هذه نتائج الثورات العربية... لِمن عَمِيَ عن محاسنها...

[سمير الشاوي]

هذه نتائج الثورات العربية... لِمن عَمِيَ عن محاسنها...

قِيل بأن ثلاثة عُميَان شاركوا في مُسابقة (من سيربح المليون)...

فدخلوا غُرفةً فيها (فِيلٌ) ضَخم...

قال لهم مقدِّم الحِصة:

تحسَّسوا هذا الشَّيء الضخم، ثم قدِّموا تقريرا عن نوع هذا الشَّيء إن كنتم فاعلين !!

فقام العُمياَن الثلاثة بِتَمرِير أَيدِيهم على هذا الشَّيء الضخم، وخرجوا بعدها من الغُرفَة.

قال الأوَّل:

في هذه الغرفة قوائم عريضة؛ أظنُّها العَرصَات التي تحمِل المنزل !

وقال الثَّاني:

بل/ لا شيء في هذه الغرفة سوى أفعى طويلة !

وقال الثالث:

بل هي مجرَّد مِكنَسةٍ تُستَعمل في التنظِيف !

وراحوا يتجادلون بينهم، وكُلٌ يحسِب أنَّه مُحِّق؛ وينتظر أن تُقدِّم له الحصة هديته ويستلِم المليون !!

وأكيد أنَّ الأوّل وقعت يداه أثناء التحسُّسِ على أقدام الفيل فحَسِبها عَرصَات المنزل !، والثَّاني تحسَّس أنف الفيل الذِّي يُشبِه الأفعى، والثالث عبثت يداه بذيل الفيل فاعتقد أنَّها مِكنسة...

..................

هذا هو حال بعض العُميَان عِندنا في الوطن العربي... إذا راحوا يَصِفون لك نتائج الثورات العربية.

بعضهم يتحسَّس أنف الفيل، والبعض الآخر يَعبَث بِيَده في مُؤخِرة الفِيل...

.................

بعضهم يقتطع العناوين المُثِيرة، حتَّى وإن كانت هذه العناوين في صفحات الجرائد اليهودية !

يتساءل عن نتائج الثورات... التِّي يعتقد أنَّها يجب أن تكون لِصَالِحه حتَّى وإن لم يشارك فيها على الأقل بـ: (السُكات).

بعضهم يقول:

لقد منعوا فتاةً مُتقَّبةً في تونس من التسجيل في الجامعة ! هل هذه هي الثورة ؟!

والبعض الآخر ينقل لنا سوء التفاهم الذِّي حدث بين محمود جبريل وعلى الصلابي...
وراح يُظهِر تخوُّفه على ليبيا؛ ويتباكى على الوضع هناك...

...................

يُخذِّلون أبناء جلدتهم قبل الثورات...

ويثبطون عزائمهم أثناء الثورات...

ويحاولون زعزعة الثقة في قلوبهم بعد نجاح الثورات...

......................

إذا سألت الواحد فيهم (أيام هذه الحكومات التِّي اِنهارت) عن الإصلاح في بلده؛ يقاطعك لأنه لم يعتد الحوار قائلاً:

(يجب علينا الصبر.. الإصلاح يحتاج إلى وقت طويل)...

وكأن عشرات السِنين لم تكفِ هؤلاء...

والآن تراه يتساءل دائماً عن نتائج الثورات... وماذا قدمت الثورات العربية ؟

فَيكفِيك أن تُذكِّره بدروس الصبر، التي كان يتلوها عليك أيام مبارك، والقذافي، والأسد وبوتفليقة ... إن أردت أن تُجِيبه

................

أقول للعميان:

من أراد منكم أن يُقيِّم الثورات ويدرس نتائِجها عليه أن ينظر ويتأمل، ولا يكتفِ بتحسُّسِ بعض الفِيل ويترك بعضه الآخر...

ويَدَع عنه التثبيط والتخذيل فإنّ نبيه صلى الله عليه وسلم حارب المنافقين بِلسانه لهذا الأمر...

فقد تُعذَر يا هذا/ قبل الثورة في دِفاعِك عن هؤلاء خَشية الفِتنة التيِّ ستَحِل بالبلاد...!

ولكنَّك لن تُرحم إذا دافعت بعدها... فالأيام دُول.

وأنصحك أن تدع عنك الفيل جميعاً، وتتركه لأهل الاختصاص...
ولا تَاسَ ولا تحزن إن جاء الدور اليوم على الأسد .