السلفية اللائكية ! ! - الصفحة 9 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السلفية اللائكية ! !

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-26, 23:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البليدي جمال
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله-1 مشاهدة المشاركة
ماشاء الله على روعة ومعاني القصيدة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله-1 مشاهدة المشاركة
أختي جمانة أصبح الآن الناس يتهمون أصحاب المنهعج السلفي بأمور يناقضون فيها أنفسهم تماما.

يتهمونهم بانهم يحذرون من عبادة الأضرحة والقبور

يتهمونهم بأنهم يحاربون السحر والشعوذة

يتهمونهم بأنهم يحاربون المد الشيعي

هل يعقل أن أتهم غيري بأشياء عملها النبي والصحابة ودعوا إليها؟
أمر غريب
إذا كنت تتهم السلفيين بهذه الأمور فمن باب أولى أنت تتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدح في رسالته عن قصد أو عن غير قصد
يقول احدهم متهما السلفيين :



لا فض الله فاك أخي الحبيب فقد وضعت اليد الجرح فاتهامات أهل الأهواء قديما وحديثا ضد أهل السنة السلفيين لا تخرج عن أمرين:

الأمر الأول:ماهو حق دلت عليه نصوص الوحيين وسار عليه علماء الأمة لكن بجهل من الحزبيين أنكروا هذا الحق لمخالفته عواطفهم وأهواءهم كما قال الله تعالى( {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن} [المؤمنون: 71].
الأمر الثاني:ماهو منكر والسلفيون بريئون منه لكن الحزبيون لا يتورعون عن الكذب حتى أوهموا السذج من الناس على أن هذا المنكر يتحلى به السلفيين وذلك إما بكذب صريح أو بإلزمات فاسدة تصوروها بعقولهم الكاسدة.









 


قديم 2012-06-27, 05:17   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد 1392
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد 1392
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسنت أخي يوغرطا على النقاش المؤدب و بهذه الطريقة ستصل مع الأخ جمال إلى خير إن شاء الله و أسأل الله الإخلاص لنصل إلى عبادة ربنا . وفقنا الله جميعا لكل صالح من القول و العمل .










قديم 2012-06-27, 05:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد 1392
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد 1392
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أستاذي جمال من فضلكم ، أجيبوني عن سؤالي ، و لا تكثروا على أخيكم ، فحافظتي تعبانة ، و يكفيني دليل واضح بين .ماذا يقول أهل العلم في المجالس اليومية التي تتحدث عن أخطاء بعض الدعاة أو طلبة العلم ؛ معناه ديدنهم نفس الكلام عن أخطاء هؤلاء ، ليس لهم شغل غير ذاك . وهل هذا من فعل السلف ؟










قديم 2012-06-27, 14:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البليدي جمال
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الأخ يوغرطا على هذه المبادرة منه في النفاش فلأول مرة أستشعر بأنني في منتدى النقاش العلمي لا السياسي .

لي عودة إن شاء الله لمناقشة ما ذكره الإخوة جزاهم الله خيرا...


فلا تستعجلوا علي أحسن الله إليكم.









قديم 2012-06-27, 14:30   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
البليدي جمال
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسمك اللهم!.


يبتع......









قديم 2012-07-01, 18:06   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
البليدي جمال
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد 1392 مشاهدة المشاركة
أستاذي جمال من فضلكم ، أجيبوني عن سؤالي ، و لا تكثروا على أخيكم ، فحافظتي تعبانة ، و يكفيني دليل واضح بين .ماذا يقول أهل العلم في المجالس اليومية التي تتحدث عن أخطاء بعض الدعاة أو طلبة العلم ؛ معناه ديدنهم نفس الكلام عن أخطاء هؤلاء ، ليس لهم شغل غير ذاك . وهل هذا من فعل السلف ؟
أخي الحبيب "محمد 1392" لست سوى أخيك في الله فلست أهلا لأكون أستاذا لأحد. وما يتعلق بسؤالك فليس لي
به علم , ولا أعرف عن العلماء المتقدمين أو المتأخرين من جعل من مجلسه الرد فقط دون التعليم إنما هي تصفية وتربية رد مع البيان فلا تربية بلا تصفية ولا تصفية بلا تربية.....بل الذي أعرفه أن الجرح يكون لضرورة معتبرة بلا تفريط ولا إفراط , وأحيلك إلى كتاب "الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة"
https://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=14288

فهو مفيد في هذا الباب...

والله أعلم .









قديم 2012-07-02, 10:24   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تباً للحزبية الضيقة وللعقلانية التي لا ترضى بهيمنة شرع الله


وفقك الله أخي جمال وكان الله في عونك









قديم 2012-07-03, 05:11   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد 1392
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد 1392
 

 

 
إحصائية العضو










Thumbs up

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البليدي جمال مشاهدة المشاركة

أخي الحبيب "محمد 1392" لست سوى أخيك في الله فلست أهلا لأكون أستاذا لأحد. وما يتعلق بسؤالك فليس لي
به علم , ولا أعرف عن العلماء المتقدمين أو المتأخرين من جعل من مجلسه الرد فقط دون التعليم إنما هي تصفية وتربية رد مع البيان فلا تربية بلا تصفية ولا تصفية بلا تربية.....بل الذي أعرفه أن الجرح يكون لضرورة معتبرة بلا تفريط ولا إفراط , وأحيلك إلى كتاب "الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة"
https://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=14288

فهو مفيد في هذا الباب...

والله أعلم .

أحسن الله إليك أستاذي و أخي الحبيب ؛ هذا من طيب أصلك كما يقول إخواننا في المشرق ؛ شكر الله لك ورفع قدرك في الدارين .









قديم 2012-06-27, 16:19   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سعيد*الاغواطي*
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سعيد*الاغواطي*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا










قديم 2012-06-27, 19:36   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
السيد زغلول
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية السيد زغلول
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *jugurtha* مشاهدة المشاركة
[/size][/font]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *jugurtha* مشاهدة المشاركة



هل أم المؤنين عائشة ومعاوية وطلحة والزبير رضي الله عنهم حين خرجوا على علي رضي الله عنه كانوا على غير متبعين لحقيقة الاسلام رادين لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الخروج على الحاكم بقعقولهم وأهوائهم ؟؟
وهل عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير رضي الله عنهم جميعا خرجوا على حاكمهم بنيّة أنّه ظالم أوفاسق أو أنّه لا يحكم بما أنزل الله ويجب نزعه واستبداله بمن هو أصلح منه ؟

أم أنّهم خرجوا مطالبين بمعاقبة قتلة عثمان من حيث لم يقصدوا مخالفة نهي الرسول عليه الصلاة والسلام ومن حيث لم يتعمّدوا الفتنة ومن حيث لم يتوقعوها .

مع أنّهم رضي الله عنهم أخطأوا في اجتهادهم وخروجهم
أمّا أنتم فقد خرجتم بنيّة "الخروج على الحاكم المسلم الظالم" مخالفين بذلك النهي الصريح للرسول عليه الصلاة والسلام "مع سبق الإصرار والتعمّد" ومع علمكم المسبق بوقوع الفتنة






ثم

لمذا تريد أن تتبع الصحابة الكرام في خطئهم ؟

أم أنّك تعتقد أنّ الصحابة الكرام لا يخطئون، وأن الفتنة التي وقعت بينهم تجوز في ديننا الحنيف ؟؟؟









قديم 2012-06-27, 21:37   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد زغلول مشاهدة المشاركة
وهل عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير رضي الله عنهم جميعا خرجوا على حاكمهم بنيّة أنّه ظالم أوفاسق أو أنّه لا يحكم بما أنزل الله ويجب نزعه واستبداله بمن هو أصلح منه ؟




أم أنّهم خرجوا مطالبين بمعاقبة قتلة عثمان من حيث لم يقصدوا مخالفة نهي الرسول عليه الصلاة والسلام ومن حيث لم يتعمّدوا الفتنة ومن حيث لم يتوقعوها .





اذا كانوا لم يخرجوا على حاكمهم بنية أنه ظالم مبدل لشرع الله فالقضية تكون هنا أعظم لأنه اذا كان حاكمهم مسلما عادلا صالحا تمت بيعته بيعة شرعية فيحرم الخروج عليه ما أقام فيهم كتاب الله لكننا حين ننظر في تاريخنا نجد أن معاوية وأم المؤنين عائشة لم يبايعها علي رضي الله عنه وكذلك الزبير وطلحة فما معنى عدم المبايعة ؟؟

واذا كانوا خرجوا على أساس القصاص من قتلة عثمان فلماذا لم يقتص معاوية رضي الله عنه من قتلة عثمان رضي الله عنه بعد أن استتاب له الأمر ؟؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد زغلول مشاهدة المشاركة
مع أنّهم رضي الله عنهم أخطأوا في اجتهادهم وخروجهم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد زغلول مشاهدة المشاركة


أمّا أنتم فقد خرجتم بنيّة "الخروج على الحاكم المسلم الظالم" مخالفين بذلك النهي الصريح للرسول عليه الصلاة والسلام "مع سبق الإصرار والتعمّد" ومع علمكم المسبق بوقوع الفتنة



-اذا كان نهي النبي صلى الله عليه وسلم خفي على أم المؤنين

عائشة رضي الله عنها فبالله عليك كيف لشباب يعيشون في القرن

21 أن يعلموا به ؟؟

- هل يستحيل عقلا وشرعا أن تسقط أحاديث نبوية تخص النظام الاسلامي على النظام العلماني الديمقراطي ؟؟

- الصحابة رضي الله عنهم حاكمهم كان مسلما عادلا يحكم بالشريعة مبشرا بالجنة ومع هذا لم يبايعوه وخرجوا عليه يا أخي هؤلاء صحابة بل كبار الصحابة الذين رافقوا رسول الله عليه الصلاة والسلام وشهد لهم بالجنة كالزبير وطلحة وأم المؤنين عائشة فكيف يعقل أن يخفى عليهم نهي رسول الله واذا كانوا خرجوا على حاكم كمثل علي رضي الله عنه فمابالك لو عاصروا أحد حكام اليوم ؟؟

- لو حكم الصحابة رضي الله عنهم حاكما يحكمهم بغير ما أنزل الله ويتخد شريعة فارس والروم دستورا له ويفصل دينهم عن شؤون دولتهم فما سيكون موقفهم ؟؟ هل سيقولون له نطيعك حتى لو ضربت ظهورنا ؟؟

- حكام زماننا أغلبهم علمانيين فهذا هو الوصف الأقوم لهم .

- الثوار خرجوا على الحاكم العلماني الديكتاتوري بنية رفع الظلم وتحقيق العدالة وتلبية حقوقهم وذلك عبر ثورة سليمة رافعين فيها مطالبهم وهذا الفعل ولي الأمر نفسه يجيزه ويقره في دستوره لكن ولي الأمر حولها لمسرح يقتل فيه ويبطش فالفتنة جاءت من الحاكم لا من الثوار .

- أيضا الفتنة كانت واقعة قبل الثورات ولا يوجد أشد فتنة من العيش تحت نظام علماني متطرف ديكتاتوري يمارس أشد أنواع الظلم والبطش و التاريخ يقول لنا أن كل الثورات التي حدثت قام بعدها دول قوية فمعاوية أسس دولة قوية بلغت مشارق الأرض وغاربها وكذلك بنو العباس بعد خروجهم على بني أمية أسسوا دولة حضارية عظيمة وكذلك العثمانيين و المماليك وأيضا الوهابية خرجوا على بني عثمان وأسسوا دولة تقيم الشريعة فالخروج على الحكام سنة الله في خلقه وقدر من قدر الله فالذي صنع تلك الأنظمة هو الله والذي صنع من يسقطها هو الله ولن يبدل مشيئة الله لا أنا ولا أنت ولا مشايخ السلفية ولا أي أحد .






اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد زغلول مشاهدة المشاركة
ثم

لمذا تريد أن تتبع الصحابة الكرام في خطئهم ؟


أم أنّك تعتقد أنّ الصحابة الكرام لا يخطئون، وأن الفتنة التي وقعت بينهم تجوز في ديننا الحنيف ؟؟؟
لكن أليسوا هم السلف الصالح وأهل القرون المفضلة ؟؟

وليس الصحابة رضي الله عنهم وحدهم الذين خرجوا على الحكام فحتى التابعين والفقهاء الذين عاشوا في القرون المفضلة فهل جميع هؤلاء العظماء الذين رافقوا النبي صلى الله عليه وسلم ودرسوا الفقه الشرعي الصحيح مخطئين جاهلين بحقيقة الاسلام وأنت فقط تعلم بنهي النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤنين عائشة لا تعلم به ؟؟

ذكر الجصاص رحمه الله كيف خلع كبار التابعين بيعة عبد الملك بن مروان ونابذوا الحجاج بالسيف :
يقول :
" وقد كان الحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وسائر التَابعين : يأخذون أَرزاقهم من أيدي هؤلاء



الظلمة : لا على أَنهم كانوا يتولونهم : ولا يرون إمامتهم .. وإِنما : كانوا يأْخذونها على أَنها حقوقا ًلهم في
أَيدي قوم ٍفجرة (يقصد جواز ذلك كما يجوز تقاضي المسلم أجره على عمله من كافر أو مبتدع) ..
وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم : وقد ضربوا وجه الحجاج بالسيف !!.. وخرج عليه من القرَاء (أي
العلماء والفقهاء) : أربعة آلاف رجل : هم خيار التابعين وفقهاؤهم !!.. فَقَاتلوه مع عبد الرحمن بن محمد
بن الأشعث بالأهواز .. ثمَ بالبصرة .. ثمَ بدير الجماجم : من ناحية الفرات بقرب الكوفة .. وهم خالعون
لعبد الملك بن مروان : لاعنون لهم .. متبرئون منهم " !!!..





وهذا الإمام مالك رحمه الله قد سُجن وعُذب كما جاء في (العلل ص 186) لأنه كان يقول بعدم انعقاد بيعة
المُكره أو المُجبر !!!..



وكان يقول أيضا ًرحمه الله وكما في (تاريخ الذهبي 9 /331) :
" ضُربت فيما ضُرب فيه ابن المسيب ومحمد بن المنكدر وربيعة !!.. ولا خير فيمَن لا يؤذى في هذا الأمر " !










قديم 2012-06-30, 21:59   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
البليدي جمال
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة الأخ "*Jugurtha* الحلقة الأولى:

"معنى شمولية النظام الإسلامي , ومن يحق له الكلام في السياسة الشرعية":


الحمد لله الذي هدانا لهذا ولولاه لما كنت من المهتدين :

أولا :لازلت أخي "جاكرتا" مصرا على إلزام مخالفك بما هو منه براء حتى تصور للقارئ موطنا للنزاع هو في الحقيقة موطن خداع لا علاقة له بمحل النزاع في شيء, وكمثال ذلك : مسألة شمولية النظام الإسلامي السلفي النبوي التي طالما بينت لك في أكثر من مشاركة معنى هذه الشمولية حتى جف قلمي وأنا أقرر وأكرر أن معنى شمولية النظام الإسلامي لا يعني بحال أن السياسة الشرعية هي كل ما نطق به الشرع !
فأنا لا أخالفك في أن قوانين المرور والإقتصاد وتقديم الحلول لمشاكل البطالة والسكن وما إلى ذلك , لا أخالفك بأنها لا تدخل بالنص القطعي الصريح في النظام الإسلامي فلا يعقل أن تكون هناك نصوص تتكلم عن القرن الواحد والعشرين في حين أن القرآن نزل قبل أربعة عشر قرنا؟ إذ لا يمكن للكفار ولا للمسلمين في ذاك الزمان أن يستوعبوا تلك الأمور لأنها خارج عن إيطار زمانهم وعصرهم لكن كون هذه الأمور لم تأتي بالنص القطعي فهذا لا يعني أنها ليست جزء من النظام الإسلامي لأن هناك قواعد شرعية تتناسب مع كل الأزمنة , وهذه القواعد نزن بها كل جديد ينزل بالعصر
وقد نقلت لك توضيح الإمام ابن القيم لذلك لكنك تجاهلته بل لم تقتبسه ولم تعلق عليه ببنت شفة ,وهذا يدل على أنك لا تريد سوى الجدال بالباطل وأنك تركز على موطن النزاع فتزيدهم نزاعا والله المستعان.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله(( فإن أردتَ بقولك: ( لا سياسة إلا ما وافق الشرع ) أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح، وإن أردتَ ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة؛ فقد جرى من الخلفاء الراشدين من القتل والمثل ما لا يجحده عالم بالسير، ولو لم يكن إلا تحريق المصاحف كان رأيا اعتمدوا فيه على مصلحة ... ".
ولعلي أضرب لك مثالا مبسطا في غاية التبسيط فانظر مثلا إلى قاعدة: (ما أسكر كثيره فقليه حرام)) فبهذه القاعدة نستطيع أن نحكم بتحريم المخدارت بالرغم من أنها لم تكن موجودة في زمن الوحي ولا موجودة لفظا في الآيات والأحاديث لكن هذا لا يعني أن الإسلام لم يحرمها.
وكذلك آليات الحكم والسياسة فالعلماء المجتهدون ينظرون لكل حادثٍ جديدٍ, ويردونه إلى الأصول والكليات, ويعرفون الأشباه والنظائر ويلحقونها بها, ومن ثَمّ يلحقونها بالحكم الأول إباحةً أو حظراً, إيجاباً أو تحريماً... والسياسة لا تخرج عن تلك الأقسام الأربعة أو الأحكام الخمس حالها كحال كل العلوم فإما أن تكون شرعية وإما أن تكون طاغوتية ولا يمكن الحكم عليها إلى بالنظر في أصولها التي قامت عليها, وسبق وبينت أن أصول السياسة العصرية(لا الشرعية الإسلامية) أصول كفرية شركية طاغوتية.

أما أن نترك الأمر لإباحة كل جديد فهذا لا يخفى عليك خطره على الإسلام والمسلمين. لأننا سنفتح الباب لكل عربيد وكل فاسق وفاجر يعبث بدين الله تعالى .
فقولك :
اقتباس:
- نعم فهؤلاء (( ابن حزم,,ابن تيمية,,ابن رشد ,,الماوردي )) هم من وضعوا مفاهيم للدولة الاسلامية ونحن حين نقرأ لهم نجد عندهم خلافات كثيرة وكثير من الأمور التي كتبوها هي فقط اجتهادات منهم لهذا نجد تناقضا عندهم و بعضها يستحيل تطبيقه في هذا العصر .


وقولك :
اقتباس:

بل حتى خواص أهل العلم هؤلاء نجد عندهم خلاف وتناقض في فتاويهم وأغلب فتاويهم في السياسة المعاصرة يستغلها الحكام لخدمة مصالحهم

وقولك:

اقتباس:
ا ولكن السلفية يأبون هذا وحين نطالبهم بأدلة من الكتاب و السنّة تبين توضح نظام الحكم مثلما وضح الغرب نظامهم في دساتيرهم يأتوننا بأقوال التابعين والسلف فهؤلاء اجتهدوا ووضعوا نظاما للحكم خاصا بزمانهم أما زماننا فيختلف كثيرا عنهم .
أقول :
هذا الكلام الصادر منك خارج محل النزاع ولا علاقة له بما نحن فيه من شيء , بل وفيه اتهام صارخ وكذب واضح على أهل السنة السلفيين فوالله وتالله وبالله لا يوجد سلفي من السلفيين ابتداءا من زمن النبوة إلى يومنا هذا من قال أو زعم في يقظته أو منامه أن نظام الحكم نظام جامد يقتصر فقط على النصوص؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم, وإنك لو اطلعت على كتب السلفيين في هذا شأن لما اتهمتهم بهذه التهمة الصلعاء والفرية العمياء فانظر كتاب الأحكام السلطانية للماوردي أو السياسة الشرعية لابن تيمية أو نظام الشورى في الإسلام للعلامة أمان جامي أو شروحات العلماء كالعثيمين وابن باز والفوزان لبعض الكتب التي تتناول هذه المسألة(=نظام الحكم) فكل هؤلاء العلماء متفقون مجمعون على أن نظام الحكم في الإسلام منه :
1- ماهو نصي جاء به النص القطعي كمسألة مسائلة الحكام وطريقة التعامل مع الحكام وكيفية اختيار الحكام وماهي واجبات الحكام اتجاه شعوبهم وحقوقهم وغيرها من المسائل فهذه الأمور لا اجتهاد فيها لأن النصوص من الكتاب والسنة جاءت واضحة في ذلك بحمد الله , وقد أجمع أهل السنة عليها ولم يخالف فيها أحد.
2_ومنها ما تركت للإجتهاد الذي حث عليه الشرع , ولست ضد الاجتهاد فيما لا يخالف الشرع وقد نبه إلى ذلك الإمام ابن القيم بقوله: ( هذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام، وهو مقام ضَنْك ومعتَرَك صعب، فرَّط فيه طائفة فعطَّلوا الحدود وضيَّعوا الحقوق، وجرَّؤوا أهل الفجور على الفساد، وجعلوا الشريعة قاصرة لا تَقوم بمصالح العباد، وسَدّوا على أنفسهم طرقاً صحيحةً من الطرق التي يُعرَف بها المحِق من المبطل، فعطَّلوها مع علمهم وعلم الناس بها أنها أدلة حق، ظناً منهم منافاتها لقواعد الشرع، والذي أوجب لهم ذلك نوعُ تقصير في معرفة الشريعة والتطبيق بين الواقع وبينها، فلما رأى ولاة الأمر ذلك وأن الناس لا يستقيم أمرهم إلا بشيء زائد على ما فهم هؤلاء من الشريعة فأحدثوا لهم قوانين سياسية ينتظم بها مصالح العالم، فتولَّد من تقصير أولئك في الشريعة وإحداث هؤلاء ما أَحدثوه من أوضاع سياستهم شرٌّ طويل وفساد عريض، وتفاقم الأمر حتى تعذَّر استدراكُه، وأفرط فيه طائفة أخرى فسَوَّغَت منه ما يُناقض حكم الله ورسوله ... ولا نقول إن السياسة العادلة مخالفة للشريعة الكاملة، بل هي جزء من أجزائها وباب من أبوابها، وتسميتها
( سياسة ) أمر اصطلاحي، وإلا فإذا كانت عَدْلاً فهي من الشرع "
)).فتنبه لهذا التأصيل السلفي البديع
وغالبا ما يحصل الخلاف -أو ما تسميه أنت تناقضا -في مثل هذه المسائل الاجتهادية عند أهل العلم لهذا أمرنا الله تعالى في هذه الحالة إلى اتباع خواص أهل العلم المعروفين بالاجتهاد دون غيرهم لأنهم أقل خطئا واختلافا عن غيرهم فالحمد لله على نعمة الإسلام.
قال الله تعالى : ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
فأفاد قوله تعالى ((الذين يستنبطونهم)) ((منهم)) أي أن الأمر خاص وليس عام لجميع العلماء بل لفئة قليلة من العلماء وهم أهل الاجتهاد لا السفهاء والرويبضات الذين يظهرون على الفضائيات فهؤلاء أغبى الخلق وأجهلهم بالشرع فضلا عن الواقع الذي لا يجهله أحد.

لهذا أقول :


النقطة المتفق عليها :
هناك أمور اجتهادية تتغير بتغير الأزمان والأحوال .

النقاط المتنازع فيها :

1-هناك أمور نصية غير اجتهادية في نظام الحكم متفق عليها عند أهل السنة والجماعة قاطبة لا تتغير لا بتغير الزمان ولا بتغير المكان.... هل توافق؟ نعم أم لا؟

2-خواص أهل العلم الجامعون لفنون الشريعة هم أحق بالكلام في السياسة الشرعية دون غيرهم لأنهم أعرف بالكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مجمله ومفصله ناسخه ومنسوخه ..... هل توافق نعم أم لا؟
قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ: " فإذا بلغ الإنسان مبلغا فَهِمَ عن الشارع فيه قَصْدَه في كل مسألة من مسائل الشريعة، وفي كل باب من أبوابها، فقد حصل له وصفٌ هو السبب في تنزّله منزلة الخليفة للنبي صلى الله عليه وسلم في التعليم والفتيا والحكم بما أراه الله ".
وقال الشافعي ـ رحمه الله ـ: " ولا يشاوِر إذا نزل المشكل إلا أمينا عالما بالكتاب والسنة والآثار وأقاويل الناس والقياس ولسان العرب " » مختصر المزني «.
وقد كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يشاور في القضايا السياسية إلا أبا بكر وعمر ومن هم على مستواهما، وما قصة أسرى بدر عنكم ببعيد.
ومما يدل على أن أهل العلم المبرزين كان لهم مجلس خاص بهم لا يشاركهم فيه غيرهم ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر يُدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم:لِمَ يدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: ” إنه ممن قد علمتم “.
وإنما امتاز ابن عباس بالدخول على المجتهدين دون غيره من الشباب لتميُّزه عنهم بدعاء الرسول
صلى الله عليه وسلم: » اللهم فقِّهه في الدين وعَلِّمه التأويل « رواه أحمد وهو صحيح. قال ابن القيم: ” ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس أن يُفقِّهه في الدين ويُعَلِّمه التأويل، والفرق بين الفقه والتأويل: أن الفقه هو فهْم المعنى المراد، والتأويل إدراك الحقيقة التي يَؤول إليها المعنى التي هي أخيّته وأصله، وليس كل مَن فَقه في الدين عَرَف التأويل، فمعرفة التأويل يَختص به الراسخون في العلم “.

يتبع بعد صلاة العشاء إذا تيسر لي الوقت.











قديم 2012-06-30, 23:23   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
البليدي جمال
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة الأخ "*Jugurtha* الحلقة الثانية:

شبهات من أنكر شمولية النظام الإسلامي ومن له الأحقية للكلام في السياسة:


بعد أن حررت موطن الاتفاق ومواطن النزاع كما في الحلقة الأولى أشرع الآن في الرد على الشبهات الأخ "*Jugurtha* هذا مع التنبيه أن هذه الشبهات أو الأدلة في نظر الأخ إنما ساقها صاحبها معتمدا على موطن الخداع لا النزاع فهو بنى حججه على مقدمة فاسدة وهي اتهامه لأهل السنة بالجمود في السياسة الشرعية لا الاجتهاد كما سبق وبيناه, أما أنا هاهنا فسأرد عليه بناءا على موطن النزاع لا الخداع فلينتبه القارئ لذلك:

مخلص الشبهات :
اختلاف الأمة قديما وحديثا دليل على عدم وجود نظام إسلامي شامل وذريعة لعدم الأخذ عن أهل الإجتهاد في السياسة الشرعية:

قال الأخ "*Jugurtha*:
اقتباس:
- خواص أهل العلم في هذا الزمان من يحددهم ؟؟ كل مسلم يحدد خواص أهل العلم حسب مذهبه وتوجهه وهكذا نبقى في دوامة أخرى لا نهاية لها.
وقال أيضا:
اقتباس:
يا أخي لو كان هناك سياسة شرعية كاملة وشاملة تم تفصيلها في كتاب الله لما وجدنا لا حزبيين ولا تغريبيين ولاهم يحزنون فالصلاة وأحكام الوضوء جاء الدين فيها بالتفصيل لهذا لا نجد المسلمين مختلفين حولها
وقال أيضا:
اقتباس:
اذا لم لختلف الصحابة رضي الله عنهم حول الحكم فهذا دليل على أنهم كانوا يعلمون أن هناك نظام اسلامي شامل وكامل اذا لماذا لم يحول معاوية بن أبي سفيان الحكم الى هذا النظام السلفي وقام بتوريث الحكم هو كان كاتبا للوحي ومن فقهاء الصحابة فهل رغم مكانته هذه كان يجهل بالنظام السلفي ؟؟ بل لماذا اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة ولماذا نجد بيعات الخلفاء الراشدين مختلفة ؟؟ ولماذا أيضا لم يحول عمر بن عبد العزيز الحكم من الملكي الى السلفي هو كان حاكما بالشريعة فهل خفي عليه هذا الأمر رغم منزلته ولم يعلم به الا سلفية زماننا ؟؟
والجواب :
أولا: أما عن قولك من يحدد العلماء؟ فأقول: اعرف الحق تعرف أهله فالذي يحدد العلماء هو معرفة الحق ولا يكون ذلك إلا بالهداية من رب العالمين لا بالكتب ولا بالذكاء ولا الفطنة التي يباهى بها دعاة السياسة العصرية إنما بنور يقذفه الله تعالى في قلب العبد إذا استهدى الله تعالى بالطلب والدعاء وفعل الخيرات إخلاصا لله تعالى واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كان العبد لربه مخلصا ولنبيه متبعا إلا وكان الحق يدور معه بحسب اخلاصه واتباعه لنبيه عليه الصلاة والسلام , وبهذا يعرف الحق ثم يعرف يميز بين العالم المجتهد وبين الرويبضة التافه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم((التافه يتكلم في أمور العامة)).
ثانيا: أما احتجاجك بتفرق المسلمين مذهبيا وجعلك لهذا التفرق ذريعة لعدم أخذ السياسة الشرعية عن علماء السنة السلفيين فهذا احتجاح منقوض مردود لأن التفرق حاصل ولا بد وهو من سنة الله تعالى الكونية القدرية ولا يمكن رد الشرع بالاحتجاح بالقدر أو الواقع كما هو معلوم عند العقلاء إنما أنت مطالب بالبحث عن الحق أولا ثم اتباعه ثانيا ثم معرفة أهله ثالثا سواء كان المسلمين مختلفين أو متفقين أو متقاتلين وسواء كنت في القرن السابع أو القرن الواحد والعشرين لا فرق فتفرق المسلمين حق لا أخالفك فيه لكن حق قدرا لا شرعا أما شرعا فأنت مطالب بتطبيق أوامر الله تعالى ورسوله, وقد أمرك ربك بالرجوع لأهل الإجتهاد في مسائل السياسة الشرعية .



ثالثا:تفرق المسلمين إلى حزبيين و تغريبيين وسلفيين حجة عليك لا لك لأن المسلمين ما تفرقوا إلا بابتعادهم عن الشريعة الإسلامية السلفية عموما والنظام الإسلامي السياسي خصوصا فتفرق المسلمين العقائدي إلى قدرية وأشعرية وجهمية وأهل حديث(=سلفيون)) إنما جاء ببقاء أهل الحديث على الأصل وخروج البقية إلى الفلسفة وبدعة علم الكلام في العقائد, وتفرقهم السياسي إلى سلفيين وإخوانيين وتكفيريين إنما جاء ببقاء السلفيين على النظام السياسي الإسلامي المحمدي وخروج البقية إلى النظام الدموي الإرهابي الثوري أو النظام البرلماني الديمقراطي الغربي فليس أهل السنة الملامون على التفرق لأن هؤلاء بقوا ثابتون صامدون شامخون على الأصل خلافا للبقية الذين ابتدعوا في دين الله تعالى ما ليس منه.
فلا تحتج بالقدر على الشرع إذ لا يخفى عليك
أن ديننا هو الدين الواحد الذي يحث على الائتلاف والوحدة والإجتماع وينبذ الفرقة والاختلاف فقد جاءت الأيات والأحاديث النبوية صريحة في ذلك منها:
قوله تعالى(({ واعتصموا بحبل لله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة لله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} )) وقوله تعالى(( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ))
ومن تأمل أحاديث النبي صلى الله عليهم وسلم المتعلقة بالحكم والحاكمية يجدها تدل على هذا بوضوح ففي الفتنة أمرنا بكف الألسن ولزوم البيوت حفاظا على الوحدة.
وفي حال اظطررنا إلى حاكم ظالما فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر والإنكار بالتي هي أحسن حفاظا على الوحدة.
وفي حال جاءنا خارجي يريد تولي الحكم فقد أمرنا بمحاربته حفاظا على وحدة المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام(( مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعًا عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ ، وَيُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ " .

لكن إذا قدر الله تعالى وتغلب هذا الخارجي ووصل الحكم وتمكن فإن النصوص امرتنا بالإقرار بولايته لا شرعا لكن قبولا من أجل الحفاظ على وحدة المسلمين.
ولن أطيل عليك في سرد هذه النصوص الواضحة النيرة لأنها موجودة في تلك الكتب التي يصفها الجهلة والأغبياء بالكتب الصفراء فارجع إلى كتاب"السياسة الشرعية" لابن تيمية رحمه الله فقد استدل بالكثير من الآيات والأحاديث حول ما نحن بصدده.

رابعا:

1-أتفق معك بأن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا لكنني لا أتفق معك بأنهم اختلفوا من أجل الحكم أبدا , وأما احتجاجك بحادثة السقيفة فهي حجة عليك لا لك لأنهم اجتمعوا ليطبقوا مبدأ الشورى فتشاورا بينهم وخرجوا بنتجة وهي تولية الخليقة أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
2-أتفق معك أن بيعة أبي بكر الصديق لم تكن كبيعة عمر رضي الله عنه لكن هذا لا يعني أن البيعتين لم تنص عليهما الشريعة ففي الشريعة طريقتين لتولي الحكم:
الأولى : هي الشورى لقوله تعالى وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ " ( آل عمران : 159 ) وكذا قوله في معرض المدح لجماعة المسلمين : " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " ( الشورى : 38 )

الثانية: الاستخلاف ويدل على هذاقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد, أن يقول القائلون أويتمنى المتمنون, ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون , أو يدفع الله ويأبى المؤمنون) متفق عليه .
وقد عهد أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة من بعده إلى عمر رضي الله عنه,وعهد عمر إلى الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض(أنظر ابن سعد الطبقات الكبرى-ج3 ص196.
ولقد أجمع المسلمون على جواز انعقاد الخلافة بهذا الطريق في عهد الصحابة فمن بعدهم, فلم يعرف منهم من أنكر أو خالف ذلك..يقول النووي : وأجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف ...

3-لست أخالفك أن معاوية رضي الله عنه ولى ابنه يزيد الحكم من بعده لكن هذا جاء على أساس الشورى لا على أساس الأبوة فقد حرص معاوية على موافقة الناس، فعزم على أخذ البيعة لولاية العهد ليزيد، فشاور كبار الصحابة وسادات القوم وولاة الأمصار فجائت الموافقة منهم، وجاءته الوفود بالموافقة على بيعة يزيد وبايعه الكثير من الصحابة حتى قال الحافظ عبد الغني المقدسي ((خلافته صحيحة، بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم ابن عمر ))
وقد ثبت في صحيح البخاري أن ابن عمر بايع يزيد وعندما قامت عليه الفتنة من المدينة جمع أهله وحذّرهم من الخروج على يزيد، فعن نافع قال (( لمّا خلع أهل المدينة بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يُنصب لكل غادر لواء يوم القيامة. وإنَّا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يُبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم يَنصُبُ له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَهُ، ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه ))
وقد خالف ابن الزبير والحسين هذه الموافقة ولا يقدح ذلك في البيعة إذ لا بد من مخالف لذلك، ومن هنا نعلم أن معاوية حرص على موافقة الأمة على بيعة يزيد، ولو أراد معاوية الاستبداد وأخْذ البيعة ليزيد بالقوة والقهر كما يدعي هذا الطاعن لاكتفى ببيعة واحدة، وفرضها على الناس فرضاً، وهذا ما لم يفعله معاوية بل قد خالف من خالف ولم يتخذ معاوية سبيل القوة لارغامهم على البيعة.
ولعل السبب الذي دفع معاوية لأخذ البيعة ليزيد، حتى يُبعد الخلاف ويجمع الكلمة في هذه المرحلة المتوتِّرة التي تعيشها الأمة، وكثرة المطالبين بالخلافة فرأى أنه بتوليته ليزيد صلاح للأمة وقطعاً لدابر الفتنة باتفاق أهل الحل والعقد عليه.

يتبع إن شاء الله,,,,










قديم 2012-07-01, 00:15   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
البليدي جمال
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة الأخ "*Jugurtha* الحلقة الثالثة:

قلت أخي "
*Jugurtha*":

اقتباس:

أخي الحبيب حسن ألفاظك قليلا فأنا لم أنسب اي شيئ زورا للصحابة بل كل ما قلته كنت موجود في كتب التاريخ والتراجم
أقول: 1-ليتك تحسن موقفك من الصحابة وما اتهمتهم به فأنت صورتهم بصورة اللاهثين وراء الكرسي والحكم مع أنني بينت لك أن الخلاف الذي دار بينهم لا علاقة به بالحكم لا من قريب ولا من بعيد إنما في قضية القصاص لقتلة عثمان(=مسألة اجتهادية):

قال شيخ الإسلام رحمه الله:«وعليٌّ رضي الله عنه لم يقاتل أحدًا على إمامة من قاتله، ولا قاتله أحد على إمامته نفسه، ولا ادعى أحد قط في زمن خلافته أنه أحق بالإمامة منه، لا عائشة ولا طلحة ولا الزبير ولا معاوية وأصحابه ولا الخوارج، بل كل الأُمة كانوا معترفين بفضل علي وسابقته بعد قتل عثمان))


فعن شأن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما:
قال أبو مسلم الخولاني وأناس معه لمعاوية : أنت تنازع عليا أم أنت مثله ,فقال معاوية: لا والله إني لأعلم أن عليا أفضل مني وإنه لأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما وأنا ابن عمه وإنما أطلب بدم عثمان فائتوه فقولوا له فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له, فأتوا عليا فكلموه بذلك فلم يدفعهم إليه( )
وعن أبي بردة قال : قال معاوية : ما قاتلت عليا إلا في أمر عثمان. ( )
قال شيخ الإسلام رحمه الله:و معاوية لم يدع الخلافة ولم يبايع له بها حين قاتل عليا ولم يقاتل علي أنه خليفة ولا أنه يستحق الخلافة ويقرون له بذلك وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدؤا عليا وأصحابه بالقتال ولا يعلوا


وأما شأن طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما
:
فيقول شيخ الإسلام رحمه الله:«وأما الحرب التي كانت بين طلحة والزبير وبين علي فكان كل منهما يقاتل عن نفسه ظانًّا أنه يدفع صول غيره عليه، لم يكن لعلي غرض في قتالهم، ولا لهم غرض في قتاله، بل كانوا قبل قدوم علي يطلبون قتلة عثمان، وكان للقتلة من قبائلهم من يدفع عنهم، فلم يتمكنوا منهم، فلما قدم علي وعرفوه مقصودهم عرفهم أن هذا أيضًا رأيه، لكن لا يتمكن حتى ينتظم الأمر، فلما علم بعض القتلة ذلك حمل على أحد العسكرين فظن الآخرون أنهم بدءوا بالقتال فوقع القتال بقصد أهل الفتنة لا بقصد السابقين الأولين».
وأما شأن عائشة رضي الله عنها:
فقد سألها عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي بعدما قتل عثمان وقال لها: ما تأمرين؟ قالت: «الزم عليًّا»( ).
وعائشة خرجت للإصلاح ولم تخرج لقتال علي كما جاء في الحديث أن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله: «عسى الله أن يصلح بك بين الناس»، ولم تنزع يدًا من طاعة.
وقال محمد بن طلحة لها: «مريني بأمرك يا أماه. قالت: «آمرك أن تكون كخير ابني آدم»( ).
فمما سبق يتضح أن القتال الذي وقع بين الصحابة قتال فتنة, فكيف يستدل بقتال فتنة على مشروعية الخروج والثورات؛ فهذا من أبطل الباطل، فالمستدل بقتال الفتنة على مشروعية الثورات رجل فتَّان مفتون.
2-ليتك تكف من سياسة التهويل والتهويش فلا يوجد من أهل بدر من شارك في الفتنة غير أربعة
قال الشعبي رحمه الله:«من حدثك أنه شهد الجمل من أهل بدر غير أربعة أو إن جاءوا بخامس كان علي وعمار ناحية وطلحة والزبير ناحية»( ).
قال بكير بن الأشج رحمه الله:«إن رجالًا من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم»( ).

وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا أبي حدثنا أمية بن خالد قال: «قيل لشعبة: إن أبا شيبة روى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلًا فقال: كذب والله لقد ذاكرت الحكم بذلك وذاكرناه في بيته فما وجدناه شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت». .

-
اقتباس:
السياسة المعاصرة وأنظمة الحكم هذه التي نراها في دول الغرب لم تحدث الا بعد نهاية الحرب العالمية واصدار الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي تقوم عليه جميع الدول الديمقراطية فتلك الحروب كانت السبب الكبير الذي دفع الغرب لمراجعة أفكاره وعقائده ومنه بدأت تتولد لديه العلمانية والانسانية والليبرالية فالاستدلال بها على فساد الديمقراطية التي نراها اليوم ليس بصحيح فالديمقراطية جميعنا نرى ايجابياتها على أرضا لواقع ونرى كيف صنعت دول قوية ومتطورة في الغرب
.


1- بل لا تزال سلبياتها إلى يومنا هذا فلئن كان الغرب خرج من الحرب العالمية الثانية فهو الآن في الحرب العالمية الثالثة الموجهة ضد الإسلام والمسلمين , ومن نتائج هذه الحروب:



فهل هذه أخلاق الإسلام؟

وشرد بسبب هذه الحرب 3,7 مليون عراقي خارج العراق وداخله المصدر:جارديان – الأمم المتحدة
https://www.guardian.co.uk/world/2007.../iraq.marktran

هل هذه أخلاق الإسلام؟
قام الأمريكيون في عام 2004 بارتكاب جرائم مرعبة في منتهى البشاعة والبربرية ضد السجناء العراقيين في سجن أبو غريب وغيره, فجعت كل من في قلبه مثقال ذرة من إنسانية. والتقطت في هذا السجن أكثر من 1800 صورة لأقسى وأرذل أصناف التعذيب والإذلال
أنظر:
https://www.guardian.co.uk/world/2004/may/13/iraq.usa



تعذيب السجناء العراقيين

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
الصعق الكهربائي للسجناء بسجن ابو غريب بالعراق



هل هذه أخلاق الإسلام؟

◘ثانياً- جرائم داخل بلادهم

◄الاسترقاق
حوالي خمسين ألف امرأة وطفلة يتم تهريبهن إلى الولايات المتحدة سنوياً لاسترقاقهن وإجبارهن على ممارسة البغاء. المصدر: نيويورك تايمز:
https://query.nytimes.com/gst/fullpag...57C0A9669C8B63


فهل هذه أخلاق الإسلام؟
◄الجرائم
25% من سجناء العالم في أمريكا رغم أن عدد سكانهم لا يتجاوز 5% من سكان العالم. 2 مليون عدد السجناء في أمريكا.
المصدر: BBC
https://news.bbc.co.uk/2/hi/americas/1242368.stm

◄قتل الأطفال
ففي أمريكا وحدها منذ عام 1973 إلى 2002 قتل بالإجهاض أكثر من 42 مليون جنين !!
المصدر المراكز الأمريكية الحكومية للتحكم بالأمراض:
https://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/ss5511a1.htm


42 مليون جنين قتلهم الشعب الأمريكي وألقى بهم مع النفايات
ومما يزيد القلب كمدا كون هؤلاء الملايين من الأطفال الأمريكيين القتلى لايعتبرون نصارى إذ لم ينصِّرهم آباؤهم بعد بل قتلوا وهم على الفطرة أي ملة الإسلام التي فطر الله الناس عليها. (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ)

فهل هذه أخلاق الإسلام؟
◄ظلم المرأة في الغرب

على خلاف الزواج الإسلامي فللرجال في الغرب الحرية في استغلال النساء بدون زواج ولا ضمانات ولا حقوق ولا أمن مادي أو عاطفي. فمعظم الرجال يعاملون النساء كالبغايا وإن كانت البغي أحسن حالاً إذ تحصل على مقابل أما هؤلاء النساء فدون مقابل.

وإذا حبلت إحداهن من هذا الزنا فهو عبؤها وحدها وعليها أن تختار إما أن تتحمل مسؤولية تربية هذا الإبن غير الشرعي أو قتله وهو ما يسمى بالإجهاض:

في أمريكا وحدها يقتل بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنويا !!
المصدر: المراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض:https://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/ss5511a1.htm


وفي أمريكا 10.4 مليون أسرة تعيلها الأم فقط (دون وجود أب)
دائرة الإحصاءات الأمريكية:
https://www.census.gov/Press-Release/www/releases/archives/families_households/009842.html


في تقرير للمراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض:

متوسط عدد النساء اللاتي يقيم معها الرجل الأمريكي علاقات جنسية هو سبع نساء، بل إن 29 % من الرجال قد أقاموا علاقات جنسية مع أكثر من 15 امرأة في حياتهم:



◄ونشر في بي بي سي دراسة أجريت على 14 دولة أظهرت أن:

42% من البريطانيين اعترفوا بإقامة علاقة مع أكثر من شخص في نفس الوقت بينما نصف الأمريكيين يقيمون علاقات غير شرعية (مع غيرأزواجهم). وكانت النسبة في إيطاليا 38 ٪ وفي فرنسا 36 ٪
المصدر : بي بي سي ( BBC ):
https://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/177333.stm

فهل تقارن الإيجابيات-التي سبق إليها الإسلام وتنكب لها المسلمون- بهذه السلبيات الفظيعة؟!




يتبع....










قديم 2012-07-02, 16:24   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البليدي جمال مشاهدة المشاركة
مناقشة الأخ "*jugurtha* الحلقة الثانية:



شبهات من أنكر شمولية النظام الإسلامي ومن له الأحقية للكلام في السياسة:



بعد أن حررت موطن الاتفاق ومواطن النزاع كما في الحلقة الأولى أشرع الآن في الرد على الشبهات الأخ "*jugurtha* هذا مع التنبيه أن هذه الشبهات أو الأدلة في نظر الأخ إنما ساقها صاحبها معتمدا على موطن الخداع لا النزاع فهو بنى حججه على مقدمة فاسدة وهي اتهامه لأهل السنة بالجمود في السياسة الشرعية لا الاجتهاد كما سبق وبيناه, أما أنا هاهنا فسأرد عليه بناءا على موطن النزاع لا الخداع فلينتبه القارئ لذلك:

مخلص الشبهات :
اختلاف الأمة قديما وحديثا دليل على عدم وجود نظام إسلامي شامل وذريعة لعدم الأخذ عن أهل الإجتهاد في السياسة الشرعية:


قال الأخ "*jugurtha*:
وقال أيضا:
وقال أيضا:
والجواب :
أولا: أما عن قولك من يحدد العلماء؟ فأقول: اعرف الحق تعرف أهله فالذي يحدد العلماء هو معرفة الحق ولا يكون ذلك إلا بالهداية من رب العالمين لا بالكتب ولا بالذكاء ولا الفطنة التي يباهى بها دعاة السياسة العصرية إنما بنور يقذفه الله تعالى في قلب العبد إذا استهدى الله تعالى بالطلب والدعاء وفعل الخيرات إخلاصا لله تعالى واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كان العبد لربه مخلصا ولنبيه متبعا إلا وكان الحق يدور معه بحسب اخلاصه واتباعه لنبيه عليه الصلاة والسلام , وبهذا يعرف الحق ثم يعرف يميز بين العالم المجتهد وبين الرويبضة التافه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم((التافه يتكلم في أمور العامة)).
ثانيا: أما احتجاجك بتفرق المسلمين مذهبيا وجعلك لهذا التفرق ذريعة لعدم أخذ السياسة الشرعية عن علماء السنة السلفيين فهذا احتجاح منقوض مردود لأن التفرق حاصل ولا بد وهو من سنة الله تعالى الكونية القدرية ولا يمكن رد الشرع بالاحتجاح بالقدر أو الواقع كما هو معلوم عند العقلاء إنما أنت مطالب بالبحث عن الحق أولا ثم اتباعه ثانيا ثم معرفة أهله ثالثا سواء كان المسلمين مختلفين أو متفقين أو متقاتلين وسواء كنت في القرن السابع أو القرن الواحد والعشرين لا فرق فتفرق المسلمين حق لا أخالفك فيه لكن حق قدرا لا شرعا أما شرعا فأنت مطالب بتطبيق أوامر الله تعالى ورسوله, وقد أمرك ربك بالرجوع لأهل الإجتهاد في مسائل السياسة الشرعية .



ثالثا:تفرق المسلمين إلى حزبيين و تغريبيين وسلفيين حجة عليك لا لك لأن المسلمين ما تفرقوا إلا بابتعادهم عن الشريعة الإسلامية السلفية عموما والنظام الإسلامي السياسي خصوصا فتفرق المسلمين العقائدي إلى قدرية وأشعرية وجهمية وأهل حديث(=سلفيون)) إنما جاء ببقاء أهل الحديث على الأصل وخروج البقية إلى الفلسفة وبدعة علم الكلام في العقائد, وتفرقهم السياسي إلى سلفيين وإخوانيين وتكفيريين إنما جاء ببقاء السلفيين على النظام السياسي الإسلامي المحمدي وخروج البقية إلى النظام الدموي الإرهابي الثوري أو النظام البرلماني الديمقراطي الغربي فليس أهل السنة الملامون على التفرق لأن هؤلاء بقوا ثابتون صامدون شامخون على الأصل خلافا للبقية الذين ابتدعوا في دين الله تعالى ما ليس منه.

فلا تحتج بالقدر على الشرع إذ لا يخفى عليك
أن ديننا هو الدين الواحد الذي يحث على الائتلاف والوحدة والإجتماع وينبذ الفرقة والاختلاف فقد جاءت الأيات والأحاديث النبوية صريحة في ذلك منها:

قوله تعالى(({ واعتصموا بحبل لله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة لله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} )) وقوله تعالى(( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ))
ومن تأمل أحاديث النبي صلى الله عليهم وسلم المتعلقة بالحكم والحاكمية يجدها تدل على هذا بوضوح ففي الفتنة أمرنا بكف الألسن ولزوم البيوت حفاظا على الوحدة.
وفي حال اظطررنا إلى حاكم ظالما فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر والإنكار بالتي هي أحسن حفاظا على الوحدة.
وفي حال جاءنا خارجي يريد تولي الحكم فقد أمرنا بمحاربته حفاظا على وحدة المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام(( مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعًا عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ ، وَيُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ " .



لكن إذا قدر الله تعالى وتغلب هذا الخارجي ووصل الحكم وتمكن فإن النصوص امرتنا بالإقرار بولايته لا شرعا لكن قبولا من أجل الحفاظ على وحدة المسلمين.
ولن أطيل عليك في سرد هذه النصوص الواضحة النيرة لأنها موجودة في تلك الكتب التي يصفها الجهلة والأغبياء بالكتب الصفراء فارجع إلى كتاب"السياسة الشرعية" لابن تيمية رحمه الله فقد استدل بالكثير من الآيات والأحاديث حول ما نحن بصدده.




رابعا:





1-أتفق معك بأن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا لكنني لا أتفق معك بأنهم اختلفوا من أجل الحكم أبدا , وأما احتجاجك بحادثة السقيفة فهي حجة عليك لا لك لأنهم اجتمعوا ليطبقوا مبدأ الشورى فتشاورا بينهم وخرجوا بنتجة وهي تولية الخليقة أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
2-أتفق معك أن بيعة أبي بكر الصديق لم تكن كبيعة عمر رضي الله عنه لكن هذا لا يعني أن البيعتين لم تنص عليهما الشريعة ففي الشريعة طريقتين لتولي الحكم:
الأولى : هي الشورى لقوله تعالى وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ " ( آل عمران : 159 ) وكذا قوله في معرض المدح لجماعة المسلمين : " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " ( الشورى : 38 )



الثانية: الاستخلاف ويدل على هذاقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد, أن يقول القائلون أويتمنى المتمنون, ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون , أو يدفع الله ويأبى المؤمنون) متفق عليه .
وقد عهد أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة من بعده إلى عمر رضي الله عنه,وعهد عمر إلى الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض(أنظر ابن سعد الطبقات الكبرى-ج3 ص196.
ولقد أجمع المسلمون على جواز انعقاد الخلافة بهذا الطريق في عهد الصحابة فمن بعدهم, فلم يعرف منهم من أنكر أو خالف ذلك..يقول النووي : وأجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف ...



3-لست أخالفك أن معاوية رضي الله عنه ولى ابنه يزيد الحكم من بعده لكن هذا جاء على أساس الشورى لا على أساس الأبوة فقد حرص معاوية على موافقة الناس، فعزم على أخذ البيعة لولاية العهد ليزيد، فشاور كبار الصحابة وسادات القوم وولاة الأمصار فجائت الموافقة منهم، وجاءته الوفود بالموافقة على بيعة يزيد وبايعه الكثير من الصحابة حتى قال الحافظ عبد الغني المقدسي ((خلافته صحيحة، بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم ابن عمر ))وقد ثبت في صحيح البخاري أن ابن عمر بايع يزيد وعندما قامت عليه الفتنة من المدينة جمع أهله وحذّرهم من الخروج على يزيد، فعن نافع قال (( لمّا خلع أهل المدينة بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يُنصب لكل غادر لواء يوم القيامة. وإنَّا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يُبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم يَنصُبُ له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَهُ، ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه ))
وقد خالف ابن الزبير والحسين هذه الموافقة ولا يقدح ذلك في البيعة إذ لا بد من مخالف لذلك، ومن هنا نعلم أن معاوية حرص على موافقة الأمة على بيعة يزيد، ولو أراد معاوية الاستبداد وأخْذ البيعة ليزيد بالقوة والقهر كما يدعي هذا الطاعن لاكتفى ببيعة واحدة، وفرضها على الناس فرضاً، وهذا ما لم يفعله معاوية بل قد خالف من خالف ولم يتخذ معاوية سبيل القوة لارغامهم على البيعة.
ولعل السبب الذي دفع معاوية لأخذ البيعة ليزيد، حتى يُبعد الخلاف ويجمع الكلمة في هذه المرحلة المتوتِّرة التي تعيشها الأمة، وكثرة المطالبين بالخلافة فرأى أنه بتوليته ليزيد صلاح للأمة وقطعاً لدابر الفتنة باتفاق أهل الحل والعقد عليه.



يتبع إن شاء الله,,,,


أخي الكريم

حتى نبتعد عن النقولات الطويلة أجبني عن هذه الأسئلة حتى نوطن موضع النقاش :

1- ما مفهوم هذا النظام السلفي الشامل الكامل ؟ طريقة عمله وآلياته ؟؟ .
2- مصادر التشريع في هذا النظام السلفي ؟؟
3- من حكم بهذا النظام السلفي الشامل الكامل عبر التاريخ الاسلامي ؟؟

علماء المسلمين قديمًا و حديثًا تكلموا عن نظام الحكم و جميعهم يتفقون على الغاية من الحكم وهي اِقامة الدين ونشر العدل والتوحيد لكن خلافهم كان حول آليات الحكم ووسائله وهذا ما سناقشه باذن الله .









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
اللائكية, السلفية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc