هو رجل مرخ لحيته يلبس لباسا سنيا -نصف الساق- محافظ على الصلاة في وقتها مؤدي للسنن والمستحبات إلا ما تعلق منها بالمال سألته في مجلس نقاش : أنت تشتري سلعة بثمن وتبيعها بأضعاف ثمنها فهل هذا من الشريعة الاسلامية . فيجيب الرجل :أن الشريعة الاسلامية لم تحدد نسبة الربح في البيع وأن التاجر له الحق في أن يأخذ ما استطاع من الربح إذا كان هناك تراض بينهما ، فقلت له-وليس لي من علوم الشرع إلا قدر قليل- : لكن الاسلام يدعو الى الرفق والسماحة في كل المعاملات وقد اجتهد العلماء وحددوا للتجار نسبة ربح تقدر بالثلث . فما كان جواب الرجل إلا أن أنكر هذا القول وأصر على رأييه .
أحسست أن الرجل يحب المال حبا يجعله يختار من بين أقوال العلماء ما يساعده على تحصيله فسألته سؤالا آخر : أراك حين يدعو الامام المصلين لجمع المال للمساجد لا تشارك في هذا العمل فأجاب الرجل : الصدقة مستحب فقط ولدي الحرية في هذا .
وقفت متعجبا من كلامه ثم قلت له : أو تعلم ما للصدقة من فوائد وفضائل وبدأت أعدها له وركزت على الجانب الاجتماعي ..فهي تحد من انتشار ظواهر خطيرة كالسرقة ..والزنا ..والانتحار التي مردها في كثير من الحالات الى الفقر وأطلت الحديث في هذا الباب وغضبي يتصاعد تدريجيا إلى أن قلت له إن أمثالك يرخون اللحية ليس امتثالا لأمر الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم- بل لأنها دون مقابل ولا ثمن ولو أنهم جعلوا ضريبة على اللحى لكنا نشتاق أن نرى رجلا ملتحي ..إنني أفضل أن أحلق لحيتي مرتين في اليوم على أن أكون سلفيا مثلك ...أين أنت من السلف يا رجل ..عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - يتصدق بنصف ماله في سبيل الله ليجد أبا بكر الصديق -رضي الله عنه - قد تصدق بكل ماله ..وأنت تقول الصدقة مستحب فقط .
لكم أنتم إخوتي تقييم هذا النقاش وإن كنت مخطئا فأعطوا الرجل حقه ...وأنا مستعد للتقبل.