إشكالية المقاربة اللّغوية عند المحافظين ... و معضلة الصندوق العتيق عند الحداثيين ! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إشكالية المقاربة اللّغوية عند المحافظين ... و معضلة الصندوق العتيق عند الحداثيين !

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-06, 00:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحـ)حسام(ــقّ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الحـ)حسام(ــقّ
 

 

 
إحصائية العضو










B2 إشكالية المقاربة اللّغوية عند المحافظين ... و معضلة الصندوق العتيق عند الحداثيين !

السلام عليكم


إن من يتابع أطروحات بعض المحافظين هنا في المنتدى ممن يزعمون الدفاع عن قضايا الهوية عموما واللغة العربية خصوصا يلاحظ بعدهم عن الموضوعية أو العقلانية وميلهم إلى تبسيط المعقد تارة و تعقيد البسيط تارة أخرى ...والسبب في ذلك أعزوه إلى غلبة سلطان الظن لديهم على سلطان العقل والعلم ((وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )) [النجم]..ولتوضيح تبسيطهم للمعقد نذكرعلى سبيل المثال إصرارهم على الربط بين تخلفنا وبين إهمال اللغة العربية ومحاولة طمسها و تحطيمها في مقابل رفع مكانة الفرنسية كلغة وكفكر وثقافة والسعي لبسط هيمنتها ليس على مناهجنا التعليمية فحسب بل على الإعلام و على الثقافة و منظومة القوانين من طرف الفرنكوفونيين والفرانكوفيليين أعداء الهوية كما يصفونهم.... مجتهدين في ذكر الحجج و الشواهد الحية التي تعزز أطروحتهم فيقولون مثلا لو كانت الفرنسية لغة تقدم ورقي لنفعت أمتها ولما تأخرت فرنسا (متناسين أنها خامس أقوى اقتصاد في العالم ) ، ولو كانت الفرنسية ذات قيمة لتطورت البلدان الإفريقية التي فرنست شعوبها عن بكرة أبيها ...ويسترسلون في سوق شواهد أخرى كقولهم مثلا الإنجليزية هي لغة العلم و التطور والدليل أن أغلب الدول إن لم نقل كلها التي اختارت الانجليزية قد تطورت أوهي في طريقها نحو التطور ..مستهجنين إصرار أصحاب القرار من الفرانكوفونيين على فرض الفرنسية بدل الإنجليزية .... متسائلين كيف للغة أثبتت (في نظرهم) فشلها الذريع في استنهاظ أمتها التي نشأت فيها أن تحقق الرقي لباقي الأمم التي تبنتها وتصل المبالغة ببعضهم إلى حد القول أن مامن بقعة حلت الفرنسية بها إلا وأتت على حرث و نسلها...مرددين على أسماعنا ترياقهم الشافي وحلهم السحري المتمثل في حتمية تعزيز مكانة العربية و فرض الانجليزية كلغة ثانية بدل الفرنسية .. أي أن المقاربة اللغوية الخاطئة المعتمدة من طرف صناع القرار هي في نظر جمهور المحافظين المتسبب الأول في تأخرنا علميا و اقتصاديا وحضاريا ...بخلاف جمهور الحداثيين الذين يرفضون هذه الأطروحة الغارقة في السذاجة و التبسيط المتمحورة حول توريط اللغة وإدانتها واتخاذها شماعة نعلق عليها تخلفنا ...معتبرين (الحداثيون) أن أزمة اللغة ليست سببا أو مسببا بقدر ما هي نتيجة وتحصيل حاصل لمعضلة أكبر يعتبرونها المتسبب الرئيس الذي توالدت منه مشكلات ذرية متنوعة ساهمت جميعها في إحداث شلل مسّ أغلب المجالات أدخلنا مرحلة الركود حضاري .
ولأنني اعتبر نفسي حداثيا فكرا وتوجها فإنني أرد على هؤلاء المحافظين قائلا : بتفكيركم وتصوركم هذا إنما أنتم واهمون و إِن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ! ولتسمعوها مني إذا : حتى و لو يعرّب تراب الجزائر شبرا شبرا وتعرب جبالها من سفوحها إلى قممها و تعرب سماؤها إلى أفاقها ويعرب ماؤها وهواؤها و يعرب شجرها و حجرها و ثمرها ويعرب جميع ما فيها حيا و جمادا ما غير ذلك من واقعنا شيئا وما تقدمنا قيد أنملة ! وما تحسنت أحوالنا !واسمعوها منى أخرى : والله لو تدمج الإنجليزية في جميع مستوبات منظومتنا التعليمية من التحضيري إلى الجامعة لما تقدمنا قيد أنملة ! وسنظل قابعين في نقطة الصفر ...واسمعوها مني ثالثة : والله لو تفرنس أو تؤسبن أو تهند أو قل ماتشاء من اللغات فلن ينفعنا ذلك في شيء ..هذه قناعتي الثابتة أقولها لكم يوازيها شعور و إحساس ألمسه وأعاينه من خلال التجارب اليومية التي عايشناها ونعايشها من خلال واقعنا المر و التعيس ... قناعة و شعور يشاطرني فيهما الكثير دون شك يتلخصان في كون أن ما يمنعنا من التقدم و يعيقنا عن المضي قدما و التحليق في سماء الرقي لا يكمن اختزاله في إشكالية اللغة أو المقاربة اللغوية وإنما يرتبط بمعضلة الجمود الفكري.والدليل البين والقاطع الذي يدحض حججهم هو أن أغلب الأقطار العربية رغم سياساتها التعليمية المتباينة و مقارباتها اللغوية المختلفة فمنها من عرّب ومنها من فرنس و منها من اختار الانجليزية ومنها من مازج ووازن بين هذه اللغة و تلك إلا أن جميع تلك المقاربات فشلت و لم تحقق التقدم العلمي والقفزة الحضارية المنشودة وبقيت هذه المجتمعات العربية تترنح بين تخلف و ركود ونمو جد بطيء . فالمسأله إذن لا ترتبط بإشكالية المقاربة اللغوية وإنما بمعضلة أكبر وأخطر ألا وهي معضلة الجمود الفكري ... جمود فكري ناجم عن إفراطنا في وضع الحواجز الوهمية و رسم الخطوط الحمراء والتي في أغلبها من صنيع تحالف أهوائنا وجهلنا وجاهليتنا . حواجز و خطوط حمراء ما أنزل الله بها من سلطان خنقتنا ومنعتنا من تحيين فكرنا وتحديثه كي يتمكن من استيعاب فلسفة الاسلام وفهم حقائق التاريخ و روح العلم والتفتح على الآخر كل ذلك وفق معطيات الحاضر...مصرين بدل ذلك على التعامل مع مشكلات و تحديات الحاضر والمستقبل ومواجهتها من وراء تلك الجدر والحواجز و الخطوط متسلحين بذهنية وفكر مستنسخين من رحم القرون الغابرة. مستسلمين للتكاسل والتواكل الفكريين ... ما من معركة ندخلها إلا ونخرج منها ونحن نجر أذيال الخيبة و الفشل و نتجرع كأس الهزيمة والانكسار .
إن ما قمنا به ببساطة هو أننا فصمنا عقلنا الجمعي عن بقية الجوارح ودسسناه داخل صندوقنا العتيق و أحكمنا عليه الغلق ...صندوق عتيق عزيز علينا إلى درجة القداسة ورثناه عن أسلافنا ..والذي رغم اهترائه و امتلائه حد الاختناق جراء ماتراكم بداخله من إرث اجتماعي وديني و ثقافي و سياسي اختلط فيه السمين بالغث والمطلق مع النسبي والثابت مع المتغير إلا أننا نأبى النبش فيه محافظين عليه كما هو باعتباره أمانة ائتمننا عليها الأجداد.. رافضين أي اقتراح يرمي إلى ترميم هذا الصندوق أوتجديده أو إعادة ترتيب محتوياته أوتنقيته و تصفيته و استبدال الرث والغث منه بآخر جديد مسمن ...وفاء -كما نزعم - لأصالتنا و إرث أجدادنا ..فتركنا مطمئنين عقلنا المسكين مدفونا في أعماق هذا الصندوق يتخبط تخبط الأعمى أو المغشي عليه لا يبصر إلا ما قد أحاط به من إرث ولايسمع غير أصوات آتية من الماضي تردد صداها جدران الصندوق .. عقل مكبل ومسلوب الإرادة لا يرى و لا يسمع و لا يفكر إلا من داخل هذا الصندوق ولا يصدر أحكامه أو قراراته إلا من خلال هذا الصندوق قانعا ومستكفبا بالزاد الثري المكتنز والمكدس داخل الصندوق ..متكاسلا ، متواكلا ومسلما أمره إليه في كل شأن ...يغط في سبات طويل غارقا في الأحلام اللذيذة وذكريات الماضي الجميلة تارة والكوابيس المفزعة و الهواجس و الأوهام الخادعة تارة أخرى ... لايستيقظ ولا يفزع إلا إذا شعر بأصوات غريبة آتية من خارج الصندوق فيتصورها ويتخيلها أرواحا شريرة تحوم حول الصندوق تريد دحرجته أو خلخلته أو كسره والعبث بمحتوياته ...
يتبع بإذن الله تعالى ...








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc