السلام عليكم...
هذه مقالتي حول مايدور على الساحة السياسية العربية والإسلامية ..
سوف أسلط فيها الضوء على أحداث وقعت بلا شك ستنير ماخفى عن أعين الكثيرين طبعا ما خفي أو بالأحرى يتم التعتيم عليه سواء رهبة من طائلة جهة ما نافذة أو تعميقا لحالة غيبوبة وسبات تعيشها الأمة . هي عبارة عن . استنتاجات تكاد ترقى الى اليقين بالنسبة لي..ولكثير ممن أتناول معهم مايدور من حراك على الصعيد السياسي...
قد يخالفني الرأي ابتداء البعض..إما تعاطفا مع تيار أو تعصب له ..فأقول إنه لمن الحتمي على من أراد متابعة مقالتي وأن يحكم على ما فيها يتوجب عليه أن يجيب نفسه على سؤال أطرحه ..
كالتالي : هل ما يجري على الساحة العربية والإسلامية من تقلبات وصراعات سواء كانت دموية أو فكرية أو عقدية هل كل ذلك حدث ويحدث بعفوية أم الأمر مدبر ؟؟؟
إن أجابني القارئ أن حكاية التدبير هي شماعة نعلق عليها ضعفنا وقلة حيلتنا ..فإنني أطرح عليه سؤال ثان..
هل ما نراه من بؤر توتر يمس كل شبر من على ظهر الأرض أم ان الامر يقتصر على أراضي المسلمين وحسب ؟؟؟؟
فإن صدّقت على قولي ..فإنك ستصل الى إحدى نتيجتين لاثالث لهما..
إما أن الإسلام هو ديانة لايرافقها غير الصراع والحروب والتطاحن ..ستقول لي اتق الله فإن ذلك كفر ما تقوله ..فأقول لك لم يبق غير واحدة...الأمر مدبر ولاحيلة لك في تفنيد الطرح...
فلنخض طرحنا إذن..
كلنا يعلم أنه مرت سنوات طوال لايُمع على الساحة غير طرح فريد الصراع العربي الصهيوني أو الإسلامي الصهيوني..طبعا الغرب حليفا للصهيونية شئنا أم أبينا ..
والذي بدأ باستحداث الورم الصهيوني على أرض فلسطين ثم اعتراف الغرب بهذا الكيان وللعلم أن ثاني دولة بعد أمريكا كانت روسيا صديقة العرب تسارع بالإعتراف بدولة الصهاينة..صديقة العرب روسيا..لتظهر على الساحة مقاومة منظمة تقودها منظمة التحرير الفلسطينية بذراعها المسلح حركة فتح وإعلان الدولة الفلسطينية..
ثم ظهور حركة حماس على الساحة وما تلاه من أحداث لايتسع المقام لذكرها ثم الحرب الأهلية اللبنانية والصراع المسلح الشيعي الشيعي بين حركة أمل وحزب الله .
ناهيكم عن ما حدث في إيران من ثورة ضد الشاه العميل للغرب وسقوطه ثم هيمنة التيار الديني المتطرف. على الحكم في لإيران ..وحرب الخليج الأولى والثانية ثم الثالثة...
أتعلمون ..لم يخل الحديث خلال كل تلك الأحداث عن الصراع بين المسلمين والصهاينة..الى أن طفت على الساحة أحداث 2006 ومطالبة حزب الله بتحرير مزارع شبعا اللبنانية المحتلة من طرف إسرائيل ونشوب صراع دام بين الطرفين ..هزّ كراسي وعروش رعبا تيار أو حركة تواجه دولة بجبروتها وعدتها..
ويبرز التعاطف جليا للشارع العربي الإسلامي مع المقاومة..هنا ..يدرك أطراف أنه يتوجب وقف المهزلة ..
يعود الملك عبد الله السعودي من أمريكا ومباشرة وقبل ان يلتقط أنفاسه على أرض المملكة يصرح للعالم الإسلامي بخطر الهلال الشيعي ..إيران سوريا حزب الله...لتصدر فتاو موالية وأخرى معارضة يتم التعتيم عليها..ولكن ...من لأحد بقوة الآلة الإعلامية والتي وظفت الدين ..لهذا الغرض..ليتحول الأمر بين عشية وضحاها وعلى أرض المسلمين الى صراع شيعي سني ..ولتنسى قضية الأمة ز لتسمع أصوات نشاز غريبة خلطت الأوراق..من قبيل .الشيعة أخطر على الأمة من اليهود والنصارى وهلم جرا من مناوئي الغرب..الإخوان المفلسون هكذا يسمونهم...لاأريد الإطالة عليكم وفي النفس رغبة الى الإستفاضة..
فأدخل صلب طرحي وسأجهد نفسي الإختصار..
من مقدمتي هذه سيراود البعض أنني أميل الى الإنتصار الى الشيعة وأنني منبهر بهم ولما توصلوا اليه فأقول رويدكم...
الخطر على الأمة الإسلامية يأتي من طرفين فاعلين على الساحة بعد تحييد الدور المصري.
إيران....السعودية...
كلاهما يمارس الغطاء الديني لتمرير سياستهما فانتم تعلمون ما لصوت العقيدة من أثر على النفوس...الفرق بين الدولتين ..أن الأولى تعمل بمعزل عن الضغوطات الخارجية ولديها أجندتها في تغيير موازين القوة لصالحها في المنطقة طبعا تريد أن ترفع صوتها أنها قوة رادعة بالمنطقة ولاتريد أن يتجاهلها أحد فوظفت قضية الإنتصار لآل البيت ودعم المقاومة وإن لهذين مفعول السحر ...
من جانب آخر فالسعودية لاأجندة لها سوى تنفيذ مخطط الغرب وكلنا ندرك ذلك ونلمسه في خضم أحداث حرب الخليج الثانية والثالثة..لمن تابع أحداثهما عن كثب..
دور أمريكا صار واضحا وجليّا في تكليف السعودية بإنشاء ودعم تيار أصولي سلفي يأخذ على عاتقه جمع كلمة المسلمين حوله...بمنظاره يرى المسلمون صالحهم وطالحهم..لابل بلغ الأمر تصريحا لا تلميحا أن من ينضوي تحت ذلك التيار فإنه من الفرقة التي تنجو وأن من يخالفه فهو في النار..
أمريكا ترنو الى تحقيق هدفين ..أحدهما يتحقق على المدى القريب او المتوسط ..
الثاني على المدى البعيد..
لنتحدث عن الهدف القريب...
سيضمن هذا التوجه جعل قلوب المسلمين على الأرض تتعلق بالنظام السعودي الحاكم ..لأنه يرى فيه دولة التوحيد التي تقيم الشريعة...ولقد لمست ذلك عيانا...فتجد الليبي والجزائري والسوري يخبرك صراحة أنه يحب السعودية أكثر من حبه لوطنه ..وحين يذكرها يقول المملكة حرسها الله...
إنه مكسب لأمريكا ستختزل حركة مراقبتها لما يدور على الساحة...التنظيمات الراديكالية ستجد نفسها من صنف الخوارج أعداء الدين والحكام ..
فيكفي أمريكا أن تقوم بعملية التوجيه من غرفة العمليات في الرياض ليتحرك مليار مسلم صوب وجهة تضعها بإحكام...أما فيم يخص الهدف المراد تحقيقه على المدى البعيد ..فهو لن يكون غير إحداث صراع مسلح مفتوح بين السنة والشيعة التكتل السعودي من جهة والتكتل الإيراني بما تحققه من مكاسب عل الأرض ..العراق البحرين ..ولم لا اليمن...
أصل معكم الى خلاصة أن كلا من إيران والسعودية ولواحقها من قطر والكويت والإمارات هذه التشكيلة هي من تعمل على تعميق أمة الإسلام في بحر التخلف والتقهقر الى أبعد مدى على سلم الزمن...
ملاحظة...
أتمنى أن تحكموا على ما توصلت إليه بكل حرية ولكن رجاء فإن صاحب المقالة محدثكم وإلى حد كتابة هذه السطور..لم يشا الإنضواء تحت لواء أي تيار أو جناح أو حزب أو توجه...والحمد الله على نعمته..ودمتم...