شبهات في الاستواء وجوابها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شبهات في الاستواء وجوابها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-09-28, 01:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي شبهات في الاستواء وجوابها

https://www.as-salaf.com/article.php?aid=89&lang=ar

شبهات في الاستواء
وجوابها


إعداد: أم عبد الله الميساوي
أُعِدّ لموقع: عقيدة السلف الصالح




س1: ما الدليل على أن معنى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] هو علو الله وارتفاعه على العرش ؟

الجواب:

1. هو ظاهر الآية، ولا يجوز صرف معنى الآية عن ظاهرها من غير دليل.

2. هو تفسير أئمة السلف الصالح لاستواء الله عز وجل:
قَالَ مُجَاهِدٌ (ت. 102 هـ/ تابعي) : {اسْتَوَى} علا على العرش. (1)
قال بشر بن عمر الزهراني (ت. 207 هـ) : سمعت غير واحد من المفسرين يقول :{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: ارتفع. (2)
قال اللغوي أبو العباس ثعلب (291 هـ) : {استوى على العرش}: علا. (3)
قال ابن جرير الطبري (310 هـ) في تفسير الأية الأولى: (الرحمن على عرشه ارتفع وعلا)، وفي تفسير الآية الثانية: (يعني: علا عليه)

3. الفعل استوى إذا تعدى بـ ( على ) لم يجز صرفه عن العلو، وكل ما يذكره اللغويون من معان لاستوى تكون إذا لم يتعد بـ ( على ) أو تعدى بغيرها ، فهو الصحيح في معنى الاستواء.

قال المُفسر اللغوي أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) :
(والاستواء في كلام العرب تأتي لمعان. تقول العرب : استوى الشيء إذا كان معوجاً فذهب عوجه، تقول: سويته أي: قومته فاستقام ، وهذا المعنى لا يجوز على الله تعالى. ومنه الاستواء بمعنى المماثله والمشابهة . يقال استوى فلان وفلان في هذا الأمر أي : تماثلا وتساوياً قال الله تعالى : {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [الحشر : 20] أي لا يتساوى هذان الفريقان، وهذا أيضاً لا يجوز في حق الله تعالى. ومنه الاستواء بمعنى القصد ، ويستعمل مع إلى ، يقال : استويت إلى هذا الأمر ، أي قصدته . قال الله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت : 11] أي قصدها ، ولا يقال: استوى عليه بمعنى قصده ، فمن خالف موضوع اللغة فقد خالف طريقة العرب ، والقرآن عربي ، ولو كان الاستواء على العرش بمعنى الاستواء إلى العرش لقال تعالى : إلى العرش استوى . قال أهل السنة : الاستواء هو العلو : قال الله تعالى {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون : 28] وليس للاستواء في كلام العرب معنى إلا ما ذكرنا ، وإذا لم يجز الأوجه الثلاثة لم يبق إلا الاستواء الذي هو معلوم كونه مجهول كيفيته ، واستواء نوح على السفينة معلوم كونه معلوم كيفيته لأنه صفة له ، وصفات المخلوقين معلومة كيفيتها . واستواء الله على العرش غير معلوم كيفيته لأن المخلوق لا يعلم كيفية صفات الخالق لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله ، ولأن الخالق إذا لم يشبه ذاته ذات المخلوق لم يشبه صفاته صفات المخلوق فثبت أن الاستواء معلوم ، والعلم بكيفيته معدوم فعلمه موكول إلى الله تعالى ، كما قال: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران : 7]» (4)

أما تفسير {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] بمعنى استولى، فهذا باطل، لأن معناه أن العرش صار في ملكه بعد أن لم يكن في ملكه، والله خالق كل شيء ومالكه، لا يخرج شيء من ملكه أبدًا.



س2: كيف استوى الله على عرشه ؟

الجواب:

كيفية الاستواء مجهولة لنا، فلم يُعلمنا الله تعالى ولا رسوله –صلى الله عليه وسلم- تفاصيل ذلك، ولا يجوز السؤال عن كيفية صفاته، فالله وحده يعلم كيف استوى على عرشه، وواجبنا الإيمان والتسليم.
قال الإمام مالك (ت. 179 هـ) جوابا على من سأله "كيف استوى؟": «الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب». والأثر مشهور عند أهل العلم.



س3: لا أستطيع أن أعقل استواءً حقيقيًا ليس كاستوائنا، فكيف أؤمن بشيء لا أعقل كيفيته وحقيقته؟


الجواب:

هنا يكون الإيمان والتسليـم، قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]، فالله أخبرنا بأنه {ليس كمثله شيء} وأنه {السميع البصير}، فأثبت لنفسه السمع والبصر ونفى عنهما التشيبه، أي أن له سمعًا وبصرًا ولكنهما ليسا كسمعنا وبصرنا، وكذلك أخبرنا بأنه الحي ولكن حياته ليست كحياتنا، فنؤمن بذلك كله وإن كنا لا نعقل كيف ذلك.
قال الإمام مالك رحمه الله عندما سُئل عن كيفية الاستواء: "والكيف غير معقول ... والإيمان به واجب"، فالإيمان بالاستواء واجب حتى وإن كانت عقولنا لا تدرك كيفيته، ونحن مطالبون بالإيمان باستواء الله ولسنا مُطالبين بمعرفة وإدراك كيفيته، بل نوكله إلى الله عز وجل.

قال الحافظ أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت.535 هـ) :
(فإن قيل: فكيف يصح الإيمان بما لا يحيط علمنا بحقيقته؟ أو كيف يتعاطى وصف شيء لا درك له في عقولنا؟
فالجواب أن إيماننا صحيح بحق ما كلفنا منها، وعلمنا مُحيط بالأمر الذي ألزمناه فيها وإن لم نعرف لما تحتها حقيقة كافية، كما قد أمرنا أن نؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والجنة ونعيمها، والنار وأليم عذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علمًا بكل شيء منها على التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بها جملة واحدة، ألا ترى أنا لا نعرف أسماء عدة من الأنبياء وكثير من الملائكة، ولا يمكننا أن نحصي عددهم، ولا نحيط بصفاتهم، ولا نعلم خواص معانيهم، ثم لم يكن ذلك قادحا في إيماننا بما أمرنا أن نؤمن به من أمرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة: ”يقول الله تعالى: ”أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.“ [صحيح البخاري ومسلم] .) (5)



س4 لماذا استوى الله على عرشه ؟ هل الله مُحتاج للعرش حتى يستوي عليه ؟


الجواب:
قال الله تعالى:
{كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [آل عمران : 40]
{ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود : 107]
{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء : 23]
قال وكيع بن الجراح (197 هـ) في أحاديث الصفات: « نُسلِّم هذه الأحاديث كما جاءت ، ولا نقول: كيف هذا؟ ولم جاء هذا ؟» (6)

واستواؤه على العرش لا يلزم منه احتياجه إليه فهو {غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران : 97]، ولكنه يفعل ما يشاء كما يشاء، بعلمه وحكمته.
وهذا السؤال بهذه الطريقة يمكن أن نسأله عن كل أفعال الله ، فلماذا خلق الله الخلق ، هل يحتاج إليهم ـ سبحانه وتعالى عن ذلك ـ ؟ مثل هذا السؤال مبني على تصور أن صفات الله مثل صفات المخلوقين والله ليس كمثله شيء.



س5: استواء الله على العرش ألا يعني أنه متحيز وأن العرش يحويه ؟

الجواب:
ما يلزم في المخلوقات لا يلزم في الخالق عز وجل، فـ(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، والله استوى على العرش استواءً يليق بجلاله، لا كاستواء المخلوقين، وهو أعظم من العرش ومن كل شيء، ولا يحويه أو يُحيط به شيء.
قال الحافظ الذهبي (ت. 748 هـ) : (لا نسلم كون الباري على عرشه فوق السموات يلزم منه أنه في حيز وجهة، إذ ما دون العرش يقال فيه حيز وجهات، وما فوقه فليس هو كذلك، والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر الأول ونقله عنهم الأئمة، وقالوا ذلك رادين على الجهمية القائلين بأنه في كل مكان محتجين بقوله {وهو معكم}) (7)



س6: قال الله تعالى (ثم استوى على العرش)، فهل يعني هذا أن الله عز وجل كان تحت العرش ثم ارتفع فوقه؟

الجواب:
لا يلزم ذلك لأن الله عز وجل فوق العرش منذ أن خلقه وقبل استوائه عليه، فصفة العلو لازمة لله عز وجل أزلا وأبدًا، واستواؤه عليه هو علوٌّ خاص يليق بجلاله لا نعلم كيفيته، وواجبنا الإيمان والتسليم، ونوكل علم الكيفية إليه سبحانه.





(1) صحيح البخاري، كتاب التوحيد/ باب ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ).
(2) مسند إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) كما في اتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (ج1 ص186)، والمطالب العالية لابن حجر (ج12 ص570)، فالإسناد صحيح؛ ورواها اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بسنده عن إسحاق بن راهويه (ج3 ص396)
(3) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص399) وسنده صحيح. قال اللالكائي: وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني عن اسحاق الهادي (والصحيح الكاذي كما في المخطوط الثاني المذكور في هامش الكتاب، وكما نقله الإمام الذهبي في كتابه "الأربعين في صفات رب العالمين" (ج1 ص37) وكتابه "العلو") قال: سمعت أبا العباس ثعلب يقول: وذكره. قال الخطيب البغدادي في تاريخه (تاريخ بغداد): إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو الحسين الكاذى كان يقدم من قريته كاذة إلى بغداد فيحدث بها روى عن محمد بن يوسف بن الطباع ... وأبى العباس ثعلب... وكان ثقة ووصفه لنا بن رزقويه بالزهد. ا.هـ.
(4) الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني/الأصفهاني (ج2 ص257-258)
(5) الحجة في بيان المحجّة (ج1 ص288-289)
(6) كتاب "السنة" لـ عبد الله بن أحمد بن حنبل تحقيق القحطاني (ج1 ص267) بسند صحيح؛ وكتاب الصفات للدارقطني (ص71) تحقيق علي الفقيهي.

(7) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص596)








 


قديم 2012-10-04, 09:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
nabil3d
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الكريم










قديم 2012-10-04, 17:44   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
https://www.as-salaf.com/article.php?aid=89&lang=ar

شبهات في الاستواء
وجوابها


إعداد: أم عبد الله الميساوي
أُعِدّ لموقع: عقيدة السلف الصالح




س1: ما الدليل على أن معنى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] هو علو الله وارتفاعه على العرش ؟

الجواب:

1. هو ظاهر الآية، ولا يجوز صرف معنى الآية عن ظاهرها من غير دليل.

2. هو تفسير أئمة السلف الصالح لاستواء الله عز وجل:
قَالَ مُجَاهِدٌ (ت. 102 هـ/ تابعي) : {اسْتَوَى} علا على العرش. (1)
قال بشر بن عمر الزهراني (ت. 207 هـ) : سمعت غير واحد من المفسرين يقول :{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: ارتفع. (2)
قال اللغوي أبو العباس ثعلب (291 هـ) : {استوى على العرش}: علا. (3)
قال ابن جرير الطبري (310 هـ) في تفسير الأية الأولى: (الرحمن على عرشه ارتفع وعلا)، وفي تفسير الآية الثانية: (يعني: علا عليه)

3. الفعل استوى إذا تعدى بـ ( على ) لم يجز صرفه عن العلو، وكل ما يذكره اللغويون من معان لاستوى تكون إذا لم يتعد بـ ( على ) أو تعدى بغيرها ، فهو الصحيح في معنى الاستواء.

قال المُفسر اللغوي أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) :
(والاستواء في كلام العرب تأتي لمعان. تقول العرب : استوى الشيء إذا كان معوجاً فذهب عوجه، تقول: سويته أي: قومته فاستقام ، وهذا المعنى لا يجوز على الله تعالى. ومنه الاستواء بمعنى المماثله والمشابهة . يقال استوى فلان وفلان في هذا الأمر أي : تماثلا وتساوياً قال الله تعالى : {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [الحشر : 20] أي لا يتساوى هذان الفريقان، وهذا أيضاً لا يجوز في حق الله تعالى. ومنه الاستواء بمعنى القصد ، ويستعمل مع إلى ، يقال : استويت إلى هذا الأمر ، أي قصدته . قال الله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت : 11] أي قصدها ، ولا يقال: استوى عليه بمعنى قصده ، فمن خالف موضوع اللغة فقد خالف طريقة العرب ، والقرآن عربي ، ولو كان الاستواء على العرش بمعنى الاستواء إلى العرش لقال تعالى : إلى العرش استوى . قال أهل السنة : الاستواء هو العلو : قال الله تعالى {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون : 28] وليس للاستواء في كلام العرب معنى إلا ما ذكرنا ، وإذا لم يجز الأوجه الثلاثة لم يبق إلا الاستواء الذي هو معلوم كونه مجهول كيفيته ، واستواء نوح على السفينة معلوم كونه معلوم كيفيته لأنه صفة له ، وصفات المخلوقين معلومة كيفيتها . واستواء الله على العرش غير معلوم كيفيته لأن المخلوق لا يعلم كيفية صفات الخالق لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله ، ولأن الخالق إذا لم يشبه ذاته ذات المخلوق لم يشبه صفاته صفات المخلوق فثبت أن الاستواء معلوم ، والعلم بكيفيته معدوم فعلمه موكول إلى الله تعالى ، كما قال: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران : 7]» (4)

أما تفسير {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] بمعنى استولى، فهذا باطل، لأن معناه أن العرش صار في ملكه بعد أن لم يكن في ملكه، والله خالق كل شيء ومالكه، لا يخرج شيء من ملكه أبدًا.



س2: كيف استوى الله على عرشه ؟

الجواب:

كيفية الاستواء مجهولة لنا، فلم يُعلمنا الله تعالى ولا رسوله –صلى الله عليه وسلم- تفاصيل ذلك، ولا يجوز السؤال عن كيفية صفاته، فالله وحده يعلم كيف استوى على عرشه، وواجبنا الإيمان والتسليم.
قال الإمام مالك (ت. 179 هـ) جوابا على من سأله "كيف استوى؟": «الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب». والأثر مشهور عند أهل العلم.



س3: لا أستطيع أن أعقل استواءً حقيقيًا ليس كاستوائنا، فكيف أؤمن بشيء لا أعقل كيفيته وحقيقته؟


الجواب:

هنا يكون الإيمان والتسليـم، قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]، فالله أخبرنا بأنه {ليس كمثله شيء} وأنه {السميع البصير}، فأثبت لنفسه السمع والبصر ونفى عنهما التشيبه، أي أن له سمعًا وبصرًا ولكنهما ليسا كسمعنا وبصرنا، وكذلك أخبرنا بأنه الحي ولكن حياته ليست كحياتنا، فنؤمن بذلك كله وإن كنا لا نعقل كيف ذلك.
قال الإمام مالك رحمه الله عندما سُئل عن كيفية الاستواء: "والكيف غير معقول ... والإيمان به واجب"، فالإيمان بالاستواء واجب حتى وإن كانت عقولنا لا تدرك كيفيته، ونحن مطالبون بالإيمان باستواء الله ولسنا مُطالبين بمعرفة وإدراك كيفيته، بل نوكله إلى الله عز وجل.

قال الحافظ أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت.535 هـ) :
(فإن قيل: فكيف يصح الإيمان بما لا يحيط علمنا بحقيقته؟ أو كيف يتعاطى وصف شيء لا درك له في عقولنا؟
فالجواب أن إيماننا صحيح بحق ما كلفنا منها، وعلمنا مُحيط بالأمر الذي ألزمناه فيها وإن لم نعرف لما تحتها حقيقة كافية، كما قد أمرنا أن نؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والجنة ونعيمها، والنار وأليم عذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علمًا بكل شيء منها على التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بها جملة واحدة، ألا ترى أنا لا نعرف أسماء عدة من الأنبياء وكثير من الملائكة، ولا يمكننا أن نحصي عددهم، ولا نحيط بصفاتهم، ولا نعلم خواص معانيهم، ثم لم يكن ذلك قادحا في إيماننا بما أمرنا أن نؤمن به من أمرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة: ”يقول الله تعالى: ”أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.“ [صحيح البخاري ومسلم] .) (5)



س4 لماذا استوى الله على عرشه ؟ هل الله مُحتاج للعرش حتى يستوي عليه ؟


الجواب:
قال الله تعالى:
{كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [آل عمران : 40]
{ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود : 107]
{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء : 23]
قال وكيع بن الجراح (197 هـ) في أحاديث الصفات: « نُسلِّم هذه الأحاديث كما جاءت ، ولا نقول: كيف هذا؟ ولم جاء هذا ؟» (6)

واستواؤه على العرش لا يلزم منه احتياجه إليه فهو {غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران : 97]، ولكنه يفعل ما يشاء كما يشاء، بعلمه وحكمته.
وهذا السؤال بهذه الطريقة يمكن أن نسأله عن كل أفعال الله ، فلماذا خلق الله الخلق ، هل يحتاج إليهم ـ سبحانه وتعالى عن ذلك ـ ؟ مثل هذا السؤال مبني على تصور أن صفات الله مثل صفات المخلوقين والله ليس كمثله شيء.



س5: استواء الله على العرش ألا يعني أنه متحيز وأن العرش يحويه ؟

الجواب:
ما يلزم في المخلوقات لا يلزم في الخالق عز وجل، فـ(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، والله استوى على العرش استواءً يليق بجلاله، لا كاستواء المخلوقين، وهو أعظم من العرش ومن كل شيء، ولا يحويه أو يُحيط به شيء.
قال الحافظ الذهبي (ت. 748 هـ) : (لا نسلم كون الباري على عرشه فوق السموات يلزم منه أنه في حيز وجهة، إذ ما دون العرش يقال فيه حيز وجهات، وما فوقه فليس هو كذلك، والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر الأول ونقله عنهم الأئمة، وقالوا ذلك رادين على الجهمية القائلين بأنه في كل مكان محتجين بقوله {وهو معكم}) (7)



س6: قال الله تعالى (ثم استوى على العرش)، فهل يعني هذا أن الله عز وجل كان تحت العرش ثم ارتفع فوقه؟

الجواب:
لا يلزم ذلك لأن الله عز وجل فوق العرش منذ أن خلقه وقبل استوائه عليه، فصفة العلو لازمة لله عز وجل أزلا وأبدًا، واستواؤه عليه هو علوٌّ خاص يليق بجلاله لا نعلم كيفيته، وواجبنا الإيمان والتسليم، ونوكل علم الكيفية إليه سبحانه.





(1) صحيح البخاري، كتاب التوحيد/ باب ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ).
(2) مسند إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) كما في اتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (ج1 ص186)، والمطالب العالية لابن حجر (ج12 ص570)، فالإسناد صحيح؛ ورواها اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بسنده عن إسحاق بن راهويه (ج3 ص396)
(3) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص399) وسنده صحيح. قال اللالكائي: وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني عن اسحاق الهادي (والصحيح الكاذي كما في المخطوط الثاني المذكور في هامش الكتاب، وكما نقله الإمام الذهبي في كتابه "الأربعين في صفات رب العالمين" (ج1 ص37) وكتابه "العلو&quot قال: سمعت أبا العباس ثعلب يقول: وذكره. قال الخطيب البغدادي في تاريخه (تاريخ بغداد): إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو الحسين الكاذى كان يقدم من قريته كاذة إلى بغداد فيحدث بها روى عن محمد بن يوسف بن الطباع ... وأبى العباس ثعلب... وكان ثقة ووصفه لنا بن رزقويه بالزهد. ا.هـ.
(4) الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني/الأصفهاني (ج2 ص257-258)
(5) الحجة في بيان المحجّة (ج1 ص288-289)
(6) كتاب "السنة" لـ عبد الله بن أحمد بن حنبل تحقيق القحطاني (ج1 ص267) بسند صحيح؛ وكتاب الصفات للدارقطني (ص71) تحقيق علي الفقيهي.

(7) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص596)

كلنا يعرف معنى العلو والارتفاع ، على فلان فوق فرسه ، يعنى استوى فوقه، على السلطان على العرش ، يعنى استوى عليه، الله جل جلاله الذي خلق العرش يقولون انه على وارتفع على العرش، لكن توقف ايها الاخ نحن لا نقصد ما فهمته من علو الاجسام بعضها فوق بعض لا لا ليس هذا، نحن لا نعلم الكيفية، هل فهمتم شيء نعرف المقصود من الاستواء ونعينه ونقول هذا مراد الله من الاستواء، ونلهج انه لا كيف، اذا كان العلو المكاني ازلا، فالعرش موجد ازلا كذلك، وهذا هو القدم النوعي الذي قال به بن تيمية، ان العالم المشاهد ، كان قبله عالم الى مالا اول له، هكذا قال ابن تيمية . انظر كيف يعينون مراد الله من الاستواء ، ثم يعبون المتأولة. .









قديم 2012-10-05, 03:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

كلنا يعرف معنى العلو والارتفاع ، على فلان فوق فرسه ، يعنى استوى فوقه، على السلطان على العرش ، يعنى استوى عليه، الله جل جلاله الذي خلق العرش يقولون انه على وارتفع على العرش، لكن توقف ايها الاخ نحن لا نقصد ما فهمته من علو الاجسام بعضها فوق بعض لا لا ليس هذا، نحن لا نعلم الكيفية، هل فهمتم شيء نعرف المقصود من الاستواء ونعينه ونقول هذا مراد الله من الاستواء، ونلهج انه لا كيف، اذا كان العلو المكاني ازلا، فالعرش موجد ازلا كذلك، وهذا هو القدم النوعي الذي قال به بن تيمية، ان العالم المشاهد ، كان قبله عالم الى مالا اول له، هكذا قال ابن تيمية . انظر كيف يعينون مراد الله من الاستواء ، ثم يعبون المتأولة. .
سبحان الله ألم تكن يا mom147 في كل مشاركاتك تقول بأن للاستواء 15 معنى و تنكر ما قرره أهل العلم فلماذا الآن ؟ أقول لك لكي تجعل هذا مدخلا للطعن في شيخ الاسلام ابن تيمية و تكفيره.... و لكن هيهات هيهات فكما أن الله سخر شيخ الاسلام ابن تيمية جنديا لحفظ دينه و الرد على أهل الباطل فيما يقولونه مما يخالف عقائد الاسلام و ثوابته . فقد سخر أيضا من يدافع عن شيخ الاسلام و يرد أباطيل أهل البدع و الزيغ عليه وافتراءاتهم ويثبت الحق.

الاستواء على الشيء لغة هو العلو و الارتفاع و الاستقرار.وأعلى مراتب الكلام هي الحقيقة .
اذا معاني القرآن نفهمها على ما تعارف عليه من لغة العرب و على الحقيقة

فالله مستو على العرش كما وصف نذلك نفسه في آيات كثيرة . نثبت له صفة الاستواء على الحقيقة

و لكن استواء يليق بجلاله و عظيم سلطانه. فكما أننا نثبت لله ذاتا علية بلا كيف تميزه كن كونه هواء و عدم .

فكذلك نثبت لله تعالى صفاتا علية بلا كيف و هذا هو معتقد السلف الصالح و الحمد لله رب العالمين.


أما عن ابن تيمية و قضية القول بالقدم النوعي للعالم . فهو تكلم في هذا الموضوع

و فصل فيه مع العلم بأنه ما دخل هذا المعترك الا ليرد على الفلاسفة و الجهمية باطلهم و بعلمهم

كونهم لا يرفعون رأسا بالنقول فاحتاج الأمر الى نقض قولهم و بالعلم الذي يتكلمون به .


و هذا كلام أهل العلم لمزيد من البيان و التوضيح .
اقتباس:

https://www.muslm.net/vb/showthread.p...B1%D8%A7%D9%83
وكأن السائل يُعرض بالإمام ابن تيمية حيث يقول بقدم جنس العالم أو جنس المخلوقات، أو بتسلسل الحوادث، أو بدوام الحوادث بالأزل، وهذه عبارات مؤداها واحد، ومعنى هذا: أن الله لم يزل يخلق ويفعل ما يشاء، فما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية؛ لأن الله لم يزل موجودًا، ولم يزل على كل شيء قدير، ولم يزل فعَّالاً لما يريد، فيقتضي ذلك أن المخلوقات لم تزل أو أقل ما يقال إنه يمكن ذلك، فإنه لا يلزم تسلسل الحوادث؛ لأنه لا يستلزم أن يكون شيء من الموجودات مشاركًا لله في قدمه؛ لأن كل مخلوق حادث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى- لم يسبق وجوده عدم، بل هو- سبحانه وتعالى -- قديم أزلي، فلا بداية لوجوده، ولا نهاية، ومن أسمائه الأول والآخر، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والذين ينكرون على ابن تيمية هذا القول- وهو ليس قول ابن تيمية وحده، بل قول كل من يؤمن بأن الله لم يزل على كل شيء قديرًا، ولم يزل فعَّالاً لما يريد- فالذين ينكرون هذا القول لم يفهموا حقيقته، ولو فهموا حقيقته لما أنكروه، فالذين ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي أو دوامها في الماضي، وأن ذلك ممتنع يلزمهم أن الله كان غير قادر، ثم صار قادرًا، وغير فاعل ثم صار فاعلاً، وهذا يقول به كثير ممن يقول بامتناع حوادث لا أول لها، ومن قال بامتناع دوام الحوادث في الماضي وقال مع ذلك بأن الله لم يزل قادرًا وفاعلاً كان متناقضًا ويلزمه الجمع بين النقيضين.
https://english.islamweb.net/fatwa/in...twaId&Id=63117

ثم إن هذه المسألة التي تسأل عنها هي من المسائل الدقيقة التي لا ينبغي أن يشتغل بها عوام المسلمين وهي ليست من أسياسات الدين، كما يدعي أصحاب ذلك المنتدى الذي ذكرها، وإنما تكلم فيها شيخ الإسلام ابن تيمية ليبين بطلان مذهب الفلاسفة وضعف أدلة المتكلمين حول إثبات الصانع وحدوث العالم، وهي مباحث عويصة، قال عنها شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية: إنها من محارات العقول، أي من المسائل التي تحير العقول بل إنه قال عن بعض مسائلها إنها من الكلام المذموم.
هذا، وإن مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية بل مذهب أهل السنة والحديث هو القول بجواز حوادث لا أول لها، وليس في ذلك موافقة للفلاسفة الذي يقولون بقدم العالم، فإن شيخ الإسلام قد قرر في مناسبات عديدة أن ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن، وأن كل قول يخالف ذلك هو قول باطل، وهو إنما يقرر ذلك ليبين أن مذهب السلف مخالف لما قد يتوهمه بعض المتكلمين من أن القول بحدوث العالم لا يتم ولا يصح إلا بأن يقال إن الله سبحانه كان معطلا عن الفعل ثم فعل، وإلا لزم القول بقدم العالم كما يقول الفلاسفة، وهذا الظن من المتكلمين ظاهر البطلان.
ولا ريب أن المسألة بتفصيلاتها ولوازمها دقيقة المنزع وعرة المسالك، بعيدة الغور، إلا أننا نذكر خلاصة ما يجب على المسلم لاسيما طالب العلم معرفته في هذا الشأن، وهو هذه الأمور:
1- أن الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء.
2- أن الله تعالى متصف بصفات الكمال أزلا وأبدا، ومنها كونه خالقا لما يشاء متى شاء، فعال لما يريد، فلم يأت عليه زمن كان معطلا فيه عن الخلق أو الكلام أو غير ذلك من صفات كماله ونعوت جلاله.
3- أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق له مربوب كائن بعد أن لم يكن. وبعد هذا إن تمكن طالب العلم من فهم كلام شيخ الإسلام وأدلته التي رد بها على الفلاسفة الدهرية وعلى المتكلمين واستطاع أن يميز بين النوع والآحاد ويبين حكم الواحد وحكم المجموع فقد انكشف له أصل المسألة وإن لم يفهمه فلا يضره الوقوف بالساحل، وإنما الضير في التخبط بلا هدى.
هذا، وإنك تجد هذه المسألة بتفصيلاتها، وتجد بيان شيخ الإسلام للمذهب الذي تؤيده النصوص في كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للدكتور عبد الرحمن المحمود.
هذا، وإننا ننصحك بعدم التردد على المنتديات التي لا تعظم منهج السلف ولم يصف نبعها، فإن الخطأ في مسائل الاعتقاد مردٍ، وصاحبه على شفا هلكة.
والله أعلم.
















قديم 2012-10-05, 03:26   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.muslm.net/vb/showthread.p...B1%D8%A7%D9%83

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


القول بقدم العالم

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك


الحمد لله، وصلى الله وبارك على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فقد أخبر - سبحانه وتعالى - أنه استوى على العرش في سبعة مواضع من القرآن، فآمن بذلك أهل السنة، وأثبتوا الاستواء بمعناه، وقالوا: الاستواء معلوم- يعني: معلوم معناه في اللغة العربية؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين- والكيف مجهول. فكيفية الاستواء على العرش هي مما استأثر الله بعلمه، كما يقولون إن استواء الله - تعالى -لا يماثل استواء المخلوق. وقالوا: إن استواءه فعل من أفعاله التي تكون بمشيئته - سبحانه وتعالى -، وهو فعَّال لما يريد، والذي قال إنه يمكن استواؤه على بعوضة، أو لو أخبرنا أنه استوى على بعوضة لسلمنا بذلك- هو عثمان بن سعيد الدارمي، لا ابن تيمية- رحمهما الله - وقال هذا مبالغةً في الرد على من أنكر استواء الله على عرشه، ولا أذكر نص عبارته، ولو لم يأت بهذا التعبير لكان أولى، فهو- سبحانه وتعالى -- على كل شيء قدير، والظاهر أنه لم يقل إنه - تعالى -يمكن استواؤه على ظهر بعوضة، بل لعله قال: لو أخبرنا بذلك لآمنا به. فإنه- سبحانه وتعالى -- أصدق الصادقين، ولا يلزم من هذا الافتراض أن يكون ممكنًا فضلاً عن أن يكون واقعًا، فإنه- تعالى- قد قال: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)[الأنبياء: 22].

وأما القول بقدم العالم، أي: بقدم هذا العالم المشهود الذي منه السماوات، فقول باطل، فإن هذا العالم مخلوق في ستة أيام، كما أخبر الله، بل إن السماوات والأرض كان خلقها بعد تقدير مقادر الخلائق بخمسين ألف سنة، فهو محدث وليس بقديم، والقول بقدم هذا العالم الموجود هو قول ملاحدة الفلاسفة الذين يسمون الخالق - سبحانه وتعالى - العلةَ الأولى، ومبدأَ الوجود، ويقولون إنه علة تامة للموجودات، والعلة التامة تستلزم معلولها، فهذا العالم قديم بقدم علته، ومعناه أن وجوده لم يُسبق بعدم، وكأن السائل يُعرض بالإمام ابن تيمية حيث يقول بقدم جنس العالم أو جنس المخلوقات، أو بتسلسل الحوادث، أو بدوام الحوادث بالأزل، وهذه عبارات مؤداها واحد، ومعنى هذا: أن الله لم يزل يخلق ويفعل ما يشاء، فما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية؛ لأن الله لم يزل موجودًا، ولم يزل على كل شيء قدير، ولم يزل فعَّالاً لما يريد، فيقتضي ذلك أن المخلوقات لم تزل أو أقل ما يقال إنه يمكن ذلك، فإنه لا يلزم تسلسل الحوادث؛ لأنه لا يستلزم أن يكون شيء من الموجودات مشاركًا لله في قدمه؛ لأن كل مخلوق حادث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى- لم يسبق وجوده عدم، بل هو- سبحانه وتعالى -- قديم أزلي، فلا بداية لوجوده، ولا نهاية، ومن أسمائه الأول والآخر، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والذين ينكرون على ابن تيمية هذا القول- وهو ليس قول ابن تيمية وحده، بل قول كل من يؤمن بأن الله لم يزل على كل شيء قديرًا، ولم يزل فعَّالاً لما يريد- فالذين ينكرون هذا القول لم يفهموا حقيقته، ولو فهموا حقيقته لما أنكروه، فالذين ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي أو دوامها في الماضي، وأن ذلك ممتنع يلزمهم أن الله كان غير قادر، ثم صار قادرًا، وغير فاعل ثم صار فاعلاً، وهذا يقول به كثير ممن يقول بامتناع حوادث لا أول لها، ومن قال بامتناع دوام الحوادث في الماضي وقال مع ذلك بأن الله لم يزل قادرًا وفاعلاً كان متناقضًا ويلزمه الجمع بين النقيضين.

وبسبب اعتقاد أن دوام الحوادث في الماضي أو المستقبل ينافي أوليته- سبحانه - وآخريته، قيل بامتناع الحوادث في الماضي وفي المستقبل فنتج عن ذلك القول بفناء الجنة والنار، وهذا ما ذهب إليه جهم بن صفوان ومن تبعه، وهذا ضرب من الكفر بما أخبر الله به، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، والله - تعالى -قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، كما في عبارة الإمام الطحاوي، أما ما سوى الله فكلٌّ مسبوق بعدم نفسه، ومن شاء - سبحانه وتعالى -- بقاءه على الدوام، وأنه لا يفنى فهو باقٍ بإبقاء الله وبمشيئته - سبحانه وتعالى -- فلا يكون شيء من المخلوقات مشابهًا لله في خصائصه؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى: 11].










قديم 2012-10-05, 03:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.almousely.com/home/node/465

حقيقة القول بقدم العالم عند شيخ الإسلام


هل شيخ الإسلام يقول بقدم العالم؟ وهل هذا القول باطل؟ وهل في المسألة أدلة؟

الجواب:

الحمد لله:
قولك: هل شيخ الإسلام يقول بقدم العالم؟ هذا فيه إجمال فالقدم قد يكون بالنوع وقد يكون بالعين. فالقدم بالعين كأن يقال: هذا العالم الذي نحن فيه السموات والأرض قديم أزلي؛ فهذا باطل لا يقول به شيخ الإسلام ولا غيره من المسلمين. وأما القدم بالنوع فكأن يقال: هذا العالم مسبوق بالعدم وقبله مخلوقات وعوالم لم يزل الله يخلق خلقًا قبله خلق وهكذا بلا بداية لخالقيَّتِه. فإن أردت القدمَ بالنوع فهذا يقول به ابن تيمية ولا دليل على بطلان هذا القول؛ بل هو الحق الذي لا ينبغي غيره؛ ولكن هذه المسألة يكتنفها أمور يضيق صدر بعض الناس عنها ويضيق هذا الجواب عن تفصيلها ولكن؛ منها: أن قدم العالم بالنوع لا يستلزم قدم شيء بعينه، بل فيه أنه لا يُقَدَّرُ وقتٌ إلا ويوجد مخلوقات لله تعالى. ولا مانع من هذا بل هذا لازم من لوازم دوام خالقيته واستمرار وأزلية كماله سبحانه. وإلا لأمكن أن يقال: إن الله تعالى ــ الذي امتدح نفسه بأنه {فعال لما يريد} وبغيرها من الصفات والأفعال التي تدل على كثرة وسعة وقوع الفعل منه وأن هذا كمال ــ كان عادمًا لهذا الكمال زمنا طويلاً بل لا بداية لفقده لهذا الكمال. ولو قدر أن السموات السبع والأرضين ملئت رَمْلاً: وجُعلت كل حبة رملٍ بمليار مليار سنة، فنيت حبات الرمل ولم نصل إلى بداية زمنية لعدم هذا الكمال. ولو فرض أن الخلق بدأ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. ثم خلقت السموات والأرض في ستة أيام مضروبة -على قولٍ- بـ50000 ألف سنة. ثم بين آدم إلى نوح عشرة قرون ثم عشرة إلى إبراهيم. وما بعده قَدِّرْ بين الأنبياء ما شئت قرونًا إلى زمننا قد لا تبلغ المليون سنة. فهل كمال الله تعالى في ذلك – والذي صيغة دليله دالة على الكثرة والاستمرار والعظمة– محصورٌ في هذا العالم بهذه المدة، وقبل ذلك كان فاقدًا هذا الكمال من زمن لا بداية له؛ بل ما من عدد يقدر -مهما بالغت فيه- إلا وهو ينقطع دون الأزل. ومنها: أن يقال من لم يقل بهذا القول -في الغالب- اشتبه عليه القدم بالنوع والقدم بالعين. فبلا شك كل مخلوق بعينه له أول؛ كما أنا وأنت وكل مخلوق -مهما عَظُم- إلاّ وهو مسبوق بعدم نفسه وتقدم غيره عليه. وذلك الغير كذلك؛ لا بداية لهذا التقدير، ولا يلزم على هذا وجودُ مخلوق معين أزلي مع الله. لكن يلزم أنه لم يزل الله يخلق ويرزق و... وهذا أثر أسمائه وصفاته ولازم من لوازم ثبوتها وهذا يساوي أنه جل وعلا لم يزل -كما أخبر نفسه-: {هُوَ الْخَلاَّق الْعَلِيم} و{ الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}و{فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد} و الْعَزِيزُ الْغَفَّار إلى آخر ما ثبت من ألسماء الحسنى وكذلك الصفات العلى؛ وقد أجابني أحدهم على هذا بقوله: (نعم كان متّصفًا بذلك بالقوة ثم صار متّصفًا بها بالفعل!) والجواب مع ظهور الخطأ هنا؛ أنَّ هذا يساوي ما ذكرت سابقًا من أنه سبحانه كان قادرًا على الكمال ولم يفعل منه شيئًا من الأزل إلى أن خلق هذا العالم الذي نحن جزء منه. فأين الجديد فيه. وأين إثبات الكمال المطلق لله تعالى بحيث لا يكون عادمًا له في ساعة فضلاً عن زمن لا يحتمل العقل تقديره. فإن قيل يجوز أن يكون تاركًا لهذا الفعل المعين في وقت ولا نقص في ذلك. فالجواب أنَّ هذا صحيح فأفعاله سبحانه تابعة لحكمته كما كلم موسى لما جاءه بكلام لم يكلمه به قبل؛ ولكن هذا في الفعل المعين لا في نوع الأفعال بحيث تنعدم كلها في وقت واحد فضلاً عن أزلية الترك -ولو كان مع القدرة عليه!-. فالحكمة تقتضي أنه لثبوت وكمال حياته فعال لما يريد والفرق بين الحي والميت الفعل وهو سبحانه لكمال حكمته ما من وقت يقدر إلا وله أفعال على اختلاف أنواعها تقتضيها حكمته. وإنما لا يجد ما يفعله ويكون معطلاً عن فعل أي شيء بعض المخلوقين -من الأحياء- لنقص في الحكمة عندهم؛ ومع ذلك فهم لا يتركون الفعل بالكلية. وكما قال ابن تيمية: (كالسلف والأئمة الذين يقولون إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ويقولون إن الفعل من لوازم الحياه فإن كل حي فعال بل يصرح غير واحد منهم بأن كل حي متحرك كما صرح بهذه المعاني من صرح بها من أئمة السلف والسنة ) (الصفدية) (1/52). وقال البخاري: (قال أبو عبد الله ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت) (خلق أفعال العباد) ( 85). وقال الدارمي: (لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك كل حي متحرك لا محالة وكل ميت غير متحرك لا محالة) (نقض الدارمي) (1/215). وحينئذٍ فلا بد من وجود نوع الفعل -بالفعل- وإن كان فاعلاً لغير ذلك الفعل المعين بالقوة. والوقت والمقام يضيقان عن تفصيلٍ أكثر من هذا؛ ولكن أرجو أن يكون فيه للمنصف كفاية. ولمن أراد المزيد في مسألة القِدَمِ وحلول الحوادث وتسلسلها وكون القلم ليس أول مخلوق فليرجع إلى محاضرة كنت ألقيتها ضمن شرح التدمرية وهي مسجلة والصوت يحتاج إلى صبر وبذل الجهد للسماع واحتمال المادة لأنها قديمة. وهي على هذا الرابط: https://almousely.com/home/node/464 والحمد لله رب العالمين.
















قديم 2012-10-05, 03:33   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.almenhaj.net/disp.php?linkid=8461


من أكاذيب السقاف على شيخ الإسلام ابن تيمية

الشيخ عبدالله بن فهد الخليفي
ومن أكاذيب السقاف على شيخ الإسلام في مسألة قدم العالم نقله عنه في تهنئة الرفيق المحبوب في ص28 قوله في در التعارض (1/388) : ((هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث )) ذكر السقاف هذا على أنه يرى أن شيخ الإسلام يرى أن العالم قديم بالنوع
قلت : وهذا من الكذب والتدليس فقد تقدمت نصوص شيخ الإسلام في أن المخلوقات كلها حادثة وجدت بعد إن لم توجد
فما معنى كلام شيخ الإسلام إذن ؟
نقول : شيخ الإسلام هنا سماها "حوادث " فكيف يعتقد قدم شيءٍ منها ، إنما يتكلم شيخ الإسلام هنا عن الصفات الفعلية _ كما يعرف من يقرأ درء التعارض _ والصفات الفعلية تسمى حوادث باعتبار أنها ليست قديمة لا أنها مخلوقة
فمن أدلة المتكلمين على نفي الصفات الفعلية قولهم : " ما لا تخلو منه الحوادث فهو حادث " لأنه يلزم من هذا أن تكون الحوادث أزلية _ والمقصود بها هنا أفعال الله عز وجل _
فأجاب شيخ الإسلام بأن نوع الحوادث _ الأفعال _ أزلي وليس الأفعال نفسها بمعنى أن كل فعل يسبقه فعل وهكذا إلى ما لا أول وعليه فإنه لا يوجد فعل قديم

وهذا القول يعضده قول الله تعالى : (( فعالٌ لما يريد )) فهذا يشمل الماضي والمستقبل فتأمل!
فهل في هذا القول ادعاء قدم شيء من أفعال الله عزوجل _ فضلاً عن مخلوقاته _ يا مسلمين
وشيخ الإسلام في هذا النص لم يكن يتلكم عن رب العالمين وإنما كان ينتقد دليل المتكلمين على حدوث الأجسام فقد احتجوا على حدوثها بحلول الحركة فيها وأن ما حلت به الحوادث كان حادثاً فبين شيخ الإسلام بطلان هذه المقدمة _ وإن كان يوافق القول بحدوث الأجسام _ حيث قال ناقلاً عن الأبهري قوله : (( قلنا لا نسلم وإنما يلزم ذلك لو كان شيء من الحركات بعينها لازما للجسم وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول إلى ما لا نهاية
قلت _ القائل شيخ الإسلام شارحاً _ هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث ))
قلت : فتأمل كيف أن الشيخ إنما يشرح كلام غيره وقد عرفت من نصوصه الأخرى أنه يذهب إلى أفعال الله لا بداية الله _ وهل يقول مسلم بخلاف هذا ويقول بأن الله كان معطلاً عن الفعل ثم فعل ؟!! _

ومن أكاذيب السقاف قوله في التعليق المذكور في ص22 وهو يتكلم عن بغض شيخ الإسلام لعلي !!!! ((وقال ابن تيمية في منهاج السنة (2 / 203) ما نصه : (وليس علينا ان نبايع عاجزا عن العدل علينا ولا تاركا له . . .) ))
لو رجعت إلى منهاج السنة لوجدت أن شيخ الإسلام ينقل هذا الكلام عن غيره مقابلاً به كلام الروافض وملزماً إياهم ثم يجوز على هذا القول أن يكون باطلاً
قال شيخ الإسلام : ((وشبهة الخوارج الذين ذموا عليا وعثمان وكفروهما أقرب من شبهة الرافضة الذين ذموا أبا بكر وعمر وعثمان وكفروهم فكيف بحال الصحابة والتابعين الذين تخلفوا عن بيعته أو قاتلوه فشبهتهم أقوى من شبهة من قدح في أبي بكر وعمر وعثمان فإن أولئك قالوا ما يمكننا أن نبايع إلا من يعدل علينا ويمنعنا ممن يظلمنا ويأخذ حقنا ممن ظلمنا فإذا لم يفعل هذا كان عاجزا أو ظالما وليس علينا أن نبايع عاجزا أو ظالما وهذا الكلام إذا كان باطلا فبطلان قول من يقول إن أبا بكر وعمر كانا ظالمين طالبين للمال والرياسة أبطل وأبطل وهذا الأمر لا يستريب فيه من له بصر))
قلت : فتأمل كيف أن كلام شيخ الإسلام ساقه سياقاً إلزامياً وفي السياق الإلزامي يأتي العالم إلى القول المراد إبطاله فيجعله مقدمةً لقول باطلٍ باتفاق الفريقين القائلين وغير القائلين
وهذا كمثل قوله تعالى : (( لو كانت فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ))

وقول شيخ الإسلام هنا من هذا الباب إذ جاء إلى قول الروافض في أبي بكر وعمر وجعله مقدمةً إلى القول بأن من عادى علياً فقد كان مصيباً لأن شبهتهم في حق علي أقوى من شبهة الروافض في حق أبي وعمر وهذه النتيجة _ أعني اصابة مبغض علي_ باطلةٌ باتفاق الفريقين
فكيف يكون شيخ الإسلام قائلاً بمقدمتها ؟!!! فما بالك وقد جوز بطلانها ونقلها عن أقوام صرح بخطئهم مراراً وتكراراً في المنهاج وغيره من كتبه
وقد استخدم شيخ الإسلام هذه الطريقة البارعة في الإلزام في مواطن كثيرة من منهاج السنة ، فلم يفهم تصرفه هذا جماعةٌ من الجهلة ، واتهموه بالنصب وقد طووا كشحاً عن كل نصوصه المتكاثرة المتوافرة في بيان وجوب حب علي بن أبي طالب والشهادة له بالجنة وأن خلافته جزءٌ من الخلافة الراشدة وأنه كان مصيباً في جميع حروبه والله المستعان
ومن أكاذيب السقاف على شيخ الإسلام أيضاً قوله على شيخ الإسلام في كتابه تهنئة الرفيق المحبوب ص2 أن شيخ الإسلام يقول ((أن الله تعالى جسم ))
ثم قال موثقاً : (( (انظر أيضا التأسيس (1 / 101) ومنهاج سنته (1 / 180) ))
قلت : الله أكبر ما أكذبك
فإنك إذا رجعت إلى كلام شيخ الإسلام وجدته ينقل هذا القول عن الكرامية
حيث قال _ في المرجع الذي يعزو إليه السقاف !!_ : ((الوجه السابع والسبعون أن لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم والمتكلمون بذلك من النفاة أشهر ولم يذم أحد من السلف أحدا بأنه مجسم ولا ذم المجسمة وإنما ذموا الجهمية النفاة لذلك وغيره وذموا أيضا المشبهة الذين يقولون صفاته كصفات المخلوقين ومن أسباب ذمهم للفظ الجسم والعرض ونحو ذلك ما في هذه الألفاظ من الاشتباه ولبس الحق كما قال الإمام أحمد يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يشبهون عليهم وإنما النزاع المحقق أن السلف والأئمة آمنوا بأن الله موصوف بما وصف به نفسه وصفه به رسوله من أن له علما وقدرة وسمعا وبصرا ويدين ووجها وغير ذلك والجهمية أنكرت ذلك من المعتزلة وغيرهم
ثم المتكلمون من أهل الإثبات لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية فقال قوم العلم والقدرة ونحوهما لا تكون إلا عرضا وصفة حيث كان فعلم الله وقدرته عرض وقالوا أيضا إن اليد والوجه لا تكون إلا جسما فيد الله ووجهه كذلك والموصوف بهذه الصفاة لا يكون إلا جسما فالله تعالى جسم لا كالأجسام ))
قلت : فهو ينقل عن الكرامية ما قد قرر أنه خلاف قول السلف
بل إن شيخ الإسلام بعدها بصحيفةٍ واحدة نقل قولاً يتناقض مع قول الكرامية حيث قال : ((وقال قوم بل نقول ما وصف الله به من العلم والقدرة تسمى صفة ومعنى ولا نسميه عرضا لأن العرض هو ما يعرض ويزول وصفات الله لازمة بخلاف صفة المخلوق فإنها عارضة والتزموا لذلك وغيره أن صفة المخلوقات وهي الأعراض لا يبقى شيء منها زمانين ثم أئمة هؤلاء قالوا وكذلك ما وصف الله به نفسه من الوجه واليد نقول إنه من جنس العلم والقدرة والإكرام بل ما وصف الله به نفسه من الوجه واليد هو مما يوصف من الله ويوصف الله به ولا نسميه جسما لأنها تسمية مبتدعة وموهمة معنى باطلا ))
قلت : فلماذا لم ينقل السقاف هذا على أنه قول شيخ الإسلام فإن : ((قال قوم )) مثل (( قال المتكلمون من أهل الإثبات )) أم إنه الحقد على شيخ الإسلام والله المستعان
وأما كلام شيخ الإسلام في منهاج السنة عن الجسم فإليك مقتطفات منه قال شيخ الإسلام في (3/105) : ((وأما من لا يطلق على الله اسم الجسم كأئمة أهل الحديث والتفسير والتصوف والفقه مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم وشيوخ المسلمين المشهورين في الأمة ومن قبلهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فهؤلاء ليس فيهم من يقول إن الله جسم وإن كان أيضا ليس من السلف والأئمة من قال إن الله ليس بجسم ولكن من نسب التجسيم إلى بعضهم فهو بحسب ما اعتقده من معنى الجسم ورآه لازما لغيره))
وقال في (3/230) : ((وقالت ليس هو فوق العالم لأن ذلك مقام مكان والمكان لا يكون به إلا جسم أو ما يقوم بجسم
وهذا هو المذهب الذي ذكره هذا الإمامي وهو لم يبسط الكلام فيه فلذا اقتصرنا على هذا القدر إذا الكلام على ذلك مبسوط في موضع آخر
فقالت مثبتة الصفات للمعتزلة أنتم تقولون إن الله حي عليم قدير وهذا لا يكون إلا جسما فإن طردتم قولكم لزم أن يكون الله جسما وإن قلتم بل يسمى بهذه الأسماء من ليس بجسم قيل لكم وتثبت هذه الصفات لمن ليس بجسم ))
قلت : وهذا على وجه الإلزام كما ترى وإلا فأهل السنة والأشاعرة ممن خالف المعتزلة لا يثبتون الجسمية وإنما المراد أن يقال للمعتزلة نلزمكم كما تلزموننا فإن لم تلتزموا فنحن أيضاً لا نلتزم



وكتبه عبدالله بن فهد المنتفجي
16شوال 1429
الكويت _ الجهراء


من كتاب
التوفيق الرباني في الذب عن العلامة الألباني

|










قديم 2012-10-05, 09:13   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
سبحان الله ألم تكن يا mom147 في كل مشاركاتك تقول بأن للاستواء 15 معنى و تنكر ما قرره أهل العلم فلماذا الآن ؟ أقول لك لكي تجعل هذا مدخلا للطعن في شيخ الاسلام ابن تيمية و تكفيره.... و لكن هيهات هيهات فكما أن الله سخر شيخ الاسلام ابن تيمية جنديا لحفظ دينه و الرد على أهل الباطل فيما يقولونه مما يخالف عقائد الاسلام و ثوابته . فقد سخر أيضا من يدافع عن شيخ الاسلام و يرد أباطيل أهل البدع و الزيغ عليه وافتراءاتهم ويثبت الحق.

الاستواء على الشيء لغة هو العلو و الارتفاع و الاستقرار.وأعلى مراتب الكلام هي الحقيقة .
اذا معاني القرآن نفهمها على ما تعارف عليه من لغة العرب و على الحقيقة

فالله مستو على العرش كما وصف نذلك نفسه في آيات كثيرة . نثبت له صفة الاستواء على الحقيقة

و لكن استواء يليق بجلاله و عظيم سلطانه. فكما أننا نثبت لله ذاتا علية بلا كيف تميزه كن كونه هواء و عدم .

فكذلك نثبت لله تعالى صفاتا علية بلا كيف و هذا هو معتقد السلف الصالح و الحمد لله رب العالمين.


أما عن ابن تيمية و قضية القول بالقدم النوعي للعالم . فهو تكلم في هذا الموضوع

و فصل فيه مع العلم بأنه ما دخل هذا المعترك الا ليرد على الفلاسفة و الجهمية باطلهم و بعلمهم

كونهم لا يرفعون رأسا بالنقول فاحتاج الأمر الى نقض قولهم و بالعلم الذي يتكلمون به .


و هذا كلام أهل العلم لمزيد من البيان و التوضيح .

https://english.islamweb.net/fatwa/in...twaid&id=63117

ثم إن هذه المسألة التي تسأل عنها هي من المسائل الدقيقة التي لا ينبغي أن يشتغل بها عوام المسلمين وهي ليست من أسياسات الدين، كما يدعي أصحاب ذلك المنتدى الذي ذكرها، وإنما تكلم فيها شيخ الإسلام ابن تيمية ليبين بطلان مذهب الفلاسفة وضعف أدلة المتكلمين حول إثبات الصانع وحدوث العالم، وهي مباحث عويصة، قال عنها شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية: إنها من محارات العقول، أي من المسائل التي تحير العقول بل إنه قال عن بعض مسائلها إنها من الكلام المذموم.
هذا، وإن مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية بل مذهب أهل السنة والحديث هو القول بجواز حوادث لا أول لها، وليس في ذلك موافقة للفلاسفة الذي يقولون بقدم العالم، فإن شيخ الإسلام قد قرر في مناسبات عديدة أن ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن، وأن كل قول يخالف ذلك هو قول باطل، وهو إنما يقرر ذلك ليبين أن مذهب السلف مخالف لما قد يتوهمه بعض المتكلمين من أن القول بحدوث العالم لا يتم ولا يصح إلا بأن يقال إن الله سبحانه كان معطلا عن الفعل ثم فعل، وإلا لزم القول بقدم العالم كما يقول الفلاسفة، وهذا الظن من المتكلمين ظاهر البطلان.
ولا ريب أن المسألة بتفصيلاتها ولوازمها دقيقة المنزع وعرة المسالك، بعيدة الغور، إلا أننا نذكر خلاصة ما يجب على المسلم لاسيما طالب العلم معرفته في هذا الشأن، وهو هذه الأمور:
1- أن الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء.
2- أن الله تعالى متصف بصفات الكمال أزلا وأبدا، ومنها كونه خالقا لما يشاء متى شاء، فعال لما يريد، فلم يأت عليه زمن كان معطلا فيه عن الخلق أو الكلام أو غير ذلك من صفات كماله ونعوت جلاله.
3- أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق له مربوب كائن بعد أن لم يكن. وبعد هذا إن تمكن طالب العلم من فهم كلام شيخ الإسلام وأدلته التي رد بها على الفلاسفة الدهرية وعلى المتكلمين واستطاع أن يميز بين النوع والآحاد ويبين حكم الواحد وحكم المجموع فقد انكشف له أصل المسألة وإن لم يفهمه فلا يضره الوقوف بالساحل، وإنما الضير في التخبط بلا هدى.
هذا، وإنك تجد هذه المسألة بتفصيلاتها، وتجد بيان شيخ الإسلام للمذهب الذي تؤيده النصوص في كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للدكتور عبد الرحمن المحمود.
هذا، وإننا ننصحك بعدم التردد على المنتديات التي لا تعظم منهج السلف ولم يصف نبعها، فإن الخطأ في مسائل الاعتقاد مردٍ، وصاحبه على شفا هلكة.
والله أعلم.







من قال ان الله ليس خالق انت لا تفهم ، هل وجود مخلوق مع الخالق في الازل،ـهذا ماقاله بن تيمية ، ليثبت ان الله مستوى على العرش فهو يعدمه طورا ويخلقه طورا اخر، اماننا نعطل الصفات فهذا محض كذب وفتراء .









قديم 2012-10-05, 09:17   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
https://www.almousely.com/home/node/465

حقيقة القول بقدم العالم عند شيخ الإسلام


هل شيخ الإسلام يقول بقدم العالم؟ وهل هذا القول باطل؟ وهل في المسألة أدلة؟

الجواب:

الحمد لله:
قولك: هل شيخ الإسلام يقول بقدم العالم؟ هذا فيه إجمال فالقدم قد يكون بالنوع وقد يكون بالعين. فالقدم بالعين كأن يقال: هذا العالم الذي نحن فيه السموات والأرض قديم أزلي؛ فهذا باطل لا يقول به شيخ الإسلام ولا غيره من المسلمين. وأما القدم بالنوع فكأن يقال: هذا العالم مسبوق بالعدم وقبله مخلوقات وعوالم لم يزل الله يخلق خلقًا قبله خلق وهكذا بلا بداية لخالقيَّتِه. فإن أردت القدمَ بالنوع فهذا يقول به ابن تيمية ولا دليل على بطلان هذا القول؛ بل هو الحق الذي لا ينبغي غيره؛ ولكن هذه المسألة يكتنفها أمور يضيق صدر بعض الناس عنها ويضيق هذا الجواب عن تفصيلها ولكن؛ منها: أن قدم العالم بالنوع لا يستلزم قدم شيء بعينه، بل فيه أنه لا يُقَدَّرُ وقتٌ إلا ويوجد مخلوقات لله تعالى. ولا مانع من هذا بل هذا لازم من لوازم دوام خالقيته واستمرار وأزلية كماله سبحانه. وإلا لأمكن أن يقال: إن الله تعالى ــ الذي امتدح نفسه بأنه {فعال لما يريد} وبغيرها من الصفات والأفعال التي تدل على كثرة وسعة وقوع الفعل منه وأن هذا كمال ــ كان عادمًا لهذا الكمال زمنا طويلاً بل لا بداية لفقده لهذا الكمال. ولو قدر أن السموات السبع والأرضين ملئت رَمْلاً: وجُعلت كل حبة رملٍ بمليار مليار سنة، فنيت حبات الرمل ولم نصل إلى بداية زمنية لعدم هذا الكمال. ولو فرض أن الخلق بدأ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. ثم خلقت السموات والأرض في ستة أيام مضروبة -على قولٍ- بـ50000 ألف سنة. ثم بين آدم إلى نوح عشرة قرون ثم عشرة إلى إبراهيم. وما بعده قَدِّرْ بين الأنبياء ما شئت قرونًا إلى زمننا قد لا تبلغ المليون سنة. فهل كمال الله تعالى في ذلك – والذي صيغة دليله دالة على الكثرة والاستمرار والعظمة– محصورٌ في هذا العالم بهذه المدة، وقبل ذلك كان فاقدًا هذا الكمال من زمن لا بداية له؛ بل ما من عدد يقدر -مهما بالغت فيه- إلا وهو ينقطع دون الأزل. ومنها: أن يقال من لم يقل بهذا القول -في الغالب- اشتبه عليه القدم بالنوع والقدم بالعين. فبلا شك كل مخلوق بعينه له أول؛ كما أنا وأنت وكل مخلوق -مهما عَظُم- إلاّ وهو مسبوق بعدم نفسه وتقدم غيره عليه. وذلك الغير كذلك؛ لا بداية لهذا التقدير، ولا يلزم على هذا وجودُ مخلوق معين أزلي مع الله. لكن يلزم أنه لم يزل الله يخلق ويرزق و... وهذا أثر أسمائه وصفاته ولازم من لوازم ثبوتها وهذا يساوي أنه جل وعلا لم يزل -كما أخبر نفسه-: {هُوَ الْخَلاَّق الْعَلِيم} و{ الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}و{فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد} و الْعَزِيزُ الْغَفَّار إلى آخر ما ثبت من ألسماء الحسنى وكذلك الصفات العلى؛ وقد أجابني أحدهم على هذا بقوله: (نعم كان متّصفًا بذلك بالقوة ثم صار متّصفًا بها بالفعل!) والجواب مع ظهور الخطأ هنا؛ أنَّ هذا يساوي ما ذكرت سابقًا من أنه سبحانه كان قادرًا على الكمال ولم يفعل منه شيئًا من الأزل إلى أن خلق هذا العالم الذي نحن جزء منه. فأين الجديد فيه. وأين إثبات الكمال المطلق لله تعالى بحيث لا يكون عادمًا له في ساعة فضلاً عن زمن لا يحتمل العقل تقديره. فإن قيل يجوز أن يكون تاركًا لهذا الفعل المعين في وقت ولا نقص في ذلك. فالجواب أنَّ هذا صحيح فأفعاله سبحانه تابعة لحكمته كما كلم موسى لما جاءه بكلام لم يكلمه به قبل؛ ولكن هذا في الفعل المعين لا في نوع الأفعال بحيث تنعدم كلها في وقت واحد فضلاً عن أزلية الترك -ولو كان مع القدرة عليه!-. فالحكمة تقتضي أنه لثبوت وكمال حياته فعال لما يريد والفرق بين الحي والميت الفعل وهو سبحانه لكمال حكمته ما من وقت يقدر إلا وله أفعال على اختلاف أنواعها تقتضيها حكمته. وإنما لا يجد ما يفعله ويكون معطلاً عن فعل أي شيء بعض المخلوقين -من الأحياء- لنقص في الحكمة عندهم؛ ومع ذلك فهم لا يتركون الفعل بالكلية. وكما قال ابن تيمية: (كالسلف والأئمة الذين يقولون إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ويقولون إن الفعل من لوازم الحياه فإن كل حي فعال بل يصرح غير واحد منهم بأن كل حي متحرك كما صرح بهذه المعاني من صرح بها من أئمة السلف والسنة ) (الصفدية) (1/52). وقال البخاري: (قال أبو عبد الله ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت) (خلق أفعال العباد) ( 85). وقال الدارمي: (لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك كل حي متحرك لا محالة وكل ميت غير متحرك لا محالة) (نقض الدارمي) (1/215). وحينئذٍ فلا بد من وجود نوع الفعل -بالفعل- وإن كان فاعلاً لغير ذلك الفعل المعين بالقوة. والوقت والمقام يضيقان عن تفصيلٍ أكثر من هذا؛ ولكن أرجو أن يكون فيه للمنصف كفاية. ولمن أراد المزيد في مسألة القِدَمِ وحلول الحوادث وتسلسلها وكون القلم ليس أول مخلوق فليرجع إلى محاضرة كنت ألقيتها ضمن شرح التدمرية وهي مسجلة والصوت يحتاج إلى صبر وبذل الجهد للسماع واحتمال المادة لأنها قديمة. وهي على هذا الرابط: https://almousely.com/home/node/464 والحمد لله رب العالمين.







لم يقل ابن تيمية بقدم العالم المشاهد، بل بقدم نوع العالم وهنا الفرق وانت لا تعرف ما يقوله شيخك. وموضوع قدم النوعي موجود عندي ويمكن ان اطلعك عليه المتصفح فهل يسمح الاخوة بذلك دون حذف للموضوع









قديم 2012-10-05, 09:18   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
https://www.almenhaj.net/disp.php?linkid=8461


من أكاذيب السقاف على شيخ الإسلام ابن تيمية

الشيخ عبدالله بن فهد الخليفي
ومن أكاذيب السقاف على شيخ الإسلام في مسألة قدم العالم نقله عنه في تهنئة الرفيق المحبوب في ص28 قوله في در التعارض (1/388) : ((هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث )) ذكر السقاف هذا على أنه يرى أن شيخ الإسلام يرى أن العالم قديم بالنوع
قلت : وهذا من الكذب والتدليس فقد تقدمت نصوص شيخ الإسلام في أن المخلوقات كلها حادثة وجدت بعد إن لم توجد
فما معنى كلام شيخ الإسلام إذن ؟
نقول : شيخ الإسلام هنا سماها "حوادث " فكيف يعتقد قدم شيءٍ منها ، إنما يتكلم شيخ الإسلام هنا عن الصفات الفعلية _ كما يعرف من يقرأ درء التعارض _ والصفات الفعلية تسمى حوادث باعتبار أنها ليست قديمة لا أنها مخلوقة
فمن أدلة المتكلمين على نفي الصفات الفعلية قولهم : " ما لا تخلو منه الحوادث فهو حادث " لأنه يلزم من هذا أن تكون الحوادث أزلية _ والمقصود بها هنا أفعال الله عز وجل _
فأجاب شيخ الإسلام بأن نوع الحوادث _ الأفعال _ أزلي وليس الأفعال نفسها بمعنى أن كل فعل يسبقه فعل وهكذا إلى ما لا أول وعليه فإنه لا يوجد فعل قديم

وهذا القول يعضده قول الله تعالى : (( فعالٌ لما يريد )) فهذا يشمل الماضي والمستقبل فتأمل!
فهل في هذا القول ادعاء قدم شيء من أفعال الله عزوجل _ فضلاً عن مخلوقاته _ يا مسلمين
وشيخ الإسلام في هذا النص لم يكن يتلكم عن رب العالمين وإنما كان ينتقد دليل المتكلمين على حدوث الأجسام فقد احتجوا على حدوثها بحلول الحركة فيها وأن ما حلت به الحوادث كان حادثاً فبين شيخ الإسلام بطلان هذه المقدمة _ وإن كان يوافق القول بحدوث الأجسام _ حيث قال ناقلاً عن الأبهري قوله : (( قلنا لا نسلم وإنما يلزم ذلك لو كان شيء من الحركات بعينها لازما للجسم وليس كذلك بل قبل كل حركة حركة لا إلى أول إلى ما لا نهاية
قلت _ القائل شيخ الإسلام شارحاً _ هذا من نمط الذي قبله فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث ))
قلت : فتأمل كيف أن الشيخ إنما يشرح كلام غيره وقد عرفت من نصوصه الأخرى أنه يذهب إلى أفعال الله لا بداية الله _ وهل يقول مسلم بخلاف هذا ويقول بأن الله كان معطلاً عن الفعل ثم فعل ؟!! _

ومن أكاذيب السقاف قوله في التعليق المذكور في ص22 وهو يتكلم عن بغض شيخ الإسلام لعلي !!!! ((وقال ابن تيمية في منهاج السنة (2 / 203) ما نصه : (وليس علينا ان نبايع عاجزا عن العدل علينا ولا تاركا له . . .) ))
لو رجعت إلى منهاج السنة لوجدت أن شيخ الإسلام ينقل هذا الكلام عن غيره مقابلاً به كلام الروافض وملزماً إياهم ثم يجوز على هذا القول أن يكون باطلاً
قال شيخ الإسلام : ((وشبهة الخوارج الذين ذموا عليا وعثمان وكفروهما أقرب من شبهة الرافضة الذين ذموا أبا بكر وعمر وعثمان وكفروهم فكيف بحال الصحابة والتابعين الذين تخلفوا عن بيعته أو قاتلوه فشبهتهم أقوى من شبهة من قدح في أبي بكر وعمر وعثمان فإن أولئك قالوا ما يمكننا أن نبايع إلا من يعدل علينا ويمنعنا ممن يظلمنا ويأخذ حقنا ممن ظلمنا فإذا لم يفعل هذا كان عاجزا أو ظالما وليس علينا أن نبايع عاجزا أو ظالما وهذا الكلام إذا كان باطلا فبطلان قول من يقول إن أبا بكر وعمر كانا ظالمين طالبين للمال والرياسة أبطل وأبطل وهذا الأمر لا يستريب فيه من له بصر))
قلت : فتأمل كيف أن كلام شيخ الإسلام ساقه سياقاً إلزامياً وفي السياق الإلزامي يأتي العالم إلى القول المراد إبطاله فيجعله مقدمةً لقول باطلٍ باتفاق الفريقين القائلين وغير القائلين
وهذا كمثل قوله تعالى : (( لو كانت فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ))

وقول شيخ الإسلام هنا من هذا الباب إذ جاء إلى قول الروافض في أبي بكر وعمر وجعله مقدمةً إلى القول بأن من عادى علياً فقد كان مصيباً لأن شبهتهم في حق علي أقوى من شبهة الروافض في حق أبي وعمر وهذه النتيجة _ أعني اصابة مبغض علي_ باطلةٌ باتفاق الفريقين
فكيف يكون شيخ الإسلام قائلاً بمقدمتها ؟!!! فما بالك وقد جوز بطلانها ونقلها عن أقوام صرح بخطئهم مراراً وتكراراً في المنهاج وغيره من كتبه
وقد استخدم شيخ الإسلام هذه الطريقة البارعة في الإلزام في مواطن كثيرة من منهاج السنة ، فلم يفهم تصرفه هذا جماعةٌ من الجهلة ، واتهموه بالنصب وقد طووا كشحاً عن كل نصوصه المتكاثرة المتوافرة في بيان وجوب حب علي بن أبي طالب والشهادة له بالجنة وأن خلافته جزءٌ من الخلافة الراشدة وأنه كان مصيباً في جميع حروبه والله المستعان
ومن أكاذيب السقاف على شيخ الإسلام أيضاً قوله على شيخ الإسلام في كتابه تهنئة الرفيق المحبوب ص2 أن شيخ الإسلام يقول ((أن الله تعالى جسم ))
ثم قال موثقاً : (( (انظر أيضا التأسيس (1 / 101) ومنهاج سنته (1 / 180) ))
قلت : الله أكبر ما أكذبك
فإنك إذا رجعت إلى كلام شيخ الإسلام وجدته ينقل هذا القول عن الكرامية
حيث قال _ في المرجع الذي يعزو إليه السقاف !!_ : ((الوجه السابع والسبعون أن لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم والمتكلمون بذلك من النفاة أشهر ولم يذم أحد من السلف أحدا بأنه مجسم ولا ذم المجسمة وإنما ذموا الجهمية النفاة لذلك وغيره وذموا أيضا المشبهة الذين يقولون صفاته كصفات المخلوقين ومن أسباب ذمهم للفظ الجسم والعرض ونحو ذلك ما في هذه الألفاظ من الاشتباه ولبس الحق كما قال الإمام أحمد يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يشبهون عليهم وإنما النزاع المحقق أن السلف والأئمة آمنوا بأن الله موصوف بما وصف به نفسه وصفه به رسوله من أن له علما وقدرة وسمعا وبصرا ويدين ووجها وغير ذلك والجهمية أنكرت ذلك من المعتزلة وغيرهم
ثم المتكلمون من أهل الإثبات لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية فقال قوم العلم والقدرة ونحوهما لا تكون إلا عرضا وصفة حيث كان فعلم الله وقدرته عرض وقالوا أيضا إن اليد والوجه لا تكون إلا جسما فيد الله ووجهه كذلك والموصوف بهذه الصفاة لا يكون إلا جسما فالله تعالى جسم لا كالأجسام ))
قلت : فهو ينقل عن الكرامية ما قد قرر أنه خلاف قول السلف
بل إن شيخ الإسلام بعدها بصحيفةٍ واحدة نقل قولاً يتناقض مع قول الكرامية حيث قال : ((وقال قوم بل نقول ما وصف الله به من العلم والقدرة تسمى صفة ومعنى ولا نسميه عرضا لأن العرض هو ما يعرض ويزول وصفات الله لازمة بخلاف صفة المخلوق فإنها عارضة والتزموا لذلك وغيره أن صفة المخلوقات وهي الأعراض لا يبقى شيء منها زمانين ثم أئمة هؤلاء قالوا وكذلك ما وصف الله به نفسه من الوجه واليد نقول إنه من جنس العلم والقدرة والإكرام بل ما وصف الله به نفسه من الوجه واليد هو مما يوصف من الله ويوصف الله به ولا نسميه جسما لأنها تسمية مبتدعة وموهمة معنى باطلا ))
قلت : فلماذا لم ينقل السقاف هذا على أنه قول شيخ الإسلام فإن : ((قال قوم )) مثل (( قال المتكلمون من أهل الإثبات )) أم إنه الحقد على شيخ الإسلام والله المستعان
وأما كلام شيخ الإسلام في منهاج السنة عن الجسم فإليك مقتطفات منه قال شيخ الإسلام في (3/105) : ((وأما من لا يطلق على الله اسم الجسم كأئمة أهل الحديث والتفسير والتصوف والفقه مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم وشيوخ المسلمين المشهورين في الأمة ومن قبلهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فهؤلاء ليس فيهم من يقول إن الله جسم وإن كان أيضا ليس من السلف والأئمة من قال إن الله ليس بجسم ولكن من نسب التجسيم إلى بعضهم فهو بحسب ما اعتقده من معنى الجسم ورآه لازما لغيره))
وقال في (3/230) : ((وقالت ليس هو فوق العالم لأن ذلك مقام مكان والمكان لا يكون به إلا جسم أو ما يقوم بجسم
وهذا هو المذهب الذي ذكره هذا الإمامي وهو لم يبسط الكلام فيه فلذا اقتصرنا على هذا القدر إذا الكلام على ذلك مبسوط في موضع آخر
فقالت مثبتة الصفات للمعتزلة أنتم تقولون إن الله حي عليم قدير وهذا لا يكون إلا جسما فإن طردتم قولكم لزم أن يكون الله جسما وإن قلتم بل يسمى بهذه الأسماء من ليس بجسم قيل لكم وتثبت هذه الصفات لمن ليس بجسم ))
قلت : وهذا على وجه الإلزام كما ترى وإلا فأهل السنة والأشاعرة ممن خالف المعتزلة لا يثبتون الجسمية وإنما المراد أن يقال للمعتزلة نلزمكم كما تلزموننا فإن لم تلتزموا فنحن أيضاً لا نلتزم



وكتبه عبدالله بن فهد المنتفجي
16شوال 1429
الكويت _ الجهراء


من كتاب
التوفيق الرباني في الذب عن العلامة الألباني

|


حادث الشخص قديمة النوع هذا عند شيخكم










قديم 2012-10-05, 16:04   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.muslm.net/vb/showthread.p...B1%D8%A7%D9%83
وكأن السائل يُعرض بالإمام ابن تيمية حيث يقول بقدم جنس العالم أو جنس المخلوقات، أو بتسلسل الحوادث، أو بدوام الحوادث بالأزل، وهذه عبارات مؤداها واحد، ومعنى هذا: أن الله لم يزل يخلق ويفعل ما يشاء، فما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية؛ لأن الله لم يزل موجودًا، ولم يزل على كل شيء قدير، ولم يزل فعَّالاً لما يريد، فيقتضي ذلك أن المخلوقات لم تزل أو أقل ما يقال إنه يمكن ذلك، فإنه لا يلزم تسلسل الحوادث؛ لأنه لا يستلزم أن يكون شيء من الموجودات مشاركًا لله في قدمه؛ لأن كل مخلوق حادث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى- لم يسبق وجوده عدم، بل هو- سبحانه وتعالى -- قديم أزلي، فلا بداية لوجوده، ولا نهاية، ومن أسمائه الأول والآخر، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والذين ينكرون على ابن تيمية هذا القول- وهو ليس قول ابن تيمية وحده، بل قول كل من يؤمن بأن الله لم يزل على كل شيء قديرًا، ولم يزل فعَّالاً لما يريد- فالذين ينكرون هذا القول لم يفهموا حقيقته، ولو فهموا حقيقته لما أنكروه، فالذين ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي أو دوامها في الماضي، وأن ذلك ممتنع يلزمهم أن الله كان غير قادر، ثم صار قادرًا، وغير فاعل ثم صار فاعلاً، وهذا يقول به كثير ممن يقول بامتناع حوادث لا أول لها، ومن قال بامتناع دوام الحوادث في الماضي وقال مع ذلك بأن الله لم يزل قادرًا وفاعلاً كان متناقضًا ويلزمه الجمع بين النقيضين.









قديم 2012-10-09, 23:32   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

كلنا يعرف معنى العلو والارتفاع ، على فلان فوق فرسه ، يعنى استوى فوقه، على السلطان على العرش ، يعنى استوى عليه، الله جل جلاله الذي خلق العرش يقولون انه على وارتفع على العرش، لكن توقف ايها الاخ نحن لا نقصد ما فهمته من علو الاجسام بعضها فوق بعض لا لا ليس هذا، نحن لا نعلم الكيفية، هل فهمتم شيء نعرف المقصود من الاستواء ونعينه ونقول هذا مراد الله من الاستواء، ونلهج انه لا كيف، اذا كان العلو المكاني ازلا، فالعرش موجد ازلا كذلك، وهذا هو القدم النوعي الذي قال به بن تيمية، ان العالم المشاهد ، كان قبله عالم الى مالا اول له، هكذا قال ابن تيمية . انظر كيف يعينون مراد الله من الاستواء ، ثم يعبون المتأولة. .
لقد بينت لك مرار من كتب سادات العلماء توبة الإمام المظلوم و المفترى عليه الأشعري ورجوعه إلى عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل
و لقد جبنت عن الرد العلمي و رحت تتكلم بكلام ليس فيه رائحة العلم النبوي؟؟
و الآن أتحداك و أتحدى ألف منكم أن تثبت لي عدم رجوع الأشعري قدس الله عن العقيدة المنسوبة إليه زورا و عدوانا؟

أنتم كلابية لا أشعرية

قلتها لكم من قبل في موضوع

مدح الاشاعرة في القران الكريم والحديث الشريف

_________________________

أتحداك أن تثبت أني كذبت
عليهم


أنا العبد العبد الفقير إلى الباري جل وعلى ذكرت لك كلام سادات العلماء ومؤرخيهم و حفاظهم و بالكتاب و انت تتكلم هكذا من عند نفسك؟؟
و الله الذي رفع السماء بغير عمد و الذي خلق الخليقة و برء البرية إني والله لمشفق عليك؟.


ألا تعلم أن الله سائلك و في الحديث المشهور جدا: ما منك إلا وسيكلمه الله ليس بينه ترجمان.

رد علي بكلام العلماء الذين من رتبة:
الحافظ بن عساكر.
و شيخ الإسلام بن تيمية.
و مؤرخ الإسلام الذهبي.
والحافظ بن كثير.
و الحافظ بن حجر.
و السبكي وبن الأثير.
و لاداعي لذكرهم جميعا
هؤلاء نكتت المنتدى

_________________

أنتم كلابية لا أشعرية


العلم أطلب وليس الكلام العام . ________________________

وأنا أنتظر الرد العلمي؟









قديم 2012-10-10, 19:16   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
https://www.muslm.net/vb/showthread.p...b1%d8%a7%d9%83

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


القول بقدم العالم

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك


الحمد لله، وصلى الله وبارك على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فقد أخبر - سبحانه وتعالى - أنه استوى على العرش في سبعة مواضع من القرآن، فآمن بذلك أهل السنة، وأثبتوا الاستواء بمعناه، وقالوا: الاستواء معلوم- يعني: معلوم معناه في اللغة العربية؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين- والكيف مجهول. فكيفية الاستواء على العرش هي مما استأثر الله بعلمه، كما يقولون إن استواء الله - تعالى -لا يماثل استواء المخلوق. وقالوا: إن استواءه فعل من أفعاله التي تكون بمشيئته - سبحانه وتعالى -، وهو فعَّال لما يريد، والذي قال إنه يمكن استواؤه على بعوضة، أو لو أخبرنا أنه استوى على بعوضة لسلمنا بذلك- هو عثمان بن سعيد الدارمي، لا ابن تيمية- رحمهما الله - وقال هذا مبالغةً في الرد على من أنكر استواء الله على عرشه، ولا أذكر نص عبارته، ولو لم يأت بهذا التعبير لكان أولى، فهو- سبحانه وتعالى -- على كل شيء قدير، والظاهر أنه لم يقل إنه - تعالى -يمكن استواؤه على ظهر بعوضة، بل لعله قال: لو أخبرنا بذلك لآمنا به. فإنه- سبحانه وتعالى -- أصدق الصادقين، ولا يلزم من هذا الافتراض أن يكون ممكنًا فضلاً عن أن يكون واقعًا، فإنه- تعالى- قد قال: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)[الأنبياء: 22].

وأما القول بقدم العالم، أي: بقدم هذا العالم المشهود الذي منه السماوات، فقول باطل، فإن هذا العالم مخلوق في ستة أيام، كما أخبر الله، بل إن السماوات والأرض كان خلقها بعد تقدير مقادر الخلائق بخمسين ألف سنة، فهو محدث وليس بقديم، والقول بقدم هذا العالم الموجود هو قول ملاحدة الفلاسفة الذين يسمون الخالق - سبحانه وتعالى - العلةَ الأولى، ومبدأَ الوجود، ويقولون إنه علة تامة للموجودات، والعلة التامة تستلزم معلولها، فهذا العالم قديم بقدم علته، ومعناه أن وجوده لم يُسبق بعدم، وكأن السائل يُعرض بالإمام ابن تيمية حيث يقول بقدم جنس العالم أو جنس المخلوقات، أو بتسلسل الحوادث، أو بدوام الحوادث بالأزل، وهذه عبارات مؤداها واحد، ومعنى هذا: أن الله لم يزل يخلق ويفعل ما يشاء، فما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية؛ لأن الله لم يزل موجودًا، ولم يزل على كل شيء قدير، ولم يزل فعَّالاً لما يريد، فيقتضي ذلك أن المخلوقات لم تزل أو أقل ما يقال إنه يمكن ذلك، فإنه لا يلزم تسلسل الحوادث؛ لأنه لا يستلزم أن يكون شيء من الموجودات مشاركًا لله في قدمه؛ لأن كل مخلوق حادث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى- لم يسبق وجوده عدم، بل هو- سبحانه وتعالى -- قديم أزلي، فلا بداية لوجوده، ولا نهاية، ومن أسمائه الأول والآخر، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والذين ينكرون على ابن تيمية هذا القول- وهو ليس قول ابن تيمية وحده، بل قول كل من يؤمن بأن الله لم يزل على كل شيء قديرًا، ولم يزل فعَّالاً لما يريد- فالذين ينكرون هذا القول لم يفهموا حقيقته، ولو فهموا حقيقته لما أنكروه، فالذين ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي أو دوامها في الماضي، وأن ذلك ممتنع يلزمهم أن الله كان غير قادر، ثم صار قادرًا، وغير فاعل ثم صار فاعلاً، وهذا يقول به كثير ممن يقول بامتناع حوادث لا أول لها، ومن قال بامتناع دوام الحوادث في الماضي وقال مع ذلك بأن الله لم يزل قادرًا وفاعلاً كان متناقضًا ويلزمه الجمع بين النقيضين.

وبسبب اعتقاد أن دوام الحوادث في الماضي أو المستقبل ينافي أوليته- سبحانه - وآخريته، قيل بامتناع الحوادث في الماضي وفي المستقبل فنتج عن ذلك القول بفناء الجنة والنار، وهذا ما ذهب إليه جهم بن صفوان ومن تبعه، وهذا ضرب من الكفر بما أخبر الله به، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، والله - تعالى -قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، كما في عبارة الإمام الطحاوي، أما ما سوى الله فكلٌّ مسبوق بعدم نفسه، ومن شاء - سبحانه وتعالى -- بقاءه على الدوام، وأنه لا يفنى فهو باقٍ بإبقاء الله وبمشيئته - سبحانه وتعالى -- فلا يكون شيء من المخلوقات مشابهًا لله في خصائصه؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى: 11].

انك لا تفهم ما يقوله شيخك،نعم المخلوقات كما يقول شيخك حادثة بالشخص، قديمة بالنوع اين ان المخلوقات لازالت مع الله من القدم فهو يعدمها ثم يخلقها من جديد الى ما لا اول له، اين الدليل الشرعي اين قال الله قال الرسول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟









قديم 2012-10-10, 19:24   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
https://www.almousely.com/home/node/465

حقيقة القول بقدم العالم عند شيخ الإسلام


هل شيخ الإسلام يقول بقدم العالم؟ وهل هذا القول باطل؟ وهل في المسألة أدلة؟

الجواب:

الحمد لله:
قولك: هل شيخ الإسلام يقول بقدم العالم؟ هذا فيه إجمال فالقدم قد يكون بالنوع وقد يكون بالعين. فالقدم بالعين كأن يقال: هذا العالم الذي نحن فيه السموات والأرض قديم أزلي؛ فهذا باطل لا يقول به شيخ الإسلام ولا غيره من المسلمين. وأما القدم بالنوع فكأن يقال: هذا العالم مسبوق بالعدم وقبله مخلوقات وعوالم لم يزل الله يخلق خلقًا قبله خلق وهكذا بلا بداية لخالقيَّتِه. فإن أردت القدمَ بالنوع فهذا يقول به ابن تيمية ولا دليل على بطلان هذا القول؛ بل هو الحق الذي لا ينبغي غيره؛ ولكن هذه المسألة يكتنفها أمور يضيق صدر بعض الناس عنها ويضيق هذا الجواب عن تفصيلها ولكن؛ منها: أن قدم العالم بالنوع لا يستلزم قدم شيء بعينه، بل فيه أنه لا يُقَدَّرُ وقتٌ إلا ويوجد مخلوقات لله تعالى. ولا مانع من هذا بل هذا لازم من لوازم دوام خالقيته واستمرار وأزلية كماله سبحانه. وإلا لأمكن أن يقال: إن الله تعالى ــ الذي امتدح نفسه بأنه {فعال لما يريد} وبغيرها من الصفات والأفعال التي تدل على كثرة وسعة وقوع الفعل منه وأن هذا كمال ــ كان عادمًا لهذا الكمال زمنا طويلاً بل لا بداية لفقده لهذا الكمال. ولو قدر أن السموات السبع والأرضين ملئت رَمْلاً: وجُعلت كل حبة رملٍ بمليار مليار سنة، فنيت حبات الرمل ولم نصل إلى بداية زمنية لعدم هذا الكمال. ولو فرض أن الخلق بدأ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. ثم خلقت السموات والأرض في ستة أيام مضروبة -على قولٍ- بـ50000 ألف سنة. ثم بين آدم إلى نوح عشرة قرون ثم عشرة إلى إبراهيم. وما بعده قَدِّرْ بين الأنبياء ما شئت قرونًا إلى زمننا قد لا تبلغ المليون سنة. فهل كمال الله تعالى في ذلك – والذي صيغة دليله دالة على الكثرة والاستمرار والعظمة– محصورٌ في هذا العالم بهذه المدة، وقبل ذلك كان فاقدًا هذا الكمال من زمن لا بداية له؛ بل ما من عدد يقدر -مهما بالغت فيه- إلا وهو ينقطع دون الأزل. ومنها: أن يقال من لم يقل بهذا القول -في الغالب- اشتبه عليه القدم بالنوع والقدم بالعين. فبلا شك كل مخلوق بعينه له أول؛ كما أنا وأنت وكل مخلوق -مهما عَظُم- إلاّ وهو مسبوق بعدم نفسه وتقدم غيره عليه. وذلك الغير كذلك؛ لا بداية لهذا التقدير، ولا يلزم على هذا وجودُ مخلوق معين أزلي مع الله. لكن يلزم أنه لم يزل الله يخلق ويرزق و... وهذا أثر أسمائه وصفاته ولازم من لوازم ثبوتها وهذا يساوي أنه جل وعلا لم يزل -كما أخبر نفسه-: {هُوَ الْخَلاَّق الْعَلِيم} و{ الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}و{فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد} و الْعَزِيزُ الْغَفَّار إلى آخر ما ثبت من ألسماء الحسنى وكذلك الصفات العلى؛ وقد أجابني أحدهم على هذا بقوله: (نعم كان متّصفًا بذلك بالقوة ثم صار متّصفًا بها بالفعل!) والجواب مع ظهور الخطأ هنا؛ أنَّ هذا يساوي ما ذكرت سابقًا من أنه سبحانه كان قادرًا على الكمال ولم يفعل منه شيئًا من الأزل إلى أن خلق هذا العالم الذي نحن جزء منه. فأين الجديد فيه. وأين إثبات الكمال المطلق لله تعالى بحيث لا يكون عادمًا له في ساعة فضلاً عن زمن لا يحتمل العقل تقديره. فإن قيل يجوز أن يكون تاركًا لهذا الفعل المعين في وقت ولا نقص في ذلك. فالجواب أنَّ هذا صحيح فأفعاله سبحانه تابعة لحكمته كما كلم موسى لما جاءه بكلام لم يكلمه به قبل؛ ولكن هذا في الفعل المعين لا في نوع الأفعال بحيث تنعدم كلها في وقت واحد فضلاً عن أزلية الترك -ولو كان مع القدرة عليه!-. فالحكمة تقتضي أنه لثبوت وكمال حياته فعال لما يريد والفرق بين الحي والميت الفعل وهو سبحانه لكمال حكمته ما من وقت يقدر إلا وله أفعال على اختلاف أنواعها تقتضيها حكمته. وإنما لا يجد ما يفعله ويكون معطلاً عن فعل أي شيء بعض المخلوقين -من الأحياء- لنقص في الحكمة عندهم؛ ومع ذلك فهم لا يتركون الفعل بالكلية. وكما قال ابن تيمية: (كالسلف والأئمة الذين يقولون إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ويقولون إن الفعل من لوازم الحياه فإن كل حي فعال بل يصرح غير واحد منهم بأن كل حي متحرك كما صرح بهذه المعاني من صرح بها من أئمة السلف والسنة ) (الصفدية) (1/52). وقال البخاري: (قال أبو عبد الله ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت) (خلق أفعال العباد) ( 85). وقال الدارمي: (لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك كل حي متحرك لا محالة وكل ميت غير متحرك لا محالة) (نقض الدارمي) (1/215). وحينئذٍ فلا بد من وجود نوع الفعل -بالفعل- وإن كان فاعلاً لغير ذلك الفعل المعين بالقوة. والوقت والمقام يضيقان عن تفصيلٍ أكثر من هذا؛ ولكن أرجو أن يكون فيه للمنصف كفاية. ولمن أراد المزيد في مسألة القِدَمِ وحلول الحوادث وتسلسلها وكون القلم ليس أول مخلوق فليرجع إلى محاضرة كنت ألقيتها ضمن شرح التدمرية وهي مسجلة والصوت يحتاج إلى صبر وبذل الجهد للسماع واحتمال المادة لأنها قديمة. وهي على هذا الرابط: https://almousely.com/home/node/464 والحمد لله رب العالمين.







صاحب النص يعرف جيدا ما يقول بن تيمية، نعم ابن تيمية لم يقل بقدم العالم، بل قدم نوع العالم، اي ان العالم المشاهد كان قبله عالم ثم اعدم الى ما لااول له، قديم بالنوع ، حادث بالافراد، اين انه لا زالة مع الله مخلقاته منذ الازل، اين الدليل الشرعي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟









قديم 2012-10-11, 01:27   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة
صاحب النص يعرف جيدا ما يقول بن تيمية، نعم ابن تيمية لم يقل بقدم العالم، بل قدم نوع العالم، اي ان العالم المشاهد كان قبله عالم ثم اعدم الى ما لااول له، قديم بالنوع ، حادث بالافراد، اين انه لا زالة مع الله مخلقاته منذ الازل، اين الدليل الشرعي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
للأسف أنت لا تفهم ما تقرأ .
الجواب هو
أليس الخالق من أسماء الله تبارك و تعالى
و أن الله يتصف بصفة الخلق؟
ان جاوبت بنعم فقد أجبت على سؤالك.









 

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستواء, شبهات, وجوابها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc