن هنا نستطيع القول إن بدايات الفكر الفلسفي الحديث كانت فى إيطاليا بالتحديد. فبالإضافة إلى هؤلاء، نجد أن ميكافيللي هو أول واضع لعلم السياسة الحديث الذي لم تشغله المثاليات السياسية بل وضع نظرية واقعية انطلاقاً من التجارب التاريخية السابقة والخبرة العملية في كتابه «الأمير»، كذلك فقد نقد المفكر الإيطالي بومبناتزي Pomponazzi الأدلة التقليدية التي قدمتها الفلسفات السابقة في خلود النفس، وكان بذلك سابقاً على هيوم صاحب نفس الموقف من أدلة خلود النفس، وكامبانيلا الذي انطلق في فلسفته من نقطة بداية أولى وهي إثبات وجود الذات المفكرة وكان بذلك سابقاً على ديكارت ونظريته في الكوجيتو، ونيقولا الكوزي Nicola De Cusa (1401-1464) الذي دافع عن الرؤية الجديدة للكون والتي أتى بها كوبرنيقوس، وعن العقل الذي هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس، وأوضح قدرة العقل على الوصول إلى الألوهية بفكره وحده وفي نفس الوقت اعترف بقدرة العقل المحدودة بالقياس إلى
لا تناهي العلم الإلهي وكان بذلك سابقاً على ديكارت وعلى كانط في نفس الوقت.
ولنا أن نتساءل عن السر الذي يكمن في ظهور بوادر الفكر الحديث في إيطاليا واستباق المفكرين الإيطاليين للمشكلات والقضايا الفلسفية التي شغلت فلاسفة العصر الحديث. والإجابة عن هذا التساؤل تتمثل في أن إيطاليا في عصر النهضة كانت هي الإقليم الأقرب اتصالاً بالشرق العربي، ففيها تم انتقال التراثين اليوناني والعربي الإسلامي إلى أوروبا، وفيها أيضاً تمت ترجمة الأعمال الأدبية الكلاسيكية والأعمال الفلسفية العربية إلى اللغة اللاتينية. كما أن إيطاليا آنذاك قد شهدت جمهوريات مزدهرة من الناحية التجارية بسبب مراكز التجارة البحرية المزدهرة مع شرق المتوسط مثل جنوة والبندقية وفلورنسا. إذ ظهرت في هذه المدن بدايات الاقتصاد النقدي والبنوك ذات النشاط الدولي، وتراكمت فيها الثروة وظهرت فيها الطبقة البروجوازية المشتغلة بأعمال المال والصناعة والتجارة. وبالتالي فإن حركة النهضة الأدبية والفنية والفكرية هناك استندت على أساس اقتصادي مزدهر، على الرغم من عدم توحد إيطاليا في دولة واحدة وانقسامها إلى العديد من الدويلات أو الجمهوريات التي نشأت حول المدن التجارية. وبعد أن انتقل مركز الثقل الاقتصادي من المدن الإيطالية إلى غرب أوروبا وخاصة فرنسا وإنجلترا في القرن السابع عشر، انتقل معه مركز الثقل الفكري والثقافي، وبذلك وجدنا الحركة الفلسفية تزدهر في هذين البلدين، بالإضافة إلى هولندا وألمانيا في القرن الثامن عشر.
ثانياً - الخصائص العامة:
تميزت الفلسفة الحديثة بمجموعة من الخصائص العامة، وهي عامة لأنها تطبع أغلب التيارات والمذاهب الفلسفية على الرغم من اختلافها في المنهج والتوجهات. وما يجعلنا نختار الخصائص التالية باعتبارها تميز الفلسفة الحديثة بالذات أنها هي ما يفرق بينها وبين الفلسفات الأخرى، القديمة والوسيطة والمعاصرة. وليس معنى هذا أن هذه الخصائص لم توجد إلا في تيارات الفلسفة الحديثة، بل على العكس، إذ ظهرت فلسفات أخرى غيرها ذات توجهات عقلانية وإنسانية وفردية ونسقية، بل يعني ذلك أن هذه الخصائص لم تجتمع معاً إلا في عصر فلسفي واحد هو عصر الفلسفة الحديثة. وما كان إرهاصاً للعقلانية أو الفردية أو النسقية في الفلسفات السابقة عليها، تمتع بنضج وتطور مكتمل في الفلسفة الحديثة بالذات. ومن جهة أخرى فإن هذه الخصائص سوف تنتهي عن أن تميز الفلسفة في الفترة المعاصرة. ففي مقابل العقلانية سوف تظهر في الفلسفة المعاصرة اتجاهات
لا عقلانية تعتمد على أسس أخرى غير العقل، مثل الحدس والطاقة الروحية عند برجسون، والمنفعة عند بنتام وجون ستيوارت مل، والوسلية عن الاتجاه البراجماتي، واللغة عند فلاسفة التحليل وعلى رأسهم رسل وفتجنشتين وآير، والاتجاه المادي الاقتصادي عند الماركسية. وفي مقابل الفردية سوف تظهر مذاهب جماعية في الفلسفة المعاصرة عند برديائيف وأونامونو وأورتيجا أي جاسيه، ومذاهب اشتراكية لدى التوجهات الماركسية.
1 - العقلانيـــة:
ويجب أن نميز في البداية بين العقلانية باعتبارها خاصية عامة للفلسفات الحديثة Rationality عن التيار العقلي Rationalism. أغلب فلاسفة العصر الحديث عقلانيون، أي يتمسكون بقدرة العقل على إدراك الواقع ويذهبون إلى أن كل سلوك إنساني صادر عن التفكير وعن استخدام الملكات الذهنية العليا، لكنهم ليسوا كلهم عقليون. التيار العقلي هو التيار الذي يضم ديكارت والمدرسة الديكارتية، وسبينوزا ولايبنتز ومالبرانش، وهو يتصف بكونه يعطي الأولوية للعقل في المعرفة وينظر إليه على أنه المصدر الأساسي لكل معرفة وكل علم، وذلك في مقابل المذهب التجريبي الذي يتصف بإعطاء الأولوية للخبرة التجريبية كمصدر أساسي للمعرفة، وما العقل في هذا المذهب سوى ملكة تنشأ عن الانعكاس على عمليات الإدراك الحسي(6 ). وليس معنى هذا أن التجريبيين ليسوا عقلانيين، بل على العكس، إذ هم عقلانيون تماماً، لكن تصورهم عن العقل يختلف عن تصور المذهب العقلي؛ إنهم يعترفون بدور العقل في المعرفة، لكنهم ينظرون إليه على أنه ملحق بالحس والخبرة التجريبية. والعقل عندهم نتاج التفكير في الخبرة التجريبية وليس مستقلاً عنها أبداً، إذ يدخل في هذه الخبرة وهو غير محمل بأي أفكار مسبقة فطرية، أي صفحة بيضاء كما يذهب لوك وهيوم. أما العقل لدى المذهب العقلي فهو كل شئ، يدخل في التجربة ليضفي عليها النظام والترتيب بفضل ما لديه من أفكار فطرية، مثلما يذهب ديكارت ولايبنتز.
ظهرت العقلانية باعتبارها خاصية للفلسفة الحديثة في مقابل اعتماد فلسفة العصور الوسطى على سلطة التراث الديني والنظام الكهنوتي. فقد واجه الفكر الأوروبي منذ بدايته في عصر النهضة إشكالية العقل والنقل( 7)، وهي نفس الإشكالية التي شغلت الفكر الإسلامي. وكان أمام الفكر ا لأوروبي عدداً من الخيارات، فإما أن يتمسك بما انتقل إليه من تراث ديني كما هو وبالتالي يلغي العقل تماماً، أو أن يحاول التوفيق بينهما مثلما حدث في بداية عصر النهضة وخاصة في إيطاليا، أو أن يجعل العقل قادراً على إثبات صدق التراث الديني بإثبات قدرته على التوصل إلى نفس الحقائق الدينية بالاعتماد على البرهان العقلي وحده لا على أي سلطة موروثة، أو أن يجعل العقل وحده المعيار الوحيد للحكم على سلوك الإنسان ومعرفته. ولم يتجه الفكر الأوروبي إلى التضحية بالعقل في سبيل النقل، بل ظهرت فيه باقي المحاولات السابقة. إذا ظهرت محاولات لإثبات العقائد الدينية عن طريق العقل وحده عند ديكارت وباسكال وبالبرانش، كما ظهرت محاولات للحصول على الاستقلال التام للعقل بعيداً عن أي سلطة تراثية موروثة عند سبينوزا وفولتير وروسو والماديين الفرنسيين أصحاب الموسوعة في أواخر القرن الثامن عشر، وظهرت محاولة للتوفيق بين العقل والعقائد الإيمانية لدى كانط في كتابيه «نقد العقل العملي» و«الدين في حدود العقل و حده».
2 - الإنســـانية:
ظهرت النزعة الإنسانية في بداياتها الأولى في عصر النهضة، واتخذت أشكالاً فنية وأدبية قبل أن تتحول إلى مجال الفكر والفلسفة، وكان من بين بواعث ظهورها حركة إحياء التراث اليوناني. أمد هذا التراث عصر النهضة الأوربية برؤية مختلفة للإنسان، تُعطي الأولوية للخبرات الإنسانية الحية وتعلي من قيمته وتنظر إليه على أنه سيد الطبيعة وأعلى الموجودات. كما تهتم بتصوير الطابع الدرامي للحياة الإنسانية وتتخذ الرؤية الإنسانية باعتبارها مقياساً لكل شئ، بعد أن كانت الرؤية اللاهوتية هي المسيطرة في العصور الوسطى( 8). ففي الفن ازدهر النحت على يد مايكل أنجلو الذي يهتم بتجسيد الجسم الإنساني في حالة الحركة والاهتمام بتعبيرات الوجه، وفي التصوير الزيتي اهتم ليوناردو دافنشي برسم وجوه من الحياة اليومية وتصوير الإنسان وهو منشغل في أنشطته اليومية المختلفة، وفي الأدب ظهر شكسبير الذي اهتم بالدراما البشرية وبالصراع والقيم التي تتنازع في النفس الإنسانية، وظهر سرفانتيس الأديب الأسباني مؤلف رواية «دون كيشوت» التي صورت آمال وأحلام الإنسان عندما تصطدم بأرض الواقع وتتكسر.
ثم انتقلت النزعة الإنسانية إلى مجال الفكر والفلسفة، وصار الإنسان مقياس صدق وحقيقة المعرفة. واختلفت التيارات الفلسفية في ذلك، فالمذاهب التي تؤكد أولية العقل الإنساني جعلت من التفكير المجرد والوعي الذاتي مقياساً للحقيقة، والمذاهب التي تؤكد أولوية الحواس والإدراك الحسي جعلت الخبرة التجريبية البشرية مقياساً للحقيقة. فعلى الرغم من اختلاف العقليين عن التجريبين إلا أنهم جميعاً ينطلقون من أساس واحد، وهو إعطاء الأولوية للرؤية الإنسانية، سواء كانت هذه الرؤية حساً أو عقلاً. ولذلك ينظر إلى ديكارت على أنه أبو الفلسفة الحديثة، لأنه بدأ مذهبه بعد الشك بإثبات وجود الذات المفكرة وانطلق منها إلى إثبات وجود الإله والعالم وخلود ا لنفس. كما تعد فلسفة هيوم تطوراً في النزعة الإنسانية في الفلسفة، إذ ركز على جانب آخر في الطبيعة الإنسانية غير الفكر، وهو الجانب الانفعالي، وركز على دور الإحساس والإدراك الحسي في المعرفة، وأقام أول مذهب فلسفي على أساس نظرية سيكولوجية في الانفعالات، وذهب إلى أن علم النفس البشرية هو الفلسفة الحقة وهو أساس علوم الأخلاق والسياسة. وظهرت كذلك فلسفة كانط التي أحدثت ثورة في مجال نظرية المعرفة، وأصبح معيار صدق المعرفة هو اتفاقها مع قوانين العقل الإنساني لا مع الظواهر التجريبية المتغيرة، وقدم صورة للمعرفة باعتبارها صادرة عن إخضاع الخبرة التجريبية للقوانين العامة الكلية والضرورية للفهم البشري، بحيث أصبح الفهم البشري هو الذي يضفي الانتظام والموضوعية على عالم الخبرة التجريبية، وأن هذه الخبرة لا توجه المعرفة بل الفهم البشري هو الذي يوجهها وينظمها صانعًا منها معارف وعلوماً.
3 - الفرديـــة:
نظر الفكر الفلسفي الحديث إلى الإنسان على أنه مقياس الأشياء جميعاً، سواء كان عقلاً أو إحساساً أو انفعالاً، وبذلك فإن هذا المقياس فردي في الأساس( 9) Individualist فنقطة الانطلاق التي بنى عليها ديكارت مذهبه هي الأنا أفكر، وقد ظهر هذا الأنا أو الكوجيتو على أنه فعل فردي. كما أن نظرية المعرفة عند لوك تتصف أيضاً بالفردية، ذلك لأنها كلها وصف للعمليات الذهنية التي تدور في ذهن الفرد ويؤسس بها المعرفة. كما ظهرت النزعة الفردية واضحة في الفكر السياسي للفلاسفة المحدثين، وازدهرت المذاهب الليبرالية وأهمها مذهب توماس هوبز، وجون لوك وديفيد هيوم، وهي تصف المجتمع على أنه ليس إلا مجموعة من الأفراد، وعلى أن ما يحرك هذا المجتمع المصالح الفردية، ووصفت ظهور السلطة السياسية بفكرة العقد الاجتماعي الذي هو اتفاق بين أفراد على التخلي عن جزء من حقوقهم الطبيعية لتنظيم سياسي يمثلهم. وظهرت كذلك فكرة الحق الطبيعي الذي هو حق الفرد في حفظ حياته وممتلكاته وتنمية قدراته واختيار حكامه، وفكرة الحق المدني الذي هو حق المواطن الفرد في أن تكون له حقوق مصانة ومعترف بها من قبل السلطة السياسية.
وقد كان التأكيد على الفردية كقيمة عليا جديداً على الفكر الأوروبي بعد عصر الإقطاع الذي لم يكن يعرف أفراداً مستقلين عن الأنساق الاقتصادية والسياسية والدينية التي تشملهم. وبذلك ظهر حق الفرد في تقرير مصيره وحريته في اختيار عقيدته وآراءه وشكل الحكم الذي يلتزم به. وتتضح الفردية باعتبارها خاصية للفكر الحديث من مقارنتها بما ساد الفكر المعاصر، إذ لم تعد قيم الفردية تمثل تلك الأهمية التي كانت لها، فقد ظهر المجتمع في الفكر المعاصر باعتباره كياناً مستقلاً عن الأفراد، يمتلك حقوقاً تختلف عن الحقوق الفردية، ويمتلك هوية خاصة به تختلف عن هوية الأفراد المكونين له، وظهر ذلك على يد هيجل وماركس وكل المذاهب الفكرية التي تنظر إلى المجتمع على أنه كيان عضوي مثل الجسد الإنساني الذي يشمل أعضاءً متكاملة الوظائف، حيث يصبح الأفراد أعضاءً متكاملين في هذا الجسد الاجتماعي الواحد، وتمثل ذلك في علماء الاجتماع عند فرديناند تونيز وإميل دوركايم ومعظم المذاهب الاشتراكية المعاصرة. ومعنى هذا أن عصر الفلسفة الحديثة كان عصر الفردية بدون منازع، لأن مقولة المجتمع باعتباره كياناً مستقلاً عن الأفراد لم تكن قد ظهرت بعد، وعندما ظهرت في القرن التاسع عشر لن تعود الفردية هي النزعة المسيطرة على الفكر الأوروبي، إذ سوف تنافسها نزعات أخرى، عضوية وجماعية واشتراكية. والملاحظ أن هذه النزعات سوف تضمحل في النصف الثاني من القرن العشرين، الذي سوف يشهد عودة إلى ظهور النزعات الفردية مرة أخرى والمتمثلة في المذاهب الليبرالية الجديدة.
4 - النســـقية:
كان الفلاسفة المحدثين مولعين بإقامة أفكارهم في صورة نسق فلسفي متكامل. والنسق الفلسفي System هو مذهب عام يحتوي توجهاً معيناً ويضم نظرية في المعرفة وأخرى في الأخلاق وثالثة في السياسة، كما يمكن أن يحتوي على مذهب ميتافيزيقي أو لا يحتوي حسب موقف الفيلسوف من الميتافيزيقا سواء بالقبول أو الرفض. ويعبر وضع الفلاسفة لأفكارهم في صورة نسق عن الطابع الموسوعي للقرنين السابع عشر والثامن عشر، وعن إصرار هؤلاء الفلاسفة على الاحتفاظ بدور أساسي ومركزى للفلسفة وسط العلوم الطبيعية الجديدة الناشئة. فقد ظلوا يتمسكون بالدور المشرع للفلسفة بالنسبة للعلوم الأخرى، وبأن المعرفة الإنسانية واحدة ومتكاملة على الرغم من ظهور التخصصات الدقيقة وزيادة انفصال العلم التجريبي عن الفلسفة. ودائماً ما كانت نظرية المعرفة تحتل المكان الأول في كل نسق فلسفي، تليها الميتافيزيقا، سواء بالقبول أو الرفض، ثم الأخلاق وأخيراً السياسة. وقد ظهر هذا التقسيم للمذهب الفلسفي لدى أغلب الفلاسفة المحدثين. وكان هيجل آخر الفلاسفة أصحاب الأنساق الفلسفية الكبرى، ولذلك ينظر إليه على أنه آخر فيلسوف محدث ينتهي عنده تاريخ الفلسفة الحديثة، لكننا أثرنا اعتباره أول الفلاسفة المعاصرين لأن الصورة الجديدة التي وضع فيها الفلسفة، والقضايا والإشكاليات التي طرحها، سوف تكون لها أبلغ الأثر في كل تيارات الفلسفة المعاصرة. بحيث أن الفيلسوف في الحقبة المعاصرة لن يستطيع التفلسف دون العودة إلى هيجل. وعندما نذهب إلى أن النسقية كانت خاصية مرتبطة بالفلسفات الحديثة فنحن نقصد بذلك أنها لم تعد تميز الفلسفة المعاصرة، التي هي فلسفة ضد النسق بصفة أساسية. فقد امتنع الفلاسفة المعاصرين عن وضع أفكارهم في صورة مذهب فلسفي، وآثروا الكتابة في موضوعات مختلفة متنوعة اتخذت شكل المقالات أو المؤلفات الفكرية التي تضم موضوعات متنوعة، مثل مؤلفات الوجوديين وفلاسفة مدرسة فرانكفورت، أو التركيز على قضية واحدة فقط مع الحرص على عدم صنع مذهب فلسفي منها، مثل أعمال برجسون وفلاسفة البراجماتية والتحليل. كما أن تركيز الفلسفة المعاصرة سوف يبتعد عن الفلسفة باعتبارها مذهباً أو نسقاً عاماً ويتحول إلى النظر إليها على أنها منهج، ولذلك سوف تظهر مناهج فلسفية عديدة في الفكر المعاصر: الفينومينولوجيا، التحليل المنطقي،الهرمنيوطيقا أو منهج التأويل، البنيوية، التفكيكية، ومعنى هذا أن الفلسفة باعتبارها مذهباً أو نسقاً كانت ظاهرة مرتبطة بالفلسفة الحديثة على نحو أساسي، وسوف تكف الفلسفة عن أن تكون نسقاً مذهبياً في الفكر المعاصر.
وفي نهاية هذا المدخل بقى أن نشير إلى خاصية أخرى للفلسفة الحديثة، مرتبطة بها وحدها ولن تستمر في حقبة الفلسفة المعاصرة، وهي خاصية في غاية العمومية لأنها مليئة بالاستثناءات. فقد تمثلت هذه الخاصية في ارتباط التيارات الفلسفية بالقوميات. فالتيار العقلي كان إلى حد كبير تياراً فرنسياً، ضم ديكارت ومالبرانش وباسكال، والتيار التجريبي كان إنجليزياً بصورة حصرية: بيكون وهوبز ولوك وهيوم، والتيار النقدي كان كانط الألماني هو ممثله الأساسي. ويبدو أن السبب في ذلك يرجع إلى طبيعة كل شعب من هذه الشعوب، فالشعب الإنجليزي شعب تجاري وعملي،
لا يهتم كثيراً بالمثاليات ولا يميل إلى الفكر المجرد وغالباً ما يلجأ إلى احتكام الحس المشترك، ولذلك كان التيار التجريبي إنجليزياً حصرياً. والفرنسيون على العكس أصحاب تفكير عميق، وهم أكثر ارتباطاً بالتراث العقلي اليوناني، ودائماً ما حاولوا التوفيق بين العقل والدين نتيجة لخلفيتهم الكاثوليكية، وغالباً ما ينتج هذا التوفيق فلسفة عقلية. هذه الخاصية ليس لها شأن كبير في الدراسة العينية المتعمقة في تلك التيارات، بل هي تخص علوماً أخرى مثل تاريخ العقليات والتاريخ الحضاري وسوسيولوجيا المعرفة، حرصنا على ذكرها هنا لما لها من علاقة وثيقة بموضوع هذا الكتاب.
( 1) إميل برهييه: تاريخ الفلسفة، القرن السابع عشر، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت 1987، ص 6-9.
(2 ) أحمد أمين، وزكي نجيب محمود: قصة الفلسفة الحديثة، الجزء الأول، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1936، ص 36-39.
(3 ) وليم كيلي رايت: تاريخ الفلسفة الحديثة، ترجمة محمود سيد أحمد، تقديم ومراجعة إمام عبد الفتاح إمام، المشروع القومي للترجمة، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2001، ص49.
(4 ) الموسوعة الفلسفية العربية، تحرير د. معن زيادة. مادة «فلسفة النهضة»، المجلد الثاني، القسم الثاني، ص 1034. معهد الإنماء العربي، بيروت، 1988.
( 5) المرجع السابق، ص1035-1036
( 6) أحمد أمين وزكي نجيب محمود، مرجع سابق، ص 36-37.
( 7) بول هازار: أزمة المضير الأوروبي (1680-1715)، ترجمة جودت عثمان ومحمد نجيب المستكاوي، مقدمة لطه حسين، دار الشروق، القاهرة، 1987، ص 135-140.
( 8) جون هرمان راندال: تكوين العقل الحديث. ترجمة د. جورج طعمة، مراجعة برهان الدين الرجائي، دار الثقافة، بيروت، 1958، الجزء الأول، ص 30-35.
( 9) المرجع السابق، ص 120-122.
(10 ) وليم كيلي رايت: المرجع السابق، ص 21-22.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=238064

hano.jimi
2012-02-06, 18:41
من فضلك أخي مقالات حول الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة

مؤشر | فلسفة > تاريخ ...
حول تسجيل اتصل
--------------------
عدل هذه الصفحة
--------------------
بداية جديدة
--------------------
منتديات
--------------------
أخبار الموقع
--------------------
الدخول أو تسجيل
ش
ف
تذكر لي!

الفلسفة الحديثة طباعة ودية

الفلسفة الحديثة
( فلسفة ، ويكي ، متشعب ، بروتيوس )



الفلسفة الحديثة هي فلسفة عمله في عهد "الحديثة" من ​​أوروبا و أمريكا الشمالية . وهي ليست عقيدة معينة أو مدرسة، (وهكذا لا ينبغي الخلط بينه وبين الحداثة أو الحداثة ) رغم وجود بعض الافتراضات المشتركة لجزء كبير من هذا يميزها عن فلسفة عصر النهضة و الفلسفة المعاصرة فترات.

هي الفلسفة الحديثة المعاصرة؟

الفترة الحديثة يمتد تقريبا من بداية القرن 17 حتى الوقت الحاضر. كم من فلسفة عصر النهضة ، والبعض منها كان يسمى "الحديث" في ذلك الوقت، هو أن يتم تضمينها في الفلسفة الحديثة لا تزال موضع خلاف، وكثيرا ما تعامل في القرن التاسع عشر والفلسفة الفترة الخاصة به، كما كان يسيطر عليه مشاركة كانط، الألمانية و المثالية فلاسفة مثل هيغل ، ماركس ، و برادلي ، فضلا عن العديد من المفكرين أخرى مهمة مثل جون ستيوارت ميل ، شوبنهاور آرثر و فريدريك نيتشه .

وبالمثل، فإن الحداثة قد تكون أو لا وانتهت في القرن 20، وحلت محلها الحداثة بوست . كيف يمكن لأحد أن يقرر هذه الأسئلة تحديد نطاق استخدام واحد عن "الفلسفة الحديثة"، وهذا يدل على عدم جدوى الفلسفة في تصنيف التجمعات التاريخية أنيق. سوف نرى هذا مرة أخرى ما يسمى ب "الفلسفة المعاصرة" لم يعد المعاصرة، ولكن يسيطر عليها الفلسفة من عام 1950، و 60 وعلى 70 سنة، والفلسفة في نواح كثيرة قد تغيرت بالفعل إلى شيء جديد .

تاريخ الفلسفة الحديثة

الشخصيات الرئيسية في فلسفة العقل ، نظرية المعرفة ، و الميتافيزيقيا وتنقسم تقريبا خلال القرون السابع عشر والثامن عشر إلى مجموعتين رئيسيتين. في " العقلانيون المفترض، "معظمهم في فرنسا وألمانيا، أن كل معرفة يجب أن يبدأ من" الأفكار الفطرية "معينة في الاعتبار. وكان العقلانيون الرئيسية ديكارت ، سبينوزا ، لايبنتز ، و مالبرانش نيكولا . في " التجريبيون "، على النقيض من ذلك، عقدت تلك المعرفة يجب أن تبدأ مع التجربة الحسية. الشخصيات الرئيسية في هذا الخط من التفكير و لوك ، George_Berkeley ، و هيوم . الأخلاق و الفلسفة السياسية وعادة ما تكون لا تندرج تحت هذه الفئات، على الرغم من كل هؤلاء الفلاسفة عملت على الأخلاق في أساليبهم المميزة. شخصيات هامة أخرى هنا هوبز و روسو .

في أواخر القرن eigteenth إيمانويل كانط المنصوص عليها نظاما groudbreaking الفلسفي الذي ادعى لتحقيق توحيد العقلانية والتجريبية. ولم أم لا أنه كان على حق، وقال انه لم ينجح في وضع حد للنزاع على وجه التحديد الفلسفي. وأثار عاصفة من كانط العمل الفلسفي في ألمانيا في أوائل القرن التاسع عشر. وكانت هذه المثالية الألمانية ، وكان موضوعه مميزة على أن العالم والعقل على حد سواء يجب أن يكون مفهوما وفقا لنفس الفئات، بل بلغت ذروتها في أعمال هيغل ، الذي من بين أمور أخرى كثيرة وقال ان "الحقيقي هو عقلاني، ومنطقي هو حقيقي ".

ونفذت أعمال هيغل في اتجاهات عديدة من قبل طلابه، وعلى الأخص، كارل ماركس خصصت فلسفة كل من هيغل للتاريخ والأخلاق العملية السائدة في بريطانيا، وتحويل الأفكار هيغل الى شكل مادي بحت، لاستخدامها كأداة لل ثورة . في الطرف الآخر من الطيف، كيركيغارد تحولت الفلسفة إلى مسعى داخلي والدينية. شوبنهاور استغرق المثالية إلى استنتاج مفاده أن العالم لم يكن سوى التفاعل عقيمة لا نهاية لها من الصور والرغبات، ودعا إلى الإلحاد والتشاؤم. واتخذت لكيركيغارد وشوبنهاور والأفكار وحتى تحويلها من قبل نيتشه، الذي استولى على فصلهم مختلفة من العالم لإعلان "الله ميت" ورفض كل فلسفة منهجية وجميع السعي للحصول على الحقيقة الثابتة تجاوز الفردية. نيتشه، رغم ذلك، وجدت في هذه الأسباب ليس للتشاؤم، ولكن احتمال وجود نوع جديد من الحرية.

العقلانيه القارية ويمتد أحيانا ليشمل روسو ، كانط والمثالية في مرحلة ما بعد كانط، و التجريبيه ويمتد أحيانا إلى تغطية فرانسيس بيكون و هوبز وإلى الأمام لتغطية جون ستيوارت ميل و Utilitarians ، وأحيانا تعامل وكأنها contiuous مع القرن العشرين الفلسفة التحليلية .

خلال القرن التاسع عشر وجاءت فلسفة البريطانية increasigly أن يهيمن عليها خيوط من المحافظين الجدد Hegelisn الفكر، بل كان الغضب الذي قادته الولايات المتحدة مع هؤلاء رسل ومور في الاتجاه الذي أصبحت الفلسفة التحليلية. الأمريكي الفلاسفة بدأ تأثير أفكار من جامعاتهم، وفيما بعد، أول الحرب العالمية غيرت كل شيء، مما يؤدي إلى الاتجاهات المعاصرة في فلسفة زالت تدوي.

تأثيرات الفلسفة الحديثة

على الرغم من الطريقة التعسفية والعشوائية بدلا يعرف الفلسفة الحديثة، وليس هناك خلاف حول تأثيرات قوية من الفلاسفة مثل ديفيد هيوم ، إيمانويل كانط ، هيغل GWF ، كارل ماركس و فريدريك نيتشه ، على سبيل المثال لا الحصر. المفكرين المحدثين تعرف حقا الملعب الذي الفلاسفة لا تزال تعمل.

هيوم نمط من الفلسفة لا تزال في العديد من الطرق من خلال تطوير العلوم، في وقت لاحق فلسفة العلوم . الفرز كانط الأسئلة أصبحت صناعة كل لنفسه، ليصبح في مرحلة ما بعد كانط ، و النيو كانط، في روح. هيغل ، ماركس ، و نيتشه واصلت لتوجيه الفلسفة المعاصرة من خلال اتباع أكثر حداثة والمعدلات، مثل جاك دريدا ، لويس ألتوسير أو جورج باتاي .

في ضوء ذلك، لا تزال الفلسفة الحديثة، في حين انه لا يزال "المعاصر" في لهجة، ويمكن للمرء أن يفكر في كل من الفلسفة القيام به من جيوردانو برونو ل جان بودريار بأنها "حديثة". بهذه الطريقة الحديثة، ويمكن أن يطلق عليه، هو أن استجواب جميع التقاليد والافتراضات، ويتناقض مع السمة العامة من الفلسفة القديمة ، التي تهيمن عليها الأسئلة الأولى، وفيما بعد فلسفة العصور الوسطى ، التي تهيمن عليها العقلانية و الإيمان . حتى الآن، وحتى هذه التركيبات لها استثناءات ...



بعض محتوى مقتبس من Wikinfo "المادة Modern_philosophy "تحت رخصة جنو للوثائق الحرة .

(تم تحديث المعلومة من قبل بروتيوس، 01:02 بتوقيت شرق الولايات المتحدة - الأربعاء، 4 أبريل 2007)
تصدير مادة | الحديث عن المادة

http://getwiki.net/-Modern_Philosophy

hano.jimi
2012-02-06, 18:50
من فضلك أخي مقالات حول الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة

الفلسفة المعاصرة

6- الفلسفة المعاصرة



1- مذاهب القرن التاسع عشر.

اتسم القرن التاسع عشر بالسعي لبناء نظم فلسفية، أي العمل على التأليف والتركيب بين الأفكار، فخرجت مذاهب بعض الفلاسفة عبر مزج معطيات فلسفية سالفة. كما تأثرت المذاهب الفلسفية بالعلم مثلما نجد في المذهب المادي والوضعي.

ففي ألمانيا تبنى المادية فويرباخ (1804 _ 1872م)، وموليشُط (1822 _ 1893م)، وبوخنر (1824 _ 1899م)، وكارل فوجت (1817 _ 1895م)

اما في فرنسا فقد أسس أوجست كونت (1798 _ 1857م) الفلسفة الوضعية، وتبعه جون ستيوارت مل (1806 _ 1873م) في انجلترا، وارنست لاس (1837 _ 1885م) ويودل (1848 _ 1914م) في المانيا. وقد رأى هؤلاء جميعاً أن الفلسفة ليست إلاّ تجميعاً لنتائج العلم.

وجرى تأييد المذهب المادي الوضعي تأييداً حاسماً بمذهب تشالرز دارون (1809- 1882م) العالم الانجليزي الذي فسر تطور أنواع الكائنات الحية في كتابه "في أصل الأنواع بالانتخاب الطبيعي". وصارت فكرة التطور مذهباً شاملاً عاماً، وأدت إلى ظهور المذهب التطوري الذي دافع عنه توماس هنري هكسلي ( (1825 _ 1895، وهربرت اسبنسر (1820 _ 1903م)، بينما نشره في مختلف طبقات القراء الالماني ارنست هيغل (1834 _ 1919م)

بالإضافة إلى ذلك فان القرن التاسع عشر شهد اتجاهاً لاعقلياً في الفلسفة الأوروبية يعارض المذهب العقلي الهيغلي، وممثل هذا الاتجاه الفيلسوف الألماني شوبنهور (1788 _1860م) الذي كان يرى أن المطلق ليس العقل بل إرادة عمياء ولا عقلية. والى جانب شوبنهور ظهر الفيلسوف الدانماركي كيركجارد (1813_1855م) ليدفع إلى مدى ابعد الهجوم على المذهب العقلي. وفي مرحلة تالية ظهر نيتشه (1844_1900م) الذي دعا لمراجعة كل القيم ونادى بعبادة الرجل العظيم.

ومن أبرز المذاهب التي ظهرت في القرن التاسع عشر البراغماتية أو الذرائعية. وقد هيمنت البراغماتية على الحياة العقلية مدة طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي فلسفة تتخذ من العمل مقياساً مطلقاً، وقد وردت هذه الفكرة للمرة الأولى في مقال للفيلسوف الأمريكي تشارلز ساندرز بيرس في سنة 1878م بعنوان: "كيف نوضح أفكارنا". ولم تتضح أهمية هذا المقال إلاّ بعد أن كشف عنه وليم جيمس في محاضراته عن البراغماتية سنة 1898م "المفاهيم الفلسفية والنتائج العملية".

واقترنت البراغماتية في الأذهان باسم وليم جيمس (1843 _ 1910م) وهو أكبر دعاتها في أمريكا، وأحد مؤسسي علم النفس الحديث، ويرى جيمس أن معيار صدق القضية هو نتائجها العملية، وليس مطابقتها للواقع، ومعيار الحقيقة هو نجاح الفكرة عملياً، فيقول: "الفكرة صادقة إذا كانت تعمل"، ويقول: "الفكرة صادقة إذا كانت لها نتائج عملية تقودنا إلى الموضوع المقصود بها إدراكه". ويتابع "القضية صادقة إذا كانت تعطينا أكبر كم من الرضا، بما في ذلك إرضاء الذوق… وان أهم خاصية للحقيقة هي التحقق العملي".

ويذهب الفيلسوف الامريكي (ديوي) إلى أن تحديد مفهوم ما أي فكرة إنما هو بأنها أداة فعل. و يقول: "النظرية أداة أو آلة للتأثير في التجربة وتبديلها، والمعرفة النظرية وسيلة للسيطرة على المواقف الشاذة، أو وسيلة لزيادة قيمة التجارب السابقة من حيث دلالاتها المباشرة"

وينجم عن ربط الحقيقة وصدق الفكرة بالنتائج العملية والرضا والمصلحة نسبية الحقيقة وتعددها، تبعاً لتنوع مصالح الأفراد. وهذا يعني أن البراغماتية تتعارض مع المذهب العقلي الذي يعتقد أن الحقيقة وصدق الفكرة مرهون بكشفها عن الواقع ومطابقتها للحقائق الخارجية. ويبدو أن البراغماتية تجسد أحدى تجليات الوعي حيث أضحت الحقيقة في هذا الوعي تدور مدار المصلحة.

2- مذاهب القرن العشرين

اتسم النصف الأول من هذا القرن بغزارة الإنتاج الفلسفي، ففي ايطاليا وحدها كان عدد المجلات الفلسفية المتخصصة لا يقل عن الثلاثين في عام 1946م، كما أن قائمة غير كاملة للكتب الفلسفية، أصدرها المعهد الدولي للفلسفة اشتملت على أكثر من سبعة عشر ألفاً من المنشورات في النصف الأول من العام 1938 م.

ويمارس الفلاسفة الغربيون في القرن العشرين طرائق التحليل أكثر من أية طريقة أخرى، مخالفين بذلك اتجاه الفلاسفة في القرن التاسع عشر الذي كان يعلو فيه التركيب والمزج على التحليل.

وقد تميزت هذه الحقبة بكثافة الاتصالات بين الفلاسفة من شتى الاتجاهات، وتعدد المؤتمرات الفلسفية الدولية واللقاءات ذات الموضوعات المتخصصة التي تتناول مذهباً بعينه أو موضوعاً خاصاً.

كذلك أسست مجلات للمذاهب، فمثلاً ظهرت للتوماوية وحدها حوالي عشرين مجلة متخصصة.

من هنا يمكن القول إن هذه الفترة من أخصب فترات الإنتاج الفلسفي في الغرب، وان عدداً كبيراً من فلاسفة القرن العشرين سوف يترك آثاراً دائمة في تاريخ الفكر الفلسفي.

ومنذ بداية هذا القرن تبلورت بالتدريج بعض الاتجاهات والمناهج والمدارس التي سادت التفكير الفلسفي في الغرب، وتحول بعضها إلى تيار واسع نفذ إلى كافة ميادين الحياة الثقافية هناك، بل تجاوز حدود أوروبا متوغلاً في شعوب أخرى.

وفيما يلي إشارات سريعة إلى ابرز تلك المناهج والمدارس والاتجاهات:

أ ـ المنطق الرياضي:

أهملت الفلسفة الأوروبية الحديثة المنطق الصوري حتى توارى في زوايا النسيان، فلم يكن بين الفلاسفة في أوروبا الحديثة إِلاّ واحد هو ليبنتز، كان منطقياً مرموقاً، أما الآخرون فكانوا يجهلون أسس المنطق الصوري.

وفي عام 1847م ظهر كتابان في المنطق الرياضي الجديد، كل منهما مستقل عن الآخر، هما أول ما نشر في ذلك، الأول للرياضي الانجليزي مورجان (1806 ـ 1878م)، والثاني لمواطنه الرياضي جورج بول (1815 ـ 1864م). واستمر في الاتجاه نفسه ارنست شرودر(1841 ـ 1902م)، وبيانو (1858 ـ 1932م)، وفريجه (1848 ـ 1925م) الذي كان منطقياً مرموقاً.

بيد أن هذا المنطق ظل مجهولاً عند معظم الفلاسفة، ولم تتجه الفلسفة الانجليزية للاهتمام به إِلاّ بعد نشر برتراند رسل لكتابه "أسس الرياضيات" في عام 1903م، وذلك إثر مقابلته مع الرياضي بيانو عام 1900م. وفي 1913م ظهر الكتاب الضخم "مبادئ الرياضيات" الذي اشترك في تأليفه رسل مع وايتهد، وهو المؤلف الذي أسرع من خطا تطور المنطق الرياضي.

وقد أثر المنطق الرياضي تأثيراً مزدوجاً على الفلسفة، فمن ناحية ظهر انه أداة دقيقة في تحليل المفاهيم والبراهين، وانه أداة يمكن تطبيقها على ميادين أخرى غير الرياضيات. ومن ناحية أخرى أدى المنطق الرياضي إلى إلقاء الضوء على مشكلات عتيقة، مثل مشكلة الثالث المرفوع وغيرها.

ب ـ الظاهراتية (الفنومنولوجيا)

يقوم المنهج الفنومنولوجي في أساسه على تحليل جوهر المعطى أو الظاهرة. وهو يمثل الاتجاه الثاني بعد المنطق الرياضي الذي ظهر في الفكر الأوروبي وساهم في قطع الجسور مع اتجاهات القرن التاسع. والاختلاف الرئيس بين هذا المنهج والمنطق الرياضي يتمثل في أن المنهج الفنومنولوجي لا يستخدم الاستنباط على الإطلاق، ولا يهتم إِلاّ قليلاً باللغة، ولا يقوم بتحليل الوقائع التجريبية بل بتحليل الماهيات.

ومؤسس هذا المنهج هو ادموند هوسرل(1859 _ 1938م) الذي كان قد درس الرياضيات والفلسفة في لايبتزيج وبرلين وفينا، قبل أن يصبح فيلسوفاً يطبع عصره بطابعه المنهجي الخاص. ولا يخلو فكر هوسرل من اللبس أحياناً والغموض أحياناً أخرى، لذلك قد لا يكون ممكناً تقديم عرضٍ موجزٍ يفصح عن تمام أبعاده.

ج ـ الوضعية المنطقية:

اسم أطلقه بلومبرج وفايجل عام 1931م على الأفكار الفلسفية الصادرة عن الجماعة التي أطلقت على نفسها (جماعة فينا). وقد أنشأت هذه الجماعة في أوائل العشرينات من القرن العشرين حلقةً للمناقشة غير رسمية بجامعة فينا، يتزعمها موريس شليك(1882 ـ 1936م) أستاذ كرسي العلوم الاستقرائية في هذه الجامعة.

ومن أعضاء هذه الجماعة البارزين رودلف كارناب(1891 ـ 1970م)، وفردريك فايزمان، وكلاهما تعلم تعليماً رياضياً في بداية الأمر، وكارل بوبر(1902 ـ 1991م). وانخرط في هذه الجماعة مجموعة من العلماء توزعت اهتماماتهم العلمية في عدة تخصصات، فمثلاً كان(هانزهان) و(كارل مينجر) و(كورت جودل) من علماء الرياضيات، بينما كان (أوتونيورات) عالم اجتماع، و(فكتور كرافت) مؤرخاً، و(فليكس كوفمان) رجل قانون، و(فيليب فرانك) أستاذ فيزياء بجامعة براغ. أما سبب لقاء هذه الجماعة في حلقة معرفية مشتركة، فيعود الى توحدها في هم مشترك بينها، يتمثل في الاهتمام بالمنهج كمدخل أساسي، والسعي لتأسيس الفلسفة العلمية أو التنظير للفلسفة علمياً من خلال ممارسة التحليل المنطقي، فضلاً عن السعي لتوحيد العلوم جميعا

والتأثير المباشر على فلسفة جماعة فينا جاء من كتابات هيوم، ومل، وارنست ماخ، وغيرهم، لكن التأثير الأكبر والأخطر جاء مباشرة من رسالة فتجنشتين(1889 ـ 1951م) "رسالة منطقية فلسفية" التي صدرت بالألمانية عام 1921م، وترجمت إلى الانكليزية عام 1922م.

وفي عام 1929م أصدرت جماعة فينا مؤلفاً بعنوان "حلقة فينا تصورها العلمي للعالم" أعلنت فيه عن أهدافها ومنهجها. وبعد ذلك بعام ابتاعت الجماعة صحيفة (حوليات الفلسفة) وأطلقت عليها اسماً جديداً هو مجلة (المعرفة) التي اشرف على تحريرها (كارناب) و(رايشنباخ)، واخذت تنشر أبحاث الوضعية المنطقية.

وبعد اشتهار الوضعية المنطقية عالمياً انفرط عقد جماعة فينا، ففي عام 1930م صار كارناب استاذاً بجامعة براغ، ورحل هربرت فايجل الى الولايات المتحدة، ومات هانزهان عام 1934، وقُتِل شليك على يد أحد تلامذته عام 1936م. ثم حضرت السلطات النازية نشاط الجماعة عام 1938م، فتوزع بقية أعضائها بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وأضحى كل عضو منهم يعمل بمفرده.

وينبغي الإشارة إلى أن الفلاسفة البارزين في الوضعية المنطقية كلهم من الألمان، لكن بعد أن ذاعت دعوتها تجاوب معها بعض الفلاسفة في أوروبا والولايات المتحدة، خاصة في بريطانيا، فقد تبنى أفكارها (ألفريد جويز آير) الذي اشتهر بوضعه كتاب "اللغة والصدق والمنطق" في عام 1926م، والذي كان من أكثر الكتب رواجاً بين الناطقين بالانكليزية وأشدها تأثيراً في الفكر الفلسفي في بريطانيا، سار فيه على خطى رسل وفتجنشتاين وجماعة فينا، ولكنه خرج على الشكل العام للوضعية المنطقية وأدخل عليه بعض عناصر التراث التجريبي البريطاني عن طريق باركلي وهيوم.

د ـ الوجودية:

تطلق الوجودية على اتجاهات فلسفية متعددة، تتفق على أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجودُه ماهيَّته، وان الإنسان لا يمكن فهمه إلا في المواقف التي يختارها لنفسه.

وتندرج في الوجودية اتجاهات يقول بعضها بوجودية مسيحية يمثلها كل من سورين كيركغارد (1813 ـ 1855م)، وغبرييل مارسيل(1889 ـ 1973م)، ووجودية ملحدة يمثلها كل من مارتين هيدغر(1889 ـ 1976م)، وجان بول سارتر(1905 ـ 1980م)، أو وجودية فردانية نجدها عند كيركغارد وسارتر، ووجودية منطبعة بالماركسية كما عند هنري لوفيفر. وقيل بوجودية لا تنطوي تحت هذه التصنيفات كوجودية كارل ياسبرز(1883 ـ 1969م)، وموريس مرلوبونتي(1908 ـ 1961).

لقد كان للوجودية تأثير واسع على الثقافة والأدب والفنون، مثلما نلاحظ في روايات ومسرحيات سارتر، وألبير كامو، وسيمون دي بوفوار، وجان جينيه وغيرهم، وامتد تأثيرها على مظاهر الحياة الاجتماعية لاسيما لدى الشباب.

هـ ـ مدرسة فرانكفورت:

نشأت هذه المدرسة في جامعة فرانكفورت حول معهد البحث الاجتماعي الذي تأسس عام 1923 م، وكان مؤسسوها أربعة من الفلاسفة وعلماء الاجتماع، وهم: ماكس هوركهايمر (1859 ـ 1973م) مؤسس معهد البحث الاجتماعي ومديره لمدة طويلة، وأدورنو(1903 ـ 1969م) الذي عمل أستاذاً في جامعة فرانكفورت، وماركوز (1898 ـ 1979م) الذي درس الفلسفة في برلين وفريبورج وحاضر في جامعات كولومبيا وهارفارد، وكان أستاذاً للفلسفة والسياسة في جامعة براندايز، ثم اصبح استاذاً للفلسفة في جامعة كاليفورنيا بسان ديبجو، وهابرماس (1929م) الذي كان أستاذا للفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة فرنكفورت ثم أصبح مديراً لمعهد ماكس بلانك في شتارنبرج. أسس المعهد (مجلة البحث الاجتماعي) لنشر أبحاث هذا الفريق، فكانت الأبحاث تحقيقاً لمشروع مشترك، وهو تأسيس النظرية النقدية للعلوم الاجتماعية في صيغة برنامج مشترك، وهو يعادل في الفكر المعاصر المذهب في الفلسفة الحديثة.

كانت هذه المدرسة تعمل كفريق مشترك، إذ يأخذ هوركهايمر الموقف، ويقوم زملاؤه بالبحث: (بولوك) في الاقتصاد السياسي، و(فروم) في التحليل النفسي، و(لوفنتال) في النقد الأدبي، و(ماركوز) في الفلسفة، و(أدورنو) في الموسيقى خاصة وفي النقد الادبي والتحليل النفسي وعلم الاجتماع عامة.

أجرت مدرسة فرنكفورت مراجعة شاملة للوعي الأوروبي تكويناً وبنية، وأعادت النظر في أهم مذاهب الفلسفة الغربية وتياراتها، وقد بيَّنَ هوركهايمر وأدورنو حدود التنوير بأنه أعلى ما وصل إليه الوعي الأوروبي، وأعلنا نهايته.

و ـ البنيوية:

بلغت البنيوية أو (البنائية) ذروة ذيوعها كاتجاه فكري فلسفي في الستينات من القرن العشرين، وبات مألوفاً بين المثقفين أن يُنظَر إليها كمذهب فلسفي يتسم بالشمول ويهدف إلى تقديم تفسير موحد لعدد واسع من قضايا الفكر والمعرفة، فقد امتدت إلى ميادين متنوعة انبسطت على عدة مجالات، ففي مجال اللغويات نجد (جاكوبسون) و(شومسكي)، وفي التحليل النفسي نجد (لاكان)، وفي النقد الأدبي (رولان بارت) الذي فتح عهداً جديداً في تفسير النصوص على أساس بنائي، وفي الفلسفة كان (ميشال فوكو) يبهر الجماهير بآرائه في كتابه (الكلمات والأشياء)، أما (التوسير) فقد كان يقرأ التراث الماركسي (رأس المال) قراءة بنائية جديدة، وكان عالم الانتربولوجيا (كلود ليفي شتراوس) يواصل جهوده الحثيثة في قراءة القرابة والأسطورة في المجتمعات التقليدية، هذه الجهود التي حققت مكانة بارزة للبنيوية بين المذاهب الفلسفية في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتعود الأفكار الأساسية لهذا المذهب إلى مؤسسها الأول السويسري فرديناند دي سوسير (1857 ـ 1913م) الذي عمل على تحديد موضوع علم اللغة، وان كان بعضٌ يذهب إلى أن مفهوم البنية وجد قبل سوسير في أعمال جان جاك روسو، وإمانويل كانط، وماركس، وفرويد، وغيرهم، بيد انه لم يصبح أداةً للتحليل وقاعدة لمنهج نظري معين إلا بعد عام 1928م.

وأبرز ما تمتاز به البنيوية فلسفياً هو محاربتها للنزعة التجريبية من جهة، وللنزعة التاريخية من جهة أخرى، فهي تذهب إلى أن العقل ينمو نمواً عضوياً بحيث تظل فيه صور هي أشبة بالنواة الثابتة، وان كنا نزيدها على الدوام توسيعاً وتعميقاً.

وبذلك تعتقد أنها انتقلت بدراسة الإنسان إلى مرحلة العلم المنضبط، وأوقفت النزعة التاريخية الطاغية، التي ترجع إلى القرن الثامن عشر، وطغت في القرن التاسع عشر، وكانت لها امتدادات قوية في القرن العشرين، تلك النزعة التي تؤكد على وجود اتصال واستمرار تاريخي بين الظواهر، فالحاضر كامن في الماضي، والمستقبل كامن في الحاضر، فجاءت البنيوية بتصور آخر لا يقوم على أساس أن التقدم يعني تراكماً تدريجياً لمكتسبات يضاف الجديد منها إلى القديم إضافة خارجية، وإنما يقوم على أساس أن الأفكار الجديدة هي مجرد توسيع لأفكار سبق ظهورها من قبل، فالعقل الإنساني لا يسير بطريقة جيولوجية، أي انه لا يضيف طبقة من المعرفة فوق طبقة أخرى، وإنما يسير بطريقة عضوية، يعيد فيها تَمثُّل القديم بطريقة أصعب وأعقد، ويحتفظ فيها ببنائه القديم، وان كان يدرك خلال تطوره أن ذلك البناء الذي كان يعد صحيحاً صحة مطلقة في وقت مضى لا يمثل إلا جانباً من الحقيقة، هو ذلك الجانب الذي كان عقلنا يستطيع بلوغه في ذلك الوقت.

بناء على ذلك يمكن القول إن طريق التقدم في نظر البنيوية يتمثل في أن كل تقدم يظل محتفظاً بالنواة المركزية، وان طريق المستقبل يمر بالماضي، وان طريق الوصول إلى الغد يتم من خلال مراجعة ما كان تم بالأمس. فالبذور القديمة موجودة دائماً، وكل ما يفعله الإنسان انه ينميها دائماً.

ز ـ ما بعد البنيوية:

منذ بداية السبعينات في القرن العشرين ظهرت محاولات في أوروبا لبناء فلسفة جديدة تملأ الفراغ الفلسفي في الثلث الأخير من هذا القرن، بعد تراجع البنيويه وتزايد الأعمال النقدية لمقولاتها، فولدت الفلسفة التفكيكية كأقوى اتجاه فلسفي معاصر من بين عدة اتجاهات بعد هذه الفترة، وأصبحت هي السائدة في فرنسا، وانتشرت بعد ذلك في الولايات المتحدة واليابان.

ورائد هذه الفلسفة الفيلسوف الفرنسسي جاك دريدا(1930) الذي بدأ بالظاهريات ثم ثنى بهيدغر، ثم تميز بعد ذلك بتحليلاته اللغوية الفلسفية الخاصة وأسس "الكلية الفلسفية" لممارسة الفلسفة التفكيكية كفريق.

وكان الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز (مات منتحراً سنة 1996م) الذي جمع بين النقد الأدبي والفلسفة من أشهر الممثلين لهذه المدرسة.

وتمثل التفكيكية آخر صرخة للوعي الأوروبي فهي ليست الحداثة بل ما بعد الحداثة، وليست البنيوية بل ما بعد البنيوية، ويقوم منهجها على تحليل وتفكيك بنية العلوم الإنسانية، فقد بدأت انطلاقة دريدا عام 1967م عندما أصدر كتاباً بفرنسا نقض فيه الفكر الغربي منذ أفلاطون في العصر اليوناني إلى هيدغر وشتراوس في هذا العصر، وحاول تشريح أعمال الفلاسفة كيما ينقضها من داخلها، فصار كل فيلسوف ينقض مقولاته بأفكاره، من خلال تفكيك أعماله وقراءتها قراءة ما يحجبه الخطاب ويخفيه.

وعلى هذا يهتم دريدا بالبحث عن ألفاظ التفكيك في الخطاب وليس ألفاظ الربط، فهو يؤسس منطق الاختلاف وليس منطق الهوية، فالأجزاء لها الأولوية على الكل، والهدم قبل البناء.

وبالتالي تبدو فلسفته وكأنها مراجعة حساب الوعي الأوروبي لنفسه، ويذكر دريدا مصطلح (نهاية الزمان) ويكثر الإشارة للغرب، وكأن الغرب قد وصل إلى نهايته دون مخلص جديد، فالفلسفة التفكيكية مراجعة الوعي الأوروبي لذاته، مفككاً نفسه بنفسه.

أضافها ممارش عبد الكريم في جدع مشترك @ 08:50 م


http://goldlif.jeeran.com/blog/archive/2009/2/813787.html

hano.jimi
2012-02-06, 18:59
مرحبا، أبحث عن كتاب سعد الدين الشاذلي " الخيار العسكري العربي" لمن استطاع إيجاده لأني عجزت عن ذلك فلا هو متوفر في المكتبات و لا على صفحات الأنترنيت و شكرا مسبقا.

للاسف وجدت مراجع لسعد الشاذلي لحرب اكتوبر لكن لم اجد الخيار العسكري شكرا

hano.jimi
2012-02-06, 19:10
اريد مساعدة في مذكرتي بعنوان عقد التسيير في القانون المدني الجزائري وجزاكي الله خيرا

وجدت التسيير الحر
ان كان صحيح اخبريني شكرا

sola 17
2012-02-09, 12:24
انا ابحث عن مراجع لمذكرتي بعنوان عقد التسيير في القانون المدني الجزائري

sola 17
2012-02-09, 12:26
لا ليس التسيير الحر وشكرا

hano.jimi
2012-02-09, 20:30
http://www.4shared.com/dir/16168496/910c9d7f/_____.html

مواضييع عن قانون مدني

hano.jimi
2012-02-09, 20:40
انا ابحث عن مراجع لمذكرتي بعنوان عقد التسيير في القانون المدني الجزائري



القانون المدني الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القانون المدني الجزائري


الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة العدل

القانون المدني الجزائري

أمر رقم 75-58 مؤرخ في 20 رمضان عام 1395 الموافق 26 سبتمبر سنة 1975 يتضمن القانون المدني معدل ومتمم.

باسم الشعب

إن رئيس الحكومة، رئيس مجلس الوزراء،

- بناء على تقرير وزير العدل، حامل الأختام،

- وبمقتضى الأمرين رقم 65-182 ورقم 70-53 المؤرخين في 11 ربيع الأول عام 1385 الموافق 10 يوليو سنة 1965، 18 جمادى الأول عام 1390 الموافق 21 يوليو سنة 1965 المتضمنين تأسيس الحكومة.

- وبعد استطلاع رأي مجلس الوزراء،

يأمر بما يلي:

الكتاب الأول

أحكام عامة

الباب الأول

آثار القوانين و تطبيقها

المادة الأولى : يسري القانون على جميع المسائل التي تتناولها نصوصه في لفظها أو في فحواها.

وإذا لم يوجد نص تشريعي، حكم القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة الإسلامية، فإذا لم يوجد فبمقتضى العرف.

فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة.

المادة 2 : لا يسري القانون إلا على ما يقع في المستقبل ولا يكون له أثر رجعي. و لا يجوز إلغاء القانون إلا بقانون لاحق ينص صراحة على هذا الإلغاء.

وقد يكون الإلغاء ضمنيا إذا تضمن القانون الجديد نصا يتعارض مع نص القانون القديم أو نظم من جديد موضوعا سبق أن قرر قواعده ذلك القانون القديم.

المادة 3: تحسب الآجال بالتقويم الميلادي ما لم ينص القانون على خلاف ذلك.

المادة 4 : تطبق القوانين في تراب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ابتداء من يوم نشرها في الجريدة الرسمية.

تكون نافذة المفعول بالجزائر العاصمة بعد مضي يوم كامل من تاريخ نشرها و في النواحي الأخرى في نطاق كل دائرة بعد مضي يوم كامل من تاريخ وصول الجريدة الرسمية إلى مقر الدائرة ويشهد على ذلك تاريخ ختم الدائرة الموضوع على الجريدة.

المادة 5: يخضع كل سكان القطر الجزائري لقوانين الشرطة والأمن.

الفصل الأول

تنازع القوانين من حيث الزمان

المادة 6: تسري القوانين المتعلقة بالأهلية على جميع الأشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها.

وإذا صار شخص توفرت فيه الأهلية، بحسب نصوص قديمة، عديم الأهلية بحسب نصوص جديدة، فإذا ذلك لا يؤثر في تصرفاته السابقة.

المادة 7: تطبق النصوص الجديدة المتعلقة بالإجراءات حالا. غير أن النصوص القديمة هي التي تسري على المسائل الخاصة ببدء التقادم، ووقفه، وانقطاعه، فيما يخص المدة السابقة على العمل بالنصوص الجديدة.

و كذلك الحال فيما يخص آجال المرافعة.

المادة 8 : تخضع البينات المعدة مقدما للنصوص المعمول بها في الوقت الذي أعدت فيه البنية أو في الوقت الذي كان ينبغي فيه إعدادها.





الفصل الثاني

تنازع القوانين من حيث المكان

المادة 9 : يكون القانون الجزائري هو المرجع في تكييف العلاقات المطلوب تحديد نوعها عند تنازع القوانين الواجب تطبيقه.

المادة 10 : تسري القوانين المتعلقة بالحالة المدنية للأشخاص و أهليتهم على الجزائريين ولو كانوا مقيمين في بلاد أجنبية.

ومع ذلك ففي التصرفات المالية التي تعقد في الجزائر وتنتج آثارها فيها، إذا كان أحد الطرفين أجنبيا ناقص الأهلية يرجع إلى سبب فيه خفاء لا يسهل تبينه، فإن هذا السبب لا يؤثر في أهليته و في صحة المعاملة أما الأشخاص الاعتبارية الأجنبية من شركات، وجمعيات، ومؤسسات، وغيرها التي تمارس نشاطا في الجزائر فإنها تخضع للقانون الجزائري.

المادة 11 : الشروط الخاصة بصحة الزواج يطبق عليها القانون الوطني لكل من الزوجين.

المادة 12 : يسري قانون الدولة التي ينتمي إليها الزوج وقت انعقاد الزواج على الآثار التي يرتبها عقد الزواج فيما يعود منها إلى المال.

يسري على انحلال الزواج القانون الوطني الذي ينتمي إليه الزوج وقت رفع الدعوى.

المادة 13 : يسري القانون الجزائري وحده في الأحوال المنصوص عليها في المادتين 11 و 12 إذا كان أحد الزوجين جزائريا وقت انعقاد الزواج، إلا فيما يخص أهلية الزواج.

المادة 14 : يطبق القانون الوطني على الالتزام بالنفقة بين الأقارب للمدين بها.

المادة 15 : يبين قانون الشخص الذي يجب حمايته القواعد الموضوعية الخاصة بالولاية والوصاية والقوامة وغيرها من النظم المتعلقة بحماية المحجورين، والغائبين.

المادة 16 : يسري على الميراث، والوصية، وسائل التصرفات التي تنفذ بعد الموت، قانون الهالك أو الموصي أو من صدر منه التصرف وقت موته.

غير أنه يسري على شكل الوصية، قانون الموصي وقت الإيصاء، أو قانون البلد الذي تمت فيه الوصية، وكذلك الحكم في شكل سائر التصرفات التي تنفذ بعد الموت.

المادة 17 : يسري على الحيازة، والملكية، والحقوق العينية الأخرى، قانون موقع العقار، و يسري بالنسبة إلى المنقول، قانون الجهة التي يوجد فيها هذا المنقول وقت تحقيق السبب الذي ترتب عليه كسب أو فقد الحيازة، أو الملكية، والحقوق العينية الأخرى.

المادة 18 : يسري على الالتزامات التعاقدية، قانون المكان الذي ينبرم فيه العقد ما لم يتفق المتعاقدان على تطبيق قانون آخر.

غير أن العقود المتعلقة بالعقار يسري عليها قانون موقعه.

المادة 19 : تخضع العقود ما بين الأحياء في شكلها لقانون البلد الذي تمت فيه، و يجب أيضا أن تخضع لقانون الوطن المشترك للمتعاقدين.

المادة 20 : يسري على الالتزامات غير التعاقدية، قانون البلد الذي وقع فيه الفعل المنشئ للالتزام.

غير أنه فيما يتعلق بالالتزامات الناشئة عن الفعل الضار، لا تسري أحكام الفقرة السابقة على الوقائع التي تحدث في الخارج وتكون مشروعة في الجزائر وان كانت تعد غير مشروعة في البلد الذي وقعت فيه.

المادة 21 : لا تسري أحكام المواد السابقة إلا حيث لا يوجد نص على خلاف ذلك، في قانون خاص، أو معاهدة دولية نافذة في الجزائر.

المادة 22 : في حالة تعدد الجنسيات، يطبق القاضي الجنسية الحقيقية.

غير أن القانون الجزائري هو الذي يطبق إذا كانت للشخص في وقت واحد بالنسبة إلى الجزائر، الجنسية الجزائرية، و بالنسبة إلى دولة أو عدة دول أجنبية جنسية تلك الدولة.

وفي حالة انعدام الجنسية يعين القاضي القانون الواجب تطبيقه.

المادة 23 : متى ظهر من الأحكام الواردة في المواد المتقدمة أن القانون الواجب التطبيق هو قانون دولة معينة تتعدد فيها الأنظمة التشريعية فان القانون الداخلي لتلك الدولة هو الذي يقرر رأي النظام التشريعي الذي يجب تطبيقه.

المادة 24 : لا يجوز تطبيق القانون الأجنبي بموجب النصوص السابقة إذا كان مخالفا للنظام العام، أو الآداب في الجزائر.

http://www.alg17.com/vb/showthread.php?p=19572

hano.jimi
2012-02-09, 20:51
انا ابحث عن مراجع لمذكرتي بعنوان عقد التسيير في القانون المدني الجزائري

http://www.4shared.com/office/NLTLG-EN/______.html

hano.jimi
2012-02-09, 20:58
المكتبة الاقتصادية (كتب إقتصادية بعاشرات حمل مباشرة من هنا)http://elmajd.maktoobblog.com/1315414/kotob2/

hano.jimi
2012-02-09, 21:08
انا ابحث عن مراجع لمذكرتي بعنوان عقد التسيير في القانون المدني الجزائري

http://elmajd.maktoobblog.com/1315414/kotob2/


المكتبة الاقتصادية (كتب إقتصادية بعاشرات حمل مباشرة من هنا)

sola 17
2012-02-10, 12:47
لم تفهم قصدي اريد مراجع وكتب تخص عقد التسيير

Annaba 23
2012-02-12, 19:51
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته
تحيّة خاصّة للأخت بارك اللّه فيك. من فضلك أحتاج إلى قائمة مراجع و مصادر ( كتب ) تخص موضوع بحثي " تأثيرات الهاتف النقال على الطلبة
شكرا لك و أجرك عند اللّه

sola 17
2012-02-13, 09:35
ساعدوني في مراجع وكتب تخص عقد التسيير فانا بامس الحاجة اليها ارجو ان تساعدوني من فضلكم

hano.jimi
2012-02-14, 21:15
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته
تحيّة خاصّة للأخت بارك اللّه فيك. من فضلك أحتاج إلى قائمة مراجع و مصادر ( كتب ) تخص موضوع بحثي " تأثيرات الهاتف النقال على الطلبة
شكرا لك و أجرك عند اللّه


دراسة علمية عن التاثيرات الاجتماعية لاستخدامات الشباب للهاتف المحمول

دراسة علمية عن التاثيرات الاجتماعية لاستخدامات الشباب للهاتف المحمول

قام الدكتور عبدالوهاب جودة، أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة عين شمس- جمهورية مصر العربية بدراسة ميدانية حول استخدامات الشباب للهاتف المحمول، واتمت الدراسة على عدة محاور يمكن عرضها على النحو الآتي:-

أولا: الهدف من الدراسة: تكمن أهمية الدراسة في محاولة فهم وتفسير العلاقات المتبادلة بين ظاهرة استعمال الهاتف النقال والبناء الاجتماعي الثقافي العربي؛ والوقوف علي طرق، وعادات استعمال الأفراد للهاتف، وطرح المقترحات المناسبة لتوجيه استعمالاته الوجهة الرشيدة.
ثانيا: مشكلة البحث: تحددت مشكلة البحث في التساؤل الرئيس التالي " ما التأثيرات الاجتماعية لاستخدام الهاتف النقال لدي الشباب الجامعي؟ ". وللإجابة عن التساؤل الرئيسي تحاول الدراسة الإجابة عن الأسئلة الفرعية الآتية:-
1- ما أنماط استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف النقال؟
2- ما مبررات استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف النقال؟
3- ما علاقة استخدام الشباب الجامعي للهاتف النقال بالتحرر من الأماكن المحلية؟
4- ما العلاقة بين استخدام الهاتف النقال والتمايز الاجتماعي بين الشباب؟
5- ما تأثيرات استخدام الهاتف النقال علي العلاقات الأسرية للشباب؟
6- ما علاقة استعمال الهاتف بالاغتراب لدي الشباب؟
7- ما تأثير استخدام الهاتف النقال علي منظومة القيم الاجتماعية لدي الشباب؟
8- ما أنماط استخدام الشباب للهاتف في مجال التعليم؟ وما تأثيراته التعليمية؟
ثالثا: الإطار النظري للدراسة: تناولت الدراسة الرؤى المختلفة لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة و التغير الاجتماعي؛ لاسيما المداخل الحديثة كمدخل العولمة وتكنولوجيا المعلومات، وما بعد الحداثة، لتوضيح العلاقات المتبادلة بين السياق الثقافي والتكنولوجيا، وعلاقات القوة؛ والرؤى المطروحة حول استخدامات الهاتف المحمول عالميا؛ كما استفادت الدراسة من التراث النظري المتاح حول ظاهرة استخدام المحمول.
رابعا: الإجراءات المنهجية للدراسة
اعتمدت الدراسة علي المدخل السوسيوأنثربولوجي مستخدمة الأسلوب الوصفي التحليلي ( كميا وكيفيا ) في دراسة أبعاد ظاهرة استعمال الهاتف الجوال، ومدي تأثيراتها علي الحياة الاجتماعية للشباب الجامعي العربي. ولتحقيق أهداف الدراسة اتبع الباحث عدة إجراءات منهجية تمثلت في الخطوات الآتية:-
1- مصادر البيانات: اعتمدت الدراسة علي مصدرين أساسيين في الحصول علي البيانات والحقائق اللازمة لتحقيق الأهداف؛ المصدر الأول بشري، تمثل في طلاب جامعتي عين شمس بمصر والسلطان قابوس بسلطنة عمان باعتبارهم مجتمعي الدراسة المسحية؛ كما تضمن أيضا طلاب الجامعات المصرية المختلفة والتي تم ملاحظة طرق استعمالهم للهاتف الجوال أثناء حضورهم الدورات التدريبية بمعسكر إعداد القادة بحلوان خلال الأربع سنوات الماضية، وكذا أثناء اللقاءات الشبابية المجمعة بمختلف الجامعات؛ إضافة إلي معايشة طلاب الجامعات العربية خلال شهر مارس من كل عام أثناء مشاركتهم في مهرجان أيام الشعوب بجامعة عين شمس؛ كما استقي الباحث البيانات والمشاهدات من طلاب الجامعات السورية من خلال معايشتهم 17 يوما بسورية خلال يوليو 2005 أثناء رئاسته للوفد الثقافي المصري إلى جامعة حلب . المصدر الثاني: وثائقي ( رمزي )، تمثل في نصوص الرسائل النصية المتاحة والمتداولة بين الشباب؛ حيث تم تجميع 1380 رسالة نصية، منها 850 رسالة من الشباب المصري، 530 رسالة نصية من الشباب العربي عير المصري.
2- مجتمع البحث: اقتصرت الدراسة المسحية بالعينة علي مجتمعين فقط هما: جامعة عين شمس بمصر، وجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان. أما بالنسبة للمجتمعات العربية الأخرى أنفة الذكر، اقتصر الباحث فيها علي المقابلات والملاحظات المباشرة والمناقشات الجماعية فقط.
3- عينة البحث: اعتمد الدراسة المسحية علي أسلوب العينة العمدية( غير الاحتمالية ) في اختيار المفردات، مستخدمة طريقتي الحصة وكرة الثلج في اختيار المفردات، حيث روعي تمثيل العينة لجميع الكليات العلمية والأدبية، وكذا جميع الفرق الدراسية بالجامعتين محل الدراسة المسحية؛ والحصول علي مفرداتها من خلال معرفة وترشيح الطلاب من مستخدمي الهاتف المحمول شريطة أن يكون مضي علي اقتناءه 6 أشهر علي الأقل؛ وقد بلغ حجم العينة 569 مفردة.
4- طرق وأدوات البحث: لتحقيق أهداف البحث، لم تقتصر الدراسة علي أداة المسح ( الاستبيان) فقط، وإنما تنوعت أدوات جمع الحقائق والبيانات، حيث تمثلت في الآتي:-
أ‌- طريقة المسح الاجتماعي، باستخدام أداة الاستبيان، حيث تم تصميم صحيفة استبيان تضمنت خمسة محاور هي: الأول: يتصل بالبيانات الأساسية؛ والثاني: يتعلق بأنماط استخدام الشباب الجامعي للهاتف؛ والثالث: يتعلق بمبررات استخدامهم له؛ والرابع: يتصل بالتأثيرات الاجتماعية والثقافية للهاتف؛ والأخير: يتعلق بتأثيرات استعمال الهاتف علي قواعد النظام التعليمي.
ب‌- طريقة مجموعات النقاش البؤرية، حيث تم عقد 8 مجموعات بؤرية بجامعة عين شمس خلال فبراير 2005، كما تم عقد 8 مجموعات بجامعة السلطان قابوس خلال أكتوبر2005، استخدم فيهم دليل المناقشة الجماعية تضمن أربع محاور شملت أنماط استخدام الهاتف، وتأثيراته المختلفة.
ت‌- طريقة الملاحظة المباشرة: حيث اعتمد الباحث علي الملاحظة بنوعيها البسيط والمعايشة للكثير من الطلاب داخل الجامعة، وأثناء تنفيذ فعاليات الأنشطة الطلابية، والمعسكرات الشبابية الطويلة؛ إضافة إلي ملاحظة السلوكيات الطلابية داخل قاعات المحاضرات.
ث‌- المقابلات المفتوحة، والمناقشات الجماعية: حيث أجري الباحث مقابلات متعمقة مع عديد من طلاب الجامعات المصرية والعربية التي اتيح له التواجد معهم؛ إضافة إلي إجراء الحوارات والنقاشات مع الطلاب أثناء انعقاد المحاضرات.
ج‌- طريقة تحليل المضمون مستخدما قراءة النص: حيث تم تحليل مضمون الرسائل النصية والمصورة التي تم جمعها وتصنيفها بهدف معرفة أنماطها والمعاني التي تعكسها للكشف عن قيم وتوجهات الشباب الجامعي.
5- خطة الدراسة الميدانية وتحليل البيانات: بعد تحديد هدف الدراسة ووضع المخطط المنهجي لها، وإعداد أدوات جمع المعلومات، بدأ الباحث في جمع البيانات والحقائق والمشاهدات الامبيريقية. وقد تم تنفيذ الدراسة المسحية علي فترتين زمنيتين، حيث تم تطبيق المرحلة الأولي في جامعة عين شمس خلال الفترة من نوفمبر 2004 وحتى مارس 2005. أما المرحلة الثانية قد تم تنفيذها خلال الفترة من سبتمبر- أكتوبر 2005 بعد انتقال الباحث للعمل بجامعة السلطان قابوس. وخلال الفترة من 2004وحتي 2005 استطاع الباحث جمع بيانات وملاحظات عديدة، حول أنماط استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف المحمول وتأثيراته المختلفة.
أأما تحليل البيانات، فقد استخدم الباحث المنظومة الإحصائية SPSS في تحليل البيانات، معتمدا علي أساليب التحليل الوصفي( الأوزان النسبية لكافة المتغيرات )، واستخدام المقارنة الوصفية البسيطة بين الشباب المصري والشباب الخليجي.
سادسا: النتائج النهائية: انتهت الدراسة إلي تشكل ثقافة للهاتف المحمول لدي الشباب العربي، تلك الثقافة التي تكونت تدريجيا بعناصرها المادية المتمثلة في الأجهزة وتقنياتها المختلفة، والعناصر المعيارية المتمثلة في أسلوب استعمالاته المتنوعة، وتوقيتاته وما تعكسه من معايير وقيم واتجاهات ومعارف، وما تشكله من وجدان، وتأثيراتها علي البناء الاجتماعي. ويمكن توضيح ذلك في النقاط الآتية:-
1- علي مستوى استعمال الشباب للهاتف: توصلت الدراسة إلي سيادة استخدام الشباب الجامعي للهاتف، ومتابعة كل جديد في عالم الهواتف، والتتبع المتقدم لتقنياته المختلفة واستخدامها. كما اتضح أن الهاتف النقال قد أدي إلي تغيير نمط التفاعل والتواصل الاجتماعي بين الأفراد، عن طريق المكالمات والمحادثات، والتواصل عن طريق التراسل بمختلف أنواعه، كالتراسل النصي، والتراسل والتواصل متعدد الوسائط باستخدام النص، و الأشكال والنماذج، والفيديو كليب والانترنت؛ الأمر الذي أدي إلي تشكيل ثقافة الرسائل النقالة بين الأفراد، لاسيما الشباب. وتوصلت الدراسة إلي أن دوافع استعمال الهاتف في التفاعل الاجتماعي تتحدد في التواصل مع الأهل والأصدقاء، وحفظ المذكرات، وترتيب المواعيد وتنظيم الوقت، والتسلية والترفيه وملئ وقت الفراغ، والتفاخر وإعلاء الذات، ومتابعة الأخبار والأحداث. وتبين غلبة الطابع السلبي علي استخدام الشباب العربي للهاتف، حيث التركيز علي الاستعمالات غير المفيدة، والمحادثات الغرامية والعاطفية، لاسيما من خلال الرسائل النصية.
2- على مستوي التأثيرات الاجتماعية: كشفت الدراسة عن وجود تأثيرات اجتماعية وثقافية لاستخدامات الشباب الجامعي للهاتف النقال، منها ما هو إيجابي يتمثل في تأكيد التواصل بين الأسرة والأبناء، والقدرة على متابعتهم وهم خارج نطاق المنزل، لاسيما الفتيات، وقدرة الأسرة على ممارسة الضبط الاجتماعي؛ إلاَّ أن التأثيرات الاجتماعية ذات الطابع السلبي لاستعمال الهاتف النقال كانت هي الأوضح بين الشباب الجامعي العربي، حيث اتضح الآتي:-
أ- إعادة صياغة العلاقات الأسرية، نتيجة تغير القواعد والمعايير الضابطة للسلوك الاجتماعي بين أفراد الأسرة في كلا المجتمعين، وقد تمثل ذلك في انتهاك القواعد التقليدية للسلوك الأسري، حيث أتاح الهاتف النقال تسهيل المحادثات بين الشباب من الجنسين دون علم الأسرة، وفي أوقات متأخرة من الليل بعد خلود الآباء إلى النوم، وغياب الأشقاء، لاسيما الكبار من الذكور؛ والمساعدة على انتشار الكذب بين الشباب وأسرهم، وإثارة الشكوك بين الجميع، علاوة على تناقل الأخبار، وإفشاء أسرار الأسرة إلى الآخرين، مما أدى إلى حدوث الكثير من التوترات الأسرية.
ب- زيادة درجة الاغتراب الاجتماعي لدى الشباب الجامعي، وانعزاله عن سياقة الاجتماعي العام، بانكفائه على الذات، والتوحد مع جهازه النقال، واختزال العلاقات الاجتماعية إلى أقل عدد محدود من الأصدقاء، لاسيما المحبين والتواصل معهم على مدار الساعة، والابتعاد عن المحيطين من الأصدقاء والزملاء، وحتى أفراد الأسرة، الأمر الذي أدى وبالضرورة إلى ضعف الحوارات الشخصية، والتفاعلات الاجتماعية وجها لوجه، وفقدان المعنى الاجتماعي للجلسات الاجتماعية، حتى داخل الأسرة، ومن ثم فقدان المؤانسة الاجتماعية.
ج- زيادة التحول في أنساق القيم الاجتماعية، والمساهمة في تأكيد قيم الرأس مالية، تلك القيم التي تدعوا إلى الفردية، والتخصصية، والاهتمام بالربح، أو المكسب السهل السريع، والاهتمام بالمظهر، والبعد عن القيم الجماعية، والتقليدية. لقد أتاح الهاتف النقال انتشار منظومة قيمية متصاعدة بين الشباب الجامعي بمجتمع الدراسة على السواء، قيم تتسم بالاهتمام والتأكيد على المظهرية والتفاخر، والمباهاه الاجتماعية، والميل إلى الاستهلاك البذخي والترفي، والميل إلى الاقتراض والديون، وفقدان قيم الترشيد.
د- شيوع أنماط من الانحرافات والسلوكيات الشاذة التي تخرج عن قواعد الذوق العام، واللياقة الاجتماعية، كالانحراف السلوكي، واللجوء إلى نشر الأخبار الكاذبة، وتداولها فيما بينهم، وتلويث سمعة الآخرين من الزملاء والأساتذة.
هـ- التحرر من الأماكن والبيئات المحلية، وسهولة التنقل خارج المجتمع المحلي. لقد مكن الهاتف النقال – كوسيلة اتصال – الأفراد من التواصل والتفاعل الاجتماعي عبر المسافات الطويلة، في أي مكان وزمان، وتخطى كافة الحواجز المكانية والتحرر منها، وعدم الشعور بالغربة، أو العزلة الاجتماعية، وتحمل فترات الغياب عن الأسرة، أثناء الدراسة، أو أثناء الرحلات الطويلة، لاسيما بالمجتمع العماني نتيجة تميزه بتضاريس وجبال وعرة، وتباعد المسافات بين الأماكن، ووجـود الغالبيـة العظمـى ( أكثر من 90% من طلاب الجامعة ) مغتربين عن أسرهم.
3- على مستوي التأثيرات التعليمية: انتهت الدراسة الميدانية إلى وجود تأثيرات إيجابية للهاتف النقال داخل النظام التعليمي، وأخرى سلبية. واتضحت التأثيرات الإيجابية في تأكيد التواصل بين الطلاب وبعضهم البعض، والتواصل مع إدارة الجامعة، لاسيما بين طلاب جامعة السلطان قابوس، والتواصل مع أعضاء هيئة التدريس، الاستفسار عن بعض المشكلات التعليمية، ومعرفة نتائج الامتحانات. أما التأثيرات السلبية في المجال التعليمي والتي كشفت عنها الدراسة، تمثلت في انتهاك قواعد النظام التعليمي، وتتمثل في: إعادة صياغة القواعد العامة للسلوك الاجتماعي داخل الحرم الجامعي، والميل إلى إتباع سلوكيات تثير الإزعاج، وعدم مراعاة الذوق العام. كما تبين انتهاك الشباب لقواعد النظام التعليمي، وتخطى القواعد المعمول بها أكاديمياً، لاسيما فيما يتعلق باختراق قواعد التعامل والاحترام داخل قاعات الدراسة، حيث انشغال الغالبية من الطلاب، بل التوحد بالهاتف أثناء المحاضرة، والانعزال عن الأستاذ المحاضر، وإرسال الرسائل واستقبالها، وتبادل المعلومات والقفشات والمزاح فيما بينهم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدي الطلاب. إضافة إلي ذلك، المساعدة على تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات، وابتكار وسائل جديدة في تناقل واستقبال الإجابات على أسئلة الامتحانات دون علم الآخرين، لاسيما بعد ابتكار خدمات تقنية حديثة " كالبلوتوث".
- المقترحات: انطلاقا من العرض السابق، و بناء علي الاستنتاجات السابقة، يتضح تأثير السياق الثقافي الاجتماعي المحلي والعالمي في انتشار وتيسير ثقافة استعمال الهاتف النقال لدي الشباب العربي، ذلك السياق الذي يتسم بالتطور والنمو السريع تكنولوجيا ومعلوماتيا؛ إضافة إلي نمو التوجهات الرأسمالية وانتشار الشركات الرأسمالية في مجال الاتصالات والبحث عن آليات متجددة لاستمالة وجذب أكبر عدد من المستهلكين لخدماتها، ومن ثم تعزيز ثقافة الاستهلاك، لاسيما في مجال استعمل الشباب للهاتف النقال الذي، وما أتاحه من خصوصية وحرية متكاملة في مجال الاتصال والتفاعل الاجتماعي؛ هذا الوضع يتطلب تكاتف الجهود المختلفة لمواجهة تأثيرات تلك الظواهر؛ ولموجهة التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا، لاسيما وسائل الاتصال يجب مراعاة الآتي:-
1- ضرورة تخصيص وحدات أو أقسام داخل مراكز البحوث الاجتماعية والتربوية، تتولي رصد الظواهر الثقافية- الاجتماعية المستجدة، المصاحبة للتغير الاجتماعي، والتقدم التكنولوجي، كالمعلوماتية، والانترنت، والهواتف النقالة، والهندسة الو راثية..الخ؛ وتشخيص التأثيرات المتبادرة بين تلك الظواهر وعناصر البناء الاجتماعي، وانعكاساتها علي الأفراد، وتقديم الحلول الفورية لمواجهة آثارها، ونشر ثقافة متكاملة الجوانب حيال ترشيد استعمالاتها.
2- ضرورة عقد مؤتمرات وندوات علمية يناقش فيها التطورات التكنولولوجية وانعكاساتها علي البناء الاجتماعي بنظمه المختلفة، وتحديد السبل المختلفة لترشيد استخدامها وإمكانية الحد من آثارها، والمساهمة في صياغة ونشر الثقافة الايجابية حول التكنولوجيا، وتعظيم الاستفادة منها، لاسيما في مجال التعليم والتدريب.
3- ضرورة الانتهاء من تلك اللقاءات العلمية العربية إلي صياغة ميثاق عربي حيال استعمال الهاتف النقال، لاسيما بين المراهقين والشباب، وتحديد القواعد اللازمة للحد من سؤ استعماله، وأخطاره السلبية علي الأخلاقيات والمعايير ومنظومة القيم الاجتماعية.
4- تشكيل ثقافة ايجابية فيما يتصل بترشيد وتوجيه استعمال الأفراد للهاتف المحمول واستغلاله الاستغلال الأمثل، وتدعيم دوره في مجال التفاعل الاجتماعي. يتطلب القضاء علي هذا الوضع تطوير ثقافة موجهة؛ ثقافة تتميز بالديناميكية والمرونة، وقوة التأثير والإقناع، والقدرة علي توضيح الآثار المدمرة لسوء استعمال الهاتف. ولكي تكتسب الثقافة هذه الصفات يجب أن تبني علي أسس علمية، وتعتمد علي تفعيل دور المؤسسات الموكل إليها القيام بمهمة إنتاج الثقافة، وهي المؤسسات الحكومية، والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني كالأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية، والهيئات التطوعية المؤمنة بضرورة مواجهة التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا
5- ضرورة وضع مجموعة من الإجراءات والقواعد التي تنظم عملية استعمال الهاتف الجوال في التفاعل والتواصل الاجتماعي داخل النظام التعليمي، لاسيما فيما يتعلق بمدي استعماله داخل قاعات الدراسة وأثناء المحاضرات، وأثناء انعقاد الاختبارات، والحد من عمليات الغش ( الغش الالكتروني، أو الخلوي )، وكذا تحديد استعماله، وتلافي الضوضاء وعشوائية التفاعل الاجتماعي داخل الحرم الجامعي.
ثامنا: المراجع والهوامش: 88 مرجع، منهم 4 مراجع عربية، 84 مرجع أجنبي.
كان الباحث مسئولا عن الإشراف العام علي قطاع رعاية الشباب والطلاب بجامعة عين شمس خلال الفترة من 2002 وحتى نهاية 2005 ومسئولا عن كافة اللقاءات والمهرجانات المحلية والدولية التي تعقدها أو تشترك فيها الجامعة مما أتيح له ملاحظات امبيريقية هائلة حيال الظاهرة. مرسلة بواسطة د. عبدالوهاب جودة الحايس في 01:30 ص التسميات: التأثيرات الاجتماعية لاستخدام الهاتف المحمول

http://elhyes-abdelwahab.blogspot.co...blog-post.html
المصدر: منتدى كــــــــل شيء : كـــــــل ما تريد


Read more: http://kolchi.tv/vb/showthread.php?t=13580#ixzz1mOBRhWPQ

http://kolchi.tv/vb/showthread.php?t=13580

hano.jimi
2012-02-14, 21:30
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته
تحيّة خاصّة للأخت بارك اللّه فيك. من فضلك أحتاج إلى قائمة مراجع و مصادر ( كتب ) تخص موضوع بحثي " تأثيرات الهاتف النقال على الطلبة
شكرا لك و أجرك عند اللّه

رسالة
زهرة البنفسج



عدد المساهمات: 10
تاريخ التسجيل: 17/10/2010


موضوع: استخدام الهاتف النقال في المدارس الأربعاء أكتوبر 20, 2010 9:56 pm
ظاهرة أستخدام الهاتف النقال في المدارس؟؟؟؟؟؟؟؟ فقلت انشره بالمنتدى واخذ آرائكم فاللي حاب انه يعطينا رايه اتمنى انه يكتبلي هذه المعلومات قبل لا يجاوب على أي سؤال الاسئلة كالتالي :* هل أنت مؤيد أم معارض لهذه الظاهرة . ولماذا ؟* برأيك ما هو سبب المشكلة ؟* ما هو الدافع اوالحاجة التي تجعل الطلاب او الطالبات القيام باستخدام الهواتف النقالة في المدارس ؟* هذه الظاهرة برأيك مع أي جنس منتشرة أكثر الطلاب أم الطالبات ؟* هل إهمال الأهل لأبنائهم يؤدي إلى تفاقم المشكلة أم أنها عقلية الطالب فقط . ولماذا ؟* ما هي الطرق التي يمكن ان يتبعها الأهل للحد من انتشار هذه الظاهرة ؟* تخيل نفسك في منصب مدير مدرسة ونسبة كبيرة من الطلاب يستخدمون الهواتف النقالة . ماذا كنت ستفعل للحد من انتشار الظاهرة الى جميع طلاب المدرسة ؟* ما الآثارالمترتبة عن انتشار هذه الظاهرة أنتضر مشاركاتكم

...بنت أطيب إنسان...



عدد المساهمات: 6
تاريخ التسجيل: 02/10/2010


موضوع: رد: استخدام الهاتف النقال في المدارس الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:51 pm
يعتبر الهاتف النقال من وسائل الاتصالات الحديثة والتي أسهمت في تغيير نمط الحياة اليومي والاستفادة منها، ووفرت لنا الكثير من المميزات منها الرسائل النصية والمصورة والتقاط الصور والتصوير بالفيديو وغيرها من الفوائد الأخرى وللهاتف النقال جانبين إحداهما إيجابي والآخر سلبي، مما يستدعي تنظيم استخدامه.

ولكن في رأيي أنه من غير الضروري أخذ الطالب الهاتف معه الى المدرسة وذلك نظرا للأثار السلبية الكثيرة التي يسببها الهاتف النقال على الطالب وعلى المعلم ومنها:

أثر الهاتف النقال على الطالب:
إن استخدام الهاتف النقال في المدرسة يؤدي إلى السلبيات التالية:
يشتت ذهن الطالب داخل الصف ويضعف الفهم والاستيعاب في الحصة الدراسية.
يشغل وقته عن المذاكرة .
يضيع الوقت.
يضعف من قدرات الطالب الذهنية ويزيد من اعتماده على الآخرين .
يبعدك عن التركيز وذلك انتظاراً للرسائل القصيرة أوالمكالمات الهاتفية.
يهدر الكثير من مصروفاتك المالية.
يعرضك للمساءلة الإدارية من قبل إدارة المدرسة.
يضعف من قدراتك الإبداعية وتنمية التفكير لديك لاعتمادك الدائم على الهاتف النقال.
يؤثرعلى صحتك نتيجة الذبذبات والموجات الصوتية الصادرة عنه.
تبادل الرسائل النصية والصوتية والمقاطع الحركية المنافية للأخلاق وعادات المجتمع قد يؤدي بصاحبه إلى الانحراف الأخلاقي.
قد يؤدي بك إلى ممارسة سلوكيات غير لائقة تربويا واجتماعيا تسبب في ضياع مستقبلك التعليمي .

أما أثر الهاتف النقال على أداء المعلم:

نتيجة لما تحدثه الهواتف النقالة من نغمات لوصول المكالمات الهاتفية أو الرسائل القصيرة أو انشغال بعض الطلاب باستخدامه، فإن ذلك يتسبب في:
التأثير السلبي على تسلسل الأفكار لدى المعلم، وتشتت ذهنه.
التأثير على المشاركة الصفية ل الطالب ولزملائه الطلاب.
توقف المعلم عن الشرح مما يؤدي إلى عدم استيعاب الطلاب وفهم ما يقوله المعلم.
هدر وقت الحصة الدراسية فيما لا فائدة فيه .
التأخر في إنهاء المنهج المقرر في الوقت المحدد بسبب ضياع وقت الحصة.

ونلاحظ نحن أن في كثير من المدارس الطلاب الذكور سمح لهم باصطحاب هواتفهم النقالة ولكن يجب أن :
يستخدم الطالب الهاتف النقال في وقت الضرورة والحاجة إليه فقط.
يختار الوقت المناسب لاستخدام الهاتف النقال .
- يجعل الهاتف النقال في وضعيه الصامت أثناء دخوله للمدرسة والفصل الدراسي.
http://socialworker2009.ahlamontada.net/t521-topic

hano.jimi
2012-02-15, 19:24
مرحبا، أبحث عن كتاب سعد الدين الشاذلي " الخيار العسكري العربي" لمن استطاع إيجاده لأني عجزت عن ذلك فلا هو متوفر في المكتبات و لا على صفحات الأنترنيت و شكرا مسبقا.

لللاسف لم اجده شكرا

meriem randa
2012-02-16, 10:41
اخي من فضلك اريد بحث كامل حول الاتصال تخصص اتصال في التنظيمات.شكرا.

hano.jimi
2012-02-17, 20:22
اخي من فضلك اريد بحث كامل حول الاتصال تخصص اتصال في التنظيمات.شكرا.




بحث كامل الاتصال

ادعو لاخيكم بالخير

مفهوم الاتصال :
يعرف ياغي (1403هـ، 156) الاتصال الشخصي بأنه " عملية نقل هادفة للمعلومات، من شخص إلى آخر، بغرض إيجاد نوع من التفاهم المتبادل بينهما".
وتعرف الجمعية الأمريكية للتدريب الاتصالات التنظيمية بأنها " عملية تبادل الأفكار والمعلومات من أجل إيجاد فهم مشترك وثقة بين العناصر الإنسانية في المنظمة " (علاقي : 1405هـ، 616)
وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف الاتصالات المدرسية بأنها : عملية تبادل الأفكار والمعلومات من أجل إيجاد فهم مشترك وثقة بين العناصر الإنسانية في المدرسة .

أهداف الاتصال :
يشير سيزلاقي والاس (1412هـ، 360-361) إلى أن سكوت ومتشيل قاما بتحديد وعرض الوظائف الرئيسية التي تؤديها عمليات الاتصال داخل المنظمة ، عن طريق: توجيه الاتصال، والأغراض التي يخدمها الاتصال، والمسائل النظرية، وجوانب البحث التي ركز عليها الباحثون الذين تولوا دراسة ذلك الجانب المعين للاتصال ، وأن النتائج كانت كما هو موضح في الجدول التالي رقم (1) .
جدول رقم (1) أغراض الاتصال

الوظيفة (الفرصة)
التوجه
الأهداف
مجال التركيز القطري والبحث
الانفعال( العاطفة)
المشاعر
زيادة درجة القبول للأدوار التنظيمية
الرضا ومعالجة الصراع وتخفيف حدة التوتر وتحديد الأدوار
الدافعية
التأثير
الالتزام بالأهداف التنظيمية
النفوذ والسلطة والمواكبة، والتعزيز ونظرية التوقع، وتعديل السلوك .
المعلومات
تقني
توفير البيانات اللازمة لاتخاذ القرارات
اتخاذ القرارات ومعالجة المعلومات ونظرية اتخاذ القرارات
الرقابة
البنية
توضيح الواجبات والسلطة والمسئولية
التصميم التنظيمي
المصدر: سيزلاقي، والاس، 1412هـ، 360.
يتضح من الجدول السابق رقم (1) ارتباط كافة الأهداف التي تسعى عملية الاتصال لتحقيقها بمهام وأداور مدير المدرسة ، وبذلك تتضح أهمية عملية الاتصال بالنسبة له والتي سوف نناقشها من خلال الفقرة التالية .
أهمية الاتصال :
تعتبر الاتصالات أساس حياتنا اليومية فنحن نتبادل كميات ونوعيات ضخمة من البيانات والمعلومات ، فمن السؤال عن الأحوال إلى تبادل المشاعر ونقل الأفكار واستعراض الأخبار وتناقل وجهات النظر وتوفير المعلومات والرقابة ، ويوضح كل من علاقي (1405هـ، 617-618) ، (حريم ، 1997م، ص333،332) ، والشماع ، وحمود ( 1420هـ، ص204،203) أن أهمية الاتصال بالنسبة للمدير والمنظمة (المدرسة) تنبع من عدة نواحي أهمها ما يلي :
1 - أن القدرة على إنجاز الأهداف تتوقف على كفاءة الاتصالات التي يبرزها المدير في عمله ، حيث أشار القعيد (1421هـ ، ص379 ) إلى أن الدراسات أوضحت أن النجاح الذي يحققه الإنسان في عمله يعتمد في(85%) منه على البراعة الاتصالية و(15%) فقط تعتمد على المهارات العملية أو المهنية المتخصصة .
2- - أن الاتصالات تمثل جزءاً كبيراً من أعمال المدير اليومية - ويقدر بعض الخبراء أنها تستهلك ما بين 75-95% من وقت المديرين ، هذا فضلاً عن أعمال مدير المدرسة التربوية التي تعتبر كلها اتصالات .
3 – أنها تفيد في نقل المعلومات والبيانات والإحصاءات والمفاهيم عبر القنوات المختلفة بما يسهم في اتخاذ القرارات الإدارية وتحقيق نجاح المدرسة وتطورها
4- أنها ضرورة أساسية في توجيه وتغيير السلوك الفردي والجماعي للطلاب والعاملين في المدرسة ، وهو ما تسعى وتدور حوله كافة الجهود التربوية في المدرسة .
5- أنها تسهم في نقل المفاهيم والآراء والأفكار عبر القنوات الرسمية لخلق التماسك بين مكونات المدرسة ، وتوحيد جهودها بما يمكنها من تحقيق أهدافها .
6- وسيلة هادفة لضمان التفاعل والتبادل المشترك للأنشطة المختلفة للمدرسة .
7- وسيلة رقابية وإرشادية لنشاطات المدير في مجال توجيه فعاليات العاملين في المدرسة .
8 - وسيلة لتحفيز العاملين والطلاب في المدرسة للقيام بالأدوار المطلوبة منهم .

عناصر الاتصال:
تتكون عملية الاتصال كما ذكر الطوبجي (1405هـ ، ص28) من أربعة عناصر لا تتم عملية الاتصال إلا بها وهي: ( المرسل ، والرسالة ، والوسيلة ، والمستقبل) ، و يضيف حريري (1420هـ، ص85،86) إلى تلك العناصر الأربعة عنصراُ آخر مهم هو (التغذية الراجعة) ، وفيما يلي نتناول كل عنصر من تلك العناصر بشيء من الإيجاز :
1 – المرسل :
وهو مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية الاتصال .
2 - الرسالة :
وهي الموضوع أو المحتوى (المعاني أو الأفكار) الذي يريد المرسل أن ينقله إلى المستقبل ، ويتم عادة التعبير عنها بالرموز اللغوية أو اللفظية أو غير اللفظية أو بهما معاً.
3 - الوسيلة :
وهي الطريقة أو القناة التي تنتقل بها الرسالة من المرسل إلى المستقبل .
4 - المستقبل :
وهو الجهة أو الشخص الذي توجه له الرسالة ويستقبلها من خلال أحد أو كل حواسه المختلفة (السمع والبصر والشم والذوق واللمس) ثم يقوم بتفسير رموز ويحاول إدراك معانيها .
5 - التغذية العكسية ( أو الاستجابة ) :
وهي إعادة إرسال الرسالة من المستقبل إلى المرسل واستلامه لها وتأكده من أنه تم فهمها، والمرسل في هذه الحالة يلاحظ الموافقة أو عدم الموافقة على مضمون الرسالة ، ويشير سالم وآخرون (1994م) إلى أن سرعة حدوث التغذية العكسية "تختلف باختلاف الموقف، فمثلاً في المحادثة الشخصية يتم استنتاج ردود الفعل في نفس اللحظة بينما ردود الفعل لحملة إعلانية ربما لا تحدث إلا بعد فترة طويلة، وعملية قياس ردود الفعل مهمة في عملية الاتصال حيث يتبين فيما إذا تمت عملية الاتصال بطريقة جيدة في جميع مراحلها أم لا، كما أن ردود الفعل تبين التغيير بعملية الاتصال سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المنشأة "ص221.
الصور البسيطة لعملية الاتصال

المرسل
الرسالة
الوسيلة
المستقبل
مــــــن ..؟
يقول ماذا؟
بأي وسيلة؟
بأي وسيلة؟










التغذية العكسية



ولأن عملية الاتصال لا تتم وفقاً للتقسيم السابق لعناصر الاتصال وإنما هو لغرض الدراسة النظرية فقط ، فقد طورت عدة نماذج لتوضيح خطوات الاتصال ، وتم إدخال عناصر أخرى - وإن كانت تستند على العناصر السابقة- ومن أشهر تلك النماذج نموذج ديفز (1997م) (شكل رقم : 2) الذي يقسم عملية الاتصال إلى ست خطوات متتالية هي : تكوين الفكرة لدى المرسل ، ثم تحويل الفكرة إلى رموز ، ثم نقل الرسالة خلال قناة الاتصال ، ثم تسلم الرسالة ، ثم تفسير الرموز وتحويلها إلى رسالة مرة أخرى ، ثم القيام بعمل أو تصرف ما . (العديلي ،1416هـ، 457-458)
شكل رقم ( 2 ) : عمليات الاتصال عند ديفز

تكوين الفكرة
(لدى المرسل)
تحويل الفكرة
إلى رموز
نقل
(الفكرة خلال قناة اتصال
تسلم الرسالة
التفسير
(تفسير الرموز )


التصرف






وسائل الاتصال :
توجده عده وسائل أو أساليب للاتصال ، وسوف نقتصر هنا على ثلاثة وسائل مهمة بالنسبة لمدير المدرسة ذكر بعضاً منها العثيمين (1414هـ، ص ص24-29) ، وهي :
1- الوسائل الشفهية :
وهي الوسائل لتي يتم بواسطتها تبادل المعلومات بين المتصل والمتصل به شفاهه عن طريق الكلمة المنطوقة لا المكتوبة مثل (المقابلات الشخصية ، والمكالمات الهاتفية ، والندوات والاجتماعات ، المؤتمرات) ، ويعتبر هذا الأسلوب أقصر الطرق لتبادل المعلومات والأفكار وأكثرها سهوله ويسراً وصراحة ، إلا أنه يعاب أنه يعرض المعلومات للتحريف وسوء الفهم .
ونظراً للمهام المباشرة لمدير المدرسة فهو يستخدم ويحتاج هذه الوسائل أكثر من غيرها .
2- الوسائل الكتابية :
وهي الوسائل لتي يتم بواسطتها تبادل المعلومات بين المتصل والمتصل به عن طريق الكلمة المكتوبة مثل ( الأنظمة والمنشورات والتقارير والتعاميم والمذكرات والمقترحات والشكاوى ...ألخ) ، ويعتبر هذا الأسلوب هو المعمول به في أغلب المنظمات الحكومية ، ويوضح العثيمين (1414هـ، ص25) أنه توجد خمسة شروط للرسالة المكتوبة تبداً جميعاً بحرف (c) ، وهي أن تكون كاملة (COMPLETE) ، ومختصرة (COCISE) ، وواضحة (CLEAR) ، وصحيحة(CORRECT) ، ولطيفة (COURTEOUS) .
وتتميز الوسائل الكتابية بمزايا أهمها : إمكانية الاحتفاظ بها والرجوع لها عند الحاجة وحماية المعلومات من التحريف وقلة التكلفة ، أما أهم عيوبها فهي : البطء في إيصال المعلومات ، تأكد احتمال الفهم الخاطئ لها خصوصاً عندما يكون للكلمة أكثر من معنى .
4- الوسائل غير اللفظية :
وهي الوسائل التي يتم بواسطتها تبادل المعلومات بين المتصل والمتصل به عن طريق الإشارات أو الإيماءات والسلوك (تعبيرات الوجه وحركة العينين واليدين وطريقة الجلوس ...ألخ ) ، ويطلق عليها أيضاً لغة الجسمbody ******** ، وقد تكون هذه التلميحات مقصودة أو غير مقصودة من مصدر الاتصال وتصل نسبة استخدامها في الاتصال ما يقرب من 90% من المعاني وبصفة خاصة في الرسائل التي تتعلق بالأحاسيس والشعور ، ويختلف فهم الرسائل غير اللفظية بسبب اختلاف الثقافات داخل المنظمة (المدرسة) وداخل المجتمع أيضاً .

أنواع الاتصالات :
توجد عدة أنواع وتصنيفات للاتصالات ، وسوف نقتصر هنا على ذكر نوعين رئيسين من الاتصالات مهمة بالنسبة لمدير المدرسة ذكرهما كل من العثيمين (1414هـ، ص24،23) ، والشماع ، وحمود (1420هـ، ص228، 229) وهما :
أولاً: الاتصالات الرسمية :
وهي الاتصالات التي تحصل من خلال خطوط السلطة الرسمية والمعتمدة بموجب اللوائح والقرارات المكتوبة ، وقد تكون داخلية (داخل المدرسة) وقد تكن خارجية (مع مدارس أخرى) ، وهي بصفة عامة تقسم إلى ثلاثة أنواع على النحو التالي :
1- الاتصالات العمودية : وتنقسم إلى :
أ ) اتصالات نازلة :
وهي الاتصالات التي تتدفق من أعلى التنظيم إلى أسفل (من مدير المدرسة إلى مختلف العاملين في المدرسة من معلمين وموظفين ومستخدمين…ألخ) ، وتهدف إلى نقل الأوامر والتعليمات والتوجيهات والقرارات ، وتتم عادة بالعديد من الصيغ المألوفة في الاتصال، مثل المذكرات والتعاميم والمنشورات واللقاءات الجماعية، ، وغالباً ما تكون التغذية العكسية في هذا النوع من الاتصالات منخفضة.
ب ) اتصالات صاعدة :
وهي الاتصالات الصادرة من العاملين في المدرسة إلى المدير ، وتضم نتائج تنفيذ الخطط وشرح المعوقات والصعوبات في التنفيذ والملاحظات والآراء ، ولا تحقق هذه الاتصالات الأهداف المطلوبة إلا إذا شعر العاملون بوجود درجة معينة من الثقة بينهم وبين المدير واستعداده الدائم لاستيعاب المقترحات والآراء الهادفة إلى التطوير ، وتعزز هذه الاتصالات عن طريق سياسة الباب المفتوح من قبل المدير وعن طريق صناديق المقترحات وغيرها .
2 - الاتصالات الأفقية :
وهي الاتصالات الجانبية التي تتم بين الأفراد أو الجماعات في المستويات المتقابلة ( مثل اتصال مدير المدرسة بمدير آخر أو المدرسين ببعضهم البعض) ، ويعزز هذا النوع من الاتصالات العلاقات التعاونية بين المستويات الإدارية المختلفة خصوصاً ذا ما ركز على : تنسيق العمل ، وتبادل المعلومات ، وحل المشكلات الإقلال من حدة الصرعات والاحتكاكات ، ودعم صلات التعاون بين العاملين .
3- الاتصالات المتقابلة أو المحورية :
وهي الاتصالات بين المدراء وجماعة العمل في إدارات غير تابعة لهم تنظيماً ( مثل اتصال مدير المدرسة بمدرسين في مدرسة أخرى أو رئيس نشاط في المدرسة بأعضاء أنشطة أخرى ) ببعضهم البعض) ، ويحقق هذا النوع من الاتصالات التفاعلات الجارية بين مختلف التقسيمات في المدرسة ، وعادة لا يظهر هذا النوع من الاتصالات في الخرائط التنظيمية .

ثانياً: الاتصالات غير الرسمية :
وهي الاتصالات التي تنشأ بوسائل غير رسمية ولا تتضمنها اللوائح والإجراءات الرسمية وإنما تحددها الصلات الشخصية والعلاقات الاجتماعية ( تبادل المعلومات في حفلات العشاء ، الشكاوي) ، ويمتاز هذا النوع من الاتصالات بسرعته قياساً بالاتصالات الرسمية وقد أشارت بعض البحوث إلى أنه يختصر أكثر من 75% من الوقت في نقل المعلومات ، ويتسم باعتماده على وسائل الاتصال الشفهية .

أنماط أو أشكال الاتصالات التنظيمية :
قام كل من بافلز وباريت (1951م) وليفيت (1962م) ببعض البحوث حول الاتصالات وأهميتها في صنع القرارات. وكشفت هذه البحوث أن التنظيم اللامركزي أكثر فاعلية في حل المشكلات المعقدة، وذكر العديلي (1416هـ، 462-463) إلى أن تلك الدراسات أظهرت عدة أنماط الاتصالات جميعها تقريباً تستند على الأنماط الأربعة التالية :
1 - النمط الأول ( شكل العجلة ) :
وهذا النمط يتيح لعضو واحد في المحور ( أو الرئيس أو المشرف ) أن يتصل بأعضاء المجموعة الآخرين ، ولا يستطيع أعضاء المجموعة في هذا النمط الاتصال المباشر إلا بالرئيس، أي أن الاتصال يتم فيما بينهم عن طريقه فقط، واستخدام هذا الأسلوب يجعل سلطة إتخاذ القرار تتركز في يد الرئيس أو المدير.

2 - النمط الثاني ( شكل الدائرة ) :
وهذا النمط يكون فيه كل عضو مرتبط بعضوين، أي أن كل فرد يستطيع أن يتصل إتصالاً مباشراً بشخصين آخرين ، ويمكن الاتصال ببقية أعضاء المجموعة بواسطة أحد الأفراد الذي يتصل بهم إتصالاً مباشراً.

3 - النمط الثالث ( شكل السلسلة ) :
وفي هذا النمط يكون جميع الأعضاء في خط واحد، حيث لا يستطيع أي منهم الاتصال المباشر بفرد آخر ( أو بفردين ) إلا إذا كان أحد الأفراد الذين يمثلون مراكز مهمة، ويلاحظ أن الفرد الذي يقع في وسط ( منتصف ) السلسلة يملك النفوذ والتأثير الأكبر في منصبه الوسطي.


4 - النمط الرابع ( شكل الكامل المتشابك ) :
في هذا النمط يتاح لكل أفراد التنظيم أو المنظمة ( الجهاز ) الاتصال المباشر بأي فرد فيها، بمعنى آخر إن الاتصال هنا يتجه إلى كل الاتجاهات ، غير أن استخدام هذا النمط يؤدي إلى البطئ في عملية توصيل المعلومات، وإلى إمكانية زيادة التحريف فيها، وبالتالي يقلل من الوصول إلى قرارات سليمة وفعال.


معوقات الاتصال :
توجد عدة معوقات للاتصال ذكرها كثير من الكتاب والباحثين ، إلا أنه يمكن تصنيف تلك العوامل كما أشار سيزلاقي وولاس (1412هـ ،ص ص 366-369) إلى مجموعتين هما :
أولاً: تحريف المعلومات :
تتكون عملية الاتصال – طبقاً لما سبق أن بيناه – من ست مراحل متداخلة ومعقدة ، ونظراً للأخطاء أو الهفوات التي يحتمل أن تحدث في كل منها مما يتسبب في نشوء معنى أو معان غير مقصودة من الاتصال ، وتندرج هذه الأخطاء ضمن أربعة معوقات أساسية هي :
1- خصائص المتلقي :
يتباين الأشخاص في الاستجابة لنفس الرسالة لأسباب ودوافع شخصية مختلفة منها التعليم والتجارب السابقة ، وبناء على ذلك يختلف رد فعل شخصين من بيئتين مختلفتين حول موضوع واحد ، كما تؤثر الدوافع الشخصية في فك رموز الرسالة وتفسيرها فالموظف الذي يتميز بالحاجة القوية للتقدم في المنظمة، ويتصف بالتفاؤل قد يفسر ابتسامة الرئيس المباشر وتعليقه العارض كمؤشر إلى أنه شخص محبوب وعلى المكافأة التي تنظره ، أما الشخص الذي يتصف بضعف الحاجة للتقدم وينزع للتشاؤم فقد يفسر نفس التعليق من المدير على أنه شيء عارض ولا علاقة له بأي موضوع.
2 - الإدراك الانتقائي :
حيث يتجه الناس إلى سماع جزء من الرسالة وإهمال المعلومات الأخرى لعدة أسباب منها الحاجة إلى تجنب حدة التناقض المعرفي لذلك يتجه الناس إلى غض النظر عن المعلومات التي تتعارض مع المعتقدات التي رسخت فيهم من قبل، ويحدث الإدراك الانتقائي حينما يقوم المتلقي بتقويم طريقة الاتصال بما في ذلك دور وشخصية وقيم ومزاج ودوافع المرسل.


3 - المشكلات اللغوية:
تعتبر اللغة من ابرز المجموعات المستخدمة في الاتصال بيد أن المشكلة هنا تكمن في أن كثير من الكلمات الشائعة الاستخدام في الاتصال تحمل معان مختلفة للأشخاص المختلفين، فقد تكون للكلمة عبارات ومعان متعددة بحيث تحمل تفسيرات مختلفة، أو أن تكون اللغة خاصة لمجموعة فنية معينة من الصعب على منهم خارج هذه المجموعة فهمها كأن يبتسم المدرس مثلاً للطالب ويقول له مبروك إن نتيجة الاختبار سلبية في حين أن الطالب لا يدرك معنى كون الاختبار سلبي .

4 - ضغوط الوقت:
يشكو المديرون من أن الوقت هو أندر الموارد ، ودائماً يؤدي ضيق الوقت إلى تحريف المعلومات المتبادلة، ويعزي ضيق الوقت إلى اللجوء إلى تقصير قنوات الاتصال الرسمية كأن يصدر المدير أمراً شفوياً لأحد الموظفين لإنجاز عمل معين بحجة انتهاء فترة الدوام ومن ثم لا يسجل هذا الأمر في السجلات الرسمية لتحدد من خلاله المسئوليات، إضافة إلى أن الموظف بسبب ضيق الوقت قد ينفذ هذا الأمر بشكل لم يكن أصلاً في ذهن المدير.

ثانياً: حجم المعلومات :
يتمثل ثاني المعوقات الرئيسية للاتصال في الإفراط في مقدار المعلومات، ومن الشكاوى السائدة في أوساط المديرين في المنظمات (المدارس) أنهم غارقون في المعلومات. فإذا ما تم الاهتمام بكل المعلومات فإن العمل الفعلي للمنظمة (المدرسة) لن يؤدى مطلقاً.



مقومات الاتصال الفعال :
تتوقف فعالية الاتصال على عدة عوامل أو مقومات أشار إليها الكثير من الكتاب والباحثين ، وفيما يلي نذكر أهم المقومات التي أشار إليها كنعان (1982م، 395-399) ، ووافقه في بعض منها القعيد (1422هـ، ص ص 389-413) وتلك المقومات هي:
أولاً : الإصغـــاء (الإنصات) :
ويقصد به الاستماع إلى الآخرين بفهم وأدب واحترام وعدم مقاطعتهم ، واستيعاب الرسائل التي يعبرون عنها بطريقة لفظية وغير لفظية ، يقول تعالى مؤكداً أهمية الإنصات للفهم والاستيعاب والتذكر ] فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون[ الأعراف : 204 .
ويشير القعيد (1422هـ، ص 389) إلى الدراسات تقول أن 75% من العلاقات الإنسانية يمكن بناؤها عن طريق مهارة الإنصات الجيد، كما تقول أننا نستعمل فقط 25% من قدراتنا في الإنصات .
ويعتبر إصغاء المدير لموظفيه من أهم مقومات الاتصال الفعال ، إذ يستطيع المدير من خلال الإصغاء أن يتعرف على ما يريد الموظف قوله، ويكون لدى الموظف الفرصة للتعبير الكامل عن نفسه ، إضافة إلى أن إصغاء المدير للآخرين يضمن فعالية القرارات التي يتخذها لأنها قد تبنى على معلومات تنقل إليه من خلال الحديث الشفوي.
وإصغاء المدير لموظفيه لا يعني بأي حال من الأحوال أن يمتنع عن الكلام معهم ولكن يعني أن يعطي المدير الموظف انطباعاً بإصغاء قائده لكل ما يقوله واستيعابه لكلامه واهتمامه به .
ويشير كنعان (1982م، 396) إلى أن الدراسات توصلت إلى أن من أهم العادات السيئة في الإصغاء والتي ينبغي على القادة تجنبها: إشعار الموظف المتحدث بأن ما يقوله ليس ذا أهمية ( كانشغاله بمكالمة هاتفية أو توقيع بعض الخطابات )، وانتقاد طريقته في عرض الموضوع، وإثارته ومحاولة التهرب من المشكلة التي يعرضها، ومقاطعته ليدلي بوجهة نظره هو، وتغيير الحديث فجأة ودون أسباب، وعدم تهيئة الفرصة للجلسات الهادئة التي تسمح للموظف بالإفاضة عما يجول في خاطره.
كما يؤكد القعيد (1422هـ، ص386) على ضرورة تخلص المدير من العوائق التي تؤثر في الإنصات ، وذلك باستعمال الأساليب التالية :
1) استعمال سياسة الإفساح :
إعطاء المتحدث الفسحة المناسبة بتوفير الاحترام والاهتمام وردود الفعل المناسبة وبإزالة العوائق والحواجز وعدم القفز إلى تعميمات ناقصة أو انطباعات سريعة قبل إعطائه الفرصة الكاملة في الحديث واستيعاب الرسالة التي يرغب في توصيلها .
2) استعماله لغة الإشارة المناسبة :
وذلك بالابتسامة وبالنظر إلى عيني المتحدث وتحريك الرأس بالموافقة ، والتشجيع على مواصلة الحديث ، واستعماله الجلسة الملائمة التي تشعر المتحدث بالراحة والهدوء ، وخفض الصوت ، وتوجيه الأسئلة المناسبة التي تجعل المتحدث يعبر عن نفسه .. لماذا … كيف ؟ .. ما رأيك ؟ … ما ردود فعلك تجاه ؟ ..
3) استعمال سياسة استيعاب الآخرين :
وذلك بتوفير الاحترام اللازم والإصغاء الجيد والردود الملائمة ، وبذلك يتمكن المدير من تشتيت قدرة الآخرين أو رغبتهم في المعارضة ويجعلهم في موقف أقرب إلى الإقناع بوجه نظره والتأثر بما يقول ، أو على الأقل لزوم جانب الحياد .

ثانياً: الحديث المؤثر ( الشرح ) :
وهو يعتبر أهم واسطة للاتصال بالآخرين والتأثير عليهم وقد يكون هو الواسطة الوحيدة لفعل ذلك في أغلب الأحوال ، ويبين القعيد (1422هـ، ص 382،381) أن المدراء في الحديث أربعة أنواع على النحو التالي :
1) المتجنب : وهو الشخص الذي يتجنب أو يبتعد عن الأعمال والمهام التي تجبره على الحديث المنظم أو العام مع الآخرين .
2) المتردد : وهو الشخص الذي يخاف ويرتبك عندما تتاح له فرصة الحديث .
3) المرحب : وهو الشخص الذي يقدم الأحاديث .
4) الباحث : وهو الشخص الذي يبحث عن الفرص الملائمة للحديث .
ويذكر أن النوع الرابع (الباحث) هو أكثرهم تأثيراً في الآخرين ، ولكي يكون المدير مؤثراً في الآخرين فإنه لابد أن يصيغ رسالته بلغة واضحة حتى يسهل على الآخرين فهمها ، لأن الرسالة كما يشير كنعان (1982م، 397) إذا كانت غير محدد في صياغتها فمن الصعب أن تفهم أو يأخذ فهمها جهداً ووقتاً كبيرين ، ويتطلب ذلك أن يكون مضمون الرسالة واضحاً في ذهن المدير أو المرسل قبل أن يبدأ بعملية الاتصال بحيث يبدأ بتنظيم أفكاره وتوضيح المفهوم نفسه، وأن لا تكون أوامره وتعليماته غامضة أو متضاربة.
ومن مظاهر الوضوح أيضاً أن يراعي المدير عند طلبه من الموظفين إعداد تقارير أو مذكرات مكتوبة تحديد المسئول عن إعدادها وما يجب أن تتضمنه من معلومات وتاريخ تقديمها والجهة التي يجب أن تقدم إليها.
ويبين القعيد (1422هـ، ص ص 399- 405) أن المدير غالباً ما يواجه في حديثه أربعة أنواع من المستمعين ، وأنه لكي يتمكن من إقناعهم بحديثه فإنه يجب عليه استخدام طريقة مختلفة مع كل واحد منهم ، وذلك على النحو التالي :
1- إقناع المستمع الإيجابي (الذي يتفق مع المتحدث ويؤمن بما يقول) :
وينصح القعيد (1422هـ، ص 399،400) المدير عند الحديث لهذا الصنف من المستمعين بعدم الإفراط في وعظه ، وأن يسعى بدلاً من ذلك إلى أن يكون مؤثراً عن طريق ما يلي :
أ ) توظيف الخبرات الحياتية ، وذلك بالبحث عن إيضاحات وأمثلة وقصص ملموسة تخرج الحديث عن دائرة التجريد وتضعه في عالم الخبرات الإنسانية الواقعية .
ب ) خلق جو من التجديد ، وذلك بطرح أحدث ما استجد من المعلومات أو التعامل مع البيانات القديمة بطريقة فريدة ، أو إحصائيات جديدة تم الحصول عليها من مجلة أو جريدة.
ج ) استخدام المواد المرئية .
د ) حث المستمعين على المشاركة ، عن طريق طرح الأسئلة عليهم وإثارة روح المرح والردود الأخرى المناسبة .
2 ) إقناع المستمع المحايد (الذي يستمع أولاً ثم يقرر) :
وينصح القعيد (1422هـ، ص 401،402) المدير عند الحديث لهذا الصنف من المستمعين بأن لا يطرح موضوع حديثه بطريقة مسرحية ، وأن يكون منطقياً من خلال الوسائل التالية :
أ ) يبرهن على صحة ومصداقية الأدلة التي يطرحها .
ب ) يوضح للمستمعين كيف يمكن أن يتثبتوا من أدلته .
ج ) لا يغفل أياً من البيانات المهمة .
د ) يخصص وقتاً للأسئلة والإجابات .
هـ ) يوضح الطريقة التي استخدمها في عملية الاستنتاج المنطقي .
3 ) إقناع المستمع المعارض (الذي يخالف المتحدث الرأي ولا يثق أو لا يؤمن بما يقول):
وينصح القعيد (1422هـ، ص 402،404) المدير عند الحديث لهذا الصنف من المستمعين بأن لا يكون جدلياً ، وأن يكون منطقياً من خلال الوسائل التالية :
أ ) يحدد موقف المستمع المعارض نحو القضية بدقة .
ب ) يتنازل مؤقتاً عن أي نقطة يمكنها إثارة الكثير من الجدل .
ج ) يظهر له أنه يحترم عقله وطريقة تفكيره .
د ) لا يبالغ في طرح حجته الخاصة .
هـ ) يستخدم أسلوباً مشجعاً وودياً .


4 ) إقناع المستمع اللامبالي ( الذي تفرض عليه ظروف ما أن يستمع)
وينصح القعيد (1422هـ، ص 405،404) المدير عند الحديث لهذا الصنف من المستمعين بأن لا يكون مملاً ، وأن يكون متحمساً من خلال تجنب البدء بطريقة روتينية وإتباع الوسائل التالية :
أ ) استخدام سرعات متعددة وفعالة في عملية الإلقاء .
ب ) البحث عن إيضاحات جديدة وفريدة .
ج ) استخدام معلومات حديثة .
د ) استخدام النموذج القصصي .
هـ ) تذكر أهمية وقيمة الدعاية والمرح .

ثالثاً : استعمال لغة الإشارة :
ويقصد بها الوسائل غير اللفظية مثل حركات الجسم والإيماءات ، وحركات العينين واليدين ، وطريقة الجلوس والمشي ، وطريقة اللبس والابتسامة وغيرها ، وهي – كما سبق إيضاحه – مهمة جداً في عملية الاتصال ، ويكون لها في بعض الأحيان تأثير أقوى من الرسائل اللفظية حيث يميل الناس إلى تصديقها عندما يتعارض الاثنان .
ولكي يزيد المدير من فعاليته في استخدام لغة الإشارة ، فإن القعيد (1422هـ، ص 413) ينصحه بما يلي :
1- أن ينظر في استماعه إلى عيني المتحدث باهتمام واحترام .
2- أن يقف ويجلس بطريقة جيدة وطبيعية غير مفتعلة أو مرتبكة أو غريبة .
3- أن يحافظ على الهدوء والسكينة عند الاتصال بالآخرين ويشعرهم بالراحة والرغبة في مواصلة الاتصال .
4- أن يكون لبسه دائماً نظيف ومرتب وغير غريب بحيث يفرض الاحترام والتقدير.
5- أن لا يتشاغل بأي أعمال عندما يتحدث أو يستمع للآخرين .
6- أن يستعمل حركات اليد والجسم وملامح الوجه الملائمة للرسالة.
7- أن يحافظ دائماً على إشراك المستمع معه في الحديث .
8- أن يستعمل نبرات صوته بشكل وواضح وواثق وبعيداً عن العدائية.
9- أن يحتفظ دائماً بالبشاشة والابتسامة.
10- أن يستعمل المسافة بفعالية ، فيعرف متى أقترب ومتى أبتعد.


رابعاً : السؤال والمناقشة:
يشير كنعان (1982م، 397) إلى أن المتصل قبل أن يبدأ بعملية الإتصال يجب أن يسأل نفسه عن الهدف الذي يريد تحقيقه من الإتصال وعلى ضوء هذا الهدف يمكن أن يختار كلماته ولهجته في مخاطبته للموظف.
ولكي يضمن المدير فاعلية الاتصال لا بد أن يعطي موظفيه الفرصة في أن يسألوا ويستفسروا وأن يشجعهم على المبادأة وذلك بأن ينزع من نفوسهم الخوف من النقد ، حيث أشار علاقي (1405هـ،638) إلى أن بعض المرؤوسين يخشون الاتصال برؤسائهم وقد يتجنبون ذلك بقدر استطاعتهم حتى لا يكتشف المدير مصادر ضعفهم، أو أنهم قد يتعرضون للارتباك عند مواجهته ومن ثم لا يستطيعون التعبير الواضح عن أنفسهم.

خامساً : التقويم :
إن تقويم المدير لاتصالاته يفيد كأسلوب رقابة وأسلوب تحفيز إذ أنه يساعد على الأداء ويعمل على تحسينه . فالمدير الفعال كما يشير كنعان (1982م، 398) هو الذي يقف على رد فعل رسالته من جانب مستقبلها، ويمكنه أن يعتمد في تقويم اتصالاته على المعلومات المرتدة من موظفيه وذلك من خلاف ردود الفعل التي يظهرها موظفوه تجاه المعلومات التي يرسلها، والتي تكون في صورة أسئلة واستفسارات أو انتقادات أو اقتراحات، وهذه تفيد في تعديل ما قاله أو ما سيقوله في المستقبل .

سادساً: الاستجابة :
وتعني كما ذكر كنعان (1982م، 399) ملاحظة المدير لمتطلبات الموقف في كلماته وقراراته ورسائله وتصرفاته الرسمية وغير الرسمية ، بحيث يغتنم الفرصة عندما تلوح لكي ينقل كل ما هو مفيد أو ذو قيمة أو يساعد على فهم المعلومات ، ويراعي المعوقات النفسية والتنظيمية التي قد تعطل الاتصالات ، ويتفهم الظروف المحيطة بالموقف بما في ذلك شخصيات واتجاهات من يتصل بهم ، ومدى فهمهم لكلامه .

خطوات الاتصال الفعال :

تختلف طبيعة عمل ومهام مدير المدرسة عن غيره من المدراء ، فهو يتعامل غالباً مع الجانب الانساني أكثر من الجوانب الأخرى ، ويستخدم في اتصالاته الوسائل الشفهية أكثر من الوسائل الأخرى (الكلمة المنطوقة) ، ولذا يمكن القول أن أولوية احتياجه في مهارات الاتصال تتركز في مهارتي الإنصات والتحدث ، وقد وضع القعيد (1422هـ، ص 413) خمسة عشر خطوة إرشادية لمساعدة المدير في أن يكون متصلاً بارعاً أكثر فاعلية وتأثيراً ، وتلك الخطوات هي :
1) تحقق من جدوى الاتصال : أسال نفسك قبل الدخول في أي عملية اتصال : ما الهدف منها ؟ إذا كان هدفها واضحاً ويستحق المتابعة فالاتصال هنا أمر مطلوب وإلا كان تركه أفضل .
2) وسع دائرة التفكير لديك : تذكر بأن الكلمات عبارة عن رموز وكلما ازدادت معرفتنا ومعلوماتنا عن القضايا التي تتحدث عنها ازدادت قدرتنا على التأثير والإقناع .
3) استمع بدقة واستيعاب إلى الرسالة التي ينقلها الآخرون إليك : ابحث عن كل ما تحمله من معاني ، ولا تقصر تركيزك على بضع كلمات من الرسالة ، فإن ما تعنيه هذه الكلمات بالنسبة لك قد يختلف عن ما تعنيه لشخص آخر .
4) ضع مصدر الرسالة في اعتبارك على الدوام : وكلما عرف المتصل بشكل أفضل كنت قادراً على تقييم رسالة والدوافع الكامنة وراء إرسالها بشكل أحسن .
5) صمم رسالتك بما يتناسب مع المستمعين : اختر الكلمات والمفاهيم والأفكار التي تجعلهم يتفاعلون معك بناءً على ما يحملون من خلفية ومعرفة .
6) أطرح الأسئلة ثم دع المتحدث يؤكد لك أن ما فهمته في الواقع صحيح .
7) أعرف ما ستتحدث عنه : حيث أن التأثير في الآخرين وإقناعهم بما تريد لا بد أن يعتمد على معرفة جيدة وتمكن شديد من الموضوع .
8) كن واضحاً ومحدداً : لا تدور حول الموضوع بالتحدث في العموميات الغامضة ، فإذا تحدثت بحديث عام فليكن لديك شيء محدد يوضح قصدك .
9) لا تخفف من قول : أنا لا أعرف : فالكثير منا لا يعرف إلا القليل عن العالم الذي نعيش فيه والتظاهر بالإجابة أو تلفيقها يضاعف فقط من المشاكل الجهل ، وقديماً قال إمام من أئمة السلف ، " لست أدري نصف العلم " .
10) تذكر أن أي شيء يصل للآخرين هو وسيلة اتصال : الطرف المرسل غير مهتم كثيراً بالتفاصيل ، إن الحرص على الشكليات المقبولة وبدون مبالغة ونبرة الصوت وارتفاعه وحدته ، والسكون ، كلها وسائل اتصال يتوجب عليك أن تضعها في الحسبان لئلا تقع في مأزق مخاطبة من حولك برسائل خاطئة من غير قصد .
11) ابتعد عن الوقوف في مصيدة عبارة ( إما/ أو ) : وذلك لأن كثير الأشياء في الحياة لا تقع تحت تصنيف الأسود والأبيض ببساطة .
12) توجه إلى أولئك الذين تتحدث إليهم بكل انتباك :إذا خصصت وقتاً للتواصل مع شخص فامنحه الاهتمام والانتباه . إلى حديثه وشارك فيه عندما ترى في ذلك مصلحة لعملية الاتصال .
13) لا تقاطع الشخص الآخر : فالمقاطعة بمثابة إبلاغ الطرف الآخر بالعبارة التالية "من فضلك اسكت .. فما سأقوله أنا هو الأكثر أهمية " .
14) حاول طرح أفكارك في المكان والوقت المناسبين : فالموقع والإطار الذهني الذي تكون فيه مع الطرف الآخر يؤثر بشكل كبير على مدى حسن استقبال آرائك وقبولها.
15) تأكد أن الاتصال وجهاً لوجه هو عملية مستمرة : حيث تشير الدراسات إلى أن إرسال رسالة واحدة يعني أن هناك على الأقل ست رسائل مختلفة ضمنية وهي :
$ ما تعني قوله .
$ ما تقوله فعلاً .
$ ما يسمعه الشخص الآخر .
$ ما يعتقد الآخر أنه يسمعه .
$ ما يقوله الآخر .
$ ما تعتقد أن الشخص الآخر يقوله .



المراجــــع :
1) حريري ، هشام بكر (1420هـ) الإدارة التربوية ، مكتبة الأفق ، مكة المكرمة .
2) حريم ، حسين (1997م) ، السلوك التنظيمي "سلوك الافراد في المنظمات" ، دار زهران للنشر والتوزيع ، عمان .
3) روبنز ، هارفي أ (1999م) ، كيف تتحدث وتستمع بفعالية ، الجمعية الأمريكية للإدارة ، مكتبة جرير .
4) سيزلاقي ، وولاس (1412هـ) ، السلوك التنظيمي والأداء – ترجمة جعفر ابو القاسم احمد ، معهد الإدارة العامة .
5) الشماع ، خليل محمد ، وحمود خضير كاظم (1420هـ) ، نظرية المنظمة ، دار المسيرة ، الطبعة الأولى ، عمان .
6) الطوبجي ، حسين حمدي (1405هـ) ، وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم ، دار القلم ، الطبعة التاسعة ، الكويت .
7) العثيمين ، فهد سعود عبدالعزيز (1414هـ) ، الاتصالات الإدارية : ماهيتها – أهميتها – أساليبها ، مطابع شركة الصفحات الذهبية ، الطبعة الثانية .
8) العديلي ، ناصر (1414هـ) ، إدارة السلوك التنظيمي ، الطبعة الأولى ، الرياض .
9) علاقي ، مدني ( 1405هـ) ، الإدارة : دراسة تحليلية للوظائف والمقررات الإدارية ، الطبعة الثالثة ، تهامة ، جدة .
10) القعيد ، ابراهيم حمد (1422هـ) ، العادات العشر للشخصية الناجحة ، دار المعرفة للتنمية البشرية ، الرياض .
11) كنعان ، نواف (1402هـ) ، القيادة الإدارية ، الطبعة الثانية ، دار العلوم للطباعة والنشر ، الرياض .
12) ياغي ، محمد عبدالفتاح (1403هـ) ، مبادئ الإدارة العامة ، الطبعة الأولى .
ملحق رقم (1) : نتيجة التقييم الذاتي لعادات الاتصال الفعال :
109-135
إن لديك فهما ممتازا لعملية الاتصال وتقوم بها بكفاءة ، فحافظ على هذا المستوى الجيد! وسوف تساعدك هذه الجلستين في تدعيم مهاراتك في الاتصال .
82-108
إن لديك فهما قويا لعملية الاتصال وتقوم بها في اغلب الأوقات بكفاءة ولديك عدد من الجوانب التي قد تحتاج إلى بعض التحسينات . اختر جانبا محددا من جوانب الضعف في الاتصال وقم بممارسة المهارات الخاصة به .
54-81
إن لديك فهما عاما لعملية الاتصال وتقوم بها أحيانا بكفاءة . كما انك تقع باستمرار في مشكلات مع الآخرين أثناء الاتصال بهم . ولديك عدد من الجوانب تحتاج إلى تحسين .
27-53
إن أمامك فرصا عديدة لتحسين كفاءتك في الاتصال . كما إن مهاراتك ليست كافية لتوصيل رسالتك باستمرار إلى الآخرين بوضوح . ومن ثم قد يسيء الآخرون باستمرار فهم المعنى الذي تقصده .







الموضوع الأصلي: بحث كامل الاتصال || الكاتب: محمد الفلسطيني || المصدر: الجامعات السعودية
www.ksau.info


http://www.ksau.info/vb/showthread.php?t=3178

hano.jimi
2012-02-17, 20:26
اخي من فضلك اريد بحث كامل حول الاتصال تخصص اتصال في التنظيمات.شكرا.

حث كامل حول "نظريات الاعلام والاتصال" الجمعة يونيو 11, 2010 3:06 am
خطة البحث

المبحث الأول:مفهوم الاتصال
المبحث الثاني:تطور نظريات الاتصال
المبحث الثالث:القائم بالاتصال ونظرية(حارس البوابة)
المبحث الرابع:وسائل الأعلام وتأثيرها على المجتمعات
((نظرية مارشال ماكلوهان))
المبحث الخامس: نظرية التقمص الوجداني
المبحث السادس:نظريات الإعلام والسلطة
المبحث السابع:نظريات الإعلام في الدول النامية
المصادر والمراجع


المبحث الأول
مفهوم الاتصال


أولاً: تعريف الاتصال
يعود أصل كلمة COMMUNICATION في اللغات الأوروبية- والتي اقتبست أو ترجمت إلى اللغات الأخرى وشاعت في العالم- إلى جذور الكلمة اللاتينية COMMUNIS التي تعني "الشيء المشترك"، ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة COMMUNE التي كانت تعني في القرنين العاشر والحادي عشر "الجماعة المدنية" بعد انتزاع الحق في الإدارة الذاتية للجماعات في كل من فرنسا وإيطاليا، قبل أن تكتسب الكلمة المغزى السياسي والأيديولوجي فيما عرف بـ "كومونة باريس" في القرن الثامن عشر؛ أما الفعل اللاتيني لجذر الكلمة COMMUNICARE فمعناه "يذيع أو يشيع " ومن هذا الفعل اشتق من اللاتينية والفرنسية نعت COMMUNIQUE الذي يعني "بلاغ رسمي" أو بيان أو توضيح حكومي.
ويمكن وصف الاتصال بأنه سر استمرار الحياة على الأرض وتطورها، بل أن بعض الباحثين يرى ( أن الاتصال هو الحياة نفسها)، وعلى الرغم من أن الجنس البشرى لا ينفرد وحده بهذه الظاهرة، حيث توجد أنواع عديدة من الاتصال بين الكائنات الحية، بيد أن الاتصال بين البشر شهد تنوعاً في أساليبه، وتطوراً مذهلا في المراحل التاريخية المتأخرة.
ومع تعدد التعريفات التي وضعت من قبل الباحثين لمفهوم الاتصال (Communication ) فأننا يمكن أن نعتمد تعريفا مبسطا وشاملا للاتصال هو: (أن الاتصال عملية يتم بمقتضاها تفاعل بين مرسل ومستقبل ورسالة في مضامين اجتماعية معينة، وفي هذا التفاعل يتم نقل أفكار ومعلومات ومنبهات بين الأفراد عن قضية، أو معني مجرد أو واقع معين )
والاتصال عملية مشاركة(Participation) بين المرسل والمستقبل، وليس عملية نقل(Transmision )إذ أن النقل يعني الانتهاء عند المنبع،أما المشاركة فتعني الازدواج أو التوحد في الوجود، وهذا هو الأقرب إلى العملية الاتصالية، ولذا فأنه يمكن الاتفاق على أن الاتصال هو عملية مشاركة في الأفكار والمعلومات، عن طريق عمليات إرسال وبث للمعنى، وتوجيه وتسيير له، ثم استقبال بكفاءة معينة، لخلق استجابة معينة في وسط اجتماعي معين.وتتفق أغلب الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، منذ ما يزيد على نصف قرن، وحتى الوقت الراهن، على تقسيم الاتصال إلى أنواع أو نماذج عدة، من أبرزها :
الاتصال الذاتي والاتصال الشخصي والاتصال الجمعي والاتصال الجماهيري (الإعلامي)، وهذا النوع الأخير من الاتصال، وبشكله العصري التقني يتجاوز اللقاء المباشرة، والتفاعل الاجتماعي وجها لوجه، وذلك باستخدام وسائل تقنية معقدة باهظة التكاليف، كالطباعة والإذاعة المسموعة والتلفزيون والسينما فضلا عن منظومة الاتصالات والمعلومات عبر الأقمار الاصطناعية،وشبكة الإنترنيت.
وقد تعددت المفاهيم التي طرحت لتحديد معنى الاتصال بتعدد المدارس العلمية والفكرية للباحثين في هذا المجال، وبتعدد الزوايا والجوانب التي يأخذها هؤلاء الباحثون في الاعتبار، عند النظر إلى هذه العملية، فعلى المستوى العلمي البحثي يمكن القول بوجود مدخلين لتعريف الاتصال:
المدخل الأول:
ينظر إلى الاتصال على أنه عملية يقوم فيها طرف أول (مرسل) بإرسال رسالة إلى طرف مقابل(مستقبل) بما يؤدي إلى أحداث اثر معين على متلقي الرسالة.
المدخل الثاني:
يرى أن الاتصال يقوم على تبادل المعاني الموجودة في الرسائل، والتي من خلالها يتفاعل الأفراد من ذوي الثقافات المختلفة، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتوصيل المعنى، وفهم الرسالة.
والمدخل الأول يهدف إلى تعريف المراحل التي يمر بها الاتصال، ويدرس كل مرحلة على حدة، وهدفها وتأثيرها على عملية الاتصال ككل.
أما التعريف الثاني فهو تعريف بناءي أو تركيبي، حيث يركز على العناصر الرئيسية المكونة للمعنى، والتي تنقسم بدورها إلى ثلاث مجموعات رئيسية:
أ- الموضوع: إشارته ورموزه.
ب- قاريء الموضوع والخبرة الثقافية والاجتماعية التي كونته، والإشارات والرموز التي يستخدمها.
ج- الوعي بوجود واقع خارجي يرجع إليه الموضوع.

وفي ضوء المدخل الأول عرف بعض الباحثين الاتصال بالنظر إليه كعملية يتم من خلالها نقل معلومات أو أفكار معينة بشكل تفاعل من مرسل إلى مستقبل بشكل هادف، ومن نماذج هذه التعريفات:
1• الاتصال هو العملية التي يتم من خلالها نقل رسالة معينة أو مجموعة من الرسائل من مرسل أو مصدر معين إلى مستقبل،أما الاتصال الجماهيري فهو ذلك النمط من الاتصال الذي يتم بين أكثر من شخصين لإتمام العملية الاتصالية، والتي غالبا ما تقوم بها المؤسسات أو الهيئات عن طريق رسائل جماهيرية.
2• الاتصال هو نقل أو انتقال للمعلومات والأفكار والاتجاهات أو العواطف من شخص أو جماعة لآخر أو لآخرين، من خلال رموز معينة.
3• الاتصال يعرف على أنه عملية تحدد الوسائل والهدف الذي يتصل أو يرتبط بالآخرين، ويكون من الضروري اعتباره تطبيقا لثلاثة عناصر:العملية-الوسيلة-الهدف.
4• الاتصال عملية تفاعل بين طرفين من خلال رسالة معينة،فكرة، أو خبرة،أو أي مضمون اتصالي آخر عبر قنوات اتصالية ينبغي أن تتناسب مع مضمون الرسالة بصورة توضح تفاعلا مشتركا فيما بينهما.

وفي ضوء المدخل الثاني الذي ينظر إلى الاتصال على أنه عملية تبادل معاني يعرف بعض الباحثين الاتصال كعملية تتم من خلال الاتكاء على وسيط لغوي، حيث أن كلاً من المرسل والمستقبل يشتركان في إطار دلالي واحد، بحيث ينظر إلى الاتصال هنا على أنه عملية تفاعل رمزي، ومن نماذج هذه التعريفات:

1•الاتصال تفاعل بالرموز اللفظية بين طرفين: أحدهما مرسل يبدأ الحوار، وما لم يكمل المستقبل الحوار، لا يتحقق الاتصال، ويقتصر الأمر على توجيه الآراء أو المعلومات، من جانب واحد فقط، دون معرفة نوع الاستجابة أو التأثير الذي حدث عند المستقبل.
2• الاتصال عملية يتم من خلالها تحقيق معاني مشتركة (متطابقة) بين الشخص الذي يقوم بالمبادرة بإصدار الرسالة من جانب، والشخص الذي يستقبلها من جانب آخر.
تعريف الإعلام:
الإعلام جزء من الاتصال، فالاتصال أعم وأشمل، ويمكن تعريف الإعلام بأنه: تلك العملية الإعلامية التي تبدأ بمعرفة المخبر الصحفي بمعلومات ذات أهمية، أي معلومات جديرة بالنشر والنقل، ثم تتوالى مراحلها: تجميع المعلومات من مصادرها، ثم نقلها، والتعاطي معها وتحريرها، ثم نشرها وإطلاقها أو إرسالها عبر صحيفة أو وكالة أو إذاعة أو محطة تلفزة إلى طرف معني بها ومهتم بوثائقها.
إذن لابد من وجود شخص أو هيئة أو فئة أو جمهور يهتم بالمعلومات فيمنحها أهمية على أهميتها، ويكون الإعلام عن تلك العملية الإعلامية التي تتم بين ميدان المعلومات وبين ميدان نشرها أو بثها.
ثانياً: عناصر عملية الاتصال:
أن النظر إلى الاتصال كعملية مشاركة، يعني أن الاتصال لا ينتهي بمجرد أن تصل الرسالة من المصدر (المرسل) إلى المتلقي (المستقبل)، كما يعني أن هناك العديد من العوامل الوسيطة بين الرسالة والمتلقي، بما يحدد تأثير الاتصال؛ من جهة أخرى فأن كلا من المرسل والمتلقي يتحدث عن موضوع معين أو موضوعات معينة فيما يعرف بالرسالة أو الرسائل، ويعكس هذا الحديث ليس فقط مدى معرفة كل منها بالموضوع أو الرسالة، ولكن أيضا يتأثر بما لديه من قيم ومعتقدات، وكذلك بانتماءاته الاجتماعية الثقافية، مما يثير لديه ردود فعل معينة تجاه ما يتلقاه من معلومات وآراء، ويحدد أيضا مدى تأثره بهذه المعلومات والآراء.
في هذا الإطار المركز تطورت النماذج التي تشرح وتفسر عملية الاتصال بعناصرها المختلفة، حيث ظهر في البداية النموذج الخطي أو المباشر الذي يرى أن تلك العناصر هي: المرسل والرسالة والمستقبل، ولكن الدراسات التي أجريت منذ الأربعينيات، من القرن الماضي، بينت مدى قصور ذلك النموذج، وحطمت النظرية القائلة بأن لوسائل الإعلام تأثيراً مباشراً على الجمهور.
لقد ظهرت العديد من النماذج والتي تطورت من الطبيعة الثنائية إلى الطبيعة الدائرية، والتي على ضوئها تتكون عملية الاتصال من ستة عناصر أساسية هي:
1- المصدر
2- الرسالة
3- الوسيلة
4- المتلقي (المستقبل)
5- رجع الصدى أو رد الفعل
6- التأثير

وفيما يلي نبذة موجزة عن هذه العناصر:

1-المصدر أو المرسل(SOURCE):
ويقصد به منشيء الرسالة، وقد يكون المصدر فردا أو مجموعة من الأفراد وقد يكون مؤسسة أو شركة، وكثيرا ما يستخدم المصدر بمعنى القائم بالاتصال، غير أن ما يجدر التنويه إليه هنا أن المصدر ليس بالضرورة هو القائم بالاتصال، فمندوب التلفزيون قد يحصل على خبر معين من موقع الأحداث، ثم يتولى المحرر صياغته وتحريره، ويقدمه قارئ النشرة إلى الجمهور، في هذه الحالة وجدنا بعض دراسات الاتصال يذهب إلى أن كل من المندوب والمحرر وقارئ النشرة بمثابة قائم بالاتصال، وأن اختلف الدور، بينما يذهب نوع آخر من الدراسات إلى أن القائم بالاتصال هو قارئ النشرة فقط، أي أنه بينما يوسع البعض مفهوم القائم بالاتصال ليشمل كل من يشارك في الرسالة بصورة أو بأخرى، فأن البعض الآخر يضيّق المفهوم قاصراً إياه على من يقوم بالدور الواضح للمتلقي.

2- الرسالة(MESSAGE):
وهي المعنى أو الفكرة أو المحتوى الذي ينقله المصدر إلى المستقبل، وتتضمن المعاني والأفكار والآراء التي تتعلق بموضوعات معينة، يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير المنطوقة، وتتوقف فاعلية الاتصال على الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدم بها، فالمصطلحات العلمية والمعادلات الرياضية المعقدة الخاصة بالكيمياء الحيوية مثلاً، تكون مفهومة بين أستاذ الكيمياء وطلابه، أما إذا تحدث نفس الأستاذ عن الموضوع مع طلاب الإعلام والاتصال لا يكون الأمر كذلك، فهناك فجوة أو عدم وجود مجال مشترك للفهم بين المرسل والمستقبل، والمنطق نفسه إذا كأن الأستاذ يلقي محاضرة بلغة لا يفهمها أو لا يعرفها الحاضرون، أو إذا استخدم إيماءات وإشارات ذات دلالة مختلفة لهم.
من جهة أخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجمالي للمعلومات المتضمنة في الرسالة، ومستوى هذه المعلومات من حيث البساطة والتعقيد، حيث أن المعلومات إذا كانت قليلة فأنها قد لا تجيب على تساؤلات المتلقي، ولا تحيطه علماً كافياً بموضوع الرسالة، الأمر الذي يجعلها عرضة للتشويه، أما المعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقي استيعابها ولا يقدر جهازه الإدراكي على الربط بينها.

3- الوسيلة أو القناة(CHANNEL):
وتعرف بأنها الأداة التي من خلالها أو بواسطتها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، وتختلف الوسيلة باختلاف مستوى الاتصال، فهي في الاتصال الجماهيري تكون الصحيفة أو المجلة أو الإذاعة أو التلفزيون، وفي الاتصال الجمعي مثل المحاضرة أو خطبة الجمعة أو المؤتمرات تكون الميكرفون، وفي بعض مواقف الاتصال الجمعي أيضا قد تكون الأداة مطبوعات أو شرائح أو أفلام فيديو، أما في الاتصال المباشر فأن الوسيلة لا تكون ميكانيكية (صناعية) وإنما تكون طبيعية، أي وجها لوجه.
4- المتلقي أو المستقبلRECEIVER
وهو الجمهور الذي يتلقى الرسالة الاتصالية أو الإعلامية ويتفاعل معها ويتأثر بها، وهو الهدف المقصود في عملية الاتصال، ولا شك أن فهم الجمهور وخصائصه وظروفه يلعب دورا مهما في إدراك معنى الرسالة ودرجة تأثيرها في عقلية ذلك الجمهور، ولا يمكن أن نتوقع أن الجمهور يصدق وينصاع تلقائيا للرسالة الإعلامية، فهو قد يرفضها أو يستجيب لها، إذا كانت تتفق مع ميوله واتجاهاته ورغباته، وقد يتخذ بعض الجمهور موقف اللامبالاة من الرسالة ولا يتفاعل معها.
5- رجع الصدى أو رد الفعلFEED BACK
يتخذ رد الفعل اتجاها عكسيا في عملية الاتصال، وهو ينطلق من المستقبل إلى المرسل، وذلك للتعبير عن موقف المتلقي من الرسالة ومدى فهمه لها واستجابته أو رفضه لمعناها، وقد أصبح رد الفعل مهما في تقويم عملية الاتصال، حيث يسعى الإعلاميون لمعرفة مدى وصول الرسالة للمتلقي ومدى فهمها واستيعابها.
6- التأثيرEFFECTIVE
التأثير مسالة نسبية ومتفاوتة بين شخص وآخر وجماعة وأخرى، وذلك بعد تلقي الرسالة الاتصالية وفهمها، وغالبا ما يكون تأثير وسائل الاتصال الجماهيرية بطيئاً وليس فوريا، كما يعتقد البعض، وقد يكون تأثير بعض الرسائل مؤقتاً وليس دائماً، ومن ثم فإن التأثير هو الهدف النهائي الذي يسعى إليه المرسل وهو النتيجة التي يتوخى تحقيقها القائم بالاتصال. وتتم عملية التأثير على خطوتين، الأولى هي تغيير التفكير، والخطوة الثانية هي تغيير السلوك.

ثالثاً: وظائف وسائل الإعلام
أصبح دور وسائل الإعلام في المجتمع مهم وخطير جداً، إلى درجة خصصت جميع الحكومات أقساماً ودوائر ووزارات إعلام تتولى تحقيق أهداف داخلية وخارجية عن طريق تلك الوسائل، ومن تلك الأهداف الداخلية رفع مستوى الجماهير ثقافياً، وتطوير أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.
أما خارجياً فمن أهداف دوائر الإعلام تعريف العالم بحضارة الشعوب ووجهات نظر الحكومات في المسائل الدولية.
ولم يقتصر اهتمام الحكومات بوسائل الإعلام، بل أن مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية اهتمت بها، ووجدت أن تلك الوسائل تخدمها وتخدم أهدافها وتساعد في ازدهارها.
وليس أدل على أهمية الإعلام ووسائله مما أصبح معروفاً في العالم، من أن الدولة ذات الإعلام القوي تعتبر قوية وقادرة، فلقد أصبح الإعلام عاملاً رئيسيا في نفوذ بعض الدول، وبخاصة تلك التي وجدت فيه إحدى دعاماتها الرئيسية، وقدمته على باقي دعائم الدولة.
وسبب كل ذلك هو أن وسائل الإعلام مؤثرة في الجماهير وفاعلة سلباً أو إيجاباً؛ فما هي وظائف تلك الوسائل؟
للإعلام خمس وظائف رئيسية هي:
1- الوظيفة الإخبارية
2-التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات.
3- زيادة الثقافة والمعلومات.
4- تنمية العلاقات الإنسانية وزيادة التماسك الاجتماعي.
5- لترفيه وتوفير سبل التسلية وقضاء أوقات الفراغ.
6- الإعلان والدعاية.
وفيما يأتي نوضح هذه الوظائف بنوع من التفصيل:

الوظيفة الإخبارية: تعني قيام وسائل الإعلام الجماهيرية بنقل الأحداث والقضايا المهمة، ومتابعة تطوراتها وانعكاساتها على المجتمع، وذلك لتلبية حاجة الإنسان الطبيعية لمعرفة البيئة المحيطة به، ومعرفة الحوادث الجارية من حوله، ويكاد المضمون الإخباري يشكل النسبة الرئيسية السائدة اليوم في وسائل الإعلام التي يفترض أن تقوم بتغطية تلك الأحداث بحيادية ودقة ومصداقية، لكي تحظى باحترام الجمهور.

التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات:
من المتعارف عليه أن المدرسة تتولى مهمة التوجيه، بعد العائلة، باعتبار أن الطالب يقضي قسما مهما من حياته فيها؛ لكن المجتمع بجميع مؤسساته الأسرية والعائلية والاجتماعية والدينية والاقتصادية له دور كبير في مجال التوجيه، وتكوين المواقف والاتجاهات الخاصة بكل فرد.
من هنا تتلاقى تلك المؤسسات مع المدرسة في مهمة التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات، خاصة وأن المجتمع ليس كله طلابا، ولا يتاح عادة لكل افراد المجتمع دخول المدارس أو الاستمرار في الدرس والتحصيل.
وإذا كانت المدرسة تقوم بمهمتها تلك عن طريق الهيئة التعليمية والكتاب، فأن توجيه المجتمع يمارس بشكل مباشر وغير مباشر على السواء عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة عادة، فكلما كانت المادة الإعلامية ملائمة للجمهور لغة ومحتوى، ازداد تأثيرها، فلا يعقل مثلا أن تخاطب الذين لا يجيدون اللغة العربية باللغة الفصحى، ولا الذين ليس لديهم مستوى ثقافي معين بالمنطق وعلم الكلام والحجج الفكرية والفلسفية.

زيادة الثقافة والمعلومات:
التثقيف العام هدفه زيادة ثقافة الفرد بواسطة وسائل الإعلام، وليس بالطرق والوسائل الأكاديمية التعليمية، والتثقيف العام يحدث في الإطار الاجتماعي للفرد سواء كأن ذلك بشكل عفوي وعارض أم بشكل مخطط ومبرمج ومقصود.
والتثقيف العفوي هو مواجهة دائمة من جانب وسائل الإعلام للفرد، هذه المواجهة تقدم له ـ بدون أن يكون هو المقصود بالذات ـ معلومات وأفكار وصور وآراء، وهذا يحدث عندما يتجول الطالب في ساحة ملعب جامعته فيفاجأ بجريدة حائط أو بتلفزيون نادي الجامعة أو باللافتات المرفوعة في أماكن من الجامعة، وكلها تحمل عبارات تلفت نظره، فيندفع في قراءتها أو متابعتها فتعلق بعض الكلمات في ذهنه ويأخذ ببعض الآراء.
أما التثقيف المخطط فهو حصيلة وظيفتي التوجيه والتبشير؛ لكن هناك بعض الحالات تقع في دائرة التثقيف المخطط كالبرامج الزراعية التي هي عبارة عن حلقات إرشاد للمزارعين يدعون إليها أو تبث إليهم عبر الإذاعة أو التلفزيون.

الاتصال الاجتماعي والعلاقات البينية:
ويعرف الاتصال الاجتماعي عادة بالاحتكاك المتبادل بين الأفراد بعضهم مع بعض، هذا الاحتكاك هو نوع من التعارف الاجتماعي يتم عن طريق وسائل الإعلام التي تتولى تعميق الصلات الاجتماعية وتنميتها.
فعندما تقدم الصحف كل يوم أخبارا اجتماعية عن الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية والثقافية فأنها بذلك تكون صلة وصل يومية تنقل أخبار الأفراح من مواليد وزيجات، وأخبار الأحزان من وفيات وفشل وخسارة، وليست صفحة الولادات والوفيات والشكر بصفحة عابرة وغير مهمة في الصحف، بل أنها وسيلة للاتصال الاجتماعي اليومي بين جميع فئات الجماهير.
وهناك أمر ثان هو قيام وسائل الإعلام كلها تقريبا بتعريف الناس ببعض الأشخاص البارزين أو الذين هم في طريق الشهرة سواء في مجال السياسة أو الفن أو المجتمع أو الأدب.


الترفيه عن الجمهور وتسليته:
تقوم وسائل الإعلام فيما تقوم به من وظائف بمهمة ملء أوقات الفراغ عند الجمهور بما هو مسل ومرفه؛مثل الأبواب المسلية في الصحف أو البرامج الكوميدية في التلفزيون.
وفي الحالتين تأخذ وسائل الإعلام في اعتبارها مبدأ واضحا وهو أن برامج الترفيه والتسلية ضرورية لراحة الجمهور ولجذبه إليها، وحتى في مجال الترفيه هناك برامج وأبواب ترفيه موجه يمكن عن طريقها الدعوة إلى بعض المواقف ودعم بعض الاتجاهات أو تحويرها وحتى تغييرها، وهذا يتطلب بالطبع أساليب مناسبة من جانب وسائل الإعلام.

الإعلان والدعاية:
تقوم وسائل الإعلام بوظيفة الإعلان عن السلع الجديدة التي تهم المواطنين، كما تقوم بدور مهم في حقول العمل والتجارة عندما تتولى الإعلان عن وجود وظائف شاغرة أو وجود موظفين مستعدين للعمل، أو عندما تتولى الإعلان عن إجراء مناقصة أو وضع التزام موضع التنفيذ…الخ.
ولهذا استطاعت وسائل الإعلام على تنوعها من صحافة وتلفزيون وإذاعة وسينما، أمام تعقيد الحياة وتعدد ما فيها من اختراعات وصناعات واكتشافات أن تقوم بمهمة التعريف بما هو جديد وتقديمه إلى الجمهور وعرض فوائده وأسعاره وحسناته بشكل عام.
هذه هي الوظائف الاجتماعية لوسائل الإعلام، وهي وأن جرى حصرها في ست وظائف، لكن تبقى هناك مهمات تفصيلية أيضا لوسائل الإعلام تندرج تحت هذه الوظائف، فوسائل الإعلام في الواقع أصبحت تقوم مقام المعلم والمربي، وحتى الأب والأم في حالات كثيرة، فالبرامج التربوية والمدرسية وبرامج الأطفال وبرامج الطلاب وغيرها من برامج تبثها وسائل الإعلام، أنما تلتقي بوظيفة التثقيف، لكنها تتعدى تلك الوظيفة إلى ما هو أعمق وأعم واشمل، إلى درجة يمكن القول معها أن الفرد يولد وينمو قليلا حتى تتولاه وسائل الإعلام وترعاه وتقدم إليه ما يلزم من تثقيف وتوجيه وترفيه وإعلان وغير ذلك، وأحيانا تقدم إليه ما يسيء إلى نمو شخصيته وآرائه، فتنحرف بها أو تشوهها.




المبحث الثاني
تطور نظريات الاتصال

بذلت عدة محاولات علمية لتحليل عملية الاتصال ووصف أبعادها وعناصرها، وما يهمنا التأكيد عليه، في حدود هذه الدراسة، أن أغلب - إن لم نقل جميع- الدراسات التي تناولت موضوع الاتصال الجماهيري أكدت على أهمية الوسيلة الاتصالية ودورها المؤثر والرئيسي في عملية الاتصال الجماهيرية.
وفي هذا الصدد يمكن أن نشير إلى نموذج (ديفيد برلو) الذي يرى أن هناك أربعة عناصر تكون العملية الاتصالية وتشمل : المرسل والرسالة والوسيلة والمستقبل.ومن النماذج المهمة التي أسهمت في بناء نظريات الاتصال النموذج الذي قدمه (ولبر شرام ) في عام 1974 ف طوره في عام 1971 ف وفي هذا النموذج يقدم شرام العناصر الأساسية على النحو التالي :
أ)المصدر أو صاحب الفكرة.
ب)التعبير عن الفكرة ووضعها في شيفرة (Code) وصياغتها في رموز لتكوين الرسالة.
ت)المستقبل الذي يتلقى ويفك رموزها.
ث)الاستجابة أو الهدف ورجع الصدى الذي قد يصل أو لا يصل إلى المرسل أو صاحب الفكرة.
ويعتمد شرام في هذا النموذج على أفكار الباحثين شانون وويفر، وبخاصة فيما يتعلق برجع الصدى والتشويش، ويضيف من خلال نموذجه النظام الوظيفي لعملية الاتصال، كما قدم من خلال هذا النموذج مفاهيم مهمة مثل الإطار الدلالي والخبرة المشتركة وأهميتها في عملية الاتصال، وإلى ذلك،نجد أن المؤرخ والكاتب الإنجليزي ويلز (H.G. Wells ) يبين ((إن تطور التاريخ الإنساني هو ظاهرة اجتماعية واحدة تدفع بالإنسان إلى الاتصال بأخيه الإنسان، في مكان آخر أو مجتمع آخر، وهو بذلك ينظر إلى قصة التطور التاريخي البشري على أنها قصة تطور عملية الاتصال، ويقسمها إلى خمس مراحل وهي : الكلام، الكتابة، اختراع الطباعة، المرحلة العالمية، وأخيرا مرحلة الإذاعة والاتصال الإلكتروني، وفي هذه المرحلة الأخيرة لتطور الاتصال أصبح للوسائل الإلكترونية دوراً مهماً في حياة المجتمع، واستطاع الإنسان نقل أفكاره ومشاعره ومعلوماته عبر الحواجز الجغرافية المحدودة باستخدام أجهزة المذياع ثم التلفزيون، وأخيراً شبكة الإنترنيت.
ولعل نظرية مارشال ماكلوهان التي ظهرت قبل نحو أربعين عاما، ما تزال حتى اليوم أكثر النظريات الإعلامية انتشاراً ووضوحاً في الربط بين الرسالة والوسيلة الإعلامية، والتأكيد على أهمية الوسيلة في تحديد نوعية الاتصال وتأثيره، حيث يرى ماكلوهان(أن الوسيلة هي الرسالة) ويوضح أن مضمون وسائل الأعلام لا يمكن النظر إلية مستقلاً عن تقنيات الوسائل الإعلامية فالموضوعات، والجمهور التي توجه له مضمونها، يؤثران على ما تقوله تلك الوسائل، ولكن طبيعة وسائل الأعلام التي يتصل بها الإنسان تشكل المجتمعات أكثر ما يشكلها مضمون الاتصال.
ويبين ماكلوهان أن وسائل الأعلام التي يستخدمها المجتمع أو يضطر إلى استخدامها ستحدد طبيعة المجتمع وكيف يعالج مشاكله، وأي وسيلة، أو امتداد للإنسان، تشكل ظروفاً وتؤثر على الطريقة التي يفكر بها الناس ويعلمون وفقا لها.
وعرض ماكلوهان أربع مراحل تعكس – في رأيه – التاريخ الإنساني وهي :
أ) المرحلة الشفوية: أي مرحلة ما قبل التعلم، أي المرحلة القبلية.
ب) مرحلة كتابة النسخ: التي ظهرت في اليونان القديمة واستمرت ألفي عام.
ت) عصر الطباعة: من سنة 1500 ف إلى سنة 1900 ف تقريبا.
ث) عصر وسائل الأعلام الإلكترونية من سنة 1900 م تقريباً حتى الوقت الحاضر.
إن طبيعة وسائل الأعلام المستخدمة في كل مرحلة تساعد على تشكيل المجتمع أكثر مما يساعد مضمون تلك الوسائل على هذا التشكيل.
ومن أهم ما جاء في نظرية ماكلوهان عن وسائل الاتصال، أنه يقسم هذه الوسائل إلى (وسائل باردة ) و (وسائل ساخنة ) ويقصد بالوسائل الباردة تلك التي تتطلب من المستقبل جهدا إيجابيا في المشاركة والمعايشة والاندماج فيها، أما الوسائل الساخنة،فهي تلك الوسائل الجاهزة المحددة نهائياً، فلا تحتاج من المشاهدة أو المستمع إلى جهد يبذل أو مشاركة أو معايشة، فالكتابة والتلفون والتلفزيون وسائل باردة، أما الطباعة والإذاعة والسينما فهي وسائل ساخنة. وإذا لم يكن بوسع المرء أن يتفق مع كل ما جاء به ماكلوهان من أفكار يسميها هو اختبارات أكثر منها نظريات،وإذا لم تكن (الوسيلة هي الرسالة ) فمن الواضح أنها أخطر من مجرد أداة لزيادة عدد الجماهير من القراء والمستمعين والمشاهدين، وإذا كان من الصعب أيجاد دليل قوى لا ثبات هذه الأفكار أو رفضها، فأنها على الأقل تجعلنا نتساءل عما إذا كانت وسائل الأعلام لها القدرة على تغيير الإنسان.
وفي الوقت الذي يشير فيه ماكلوهان إلى أن وسائل الأعلام الإلكترونية ساعدت في انكماش الكرة الأرضية وتقلصها في الزمان والمكان، حتى أصبحت توصف بـ ( القرية العالمية Global Village ) وبالتالي زاد وعي الإنسان بمسؤوليته إلى درجة قصوى، فأنه يرى أيضا،أن هذه الحالة الجديدة أدت إلى ما يمكن تسميته بـ(عصر القلق) لأن الثورة الإلكترونية الفورية الجديدة تجبر الفرد على الالتزام والمشاركة بعمق،وبغض النظر عن وجهة النظر التي يتبناها، فوجهة النظر الخاصة الجزئية مهما كان مقصدها لن تغير في عصر الكهرباء والإلكترون الآلي الفوري، وربما يكون هذا الرأي وغيره يمثل الأرضية التي نبع منها مفهوم (العولمة) الذي أصبح يتردد في السنوات الأخيرة، وكان أحد الباحثين قد اسماه من قبل بـ ( لحظنة التواصل الحضاري الإعلامي ).
((سوف نتعرض لنظرية ماكلوهان بالتفصيل في المبحث الرابع))
وإلى جانب ذلك فأن أفكار ماكلوهان أصبحت في السنوات الأخيرة، موضع انتقاد أو تعديل أو تشكيك من قبل بعض الباحثين، وفي هذا الصدد يرى (ريتشارد بلاك) أن (القرية العالمية ) التي زعم ماكلوهان وجودها، لم يعدلها وجود حقيقي في المجتمع المعاصر.
ويوضح ((أن التطور التقني الذي استند إلية ماكلوهان عند وصفة للقرية العالمية استمر في مزيد من التطور، بحيث أدي إلى تحطيم هذه القرية العالمية وتحويلها إلى شظايا فالعلم الآن اقرب ما يكون إلى البناية الضخمة التي تضم عشرات الشقق السكنية التي يقيم فيها أناس كثيرون ولكن كل منهم يعيش في عزلة، ولا يدرى شيئا عن جيرانه الذين يقيمون معه في البناية نفسها )).
ويمكن أن يوصف هذا التطور بأنه تحول من(التجميع) إلى (التفتيت)أو اللامركزية، حيث أتاحت تقنيات الاتصال الحديثة المتمثلة في الأقمار الاصطناعية والحاسبات الإلكترونية ووصلات(المايكروويف) والألياف الضوئية عددا كبيرا من خدمات الاتصال خلال الاتصال العقدين الماضيين،مثل التلفزيون الكابلي التفاعلي، والتلفزيوني منخفض القوة و(الفيديو كاسيت) (الفيديويسك) وأجهزة التسجيل الموسيقي المتطورة، وخدمات (الفديوتكس) والتلتيكس) والاتصال المباشر بقواعد البيانات والهواتف النقالة والبريد الإلكتروني، التي اندمجت في شبكة الاتصالات المعروفة ب(الإنترنت)، وجمعيها وسائل تخاطب الأفراد وتلبي حاجاتهم ورغباتهم الذاتية، وقد نتج عن هذه التقنية الجديدة تقلص أعداد الجماهير التي تشاهد برامج الشبكات الرئيسية وخدمات الإذاعة المسموعة والتلفزيون التي تعمل بنظام البث الهوائي التقليدي.
لقد ظل الاتجاه الرئيسي لوسائل الاتصال الجماهيرية، حتى ما قبل عشرين عاما، يميل إلى توحيد الجماهير Massification بمعنى نقل الرسائل الاتصالية نفسها إلى قطاعات جماهيرية واسعة، أو توحيد الرسائل وتعدد الجماهير المستقبلة لهذه الرسائل.
أما الاتجاه الجديد للاتصال وتدفق المعلومات على الصعيد العالمي، فقد بدأ يتجه نحو لا مركزية الاتصال، بمعنى تقديم رسائل متعددة تلاؤم الأفراد أو الجماعات الصغيرة المتخصصة، وتتخذ هذه اللامركزية للرسائل مظهرين :
المظهر الأول: يتحكم فيه المرسل.
والمظهر الثاني: يتحكم فيه المستقبل.
ويمكن إتاحة كل منهما عن طريق الربط بالحاسبات الإلكترونية لتوفر خدمات مختلفة من الاتصال وتبادل المعلومات، تبدأ من الصحافة المطبوعة أو نقل النصوص المكتوبة، وتمتد إلى شكل البرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية، ويمكن نقل هذه المعلومات عبر مسافات شاسعة وبسرعة فائقة، عن طريق استخدام الاتصال الكابلي والأقمار الاصطناعية.
ويرى الباحث الفن توفلر:أن البنية الأساسية الإلكترونية في أقطار الاقتصاد المتقدم سوف تتميز بستة سمات تمثل مفاتيح المستقبل هي.
أ)التفاعليةInteractivity:.
ب) قابلية التحرك أو الحركةMobility:.
ت) قابلية التحويل:Convertibility.
ث)التوصيلية:Connectivity.
ج)الشيوع والانتشار:Ubiquity
ح)التدويل:Globalization
ويوضح توفلر لقد كانت الآثار التجانسية لوسائل الأعلام الجماعي في ذروة قوتها عندما لم تكن هناك سوى قنوات قليلة ووسائل إعلامية قليلة، ومن ثم قلة من فرص الاختيار أمام المستمعين أو المشاهدين أما في المستقبل فأن الوضع العكس هو الذي يسود ومع أن محتوى كل برنامج على حدة قد يكون جيدا أو رديئا إلا أن أهم (محتوى) جديد على الإطلاق يتمثل في وجود التنوع نفسه.
أن التحول من فرص الاختيار الأقل إلى الفرص الأكثر تعددا في مجال الأعلام لا يحمل مدلولات ثقافية فحسب بل سياسية أيضا، وتواجه حكومات الدول ذات التقنية المتقدمة مستقبلا ستتعرض فيه شعوبها إلى وابل متصل من الرسائل المتعددة المتعارضة المخصوصة، الثقافية منها والسياسية والتجارية، بدلا من رسالة واحدة ترددها قلة من الشبكات الإعلامية العملاقة في صوت واحد.
أن (سياسة التعبئة الجماعية ) و(هندسة الموافقة) كلتيهما تصبحان الآن أصعب بكثير في محيط وسائل الأعلام الجديد، واتساع مجال الاختيار الإعلامي أمام المستمعين والنظارة هو حد ذاته شيء ديمقراطي لزوما فأنه يمثل مشكلة للسياسيين الذين يقدمون لأتباعهم محيطا لا اختيار فيه.
ويمكن القول أن التطورات التقنية الكبيرة في مجال الاتصال الجماهيري، وتعدد قنوات الاتصال والمعلومات أدى إلى ما يمكن تسميته بـ(عصر الشاشة) فالوسائل المطبوعة والمقروءة والمسموعة والمرئية أصبحت مندمجة في شاشة التلفزيون أو الحاسوب (الكومبيوتر)الشخصي، حيث يستطيع المتلقي قراءة كتاب أو صحيفة أو مجلة ومشاهدة مسرحية أو فلم خطاب سياسي، على هذه الشاشة، وفي اغلب الأحيان، بصورة فردية، كما أنه يستطيع إلى حد بعيد الاختيار من بين بدائل عديدة في الوقت نفسه.
وتفترض الاتجاهات الحالية والمستقبلية لتطور وسائل الاتصال نمو أحد تصورات ثلاثة لوضع الاتصال خلال القرن الحادي والعشرين، وتشمل هذه التصورات ما يلي:
1- تكريس اللامركزية في الإرسال والاستقبال : وينبني هذا التصور على ظهور خدمات الاتصال الجديدة، التي توجه رسائل متخصصة تلبي الميول والنزعات الفريدة، مثل التلفزيون (الكابلي ) التفاعلي و(الفيديو تكس ) و(الفيديو كاسيت ) وهناك إقبال متزايد من جانب الأفراد على امتلاك هذه الوسائل، الاستعاضة بها عن الاتصال المباشر مع أفراد آخرين وتتمثل مظاهر التفتت في فئات المستقبلين، في ميل الأفراد إلى الانعزال،كما أن وسائل الاتصال الجديدة تمنح الأفراد القدرة على خلق بيئة الاتصال التي تناسبهم، وادي ظهور هذه الوسائل الجديدة إلى تناقص المعرفة التي يحصل عليها عن طريق التعرض العشوائي لمواد الاتصال، وتناقص الاتصال الجدلي بين الجماعات والطبقات ليحل محلة اتصال متزايد داخل كل جماعة أو فئة.
2- تكريس الهيمنة والاندماج لوسائل الاتصال ويقوم هذا التصور على اتجاه وسائل الاتصال الجماهيري إلى التركيز في كيانات ضخمة وملكية مشتركة ومتعددة الجنسية، وهناك : أسباب عديدة لزيادة الاتجاه نحو الهيمنة والاندماج منها : قوانين الضرائب، والحاجة إلى خبرات ضخمة والرغبة في تحقيق الاستمرار المالي والوقاية ضد مخاطر المستقبل والقضاء على الشركات المنافسة.
3-التوافق بين التقنية القديمة والحديثة، ويستند هذا التصور إلى أن تقدم التقنية الجديدة يسد جوانب النقص في التقنية القديمة وتلبية الحاجات الفردية، مع عدم إهمال الإحساس بالمشاركة العامة والأهداف القومية، في إطار عملية مستمرة من الاستكشاف العقلي والمناظرات المفيدة التي تتيح تبادل الخبرات وتدعم الديمقراطية المعلومات.
http://samirroua.yoo7.com/t305-topic

hano.jimi
2012-02-17, 20:27
اخي من فضلك اريد بحث كامل حول الاتصال تخصص اتصال في التنظيمات.شكرا.

http://gestion08.lifeme.net/t1403-topic

براقدا
2012-02-17, 20:53
الجزء الاول (09ن)


صرح رائيس الحكومة الفرنسي منديس فرانس سنة 1955 قائلا:" ... ان الانفضل بين الجزائر وفرنسا مستحيل فالجزائر ارض فرنسية وأن سبب الثورة سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتبعية الثورة للخارج وان الحكومة الفرنسية قد اعلنت حالة الطوارئ وتسليح المستوطنين والقضاء على فعل العصابات وخارجي القانون ... "
من كتاب مؤتمر الصومام - الدكتور / ل . زغيدي .

المطلوب : انطلاق من النص واعتمد على مكتسباتك القبلية :
1/- اشرح المفاهيم التالية : - حالة الطوارئ - المستوطنين .
2/- بين اسباب اندلاع الثورة من وجهة النظر الفرنسية .
3/- اذكر سببين حقيقيين داخليين ايا الى اندلاعه الثورة التحريرية .
4/- عدد اهم ثلاث صعوبات واجهت الثورة الجزائرية في عامها الاول.

الجزء الثاني (40ن)

لفت انتباه صديقك خلال متابعته حوار تلفزيوني حول الثورة الجزائرية تدخل لأحد المؤرخيين اعتبر فيه أن مؤتمر باندونغ كان بمثابة البوابة التي خرجت عبرها القضية الجزائرية الى هيئة الامم المتحدة . فطلب منك شرحا.
السند 1 :
ان جبهة التحرير الوطني ، لكي تحقق هدفها يجب عليها أ تنجز مهمتين في وقت واحد :
أولا : العمل الداخلي سواء في ميدان السياسي او ميدان العمل المح .
ثانيا : العمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعية في العالم كله وذلك بمساعدة كل حلفاء الطبيعيين .
مقتطف من بيان اول نوفمبر 1954 م .
السند 2 :
" ... لى جانب هذا النظام الدامغ لم تعد الجزائر وحدها في المعركة كما كانت سنة 1954 إن وارئها طنجة .. القاهرة.. وباندونغ وكل هذه الدول تحمل .. الى عواصم العالم ملف جبهة التحرير الوطني ... ان التظامن المغربي والعربي والافريقي - الاسيوي ... الذي يضم ثلثي الانسانية يعترف بأن الجزائر قد استفتت ج.ت.و. وداست كل نظم الاستعمارية باقدام ثوارها ..."
عن جريدة المجاهد 1958 .
التعليمة:
بالاعتماد على السندات المقدمة (1.2) وكتسباتك القبلية اكتب فقرة من 10 الى 12 اسطر تشرح فيها ذلك.


الجغــــــــــــــــــــــــــــــرافيا : (70ن)..
الجزء الاول : (40ن)

*- اجب على مايلي :
1/- عرف مايلي : التنمية الاقتصادية - الزحف العمراني .
2/- بين أهمية التصنيع في الاقتصاد الوطني .

الجزء الثاني : ( 30ن)
خلال متابعة صديقك لشريط وثائقي حول الموارد الطبيعية والبشرية في الجزائر ، تبين له أن الجزائر بلد غني ، في حين انها مازالت تصنف في خانة الدول المتخلفة . فطلب منك تفسيرا .
السند 1:
" ... لقد ظلت الجزائر مدة من الزمن رهينة ترة استعمارية ثقيلة ، في كل المجالات صعب التغلب عليها وتجاوزها بسهولة ..."
عن مجلة الفيصل 1998 - العدد 123
السند 2:
" ... تعتبر الجزائر من الدول الغنية جد بالمحروقات فهي تتوفر على احتياطي كبير للبترول يتجاوز 10 مليار برميل ، كما تملك 3641 مليار م 3 كاحتياطي من الغاز الطبييعي وهي بذلك تعد من الدول العشرة الاوائل في العالم .... "
من مجلة الفيصل العدد 123 - 1997 م.

السند -3-

التعليمة : بالاعتماد على السندات المقدمة (1.2) ومكتسباتك القبلية ، اكتب فقرة من 08 الى 10 اسطر تشرح فيها ذلك .

hano.jimi
2012-02-18, 12:43
[quote=براقدا;8886416]الجزء الاول (09ن)


صرح رائيس الحكومة الفرنسي منديس فرانس سنة 1955 قائلا:" ... ان الانفضل بين الجزائر وفرنسا مستحيل فالجزائر ارض فرنسية وأن سبب الثورة سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتبعية الثورة للخارج وان الحكومة الفرنسية قد اعلنت حالة الطوارئ وتسليح المستوطنين والقضاء على فعل العصابات وخارجي القانون ... "
من كتاب مؤتمر الصومام - الدكتور / ل . زغيدي .

المطلوب : انطلاق من النص واعتمد على مكتسباتك القبلية :
1/- اشرح المفاهيم التالية : - حالة الطوارئ - المستوطنين .
2/- بين اسباب اندلاع الثورة من وجهة النظر الفرنسية .
3/- اذكر سببين حقيقيين داخليين ايا الى اندلاعه الثورة التحريرية .
4/- عدد اهم ثلاث صعوبات واجهت الثورة الجزائرية في عامها الاول.

الجزء الثاني (40ن)

لفت انتباه صديقك خلال متابعته حوار تلفزيوني حول الثورة الجزائرية تدخل لأحد المؤرخيين اعتبر فيه أن مؤتمر باندونغ كان بمثابة البوابة التي خرجت عبرها القضية الجزائرية الى هيئة الامم المتحدة . فطلب منك شرحا.
السند 1 :
ان جبهة التحرير الوطني ، لكي تحقق هدفها يجب عليها أ تنجز مهمتين في وقت واحد :
أولا : العمل الداخلي سواء في ميدان السياسي او ميدان العمل المح .
ثانيا : العمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعية في العالم كله وذلك بمساعدة كل حلفاء الطبيعيين .
مقتطف من بيان اول نوفمبر 1954 م .
السند 2 :
" ... لى جانب هذا النظام الدامغ لم تعد الجزائر وحدها في المعركة كما كانت سنة 1954 إن وارئها طنجة .. القاهرة.. وباندونغ وكل هذه الدول تحمل .. الى عواصم العالم ملف جبهة التحرير الوطني ... ان التظامن المغربي والعربي والافريقي - الاسيوي ... الذي يضم ثلثي الانسانية يعترف بأن الجزائر قد استفتت ج.ت.و. وداست كل نظم الاستعمارية باقدام ثوارها ..."
عن جريدة المجاهد 1958 .
التعليمة:
بالاعتماد على السندات المقدمة (1.2) وكتسباتك القبلية اكتب فقرة من 10 الى 12 اسطر تشرح فيها ذلك.


الجغــــــــــــــــــــــــــــــرافيا : (70ن)..
الجزء الاول : (40ن)

*- اجب على مايلي :
1/- عرف مايلي : التنمية الاقتصادية - الزحف العمراني .
2/- بين أهمية التصنيع في الاقتصاد الوطني .

الجزء الثاني : ( 30ن)
خلال متابعة صديقك لشريط وثائقي حول الموارد الطبيعية والبشرية في الجزائر ، تبين له أن الجزائر بلد غني ، في حين انها مازالت تصنف في خانة الدول المتخلفة . فطلب منك تفسيرا .
السند 1:
" ... لقد ظلت الجزائر مدة من الزمن رهينة ترة استعمارية ثقيلة ، في كل المجالات صعب التغلب عليها وتجاوزها بسهولة ..."
عن مجلة الفيصل 1998 - العدد 123
السند 2:
" ... تعتبر الجزائر من الدول الغنية جد بالمحروقات فهي تتوفر على احتياطي كبير للبترول يتجاوز 10 مليار برميل ، كما تملك 3641 مليار م 3 كاحتياطي من الغاز الطبييعي وهي بذلك تعد من الدول العشرة الاوائل في العالم .... "
من مجلة الفيصل العدد 123 - 1997 م.

السند -3-

التعليمة : بالاعتماد على السندات المقدمة (1.2) ومكتسباتك القبلية ، اكتب فقرة من 08 الى 10 اسطر تشرح فيها ذلك

اختي لم افهم محل هذه الاسئلة لو كتبتي عنوان او وضعته في موضوع مستقل يخصكي افضل .

bxman303
2012-02-18, 20:59
السلام عليكم ممكن بحث حول 1/ الحوار الاجتماعي
2/نظرية المجتمع المنشوري
وشكرا

bxman303
2012-02-18, 21:49
بحث حول المجتمع الموشوري

bxman303
2012-02-18, 21:50
الاسبوع المقبل عندي بحث حول المجتمع الموشوري مادة الادارة المقارنة سنة رابعة علوم سياسية ولم اجد اي مرجع الرجاء المساعدة المساعدة المساعدة وشكرا مسبقا

souad_02
2012-02-18, 23:34
السلام عليكم أريد بحث عن علاقة علم الاجتماع بالصحافة المكتوبة
و في الفلسفة أريد فلسفة الدين عند دفيد هيوم مع ذكر المراجع و أجرك عند الله

bxman303
2012-02-19, 20:32
يومين ولم يرد علي شكرا

angel karima
2012-02-19, 21:51
انا احتاج هذا البحث في الرياضة و اسمه التعريف بعلم الاجتماع(المفهوم,الموضوع,المنهج)

hano.jimi
2012-02-19, 21:58
يومين ولم يرد علي شكرا

اسفة على التاخير ممكن تفكرني بطلبك شكرا

angel karima
2012-02-19, 22:00
we ana pleaze

souad_02
2012-02-19, 22:51
السلام عليكم أريد بحث عن علاقة علم الاجتماع بالصحافة المكتوبة
و في الفلسفة أريد فلسفة الدين عند دفيد هيوم مع ذكر المراجع و أجرك عند الله

bxman303
2012-02-20, 17:12
بحث حول نظرية المجتمع المنشوري والشكر مسبقا

bxman303
2012-02-20, 17:13
[]نظرية المجتمع المنشوري[

فزاع
2012-02-20, 18:07
من فظلك احتاج إلى معلومات حول النثر الجزائري الحديث
وبارك الله فيكم وثبت أجركم

laysa
2012-02-20, 19:37
السلام عليكم، من فضلكم أريد بحث حول الفجوة المعلوماتية .عاجل جدا جدا

bxman303
2012-02-21, 18:14
بحث حول المجتمع الموشوري

souad_02
2012-02-21, 18:45
وينك يا أختي مافي رد

hano.jimi
2012-02-21, 22:07
السلام عليكم أريد بحث عن علاقة علم الاجتماع بالصحافة المكتوبة
و في الفلسفة أريد فلسفة الدين عند دفيد هيوم مع ذكر المراجع و أجرك عند الله




عاء فاتح نونبر/ تشرين الثاني 2006


العلوم الاجتماعية والكتابة الصحفية: أية علاقة؟

كتبهاد.إدريس لكريني ، في 12 فبراير 2007 الساعة: 19:32 م

العلوم الاجتماعية والكتابة الصحفية:أية علاقة؟



عبد الرحيم خالص- باحث في علم السياسة والقانون الدستوري بكلية الحقوق مراكش



يطرح سؤال العلاقة بين العلوم الاجتماعية كحقل معرفي ضمن مبحث العلوم الإنسانية، والكتابة الصحفية كحقل معرفي ضمن مبحث علوم الإعلام، موضوعا قديما/حديثا في غاية من الأهمية. وللاقتراب من هذه العلاقة سنحاول في البدء تحديد طرفيها.

1.في التحديد الأولي للعلوم الاجتماعية والكتابة الصحفية:

إذا كانت العلوم الاجتماعية مبحثا حديث الظهور باعتباره علما منبثقا أو منشقا –إن صح التعبير- عن حقل الفلسفة. وبصفته علما مستقلا يهتم بالظواهر الاجتماعية داخل أنساق المجتمع المختلفة وبنياته المتعددة. فإن علم الاجتماع أو ما نسميه بـ"السوسيولوجيا"، فقد ظهرت مع المجتمعات القديمة، المسماة "بدائية" (كما تؤكد أبحاث كل من موركان ودوركهايم حسب جاك لومبار (انظر كتابه: مدخل إلى الإثنولوجيا)).

أما الكتابة الصحفية كحقل من حقول علوم الإعلام، فقد ظهرت بشكل بارز مع ظهور "التقنية" وتطور مبحث وسائل التكنولوجيا، خاصة في مجال الإعلام الصحفي (انطلاقا من الكتابة حتى الصورة فوسائل استثمارها الملفتة للنظر كما نلاحظه اليوم).

وإذا كان ما يهمنا بهذا الصدد هو الكتابة الصحفية، فتجدر الإشارة إلى أن هذه الأخيرة تتخذ أشكالا معينة، منها: التحقيق، والمقابلة، والنبأ أو الخبر، والتي يتم التعبير عنها كتابة من خلال الصحيفة أو الجريدة أو المجلة على شكل مقالات قصيرة أو مطولة حسب أشكال الكتابة ومرفقاتها من الصور والرسوم.

من هنا فالكتابة الصحفية، تعبير نصي عن مضمون معين، قد يرفق بصورة أو رسم أو بدونهما، حسب ريجيس دوبريه (انظر كتابه: درس الميديولوجيا العام).

وبعدما حاولنا أن نوضح المقصود بكلا طرفي المعادلة/السؤال، سوف نعود إلى نوع العلاقة التي يمكن أن تربط العلوم الاجتماعية بالكتابة الصحفية. وهي علاقة -من أجل تبيانها وفهمها جيدا- تستدعي منا تحديد بعض نقط الالتقاء بين الطرفين أو بتعبير آخر تحديد أسس ومقومات كل طرف على حدة.

2. أسس ومقومات العلوم الاجتماعية والكتابة الصحفية.

أ/مقومات وأسس العلوم الاجتماعية:

تتعدد الأسس التي تنبني عليها العلوم الاجتماعية، كما تتعدد شروط الكتابة فيها والبحث داخل حقل من حقولها. ومن تلك الأسس نجد:

-الباحث: وهو رجل أكاديمي من الدرجة الأولى، وباحث في موضوع يهتم بإحدى الظواهر الاجتماعية؛ وبتعبير فيبر فهو رجل العلم الذي يستوجب منه المثول لبعض الشروط الأكاديمية مثل:

- الكفاءة العلمية.

-التخصص.

- الأمانة العلمية (وتدخل ضمنها الموضوعية).

- ثم القناعة الذاتية بالموضوع.

- الموضوع: ويتضمن كل الظواهر الاجتماعية التي تحتاج إلى دراسة وتحليل وتقويم داخل البنى الاجتماعية للأفراد والجماعات. ويجب أن يكون موضوع البحث الاجتماعي:

- محدد مسبقا (أي تحديد عناصره الإشكالية).

- تحديد المفاهيم.

- بناء الفرضيات.

- تحديد مجال البحث أو حقل الدراسة.

- الميدان: وهو المجال الجغرافي الذي يحتوي على موضوعات الدراسة المراد القيام بها وقد يكون هذا المجال مجتمعا بأكمله، أو جزءا منه، مدينة أو قرية… أي كل فضاء قابل للمعاينة الذاتية (على الأقل).

وتجدر الإشارة أن اقتحام الميدان يستدعي ضرورة التسلح بعدة وسائل وأدوات وطرق للبحث:

- وسائل وأدوات البحث الميداني:

تتعدد في الأصل وتختلف حسب الظواهر المدروسة، وتأتي على رأسها: الاستمارات والإحصائيات والوثائق والصور والصوت (تسجيل صوتي/ مقابلة)…

- طرق البحث أو كيفيات البحث: هناك صنفان من الاحتكاك المباشر مع الظواهر المرغوب دراستها، وهما ما يسمى بـ المعايشة بالملاحظة والمعايشة بالمشاركة، وكلاهما يستدعيان ضرورة الاستقرار بمكان الدراسة أي المجال أو الفضاء الذي يحتضن الظاهرة الاجتماعية المدروسة.

- المستهدف: ونقصد به الفئة التي تكون الدراسة موجهة لصالحها ويمكنها الاستفادة من نتائجها وخلاصاتها. ولمعرفة الفئة المستهدفة بالضبط. سوف نحاول الإجابة عن السؤال التالي: ما الهدف من هذه الدراسة؟ ولأجل من؟

مثال1: دراسة تعني بظاهرة التدخين. فالهدف منها كشف الأضرار التي تسببها السجارة لصحة المدخن. ومن هنا فالمستهدف هو الشخص الذي يدخن.

مثال 2: دراسة حول مخاطر الهجرة السرية. فالهدف منها هو تحذير المهاجرين السريين من الخطر المحذق بحياتهم، نتيجة مغامراتهم في مواجهة أمواج الموت. والمستهدف هو أولا، الفئة التي تقدم على الهجرة بحثا عن العمل نظرا لبطالتها، وثانيا: الوزارة الوصية على الشغل إذ تساعدها الدراسة على معرفة أسباب الإقدام على الهجرة والحلول الممكنة للخروج من هذا المأزق، والحد من هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة التي تهدد حياة الآلاف من الفئات النشيطة بالخصوص.

إذن فالرهان الأول في العلوم الاجتماعية، يأخذ على عاتقه إيجاد حلول لمشاكل مستعصية على الفهم والحل داخل بنية المجتمع ولصالح فئة معينة. وفي الغالب –وهذا هو الأخطر- نجد أن هذه الفئة تمثل أغلبية في مجال حيوي جدا. فمثال الهجرة يستهدف فئة عمرية شابة جدا وهي التي تمثل العمود الفقري "للجسم الاجتماعي السكاني". فبذهاب هذه الفئة التي تمثل عمريا بين 16 عام و40 عاما، نجد أن الجسم الاجتماعي السكاني يبقى مهددا بالانهيار. والجدول أسفله يوضح ذلك بجلاء.



الفئات العمرية المستهدفة داخل الجسم الاجتماعي السكاني

العمر بالسنوات والنسب المؤوية

الفئة القاصرة

أقل من 18 = % 12

الفئة النشيطة

من 18 إلى 45 =% 88

المجموع العام للفئات المستهدفة

من 16 إلى 40 =% 100

جدول يمثل الجسم الاجتماعي السكاني([1])


· رسم بياني يمثل النسبة المؤوية للفئة العمرية المستهدفة بالدراسة حول ظاهرة الهجرة السرية داخل الجسم الاجتماعي السكاني.



باستعراضنا، أعلاه، لأهم الأسس التي تقوم عليها العلوم الاجتماعية، تجدر الإشارة أن هناك نقطا أخرى أساسية في أي بحث في علم الاجتماع، وإن كانت تشترك فيها مع بقية العلوم الأخرى. منها:

- بناء الموضوع: ونقصد به الصياغة النهائية للبحث الميداني.

- التقييم: وهو:

- كشف حقائق البنية الاجتماعية في جزئياتها وعمومياتها.

- التحقق من الفرضيات وتقديم استنتاجات وخلاصات.

- اقتراح وتقديم حلول واستجابات عن المتطلبات والمشاكل المطروحة على مستوى الظاهرة الاجتماعية.

- النشر: أو الإعلام والإخبار: ونقصد به نشر خلاصات الدراسة ووضعها رهن إشارة الباحثين الآخرين. سواء ضمن سلسلة كتب أكاديمية أو ضمن مجلات تهتم بمواضيع في علم الاجتماع، أو نشرها ضمن الصحف والجرائد.

وهنا يجب أن نشير بأن موضوعنا لازال يدخل في إطار التساؤل عن العلاقة التي تربط العلوم الاجتماعية بالكتابة الصحفية. ومن ذلك ما نلاحظه في نهاية حديثنا عن مقومات وأسس العلوم الاجتماعية، أن خلاصات واستنتاجات البحث الميداني يمكن أن تنشر داخل الصحافة. وهنا نقطة أساسية لا يجب إغفالها، إذ تعد أول موضع يمكن أن نقول، أنه يمثل بداية العلاقة التي يمكن أن تربط مبحث العلوم الاجتماعية بالإعلام عامة. إذ تمكن الصحافة، العلوم الاجتماعية من إيصال صوتها إلى الفئات المستهدفة، في الوقت نفسه الذي تطعم فيه الكتابة الصحفية بأبحاث أكاديمية ذات قيمة علمية كبيرة تضفي قيمة على الجنس الصحفي أوالإعلامي الذي تنشر فيه وباسمه.

نستنتج إذن بأن العلوم الاجتماعية تقدم نفعا وفائدة، بل خدمة لصالح الإعلام عامة والكتابة الصحفية خصوصا. إذ تقدم لها مادة ومنتوجا ناضجا له من الجودة والمصداقية ما يضفي على الكتابة الصحفية بدورها مصداقية وقيمة علمية. لكن السؤال الآن يطرح على هذا الأساس:

ماذا يمكن أن تقدمه الكتابة الصحفية (والصحافة عامة) للعلوم الاجتماعية؟ أوبتعبير آخر أية فائدة تربحها العلوم الاجتماعية من الكتابة الصحفية؟

ذلك ما سوف نقاربه من خلال:

ب-مقومات وأسس الكتابة الصحفية:

عامة لا يمكن مقارنة الكتابة الصحفية بمبحث العلوم الاجتماعية كحقل معرفي علمي وأكاديمي. فالصحافة مادة تهتم بمشاكل الناس وممارساتهم اليومية، في محاولة لمشاركة القارئ أوضاعه الاجتماعية وتقريبه منها من خلال الخبر والتقرير والتحقيق…

وإذا كان الكاتب في العلوم الاجتماعية باحثا متخصصا ويستثمر معلوماته كدارس لهذا الميدان المعرفي، فإن الكاتب الصحفي قد يكون بالفعل متخصصا (وهذا يكون ناذرا) وكثيرا ما يكون مجرد هاو يمارس الكتابة الصحفية بحثا عن المادة أو بحثا عن الشهرة. لهذا تجد الخبر أو النبأ/الموضوع، في كثير من الأحيان، لا يتماثل للأمانة العلمية والمصداقية وغالبا ما يستهدف المفاجأة و الندرة أو الإثارة والإغراء مثل الصور العارية التي أضحت تملأ واجهات الصحف والمجلات استهدافا للربح المادي السريع.

وإذا كان الموضوع في مبحث علم الاجتماع طويل جدا، مكثف بالمعلومات الدقيقة… فإن المقال الصحفي ( التحقيق، المقابلة، التقرير، التعليق أو الخبر والنبأ…) غالبا ما يمتاز بالإيجاز و"النفخ" في بعض الحقائق والأرقام قصد لفت الانتباه واستمالة القارئ. وفضلا عن ذلك فالكتابة الصحفية تتناول مواضيع عديدة وفي ميادين مختلفة (كالسياسة، والاجتماع، والفكر، والاقتصاد، والجنس، والدين…) باستثناء بعض المنابر الإعلامية المتخصصة في مجال من المجالات.

كما لا تهتم الكتابة الصحفية بميدان قار، كمجال للدراسة، بل تنتقل حسب أماكن توفر أكبر قدر من الخبر الذي يمكن أن يجلب أكبر ربح ممكن وبأقل تكلفة ممكنة. ولا يهمها مدى ترتيب الأحداث أو استيفاءها للحقائق، أو مدى مصداقية الحدث من عدمه، نظرا لانعدام مصدر موثوق به. لذلك نجد الكاتب الصحفي دوما يبحث عن الأخبار التي تثير الرأي العام والمستأثرة باهتمام بعض الفئات النافذة على مستوى الهرمي السياسي للسلطة. كما لا يهتم سوى بالأحداث الآنية اعتمادا على ما يسمى ب"السبق الصحفي"، الذي يفيد في جلب أكبر عدد من القراء وفي زمن قياسي جدا. وبخلاف العلوم الاجتماعية فالكتابة الصحفية تستدعي ضرورة استيفاء المقال الصحفي لإيجابات عن الأسئلة التالية
من؟ ماذا؟ متى؟ كيف؟ أين؟ ولماذا؟

ونأتي في نهاية المقال الصحفي على صياغة الموضوع الذي نحن بصدد الكتابة عنه. ويحتمل إمكانية إدخال اقتراحات شخصية، وحلول عمليةّ، ونصائح، وتحذيرات… وسؤال النشر كما طرحناه لدى العلوم الاجتماعية، فيختلف تماما في مبحث علوم الإعلام وبالأخص في الكتابة الصحفية. هذه الأخيرة توجه إلى فئة واسعة من المجتمع (وناذرا ما تهم الفئة المثقفة أو العالمة) وتسعى إلى الربح (السريع) كما يهدف أصحابها –فضلا عن الربح المادي- إلى الشهرة. أما جانب من القراء فتوجه لهم المادة الإعلامية على سبيل الترفيه والتسلية فقط.

من هنا نعود إلى السؤال الذي طرحنه أعلاه:

ما الذي تضيفه إذن –وكقيمة إيجابية- الكتابة الصحفية للعلوم الاجتماعية؟

شخصيا لا أرى أي تقابل نفعي بين الكتابة الصحفية والعلوم الاجتماعية، أو بمنطق فيبر بين "رجل الصحافة" و "رجل العلم"!

ربما ما يمكن أن تقدمه الكتابة الصحفية للعلوم الاجتماعية هو أن تكون الأولى كقنطرة وصل بين الرأي العام والأبحاث الاجتماعية، كما تساعد هذه الأخيرة على تحديد الظواهر التي تلفت أنظار المجتمع قصد القيام بدراسات للتحري عن واقع الحياة الاجتماعية، وتقديم سبل للخروج من أزمات العالم المعيش حتى في أدق جزئياته البنيوية غير الظاهرة، والتي لا يمكن للملاحظ العادي –بخلاف الكاتب اليقض – أن يلتفت إليها، وبمقدار الخطر الذي تمثله على السكان والمحيط البيئي لهم.

غير أن هذا لا يعني انعدام أي رابط يجعل الكتابة الصحفية أو العلوم الاجتماعية لا تخدم الطرف المقابل لها، بل إن نماذجا من الشخصيات والمشهود لها بالصيت العلمي الأكاديمي أو الصحفي، أصبحت ،اليوم وقبل اليوم، من أكبر خدام الصحافة الإعلامية، كما من خدام العلوم الاجتماعية. وليس ريمون آرون أقل هؤلاء، إذا علمنا أنه من أكبر المفكرين (الفرنسيين) الذين جمعوا ما بين الكتابة الأكاديمية والكتابة الصحفية. كان ينشر مقالات وأبحاث أسبوعية، إن لم نقل يومية، بدءا بالصحيفة Le Combat ثم صحيفة Le Figaro فصحيفة Express. وهو الذي كان من أكبر منافسي جون بول سارتر الذي كان بدوره يكتب للصحف الفرنسية بشكل مستمر.

وبالمغرب توجد نماذج كثيرة نذكر من بينها في علم الاجتماع، الراحل بول باسكون. و في حقل التراث الإسلامي العربي، الأستاذ محمد عابد الجابري، الذي يغرق الفضاء الصحفي المغربي وفي مناسبات عديدة بمقالاته المطولة. فضلا عن مجلة "فكر ونقد" التي يترأسها، وسلسلة "مواقف"، التي يصدرها كل شهر، وتحمل بين طياتها أبحاثا ومقالات نشرت قبل ذلك في العديد من الجرائد المغربية والعربية.

هؤلاء بعض النماذج الذين ربطوا بين حقول اشتغالهم (سواء في علم الاجتماع أو في العلوم الإنسانية بصفة عامة) وعلوم الإعلام. والذين برهنوا على وجود صلة وصل بين العلوم الاجتماعية والكتابة الصحفية.

هذه الصلة وإن كانت ضيقة أو قصيرة إلا أن الذي مثلها دوما وحاول الإبقاء عليها والحفاظ على مميزاتها، هو الباحث (الأكاديمي) الصحفي، والصحافي (المهني) الباحث. وهذا الأخير، هو الذي يتحمل العبء الكبير لأنه الممثل الرسمي والأساسي للكتابة الصحفية. ولتخدم هذه الأخيرة العلوم الاجتماعية فيجب على الصحافي الباحث، "التعامل مع الأحداث والوقائع بعقلانية تتوخى العمق، وتتجاوز البديهيات والكليشيهات المنمطة، ساعية إلى الكشف عن الإشكالية الفعلية المطروحة على (المجتمع)، والمساعدة على تلمس الطريق لإيجاد الحلول الملائمة لها". (أنظر عبد الله ساعف: رهانات التحول السياسي في المغرب).

هذا جانب حسب اجتهادنا البسيط ما استطعنا تحديده من الإمكانيات والتي يمكن أن تربط من خلاله العلاقة بين العلوم الاجتماعية والكتابة الصحفية. وعلى العموم تبقى أوجه الاختلاف أكبر بكثير من أوجه الالتقاء والتشابه التي –إن صح ضننا- أن العلوم الاجتماعية فيها هي التي تقدم أكبر إفادة للكتابة الصحفية وليس العكس.

وكما يقول عبد الله ساعف، إذا أرادت الكتابة الصحفية الكشف عن حقائق البنية الاجتماعية لفائدة الرأي العام فيجب: "إضافة زوايا أخرى للنظر والتأمل والتفكير ولممارسة صحفية تتوخى الرزانة والموضوعية، ممارسة مطبوعة بإرادة التغيير والتقدم". فالفكرة التي تروج عن وجود تعارض قائم بين الكتابة الصحفية والكتابة الأكاديمية مجرد وهم. إذ "لا تعارض فعلي بين جانبي معالجة القضايا الفكرية والأحداث التي تشكل أرضيتها الخصبة".

وإذا كان هذا يعني أن الكتابة الصحفية لها قيمة إضافية لحساب العلوم الاجتماعية، أو ما أشرنا عنه سابقا كنوع من صلة وصل بين الحقلين. فإن هذا لا يرسخ لدينا قناعة موضوعية، بأن الصحافة المكتوبة تقدم بالفعل "قيمة إضافية" للعلوم الاجتماعية، إلا شرط الإجابة عن السؤال الآتي: هل يمكن للكاتب الصحفي أن يحل محل الباحث الأكاديمي (مفكرا كان أو فيلسوفا أو باحثا اجتماعيا…)؟ مع العلم أن هذا السؤال يستبعد الطرح العكسي: هل يمكن للباحث الأكاديمي أن يحل محل الكاتب الصحفي؟ باعتبار أن ريمون آرون والجابري نموذجين حيين استطاعا الجمع بين الحقلين. وأكدا أن رجل العلم، يستطيع أن يكون رجل صحافة أيضا. والسؤال يبقى مفتوحا: إلى أي حد يمكن للكاتب الصحفي (المهني) أن يحل محل الباحث الأكاديمي "الملتزم" على حد تعبير بيير بورديو؟



[1] - نلاحظ على أن الفئة المستهدفة تمثل ما يقارب 88% من نسبة الفئة النشيطة (أي نسبة القادرين على العمل) وما تبقى يمثل 12% من الفئة القاصرة. وهذا الأمر جد خطير للغاية، إذ نجد أن فئة عمرية ما بين 15 و18 عام، تفكر بدورها في الهجرة وبطرق غير مشروعة.

الخطر الأكبر أن مخيال هؤلاء وبقية الفئات الأخرى، أصبح مهيجا بفكرة الهجرة رغم مخاطرها، بل أصبحت سلوكا وحديثا يوميا على كل لسان بدون استثناء تقريبا.

http://drisslagrini.maktoobblog.com/211237/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D 9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%A3/

hano.jimi
2012-02-21, 22:09
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة souad_02
السلام عليكم أريد بحث عن علاقة علم الاجتماع بالصحافة المكتوبة
و في الفلسفة أريد فلسفة الدين عند دفيد هيوم مع ذكر المراجع و أجرك عند الله




http://etudiantdz.net/vb/t38845.html

hano.jimi
2012-02-21, 22:11
السلام عليكم أريد بحث عن علاقة علم الاجتماع بالصحافة المكتوبة
و في الفلسفة أريد فلسفة الدين عند دفيد هيوم مع ذكر المراجع و أجرك عند الله


http://ghomri.arabstar.biz/t1186-topic

natuyox
2012-02-21, 22:44
ممكنهذه الكتب
1المستشرقون البريطانيون .تعريب محمد الدسوقي النويهي
2]- رودي بارت.الدراسات العربية والإسلامبة في الجامعات الألمانية( المستشرقون الألمان منذ تيودور نولدكه). ترجمة مصطفى ماهر
3. "الاستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين المعاصرين السيد محمد الشاهد
4. رؤية إسلامية للاستشراق أحمد عبد الحميد غراب

bxman303
2012-02-21, 23:04
بحث حول المجتمع الموشوري

لمجد بوزيدي
2012-02-22, 09:27
اريد مراجع حول المخاطر التسويقية في المؤسسة

hano.jimi
2012-02-22, 21:32
بحث حول نظرية المجتمع المنشوري والشكر مسبقا

للاسف لم اجد لك المراجع شكرا

hano.jimi
2012-02-22, 21:33
اريد مراجع حول المخاطر التسويقية في المؤسسة

http://205.196.123.188/cywayvvp7bjg/t0zmyizgzid/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B5+%D9%88%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D 8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9.doc

hano.jimi
2012-02-22, 21:43
من فظلك احتاج إلى معلومات حول النثر الجزائري الحديث
وبارك الله فيكم وثبت أجركم

http://www.ta3lime.com/showthread.php?t=27291

hano.jimi
2012-02-22, 21:45
من فظلك احتاج إلى معلومات حول النثر الجزائري الحديث
وبارك الله فيكم وثبت أجركم

http://www.elanin.com/vb/showthread.php?p=35681

http://www.4shared.com/office/0Tehj0va/_______1931_-1954_-____-______.html

hano.jimi
2012-02-22, 21:47
من فظلك احتاج إلى معلومات حول النثر الجزائري الحديث
وبارك الله فيكم وثبت أجركم

وع: مقدمة حول تاريخ الأدب العربي الحديث والمعاصر في الجزائر الأحد نوفمبر 02, 2008 10:41 pm
تاريخ الأدب العربي الحديث والمعاصر في الجزائر


مقدمة:
إن أصول الحداثة في الأدب الجزائري ترجع إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر حين كان ارتباط الحركة الأدبية في المغرب العربي بالمشرق العربي قائما، وقد بدأت النهضة في الوطن العربي، عموما باستلهام التراث العربي المشترك في عصور ازدهاره الأولى ، منطلقة من إحياء أمهات الكتب، في هذا التراث والاستفادة من عناصر القوة فيه، إلى جانب ما بدأت تسهم به حركة الترجمة والنقل ، والطباعة والنشر، والانفتاح على الثقافة الأوروبية عموما.

وإن كان من رواد الحركة الأدبية الحديثة في المشرق العربي، محمود سامي البارودي ( 1838 – 1904 م ) فإن الأمير عبد القادر الجزائري يعتبر من روادها في المغرب العربي عموما، و في الجزائر خصوصا ، فهما معا يمثلان مدرسة الإحياء و التجديد، و قد اشتركا في صفات البطولة في الشعر و في الحرب، فكل منهما خاض المعارك في ميدان القتال ن كما عانا كلاهما المنفى و الغربة، فقضى ( البارودي ) سبع عشر سنة منفيا في جزيرة ( سرنديب ) لاشتراكه في الثورة العربية، وعانى (عبد القادر) المنفى في (فرنسا) و الغربة في (بروسة) ثم ( دمشق) بعد الغدر به على إثر استسلامه عندما فقد ( الساعد و المعاضد) كما قال.

وكلا الرجلين في الأخير – مع بعض الاختلاف – متصل بالتراث الأدبي العربي عموما و الشعري خصوصا في عصوره الزاهية، يستوحيانه ويستمدانه في الإنشاد ، مع روح تجديدية متوثبة فكرة وشعورا وطريقة كما عكسه (البارودي ) في مثل قوله :


أسير على نهج يرى الناس غيره
لكل امرئ فيما يحاول مذهب


شدا هذا في ( مصر ) كما شدا ( عبد القادر) في ( الجزائر) أثناء حياته ، إبان قيادة الكفاح والمقاومة في فترة كانت الثقافة العربية و الحركة الدبية في الجزائر ذات حيوية، كما كان التعليم منتشرا و العربية سليمة من العجمة و الضعف، و هو الوضع الذي بدأ يتراجع بمجيء الاحتلال، حيث بدأ تشجيع الأمية بتوطد الاحتلال ، و يضعف المستوى الأدبي بانزواء رجال الأدب أو صمتهم و هجرة بعضهم ، خاصة بعد نفي (الأمير) من ( الجزائر) لهذا تبقى فترته فترة حداثة أدبية ، كما يبقى شعره ممثلا لهذه الفترة، و إلى جانبه أصوات شعرية في مقدمتها صديقه الأديب القاضي ( محمد الشاذلي القسنطيني) ( 1807 – 1877 م ).

أما في النثر الخاص بهذه الفترة – و قد احتفظ برونقه – فتبرز أمامنا عدة أسماء مختلفة فكرا و منهجا ، في مقدمة هذه الأسماء : ( حمدان بن عثمان خوجه ) ( 1773 – 1840م ) صاحب كتاب ( المرأة ) ذو الفكر النير و الروح القومية المتوثبة ،و محمد بن العنابي و كتابه "السعي المحمود في نظام الجنود " و قدور بن رويلة" في كتاب بعنوان" وشاح الكتائب و زينة الجيش المحمدي الغالب .

غير أن زعامة الحركة الأدبية عموما تبقى في هذه الفترة أيضا للأمير عبد القادر خصوصا بشعره الذي اختلفت ألوانه : ثوريات واخوانيات و غزليات ، فخرا و تصوفا و تأملا و وصفا، و هي ألوان اختلفت حجما أو كثافة و مستويات فنية .

فالأمير عبد القادر من جيل النهضة الحديثة في الوطن العربي ، مسك بزعامة السيف وزعامة الشعر، في وطنه، ضمن الخلود في ذاكرة التاريخ بجهاده ومواقفه الإنسانية، وبأعماله وآثاره الفكرية والدينية و الأدبية.

بانتهاء فترة الأمير(عبد القادر) لنفي رجال علم وأدب و هجرة بعضهم، و انزواء بقية نزلِ ظلام دامس على الحركة الثقافية و الفكرية والأدبية و من صميمها الحركة التعليمية، و قد اختفى الحس الوطني في الأدب كطاقة شحن و دفع ، وتسرب اليأس إلى النفوس الكسيرة، وهي ترى دمار الاحتلال يمتد إلى كل شيء و لا يسلم منه شيء، فيشيع الفقر والجهل ويصادر وسائل المعرفة و التعليم في الأوقاف والزوايا وغيرها، فضعف المستوى الأدبي في النهاية، و شاعت فيه الركاكة، وغزته العجمة في التعبير والتركيب، وسرعان ما تحول جانب كبير في شكله هذا إلى بوق يخدم الاستعمار الفرنسي .

مثلث الانتكاسية السياسية ثم الثقافية والفكرية والأدبية فترة انكماش ثقافي أشبه بالغيبوبة، شعر فيها الإنسان الجزائري بالغبن و الانكسار المادي والمعنوي ، وهو ما شمل الكتاب و الأدباء الذين هم بطبيعتهم أكثر إحساسا بالمعاناة الوطنية بكل امتداداتها تحت الاحتلال النصراني الظالم المتعجرف ، فامتد ذلك حتى أواخر القرن التاسع عشر حين بدأ يسري في المجتمع انتعاش واعد باستئناف النهوض بعد الانكسار بفعل عوامل مختلفة داخلية و خارجية، فمن العوامل الخارجية إدراك الجزائريين الذين كانوا يترددون على أوروبا و فرنسا خصوصا الفروق الظالمة بين سياسة ( فرنسا ) في وطنها، وسياستها في ( الجزائر) كما لعبت الصلة بالشرق العربي دورا بارزا بفضل الصحف والنشريات التي كانت تسرب في التراب الوطني فتدعو إلى اليقظة والنهوض عربيا، ومن بينها صحيفة( المؤيد ) المصرية التي يقول عنها ( سعد الدين بن أبي شنب ) إنها ابتداء من سنة 1307ه (1889م) أخذت تدعو إلى اليقظة و إصلاح المفاسد المتفشية بين العرب، و حب الحرية و الثورة على الاستبداد الاستعماري ، فكانت الصحف و المجلات تأتيهم ( الجزائريين ) مباشرة من مصر، أو تصل إليهم عن طريق غير مباشر أي طريق تونس حيث كانت المراقبة الفرنسية أخف وطأة وأقل تشديدا من طريق المغرب الذي كان لا يزال يتمتع باستقلاله أو ما بين حقائب الحجاج عند رجوعهم من البلاد المقدسة بعد أداء مناسك الحج أو العمرة، و كان كل عدد من تلك النشرات يزيدهم شجاعة وإيمانا بمستقبلهم العربي الإسلامي، فمن أثار تلك الروابط الروحية و العقلية بين الشرق والجزائر في ذلك الزمان أن أحدثت منذ القرن الرابع عشر و حركة علمية أدبية تنتمي إلى النهضة الشرقية من ناحية وتقتدي بها، و من ناحية أخرى تقلد أساليب الغرب العملية في البحث .

أما الحركة الأدبية ، فقد عرفت بعد هذه المرحلة و بالذات ابتداء من الأمير عبد القادر تطورا ملحوظا ، حيث تحرر النثر الجزائري من الجمود و التبخر ...

على هذه الصورة نكون قد قمنا برحلة طويلة مع النثر الجزائري الحديث و غامرنا في سياحات ممتعة اطلعنا من خلالها على تراث متعدد الأشكال، و الأساليب و المضامين . ويمكننا أن نسجل بعض الملاحظات أو النتائج نوجزها فيما يلي :

أولا: النثر الجزائري الحديث قد تحرر منذ مدة مبكرة من الجمود و التحجر الذي سيطر على الأدب العربي في القرون الماضية ، و الفضل في هذا يرجع إلى أدباء القرن الماضي ابتداء من الأمير عبد القادر .

ثانيا: - إن اللغة العربية رغم ضعفها و رغم الظروف التي عاشتها تحت الاستعمار استطاعت أن تعبر عن مشاعر الكتاب و تنقل إلينا ما كان يجري في الفترة التي عرضنا لها بالدرس و التحليل .

ثالثا:- تطور الأسلوب الأدبي تطورا واضحا في القرن الحالي بسبب احتكاك الكتاب بالعالم الخارجي .
رابعا:- ظهور أشكال أدبية نثرية جديدة لم تكن موجودة في القرن الماضي فيما يتعلق بالنثر.

كل ذلك مما ساعد على صفاء اللغة ومرونتها وصقلها بحيث عكست تجارب خصبة ومتنوعة لدى الكتاب و المنشئين ، وهذه ميزة في النثر قد لا نعثر عليها في الشعر الجزائري الحديث إلا في السنوات الأخيرة لأن الشعراء ارتبطوا بالتراث ارتباطا كليا و إذا كانوا قد جددوا في الموضوعات و المضامين فإن معظمهم بقي يجول في دائرة القدماء . بينما الكتاب تحرروا من سيطرة الماضي ومن سحره إلى حد كبير ربما لأن لغته تختلف عن لغة النثر، و ربما لأن قيود الشعر أثقل من قيود النثر.

ولكن المهم أن كتاب النثر أسهموا بقوة في تطور اللغة الأدبية و في أسلوب الأدب. بحيث يمكن أن نتتبع هذا التطور من خلال اللغة ومن خلال الأشكال الأدبية، بحيث نلحظ ضعفا في هذه اللغة و أسلوب الكتابة فيها أثناء القرن التاسع عشر خاصة في الرحلات وفي المقامة ولأن اللغة في ذلك الوقت انحسر مدها تحت ضعف اللغة و الثقافة الأجنبية وتحت وطأة الاستعمار الفرنسي بينما في عصر النهضة و الانبعاث و في عصر الإحياء أخذت تسترد مكانها وقدرتها على البيان والتصوير. ونلحظ هذا التطور من عقد إلى آخر من خلال المقال والقصة و المسرحية و غيرها، لأن الأدباء تنوعت ثقافتهم و تجاربهم حتى جاءت الحرب الثانية ثم الثورة ثم جاء الاستقلال فنجد أن هذه اللغة تتطور باستمرار وتسعى إلى أن تصبح أداة مرنة من جهة، و تعبيرا عن شخصية الشعب الجزائري العربي من جهة أخرى فاكتملت صورتها في أيامنا هذه و هي في طريقها إلى أن تخطو إلى الأمام وتتحرر من رواسب الماضي وتحتل مكانتها التي حرمت منها طويلا .

خامسا: - أن النثر الجزائري صور واقع المجتمع و القضايا التي عاشها الكتاب أكثر من قرن و نصف ، و نقل إلينا ما يلقى الضوء على المراحل التي مر بها المجتمع و الصراعات المختلفة التي ظهرت في البيئة الجزائرية و سجل نظرة الأدباء و الكتاب لهذه القضايا بحيث يمكن أن تعتبر نصوصه شواهد على هذا الماضي الطويل الذي عاشه الشعب الجزائري تحت نير الاستعمار، وأيضا عكس فرحة الشعب وأحلامه أيام الثورة وبعد الاستقلال .

وحين يصبح الأدب شاهدا على العصر الذي وجد فيه فإنه يكون تعبيرا عن الواقع من جهة وتعبيرا عن الصدق من جهة أخرى. و لقد كان النثر الجزائري صادقا في قوته وضعفه في جموده و تطوره ، كان كذلك من خلال الأشكال الأدبية النثرية القديمة والحديثة والنماذج التي عرضنا لها، تؤكد أن الكاتب كان ملتزما باستمرار ومنحازا للشعب وللقومية وللعقيدة وكذلك كان أدبا من اجل الإنسان والجمال والخير ومن اجل الحياة.

http://salimprof.hooxs.com/t838-topic

hano.jimi
2012-02-22, 21:50
من فظلك احتاج إلى معلومات حول النثر الجزائري الحديث
وبارك الله فيكم وثبت أجركم

http://books.google.dz/books/about/%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AB% D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D 9%8A_%D8%A7.html?id=_lRrQgAACAAJ&redir_esc=y

hano.jimi
2012-02-22, 21:56
السلام عليكم، من فضلكم أريد بحث حول الفجوة المعلوماتية .عاجل جدا جدا

الفجوة المعلوماتية أسبابها وسبل تجاوزها


إعداد
د. حافظي زهير
أستاذ مساعد بالمجمع الجامعي
الشيخ العربي التبسي - تبسة - الجزائر

مزلاح رشيد



أستاذ مساعد معهد العلوم الإنسانية- جامعة تبسة.- الجزائر





مقدمة:

إن الثورة التي أنتجتها التكنولوجيات الحديثة أدت إلى ميلاد مجتمع جديد أساسه المعلومات والمعرفة، فحركية تغيرات هذا المجتمع تتسم بالسرعة الفائقة، والأهمية الحساسة وبالتأثير الشامل، ذلك بأن كل مجالات الحياة الإنسانية أصبحت حاليا تجعل من المعلومات والمعرفة مبدأ عاما لتسيير أمور الفرد و تنظيم المجتمع كله، لذلك فكل هذه الأسباب تتطلب قدرات كبيرة على التطور والتقدم.

في ظل هذه الإشكالية و مع ظهور مجتمع المعلومات برزت معه ظاهرة الفجوة المعلوماتية بين الدول الصناعية والدول النامية أو المتخلفة، كذلك التحديات التي أصبحت تواجه هذه الدول مقارنة بالسرعة الفائقة التي يتسم بها عصر المعلومات وإستمرار تطورها وتغيرها مما جعلها فعلا تتخوف حقا من المستقبل

مجتمع المعلومات والمسيطرون عليه:

لابد في البداية الإشارة أن هناك العديد من التعريفات لمجتمع المعلومات حيث يمكن تعريفه بأنه عبارة عن ذلك التحول من مجتمع صناعي إلى مجتمع حيث المعلومات في أكثر أشكالها إتساعا وتنوعا فهي القوة الدافعة والمسيطرة، كما أنه المجتمع الذي يشغل معظم أفراده بإنتاج المعلومات أو جمعها أو تخزينها أو معالجتها أو توزيعها.1

فبالإضافة إلى ذلك فهو المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات والحاسبات الآلية وشبكات الإتصالات، أي أنه يعتمد على التكنولوجيا الفكرية، تلك التي تضم سلعا وخدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوى العاملة في قطاع المعلوماتية التي تقوم بإنتاج و تجهيز و تسويق هذه السلع والخدمات.

و خلاصة هذه التعريفات فجتمع المعلومات هو ذلك المجتمع الذي تلعب فيه ثورة الإتصالات دورا كبيرا بجانب الحواسيب وتقنيات المعلومات الأخرى حيث أن هناك مجموعة من المؤشرات التي تفاعلت مع بعضها البعض وكونت مجتمع المعلومات وهذه المؤشرات هي: المؤشر التقني والمؤشر الإقتصادي والمؤشر السياسي والمؤشر الثقافي.2

والمشكلة الأساسية التي يجب أن نهتم بها فيما يتعلق بالمعلومات هي سوء توزيعها، أو توزيعها على نحو غير مناسب و غير عادل، ففي حين يتسم بعض سكان العالم بزيادة المعلومات، يوجد فقر شديد في المعلومات لدى سكان آخرين.

وقد ذكر " جوزيف بلتون " في حديثه عن مجتمع المعلومات في كتابه "حديث عالمي" أن حوالي 12 بلدا يمكن أن يطلق عليها مجتمعات المعلومات، وعلى الرغم من أنها تشكل ما نسبة 25% من مجموع سكان العالم فإنها تملك أكثر من 80% من أجهزة الهاتف وأجهزة الحواسيب والإذاعة المرئية، وهذه الدول مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، ألمانيا، سويسرا، السويد،...إلخ.3

هذه الدول الدول تعطي وزنا إقتصاديا يصل إلى حد أن تصبح صناعة المعلومات هي الغالبة، وأن تحل محل الصناعات الثقيلة والتحويلية، حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات تتجمع في أيدي عدد قليل من الدول، تلك الدول تتحكم في صناعة المعلومات وتشغيلها و تخزينها وإسترجاعها وتمتلك القنوات التي تمر عبرها المعلومات، فالذين يملكون نواصي المعرفة هم الذين يملكون بزمام السلطة. 4

لكن هذا التطور غير المحدود وضع الشعوب الفقيرة والمتخلفة وعالمنا كله أمام مشكلات جديدة، تقيّد الشعوب الفقيرة وتزيد تخلفها أمام التطور العالمي بأكثر مما تساعد على تطورها، وتوسع الفجوة بينها وبين البلدان المتقدمة رغم ردمها فجوات تطور سابقة.

ويبرز ذلك جلياً عندما نعلم أن لغة المعلوماتية السائدة هي الإنجليزية، وأن مراكز البحث والدراسات قائمة في البلدان المتقدمة خاصة في الولايات المتحدة حيث أن إدارة الشبكة العنكبوتية الإنترنت تقع بيد الأقوى أي الولايات المتحدة الأميركية.

ويمكن أن نستنتج في ضوء ذلك أن تكنولوجيا المعلومات برمتها أصبحت بيد الدولة العظمى في عالمنا تستغلها لتخدم سياساتها الاقتصادية والسياسية والايديولوجية والاجتماعية وغيرها، وصار من المتعذر الوقوف بوجه مطلبها وإدارة المعلوماتية خاصة وأنها أكبر المنتجين للمعلومات وأكبر المسيطرين على الشبكة.

و خير دليل على أن هناك فئة قليلة في العالم تسيطر على مجتمع المعلومات هو ما طالب به وكيل الأمين العام للاتصالات والاعلام في الأمم المتحدة "شاشي ثارور" المؤتمر التحضيري للقمة المعلوماتية هنا اليوم بضرورة وضع ‏ سياسات لايصال الثورة المعلوماتية للجميع.‏

‏ وأكد ثارور في كلمته لدى افتتاح المؤتمر التحضيري ان هناك أكثر من مليار نسمة ‏يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم كما ان هناك نحو مليار نسمة يعانون من ‏الأمية واكثر من مليار اخرين لا يجدون المياه النقية للشرب و840 مليون نسمة يجدون ‏صعوبة شديدة في الحصول على الطعام.‏

‏ ‏ وأضاف أنه من الممكن قراءة خط الفقر من خلال تحديد من يملكون الحاسوب ومن لا ‏يملكونه مشيرا إلى أن حجم اتصالات الإنترنت في "منهاتن بمدينة" نيويورك تفوق ما هو ‏قائم منها في القارة الإفريقية بأكملها،‏ وأوضح ان الانسانية تعيش ثورة المعلومات التي هي في جوهرها مليئة بالحرية ‏وتتسم بقدر من الاخاء وينقصها المساواة.5



2- الفجوة المعلوماتية:

من خلال الواقع المعلوماتي والتسارع التقني في مجال تقنيات الحاسبات والتسارع في امتلاكها من قبل بعض الدول، بدأت تظهر الى العيان الهوة الكبيرة أو الحيز بين تلك الدول والذي يطلق على هذا الحيز بالفجوة الرقمية ، ولأجل الأطلاع على أسبابها والعوامل التي أدت الى تفاقمها.

فالفجوة المعلوماتية هي المسافة التي المعلوماتية التي تفصل بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات النامية، أي بين دول الشمال ودول الجنوب. وتعد الفجوة المعلوماتية إحدى المشكلات الكبرى التي يعاني منها عالمنا المعاصر.6

فأساس هذه الفجوة يرتبط مباشرة بتركز التكنولوجيا المعلوماتية في البلدان المتقدمة ومثال ذلك أن مدينة طوكيو وحدها تضم عددا من خطوط الهاتف ما يعادل إفريقيا بكاملها.

والفجوة الرقمية يمكن تعريفها على انها البعد أو الحيز بين مجتمعات المعلوماتبة وتقنيات الحاسبات وما بين المجتمعات المتاخرة في هذا المجال، وهناك العديد من العوامل التي ادت الى تفاقم الفجوة الرقمية والتي كان لها دوراً مهماً فيها وليس فقط على المستويات التعليمية وإنما على مستويات المجتمعات ككل ، وبالرغم من محاولة بعض المجتمعات تضييق تلك الفجوة الا أننا نجد أن هذه المحاولات تتم ببطىء شديد وهذا ما جعل هذه الفجوة تزيد الى يومنا هذا.

كما أثبتت الدراسة التي قام بها البنك الدولي عام 1991 أن نسبة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في الدول المتخلفة بلغت 2 %.7

من جهته قال سكرتير عام منظمة الاتصالات الدولية "يوشيو أوتسومي" أن الفجوة ‏المعلوماتية ما زالت واسعة بين الذين يملكون والذين لا يملكون.‏

‏ وأضاف "اوتسومي" انه في الوقت الذي تستخدم 60 في المائة من الأسر في كوريا ‏إتصالات الإنترنت، فإن هناك 61 دولة في العالم لا يوجد بها إلا شبكة إنترنت واحدة ‏ لكل 100 مواطن.‏ 8

و مثال آخر عن هذه الفجوة المعلوماتية ما أعلنه وزير التربية الأمريكية عام 1996 فيما يخص تحديد السياسة الوطنية الأمريكية في مجال التربية التي تهدف إلى تهيئة طلاب أمريكا لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، وتتضمن هذه الخطة إستعمالا فعالا للتكنولوجيا الحديثة في المدارس الإبتدائية والثانوية للإستجابة لمتطلبات سوق العمل و الإقتصاد الأمريكي الجديد، أما عن الجانب المالي لهذه العملية فقد بلغ عام 1999 حوالي 1.1 بليون دولار على التدريب الإلكتروني، و في عام 2000 بلغ 2.2 بليون دولار، كما تشير الإحصاءات إلى أن هذا الإنفاق على التدريب الإلكتروني سيبلغ هذا العام 11.4 بليون دولار.9

من الإيجابي أن تعقد دول العالم القمة الثانية للمعلومات في تونسمن 16 إلى 18 مننوفمبر 2005، بعد أن عقدت قمتها الأولى في جنيف قبل سنتين مما يوحي باهتمام الكبار والصغار في عالمنا ليس بالمعلوماتية فقط بل بردم الفجوة المعرفية والرقمية بين الدول والشعوب الغنية والفقيرة التي مازالت تتسع كل عام، مما يؤدي إلى نتائج سلبية جداً على الشعوب والبلدان الفقيرة في مختلف المجالات العلمية والمعرفية والاقتصادية والاجتماعية، ويزيد مشكلاتها وتبعيتها للبلدان المتقدمة، ويهدد هويتها القومية، ويقطع عليها أية فرصة محتملة لتحقيق التقدم الحقيقي وتأسيس البنية التحتية المؤهلة التي تساعد على تحقيق قفزة معرفية لابد منها للشعوب والبلدان المتخلفة لتحافظ على مكان لها في عالمنا عالم ثورة الاتصال والمعلومات.

وبالرجوع قليلا إلى الجولة الأولي من هذه القمة في جنيف نجد أنها قد خيبت أحلام وآمال الشعوب المتخلفة، حيث أنها لم تستطع أن تقتنص أي إلزام أو تعهد من الدول الغنية للدول الفقيرة، وقد حددت قمة جنيف ثلاثة أهداف قالت أنه لابد من تحقيقها، تمثل في:

- ترسيخ مفهوم مجتمع المعلومات لدى قادة دول العالم خاصة الفقيرة منها.

- الحصول على تعهدات ملزمة من الدول الغنية تجاه الدول الفقيرة لتضييق الفجوة الرقمية.

- وضع إطار قانوني ينظم تعاملات الأفراد والمؤسسات والحكومات على شبكة الإنترنت الدولية.

ويري المراقبون أن تاريخ الولايات المتحدة لا يسمح لها أن توافق، سواء في هذه القمة أو غيرها، أن تعطي دول العالم الفقير الحق في منافستها على السيطرة على الشبكة العالمية بحجة أن الدول الفقيرة لم تصل لنضج يؤهلها للتدخل في إدارة شبكة الإنترنت، علاوة على أن أكثر هذه الدول يفرض رقابة على المحتوى؛ مما يقيد الحريات بصورة كبيرة، إلى جانب ما تعانيه هذه الدول من تقييد حرية الإعلام وحرية إبداء الرأي مما سيؤثر على حرية وسهولة الإتصال، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد أعلنتها صراحة في وجه الجميع رفضها الكامل لمسالة ردم الهوة الرقمية بين بلدان الشمال والجنوب.10



3- الفجوة المعلوماتية والوطن العربي:

إن الدول في الوطن العربي معنيون كغيرهم من البلدان النامية بتقليص الفجوة المعلوماتية التي نشأت خلال الثلاثين عاماً الماضية، لكن المشكلة قد تكون عربياً أكثر تعقيدا،ً حيث مازالت البلدان العربية لم تستطع محو الأمية الألفبائية حتى الآن فداهمتها ثورة المعلومات، ووجدت نفسها تواجه الأمية الثانية، فازداد العبء وتضاعفت المصاعب وإن كانت الأمية الأولى الألفبائية منعت شرائح كبرى من المجتمعات العربية عن المساهمة في عملية التنمية، فإن الأمية الثانية كفيلة بتأخير تطورها الجدي وإفشال مشاريع التنمية مهما كانت مصادر دخلها كبيرة وموادها الأولية غزيرة.

كما أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول إتساع الفجوة المعلوماتية بين البلدان العربية والدول المتقدمة حيث أوضح أن هناك 1.2% فقط من المواطنين العرب يمتلكون حاسوبا، ونصف هذا العدد يستخدم الإنترنت، كما أن معظم الدول العربية عدا الإمارات والكويت تتساوى جميعها في درجة إقتقارها لتقنية المعلومات والإتصالات.



وفي نفس الإطار فقد أظهرت المسوحات العالمية لمحتوى الإنترنت أن اللغة العربية لا تتجاوز 1% من كافة المحتوى حيث تمثل الإنجليزية 68.8% من الإجمالي، وهذه النسبة الضئيلة للوطن العربي تكاد مستقرة رغم كل محاولات إنقاذها.11

هذا و لم تستخدم التقنية المعلوماتية حتى الآن شكلا كافيا في الوطن العربي، ولم يتم تقدير دور المعلومات في عملية التنمية قدرها الصحيح، كما يجب التنويه هنا بأن الفجوة المعلوماتية لا تقتصر بين الدول الصناعية والدول النامية بل قد توجد بين الدول العربية في حد ذاتها، حيث مازالت عدة عوامل متعددة تؤثر تأثيرا مباشرا في أنشطة المعلومات من أهمها ما يلي:

- الفجوة الأقتصادية بين الدول العربية، فهناك دولة غنية تستطيع إقتناء أحدث تقنيات المعلومات، وأخرى فقيرة تنظر إلى هذه التقنيات كرفاهية علمية غير مطلوبة قبل توفير الغذاء والمسكن وغير ذلك.

- الإختلاف الشديد في الكثافة السكانية للدول العربية مما يؤثر على اليد العاملة الفنية والمتخصصة لبناء تقنية المعلومات، وهجرة الكفؤة منها إتجاه الدول المتطورة.

- الإختلاف الكبير في مستويات العلوم والتقنية والمعرفة، فهناك دول متطورة في المجال وأخرى متخلفة.

- إختلاف المفاهيم والمعاني المتصلة بالتقنية المعلوماتية، حيث مازالت هذه المفاهيم غير موحدة بين الدول العربية.

- الإختلاف الواضح في البنية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية.

- ضعف دور المؤسسات المعلوماتية في مجال تفعيل وتنشيط تقنية المعلومات خاصة بعدم توفر الكثير منها على خطط وطنية، وإن وجدت فقد تحيد عنها أو تتوقف عنها ( أسباب مالية، تبعيتها الإدارية..إلخ).

- الإفتقاد إلى الخطط الشاملة قصيرة وطويلة المدى في مجال التأهيل والتكوين في مجال تقنية المعلومات.



4- أسباب الفجوة المعلوماتية:

هناك بعض السباب التي أدت إلى ظهور الفجوة المعلوملاتية في عصرنا الحالي، يمكن توضيحها في العناصر التالية:



- غياب إستراتيجية وسياسة وطنية في مجال المعلومات:

إن عدم وجود سياسة واضحة في مجال المعلومات ساهم بشكل كبير في ظهور الفجوة المعلوماتية بين الدول الصناعية والدول النامية، حيث يفتقد عند هذه الدول مناهج التفكير والتخطيط المستقبلي المنظم القضية، فليست العملية مرتبطة بإمتلاك أجهزة حواسيب بنسب مرتفعة قياساً لعدد السكان أو حتى استخدام هذه الحواسيب على نطاق واسع، وإنما هي في إنتاج المعلومات والقدرة على تخزينها في مراكز معلومات وأبحاث، والحق بإدارتها فضلاً عن وجود قوانين تسمح بحرية الاتصال والتواصل والحصول على المعلومات وتداولها، ومحو الأمية المعلوماتية، وإيجاد الظرف الاقتصادي المواتي لإمكانيات استخدامها، إضافة لشروط أخرى عديدة تتعلق بمرحلة التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري في أي بلد من البلدان.



- الأمية المعلوماتية:

مازالت الدول النامية بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة تعاني من نسبة عالية من الأمية المعلوماتية حيث يجهل الكثير من أفراد المجتمع إستخدام لالتكنولوجيا الحديثة، فهذه المشكلة تقف عائقا أمام عمليات التنمية والتقدم، فهذه الظاهرة حديثة وخطيرة ظهرت حديثا نتيجة لثورة المعلومات، و ما رافقها من ظهور مستمر لتكنولوجيا المعلومات، وفي مقدمة ذلك عدم معرفة التعامل مع الحواسيب الإلكترونية بكل أنواعها، خاصة وانها دخل إستخدامها في محتلف المؤسسات والمعاهد والمدارس والجامعات، وفي صناعة القرارت.12



- غياب الدعم المالي والإستثمار في تكنولوجيا المعلومات:

يتمثل على وجه الخصوص في كون الكثير من الدول النامية تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات كمظهر حضاري فحسب، وأصبح الدافع هو المباهاة الإعلامية أو الإجتماعية أكثر منه الإستفادة من المعلومات للوصول إلى المعرفة، ومن ثم إنتاج معلومات جديدة تجنبها عامل التبعية المفرطة للدول المتقدمة، كذلك فقد إقتصر إستثمار العديد من هذه الدول النامية للتكنولوجيا على الشراء وإقتناء الأجهزة، أوتجميع أجزاءها المستوردة، ولم تعط فرصة الدخول الفعلي إلى مجال مجتمع المعلومات والتصنيع، وإن وجدت بعض المبادرات فلن تكون إلا برضى وموافقة الدول الصناعية.13

وفي المقابل فإن الدول المتقدمة وعلى رأسها الشركات التكنولوجية العالمية فهي قائمة أساسا على المنافسة وتحقيق التفوق في الميادين الإقتصادية، لذلك فلا نستغرب مثلا إذا إستثمرت شركة نوكيا (NOKIA ) مبالغ هائلة في مجال البحث حيث بلغ معدل إنفاقها على البحث والتطوير 3.76 مليار يورو في سنة 2003، أي ما يمثل 12.8% من صافي المبيعات، وهذا المبلغ يوازي الميزانية الرسمية لإحدى الدول العربية، كما أن نسبة 12.8% تزيدبعشرات الأضعاف عن النسبة التي تخصصها الحكومات العربية للبحث العلمي ( 0.1 – 0.5 % ).14



- المؤهلات البشرية المتخصصة:

إن لعامل العنصر البشري الدور الكبير في رسم طبيع وحجم الفجوة المعلوماتية بين الدول، حيث ان قلة أو ضعف القوى العاملة الفنية المتخصصة، ومحدودية كفاءات التدريب والتأهيل والتكوين المستمر على التكنولوجيا الحديثة التي تجعل أمر السيطرة عليها من المستحيلات نظرا لما تتميز به من تطور وتجدد يتطلب ضرورة مواكبتها، وهذا ما تفتقد إليه الدول النامية في ظل قلة الإطارات فيها، وإن وجدت فغالبيتها معرض للهجرة إلى الدول المتقدمة نتيجة ما تقدمه لهم من إغراءات وتحفيزات مادية ومعنوية ضخمة مقارنة بأوطانهم.



- حواجز اللغة:

تواجه الدول النامية حواجز اللغة خاصة وأن معظم مصادر المعلومات العلمية والتقنية هي ليست بلغات الدول النامية، ومنها الدول المتحدثة باللغة العربية مما يصعب وصول الباحثين إلى المعلومات.

- كما توجد أسباب أخرى تتمثل أساسا في ضعف الإقتصاد الوطني للكثير من الدول النامية، بالإضافة إلى إنتشار الفقر والبطالة، والمديونية ، كل هذه العوامل ساهمت في إزدياد رقعة الفحوة المعلوماتية وجعلت الدول النامية تقع في تبعية غير متناهية سماتها تبعية مطلقة للدول المتطورة.



5- سبل التغلب على الفجوة المعلوماتية:

في حقيقة الأمر وحتى لا نبالغ في القول بأن الدول النامية تستطيع القضاء على الفجوة المعلوماتية نهائيا، ولكن نقول تقلص من هذه الهوة، ولكي يتم ذلك يجب الإعتماد على الوسائل والطرق الكفيلة بذلك، ويمكن تلخيصها في العناصر التالية:

- تبني سياسة وإستراتيجية واضحة المعالم في مجال إستخدام التكنولوجيا الحديثة وفق المعايير والأهداف المنشودة لكل دولة بوضع البنية التحتية، ومثل هذه السياسات يمكن أن ترسم الطريق لإختيار المسارات المناسبة في وضع الخطى الأساسية للدخول الى ميدان التنافس المعلوماتي وخصوصاً في هذه الظروف التي تدفع كل فرد في المجتمع لتقديم ما هو مفيد ليس فقط في المجال المعلوماتي وتقنيات الحاسبات فحسب وانما في جميع المجالات والأختصاصات الأخرى.

- وضع التشريعات القانونية وجعلها أكثر تطورا عن طريق ضرورة مسايرتها لخصائص مجتمع المعلومات والإتجاه إلى المجتمع الرقمي خاصة في مجال حقوق التأليف الفكرية والرقمية، و أمن المعلومات، وغيرها.

- تطوير التأهيل والتكوين عن طريق إصلاح التعليم بمختلف مستوياته خاصة أما التحدي ومقتضيات مجتمع المعلومات حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات هي العامل الحاسم في تقدم الشعوب وتطورها.

- توظيف وتشجيع إستخدام التكنولوجيا الحديثة والإتصالات في خدمة الإنتاج الفكري، وتعزيز المحتوى الرقمي، وتدعيم البحث العلمي، والإبداع، والإكتشاف والإختراع، فليس المهم إقتناء التجهيزات المتقدمة، وبناء شبكات حديثة فقط بل الأهم من ذلك هو كيف أن نوظف هذه التكنولوجيا وأين نوجهها.

- زيادة التعاون بين الدول النامية من خلال تبادل الخبرات والقيام بالمشروعات المشتركة في مجال صناعة المعلومات والمعلوماتية والبرمجيات العلمية والتدريب والبحث العلمي والتطبيقي.

- القضاء على الأمية المعلوماتية عن طريق وضع سياسة خاصة بمجال التأهيل والتعليم، وإدخال التكنولوجيا في كل المؤسسات التعليمية والتربوية.

- تشجيع الترجمة الفورية لمصادر المعلومات المختلفة خاصة تلك المتاحة بلغة الدول المتقدمة من أجل الإستفادة مكنها و تسهيل الوصول إليها.

- تشجيع المبادرات الفردية لمختلف المؤسسات المعلوماتية خاصة الناجحة منها و تدعيمها ماديا ومعنويا، والإستفادة منها وتعميمها.

الخاتمة:

وأخيرا فإن موضوع الفجوة الرقمية يحتاج إلى الكثير من الدراسات الجادة، خاصة إذا علمنا بأن هذه الظاهرة في إنتشار كبير وهذا بإزدياد الهوة الرقمية بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وهي نتيجة منطقية بالنظر إلى سياسة هذه الدول في مجال المعلومات التي مازالت بحاجة إلى إعادة النظر من جديد، وهذا عن طريق تهيئة كل الظروف القانونية والمادية والبشرية، ومن ثم رفع التحدي واللحاق بركب تكنولوجيا المعلومات بالإنتقال من شعوب تستهلك التقنية إلى شعوب تنتج لها.

http://ictuse.ahlamontada.net/t114-topic

hano.jimi
2012-02-22, 21:57
السلام عليكم، من فضلكم أريد بحث حول الفجوة المعلوماتية .عاجل جدا جدا


العدد 17، ديسمبر 2008
الفجوة المعلوماتية أسبابها وسبل تجاوزها
إعداد
د. حافظي زهير
أستاذ مساعد بالمجمع الجامعي
الشيخ العربي التبسي - تبسة - الجزائر
مزلاح رشيد
أستاذ مساعد معهد العلوم الإنسانية - جامعة تبسة - الجزائر

مستخلص
شهد القرنالواحد والعشرين ثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، ثورةفاقت كل التوقعات وأحدثت تغيرات سياسية وإقتصادية وإجتماعية، حيث أصبحمجتمع هذا القرن يعتمد على المعلومات بشكل كبير و غير متناهي الحدودحتى صار يطلق عليه بمجتمع المعلومات.
ومن سمات مجتمع المعلومات إعتماده علىالمعلومات التي هي الركيزة الأساسية والمصدر الرئيسي في إتخاذ القراراتو ركن من أركان التقدم في جميع المجالات، لذلك فمن يملك المعلومات فيوقتنا الحاضر فقد ملك زمام القوة والسيطرة والتحكم.
من هذا المنطلق ظهرت الفجوة المعلوماتية بينفئتين مختلفتين كان أساسها عدم التوزيع العادل للمعلومات، فالفئةالأولى أستحوذت على إنتاج المعلومات وبثها ونشرها والإستثمار فيها والهيمنة بها، وتمثل هذه الفئة الدول الصناعية المتطورة، وفي المقابلظهرت فئة ثانية من مميزاتها إستهلاك المعلومات وسوق واسع و حقل للتجارب للدول المتقدمة، و تمثله الدول النامية، هذه الهوة أوالفجوة لم تأت نتيجة الصدفة بل جاءت نتيجة عوامل وأسباب مختلفة. من هنا حاولنا التطرق لأحد مظاهر مجتمعالمعلومات و هي الفجوة المعلوماتية من خلال معرفة أسبابها، وطرق التغلبعليها.
الاستشهاد المرجعي بالبحث
حافظي زهير، مزلاح رشيد .الفجوة المعلوماتية أسبابها وسبل تجاوزها .- cybrarians journal .- ع 17 (ديسمبر2008) . - تاريخ الاتاحة < اكتب هنا تاريخ اطلاعك علىالصفحة > . - متاح في:


مقدمة:
إن الثورة التي أنتجتها التكنولوجيات الحديثة أدت إلى ميلاد مجتمع جديد أساسه المعلومات والمعرفة، فحركية تغيرات هذا المجتمع تتسم بالسرعة الفائقة، والأهمية الحساسة وبالتأثير الشامل، ذلك بأن كل مجالات الحياة الإنسانية أصبحت حاليا تجعل من المعلومات والمعرفة مبدأ عاما لتسيير أمور الفرد و تنظيم المجتمع كله، لذلك فكل هذه الأسباب تتطلب قدرات كبيرة على التطور والتقدم.
في ظل هذه الإشكالية و مع ظهور مجتمع المعلومات برزت معه ظاهرة الفجوة المعلوماتية بين الدول الصناعية والدول النامية أو المتخلفة، كذلك التحديات التي أصبحت تواجه هذه الدول مقارنة بالسرعة الفائقة التي يتسم بها عصر المعلومات وإستمرار تطورها وتغيرها مما جعلها فعلا تتخوف حقا من المستقبل.
1- مجتمع المعلومات والمسيطرون عليه:
لابد في البداية الإشارة أن هناك العديد من التعريفات لمجتمع المعلومات حيث يمكن تعريفه بأنه عبارة عن ذلك التحول من مجتمع صناعي إلى مجتمع حيث المعلومات في أكثر أشكالها إتساعا وتنوعا فهي القوة الدافعة والمسيطرة، كما أنه المجتمع الذي يشغل معظم أفراده بإنتاج المعلومات أو جمعها أو تخزينها أو معالجتها أو توزيعها.1
فبالإضافة إلى ذلك فهو المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات والحاسبات الآلية وشبكات الإتصالات، أي أنه يعتمد على التكنولوجيا الفكرية، تلك التي تضم سلعا وخدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوى العاملة في قطاع المعلوماتية التي تقوم بإنتاج و تجهيز و تسويق هذه السلع والخدمات.
و خلاصة هذه التعريفات فجتمع المعلومات هو ذلك المجتمع الذي تلعب فيه ثورة الإتصالات دورا كبيرا بجانب الحواسيب وتقنيات المعلومات الأخرى حيث أن هناك مجموعة من المؤشرات التي تفاعلت مع بعضها البعض وكونت مجتمع المعلومات وهذه المؤشرات هي: المؤشر التقني والمؤشر الإقتصادي والمؤشر السياسي والمؤشر الثقافي.2
والمشكلة الأساسية التي يجب أن نهتم بها فيما يتعلق بالمعلومات هي سوء توزيعها، أو توزيعها على نحو غير مناسب و غير عادل، ففي حين يتسم بعض سكان العالم بزيادة المعلومات، يوجد فقر شديد في المعلومات لدى سكان آخرين.
وقد ذكر " جوزيف بلتون " في حديثه عن مجتمع المعلومات في كتابه "حديث عالمي" أن حوالي 12 بلدا يمكن أن يطلق عليها مجتمعات المعلومات، وعلى الرغم من أنها تشكل ما نسبة 25% من مجموع سكان العالم فإنها تملك أكثر من 80% من أجهزة الهاتف وأجهزة الحواسيب والإذاعة المرئية، وهذه الدول مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، ألمانيا، سويسرا، السويد،...إلخ.3
هذه الدول الدول تعطي وزنا إقتصاديا يصل إلى حد أن تصبح صناعة المعلومات هي الغالبة، وأن تحل محل الصناعات الثقيلة والتحويلية، حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات تتجمع في أيدي عدد قليل من الدول، تلك الدول تتحكم في صناعة المعلومات وتشغيلها و تخزينها وإسترجاعها وتمتلك القنوات التي تمر عبرها المعلومات، فالذين يملكون نواصي المعرفة هم الذين يملكون بزمام السلطة. 4
لكنهذاالتطورغيرالمحدودوضعالشعوبالفقيرةوالمتخلفةوعا لمناكلهأماممشكلاتجديدة،تقيّدالشعوبالفقيرةوتزيدتخلف هاأمامالتطورالعالميبأكثرمماتساعدعلىتطورها،وتوسعالف جوةبينهاوبينالبلدانالمتقدمةرغمردمهافجواتتطورسابقة.
ويبرزذلكجلياًعندمانعلمأنلغةالمعلوماتيةالسائدةهيالإ نجليزية،وأنمراكزالبحثوالدراساتقائمةفيالبلدانالمتقد مة خاصةفيالولاياتالمتحدة حيث أنإدارةالشبكةالعنكبوتيةالإنترنتتقعبيدالأقوىأيالولا ياتالمتحدةالأميركية.
ويمكنأننستنتجفيضوءذلكأنتكنولوجيا المعلوماتبرمتهاأصبحتبيدالدولةالعظمىفيعالمناتستغلها لتخدمسياساتهاالاقتصاديةوالسياسيةوالايديولوجيةوالاج تماعيةوغيرها،وصارمنالمتعذرالوقوفبوجهمطلبهاوإدارةال معلوماتيةخاصةوأنهاأكبرالمنتجينللمعلوماتوأكبرالمسيط رينعلىالشبكة.
و خير دليل على أن هناك فئة قليلة في العالم تسيطر على مجتمع المعلومات هو ما طالب به وكيل الأمين العام للاتصالات والاعلام في الأمم المتحدة "شاشي ثارور" المؤتمر التحضيري للقمة المعلوماتية هنا اليوم بضرورة وضع ‏ سياسات لايصال الثورة المعلوماتية للجميع.‏
‏ وأكد ثارور في كلمته لدى افتتاح المؤتمر التحضيري ان هناك أكثر من مليار نسمة ‏يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم كما ان هناك نحو مليار نسمة يعانون من ‏الأمية واكثر من مليار اخرين لا يجدون المياه النقية للشرب و840 مليون نسمة يجدون ‏صعوبة شديدة في الحصول على الطعام.‏
‏ ‏ وأضاف أنه من الممكن قراءة خط الفقر من خلال تحديد من يملكون الحاسوب ومن لا ‏يملكونه مشيرا إلى أن حجم اتصالات الإنترنت في "منهاتن بمدينة" نيويورك تفوق ما هو ‏قائم منها في القارة الإفريقية بأكملها،‏ وأوضح ان الانسانية تعيش ثورة المعلومات التي هي في جوهرها مليئة بالحرية ‏وتتسم بقدر من الاخاء وينقصها المساواة.5
2- الفجوة المعلوماتية:
من خلال الواقع المعلوماتي والتسارع التقني في مجال تقنيات الحاسبات والتسارع في امتلاكها من قبل بعض الدول، بدأت تظهر الى العيان الهوة الكبيرة أو الحيز بين تلك الدول والذي يطلق على هذا الحيز بالفجوة الرقمية ، ولأجل الأطلاع على أسبابها والعوامل التي أدت الى تفاقمها.
فالفجوة المعلوماتية هي المسافة التي المعلوماتية التي تفصل بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات النامية، أي بين دول الشمال ودول الجنوب. وتعد الفجوة المعلوماتية إحدى المشكلات الكبرى التي يعاني منها عالمنا المعاصر.6
فأساس هذه الفجوة يرتبط مباشرة بتركز التكنولوجيا المعلوماتية في البلدان المتقدمة ومثال ذلك أن مدينة طوكيو وحدها تضم عددا من خطوط الهاتف ما يعادل إفريقيا بكاملها.
والفجوة الرقمية يمكن تعريفها على انها البعد أو الحيز بين مجتمعات المعلوماتبة وتقنيات الحاسبات وما بين المجتمعات المتاخرة في هذا المجال، وهناك العديد من العوامل التي ادت الى تفاقم الفجوة الرقمية والتي كان لها دوراً مهماً فيها وليس فقط على المستويات التعليمية وإنما على مستويات المجتمعات ككل ، وبالرغم من محاولة بعض المجتمعات تضييق تلك الفجوة الا أننا نجد أن هذه المحاولات تتم ببطىء شديد وهذا ما جعل هذه الفجوة تزيد الى يومنا هذا.
كما أثبتت الدراسة التي قام بها البنك الدولي عام 1991 أن نسبة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في الدول المتخلفة بلغت 2 %.7
من جهته قال سكرتير عام منظمة الاتصالات الدولية "يوشيو أوتسومي" أن الفجوة ‏المعلوماتية ما زالت واسعة بين الذين يملكون والذين لا يملكون.‏
‏ وأضاف "اوتسومي" انه في الوقت الذي تستخدم 60 في المائة من الأسر في كوريا ‏إتصالات الإنترنت، فإن هناك 61 دولة في العالم لا يوجد بها إلا شبكة إنترنت واحدة ‏ لكل 100 مواطن.‏ 8
و مثال آخر عن هذه الفجوة المعلوماتية ما أعلنه وزير التربية الأمريكية عام 1996 فيما يخص تحديد السياسة الوطنية الأمريكية في مجال التربية التي تهدف إلى تهيئة طلاب أمريكا لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، وتتضمن هذه الخطة إستعمالا فعالا للتكنولوجيا الحديثة في المدارس الإبتدائية والثانوية للإستجابة لمتطلبات سوق العمل و الإقتصاد الأمريكي الجديد، أما عن الجانب المالي لهذه العملية فقد بلغ عام 1999 حوالي 1.1 بليون دولار على التدريب الإلكتروني، و في عام 2000 بلغ 2.2 بليون دولار، كما تشير الإحصاءات إلى أن هذا الإنفاق على التدريب الإلكتروني سيبلغ هذا العام 11.4 بليون دولار.9
منالإيجابيأنتعقددولالعالمالقمةالثانيةللمعلوماتفيتو نسمن 16 إلى 18 مننوفمبر 2005،بعدأنعقدتقمتهاالأولىفيجنيفقبلسنتينممايوحيباهت مامالكباروالصغارفيعالمناليسبالمعلوماتيةفقطبلبردمال فجوةالمعرفيةوالرقميةبينالدولوالشعوبالغنيةوالفقيرةا لتيمازالتتتسعكلعام،ممايؤديإلىنتائجسلبيةجداًعلىالشع وبوالبلدانالفقيرةفيمختلفالمجالاتالعلميةوالمعرفيةوا لاقتصاديةوالاجتماعية،ويزيدمشكلاتهاوتبعيتهاللبلدانا لمتقدمة،ويهددهويتهاالقومية،ويقطععليهاأيةفرصةمحتملة لتحقيقالتقدمالحقيقيوتأسيسالبنيةالتحتيةالمؤهلةالتيت ساعدعلىتحقيققفزةمعرفيةلابدمنهاللشعوبوالبلدانالمتخل فةلتحافظعلىمكانلهافيعالمناعالمثورةالاتصالوالمعلوما ت.
وبالرجوع قليلا إلى الجولة الأولي من هذه القمة في جنيف نجد أنها قد خيبت أحلام وآمال الشعوب المتخلفة، حيث أنها لم تستطع أن تقتنص أي إلزام أو تعهد من الدول الغنية للدول الفقيرة، وقد حددت قمة جنيف ثلاثة أهداف قالت أنه لابد من تحقيقها، تمثل في:
- ترسيخ مفهوم مجتمع المعلومات لدى قادة دول العالم خاصة الفقيرة منها.
- الحصول على تعهدات ملزمة من الدول الغنية تجاه الدول الفقيرة لتضييق الفجوة الرقمية.
- وضع إطار قانوني ينظم تعاملات الأفراد والمؤسسات والحكومات على شبكة الإنترنت الدولية.
ويري المراقبون أن تاريخ الولايات المتحدة لا يسمح لها أن توافق، سواء في هذه القمة أو غيرها، أن تعطي دول العالم الفقير الحق في منافستها على السيطرة على الشبكة العالمية بحجة أن الدول الفقيرة لم تصل لنضج يؤهلها للتدخل في إدارة شبكة الإنترنت، علاوة على أن أكثر هذه الدول يفرض رقابة على المحتوى؛ مما يقيد الحريات بصورة كبيرة، إلى جانب ما تعانيه هذه الدول من تقييد حرية الإعلام وحرية إبداء الرأي مما سيؤثر على حرية وسهولة الإتصال، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد أعلنتها صراحة في وجه الجميع رفضها الكامل لمسالة ردم الهوة الرقمية بين بلدان الشمال والجنوب.10
3- الفجوة المعلوماتية والوطن العربي:
إنالدول في الوطن العربيمعنيونكغيرهممنالبلدانالناميةبتقليصالفجوةالمع لوماتيةالتينشأتخلالالثلاثينعاماًالماضية،لكنالمشكلة قدتكونعربياًأكثرتعقيدا،ً حيث مازالتالبلدانالعربيةلمتستطعمحوالأميةالألفبائيةحتىا لآنفداهمتهاثورةالمعلومات،ووجدتنفسهاتواجهالأميةالثا نية،فازدادالعبءوتضاعفتالمصاعبوإنكانتالأميةالأولىال ألفبائيةمنعتشرائحكبرىمنالمجتمعاتالعربيةعنالمساهمةف يعمليةالتنمية،فإنالأميةالثانيةكفيلةبتأخيرتطورهاالج ديوإفشالمشاريعالتنميةمهماكانتمصادردخلهاكبيرةومواده االأوليةغزيرة.
كما أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول إتساع الفجوة المعلوماتية بين البلدان العربية والدول المتقدمة حيث أوضح أن هناك 1.2% فقط من المواطنين العرب يمتلكون حاسوبا، ونصف هذا العدد يستخدم الإنترنت، كما أن معظم الدول العربية عدا الإمارات والكويت تتساوى جميعها في درجة إقتقارها لتقنية المعلومات والإتصالات.
وفي نفس الإطار فقد أظهرت المسوحات العالمية لمحتوى الإنترنت أن اللغة العربية لا تتجاوز 1% من كافة المحتوى حيث تمثل الإنجليزية 68.8% من الإجمالي، وهذه النسبة الضئيلة للوطن العربي تكاد مستقرة رغم كل محاولات إنقاذها.11
هذا و لم تستخدم التقنية المعلوماتية حتى الآن شكلا كافيا في الوطن العربي، ولم يتم تقدير دور المعلومات في عملية التنمية قدرها الصحيح، كما يجب التنويه هنا بأن الفجوة المعلوماتية لا تقتصر بين الدول الصناعية والدول النامية بل قد توجد بين الدول العربية في حد ذاتها، حيث مازالت عدة عوامل متعددة تؤثر تأثيرا مباشرا في أنشطة المعلومات من أهمها ما يلي:
- الفجوة الأقتصادية بين الدول العربية، فهناك دولة غنية تستطيع إقتناء أحدث تقنيات المعلومات، وأخرى فقيرة تنظر إلى هذه التقنيات كرفاهية علمية غير مطلوبة قبل توفير الغذاء والمسكن وغير ذلك.
- الإختلاف الشديد في الكثافة السكانية للدول العربية مما يؤثر على اليد العاملة الفنية والمتخصصة لبناء تقنية المعلومات، وهجرة الكفؤة منها إتجاه الدول المتطورة.
- الإختلاف الكبير في مستويات العلوم والتقنية والمعرفة، فهناك دول متطورة في المجال وأخرى متخلفة.
- إختلاف المفاهيم والمعاني المتصلة بالتقنية المعلوماتية، حيث مازالت هذه المفاهيم غير موحدة بين الدول العربية.
- الإختلاف الواضح في البنية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
- ضعف دور المؤسسات المعلوماتية في مجال تفعيل وتنشيط تقنية المعلومات خاصة بعدم توفر الكثير منها على خطط وطنية، وإن وجدت فقد تحيد عنها أو تتوقف عنها ( أسباب مالية، تبعيتها الإدارية..إلخ).
- الإفتقاد إلى الخطط الشاملة قصيرة وطويلة المدى في مجال التأهيل والتكوين في مجال تقنية المعلومات.
4- أسباب الفجوة المعلوماتية:
هناك بعض السباب التي أدت إلى ظهور الفجوة المعلوملاتية في عصرنا الحالي، يمكن توضيحها في العناصر التالية:
- غياب إستراتيجية وسياسة وطنية في مجال المعلومات:
إن عدم وجود سياسة واضحة في مجال المعلومات ساهم بشكل كبير في ظهور الفجوة المعلوماتية بين الدول الصناعية والدول النامية، حيث يفتقد عند هذه الدول مناهج التفكير والتخطيط المستقبلي المنظم القضية،فليستالعملية مرتبطة بإمتلاكأجهزةحواسيببنسبمرتفعةقياساًلعددالسكانأوحتىا ستخدامهذهالحواسيبعلىنطاقواسع،وإنماهيفيإنتاجالمعلوم اتوالقدرةعلىتخزينهافيمراكزمعلوماتوأبحاث،والحقبإدار تهافضلاًعنوجودقوانينتسمحبحريةالاتصالوالتواصلوالحصو لعلىالمعلوماتوتداولها،ومحوالأميةالمعلوماتية،وإيجاد الظرفالاقتصاديالمواتيلإمكانياتاستخدامها،إضافةلشروط أخرىعديدةتتعلقبمرحلةالتطورالاقتصاديوالاجتماعيوالسي اسيوالفكريفيأيبلدمنالبلدان.
- الأمية المعلوماتية:
مازالت الدول النامية بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة تعاني من نسبة عالية من الأمية المعلوماتية حيث يجهل الكثير من أفراد المجتمع إستخدام لالتكنولوجيا الحديثة، فهذه المشكلة تقف عائقا أمام عمليات التنمية والتقدم، فهذه الظاهرة حديثة وخطيرة ظهرت حديثا نتيجة لثورة المعلومات، و ما رافقها من ظهور مستمر لتكنولوجيا المعلومات، وفي مقدمة ذلك عدم معرفة التعامل مع الحواسيب الإلكترونية بكل أنواعها، خاصة وانها دخل إستخدامها في محتلف المؤسسات والمعاهد والمدارس والجامعات، وفي صناعة القرارت.12
- غياب الدعم المالي والإستثمار في تكنولوجيا المعلومات:
يتمثل على وجه الخصوص في كون الكثير من الدول النامية تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات كمظهر حضاري فحسب، وأصبح الدافع هو المباهاة الإعلامية أو الإجتماعية أكثر منه الإستفادة من المعلومات للوصول إلى المعرفة، ومن ثم إنتاج معلومات جديدة تجنبها عامل التبعية المفرطة للدول المتقدمة، كذلك فقد إقتصر إستثمار العديد من هذه الدول النامية للتكنولوجيا على الشراء وإقتناء الأجهزة، أوتجميع أجزاءها المستوردة، ولم تعط فرصة الدخول الفعلي إلى مجال مجتمع المعلومات والتصنيع، وإن وجدت بعض المبادرات فلن تكون إلا برضى وموافقة الدول الصناعية.13
وفي المقابل فإن الدول المتقدمة وعلى رأسها الشركات التكنولوجية العالمية فهي قائمة أساسا على المنافسة وتحقيق التفوق في الميادين الإقتصادية، لذلك فلا نستغرب مثلا إذا إستثمرت شركة نوكيا (NOKIA ) مبالغ هائلة في مجال البحث حيث بلغ معدل إنفاقها على البحث والتطوير 3.76 مليار يورو في سنة 2003، أي ما يمثل 12.8% من صافي المبيعات، وهذا المبلغ يوازي الميزانية الرسمية لإحدى الدول العربية، كما أن نسبة 12.8% تزيدبعشرات الأضعاف عن النسبة التي تخصصها الحكومات العربية للبحث العلمي ( 0.1 – 0.5 % ).14
- المؤهلات البشرية المتخصصة:
إن لعامل العنصر البشري الدور الكبير في رسم طبيع وحجم الفجوة المعلوماتية بين الدول، حيث ان قلة أو ضعف القوى العاملة الفنية المتخصصة، ومحدودية كفاءات التدريب والتأهيل والتكوين المستمر على التكنولوجيا الحديثة التي تجعل أمر السيطرة عليها من المستحيلات نظرا لما تتميز به من تطور وتجدد يتطلب ضرورة مواكبتها، وهذا ما تفتقد إليه الدول النامية في ظل قلة الإطارات فيها، وإن وجدت فغالبيتها معرض للهجرة إلى الدول المتقدمة نتيجة ما تقدمه لهم من إغراءات وتحفيزات مادية ومعنوية ضخمة مقارنة بأوطانهم.
- حواجز اللغة:
تواجه الدول النامية حواجز اللغة خاصة وأن معظم مصادر المعلومات العلمية والتقنية هي ليست بلغات الدول النامية، ومنها الدول المتحدثة باللغة العربية مما يصعب وصول الباحثين إلى المعلومات.
- كما توجد أسباب أخرى تتمثل أساسا في ضعف الإقتصاد الوطني للكثير من الدول النامية، بالإضافة إلى إنتشار الفقر والبطالة، والمديونية ، كل هذه العوامل ساهمت في إزدياد رقعة الفحوة المعلوماتية وجعلت الدول النامية تقع في تبعية غير متناهية سماتها تبعية مطلقة للدول المتطورة.
5- سبل التغلب على الفجوة المعلوماتية:
في حقيقة الأمر وحتى لا نبالغ في القول بأن الدول النامية تستطيع القضاء على الفجوة المعلوماتية نهائيا، ولكن نقول تقلص من هذه الهوة، ولكي يتم ذلك يجب الإعتماد على الوسائل والطرق الكفيلة بذلك، ويمكن تلخيصها في العناصر التالية:
- تبني سياسة وإستراتيجية واضحة المعالم في مجال إستخدام التكنولوجيا الحديثة وفق المعايير والأهداف المنشودة لكل دولة بوضع البنية التحتية، ومثل هذه السياسات يمكن أن ترسم الطريق لإختيار المسارات المناسبة في وضع الخطى الأساسية للدخول الى ميدان التنافس المعلوماتي وخصوصاً في هذه الظروف التي تدفع كل فرد في المجتمع لتقديم ما هو مفيد ليس فقط في المجال المعلوماتي وتقنيات الحاسبات فحسب وانما في جميع المجالات والأختصاصات الأخرى.
- وضع التشريعات القانونية وجعلها أكثر تطورا عن طريق ضرورة مسايرتها لخصائص مجتمع المعلومات والإتجاه إلى المجتمع الرقمي خاصة في مجال حقوق التأليف الفكرية والرقمية، و أمن المعلومات، وغيرها.
- تطوير التأهيل والتكوين عن طريق إصلاح التعليم بمختلف مستوياته خاصة أما التحدي ومقتضيات مجتمع المعلومات حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات هي العامل الحاسم في تقدم الشعوب وتطورها.
- توظيف وتشجيع إستخدام التكنولوجيا الحديثة والإتصالات في خدمة الإنتاج الفكري، وتعزيز المحتوى الرقمي، وتدعيم البحث العلمي، والإبداع، والإكتشاف والإختراع، فليس المهم إقتناء التجهيزات المتقدمة، وبناء شبكات حديثة فقط بل الأهم من ذلك هو كيف أن نوظف هذه التكنولوجيا وأين نوجهها.
- زيادة التعاون بين الدول النامية من خلال تبادل الخبرات والقيام بالمشروعات المشتركة في مجال صناعة المعلومات والمعلوماتية والبرمجيات العلمية والتدريب والبحث العلمي والتطبيقي.
- القضاء على الأمية المعلوماتية عن طريق وضع سياسة خاصة بمجال التأهيل والتعليم، وإدخال التكنولوجيا في كل المؤسسات التعليمية والتربوية.
- تشجيع الترجمة الفورية لمصادر المعلومات المختلفة خاصة تلك المتاحة بلغة الدول المتقدمة من أجل الإستفادة مكنها و تسهيل الوصول إليها.
- تشجيع المبادرات الفردية لمختلف المؤسسات المعلوماتية خاصة الناجحة منها و تدعيمها ماديا ومعنويا، والإستفادة منها وتعميمها.
الخاتمة:
وأخيرا فإن موضوع الفجوة الرقمية يحتاج إلى الكثير من الدراسات الجادة، خاصة إذا علمنا بأن هذه الظاهرة في إنتشار كبير وهذا بإزدياد الهوة الرقمية بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وهي نتيجة منطقية بالنظر إلى سياسة هذه الدول في مجال المعلومات التي مازالت بحاجة إلى إعادة النظر من جديد، وهذا عن طريق تهيئة كل الظروف القانونية والمادية والبشرية، ومن ثم رفع التحدي واللحاق بركب تكنولوجيا المعلومات بالإنتقال من شعوب تستهلك التقنية إلى شعوب تنتج لها.
قائمة المراجع:
1- محمد فتحي، عبد الهادي. أسس مجتمع المعلومات وركائز الإستراتيجية العربية في ظل عالم متغير.دراسات عربية في المكتبات والمعلومات.مج.3،ع.2، 1998.ص.268.
2- فردي، لخضر. المكتبات الجامعية في ظل مجتمع المعلومات:نحو التكيف مع التحديات.مجلة المكتبات والمعلومات.قسم علم المكتبات.مج.1،ع.2،2002.ص.65.
3- محمد فتحي، عبد الهادي. المرجع نفسه.ص.275.
4- مكاوي، حسن عماد. تكنولوجيا الإتصال الحديثة في علم المكتبات.القاهرة:الدار المصرية اللبنانية،1997.ص.35.
5- علي سعد، علي. سبل سد الفجوة الرقمية.
http://www.writers alaryadh.com.sa/kpage.html.
6- الصوفي، عبد اللطيف. المكتبات في مجتمع المعلومات.قسنطينة:مخبر تكنولوجيا المعلومات ودورها في التنمية الوطنية،2003.ص.83.
7- الكسار، هيثم أحمد. فجوة المعلومات وتقنياتها بين العالمين المتقدم والنامي.مجلة المعلوماتية.http://www. Nla.gov/nla/staffper.html
8- الرفاعي، عبد المجيد. نحو شبكة عربية للبحث العلمي والإبتكار.
http://www.informatics.gov.sa/magazine.html
9- الرفاعي، عبد المجيد. المرجع نفسه.
10- ابراهيم، أبو السعود. التعليم والمعلوماتية.
http://www.leweb.loc.gov.html.
11- ابراهيم، أبو السعود. المرجع نفسه.
12- عبود هلال، التيباني. شبكات المعلومات والأمة العربية: المشاكل والطموح.
http://www.membres.lycos.html
13- عامر ابراهيم، قندليجي. تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها.عمان:الوراق للنشر والتوزيع،2002.ص.80.
14- عامر ابراهيم، قندليجي. المرجع نفسه.ص.52.

http://journal.cybrarians.info/index.php?option=com_*******&view=article&id=413:2009-08-01-04-47-45&catid=153:2009-05-20-09-57-19

hano.jimi
2012-02-22, 21:59
السلام عليكم، من فضلكم أريد بحث حول الفجوة المعلوماتية .عاجل جدا جدا


برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز
ندوة وطنية تعرض حلولاً لردم الفجوة المعلوماتية بالعالم العربي


أكد الدكتور سامي بن صالح الوكيل، عميد كلية الحاسب الآلي والمعلومات في جامعة الملك سعود، أن درجة التفاوت الظاهرة في مستوى تقدم الاتصالات وتقنية المعلومات، في المجتمعات العربية، والتي أحدثت ما يسمى (الفجوة الرقمية) بين أفراد المجتمع، تقع مسؤوليتها على صناع القرار وقطاعات المجتمع المدني، ومقدمي خدمة الاتصالات والمعلومات من القطاعين العام والخاص.

وقال الدكتور سامي الوكيل، إن مسؤولية وصل الفجوة الرقمية في العالم العربي، تقع على عاتق صناع القرار الذين يتولون تكوير وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المرتبطة بالتنمية العامة لأي مجتمع، مثل مكافحة الفقر، والجهل، والاهتمام بالصحة والتعليم، والاستراتيجيات الخاصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأضاف الدكتور الوكيل، أن قطاعات المجتمع المدني، تتحمل أيضا عبء زيادة الفجوة الرقمية في العالم العربي، التي تضم القطاعات التربوية التعليمية كالجامعات والمدارس، والقطاعات الاقتصادية مثل: البنوك والمؤسسات التجارية وهيئات التطوير والجهات الإعلامية، التي يناط بها مسؤولية السعي إلى زيادة الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات وحسن استخدامها وزيادة إنتاجها بالمجتمع والتوعية لها، فضلا عن تبادل واستغلال تجهيزات المعلومات بصورة فعالة لتحسين سبل المعيشة وتطوير ورقي المجتمع.

كما ألقى الدكتور الوكيل اللوم في هذا الجانب على قطاع خدمات الاتصالات والمعلومات في القطاعين العام والخاص، تلك الفئة المقدمة لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كشركات الاتصالات، ومؤسسات تقنية المعلومات، المسؤولة عن نشر الموارد الرقمية وتطويرها وتحديث نظم تقنية المعلومات والاتصالات، وبناء آليات جديدة للتفاعل الرقمي، مثل التجارة الإلكترونية، والحكومة الإلكترونية، وغيرها من التطبيقات التي تخدم المواطن العربي.

وبيّن عميد كلية الحاسب الآلي والمعلومات، أنه لأهمية معالجة هذه القضية، ومعالجة مشكلة الفجوة الرقمية للقطاع المعلوماتي داخل المجتمعات العربية، ولاسيما المجتمع السعودي من ناحية، وبين المجتمعات المتقدمة من ناحية أخرى، فقد تقرر عقد ندوة علمية حول هذا الشأن تعد الأولى على المستوى المحلي للمملكة، تضم أكبر تجمع عربي خليجي، لعدد من العلماء والخبراء المتميزين ومتخذي القرار في القطاعين العام والخاص في مجالات الحاسب والمعلومات.

وأشار إلى أن هذه الندوة التي تنظمها كلية علوم الحاسب والمعلومات، في جامعة الملك سعود خلال الفترة من 7 إلى 9 المحرم المقبل، تحت عنوان"وصل الفجوة الرقمية: التحديات والحلول"، حظيت برعاية كريمة من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.

وقال الدكتور سامي الوكيل، إنه سيشارك في هذه الندوة، أحد خبراء اتحاد الاتصالات العالمية من سويسرا، حيث سيعرض نتائج العديد من الدراسات والإحصائيات العالمية ذات العلاقة بالفجوة الرقمية في دول العالم المتقدم، بالإضافة إلى العالم المصري الدكتور نبيل علي، الخبير في مجال اللغويات الحسابية للغة العربية، والذي ساهم خلال عقدين من الزمن في تطوير البرمجيات ونظم تشغيل الحاسب باللغة العربية، والدكتور محمد بن إبراهيم السويل محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.

من جهته أوضح وكيل الكلية الدكتور حسام بن محمد رمضان، أن الندوة تشتمل على أربعة محاور رئيسة، هي الفجوة الرقمية (ماهيتها وآثارها) التي تناقش موضوعات: ماهية الفجوة الرقمية وواقعها، مسببات الفجوة الرقمية، الآثار السلبية للفجوة الرقمية بالمجتمع، عوامل استمرار الفجوة الرقمية، القطاعات المؤثرة سلباً وإيجاباً. والمحور الثاني بعنوان: الوعي المعلوماتي وأهميته لوصل الفجوة الرقمية، حيث يناقش دور الوعي والإعلام المعلوماتي في وصل الفجوة الرقمية، العوامل المساهمة في زيادة الوعي المعلوماتي بالمجتمع، ودور القطاع العام والخاص في نشر الوعي المعلوماتي.

أما المحور الثالث فعن التخطيط والإعداد لوصل الفجوة الرقمية: ويبحث دور التخطيط المعلوماتي الاستراتيجي، تطوير التشريعات والأنظمة القانونية المعلوماتية، تطوير البنية الأساسية للمعلوماتية والاتصالات، خطط إعداد الكوادر المعلوماتية، المناهج والخطط الدراسية المعلوماتية، والترجمة والتعريب لقطاعات المعلوماتية.

ويختص المحور الرابع بموضوع وصل الفجوة الرقمية والحلول والوسائل التقنية، ويناقش هذا المحور موضوعات دعم المحتوى العربي واستخدامات الإنترنت العربية، التطبيقات الإلكترونية لشبكات المعلومات، كالتجارة الإلكترونية، والحكومة الإلكترونية، والتعلم الإلكتروني ، والإدارة الإلكترونية، والكتاب الرقمي والمكتبات الرقمية، ودور البحوث والدراسات المعلوماتية التطبيقية والأساسية، والترجمة الآلية وبرمجياتها وتطبيقاتها .

وقال الدكتور حسام رمضان إنه سيتم عقد مجموعة من الدورات التدريبية العلمية والهندسية، حول موضوعات إدارة الجودة الشاملة في منظمات تقنية المعلومات، وإدارة مشروعات تقنية المعلومات والبرمجيات، وأمن المعلومات (المخاطر والحلول)، والشبكات اللاسلكية (واقعها ومستقبلها)، والتخطيط الاستراتيجي لتقنية المعلومات، بالإضافة إلى موضوع التعمية (التشفير)، رحلة من الأساسيات إلى أنظمة الشهادات الرقمية، يحاضر فيها العديد من المتخصصين في هذه المجالات.

وستعقد دورة نسائية حول موضوع البرامج الاجتماعية (وسيلة لتعزيز التعليم والتعلم)، للمحاضرتين هند الخليفة، وسلطانة الفهد، علماً بأن رسوم الدورات تبلغ 1200 ريال يمنح خلالها المشترك شهادة معتمدة من الكلية.

وسيقام معرض مصاحب للندوة يشتمل على أبرز الأجهزة والبرامج الحاسوبية والوسائل الأخرى المساندة التي يمكن أن تساعد في وصل الفجوة الرقمية، وتسرع في رفع الوعي المعلوماتي، وتساهم في تحقيق أهداف الندوة الرئيسة.
http://www.aleqt.com/2005/12/21/article_20182.html

hano.jimi
2012-02-22, 22:01
السلام عليكم، من فضلكم أريد بحث حول الفجوة المعلوماتية .عاجل جدا جدا

http://www.fares-boubakour.edu.dz/Exp_Et/NEFS/fracture_numerique.doc

سفير الهضاب
2012-02-23, 03:16
أريد مراجع في الرثاء في العصر العباسي من فضلك

laysa
2012-02-23, 10:47
شكرا على هذه المعلومات وجعلها الله في ميزان حسناتك.

ramzidz19
2012-02-23, 19:29
ابحث عن تحليل منهاج الرياضيات في التعليم الابتدائي بارك الله فيك

laysa
2012-02-24, 11:33
:dj_17:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اريد مرجع حول
l'umminité spécifique ( humorale et cellulaire)

الفاكر
2012-02-24, 15:57
اريد بحث النظريات النقدية ومدرسة فرانكفورت

مدة البحث اسبوع فقط

hano.jimi
2012-02-24, 19:55
اريد بحث النظريات النقدية ومدرسة فرانكفورت

مدة البحث اسبوع فقط

الأسس النقدية لمدرسة فرانكفورت : الطالب الباحث محمد الجلالي 1/1/2011, 1:56 pm
تقديم

إن مساءلة الفكر النقدي انطلاقا من استحضار مختلف تطوراته النظرية في فضاء التفكير الفلسفي يكشف عن وجود تلوينات مختلفة لمناهج النقد الفلسفي من خلال تبلوره في تيارات واتجاهات فلسفية مختلفة بل ومتضاربة أحيانا، كما هو الشأن بالنسبة لمدرسة فرانكفورت النقدية التي تشكل انعطافة مهمة في مسيرة الفكر الأوروبي الحديث، بحيث كان لهذه المدرسة الآثار الكبير والفاعل في صياغة نظرية نقدية تتعامل مع: السوسيولوجيا، الفلسفة ، والسياسة والثقافة كأبعاد متداخلة ومتشابكة في عملية تكون ودراسة النظريات الاجتماعية والآفاق المعرفية والحضارية التي رافقت التطورات والتحولات التي شهدها المجتمع الأوروبي في ميادين الاقتصاد والسياسة ، وبروز النظام الرأسمالي كعامل حاسم ترك آثاره على الأدبيات الفلسفية والاجتماعية ـ
فأين تأسست مدرسة فرانكفورت؟ ومتى كان هذا التأسيس؟ وما هي الخلفية الفكرية لهذه المدرسة وما هي أسسها الجوهرية؟











I-نشأة مدرسة فرانكفورت
لقد حصلت مدرسة فرانكفورت على طابعها المؤسسي عبر تأسيس معهد الأبحاث الاجتماعية في عشرينات القرن الماضي، وقد وضعت الحلقة الدراسية الأولى للعمل الماركسي لبنات التفكير في أسباب أزمة الفكر الماركسي وإخفاق ثورة 1918 في ألمانيا، وقد جمعت الحلقة الدراسية ثلة من الباحثين من أبرزهم رجل الأعمال فليكس فايل والاقتصادي فريدريك بلوك والمفكر االماركسي جورج لوكاتش... الا أن المشروع لم يتكلل بالنجاح، غير أنه يعتبر بمثابة الانطلاقة التي دفعت بعض المشاركين في الحلقات في التفكير جديا في تأسيس معهد الأبحاث الاجتماعية.
وقد تأسس معهد الأبحاث الاجتماعية رسميا في 3 فبراير 1923 في جامعة غوته بمدينة فرانكفورت بألمانيا ، وقد توخا المعهد في البداية احتضان الأبحاث النظرية الاشتراكية التي أقفلت الجامعة الألمانية الأبواب في وجهها، وكان المعهد يظم جملة من المثقفين اللذين لم يتبنوا أطروحات الاشتراكية، ورفضوا الانضمام الى الحزب الشيوعي الألماني بعد فشل ثورة 1918 يحدوهم العزم لبلورة فحص عميق لأسس النظرية النقدية .
كان المعهد في البداية يتولى الإشراف عليه أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة فيينا كارل غرونبر، وفي العام 1931 تم تنصيب هوركهيمر رئيسا للمعهد وتعيين تيودور أدورنو أستاذا مساعدا له، وبتعاون هوركهايمر وأدورنو أخذ اسم النظرية النقدية في اللمعان بحيث لم يعد الاهتمام منصب فقط على نقد الاقتصاد السياسي كأداة تحليل للمجتمع الرأسمالي كما كانت ترى الماركسية. اعتمدت مقاربة تركيبية تقوم على ربط الفلسفة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية .
وبعد سيطرة النازية في ألمانيا وصعود هتلر إلى الحكم سنة 1933 اضطر هوركهايمر وزملاءه للهرب إلى سويسرا وفرنسا وبريطانيا ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الوقت الذي صدرت فيه الأوامر بإغلاق المعهد ومصادرة مكتبته القيمة أسس هوركهايمر وزملاءه فروعا أخرى للمعهد في كل من باريس ولندن ثم في جامعة كولومبيا، غير أن الوضع السياسي في أمريكا جعلهم يتجنبون استخدام المفاهيم الراديكالية بسبب فقدانهم الثقة في الطبقة العاملة في أوروبا وأمريكا ، وكذلك بالماركسيين اللذين أصبحوا تقليديين. وفي المنفى تطورت النظرية النقدية إلى فلسفة التاريخ والمجتمع مثل ما كان ذلك في عصر التنوير ، وفي هذه الفترة قدم الرواد الأوائل أهم أعمالهم حيث أصدر هوركهايمر عدد من الكتب المهمة من أهمها " السلطة والعائلة" ، و" كسوف العقل".
وفي سنة 1950 بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط النازية عاد بعض الرواد الى فرانكفورت وعلى رأسهم هوركهايمر من أجل إكمال العمل الذي بدؤوه قبل الهروب من ألمانيا لتنطلق بعد العودة من المنفى المرحلة الثانية في تاريخ المدرسة والتي يعتبر أهم ممثليها يورغن هابرماس'1929....' والذي اعتبر الوريث الشرعي لتركة مدرسة فرانكفورت.

II-الأسس الجوهرية لفكر مدرسة فرانكفورت:
لا يمكن فهم النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت إلا بالرجوع إلى الأسس الجوهرية لفكر هذه المدرسة، لكن ما يميز هذه المدرسة عن باقي المدارس الفلسفية والسوسيولوجية الأخرى هو عدم اقتصارها على المرجعية الفلسفية أو السوسيولوجية فقط، فقد تشربت هذه المدرسة من ينابيع جميع العلوم الانسانية ، من الفلسفة " كانط و هيغل..." ومن علم الاجتماع " كارل ماركس وماكس فيبر وهربرت ميد وأغوست كونت..." وعلم النفس " فرويد ، جان بياجي..." والعلوم اللغوية " أوستين ..." لكن نظرا لشساعة الموضوع لن نتكلم الا عن الأسس الفلسفية والسوسيولوجية.
1- الأسس الفلسفية.
يبدو أن مدرسة فرانكفورت أو ما يعرف بالنظرية النقدية اتخذت من النقد أساسا لها، والنقد هو تقليد ألماني قديم وقد تبدى جليا خاصة مع كانط ومن بعده هيغل وأتباع هيغل من بعده"الهيغليين الشباب" ليصل هذا التقليد إلى مدرسة فرانكفورت ، بحيث تكونت النظرية النقدية انطلاقا من نقد مفكرين ونصوص فلسفية أخرى لأنه بدون استلهام للماضي ومحاورة الحاضر ليمكن اتخاذ أية مسافة نقدية كيفما كانت دلالتها ومقاصدها .
ويرجع العديد من المهتمين بالنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت أن النقد الكانطي يعتبر مرجعا أساسيا اعتمد عليه أصحاب النظرية النقدية وخاصة في كتبه الرئيسية الثلاثة : نقد العقل الخالص(1781) ونقد العقل العملي(1788)وكتاب نقد ملكة الحكم(1790).
وقد حاول بعض مفكري النظرية النقدية نحت منحى توفيقيا بين الفلسفة الكانطية والمادية الجدلية(لاسيما في بعديهما المتعالي كما يقول ماركيوز) . وانطلاقا من القيمة التي أسستها الكانطية في التاريخ الحديث للفلسفة الكلاسيكية الألمانية يسعى فلاسفة فرانكفورت الى تقديم النظرية التي يجتهدون في بنائها وتوضيحها كوريث شرعي للعقلانية الكلاسيكية من كانط .
واذا كان هناك اختلاف بين الباحثين حول ما اذا كانت فلسفة تمثل احدى الخلفيات الفلسفية لمدرسة فرانكفورت، اذ هناك اجماع على أن فلسفة هيغل تمثل مرجعية أساسية لفكر مدرسة فرانكفورت وقد تبين ذلك بوضوح في كتابات هربرت ماركيوز وخاصة في كتابه "العقل والثورة".
فإذا كان كانط قد أقام فلسفته النقدية لتمييز المعرفة العلمية الصحيحة عن المعرفة الميتافزيقية التي تؤدي الى وقوع العقل في التناقض، فان هيغل قد جعل من التناقض جوهرا لفلسفته ومنهجه الجدلي .
وقد قام هيغل من خلال منطقه الجدلي، بإدخال العقل في الوعي وفي الطبيعة ثم تجلى في التاريخ، و أصبح هو جوهر التاريخ ومحركه، بل أصبحث العملية المعرفية نفسها تنمو في مراحل متعددة ، وقد قام هيغل أيضا بمهاجمة المعرفة العقلية الخالصة التي فصلت الفكر عن الوجود، كما هاجم هيغل الفلسفة التجريبية الخالصة التي أغفلت السمات العقلية للواقع .
ويعتبر هيغل حسب منظري مدرسة فرانكفورت رائد الفلسفة الاجتماعية لأنه خلص الفلسفة من القيود الشخصية المفردة ، حين ألقى بالوعي في تجربة جماعية وكونية يخوضها الروح منذ اللحظة الأولى التي انفصل فيها عن الطبيعة، وتظهر هذه التجربة في الدين والفن والسياسة وتجد في الفلسفة تعبيراتها المفهومية.
وقد انقسمت المدرسة الهيغيلية بعد وفاته الى جناح يميني وجناح يساري ، وقد تمسك الجناح اليميني بالاتجاه المحافظ في مذهب هيغل ووسعه، أما الجناح اليساري فقد طور الاتجاهات النقدية عند هيغل بادئا هذا التطوير بتفسير تاريخي للدين ، وقد دخلت هذه الجماعة الأخيرة في نزاع اجتماعي وسياسي متزايد الحدة مع عهد عودة الملكية، وانتهى أمرها اما الى الاشتراكية والفوضوية الكاملة واما الى الليبيراليىة التي تحمل طابع البرجوازية المصغرة .
وقد تعارضت معايير هيغل النقدية وجدبه بوجه خاص، مع الواقع الاجتماعي السائد، ولهذا السبب كان من الممكن أن يسمي مذهبه بحق" فلسفة سلبية" وهو الاسم الذي أطلقه خصومه المعاصرون لها، وقد ظهرت في العقد التالي لموت هيغل فلسفة ايجابية أو وضعية ترمي الى ازالة تأثير اتجاهاته الهدامة وأخذت هذه الفلسفة على عاتقها أن تخضع العقل الى سلطة الواقع، وأن الصراع الذي حدث بعد ذلك بين الفلسفة السلبية والايجابية أو الوضعية، ليقدم مفاتيح متعددة تساعد على فهم نشأة النظرية الاجتماعية الحديثة في أروبا .
2- الأسس السوسيولوجية :
أ- التأثير الماركسي: من المعروف أن منظري مدرسة فرانكفورت تأثروا بالماركسية حتى اعتبر البعض أن هذه المدرسة ليست إلا فرعا من فروع الماركسية ، لكن أصحاب النظرية النقدية وان تبنوا الماركسية كمبدأ أو كمنهج فإنهم لم يلتزموا بها كليا ولم يتشبثوا بمقولاتها المتمركزة حول نقد النظام الاقتصادي والرأسمالي وحول الايدولوجيا بصفة عامة، بل تركزت ماركسيتهم على نقد الاغتراب والأسباب الكامنة وراءه في المجتمعات الصناعية القائمة على الكليانية والمعقولية التقنية والبيروقراطية التي ادعت التقدمية وتباهت بالهيمنة على الطبيعة وعلى الإنسان في العالم الشيوعي والرأسمالي، ولم يكن المصدر الأساسي لهذا النقد هو النظرية النقدية برمتها ولا الارتباط بالطبقة العاملة بقدر ما كان التأثر بماركس الشاب خاصة في كتاباته الأولى وتحديدا في مخطوطات 1844، فقد وجدوا في أرائه تأكيدا لاغتراب الكانسان وعرفوا أن نقدهم لها لا ينبغي أن يقتصر على الإصلاح الاقتصادي والسياسي وعلى " وثنيتها السلعية"-حسب المفكر الماركسي جورج لوكاتش- وعقلانيتها المزعومة التي تقف حجر عثرة أمام كل حياة إنسانية أصيلة.
وهذا ما حاول القيام به كل من أدورنو وهوركهايمر في كتابهما المشترك " جدل العقل"، وقد انطلق هابرماس(أحد رواد الجيل الثاني) من فكرة أن الماركسية فكر يحتوي على قدرة نقدية هائلة لكل ما هو عام وشامل، وقد طرح نفس في نفس الوقت مشروع إعادة " توجيه الماركسية" ، واذا كان ماركس قد قلب الجدل الهيغيلي على رأسه وجعله يسير على قدميه كما يقال فان هابرماس هو أيضا قد قلب الماركسية من على رأسها لتسير على قدميها وذلك استنادا على عقلانية ماكس فيبر.لكن رغم المكانة التي تحضى بها الماركسية في مدرسة فرانكفورت فانها لم تسلم من النقد خاصة في شقها التقليدي والستاليني الدوغمائي اذ اعتبر رواد المدرسة أن الماركسية لم تعد تواكب التغيرات التي تحدث في العالم الرأسمالي ، وأن الرهان على الطبقة العاملة في القيام بالثورات أصبح شبه مستحيل في مجتمع استطاع احتواء هذه الشريحة الواسعة ، ليراهنوا على فئات أخرى من قبيل الطلاب والأقليات العرقية كطليعة استراتيجية للتغيير، وهذا ما تبين جليا ف ي أحداث 1968في فرنسا وفي أمريكا حين رفض الطلاب الأمريكيين الحرب على الفيتنام.
ب- التأثير الفيبيري: تعتبر كتابات ماكس فيبر حول العقلانية من إحدى المرجعيات الأساسية لمدرسة فرانكفورت، و قد ظهرت بوضوح في كتابات ماركيوز وخاصة كتابه الانسان ذو البعد الواحد ، وخاصة في حديثه عن منطق الهيمنة وهو المفهوم الأساسي الذي أضحى مبدأ جوهريا مميزا لمدرسة فرانكفورت في أوج ازدهارها ويعني أن السيطرة على الطبيعة من خلال العلم والتكنولوجيا تنشئ عنه بالضرورة شكلا جديدا من التسلط على الإنسان
ويمكن أن ندرج وجهين رئيسيين للتشابه بين مدرسة فرا نكفورت وكتابات ماكس فيبر:
-الوجه الأول: هو أن العقلانية التقنية أو الترشيد قد تم تصورهما كقوى مجردة تشكل مجتمعا يقع خارج نطاق التحكم البشري، حيث أن المنطق الداخلي للنظام الذي خلقه العلم والادارة العقلانية يقوم بهذا العمل على نحو ما من وراء ظهر الأفراد أو الجماعات الاجتماعية المعينة وأنه يقوم بهذا أيا العمل أيا كان الشكل الظاهري للمجتمع، أي بصرف انظر عما اذا كان المجتمع رأسماليا أو اشتراكيا شموليا أو ديمقراطيا، وبهذا المعنى يتم إحلال مفهوم " المجتمع الصناعي" محل " المجتمع الرأسمالي" .
وقد برهن ماركيوز على مقولات فيبر بقوله: (...ليس تطبيق التكنولوجيا فحسب، بل التكنولوجيا نفسها ، هي التي تمثل تسلطا على الطبيعة والإنسان بطريقة منهجية علمية ومحسوبة وماكرة ، وأن الأهداف والمصالح المحددة لهذا التسلط لا يتم دسها على التكنولوجيا فيما بعد ومن الخارج، وإنما هذا يدخل في تصميم بناء الجهاز التقني) .
- أما الوجه الثاني : يمكن العثور على وجه التشابه في النزعة التشاؤمية الكئيبة التي تنشأ من تفسيرهما للمجتمع الصناعي الحديث، فإذا كان فيبر ليبرالي يائس- على حد تعبير توم بوتومور- فان مفكري مدرسة فرانكفورت وخاصة( هربرت ماركيوز ) يمكن وصفهم بأنهم " رديكاليون يائسون "- حسب بوتومور- اذ ينظر ماكس فيبر ومعه رواد مدرسة فرانكفورت الى أن التوسع الأكثر أو الأقل قسوة للترشيد والعقلنة يعني أن المجتمع سيصبح عرضة للتسلط من جانب علاقات اجتماعية ذرائعية محضة، وسيصبح " قفصا حديديا" ودولة " للتحجر الآلي" تختنق فيه الإبداعية الفردية والقيم الشخصية .
إن تشاؤمية ماركيوز وهوركهايمر فيما يخص مصير الفرد هي من نفس تشاؤمية فيبر، فالعقلانية التقنية، أي العقل الذرائعي هو الذي يسود الحياة الاجتماعية وان بقيت قوى قليلة تعارضها، وهذا ما يخلص إليه ماركيوز في كتابه : "الإنسان ذو البعد الواحد".
وإذا كان الرواد الأوائل لمدرسة فرانكفورت قد اعتمدوا على كتابات ماكس فيبر وكارل ماكس....فان هابرماس كأحد رواد الجيل الثاني من المدرسة لم يكتفي بكتابات ماكس وماركس بل انفتح على كتابات سوسيولوجيين اخرين من قبيل هربرت ميد وايمل دوركهايم ، حيث يؤكد هابرماس أن مفهوم التواصل بوصفه نظرية علمية قد بدأ مع السوسيولوجي هربرت ميد في نظريته المرتبطة بالتفاعل الرمزي، اذ دافع –هابرماس- عن فكرة أن التواصل هو المبدأ المؤسس للمجتمع، أما فيما يخص دوركايم فيتجلى فكره بوضوح في كتابات هابرماس حول كيفية دمج الفرد في مجتمع طغت فيه القيم الفردانية، ويظهر ذلك في حديث هابرماس عن الفضاء العمومي وكيفية تحقيق الديمقراطية، ففي كتابه "نظرية الفعل التواصلي" يخصص فصلا مطولا للحديث عن دوركايم وميد، يقول هابرماس(...ان تحول البراديغم الذي انتقل من الفعل الغائي الى الفعل التواصلي بدأ مع ميد ودوركايم، فماكس فيبر واميل دوركايم وهربرت ميد ينتمون الى جيل المؤسسين للسوسيولوجيا الحديثة) .
III-مشروع النظرية النقدية ومنطلقاتها الفكرية:
1-نقد النزعة الوضعية الحديث والتجريبية.
وجه الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت انتقاداته الحادة إلى النزعة العلمية المفرطة وأنساقها التي تحولت إلى إيديولوجيات تستند إلى يقين معرفي ومعتقدات ايمانية فكلها في نظرهم قد غدت أنظمة معرفية مغلقة تعتمد أشكالا تنظيمية جد مقننة للحياة الاجتماعية، من خلال إسقاط اليات فهم الظواهر الطبيعية على الظواهر الاجتماعية بمعنى أنها أصبحت ايديولوجيات شمولية تنظم علاقات الانسان بالانسان والانسان بالأشياء، مما حدا برواد مدرسة فرانكفورت إلى رصد تحول العقلانية كايديولوجية ، ومحاولة الكشف عن مكامن التسلط فيها ومحاربة نزعتها الوثوقية .
واعتمادا على ارث النظرية النقدية واستكمالا لمشروعها واستنادا الى التطورات الاقتصادية التي عرفها المجتمع الغربي الحديث، وجه هابرماس انتقاداته أيضا لكل من النزعتين " الوضعية والتجريبية " انطلاقا من كون المهمة الفلسفية تقتضي ذلك من أجل كشف الوهم الإيديولوجي الكامن من وراء النزعتين معا، لأنهما يمثلان وجهين لعملة واحدة .
إن المعرفة العلمية التي سخرت لفهم الطبيعة والتحكم فيها تم استخدامها أيضا للتحكم في الإنسان، بمعنى أن منطق النظم الذي تصوره الإنسان للسيطرة على الطبيعة، ثم نقله بالكامل للتحكم في الأفراد والجماعة، وهذا ما يبادر إلى أذهاننا عند فحص مختلف التنظيمات القانونية والإدارية، وأشكال الترشيد والضبط والتقنين والعقلنة لمختلف جوانب الحياة في العالم المعاصر، فكل هذه الاليات تعمل وفق نظمها ومنطقها الداخلي وتكرارها إنتاج مجتمع طبقا لمقاسات ومواصفات معينة، لكن مدرسة فرانكفورت ترفض أي تناظر أو تماثل تجريبي قد يعقد بين الظواهر الطبيعة والاجتماعية، يمكن صياغته في قواعد وقوانين محددة، على اعتبار أن السلوك الإنساني لا يمت بأي صلة للقواعد التي تتحكم في ظواهر الطبيعة.
الأمر الذي جعل رواد مدرسة فرانكفورت يقفون في مواجهة معارضة للنزعة الوضعية التجريبية والتقنو علموية* الجامحة في حدود عواقبهما، ولعل ما يميز هذا النقد العنيف هو محاولة الكشف عن العقلانية بوصفها " اليات للتسلط والهيمنة"، التي طورت العقل التقني تحت ستار العلم ومن أجل العلم وبدعوى الحياد والموضوعية العلمية .
ويمكن أن نجمل النقد العنيف الذي قام به رواد فرانكفورت في العناصر التالية:
- لا تحفل النزعة الوضعية الحديثة الا بالتجربة الخالصة والمحضة، ووحده التجريب الذي تقوم به العلوم الحقة يستحق لقب " المعرفة " وما عداه يلقى به في قمامة التاريخ.
- تنظر النزعة الوضعية للحاضر كحدث تم انجازه، وتتنصل كليا من تغييره.
- تعلن السوسيولوجيا التجريبية( أن كل ما يمكن ملاحظته لا يعدوا أن يكون في نظرها أشياء، ومحض أشياء) .
2- نقد المجتمع الاستهلاكي
لقد كان الاستهلاك في الماضي هو وسيلة لغاية ما، وهي تحقيق سعادة الإنسان، أما اليوم فقد أصبح الاستهلاك غاية في حد ذاته، فالإنسان اليوم مفتون بإمكانية شراء المزيد من الأشياء الجديدة والأفضل اذ أصبح فعل الشراء والاستهلاك هدفا لا عقلانيا لأنه غاية في ذاته، فشراء أخر موديلات " السيارات، الملابس،الآلات..." هو هدف كل إنسان، وتكون اللذة الحقيقية لاستخدام هذه الأشياء ثانوية بالنسبة للحصول عليها عليها.
لقد حقق المجتمع الصناعي الصناعي وفرة في الانتاج ومن أجل تصريف هذه الوفرة يجب أن توازيها وفرة في الاستهلاك، وبالتالي ومن أجل ترسيخ قيم الاستهلاك تعمل الشركات الكبرى من خلال آليات الإشهار على توحييد الأذواق، فوفرة الإنتاج والاستهلاك- حسب رواد مدرسة فرانكفورت- تخدر المجتمع وتجعله يكتسب مناعة ضد أي تغيير نوعي، فالفرد في هذا المجتمع يعتقد أن له قيمة وأنه حر بمجرد أنه يستطيع أن يختار بين أنواع المنتجات الصناعية لتلبية حاجاته( انه حر في اختيار أسياده ) حسب ماركيوز .
تدفع الرغبة في الاستهلاك الإنسان إلى تكوين رغبة مطلقة منفصلة تماما عن حاجاته الحقيقية، فالمجتمع الصناعي يعتقد أنه حر في وقت فراغه غير أن وقت الفراغ أصبح هو الأخر خاضع للمنظومة الرأسمالية، فالإنسان اليوم يستهلك وقت فراغه في مشاهدة المباريات الرياضية والأفلام السينمائية...بطريقة لا تختلف عن استهلاكه للسلع، فالإنسان يستمتع بمشاهدة ما هو مفروض عليه أن يراه وأن يسمعه.
حاول رواد النظرية النقدية -بعد ما شاهدوه من انحطاط للقيم الفردية داخل المجتمع المتقدم ومن انسحاب لحق الفرد في الاختلاف في النظام الشمولي أولا وفي النظام الرأسمالي- إعمال العقل لإعادة الاعتبار للفرد ولتنشيط الفكر النقدي (وانطلاقا من ذلك عملوا على إعادة قراءة النص الفرويدي على ضوء تحولات المجتمع الصناعي متسائلين عن دلالات الرغبة والتصعيد اللاشعوري وموقع الجنس في آليات الإغراء الحديثة و علاقتها بالعملية الإنتاجية، وعن المعاني الجديدة التي يتخذها الحب) .
3-نقد الايديولوجيا:
لقد دأب المنظرون الأوائل منذ ظهور المجتمع البرجوازي إلى الإشارة للايديولوجيا على أنه " الوعي الزائف" وقد خلص أدورنو الى أن ظهور مفهوم الايدولوجيا مرتبط بالمجتمع البرجوازي وليس بالمجتمع الصناعي، وتعتبر صناعة الثقافة التي ترجع جذورها إلى القرن الثامن عشر المولدة للايديولوجيا، وهي غير منفصلة عن تاريخ المجتمع البرجوازي .
ويعتبر علم الاجتماع المعاصر الايديولوجيا كقاعدة " لسوسيولوجيا المعرفة " أي كوصف للتكون الثقافي ولتمثلات الشرائح الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى العلاقة بينهما وبين الوضع الاجتماعي، فعلم اجتماع المعرفة ينظر الى معنى الحياة الانسانية من منظور الثقافة أو القيم السائدة فيه.
وعلى العموم يرى أدورنوا أن علم الاجتماع يجب أن يهتم بالايديولوجيا عن طريق أبحاثه في التواصل ، ووضعه الى جنب المنتجين والمستهلكين لصناعة الثقافة الموضوعة بهدف انتاج معارف محدودة وعقل محدود، غير أن علم الاجتماع اذا أراد أن يصبح ناقدا للايديولوجيا يجب عليه أن يحلل وسائط الاتصال العامة ويدرس" سيناريوهاتها" التي تعرف بثقافة الجماهير، والتي تصب بعناية بالغة في تبرير ما هو موجود والسيطرة المحكمة على الذوق والنقد على حد سواء .
وعلى العموم تعلن تلك الايديولوجيا أنه ليس هناك ما هو أحسن مما هو كائن ( وهذه الثقافة دعائية ليس إلا، وما تنفك تتحول رويدا رويدا إلى إرهاب، عندما تعمل على إقرار الوضع القائم كأمر لا مناص أو بديل عنه) .
خلاصة
يبدو أن نشأة النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت لم تكن وليدة الصدفة بل جاءت نتيجة ظروف العصر والمشاكل التي يتخبط فيها ، وبالتالي ومن أجل صياغة نظرية تساير متطلبات العصر لم يتم الرجوع إلى فكر فيلسوف أو عالم اجتماع واحد، ولم يساير رواد النظرية النقدية التقاليد التي كانت موجودة في تلك المرحلة بالاعتماد على منهج واحد أو إتباع طريق مفكر واحد، بل قام الرواد الأوائل بالمزاوجة بين الكثير من العلوم الاجتماعية، والانطلاق من مفكرين مختلفين وفي بعض الأحيان متعارضين في أطروحاتهم مثل الجمع بين فكر ماكس وماركس، الأمر الذي أكسب مدرسة فرانكفورت قيمة علمية مكنتها من تسيد الفكر الفلسفي المعاصر من خلال مختلف الإشكالات التي تثيرها.




لائحة المراجع
محمد نور الدين أفاية : الحداثة والتواصل في الفلسفة المعاصرة، نموذج هابرماس، إفريقيا الشرق ، الطبعة الثانية المغرب1998.
-محمد الخوني، التنوير والنقد، منزلة كانط في فرانكفورت ، دار الحوار للنشر والتوزيع الطبعة الأولى، سوريا 2006.
- محمد الأشهب : الفلسفة والسياسة عند هابرماس، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء ، المغرب 2006.
- حسن مصدق : يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب ، الطبعة الأولى سنة 2005.
-حسن حنفي وآخرون : فلسفة النقد ونقد الفلسفة في الفكر العربي والغربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت بدون تاريخ.

- هربرت ماركيوز :الانسان ذو البعد الواحد ، ترجمة د ،جورج طرابيشي، ا
لطبعة الثالثة دار الآداب بيروت1988
-هربرت ماركيوز : العقل والثورة هيغل ونشأة النظرية الاجتماعية ،ترجمة د فؤاد زكريا، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1970.
- علاء طاهر ، مدرسة فرنكفورت من هوركهايمر الى هابرماس ، منشورات الانماء القومي،بيروت الطبعة الأولى بدون تاريخ.
-توم بوتومور: مدرسة فرانكفورت ، ترجمة سعد هجرس ،دار أويا طرابلس،ليبيا ،1998.
المراجع باللغة الفرنسية:

-Paul larant Assoun; l école de francfort; 2 édition : paris 1990 .
-Haberrnas ;j : connaissance et l interet ;tr : jean- renée ladrrniral ; Gallirrnard ;1976



الفهــــــــرس

تقديــــــــــم................................... .................................................. ..........................1
I-نشأة مدرسة فرانكفورت......................................... .................................................. .................2
II –الأسس الجوهرية لفكر مدرسة فرانكفورت......................................... ........................3
1- الأسس الفلسفية.......................................... .................................................. ..........3
2-الأسس السوسيولوجية...................................... .................................................. ......5
III – مشروع النظرية النقدية النقدية ومنطلقاتها الفكرية........................................... ............8
1-نقد النزعة الوضعية والتجريبية الحديثة........................................... ............................8 2-نقد المجتمع الاستهلاكي........................................ .................................................. 9
3-نقد الايديولوجيا...................................... .................................................. ..........10
خلاصة............................................. .................................................. .....11
لائحة المراجع........................................... ....................................11
http://social.subject-line.com/t2673-topic

hano.jimi
2012-02-24, 19:59
اريد بحث النظريات النقدية ومدرسة فرانكفورت

مدة البحث اسبوع فقط

مدرسة فرانكفورت.. من نقد الفكر إلى نقد المجتمع

كتبهاصابر الفيتوري ، في 16 أغسطس 2007 الساعة: 01:17 ص
ابراهيم الحيدري

قدمنا في دراسة سابقة تعريفاً بفكر وفلسفة مدرسة فرانكفورت التي اسست نظرية نقدية للمجتمع. وفي هذه الحلقة نحاول توضيح اهم المحاور التي تقوم عليها وتطويرها الى فلسفة للتاريخ والمجتمع.
ومن المعروف ان البناء الفكري والاجتماعي في المانيا هو بناء فلسفي في اصوله ومقوماته وفي شكله ومحتواه، وان جميع النظريات الاجتماعية والاقتصادية كانت ولا تزال تصطبغ بطابع فلسفي أو هي فلسفات اجتماعية. ومن هنا نجد ان النظرية النقدية ترتبط من جهة بالفلسفة الألمانية المثالية التي تمثلت بصامونيل كانت، وبالفلسفة المثالية ـ الموضوعية التي وقف على رأسها فردريك هيغل وكذلك بفلسفة التاريخ والمادية الديالكتيكية.

وسوف نتعرض بايجاز شديد الى أهم المحاور الأساسية للنظرية النقدية والمفاهيم الرئيسية التي التزمت بها كالعلاقة بين النظرية والممارسة والجدل النقدي ومفاهيم العقلانية التكنولوجية وخاصية النظام الكلياني والاغتراب الثقافي وكذلك مفاهيم الرفض والسلب.

الهيغليون الشباب من اجل فهم افضل للأسس الجوهرية للنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت لا بد لنا من استعراض الخلفية الفكرية والفلسفية التي قامت عليها، بحكم صلتها بفكر عصر التنوير والفلسفة الالمانية الموضوعية والمواقف الفكرية التي التزم بها الهيغليون الشباب في اتخاذ موقف محدد من النظام الفلسفي المحكم لمثالية هيغل ومنهجه الجدلي.

لقد تمرد الهيغليون الشباب ضد الجانب التأملي المحافظ في فلسفة هيغل المثالية، ذلك الجانب الذي تفتح في ذات الوقت، عن المنهج الديالكتيكي. وفي الحقيقة لم يكن اتباع هيغل سوى معارضيه من الشباب، وكان على رأسهم كارل ماركس وبونو بوير ولودفيغ فيورباخ وغيرهم، الذين اطلق عليهم «الهيغليون الشباب» الذين اسسوا عام 1841 «حوليات الأدب والفن»، وأرسوا دعائم فلسفة اجتماعية جديدة رفضت الفكر الفلسفي التقليدي، مثلما رفضوا النظام الاجتماعي القائم ومؤسساته، محاولين تطوير الجانب النقدي من الفلسفة والانطلاق منها الى صياغة نظرية جديدة وعلم اجتماع نقدي له مفاهيمه الخاصة وميدانه المحدد، كبديل للفلسفة التقليدية وعلم الاجتماع الوضعي الذي بدأ به اوكست كونت وبخاصة بعد ان توقفت النظرية النقدية التي بدأ بها الهيغليون الشباب في ان تكون نقدية ورافضة وبعد ان تحولت المادية الديالكتيكية التي وضع اسسها كارل ماركس الى مادية ميكانيكية.

لقد كان من الضروري على الجيل الجديد، بحسب هوركهايمر، احياء الماركسية من جديد وبحث الامكانيات التي يمكن بموجبها تغيير الواقع الاجتماعي القائم على التسلط والقهر، وكذلك ايديولوجيته، من خلال نظرية نقدية بديلة.

وهكذا جندت مدرسة فرانكفورت نفسها لإحياء ما دعا اليه الهيغليون الشباب الذين يعودون في تاريخهم الى منتصف القرن التاسع عشر ووضعوا امام اعينهم الارتباط الجدلي بين الفلسفة والتحليل الاجتماعي.

ومثلما عمل الهيغليون الشباب في فهم المنهج الجدلي الذي طوره هيغل، حاولوا وضع تصور جديد لبحث الامكانيات التي تؤدي الى تغيير النظام الاجتماعي من خلال الممارسة العملية. غير ان المائة عام التي مرت على أوروبا كانت قد احدثت تغيرات نوعية عميقة الأثر، مثلما انتجت شروطاً وظروفاً جديدة للعمل النظري ايضاً، حيث لعبت التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية دوراً كبيراً في تشكيل مقدمات النظرية النقدية. ففي الوقت الذي كتب فيه الهيغليون الشباب افكارهم، كانت المانيا تمر بتحديث رأسمالي سريع، وكانت كتابات شوبنهاور ونيتشة وفيبر وهوسرل، التي اعقبت الهيغليين الشباب، قد سيطرت على الفكر والفلسفة في المانيا بصورة عامة، كما تأسست مدرسة فرانكفورت في وقت كانت فيه المانيا قد وصلت الى مرحلة نوعية متقدمة، بسبب تنامي الاحتكارات وتدخلات الدولة بصورة مباشرة في اتخاذ القرارات الاقتصادية.

ارخ هوركهايمر تأسيس معهد البحث الاجتماعي في جامعة غوته بفرانكفورت بقوله «وقد توحدت الاهتمامات والقناعات لبناء نظرية نقدية للمجتمع، لأنهم وجدوا ان من الضروري التعبير عن كل ما هو سلبي.. وان ما وحدهم هو اتفاقهم على نقدهم للمجتمع القائم وايديولوجيته..».

في عام 1930 تم تنصيب هوركهايمر رئيسا للمعهد وتعيين تيودور ادورنو استاذاً مساعداً في المعهد. وبتعاون هوركهايمر وادورنو اخذ اسم النظرية النقدية في التطور والظهور، وارتبط بمدرسة فرانكفورت في علم الاجتماع النقدي، خاصة بعد ان وجه هوركهايمر نقداً «للمركزية البولشفية»، ووقف ضد اغتيال روزا لوكسمبورغ واصدار مجلة «البحث الاجتماعي»، التي عبرت في بحوثها النظرية، الميدانية عن رؤية نقدية جديدة.

أزمة العلم من أزمة المجتمع في افتتاحية العدد الأول في مجلة «البحث الاجتماعي» كتب هوركهايمر عن «أزمة العلم» التي لا تنفصل عن أزمة المجتمع والتطور الاجتماعي في أوروبا، التي جلبت للعلم قيوده. فالعلم هو قبل كل شيء وسيلة لانتاج المعرفة، وهو في ذات الوقت قوة منتجة، غير انه لم يدرك بعد وظيفته الاجتماعية، ولذلك فهو يعكس تناقضات المجتمع الصناعي. كما عالج هوركهايمر التشتت المعتاد للعلم وكذلك للعلاقات الاجتماعية التي قادت الى تفتيته، وعلى العلم ان يدرك جميع شروط المعرفة حتى يستطيع تذليل الأزمة، مثلما عليه عدم ترك دوره الاجتماعي المطلوب. وحالما يكون العلم واعياً بوظيفته وبوضعيته المتأزمة، فانه يستطيع ان يطالب القوى الاجتماعية بضرورة تحريكه.

أما ادورنو فقد كتب «اسس علم اجتماع الموسيقى»، واريك فروم «الماركسية والتحليل النفسي» ولو فينتال «واجبات علم اجتماع الأدب»، وهكذا عكس المجلد الأول من مجلة البحث الاجتماعي مرحلة جديدة في علم الاجتماع الألماني واتجاها مفارقاً ينحو الى الاهتمام بالنقد والتحليل السوسيولوجي والنفسي والفلسفي الجاد. وفي الاعداد الاخرى عالجت المجلة اوضاع الطبقة العاملة في المانيا والدول الأوروبية الأخرى.

وفي هذا الوقت ايضاً تأسس للمعهد فرع في جنيف كانت مهمته جمع المعلومات والاحصائيات اللازمة لإعداد دراسات نظرية وميدانية حول الطبقة العاملة، وكذلك اقامة علاقات وثيقة مع منظمة العمل الدولية والتوجه نحو البحوث والدراسات الاجتماعية الأمبيريقية.

في عام 1932التحق بالمعهد كل من هربرت ماركوزه، الذي ساعد على تحريك النشاط العلمي والسياسي في المعهد، حتى اصبحت أفكاره في ما بعد، رموزاً وشعارات «ثورية» استخدمها الشباب والطلاب في ما بعد في نهاية الستينات من القرن الماضي. كما التحق بالمعهد كارل مانهايم وريورغن هبرماس واريك فروم وفالتر بنيامين.

النظرية النقدية في المنفى ان سيطرة النازية على السلطة في المانيا وصعود هتلر الى الحكم عام 1933اضطرت هوركهايمر وزملاءه للهرب الى سويسرا وفرنسا وبريطانيا، ومن ثم الى الولايات المتحدة الأميركية. وفي الوقت الذي صدرت فيه الأوامر باغلاق المعهد ومصادرة مكتبته القيمة، اسس هوركهايمر وزملا


http://saberalfaituri.maktoobblog.com/463105/%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%83%D9%81%D9%88%D8%B1%D 8%AA-%D9%85%D9%86-%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A7/

hano.jimi
2012-02-24, 20:02
اريد بحث النظريات النقدية ومدرسة فرانكفورت

مدة البحث اسبوع فقط

في الطريق إلى هابرماس (1)
البداية من مدرسة فرانكفورت

قراءة: عبدالله المطيري

يورغين هابرماس ( 1929-) أحد أكبر وأهم فلاسفة العالم اليوم، هذا إن لم نذهب مع د. عصام عبدالله، صاحب كتاب "رهان الحداثة وما بعد الحداثة" في قوله أن هابرماس يعتبر أكبر فلاسفة ألمانيا المعاصرين وأهم فيلسوف في أوروبا والغرب كله. صدرت حديثا عن المكتبة الشرقية ترجمة عربية لكتاب هابرماس "مستقبل الطبيعة الإنسانية نحو نسالة ليبرالية".. ولكن قراءة هذا الكتاب تتطلب الكثير من القراءات السابقة التي يمكن أن تضع القارئ في الخط الفكري الذي يسيره هابرماس وينحت فيه مصطلحاته ومناهجه في التفكير ورؤيته للأشياء. هابرماس هو أبرز أفراد الجيل الثاني لمدرسة فرانكفورت الشهيرة. ولذا فإن فهم هابرماس، برأيي، يلزم له فهم هذه المدرسة النقدية، وهذا ما دعا إلى أن نسبق قراءة كتاب هابرماس الجديد بقراءتين تعنى الأولى بمدرسة فرانكفورت من خلال ثلاثة كتب هي: "مدرسة فرانكفورت" لبول - لوران آسون. والثاني "مدرسة فرانكفورت" لتوم بوتومور . والثالث: "يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت" لحسن مصدق. أما القراءة الثانية فتقترب بنا أكثر من هابرماس من خلال ثلاثة كتب: الأول: "التفكير مع هابرماز ضد هابرماز" لكارل أوتو آبل. والثاني: "رهان الحداثة وما بعد الحداثة" لعصام عبدالله. والثالث "إشكالية التواصل في الفلسفة الغربية الحديثة" لعمر مهيبل. على أن تخصص القراءة الثالثة لقراءة كتاب هابرماس الحديث "مستقبل الطبيعة الإنسانية" موضوع الحفاوة.

"مدرسة فرانكفورت" نظرة تاريخية

بحسب بول - لوران آسون فإن مدرسة فرانكفورت هي التيار الذي تحقق في فرانكفورت - ألمانيا، عند إنشاء هذه المدرسة بقرار من وزارة التربية بتاريخ 3- فبراير - 1923بالاتفاق مع معهد الأبحاث الاجتماعية. قبل التكوين الرسمي للمعهد رأس كيرت جيرلاخ هذا التجمع الفكري، لكنه توفي قبل افتتاحه بقليل، فاختير لإدارته المؤرخ كارل جرونبرج ما بين عامي 1923- 1929، والذي كرّس توجهات بحوث المعهد نحو أطروحات الماركسية الأورثوذكسية، ونحو أنشطة الحركة العمالية الأوروبية وكان عضوا منخرطا في صفوفها. وفي يناير 1931، الحديث هنا لتوم بوتومور، خلف هوركهيمر ( 1895- 1973) جرونبرج ( 1861- 1940)، وانضم إليه معظم المفكرين المشهورين فيما بعد: فروم ( 1900- 1980)، ماركوزه ( 1898- 1979)، وأدورنو ( 1903- 1969).

في هذه المرحلة بلور المعهد، كما يرى حسن مصدق، برنامج بحث أصيل حيث لم يعد الاهتمام منصبا فقط على نقد الاقتصاد السياسي كأداة تحليل للمجتمع الرأسمالي كما كانت ترى الماركسية، بل اعتمد مقاربات تركيبية تقوم على ربط الفلسفة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية. وهي بمثابة الانطلاقة الحقيقية التي أفرزت لاحقا ما عرف باسم النظرية النقدية. أخذ هؤلاء الرواد على عاتقهم متابعة المشروع النقدي الذي أرساه كانط في ثلاثيته (نقد العقل الخالص، نقد العقل العملي، نقد ملكة الحكم) وتحيين فلسفة التاريخ لدى هيجل بإجراء تعاون وطيد بين الفلسفة والعلوم التجريبية. فلم يقتصر دورهم فقط على الكشف عن دلالة المعرفة في العلوم الإنسانية، ولكنهم قاموا بإنتاج رؤية منسجمة ومتمايزة لتجليات النشاط الإنساني، خاصة لتركيباته الاجتماعية والتاريخية والثقافية بناء على الأبحاث الوضعية التي تتمترس وراء التجربة والملاحظة العلمية الدقيقة.

ومع استيلاء هتلر على الحكم في ألمانيا، أغلق المعهد وصودرت مكتبته، وغادر أعضاؤه، ومعظمهم من اليهود، عام 1933إلى بعض العواصم الأوروبية، وأنشأوا فرعا له في جنيف أطلقوا عليه (المؤسسة العالمية للبحث الاجتماعي)، وكوّنوا له إدارة جماعية، إضافة إلى فرعين آخرين في لندن وباريس. وبسبب التوسع النازي، اضطر هؤلاء المفكرون ثانية إلى مغادرة أوربا عام 1934، متوجهين إلى الولايات المتحدة، ونقلوا المعهد معهم إلى نيويورك باسم (المدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي)، ليستقر بعد ذلك في الحرم الجامعي لجامعة كولومبيا . ثم ما لبثوا أن انتقلوا عام 1941إلى لوس أنجلوس.

أثرت هجرة أعضاء المعهد إلى الولايات المتحدة في أعمالهم، ولذا فهم ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وغروب النظم الفاشية والنازية، بدأوا تحليلا جديا للمجتمع الرأسمالي، الذي رأوا نمط صعوده الجديد في الولايات المتحدة، خاصة مع تنامي (المعجزة الاقتصادية) التي كوّنت رأسمالية قوية، حالت دون فعالية الطبقة العاملة في تحقيق أهدافها، وهذا ما يفسر توجه بحوث المعهد هناك إلى قضايا عديدة في هذا المجتمع، كقضية السيطرة الشاملة، والقضاء على قيمة الفردية، والقهر التقني، وصناعة الثقافة.

حصار الغربة، الحديث مستمر هنا لتوم بوتومور، وعدم اندماج أعضاء المعهد مع البنى الاجتماعية الأمريكية واعتماد اليسار الجديد وحركة تحرير السود هناك لسياسات براجماتية محسوسة أكثر من اهتمامهم بالتنظير، تضافرت جميعها في ابتعادهم عن الممارسة، وانكفائهم في عزلة (الفخ) الأكاديمي، رغم انتقادهم لهذا السلوك، مما أدى بهم إلى الابتعاد عن فكرة الوحدة بين النظرية والممارسة، والتزامهم أكثر بالتجديد النظري، وهو ما رآه البعض سببا مهما في خصوبة أعمالهم النظرية. عموما عاد معهد البحوث الاجتماعية مرّة أخرى إلى موقعه الأصلي في مدينة فرانكفورت حيث عرف لأول مرة باسم (مدرسة فرانكفورت) تحديدا لتكوينه الجديد كمدرسة نقدية .

"مدرسة فرانكفورت" منطلقاتها الفكرية

ولدت مدرسة فرانكفورت في قلب العاصفة، دعونا هنا نحاول تصور الأوضاع في ألمانيا في العشرينات من القرن المنصرم وما تلاها مع امتداد عمر المدرسة. اندلاع الحرب العالمية الأولى، قيام الثورة البلشفية، إخفاق الثورة في ألمانيا، عدم نجاح الحركات الاشتراكية الراديكالية في أوروبا الغربية، ظهور الستالينية في الاتحاد السوفييتي، ظهور النظم الفاشية والنازية في إيطاليا وألمانيا، هيمنة النظم الرأسمالية وتعزيز سيطرتها الاقتصادية والأيديولوجية خصوصا بعد خروجها من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي مرّت بها في الثلاثينات.

كل هذه الأحداث المثيرة خلقت لدى أفراد المدرسة كما يعبر سعد هجرس (مترجم كتاب بوتومور) شهوة عارمة ورغبة في صوغ أساس لنظرية وممارسة أكثر قدرة وفاعلية على تفسير الظروف التاريخية المستجدة والتعامل معها، بواسطة ممارسة نمط من النقد السلبي، يتجاوز أفكار كانط التي ساهمت في تأسيس العقلانية الحديثة، وأفكار الماركسية الأرثوذكسية التي استبعدت الذات الإنسانية من حساباتها. من المفيد جدا إيراد ما يقوله ماكس هوركهيمر مدير معهد البحوث الاجتماعية الشهير ب "مدرسة فرانكفورت" يقول: "يحركني الوعي أن فكرة الحرية الفردية التي قضت عليها النازية قد تم إحياؤها في قلوب كثير من الناس لمجرد أن المدرسة موجودة. وإذا كانت الستالينية قد تقلدت اليوم دور النازية فإنه في حالة انتصارها في أوروبا، ليس هناك مجال لأدنى شك أنها ستهدم كل ما بنيناه، وكل ما يمكن أن نتمناه هو أن ننفذ بجلدنا من جلادي التوتاليتارية الروسية كما تمكنا من الانفلات من أيدي النازية. لكن ربما ما زال هناك متسع من الوقت حتى نعلّم الشباب من الطلاب معنى الإنسانية كما تعلمناها نحن ".

وإن كانت الممارسة النقدية هي سمة وخاصية هذه المدرسة التي لم تتخل عنها إلا أنه من المضلل ربما إجمال كل هذه التجربة بتنقلاتها المكانية والفكرية و تبدل روادها وأجيالها في خطوط مشتركة، ولذا يذهب توم بوتومور إلى أنه يمكن التمييز في الواقع بين مراحل أربع واضحة المعالم في تاريخ "المعهد" و "مدرسة فرانكفورت".المرحلة الأولى تقع بين عامي 1923- 1933الفترة التي كان يدير المعهد كارل جرينبرج المؤرخ الاقتصادي والاجتماعي وثيق الصلة بوجهة نظر الماركسيين النمساويين. جزء هام من عمل المعهد كان يحمل السمة الأمبيريقية بقوة ولم يكن المعهد يستوحي أثناءها مفهوما معينا للفكر الماركسي كما تجسد بعد ذلك في النظرية النقدية.

المرحلة الثانية، هي مرحلة المنفى في أمريكا الشمالية ما بين عامي 1933- 1950والتي ترسخت فيها بشكل حاسم الأفكار المميزة للنظرية النقدية الهيجلية الجديدة، بوصفها المبدأ الموجه لنشاطات المعهد. وكان هذا التوجه الجديد للأفكار والاهتمامات البحثية قد بدأ بالفعل قبل ذلك ببضع سنوات، خاصة تحت تأثير تعيين هوركايمر مديرا للمعهد في يوليو عام 1930وقد لاحظ جاي، استنادا إلى خطاب تنصيب هوركايمر وعنوانه "الوضع الراهن للفلسفة الاجتماعية والواجبات المنوطة بمعهد البحوث الاجتماعية" عام 1931أن: "الاختلافات بين منهجه ومنهج سلفه كانت واضحة منذ الوهلة الأولى . فقد جاءت الفلسفة الآن، أكثر من التاريخ والاقتصاد، لتحتل المكانة الأرفع شأنا في عمل المعهد. تعزز هذا الاتجاه، كما يؤرخ توم بوتومور، عندما انضم إلى عضوية المعهد كل من ماركيوز عام 1932وأدورنو عام 1938، في أعقاب ارتباط فضفاض وأقل تحديدا منذ عام 1931، وفي الوقت نفسه أبدى المعهد اهتماما اكبر بالتحليل النفسي، ليظل بعد ذلك مبدءا سائدا في أعماله اللاحقة.

وفي المنفى، بدأ الأعضاء البارزين به، وبتوجيه من هوركايمر، في تمحيص آراؤهم النظرية بطريقة أكثر منهجية، لتشكل بالتدريج معالم مدرسة فكرية متميزة.

المرحلة الثالثة هي المرحلة التي تلت 1956وانتشر تأثير المدرسة فيها في معظم أنحاء أوروبا، مع ظهور اليسار الجديد، كما امتد أثر المدرسة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث ظل بها عديد من أعضاء المعهد، وبخاصة ماركيوز. هذه المرحلة هي مرحلة الذروة في التأثير الفكري والسياسي، خصوصا في أواخر الستينات، مع النمو المتسارع لحركة الطلبة الراديكالية، في هذه الفترة ظهر ماركيوز أكثر من غيره بوصفه الممثل البارز لشكل جديد من الفكر النقدي الماركسي.

أما المرحلة الرابعة، مع بداية السبعينيات، انحسر تأثير مدرسة فرانكفورت ببطء، خصوصا بعد موت أدورنو 1969وهوركايمر 1973حتى أنها كفّت أن تتواجد كمدرسة وحادت في سنواتها الأخيرة بعيدا عن الماركسية التي وهبتها الحياة في الأصل. كذلك أخذ تناولها الإجمالي للنظرية الاجتماعية في الابتعاد بشكل متزايد عن الأشكال الجديدة أو المتجددة من الفكر الماركسي. ومع ذلك شقت بعض المفاهيم الرئيسية لهذه المدرسة طريقها إلى مؤلفات الكثيرين من المشتغلين بعلم الاجتماع، سواء من الماركسيين أو غيرهم، كما أنها تطورت بطريقة مبدعة على يد هابرماس، فيما يتصل بنقد متجدد لشروط إمكانية المعرفة الاجتماعية، وفي إعادة تقويم نظرية ماركس من التاريخ والرأسمالية الحديثة.

اشتهرت مدرسة فرانكفورت بقضايا فكرية عديدة سأحاول هنا إبراز عدد منها استكمالا لمحاولة فهم منطلقات المدرسة الفكرية:

نقد النزعة الوضعية الحديثة والتجريبية:

من المعلوم أن بدايات القرن العشرين شهدت أوج رواج الفلسفة الوضعية المنطقية والفلسفة التجريبية التي شنت حملات عنيفة على التأمل الفلسفي و النظريات الفكرية المجردة ورأت أن المنطق العلمي والتجريبي يجب أن يكون المرجع الوحيد للنظريات والتفكير الصحيح. إلا أن الجيل الأول لمدرسة فرانكفورت قد وجه انتقاداته الحادة إلى النزعة العلمية المفرطة وأنساقها التي تحولت إلى أيديولوجيات تستند إلى يقين معرفي ومعتقدات إيمانية. فكلها في نظرهم قد غدت أنظمة معرفية مغلقة تعتمد أشكالا تنظيمية جد مقننة للحياة الاجتماعية، وحمّالة قيم وسلوكيات تنافح وتدافع عنها، من خلال إسقاط آليات فهم الظواهر الطبيعية على الظواهر الاجتماعية. بمعنى أنها أصبحت أيديولوجيات شمولية تنظم علاقة الإنسان بالإنسان والإنسان بالأشياء، مما حدا برواد مدرسة فرانكفورت إلى رصد تحول العقلانية الغربية إلى أيديولوجيات شمولية، ومن أسباب انتقادهم علانية العقلانية كأيديولوجيا ومحاولة الكشف عن مكامن التسلط فيها ومحاربة نزعتها الوثوقية.

نقد الماركسية الكلاسيكية والدوغمائية الستالينية:

يقسم ماركس أشكال الوعي الاجتماعي إلى مستويين: 1- أشكال الوعي الأيديولوجي. 2- أشكال الوعي "الموضوعي": (العلوم، والفلسفة التي تقدم نظرية موضوعية كما هو شأن الماركسية مثلا في تقويتها للتحليل الاقتصادي والتاريخي وإعلائها من قيمتها ...). والمشكلة التي تراها النظرية النقدية تكمن في تأكيد ماركس وبشدة أنه ليس هناك من معرفة دون مصلحة، فأي معرفة سواء كانت أيديولوجية أو علمية، مشروطة أولا وأخيرا بمصلحة تدافع عنها ومن أجل قيم معينة ومحددة. غير أن ماركس في نظريته عن المصلحة لا يشير في الغالب إلا إلى مصالح اجتماعية يراها خاصة، كالمصالح الطبقية (مصالح الربح، أو تملّك وسائل الإنتاج...) بوصفها شروطا ضرورية (أي من دونها لا يمكن أن يحصل أي تعبير وتمثيل) وفي الوقت نفسه بوصفها شروطا محددة (لأنه من خلالها يتم تحديد الأفكار والنظريات). وبالتالي فإن فرضية المصالح الاجتماعية لا تسعفنا في فهم إمكانية الانتقال من الوعي الأيديولوجي إلى الوعي العلمي الموضوعي. علاوة على أن العلم كما الفلسفة يشتركان في القول بأن هناك ثمة مصالح كونية، منها الحقيقة التي تشكل معيارا مقبولا بالنسبة للفرد أيا كانت طبقته. وهذا الدحض يشمل ماركس وإنجلز المنتميات للطبقة البرجوازية ولكن كل طرحهم موجه لمصلحة طبقة غير طبقتهم وهو ما يسمح بالقول أن المعرفة لا يمكن أن توضع دائما من اجل مصلحة. فإذا اعتبرنا نظريتهم "موضوعية" فهي حجة بأن الوعي لا يتحدد دائما بالمصلحة الطبقية التي ننتمي إليها.

نقد الأيديولوجيا:

إذا كانت الأيديولوجيا توصف بأنها الوعي الزائف إلا أنه لا يمكن القبض عليها بسهولة، ولذا، يقول أدورنو، إن تأمل النظام الستاليني يظهر أن الأيديولوجيا كانت "وسيلة للاضطهاد"، أما في الغرب فلم يعد لها من وجه واضح القسمات لنتعرف عليها، بل أصبحت تجيد لف الحبل على الغارب وأكثر قدرة على التخفي والذوبان ومن دون أي علاقة مع الحقيقية. الأيديولوجيات العلموية تعلن أن ليس هناك ما هو أحسن مما هو كائن، ولا داعي للبحث عما ينبغي أن يكون، فالواقع ما هو كائن. هذه الثقافة دعاية ليست إلا، وما تلبث، كما يرى أدورنو، أن تتحول رويدا إلى إرهاب عندما تعمل على إقرار الوضع القائم كأمر لا مناص أو بديل عنه. وخلافا لذلك تعتمد النظرية النقدية إلى عدم إغفال تحليل الواقع التاريخي لارتباطها به أشد الارتباط حتى يتسنى لها ربط النظرية بالممارسة، فإذا كانت الممارسة تؤثر في التمثلات، فالنظرية تؤثر أيضا في الإدراك. وعلى الرغم أنها تبحث باستمرار عن سبل تجاوز المجتمع، فيجب عليها أن تتحاشى السقوط في فخ أن تصبح أيديولوجيا بدورها أو أن تتحول إلى صيغة جاهزة للاستعمال.

مدرسة فرانكفورت: أعلام ومؤلفات:

نذكر هنا ابرز علماء المدرسة مع أبرز مؤلفاتهم. 1- ماكس هوركايمر ( 1895- 1973) من أبرز أعماله "النظرية التقليدية والنظرية النقدية"، "جدلية التنوير" مع أدورنو 2- تيودور أدورنو ( 1903- 1970) من أعماله: تعالي الغيري والنيوماني في ظاهرية هوسرل "، "كيركجارد وبناء الجمالية"، "الشخصية الاستبدادية" مع آخرين، "الجدل السلبي ". 3- هربرت ماركيوز ( 1898- 1979) أبرز مؤلفاته: "العقل والثورة"، "الحب والحضارة"، "فلسفة النفي"، "الإنسان ذو البعد الواحد"، "نحو التحرر"، "الثورة والثورة المضادة ". 4- فردريك بولوك ( 1894- 1970) من أعماله: "نظرية العملة عند ماركس"، "تجارب التخطيط في الاتحاد السوفييتي بين عامي 1917- 1927". أما هابرماس فسنصل إليه أكثر في الحلقة التالية.
http://www.alriyadh.com/2006/12/14/article208864.html

hano.jimi
2012-02-24, 20:07
اريد بحث النظريات النقدية ومدرسة فرانكفورت

مدة البحث اسبوع فقط

النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت
عدد مرات المشاهدة :1580 - 08/ 1/ 2009
حجم الخط:
مازن لطيف






يشدد الفيسلوف والمنظر الاجتماعي المعاصر يورغن هابرماس الذي يعمل في الاطار التقليدي للنظرية النقدية على أن الفعل الديمقراطي التواصلي لا يستطيع أن يحصل على مشروعية حقيقية قائمة على سلطة العقل إلا في إطار خطاب نقدي خال من الإلزامات والقيود السلطوية. فلا توجد أفكار معاصرة تشبه أفكار يورغن هابرماس من جانب بنائها المعماري وقدرتها على التعبير النقدي.. رصد فلاسفة وعلماء الاجتماع في مدرسة فرانكفورت مختلف الاعراض المرضية التي اصابت عصرنا كالتشيؤ والاغتراب والصنمية ، مما حداهم ان يقيموا نقداً حاداً ليوتوبيا التقدم التقني والنظريات التبشيرية بعالم الأحلام الموعود ، كما انتقدوا في حينه النزعة العلموية التي تتصور المعرفة كطبيعة موضوعية مجردة عن المصلحة .. في الكتاب الصادر حديثاً " النظرية النقدية التواصلية ـ يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت " عن المركز الثقافي العربي ، مساهمة في التعريف بفكر هابرماس وقد كتب المفكر برهان غليون مقدمة الكتاب حيث يرى ان هناك ثلاثة عناصر تبرر الاهتمام بفكر هابرماس والحماس للتعرف به في بيئتنا العربية المعاصرة الاول : هو الطابع التوجيهي الذي تتميز به فلسفة هابرماس وسعيه المستر إلى ربط النظرية بالممارسة .. والثاني : هو النظرية النقدية التي تبناها هابرماس وإعاد بناءها والعنصر الثاثل : هو مفهوم الفضاء العمومي ويشكل هذا المفهوم الذي هو من اختراع الفيلسوف الالماني كانت مفتاح الممارسة الديمقراطية في نظر هابرماس الذي عمم استخدامه منذ السبعينيات من القرن الماضي.. حاول حسن مصدق التعريف بمدرسة فرانكفورت وبناء نظرية اجتماعية نقدية ، ويذكر الكاتب انه اذا كان ماكس هوركهيمر ابرز مفكري الاربعينيات فإن مرحلة الخمسينيات والستينيات شهدت صعود تيودور ويزنغرود أدورنو (1903_1969) إلى الواجهة ، فحتى تلك الحقبة قام نقد المجتمع على اعتبار التاريخ سيرورة تقدم للعقل ستحقق في الاشتراكية، مادام أن واقع هذه الديناميكية التاريخية ارتبط بطبقة اجتماعية تجسد حلم البشرية في الانتعاق وتغيير النظام القائم.. سيقترح كتاب هوركهيمر وأدرنو «جدلية التنوير» وهو بمثابة نقطة تحول بارزة في حياة مدرسة فرانفكورت .. وبطيعة الحال فإذا كانت فلسفة كانط الاخلاقية تقول بأن شعور الانسان بواجبه صادر من اخلاقية فطرية وأن الاخلاق عامة وطلقة وكلية وعمومية ، فإن هابرماس (1929_. . . ) حاول ايجاد بديل بذلك . ويذكر حسن مصدق ان الذي يهمه عند هابرماس أحد أبرز رواد فلسفة التواصل النقدية أن معيارية القوانين لاتستند إلى وازع أخلاقي ، وانما يجب أن تكون عقلنة للإرادة الانسانية في عالم يلفها بالتعقيد والاحتمالية ـ غير المتوقعة ـ وسيطرة الأنساق ، وفقط بفضل العقلنة اللغوية في تعابيرنا وسيادة العقل النقدي يمكن ان نطمح الى الكونية على اساس تداولي وقابل للتعميم.. اراد هابرماس البحث عن حل عقلاني للتقنية التي اطبقت على العالم المعيش واستفردت به منجميع الجهات ، فهو يقر بأننا نعيش عصر الرأسمالية المتقدمة والقائمة على التقنية ، بل ان شرعيتها أصبحت مستمدة منها .. ويعتبر ماركس بنظر هابرماس أكبر داعية للتقنية ، لكن تجدر الاشارة إلى أنه إذا كان ماركس قد ناصر التقنية كوسيلة لتحرير الانسان من الامراض الفاتكة والاوبئة وجبروت الطبيعة.. الخ، فإنه أشار في مواطن متعددة إلى الأخطار التي تحدق بالطبيعة من جراء الاستغلال التقني الارعن لمواردها ، ويقول :» إن كل تقدم في فن الزراعة الرأسمالية ليس فقط تقدماً في نهب الارض ، فكل تقدم في زيادة خصوبة الارض لوقت محدود من الزمن هو تقدم في تخريب الموارد الدائمة لهذه الخصوبة «.. يفهم هابرماس العمل ك « نشاط عقلاني موجٌَه لهدف وغاية « وهو ينقسم بدوره إلى نوعين : فعل أداتي يخضع لقواعد تقانية واختيار عقلاني ينتظم وفقاً لستراتيجيات قائمة على معرفة تحليلية.. يشخص هابرماس الحداثة الاوروبية في ضوء ماكس فيبر بأنها عقلانية أداتية ، ولخصها تحت مفهوم العقلنة والعقلانية التي تجلت في ازدياد الحسابية والبحث عن الربح والسيطرة المنظمة على كل جوانب الحياة الانسانية على أساس قواعد قللت من الاعتماد على القيم التقليدية المتوارثة.. ويلاحظ حسن مصدق ان هابرماس قدم رؤية لفهم العالم المعاصر من خلال التعريف الجديد الذي يراه منشطراً إلى عالمين : الاول يخص العالم المعيش الذي تقوم بنياته على اللغة والتواصل ، والثاني يخص عالم الانساق الذي يخضع بالاساس للعقلنة الحسابية التي تتميز بالوظيفة والأداتية والفعالية . وهذه الفجوة تقسمه إلى شطرين:عالم الأنساق والعالم المعيشي فاللغة تلعب دور التواصل في العالم المعيشي ، والنسق مجال العقلنة الحسابية والأداتية المحيطة به . فاللغة كالأرض تشخيص لمأوى الوجود وعلى الرغم من أنها كانت دائما وسيطا رمزيا بامتياز لايمكنها التنسيق بين جميع الافعال الانسانية لذلك حلت محلها الانساق في العديد من مناحي الحياة.. ويرى هابرماس ان هذه الانساق تمتاز بديناميكية انغلاق على نفسها لكل منها عالمها الخاص : فالسلطة تحدد شروط ممارستها والنقود تحدد قسم العملة بطريقة محض ذاتية.. ويضيف هابرماس أن معيارية الانساق مغلقة وغالباً ماتستعمل رموزاً مزدوجة ومصطلحات تُحددُ بها من ينتمي إلى النسق ومن لاينتمي إليه . فنسقية القانون مثلاً تمر عبر رمز مزدوج : قانوني/ غير قانوني ( وماعدا ذلك فهو خارج عن النسق وغير معترف به).. لقد حاول حسن مصدق في كتابه استنتاج بعض الروابط ذات الصلة الوثيقة بأخلاقيات التواصل وعلم السياسة.. وركز على ان هابرماس يعبر عن نفسه بمقتضى مبدأ خطابي يقوم على البرهنة ولايضفي الشرعية على المعايير التي تثير قبول وتوفق جميع المعنيين بها .. فهابرماس يتصور اجراءات تكوين الإرادة العامة كشبكة من البراهين والحجج المتمايزة التي تتبارى فيما بينها حول الاخلاق والسياسة والاقتصاد.. غير انها تتضمن ايضا إجراءات منصفة للتفاوض حول تسوية ما ختم حسن مصدق كتابه المهم « يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت» ان دور فلسفة التواصل النقدي يكمن بوصفها الاندماج الحي بين التفكير الفلسفي وعلم الاجتماع في نقد الديمقراطية التمثيلية ومحاولة تحرير مجال الاتصال الانسانس من قبضة العقل الأداتي والتشيؤ والاغتراب والسلعية بالعودة إلى الحداثة ذاتها ، وقد تم إعادته من تحريره من الذاتية والنزعة العلموية .
http://www.adabfan.com/criticism/2662.html

hano.jimi
2012-02-24, 20:09
اريد بحث النظريات النقدية ومدرسة فرانكفورت

مدة البحث اسبوع فقط


كتبهاzezo ، في 22 تشرين الثاني 2010 الساعة: 14:21 م

جامعة طرابلس

قسم الدراسات العليا

الطالب/محمد سالم العكارى

تحت اشراف الدكتور/عبدالكريم العجمى









مدرسة فرانكفورت :



مدرسة فرانكفورت بكل تناقضاتها وأشكالياتها المعروفة هي واحدة من المعالم المهمة التي تشكلت في الفكر الأوربي بإرثه العظيم . حيث نشأت في داخل الفكر الفلسفي وتطورت نظريتها النقدية التي استندت على الإرث الماركسي وعلى دراسة واستيعاب النظرية النقدية للتراث الفلسفي الأوربي ومحتواه النظري ويستند الرعيل الأول لهذه المدرسة (هوركهايمر وتيودور أدورنو وفالتر بنيامين وهر برت ماركوز وأريك فروم ) على الفكر النقدي للماركسية وكذلك استفادت وحاورت الكانتية والوجودية والبنيوية بكل تياراتها المعاصرة وقد أعادت قراءة الماركسية وفكرها النقدي وقدرتها المنهجية على التحليل بعيدا عن البرجماتية والممارسات الضيقة ، وتعتبر مدرسة فرانكفورت الوريث للتقاليد العظيمة للفلسفة الكلاسيكية الألمانية ونقدا صارما للثقافة البورجوازية ويعتبر الجيل المؤسس لهذه المدرسة المتميزة بأطروحاتها الجريئة منذ أن اتخذت من الماركسية وجدية أطروحاتها في نقد البني البورجوازية والجيل المؤسس من أمثال (ماكس هركهايمر وتيودور أدورنو وفريدريك بولوك وهر برت ماركوز وأريك فروم ولوفيتال وفالتر بنيامين ) بينما واصل الجيل الثاني ( الفريد شمت وكلاوس أوفي ويورجن هابر ماس وأول برخت فيلمر )وكلا الجيلين تأثروا بالماركسية حيث أتجه بها ماركوز إلى ناحية الطوبائية بينما أشتغل كل من أدرنو وهابر ماس على الجدلية السلبية بينما تأثر أريك فروم وجاك لاكان بنظرية فرويد في التحليل النفسي.
وكانت بداية المشروع العلمي لمدرسة فرانكفورت مع نشأة معهد البحوث الاجتماعية الذي مارس نشاطه في عام 1923 وشهد صعود اليسار الألماني وانتكاساته وكانت في ألمانيا آنذاك تجارب جديدة تتوازى مع مشروع مدرسة فرانكفورت حيث قام أصحاب المذهب المثالي بتأسيس( معهد النقد ) الذي أسسه فردريك شلنج ويوهان فختة وكذلك تجمع الهيجليين الشباب و(جمعية برلين للفلسفة العلمية )وكان من أعضاءها هانز رايشنباخ وكارل همبل وكذلك حركة فينا المركز التنظيمي والأيديولوجي للوضعية المنطقية وكذلك ظهرت الحلقات الراديكالية الماركسية التي ظهرت بعد أخفاق الثورة الألمانية وأبرز هذه الحلقات ( أسبوع الإعمال الماركسية )التي نظمها فليكس فايل صيف 1922 بمدينة تيرنج وشارك فيها كارل كورش وجورج لوكاش وريتشارد سورج ويولوك وكارل فيتوفجل وغيرهم ومن ثم تم أنشاء معهد البحوث الاجتماعية بجامعة جوته في مدينة فرانكفورت حيث ترأسه كيرت جيرلاخ ثم توفي وترأسه بعده المؤرخ كارل جرونبرج عام 1929 وفي يناير 1931 خلفه هوركهايمر والذي أنفتح المعهد في عهده على الفرويدية والظاهراتية ، وبعد استيلاء هتلر على الحكم في ألمانيا أغلق المعهد وصودرت مكتبته ، حيث هاجر أغلب أعضاءه إلى أمريكا ليعود بعدها عام 1951 إلى فرانكفورت مرة أخرى حيث عرف لأول مرة باسم ( مدرسة فرانكفورت )وقد توالت أطروحات مدرسة فرانكفورت عبر أربعة مراحل مهمة متميزة تمثلت عام 1930 في فترة تولي جرونبرج أدارة معهد الدراسات الاجتماعية حيث أتسمت بطابع ماركسي ثوري وتمثلت الثانية مع هوركهايمر في نقد الماركسية الارثودكسية وتمثلت الثالثة عند خروج المعهد إلى المهجر والرابعة تمثلت عند عودة المدرسة إلى موطنها في فرانكفورت حيث تجلى تأثيرها الواضح على حركات الشباب في أوربا والحركات الراديكالية التي اتخذت من الماركسية نظرية تهتدي بها مبتعدة عن الماركسية الارثودكسية ومنظريها الذين حاولوا أن يجعلوا من تلك النظرية الحيوية مجرد مفاهيم ثبوتية غير قابلة للجدل وإفراغها من البعد الثوري الذي حاول مؤسسيها ومن أكملوا المشوار بعدهم جعل تلك الأفكار بديل لحالات الاستغلال والبؤس والاغتراب والتي تسلب الإنسان إنسانيته وتجعله مجرد آلة في دولاب الرأسمالية الكبير ، وفي نهاية السبعينات وهي المرحلة الأخيرة من المرحلة الرابعة حيث انتهى تأثير مدرسة فرانكفورت حيث مات تيودور أدرنو عام 1969 ومات كذلك هوركهايمر عام 1973 لتنتهي تلك الفترة من فترات نشاط تلك المدرسة وكذلك انتهى تأثير الماركسية عليها والتي وهبتها الحياة محاولة في مراحلها الأخيرة الابتعاد عن تأثير الماركسية الستالينية والتي أعتبرها الكثيرين هي الماركسية في فترة أنجمادها وإفراغها من محتواها الإنساني .
واتخذت مدرسة فرانكفورت من ضمن أستراتيجاتها المهمة الهجوم على الميتافيزيقيا والمثالية ، وقد أصدر المعهد صحيفة متخصصة تمثل وجهة نظر معهد الدراسات الاجتماعية ومن ضمن المقالات المتميزة التي نشرت في الصحيفة مقالة لهوركهايمر بعنوان (الماركسية وعلم النفس ) ومقالة لاريك فروم( الماركسية والتحليل النفسي ) ودعا فيها أريك فروم إلى علم ماركسي نفسي يمكن المزاوجة فيه بين الماركسية والفرويدية وهذه المقالة هي نواة لكتابه المهم ( الخوف من الحرية ) وقد قام أعضاء تلك المدرسة بدراسات جماعية منها حول دور الطبقة العاملة في أوربا ومنها أيضا دراسات حول الجدل الهيجيلي وكذلك دراسة جماعية حول الشخصية الفردية وكذلك دراسة حول الشخصية الاستبدادية وقد ساهم في تك الدراسات المشتركة كل من( أريك فروم وأدرنو وهوركهايمر وهربرت ماركوز) ، وكذلك هناك دراسات متميزة عن معاداة السامية قام بها مجموعة من أعضاء مدرسة فرانكفورت وكانت هذه الدراسات تحت عنوان (دراسات في التحيز )، وبعد عودة مدرسة فرانكفورت إلى موطنها الأصلي وتوضح معالمها كمدرسة متميزة وأزداد تخصصها الفلسفي واهتمامها بالنظرية النقدية وتبدى تأثير أدورنو وهوركهايمر بشكل واضح وخلال الخمسينات والستينات أصبح المنهج الفلسفي واضح في دراسات أعضاء تلك المدرسة المتميزة بدراسة أعضاءها ومن بين الكتب المهمة التي ظهر تأثير الفلسفة واضح على منهجها كتاب ( العقل والثورة ) لهربرت ماركوز وكذلك كتاب ( المذهب الامبيريقي المنطقي ) الذي حاول فيه نقد طروحات الوضعية المنطقية ومقالاتها في دور العلم والمنهج الشامل ، وكذلك كتاب ( العلم الموحد )وهو من ضمن مشروع حلقة فينا والذي شاركت في تأليفه مجموعة من أعضاء تلك الحلقة المهمة ، وقامت المدرسة بدراسات مهمة عن علاقة النظرية النقدية والنظرية التقليدية وكذلك عن الدور الاجتماعي للعلم ، وقد ظهرت فلسفات للعلم تجلى فيها الوعي الزائف وخصوصا لدى مفكري مدرسة فاربورج واتجاهها الكانطي الجديد ، وكذلك التناقض بين الفعل العملي والنظري وبين المعرفة والغاية، وفي مناقشة دور البروليتاريا في العصر الحديث وهذا هو جوهر الخلاف بين جورج لوكاش الذي ميز بين الوعي الطبقي والامبيريقي للبروليتاريا الذي يكون زائفا وبين الوعي الطبقي الصحيح في كتابه ( التاريخ والوعي الطبقي ) وكان هذا خلاف بين لوكاش وهوركهايمر عن دور البروليتاريا الاجتماعي وعلاقة الفكر بالطبقة ودور الحزب البروليتاري في عملية التغيير الطبقي وأنهاء حالات البؤس والاغتراب ، وكان جميع مفكري مدرسة فرانكفورت بعيدين عن الحياة السياسية بأستثناء هربرت ماركوز الذي ناصر الحركات الطلابية في نهاية الستينات وأعتبرها بارقة أمل في الحياة الثورية وهي أي تلك الحركات الثورية الطلابية بديل للحركات العمالية التي أنتهى دورها الثوري وخصوصا عند الكثيرين من المفكرين الذين أعتبروا الطبقة العاملة جزء من الطبقة البورجوازية بعد أطلاق مقولة (تبرجز الطبقة العاملة) وعلى الرغم من أن الحركات الطلابية قد أعتبرت مدرسة فرانكفورت ودراساتها المتميزة من مصادر التأثير المهمة لتلك الحركات الا أن معظم أعضاءها كان مبتعدا عن الحياة السياسية وخصوصا أدورنو وهوركهايمر الذين أبتعدوا عن الحركات الطلابية في نهاية الستينات وكأنهم كانوا ينظرون من أبراجهم العاجية ويحلقون فوق النزاعات والمشاكل الاجتماعية غير مبالين بها ، وفي كتاب( الإنسان ذو البعد الواحد) يحاول ماركيوز أن يوضح دور الطبقات في المجتمع وكيف أن البورجوازية والبروليتاريا وصراع الطبقات بينهما والذي درسه ماركس في كتابه الراسمال لم تعد قسمات هامة في بنية المجتمعات الرأسمالية ذات النزعات الاستهلاكية ، وحاول الكثير من مفكري مدرسة فرانكفورت دراسة ملامح المجتمعات الغربية وكأنها دخلت في طور الرأسمالية المتأخر وقد قارن الكثير من الباحثين بين دراسات مدرسة فرانكفورت ودراسات ماكس فيبر وأوجه التشابه بينهما تتجلى في نقطتين رئيسيتين ، النقطة الأولى تتجلى في أحلال مفهوم المجتمع الصناعي بدل المجتمع الرأسمالي والنقطة الثانية من التشابه تتجلى في النزعة التشاؤمية الكئيبة من تفسيراتهما للمجتمع الرأسمالي فالكثير كان يصف فيبر بأنه ليبرالي يائس ، في حين يوصف مفكري فرانكفورت بأنهم ( راديكاليون يائسون ) باعتبارهم حاولوا أن يعكسوا صورة جديدة للمجتمع الصناعي وكان خير تحليل لحالة النفور الاجتماعي من العقلنة والتقنييات المغلقة هو كتاب ( الانسان ذو البعد الواحد ) لهربرت ماركوز والذي حاول أن يدرس فيه حالة العقلانية العلمية التقنية في المجتمعات الصناعية وانتهاء دور الوعي الطبقي وصراع الطبقات في تلك المجتمعات وكأن هناك قوة لا شخصانية تتحكم بالمجتمع ذو النزعات الجديدة ، وتركزت كذلك دراسات مفكري مدرسة فرانكفورت حول(مصير الفرد في المجتمع الراهن )وكذلك قيمة الفردية في المجتمع الرأسمالي وكذلك النظرة اليائسة لموقف الفرد في المجتمع الحديث وكذلك حاول هربرت ماركوز في كتابه ( الحب والحضارة ) والذي حاول فيه دراسة المفهوم الفلسفي للفرويدية وكيف أن الطبيعة البشرية تجاهد للوصول إلى هدف السعادة عن طريق التحرر الجنسي والإشباع ورفض مفهوم الكبت وأهميته من أجل خلق حضارة أي أخضاع مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع والذي درسه فرويد دراسة وافية في كتابه ( ما فوق مبدأ اللذة ) . وفي نهاية الستينات وبعد وفاة كل من هوركهايمر وأدورنو وأنتهاء الحركات الطلابية اقتربت تلك المدرسة من نهاياتها وبقيت أفكارها الرئيسية واضحة في الدراسات النقدية المهمة وواصل الكثير من المفكرين ممن تأثروا بأفكار مدرسة فرانكفورت وبجهود فردية بدراسات فلسفية وفكرية متميزة ويقف على رأس هؤلاء المفكرين ( يورغن هابرماس ) بالإضافة إلى ( البرخت فيلمر والفريد سمث وكلاوس أوفي) وكذلك واصل بعض المفكرين ممن تأثروا بأفكار أدورنو دراساتهم من وحي ذلك التأثير ومنهم هنريش غروسمان وخصوصا في دراسته عن التراكم والتفكك الرأسمالي الذي نشر دراسته عام 1929 في المجلد الأول من مطبوعات المعهد .
وكذلك دراسات فرانز نيومان الاقتصادية ، وفريدريك بولوك ودراساته عن التخطيط السوفيتي والتسسيير الذاتي ، ويعتبر هابرماس أخر المفكرين الذين ساروا على نهج المدرسة وممن تأثروا بالفكر النقدي لها ، وللتراث النقدي للمدرسة معالم واضحة في الفكر الفل

http://alakkare.maktoobblog.com/7/%D8%A3%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/

hano.jimi
2012-02-24, 20:10
اريد بحث النظريات النقدية ومدرسة فرانكفورت

مدة البحث اسبوع فقط

خاص لمركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية



نظرة عامة: المترجم
يرى البعض أن معظم التيارات النقدية "الراديكالية" سعت لتحديد كل من الإطار العام للماركسية التقليدية أو المحدثة، حيث لم تعد تلاءم الأفكار الماركسية التقليدية معالجة قضايا ومشكلات العصر الحديث، ولاسيما بعد مضي قرن من الزمان على أفكار مؤسس هذه النظرية كارل ماركس .فبعد هيمنة البنائية الوظيفية على حركة علم الاجتماع Sociology عموما - والتي انطلقت من رؤى وتصورات النظرية الوضعية والتي تميل إلى اعتبار علم الاجتماع أداة للمحافظة على النظام القائم، كما يقول أوجست كونت: " انك تدرس كي تضبط"، فهذه المدرسة تستخدم مفهوم البناء Structure والوظيفة Function في فهم المجتمع وتحليله من خلال مقارنته وتشبيهه بالكائن العضوي- جاء الفكر المناهض لهذه الوضعية مبكراً على يد كارل ماركس الذي أكد على مفهوم الطبقة الاجتماعية كمفهوم أساسيّ ومقولة تحليلية، ورأى أن حركة المجتمع يحكمها قانون الصّراع والتناقضاتContradictions ورأى في التغيير الاجتماعي social change حتمية تاريخية " لقد درس الناس العالم على أنحاء عدّة غير أن المهم هو تغييره". إذن نحن أمام صراع وتجاذب بين أيدلوجيتين ideology مازالت تدور رحى هذا الصّراع بينهما في أنحاء عدّة من دول العالم، أولاها الرأسمالية الصناعية capitalism وفي مقابلها الاشتراكية socialism .

لكن الماركسية التقليدية Marxist - كما أشرنا آنفا- لم تعد موائمة لأوضاع القرن العشرين ومن أجل ذلك ظهرت الاتجاهات الراديكالية- ممثلة في روّاد مدرسة فرانكفورت Frankfurt school في ألمانيا- نتيجة للظروف السياسية والأيديولوجية والفكرية والثقافية وظروف العصر المجتمعية عامة التي كانت موجودة خلال النصف الأول من القرن العشرين. فخلال فترة مابين الحربين العالمية الأولى والثانية، ظهرت مجموعة من الشبان الباحثين في ألمانيا متأثرة بأفكار ماركس، وكانت ولا تزال تعمل هذه الجماعة في معهد البحث الاجتماعي Institute of Research بمدينة فرانكفورت والتي سعت بصفة عامة لإعادة تقييم الفكر الماركسي، وحاولت أن تخرج من هذا الفكر بتصور جديد يتماشى مع التيارات الفكرية الأخرى التي ظهرت في العالم الغربي الرأسمالي.

ومن أهم روّاد هذه المدرسة ماركوز Marcuse وأد ورنوAdorno وهركهايمرHorkheimer وفروم Fromm بالإضافة إلى هابرماس Habermas الذي يعتبر الوريث الرئيسي المعاصر لتركة مدرسة فرانكفورت كما يعبر عن ذلك ايان كريب. يرى ماركوز أن الطبقة العاملة لم تعد قادرة على قيادة عملية التغيير- ما دام النظام قد اشترى ولاءها أو استوعبها في إطاره- فإن جماعات أخرى يمكن أن تكون الشرارة التي توقظ الآخرين كالمثقفين والطّلاب والأقليات وأقطار العالم الثالث. وهذا ما يفسّر شعبية ماركوز في الستينات فقد كانت حرب فيتنام وحركة الحقوق المدنية وثورة الطلاب كلها تثبت نظريته.

لكنه لم تنطلق الانتقادات العامة لمدرسة فرانكفورت إلى الماركسية فقط بقدر ما ركزت هذه المدرسة على دراسة ونقد الرأسمالية بصورة مكثفة، وهذا ما ظهر خاصة خلال فترة وجود روّاد هذه المدرسة وإقامتهم في المنفى بالولايات المتحدة منذ عام 1933. فلقد سعوا لدراسة الواقع الرأسمالي بصورة عملية وواقعية والتعرف عن قرب على مشكلات الرأسمالية التي حددها ماركس منذ أكثر من نصف قرن قبل وفاته عام1883، وكذلك محاولتهم التمييز والتعرف على جميع مكونات مشكلات المجتمع الرأسمالي و توجيه الكثير من الانتقادات الجديدة إلى هذا المجتمع. ولا سيما عند دراسة الظروف التكنولوجية والثقافية والاقتصادية والأخلاقية والتنموية إلى حدّ أن تصوّروا المجتمع الرأسمالي بأنه الطفل الغنيّ الذي لا يمكن أن يكبر. لكن أهم ما ركّزت عليه هذه المدرسة تحليلها لنسق العلاقات الاجتماعية ونوعية المؤسسات التربوية وعمليات التغير الثقافي وأنماط الحياة الاقتصادية والإنتاج الثقافي والاستهلاكي وأيضا دور النظام التربوي وعلاقته بالنظم الاجتماعية الأخرى.

لقد ركزت تصورات آراء هذه المدرسة على تحليل العملية الديمقراطية التي توجد في الولايات المتحدة بأنها ديمقراطية محدودة جدا هذا بالرغم من وضع هذا المجتمع واعتقاد أفراده وطبقاته الاجتماعية بأنهم يعيشون بالفعل في مجتمع ديمقراطي. ولقد ظهر هذا الاعتقاد نتيجة لدور المؤسسات التربوية والنظام التعليمي الذي كرّس أساسا لإنتاج نوع من الشخصية الفردية Type of personality التي تشعر بالسيطرة Domination أو التبعية أكثر من شعورها بأنها تتمتع بخاصية الاستقلالية أو المساواة.

ويحدد المنظّر الاجتماعي "علي ليلة" العلاقة والفروق الأساسية بين الماركسية التقليدية ومدرسة فرانكفورت في النقاط التالية:

الأولى : تتمثل في استناد مدرسة فرانكفورت إلى النظرية الماركسية، خاصّة في مقولاتها الفلسفية بحيث أغفلت المدرسة المقولات الاقتصادية للماركسية… .

الثانية : تنتقد الصفوة الفكرية للمدرسة النظام الرأسمالي وقد تكشف عن تناقضاته، غير إن ذلك لا يتم بهدف التعجيل بانهياره والقضاء عليه، كما تسعى الماركسية، ولكن بهدف إصلاحه لخلق المجتمع العظيم…. .

الثالثة: أنه من ناحية الأسبقية التاريخية، نجد أن مدرسة فرانكفورت هي أولى جماعات النقد الاجتماعي، حيث كان هدفها تطوير الفكر النقدي للماركسية في طابعه الإنساني، غير أنها تخلت عن هذه الإستراتيجية وتبنت إستراتيجية خاصة للنقد تستند إلى مقولات غير تلك التي تستند إليها الماركسية…. .

قدّمت مدرسة فرانكفورت مجموعة من المفاهيم تجمعت حولها ومن أهمها:

الهيمنة: المعنى الدّارج للهيمنة تعني لو أن أحداً هيمن عليّ فإنه قادر بشكل ما على جعلي أعمل ما يرغب هو أن أعمله، لكن ما يهمّ منظّري مدرسة فرانكفورت هو الكشف عن الطريقة التي يهيمن بها النسق (النظام الرأسمالي).

العقل الأداتي: يحمل مضمونين فهو أسلوب لرؤية العالم، وأسلوب لرؤية المعرفة النظرية. فرؤية العالم بوصفه أداة، تعني اعتبار عناصره أدوات نستطيع من خلالها تحقيق غاياتنا( مثال: الشجرة وسيلة لصنع الورق وليست جمالاً). وايضاً المعرفة يمكن أن ينظر إليها باعتبارها أداة ووسيلة لتحقيق غاية، كالفلسفة عندما تستخدم أداة لخدمة العلْم، فالعلم ينتج المعرفة والفلسفة تقوم بالمساعدة في حلّ المشكلات التي تعترض طريق العلم.

الثقافة: الثقافة ذات البعد الواحد - حسب مدرسة فرانكفورت- هي السّبل التي تتبعها المجتمعات والأفراد لوضع تصور عن العالم. ويتحدث ماكوز عن الطريقة التي تنتج بها صناعة الثقافة، بأنها اشباعاً لحاجات زائفة، فالحاجة الحقيقية هي التي تنبع من القوى المبدعة والعقلانية التي تجعل منا كائنات بشرية أو تعبر عنها.

ويمكن تلخيص المرتكزات الأساسية لمدرسة فرانكفورت والمتمثلة في القناعات التالية:

إنّ أفكار البشر هي نتاج للمجتمع الذي يعيشون فيه، وذلك لأن فكر البشر يتحدد اجتماعياً، وهنا نلاحظ خروجاً على المقولة الطبقية.

إنّ على المثقفين أن يتبنوا الحياد الموضوعي، إذ لا ينبغي أن يفصل المثقف الحقيقة عن متضمناتها القيمية، وعلى المثقفين أيضاً أن يقفوا موقفا نقدياً من المجتمع موضع الدراسة، وفي ذلك خروج على الفلسفة الوضعية واقتراب من الماركسية والمثالية النقدية.

إنّ على المثفين أن يقفوا، بالمثل، موقفا نقدياً فكرياً من فكرهم.

إاذا كانت الماركسية هي نظرية المجتمع الصناعي في مرحلة النشأة الاولى، فإن المجتمع الصناعي طرأت عليه تحولات عديدة فرضت ضرورة إعادة فحص كفاءة النظرية الماركسية في ضوء المتغيرات الجديدة.

إذا أردنا الوصول إلى فهم حقيقي، فإن ذلك ينبغي أن يتحقّق من خلال إدراك العلاقة المتبادلة بين البناء الاقتصادي للمجتمع، والنموّ النفسي للفرد والظواهر الثقافية السّائدة.

إذن تعتبر أفكار أعضاء مدرسة فرانكفورت "توليفة" تجمع بين بعض الأفكار الماركسية التقليدية وبين الأفكار المتكيفة مع تغيرات المجتمع الصناعي الجديد.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هناك نظرية نقدية عربية؟

في الحقيقة لا أستطيع الجزم في الإجابة على هذا السؤال. سوى القول بإسهامات بعض الباحثين العرب في إبراز مساهمات أعضاء هذه المدرسة وتقريبها للقارئ العربي. إنّنا قد درجنا منذ زمن على أن نستقبل معظم أفكارنا الحديثة إمّا من العالم الرأسمالي وإمّا من بقايا العالم الاشتراكي، فهناك يتم إنتاج الفكر الذي يضيف جديداً إلى بنية العلم والمعرفة المتراكمين بكثافة، وما على شعوبنا إلّا أن تمارس وظيفتها المعتادة في الوقوف عند حدّ استهلاك الفكر المنتج الآتي من هناك. وهذا يذكرني بمقولة ابن خلدون " المغلوب مولع بتقليد الغالب". لكنه يمكن القول على وجه العموم بأن حركة النقد بمفهومه العام قد نشطت بعد الخمسينات في ظل انتشار الثقافة التنويرية في الوطن العربي، وبات يتردد مصطلحات النقد ونقد النقد.. وقرأنا مشاريع نقدية لمجموعة من المثقفين العرب مثل الطيب تيزيني، ومحمد أركون، ومحمد عابد الجابري… وغيرهم، لكننا نحتاج إلى نظرية نقدية عربية، تصاغ في ظل شروط ثقافية تؤطر للمناخ العربي مع الاستفادة من الفكر الإنساني عموماً. إنّني اعترف أنّ هناك سهولة في طرح ما يجب علينا فعله لكن الصعوبة تكمن في بلورته مشروعاً وفي ظل إنتاجية مبدعة.

وإذ أقدم هذه الترجمة، أذكر أن من أوائل موضوعات البحث التي قدمتها في الجامعة هي مدرسة فرانكفورت. بيد أن ما كنت أقدمه- وحسب طبيعة البحث الأكاديمي- كان يتناول مدرسة فرانكفورت من زوايا معينة كمدرسة نقدية، أو كمساهماتهم في مجال علم اجتماع التربية… هذه الترجمة تحاول تقديم سيرة ذاتية معرفية متكاملة عن مدرسة فرانكفورت مستوعبة المراحل التي مرّت بها المدرسة، والتي تفاعلت مع التغيرات التي حدثت خلال القرن العشرين.

سيرة ذاتية:
مدرسة فرانكفورت،هي المدرسة النظرية النقدية الماركسية المحدثة، والبحث الاجتماعي، والفلسفة.ظهر التجمع في معهد البحث الاجتماعي (Institut für Sozialforschung) جامعة فرانكفورت في ألمانيا، عندما أصبح ماكس هوركهايمر Max Horkheimer مديراً للمعهد في 1930. مصطلح "مدرسة فرانكفورت" مصطلح غير رسمي يستخدم للتعبير عن المفكّرين الذين انتسبوا لمعهد البحث الاجتماعي أَو الذين تأثروا به. هو لَيس عنواناً لأي مؤسّسة، والمفكّرون الرئيسيون لمدرسة فرانكفورت لَمْ يستخدموا التعبير لوصْف أنفسهم.

تجمّعتْ مدرسة فرانكفورت من ماركسيين معارضين dissident Marxists، وجهوا الانتقاد الحادّ للرأسمالية capitalism،في الوقت نفسه اعتقدوا بأنّ البعض منْ أتباع ماركس جاؤوا كببغاوات يُضيّقون خيارات أفكار ماركس. تأثرت مدرسة فرانكفورت، خصوصاً، بفشل ثورات الطبقة العاملة في أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الأولى ، وبنموّ النازية في أمّة متقدّمة اقتصادياً وتقنياً (ألمانيا)، وافقوا على مهمّة اختيار أجزاءً من فكر ماركس، التي قد تخدم توضيح الأوضاع الاجتماعية التي لم يسبق لماركس نفسه أن رآها.

أما ماكس فيبرMax Weber فقد مارس تأثيرا رئيسياً على مدرسة فرانكفورت، كما تأثروا بأعمال سيجموند فرويد Sigmund Freud (كما في مؤلف هربرت ماركس "التحليل الماركسي الفرويدي" في العام 1954).

تأكيدهم على المكوّن "النقدي" للنظرية اشتق بشكل ملحوظ من محاولتهم التغلب على تحديدات الفلسفة الوضعية positivism، والمادية غير الناضجة materialism، والفينومينولوجيا phenomenology،عن طريق العودة إلى فلسفة كانت Kant النقدية وورثته في الفلسفة المثالية الألمانيةGerman idealism. التأثير الرئيسي كان أيضاً مما نشر في الثلاثينات من مخطوطات ماركس الفلسفية الاقتصادية والأيدلوجية .وماركوز Marcuse من أوائل من بينوا الأهمية النظرية لهذه النصوص.

النظرية النقدية:
النظرية النقدية، في علم الاجتماع والفلسفة، هي اختزال للنظرية النقدية للمجتمع. هي مورست من قبل أعضاء مدرسة فرانكفورت، وشبكتهم الثقافية والاجتماعية، وأولئك المتأثرين بواسطتهم بشكل ثقافي لتوصيف عملهم الخاص. إنّ عمل المدرسة موجه نحو التغيير الاجتماعي الراديكالي، والمغايرة ل "النظرية التقليدية"، وبمعنى آخر: للنظرية عند الوضعيين positivistic، ايضا النظرية النقدية استخدمت في الادب والنقد الأدبي والدراسات الثقافية.

المنظرون الاجتماعيون النقديون كانوا ماركسيين،هم جزئياً تأثروا بصوت أقل جدلية سياسية من "الماركسية". على الرغم من هذا كان هناك أسباب جوهريةَ أخرى لهذا الاختيار.

أولاً: كانوا يرتبطون بشكل واضح بالفلسفة النقدية لإمانويل كانت Immanuel Kant. في السياق الثقافي تحددت عن طريق الفلسفة الوضعية والاشتراكية العلمية الدوغماتية "scientific socialism، من ناحية أخرى النظرية النقدية قصدت الإصلاح، من خلال مداخلها النقدية الفلسفية الموجهة نحو الأفكار الثورية revolutionary، وذلك عندما بدأت في الهبوط.

ثانيا: ضمن سياق كل من الماركسية اللينينية Marxist-Leninist والديمقراطية الاجتماعية الارثوذكية Social-Democratic orthodoxy، أكّد أعضاء مدرسة فرانكفورت أن الماركسية نمط جديد من العلم الوضعي positive science، كانوا يرتبطون بالابستمولوجية الضمنية لأعمال كارل ماركس، التي قدّمتْ نفسها كنقد، كما في ماركس "رأس المال: نقد الاقتصاد السياسي ". أيضاً أَكّدوا بأنّ ماركس كان يحاول خلق نمط جديد من التحليل النقدي موجّه نحو وحدة النظرية والممارسة الثورية، بالأحرى نمط جديد من العلم الوضعي. النقد في هذا الحسّ الماركسي Marxian يعنى أخْذ أيديولوجية المجتمع (ومثال على ذلك: - "حرية الفرد " "freedom of the individual أَو" المساواة" equality تحت النظام الرأسمالي). ويناقشه بمقارنته بالحقيقة الاجتماعية للمجتمع (ومثال على ذلك:تبعية الفرد للتركيب الطبقي أَو التباين الاجتماعي الحقيقي تحت النظام الرأسمالي). هي أيضاً، خصوصاً في المراحل التالية لمدرسة فرانكفورت، عنيت بمناقشة الحقيقة الاجتماعية الحالية، من ناحية إمكانية الحرية والسعادة الإنسانية التي وجدت ضمن تلك الحقيقة نفسها (ومثال على ذلك: استخدام التقنيات لاستغلال الطبيعة، التي يمكن أن تستخدم لحماية الطبيعة conservation of nature).

( يقدّم النص المترجم أربعة أجيال أو أربع مراحل مرّت بمدرسة فرانكفورت والتي تدلّ على ديناميكية هذه المدرسة، حيث أن القانون الثابت الذي لايتغير عند هؤلاء هو "قانون التغيير"- المترجم).

المرحلة الأولى:
التأثيرات الثقافية والتأكيدات النظرية للجيل الأولِ لأعضاء مدرسة فرانكفورت يمكن أن تلخّص كالتالي:

المواقف التاريخية The historical situation: الانتقال من الرأسمالية ذات النطاق الضيق إلى الرأسمالية الإحتكارية والإمبريالية monopoly capitalism and imperialism؛ نموّ الحركة العمالية الاشتراكية socialist labor، التحوّلات الإصلاحية؛ ظهور دولة الرفاه/ الحروب warfare/welfare state؛ الثورة الروسية ونهوض الشيوعية؛ زمن التكنولوجيات الحديثة؛ ظهور الإعلام الجماهيري والثقافة الجماعية، الفنّ "الحديث"؛ نهوض النازية Naziism.

النظرية الويبيرية Weberian: التحليل التاريخي المقارن للعقلانية rationalism الغربية في الرأسمالية، الدولة الحديثة، العقلية العلمية العلمانية secular، الثقافة، والدين؛ تحليل أشكالِ الهيمنة domination عموماً والهيمنة البيروقراطية العقلانية القانونية الحديثة بشكل خاص؛ تفصيل الطريقة التفسيرية المميّزة للعلومِ الاجتماعية.

النظرية الفرويدية Freudian theory: نقد التركيب القمعيِ/ الكبتي ل"مبدأ الحقيقة" في الحضارة المتقدّمة والاضطراب العصبي neurosis الطبيعي للحياة العادية؛ إكتشاف العقل الباطن unconscious، التفكير عملية أساسية، تأثير عقدة أوديب Oedipus complex وقلق الحياة النفسية؛ تحليل القواعد النفسية للاستبدادية authoritarianism والسلوك الاجتماعي اللاعقلاني.

نقد الفلسفة الوضعية Critique of Positivism: نقد الفلسفة الوضعية كفلسفة، كمنهجية علمية، كأيديولوجية سياسية، من خلال العودة إلى هيجل Hegel؛ إعتماد العناصر النقدية في الفينومينولوجيا phenomenology ، التاريخانية historicism ، الوجودية existentialism، نقد التاريخ، الاتجاهات المثالية؛ نقد الفلسفة الوضعية والبراجماتية المنطقيّة positivism and pragmatism.

الحداثة الجمالية Aesthetic modernism: نقد الشكل والخبرة المجسَّدة عن طريق اختراق اللغة و أشكالها التقليدية ؛ إسقاط projection الأنماط البديلة للوجود والتجربة؛ تحرير العقل الباطن؛ الوعي الاستثنائي، الاتجاهات الحديثة؛ نقد صناعة الثقافةَ والثقافة "الوثوقية" affirmative؛ واليوتوبيا الجمالية aesthetic utopia.

النظرية الماركسية Marxian: نقد الأيديولوجية البرجوازية bourgeois؛ المادية التاريخية historical materialism؛ التأريخ كصراع طبقي class struggle واستغلال العمال في مختلف جوانب الإنتاج؛ التحليل المنظومي للرأسمالية كانتزاع العمل الفائض surplus labor من خلال العملِ الحر في السوق الحرّة؛ وحدة النظرية والممارسة؛ التحليل من أجل الثورة، الديمقراطية الاشتراكية socialist democracy، المجتمعات اللاطبقية.

نظرية الثقافة Culture theory: نقد الثقافة الجماعية كأداة قمعية،نقد الثقافة الغربية كثقافة هيمنة ؛ الخلاف الجدلي dialectic للأبعاد القمعية للثقافة الخاصّة؛إعادة تقييم transvaluation تعليم شيلير Schiller الجمالي.

تجمعتْ هذه التأثيرات لخلق النظرية النقدية للثقافة (في مرحلة الجيل الأول):مناهضة قوى اللاحرية ولا العقلانية في المجتمع الرأسمالي الصناعي المتقدم (الممثلة في الفاشية fascism)، النظرية النقدية الشاملة، الايديولوجيا النقدية، الانعكاس الذاتي التاريخي، توجيه النظرية بشكل آني لتوضيح ومكافحة الهيمنة والتهميش والمساعدة على تبني الإنسانية العقلانية، الديمقراطية، والمجتمع الاشتراكي. طوّر منظري النقدية نظرية متكاملة منْ بنى الهيمنة النفسية والثقافية والسياسية والاقتصادية للحضارة الصناعية المتقدّمة.

المنظرون الرئيسيون لهذه المرحلة: ماكس هوركهايمر Max Horkheimer ، ثيودور أدورنو Theodor W. Adorno، والتر بينجامين Walter Benjamin ، هربرت ماكوز Herbert Marcuse، ليو لوينتال Leo Lowental فريدريك بولّوك Friedrich Pollock، إريك فرومّ Erich Fromm.

الأعمال الرئيسية تَتضمّن:

هوركهايمر و أدورنو: جدل التنوير The Dialectic of Enlightenment،

هوركهايمر : النظرية النقدية Critical Theory.

أدورنو: الشخصية الاستبدادية The Authoritarian Personality، والنظرية الجمالية Aesthetic Theory ،ومقدمة في علم اجتماع الموسيقى Introduction to the Sociology of Music.

بنجامين: أطروحات فلسفة التاريخ Theses on the Philosophy of History.

ماركوز: العقل والثورة Reason and Revolution ، والماركسية السوفييتية Soviet Marxism ، ودراسات في الفلسفة النقدية Studies in Critical Philosophy،

لوينتال: الثقافة الشعبية Popular Culture ، المجتمع Society.

فرومّ: الهروب من الحرية Escape from Freedom.

الطبيعة الماركسية بنفسها شكّلتْ المرتكز الثاني للمعهد، وفي هذا السياق، مفهوم النظرية النقدية عبّر عن عدّة أهداف:

أولاً: التَغاير عن الأفكار التقليدية للنظرية، التي كانت بشكل كبير إما وضعية أَو علمية.

ثانيا: سمح المصطلح لهم الهروب من السمة المشحونة سياسياً "الماركسية."

ثالثا: ارتباطهم بشكل واضح ب"الفلسفة النقدية" لإمانويل كانت Kant.

في الستّينات، طور يورجن هابرماس Jurgen Habermas (الوريث المعاصر لمدرسة فرانكفورت) مناقشة ابستمولوجية epistemological إلى مستوى جديد، في كتابه "المعرفة والمصالح البشرية" "Knowledge and Human Interests" 1968 ، بتعريف المعرفة النقدية كمستندة على المبادئ التي ميّزتها عن العلوم الطبيعة أَوالعلوم الإنسانية، من خلال توجهاته للانعكاس الذاتي والتحرر self-reflection and emancipation.

بالرغم من تمييز هوركهايمر بين النظرية التقليدية والنظرية النقدية فهناك احساس أن مدرسة فرانكفورت ترجمت مقولة ماركس المأثورة: الفلاسفة فسروا العالم لكن الأهم هو تغييره. المعهد حاول إعادة صياغة الديالكتيك كطريقة متماسكة، بشكل مستمر، وعيا للجذور الاجتماعية الخاصة للتفكير والمجموعات الخاصة للقوى التي أَثّرت على إمكانية التحرير. وفقاً لذلك، رفضتْ النظرية النقدية الميتافيزيقا الماديةَ materialist ****physics للماركسية الأرثوذكسية. عند هوركهايمر وزملائه، تعني المادية توجه النظرية نحو الممارسة ونحو إنجاز الحاجات الإنسانية،هي لَيست بيانا غيبيا حول طبيعة الحقيقة.

المرحلة الثانية:
تركز المرحلة الثانية لنظرية مدرسة فرانكفورت النقدية، أساساً، على عملين الذي يصنّف مؤلفوها ككلاسيكيي فكر القرن العشرين: هوركهايمر وأدورنو في ديالكتيك او جدل التنوير(1944) وأدورنو ومينيما موراليا Minima Moralia في (1951).

كتب المؤلفون كلا العملين أثناء منفى المعهد في أمريكا في الفترة النازية. بينما يحتفى بمعظم تحليلات الماركسيين، هذه الأعمال النظرية النقدية غيرت تأكيدات الماركسيين. نقد الرأسمالية تحوّل إلى نقد للحضارة الغربية ككل. في الحقيقة، يستعمل جدل التنوير كبارادايم(النموذج الارشادي) لتحليلِ الوعي البرجوازي.

العديد من أعمال هوركهايمر وأدورنو سيطرت على الفكر الاجتماعي في السنوات الأخيرة: الهيمنة على الطبيعة تظهر كقضية مركزية للحضارة الغربية، الأيكولوجيا أصبح مصطلحا شائعا اليوم.

(في سياق هذه الأعمال يقدم أدورنو رؤيته للجدل بمحاذاة الحقيقة – المترجم): عندما يظهر بأن الحقيقة بنفسها أَصبحتْ أيديولوجيا، المساهمة الأعظم أن النظرية النقدية يمكن أَنْ تُصنع لتستكشف التناقضات الجدليةَ للتجربة الشخصية الفردية من ناحية، ولإبقاء حقيقة النظرية من ناحية أخرى. حتى الجدل يمكن أَنْ يصبح وسيلة للهيمنة: "حقيقته أَو غير حقيقته، لذا، لَيس متأصلَا في الطريقة نفسها، لكن في قصده في العملية التاريخية- الكلام لأدورنو." وهذا القصد يجب أَنْ يكون نحو الحرية والسعادة التكاملية: "الفلسفة الوحيدة التي يمكن أَنْ تزاول بمسؤولية في وجه اليأس، محاولة تأمل كلّ الأشياء كما هي تقدّم نفسها من وجهة نظر التحرير". يختم أدورنو: "لكن بجانب هذا المطلب ، سؤال الحقيقة أَو الوهم تحرير نفسه أمر بالغ الصعوبة.."

أدورنو موسيقار، كتب فلسفة الموسيقى الحديثة، التي فيها هو، جوهرياً، يجادل ضدّ الجمال نفسه — لأنه أَصبح جزء من أيديولوجيا المجتمع الرأسمالي المتقدّم و أنه يساهم في الهيمنة . يبقي الفنُّ والموسيقى طليعة الحقيقةَ عن طريق أسْر حقيقة المعاناة الإنسانية. وجهة النظر هذه للفنّ الحديث، بأنّها حقيقة منتجة من خلال إنكار الشكلِ الجمالي التقليدي والمعايير التقليدية للجمالِ لأنه أصبح أيديولوجيا، هي خاصية أدورنو ومدرسة فرانكفورت عموماً.

المرحلة الثالثة:
من هذه الأفكار بقي فقط خطوة قصيرة للمرحلة الثالثة لمدرسة فرانكفورت،والتي تَزامنت مع فترة ما بعد الحرب ، خصوصاً منْ أوائل الخمسينات إلى أواسط الستينات. مع نمو المجتمع الصناعي المتقدّم تحت أوضاع الحرب الباردة، اعترف النقديون بأنّ بناء الرأسمالية والتاريخ تغيّر بشكل حاسم، وبأنّ أنماط الظلم تظهر بشكل مختلف، وبأنّ الطبقة العاملة الصناعية لَن تبقى طويلا محتمة رفض الرأسمالية. هذا قاد للمحاولة لتجذير الجدل في طريقة متحررة من السّلبية، كما في عمل ماركوز " الإنسان ذو البعد الواحد" و"الجدل السلبي" لأدورنو. أثناء هذه الفترة.

معهد البحث الاجتماعي استقر ثانية في فرانكفورت- ألمانيا (بالرغم من أن العديد من أعضائه بقي في الولايات المتحدة)، أهمية المعهد في هذه المرحلة لَيس مجرّد استمرار بحوثه لكن بقيادته القوى نحو التعليم الاجتماعي ودمقرطة ألمانيا الغربية. هذا قاد إلى تنظيم مؤكد للمعهد كامَل تراكم البحث التجريبي مع التحليلِ النظريِ.

هذه التغيّرات ساعدت على تمهيد الطريق أمام المرحلة الرابعة، المرحلة الحالية لمدرسة فرانكفورت، المشكّلة عن طريق نظرية التواصل عند هابرماس Habermas ( نظرية التواصل، واحدة من أهم إضافات يورغن هابرماس، وتتعلّق بمباحث الفلسفية العملية: آليات الحوار والمناقشة والمحادثة والمساجلة والمناظرة، أي كل ما من شأنه فهم سلّم العلاقات المتدرجة التي تربط الأنا بالآخر- المترجم ).

المرحلة الرابعة:
يأخذ عمل هابرماس مدرسة فرانكفورت بمنطقية، الموضوع الإنساني، الإشتراكية الديمقراطية، والطريقة الجدلية. ويتغلب على مجموعة التناقضات التي دائما تضعف النظرية النقدية: التناقضات بين الطرق المادية والمثالية(غير المدركة)، بين النظرية الماركسية الاجتماعية والفرضيات الفردانية للعقلانية النقدية، بين عقلنة التقني والاجتماعي، بين الظواهر الثقافية والنفسية من ناحية والبناء الاقتصادي للمجتمع من ناحية أخرى.

مدرسة فرانكفورت تجنبت اتخاذ موقف من العلاقة الدقيقة بين الطرائق المادية والمثالية، التي أدّت إلى الغموض في كتاباتها وتشويشها على قرّائها. ابستمولوجية هابرماس ركبّت هاتين الطريقتين عن طريق عرض التحليل المثالي والفينومينولوجي،التي يمكن أن تتضمن النظرية المادية للتطور الاجتماعي، بينما النظرية المادية تصبح مفهوماً فقط كجزء من نظرية شبه مثالية للمعرفة التحررية التي هي الانعكاس الذاتي للتطور الثقافي. بشكل آني تصبح الطبيعة الامبيريقية والمثالية للمعرفة التحرّرية الحجر الأساس للنظرية النقدية.

في البناء الاجتماعي لاستعمال اللغة، يحرّك هابرماس مكان العقلانية من الموضوع المستقل ذاتياً إلى المواضيع التفاعلية interaction. العقلانية ملكية لَيستْ للأفراد بحدّ ذاتها، لكن بالأحرى لبنى التواصل communication غير المشوّهة. في هذه الفكرة هابرماس يتغلب على المحنة الغامضة للموضوع في النظرية النقدية. إذن يُضعف المجتمع التقني الرأسمالي الحكم الذاتي وعقلانية الموضوع، لَيس من خلال هيمنة الفرد بواسطة الأدوات apparatus لكن من خلال العقلانية التقنية technological rationality حيث ينتزع العقلانية الموصفة للتواصل.

وفي تخطيطه للأخلاق الصريحة كمرحلة أعلى في المنطق الداخلي لتطور الأنظمة الأخلاقية، يلمّح هابرماس لمصدر ممارسة سياسية جديدة التي تدمج أولويات العقلانية التطوّرية evolutionary rationality.(للرّجوع إلى أفكار هابرماس ممكن قراءة الكتاب المهم لايان كريب: النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس، عالم المعرفة،عدد244، العام 1999- المترجم ).

أثرت نظرية مدرسة فرانكفورت النقدية على بعض أجزاء الفكر اليساريِ (خصوصاً اليسار الجديد). هربرت ماركوز Herbert Marcuse كان من حين لآخر يوصف كعالم نظري أَو سلف ثقافي لليسار الجديد New Left. نقدهم التقنية، الكلي، الغائية و(من حين لآخر) الحضارة المؤثرة على البدائيانية primitivism. نقاشاتهم الثقافيِة مؤثرة بشدّة ،أيضاً،على الثقافة الشعبية ودراسات الثقافة الشعبية العلمية.

نقّاد مدرسة فرانكفورت:
ظهرت عدّة تيارات نقدت مدرسة فرانكفورت. يصرّح بعض النقّاد بأنّ المنظور الثقافي لمدرسة فرانكفورت نقد نخبوي، رومانسي للثقافة الجماعية مع مظهر ماركسي جديد مصطنع. النقد الآخر، موجه من اليسار، بأنّ النظرية النقدية شكلّت المثالية البرجوازية التي لَيس لها علاقة متأصّلة بالممارسة السياسية ومعزولة كلياً عن أيّة حركة ثورية مستمرة.

النقّاد البارزون لمدرسة فرانكفورت: هينرايك غروسمان Henryk Grossman،امبيرتو ايكو Umberto Eco، مايك جولدن Mike Godwin. و جورج لوكاس Georg Lukács.

المراجع:
Andrew Arato & Eike Gebhardt (eds.) "The Essential Frankfurt School Reader" (ISBN 0-8264-0194-5)

Seyla Benhabib "Critique، Norm، and Utopia: A Study of the Foundations of Critical Theory" (ISBN 0-231-06165-X)

Tom Bottomore. "The Frankfurt School and its Critics" (ISBN 0-415-28539-9)

Stephen Eric Bronner and Douglas MacKay Kellner (eds.) "Critical Theory and Society: A Reader" (ISBN 0-415-90041-7)

Richard A. Brosio. "The Frankfurt School: An Analysis of the Contradictictions and Crises of Liberal Capitalist Societies"

George Friedman. The Political Philosophy of the Frankfurt School، Ithaca & New York، Cornell University Press، 1981 ISBN 0-8014-1279-X.

David Held. "Introduction to Critical Theory: Horkheimer to Habermas" (ISBN 0-520-04175-5)

David Ingram and Julia Simon-Ingram. "Critical Theory: The Essential Readings" (ISBN 1-55778-353-5)

Martin Jay. The Dialectical Imagination: A History of the Frankfurt School and the Institute for Social Research 1923-1950، Berkeley، University of California Press، 1996 ISBN 0-520-20423-9.

Marxists Internet Archive. The Frankfort School and "Critical Theory." www.marxists.org

Neil McLaughlin - Origin Myths in the Social Sciences: Fromm، the Frankfurt School and the Emergence of Critical Theory [1]

Jeremy J. Shapiro. "The Critical Theory of Frankfurt"، in: Times Literary Supplement، No. 3، Oct. 4، 1974، 787. (Material from this publication has been used or adapted for the present article with permission).

Rudolf J. Siebert. "The Critical Theory of Religion: The Frankfurt School" (ISBN 0-8108-4140-1)

Rolf Wiggershaus. The Frankfurt School: Its History، Theories and Political Significance، Cambridge، Mass.، The MIT Press، 1995 ISBN 0-262-73113-4

ينشر بالتعاون مع فريق الترجمة في شبكة العلمانيين العرب www.3almani.org
http://www.dctcrs.org/s5390.htm

souad_02
2012-02-24, 20:30
السلام عليكم أريد بحث عن علاقة علم الاجتماع بالصحافة المكتوبة
و في الفلسفة أريد فلسفة الدين عند دفيد هيوم مع ذكر المراجع و أجرك عند الله أرجوك يا أختي في أقرب وقت ..........

hano.jimi
2012-02-24, 20:32
من فظلك احتاج إلى معلومات حول النثر الجزائري الحديث
وبارك الله فيكم وثبت أجركم
http://forum.stop55.com/331472.html

الفاكر
2012-02-24, 20:40
لكي كل الاحترام والتقدير تقبل الله عملك

hano.jimi
2012-02-25, 12:34
[D8%A3/[/url]

hano.jimi
2012-02-25, 13:43
ممكنهذه الكتب
1المستشرقون البريطانيون .تعريب محمد الدسوقي النويهي
2]- رودي بارت.الدراسات العربية والإسلامبة في الجامعات الألمانية( المستشرقون الألمان منذ تيودور نولدكه). ترجمة مصطفى ماهر
3. "الاستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين المعاصرين السيد محمد الشاهد
4. رؤية إسلامية للاستشراق أحمد عبد الحميد غراب

http://www.4shared.com/folder/en1MvAWJ/_online.html

http://faculty.ksu.edu.sa/20722/DocLib/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%AD%D9%8 8%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8% B1%D8%A7%D9%82/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D 9%82%20-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9.d oc

http://search.4shared.com/q/CCAD/1/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D 9%82

المتفائلة دوما
2012-02-25, 15:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي جزاك الله كل خير وبلغت صدقتك الجارية واسكن الله المرحوم بها فسيح جنانه وجازاك الفردوس ان شاء الله
من فضلك اخي انا لدي مذكرة حول *الحماية الزائدة واترها على الصحة النفسية للطفل * ادا وجدت دراسات سابقة او معلومات او مراجع اكون ممنونة لك
وتقبل مني فائق التقدير والاحترام

souma.tebessa
2012-02-25, 22:42
السلام عليكم انا طالبة في سنة ثانية تاريخ احتاج الى بحث حول :استقلال الجزائر عن الدولة العثمانية وارجو ان يكون مزود بقائمة المصادر والمراجع وارجو ان يكون متوفر ولو على مصدرين والباقي مراجع وشكرااااااااااا

laysa
2012-02-26, 14:18
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات.وشكرا

اسماعيل1988
2012-02-26, 19:28
ارجو المساعدة جزاك الله : بحث حول نشإت علم السكان وتطوره التاريخي

wissam99
2012-02-27, 10:41
اريد تعريف الاستفهام و اقسامه

hano.jimi
2012-02-27, 17:59
السلام عليكم انا طالبة في سنة ثانية تاريخ احتاج الى بحث حول :استقلال الجزائر عن الدولة العثمانية وارجو ان يكون مزود بقائمة المصادر والمراجع وارجو ان يكون متوفر ولو على مصدرين والباقي مراجع وشكرااااااااااا

http://www.4shared.com/file/H7SDkCUZ/_______.htm

hano.jimi
2012-02-27, 18:04
السلام عليكم انا طالبة في سنة ثانية تاريخ احتاج الى بحث حول :استقلال الجزائر عن الدولة العثمانية وارجو ان يكون مزود بقائمة المصادر والمراجع وارجو ان يكون متوفر ولو على مصدرين والباقي مراجع وشكرااااااااااا

الجزائر خلال الحكم العثماني.
المبحث الأول: مدينة الجزائر خلال الحكم العثماني.
كانت مدينة الجزائر أيام الاحتلال الروماني تعرف باسم "ايكسيوم" ثم خرجت أثناء هجمات الوندال وثورات البربر وأصبحت مقرا لقبيلة بربرية تدعى "بني مزغنة" وفي القرن العاشر ميلادي، الرابع هجري أسس بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي مدينة لقبها "بجزائر بني مزغنة".
وأخذ نمو الجزائر يتزايد إلى أن هاجمت القبائل العربية سهول متيجة فاستولت قبيلة الثعالبة على جزائر بني مزغنة وسكنتها، ولما وضعت الدولة الزيانية تكالب الإسبان على سواحل إفريقيا واحتلوا الجزائر وأسسوا حصنا على إحدى صخورها "البينون" .
ونتيجة للضغوطات الإنسانية على سكان الجزائر استنجدوها بالأخوين عروج وخير الدين بربروس للتخلص من الخطر الاسباني المحدق بهم، لأنهم على علم بعدم قدرتهم على مواجهة الجيوش المسيحية، وذلك بسبب ضعفهم وصراعاتهم الداخلية . وعندما نجح عروج في القضاء على شيخ المدينة سالم التومي ونصب نفسه حاكما عليها، حرض الإسبان أنصاره للتخلص من عروج وأتباعه، وشنوا بدورهم حملة عليهم 1516م باءت بالفشل. وحملة أخرى في 1518 نجحت في القضاء عليه، كما وجهوا حملة جديدة على مدينة الجزائر سنة 1519 للقضاء على خير الدين ورفاقه باءت هي الأخرى بالفشل. قام أهل الجزائر في أثرها بتحريض من خير الدين بطلب الحماية من السلطان العثماني في مقابل الانطواء تحت لواء الدولة العثمانية وهو ما لقي القبول عنده، وقام بمساعدة الجزائر بألفي من الجند الانكشاري وبمثلها من المتطوعين وتعيين خير الدين بايلربايا على الجزائر وذلك أواخر 1519م .
قد اتخذ خير الدين مدينة الجزائر عاصمة له، وفي عهده وعهد خلفائه اتخذت مركزا منبعا، تحطمت أمامه كل الهجومات الاسبانية وغيرها، حتى أطلق عليها المدينة التي تقهر، أو المدينة المحروسة، ودار الجهاد، ودار السلطان ولم تنجح سوى الحملة الفرنسية في سنة 1830م في احتلالها .
أولا: موقع مدينة الجزائر.
تقع مدينة الجزائر بين خطي عرض 36.46 شمالا وخط طول 3.3 شرقا، وبالتالي تقع في إقليم وسط البلاد، جناحها الغربي الإقليم الوهراني، وجناحها الشرقي الإقليم القسنطيني .وهي مدينة بحرية مبنية على شاطئ البحر على قاعدة واسعة نسبيا في شكل نصف دائرة على هضبة سريعة الانحدار .
ويمتد إقليم مدينة الجزائر من دلس شرقا، إلا تنس غربا، ومن ساحل البحر شمالا، إلى سفوح الأطلس البلدي جنوبا، وتضم إقليمي الساحل ومتيجة مع بعض الامتدادات في بلاد القبائل والتيطري . وقد تحولت من مرسى صغير، يلجأ إليه الصيادون ويؤوى إليه المسافرون كمحطة ثانوية عند هبوب العواصف إلى مرسى كبير يستقبل مختلف السفن والبضائع، ويقصده التجار من الداخل والخارج.
كما تحولت من قرية مجهولة وعرة المسالك معلقة على صدر الجبل، إلى عاصمة البلاد، كثيرة العمران وافرة السكان .
وقد كان للمدينة خمسة أبواب هي:





ثانيا: أبواب مدينة الجزائر:
أ- باب عزون:
نسبة إلى أحد الثوار من الأهالي اسمه عزون، ثار ضد الحاكم التركي، وحاصر المدينة لكنه قتل من طرف الأتراك. وباب عزون من أهم أبواب المدينة، ومنه كان يدخل القادمون من الجنوب والشرق ومن السهل المتيجي. وكان له جسر يرفع أثناء الخطر .
ب- باب الجديد:
يقع في الجهة الجنوبية الغربية يدخل منه القادمون من البليدة والغرب .
ج- باب الوادي:
نسبة إلى الواد الذي يمر بجانب المدينة، يفتح هذا الباب على الشمال أو الطريق التي تمر بجبل بوزريعة، وهو أقل الأبواب أهمية، ينتهي بجسر يرفع وقت الخطر .
د- باب الجزيرة:
وسمي بباب الجهاد، لأنه الباب الذي كان مخصصا لدخول وخروج القراصنة. وهو أشد الأبواب متانة ومناعة، تقع بجانبه عدة ثكنات للانكشارية البحرية .
و- باب الديوانة:
ويسمى أيضا باب البحر، أو باب السردين كان مخصصا للتجارة البحرية، ولقد علقت بهذا الباب خمسة أجراس، قيل بأنه جيء بها من مدينة وهران سنة 1708م وعلقت على باب الديوانة تخليدا لذكرى الإنتصار على الإسبان واسترجاع مدينة وهران .
كل هذه الأبواب كانت كبيرة الحجم متقنة الصنع، مرصعة بالحديد، تغلق قبل غروب الشمس بقليل وتفتح بعد طلوع الشمس بقليل، يكثر بها الحراس، وتشتد بها الحراسة حتى لا ينسل منها إلى المدينة مشبوه فيه وتحاديها القلاع والثكنات، وكان داخل هذه الأبواب أبواب أخرى ثانوية مثل البابين الداخليين بالقصبة العليا والباب الداخلية فيما وراء باب الجزيرة أو الدزيرة .(انظر الملحق رقم:01).
ثالثا: مراحل الحكم العثماني.
وكما ذكرنا سابقا أن مدينة الجزائر قد دخلت تحت الراية العثمانية هذا ما اكسبها نوعا من الحماية، وأبعدها عنها الكثير من الأطماع خاصة الاسبانية، واستمر الحكم العثماني للجزائر من عام 1509م الى غاية الاحتلال الفرنسي عام 1830م. حيث اجمع المؤرخون على تقسيم هذه الفترة الطويلة من الحكم إلى أربعة عهود وهي كالتالي:
أ- عهد البايلربايات (1519م-1587م)
وبدأ حكام مدينة الجزائر يطلق عليهم هذا اللقب ابتداء من 1519م، وهو التاريخ الذي دخلت فيه مدينة الجزائر تحت راية الحكم العثماني بصفة رسمية، وكان أول من حمل هذا اللقب هو "خير الدين" استنادا إلى الفرمان الذي أصدره السلطان العثماني "سليم الأول"، أن يكون التعيين رسميا من طرف السلطان .
كما لمعت في هذه الفترة عدة شخصيات نذكر منها: "صالح رايس" الذي قام باسترجاع وتحرير بجاية، ووضعوا حدا لأطماع الإسبان، وطردوا منها بصفة نهائية سنة 1555م .
ولقد تولى هذا المنصب (منصب بايلرباي) ثمانية عشر شخصا من الأتراك أولهم كما ذكرنا سابقا خير الدين (1519م-1534م) وآخرهم حسن فنزيانو (1583م-1587م) ، وتميزت هذه المرحلة من الحكم أن معظم من شغل هذا المنصب هم من طائفة رياس البحر الذين كان ابلغهم من رفاق خير الدين .
ب- عهد الباشاوات (1587م-1659م)
في سنة 1587 تم إلغاء نظام البايلربايات، واستبدله بنظام الباشاوات وهذا التغيير عين من قبل السلطان العثماني "مراد الثاني"، حيث اصدر فارمان إلغاء نظام البايلربايات واستبداله بهذا النظام، فاخذ الباب العالي بإرسال الباشاوات لحكم مدينة الجزائر ابتداء من 1587م ، وكان هؤلاء الحكام يديرون شؤون الدولة بمعاونة اللجنة الاستشارية مؤلفة من: وكيل الخرج، الخزناجي، خوج الخيل والأغا، وفي هذه المرحلة كان الباشاوات يعينون لثلاث سنوات .
وأول باشا عين طبقا لهذا التنظيم الجديد هو "دالي احمد باشا" (1587-1589م) وتداول على هذا المنصب أربعة وثلاثون حاكم منهم من شغل المنصب لمرتين مثل "حسين الشيخ" (1613م-1616م)، وكان آخرهم الباشا "إبراهيم" (1656م-1659م) .
ج- عهد الأغاوات: (1659م-1671م)
انتقل النظام من الباشاوات إلى الآغاوات، وكان هذا عام 1659م، وكان الأغاوات ينتخبون من الفرق الانكشارية لمدة شهرين قمريين لهذا كانوا يعرفون ب "أغا المقريين"
ولكي لا يستأثر بالأغا بالسلطة فقد تقرر أن يستعين الحاكم بالديوان العالي . وقد تميز هذا العصر بمحاولة انفصال الجزائر عن الدولة العثمانية ، ضف إلى ذلك النظام لم يدم طويلا، فالأغا يتولى الحكم كما اشرنا سابقا لمدة شهرين ثم يعزل، لذا تشبث الأغا بهذا المنصب ورفضوا التنازل عنه مما أدى إلى عزلهم بطريقة غير طبيعية كالقتل وأول من تولى هذا المنصب هو "خليل أغا" (1659-1660م) وجاء بعده ثلاثة أغوات كان آخرهم "علي أغا" (1665م-1671م) .
د- عهد الدايات (1671م-1830م):
نتيجة الأوضاع التي شهدها عهد الأغوات من النزاعات الشخصية والمؤامرات والانقلابات ضد بعضهم البعض والاغتيال حتى أن كثيرا من ولاة هذا العهد عزلوا أو قتلوا أو ابعدوا بعد شهرين أو أقل من تعيينهم في مناصبهم، وأدت هذه الحالة إلى ظهور طبقة الرياس واختفاء نظام الأغاوات وظهور عهد الدايات 1671م، والذي دام طويلا واندمج فيه الجنود الانكشارية بطائفة الرياس واختفى الصراع بينهما. وتمكن بعض الدايات من الاستقرار في الحكم مدة طويلة خاصة في القرن الثامن عشر، وكانت هناك بعض التنظيمات تحد من سلطة الداي في أوائل هذا العصر، ولكن في العصور المتأخرة حكموا حكما مطلقا وأصبح للداي الحرية المطلقة في الحكم والإدارة والتفاوض مع الدول الاجنبية وعقد المعاهدات السلمية والتجارية، ويعلن الحرب والسلم ويستقبل الممثلين الدبلوماسيين الأجانب، ومنه يعد عهد الدايات بداية لعهد الاستقلال الكامل للدولة الجزائرية عن الدولة العثمانية ولم تبقى إلا بعض الشكليات ، وأول من تولى هذا المنصب هو الداي الحاج باشا (1671م-1682م) وجاء يعده أربعة وعشرون دايا كان آخرهم الدي حسين باشا (1818م-1830م) والتي كانت فترة حكمه أطول من الفترات في عهد الدايات .
رابعا: أوضاع مدينة الجزائر قبيل حكم الداي حسين.
تميزت أوضاع مدينة الجزائر قبيل الداي حسين الاضطرابات وتجاوزات الأتراك على مستويات متعددة، فسياسيا كان نظام الحكم متوترا فالدايات يتعرضون للانقلابات والقتل منذ بداية حكمهم سنة 1671م وقتل منهم ستة عشر داي، كما أنها لم تسلم من الاضطرابات الداخلية المتكررة من فترة إلى أخرى ففي غضون سنة (1813م-1814م) قام بأي وهران بثورة على مدينة الجزائر وزحف على رأس جيشه شرقا حتى وصل إلى مكان لا يبعد عن المدينة بأكثر من ثلاثة فراسخ، وبعد انتصارات وهزائم تمكن الداي "عمر باشا" الذي كان يشغل منصب الأغا في تلك الفترة من قمعها واسر بأي وهران وإعدامه .
إضافة إلى سخط الأتراك، فثارت فرق الجيش المتواجدة بقسنيطنة وقررت إسقاط الداي، وفي 30 نوفمبر 1817 وصل إلى المدينة الجزائر جيش يتكون من أربعة آلاف أو خمسة آلاف جندي فاستقبلوا بنيران المدافع فاضطر الثورات إلى التراجع وإقامة معسكرهم بعيدا عن المدينة، ولكن هذا المعسكر اختفى في اليوم التالي ، ونتيجة لهذه الاضطرابات أمر الداي علي خوجة (1817-1818) بان ينقل مقر إقامته من القصر السابق إلى القصبة، أعلى نقطة في المدينة في سرية تامة، وفي الليل، أيضا عمل علي باشا على الزيادة في تحصين القصبة وتزويدها بمئة مدفع آخر وبالإضافة إلى حرسه التركي كون فرقة قوية من الكراغلة والحضر وأخرى من الزنوج، وحرص على أن تكون الفرقة التركيبة اضعف الفرق في الجيش والحاميات على حد سوى، حتى لا تستطيع أن تقوم بأي حركة ضده ، ولم يغفل عليه أن جعل بينهم جواسيس يلتقطون له إخبارهم .
أما على الصعيد الاجتماعي فكانت مدينة الجزائر تعاني من اجتياح الطاعون منذ 1817م هذا الوباء الذي لم تبتلى به منذ عشرين سنة، واستمر في الفتك بحياة الناس، ففي شهري أوت وسبتمبر 1817 كان يؤدي بحياة مائتين شخص يوميا من مدينة الجزائر .
وشهدت هذه الفترة تناقصا في عدد الأتراك يوميا وهذا بسبب الإعدام والطرد وغير ذلك فمنهم من عاد إلى وطنه تلقائيا ، كما أن الداي علي خوجة وضع خطة تقضي على الانكشارية نهائيا من المدينة وعمل على اخذ أطفال اليهود من دويهم وإرغامهم على اعتناق الإسلام والقيام بالحراسة في القصبة، وترسل البنات إلى خدمة حريمه، وقد أثار هذا اشمئزاز جميع المسلمين لأن دينهم لا يرضى بأعمال من هذا النوع .
وفي عام 1816 حصرت غارة اللورد ايكسموث على مدينة لجزائر التي دمرت جزءا من مباني المدينة وخربت عددا من الراكب البحرية من ضمنها "البورتقيزية" التي أسرها الرايس حميدو من البرتغال عام 1802، واضطر الداي عمر باشا على إمضاء صلح مهين مع انجليزا، فأطلق جميع الأسرى المسيحيين بالمدينة وأعاد المبالغ المالية التي تم بها شراء الأسرى قبل دلك وتنازل عن المطالبة بالاتاوات .
وقدر محتوى الخزينة في الفترة التي سبقت عهد الداي حسين (1817م) بخمسين دولار اسباني وهو مبلغ ضخم لأن الدولار الاسباني كان يساوي في تلك الفترة 3.4 فرنك فرنسي ، وتم تحويل هذه الخزينة بما فيها إلى مقر السلطة الجديدة .
أما الأوضاع الخارجية لمدينة الجزائر قبيل عهد الداي حسين خاصة مع جيرانها تونس والمغرب وطرابلس كانت على حال حسنة، فعلاقة مدينة الجزائر مع تونس تحسنت بعدما كانت في اشد توترها وانطفأت نار الفتنة في عهد علي خوجة الذي عمل على تحسين العلاقة ونسيان الماضي وأحقاده، وكذلك مع المغرب وطرابلس وهذا ما تدل عليه التبرعات التي بعث بها مولاي سليمان سلطان المغرب، والمراكب الذي بعث به يوسف باشا من طرابلس، وهي التبرعات التي جاءت إلى مدينة الجزائر بعد المعركة المؤلمة مع الانجليز . أما مع الدول الأجنبية فكانت الأوضاع تتأرجح من دولة إلى أخرى، فمع الانجليز فقد بناهج من خلال حملة اكسموث على المدينة 1816م، أما اسبانيا فمند سنة 1815 وهي تبدل جهودا مستمرة من اجل تسوية معقولة لقضية الديون ولكن دون جدوى نظرا لتحفظ الجزائر بحقها في تسديد هذه الديون ولو بالالتجاء إلى القوة، لذلك طلبت الحكومة الاسبانية من قنصلها بمغادرة المدينة ، وكانت الدولة الأحسن حظا هي الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحظى بالاحترام من الحكومة الجزائرية، وهذا ما يفسر احترام البحارة الجزائريين للسفن الأمريكية التي كانت تتجول في مناطقها بعكس السفن الأخرى التابعة للدول الأجنبية والتي كانت تعرض للتفتيش .
المبحث الثاني: الداي حسين باشا
قبل أن نبدأ في استعراض تفاصيل حياة الداي حسين باشا، يجدر بنا الإشارة إلى نقص المصادر التي تتحدث عن هذه الشخصية بالذات، إذ قلما نجد كتابا تناول هذا الموضوع بالتفصيل، إذ نكتفي بتقديم خطوط عريضة وعامة على هذه الشخصية، لا تكفي للوصول إلى تعريف واف وكاف.
أ- حياته:
هو حسين خوجة بن علي، وقيل ابن الحسن، آخر دايات الجزائر ، ولد بقرية فورلا "vurla" الواقعة على الشاطئ الجنوبي لازمير ، أما عن سنة ولادته فهناك تضارب في التواريخ، فهناك من يقولانه كان في 1764 ، 1767م أو 1773م ، وهو من عائلة تركية أصلية، نشأ باسطنبول حيت تلقى مبادئ القراءة والكتابة واكتسب تدريبا عسكريا في المدارس العسكرية أهله لأن يصبح من رجال المدفعية بالجيش العثماني ، وأكتسب مهارة في تلقي المدافع وتصويبها، فأصبح بذلك طبجيا ماهرا وقد اكتسب هذه المهارة من أبيه الذي كان ضابطا في الفرقة المدفعية (الطبجية).
وقد وصفه المؤرخ الفرنسي "اغسطين جال" في الحديث الذي دار بينه وبين الداي حسين في الفندق الذي كان يقيم فيه عند زيارة الداي حسين لباريس في سنة 1831م على النحو التالي: "...قامة متوسطة يميل إلى السمنة...، وله هامة عظيمة وواضحة المعالم، وله لحية بيضاء طويلة ذات تموجات ذهبية، يعلوها شارب أكثر سوادا وكأنه يشكل قوسين للحية، وكل ذلك يضيف وسامة إلى ملامح وجهه.
وللباشا عينان هادئتان، نصفهما مختبئ وراء نظارات، ولم يكن حسين متجهما ولا جامدا، فهو يحب الضحك والحكاية، وله طيبة يمكن أن تكون ساذجة تجعله محبوبا أكثر لدى الناس وكانت ملامحه لطيفة وجذابة" . (انظر الملحق رقم:02).
أما احمد الشريف الزهار فقال عنه "كان قوي النفس لا يتزعزع لعظام الأمور، ولا يتضعضع لنواب الدهور، أما سرية في أهل البلد، وأهل مملكته فقد سار فيهم سيرة حسنة لأهل الجزائر، فقد كان يعفو عن الجرائم، ويصفح عن الزلات" .
كما كان يتميز بالوفاء في القيام بالالتزامات، وكان معروفا في كامل أنحاء أوربا وانه لا يوجد بلاط واحد اشتكى من أن حسين قد خرق المعاهدات التي ابرمها سواء مع القوى أو الضعيف .
وقد ظل أثناء ذلك منتظما في حياته مقتصدا في معيشته متواضعا في مظهره متقيدا بأحكام الشريعة الإسلامية ميالا إلى القضايا الأدبية والمسائل الشعرية محبا لاستظهار القرآن ساهرا على أحوال أسرته وراعيا لأخيه الذي كان يقيم معه، معتنيا ببناته الثلاثة (عائشة، حفيظة، أمينة) .



ب- وصوله إلى الحكم:
سمح له عمله بالجيش أن يترقى في سلك الاوجاق إلى عضو بالديوان، مما سمح له أن يصبح وكيل حوش ، ثم تولى منصب خوجة الخيل في عهد عمر باشا (1814م-1817م) وظل محتفظا بهذا المنصب واستطاع أن يكسب ثقة الداي علي خوجة (1817م-1818م) وأصبح محل ثقته ولما أنهى وظيفته العسكرية تعاطي مهنة التجارة ونجح فيها نجاحا باهرا، فأصبح غنيا في مدة قصيرة، ثم اسند إليه الداي علي باشا منصب كانت الدولة وكلفه بتسيير ممتلكاتها .
اسند إليه منصب الداي في أول مارس 1818م بوصية علي خوجة الذي وافته المنية بسب مرض الطاعون الذي أصاب المدنية في أواخر شهر فيفري 1818م وذلك لمهارته في معالجة الأمور وخبرته الإدارية ومعرفته بتصريف أمور الدولة أثناء توليه منصب خوجة الخيل في عهده . كما أن الانكشارية انتخبوه بالإجماع دايا على الجزائر، فرفض حسين باشا هذا التشريف ولكن إلحاح الانكشارية جعله يقبل ذلك كرها فخاف على نفسه .
وقد نال رضى رجال الديوان واكتسب ثقة الموظفين بالدولة وضباط الجيش وقد وجد المساعدة في ذلك من صهره الحاج مصطفى بن مالك، هذا وقد توجه وفد من الشخصيات من بينهم أعضاء الديوان لحمل خطاب توليته لسلطان باسطنبول.
مع الهدايا التقليدية المعتادة، وعادوا بفرنان التولية والخلعة فأقيمت الأفراح بالجزائر، ونال رضى عامة الناس ، واختار هو الآخر القصبة مقرا له، حيث توفرت الشروط الأمنية ، حيث كان يقوم على حراسته مع مساعديه فرصة من الجند الانسكندري وجماعة من رجال زواوة .
وبعد مبايعته قام بعزل وزراء على خوجة وطردهم من البلاد، كما أعاد أطفال اليهود إلى آبائهم وأعاد أيضا قسما من الأموال التي أخذت من الأتراك الذين كانوا قد هربوا إلى المناطق الأخرى، وفي عهده رجعت الأمور إلى عهدها السابقة ، وعمل منذ توليه منصب الداي لمدة اثني عشر سنة (1818م-1830م) على تنظيم أمور الدولة والسهر على إقرار النظام وتصريف شؤون البلاد ومن مقر إقامته الدائم بحصن القصبة .
وكانت نهاية حكم الداي حسين باشا بتوقيع معاهدة التسليم 05 جويلية 1830م، غادر الداي حسين بمقتضى نص التسليم مدينة الجزائر، فاستقل سفينة جان دارك بعد غروب الشمس يوم 10 جويلية 1830م برفقة 108 من إفراد أسرته وحاشيته واستقر "بلييفون" بايطاليا في 24 أكتوبر 1830م. التي أقام بها ثلاث سنوات، ثم تحول إلى الإسكندرية بمصر على نية أداء فريضة الحج، فأقام بها في 23 سبتمبر 1833 معتزلا السياسة في أحد القصور التي خصصت له مع حاشيته، إلى أن وافته المنية عندما كان خارجا من المسجد في 30 أكتوبر 1838م عن سن يناهز الثلاثة والسبعين سنة.

الجزائر خلال الحكم العثماني.

منتديات نقاوس
http://forum.ngaous.net



http://forum.ngaous.net/showthread.php?30538-%C7%E1%CC%D2%C7%C6%D1-%CE%E1%C7%E1-%C7%E1%CD%DF%E3-%C7%E1%DA%CB%E3%C7%E4%ED.

hano.jimi
2012-02-27, 18:26
ارجو المساعدة جزاك الله : بحث حول نشإت علم السكان وتطوره التاريخي


علــــــم الاجتمــــــاع
Sociology





علم الاجتماع علم يعنى بالجماعات البشرية والتفاعلات المختلفة والعلاقات بين أفراد هذه الجماعات. يعتبر أوغست كونت من أهم الباحثين في علم الاجتماع و يعتبر المؤسس الغربي له إلا أن الكثير من العرب يعتبرون عبد الرحمن بن خلدون بملاحظاته الذكية في طبائع العمران البشري التي دونها في مقدمته الشهيرة المؤسس الفعلي لعلم الاجتماع.

علم الاجتماع هو دراسة الحياة الاجتماعية للبشرِ، سواء بشكل مجموعات، أو مجتمعات ، وقد عرّفَ أحياناً كدراسة التفاعلات الاجتماعية. وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشرِ ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليس فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات.

علم الاجتماع يهتم بسلوكنا ككائنات اجتماعية؛ وهكذا يشكل حقلا جامعا لعدة اهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولينِ في الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. بشكل أعم، علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية والكيانات خلال تحرّكِ بشرِ في كافة أنحاء حياتهم. هناك توجه حالي في علمِ الاجتماع لجَعله ذي توجه تطبيقي أكثر للناس الذين يُريدونَ العَمَل في مكانِ تطبيقي.

تساعد نتائج البحث الاجتماعيِ قادة المجتمع من أكاديميين ،خبراء تربية، ومشرّعين، ومدراء، سياسيين وغيرهم ممن يهتمون بحَلّ وفهم المشاكل الاجتماعية وصياغة سياسات عامةمناسبة.

يعمل أكثر علماء الاجتماع في عدة اختصاصات، مثل التنظيم الاجتماعيِ، التقسيم الطبقي الاجتماعي، وقدرة التنقل الاجتماعية؛ العلاقات العرقية والاثنية؛ التعليم؛ العائلة؛ عِلْم النفس الاجتماعي؛ عِلْم الاجتماع المقارن والسياسي والريفي والحضري؛ أدوار وعلاقات جنسِ؛ علم السكان؛ علم الشيخوخة؛ علم الإجرام؛ والم...

يتبع



أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم
.:: الإدارة العامة للمنتدي ::.



عدد المساهمات: 3092
النقاط: 5312
تاريخ التسجيل: 14/06/2009
الاقامة: الدامر / حي الكنوز










موضوع: رد: تعريف علم الاجتماع الإثنين أكتوبر 05, 2009 9:30 am



تعريف اخر ...
علم الاجتماع هو الدراسة المنتظمة للمجتمعات الإنسانية بتركيز خاص على الأنساق الصناعية الحديثة. مجال علم الاجتماع واسع جداً ويدرس علماء الاجتماع كل العلاقات الإنسانية، الجماعات، المؤسسات والمجتمعات، علاقات الزواج، الصحة و المرض، الجريمة والعقوبة. كل هذا يقع ضمن مجال علم الاجتماع.

في هذا الفصل سنتعرف تدريجياً علي كيفية اكتساب الخيال السوسيولوجي (الاجتماعي) إضافة إلى ذلك سنتعرف على نشأة علم الاجتماع كمجال معرفي، أطره النظرية الأساسية وأساسه العلمي. في الختام نناقش كيف يمكن لعلم الاجتماع أن يساعدنا في حياتنا العامة.

1/1 تطور المنظور الاجتماعي أوضح عالم الاجتماع الأمريكى سى رايتز ملز أن الخيال الاجتماعي هو مقدرتنا على الإفلات من ظروفنا الفردية والنظر إلى عالمنا الاجتماعي في ضوء جديد. ولد علم الاجتماع أثناء محاولة شرح التغيرات الاجتماعية الناتجة من الثورة الصناعية وسيساعدنا المنظور الاجتماعي على فهم هذا العالم والمستقبل الذي يخبئه لنا.

تطور المنظور العالمي والشامل يدل على الأهمية العظمى لعلم الاجتماع لأنه يفتح أعيننا على حقيقة أن اعتمادنا المتبادل مع المجتمعات الأخرى يعنى أن أفعالنا لها نتائج على الآخرين وأن مشاكل العالم تؤثر علينا
1/2 تطور التفكير الاجتماعي يشتمل علم الاجتماع على مداخل نظرية متنوعة. فالمجادلات النظرية يصعب حلها حتى في العلوم الطبيعية، ونواجه في علم الاجتماع صعوبات إضافية بسبب المشاكل المعقدة المتعلقة بوضع سلوكنا موضع الدراسة. ويمكننا تعريف النظرية بأنها بناء لتفسيرات مجردة يمكن استخدامها لشرح مواقف إمبريقية متعددة ومتنوعة.
أسهم في تطور التفكير الاجتماعي على مر القرون القليلة الماضية عدد من العلماء والمنظرين الاجتماعيين أهمهم:

*أوغست كونت(1798ـ1857) فرنسي الجنسية، أوجد مصطلح (سوسيولوجي)، وكان يعتقد أن علم الاجتماع يمكن أن يوفر معرفة بالمجتمع قائمة على الدليل العلمي. نظر كونت إلى علم الاجتماع كموفر لوسائل التنبؤبالسلوك الإنساني والسيطرة عليه، وهذا بدوره كما يرى كونت سيسهم في رفاهية الإنسان.

*إميل دوركايم(1857ـ1917)
فرنسي الجنسية، يرى أن التغيرالاجتماعي يقوم على تطور تقسيم العمل. شدد دوركايم على أن على علم الاجتماع دراسة الحقائق الاجتماعية، تلك الجوانب منالحياة الاجتماعية التي تشكل أفعالنا كأفراد.
وليتمكن المجتمع من الوجود المتواصل عبر الزمن، على مؤسساته المتخصصة العمل في تناغم مع بعضها البعض كما عليها أن تؤدى وظيفتها ككل متكامل ومندمج.

كارل ماركس(1818ـ1883 ألماني الجنسية، يرى أن التغير الاجتماعي يتأتى من التأثير الاقتصادي. يرى ماركس أن نموء الرأسمالية هو القوى الدافعة لكل التطورات الحديثة. كما أن الرأسمالية عملت على انقسام المجتمع في طبقات متصارعة.

ماكس فيبر(1864ـ1920)
ألماني تتعلق معظم كتاباته بالثقافة الحديثة والرأسمالية. يعطى مدخله النظري أهمية خاصة إلى تركيز دوركايم على أهمية القيم والأفكار في المجتمع. على الرغم من أن فيبر لم ينكر أهمية التأثيرات الاقتصادية فقد حاول توضيح كيف أن القيم والأفكار مثل الدين والعلم يمكن أن تشكل المجتمع. ويرى فيبر أن القوى الدافعة الأساسية للتطورات الحديثة هي العقلانية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. تعنى العقلانية تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على ضوء مبادئ الفعالية وعلى أسس المعارف التقنية. قدم فيبر مساهماتٍ مهمةً في علم اجتماع الأديان.

1/3 بعض المبادىء المهمة
يقدم علماء الاجتماع تفسيرات متباينة وأحيانا متناقضة لما يجري في العالم الاجتماعي. وأسباب هذا الاختلاف تكمن في اختلاف المنظورات والمداخل والمناهج والنظريات التي يستخدمها أولئك العلماء، والتي نتناولها فيما يلي بشيء من التفصيل:

* المنظورات: وهي الطرق المختلفة التي يفهم بها علماء الاجتماع العالم الاجتماعي. والتصنيف العام للمنظورات يشتمل علي عدد من الأنواع هي:

أ/ منظور الفعل
ويري هذا المنظور أن بناء العالم الاجتماعي نتاج لعملية ينسب فيها الأفراد المعني للسلوك والمواقف. لذلك فإن الأفراد هم الذين يصنعون المجتمع. والنظريات الاجتماعية التي تتبع هذا المنظور هي نظريات الفعل الاجتماعي، التفاعلية الرمزية ونظرية الأثنوميثودولوجي.

ب/ المنظور البنيوى
ويري هذا المنظور أن العالم الاجتماعي له وجوده المستقل عن الأفراد الذين نجد أن سلوكهم مقيد بواسطة القوي الاجتماعية الخارجية. يري هذا المنظور أن المجتمع هو الذي يصنع الفرد. وينقسم المنظور البنيوي إلي نوعين:

منظور الوفاق، ويري أن المجتمع متوافق ومنسجم مع النظام المبني علي القيم المشتركة. والنظرية السائدة ضمن منظور الوفاق هي النظرية البنائية الوظيفية.
منظور الصراع، ويري أن الصراع أمر طبيعي، وأن النظام يفرض بواسطة الأقوى علي الأضعف. والنظريات الأساسية ضمن هذا المنظور هي النظريات الماركسية، النظريات الفيبرية (نسبة إلي ماكس فيبر) والنظريات النسوية.

ج/ منظور ما بعد الحداثة
يقوم هذا المنظور علي رفضه لوجود تفسير واحد حاسم وكلي

*المداخل أو المقاربات: وهي طرق مختلفة يختارها علماء الاجتماع لتعريف المشاكل السوسولوجية وتحديدها، ولتحديد ما يدرسونه وكيف يدرسونه. والتمييز الأساسي بين المدخل الوضعي والمدخل التفسيري كما يلي: أ/ المدخل الوضعي يشتمل المدخل الوضعي علي البحث عن قوانين السبب والنتيجة، ويستخدم مناهج شبيهة بتلك التي تستخدم في العلوم الطبيعية.

ب/ المدخل التفسيري
يشتمل هذا المدخل علي البحث عن المعني الذاتي الذي يمنحه الناس للسلوك. وهو يعرف أحياناً بالمدخل الظاهراتي أو الفينومينولوجي.
*المناهج: وهي طرق متباينة لجمع البيانات والمعلومات وتفسيرها.

*النظريات: وهي التفسيرات مثل لماذا نجد أن نمط سلوك معين هو السائد.
1/4 النماذج النظرية الحديثة

أ/ التفاعلية الرمزية
نظرية اجتماعية تركز على تبادل الرموز بين الأفراد في التفاعل الاجتماعي، وتهتم النظرية بتفاعل الأفراد في المستوى الصغير وليس المجتمع ككل.
ب/ نظريات ما بعد الحداثة
مجموعة من المداخل النظرية تعتقد أن المجتمع لم يعد محكوماً بالتاريخ أو التقدم، وترى أن مجتمع مابعد الحداثة مجتمع بالغ التعدد والتنوع ولا تحكمه أية مبادئ كبرى.

ج/ نظرية الاختيار العقلاني
نظرية اجتماعية ترى أن سلوك الفرد يمكن تفسيره على أفضل وجه بواسطة مصالحه الذاتية.

د/ النظريات النسوية نظريات تربط مابين النظرية الاجتماعية والإصلاح السياسي وترى أن حياة المرأة وتجربتها أساسيتان في دراسة المجتمع.

1/5 علم الاجتماع، هل هو علم؟
يمكننا تعريف العلم بأنه الاستخدام المنتظم لوسائل البحث الإمبريقى، تحليل البيانات والتقييم المنطقي للحجج لتطوير نصوص معرفية حول موضوع معين.
بهذا التعريف للعلم يمكن اعتبار علم الاجتماع علماً لكن لا يمكن نمذجته مباشرة على العلوم الطبيعية لأن دراسة السلوك الإنساني تختلف جوهرياً عن دراسة العالم الطبيعي.
يعمل علم الاجتماع على مستويين من التحليل:

ـ علم اجتماع المنظور الصغير: يدرس السلوك اليومي في مواقف التفاعل وجهاً لوجه.

ـ علم اجتماع المنظور الكبير: يعمل على تحليل الأنساق الاجتماعية الكبرى.

هناك علاقة وثيقة بين مستويي التحليل.

1/6 كيف يمكن لعلم الاجتماع أن يساعدنا في حياتنا؟

الإجابة عن السؤال أعلاه تتمثل في:

أ/ الفهم المتطور لحزمة من الظروف الاجتماعية يعطينا عادة فرصاً أفضل في السيطرة عليها.

ب/ يوفر علم الاجتماع الوسائل التي تساعدنا على زيادة حساسيتنا الثقافية.

ج/ يمكننا دراسة تبعات اتباع برامج سياسة اجتماعية معينة.

د/ يساعد علم الاجتماع في التنوير الذاتي كما يمنح الجماعات والأفراد فرصاً متزايدة لتغيير ظروف حياتهم.
http://albadri.forum.st/t381-topic

hano.jimi
2012-02-27, 18:30
ارجو المساعدة جزاك الله : بحث حول نشإت علم السكان وتطوره التاريخي



محمد صفوح الأخرس
جمع وترتيب:
واس
المصدر :
الموسوعة العربية
يهتم علم الاجتماع Sociology بدراسة المجتمع وما يسود فيه من ظواهر اجتماعية مختلفة دراسة تعتمد على أسس البحث العلمي بغية التوصل إلى قواعد وقوانين عامة تفصح عن الارتباطات المختلفة القائمة بينها.
ويتضح من هذا التعريف أن موضوع علم الاجتماع هو المجتمع الإنساني، وأن ما تطرحه الجماعات الإنسانية من ظواهر ومسائل اجتماعية هي مجال الدراسات الاجتماعية، ويقوم علم الاجتماع بدراسة تلك الجماعات من حيث هي مجموعات من الأفراد انضم بعضهم إلى بعض بعلاقات اجتماعية تختلف عن الفئات الإحصائية التي تشير إلى أفراد لارابط بينهم.
وعلم الاجتماع، من هذا المنظور، يسعى إلى معرفة الحياة الاجتماعية، عن طريق الحصول على بيانات صادقة من الواقع الاجتماعي بوسائل وأدوات تتطور مع تطور العلوم ذاتها، فالعلم مجموعة من المعارف وطريقة للعمل على حد سواء، والظواهر الاجتماعية تخضع للبحث العلمي الدقيق إذا ما اتبع في دراستها منهج علمي يماثل في أسسه ومنطقه ما هو معتمد في مجالات علمية أخرى.
وهكذا يعالج الباحث في علم الاجتماع الأفعال الاجتماعية ذات المعاني المشتركة، والأشكال التي تتخذها العلاقات المتبادلة في الحياة الاجتماعية، بقصد البحث عن الظواهر والنظم الاجتماعية والكشف عن المبادئ التي تحدد طبائعها، ليصل الباحث الاجتماعي إلى مقارنة البيانات الإحصائية من جوانبها المختلفة وفي أوقات متعددة، وبذا تتضح له معالم الحياة الاجتماعية والوقائع الاجتماعية، ويتعرف النظم السائدة، فيمكنّه ذلك من إصدار الأحكام والقواعد والقوانين العامة التي تخضع لها تلك الظواهر.
وتعتمد أصول البحث في علم الاجتماع على مبادئ أساسية مستمدة من النظرية العامة للمجتمع وعلى منهج علمي في البحث مستقى من طرائق العلم في المعرفة، وعلى طرائق وأدوات ووسائل في التحليل ترتبط بالتقدم العلمي والتقني (التكنولوجي)، وتتفاعل تلك العناصر فيما بينها لتولد نسقاً فكرياً وعملياً يمكِّن من تعرّف الواقع الاجتماعي في حقبة تاريخية معينة، وتتطور أصول المعرفة بتطور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتتأثر بها، لذلك فإن المعرفة التي تتولد بالرجوع إلى تلك الأصول تبقى نسبية ويجب أن تمتحن في ضوء تلك التطورات.
وعلى الرغم من ذلك التشابك في عناصر الاجتماع، وتأثرها بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة، فإنها تتمايز على المستوى التحليلي. والإشكالات الأساسية التي قد توجد على المستوى النظري تختلف عن تلك التي تصادف على مستوى المنهج، أو تجابه في أدوات التحليل ووسائله. لذلك لابد من معالجة كل منها بوجه منفصل عن الآخر، على أن يؤخذ بالحسبان تشابك تلك العناصر وترابطها في الواقع العملي، وإن أي خلل في أحدها يؤثر في العناصر الأخرى، ويكوّن معرفة اجتماعية لاتقدم عندئذ صورة صادقة عن الواقع اجتماعي موضوع الدراسة.
إن تفسير الواقع الاجتماعي يجب أن يتم بالرجوع إلى النظرية الاجتماعية العامة، والمقولات النظرية التي تحدد المرتكزات الرئيسية، والأبعاد الحقيقية للمسائل الاجتماعية في سبيل استشفاف الواقع الاجتماعي. ثم إن تلك المقولات النظرية يجب أن تمتحن في ضوء الواقع الاجتماعي نفسه، وفي ضوء التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تتم فيه لأن ذلك الواقع هو المحك الأول والأخير لصحة تلك المقولات والافتراضات المجردة ودقتها. فأي تطور في النظرية الاجتماعية يؤدي إلى فهم أعمق للواقع الاجتماعي، كما أن امتحان النظرية في الواقع يطرح أبعاداً جديدة في النظرية. وتأسيساً على ذلك فإن أي تفسير للواقع الاجتماعي لايأخذ في حسابه هذا التفاعل بين النظرية والواقع هو تفسير مغلوط ويتسم بفقدان حلقة أساسية تربط ما بين النظرية والواقع. والتفاعل بين العناصر السابقة لايتحدد باتجاه وحيد، أي بعلاقة سبب ونتيجة أو تابع ومتحول، وإنما في علاقة تكاملية وفق إطار تنموي وحركي.
نشأة علم الاجتماع وتطوره:
لاينفصل تاريخ الفكر الاجتماعي عن تاريخ الفلسفة الاجتماعية، فقد ارتبط علم الاجتماع في نشوئه بالفلسفة، شأنه في ذلك شان بقية العلوم. غير أن هذا الارتباط أخذ يتوضع على مستوى النظرية الاجتماعية، ويتميز في أدوات التحليل وأساليب البحث الاجتماعي، في حين بقي الارتباط وثيقاً بين الفلسفة الاجتماعية والنظرية الاجتماعية.
فعلم الاجتماع لايستطيع فهم الواقع فهماً صحيحاً من دون إطار فلسفي يرجع إليه في تجريد الظواهر الاجتماعية والربط بين معطياتها ومعطيات التاريخ والمجتمع، كما أن أي فلسفة اجتماعية تبتعد عن الواقع وتستند إليه تصبح ضرباً من التفكير المجرد الذي يصعب امتحانه.
وأخذ علم الاجتماع في التطور بعد أن حقق استقلاله الذاتي بفعل تعقد الحياة الاجتماعية، فتشعب إلى ميادين متعددة يشمل كل منها جانباً من جوانب الحياة الاجتماعية.
وفي نطاق هذا التخصص لم يفقد علم الاجتماع ارتباطه الوثيق بالعلوم الاجتماعية الأخرى، فبقيت بينه وبينها اهتمامات مشتركة وموضوعات متماثلة لاهتمامه بدراسة السلوك الاجتماعي الإنساني، فهو في ذلك علم قديم النشأة، يمتد في جذوره إلى ابن خلدون (808هـ/1405م) [ر] الذي أرسى الدعائم الأولى لعلم الاجتماع وأعطاه اسم «علم العمران». وقد أشار ابن خلدون إلى أن سابقيه لم يكتبوا في هذا الميدان الذي يعد بتقديره أهم معيار لصحة الأخبار. وبفرض أنهم فعلوا ذلك، فإن كتاباتهم لم تصل إليه. ويشير إلى ذلك في مقدمته بقوله: «وكأن هذا علم مستقل بذاته: فإنه ذو موضوع وهو العمران البشري والاجتماع الإنساني، وذو مسائل: وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى». وكأن ابن خلدون قد وعى أنه أسس بعمله هذا علماً جديداً عظيم الأهمية حين قال في مقدمته «وأعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة».
وعلم العمران عند ابن خلدون يتفرع إلى ميادين متعددة، فبعض ما كتبه قد تناول ميدان علم الاجتماع السياسي حينما أشار إلى الدولة، وضرورتها وقيامها، كما تناول بالدراسة ما يسمى في هذه الأيام «علم الاجتماع الاقتصادي» فبحث فيه: الصنائع وأشكال كسب الرزق وقوانين حصول الازدهار والضمور الاقتصاديين، كما درس العلوم والآداب والفنون من الناحية الاجتماعية، أي إنه تناول ما يسمى اليوم «علم الاجتماع الثقافي».
ولقد قدم في كتاباته لمحة عن كل ميدان من هذه الميادين تعد دراسات تمهيدية كافية لمن يريد أن ينطلق منها ليتعمق في موضوعاتها.
واكتسب علم الاجتماع أبعاده الحقيقية في أواسط القرن التاسع عشر، حينما حدد الرياضي الفرنسي أوغست كونت الإطار العام لهذا العلم مبتكراً اسمه المعاصر وهو «علم دراسة المجتمع» وعرفه بأنه: «علم دراسة قوانين ظواهر المجتمع». ومن هذا التعريف يستنتج أن توضيح العلاقات ما بين ظاهرة وأخرى بغية استخلاص قوانين عامة، أو ثوابت تشرح العلاقات وتنظمها، هو الشيء المهم لديه.
وكان للمهندس الإنكليزي هربرت سبنسر الأثر البالغ في إيجاد علم مستقل يبحث في الحياة الاجتماعية وظواهرها بوجه عام.
ومع أن كلاً من العالمين كان يعمل بمفرده، مستقلاً عن الآخر، فقد توصلا إلى ضرورة بحث الظواهر التي ترتبط بالحياة الاجتماعية بطريقة تتميز من طرائق تناول الظواهر الفيزيائية والكيماوية والحيوية، ونتج لديهما أن الظواهر الاجتماعية يجمعهما علم متكامل مستقل، هو علم الاجتماع الذي يهتم بدراسة سلوك الإنسان اجتماعياً.
وقد أرجع ماركس المتغيرات السياسية والسكانية والاجتماعية والفكرية كلها إلى النظام الاجتماعي السائد، ورأى أن للظروف الاجتماعية والاقتصادية أثراً كبيراً في تلك المتغيرات، فالسياسة الفكرية والأخلاقية والاجتماعية والسكانية هي جزء من السياسة العامة للدولة وهذه السياسة ترتبط بالمصالح الطبقية لبعض الأفراد.
ويلاحظ من عرض النظرية الاجتماعية عند ماركس أن اهتمامه انصب على البحث في التغير الاجتماعي، من حيث العوامل التي تسببه، والتي تميز مجراه وتطور آلية التغير واتجاهه وأبعاده والهدف النهائي له. ورأى ماركس أن العامل الحاسم في تطور المجتمع يكمن في التحولات التي تتم في قوى الإنتاج وعلاقاته، أي بالتحولات التي تتم في نطاق البنية التحتية، والتي تنعكس آثارها على مستويات البنية الفوقية غير أن ذلك لايعني أن جهة التغير تتم بوجه آلي ومطلق، فالتغيرات في البنية الفوقية تتوقف على شدة التفاعلات والتحولات في البنية التحتية، كما أن البنية الفوقية تعكس آثارها على مستويات البنية التحتية فتوفر الشروط الكافية للتحول الاجتماعي.
ويعد ماكس فيبر (1864 - 1920) واحداً من أهم واضعي أسس المقولات النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، وهو بالتأكيد من أكثر علماء الاجتماع اهتماماً بمسالة الموضوعية في البحوث الاجتماعية. كما تعدّ بحوثه في الاقتصاد والسياسة والإدارة مراجع رئيسية للعاملين في تلك الميادين. وينظر إلى دراسته في نشوء الرأسمالية الصناعية في أوربة الغربية على أنها من أبرز المعالم التي تميز كتاباته، وقد أراد في تلك الدراسة، التي صنف فيها مؤلفاً خاصاً ربط فيه موضوع الدراسة باسم الكتاب، أن يطل على مسائل التغير الاجتماعي من خلال تحليله للعلاقة بين الأخلاق البروتستنتية والروح الرأسمالية، وأن العامل الديني عامل مفسر لوجود الظواهر الاقتصادية، بما فيه من قيم تعد المنطلق لتغيير السلوك الاجتماعي وبالتالي البيئة الاقتصادية.
إن أعمال فيبر مثيرة ومتنوعة، واتجاهاته في البحث لم تكن واحدة في أصولها النظرية والمنهجية، ففي بعض كتاباته، ولاسيما تحليله لمجتمع الأمطار والأنهار وما ينبثق عنهما من نماذج دينية، كان أقرب ما يكون إلى تحليل ماركس في العلاقة بين البنية الاقتصادية وما ينبثق عنها من قيم وأخلاق ترتبط به أشد الارتباط، فالديانات التي نشأت في مصر وبابل على ضفاف دجلة والفرات تختلف عن الأديان التي سادت في بعض المجتمعات التي تعتد على الأمطار.
وفي مكان آخر ينتقل فيبر إلى الإلحاح على عنصر الأخلاق والقيم الاجتماعية حتى يخيل للقارئ بأن هذا العامل هو العامل الوحيد والرئيسي في تفسير ظواهر الكون والمجتمع عند فيبر.
وفي سعي العلماء لتحديد أطر علم الاجتماع أكمل دوركهايم ما بدأه أسلافه من علماء الاجتماع، وحدد طرائق بحثه كما طبق هذه الطرائق في دراسة الظواهر الاجتماعية مميزاً وموضحاً الطبيعة الخاصة والصفات التي تستقل بها ظواهر التحرك الإنساني الاجتماعي وأشكاله عن الظاهرات الفيزيولوجية والكيمياوية والنفسية وغيرها، لأن الظواهر الاجتماعية تنشأ وتتوالد في بيئة جمعية نتيجة علاقات اجتماعية، وتتحدد معالمها بنظم ومؤسسات تنصهر فيها جميع المعتقدات وضروب السلوك التي تفرضها الحياة الاجتماعية. وقد أوصله هذا إلى ضرورة وجود علم يدرس الظواهر الاجتماعية لكونها ذات طبيعة اجتماعية خاصة لايمكن ردها إلى حوادث فردية نفسية أو فيزيولوجية أو كيمياوية. واستناداً إلى ذلك عرف دوركهايم علم الاجتماع بأنه «علم النظم الاجتماعية الذي يبحث في طرائق نشأتها ووظائفها». ويلاحظ أن دوركهايم، في تعريفه لعلم الاجتماع، لم يقتصر على ضرورة دراسة النظم ونشأتها وتطورها فقط، بل تعدى ذلك إلى دراسة وظائفها وتفاعلها مع بقية النظم الاجتماعية الأخرى انطلاقاً من كونه أحد أركان المدرسة الوظيفية.
ويميز دوركهايم بين الظواهر السليمة والظواهر المعتلة في المجتمع، فيرى أن أحد المعايير الأساسية للتفريق بين النوعين السابقين هو ارتباط الظاهرة الاجتماعية بالشروط العامة للمجتمع. إنه يقرر أن الظاهرة الاجتماعية تعد ظاهرة سليمة (في حالة نموذج اجتماعي معين ومرحلة معينة من مراحل تطوره) إذا تحقق وجودها في أغلب المجتمعات، وإذا لوحظت في هذه المجتمعات في المرحلة المقابلة نفسها لذلك النموذج في أثناء تطورها هي الأخرى. فشيوع العائلات الصغيرة الحجم في المجتمعات الصناعية ظاهرة سليمة، أما شيوعها في المجتمعات الزراعية فظاهرة معتلة. إذن، فالنظرة الموضوعية إلى الظاهرات الواقعية في المجتمعات ذات الأطوار الاجتماعية المعنية تدل على سلامة الظاهرة، أو اعتلالها بوساطة معرفة العموم أو الشيوع.
وتحتل المدرسة الوظيفية مكانة بارزة لدى جمهرة من الباحثين في مجالات علمية متعددة. ولعل أهم انتشار لها كان في نطاق علم الحياة، ذلك الانتشار الذي شجع كثيراً من الباحثين والعلماء على تبني المنطلقات الرئيسية لتلك المدرسة في مجالات أخرى شملت العلوم الطبيعية والفيزيائية والكيماوية. وقد تأثرت البحوث الاجتماعية بذلك الانتشار، فاعتمد بعض البحوث مفهوم المنظومة الاجتماعية لأجل التغيرات والتفاعلات التي تتم في رحابها بغية رصدها والتعامل معها. فكان الاتجاه في تلك البحوث سائراً نحو محاولة تفسير آلية عمل النظام الاجتماعي من دون محاولة التدخل في تغيير أطره.
ويرتبط مفهوم «الوظيفة» بالغائية التي ترى أن ظواهر الحياة بأجمعها تسير إلى غاية موجهة وفقاً لنظام ثابت ومحدد، يؤثر فيه كل عضو بالأعضاء الأخرى ويستجيب لتأثيرات من تلك الأعضاء. فأعضاء البدن، مثلاً، مع أنها منفصلة ومرتبة بحسب أجهزة ووظائف محددة تسير وفق نظام ثابت ومحدد يؤثر بعضها في بعض. وكل ظاهرة بيولوجية من هذا المنظور تعدّ وظائفها علة من جهة ومعلولة من جهة أخرى. لذلك يوصف هذا النوع من العلاقات الوظيفية بالسببية الدائرية. وترمي هذه العلاقات الوظيفية إلى غاية محددة تتمثل في استمرار الحياة، فالغائية من هذا المنظور تتمثل إذن في وحدة وظيفية ضمن منظومة محددة تنتظم فيها ظواهر ووظائف محددة ومرتبة وفقاً لنظام ثابت، تتكيف متغيراتها الوظيفية تبعاً للشروط الأساسية التي تستوجب بقاء الكائن الحي في بيئته. فعملية التنفس من هذه الوجهة عملية تشترك فيها كل وظيفة من وظائف الحياة، علماً بأن الجهاز الموكل بها هو جهاز محدد منفصل عن بقية أعضاء البدن.
ويستخدم علماء الاجتماع تعبير «الوظيفة» للدلالة على ترابط الظواهر الاجتماعية فيما بينها في نسق وظيفي يوضح وظائف الأجهزة الاجتماعية التي تقوم بها في سبيل استمرار حياة المجتمع الإنساني، والتفاعلات التي تتم فيه. وتتحدد العناصر الرئيسية التي يتضمنها التحليل الوظيفي بوجود منظومة System اجتماعية ووجود حدود تحدد أطر تلك المنظومة فتميزها من بقية النظم والمعلومات، ويتقاسم الأفراد ضمن المنظومة توقعات أساسية ترتبط بالأدوار التي يقومون بها، وتعدّ هذه التوقعات شرعية من وجهة نظر المنظومة وتخدم وظائف حيوية أساسية فيها. يضاف إلى ذلك أنه لابد من وجود أهداف محددة تسعى إليها المنظومة. فالتنظيمات الاجتماعية عند بارسونز مثلاً، وفق هذا الشرط، هي منظومات اجتماعية تتوجه مباشرة نحو تحقيق أهداف محددة تعد حيوية لبقاء النظام الاجتماعي ويبرز ضمن المنظومة الاجتماعية مفهوم التبادل بين الخلايا الرئيسية بوصفه واحداً من أهم المفاهيم التي تضح اعتماد كل خلية على الخلايا الأخرى، في التفاعل المستمر والدائم. وعند حدوث أي خلل في إحدى الوظائف تتأثر ضمن المنظومة، فإذا ما فرضت على منظومة حضارية ناحية سلبية، أو نفيت منها مسألة ما، تنتابها بذلك حالة من التوتر الحضاري. ثم إن المدرسة الوظيفية تميل إلى استخدام بعض المفاهيم الأخرى الخاصة بها مثل البنية الاجتماعية والمكافأة والأنساق (الانتظام) وغيرها. وتثير المدرسة الوظيفية تساؤلات عدة في أذهان كثير من الباحثين الاجتماعيين، حول إمكان العزل والفصل ما بين آلية عمل النظام الاجتماعي والعوامل التي تتدخل في تعييره. ولعل غياب العوامل المحركة للتغير الاجتماعي في نطاق دراسات بعض أتباع تلك المدرسة كان من المحرّضات التي دعت كثيراً من علماء الاجتماع لطرح اتجاهات معاصرة في نطاق المدرسة الوظيفية، ترمم تلك الفجوات فيها وتستفيد من معطيات هذه المدرسة ونجاحها في فهم المسائل الاجتماعية. فبرزت اتجاهات معاصرة تربط بين الماركسية والوظيفية، وتستخلص عناصر التغير من الأولى من دون تحديد مسبق لأهمية كل عامل. كما برزت اتجاهات معاصرة في نطاق النظرية الماركسية تحاول أن تفهم آلية العمل ضمن المنظومة الاجتماعية بالرجوع إلى قوانين الجدل وتأكيد أهمية البنية التحتية، والتطورات التي تتم ضمنها في تحديد الوجهة الأساسية للتغيرات التي تتم ضمن المنظومة الاجتماعية من جهة، وتلك التي تؤدي إلى تغيير أطرها من جهة أخرى.
علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الأخرى:
يشترك علم الاجتماع مع العلوم الاجتماعية الأخرى في دراسة المجتمع وما ينبثق عن تكويناته من مسائل اقتصادية واجتماعية وسياسية، ولاسيما ما يتعلق منها بألوان النشاط الذي يمارسه الإنسان في علاقاته مع أبناء جنسه في المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة.
وتتعدد العلوم الاجتماعية بتعدد نشاطات الإنسان الذي يحيا في مجموعات بشرية تقيم فيما بينها علاقات متنوعة ومتعددة، تعد في جوهرها موضوعات أساسية لتلك العلوم، ومنها الاقتصاد، والسياسة، والأنتروبولوجية، والنفس، والإحصاء، والسكان، وغيرها. ويُدخل بعضهم علم اللغة ضمن مجموعة هذه العلوم.
ومع أن علم الاجتماع هو آخر علم استقل بمضمونه عن الفلسفة من بين جملة العلوم الاجتماعية، إلا أنه طبعها بطابعه الخاص فوصفت جميعها بأنها «اجتماعية». ومع أن النظرة الأولى إلى تلك العلوم توحي بأنها منفصل بعضها عن بعض، فإنها في الحقيقة تؤلف وحدة متكاملة، إنها تؤلف وحدة في كثرة، وهذه الوحدة هي كما قيل «وحدة تجمع المتعددات المتميزة» لأن هذا التمايز لايعني انفصال أحد العلوم الاجتماعية عن الإطار العام لها، ولا يعني عدم تأثره بها أو تأثيره فيها. فالعلوم الاجتماعية برمتها تتشابك في موضوعاتها. إذ إنها بعمومها تتخذ الإنسان وسلوكه أنماطاً تحركه هدفاً للدراسة مما يجعلها تترابط ترابطاً وثيقاً، ولكن الاختلاف يأتي من جهات تقع في مقدمتها أن بعض العلوم الاجتماعية ينظر إلى مسألة ما من زاوية تختلف عن التي ينظر منها بعضها الآخر وأن كيفية المعالجة متباينة في حالات كثيرة.
وتكتسب الفلسفة أهميتها ووجودها من كونها الميدان الذي يجمع العلوم كلها ويربط ما بينها كيما تبقى النشاطات والعلوم التي يمارسها الإنسان في تفاعل متكامل يبغي خير الإنسانية جمعاء. كما أن الفلسفة هي الأم التي مازالت العلوم باتجاهاتها وأنماطها المختلفة تنفصل عنها مع بقاء روابط تجمع بها، ذلك أنه لابد لمعقولية أي علم، وبرمجة خطواته ومنهجة مواضيع دراسته، من الارتكاز على فلسفة تسوّغ وجوده وضرورته وأهميته.
إن موضوعات الفلسفة تتمحور حول «ماوراء الطبيعة» ومشكلات الطبيعة الكبرى والوجود والصيرورة. إلا أن من مواضيعها ما هو قريب من التعبير عن واقع الحياة العقلية كالمنطق وتحليل أنماط التفكير، كما أن موضوعات كثيرة تتناولها العلوم الاجتماعية المعاصرة كانت قد شغلت بال الفلاسفة القدامى حتى العصر الحاضر: فمسألة البنيان الاجتماعي وألوان النشاط الإنساني حظيت بالقسط الأوفر من اهتمام الفلاسفة، منذ أفلاطون في «جمهوريته»، وأرسطو في «سياساته».
وهكذا فإن علم الاجتماع علم منفصل عن الفلسفة ومستقل بذاته ولكن هذا لاينفي أن يعود إليها من آن لآخر مستفيداً ما تقدمه.
وعلى صعيد آخر يرتبط علم الاجتماع وعلم السكان بروابط يجمعهما على مستوى واحد، هو صعيد السكان الذي لاتقوم للمجتمع قائمة إلا بهم، ولكن ما يميز أحدهما عن الآخر هو طريقة تناول الظاهرة بالدرس والتحليل. فالهجرة ظاهرة ذات أبعاد سكانية وأخرى اجتماعية، فإذا اتجهت دراسة الهجرة مثلاً إلى أسبابها وعواملها ونتائجها فالدراسة عندئذ في نطاق علم الاجتماع، أما حين تتجه الدراسة إلى حركة السكان، وبحث أثرها في التركيب العمري للسكان ومعدلات الأعمار وما إلى ذلك فإن الدراسة تكون عندئذ في إطار علم السكان.
وأما علاقة علم الاجتماع بعلم الإحصاء فتبرز في الموضوع وهو الإنسان، غير أن علم الإحصاء يختلف عن علم الاجتماع من جهة معالجته للموضوع ذاته، فهو ينتج طريقة القياس بقصد كشف لون أو ألوان التحرك الإنساني، أو الوجود البشري على نحو معين معتمداً لغة الأرقام أساساً في عمله.
وتتجلى العلاقة واضحة بين علمي الاجتماع والأنثروبولوجية في كونهما يدرسان مواضيع اجتماعية واحدة. فالمجتمع والسكان والإنسان تؤلف محور رئيسية ترتكز عليها أبحاثهما ودراساتهما، فالأنثربولوجية على نحو ما، يمكن النظر إليها على أنها دراسة السكان القدامى والمجتمعات التي سلفت، إنها، من هذا المنظور، محصلة تاريخ العلوم الاجتماعية. ومن الواضح أن وحدة البحث والتحليل في الأنثربولوجية هي المجتمع المحلي، غير أن الأنثربولوجية الاجتماعية، وهي فرع حديث من الأنثربولوجية، تدرس مجتمعات معقدة معاصرة، مستخدمة مفهوم الحضارة في التحليل، وقد شاع استخدام هذا المفهوم في البحوث الأنثربولوجية، حتى أصبح من سماتها المميزة. ومقابل ذلك فإن مفهوم المجتمع هو ما يميز الدراسات في علم الاجتماع. ويذهب بعض علماء الاجتماع، أمثال تالكوت بارسونز وكروبر إلى التمييز نظرياً بين هذين العلمين، الاجتماع والأنثربولوجية، على أساس استخدام الباحثين للمفهومين: مفهوم الحضارة ومفهوم المجتمع.
أما علماء الاقتصاد المعاصرون فإنهم لايختلفون في أن للظواهر الاجتماعية الأثر الكبير في علم الاقتصاد، ويكون اعتماده عليها أساسياً. فهو يتناول مسائله بالدرس والتحليل من جهة علاقتها بالمجتمع، حتى إن كثيراً من الاقتصاديين يرون أن الأساس في عملهم ليس الاقتصاد بل الاقتصاد السياسي، أي الاقتصاد من جهة علاقته بالمجتمع، لأنه علم يوجه عنايته لخدمة المجتمع. كما أن دراسة هذه المواد من زاوية علاقتها بالتحرك الإنساني يعطيها بعداً اجتماعياً وصورة مثلى، على أساس أن الواجب الأول هو توفير الرخاء والرفاه لأفراد المجتمع كافة. فلاعجب إذا احتل علم الاقتصاد مكانة بارزة ضمن مجموعة العلوم الاجتماعية التي تتبادل التأثير مع علم الاجتماع وترتبط به بوشائج متينة، انطلاقاً من ناحيتي وحدة الموضوع ووحدة الهدف.
كما أن العلاقة بين علم الاجتماع والسياسة تظهر جلية ضمن إطار السياسة الاجتماعية. فعمليات تسييس الأفراد معروفة منذ القدم، وقد ظهرت فيها نظريات كثيرة، مثل محاولات تنظيم النسل أو تحديد حجم مجتمع مدينة ما، أو برامج تشجيع الزواج. كما يعدّ توصيف المحاولات المؤدية إلى الاستعمار، على سبيل المثال، والغزو، واحتلال أراضي الغير بوصفها بلداناً غنية بالموارد الطبيعية أو مصادر الخيرات، ضمن شبكات علاقة علم الاجتماع بالسياسة.
ولما كان السلوك البشري والظواهر التي تسود في المجتمع والتي تؤلف محاور ينطلق منها الفعل الإنساني بجانبيه الواعي وغير الواعي هو مجال اهتمام علم النفس وعلم الاجتماع، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أن موضوعاتهما متماثلة، غير أنها في الواقع لاتتطابق تماماً، كما أن شكل المعالجة يختلف بين العلمين لأن علم الاجتماع يتناول الإنسان بالدراسة لا على أساس أنه فرد، بل على أساس أنه ضمن مجموعة بشرية ينتمي إليها، وأنه واقع في بوتقة التحرك الإنساني. ومع ذلك كله يبقى صحيحاً أن كلاً من العلمين يأخذ بمعطيات الآخر وتتشابك نتائجهما، وهما يغنيان العلوم الاجتماعية ويأخذان منها معطياتها على مبدأ التأثير المتبادل الذي يحكم جملة العلوم الاجتماعية.
المنهج وطرائق البحث في علم الاجتماع
تتعدد مناهج العلم في سبر الواقع بتعدد الفلسفات العلمية السائدة في الحقب التاريخية المتلاحقة، وترتبط تلك المناهج بالظروف الموضوعية المكوّنة لتلك الفلسفات، وتبعاً لذلك فإن بنية المجتمع تعكس أنماطاً من طرائق التفكير العلمي، تتعدى النطاق الاجتماعي إلى بقية مجالات المعرفة الأخرى، كما تمثل النقلة من مرحلة إلى أخرى في التحولات الاجتماعية تغيراً في طريقة التفكير الإنساني، ونمط المعرفة السائدة.
ولقد كان المنطق الصوري، أو الشكلي، في رأي بعض الفلاسفة، ولمدة زمنية طويلة، الطريقة العلمية الوحيدة لاكتشاف ظواهر ومسائل جديدة في الكون والمجتمع. غير أن العلماء تمكنوا إبان عصر النهضة من اكتشاف وسائل جديدة في العلوم الطبيعية والوضعية عن طريق استقراء الواقع، والملاحظة المباشرة من دون الرجوع إلى المبادئ الأولى لأحكام المنطق الصوري. وكان لتلك الاكتشافات أثر عظيم في نقل الفكر العلمي المعتمد على استنباط النتائج من الواقع باستقرائه وملاحظة حوادثه.
وقد شهد الفكر الإنساني نمطاً ثالثاً في البحث عن الحقيقة كان عمادها المنطق الجدلي، وكان تحمس بعض العلماء لهذا النوع من المنطق شديداً إلى حد جعل هيغل يقول في مقدمته لكتاب المنطق: «إنه لايعلم طريقة صالحة سوى طريقة الجدل في الكشف عن أمور الطبيعة والمجتمع».
وقد يطول استعراض طرائق العلم في سبر الواقع والمراحل التي مر بها تاريخ الفكر الإنساني، غير أن المهم هنا تسليط الأضواء على التفاعل المستمر ما بين العلم وبنية المجتمع سواء أكان العلم طريقة في البحث، أم معارف متراكمة تؤثر في البنية الاقتصادية والاجتماعية وتتأثر بها. فالعلم بطريقته ومعارفه - مع أنه نتاج الظروف الموضوعية - يؤثر في تغيير البنية الاقتصادية لما يطرحه من معارف تستخدم في وسائل التقدم التقني وخلق الظروف الجديدة في التفاعل الاجتماعي.
وتتكون عناصر الاستراتيجية المنهجية في علم الاجتماع من جملة مسائل تبرز في مقدمتها طرائق البحث المعتمدة في سبر الواقع الاجتماعي وهذه الطرائق هي الطريقة التاريخية، والمقارنة، وتحليل المضمون، والمسح الاجتماعي، ودراسة الحالة، والطريقة التجريبية.
الطريقة التاريخية: تعرف الطريقة التاريخية بأنها استخلاص المبادئ عن طريق الماضي، وتحليل حقائق المشكلات البشرية والعوامل أو القوى التي أثرت في الحاضر وجعلته على ما هو عليه. فالطريقة التاريخية في ذلك تنظر إلى المعلومات التاريخية على أنها مركبات للقوى الاجتماعية، وتصف الظواهر الاجتماعية بأنها عمليات اجتماعية مركبة ومترابطة ومتشابكة. وهي بذلك توضح ماهية الظاهرة المدروسة في عصورها المختلفة وتمكن الباحث من الوصول إلى استنتاجات وتعميمات عامة، وذلك باستخدام مجموعة من الوسائل والتقنيات يلجأ إليها الباحث بغية الوصول إلى حقيقة الظواهر الاجتماعية.
وتنبع أهمية الطريقة التاريخية من أن الحياة الاجتماعية متطورة ومتغيرة ومتجددة لاتعرف الجمود ولا التوقف، ويحتاج فهمها فهماً كلياً إلى تعرُّف طبيعة ما تحتضنه من أمور متنوعة ترافق مراحل نموها المختلفة.
إن الظواهر التاريخية متشابهة، إلا أنها تحدث في قرائن تاريخية متباينة، ويمكن اكتشاف أسبابها وتعليلها عن طريق دراسة كل من هذه التطورات دراسة مفصلة، ولكن لن ينجح الباحث في ذلك إذا نظر إلى تلك الظواهر بطريقة تتخطى المراحل التاريخية بمجملها، ولابد للباحث الاجتماعي هنا من فهم الظاهرة الاجتماعية المدروسة ضمن المنظور التي كانت سائدة فيه، لا أن يستخدم مفاهيم عصره لفهم ظاهرة تاريخية عابرة.
تستخدم الطريقة التاريخية في البحوث الاجتماعية بقصد الوصول إلى المبادئ والقوانين العامة التي تحكم الظواهر الاجتماعية في إطارها التاريخي. واعتماد الباحث الاجتماعي الطريقة التاريخية في بحث ما لايقتصر على الوقوف عند هذا الماضي فحسب، بل يرتبط بالقدر الذي يمكنه من تتبع نشأة العمليات الاجتماعية ونموها، ودراسة أثر ذلك، وتحديد الظروف التي أحاطت بها لمعرفة طبيعتها، وما تخضع له من قوانين ومؤثرات تقوم بدور مهم في نشأتها وتطورها، ففي ضوء الماضي يمكن فهم حاضر الشيء وتطوره في مراحل نموه المختلفة. ومن جهة أخرى فإن الماضي يتيح بلورة صورة ما يمكن أن يحمله المستقبل، ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك فيقرر أن الحاضر ما هو إلا نتاج الماضي، إذ إن حياة أية جماعة وما يسود فيها من أنظمة اجتماعية مختلفة تتصل اتصالاً وثيقاً بماضي هذه الجماعة وتاريخها.
وإن مما يدعو على استخدام الطريقة التاريخية في بحث الظاهرات الاجتماعية، طبيعة هذه الظاهرات المميزة لها فمن طبيعتها أنها لاتعيش في عصر الجيل الواحد (كجيل الفرد الحاضر) بل تعيش في وجود الجماعة، الذي بدأ في الماضي ماراً بمرحلة الحاضر متجهاً نحو المستقبل، لذلك يكون من الضروري في دراسة هذه الظاهرات دراسة وجودها في ماضيه، إضافة على دراسة حاضره.
وباختصار شديد، إن انتهاج الطريقة التاريخية في علم الاجتماع طريقة علمية في البحث والاستقصاء يمكن الباحث الاجتماعي من دراسة منشأ الظاهرة، ومقارنة النشوء الأقدم بالحاضر، وبيان العوامل التي تقف وراء التبدل والتغير في سمات الظاهرة وأعراضها.
طريقة المقارنة: تشمل طريقة المقارنة إجراء مقارنات بين ظاهرتين اجتماعيتين أو أكثر، بقصد الوصول إلى حكم معين بوضع الظاهرة في المجتمع، والحكم هنا مرتبط باستخلاص أوجه التشابه أو التباين بين عناصر الظاهرات موضوع الدراسة لتحديد أسس التباين وعوامل التشابه. وطريقة المقارنة لذلك هي نوع من البحث يهدف إلى تحديد أوجه الخلاف والتشابه بين وحدتين فأكثر. وتتمثل المقارنة في ثلاثة أبعاد: بعد تاريخي يقارن بين أوضاع الظاهرة في مراحل تاريخية متعاقبة، وبعد مكاني يقارن بين الظاهرة في مكان معين ووجودها في مكان آخر، وبعد ثالث هو البعد الزماني المكاني الذي يقارن بين وجود الظاهرة في مكان ما وزمان معين مع وجودها في أمكنة أخرى وأزمنة متباينة.
فالبحث الاجتماعي بطريقة المقارنة يتناول من جهة، تغيرات الحادث الاجتماعي في مجتمع واحد، إذ تتم دراسة التغيرات المتتالية ومقارنتها بعضها مع بعض في آن واحد للخروج بنتائج يمكن تعميمها حول هذا الحادث الاجتماعي من خلال تطوره التاريخي. ويتناول، من جهة ثانية، تغيرات الحادث الاجتماعي في عدة مجتمعات من جنس واحد، إذ تدرس تغيرات هذا الحادث الاجتماعي في تطوره التاريخي ولكن في عدة مجتمعات من جنس واحد كالمجتمعات العربية، ويعني بذلك توسع دائرة المقارنة، لتشمل عدداً من المجتمعات المنسجمة فيما بينهما أي الجنس نفسه. ثم إن البحث الاجتماعي يتناول، من جهة ثالثة، تغيرات الحادث الاجتماعي في عدة مجتمعات من أجناس مختلفة، أي أنه يقوم بدراسة الحادث الاجتماعي وتغيراته في عدد من المجتمعات.
ويزداد في البحوث الاجتماعية، ولاسيما تلك التي تستخدم فيها المقارنات الكمية، الاعتماد على الرياضيات والطرائق الرياضية فيتناول البحث الاجتماعي معطيات علم الإحصاء ليصبها في دراسته الاجتماعية للظواهر والحوادث الاجتماعية.
http://www.startimes.com/f.aspx?t=22244559

hano.jimi
2012-02-27, 18:32
ارجو المساعدة جزاك الله : بحث حول نشإت علم السكان وتطوره التاريخي

جغرافيا السكان


Ping this!


موضوع: جغرافيا السكانا
1 – أهمية الدراسات السكانية وتطورها :
تكتسي الدراسات السكانية طابعا متميزًا بالنظر إلى أهميتها من الوجهة النظرية والعملية باعتبارها المؤشر الأساسي لمعرفة حاجيات المجتمع المادية، كالصحة والتعليم والدور الثقافية والرياضية وغيرها من الحاجيات التي لا يمكن الاستغناء عنها، بالنظر إلى دورها المركزي في حياة السكان اليومية، أما من الوجهة الاقتصادية فإن الدراسات السكانية لها دورها أيضا في معرفة عدد السكان النشطين وغير النشطين، وتوزيع القوى العاملة على مختلف النشاطات الاقتصادية كالزراعة والصناعة والتجارة من أجل معرفة التوازن من عدمه على مستوى هذه النشاطات، وقد أصبحت الدراسات السكانية في عالم اليوم بمثابة المؤشر للدلالة على الرفاه الاجتماعي أو نقصه من خلال المقارنات العديدة التي تقدمها هذه الدراسات في ضوء الكثير من المشاكل الاقتصادية المطروحة على مستوى كل دولة، وبالتالي فقد زاد الاهتمام بهذه الدراسات من قبل دول العالم، وأصبحت لها فروعُ مستقلة تهتم بتطور السكان العددي والجنسي والعمري، وغيرها من التفاصيل التي هي من صلب هذه الدراسات، وقد زاد الاهتمام أكثر بهذه الدراسات خلال السنوات الأخيرة بحكم التطور الاقتصادي والتكنولوجي، وما أفرزه من إيجابيات وسلبيات حتمت على العالم دخول هذا العلم من بابه الواسع، وتأسست منظمات وهيئات دولية تهتم بالجانب السكاني كمنظمة اليونيسف التي تهتم بالأطفال، والمنظمة العالمية للتغذية والزراعة التي تهتم إلى جانب اهتمامات أخرى بالسكان الفقراء في العالم وبالدول الأكثر فقرًا، ونتيجة لذلك فقد شكل القسم الخاص بالتنمية والسكان قسما هامًا داخل مبنى الأمم المتحدة.
التطور التاريخي لعلم السكان :
في واقع الأمر فإن علم السكان أو الدراسات السكانية ليس علمًا جديدًا أو حديث النشأة، بل تعود جذور تأسيسه إلى عهد الإغريق الذين اهتموا بوصف الظواهر الكونية والفلكية مثل دراسة الأرض ووصف البلدان والمجموعة الشمسية وخطوط الطول ودوائر العرض، ومواقع النجوم والأجرام السماوية، وترك الإغريق تراثا حافلا بالمعلومات (مثل كتاب الجغرافيا) لبطليموس و(كتاب الجغرافيا) لسترابون، وساهم العرب أيضا في هذا العلم من خلال اكتشافهم لأقاليم جديدة من العالم لم تكن معروفة من قبل.
كما ساهمت الكشوفات الأوروبية في كشف العديد من المناطق كالعالم الجديد وغيره من الجزر في المحيط الهادي الأطلسي، وكانت هذه الكشوف بمثابة وثبة حقيقية في تطوير هذا العلم وإعطائه صيغ جديدة ومنافذ جديدة يطل من خلالها على سلالات بشرية مختلفة من حيث العادات والتقاليد والأديان والأعراف.
والحقيقة فإن مفهوم الديموغرافيا من حيث الاصطلاح تنقسم إلى كلمتين ديمو ومعناها السكان وغرافيا ومعناها وصف فالديموغرافيا تعني (وصف السكان)، وقد ورد هذا المصطلح في كتب الإغريق القدامى، وهم أول من بحث في هذا العلم وأعطوه هذا الاسم الذي بقي متداولا إلى يومنا هذا، وعلى هذا الأساس فإن الدراسات السكانية أو علم السكان أو الديموغرافيا هي أسماء لعلم واحد أو موضوع واحد.
أما جغرافية السكان فموضوعها يختلف تماما عن علم السكان، باعتبار الجغرافي هو الذي يقوم بوصف الحقائق بالعلاقة مع بيئتها الحاضرة، دارسًا مسبباتها وخصائصها الأصلية ونتائجها المتوقعة، في حين يقوم الديموغرافي Démographe بوزن وتحليل الحقائق الديموغرافية وإعطاء نتائجها.

الإحصائيات العامة للسكان
1 – النظرة الديموغرافية إلى المجتمع السكاني : إن التصوير الرقمي لمجتمع سكاني (بشري) يعرف بعلم السكان (الديموغرافية)، وينظر إلى المجتمع السكاني كمجموعة من الأشخاص ممثلة بإحصائيات معينة، إذن فالإحصائيات السكانية هي مادة البحث في علم السكان، إذن فالإحصائيات السكانية تشمل معلومات شخصية من الأفراد كالموطن الأصلي ومكان الإقامة وحالتهم الزواجية وعدد أفراد أسرهم ومستواهم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، ومن هنا فإن أي نقص في المعلومات السكانية الضرورية التي تجمع أثناء عملية التعداد، أو جمع البيانات الإحصائية يعد معرقلا للبحث السكاني الكامل، وقد دعت الضرورة إلى ترتيب المعلومات السكانية وتصنيفها مع وضع تعريفات لها، وهذه الأخيرة اتفق عليها علماء السكان في المؤتمرات الدولية، وعلى أية حال فقد بادر مكتب الأمم المتحدة للإحصاء لجمع هذه المعلومات ونشرها في نشراته، ومهما كانت هذه المبادرات فلابد من مصادر إحصائية للسكان.
أ – المصادر الإحصائية لدراسة السكان : من بين المشاكل المطروحة على مستوى الإحصاءات هي عدم الدقة فيها، وهذه الأخيرة تعتبر أهم عقبة تعترض سبيل أية دراسة سكانية، كما أن جغرافية السكان تعاني من عدم اكتمال التعدادات الدورية والإحصاءات السنوية، كما تشكو من نقصها، وعدم توافق تواريخها ومدلولاتها التي تختلف من دولة إلى أخرى، وأهم المصادر الإحصائية لدراسة السكان هي :
1 – السجلات الحيوية : وتعد هذه الوسيلة من الوسائل الهامة، وهي عبارة عن إحصائيات سنوية تهتم بتسجيل المواليد والوفيات والزواج والطلاق تسجيلا قانونيا، وهذا التسجيل القانوني شيء جديد لم يكن متبعا من قبل.
وباختصار فهي تتناول كل الحوادث التي تخص دخول الفرد إلى الحياة وخروجه منها، بالإضافة إلى التغيرات في حالته المدنية، وقد بدأت هذه التسجيلات في أوروبا في القرن السادس عشر عندما كانت الكنيسة تقوم بهذه المهمة، وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر بادرت بعض الدول الأوروبية بالقيام بهذه التسجيلات، وفي مقدمتها السويد التي قامت بإنشاء إدارات مدنية تحل محل الكنيسة في تسجيل هذه الإحصاءات بطريقة منظمة، أما في العالم الجديد فلم تنشأ هذه الإدارات إلا مؤخرًا، والواقع فإن عدم الثقة في الأرقام لا يزال قائما خاصة بالنسبة للإحصاءات المتعلقة بوفيات الأطفال وأسبابها، إذ لا تتوفر بإفريقيا إلا بنسبة قدرها %23 مقارنة مع مجموع سكان هذه القارة، و%44 بالنسبة لسكان آسيا و%50 بالنسبة لسكان أمريكا الجنوبية و%85 بالنسبة لسكان أوروبا و%87 بالنسبة لسكان أوقيانوسيا و%98 بالنسبة لسكان أمريكا الشمالية، وليست الإحصاءات الخاصة بالمواليد بالأحسن، والحقيقة التي لابد منها هو أن معدلات المواليد الخام ومعدلات الوفيات الخام لا تزال غير متوفرة لما يقارب نصف سكان العالم، وتتركز كبريات النسب في العالم الأقل نموًّا، كما أن البيانات المتعلقة بالزواج والطلاق لا تتوفر بالنسبة لثلثي سكان العالم، أما أسباب عدم الدقة في السجلات الحيوية فيمكن تلخيصها في الآتي :
1 – عدم تسجيل المواليد بالمناطق النائية في كثير في كثير من دول العالم.
2 – إغفال تسجيل المواليد الإناث بحكم العادات والتقاليد في كثير من دل العالم الثالث.
3 – العديد من الأطفال يموتون قبل تسجيلهم في السجلات الحيوية.
4 – تسجيل المولود الجديد إذا بقي حيا لمدة 24 ساعة (كما هو الحال بالنسبة لإسبانيا).
5 – أثبتت الدراسات بأن (من 1 - %2) من مجموع المواليد لا تدخل في الإحصاءات حتى في الوقت الحاضر.
6 – تسجيل الوفيات الرضع دون الإشارة إلى (الجنس) ذكر أم أنثى.
7 – الخلط بين الزواج الرسمي وغير الرسمي خاصة بالنسبة للأقطار الأوروبية إذ لأن الانفصال لا يترتب عنه تسجيلا قانونيا، وبالتالي لا يدخل في السجلات الحيوية.
2 – سجل السكان : هناك بعض الأقطار الأوروبية وتأتي في مقدمتها اسكندينافيا قامت بإنشاء ما يسمى بالسجل الدائم للسكان، وهو عبارة عن ملف خاص بكل فرد يفتح عند الولادة، ويغلق بوفاة الفرد وهذا الملف أو السجل يرافق الفرد في الحل والترحال وتسجل كافة المعلومات المتعلقة بالفرد، إلا أن مثل هذا السجل يقتضي جهازًا إداريا كفؤا ووعيا كبيرًا لدى الأفراد والعائلات، وهذا السجل لم يجر العمل به بالنسبة للدول السائرة في طريق النمو بتاتًا.
3 – طريقة المسح بالعينة : وهذه الطريقة يجري العمل بها في البحوث السكانية وتهدف أول ما تهدف إليه الوصول إلى أقصى درجة من الدقة من أجل المعرفة الدقيقة لأحوال السكان وطبائعهم وأوضاعهم العائلية وطرائق معيشتهم، والحقيقة فإن هذه الطريقة تعد مختصرة للجهد والمال الذي تتطلبه التعددات السكانية العامة، وعلى الباحث أن يختار العينة أو العينات المعبرة من اجل الحصول على بيانات قد تشمل سكان منطقة معينة أو سكان الدولة، ككل من أجل تبيان كل أو بعض خصائص السكان، إذن فهذه الطريقة استنتاجية تقوم على التعميم من الجزء إلى الكل، كما أنها أصبحت من العوامل المكملة للتعددات.


http://www.sciencesway.com/vb/showthread.php?t=33813

hano.jimi
2012-02-27, 18:34
ارجو المساعدة جزاك الله : بحث حول نشإت علم السكان وتطوره التاريخي



وهذا كتاب في ...


علم الاجتماع



Sociology





محمد صفوح الأخرس





جمع وترتيب:
واس

المصدر :
الموسوعة العربية


يهتم علم الاجتماع Sociology بدراسة المجتمع وما يسود فيه من ظواهر اجتماعية مختلفة دراسة تعتمد على أسس البحث العلمي بغية التوصل إلى قواعد وقوانين عامة تفصح عن الارتباطات المختلفة القائمة بينها.
ويتضح من هذا التعريف أن موضوع علم الاجتماع هو المجتمع الإنساني، وأن ما تطرحه الجماعات الإنسانية من ظواهر ومسائل اجتماعية هي مجال الدراسات الاجتماعية، ويقوم علم الاجتماع بدراسة تلك الجماعات من حيث هي مجموعات من الأفراد انضم بعضهم إلى بعض بعلاقات اجتماعية تختلف عن الفئات الإحصائية التي تشير إلى أفراد لارابط بينهم.
وعلم الاجتماع، من هذا المنظور، يسعى إلى معرفة الحياة الاجتماعية، عن طريق الحصول على بيانات صادقة من الواقع الاجتماعي بوسائل وأدوات تتطور مع تطور العلوم ذاتها، فالعلم مجموعة من المعارف وطريقة للعمل على حد سواء، والظواهر الاجتماعية تخضع للبحث العلمي الدقيق إذا ما اتبع في دراستها منهج علمي يماثل في أسسه ومنطقه ما هو معتمد في مجالات علمية أخرى.
وهكذا يعالج الباحث في علم الاجتماع الأفعال الاجتماعية ذات المعاني المشتركة، والأشكال التي تتخذها العلاقات المتبادلة في الحياة الاجتماعية، بقصد البحث عن الظواهر والنظم الاجتماعية والكشف عن المبادئ التي تحدد طبائعها، ليصل الباحث الاجتماعي إلى مقارنة البيانات الإحصائية من جوانبها المختلفة وفي أوقات متعددة، وبذا تتضح له معالم الحياة الاجتماعية والوقائع الاجتماعية، ويتعرف النظم السائدة، فيمكنّه ذلك من إصدار الأحكام والقواعد والقوانين العامة التي تخضع لها تلك الظواهر.
وتعتمد أصول البحث في علم الاجتماع على مبادئ أساسية مستمدة من النظرية العامة للمجتمع وعلى منهج علمي في البحث مستقى من طرائق العلم في المعرفة، وعلى طرائق وأدوات ووسائل في التحليل ترتبط بالتقدم العلمي والتقني (التكنولوجي)، وتتفاعل تلك العناصر فيما بينها لتولد نسقاً فكرياً وعملياً يمكِّن من تعرّف الواقع الاجتماعي في حقبة تاريخية معينة، وتتطور أصول المعرفة بتطور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتتأثر بها، لذلك فإن المعرفة التي تتولد بالرجوع إلى تلك الأصول تبقى نسبية ويجب أن تمتحن في ضوء تلك التطورات.
وعلى الرغم من ذلك التشابك في عناصر الاجتماع، وتأثرها بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة، فإنها تتمايز على المستوى التحليلي. والإشكالات الأساسية التي قد توجد على المستوى النظري تختلف عن تلك التي تصادف على مستوى المنهج، أو تجابه في أدوات التحليل ووسائله. لذلك لابد من معالجة كل منها بوجه منفصل عن الآخر، على أن يؤخذ بالحسبان تشابك تلك العناصر وترابطها في الواقع العملي، وإن أي خلل في أحدها يؤثر في العناصر الأخرى، ويكوّن معرفة اجتماعية لاتقدم عندئذ صورة صادقة عن الواقع اجتماعي موضوع الدراسة.
إن تفسير الواقع الاجتماعي يجب أن يتم بالرجوع إلى النظرية الاجتماعية العامة، والمقولات النظرية التي تحدد المرتكزات الرئيسية، والأبعاد الحقيقية للمسائل الاجتماعية في سبيل استشفاف الواقع الاجتماعي. ثم إن تلك المقولات النظرية يجب أن تمتحن في ضوء الواقع الاجتماعي نفسه، وفي ضوء التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تتم فيه لأن ذلك الواقع هو المحك الأول والأخير لصحة تلك المقولات والافتراضات المجردة ودقتها. فأي تطور في النظرية الاجتماعية يؤدي إلى فهم أعمق للواقع الاجتماعي، كما أن امتحان النظرية في الواقع يطرح أبعاداً جديدة في النظرية. وتأسيساً على ذلك فإن أي تفسير للواقع الاجتماعي لايأخذ في حسابه هذا التفاعل بين النظرية والواقع هو تفسير مغلوط ويتسم بفقدان حلقة أساسية تربط ما بين النظرية والواقع. والتفاعل بين العناصر السابقة لايتحدد باتجاه وحيد، أي بعلاقة سبب ونتيجة أو تابع ومتحول، وإنما في علاقة تكاملية وفق إطار تنموي وحركي.
نشأة علم الاجتماع وتطوره:
لاينفصل تاريخ الفكر الاجتماعي عن تاريخ الفلسفة الاجتماعية، فقد ارتبط علم الاجتماع في نشوئه بالفلسفة، شأنه في ذلك شان بقية العلوم. غير أن هذا الارتباط أخذ يتوضع على مستوى النظرية الاجتماعية، ويتميز في أدوات التحليل وأساليب البحث الاجتماعي، في حين بقي الارتباط وثيقاً بين الفلسفة الاجتماعية والنظرية الاجتماعية.
فعلم الاجتماع لايستطيع فهم الواقع فهماً صحيحاً من دون إطار فلسفي يرجع إليه في تجريد الظواهر الاجتماعية والربط بين معطياتها ومعطيات التاريخ والمجتمع، كما أن أي فلسفة اجتماعية تبتعد عن الواقع وتستند إليه تصبح ضرباً من التفكير المجرد الذي يصعب امتحانه.
وأخذ علم الاجتماع في التطور بعد أن حقق استقلاله الذاتي بفعل تعقد الحياة الاجتماعية، فتشعب إلى ميادين متعددة يشمل كل منها جانباً من جوانب الحياة الاجتماعية.
وفي نطاق هذا التخصص لم يفقد علم الاجتماع ارتباطه الوثيق بالعلوم الاجتماعية الأخرى، فبقيت بينه وبينها اهتمامات مشتركة وموضوعات متماثلة لاهتمامه بدراسة السلوك الاجتماعي الإنساني، فهو في ذلك علم قديم النشأة، يمتد في جذوره إلى ابن خلدون (808هـ/1405م) [ر] الذي أرسى الدعائم الأولى لعلم الاجتماع وأعطاه اسم «علم العمران». وقد أشار ابن خلدون إلى أن سابقيه لم يكتبوا في هذا الميدان الذي يعد بتقديره أهم معيار لصحة الأخبار. وبفرض أنهم فعلوا ذلك، فإن كتاباتهم لم تصل إليه. ويشير إلى ذلك في مقدمته بقوله: «وكأن هذا علم مستقل بذاته: فإنه ذو موضوع وهو العمران البشري والاجتماع الإنساني، وذو مسائل: وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى». وكأن ابن خلدون قد وعى أنه أسس بعمله هذا علماً جديداً عظيم الأهمية حين قال في مقدمته «وأعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة».
وعلم العمران عند ابن خلدون يتفرع إلى ميادين متعددة، فبعض ما كتبه قد تناول ميدان علم الاجتماع السياسي حينما أشار إلى الدولة، وضرورتها وقيامها، كما تناول بالدراسة ما يسمى في هذه الأيام «علم الاجتماع الاقتصادي» فبحث فيه: الصنائع وأشكال كسب الرزق وقوانين حصول الازدهار والضمور الاقتصاديين، كما درس العلوم والآداب والفنون من الناحية الاجتماعية، أي إنه تناول ما يسمى اليوم «علم الاجتماع الثقافي».
ولقد قدم في كتاباته لمحة عن كل ميدان من هذه الميادين تعد دراسات تمهيدية كافية لمن يريد أن ينطلق منها ليتعمق في موضوعاتها.
واكتسب علم الاجتماع أبعاده الحقيقية في أواسط القرن التاسع عشر، حينما حدد الرياضي الفرنسي أوغست كونت الإطار العام لهذا العلم مبتكراً اسمه المعاصر وهو «علم دراسة المجتمع» وعرفه بأنه: «علم دراسة قوانين ظواهر المجتمع». ومن هذا التعريف يستنتج أن توضيح العلاقات ما بين ظاهرة وأخرى بغية استخلاص قوانين عامة، أو ثوابت تشرح العلاقات وتنظمها، هو الشيء المهم لديه.
وكان للمهندس الإنكليزي هربرت سبنسر الأثر البالغ في إيجاد علم مستقل يبحث في الحياة الاجتماعية وظواهرها بوجه عام.
ومع أن كلاً من العالمين كان يعمل بمفرده، مستقلاً عن الآخر، فقد توصلا إلى ضرورة بحث الظواهر التي ترتبط بالحياة الاجتماعية بطريقة تتميز من طرائق تناول الظواهر الفيزيائية والكيماوية والحيوية، ونتج لديهما أن الظواهر الاجتماعية يجمعهما علم متكامل مستقل، هو علم الاجتماع الذي يهتم بدراسة سلوك الإنسان اجتماعياً.
وقد أرجع ماركس المتغيرات السياسية والسكانية والاجتماعية والفكرية كلها إلى النظام الاجتماعي السائد، ورأى أن للظروف الاجتماعية والاقتصادية أثراً كبيراً في تلك المتغيرات، فالسياسة الفكرية والأخلاقية والاجتماعية والسكانية هي جزء من السياسة العامة للدولة وهذه السياسة ترتبط بالمصالح الطبقية لبعض الأفراد.
ويلاحظ من عرض النظرية الاجتماعية عند ماركس أن اهتمامه انصب على البحث في التغير الاجتماعي، من حيث العوامل التي تسببه، والتي تميز مجراه وتطور آلية التغير واتجاهه وأبعاده والهدف النهائي له. ورأى ماركس أن العامل الحاسم في تطور المجتمع يكمن في التحولات التي تتم في قوى الإنتاج وعلاقاته، أي بالتحولات التي تتم في نطاق البنية التحتية، والتي تنعكس آثارها على مستويات البنية الفوقية غير أن ذلك لايعني أن جهة التغير تتم بوجه آلي ومطلق، فالتغيرات في البنية الفوقية تتوقف على شدة التفاعلات والتحولات في البنية التحتية، كما أن البنية الفوقية تعكس آثارها على مستويات البنية التحتية فتوفر الشروط الكافية للتحول الاجتماعي.
ويعد ماكس فيبر (1864 - 1920) واحداً من أهم واضعي أسس المقولات النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، وهو بالتأكيد من أكثر علماء الاجتماع اهتماماً بمسالة الموضوعية في البحوث الاجتماعية. كما تعدّ بحوثه في الاقتصاد والسياسة والإدارة مراجع رئيسية للعاملين في تلك الميادين. وينظر إلى دراسته في نشوء الرأسمالية الصناعية في أوربة الغربية على أنها من أبرز المعالم التي تميز كتاباته، وقد أراد في تلك الدراسة، التي صنف فيها مؤلفاً خاصاً ربط فيه موضوع الدراسة باسم الكتاب، أن يطل على مسائل التغير الاجتماعي من خلال تحليله للعلاقة بين الأخلاق البروتستنتية والروح الرأسمالية، وأن العامل الديني عامل مفسر لوجود الظواهر الاقتصادية، بما فيه من قيم تعد المنطلق لتغيير السلوك الاجتماعي وبالتالي البيئة الاقتصادية.
إن أعمال فيبر مثيرة ومتنوعة، واتجاهاته في البحث لم تكن واحدة في أصولها النظرية والمنهجية، ففي بعض كتاباته، ولاسيما تحليله لمجتمع الأمطار والأنهار وما ينبثق عنهما من نماذج دينية، كان أقرب ما يكون إلى تحليل ماركس في العلاقة بين البنية الاقتصادية وما ينبثق عنها من قيم وأخلاق ترتبط به أشد الارتباط، فالديانات التي نشأت في مصر وبابل على ضفاف دجلة والفرات تختلف عن الأديان التي سادت في بعض المجتمعات التي تعتد على الأمطار.
وفي مكان آخر ينتقل فيبر إلى الإلحاح على عنصر الأخلاق والقيم الاجتماعية حتى يخيل للقارئ بأن هذا العامل هو العامل الوحيد والرئيسي في تفسير ظواهر الكون والمجتمع عند فيبر.
وفي سعي العلماء لتحديد أطر علم الاجتماع أكمل دوركهايم ما بدأه أسلافه من علماء الاجتماع، وحدد طرائق بحثه كما طبق هذه الطرائق في دراسة الظواهر الاجتماعية مميزاً وموضحاً الطبيعة الخاصة والصفات التي تستقل بها ظواهر التحرك الإنساني الاجتماعي وأشكاله عن الظاهرات الفيزيولوجية والكيمياوية والنفسية وغيرها، لأن الظواهر الاجتماعية تنشأ وتتوالد في بيئة جمعية نتيجة علاقات اجتماعية، وتتحدد معالمها بنظم ومؤسسات تنصهر فيها جميع المعتقدات وضروب السلوك التي تفرضها الحياة الاجتماعية. وقد أوصله هذا إلى ضرورة وجود علم يدرس الظواهر الاجتماعية لكونها ذات طبيعة اجتماعية خاصة لايمكن ردها إلى حوادث فردية نفسية أو فيزيولوجية أو كيمياوية. واستناداً إلى ذلك عرف دوركهايم علم الاجتماع بأنه «علم النظم الاجتماعية الذي يبحث في طرائق نشأتها ووظائفها». ويلاحظ أن دوركهايم، في تعريفه لعلم الاجتماع، لم يقتصر على ضرورة دراسة النظم ونشأتها وتطورها فقط، بل تعدى ذلك إلى دراسة وظائفها وتفاعلها مع بقية النظم الاجتماعية الأخرى انطلاقاً من كونه أحد أركان المدرسة الوظيفية.
ويميز دوركهايم بين الظواهر السليمة والظواهر المعتلة في المجتمع، فيرى أن أحد المعايير الأساسية للتفريق بين النوعين السابقين هو ارتباط الظاهرة الاجتماعية بالشروط العامة للمجتمع. إنه يقرر أن الظاهرة الاجتماعية تعد ظاهرة سليمة (في حالة نموذج اجتماعي معين ومرحلة معينة من مراحل تطوره) إذا تحقق وجودها في أغلب المجتمعات، وإذا لوحظت في هذه المجتمعات في المرحلة المقابلة نفسها لذلك النموذج في أثناء تطورها هي الأخرى. فشيوع العائلات الصغيرة الحجم في المجتمعات الصناعية ظاهرة سليمة، أما شيوعها في المجتمعات الزراعية فظاهرة معتلة. إذن، فالنظرة الموضوعية إلى الظاهرات الواقعية في المجتمعات ذات الأطوار الاجتماعية المعنية تدل على سلامة الظاهرة، أو اعتلالها بوساطة معرفة العموم أو الشيوع.
وتحتل المدرسة الوظيفية مكانة بارزة لدى جمهرة من الباحثين في مجالات علمية متعددة. ولعل أهم انتشار لها كان في نطاق علم الحياة، ذلك الانتشار الذي شجع كثيراً من الباحثين والعلماء على تبني المنطلقات الرئيسية لتلك المدرسة في مجالات أخرى شملت العلوم الطبيعية والفيزيائية والكيماوية. وقد تأثرت البحوث الاجتماعية بذلك الانتشار، فاعتمد بعض البحوث مفهوم المنظومة الاجتماعية لأجل التغيرات والتفاعلات التي تتم في رحابها بغية رصدها والتعامل معها. فكان الاتجاه في تلك البحوث سائراً نحو محاولة تفسير آلية عمل النظام الاجتماعي من دون محاولة التدخل في تغيير أطره.
ويرتبط مفهوم «الوظيفة» بالغائية التي ترى أن ظواهر الحياة بأجمعها تسير إلى غاية موجهة وفقاً لنظام ثابت ومحدد، يؤثر فيه كل عضو بالأعضاء الأخرى ويستجيب لتأثيرات من تلك الأعضاء. فأعضاء البدن، مثلاً، مع أنها منفصلة ومرتبة بحسب أجهزة ووظائف محددة تسير وفق نظام ثابت ومحدد يؤثر بعضها في بعض. وكل ظاهرة بيولوجية من هذا المنظور تعدّ وظائفها علة من جهة ومعلولة من جهة أخرى. لذلك يوصف هذا النوع من العلاقات الوظيفية بالسببية الدائرية. وترمي هذه العلاقات الوظيفية إلى غاية محددة تتمثل في استمرار الحياة، فالغائية من هذا المنظور تتمثل إذن في وحدة وظيفية ضمن منظومة محددة تنتظم فيها ظواهر ووظائف محددة ومرتبة وفقاً لنظام ثابت، تتكيف متغيراتها الوظيفية تبعاً للشروط الأساسية التي تستوجب بقاء الكائن الحي في بيئته. فعملية التنفس من هذه الوجهة عملية تشترك فيها كل وظيفة من وظائف الحياة، علماً بأن الجهاز الموكل بها هو جهاز محدد منفصل عن بقية أعضاء البدن.
ويستخدم علماء الاجتماع تعبير «الوظيفة» للدلالة على ترابط الظواهر الاجتماعية فيما بينها في نسق وظيفي يوضح وظائف الأجهزة الاجتماعية التي تقوم بها في سبيل استمرار حياة المجتمع الإنساني، والتفاعلات التي تتم فيه. وتتحدد العناصر الرئيسية التي يتضمنها التحليل الوظيفي بوجود منظومة System اجتماعية ووجود حدود تحدد أطر تلك المنظومة فتميزها من بقية النظم والمعلومات، ويتقاسم الأفراد ضمن المنظومة توقعات أساسية ترتبط بالأدوار التي يقومون بها، وتعدّ هذه التوقعات شرعية من وجهة نظر المنظومة وتخدم وظائف حيوية أساسية فيها. يضاف إلى ذلك أنه لابد من وجود أهداف محددة تسعى إليها المنظومة. فالتنظيمات الاجتماعية عند بارسونز مثلاً، وفق هذا الشرط، هي منظومات اجتماعية تتوجه مباشرة نحو تحقيق أهداف محددة تعد حيوية لبقاء النظام الاجتماعي ويبرز ضمن المنظومة الاجتماعية مفهوم التبادل بين الخلايا الرئيسية بوصفه واحداً من أهم المفاهيم التي تضح اعتماد كل خلية على الخلايا الأخرى، في التفاعل المستمر والدائم. وعند حدوث أي خلل في إحدى الوظائف تتأثر ضمن المنظومة، فإذا ما فرضت على منظومة حضارية ناحية سلبية، أو نفيت منها مسألة ما، تنتابها بذلك حالة من التوتر الحضاري. ثم إن المدرسة الوظيفية تميل إلى استخدام بعض المفاهيم الأخرى الخاصة بها مثل البنية الاجتماعية والمكافأة والأنساق (الانتظام) وغيرها. وتثير المدرسة الوظيفية تساؤلات عدة في أذهان كثير من الباحثين الاجتماعيين، حول إمكان العزل والفصل ما بين آلية عمل النظام الاجتماعي والعوامل التي تتدخل في تعييره. ولعل غياب العوامل المحركة للتغير الاجتماعي في نطاق دراسات بعض أتباع تلك المدرسة كان من المحرّضات التي دعت كثيراً من علماء الاجتماع لطرح اتجاهات معاصرة في نطاق المدرسة الوظيفية، ترمم تلك الفجوات فيها وتستفيد من معطيات هذه المدرسة ونجاحها في فهم المسائل الاجتماعية. فبرزت اتجاهات معاصرة تربط بين الماركسية والوظيفية، وتستخلص عناصر التغير من الأولى من دون تحديد مسبق لأهمية كل عامل. كما برزت اتجاهات معاصرة في نطاق النظرية الماركسية تحاول أن تفهم آلية العمل ضمن المنظومة الاجتماعية بالرجوع إلى قوانين الجدل وتأكيد أهمية البنية التحتية، والتطورات التي تتم ضمنها في تحديد الوجهة الأساسية للتغيرات التي تتم ضمن المنظومة الاجتماعية من جهة، وتلك التي تؤدي إلى تغيير أطرها من جهة أخرى.
علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الأخرى:
يشترك علم الاجتماع مع العلوم الاجتماعية الأخرى في دراسة المجتمع وما ينبثق عن تكويناته من مسائل اقتصادية واجتماعية وسياسية، ولاسيما ما يتعلق منها بألوان النشاط الذي يمارسه الإنسان في علاقاته مع أبناء جنسه في المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة.
وتتعدد العلوم الاجتماعية بتعدد نشاطات الإنسان الذي يحيا في مجموعات بشرية تقيم فيما بينها علاقات متنوعة ومتعددة، تعد في جوهرها موضوعات أساسية لتلك العلوم، ومنها الاقتصاد، والسياسة، والأنتروبولوجية، والنفس، والإحصاء، والسكان، وغيرها. ويُدخل بعضهم علم اللغة ضمن مجموعة هذه العلوم.
ومع أن علم الاجتماع هو آخر علم استقل بمضمونه عن الفلسفة من بين جملة العلوم الاجتماعية، إلا أنه طبعها بطابعه الخاص فوصفت جميعها بأنها «اجتماعية». ومع أن النظرة الأولى إلى تلك العلوم توحي بأنها منفصل بعضها عن بعض، فإنها في الحقيقة تؤلف وحدة متكاملة، إنها تؤلف وحدة في كثرة، وهذه الوحدة هي كما قيل «وحدة تجمع المتعددات المتميزة» لأن هذا التمايز لايعني انفصال أحد العلوم الاجتماعية عن الإطار العام لها، ولا يعني عدم تأثره بها أو تأثيره فيها. فالعلوم الاجتماعية برمتها تتشابك في موضوعاتها. إذ إنها بعمومها تتخذ الإنسان وسلوكه أنماطاً تحركه هدفاً للدراسة مما يجعلها تترابط ترابطاً وثيقاً، ولكن الاختلاف يأتي من جهات تقع في مقدمتها أن بعض العلوم الاجتماعية ينظر إلى مسألة ما من زاوية تختلف عن التي ينظر منها بعضها الآخر وأن كيفية المعالجة متباينة في حالات كثيرة.
وتكتسب الفلسفة أهميتها ووجودها من كونها الميدان الذي يجمع العلوم كلها ويربط ما بينها كيما تبقى النشاطات والعلوم التي يمارسها الإنسان في تفاعل متكامل يبغي خير الإنسانية جمعاء. كما أن الفلسفة هي الأم التي مازالت العلوم باتجاهاتها وأنماطها المختلفة تنفصل عنها مع بقاء روابط تجمع بها، ذلك أنه لابد لمعقولية أي علم، وبرمجة خطواته ومنهجة مواضيع دراسته، من الارتكاز على فلسفة تسوّغ وجوده وضرورته وأهميته.
إن موضوعات الفلسفة تتمحور حول «ماوراء الطبيعة» ومشكلات الطبيعة الكبرى والوجود والصيرورة. إلا أن من مواضيعها ما هو قريب من التعبير عن واقع الحياة العقلية كالمنطق وتحليل أنماط التفكير، كما أن موضوعات كثيرة تتناولها العلوم الاجتماعية المعاصرة كانت قد شغلت بال الفلاسفة القدامى حتى العصر الحاضر: فمسألة البنيان الاجتماعي وألوان النشاط الإنساني حظيت بالقسط الأوفر من اهتمام الفلاسفة، منذ أفلاطون في «جمهوريته»، وأرسطو في «سياساته».
وهكذا فإن علم الاجتماع علم منفصل عن الفلسفة ومستقل بذاته ولكن هذا لاينفي أن يعود إليها من آن لآخر مستفيداً ما تقدمه.
وعلى صعيد آخر يرتبط علم الاجتماع وعلم السكان بروابط يجمعهما على مستوى واحد، هو صعيد السكان الذي لاتقوم للمجتمع قائمة إلا بهم، ولكن ما يميز أحدهما عن الآخر هو طريقة تناول الظاهرة بالدرس والتحليل. فالهجرة ظاهرة ذات أبعاد سكانية وأخرى اجتماعية، فإذا اتجهت دراسة الهجرة مثلاً إلى أسبابها وعواملها ونتائجها فالدراسة عندئذ في نطاق علم الاجتماع، أما حين تتجه الدراسة إلى حركة السكان، وبحث أثرها في التركيب العمري للسكان ومعدلات الأعمار وما إلى ذلك فإن الدراسة تكون عندئذ في إطار علم السكان.
وأما علاقة علم الاجتماع بعلم الإحصاء فتبرز في الموضوع وهو الإنسان، غير أن علم الإحصاء يختلف عن علم الاجتماع من جهة معالجته للموضوع ذاته، فهو ينتج طريقة القياس بقصد كشف لون أو ألوان التحرك الإنساني، أو الوجود البشري على نحو معين معتمداً لغة الأرقام أساساً في عمله.
وتتجلى العلاقة واضحة بين علمي الاجتماع والأنثروبولوجية في كونهما يدرسان مواضيع اجتماعية واحدة. فالمجتمع والسكان والإنسان تؤلف محور رئيسية ترتكز عليها أبحاثهما ودراساتهما، فالأنثربولوجية على نحو ما، يمكن النظر إليها على أنها دراسة السكان القدامى والمجتمعات التي سلفت، إنها، من هذا المنظور، محصلة تاريخ العلوم الاجتماعية. ومن الواضح أن وحدة البحث والتحليل في الأنثربولوجية هي المجتمع المحلي، غير أن الأنثربولوجية الاجتماعية، وهي فرع حديث من الأنثربولوجية، تدرس مجتمعات معقدة معاصرة، مستخدمة مفهوم الحضارة في التحليل، وقد شاع استخدام هذا المفهوم في البحوث الأنثربولوجية، حتى أصبح من سماتها المميزة. ومقابل ذلك فإن مفهوم المجتمع هو ما يميز الدراسات في علم الاجتماع. ويذهب بعض علماء الاجتماع، أمثال تالكوت بارسونز وكروبر إلى التمييز نظرياً بين هذين العلمين، الاجتماع والأنثربولوجية، على أساس استخدام الباحثين للمفهومين: مفهوم الحضارة ومفهوم المجتمع.
أما علماء الاقتصاد المعاصرون فإنهم لايختلفون في أن للظواهر الاجتماعية الأثر الكبير في علم الاقتصاد، ويكون اعتماده عليها أساسياً. فهو يتناول مسائله بالدرس والتحليل من جهة علاقتها بالمجتمع، حتى إن كثيراً من الاقتصاديين يرون أن الأساس في عملهم ليس الاقتصاد بل الاقتصاد السياسي، أي الاقتصاد من جهة علاقته بالمجتمع، لأنه علم يوجه عنايته لخدمة المجتمع. كما أن دراسة هذه المواد من زاوية علاقتها بالتحرك الإنساني يعطيها بعداً اجتماعياً وصورة مثلى، على أساس أن الواجب الأول هو توفير الرخاء والرفاه لأفراد المجتمع كافة. فلاعجب إذا احتل علم الاقتصاد مكانة بارزة ضمن مجموعة العلوم الاجتماعية التي تتبادل التأثير مع علم الاجتماع وترتبط به بوشائج متينة، انطلاقاً من ناحيتي وحدة الموضوع ووحدة الهدف.
كما أن العلاقة بين علم الاجتماع والسياسة تظهر جلية ضمن إطار السياسة الاجتماعية. فعمليات تسييس الأفراد معروفة منذ القدم، وقد ظهرت فيها نظريات كثيرة، مثل محاولات تنظيم النسل أو تحديد حجم مجتمع مدينة ما، أو برامج تشجيع الزواج. كما يعدّ توصيف المحاولات المؤدية إلى الاستعمار، على سبيل المثال، والغزو، واحتلال أراضي الغير بوصفها بلداناً غنية بالموارد الطبيعية أو مصادر الخيرات، ضمن شبكات علاقة علم الاجتماع بالسياسة.
ولما كان السلوك البشري والظواهر التي تسود في المجتمع والتي تؤلف محاور ينطلق منها الفعل الإنساني بجانبيه الواعي وغير الواعي هو مجال اهتمام علم النفس وعلم الاجتماع، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أن موضوعاتهما متماثلة، غير أنها في الواقع لاتتطابق تماماً، كما أن شكل المعالجة يختلف بين العلمين لأن علم الاجتماع يتناول الإنسان بالدراسة لا على أساس أنه فرد، بل على أساس أنه ضمن مجموعة بشرية ينتمي إليها، وأنه واقع في بوتقة التحرك الإنساني. ومع ذلك كله يبقى صحيحاً أن كلاً من العلمين يأخذ بمعطيات الآخر وتتشابك نتائجهما، وهما يغنيان العلوم الاجتماعية ويأخذان منها معطياتها على مبدأ التأثير المتبادل الذي يحكم جملة العلوم الاجتماعية.
المنهج وطرائق البحث في علم الاجتماع
تتعدد مناهج العلم في سبر الواقع بتعدد الفلسفات العلمية السائدة في الحقب التاريخية المتلاحقة، وترتبط تلك المناهج بالظروف الموضوعية المكوّنة لتلك الفلسفات، وتبعاً لذلك فإن بنية المجتمع تعكس أنماطاً من طرائق التفكير العلمي، تتعدى النطاق الاجتماعي إلى بقية مجالات المعرفة الأخرى، كما تمثل النقلة من مرحلة إلى أخرى في التحولات الاجتماعية تغيراً في طريقة التفكير الإنساني، ونمط المعرفة السائدة.
ولقد كان المنطق الصوري، أو الشكلي، في رأي بعض الفلاسفة، ولمدة زمنية طويلة، الطريقة العلمية الوحيدة لاكتشاف ظواهر ومسائل جديدة في الكون والمجتمع. غير أن العلماء تمكنوا إبان عصر النهضة من اكتشاف وسائل جديدة في العلوم الطبيعية والوضعية عن طريق استقراء الواقع، والملاحظة المباشرة من دون الرجوع إلى المبادئ الأولى لأحكام المنطق الصوري. وكان لتلك الاكتشافات أثر عظيم في نقل الفكر العلمي المعتمد على استنباط النتائج من الواقع باستقرائه وملاحظة حوادثه.
وقد شهد الفكر الإنساني نمطاً ثالثاً في البحث عن الحقيقة كان عمادها المنطق الجدلي، وكان تحمس بعض العلماء لهذا النوع من المنطق شديداً إلى حد جعل هيغل يقول في مقدمته لكتاب المنطق: «إنه لايعلم طريقة صالحة سوى طريقة الجدل في الكشف عن أمور الطبيعة والمجتمع».
وقد يطول استعراض طرائق العلم في سبر الواقع والمراحل التي مر بها تاريخ الفكر الإنساني، غير أن المهم هنا تسليط الأضواء على التفاعل المستمر ما بين العلم وبنية المجتمع سواء أكان العلم طريقة في البحث، أم معارف متراكمة تؤثر في البنية الاقتصادية والاجتماعية وتتأثر بها. فالعلم بطريقته ومعارفه - مع أنه نتاج الظروف الموضوعية - يؤثر في تغيير البنية الاقتصادية لما يطرحه من معارف تستخدم في وسائل التقدم التقني وخلق الظروف الجديدة في التفاعل الاجتماعي.
وتتكون عناصر الاستراتيجية المنهجية في علم الاجتماع من جملة مسائل تبرز في مقدمتها طرائق البحث المعتمدة في سبر الواقع الاجتماعي وهذه الطرائق هي الطريقة التاريخية، والمقارنة، وتحليل المضمون، والمسح الاجتماعي، ودراسة الحالة، والطريقة التجريبية.
الطريقة التاريخية: تعرف الطريقة التاريخية بأنها استخلاص المبادئ عن طريق الماضي، وتحليل حقائق المشكلات البشرية والعوامل أو القوى التي أثرت في الحاضر وجعلته على ما هو عليه. فالطريقة التاريخية في ذلك تنظر إلى المعلومات التاريخية على أنها مركبات للقوى الاجتماعية، وتصف الظواهر الاجتماعية بأنها عمليات اجتماعية مركبة ومترابطة ومتشابكة. وهي بذلك توضح ماهية الظاهرة المدروسة في عصورها المختلفة وتمكن الباحث من الوصول إلى استنتاجات وتعميمات عامة، وذلك باستخدام مجموعة من الوسائل والتقنيات يلجأ إليها الباحث بغية الوصول إلى حقيقة الظواهر الاجتماعية.
وتنبع أهمية الطريقة التاريخية من أن الحياة الاجتماعية متطورة ومتغيرة ومتجددة لاتعرف الجمود ولا التوقف، ويحتاج فهمها فهماً كلياً إلى تعرُّف طبيعة ما تحتضنه من أمور متنوعة ترافق مراحل نموها المختلفة.
إن الظواهر التاريخية متشابهة، إلا أنها تحدث في قرائن تاريخية متباينة، ويمكن اكتشاف أسبابها وتعليلها عن طريق دراسة كل من هذه التطورات دراسة مفصلة، ولكن لن ينجح الباحث في ذلك إذا نظر إلى تلك الظواهر بطريقة تتخطى المراحل التاريخية بمجملها، ولابد للباحث الاجتماعي هنا من فهم الظاهرة الاجتماعية المدروسة ضمن المنظور التي كانت سائدة فيه، لا أن يستخدم مفاهيم عصره لفهم ظاهرة تاريخية عابرة.
تستخدم الطريقة التاريخية في البحوث الاجتماعية بقصد الوصول إلى المبادئ والقوانين العامة التي تحكم الظواهر الاجتماعية في إطارها التاريخي. واعتماد الباحث الاجتماعي الطريقة التاريخية في بحث ما لايقتصر على الوقوف عند هذا الماضي فحسب، بل يرتبط بالقدر الذي يمكنه من تتبع نشأة العمليات الاجتماعية ونموها، ودراسة أثر ذلك، وتحديد الظروف التي أحاطت بها لمعرفة طبيعتها، وما تخضع له من قوانين ومؤثرات تقوم بدور مهم في نشأتها وتطورها، ففي ضوء الماضي يمكن فهم حاضر الشيء وتطوره في مراحل نموه المختلفة. ومن جهة أخرى فإن الماضي يتيح بلورة صورة ما يمكن أن يحمله المستقبل، ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك فيقرر أن الحاضر ما هو إلا نتاج الماضي، إذ إن حياة أية جماعة وما يسود فيها من أنظمة اجتماعية مختلفة تتصل اتصالاً وثيقاً بماضي هذه الجماعة وتاريخها.
وإن مما يدعو على استخدام الطريقة التاريخية في بحث الظاهرات الاجتماعية، طبيعة هذه الظاهرات المميزة لها فمن طبيعتها أنها لاتعيش في عصر الجيل الواحد (كجيل الفرد الحاضر) بل تعيش في وجود الجماعة، الذي بدأ في الماضي ماراً بمرحلة الحاضر متجهاً نحو المستقبل، لذلك يكون من الضروري في دراسة هذه الظاهرات دراسة وجودها في ماضيه، إضافة على دراسة حاضره.
وباختصار شديد، إن انتهاج الطريقة التاريخية في علم الاجتماع طريقة علمية في البحث والاستقصاء يمكن الباحث الاجتماعي من دراسة منشأ الظاهرة، ومقارنة النشوء الأقدم بالحاضر، وبيان العوامل التي تقف وراء التبدل والتغير في سمات الظاهرة وأعراضها.
طريقة المقارنة: تشمل طريقة المقارنة إجراء مقارنات بين ظاهرتين اجتماعيتين أو أكثر، بقصد الوصول إلى حكم معين بوضع الظاهرة في المجتمع، والحكم هنا مرتبط باستخلاص أوجه التشابه أو التباين بين عناصر الظاهرات موضوع الدراسة لتحديد أسس التباين وعوامل التشابه. وطريقة المقارنة لذلك هي نوع من البحث يهدف إلى تحديد أوجه الخلاف والتشابه بين وحدتين فأكثر. وتتمثل المقارنة في ثلاثة أبعاد: بعد تاريخي يقارن بين أوضاع الظاهرة في مراحل تاريخية متعاقبة، وبعد مكاني يقارن بين الظاهرة في مكان معين ووجودها في مكان آخر، وبعد ثالث هو البعد الزماني المكاني الذي يقارن بين وجود الظاهرة في مكان ما وزمان معين مع وجودها في أمكنة أخرى وأزمنة متباينة.
فالبحث الاجتماعي بطريقة المقارنة يتناول من جهة، تغيرات الحادث الاجتماعي في مجتمع واحد، إذ تتم دراسة التغيرات المتتالية ومقارنتها بعضها مع بعض في آن واحد للخروج بنتائج يمكن تعميمها حول هذا الحادث الاجتماعي من خلال تطوره التاريخي. ويتناول، من جهة ثانية، تغيرات الحادث الاجتماعي في عدة مجتمعات من جنس واحد، إذ تدرس تغيرات هذا الحادث الاجتماعي في تطوره التاريخي ولكن في عدة مجتمعات من جنس واحد كالمجتمعات العربية، ويعني بذلك توسع دائرة المقارنة، لتشمل عدداً من المجتمعات المنسجمة فيما بينهما أي الجنس نفسه. ثم إن البحث الاجتماعي يتناول، من جهة ثالثة، تغيرات الحادث الاجتماعي في عدة مجتمعات من أجناس مختلفة، أي أنه يقوم بدراسة الحادث الاجتماعي وتغيراته في عدد من المجتمعات.
ويزداد في البحوث الاجتماعية، ولاسيما تلك التي تستخدم فيها المقارنات الكمية، الاعتماد على الرياضيات والطرائق الرياضية فيتناول البحث الاجتماعي معطيات علم الإحصاء ليصبها في دراسته الاجتماعية للظواهر والحوادث الاجتماعية.
طريقة تحليل المضمون: تتوخى طريقة تحليل المضمون الوصول إلى وصف موضوعي منظم أو كمي لمضمون مادة معينة. ويعرف كارترايت تحليل المضمون في مجال الاتصالات بكونه يشير إلى الوصف الموضوعي المنظم والكمي لأي سلوك رمزي. فالغرض الرئيسي إذن من تحليل المضمون هو تحويل الظواهر إلى معطيات علمية، وقد ذكر كارترايت خصائص أساسية للمعطيات العلمية هي: الموضوعية والاستجابة لمتطلبات القياس، ومراعاة شروط التكميم masking، وأهمية هذه المعطيات للنظرية، وإمكان التعميم انطلاقاً من هذه المعطيات.
ولعل في طريقة تحليل المضمون ما يلبي الشروط السابقة ويستجيب لها وهذا، بلاشك، هو أحد الأسباب التي تفسر زيادة الإقبال على استخدام هذه الطريقة المنهجية. ويمكن النظر إلى تحليل المضمون بصورة خاصة (وتحليل الوثائق بصورة عامة) بوصفه أحد المصادر الأساسية والفنية للمعلومات ومن المؤكد أن هناك مجالات في البحث الاجتماعي لايمكن أن تدرس ويستحصل على معلومات عنها إلا بطريقة تحليل المضمون.
وخلاصة القول، يستخدم مصطلح «تحليل المضمون» للإشارة إلى مجموعة واسعة من تقنيات البحث الاجتماعي التي يمكن استعمالها بصورة واضحة ومنتظمة لجمع البيانات حول ظاهرة محددة وتفسيرها والقيام استنتاجات معينة حولها. وعلى أية حال فإن البحث في أمر وجوب أو عدم وجوب استخدام طريقة تحليل المضمون، أو أي من تقنياتها، يعتمد كلياً على طبيعة مشكلة البحث، وتوجهات الباحث، والإمكانات الفنية والمادية المتوافرة.
وتصلح طريقة تحليل المضمون للاستخدام في جميع فروع العلوم الاجتماعية. فقد استخدمت في علم الاجتماع لدراسة الظواهر المتعلقة بالتفاعل الاجتماعي، واستخدمت بنجاح في حقل علم النفس الاجتماعي والتحليل النفسي، والتاريخ، وفي العلوم السياسة واللغات، وعلم الجريمة وغير ذلك. وقد استخدمت هذه الطريقة في أثناء الحرب العالمية الثانية أداة فعالة لتحليل مضمون الدعاية المعادية ومدى فعالية الدعاية الصديقة ووسائلها كالسينما والإذاعة وغير ذلك. وطبقت في مجال الأزمات الدولية، وأمور الاتصال. وكان استخدام هذه الطريقة في الأدب ناجحاً، إذ استعملت طريقة تحليل المضمون بنجاح لمعرفة المؤلف الحقيقي لعمل أدبي مشكوك بصحة نسبته إلى مؤلف معين، أو لمعرفة صاحب مؤلفات مجهولة المؤلف. وبصورة عامة فإن مجالات تطبيق تحليل المضمون واسعة جداً: فهناك فيض زاخر من الوثائق التاريخية والرسمية عن الأفراد والجماعات والمؤسسات وعن الحياة الاجتماعية بصورة عامة. وهناك المؤلفات والأعمال والصحف والمجلات والأقوال والأحداث المرئية أو المروية أو المحكية أو المرسومة من أجهزة إذاعية وتلفزيونية وسينمائية وغيرها، وهناك التقارير والمذكرات والرسائل الدبلوماسية وتقارير أجهزة الاستخبارات والسير الذاتية والمذكرات الشخصية.
طريقة المسح الاجتماعي: تعنى عملية المسح الاجتماعي بجمع الحقائق عن موضوع معين وتسجيل الملاحظات حوله، ويعد المسح الاجتماعي أحد الوسائل التي لجأ إليها الإنسان منذ القديم بغية تعرف ظواهر المجتمع والوصول إلى الحقيقة الكامنة وراءها. ومع تطور طريقة البحث في المراحل التاريخية المختلفة، أخذت عملية المسح الاجتماعي طابعاً جديداً، إذ بدأت تستخدم في جمع المعلومات حول مجالات محددة لإعطاء صورة عن مسائل ومواقف اجتماعية معينة (كاستقصاء أعداد السكان وجمع الحقائق حول أوضاعهم الاجتماعية وغير ذلك) من أجل اتخاذ القرارات والأحكام ذات الأغراض الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
ولقد تميز استخدام طريقة المسح في بداياته الأولى بالبساطة والسهولة، تبعاً لطبيعة المجتمعات القديمة وطبيعة الموضوعات المدروسة، فلم يكن ليتعدى مجرد التدوين الرقمي لكل ما يتعلق بالموضوع المطروح للدراسة بصورة عشوائية. وكان لابد من تغيير وسائل المسح وتطويرها نتيجة لتعقد المجتمعات وظهور الضرورة الملحة إلى جمع الحقائق عنها قبل وضع أية خطة أو سياسة أو برامج تتعلق بهذه المجتمعات، ضماناً لصحة الحقائق المجموعة ودقتها. فكان أن عمل العلماء في أواخر القرن التاسع عشر على تطوير عملية جمع البيانات وأساليبها، وأضفوا عليها ترتيباً منطقياً متسلسلاً بهدف الحصول على الحقائق المطلوبة بالدقة والصحة اللازمتين لأي بحث علمي، وفق طريقة نظامية أطلق عليها اصطلاح «المسح الاجتماعي».
طريقة دراسة الحالة: استخدم الباحثون دراسة الحالة منذ أمد بعيد لوصف الحياة الاجتماعية وتفسيرها. وما الشعر والنثر والقصص والأساطير إلا نوع من دراسة الحالة وتأريخ وجودها، غير أن الأسلوب الذي اتبع لسنوات طويلة ماضية في وصف الظاهرة الاجتماعية بطريقة دراسة الحالة يختلف عما هو عليه استخدامها في الحياة المعاصرة فاعتمادها أسلوباً علمياً لدراسة الأفراد والجموع البشرية والهيئات الاجتماعية، لم يؤخذ به إلا منذ عهد قريب.
إن الدارس لتطور تاريخ طريقة دراسة الحالة يرى أن أول من استعملها في البحث الاجتماعي هو فرديريك لوبلي في بحثه «العمال الأوربيون» فقد استعمل طريقة دراسة الحالة في هذا البحث عاملاً مساعداً للطريقة الإحصائية التي كانت عماد بحثه ولاسيما الشطر المتعلق منه بميزانية الأسرة.
ويعدّ الباحثان توماس وزمانيتشي أول من استعملا دراسة الحالة على نحو منفرد في ميدان البحث الاجتماعي. فقد أوردا في كتابهما عن الفلاح البولندي مصادر مختلفة كالرسائل، وتاريخ الحياة، والسجلات من هيئات مختلفة. وكان غرضهما من ذلك معرفة مدى تأقلم الفرد في المجتمع الجديد الذي انتقل إليه، أو مقدار استطاعته هضم ثقافة هذا المجتمع.
وواضح مما سبق أن طريقة دراسة الحالة تتعدى نطاق وصف البيانات وجمعها إلى مرحلة التحليل والموازنة، وصولاً إلى تعميمات ومبادئ عامة تحكم السلوك الاجتماعي. ولابد من الإشارة هنا إلى أن هذه الطريقة تشمل في تعريفها دراسة العمليات الاجتماعية التي تنبع منها الخبرة البشرية ضمن الإطار الاجتماعي لجزء من حياة الوحدة أو لها كلها، سواء كانت تلك الوحدة مرتبطة بالفرد أم بالأسرة أم بالجماعة أم بالنظام الاجتماعي.
وتأسيساً على ذلك فإن دراسة الحالة هي طريقة منهجية لدراسة السلوك الفردي في إطاره الاجتماعي إذ ينصب اهتمام الباحث على حالة واحدة، يتمكن من دراستها بعمق ودقة واهتمام، مشخصاً جميع جوانبها سواء أكانت هذه الحالة، فرداً أم أسرة أم مؤسسة أم هيئة اجتماعية (كجمعية تعاونية مثلاً) أم جماعة، أم مجتمعاً صغيراً (كالقرية مثلاً)، وهذا ما يُتّبع عادة في الدراسات الأنثربولوجية.
الطريقة التجريبية: تعد الطريقة التجريبية واحدة من الطرائق الأساسية المستخدمة في المنهج الاستقرائي، وهي تعتمد على قواعد عامة في التجريب وإعادة حدوث الظاهرة، أو التدخل في شروط ذلك الحدوث، وتصبح الطريقة التجريبية في نطاق المنهج الاستقرائي دلالة على استقراء هذا الحوادث وجمع البيانات حول كثير من الشواهد بما يؤيد صحة افتراض معين بدأ به الباحث بشأن موضوع الدراسة وهذا ما يخالف المنهج الاستدلالي.
وينطلق التجريب من موضوعات لها وجود خارجي بالنسبة للعقل، أي إنها لاتنطلق منه بل تفرض نفسها عليه من الخارج ليعمل على تفسيرها وتحليلها. وبمعنى آخر يمكن القول إن موضوع التجريب هو الوقائع الخارجية في حين يكمن موضوع المنهج الاستدلالي في المقولات العقلية. وقد برزت الطريقة التجريبية بتأثير الثورة التي تمت في نطاق العلوم، والانتقال من المنهج الاستدلالي إلى المنهج الاستقرائي في البحث. وتتوضح حقيقة المنهج الاستقرائي من خلال موازنته بالمنهج الاستدلالي الذي يقوم أساساً على أشياء من صنع العقل، والاستدلال هو الوصول إلى أشياء جديدة بالرجوع إلى قرائن أخرى لها عناصر في مقولات الفكر وفي مبادئ المنطق.
ورداً على هذا الاتجاه في كشف الظواهر، برز المنهج الاستقرائي وألح الباحثون ضمن هذا الإطار على أن الاستقراء منهج ناجح في الكشف عن الحقائق، وأن بالإمكان اكتشاف وجود عناصر وظواهر طبيعية عن طريق استقراء الحوادث والملاحظة المباشرة ومن خلال التجريب عوضاً عن مقولات الفكر. يستدعي هذا الأمر وجود وساطة بين الأشياء والظاهرة قيد الدراسة تُمَكّن الباحث من الكشف عن موقع الظاهرة. وقد تكون هذه الوساطة الحواس المباشرة أو أدوات أخرى إذا قصرت تلك الحواس عن الملاحظة والمراقبة الدقيقة. أما الوساطة في المنهج الاستدلالي فهي مقولات العقل والفكر وليس ما يبتدعه الإنسان من وسائل مادية ترتبط بالحواس مباشرة.
ويعتمد المنطق التجريبي في نطاق الطريقة التجريبية على عمليات أساسية من ضمنها وأهمها مراقبة آثار التغيير التي يحدثها إدخال عنصر معين على ظاهرة ما، ليقرر في النهاية إن كان ما أدخل سبباً في حدوث الآثار الناجمة عن تلك التغيرات أم لا.
وللتجريب في العلوم أنماط تطبيقية تختلف من علم لآخر، تبعاً لمواضيع الدراسة في كل علم، ويذهب البعض إلى أن الملاحظة المتكررة، أو المراقبة أحياناً، تماثل التجريب بمعناه العلمي وتقوم مقامه. وتكوّن الملاحظة وسيلة من وسائل المنهج الاستقرائي تستخدم في دراسة الظواهر التي لايمكن لها التحكم في كم متغيراتها، بهدف ملاحظة أو مراقبة مجموعة الارتباطات بين المتغيرات المكونة للظاهرة المدروسة.
ولم يميز بعض الباحثين بين الاستقراء بصفته منهجاً من مناهج التفكير الإنساني والبحث العلمي والتجريب بصفته طريقة من طرائق هذا المنهج، لما يتمتع به التجريب من أهمية في إطار المنهج الاستقرائي. ومع ذلك فمن الممكن القول إن الاستقراء يتميز من التجريب، لأن الأول يكوّن الخطوط العريضة التي يسلكها الباحث بغية الوصول إلى حقيقة العلاقات الموضوعية في الواقع قيد الدراسة، في حين تعدّ الطريقة التجريبية واحدة من طرائق المنهج العام. فإذا كان المنهج الاستقرائي يعتمد الواقع الخارجي أساساً لاختبارات صحة هذه الافتراضات والمقولات، وكلها تنظر إلى الواقع الخارجي على أنه أساس في هذه الاختبارات، وهي تستخدم في العلوم تبعاً لمواضيع الدراسة ولتطور كل علم.
أما أدوات الطريقة التجريبية فهي الملاحظة والمراقبة والتجريب، ولاتستخدمها العلوم على درجة واحدة من التطابق. فمن هذه العلوم ما يقتصر على الملاحظة كما هو الحال في علم الفلك، ومنها ما يستخدم الملاحظة والمراقبة كما كان حال علم الحياة. كما أن هناك من العلوم ما يستخدم طرائق المنهج الاستقرائي الثلاث: الملاحظة والمراقبة والتجريب كالفيزياء والكيمياء.
ويستعين الباحث في إطار المنهج الاستقرائي ضمن كل طريقة من الطرائق المذكورة بمجموعة من الافتراضات التي يسير الباحث بهديها بغية التأكد من صحتها، والوصول إلى قوانين عامة يفسر بها حركة العناصر. والباحث يستخدم أدوات ووسائل تقنية في ملاحظته هذه، وقد تحول ظروف موضوعية محددة دون تمكينه من تكرار الملاحظة للظاهرة المدروسة، كمرور كوكب بوجه دوري، كل خمسين عاماً أو مئة عام، الأمر الذي يجعله يقتصر على المعطيات والمواد التي استخلصها من ملاحظته الأولى، واعتمادها أساساً لاختبار صحة الفرضيات التي وضعها لتفسير الظاهرة في أثناء حدوثها، إضافة إلى الاطلاع على الدراسات المشابهة لمثل هذه الظواهر.
وفي الدراسات الاجتماعية يلجأ الباحث إلى دراسة الظواهر والنظم ساعياً وراء الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى بروزها، ويستخدم ففي ذلك الطريقة التجريبية، إذ يبدأ بملاحظة الظاهرة، ثم يضع الفروض العلمية لتفسيرها. وأخيراً يلجأ إلى التأكد من صحة هذه الفروض وذلك باستخدام المراقبة الدقيقة أحياناً، والتجربة العلمية أحياناً أخرى.
وقد أثار دخول التجريب في ميدان البحث الاجتماعي مسائل كبيرة وكثيرة تداولها الباحثون ولهم فيها مواقف مختلفة، منها القانون الاجتماعي والسببية في العلوم الاجتماعية، ومسألة صعوبات التجريب ومنطقه في هذه العلوم.
كما طرحت مسالة العلاقات القانونية بين المتغيرات بحدة كبيرة في ميدان العلوم الاجتماعية، وبرزت اتجاهات متعددة حاولت نفي إمكان التجريب في هذه العلوم لعدم ثقتها في تحديد العلاقات القانونية في ميدان الحياة الاجتماعية من جهة وفي مضمار العلوم التطبيقية عامة.
وتجابه الباحثين ضمن إطار الدراسات الاجتماعية مسألة العلاقات السببية بين العناصر. فمن الصعوبة حصر أي تجربة على المستوى الاجتماعي بين متغيرين وحسب، من دون الأخذ بالحسبان تفاعل الجوانب والمتغيرات الأخرى في الظاهرة المدروسة، إذ لايمكن التأكيد أن هذا العامل أو ذاك هو المسبب لهذه الظاهرة أو تلك أو نفي ذلك.
إن الظاهرة الاجتماعية أو السلوك الاجتماعي أو النظام الاجتماعي، وكل ما يتسم بصفة اجتماعية محددة، وقائع لايمكن تفسيرها بالرجوع إلى عامل محدد رئيسي أو وحيد لأنها تنجم بصورة عامة عن تفاعل مجموعة تغيرات وعلاقات تؤدي إلى تكوين هذه الوقائع الاجتماعية. لذلك لايمكن، ضمن مستوى تطور العلم الحالي، تأكيد صحة علاقة سببية بين متغيرين في العلوم الاجتماعية، تهمل دور التفاعل الذي تؤديه متغيرات أخرى مع هذين المتغيرين.
وتقترب فكرة السببية من فكرة العلّيّة إلى حد كبير، بل تتطابق معها أحياناً، فإذا كانت «ب» هي السبب في حدوث «ج» فمن الممكن القول إن «ب» هي علة «ج». وقد كانت الفيزياء، حتى القرن التاسع عشر، ترى أن القوانين الفيزيائية تنجم عن طبيعة الأشياء، وأن القوة تولد الأثر، فتكون القوة هي العلة، ويكون الأثر هو المعلول.
وفي العلوم الاجتماعية يبدو التشابك أشد تعقيداً، فمن الصعب تحديد العلاقة بين حدين، أي بين سبب ونتيجة، لأن هذه النتيجة في الواقع الاجتماعي لاتحدث إلا من خلال تفاعل مجموعة أخرى من العوامل مع العامل قيد الدراسة والاختبار والتجريب. وإن ما يدرس هو مدى إسهام

mimati10
2012-02-27, 22:04
أريد بحث حول
الدولة العثمانية دراسة خارجية
وشكرا

bxman303
2012-02-27, 23:13
بحث حول المجتمع المنشوري

laysa
2012-02-28, 13:51
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين ،]وشكرا

karima211
2012-02-28, 16:38
احتاج لمراجع في التاريخ الامريكي المعاصر باللغة العربية او الانجليزية
جزاك الله كل خير
شكرا

اسماعيل1988
2012-02-28, 20:31
الله يحفظك ويخليك ويبارك فيك وشكرا جزيل الشكر

souad_02
2012-02-29, 16:15
]يا أختي ان لم تجدي المراجع ردي عليا !!!!!!!!

النايلي01
2012-02-29, 23:10
احتاج مذكرة تخرج حول
الصدمة النفسية للمريض لم يكتشف انو مريض بالسرطان لاول مرى ومدى تاثير الخبر على حالتو العلاجية ودراسة حالة سابقة

hano.jimi
2012-03-01, 15:54
]يا أختي ان لم تجدي المراجع ردي عليا !!!!!!!!

ارجو ذكرطلبكي شكرا

laysa
2012-03-01, 16:36
ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين

moh57
2012-03-02, 18:29
السلام عليكم ارجو مساعدتي في بحث حول تحديد المفاهيم مقياس المنهجية و اجركم على الله

laysa
2012-03-03, 19:56
ارجو الرد عاجل جدا,بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين

laysa
2012-03-04, 18:54
أرجو من الاخت hano.jimi المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين

souad_02
2012-03-04, 19:25
طلبي هو بحث عن علاقة علم الاجتماع بالصحافة المكتوبة
و في الفلسفة أريد فلسفة الدين عند دفيد هيوم مع ذكر المراجع و أجرك عند الله أرجوك يا أختي في أقرب وقت ..........

الفاكر
2012-03-04, 21:07
السلام عليكم
اريد بحث
الارث الحضاري لبلاد المغرب القديم
من الجانب الثقافي والفكري والديني

اتمنى ان تكون هناك مصادر ومراجع
مشكورة مسبقا

الفاكر
2012-03-08, 20:23
اريد كتاب
نظريات الاتصال لدكتورة مي العبد الله

good12
2012-03-08, 22:06
اريد مرجع عن مفهوم الديداكتيك ومفهوم المنهاج التعليمي اسسه ومكوناته:sdf:

بن الصيدأحمد
2012-03-09, 18:49
سلام الله عليكم
...عاجل....عاجل...ونظرا لكثرةإنشغالات بالعمل والأسرة...ومذكرة التخرج لسنة رابعة أداب ولغة عربية.....

أريدالمساعدة في ايجادبعض العروض في الأدب العربي:

1-أدب مقارن: الأوديسة والسندباد.
2-لسانيات تطبيقية: مقاييس بناء المحتوى التعليمي.
3-آداب أجنبية: الطبيعية في فرنسا.
4-مدارس نقدية معاصرة: تجليات التناص في نص سردي.

بن الصيدأحمد
2012-03-09, 18:53
السلام إنشاءالله سنساعدك في البحث

souad_02
2012-03-11, 20:30
?????????????????????????????????????????????????? ?????????????????????????????????????????????????? ?????????????????????????????????????????????????? ????????????????????????????????

m.amine
2012-03-17, 21:55
السلام عليكم

m.amine
2012-03-17, 21:56
:dj_17:
السلام عليكم.
أهلا أختي :)hano.jimi (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=263157)، أنا احضر مذكرة لنيل شهادة ليسانس علم اجتماع التربية بعنوان: اللهجة العامية للأستاذ وتأثيرها على التحصيل اللغوي للتلميذ
لكنني اعاني من نقص في المراجع، لذلك أرجو منك المساعدة في تخطي هذا المشكل في أقرب وقت ممكن.( الدراسات السابقة، كتب، مواقع الكترونية، CD...الخ).

مشكورة مسبقاً.

houdann
2012-03-18, 13:37
:dj_17: أنا أريد أن تعطيني اختبارات السنة 3 متوسط
:confused::confused::confused::confused::confused: :confused::confused::confused::confused::confused: :confused::confused::confused::confused::confused: :confused::confused::confused::confused::confused: :confused:
ارجوك

hano.jimi
2012-03-18, 16:03
أريد بحث حول
الدولة العثمانية دراسة خارجية
وشكرا
السلام عليكم

أصولهم ونشأة الدولة

ينحدر العثمانيون من قبائل الغز (أوغوز) التركمانية، مع موجة الغارات المغولية تحولوا عن مواطنهم في منغوليا إلى ناحية الغرب. أقامو منذ 1237 م إمارة حربية في بتيينيا (شمال الأناضول، و مقابل جزر القرم). تمكنوا بعدها من إزاحة السلاجقة عن منطقة الأناضول. في عهد السلطان عثمان الأول (عثمان بن ارطغل) (1280-1300 م)، و الذي حملت الأسرة اسمه، ثم خلفاءه من بعده، توسعت المملكة على حساب مملكة بيزنطة (فتح بورصة: 1376 م، إدرين: 1361 م). سنة 1354 م وضع العثمانيون أقدامهم لأول مرة على أرض البلقان. كانت مدينة غاليبولي (في تركية) قاعدتهم الأولى. شكل العثمانيون وحدات خاصة عرفت باسم الإنكشارية (كان أكثر أعضاءها من منطقة البلقان). تمكنوا بفضل هذه القوات الجديدة من التوسع سريعا في البلقان و الأناضول معا (معركة نيكبوليس: 1389 م). إلا أنهم منوا بهزيمة أمام قوات تيمورلنك في أنقرة سنة 1402 م. تلت هذه الهزيمة فترة اضطرابات و قلائل سياسية. استعادت الدولة توازنها و تواصلت سياسة التوسع في عهد مراد الثاني (1421-1451 م) ثم محمد الفاتح (1451-1481 م) والذي استطاع أن يفتح القسطنطينية سنة 1453 م و ينهي بذالك قرونا من التواجد البيزنطي المسيحي في المنطقة.

توسع الدولة

أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي. حاولوا غزوا جنوب إيطاليا سنوات 1480/81 م. تمكن السلطان سليم الاول (1512-1520 م) من فتح العراق:1514 وكل بلاد الشام و فلسطين: 1516 م، مصر: 1517 م، ثم جزيرة العرب و الحجاز أخيراً. انتصر على الصفويين في معركة جيلدران و استولى على أذربيجان. بلغت الدولة أوجها في عهد ابنه سليمان القانوني (1520-1566 م) الذي واصل فتوح البلقان (المجر: 1519 م ثم حصار فيينا)، وفتح اليمن عام 1532إستولى بعدها على الساحل الصومالي من البحر الأحمر واستطاع بناء اسطول بحري لبسط سيطرته على البحر المتوسط بمساعدة خير الدين بربروسا الذي قدم ولاءه للسلطان (بعد 1552 م تم اخضاع دول المغرب الثلاث: الجزائر، تونس ثم ليبيا حيث أخضعت طرابلس في حدود عام 1551). فأصبحت الدولة تمتد على معظم ما يشكل اليوم العالم العربي بإستثناء وسط الجزيرة ومراكش وعُمان بإلإضافة إلى إمتدادها في وسط آسيا وجنوب شرق أوروبا.

بعض الشخصيات المهمة


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/2a/Osman_I.jpg/180px-Osman_I.jpg (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/2a/Osman_I.jpg/180px-Osman_I.jpg)

عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه (656 هـ/1258م - 1326م) مؤسس الدولة العثمانية وأول خلفائها وإليه تنسب. شهدت سنة مولده غزو المغول بقيادة هولاكو لبغداد وسقوط الخلافة العباسية.

تولى الحكم عام 687 هـ بعد وفاة أبيه أرطغرل بتأييد من الأمير علاء الدين السلجوقي. قام الأمير السلجوقي بمنحه أي أراض يقوم بفتحها وسمح له بضرب العملة. لما قتل الأمير علاء الدين من قبل المغول وقتلوا معه ابنه غياث الدين الذي تولى مكانه، أصبح عثمان بن أرطغرل أقوى رجال المنطقة فاتخذ مدينة ينى شهر قاعدة له ولقب نفسه باديشاه آل عثمان واتخذ راية له.

قام بدعوة حكام الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية فإن أبوا فالحرب، فخافوا منه واستعانوا عليه بالمغول فأرسل إليهم جيشا بقيادة ابنه أورخان فهزمهم وأكمل الجيش مسيرته ففتح بورصة. توفي بعد أن عهد لابنه بتولي الخلافة من بعده.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8e/Orhan_I.jpg/180px-Orhan_I.jpg (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8e/Orhan_I.jpg/180px-Orhan_I.jpg)

أورخان غازي، سلطان عثماني، (680 هـ/1288 م-761 هـ/1360 م) خلف والده عثمان بن أرطغل عام 627 هـ/1324 م وعمره ستة وثلاثون عاماً وقد اعتمد على أعوان أقوياء لوضع القوانين وسن الأنظمة أبرزهم أخوه الأمير علاء الدين الذي نصبه وزيراً له وكذلك علاء الدين ابن الحاج كمال الدين وقرة خليل جاندارلي وفي عهده نقلت عاصمة الدولة العثمانية من يني شهير إلى بورصة كما تم سك أول نقد عثماني و تمكن من انتزاع أزمير وأزنيق وامتلك قره سي و برغمه ثم حاصر سمندره وإيدوس واستولى عليهما وقد دامت فترة حكمه خمسة وثلاثين عاماً خلف سبعة أولادهم : سليمان باشا و قد توفي في حياة أبيه ومراد بك وإبراهيم بك وفاطمة سلطان وخليل بك وسلطان بك وقاسم بك.


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/8/8d/Murat_I.jpg (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/8/8d/Murat_I.jpg)

مراد الأول بن أورخان خليفة عثماني، تولى الحكم بعد وفاة أبيه أورخان بن عثمان وكان ابن 36 عاما وقتها. فتح مدينة أدرنة 1362 م وجعلها عاصمته وهزم التحالف البيزنطي البلغاري في معركتي ماريتزا 1363 م وقوصوة 1389 م وفيها قتل. تم في عهده فتح مدينة صوفيا عاصمة البلغار ومدينة سالونيك.

ولد عام 726 هـ وهو العام الذى تولى فيه والده الحكم. حاول أمير دولة القرمان في أنقرة أن يعد جيشا مكونا من جيوش الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى لقتال العثمانيين لكنه فوجئ بجيش مراد الأول يحيط بمدينة أنقرة فاضطر لعقد صلح معه يتنازل فيه عن أنقرة.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/7/77/Beyazid_I.jpg/180px-Beyazid_I.jpg (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/7/77/Beyazid_I.jpg/180px-Beyazid_I.jpg)

بايزيد الأول ، ولد حوالي عام 1345 وتوفي عام 1403، كان سلطان عثماني حكم بين عام 1389 و1402. تولى العرش بعد مقتل أباه مراد الأول، ومباشرة قضى على اخيه يعقوب خنقا ليمنعه من القيام بإنقلاب عليه. لقب باسم "يلدرم" أى الصاعقة نظرًا لحركته السريعة بجيوشه وتنقله بين عدة جهات بمنتهى السرعة.



أهم المعارك:

معركة نيكوبولس

كان سقوط بلغاريا وقبول 'مانويل' للشروط السابقة بمثابة جرس الإنذار القوى لكل الأوروبيين خاصة ملك المجر 'سيجسموند' والبابا "بونيفاس التاسع"، فاتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبى جديد لمواجهة الصواعق العثمانية المرسلة، واجتهد 'سيجسموند' في تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله، باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة، وبالفعل جاء الحلف ضخماً يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات ' ألمانيا وفرنسا وانجلترا وإسكتلندا وسويسرا وإيطاليا ويقود الحلف 'سيجسموند' ملك المجر. تحركت الحملة الصليبية الجرارة سنة 800 هجرية، ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكراً،ذلك لأن 'سيجسموند' قائد الحملة كان مغروراً أحمقاً لا يستمع لنصيحة أحد من باقى قواد الحملة وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال، 'فسيجسموند' يؤثر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية، وباقى القواد يرون المبادرة بالهجوم، وبالفعل لم يستمعوا لرأى 'سيجسموند' وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة 'نيكوبولس' في شمال البلقان.

لم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر 'بايزيد' الصاعقة ومعه مائة ألف مقاتل كأنما الأرض قد انشقت عنهم، وكان ظهوره كفيلاً بإدخال الرعب والهول في قلوب الصليبيين فوقعت عليهم هزيمة مدوية حتى أن 'سيجسموند' الذى وقف قبل المعركة يقول في تيه وغرور { لو انقضت علينا السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا } يهرب مثل الفأر الذعور ويلقى بنفسه في مركب صغير ويترك خلفه حملته الفاشلة تذوق ويلات هزيمة مروعة .

أسفرت معركة نيكوبولي عن نصر عظيم للمسلمين كان له أعظم الأثر في العالم الإسلامى بأسره، ووقعت بشارة الفتح في كل مكان مسلم، وارسل 'بايزيد' إلى كبار حكام العالم الإسلامى يبشرهم بالفتح وبالعديد من أسرى النصارى كهدايا وسبايا لهؤلاء الحكام باعتبارهم دليلاً مادياً على روعة النصر وأرسل 'بايزيد' إلى الخليفة العباسى بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب 'سلطان الروم' الذى اتخذه 'بايزيد' دليلاً على مواصلة الجهاد ضد أوروبا حتى يفتحها كلها، ووافق الخليفة على ذلك، وانساح كثير من المسلمين إلى بلاد الأناضول حيث الدولة العثمانية القوية المظفرة .


وانتقل إلى الأناضول عام (793هـ) فضم إمارة "منتشا" وإمارة "آيدين" وإمارة "صاروخان" دون قتال. تنازل له أمير دولة القرمان عن جزء من أملاكه كى يبقى له الجزء الباقى كما فتح مدينة الأشهر وهى آخر مدينة كانت باقية للروم في غرب بلاد الأناضول. حاصر القسطنطينية عام (794هـ) وتركها محاصرة واتجه بجيش إلى الأفلاق (جنوب رومانيا) وعقد معاهدة مع حاكمها تقضى بسيادة العثمانيين وبدفع جزية سنوية إلى السلطان. تمرد عليه أمير دولة القرمان علاء الدين فواجهه وهزمه وأخذه وولديه أسرى.

معركة أنقرة
هزم بايزيد الأول أمام جيش تيمورلنك في معركة أنقرة يوم (19 ذى الحجة 804هـ) وأسر هو وولده موسى وحاول الفرار من الأسر ثلاث مرات وفشل فيها كلها، وتوفى في الأسر في (15 شعبان عام805هـ) وسمح تيمورلنك بنقل جثمانه ليدفن في بورصة.
http://www.study4uae.com/vb/study4uae67/article8746/

hano.jimi
2012-03-18, 16:05
أريد بحث حول
الدولة العثمانية دراسة خارجية
وشكرا
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/HokmOsmani/sec01.doc_cvt.htm

BLACKEYES
2012-03-18, 18:26
ابحث عن كتاب مدخل الى التنظيمات المعاصرة لمؤلفه السيد الحسيني

و نظريات علم الاجتماع التنظيم والعمل

moh-caroubié
2012-03-18, 20:47
السلام عليكم
من فضلك أختي
مذكرة تخرج lmd تخصص فرنسية " ليسانس "
بارك الله فيك

hano.jimi
2012-03-18, 20:49
أريد بحث حول
الدولة العثمانية دراسة خارجية
وشكرا

الدولة العثمانية


بسم الله الرحمن الرحيم


تمهيد:
نشأت الدولة العثمانية إمارة صغيرة عام (699هـ/1299م)، وتوسعت مع مرور الأيام توسعاً مضطرداً، شمل ثلاث قارات، وأصبحت من الدول القوية، صاحبة النفوذ الكبير والكلمة المسموعة في العالم. وهي أطول الدول الإسلامية حكماً في التاريخ. إذ استمر حكمها إلى عام (1342هـ1924/م)، عندما ألغيت الخلافة الإسلامية، وتقوَّضت الدولة العثمانية، وقامت على أنقاضها الجمهورية التركية. ومن ثم فإن حكم الدولة العثمانية استمر سبعة قرون، تعاقب على الحكم فيها ستة وثلاثون حاكماً من أسرة آل عثمان، بعضهم بلقب أمير، وبعضهم بلقب خليفة، ومعظمهم بلقب سلطان.

عثمان بن أرطغرل:
ولد الأمير عثمان بن أرطغرل عام(656هـ1258/م) في بلدة سوغود Sogud أو عثمانجق .Osmancik وهو رأس أسرة آل عثمان ومؤسس الدولة العثمانية.
خلف والده في قيادة عشيرته. ولبث مصاحباً للسلطان السلجوقي علاء الدين كيكوبات. وقد ساعده في فتح مدن منيعة وقلاع حصينة. فلما قُتل السلطان السلجوقي وسقطت الدولة السلجوقية على أيدي التتار، هرع الناس يلتفون حول المير عثمان غازي، وبايعوه حاكماً عليهم، وذلك (عام 699هـ/1299م)، فاتخذ مدينة قره حصار مركزاً لدولته. ثم حصَّن مدينة يني شهير وجعلها عاصمة إمارته. حكم بين الناس بالقسط والعدل، وأنصف المظلوم، وأعطي كل ذي حق حقه. حتى ذاع صيته، وعلا شأنها، ولا سيما بعدما تزوج بنت الشيخ أده بالي Edebali .
أُعجب به السلطان السلجوقي مسعود، لِما حقّقه من انتصارات متتالية على البيزنطيين في الحروب التي وقعت بينهم. فخاطبه السلطان بعثمان شاه، وأرسل إليه علماً أبيض وتاج الملك. ولما واصل جهاده في فتح القلاع والحصون البيزنطية الواحدة تلو الأخرى، واشتدت وطأته على البيزنطيين فعزموا على قتله، فدبروا له مكيدة، غير أن القائد البيزنطي كوسه ميخال "Kose Mihal"، أسر إليه بالأخبار، فاحتاط للأمر، واعد العدة الكافية، وبادر القوات البيزنطية بهجوم مباغت أحبط مكيدتهم، وحقق النصر عليهم.وبعد أن أصبحت الدولة العثمانية مستقلة استقلالاً تاماً، توسعت جبهات القتال مع البيزنطيين. وكان الهدف الأسمى، الذي يسعى الأمير عثمان لتحقيقه، هو فتح مدينة بورصا واتخاذها عاصمة للدولة العثمانية. وظل هذا هدفاً يطمح إليه الأمير عثمان حتى آخر حياته؛ فقد أمر، وهو على فراش الموت، ولده أورخان بفرض الحصار عليها، والاستماتة في فتحها. وقد نجح أورخان في ذلك، وطارت أنباء الفتح إلى الأمير عثمان وهو يجود بأنفاسه الأخيرة. ونُقل جثمانه إلى مدينة بورصا ودفن بها. في عام( 726هـ 1324/م)، بعد أن عاش سبعين عاماً، قضى منها 27 عاماً على عرش السلطنة.
كان ـ رحمه الله ـ شديد البأس، سديد الرأي، عالي الهمة، كريم الأخلاق، أبيّ النفس. له من الأولاد سبعة، هم: أورخان بك، وعلاء الدين بك، وجوبان بك، وحامد بك، وفاطمة خاتون، وبازارلي بك، وملك بك.



الدولة العثمانية: نشأتها وتطورها وانحطاطها


نشأة الدولة العثمانية
تعد الدولة العثمانية أطول الدول الإسلامية عهداً؛ فقد عاشت 661 سنة، وأطولها فترة في مراحل نشأتها وتكونها ثم انحدارها. وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمكنت من فتح القسطنطينية، والهيمنة على أجزاء شاسعة من أوروبا وآسيا وأفريقيا، في وقت واحد. وظلت لعدة قرون قائدة العالم الإسلامي، والممثلة له. توافقت نشأتها مع عصر تطور النهضة في أوروبا، واتجاه مؤسساتها الناشئة إلى حركة الاستعمار في زمن الانتقال من القرون الوسطى إلى العصور الحديثة. وأخيراً، فقد ظلت دوماً تقوم على ثلاثة بحار هامة، هي البحر المتوسط والبحر الأسود والبحر الأحمر. وقد توالى على عرش السلطة فيها ستة وثلاثون سلطاناً، من سلالة واحدة، تكرر بعضهم مرتين وبعضهم ثلاث مرات.

تأسيس الدولة العثمانية
لم يبرز للعثمانيين وجود تاريخي قبل القرن السابع الهجري/12م؛ ولذلك نسجت حول أصلهم و أوائلهم الكثير من الأساطير حسب الأهواء والظنون.
تسبب الغزو المغولي في هجرة كثير من القبائل التركية من وسط آسيا إلى الأناضول، وتعاظمت هجراتهم بعد انتصار السلاجقة على البيزنطيين في معركة ملاذكرت) عام1071م).
وتُنسب الدولة العثمانية إلى مؤسسها عثمان بن أرطغرل، الذي ولد عام 656) هـ/1258م)، وتوفي عام 726)هـ/ 1326م). و هو إلى عشيرة قايي، من قبيلة الغزالأغوز التركية. هاجر جده سليمان شاه، أمير عشيرة قايي، مع عشيرته من موطنه الأصلي، في آسيا الوسطى، ليستقر في الأناضول، في كنف دولة سلاجقة الروم، حوالي عام (618 هـ/1123م)، وظل يتنقل بهم من منطقة أخلاط، ومنها إلى أرضروم، ثم إلى أماسية في الأناضول. ثم انحدر بهم إلي حوض الفرات، حتى شرقي حلب. ولكنه غرق أثناء عبور النهر، ودُفن في قلعة جعبر، داخل الحدود السورية، ولا يزال قبره هناك إلى اليوم.
تولى زعامة العشيرة بعده ابنه أرطغرلبن سبيمان؛ فتحرك بها، شمالاً مرة أخرى إلى الأناضول. وشارك السلطان السلجوقي، علاء الدين كيقباد الأول، في حروبه ضد المغول وأبلى هو رجاله بلاءً حسناً؛ فأقطعه السلطان علاء الدين السلجوقي منطقة قراجة طاغ القريبة من أنقرة عام(628هـ1133/م.(ويقال أنه أقطعه كذلك بلدتي سوغود ودومانيج، على الحدود مع البيزنطيين، في غربي الأناضول. ومنحه لقب "حارس الحدود".
توفي أرطغرل في بلدة سوغود، عام(680هـ/1281م)، فتولى بعده ولده عثمان، سيداً على عشيرته وحاكماً للمقاطعة. وأخذ يشن الغارات والحملات الهجومية على البيزنطيين، ويكسب منهم قلاعاً وقرى ويضمها، لحساب الدولة السلجوقية. ومنحه السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث جهات إسكي شهر وإينونو، عام (1289م).
حاصر عثمان مدينة بورصة، المعروفة في غرب الأناضول، في عام(1314م)، ولكنه لم يتمكن من فتحها.
وتوسعت منطقة نفوذ عثمان أو إمارته، فشملت مناطق سوغود، ودومانيج، وإينه كول، ويني شهر، وإن حصار، وقويون حصار، وكوبري حصار، ويوند حصار. وجعل في عام(1300م)، يني شهر مركزاً لتلك الإمارة.
وفد على عثمان بن أرطغرل كثير من علماء الدولة السلجوقية، التي كانت في طريقها إلى الاضمحلال، وأقبل عليه أمراؤها وأعيانها، فدخلوا تحت حمايته.
يُرجع كثيرٌ من الباحثين نشأة الدولة العثمانية إلى عام (699هـ1299/م)، عندما استقل الأمير عثمان بإمارته الصغيرة عن الدولة السلجوقية.
بينما يرجعها البعض الآخر إلى عام( 708هـ/1308م)، عندما توفي آخر سلاطين سلاجقة الروم السلطان غياث الدين مسعود الثالث، حيث كانت الإمارة العثمانية تابعة للدولة السلجوقية قبل ذلك.
ومع أنّ عثمان بن أرطغرل لم يلقّب بالسلطان أو الخان إلاّ بعد وفاته، إلا أنه يعد المؤسس الأول للأسرة. وقد حكم 45 عاماً، واستطاع توسيع مملكته من 4800 كم2، عند توليه الإمارة بعد والده أرطغرل، عام(681هـ/1281م)، إلى 16 ألف كم2، حين سلمها لولده أورخان، عام (726هـ/1326م).
اتخذ أورخان بن عثمان الذي ولد عام 1281م، مدينة بورصة، الواقعة في أقصى غرب الأناضول، عاصمة لملكه، وقاعدة لتحركاته، بعد أن تيسر له فتحها قبيل وفاة والده، عام(726هـ/1326م). ثم فتح إزمير عام(1327م)، وطاوشانلي في عام(1330م .(واستطاع بذلك أن يفرض على الإمارات السلجوقية المجاورة، الاعتراف الفعلي بحكمه، وبأنه وريث العرش السلجوقي.
ومما زاد من شهرته، تمكنه من هزيمة الامبراطور البيزنطي، الذي حاول استعادة مدينة إزنيق من العثمانيين، عام( 732هـ/1331م). وقد بدأ السلطان أورخان، بعد ذلك، باتباع سياسة متسمة بالحكمة، في التعامل مع البيزنطيين، وتحرص على عدم البدء بالاعتداء، مع محاولة الوصول إلى البحار المفتوحة والمضايق.
وقد توالت الفتوحات، طيلة حكم السلطان أورخان، الذي يعد أول أمير عثماني تسمى بلقب السلطان. وفي عام 736)هـ/1335م)، كوّن جيشاً منظماً، ومدرباً أحسن تدريب. وانضمت بعض الإمارات السلجوقية إلى الدولة العثمانية، التي وصلت حدودها إلى البحر، بعد أن استولت على أسكودار، وهي الضفة الآسيوية من مدينة إستانبول. وفي الوقت نفسه، توسعت الدولة في الجانب الشرقي من البلاد، ففتحت مدينة أنقرة، عام (756هـ/1354م).
سنّت الدولة، في فترة حكم السلطان أورخان، وبإشارة من الوزير قره خليل جاندارلي، قانوناً يقضي بتشكيل جيش سمي "الإنكشارية"، وبمقتضى هذا القانون يؤخذ بعض أولاد النصارى، ويُعنى بتربيتهم، وتهذيبهم تهذيباً إسلامياً، حتى إذا بلغوا سن التجنيد، أُرسلوا إلى الثكنات العسكرية في العاصمة؛ ليتولوا الدفاع عن أراضي الدولة دفاعاً مستميتاً.
كما وضعت تنظيمات إدارية ومالية، في عهد السلطان أورخان، أصبحت قاعدة، تركن إليها الدولة في السنوات التالية، مثل النظام الخاص بإقطاع الأراضي الأميرية، وكيفية تقسيمها على المشاركين في الحرب، وتشكيل الوزارة، وغيرها من الأنظمة، التي استقرت قواعد الدولة عليها.


ضم البلاد العربية
استفحل أمر الدولة الصفوية، بعد عهد السلطان بايزيد الثاني، الذي استخدم اللين مع الشاه إسماعيل الصفوي، على الرغم من نشاط الخير في نشر المذهب الشيعي بين القبائل التركية البدوية، وقتل الكثير من أهل السنة، بعد استيلائه على بغداد. وكان ذلك يحمل في طياته خطراً كبيراً على الدولة العثمانية، التي تزعمت أهل السنة في ذلك الوقت. إذ أن الشاه إسماعيل الصفوي، الذي جعل من التشيع سياسة لدولته ومذهباً لها، وجد له أعواناً كثيرين في الأناضول. وكان ذلك كفيلاً بأن يفتت وحدة الدولة العثمانية في الأناضول، على وجه الخصوص. فأجَّل السلطان سليم الأول فتوحاته، في أوروبا، ردحاً من الزمن، وتوجه بكل ما أوتي من قوة نحو الشرق، لوقف ذلك المد الشيعي، وتأديب المماليك، في مصر والشام، المتحالفين مع الصفويين، والعاجزين عن حماية الأماكن المقدسة. وكانت معركة جالديران، عام (920هـ/ 1514م)، انتصاراً باهراً للعثمانيين وهزيمة نكراء للصفويين، توغل الجيش العثماني بعدها في إيران حتى وصل إلى تبريز. وقد ثبّت ذلك الانتصار أقدام العثمانيين في الأناضول، وحسنت من صورتهم أمام العالم الإسلامي. غير أن ذلك النصر لم يكن ليكتمل ما لم تتم إزالة التهديدات البرتغالية للبحر الأحمر والأماكن المقدسة، في وقت استغاث فيه أهالي المنطقة بالعثمانيين، إزاء عجز المماليك عن الدفاع عنها، إضافة إلى إيواء المماليك للثائرين على السلاطين العثمانيين، وتحالفهم مع الصفويين ضد العثمانيين.
توجّه السلطان سليم الثاني إلى سوريا، ووقعت بينه وبين الغوري المملوكي معركة، بالقرب من حلب، عند مرج دابق، عام( 922هـ/1516م)، ومني الغوري بالهزيمة، وسقوط قتيلاً، ودخل السلطان سليم الأول مدينة دمشق، وضُمت الأراضي السورية إلى الدولة العثمانية. ثم توجه السلطان سليم إلى القاهرة، وانتصر في معركة الريدانية، بالقرب منها، في عام 923هـ (بدايات عام 1517م). وبذلك بدأ عهد جديد في تاريخ العثمانيين، اكتملت فيه سيطرتهم على العالم العربي، والتي استمرت أربعة قرون. وأعلن بذلك العثمانيون حمايتهم للأماكن المقدسة، وجعل البحر الأحمر بحيرة إسلامية.

تأخَّر الدولة العثمانية وتدهورها
يعزو كثير من الباحثين بداية انحدار الدولة العثمانية إلى (عام 1110هـ1699/م)، عندما اندحرت أمام الأعداء، واضطرت، لأول مرة، إلى توقيع معاهدة كارلوفجا، التي فرض شروطها عدوُّها المنتصر. وخرجت الدولة العثمانية بتلك الهزيمة من عزلتها، وتيقنت يقيناً جازماً من تخلف أجهزتها العسكرية. فبدأت توجُّهاً قوياً إلى الاستفادة من التقدم الأوروبي، فيما عُرف، في تاريخ الدولة العثمانية بحركات التجديد.
أرجع بعض الباحثين مقدمات ضعف الدولة العثمانية إلى عهد السلطان سليمان القانوني، بسبب وقوعه تحت تأثير زوجته روكسلانا، التي تآمرت ضد الأمير مصطفى ابن سليمان، ليتولى ابنها سليم الثاني الخلافة بعد أبيه. وكان مصطفى قائداً عظيماً ومحبوباً لدى الضباط، مما أدى إلى حركة تزمر بين الإنكشارية ضد السلطان، فأخمدها السلطان سليمان. وبذلك قضى على الأمير مصطفى. وأعقب ذلك تخلي السلطان عن ممارسة سلطاته، وتسليم مقاليد الأمور إلى زوجته، مما أدى إلى بروز سطوة الحريم، والعجز عن مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، التي أدت إلى نشوب القلاقل الشعبية في الروملي والأناضول.


عوامل الضعف في الدولة العثمانية
أصيبت الدولة العثمانية بعدة عوامل ضعف أثرت على مسيرتها وتقدمها. وعلى الرغم من وجود عوامل خارجية ساهمت في ضعف الدولة حتى في عهد القوة والتوسع، إلاّ أنها لم تكن مؤثرة في الدولة بقدر المؤثرات الداخلية. يمكن إيجاز تلك العوامل الداخلية على النحو الآتي:
أ: البعد عن منهج الإسلام الأصيل وجوهر الإيمان. الذي كان يميز الدولة العثمانية منذ قيامه، عندما كانت العاطفة الإسلامية جياشة وقوية. فلما تبعتها التربية الإسلامية، والتدريب السليم للنظام العسكري الجديد، كانت القوة وكان الفتح وكان التوسع. فلما ضعفت التربية الإسلامية زادت أعمال السلب، والنهب، والفسق، والفجور. واستمر الانحراف، وظهرت حركات العصيان والتمرد، وفقدت الدولة هيبتها.

وقد تمثل ذلك في:
1) الإهمال في العدالة والضبط وحسن السياسة، وسببه عدم تفويض إسناد الأمور إلى أهلها الكفاء.
2) المسامحة في المشاورة والرأي والتدبير، وسببه العجب والكِبر في أهل الحكم، واستنكافهم عن مصاحبة العلماء والحكماء.
3) التساهل في التدريب، والضبط والربط، وسوء استعمال آلات الحرب عند محاربة الأعداء، وسببه عدم خوف العسكر من الأمراء.
4) ثم رأس جميع الأسباب، وغاية ما في الباب، وهو طمع الارتشاء ورغبة النساء.
ب: الترف الذي أدى إلى الانغماس في حياة الفسق، بحيث أصبح السلاطين يقضون أوقاتهم في الملذات بين الحريم. وانعكس ذلك على ضعف السلاطين وعدم قدرتهم على تسيير أمور الدولة وقيادة الجيش، مما أثر بدوره على أوضاع الدولة.
ج: سيطرة العقلية العسكرية، التي أدت إلى انتزاع الأمور بالسيف بدلاً من الدراسة، والتخطيط، والمناقشة.
د: فساد الإدارة: حيث ترك السلاطين أمور الدولة لكبار موظفيهم، الذين انغمسوا في الفساد، فانتشرت الرشوة، والمحسوبية، والاختلاس، وبيع الوظائف، وقام الولاة في الولايات بحركات انفصالية عن كيان الدولة العثمانية.
هـ: الفساد، الذي استشرى في صفوف الإنكشارية، التي كانت العمود الفقري للدولة في عهد القوة والتوسع.
و: الامتيازات الأجنبية: التي مُنحت للأجانب في زمن قوة الدولة وازدهارها، ثم أصبحت حجر عثرة أمام الدولة العثمانية في التقدم والارتقاء، وأصبح الأجانب، بتلك الامتيازات، يتدخلون في شؤون الدولة الداخلية، ونجم عن ذلك خروج الرعايا عن أوامر الدولة. إضافة إلى ذلك، هناك الأسباب الخارجية، التي تمثلت في تكالب الدول الصليبية على الدولة العثمانية وتوحدها، في كثير من الأحيان، للقضاء عليها.
ز: تأخر الدولة عن ركب الحضارة، بسبب عدم تمسكها بأسباب القوة، والتي تمثلت في تخلف أجهزتها العلمية والعسكرية على وجه الخصوص. في الوقت، الذي كانت فيه الدول الغربية تكتشف كل يوم جديداً في حقول المعرفة، والتي عرفت بالثورة الصناعية.

بداية الاضمحلال في الدولة العثمانية
يتفق المؤرخون على أن عظمة الدولة العثمانية قد انتهت بوفاة السلطان سليمان القانوني عام (974هـ/ 1566م.( حيث فتح الطريق، من بعده، لاستلام السلاطين الضعاف زمام أمور الدولة، وذلك حين خلف لولاية عهده ابنه سليم الثاني، بدلاً من الأمير مصطفى، المتسم بقوة الشخصية، والتدريب الإداري، والعسكري الفائق. يضاف إلى ذلك أن العديد من السلاطين، الذين تولوا الحكم في الدولة في فترة التقهقر تلك، كانوا في سن الطفولة، فأصبحت أقوى دولة بيد الحريم أو آغاوات القصر. وعجَّل ذلك بالدولة إلى الهاوية. ولولا وجود بعض الصدور العظام الأقوياء، في تلك الفترة، لما بقيت الدولة إلى العصور التي تليها.
وكانت معاهدة كارلوفجا، التي امتدت ستة عشر عاماً، أولى الهزائم العسكرية الكبرى، التي هزت كيان الدولة، وأدت إلى اهتزاز البنية الإدارية، والمالية، والاجتماعية للدولة العثمانية. فقد عقدت تلك المعاهدة بين كل من الدولة العثمانية، والنمسا، وروسيا، والبندقية، وبولونيا، في(24 رجب 1110هـ 26/ يناير1699م)، وتنازلت الدولة العثمانية بموجبها عن 000ر356 كم2 من أراضيها لتلك الدول. وقد وصف المؤرخ الفرنسي "فرنارد جرينارد" هذه المعاهدة بقوله: "إن عام(1699م) من أهم الأعوام التاريخية، حيث انتقلت الهيمنة الشرقية إلى أوروبا".
ثم توالت بعد ذلك الإحن على الدولة، وإن كانت على فترات متباعدة. حيث اضطرت للتنازل لأعدائها، بموجب المعاهدات التي أبرمتها معها، مثل معاهدة كوجوك قاينارجه، التي وقعتها الدولة مع روسيا، في (1188هـ / 1774م)، عن القرم، وبسارابيا، وقوبان، وغيرها من الأراضي، إضافة إلى حرية الملاحة للسفن الروسية في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، وأن تبنى روسيا كنيسة لها في إستانبول، ويكون لها حق حماية جميع المسيحيين الأرثوذوكس القاطنين في البلاد العثمانية، وأن تدفع الدولة العثمانية خمسة عشر ألف كيسة غرامة حربية لروسيا. وكانت تلك أول خطوة لروسيا في إلحاق القرم بأراضيها. كما أنه، من خلال حق حماية الأرثوذوكس، كانت روسيا قد حفظت لنفسها حق التدخل في شؤون الدولة العثمانية الداخلية.
وعلى الرغم من قيام الدولة، بعد ذلك بمحاولات إصلاح، بعدما تأكدت أنها لا تستطيع مواجهة القوات الدولية، إلاّ أن تلك المحاولات كانت محدودة مؤقتة، ولم تستمر طويلاً. وخاصة المحاولات، التي أجريت في عهد السلطان عبدالحميد الأول. ومما لا شك فيه أن الحروب، التي كانت تنشب بين فترة وأخرى بين العثمانيين من جهة، وبين روسيا من جهة أخرى، كانت تعرقل


الحرب العالمية الأولى وانقراض الدولة العثمانية
أمسكت جمعية الاتحاد والترقي بزمام الأمور في الدولة العثمانية، وأطاحت بحكم السلطان عبدالحميد الثاني، الذي كان يتحاشى الحروب بقدر الإمكان، محاولاً تحويل صراع الدول الغربية وروسيا على الدولة إلى صراع فيما بينها. وكان برنامج الاتحاد والترقي في الحكم يتركز على التغريب، وإحلال المؤسسات الغربية محل المؤسسات الإسلامية في الدولة، والتركيز على تتريك الحكم والنظام، متأثرة في كل ذلك بالشعارات الغربية، مما أدى بها إلى التشجيع على القومية التركية. فحصل النفور بين الشعوب الإسلامية المنضوية تحت لواء الخلافة الإسلامية وبين برنامج الحكومة، ولا سيما بعد نشر الأفكار القومية لدى العرب أيضاً.
وفي خضم ذلك، نشبت الحرب العالمية الأولى، عام(1333هـ/1914م)، التي تحالفت فيها الدولة العثمانية مع ألمانيا والنمسا، ضد بريطانيا وفرنسا وروسيا. على أنه لم يكن لديها أي استعداد لخوض غمار الحرب. وكان النصر، في السنتين الأوليين من الحرب، من نصيب الدولة العثمانية وحليفاتها، غير أن قيام الثورة العربية الكبرى، بزعامة الشريف حسين عام 1335)هـ/1916م)، كان أكبر ضربة وجهت للدولة العثمانية والجامعة الإسلامية بوجه خاص. حيث فقدت الدولة مع نهايات الحرب عام( 1338هـ/ 1918م(، كل أملاكها في الجزيرة العربية، بل في معظم البلاد العربية. ووقعت عدة معاهدات، استهدفت تقسيم أملاك الدولة العثمانية. مثل معاهدة الآستانة عام(1334هـ 1915/م(، ومعاهدة لندن عام (1334هـ/1915م)، ومعاهدة سايكس بيكو عام 1335)هـ/ 1916م)، ومعاهدة سان جان دي مورين عام (1336هـ/1917م)، ثم معاهدة سيفر عام( 1339هـ/ 1920م (التي عقدت في مدينة سيفر الفرنسية، وتخلت الدولة العثمانية بموجبها عما تبقى من أراضيها في تراقيا بما في ذلك مدينة أدرنة، وتخلت عن حقوقها في جزيرتي إمروز وتندوس.وقلصت تلك المعاهدة سيادة الدولة العثمانية، فقد حُدد عدد الجيش العثماني بخمسين ألف جندي، يخضعون لإشراف الضباط الأجانب، وحُدد سلاح الجيش والأسطول، وأعيدت الامتيازات الأجنبية، كما شُكِّلت لجنة جديدة للبت في الإشراف على الديون العثمانية، وعلى ميزانية الدولة، وعلى الضرائب، والرسوم الجمركية، وغيرها من الأمور المالية.
وفي تلك الأثناء، شُكِّلت حكومة في أنقره، بزعامة مصطفى كمال آتاتورك، كانت منفصلة عن حكومة إستانبول. وبدأ النظام الجديد في أنقره، معلناً التمرد على حكومة إستانبول، وجعل من المجلس الوطني الكبير حكومة فعلية، حيث أقر المجلس، عام( 1340هـ/1921م)، الدستور الجديد، ورفض كل المعاهدات التي أبرمتها حكومة إستانبول، وفي الوقت نفسه، عقد مصطفى كمال اتفاقاً مع روسيا، اعترفت روسيا بموجبه بالميثاق الوطني الذي أعلنته حكومة أنقره. كما عقد مؤتمر في لندن عام( 1340هـ/1921م)، للتخفيف من شروط الصلح، مما أضفى طابعاً شرعياً على حكومة أنقره، في إرجاع القرار الخاص بوضع الأناضول إليها. وقد جرت عدة اتفاقات مع الدول المعنية في الانسحاب من بعض الأراضي التركية، فتنازلت روسيا عن باطوم، وفرنسا عن كيلكيا، وإيطاليا عن أنطاكيا، ونشب القتال مع اليونانيين، وانتصرت القوى الوطنية في معركة سقاريا على اليونانيين عام (1340هـ/1922 م). ورغم أن حكومة إستانبول دعت إلى مؤتمر لوزان إلى جانب حكومة أنقره، إلا أن الأخيرة قامت بإلغاء السلطنة من نظام الدولة العثمانية في( 12 صفر 1341هـ/ 4 نوفمبر 1922م)، حتى لا تلقى القبول لدى المؤتمر، فاستقال الصدر الأعظم توفيق باشا، ولم يعين السلطان محمد السادس غيره مكانه، مما أشار إلى خضوع السلطان لحكومة أنقره. وسافر السلطان إلى بريطانيا لاجئاً، فعينت حكومة أنقرة عبدالمجيد أفندي خليفة في (26 ربيع الأول 1341هـ/ 16 نوفمبر 1922م)، متجرداً من صفة السلطان. وانتهت حرب الخلاص الوطني، وأُعلنت الجمهورية في (30 ربيع الأول 1341هـ 20/ نوفمبر 1922م)، ثم ألغيت مؤسسة الخلافة من حياة تركيا في (28 رمضان 1342هـ/3 مايو 1924م)، وأُجبر أفراد أسرة آل عثمان على مغادرة تركيا نهائياً.
وبذلك انطوت أخر صفحة من صفحات تاريخ الدولة العثمانية، ونشأت على أنقاضها الجمهورية التركية، التي اتخذت من العلمانية مبدأ لها في الحياة. وأُلغيت المؤسسات الدينية، وأُقيمت مكانها مؤسسات أخرى، مبنية على مبدأ فصل الدين عن الدولة.

http://www.kuwait25.com/ab7ath/view.php?tales_id=654

hano.jimi
2012-03-18, 20:51
أريد بحث حول
الدولة العثمانية دراسة خارجية
وشكرا

0, 06:03 PM
الوحده 1

· نشأة الدولة العثمانية

ينسب الاتراك العثمانيون الى قبائل الغز التركية ( التركستان )

الغز التركيه : قبائل ينسب اليهم الاتراك العثمانيون

1- سليمان : ( الزعيم ) اتجه نحو اسيا الصغرى و قتل في حلب

2- ارطغرل بن سليمان : التحق بخدمة الامير السلجوقي " علاء الدين " و ساعده في حرب البيزنطيين

مكافئات علاء الدين لـ ارطغرل :

- ترك له توسيع ممتلكاته

- امير على مقاطعة اسكي شهر

- اتخذ الهلال شعار له

- لقب بلقب غازي

توفي عام 1281

3- عثمان : يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية لانه( نجح في اذابة الفوارق بين شعب دولته و وحد بينها و جعلها امه واحده )

مكافئات علاء الدين لعثمان :

- منحه نوع من الاستقلال

- منحه لقب بك

- اقطعه الاراضي و القلاع

- اجاز له ضرب العمله باسمه

( اتخذ عثمان قره حصاره عاصمة له )

قتل علاء الدين على يد المغول و زالت دولة السلاجقة

· التوسع العثماني في اسيا

اتخذ عثمان لنفسه لقب ( باد شاه ال عثمان )

بلغت فتوحاته ( البحر الاسود و بحر مرمره )

لكنه لم يفتح مدينه بورصه بسبب

- عدم توفر الاسلحة الكافيه

- مات قبل استسلامها

4- اورخان بن عثمان : فتح مدينه بورصه و ازمير و انقره , تم في عهده تكوين الفرق الانكشاريه , توفي ( 1359 )

5- مراد الاول : - استقرار الجبهه الداخليه , القضاء على الفتن و فتح البلقان و مقدونيه و صوفيا و سالونيك , استولى على ادرنه

تغلب على الصرب و البلغار في معركتي ( مارتيزا و قوصوه )

النتائج :

- التغلب على الصرب و البلغر

- تثبيت دعائم الدولة العثمانية

6- بايزيد بن مراد :

# معركه نيقوبولس 1396

الدوله العثمانية × التحالف الصليبي

السبب : تحريض البابا امراء اوروبا على محاربة العثمانين

النتائج :

- هزيمة التحالف الصليبي

- لقب بايزيد بالصاعقه : ( لانه هزمهم هزيمه تعد من افظع الهزائم حيث لم يبقى منهم الا القليل )

# معركة انقره 1402

الدولة العثمانية × جيوش التتار

السبب : اجتياح التتار اسيا الصغرى

النتائج :

- انتصار التتار

- اسر بايزيد و مات في الاسر

7- مراد الاول : استعاد ما فقدته الدولة العثمانية

8- مراد الثاني : وضع قواعد الامن و الاصلاح

9- محمد الثاني [ محمد الفاتح ] :

فتح القسطنطينية

سبب اهتمامه بفتح القسطنطينيه :

- موقعها الاستراتيجي الهام

- تحريض الرومان الثائين على العثمانين

اعماله :

- حول مدينه اياصوفيا الى مسجد

- عمل على تعمير المدينه

- عمل على تنظيم المدينه

تابع الفتوحات في اوروبا ....

وصلت الدولة العثمانية اوج اتساعها في عهد ( سليم الاول )

· ضم البلاد العربية :

عوامل اتجاه العثمانين الى البلاد العربية ؟

- وصلت الدولة العثمانية الى مرحله التشبع في الفتوحات الاوروبية

- محاولة الدوله الصفويه بسط المذهب الشيعي في العراق و اسيا الصغرى

- حماية الدول العربية من خطر الاستعمار البرتغالي

كان الوطن العربي قبل ضمه للدولة العثمانيه يعاني من

- التجزئه و التفرقة

- انهيار الاحوال الاقتصاديه بسبب ( تحول التجاره الى راس الرجاء الصالح )

· ضم العراق و الصدام مع الصفوين

اعلنت الدولة العثمانية الحرب على الدولة الصفويه لان فارس اصبحت ملجا للفارين من السلطان سليم الاول

# معركة جالديران 1514

الدولة العثمانية × الدولة الصفوية

السبب : فارس ملجا للفارين من السلطان سليم الاول

النتائج :

- انتصار العثمانين

- السيطره على تبريز

· ضم بلاد الشام و مصر

اسباب ضم بلاد الشام و مصر :

- تعاطف المماليك مع الصفوين

- حماية الوطن العربي

- ضعف دولة المماليك ( بسبب تدهور الاحوال الاقتصاديه )

# معركة مرج دابق 1516

الدوله العثمانية × المماليك

الاسباب : ( فووق )

النتائج :

- مقتل سلطان المماليك

- ضم بلاد الشام

- انتصار العثمانين

اسباب الانتصار :

- استخدام الاسلحة النارية

- انضمام قاده المماليك مع العثمانين

# معركة الريدانية 1517

الدولة العثمانية ( سليم الاول ) × مماليك مصر ( طومان باي )

السبب : زحف السلطان العثماني سليم الاول الى مصر

النتائج :

- انتصار سليم الاول ( الدولة العثمانية )

- اعدام طومان باي

- ضم مصر

علل : ضم العثمانين البلاد العربية في شمال افريقيا ؟

بسبب محاولة الاسبان الاستيلاء عليها

- خير الدين بربروسا >> جزائر و تونس

- سنان باشا >> طرابلس

- بيري رئيس >> عدن صنعاء مسقط

· ضعف الدولة العثمانية

*عوامل داخلية :

- اختلال نظام الانكشارية : اهمال التدريبات

- ضعف السلاطين : عرفو بضعف الشخصية و انشغالهم بامورهم

- فساد الادارة : فساد الانظمة ( الصدر الاعظم , الولاه )

- نظام جباية الضرائب ( الالتزام ) : التسلط و القهر للحصول على الاموال

*عوامل خارجية :

- ظهور روسيا القيصرية

- تحالف الدول الاوروبية للاستعمار

- تدهور القدره الحربية

- الامتيازات الاجنبية : منحت الدولة العثمانية اوروبا حق التجارة و الاقامة و لكنهم استغلوها .

· حركات الاصلاح :

1- الاصلاح في عهد سليم الثالث : عارض جيش الانكشارية و عزلو سليم الثالث

2- محمود الثاني :

الواقعة الخيرية : قضى فيها على نظم الانكشارية

3- قانون شريف كلخانة

- اصلاح احوال الدولة

- الغاء نظام الالتزام

ولكن لم ينفذ قانون شريف كلخانه بسبب : انشغال الدولة العثمانية بالحرب مع روسيا

4- التنظيمات الخيرية :

- الغاء نظام الالتزام

- اصلاح احوال الدولة

- نشر المساواه

5- القانون الاساسي

( عبدالحميد الثاني )

- برلمان يناقش اعمال الحكومة

- برلمان ينتقد الوزراء

6- جامعة الاتحاد و الترقي

- خلع السلطان عبد الحميد الثاني 1909 و اتهامه بالاستبداد

سياية التتريك : سياسة سعت الى تحويل شعوب الدولة العثمانية الى اتراك

فرض اللغة التركية

· المسألة الشرقية

هي المشاكل التي نتجت عن ضعف الدولة العثمانية و منافسة الدول الاوروبة من اجل اقتسام الامبراطورية العثمانية

- المرحلة 1: تعاونت دول اوروبا من اجل التصدي للدولة العثمانية ( استغلال الامتيازات الاجنبية )

- المرحلة 2 : اصاب الضعف الدولة العثمانية ( اواخر القرن 18 ) و دبت الخلافات بين الدول الاوروبية من اجل الاقتسام

ازمات المسألأة الشرقية

# حرب القرم 1853 – 1856

روسيا × الدولة العثمانية

السبب المباشر :

- احتجاج روسيا على اشراف فرنسا على الكنائس في الاراضي المقدسة في فلسطين

السبب الغير مباشر :

- اطماع روسيا القيصرية الى الوصول الى المياه الدافئة ( البحر المتوسط ) و السيطره على مضيق ( البسفور و الدردنيل )

وقفت فرنسا و بريطانيا بجانب الدولة العثمانية

النتائج :

- هزيمة الجيوش الرروسية و استسلام روسيا

- محاصرة ميناء سيباستيول

- توقيع معاهده باريس

# معاهده باريس 1856

روسيا × الحلفاء ( بريطانيا + فرنسا )

بنودها :

- احترام استقلال الدولة العثمانية

- اعلان حياد البحر الاسود

- الاعتراف بحق الدولة العثمانية في اغلاق مضيق البسفور و الدردنيل

- منح صربيا استقلال داخلي

# ثورة اليونان1825

الدولة العثمانية × شعوب البلقان

السبب : تحريض الدول الاوروبية شعوب البلقان على الثورة ضد العثمانين

نتائج : نجح والي مصر ( محمد علي باشا ) في اخماد الثوره

# معركة نافرين 1827

الدولة العثمانية × بريطانيا , روسيا , فرنسا

نتائج :

- معاهده ادرنه

- استقلال اليونان

# معاهده ادرنه 1829

اليونان × الدولة العثمانية

- اعتراف الدولة العثمانية باستقلال اليونان

# معاهده سان استيفاني1878

الدولة العثمانية × روسيا

- اعتراف الدولة العثمانية بحرية الملاحه

- استقلال رومانيا

- استقلال الصرب و الجبل الاسود

# مؤتمر برلين 1878

الدولة العثمانية × دول اوروبا

- استقلال رومانيا

- حصول انجلترا على جزيره قبرص

الوحده 2

· الاستعمار و اشكاله و دوافعه

· الاستعمار : السيطره التي تفرضها دوله قوية على اخرى ضعيفة بهدف استغلال ثرواتها

ظهرالاستعمار مع بدايه ( الكشوف الجغرافية )

علل : تستر الدول الاستعماريو وراء اشكال الاستعمار

بقصد التمويه على الشعوب المستعمره حتى لا تثير نقمتها

· اشكال الاستعمار

1- الاستيطان

- الهجره الى البلاد المحتله

- قتل السكان الاصلين

- مصادره اراضيهم

مثال : فلسطين

2- الاحتلال العسكري

- استخدام القوه العسكرية

- الاحتلال المباشر

مثال : العرب

3- التمييز العنصري

- حرمان السكان الاصلين من حقوقهم

- اعتبارهم ادنى مرتبه

مثال: افريقيا

4- القروض المالية

- منح الدول قروض مما يجعلها عاجزه عن سدادها فتتخذها الدولة الاستعمارية ذريعه للاحتلال

مثال : مصر , بلاد الغرب

5- الامتيازات الاجنبية

- الضغط على الدولة للحصول على بعض الامتيازات لرعاياها في بعض الجوانب الاقتصادية

· اي الاشكال السابقة يعد الاخطر و لماذا ؟

- الاستيطان , لطرد و قتل السكان الاصليين

دوافع الاستعمار الاوروبي للوطن العربي

- ضعف الدولة العثمانية , و تنافس الدول الاوروبية لقتسام ممتلكاتها

- خوف اوروبا من قيام دولة عربية موحده

- طمع الدول الاوروبيه بثورات الوطن العربي

قدم ثلاث مقترحات لتعزيز العمل العربي في الوقت الراهن

- القضاء على الحروب الاهلية

- عملة عربية موحده

- خلق جو التسامح بين العرب

· الحملة الفرنسية على مصر و الشام 1801 – 1798

اسبابها :

- سعي فرنسا لضرب تجاره انجلترا في الشرق

- عجر فرنسا على مهاجمه انجلترا في عقر دارها

- رغبة فرنسا في السيطره على مستعمرات جديده

- اقناع نابليون الحكومة بضروره غزو مصر

علل :

· سعي فرنسا لضرب تجاره اتجلترا في الشرق بالسيطره على مصر

- لان مصر تعد ملتقى الطرق التجارية

· عجز فرنسا في مهاجمة انجلترا في عقر دارها ؟

- موقعها الجغرافي

- تفوق اسطولها البحري

· تعد مصر ملتقى الطرق التجارية بين قارات العالم ؟

- لانها تطل على مسطحات مائية هامه

· تحمس نابليون للقيام بحمله عسكريه على مصر ؟

- لبناء امبراطورية فرنسيه في الشرق , نواتها مصر

( تاليران ) وزير خارجيه فرنسا , كان من اشد المتحمسين لمشروع غزو مصر

الاحداث :-

1- الاعداد للحملة

نابليون >> اصطحب معه العلماء و المهندسين و الفنانين

لماذا ؟ لتقديم الاستشارات و دراسه ارض مصر

2- خطة سير الحملة

انطلقت من ميناء طولون

36000 جندي و ظابط

148 عالم

# معركة شبراخيت :

فرنسا ( نابليون ) × المماليك ( مراد بك )

- هزيمة المماليك

# امبابة ( الاهرام )

فرنسا × المماليك

- نصر كامل للفرنسيين

- تسليم المصرين مدينتهم لنابليون

· موقف انجلترا من الحملة

# معركة ابوقير

الاسطول الانجليزي ( نيلسون ) × الاسطول الفرنسي

نتائج

- تدمير الاسطول الفرنسي

- عزل الجيش الفرنسي عن وطنهم

- فرض حصار بحري انجليزي على سواحل مصر

- تقوية عزيمة المصريين

· لماذا اهتمت بريطانيا بالحملة الفرنسية على بلاد الشام و مصر ؟

- رغبة انجلترا في السيطره على مصر لموقعها الهام

· لو انتصر الجيش الفرنسي في معركة ابوقير ماذا تتوقع ان يحدث ؟

- استمرار الحملة الفرنسية و تاسيس امبراطوريه فرنسية في مصر

· ثوره القاهره الاولى

قام الزعماء المصرين بتحريض الشعب على المقاومة

الاسباب :

- استهتار الفرنسين بالتقاليد الاسلامية

- قيامهم باعمال السلب و النهب

- ارهاق المواطنين بكثره الضرائب

النتائج :

- قصف القاهره بالمدافع

- قمع الثورة بكل قسوه

- 4000 شهيد

· الحملة الفرنسية على الشام :

علل : فشل نابليون في الاستيلاء على عكا ؟

- بساله مدافعينها

- متانه اسوارها

- مناعه حصونها

- مسانده الاسطول البيرطاني للمدينه

- تفشي مرض الطاعون بين الجيش الفرنسي

رحل نابليون و ترك القياده لكليبر >> قام بمفاوظة العثمانين في :

# اتفاقية العريش 1800

العثمانين × كليبر

- انسحاب الفرنسين عن مصر

- اجلاء الجنود الفرنسين على نفقه العثمانين

رفضت انجلترا الاتفاقية >> قام كليبر بمهاجمة العثمانين و انتصر في معركة ( عين شمس )

· ثورة القاهرة الثانية :

علماء الازهر , الشريف ( عمر مكرم )

استعمل كليبر القسوه فقصف القاهره و انزل المظالم بالشعب

قام الطالب الازهري ( سليمان الحلبي ) باغتيال كليبر

بعد كليبر >> مينو

· جلاء الحملة من مصر

- هزيمة مينو

- جلاء الفرنسين وفق اتفاقية العريش

نتائج الحملة الفرنسية

- فشل الحملة الفرنسية , في تحقيق اهدافها

- دراسه مشروع توصيل البحر الاحمر بالمتوسط ( قناه السويس )

- بحث الامراض المستوطنه و علاجها

- التاخر في التجاري ( بسبب الحصار الانجليزي على السواحل )

· المؤتمرات الاستعماريه ضد البلاد العربية

1- اتفاقية سايكس بيكو1916

اجتمع قنصل فرنسا ( جورج بيكو ) مع زميلة البريطاني ( مارك سايكس ) على تحديد الاجزاء التي يريدان اقتسامها من الدولة العثمانية

نصت الاتفاقيه على :

- تقسيم بلاد الشام و العراق الى خمس مناطق

- المنطقة الساحلية لسوريه تحت نفوذ فرنسا

- منطقة العراق حتى البصرهتحت نفوذ بريطانيا

- فلسطين تحت الاداره الدولية

وصل الخبر الى الشريف حسين عن طريق تركيا ( نشرته روسيا )

2- تصريح بلفور 1917

هو تصريح اصدره اللورد بلفور ينص على تاسيس وطن قومي في فلسطين

دوافع بريطانيا لاصدار تصريح بلفور

- دفع اليهود في روسيا ليعملو على اعاده روسيا الى الحرب العالمية الاولى

- استماله العناصر اليهوديه في المانيا و النمسا و الولايات المتحده الامريكيه لتايد بريطانا فالحرب

- السعي لاقامة دولة يهوديه في فلسطين , تكون في خدمة مصالح بريطانيا

3- مؤتمر الصلح في باريس

حضر مؤتمر الصلح ( فيصل ابن الشريف حسين )

# لجنه كنج كراين

- المحافظة على وحده سوريه

- نبذ فكره جعل فلسطين دوله يهوديه

- تحديد الهجره اليهوديه الى فلسطين

4- المؤتمر السوري 1920

- استقلال سورية

- نصب فيصل ملك على سورية

- المطالبه بستقلال العراق

5- مؤتمر سان ريمو 1920

- وضع سوريه و لبنان تحت الانتداب الفرنسي

- وضع فلسطين و العراق تحت الانتداب البريطاني

- استقلال اليمن >> يحيى حميد الدين

- استقلال الحجاز >> الشريف حسين

http://www.study4uae.com/vb/archive/index.php/t-156490.html

hano.jimi
2012-03-18, 20:56
أريد بحث حول
الدولة العثمانية دراسة خارجية
وشكرا

http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=6088

hano.jimi
2012-03-18, 21:18
بحث حول المجتمع المنشوري

http://etudiantdz.com/vb/f55/t13488-127.html

http://etudiantdz.com/vb/f55/t13488-127.html

hano.jimi
2012-03-18, 21:41
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين ،]وشكرا

http://www.itu.int/dms_pub/itu-s/md/03/wsispc2/c/S03-WSISPC2-C-0067!!MSW-A.doc

hano.jimi
2012-03-18, 21:43
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين ،]وشكرا

دور الاعلام في بناء الدولة والمجتمع




المقدمة:
مما لاشك فيه ان للانسان عقلاً يسعى من خلاله إلى الكشف عن حقائق الأمور والإلمام بمختلف المظاهر والظواهر . الامر الذي دعاه الى إيجاد وسيلة مثلى يشبع من خلالها فضوله ويشفي بها غليله فكان لابد من ظهور ما يسمى بالألة الإعلامية أو وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأصنافها . وفي هذا الاطار فإن الثورة الإعلامية أو تكنولوجيا الإعلام التي يشهدها العالم قد قلبت كل الموازين وأضحى الإعلام ركيزة أساسية في بناء الدولة بل بات يعتبر من مقومات ورموز السيادة الوطنية ، بحيث صارت أول خطوة في إنجاح أي إنقلاب لابد من الإستيلاء على مقر التلفزة والإذاعة مما يؤكد دور ومكانة وأهمية هذا الأخير والحديث هنا عن الانقلاب من باب اظهار اهمية الاعلام في بناء الدولة ليس الاّ ، حيث أن زمن الانقلابات اصبح في خبر كان . ولان "الإعلام أداة فاعلة ومنظومة متكاملة " ، فلا بد من تفعيل ادائه لترسيخ بناء الدولة وترسيخ الثوابت الوطنية لديها ولدى مواطنيها .

استراتيجية الاعلام الحربي لتحقيق الامن الوطني للدولة :

يعتبر الاعلام بوسائله المتطورة ، اقوى ادوات الاتصال العصرية التي تعين المواطن على معايشة العصر والتفاعل معه . كما اصبح للاعلام دور مهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام من اجل تهيئته اعلاميا ، وبصفة خاصة تجاه القضايا المعنية بالامن الوطني . ويجئ القرن الحادي والعشرون حاملا معه عصراً جديداً ، عصراً فيه الكلمة الاولى للاعلام في ظل ثورة الاتصال والمعلومات ، تلك الثورة التي لن تتوقف مع استمرار عملية الابتكار والتغيير . ولقد ادت هذه الثورة الى احداث تطور ضخم في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ، وجعلت السماء مفتوحة تسبح فيها الاقمار الصناعية لتمتد رسالة الاعلام الى ارجاء المعمورة ، وليصبح العالم قرية الكترونية صغيرة .والواقع ان الاعلام في العصر الحديث ، اصبح جزءاً من حياة الناس ، كما ان بناء الدولة اقتصاديا ، واجتماعيا ، وسياسيا ، يتطلب الاستعانة بمختلف وسائط ووسائل الاعلام ، بل ان مشروعات التنمية لا يمكن ان تنجح الاّ بمشاركة الشعوب وهو امر لا يتحقق الاّ بمساعدة الاعلام .
وترتبط السياسة الاعلامية بالاوضاع السياسية ، والاقتصادية ، والامنية ، والاجتماعية ، والحربية ، بمعنى ان الاعلام يرتبط بقوى الدولة الشاملة ومن ثم فهو يسعى بطريق غير مباشر لتحقيق الامن الوطني ، من خلال التغطية الاعلامية ومن خلال الاسهام في بناء المواطن وتحصينه ضد أي غزو اعلامي او فكري معاد ٍِِ . كما يقوم الاعلام بدور مهم في تنمية الوعي السياسي لدى المواطنين واستيعابهم لما يدور على الساحة الداخلية ، حيث يتناول القضايا الوطنية التي تؤثر في قدرات الدولة السياسية ، من خلال الشرح والتحليل لهذه القضايا وتعريف المواطن بأسبابها واسلوب التعامل معها .
فالاعلام الحربي كفرع متخصص له دور مهم في بناء الامن الوطني للدولة وفي تخطيط استراتيجيتها ، وهو دور يقوم على اساس التفاعل مع التحديات والتهديدات الموجهة للامن الوطني ، ومن اجل تأكيد استراتيجية الدولة في مواجهة هذه التحديات ، بل اصبح للاعلام الحربي دور مؤثر في مواجهة مشاكل وقضايا المجتمع من خلال الاسهام في مناقشة هذه القضايا وايجاد الحلول المناسبة لها ، بل وله رسالة مهمة في مواجهة الغزو الفكري والثقافي المعادي الذي يستهدف النيل من وحدة الوطن . ويبرز دور الاعلام الحربي بشكل واضح ، وقت الحرب ، من اجل مواجهة الدعاية المضادة والحرب النفسية .(1)
الثالوث الاعلامي :
خلال إستقباله وفدا من رابطة الدراسات الاعلامية، أكد رئيس الوزراء العراق السابق أبراهيم الجعفري أهمية الاعلام في بناء الدولة والمجتمع بالقول ( تكمن من خلال الثالوث الاعلامي متمثلا بالمعطي الاعلامي والمتلقي المواطن والوسيط الخبر وهذا ما يؤكد الدور الفاعل للاعلامي في تولي مسؤولية توعية وتثقيف المواطن." ويضيف ايضا القول ان ("الاكاديمية قد تمنحك شهادة علمية معينة وقد تعطيك أسرار المهنة من الناحية الحرفية لكن لا تستطيع ان تمنحك البعد الوطني المطلوب والثروة القيمية التي تـُستمد من مبادئ السماء ومن أعرافنا وتقاليدنا ولكن البعد الاخلاقي في شخصية الاعلامي هي مسألة أساسية لانه يجب أن يضع وطنه الهدف ويصر على أن يكون وطنيا بمعنى أن لا يميل الى مجموعة دون اخرى ولا يقبل أن يكون ثمنه مكافأة مادية او شهرة اعلامية على حساب هذه الحرفة المقدسة."( 2)
ان الإعلام يواجه تحديات الاحترافية والمهنية والأخلاق والقيادة والتخطيط الاستراتيجي والدراسات والبحوث. وهذا يعني أنه يجب التركيز على التكوين الأكاديمي الفعال والمنهجي وكذلك التعليم المستمر والتنسيق ما بين جهات التكوين والتدريب والمنظمات والمؤسسات المختلفة للاستجابة لاحتياجات ومتطلبات سوق العمل.
وفي ذلك يقول :د.محمد قيراط لجريدة البيان الشارقية : ( لقد حان الوقت للانتقال من مرحلة الكم إلى مرحلة الكيف لاستيعاب الدور المحوري للإعلام والعلاقات العامة في دعم بناء المجتمع والفرد والأمة ودعم صانع القرار.
ويعد الإعلام حجر الزاوية في تهيئة الأجواء اللازمة والضرورية لحركة التنمية الشاملة في المجتمع حيث أنه يعمل على توفير البيانات والمعلومات للعامة والمتخصصين ما تعلق منها بحركة الاستثمار،و المجالات الاقتصادية المختلفة،والقوانين، وإجراءات إنهاء المعاملات، وأخبار الأسهم والبورصات وأسعار صرف العملات... الخ.
كما يعّرف الإعلام بالحركة الاقتصادية في الدولة والعالم. ومن أهم وظائف الإعلام الاقتصادي نشر الوعي والثقافة الاقتصادية في المجتمع كالتعريف بالقوانين والتشريعات والإجراءات التنظيمية حتى يستطيع الفرد أن يعرف حقوقه وواجباته. من هنا يأتي الدور الاستراتيجي للإعلام الاقتصادي في التنمية الشاملة وفي ربط رجال الأعمال والاقتصاد والمؤسسات ببعضها البعض وبالمستهلكين والمتفاعلين مع حركة التنمية في المجتمع.
ان الإعلام لم يعد ترفا أو شيئاً كمالياً بل أصبح واقعاً وضرورة لا يمكن للناس أن تستغني عنه".. ويرى الدكتور "حامد طاهر" نائب رئيس جامعة القاهرة أنه لكي يسهم الإعلام العربي في بناء وحماية العقل العربي فلا بد من الجمع بين الأصالة والمعاصرة، معتبرا أن حدوث التوازن بينهما سيحرس العقل العربي ويحميه.
اذن لابد من اخذ دور السلطة الرابعة في الحسبان في بناء الدولة وتطوير المجتمع . وان المتتبع لمجريات الامور والاحداث بمختلف صنوفها وانواعها في العالم يعرف جيداً في النهاية ان كل ذلك لم يتأت الا بعمل كبير وجهد دؤوب يتجسد في ترسانة إعلامية ضخمة من تلفزة وإذاعة وصحف بين يومية وأسبوعية وشهرية .
وفي ذلك يؤكد د.محمد قيراط ايضا : ( ان وسائل الإعلام تؤدي دورا محوريا في حياة الفرد والأسرة والمنظمة والمجتمع، وفي بناء الدول والحضارات والمجتمعات، وهي بذلك تسهم في التنشئة الاجتماعية وفي تشكيل الرأي العام والذاكرة الجماعية للمجتمع. كما أنها تؤدي دورا استراتيجيا في التنمية المستدامة بمختلف مجالاتها وقطاعاتها ).(3)
وفي هذا الاطار ايضا قال اللواء توفيق الطيراوي رئيس جهاز المخابرات العامة، رئيس المجلس الاستشاري للأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية، في حديث نقلته صحيفة ( دنيا الوطن ) ( إن للإعلام دورا أساسيا في وضع وبناء أسس الدولة المستقلة، وأن للإعلام دورا محوريا في تطوير وازدهار واستقرار المجتمعات الإنسانية ). (4)
الإعلام والحوار:
فيما خرجت الدكتورة ثريا البدوي -مدرسة العلاقات العامة والإعلان- في جمهورية مصر العربية في دراسة لها عن "الإعلام وحوار الثقافات في مصر"، في أن الأداء الإعلامي المرتبط بالأحداث التي تمس الحوار مع الآخر -الداخلي أو الإقليمي أو الدولي- لا يفعل الحوار بين الثقافات في المجتمع المصري، إذ يرتبط بالتوجهات الأيديولوجية للمفكرين والمثقفين، وكذلك بالصورة المختزنة لديهم عن الآخر.
وعرضت "ثريا" تجربة تعامل الإعلام الحكومي المصري مع جماعة الإخوان المسلمين في أحداث "طلبة الأزهر" وبعض القضايا الإقليمية والدولية مثل الصراع السياسي في لبنان بين حكومة السنيورة وحزب الله، وقضية إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، وقارنت أداء الإعلام الحكومي بالإعلام الخاص الذي دعا إلى الحوار المحلي والإقليمي، وإلى التفاهم والتقارب الخارجي، بعيدًا عن فكرة الحوار أو الصدام، أما الإعلام الحزبي فوقف في منطقة وسط بين الإعلام الحكومي والخاص.
الإعلام والسلم الأهلي
ويؤدي الاعلام دوراً بارزاً في تعزيز السلم الأهلي في المجتمعات حيث يساهم مساهمة فعالة في ارساء دعائم الامن والاستقرار في أي بلد من البلدان من خلال الافكار والرؤى التي يتم تناولها وطرحها في وسائل الاعلام ، كما جاء ذلك في دراسة للدكتور حسين أبو شنب -من كلية الإعلام جامعة فلسطين والتي اجراها على عينة من مجتمع النخبة الفلسطينية في المجالات المختلفة حول أهم معوقات السلم الأهلي.(5 )
دور الإعلام في التفاوض:
يلعب الإعلام دوراً مهما في عملية التفاوض ويمكن تحديد هذا الدور في النقاط التالية: الإعلام كمصدر للمعلومات: فقد أكدت البحوث الميدانية أن الإعلام هو المصدر الأساسي للقادة السياسيين والدبلوماسيين وكل من لهم صلة بالعملية السياسية في المجتمع، ويقدم الإعلام لأطراف التفاوض رؤية أولية للأطراف المشاركة في عملية التفاوض.
الإعلام كأداة: يعد الإعلام أداة من أدوات خلق رأي مساند أو معارض للقضية محل التفاوض أو لطرف من أطراف التفاوض، حيث يلعب دوراً مهما في مجال خلق رأي عام مساند أو معارض لقضية يدور حولها التفاوض وخلق اتجاهات معارضه أو مؤيدة للقضية محل التفاوض أو لأحد أطراف التفاوض.
الإعلام أداة للتفاوض: يمكن استخدام الإعلام كأداة من أدوات التفاوض بأحد الصور التالية:
الصورة الأولى: استخدامه كأداة من أدوات الضغط:
1. ويتم ذلك من خلال تسريب بعض الأخبار والمعلومات التي يود أحد الأطراف أو لا يرغب في نشرها قبل التوصل الى الاتفاق النهائي.
2. من خلال تقديم إخبار كاذبة تمثل إحراجاً لأحد الأطراف المعنية في عملية التفاوض.
3. تسريب أخبار عن التوصل إلى نتائج قبل نهاية التفاوض.
الصورة الثانية: استخدام الإعلام كأداة لفرض موقف معين على أحد الأطراف وذلك من خلال دفعه إلى تبني موقف سياسي معين.
الصورة الثالثة: استخدام الإعلام كأداة من أدوات التلاعب بالمواقف وذلك من خلال تجاهل هذه الحقائق وطرح آراء ومعلومات وأفكار جديدة.
كما هناك إستراتيجية يعتمد عليها التفاوض الدولي عند التعامل مع الإعلام أثناء الأحداث، ونكتفي هنا بذكرها كمفاهيم دون التعرض لتفاصيلها ، وهي:
1. إستراتيجية تجاهل الإعلام.
2. إستراتيجية الاهتمام بالإعلام.
3. إستراتيجية التعتيم الإعلامي والضغط على الإعلاميين.

الإعلام والسياسة الخارجية:
تحاول الدول من خلال وسائل الإعلام الدولية وكافة وسائل الإعلام المتاحة والملائمة التأثير على الرأي العام الأجنبي لكسب تأييده لقضاياها وتبحث الدبلوماسية النشطة عن التأييد غالباً خارج الحدود القومية وبهذا يرتبط الإعلام بالدبلوماسية جيداً.
ولعل التطور المستمر للمكاتب الإعلامية للدول المختلفة في الخارج يظهر بشكل جلي أهمية الإعلام والدعاية السياسية والتسويق السياسي على حد سواء في خدمة سياسات الدول الخارجية وخدمة أهدافها الدبلوماسية وعّبر الوزير الأمريكي "دين رسك" عن أهمية الدور الإعلامي في خدمة أهداف السياسة الخارجية الأمريكية بقوله " لا غنى عن الإعلام للسياحة الخارجية للولايات المتحدة . ( 6)
الإعلام والصحة :
وتتوصل دراسة للدكتور عثمان العربي -المدرس بقسم الإعلام بكلية الآداب، جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية- عن استخدام الشباب في بلاده لوسائل الإعلام، في مجال الوعي الصحي إلى أن أهم الوسائل الإعلامية التي يستخدمها الشباب مصدرًا للثقافة والمعلومات الصحية هو التليفزيون ثم الصحف اليومية ثم الإنترنت.
أما الدكتور عبد الرحمن محمد الشامي -أستاذ مساعد الاتصال بكلية الإعلام جامعة صنعاء في اليمن- فقد أكد أهمية دور الاعلام وخاصة التليفزيون التنموي بعامة، ورسالته في معالجة المشكلات الصحية التي تعاني منها البيئة.(7)
دور الأعلام في تدعيم الأمن وإدارة الحكم :
وفي دراسة لباحثين بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ، هما جيمس بوتسل ويوست فان دير زفان، يقول بوتسل: " تنص النظرية التقليدية على أن تأتي عملية إرساء الإعلام المستقل في مركز جهود تدعيم الأمن وإدارة الحكم والتنمية بعد الأزمات والحروب". "لكن نتائج أبحاثنا تشير إلى أنه، عندما تكون الدولة ضعيفة والعملية السياسية غير مستقرة وفاقدة للشرعية، ينبغي أن يكون الهدف الأولي لمنح المساعدة هو دعم بناء دولة قائمة بوظائفها."(8)
ولاننا ندرك جيدا حجم المسوؤلية الملقاة على عاتق الاعلام بإعتباره يعبر عن أمال وتطلعات أي شعب ، كما وانه وسيلة من وسائل الكفاح وذراع من أذرع النضال ، فان الاعلام الحر والنزيه تكون الحقيقة غايته والموضوعية أسلوبه في الاداء. ولما كان الاعلام بهذه الاهمية فلابد ايضاً للحكومات من مراجعة كاملة وإصلاح شامل لهذا القطاع من خلال رسم إستراتيجية إعلامية تأخذ في الحسبان تطوير المحتوى والمادة الإعلامية ، وإدخال وسائل إعلامية حديثة , وكذلك مراعاة التغييرات والمستجدات الأقليمية والدولية وإطلاق العنان لحرية التعبير والصحافة .
ويبقى هذا مرهونا بتوفر الأرادة السياسية الحقيقية لاية حكومة ، حيث حينها يمكن الحديث عن إعلام في مستوى التحديات ويرقى إلى تطلعات وحاجيات المرحلة ، وعلى أية حال فإننا في زمن لايرحم والبقاء فيه للحجة والبرهان وقوة الإقناع أي إنتهاج أسلوب الملموس والمحسوس ومن لم يسلك هذا السبيل فذهابه ادراج الرياح حتمية لامناص منها .
وتؤدي الكلمة دوراً مهماً في بناء المجتمع وان توظيفها بالشكل الذي يريده الكاتب قد يؤثر سلباً او ايجاباً في ذلك حسب عملية التوظيف تلك. وفي ذلك يقول وزير الاعلام اليمني حسن احمد اللوزي - ليس هناك ماهو أشد وطأة على الفكر والثقافة والإعلام وعلى الحياة الاجتماعية بشكلٍ عام من سوء توظيف الكلمة حين تستخدم في الهدم للبناء وفي تصوير الحياة على غير حقيقتها وفي تحميلها معاني ومدلولاتٍ متناقضة مع الشواهد القائمة والمعاشة في حياة الإنسان فرداً كان أو مجتمعاً أو دولة.. هذا الانحياز إلى الخراب.. والتخريب في الكتابات الشوهاء يضر بالقيم العليا السامية أكثر من إضرار الأفعال المادية التي تقوم بها الجوارح أو تمارسها الوظائف وتكون خارجة عن النظام والقانون لأنها سهلة المواجهة من الدولة وداخل المجتمع حيث تكون الإرادة قوية وكل الأدوات والوسائل القانونية واضحة وكلها قادرة على التصدي لكل الأعمال الشريرة والأفعال المجافية للحق والتصرفات الخارجة عن القانون، غير أنه بالنسبة للكلمة ولارتباطها بجوهر نبض الحرية بالنسبة للإنسان والمجتمع تكون المواجهة مشوبة بالحذر خشية المساس بحرية التعبير..(9 )
لقد برزت وسائل الإعلام الحرة حول العالم كإحدى أهم قوى النضال من أجل تحويل الأنظمة المنغلقة على نفسها والقمعيّة إلى مجتمعات منفتحة ومنتجة. يجري هذا التحول باتجاه الديمقراطية والأسواق الحرة بشكل جدي عبر العالم، وعلى الأخص منذ نهاية الحرب الباردة.
و تؤدي وسائل الإعلام المستقلة دورين رئيسيين: دور "الرقيب الحارس" على الحكومات، ودور توعية الناس حول القضايا التي تؤثر في حياتهم.
فقبل مئتي عام، وصف الرئيس الاميركي توماس جفرسون هذا الأمر على أحسن وجه قائلا: "الضمانة الوحيدة قبل أي ضمانة أخرى هي الصحافة الحرة". وفي سنة 1823، قال جفرسون: "إن قوة الرأي العام لا يمكن مقاومتها عندما يُسمح لها بالتعبير بحرية. فالاضطراب الذي تحدثه يجب الامتثال لها. وهو ضروري لكي تبقى المياه صافية." (10)
وكان الإعلام من الأمور المهمة للدعوة والدولة الاسلامية، فهو ليس مصلحةً من مصالح الناس تتبع إدارة مصالح الناس، بل إن موقعها مرتبط مباشرةً مع الخليفة كجهاز مستقل، شأنه شأن أي جهاز آخر من أجهزة الدولة.
إن وجود سياسة إعلامية متميزة تعرض الإسلام عرضاً قوياً مؤثراً، من شأنه أن يحرِّك عقول الناس للإقبال على الإسلام ودراسته والتفكر فيه، وكذلك يسهِّل ضم البلاد الإسلامية لدولة الخـلافة. هذا فضلاً عن أن كثيراً من أمور الإعلام مرتبط بالدولة ارتباطاً وثيقاً، ولا يجوز نشره دون أمر الخليفة. ويتضح ذلك في كل ما يتعلق بالأمور العسكرية، وما يلحق بها، كتحركات الجيوش، وأخبار النصر أو الهزيمة، والصناعات العسكرية. وهذا الضرب من الأخبار يجب ربطه بالإمام مباشرة ليقرر ما يجب كتمانه، وما يجب بثه وإعلانه.
وتبرز اهمية الاعلام في الحكم الاسلامي كما جاء ذلك في الكتاب والسنة .
أما الكتاب فقوله تعالى:{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[083:004]. وموضوع الآية الأخبار.
وأما السنة فحديث ابن عباس في فتح مكة عند الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وفيه: «وقد عميت الأخبار على قريش، فلا يأتيهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يدرون ما هو صانع». ومرسل أبي سلمة عند ابن أبي شيبة وفيه: «ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: جهزيني ولا تعلمي بذلك أحداً، ... ثم أمر بالطرق فحبست، فعمى على أهل مكة لا يأتيهم خبر». وحديث كعب المتفق عليه في غزوة العسرة وفيه: «ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريد غزوة إلا ورّى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حرّ شديد، واستقبل سفراً بعيداً ومفازاً وعدواً كثيراً، فجلّى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد». وحديث أنس عند البخاري «أن النبي صلى الله عليه وسلم، نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان حتى أخذها سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم».
ومن تطبيقات الراشدين لهذا الحكم ما رواه ابن المبارك في الجهاد، والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب «أنه بلغه أن أبا عبيدة حصر بالشام، وقد تألب عليه القوم، فكتب إليه عمر: سلام عليك، أما بعد، فإنه ما ينـزل بعبد مؤمن من منـزلة شدة إلا جعل الله له بعدها فرجاً، ولن يغلب عسر يسرين، و{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[200:003]. قال فكتب إليه أبو عبيدة: سلام عليك أما بعد، فإن الله يقول في كتابه:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ}[020:057] الآية، قال فخرج عمر بكتابه، فقعد على المنبر، فقرأه على أهل المدينة، ثم قال: يا أهل المدينة، إنما يعرِّض بكم أبو عبيدة أن ارغبوا في الجهاد».
ومما يلحق بالأخبار العسكرية أخبار المفاوضات والموادعات والمناظرات التي تجري بين الخليفة أو من يستنيبه وممثلي دول الكفر. ومن أمثلة المفاوضات ما جرى بينه صلى الله عليه وسلم، وبين مندوبي قريش في الحديبية، حتى استقر الاتفاق على بنود الصلح. ومن المناظرات المباشرة مناظرته صلى الله عليه وسلم، لوفد نجران والدعوة إلى المباهلة. ومناظرة ثابت بن قيس وحسان لوفد تميم بناء على أمره صلى الله عليه وسلم، ، وغيرها. وكل هذا كان علنياً ولم يكن منه بند سري.
وإنه وإن كانت الأنواع الأخرى من الأخبار ليست ذات مساس مباشر بالدولة، وليست مما يتطلب رأي الخليفة المباشر بها، مثل الأخبار اليومية، والبرامج السياسية والثقافية والعلمية، والحوادث العالمية، إلا أنها تتداخل مع وجهة النظر في الحياة في بعض أجزائها، ومع نظرة الدولة للعلاقات الدولية؛ ومع ذلك فإن إشراف الدولة عليها يختلف عن النوع الأول من الأخبار.
وعليه فإن جهاز الإعلام يجب أن يحوي دائرتين رئيسيتين:
الأولى: عملها في الأخبار ذات المساس بالدولة، كالأمور العسكرية والصناعة الحربية، والعلاقات الدولية الخ.
ويكون عمل هذه الدائرة المراقبة المباشرة لمثل هذه الأخبار، فلا تذاع في وسائل إعلام الدولة أو الخاصة إلا بعد عرضها على جهاز الإعلام.
والثانية: مختصة بالأخبار الأخرى، وتكون مراقبتها لها غير مباشرة، ولا تحتاج وسائل إعلام الدولة، أو وسائل الإعلام الخاصة، أي إذن في عرضها.
ترخيص وسائل الإعلام:
لا تحتاج وسائل الإعلام إلى ترخيص، بل لكل من يحمل تابعية الدولة الإسلامية أن ينشئ أية وسيلة إعلام: مقروءة أو مسموعة أو مرئية. ولا يحتاج إلا إلى (علم وخبر) يعلم جهاز الإعلام عن وسيلة الإعلام التي أنشأها.
وهو يحتاج، إلى إذن في نشر الأخبار ذات المساس بالدولة التي ذكرناها سابقاً. وأما الأخبار الأخرى فينشرها دون إذن مسبق بها.
وفي جميع الحالات يكون صاحب وسيلة الإعلام مسؤولاً عن كل مادة إعلامية ينشرها، ويحاسب على أية مخالفة شرعية كأي فرد من أفراد الرعية. ( 11)







الخاتمة :
تحتل وسائل الإعلام في كل الاوقات مكانة متميزة انطلاقا من طبيعة وظائفها وتأثيرها على الانسان (كفرد او مجتمع او كدولة )، حيث اصبحت دول العالم المتطورة في عصرنا الحاضر تعتمد على ثلاث اركان رئيسة في بنائها إلا وهي (السياسة والاقتصاد والإعلام) ومما ضاعف تأثير وسائل الإعلام على بناء شخصية الانسان هو تداخل وظائفها مع جميع طبقات المجتمع لما تقدمه من معلومات عبر مساحات كبيرة وعلى مدار الساعة من خلال مختلف وسائلها سواء ان كانت مسموعة كالراديو او مقروءة كالصحف والمجلات او مرئية كالقنوات الفضائية وتسهم هذه الوسائل في بناء القناعات والاتجاهات والمعتقدات عند الفردوكذلك التأثير على التنشئة الاجتماعية التي تؤثر بدورها على بناء الانسان الفكري والاجتماعي والنفسي. وتختلف وسائل الإعلام من حيث تأثيرها على الانسان فهي اما ان تكون بطريقة مباشرة من خلال برامج ذات اتجاهات واضحة يفهمها المتلقي كماهو موجود في برامج الاذاعات الدينية او يكون تأثيرها بطريقة تراكمية عبر الامتداد الزمني الذي يسهم بدوره برسم صورة عن الاشياء والاشخاص من حولنا وكذلك التأثير في اتجاهاتنا وسلوكنا حيال الواقع المحيط بنا.
.


المصادر:
1- الاعلام الحربي / موقع موجتل .
2 - وكالة عين في 2008-05-26 .
3- الشارقة جريدة البيان في 2008-12-04 .
4- صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية في 8- 6- 2008.
5- مؤتمر الإعلام وبناء العقل العربي الـ13 في القاهرة.
6 – بحث للدبلوماسي السعوديمطلق بن سعود المطيـــري - وزارة الخارجية، سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة ) .
7- (مؤتمر كلية الإعلام المصرية الدولي الثالث عشر، للفترة من (8 مايو حتى 10 مايو 2007) .
8- الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير العدد 28 (18 يوليو 2006).
9- وزير الاعلام اليمني حسن احمد اللوزي / موقع الوزارة في 20-مارس-2007.
10- ( مقال لفريدريك دبليو. شيك - نائب مدير، الوكالة الأميركية للتنمية الدولية / حرية الصحافة في 18 أيار/مايو 2008 ).
11- الإعلام من كتاب أجهزة دولة الخلافة - منتدى الناقد الاعلامي / في 9 كانون الاول 2008 .
http://www.aldiyarsat.net/news/129/ARTICLE/2546/2009-02-17.html

hano.jimi
2012-03-18, 21:44
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين ،]وشكرا

المجتمع المعلوماتي
يحيى اليحياوي*

تعرضنا في أكثر من مرة لظاهرة عصر المعلومات وقلنا بأن معظم الاقتصادات والمجتمعات المتقدمة أضحت مرتكزة على أنشطة (جديدة) في إنتاج وتخزين وصيانة وتوزيع واستهلاك المعلومات والبيانات والمعطيات، وقلنا بأن انفجار الشبكات الألكترونية وبرامج التشغيل والاستغلال والتخزين الملازمة لها إنما غدت القلب النابض الذي يجر وتيرة التنمية ومستويات الشغل بعدما لم تعد نماذج (ما قبل عصر المعلومات) قادرة على تحقيق ذات الوظيفة أو ضمان سيرورتها.
وتحدثنا في أكثر من مرة عن الاقتصاد المعلوماتي وقلنا بأن المعلومات أضحت المحرك/الأساس لبنى الإنتاج والمصدر الأول في الرفع من قيمتها المضافة. وقلنا بأنه لأول مرة في التاريخ يشتغل رأس المال ليل نهار وفي زمن آني عبر الأسواق المالية العالمية، وبأن أسواق العمل لم تعد رهينة اليد العاملة البسيطة والمرتكزة على العضلات بل على اليد العاملة المكتنزة للكفاءة العالية، للتخصص الدقيق وللتكوين العالي والمستمر.
وكتبنا أكثر من مرة عن مجتمع الإعلام والمعلومات واعتبرناه الإفراز الطبيعي لعصر المعلومات وللاقتصاد المعلوماتي والدال على دور المعلومات في المجتمع بنى تحتية وشبكات ومضامين أيضاً.
وركزنا، بمحصلة (المجالات) الثلاثة على أن الذي يميزها مجتمعة إنما ثلاث صيرورات متلازمة لدرجة الاندغام:
- الأولى وتكمن في الطفرة التكنولوجية الكبرى التي طالت كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية مفجرة من الداخل البراديغمات السائدة والمفاهيم القارة وممحورة في العمق لثنائية الزمن والمكان التي كانت تفصلهما أو تفصمهما أو تؤكد على تباين وتيرة كل منهما في الشكل وفي الجوهر.
لم تعد المعلومات من هنا مجرد معطيات خام تتنقل بعسر داخل البنى الاجتماعية والاقتصادية الثابتة، بل أضحت بتات ورموز صيغت لإنتاجها وتخزينها وتداولها البرامج واللوجيسيالات وأنجع الشبكات.
أما الصيرورة الثانية فتتمثل في نجاح هذه الطفرة (ونجاعتها أيضا) في (تثوير) المنظومة الرأسمالية وتحويلها التدريجي من رأسمالية مادية تهدف إلى تحقيق الإنتاج المادي المتسلسل إلى (رأسمالية معلوماتية شاملة) تعمل على خلفية من التخصص والمرونة والاندماج الأفقي وتوزيع الأدوار على فضاءات مختلفة ومتباعدة لكن متشابكة (من الشبكة).
بالتالي، فالهياكل الإنتاجية (كما المستويات المؤسساتية الثاوية خلفها) لم تعد محكومة بالانتاج الضخم أو بالتنظيم الهرمي الجامد، بل أضحت تعمل (وفق الحاجة) وعبر أنظمة في الانتاج مبرمجة تهدف إلى تحقيق اقتصاديات النوع عوض مبدأ اقتصاديات السلم التي كانت طاغية طوال مرحلة الفوردية.
- الصيرورة الثالثة وتتراءى لنا كامنة في تقدم واقع المنافسة الشاملة بتقدم الاقتصاد الشامل الذي يتخذ من كل أرجاء الكون فضاء له، بل يعتبره السوق الشامل.
والمنافسة الشاملة المقصودة هنا لا تعني فقط تعميم التنافسية بكل الفضاء الكوني، بل أيضا تلك التي تفترض (إعادة التحديد المستمرة للمنتجات، لطرائق الإنتاج، للأسواق وللمدخلات الاقتصادية بما فيها رأس المال والمعلومات).
هذه الصيرورات الثلاث هي التي نراها كامنة خلف قيام عصر المعلومات والاقتصاد المعلوماتي ومجتمع الإعلام والمعلومات. لكنها تبدو غير كافية، على الرغم من ذلك، لتحديد طبيعة وتوجهات المجتمع المعلوماتي.
يختلف المجتمع المعلوماتي عن ثلاثية (عصر المعلومات والاقتصاد المعلوماتي ومجتمع الإعلام والمعلومات)، يختلف عنها مجتمعة في المعنى المقصود كما في التداعيات المترتبة عن ذلك.
فإذا كان مجتمع الإعلام والمعلومات (وهو الإفراز الطبيعي للعنصرين الأولين من الثلاثية) يؤشر على دور الإعلام والمعلومات داخل المجتمع، فإن ذات الدور كان قائما منذ الأزل وبكل المجتمعات على الأقل باعتبار الإعلام والمعلومات إرسالا للمعلومات، إبلاغاً لها. بالتالي فلا ميزة، على الأقل من هذه الزاوية، للمجتمع الحالي عما كان سائدا بالمجتمعات السابقة ولن يكون حتما من ميزة له على اللاحقة وهكذا.
بيد أن الفارق الأكبر بين هذا المجتمع والمجتمع المعلوماتي إنما كون الثاني (يميز شكلا معينا من التنظيم الاجتماعي حيث ابتكار المعلومات واستغلالها وإرسالها أضحى المصدر الأول للانتاجية وللسلطة بحكم الظروف التكنولوجية الجديدة القائمة في هذا الظرف التاريخي).
بالتالي، وبقياس ذلك على المجتمع الصناعي (وهي عبارة معهودة بعلم الاجتماع) فإن هذا الأخير)ليس فقط مجتمعا يضم الصناعة، ولكن أيضا مجتمعا حيث الأشكال الاجتماعية والتقنية للتنظيم الصناعي تطاول كل الأنشطة إبتداء من الأنشطة المهيمنة والمتموقعة بالنظام الاقتصادي والتكنولوجيا العسكرية حتى الأدوات وعادات الحياة اليومية) الرائجة.
وعلى هذا الأساس، فإن ما يود (مصطلح) المجتمع المعلوماتي التأشير عليه (والتأسيس له أيضا) إنما التصور بأنه بصرف النظر عن ملاحظة مدى أهمية الإعلام والمعلومات بالمجتمع، فإن الأهم منه إنما ملاحظة التحولات الحالية الطارئة على نظم الإنتاج وعلى هياكل السلطة مفسحة بذلك في المجال لما يسميه مانويل كاسطيل (المجتمع الشبكي).
يقول كاسطيل بهذا الخصوص: (إن الشبكات تمثل المرفولوجيا الاجتماعية الجديدة لمجتمعاتنا وإن نشر المنطق الشبكي يحدد إلى حد بعيد مسلسلات الإنتاج والتجربة والسلطة والثقافة). ويستطرد: (صحيح أن التنظيم الاجتماعي الشبكي كان موجودا في عهود وأماكن سابقة، لكن الجديد اليوم أن البراديغم الجديد لتكنولوجيا المعلومات وفر القاعدة المادية لتوسعه ليطاول البنية الاجتماعية برمتها).
بالتالي، فنحن هنا بإزاء (مجتمع جديد) بشروط تكنولوجية وتنظيمية واقتصادية جديدة متمحورة حول نمط رأسمالي في الإنتاج (جديد) يحدد، ولأول مرة في التاريخ ربما، العلاقات الاجتماعية على مستوى الكون برمته.
هو نمط في الإنتاج جديد ليس فقط لأنه ثاو خلف علاقات اجتماعية جديدة وليس فقط لأنه يشمل الكون قاطبة، ولكن أيضا وبالأساس لأنه مهيكل حول مجموعة من الشبكات متداخلة تنتقل المعلومات والبيانات والمعطيات بداخلها بسرعة الضوء.
ومعنى هذا أن (الوظائف المهيمنة إنما أضحت منظمة على شاكلة شبكية محيلة على فضاء للتيارات يربط بعضها البعض على المستوى الكوني مع العمل على تجزيء الوظائف والفاعلين التابعين في فضاء مجزأ إلى أماكن معزولة، منفصمة بعضها عن البعض الآخر).
لا يتعلق الأمر هنا بالمجتمع كوحدة ماكروتحليلية كبرى، بل وأيضا بمكانة السلطة ودور الثقافة في إعادة ترتيب العلاقات الاجتماعية بين الأفراد كما بين الجماعات.
وعلى الرغم من التجسد المتزايد (والملاحظ إلى حد بعيد) لـ(ظاهرة) المجتمع المعلوماتي (قياسا إلى باقي الثلاثية) فإن الثابت أن ذات الظاهرة إنما تعكس محدودية في شكل الطرح كما في جوهره سواء بسواء:
- أما المحدودية الأولى فتتعلق بمكانة التكنولوجيا داخل المجتمع وطبيعة الجدلية القائمة فيما بينهما والتي غالبا ما تثار على خلفية من أطروحة (التحديد التكنولوجي) لذات المجتمع.
قد لا يكون ذات الأمر مثار إشكال من الناحية النظرية الخالصة، لكنه ذو تداعيات عميقة على مستوى واقع الحال الجاري.
وإذا أضحى من المسلم به (من الوجهة النظرية أساسا) أن التقنية (أو التكنولوجيا) لا تحدد طبيعة المجتمع ولا المجتمع بقادر دائما على تحديد وجهة التحول التكنولوجي، فإنه من المسلم به أيضا أن المجتمع إنما يحتضن التكنولوجيا...يحميها. بالتالي، فالمجتمع لا يحدد قطعا الإبداع التكنولوجي بقدر ما يستعمله، يستخدمه لدرجة التوظيف في العديد من الحالات (من لدن السلطة كما من لدن الإيديولوجيات الأخرى).
العبرة هنا ليست بملاحظة من يحدد الآخر بقدر ما هي بالاستخدام والاستعمال والتوظيف.
يقول كاسطيل: (إن معضلة التحديد التكنولوجي هي لربما مشكل خاطئ مادامت التقنية هي المجتمع ومادام فهم المجتمع أو تمثله لا يمكن أن يتما دون أدواته التقنية).
- أما عنصر المحدودية الثاني فيكمن في حقيقة أن المجتمع المعلوماتي لا يستنبت أو يتكرس من تلقاء نفسه كحركية للمجتمع جديدة، بل هو نتاج تحولات كبرى تتجاوز البعد التكنولوجي الخالص لتطال أبعاداً أخرى في مقدمتها البعد المؤسساتي.
فإذا كان المجتمع لا يحدد التقنية (فإن بمقدوره، من خلال الدولة، خنق نموها أو عكس ذلك (ودائما بمبادرة من الدولة) الانخراط في مسلسل سريع للعصرنة من شأنها تحويل وضعها الاقتصادي والعسكري والاجتماعي في بضعة أعوام)...ولعل حالة الانترنيت في هذا الباب عنوان دال على قدرة (أو عدم قدرة) المجتمعات على التحكم في التقنيات سيما تلك التي لها تداعيات استراتيجية كبرى.
- أما العنصر الثالث في محدودية طرح المجتمع المعلوماتي فيكمن في البعد الثقافي الذي غالبا ما لا يبرز إلا كعنصر مساعد لا قدرة لديه على تحديد طبيعة ذات المجتمع ولا توجهاته ولا وتيرة السير التي يمشي بها.
قد يبدو الأمر كذلك لأول وهلة على اعتبار انفجار تيارات المعلومات واستبداد الاتصال، لكن الثابت أن المجتمع المعلوماتي قد أفرز (ثقافة جديدة) خاصة به لا يجد (كاسطيل) غضاضة في تسميتها بـ)الثقافة الإفتراضية) المقتنية للشبكات والمتجاوزة لثنائية الزمان والمكان التي لطالما حكمت المجال الثقافي.
* كاتب وأكاديمي من المغرب

http://annabaa.org/nbahome/nba84/020.htm

hano.jimi
2012-03-18, 21:46
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين ،]وشكرا

مجتمع المعلومات يفرض صياغة جديدة للعملية الإعلامية

المؤلف: عدنان أبو عمشة مجتمع المعرفة - العدد (9) - شهر تشرين الثاني 2006
الإعلام محرك ومعبر عن مقومات النشاط الاجتماعي، يعلو بالإنسان إلى مطامح حضارية أرقى، ويقدم له أفكاراً وآراءً تربط بينه وبين مصادرها بشعور الانتساب إلى مجتمع واحد، ويسهم في تحويل الأفكار إلى أعمال، ويعكس الأحاسيس والاحتياجات (1) .
والثقافة –وهي مورد من موارد الإعلام- تتمثل في مجموع الظواهر والرموز التي يختص بها مجتمع ما، شاملة لأنماط عيشه وطرق إنتاجه وعمرانه، ومختلف قيمه وعقائده وتقاليده وآرائه.
لهذا يصعب تصور الثقافة دون تعبير أو إبلاغ، إذ لا حظَّ لهذه الثقافة من الوجود إذا لم تؤازرها أجهزة الإعلام , ولم تعرِّف بما اهتدت إليه من وجوه الخلق والإبداع، كما أنه لا سبيل لأجهزة الإعلام إلى النجاح دون زاد ثقافي –معرفي- يشد اهتمام الجمهور إليها , ويسمح لها بإبلاغ رسالتها في مختلف المجالات..(2)
فالإعلام بهذا، نشاط يتجاوز فكرة الإنباء وتقديم الأخبار والمعلومات ليصل إلى بث الأفكار والتعريف بالأحداث، وإلى إشراك الفرد والجماعة في إنتاج الأخبار وترويجها، وإلى القيام بوظائف أساسية ، لعل من أبرزها:
1- الوظيفة الإعلامية، وتتمثل في جمع الأنباء والبيانات والصور..الخ، وبثها بعد معالجتها ووضعها في قالب ملائم لفهم الظروف : المحلية والإقليمية والدولية وتمكين متلقي الخبر من الوصول إلى وضع يسمح له باتخاذ القرار السليم.
2- وظيفة التوحيد والمشاركة، وتتمثل في توفير رصيد مشترك من المعرفة تدعم التآزر وتمكن أعضاء المجتمع من التعايش والعمل المشترك.
3- إثارة الحوافز والدوافع، فمن المعروف أن أجهزة الإعلام تعمل على حثِّ الهمم وتشجيع التطلعات الفردية والجماعية.
4- الحوار والمناقشة، فتساعد أجهزة الإعلام على تبادل المعلومات وتفاعل الأفكار وتوضيح مختلف وجهات النظر واستجلاء المعطيات الرئيسة، وتهيئة بيئة مناسبة للعمل الذي يتسق مع المصلحة العامة.
5- التكامل والتفاهم، فتقتضي مهنة الإعلام تمكين الأفراد والجماعات والمجتمعات من إبلاغ أصواتهم , وتقديم جوانب من تراثهم بما يكفل فرص الاطلاع والتفاهم , ويحقق تعرُّف ظروف معيشة الآخرين وتطلعاتهم..
6- خدمة المجتمع، فلم يعد بإمكان هذه المجتمعات أن تحيا اليوم حياة عصرية ما لم يَجْرِ إعلامها –على وجه صحيح- بالشؤون السياسية والأحداث القومية والدولية (3).
7- التثقيف والتربية، فتقوم أجهزة الإعلام بنشر المعرفة التي تفتح الأذهان وتكون الشخصية , وتشحذ الكفاءات وتنمي الذوق وتهذبه , وتمكن الإنسان من المحافظة على قدرة استيعاب كل ما ينمي طاقاته ويوسع آفاقه ويشبع تطلعاته إلى الحق والخير والجمال.
8- النهوض بالإنتاج الفكري، فتُعنى أجهزة الإعلام بنشر الإنتاج الفكري في مجال الأدب والعلم والفلسفة والفن، وتشجع الابتكار والإبداع بوجه عام.
9 – الترفيه، ويتمثل في تقديم المسرحيات والتمثيليات وفرق الموسيقا والرقص والغناء والألعاب وغير ذلك، بالاعتماد على الكتابة والصور والرموز المتحركة بهدف التسلية والترفيه (4).
وبقولٍ آخر، فإن وسائل الإعلام، الآن، قد بدأت تزاحم الوالدين والمدرسين في أداء أدوارهم في تنشئة الأطفال ونقل العلم والمعرفة إليهم، فأصبح جزء كبير من التعليم يجري خارج البيت والفصل المدرسي، وصارت الكمية الفائقة من المعارف التي تنقلها وسائل الإعلام المتعددة , تفوق بكثير كمية المعارف التي ينقلها الوالد أو مدرس الفصل(5)، وغدا تأثير وسائل الإعلام يطول كل جانب من جوانب السلوك: الاجتماعي والسياسي والاستهلاكي وشؤون الصحة والتعليم والمعارف المهنية والتسلية والترفيه... وبإيجاز فإنها تؤثر في الطريقة التي يدرك الناس بها أمورهم أو يفكرون، وفي تحديد اتجاهاتهم نحو العالم الذي يعيشون فيه(6)، فتزودهم بمعارف جديدة مختلفة عن معارفهم السابقة , وتسهم في تغيير أو إبداع صور ذهنية عن الأحداث أو المواقف، ويزداد أثر الرسالة الإعلامية إذا اتفق مضمونها مع ميول شخصيات المتلقين لها وتطلعاتهم ودوافعهم وقيمهم، لذلك فإن الرابطة الأساسية بين مضمون الرسالة الإعلامية والسلوك الاجتماعي للأشخاص الراشدين تصاغ بالتفاعل بين المعلومات المنقولة من جهة وبين العمليات المعرفية عند الأفراد الراشدين وشخصياتهم بصفة عامة من جهة أخرى (7).
أصبحت وسائل الإعلام من أهم المصادر التي تستقى منها المعلومات والمعارف عن العالم المحيط، وتمكن الإعلاميون من بث ما يريدونه في ثنايا المعلومات والمعارف والأخبار، بغية إحداث التأثير الذي يرغبون فيه، عند الأفراد الذين يتلقونها، بالطريقة والاتجاه المطلوب (8).
الإعلام من عصر الرقيم إلى عصر الإنترنت
تُمثل بدايةُ عصر المعلومات بدايةَ العلاقة بين الطبيعة والثقافة، ففي العصور القديمة، لاسيما عصر الاحتكاك، كانت الشروط الطبيعية ذات أهمية جوهرية في استمرار الوجود البشري، فاتسمت بهيمنة الطبيعة على الثقافة وانتهت ببدء عصر الرقيم، أي الكتابة على الطين بالخط المسماري منذ بدايات الألف الرابع قبل الميلاد فيما بين النهرين..
ثم بدأت المرحلة الثانية مع فجر العصر الحديث , فأخضعت الطبيعة للثقافة –في عصر التفاعل- فزادت رفاهية البشر عن طريق تسخير الموارد الطبيعية باستخدام تقانة بدائية، وكان هذا العصر عصر بداية الطباعة , بل عصر بداية ثورة غوتنبرغ في القرن الخامس عشر الميلادي .
ونقف الآن على مشارف مرحلة ثالثة حيث تشير الثقافة إلى الثقافة، بعد أن أنهكت الطبيعة وأدخلت مرحلة الإنعاش الصناعي، كشكل من أشكال الثقافة وقد هيأ هذا العصر لظهور الكتابة الإلكترونية والإنترنت..
وفي بحث الأصول التاريخية التي أبرزت المرحلة الثالثة وأكدتها، نجد:
‌أ- الثورة في تقانة المعلومات.
‌ب- أزمة الرأسمالية التاريخية والاشتراكية منذ سبعينيّات القرن العشرين.
‌ج- ازدهار الحركات الاجتماعية في مواجهة خداع مجتمع الاستهلاك (9).

الثورة الأولى: ثورة الرقيم
في عصر ما قبل الكتابة كانت الجماعات السورية في بلاد الهلال الخصيب، تصوغ معارفها وتتكلم عنها بشكل يجعلها وثيقة الصلة بالحياة الإنسانية ويمكِّنها من استيعاب العالم الموضوعي غير المألوف ضمن العلاقات الإنسانية المألوفة والمباشرة(10)، وكان فعل التعرف في ثقافة تلك الأقوام والشعوب , إنجاز انتماء حميم ومشاركة وجدانية وجماعية مع موضوع المعرفة أي احتواؤه، ثم جاءت الكتابة ففصلت بين العارف وموضوع المعرفة , و اعتمدت شروطاً للموضوعية محورها الأساسي فك الارتباط الشخصي أو الابتعاد بينهما.
شكلت الكتابة نشاطاً فكرياً للإنسان زودته بالطاقة، فكانت تطوراً هاماً , مع أنها جاءت متأخرة بالنسبة لعمر الإنسان على الأرض، فقد مضى على وجوده مئات آلاف السنين قبل أن يبرز خط أو كتابة حقيقية، في الألف الرابع قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين.
أما الاكتشاف الحاسم الذي قاد إلى عالم جديد من المعرفة، فقد حدث داخل الوعي الإنساني عندما اخترع نظاماً شفرياً من العلاقات البصرية , التي يستطيع الكاتب بواسطتها أن يقرر معنى للكلمات التي سوف يعيها القارئ من النص وهو ما يدعى اليوم: الكتابة في معناها الدقيق (11)، وهذا من بدايات الإعلام القديم.

الثورة الثانية: ثورة غوتنبرغ
تدعم الكتابة عمليات التفكير والتعبير وتعيد بناءها على نحو سوي (12)، فقد كان لبروز الطباعة آثارها العديدة، التي منها:
- صيرت النهضة الإيطالية نهضة أوربية دائمة.
- أسهمت في تنفيذ برنامج الإصلاح البروتستانتي.
- أثرت في تطوير الرأسمالية الحديثة.
- مكنت من تنفيذ الاكتشاف الأوربي للكرة الأرضية.
- أسهمت في تغيير نمط الحياة العائلية، وفي تغيير المواقف والاتجاهات السياسية.
- مكنت من نشوء العلوم الحديثة.
- شاركت في تغيير الحياة الاجتماعية والفكرية.
إن ثورة غوتنبرغ التي بدأت بنسخ الكتاب المقدس والكتب الدينية ثم الكتب العلمية والفلسفية، صارت اليوم من التراث الماضي سواء في الطباعة أو تقديم المعلومات(13).
الثورة الثالثة: ثورة التسجيل الإلكتروني
قادت هذه الثورة إلى الاعتماد على المعلومات المتمركزة أساساً حول ثورة العقل الإنساني والإلكترونيات الرقمية، وثورة الاتصالات المرافقة للمستجدات في المعرفة والتقانة وما ترتب عليها من اتساع الفضاء الجغرافي ليشمل جميع أنحاء المعمورة.
رافق هذه الثورة تغيير جوهري في مفهوم الزمان , وفي تقليص الفارق الزمني بين الفكرة وتطبيقها العملي، و هذا ما جعل من التطور المتسارع سمة بارزة من سمات هذا العصر.
إن الإعلام المتطور، على نحو ما يحدث اليوم ويمارس، يحاول نشر القيم والثقافة المتجددة وتعميمها وجعلها ثقافة عالمية , عن طريق إنتاج المزيد من معطيات الصوت والصورة , و إرسالها عبر أحدث وسائل الإعلام والاتصال المتعدد الوسائط إلى كل بيت في العالم مباشرة، بما تتضمنه من التبشير بانتصار قيم وأساليب حياة وطراز معيشة معين، وما يرافقها من نظم ومؤسسات عالمية , بما تنطوي عليه من تحديث وديمقراطية لا بدَّ أن تعمَّ حسب ما يراه هؤلاء المتنفذون لاسيما من أنصار الليبرالية الجديدة(14).
من مضمونات الثورة الثالثة بروز ثورة المعلومات التي من مظاهرها ونتائجها ما يلي:
1 – إبراز العلاقات القائمة بين الإعلام من جهة والديمقراطية والعولمة والإيديولوجيا من جهة ثانية.
2 – استخلاص أهم مضامين النقد الموجه من المثقفين في الغرب لتأثيرات رسائل الإعلام بمختلف قنواتها التعبيرية والكشف عن أسس إيديولوجيا الاتصال.
3- بيان الآثار الإيجابية لوسائل الإعلام والاتصال واعتبارها مسوغات التبشير المتفائل بتفاعلات هذه الثورة، وبيان –في مقابل ذلك- الآثار السلبية لتلك الرسائل والشبكات , كآثار تحمل فئة من المثقفين على صياغة رؤية متشائمة لما تقدمه هذه الثورة من احتمالات قوية لتبضيع العلاقات الاجتماعية من ضعف في الأداء والاستثمار.
وقد حولت ثورة المعلوماتية التلفاز من وضعية المنافس للكتاب إلى وضعية المنتصر، إذ أصبح يستهلك القسط الأكبر من الزمن داخل البيت، وفي هذا التحول استنزاف لاقتصاد الزمن اليومي يؤشر إلى سيادة الصورة على الكتابة، فأضحى كل من التلفاز والسينما، والفيديو والحاسوب الشبكي فضاءات معرفية بالنسبة إلى الجمهور والمستهلك.
كذلك أوصلت الثورة الثالثة المجتمعات الإنسانية إلى صياغة مجتمع جديد هو مجتمع المعلومات.. وكان للإعلام الدور البارز في هذه الصياغة، فهو أحد الركائز الهامة وأبرز الجوانب المشرقة، فقد وفر أفضل الوسائل لكسر القيود التي أعاقت الاطلاع على المنجزات العلمية والمعلومات التقنية الحديثة، وأسهمت الظواهر التالية بتحويل التقانة إلى قوة نفوذ عميقة في ميدان الإعلام:
‌أ- أزالت الحواجز والموانع بين وسائط المعلومات والاتصال والإعلام المختلفة.
‌ب- حررت الأفراد من قيود الوجود في مكان معين للاتصال والنفاذ إلى المعلومات وحيازتها.
‌ج- غيرت الإنترنت من شروط التبادل، وسهلت النفاذ إلى المعلومات والاطلاع على المعرفة.
‌د- سمحت ثورة الاتصال بمرور كميات أكبر من المعلومات عبر شبكة معقدة من الأقمار الصناعية والكِبال الضوئية الأرضية والبحرية..
وصار للإعلام المعاصر – في مجتمع المعلومات- توجهات جديدة برز منها:
1- التكامل والاندماج بين وسائل الإعلام الجماهيري وتقانة الاتصال وتقانة المعلومات، فمع تطور الحواسيب وشبكات الهاتف وشبكات المعلومات واستخدام تقانات البث الفضائي, ظهرت تقانةُ الاتصال المتعدد الوسائط و تقانة الاتصال التفاعلي بتطبيقاتها المختلفة، ولعل أشهرها حاليا شبكة الإنترنت، وبَدْءُ استخدام البث الفضائي التلفزي الرقمي، ودَمْجُ التلفزة في تقانة الحواسيب ، وصار بالإمكان استخدام التلفاز في التجول عبر الإنترنت و استخدام التلفاز التفاعلي..
إن تكامل وسائل الإعلام وتقانة الاتصال والمعلومات واندماجها أحدث تحولات هيكلية في بنية العمليات الاتصالية , أتاحت للمتلقين إمكانات غير محدودة في تلقي الأخبار والمعلومات , وفي التفاعل الحر مع القائمين بالاتصال وتبادل الأدوار معهم (17) ..
مع بداية بروز مجتمع المعلومات تحول الإعلام من أحادي الجانب إلى اتصال ذي اتجاهين، لا يكتفي بإبلاغ الرسائل، بل يتجاوز ذلك إلى مهام التعليم والتعلم والترفيه واسترجاع المعلومات.. وقد تخلص تحول الإعلام إلى اتصال من سيطرة وتوجيه محتواه.
2- إعادة تعريف الإعلام والاتصال الجماهيري، فقد فتحت ثورة تقانة الاتصال آفاقاً جديدة لاستخدامات ووظائف جديدة للاتصال , وأزالت الحواجز والفواصل التقليدية بين الإعلام والاتصال الجماهيري من جهة , والاتصال الشخصي من جهة ثانية , وقادت نحو نمط اتصالي جديد اتسع لكل أنماط الاتصال , و هو الاتصال التفاعلي القائم على التفاعل الحر والمباشر بين المرسل والمستقبل , فضلاً على اتساع وتنوع حرية المتلقي في الاختيار.(18)
** إذا كنا قد أعجبنا بصور الديناصورات التي ظهرت وكأنها حقيقية في فيلم الحديقة الجوراسية فقد كان ذلك إبداعاً من إبداعات الحاسوب... وهكذا فكلما تجانست المعلومات والوسائل الإعلامية أصبحت أجهزة الحاسوب جزءاً من كل جهاز إعلامي.
ومنذ البداية جرى صُنْع هذه الأجهزة لتتفق مع القيود والإمكانات الفنية المتاحة أكثر منها مسايرة لحاجات الناس، ثم جاءت صناعة الرقاقات الإلكترونية القادرة على معالجة الوسائط الإعلامية، فوفرت القدرة والمرونة الحاسوبية , وأتاحت الفرصة لاختراع أجهزة إعلامية لديها من المباشرة والتفاعلية ما للحاسوب الشخصي , فمكنت المتلقي من المشاهدة والاستماع إلى ما يريده ويرغب فيه، في الوقت الذي يحدده.
ثم جاء طريق المعلومات الفائق السرعة , ليقدم الجديد في مجال التقانة الفائقة . فبناء هذا الطريق وتوصيله بأجهزة ذكية داخل المنازل يؤدي إلى وفرة في الخدمات الجديدة، وتصبح أجهزة الوسائط الإعلامية أجهزةً متفاعلة ثنائية الاتجاه، تمكن من المشاهدة والاستماع، ومن تناول عدد كبير من الأفلام والكتب والمجلات والموسوعات والموسيقا والمعلومات.. وبديلاً من الامتثال لجدول توقيت برنامج تلفزيّ ، يقدم للمشتركين مفاتيح السيطرة في النهاية.(20)
برزت في مجتمع المعلومات وسائط إعلامية جديدة، منها:
‌أ- الصحافة الإلكترونية:
بداية الصحف الإخبارية الورقية جاء بعد ابتكار "ويليام بلوك" المطبعة الدوارة في ستينيّات القرن التاسع عشر.. وبداية الصحف الإلكترونية الإخبارية جاء مع نهاية القرن العشرين، حين أسست "الـ واشنطن بوست" مؤسسة إخبارية ومعلوماتية إلكترونية وزعتها على نطاق واسع بواسطة طريق المعلومات الفائق السرعة في عام 1994، وقد تمكنت "البوست" من خلال هذه النسخة الإلكترونية، من تقديم ما هو أكثر مما تقدمه الصحف الورقية، فوفرت الأخبار باستخدام الوسائط المتعددة، وفتحت مجالاً للتفاعل مع القراء، وصار باستطاعتهم الوصول مباشرة إلى ما يريدون من محتوياتها الإلكترونية، وأتاحت لهم الفرصة للاطلاع على أرشيفها ونبش أخبار الماضي، والبحث بتفاعل عن المقالات المهمة واستعادتها، وأزال الحدود الفاصلة بين الأنواع المختلفة لوسائل الإعلام.
‌ب- الصحيفة والمجلة الإلكترونية:
تقدم الصحيفة الإلكترونية وجبة متكاملة لقرائها على اختلاف مشاريعهم بشمولها لنطاق واسع من الموضوعات والاهتمامات , تتقلَّب بين المواد الإخبارية الأساسية والرياضة والإعلانات المبوبة. وتتمركز المجلات حول نقطة بعينها تعرضها بعمق وتفصيل وتتناول الأحداث العالمية والتجارة وأخبار السيارات والحواسيب.(21)
‌ج- كتب بلا ورق:
إن الحاسوب "نيوتن" وهو صغير الحجم، يعمل بإدخال خرطوش صغير يحتوي على نص كتاب يعرضه فوراً أمام القارئ على الشاشة، ويمكن لهذا الخرطوش أن يحتوي على أكثر من كتاب..
‌د- المكتبة الإلكترونية:
صار بالإمكان الآن تخزين موسوعة على قرص مدمج أو أكثر، وبهذا بدأت المكتبات بالاستغناء عن الكتب والاستعانة بوسائل إلكترونية حديثة لتخزينها..
وعندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن يكون هناك حاجة إلى الأقراص المدمجة، فيغدو بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفاز التفاعلي الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، إذ ستربطهم الشبكة بمكتبات إلكترونية تحوي أعداداً ضخمة من الكتب والمراجع.
تقوم توجهات الإعلام في مجتمع المعلومات على استخدام أساليب جديدة في تقديم المعلومات والمعرفة، يبرز منها:
‌أ- الأسلوب التخيلي:
تأخذ أقراص الليزر المدمجة ذات الوسائط المتعددة، المشاهد إلى عالم تعليمي جديد، من ذلك مثلاً برامج "أمازونيا" التي أنتجتها مؤسسة "بارامونت" فهي تنقل المشاهدين إلى غابة ممطرة وتتركهم يتفاعلون مع نباتاتها وحيواناتها.
‌ب- أسلوب المحاكاة:
يرى بِلْ غيتس في كتابه "المعلوماتية بعد الإنترنت" أنه سيكون بإمكان الحاسوب أن يحاكي العالم وأن يفسره في آن واحد.(22)
وتستخدم عملية المحاكاة الآن لاستكشاف ما يجري خارج هذا العالم- ومن رأي غيتس أيضاً أنه عندما تصبح عمليات المحاكاة الحاسوبية مكتملة الواقعية، سنكون بذلك قد دخلنا الواقع الافتراضي.(23)
‌ج- المؤسسة الافتراضية:
يقول "هوارد راينجول" في كتابه "المجتمع الافتراضي" إن ما يحتاجه الناس هو إيجاد فرصة لتكوين علاقات مع جيرانهم الموجودين في أماكن أخرى نائية من القرية العالمية، فهو يتصور عالماً يستطيع فيه أناس لم يتقابلوا , أن يتواصلوا بفضل ما يجمعهم من مصالح مشتركة , وأن يقضوا أوقاتاً عبر الشبكة يتناقشون في السياسة ويجرون عدة صفقات تجارية أو يتبادلون الأحاديث، أو يشتركون في ألعاب مختلفة..(24)
وبكلام أكثر تحديداً، فإن المؤسسة الافتراضية تربط المجسمات الإلكترونية للمؤسسات والشركات وغيرها بعملائها المشتركين حول العالم، فيتمكن مهندسون يعملون في أكثر من شركة في أكثر من مكان في العالم، من تبادل المعلومات اللازمة لتطوير منتجات جديدة، دون حاجة إلى تقارب مكاني فيما بينهم . لقد أصبح موقع العمل الافتراضي حقيقة بفضل طريق المعلومات الفائق السرعة , فهو يتيح الاتصالات بين تلك الأجهزة والأجهزة الرئيسة المركزية التي توجهها.
3- أظهر تزايدُ أهمية اقتصاديات الإعلام والاتصالات , في إطار التكامل والاندماج بين وسائل الإعلام الجماهيري وتقانة الاتصال والمعلومات , ما يعرف بقطاع الاتصالات المعلوماتي-الترفيهي، الذي اهتم بنقل المعلومات ومواد الترفيه، وشمل الصناعة وراسمي الصور وأصحاب وكالات الإعلان والمنتجين السينمائيين والصحفيين , ومبرمجي الحاسوب والمدرسين والوعاظ والنقاد , وآخرين ممن يَسُدُّون احتياجات الروح الفردية وروح الشركات الجماعية..(25)
لقد اختلط الجانب الاقتصادي بالإعلامي، وتداخل على نحو بالغ التعقيد بين متطلبات السوق وآليات الاقتصاد الرأسمالي , وبين خصوصية المنتجات الإعلامية والترفيهية والمعلوماتية بوصفهل رموزاً ثقافية حاملة لقيمٍ ومعاييرَ وعاداتٍ وسلوكٍ وأنماطِ حياة ومُثُلٍ ، هذا التداخل دفع أحياناً إلى:
- تنميط المنتجات الإعلامية المعلوماتية بهدف توحيد العالم وفق متطلبات الاقتصاد وخصوصاً اقتصاديات الإنتاج الإعلامي- الترفيهي الأمريكي، الذي سيطر على السوق العالمي.
- مراعاة الخصوصيات الثقافية والقومية والعمل من خلالها على تجنب الاصطدام بها لتحقيق مكاسب اقتصادية برغم التناقص الحاد بين المنتجات الترفيهية- الإعلامية وتعدد الخيارات المتاحة للشعوب في هذا السياق . ويمكن هنا إدراك محاولة تجزئة الجماهير وزيادة الاتجاه نحو الإعلام المتخصص , ونحو لا مركزية الاتصال التي تعتمد على تقديم وسائل متعددة تقتصر على سَدِّ الحاجات الفردية والفئوية الضيقة.
http://www.infomag.news.sy/index.php?inc=issues/showarticle&issuenb=9&id=132

hano.jimi
2012-03-18, 21:47
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين ،]وشكرا

نجازات وزارة الثقافة والإعلام
04 ذو القعدة 1432 (هـ) الموافق 02 اكتربر 2011 (م)

الجهة : وزارة الثقافة والإعلام

الوصف :


قيام أجهزة الوزارة المختلفة وخصوصاً المرئية والمسموعة ببث برامج عن استخدامات التقنيــة أو استضافة بعض المختصين للحديث عن هذا المجال في برامج أخرى .
محاولة التنسيق مع القطاعات المعنية باستخدامات التقنية الحديثة لإنتاج برامج تعنى بهذا الموضوع.
القيام بتغطية جميع المناسبات والمؤتمرات والندوات والتي تشجع على استخدامات التقنية وتوضيح فوائدها .
القيام بالاشتراك في المؤتمرات والندوات العربية التي تشجع استخدامات التقنية وتوضيح فوائدها.
القيام بالاشتراك في المؤتمرات والندوات العربية التي تشجع استخدامات التقنية الحديثة ومن أجل ذلك قامت الوزارة باستضافة اجتماعات لجنة الإعلام الإلكتروني العربي في الرياض خلال نهاية عام 2007م والمشاركة في الاجتماعات التالية لتلك اللجنة .
تقوم الوزارة بتشجيع استخدامات التقنية الحديثة من خلال بث أجهزتها الإعلامية المسموعة والمرئية على الإنترنت وكذلك محاولة وضع جميع أنشطتها الثقافية على الإنترنت من أجل تسهيل حصول الجميع على المعلومات والنشاطات المتعددة .
تقوم الوزارة برفع مستوى موظفيها وإلحاقهم بالدورات المختلفة لاستخدامات التقنية الحديثة ودورات ( ICDL ) علماً بأن العمل جاري – إن شاء الله – خلال العام الجديد للقيام بالعديد من الأنشطة والفعاليات والبرامج التي تدخل ضمن مهام الوزارة .
حصول الوزارة على جائزة التميز في تطبيق نظام تخطيط الموارد البشرية في المسابقة التي أقيمت في دبي على هامش معرض جايتكس .
إطـــلاق الموقــع الإلكتـروني للبــث الإذاعـي والتلفزيوني للــوزارة عــلى الإنترنت ( www.sm.gov.sa ) .
تنوع واستقلالية وتعددالإعلام
تعتبر وزارة الثقافه والاعلام هي الجهة المسئوله عن جميع وسائل الاعــلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمكتوبة وما يتبعها من حركة التأليف والنشر والثقافة وهي معنيه بوضع الاهداف العامه واليات التنفيذ والأسس الاستراتيجية والبرامج الاعلاميه والثقافيه واللوائح والنظم الاعلاميه للملكه ,كما تشرف على انتاج البرامج الاذاعية والتلفزيونية.
حيث تمتلك المملكةالعربيةالسعوديةعدة وسائل إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة وخاصة الشبكة الفضائية العربية الذي تمتلك فيه السعودية(28)في المائة من إجمالي عدد القنوات والتي يبلغ عددها اكثر من ( 300 ) قناة فضائيه.
بالإضافة الى تسع ( 9 ) قنوات تلفزيونيه فضائيه حكوميه،وهناك القنوات الإذاعية السعودية المتعددة والتي يبث اغلبها24ساعة بالإضافة لبعض القنوات الموسميةمثل إذاعة التوعية في الحج والموجهة مثلا لبرنامج الأوربي, كما تم الترخيص لخمس قنوات إذاعيه خاصه تبث على موجات fm وقد بدأت بالبث منذ فترة وجيزه.
أما الصحافة فهناك عدة مؤسسات صحفية يصدر منها(13) صحيفة باللغة العربية، وثلاث صحف باللغة الإنجليزية وواحدة باللغة الأوردية.
وفي مايتعلق بملكية وسائل الإعلام فإن هناك وسائلإ علامية حكومية وأخرى تتبع للقطاع الخاص تشمل جميع الوسائل الإعلامية من إذاعة وتلفزيون وصحافة وصحف الكترونية. كما تقوم وزارةالثقافة والإعلام في إتباع الأهداف والسياسات المحددة للإعلام بأنواعه. تشمل البرامج التوعوية التي تحمل رسائل هادفة في مختلف المجالات التعليمية والثقافية والصحية والعلاقات الاجتماعية ومحاربة الظواهر السيئة ونشر العادات الحسنة،وإنتاج البرامج بأفضل الأساليب التي تشجع على نمو عقلية الأطفال والشباب وحثهم على التحصيل العلمي والثقافة بأنواعها.

الإعلام ودوره في مجتمع المعلومات
تقوم وزارة الثقافة والإعلام وفق الأهداف والسياسات المحددة إلى إنتاج البرامج الداعية لتكوين مجتمع معلومات سواء عبرالبرامج التلفزيونية أوالإذاعية أوالإنتاج الصحفي
وفي مجال استخدام الإعلام التقليدي في تقليص الفجوة المعرفية لتيسير وصولا لمعرفة خاصة إلى المناطق الريفية فقد قامت وزارة الثقافة والإعلام إلى إنشــاء العديد من المرسلات الإذاعية والتلفزيونية في جميع أنحاء المملكة وخاصة المناطق النائية والجبلية لإيصال البث إلى أكبر قدر ممكن من مساحة المملكة العربية السعودية و حث المؤسسـات الصحفية على مستوى المملكة وتقديم التسهيلات الضرورية لها لإيصال الصحف إلى المناطق النائية،والتواصل عبر البرامج الإذاعية والتلفزيونية المباشرة مع الجماهير في تلك المناطق.
وقد تم السماح للقطاع الخاص مؤخرا بانشاء محطات اذاعيه خاصة(fm) تغطي اغلب مناطق المملكة العربية السعودية. ويتم التواصل في هذه المناطق أيضًا عبرالأنشطة والفعاليات الثقافية سواء عبر الأندية الأدبية أوعبر الأنشطة التي تقدمها المكتبات العامة اكثر من(80) مكتبة والتي يمكن أن تقوم بدورالمراكز الثقافية إلى حين إنشاء مراكز ثقافيه.
http://www.ncis.org.sa/Project/view.aspx?id=56

hano.jimi
2012-03-18, 21:48
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين ،]وشكرا


يحيى اليحياوي

-1-

تعرضنا في أكثر من مرة (عبر المقال كما عبر الدراسة كما عبر الكتاب) لظاهرة عصر المعلومات وقلنا بأن معظم الاقتصادات والمجتمعات المتقدمة أضحت مرتكزة على أنشطة "جديدة" في إنتاج وتخزين وصيانة وتوزيع واستهلاك المعلومات والبيانات والمعطيات. وقلنا بأن انفجار الشبكات الألكترونية وبرامج التشغيل والاستغلال والتخزين الملازمة لها إنما غدت القلب النابض الذي يجر وتيرة التنمية ومستويات الشغل بعدما لم تعد نماذج "ما قبل عصر المعلومات" قادرة على تحقيق ذات الوظيفة أو ضمان سيرورتها.

وتحدثنا في أكثر من مرة عن الاقتصاد المعلوماتي وقلنا بأن المعلومات أضحت المحرك/الأساس لبنى الإنتاج والمصدر الأول في الرفع من قيمتها المضافة. وقلنا بأنه لأول مرة في التاريخ يشتغل رأس المال ليل نهار وفي زمن آني عبر الأسواق المالية العالمية, وبأن أسواق العمل لم تعد رهينة اليد العاملة البسيطة والمرتكزة على العضلات بل على اليد العاملة المكتنزة للكفاءة العالية, للتخصص الدقيق وللتكوين العالي والمستمر.

وكتبنا أكثر من مرة عن مجتمع الإعلام والمعلومات واعتبرناه الإفراز الطبيعي لعصر المعلومات وللاقتصاد المعلوماتي والدال على دور المعلومات في المجتمع بنى تحتية وشبكات ومضامينا أيضا.
وركزنا, بمحصلة "المجالات" الثلاثة على أن الذي يميزها مجتمعة إنما ثلاث صيرورات متلازمة لدرجة الاندغام:

+ الأولى وتكمن في الطفرة التكنولوجية الكبرى التي طاولت كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية مفجرة من الداخل البراديغمات السائدة والمفاهيم القارة وممحورة في العمق لثنائية الزمن والمكان التي كانت تفصلهما أو تفصمهما أو تؤكد على تباين وتيرة كل منهما في الشكل وفي الجوهر.
لم تعد المعلومات من هنا مجرد معطيات خام تتنقل بعسر داخل البنى الاجتماعية والاقتصادية الثابتة, بل أضحت بتات ورموز صيغت لإنتاجها وتخزينها وتداولها البرامج واللوجيسيالات وأنجع الشبكات.

+ أما الصيرورة الثانية فتتمثل في نجاح هذه الطفرة (ونجاعتها أيضا) في " تثوير" المنظومة الرأسمالية وتحويلها التدريجي من رأسمالية مادية تتغيأ الإنتاج المادي المتسلسل إلى "رأسمالية معلوماتية شاملة" تعمل على خلفية من التخصص والمرونة والاندماج الأفقي وتوزيع الأدوار على فضاءات مختلفة ومتباعدة لكن متشابكة (من الشبكة).

بالتالي, فالهياكل الإنتاجية (كما المستويات المؤسساتية الثاوية خلفها) لم تعد محكومة بالإنتاج الضخم أو بالتنظيم الهرمي الجامد, بل أضحت تعمل "وفق الحاجة" وعبر أنظمة في الإنتاج مبرمجة تتغيأ تحقيق اقتصاديات النوع عوض مبدأ اقتصاديات السلم التي كانت طاغية طيلة مرحلة الفوردية.

+ الصيرورة الثالثة وتتراءى لنا كامنة في تقدم واقع المنافسة الشاملة بتقدم الاقتصاد الشامل الذي يتخذ من كل أرجاء الكون فضاء له, بل ويعتبره السوق الشامل.
والمنافسة الشاملة المقصودة هنا لا تعني فقط تعميم التنافسية بكل الفضاء الكوني, بل أيضا تلك التي تفترض "إعادة التحديد المستمرة للمنتجات, لطرق الإنتاج, للأسواق وللمدخلات الاقتصادية بما فيها رأس المال والمعلومات".

هذه الصيرورات الثلاث هي التي نراها كامنة خلف قيام عصر المعلومات والاقتصاد المعلوماتي ومجتمع الإعلام والمعلومات. لكنها تبدو غير كافية, على الرغم من ذلك, لتحديد طبيعة وتوجهات المجتمع المعلوماتي.

-2-

يختلف المجتمع المعلوماتي عن ثلاثية "عصر المعلومات والاقتصاد المعلوماتي ومجتمع الإعلام والمعلومات", يختلف عنها مجتمعة في المعنى المقصود كما في التداعيات المترتبة عن ذلك.

فإذا كان مجتمع الإعلام والمعلومات (وهو الإفراز الطبيعي للعنصرين الأولين من الثلاثية) يؤشر على دور الإعلام والمعلومات داخل المجتمع, فإن ذات الدور كان قائما منذ الأزل وبكل المجتمعات على الأقل باعتبار الإعلام والمعلومات إرسالا للمعلومات, إبلاغ لها. بالتالي فلا ميزة, على الأقل من هذه الزاوية, للمجتمع الحالي عما كان سائدا بالمجتمعات السابقة ولن يكون حتما من ميزة له على اللاحقة وهكذا.

بيد أن الفارق الأكبر بين هذا المجتمع والمجتمع المعلوماتي إنما كون الثاني "يميز شكلا معينا من التنظيم الاجتماعي حيث ابتكار المعلومات واستغلالها وإرسالها أضحى المصدر الأول للإنتاجية وللسلطة بحكم الظروف التكنولوجية الجديدة القائمة في هذا الظرف التاريخي".

بالتالي, وبقياس ذلك على المجتمع الصناعي (وهي عبارة معهودة بعلم الاجتماع) فإن هذا الأخير "ليس فقط مجتمعا يضم الصناعة, ولكن أيضا مجتمعا حيث الأشكال الاجتماعية والتقنية للتنظيم الصناعي تطاول كل الأنشطة ابتداء من الأنشطة المهيمنة والمتموقعة بالنظام الاقتصادي والتكنولوجيا العسكرية حتى الأدوات وعادات الحياة اليومية" الرائجة.

وعلى هذا الأساس, فإن ما يود "مصطلح" المجتمع المعلوماتي التأشير عليه (والتأسيس له أيضا) إنما التصور بأنه بصرف النظر عن ملاحظة مدى أهمية الإعلام والمعلومات بالمجتمع, فإن الأهم منه إنما ملاحظة التحولات الحالية الطارئة على نظم الإنتاج وعلى هياكل السلطة مفسحة بذلك في المجال لما يسميه مانويل كاسطيل "المجتمع الشبكي".

يقول كاسطيل بهذا الخصوص: "إن الشبكات تمثل المرفولوجيا الاجتماعية الجديدة لمجتمعاتنا وإن نشر المنطق الشبكي يحدد إلى حد بعيد مسلسلات الإنتاج والتجربة والسلطة والثقافة". ويستطرد: "صحيح أن التنظيم الاجتماعي الشبكي كان موجودا في عهود وأماكن سابقة, لكن الجديد اليوم أن البراديغم الجديد لتكنولوجيا المعلومات وفر القاعدة المادية لتوسعه ليطاول البنية الاجتماعية برمتها".

بالتالي, فنحن هنا إنما بإزاء "مجتمع جديد" بشروط تكنولوجية وتنظيمية واقتصادية جديدة متمحورة حول نمط رأسمالي في الإنتاج "جديد" يحدد, ولأول مرة في التاريخ ربما, العلاقات الاجتماعية على مستوى الكون برمته.

هو نمط في الإنتاج جديد ليس فقط لأنه ثاو خلف علاقات اجتماعية جديدة وليس فقط لأنه يشمل الكون قاطبة, ولكن أيضا وبالأساس لأنه مهيكل حول مجموعة من الشبكات متداخلة تنتقل المعلومات والبيانات والمعطيات بداخلها بسرعة الضوء.

ومعنى هذا أن "الوظائف المهيمنة إنما أضحت منظمة على شاكلة شبكية محيلة على فضاء للتيارات يربط بعضها البعض على المستوى الكوني مع العمل على تجزيء الوظائف والفاعلين التابعين في فضاء مجزأ إلى أماكن معزولة, منفصمة بعضها عن البعض الآخر".

لا يتعلق الأمر هنا بالمجتمع كوحدة ماكروتحليلية كبرى, بل وأيضا بمكانة السلطة ودور الثقافة في إعادة ترتيب العلاقات الاجتماعية بين الأفراد كما بين الجماعات.

-3-

وعلى الرغم من التجسد المتزايد (والملاحظ إلى حد بعيد) ل "ظاهرة" المجتمع المعلوماتي (قياسا إلى باقي الثلاثية) فإن الثابت أن ذات الظاهرة إنما تعكس محدودية في شكل الطرح كما في جوهره سواء بسواء:

+ أما المحدودية الأولى فتتعلق بمكانة التكنولوجيا داخل المجتمع وطبيعة الجدلية القائمة فيما بينهما والتي غالبا ما تثار على خلفية من أطروحة "التحديد التكنولوجي" لذات المجتمع.
قد لا يكون ذات الأمر مثار إشكال من الناحية النظرية الخالصة, لكنه ذو تداعيات عميقة على مستوى واقع الحال الجاري.

وإذا أضحى من المسلم به (من الوجهة النظرية أساسا) أن التقنية (أو التكنولوجيا) لا تحدد طبيعة المجتمع ولا المجتمع بقادر دائما على تحديد وجهة التحول التكنولوجي, فإنه من المسلم به أيضا أن المجتمع إنما يحتضن التكنولوجيا...يحميها. بالتالي, فالمجتمع لا يحدد قطعا الإبداع التكنولوجي بقدر ما يستعمله, يستخدمه لدرجة التوظيف في العديد من الحالات (من لدن السلطة كما من لدن الإيديولوجيات الأخرى).

العبرة هنا ليست بملاحظة من يحدد الآخر بقدر ما هي بالاستخدام والاستعمال والتوظيف.
يقول كاسطيل: "إن معضلة التحديد التكنولوجي هي لربما مشكل خاطئ مادامت التقنية هي المجتمع ومادام فهم المجتمع أو تمثله لا يمكن أن يتما دون أدواته التقنية".

+ أما عنصر المحدودية الثاني فيكمن في حقيقة أن المجتمع المعلوماتي لا يستنبت أو يتكرس من تلقاء نفسه كحركية للمجتمع جديدة, بل هو نتاج تحولات كبرى تتجاوز البعد التكنولوجي الخالص لتطاول أبعادا أخرى وفي مقدمتها البعد المؤسساتي.

فإذا كان المجتمع لا يحدد التقنية "فإن بمقدوره, من خلال الدولة, خنق نموها أو عكس ذلك (ودائما بمبادرة من الدولة) الانخراط في مسلسل سريع للعصرنة من شأنها تحويل وضعها الاقتصادي والعسكري والاجتماعي في بضعة أعوام"...ولعل حالة الإنترنيت في هذا الباب عنوانا دالا على قدرة (أو عدم قدرة) المجتمعات على التحكم في التقنيات سيما تلك التي لها تداعيات استراتيجية كبرى.

+ أما العنصر الثالث في محدودية طرح المجتمع المعلوماتي فيكمن في البعد الثقافي الذي غالبا ما لا يبرز إلا كعنصر مساعد لا قدرة لديه على تحديد طبيعة ذات المجتمع ولا توجهاته ولا وتيرة السير التي يمشي بها.

قد يبدو الأمر كذلك لأول وهلة على اعتبار انفجار تيارات المعلومات واستبداد الاتصال, لكن الثابت أن المجتمع المعلوماتي قد أفرز "ثقافة جديدة" خاصة به لا يجد كاسطيل غضاضة في تسميتها ب"الثقافة الافتراضية" المقتنية للشبكات والمتجاوزة لثنائية الزمن والمكان التي لطالما حكمت المجال الثقافي.
مجلة النبأ, العدد 76, بغداد, 8 يونيو 2005

http://www.elyahyaoui.org/s_infomationel.htm

hano.jimi
2012-03-18, 21:50
السلام عليكم أنا طالب سنة أولى علوم انسانية ارجو المساعدة في بحث بعنوان مجتمع الاعلام والمعلومات. وكذلك بحث حول عهد الموحدين والمرابطين ،]وشكرا


المجتمع المعلوماتي
يحيى اليحياوي*

تعرضنا في أكثر من مرة لظاهرة عصر المعلومات وقلنا بأن معظم الاقتصادات والمجتمعات المتقدمة أضحت مرتكزة على أنشطة (جديدة) في إنتاج وتخزين وصيانة وتوزيع واستهلاك المعلومات والبيانات والمعطيات، وقلنا بأن انفجار الشبكات الألكترونية وبرامج التشغيل والاستغلال والتخزين الملازمة لها إنما غدت القلب النابض الذي يجر وتيرة التنمية ومستويات الشغل بعدما لم تعد نماذج (ما قبل عصر المعلومات) قادرة على تحقيق ذات الوظيفة أو ضمان سيرورتها.
وتحدثنا في أكثر من مرة عن الاقتصاد المعلوماتي وقلنا بأن المعلومات أضحت المحرك/الأساس لبنى الإنتاج والمصدر الأول في الرفع من قيمتها المضافة. وقلنا بأنه لأول مرة في التاريخ يشتغل رأس المال ليل نهار وفي زمن آني عبر الأسواق المالية العالمية، وبأن أسواق العمل لم تعد رهينة اليد العاملة البسيطة والمرتكزة على العضلات بل على اليد العاملة المكتنزة للكفاءة العالية، للتخصص الدقيق وللتكوين العالي والمستمر.
وكتبنا أكثر من مرة عن مجتمع الإعلام والمعلومات واعتبرناه الإفراز الطبيعي لعصر المعلومات وللاقتصاد المعلوماتي والدال على دور المعلومات في المجتمع بنى تحتية وشبكات ومضامين أيضاً.
وركزنا، بمحصلة (المجالات) الثلاثة على أن الذي يميزها مجتمعة إنما ثلاث صيرورات متلازمة لدرجة الاندغام:
- الأولى وتكمن في الطفرة التكنولوجية الكبرى التي طالت كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية مفجرة من الداخل البراديغمات السائدة والمفاهيم القارة وممحورة في العمق لثنائية الزمن والمكان التي كانت تفصلهما أو تفصمهما أو تؤكد على تباين وتيرة كل منهما في الشكل وفي الجوهر.
لم تعد المعلومات من هنا مجرد معطيات خام تتنقل بعسر داخل البنى الاجتماعية والاقتصادية الثابتة، بل أضحت بتات ورموز صيغت لإنتاجها وتخزينها وتداولها البرامج واللوجيسيالات وأنجع الشبكات.
أما الصيرورة الثانية فتتمثل في نجاح هذه الطفرة (ونجاعتها أيضا) في (تثوير) المنظومة الرأسمالية وتحويلها التدريجي من رأسمالية مادية تهدف إلى تحقيق الإنتاج المادي المتسلسل إلى (رأسمالية معلوماتية شاملة) تعمل على خلفية من التخصص والمرونة والاندماج الأفقي وتوزيع الأدوار على فضاءات مختلفة ومتباعدة لكن متشابكة (من الشبكة).
بالتالي، فالهياكل الإنتاجية (كما المستويات المؤسساتية الثاوية خلفها) لم تعد محكومة بالانتاج الضخم أو بالتنظيم الهرمي الجامد، بل أضحت تعمل (وفق الحاجة) وعبر أنظمة في الانتاج مبرمجة تهدف إلى تحقيق اقتصاديات النوع عوض مبدأ اقتصاديات السلم التي كانت طاغية طوال مرحلة الفوردية.
- الصيرورة الثالثة وتتراءى لنا كامنة في تقدم واقع المنافسة الشاملة بتقدم الاقتصاد الشامل الذي يتخذ من كل أرجاء الكون فضاء له، بل يعتبره السوق الشامل.
والمنافسة الشاملة المقصودة هنا لا تعني فقط تعميم التنافسية بكل الفضاء الكوني، بل أيضا تلك التي تفترض (إعادة التحديد المستمرة للمنتجات، لطرائق الإنتاج، للأسواق وللمدخلات الاقتصادية بما فيها رأس المال والمعلومات).
هذه الصيرورات الثلاث هي التي نراها كامنة خلف قيام عصر المعلومات والاقتصاد المعلوماتي ومجتمع الإعلام والمعلومات. لكنها تبدو غير كافية، على الرغم من ذلك، لتحديد طبيعة وتوجهات المجتمع المعلوماتي.
يختلف المجتمع المعلوماتي عن ثلاثية (عصر المعلومات والاقتصاد المعلوماتي ومجتمع الإعلام والمعلومات)، يختلف عنها مجتمعة في المعنى المقصود كما في التداعيات المترتبة عن ذلك.
فإذا كان مجتمع الإعلام والمعلومات (وهو الإفراز الطبيعي للعنصرين الأولين من الثلاثية) يؤشر على دور الإعلام والمعلومات داخل المجتمع، فإن ذات الدور كان قائما منذ الأزل وبكل المجتمعات على الأقل باعتبار الإعلام والمعلومات إرسالا للمعلومات، إبلاغاً لها. بالتالي فلا ميزة، على الأقل من هذه الزاوية، للمجتمع الحالي عما كان سائدا بالمجتمعات السابقة ولن يكون حتما من ميزة له على اللاحقة وهكذا.
بيد أن الفارق الأكبر بين هذا المجتمع والمجتمع المعلوماتي إنما كون الثاني (يميز شكلا معينا من التنظيم الاجتماعي حيث ابتكار المعلومات واستغلالها وإرسالها أضحى المصدر الأول للانتاجية وللسلطة بحكم الظروف التكنولوجية الجديدة القائمة في هذا الظرف التاريخي).
بالتالي، وبقياس ذلك على المجتمع الصناعي (وهي عبارة معهودة بعلم الاجتماع) فإن هذا الأخير)ليس فقط مجتمعا يضم الصناعة، ولكن أيضا مجتمعا حيث الأشكال الاجتماعية والتقنية للتنظيم الصناعي تطاول كل الأنشطة إبتداء من الأنشطة المهيمنة والمتموقعة بالنظام الاقتصادي والتكنولوجيا العسكرية حتى الأدوات وعادات الحياة اليومية) الرائجة.
وعلى هذا الأساس، فإن ما يود (مصطلح) المجتمع المعلوماتي التأشير عليه (والتأسيس له أيضا) إنما التصور بأنه بصرف النظر عن ملاحظة مدى أهمية الإعلام والمعلومات بالمجتمع، فإن الأهم منه إنما ملاحظة التحولات الحالية الطارئة على نظم الإنتاج وعلى هياكل السلطة مفسحة بذلك في المجال لما يسميه مانويل كاسطيل (المجتمع الشبكي).
يقول كاسطيل بهذا الخصوص: (إن الشبكات تمثل المرفولوجيا الاجتماعية الجديدة لمجتمعاتنا وإن نشر المنطق الشبكي يحدد إلى حد بعيد مسلسلات الإنتاج والتجربة والسلطة والثقافة). ويستطرد: (صحيح أن التنظيم الاجتماعي الشبكي كان موجودا في عهود وأماكن سابقة، لكن الجديد اليوم أن البراديغم الجديد لتكنولوجيا المعلومات وفر القاعدة المادية لتوسعه ليطاول البنية الاجتماعية برمتها).
بالتالي، فنحن هنا بإزاء (مجتمع جديد) بشروط تكنولوجية وتنظيمية واقتصادية جديدة متمحورة حول نمط رأسمالي في الإنتاج (جديد) يحدد، ولأول مرة في التاريخ ربما، العلاقات الاجتماعية على مستوى الكون برمته.
هو نمط في الإنتاج جديد ليس فقط لأنه ثاو خلف علاقات اجتماعية جديدة وليس فقط لأنه يشمل الكون قاطبة، ولكن أيضا وبالأساس لأنه مهيكل حول مجموعة من الشبكات متداخلة تنتقل المعلومات والبيانات والمعطيات بداخلها بسرعة الضوء.
ومعنى هذا أن (الوظائف المهيمنة إنما أضحت منظمة على شاكلة شبكية محيلة على فضاء للتيارات يربط بعضها البعض على المستوى الكوني مع العمل على تجزيء الوظائف والفاعلين التابعين في فضاء مجزأ إلى أماكن معزولة، منفصمة بعضها عن البعض الآخر).
لا يتعلق الأمر هنا بالمجتمع كوحدة ماكروتحليلية كبرى، بل وأيضا بمكانة السلطة ودور الثقافة في إعادة ترتيب العلاقات الاجتماعية بين الأفراد كما بين الجماعات.
وعلى الرغم من التجسد المتزايد (والملاحظ إلى حد بعيد) لـ(ظاهرة) المجتمع المعلوماتي (قياسا إلى باقي الثلاثية) فإن الثابت أن ذات الظاهرة إنما تعكس محدودية في شكل الطرح كما في جوهره سواء بسواء:
- أما المحدودية الأولى فتتعلق بمكانة التكنولوجيا داخل المجتمع وطبيعة الجدلية القائمة فيما بينهما والتي غالبا ما تثار على خلفية من أطروحة (التحديد التكنولوجي) لذات المجتمع.
قد لا يكون ذات الأمر مثار إشكال من الناحية النظرية الخالصة، لكنه ذو تداعيات عميقة على مستوى واقع الحال الجاري.
وإذا أضحى من المسلم به (من الوجهة النظرية أساسا) أن التقنية (أو التكنولوجيا) لا تحدد طبيعة المجتمع ولا المجتمع بقادر دائما على تحديد وجهة التحول التكنولوجي، فإنه من المسلم به أيضا أن المجتمع إنما يحتضن التكنولوجيا...يحميها. بالتالي، فالمجتمع لا يحدد قطعا الإبداع التكنولوجي بقدر ما يستعمله، يستخدمه لدرجة التوظيف في العديد من الحالات (من لدن السلطة كما من لدن الإيديولوجيات الأخرى).
العبرة هنا ليست بملاحظة من يحدد الآخر بقدر ما هي بالاستخدام والاستعمال والتوظيف.
يقول كاسطيل: (إن معضلة التحديد التكنولوجي هي لربما مشكل خاطئ مادامت التقنية هي المجتمع ومادام فهم المجتمع أو تمثله لا يمكن أن يتما دون أدواته التقنية).
- أما عنصر المحدودية الثاني فيكمن في حقيقة أن المجتمع المعلوماتي لا يستنبت أو يتكرس من تلقاء نفسه كحركية للمجتمع جديدة، بل هو نتاج تحولات كبرى تتجاوز البعد التكنولوجي الخالص لتطال أبعاداً أخرى في مقدمتها البعد المؤسساتي.
فإذا كان المجتمع لا يحدد التقنية (فإن بمقدوره، من خلال الدولة، خنق نموها أو عكس ذلك (ودائما بمبادرة من الدولة) الانخراط في مسلسل سريع للعصرنة من شأنها تحويل وضعها الاقتصادي والعسكري والاجتماعي في بضعة أعوام)...ولعل حالة الانترنيت في هذا الباب عنوان دال على قدرة (أو عدم قدرة) المجتمعات على التحكم في التقنيات سيما تلك التي لها تداعيات استراتيجية كبرى.
- أما العنصر الثالث في محدودية طرح المجتمع المعلوماتي فيكمن في البعد الثقافي الذي غالبا ما لا يبرز إلا كعنصر مساعد لا قدرة لديه على تحديد طبيعة ذات المجتمع ولا توجهاته ولا وتيرة السير التي يمشي بها.
قد يبدو الأمر كذلك لأول وهلة على اعتبار انفجار تيارات المعلومات واستبداد الاتصال، لكن الثابت أن المجتمع المعلوماتي قد أفرز (ثقافة جديدة) خاصة به لا يجد (كاسطيل) غضاضة في تسميتها بـ)الثقافة الإفتراضية) المقتنية للشبكات والمتجاوزة لثنائية الزمان والمكان التي لطالما حكمت المجال الثقافي.
* كاتب وأكاديمي من المغرب

http://www.annabaa.org/nbahome/nba84/020.htm