حصاد الأنـام في الخروج على الحكّام للشيخ حامد العلي حفظه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حصاد الأنـام في الخروج على الحكّام للشيخ حامد العلي حفظه الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-05-17, 18:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
karim h
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية karim h
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي حصاد الأنـام في الخروج على الحكّام للشيخ حامد العلي حفظه الله

حصاد الأنـام في الخروج على الحكّام

حامد بن عبدالله العلي

أوَّل حصاد الثورات المباركة ، وهـو أعظمها بركة على الأمـّة ، أنَّ خدعـة مصطلح ( الحرب على الإرهاب ) ، ذلك السيف الذي دُقَّ عليه الصليب ! وكان مسلَّطا على رقاب المسلمين ، قـد اختفى فجـأة !

لقـد تاه وسط هذا البركان المتفجـّر من غضب الشعوب على الطغـاة ، فلم يعـُد له ذكـرٌ بنهـي ، ولا أمـرٍِ ، وانفضح أمـرُ مخترعي ذلك المصطلح الزائف الذي أخفـى وراءه الحرب على أمـّة الإسلام ، بتعبيدها لأنظمة الطغيان المتحالفة مع قوى الشـرّ العالمية .

لقد كان هذا المصطلح سوطـاً يُجلـد بـه ظهـرُ الأمّـة ، كما يجُـلد العبيد ، وقيـداً ضُرب بـه على رقبتها الذلة ، والمسكنـة ،

وقد سار وراءَ سـراب وجهِهِ القبيح المزيـَّف ، قطعـانٌ عظيـمة من المخدوعين ، حتـى أُلّفـَت فيه الكتب ، ونُظّمت فيه المؤتمرات ، وأُسِّست فيه اللجان ، ووُظّفـت له هيئات الفتوى ، وتكبكب فيه من تكبكب بغيـر علم ، ولاهدى ، ولا كتاب منير،

يلوكون بألسنتهم ما يريـده الطغـاة المؤتمرون بأمر كبيـرة الطغاة أمريكا ، ويردّدون صَدى ما يُقرر في دوائـر وزارة الخارجية الأمريكية ، فوزارات الداخلية العرب الذين ها نحـن نرى مع كلِّ ثورة جرائمهم (الإرهابية) في شعوبهم !

والعجب أنَّ الشعوب العُـزَّل التي كانت تُرهَـب بهذا السَّوط ، هي التي سلطها الله فأرهبـت من كان يرهبها بأنْ سيلحقها بقوانين ( مكافحة الإرهاب ) !

فسبحان الذي جعل عاليها سافلهـا ، بين عشية وضحـاها ، وهم عن مكر الله بهـم غافلـون ، فقلبـت الشعوب المعادلة ، وكشـفت أنَّ الزعماء الطغاة الذين كان يجتمع وزراء داخليتهم كلَّ عام عند ( شين الفاجريـن ) المارق الهارب مـن العدالـة ! هم (الإرهابيون ) حقَّـا !

ثـمَّ أنزلتهم الشعوب من أبراجهم المشيـَّدة ، إلى سجون يُحاكمون فيها تحت طائلة جريمة (إرهاب) الشعوب !

( قد مكر الذين من قبلهم ، فأتى الله بنيانهم من القواعد ، فخر عليهـم السقف من فوقهـم ، وأتاهم العذاب من حيث لايشعـرون )

وكما فضحت الثورات ماوراء توظيف هذا المصطلح لحرب أمـّة الإسلام ، لاسيما حرب مجاهديها ، ودعاتها ، ومؤسساتها الخيريـة ، فضحت النفاق الغربي الذي كان يوظف هذا المصطلـح ، فبرز ذلك النفـاق عاريَ السوءة ، لاتستره حتى ورقة التوت ،

إذ تبيـَّن حجم الدعم الذي كان يقدمه الغرب المنافق لأنظمة الطغيان العربي _ على رأسها النظام المصري _ لإبقائهـا تستعبد الشعوب في مقابل أن تسمـح بتمريـر تحت خدعة ( الحرب على الإرهاب ) كـلَّ ما يقوِّض الإسلام ، ويعبـِّد أمتـه للأجنبـيّ !

فسبحان الذي بيده الأمر كلُّه ، وإليه يرجع الأمر كلُّه ، علانيته وسرُّه ، لقـد سقط كلُّ هذا المكـر من حيث لم يحتـسب أحـد ، وخرج من سجون مصر _ على سبيل المثال _ كبـار العتاة على الطغيـان ، ممن كان النظام المصري يتقرب إلى أمريكا بظلمهم !

وصار حبيب العدلي وعصابـته ، حبيب أمريكا المكافـح لـ(الإرهاب) ! الذي ضيع عمـره يعمـل لحسابها ، ويتزلف إليهـا ، صـار رهين نفس الحبس الذي سجن فيـه الدعاة ( الإرهابيين ) ليسترضي أمريكا ، ليس له من دون الله من وليِّ ولا نصـير ، ( فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة ، بل ضلُّوا عنهم ، وذلك إفكهم ، وما كانوا يفترون ) .

أما زعيم (الإرهاب) في مصر فرعونها اللعين حسني مبارك ، الذي كان يخطـب فيما مضى متبجّحا متقرّبـا لسادته في أمريكا أنه نجح بمكافحة الإرهاب ! فقـد تبيّن للعالم أجمـع أنـه أكبر ( إرهابي) في مصـر ، وقد ألقاه الله تعالى في شـرِّ أعماله ، وتردَّى في نفس شَـرَكـِه ، فهـو يُحاكم بقانونـه ، يُدان به ، كما كان يتَّهـم الأبريـاء بـه !

ولسوف تستمر الثورات العربية ، بإذن الله ، حتى يُطـلق بهـا كلُّ المظلومين الذين زُجَّ بهم في السجون ، إرضـاءً لزعيمة الإجرام العالمـي أمريكا ومن والاها ، طيلة العقد الذي مضى ، عقد خديعة ( الحرب على الإرهـاب ) !

وثاني حصاد هذه الثورات المباركة ، هـو ممـا في الأمـر الأوّل من العبرة ، وهي كيف أنَّ شعوبنا عندما نهضت باذلـةً أرواحها للخلاص من الظلم ، كان الهجوم على الطغيان خيـرَ وسيلة للدفـاع ،

ولو أنها بقيت رهينة الإنهــزام النفسي ، واستمر المكر الغربي عليها ، يحاربها حتى في مناهج التعليـم ! تحت حجة مكافحة (الإرهاب )، لنـُزع عنها كلُّ ما ألبسها الله تعالى من لباس العـزّ بين الأمم ، ولما حققت ما حققته من الإنتصـار العظيـم ، فأصبحت بإنتصـارها اليوم لاتجرؤ أمريكا أن تملي عليها شعاراتها الزائفة !

وهذا من بركات الجهاد في سبيل الله ، كما قال تعالى عن تركـه : ( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ، وصدق من قال : من طلب الموت وُهبت له الحياة .

والثالـث : إندحـار فكر الإنبطاح ، وثقافـة الخنـوع ، وسقوط رموز هذه الفرقة المرجئـة الضالـّة التي انتشرت ديدانهُـا _ التي تقتات من مستنقع فكر الهزيمة _ في العقد الماضي مع إنتشـار مكاتب ألـ (سي آي إيه) في بلادنـا !

فقـد خَـرِأت عليها الشعـوب العربية ، وهي في طريقها إلى التغييـر ، ولما رجعـت الشعوب من إنتصارها على الطغـاة ، وجدتـها ولمـَّا تـزلْ في حفـرة خرائها فأكمـلت عليهـا تارة أخـرى ، حتى لايخرج هذا الفكر من هذا المستنقع أبـد الدهـر ، فهذا هو مكانه الطبيعي أصـلا ، ما كان ليغادره .

وإنما كـان قـد تصدَّر هذا الفكـر المريض بقوة السلطة الطاغية ، وبأمـر إستخباراتها الباغيـة ، فهنـاك كانت تُبلَّل وتُزيـَّن لحاهـُم النتنة في مراكز البوليس ، وتعيـَّن مناصبهم الدينية بالتنسيق بين المكاتب الأمنيّة وإبليس !

لا بقدرته على الإقنـاع بالحـجج ، ولا بما يشتمله الخطاب من قـوة المنطـق في وضوح البَلـَج.

لقد باتت الأمـَّة اليوم من شرقها إلى غربها ، لاترى ولاتسمع إلاّ عناوين العـزة : التحرُّر ، والتغيير ، والتضحية ، والشهداء ، والكرامـة ، وتحقيق العدالة ، وإسقاط الطغاة ، ومحاربة الظلم ، وعبـارات : يسقط الطـغاة ، إرحـل أيها الطاغيـة ، الشعب يريد إسقاط النظام ...إلخ

وقد ارتبطت هذه العناوين الآلقـة المشرقة بالخيـر بيوم الجمعة المبارك عيد الإسلام ، وصارت أسماءَ هذا اليوم العظيـم : جمعة التحرير ، جمعة الإصرار ، جمعة الثبات ، جمعة الشهداء ، جمعة الدماء ، جمعة الرحيل ..إلخ

لقد باتت أنشودة الشعوب العربية هي : إذا الشعب يوما أراد الحيـاة .

وليس الهتاف بحياة الزعيـم الأبـدي !

وداس الناس بأقدامهم عناوين الذلّ ، والتلبيس التي يسوِّق لها حشرات الفكر الإرجائـي : اخنعوا للسلطة وإن بغـت ! إياكم والخروج وإن استُعبدتـم ! الخروج عما ألفتموه من الذلّ للطواغيـت هو الإجرام وليس طغيانهـم ! أطيعوا ولاة أموركم مهما أجرموا بكـم ! من عصى الطاغيـة فقد عصى الله !! والمظاهرات محرمة ، والمسيرات مجرَّمـة ، والمتمرُّد على سوط الطاغية أعظم جرما من الطاغية إلـخ

وولـَّى هذا الفكـر وعناوينه البائسة ، أمـام أمواج التغييـر ، ولـَّى وله ضـراطٌ ، كما يفعل الشيطان عندما يسمع الأذان .

والرابـع : تأملوا الفرق بين مجيء الغرب الصهيوصليبي عندما جاء يزعم نشر الحرية ، وتحرير الشعوب ، واتخذ من العراق مثالا ، كيف دمـَّر البلاد ، والعباد ، وأهلك الحرث والنسـل ، ونشر الخوف ، والفقـر ، وجاء بفساد أضعاف مضاعفـة مما كان ، وصنع من الكوارث أشد بكثيـر مما في الحسبـان !

وبين قيام الشعوب العربية بالثورة ، كيف أحدثت التغيير إلى الصلاح ، وأثمـرت كلَّ النجـاح ، مع الحفاظ على الوطن ، ورعايـة ما يحتاجه الناس من الأمن ، حتى أكمـلت مشروع التغيير ، والناس جميعا تحمـد ما فعلوا ، وتشكر ما صنعـوا.

لقد أراد الله تعالى أن يدافع عن الذين آمنوا ، أعني أمـّة محمـّد صلى الله عليه وسلم ، فبعدمـا بذل الغـرب مالا يُحصى من المال ليشوِّه صورة المسلمين ، بإظهارهم في صورة الأمـّة المتوحّشـة المتخلفـّة !!

جاءت ثوراتـُنا لتثبـت للعالم أننـا نحن الأمـّة المتحضرة ، وأننـا نحـن في الحقيقة هنـا العالم الحـرّ ، كما أثبت الغرب في أفغانستان والعراق ، وبدعمه لجرائم الصهاينة في فلسطين أنـّه العالم المتخـلّف المتوحّش المجرم .

وصدق الحق سبحانه : ( إنّ الذيـن كفـروا ينفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ، ثـمّ يغلبـون ، والذين كفروا إلى جهنـم يحشـرون ) .

والخامس : أنَّ الشعوب العربية قـد نضج اليوم وعيُهـا أنه لايمكن أن يصلح حالها في ظل هذه الأنظمـة المتعفّنـة ، فلا حلّ إلاّ أن ترحـل ، وأصبحت قناعة الشعـوب لايخالجها شكّ ، أنّ كلّ خطوة تعـدّ بهـا هذه الأنظمة للإصلاح ، ما هي إلاّ حلقة من سلسلة الدجـل ، والكذب الذي لايحسنون سواه .








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الخروج عن الحكام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc