يوميات معلم بائس

[صُبح الأندلس]

نهض صباحا متعبا بعد عناء يوم الأمس مع التلاميذ و المدير و المفتش و الوزير.....

تناول فطوره على وجه السرعة و انطلق كالبرق ليركب في حافلة.. لم تأت أي حافلة ، اضطر إلى أن يمشي على رجليه ، طبعا لأنه لا يملك سيارة ، مشى بخطوات متسارعة لكي لا يصل متأخرا فيخصم المدير من راتبه الذي هو في الأصل يثير الشفقة ، مر على جماعة من الناس ألقى التحية ، و ما إن ابتعد خطوات حتى بدأ الغمز و اللمز و التعريض و السخرية : انظر إليه ، انظر لمعطفه البالي ، انظر لمحفظته المهترئة ، انظر لجسده الهزيل .....

يصل متأخرا 10 دقائق فيجد المدير في الاستقبال متجهما و يسمعه شيئا من التعنيف ، ثم يأمر سكرتيره باتخاذ الإجراءات اللازمة لخصم هذا اليوم ، يذهب إلى قاعة الأساتذة بسرعة ، يلبس المئزر و لا ينتبه لأحد الأزرار التي أقفلها ....

ذهب إلى القسم مسرعا فوجد التلاميذ لا يزالون يتسكعون في الساحة

و الأروقة ، ينتظرهم واحدا واحدا (ممنوع الطرد ) ثم يدخلون كالنحل : ضحك ، شغب ...لا يفرقون بين حجرة القسم أو السوق ، يقف المعلم وقفة حازمة : فلان اجلس ، فلانة انتبهي ، فلان اخرج كتابك ، فلانة أين الكراس ، فلان اسكت ... و هكذا يمضي نصف الوقت ، ثم يبدأ الدرس فيجد التلاميذ يتغامزون بخبث و ينظرون إليه ، ماذا هناك ؟ آه لم ينتبه للزر ...

طبعا ستكون نكتة اليوم بل ربما القرن و سيسمع بها الجزار و البقال

يطرح سؤالا ، لا مجيب بل الصمت يخيم ، يجيب هو ، و يسأل من يكتب على السبورة فتجد القسم كله قام للكتابة ..

يشرح ، لا أحد يسمع ، اكتبوا ، الكل يكتب و يخشى أن تفوته كلمة واحدة ، طبعا فالعلم في الكراس و ليس في الراس

دق الجرس ، يخرج فيجد المدير أمامه ، لماذا خرجت لم يدق الجرس بعد

آه لقد فعلها بعض الخبثاء و سجلوا الجرس في هواتفهم النقالة ...

و قبل أن ينصرف أعطاه أوراقا بعدد الرمال : هذه تملأ و الأخرى توقع و الثالثة تقدم للمفتش ...

هكذا تمر الساعات ثقيلة ، فما إن ينتهي الدوام حتى يكون قد قضي عليه

في طريقه إلى المنزل ، يحمل محفظة تكاد تنفجر من الأوراق و الكتب

يمشي وراءه تلاميذ و يبدؤون في الغمز و تتعالى الضحكات ..

يمر على مكتبة ، يشتري الجريدة ، ماذا فيها عنوان بالبنط العريض زيادات معتبرة في أجور المعلم ....

يا إلهي هذا ما ينقصه ...سارع الخطوات و إذ بأحدهم يناديه يا فلان مبروك الزيادة من مثلكم ؟

يرد بابتسامة باردة ، يتذكر أن بعض الأغراض يريد شراءها ، دخل الدكان ، كم العدس ؟ 150 دج و كم السكر 90 دج ... يا إلهي لماذا ؟ يجيب البقال ولم تتعجب لقد زادوكم في الشهرية ....

يصل إلى المنزل منهك القوى ، يرمي المحفظة جانبا ، يأتي أولاده ، أبي أريد كذا ، أبي أخي فعل كذا ... لا يتمالك أعصابه فينهرهم بدل أن يحضنهم ، أجل يعطي كامل أوقاته لأولاد الناس و أولاده لا ...

يتناول غذاءه المتواضع ثم ينام ، و سرعان ما ينهض مذعورا : يا إلهي حتى في منامه يلاحقه الوزير بتقدم البرامج و المدير و التلاميذ...

ينهض و يقصد محفظته و يخرج منها عشرات الأوراق ليصححها

جاء الليل مسرعا ... تناول العشاء ثم نام في انتظار يوم روتيني جديد ..

[guelmia]

لماذا شائع على الاساتذة انهم بخلاء و هم مثلهم مثل عامة الناس بل افقر منهم ربما .....

[صُبح الأندلس]

سأقول لكم أين يذهب أجر المعلم و احسبوها معي : الكتب ، الأوراق ، المحفظة ، المئزر ، الهندام المرتب ....
الدواء : دواء ارتفاع الضغط ، الزكام ( الخروج باكرا في البرد ، انعدام وسائل التدفئة ، غياب التهوية في قسم من 45 تلميذ) ، انحناء العمود الفقري بسبب كثرة الوقوف و بسبب حمل الأثقال (المحفظة) ..
أحيان عمليات جراحية ( الحبال الصوتية ، القلب )
هذه المصاريف الإضافية فقط ، فماذا يبقى للأكل و الشرب ؟؟؟؟
احسبوها معي

[ikram62]

حقيقة مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــرة

[صُبح الأندلس]

و خبزة أمرّ و أمرّ

[الزبرجد]

أستطيع أن أجعل لك الوزير بائسا .......... طبعا بهذا الاسلوب

هكذا تسوق الافكار لكل من ينساب خلف الاسلوب .... وينسى الواقع

متصرف إداري رئيسي ..... أحد أعلى الرتب الادارية

للحصول عليها يجب أن تكون متحصلا على تكوين لمدة 3 سنوات في المدرسة العليا للادارة و قبله شهادة ليسانس....(وما أدراك ما

المدرسة العليا للادارة).................اسألي عن أجره وقارنيه بأدنى أجر يتقاضاه معلم

[وحيد الحيراني]

قصة جميلة وواقعية...
شكرا لك على هذا المجهود...
لي عودة ان شاء الله للتعليق...

[صُبح الأندلس]

الزبرجد من دون نرفزة :

هل يتعب الإداري كما يتعب المعلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من يظل جالسا كمن يظل واقفا ؟ من يظل يصرخ حتى يذهب صوته كم يظل صامتا ؟ من يسخر منه الناس كمن يحابيه الناس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سبحان الله لا يستووووووووووووووووووووون

[صُبح الأندلس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحيد الحيراني

قصة جميلة وواقعية...
شكرا لك على هذا المجهود...
لي عودة ان شاء الله للتعليق...

تعلمت منك فن القصص ، صور معبرة ، شكرا

[rahma111]

يا اختي قد بالغت في تبئيس المعلم....
صحيح عنده مشاكل لكن لما نقارنوه بالشريحة الاعظم نلقاوه هو اللي ما يحمدهاش...
قلت ان اجر المعلم يدهب في الاوراق والمحفظة و المئزر....زعما منك صح...الكل يعلم انها امور لا تتغير من يوم توظيفه وحتى احالته على التقاعد...حتى دفاتر التحضير ترشى عنده.
صورتيه على انه الملاك المغلوب على امره وان طلابه عصابة من الشياطين...والملاك والشيطان لا يلتقيان في قسم...وعلى هدا فهو قبل ان يكون ملاك كان شيطانا..
لست ضد المعلمين ولست ضدك كان هدا رايي وحنا على كل حال عايشين في مجتمع واحد وعارفين بعضنا..
ارجوا ان لاتجادلي في هدا الموضوع كثيرا لان رايك لن يكون حياديا.

[صُبح الأندلس]

قلتها و أقولها ساكن الدار ليس كالزائر ، أنت بعيدة عن التعليم لذلك يبدو لك الأمر مبالغ فيه ، لكن لو كنت كذلك أو كان أبوك كذلك لما قلت ما قلت ، سبحان الله لماذا نتكلم و نحكم على من لا نعرف طبيعة عملهم إلا من بعيد ؟ هل دخلت مع المعلم و رأيت ماذا يحدث في القسم ؟؟؟؟؟ أنا لا أجادل و لكن أنقل الواقع لا أكثر

[الزبرجد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعتماد13

الزبرجد من دون نرفزة :

هل يتعب الإداري كما يتعب المعلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من يظل جالسا كمن يظل واقفا ؟ من يظل يصرخ حتى يذهب صوته كم يظل صامتا ؟ من يسخر منه الناس كمن يحابيه الناس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سبحان الله لا يستووووووووووووووووووووون

طبعا بدون نرفزة

نظرتك لمن يتعب خاطئة جدا

التعب ليس بنوع الوظيفة بل بالنية في العمل .....من يخلص النية في عمله يتعب و يسر بتعبه و يرتاح جراء التعب

و من لا يخلص النية في العمل لا يتعب .....و لكنه يتعب جراء أنه لا يتعب

قد تقولين واش راه يخلط هذا............ولكن تأكدي أن التعب و الشقاء تابع لكل انسان.....و المحظوظ من يجعل من التعب راحة

ثم أكرر لك عبارتك المشهورة ....ليس ساكن الدار كزائرها ....اي ليست الادارة او كل الاعمال الاخرى كما ترين

[hero.dz]

سأزيدك هما على هم

مادمنا في الجزائر

الطبيب هنا في بلادهم

ما دمت ساكن ديار و لست زائر

بعد أن يدرس 12 سنة كلها متاعب و جد و اجتهاد و مصاعب و وووو

ثم إن كان ذكرا فلزم عليه أن يلتحق بصفوف الخدمة الوطنية ( أما الأنثى فهي محظوظة في شريعتهم ففرشوا لها طريقا بالورود )

لتذهب من حياته سنة و نصف إلى سنتين

المهم يبدأ مهامه و هو في سن الشيخوخة
هذا إن ظفر بمنصب شاغر و إلا فسيبقى مكتوف الأيدي
أو لعله يحصل على عقود الهم و الإدماج

قد يقول قائل لماذا لا يفتح عيادة و يرتاح
أجيبك فأقول :

الوزارة الوصية تلزم كل خريجي كليات الطب بالعمل لمدة ثلاث سنوات في القطاع العام
و يسمونها الخدمة المدنية
زعما منهم أن الدولة لابد أن تستفيد أولا من إطاراتها
و أن هذا جزاء ما سخرته لهم الدولة من تعليم و وسائل بيداغوجية

بعد ذلك أيها الأحباب

يتقاضى الطبيب العام الذي درس سبع سنوات كلها مصاعب و كد و جد
أجرا قدره : 28000 دج إلى 32000دج

و بعد 32 سنة ( التقاعد ) قد يصل راتبه إلى 47000 دج
هذا باحتساب المنح و العلاوات les primes ووووو
مع أن هذه المهنة شاقة جداااااااااا خاصة في القطاع العام ( مؤسسات الدولة : مستشفيات صحة جوارية و غيرها )
لما فيها من مداومات ليلية ( المداومة بـ 620 دج و الله أقل من سعر دجاجة ) و ساعات العمل الكثيرة و سن التقاعد المتأخر كثيرا
إضافة إلى مخاطر المهنة و العقوبات المترتبة عن الأخطاء الطبية و كذلك خشونة بعض المواطنين
حيث كان لي زميل كان في مداومة ليلة فدخل له شاب مصاب بجروح فقام زميلي بالإجراءات اللازمة اتجاهه
لكنه فوجئ بدخول شاب آخر مخمور و يحمل سكينا فاتجه نحو زميلي الطبيب و طعنه في رئته اليمنى
لأن زميلي قدم الإسعافات الى ذلك الشاب الأو الذي له خصومة مع هذا المخمور
و هذه القصة غيض من فيض
الطبيب الأخصائي يتقاضى حوالي 37000 دج في البداية حتى تصل إلى 50000 دج
أما جراحوا الأسنان فيتقاضون 28000دج في البداية و كذلك الصيادلة
هاذين الأخيرين ( أطباء الأسنان و الصيادلة ليست لي عنهم معلومات كافية )

المهم أختي اعتماد خلي البير بغطاه
راكم خير منا بألف مرة

أضيفكم معلومة أخيرة
أن عدد الأطباء الجزائريين الذي تركوا الجزائر بين 2009-2010
كان عددهم أكثر من 500 طبيب
في شتى الإختصاصات
و اتجهوا إلى فرنسا و بلجيكا و سويسرا و كندا
و بعض الدول الفرونكوفونية الأخرى بحثا عن الوضع الإجتماعي المريح
( هم السابقون و نحن اللاحقون بإذن الله )

الله غالب هذي هي البلاد

[صُبح الأندلس]

بالنسبة للأجر فأجر الطبيب أفضل من أجر المعلم ، و حقيقة المفروض ان يكون أجر المعلم و الطبيب و كل من له فضل على البلاد محترما ، و لكن ........... روح فهمهم !! فالطبيب مجرم لأنه تخلى عن المرضى و المعلم مجرم لأنه تخلى عن التلاميذ ، هم يفكرون في أنفسهم و حين نفكر في أنفسنا يقولون لماذا ؟؟؟ ما هذه الأنانية ؟ الجميع متذمر و لكن تنقصهم الشجاعة ليعلنوا رفضهم للوضع المزري .

[صُبح الأندلس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزبرجد

طبعا بدون نرفزة

نظرتك لمن يتعب خاطئة جدا

التعب ليس بنوع الوظيفة بل بالنية في العمل .....من يخلص النية في عمله يتعب و يسر بتعبه و يرتاح جراء التعب

و من لا يخلص النية في العمل لا يتعب .....و لكنه يتعب جراء أنه لا يتعب

قد تقولين واش راه يخلط هذا............ولكن تأكدي أن التعب و الشقاء تابع لكل انسان.....و المحظوظ من يجعل من التعب راحة

ثم أكرر لك عبارتك المشهورة ....ليس ساكن الدار كزائرها ....اي ليست الادارة او كل الاعمال الاخرى كما ترين

معك حق ، و لكننا نتعب و لا جزاء و لا شكورا ، ستقول لي الأجر على الله و لكن أيضا من لم يشكر الناس لا يشكر الله أو على الأقل الانسان لا يكون جاحدا إذا لم يشكر فليصمت، يعني أصواتنا تبحّ و نحن نعلمهم (أحيانا رغما عنهم) ، أرجلنا تؤلمنا من كثرة الوقوف .... و في الأخير ماذا ؟ أظن أن الردود تكفي