الحشوية ليسوا حنابلة - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحشوية ليسوا حنابلة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-18, 08:17   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عادل;1[COLOR=red
للرسول محمد ص.

[/COLOR]
حكم اختصار اسم الرسول نحو -صلعم



ما حكم اختصار اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل (صلعم)؟

ما ينبغي هذا، ينبغي لمن كتب اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أو نطق به أن يصلي صلاة كاملة ، يقول - صلى الله عليه وسلم-، ولا يقول: صلعم، ولا ص فقط، هذا كسل لا ينبغي، بل السنة والمشروع أن يكتب الصلاة صريحة ، فيقول- صلى الله عليه وسلم-، أو - عليه الصلاة والسلام-؛ لأن الله قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56)]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا). وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أن جبريل أخبره أنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ومن سلم علي واحدة سلم الله عليه بها عشراً. الحسنة بعشرة أمثالها، فلا ينبغي للمؤمن أن يكسل ، ولا للمؤمنة أن تكسل عند الكتابة ، أو عند النطق باسمه - صلى الله عليه وسلم - على الصلاة والسلام عليه خطاً ولفظاً، أما الإشارة بالصاد أو بـ صلعم فهذا لا ينبغي.
https://www.binbaz.org.sa/mat/9305








 


قديم 2012-12-18, 13:02   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
د.عادل
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
حكم اختصار اسم الرسول نحو -صلعم



ما حكم اختصار اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل (صلعم)؟

ما ينبغي هذا، ينبغي لمن كتب اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أو نطق به أن يصلي صلاة كاملة ، يقول - صلى الله عليه وسلم-، ولا يقول: صلعم، ولا ص فقط، هذا كسل لا ينبغي، بل السنة والمشروع أن يكتب الصلاة صريحة ، فيقول- صلى الله عليه وسلم-، أو - عليه الصلاة والسلام-؛ لأن الله قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56)]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا). وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أن جبريل أخبره أنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ومن سلم علي واحدة سلم الله عليه بها عشراً. الحسنة بعشرة أمثالها، فلا ينبغي للمؤمن أن يكسل ، ولا للمؤمنة أن تكسل عند الكتابة ، أو عند النطق باسمه - صلى الله عليه وسلم - على الصلاة والسلام عليه خطاً ولفظاً، أما الإشارة بالصاد أو بـ صلعم فهذا لا ينبغي.
https://www.binbaz.org.sa/mat/9305
شخصيا كثيرا ما أستعمل هذه الإختصارات .. و جازاك الله خيرا أن نبهتنا ... اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا و حبيبنا و شفينا محمد بن عبد االله، عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم

اللهم إجعلنا من الذين " يستمعون القول فيتبعون أحسنه "









قديم 2012-12-18, 23:38   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

هل ردك على الحافظ الحافظ عبدالرحمان بن الجوزي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والله انه لشيء عجاب ، ايها الصغير، ادرج ليس هذا مقامك.
ولو صدقو الله لكان خيرا لهم!!

ابن الجوزي إضطرب في هذه المسألة ولم يثبت على قول و له كتاب يرد فيه عل منكري الصفات من المعطلة و غيرهم!!!

ومناقشة الحنابلة له وردهم عليه مشورة منثورة بل و في ترجمته!!! فلما الكيل بمكيالين!!!
أرجو أن تبين لي أني كذبت عليه!!!
أو سأبين كذبك!!!









قديم 2012-12-19, 17:41   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقير إلى الله مشاهدة المشاركة
ولو صدقو الله لكان خيرا لهم!!

ابن الجوزي إضطرب في هذه المسألة ولم يثبت على قول و له كتاب يرد فيه عل منكري الصفات من المعطلة و غيرهم!!!

ومناقشة الحنابلة له وردهم عليه مشورة منثورة بل و في ترجمته!!! فلما الكيل بمكيالين!!!
أرجو أن تبين لي أني كذبت عليه!!!
أو سأبين كذبك!!!
لوقلت لوصدقونا لكن خيرا لهم، المتحدث لا يصدق الا الله عز وجل ، ولا ولن يصدق الحشوية، وصيد الخاطر ايها الصغير زيزو ردا مفحما للحنابلة الحشوية ، وكذ الباز الاشهب ، والذي سفه فيه ابو يعلى والزاغوني وغيره ، ادرج ايها الصغير ليس المقام مقامك.









قديم 2012-12-19, 18:48   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










B2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة
لوقلت لوصدقونا لكن خيرا لهم، المتحدث لا يصدق الا الله عز وجل ، ولا ولن يصدق الحشوية، وصيد الخاطر ايها الصغير زيزو ردا مفحما للحنابلة الحشوية ، وكذ الباز الاشهب ، والذي سفه فيه ابو يعلى والزاغوني وغيره ، ادرج ايها الصغير ليس المقام مقامك.
لا يَتَعَلَّمُ العِلْم مُسْتَحيٍ ولا مُسْتَكْبِر

مشكلتك أخي هي ظنك أنك فهمت كل شئ و كل من خالفك ظال .. و التعصب في الدين لا يزيد المرء إلا جهلا على جهله .. فلو تمعنت في كلام من تلمزهم لوجدت أن عقيدتك و عقيدتهم واحدة و خاصة في مسألة الاسماء و الصفات إلا أن شيوخك هم من وضعوا في ذهنك هذه الشبهات لينفروك من السلفية و يلبسوها أبشع الاقنعة .. فهل سألت نفسك لماذا يُعتبر شيخ الاسلام ابن تيمية و الشيخ محمد بن عبد الوهاب رؤوس الشر عند كل من يحارب السلفية ... ابحث فقط عن زمن حياتهم و عن مؤلفاتهم و ستجد أنهم عاشوا في زمن اشتدت فيها البدع و الشركيات و انتشرت فكان الشخان كالترياق الذي أذهب سم الظلالة فبقيا شوكة في حناجر أهل البدع و لن ينسوا أنهما دمرا عقائهم الفاسدة و صححا منهج الامة .. و خير مثال الروافض فلن تجد قوم يكرهونهم أكثر من سنة السعودية و يسمونهم بالوهابية نسبة للشيخ الذي هذم قواعد الشرك في بلادهم و فضح عقائدهم و جعل من التوحيد سد منيعا عجر الروافض من اختراقه .. لكن لو سالتهم عن الصوفية أو القبوريون فلن تجد شرارة البغض في أعينهم لأنهم يستطيعون استمالتهم و التعايش معهم ...
نصيحة لوجه الله .. اذا كنت تبحث عن الحقيقة فلا تصم أذنك و افتح عينيك و استعمل عقلك لمعرفة الحق من الظلال .. و لا تجعل لك مرجعية تعدل من يعدله و تكفر من يكفره و تتبع من يتبعه و كأنه نبي مرسل . فالحجة بالقرآن و السنة و هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ..
و أسأل الله أن يهدينا الى الحق و يثبنا عليه ..









قديم 2012-12-19, 21:32   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
لؤلؤة الفردوس
عضو محترف
 
الصورة الرمزية لؤلؤة الفردوس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
الحشوية


لقب من ألقلب السوء التي يطلقها اهل البدع على واختلف في أصل هذه الكلمة وما المراد بها ومن أول من تكلم بها،

قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: فأما لفظ الحشوية فليس فيه ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة فلا يدرى من هم هؤلاء،


وقد قيل إن أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد، فقال: كان عبد الله بن عمر حشوياً وكان هذا اللفظ في اصطلاح من قاله يريد به العامة الذين هم حشو؛ كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور. انتهى.


وقال في مجموع الفتاوى: هذا اللفظ أول من ابتدعه المعتزلة، فإنهم يسمون الجماعة والسواد الأعظم الحشو، كما تسميهم الرافضة الجمهور. انتهى.

والظاهر أن معناها إما أنهم من حشو الناس أو أنهم أصحاب حشو في الكلام يعني ما عندهم إلا قال الله، قال الرسول، ما عندهم قواعد عقلية، ما عندهم مقدمات منطقية،


ولهذا سموا أهل السنة حشوية بمعنى أنهم أهل حشو؛ كما أفاده شيخ الإسلام رحمه الله والشيخ التويجري في شرح الحموية، يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وهؤلاء يعيبون منازعهم إما لجمعه حشو الحديث من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه، أو لكون اتباع الحديث في مسائل الأصول من مذهب الحشو، لأنها مسائل علمية والحديث لا يفيد ذلك، لأن اتباع النصوص مطلقاً في المباحث الأصولية الكلامية حشو، لأن النصوص لا تفي بذلك. انتهى.


وأما عن القصد من وراء ذلك فهو التنفير من اتباع ما يزعمون بطلانه جهلاً منهم بالحق،


قال الألوسي في مسائل الجاهلية: وخصوم السلفيين يرمونهم بهذا الاسم، تنفيراً للناس عن اتباعهم والأخذ بأقوالهم، حيث يقولون في المتشابه: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ. وقد أخطأت استهم الحفرة، فالسلف لا يقولون بورود ما لا معنى له لا في الكتاب ولا في السنة، بل يقولون في الاستواء مثلاً: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر. إلى أن قال: والمقصود أن أهل الباطل من المبتدعة رموا أهل السنة والحديث بمثل هذا اللقب الخبيث. انتهى.


هذا وقد رد ابن تيمية اتهام أهل الكلام لمذهب السلف بالحشو فقال: وإن كان مراده بالحشوية أهل الحديث على الإطلاق سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا فاعتقاد أهل الحديث هو السنة المحضة لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث بشيء من هذا والكتب شاهدة بذلك.

وإن كان مراده بالحشوية عموم أهل السنة والجماعة مطلقاً فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة، وجمهور المسلمين لا يظنون أن أحداً قال هذا، وإذا كان في بعض جهال العامة من يقول هذا أو أكثر من هذا لم يجز أن يجعل هذا اعتقاداً لأهل السنة والجماعة يعابون به وإنما العيب فيما قالته رجال الطائفة وعلماؤها. انتهى.

كما رد اتهام الحنابلة بذلك فقال: ولما انتهى الكلام إلى ما قاله الأشعري: قال الشيخ المقدم فيهم لا ريب أن الإمام أحمد إمام عظيم القدر ومن أكبر أئمة الإسلام لكن قد انتسب إليه أناس ابتدعوا أشياء فقلت: أما هذا فحق وليس هذا من خصائص أحمد بل ما من إمام إلا وقد انتسب إليه أقوام هو منهم بريء، قد انتسب إلى مالك أناس مالك بريء، منهم وانتسب إلى الشافعي أناس هو بريء منهم، وانتسب إلى أبي حنيفة أناس هو بريء منهم، وقد انتسب إلى موسى عليه السلام أناس هو منهم بريء، وانتسب إلى عيسى عليه السلام أناس هو منهم بريء، وقد انتسب إلى علي بن أبي طالب أناس هو بريء منهم، ونبينا قد انتسب إليه من القرامطة والباطنية وغيرهم من أصناف الملاحدة والمنافقين من هو بريء منهم.

وذكر في كلامه أنه انتسب إلى أحمد ناس من الحشوية والمشبهة ونحو هذا الكلام، فقلت: المشبهة والمجسمة في غير أصحاب الإمام أحمد أكثر منهم فيهم، هؤلاء أصناف الأكراد كلهم شافعية وفيهم من التشبيه والتجسيم ما لا يوجد في صنف آخر، وأهل جيلان فيهم شافعية وحنبلية، قلت: وأما الحنبلية المحضة فليس فيهم من ذلك ما في غيرهم. إلى أن قال: وقلت لهذا الشيخ: من في أصحاب الإمام أحمد -رحمه الله- حشوي بالمعنى الذي تريده؟ الأثرم أبو داود المروذي الخلال، أبو بكر عبد العزيز، أبو الحسن التميمي بن حامد، القاضي أبو يعلى، أبو الخطاب بن عقيل؟ ورفعت صوتي وقلت: سمهم قل لي منهم؟ من هم؟ أبكذب ابن الخطيب وافترائه على الناس في مذاهبهم تبطل الشريعة وتندرس معالم الدين.
السلآم عليكم
بآرك الله فيك
و جزاك خيرا









قديم 2012-12-20, 11:50   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










New1

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصرالدين الجزائري مشاهدة المشاركة
لا يَتَعَلَّمُ العِلْم مُسْتَحيٍ ولا مُسْتَكْبِر

مشكلتك أخي هي ظنك أنك فهمت كل شئ و كل من خالفك ظال .. و التعصب في الدين لا يزيد المرء إلا جهلا على جهله .. فلو تمعنت في كلام من تلمزهم لوجدت أن عقيدتك و عقيدتهم واحدة و خاصة في مسألة الاسماء و الصفات إلا أن شيوخك هم من وضعوا في ذهنك هذه الشبهات لينفروك من السلفية و يلبسوها أبشع الاقنعة .. فهل سألت نفسك لماذا يُعتبر شيخ الاسلام ابن تيمية و الشيخ محمد بن عبد الوهاب رؤوس الشر عند كل من يحارب السلفية ... ابحث فقط عن زمن حياتهم و عن مؤلفاتهم و ستجد أنهم عاشوا في زمن اشتدت فيها البدع و الشركيات و انتشرت فكان الشخان كالترياق الذي أذهب سم الظلالة فبقيا شوكة في حناجر أهل البدع و لن ينسوا أنهما دمرا عقائهم الفاسدة و صححا منهج الامة .. و خير مثال الروافض فلن تجد قوم يكرهونهم أكثر من سنة السعودية و يسمونهم بالوهابية نسبة للشيخ الذي هذم قواعد الشرك في بلادهم و فضح عقائدهم و جعل من التوحيد سد منيعا عجر الروافض من اختراقه .. لكن لو سالتهم عن الصوفية أو القبوريون فلن تجد شرارة البغض في أعينهم لأنهم يستطيعون استمالتهم و التعايش معهم ...
نصيحة لوجه الله .. اذا كنت تبحث عن الحقيقة فلا تصم أذنك و افتح عينيك و استعمل عقلك لمعرفة الحق من الظلال .. و لا تجعل لك مرجعية تعدل من يعدله و تكفر من يكفره و تتبع من يتبعه و كأنه نبي مرسل . فالحجة بالقرآن و السنة و هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ..
و أسأل الله أن يهدينا الى الحق و يثبنا عليه ..

-اولا المتحدث ليس بمتكبر ولامستحي وقد خبرت مذهبكم وقرات كتبكم واعرف حياة شيخيك ، ولعلك لا تعرفهما كما عرفهما.
- المتحدث لا يكفر اهل القبل كما يفعل المخالف، وليس بقبوري ولا رافضي ولكن سني .
-ويعرف من هم الحشوية المجسمة المشبه، الذين ضحك عليهم اليهود والملاحد ، فادخلوعقيدتهم في عقائد المسلمين.
-طبعا المتحدث لا يكفر احد ، لكن ينبه كما فعل الامام الفاضل عبد الرحمان بن الجوزي والمتحدث على مذهبه قلبا وقالبا في مجال العقيدة.
-ليس مذهبكم وليد الشيخين كما سميتهم ، بل وليد القرن الرابع وابعده وليد البربهاري وبن الزاغوني ، وابو يعالى والدارمي السجي ، وعبد الله بن الامام، ومن بعدهم ابن تيمية المتكلم في هذا المذهب وصاحب التاليف الكثيرة والاقوال العجيبة،كقدم العالم ، والقول بشاب الامرد وبفناء النار وغيره.......اما محمدبن عبد الله فهذا الذي حمل السيف على الخلافة الاسلامية، بدعاء انهم مشركون وكفرة، وقتل من المسلمين بدعواه الكثير الكثير، وارهاب اليوم نسخة طبق الاصل على مكان عليه شيخك.
-رغم ان الشرك في بلاد الحرميين دعوى غير مؤسسة لمخالفتها الاحاديث الشريفة التي تروى ان الشيطان ياس ان يعبد في ارضكم وغير ، من نصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم ام شيخك ودعواه ، والمتحدث يدعوك لقرات التاريخ وموضوعي ((المشبه)) حتى تعلم على اي عقيدة تموت.









قديم 2012-12-20, 12:07   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
مهدي الباتني
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا يوصف الله تعالى إلا بما في كتابه المبين
وبما صحَّ من سنة رسوله الصادق الأمين -صلى الله عليه وسلم-
"الحلقة الأولى من الرد على عادل آل حمدان"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد كثرتْ المخالفات لكتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- ولمنهج السلف الصالح وأصولهم المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله من أناس يدّعون أنهم على منهج السلف، وهم ما بين غال يتجاوز حدود منهج السلف، وما بين جاف مقصر تقصيراً شنيعاً في الالتزام بمنهج السلف والتمسك به، وكلهم عن صراط الله المستقيم ناكبون، وعنه شاردون.
ومنهم عادل آل حمدان في تعليقاته على عدد من كتب العقائد، فإنه يتشبث بالأحاديث الضعيفة، بل وببعض الإسرائليات الباطلة، وفي هذا المقال سأناقشه في بعض تعليقاته على كتاب "إثبات الحد لله" لمؤلفه أبي القاسم الدشتي -رحمه الله-.
وقبل هذه المناقشة سأبين للقارئ الكريم وغيره منهج السلف الصالح في قبول الأحاديث في أبواب العقيدة وفي أبواب الحلال والحرام، وأنهم يشترطون صحة الأحاديث في هذه الأبواب، ويحذرون من قبول الأحاديث الضعيفة وتتبعها وروايتها.
وكل مسلم عرف الإسلام يدرك ضرورة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- الثابتة عنه، والتي رواها الثقات العدول الضابطون، وما لها من آثار وعواقب حميدة في الدنيا والآخرة.
ولقد دُوِّنتْ سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدواوين منها الخاصة بالأحاديث الصحيحة كالصحيحين للبخاري ومسلم -رحمهما الله-.
ومنها ما يقاربها مما يجمع بين الصحيح والحسن والضعيف كبقية الكتب الستة، والصحيح لابن خزيمة، والصحيح لابن حبان.
وإذا روى هؤلاء حديثاً ضعيفاً بيّنوا ضعفه، فإن حصلت منهم غفلة أو تساهل فإنه يتولى غيرهم من أهل السنة والحديث بيان ضعفه بالأدلة.
ولقد حذّر الأعلام من الأئمة من رواية الأحاديث الضعيفة والغريبة والمكذوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
منهم الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله- .
قال الإمام أبو القاسم اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (3/502) رقم (777):
"قال حنبل بن إسحاق، قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا؟ فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها إذا كانت أسانيد صحاح، ولا نرد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله، ونعلم أن ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق".
وقال الإمام أحمد في "أصول السنة" (ص50) رقم (14):
"والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأحاديث الصحاح".
وقال ابن رجب -رحمه الله- في "شرح علل الترمذي" (1/408):
"ونقل علي بن عثمان النفيلي عن أحمد -رحمه الله- قال : (( شر الحديث الغرائب التي لا يُعمل بها ولا يُعتمد عليها )) .
وقال المروذي سمعت أحمد يقول : (( تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب ، ما أقل الفقه فيهم ؟! ))".
وقال ابن رجب في (1/408-409) من "شرح علل الترمذي":
"وقال أحمد بن يحيى سمعت أحمد غير مرة يقول : (( لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء )) .
قال أبو بكر الخطيب : (( أكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب عليهم كتب الغريب دون المشهور ، وسماع المنكر دون المعروف ، والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من رواية المجروحين والضعفاء ، حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنباً ، والثابت مصدوفاً عنه مطرحاً ، وذلك لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم ، ونقصان علمهم بالتمييز ، وزهدهم في تعلمه ، وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين ، والأعلام من أسلافنا الماضين ))" .
علّق الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (1/409) على كلام الخطيب هذا بقوله:
"وهذا الذي ذكره الخطيب حق، ونجد كثيراً ممن ينتسب إلى الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها ، ويعتني بالأجزاء الغريبة وبمثل مسند البزار ، ومعاجم الطبراني ، أو أفراد الدارقطني ، وهي مجمع الغرائب والمناكير".
هذا وسنأتي إن شاء الله ببعض النقول عن الإمام أحمد –رحمه الله- في هذا الباب ليزداد القارئ بصيرة بالمنهج الحق، وما يقابله من الباطل.

أقول: وروى مسلم في "مقدمة صحيحه" تحذير عدد من الأئمة من الرواة الكذابين والمتهمين والضعفاء.
ومن هؤلاء الأئمة مالك وشعبة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وابن عون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، حيث قال: "لم نرَ أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث"، قال مسلم: "يجري الكذب على لسانهم، ولا يتعمدون الكذب".
يعني بذلك أنهم أهل خير، ولكنهم ضعفاء.
وذكر مسلم -أيضاً- من هؤلاء الأئمة الشعبي وإبراهيم النخعي وحمزة الزيات وابن عون وأبو عبد الرحمن السلمي وجرير بن عبد الحميد، ومسعر، وسلام بن أبي مطيع، وحماد بن زيد، وأيوب، وهمام ويونس بن عبيد ويزيد بن هارون وعلي بن مسهر، وأبو إسحاق الفزاري وأبو نعيم وإسماعيل بن علية ويحيى بن معين وزيد بن أبي أنيسة وعبيد الله ابن عمرو.
ثم قال الإمام مسلم -رحمه الله- بعد سرد أقوال هؤلاء الأئمة في (ص28) من "مقدمة صحيحه":
"وأشباه ما ذكرنا من كلام أهل العلم في متهمي رواة الحديث وإخبارهم عن معايبهم كثير، يطول الكتاب بذكره على استقصائه وفيما ذكرنا كفاية لمن تفهم وعقل مذهب القوم فيما قالوا من ذلك وبينوا، وإنما ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الأخبار وأفتوا بذلك حين سئلوا، لما فيه من عظيم الخطر، إذ الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب، فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة، ثم أقدم على الرواية عنه من قد عرفه ولم يبين ما فيه لغيره، ممن جهل معرفته، كان آثما بفعله ذلك، غاشا لعوام المسلمين، إذ لا يؤمن على بعض من سمع تلك الأخبار أن يستعملها، أو يستعمل بعضها، ولعلها أو أكثرها أكاذيب، لا أصل لها، مع أن الأخبار الصحاح من رواية الثقات وأهل القناعة أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة ولا مقنع.
ولا أحسب كثيرا ممن يعرج من الناس على ما وصفنا من هذه الأحاديث الضعاف والأسانيد المجهولة، ويعتد بروايتها بعد معرفته بما فيها من التوهن والضعف إلا أن الذي يحمله على روايتها والاعتداد بها إرادة التكثر بذلك عند العوام، ولأن يقال: ما أكثر ما جمع فلان من الحديث وألّف من العدد.
ومن ذهب في العلم هذا المذهب، وسلك هذا الطريق فلا نصيب له فيه، وكان بأن يسمى جاهلا أولى من أن ينسب إلى علم"اهـ.
هذا ولأئمة السنة جهود عظيمة في حماية السنة النبوية والحفاظ عليها وتأليف المؤلفات في الرجال الذين تصدوا لرواياتها.
فألّفوا كتباً في الثقات؛ كـ"الثقات لابن حبان"، و"الثقات" للعجلي، على تساهل فيهما، و"الثقات" لابن شاهين.
وألّفوا كتباً في الضعفاء والمبتدعة والكذابين.
كـ"الضعفاء" للبخاري، و"الضعفاء والمتروكين" للنسائي و"المجروحين" لابن حبان، و"الضعفاء" لابن عدي وللدارقطني.
وفي الوضاعين، مثل كتاب "الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث" لبرهان الدين الحلبي.
وكتباً تجمع بين الرواة ثقاتهم وضعفائهم.
كـ"التأريخ" للبخاري، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم.
ولهم مؤلفات في بيان علل الأحاديث، كـ"العلل" للإمام أحمد، الذي جمعه الخلال، وكـ"العلل" لابن المديني، و"العلل" لأبي زرعة وأبي حاتم.
و"العلل" للدارقطني، و"العلل المتناهية" لابن الجوزي، وغيرها من المؤلفات في هذا الباب.
وألّفوا في الموضوعات المكذوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
كـ"الموضوعات" لابن الجوزي، و"الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي" لمحمد بن محمد الحسيني الطرابلسي، و"الفوائد المجموعة" للشوكاني.
هذه مقدمة مهمة ندلف منها إلى مناقشة بعض الأحاديث التي أوردها أبو القاسم الدشتي -رحمه الله- في كتابه "إثبات الحد لله"، مع مناقشة بعض التعليقات على كتابه، تلكم التعليقات التي قام بها المحققان لهذا الكتاب، وهما عادل آل حمدان ورفيقه أبو معاذ، وتعليقاتهما هي المقصودة في الدرجة الأولى، هذا وفي اعتقادي أن المشكلات إنما هي من عمل عادل.



قال أبو محمد الدشتي -رحمه الله- في كتابه "إثبات الحد لله -عز وجل-" (ص183-186):
" أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن أحمد العراقي -فيما كتب لنا- قال: أنبأنا الإمام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصبهاني، أنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الإمام الحافظ أبو القاسم الطبراني، نا جعفر ابن سليمان النوفلي وأحمد بن رشدين المصري وأحمد بن داود المكي، قالوا: نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا محمد بن فليح بن سليمان، عن أبيه، عن سعيد بن الحارث عن عبيدالله ابن حُنَيْنٍ قال:
بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان -رضي الله عنه- فقال:
انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري، فإني قد أُخبرت أنه قد اشتكى. فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد، فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا، وجلسنا. فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رِجْلِ أبي سعيد فَقَرَصَهَا قَرْصَةً شديدةً فقال أبو سعيد: سبحان الله، يا ابن أم أوجعتني. فقال له: ذاك أردت. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى، فوضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال: لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا)) فقال أبو سعيد: لا جرم، والله لا أفعله أبداً.
قال أبو موسى: رواه ابن الأصفر([1])، عن إبراهيم، عن محمد بن فليح، عن أبيه، عن سالم أبي النضر، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن قتادة -رضي الله عنه- .
ورواه محمد بن المبارك الصوري، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن فليح، عن أبيه، عن سالم أبي النضر, عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد كلاهما عن قتادة -رضي الله عنه-.
ورواه عن قتادة أيضاً سوى عبيد بن حنين وأبي الحُبَابِ وبُسْرِ بن سعيدٍ: عبيدالله ابن عبدالله بن عتبة.
ورواه عن إبراهيم بن المنذر: محمد بن إسحاق الصّاغاني، ومحمد بن المصفى، ومحمد بن المبارك الصوري، وجعفر بن سلمان النوفلي، وأحمد بن رشدين، وأحمد بن داود المكي، وابن الأصفر وغيرهم.
وحدّث به من الحفاظ: عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو القاسم الطبراني.
وأورده أبو عبد الله بن منده، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة".
ورُوي عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أيضاً مرفوعاً.
ورُوي عن عبد الله بن عباس، وكعب بن عجرة -رضي الله عنهم- موقوفاً، وعن كعب الأحبار أيضاً.
ورُوي عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) [سورة طه:5] هذا المعنى.
ورواةُ هذا الحديث من طريق قتادة وشداد -رضي الله عنهما- عامتهم من رجال الصحيح".
أقول مستعيناً بالله:
1- أبو موسى المديني على علمه وحفظه ومكانته يعد من المتساهلين، قال الحافظ الذهبي-رحمه الله- في "تذكرة الحفاظ" (4/1335) في ترجمة أبي موسى: "ومن تصانيفه: كتاب "معرفة الصحابة"، الذي استدرك به على أبي نعيم الحافظ، وكتاب "الطوالات" جودها ولم يسبق إلى مثلها، مع كثرة ما فيها من الواهي والموضوع...".
2- لم يذكر أبو موسى -رحمه الله- أسانيده إلى الرواة عن إبراهيم بن المنذر؛ من ابن الأصفر إلى محمد بن إسحاق الصاغاني ومن معه، وبينه وبينهم مفاوز تنقطع دونها أعناق الإبل، وهذا يدل على تساهل أبي موسى -رحمه الله-.
قال ابن سيرين –رحمه الله-:
" إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"، "مقدمة صحيح مسلم" (ص14).
وقال ابن المبارك –رحمه الله-: " الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".
وقال ابن المبارك -أيضاً-: " بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد"، "مقدمة صحيح مسلم" (ص15).
3- في إسناد حديث قتادة بن النعمان هذا ضعف، وفي متنه نكارة شديدة.
أما ضعف الإسناد فمن جهتين:
أولاهما- أن في إسناده محمد بن فليح بن سليمان عن أبيه، وفيهما ضعف.
فمحمد، قال فيه الحافظ ابن حجر: "صدوق، يهم".
وقال الذهبي في "الكاشف": ليّنه ابن معين".
وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/59) بإسناده إلى معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: "فليح بن سليمان ليس بثقة ولا ابنه".
وأما فليح فقد تقدم كلام ابن معين فيه وفي ابنه.
وقال الحافظ الذهبي في ترجمته في "الكاشف": قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي ليس بالقوي".
وفي "الجرح والتعديل" (7/85):
" قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: فليح بن سليمان ليس بقوي ولا يحتج بحديثه، وهو دون الدراوردي، والدراوردي أثبت منه.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن فليح بن سليمان، فقال: ليس بالقوي".
وسئل أبو زرعة عن فليح؟ فحرك رأسه وقال: واهي الحديث، هو وابنه محمد بن فليح جميعاً واهيان" سؤالات البردعي لأبي زرعة رقم (112).
أقول: وهذا طعن شديد.
وقال الحافظ ابن حجر في فليح: "صدوق كثير الخطأ".
وإذا كان هذا حال فليح بن سليمان وابنه محمد، فلماذا لم يبين حالهما عادل ورفيقه؟ ألا يحتم عليهما واجب النصيحة أن يُبيِّنا حالهما، لا سيما وهذا الحديث يتعلق بأهم العقائد، وعن فعل من أفعال الله جل وعلا وتنـزه عما في هذا الحديث من النكارة.
وثانيتهما- أن في إسناد هذا الحديث اضطرابا.
فتارة يقول فليح وابنه : عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين عن قتادة بن النعمان –رضي الله عنه-.
وتارة يقولان: عن سالم أبي النضر عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن قتادة –رضي الله عنه-.
وتارة عن سالم أبي النضر عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد عن قتادة -رضي الله عنه-.
وهذا الاضطراب مما يؤكد ضعفهما الشديد وضعف هذا الحديث.
فلماذا تجاهل المحققان -أيضاً- هذا الاضطراب الذي يزيد الحديث ضعفاً على ضعف، ونكارة على نكارة؟
نقد عمل المحققين
1- قال المحققان عادل وقرينه في تعليقهما على كلام المؤلف الدشتي (ص186)([2]):
"(1) رواه عن قتادة بن النعمان –رضي الله عنه- كلٌّ من:
1- عبيد بن حنين: يرويه إبراهيم الحزامي، عن محمد بن فليح عن أبيه عن سعيد ابن الحارث عن عبيد بن حنين به.
-رواه عن إبراهيم الحزامي كل من:
أ- ابن أبي عاصم في "السنة" (580)، ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (5752)، وابن منده في "المعرفة" (2/132/1تخريج السنة)؛ لكن سقط من الإسناد "فليح بن سليمان"، والصواب إثباته.
ب- ت-ث- جعفر بن سليمان، وأحمد بن رشدين، وأحمد بن داود.
رواه عن الثلاثة الطبراني في "الكبير" (19/13) (18)، وعنه أبو نعيم في "المعرفة" (5752).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد (8/100):
"رواه الطبراني عن مشايخ ثلاثة : جعفر بن سليمان النوفلي، وأحمد بن رشدين المصري، وأحمد بن داود المكي، فأحمد بن رشدين ضعيف، والاثنان لم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح"اهـ.
كذا قال، وأحمد بن داود: وثّقه ابن يونس في "تاريخ مصر" (وفيات 282 من تاريخ الذهبي)".
أقول:
أ- هذا الكلام على طوله لا فائدة فيه؛ لأنه لا يفيد صحة هذا الحديث المنكر.
ب- رجعتُ إلى كتاب "المعرفة" لأبي نعيم، حديث رقم (5752)، فوجدته قد قال:
" حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا إبراهيم بن المنذر ، ثنا محمد بن فليح بن سليمان ، عن أبيه ، عن سعيد بن الحارث ، عن عبيد بن حنين ، ح ، وحدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا إبراهيم بن المنذر ، قرأه في كتابي ، قال: ثنا محمد بن فليح ، عن سعيد بن الحارث ، عن عبيد بن حنين ، قال : بينا أنا جالس، إذ جاءني قتادة بن النعمان ، فقال لي : « انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري ، فإني قد أُخبرت أنه ، قد اشتكى ، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد ، فوجدناه مستلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا وجلسنا ، فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة ، فقال أبو سعيد : سبحان الله، يا ابن أم ، أوجعتني ، فقال له : ذلك أردت ، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك، وذكر كلاما.
فالقارئ يرى أن هذا النص في كتاب "المعرفة" خالٍ من الكلام الغريب المنكر، الذي يدندن حوله عادل: "إن الله -عز وجل- لما قضى خلقه استلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى".
فمن العجائب أن يحيل عادل إلى كتاب أبي نعيم، والواقع أن النصَّ فيه خالٍ من هذه الجملة الغريبة المنكرة، أليس هذا العمل من التلبيسات المذمومة؟
ج- وأما ابن منده فقد بحثتُ عن هذا النص في كتابه "المعرفة" فلم أجده، ووجدتُ فيه في (1/321) حديثاً يرويه بإسناده إلى عباد بن تميم عن أبيه وعمه: "أنهما رأيا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مضطجعاً على ظهره، رافعاً إحدى رجليه على الأخرى".
2- قال المحققان في تعليقهما على كلام الدشتي (ص186):
"هـ- أحمد بن الحسين الرقي([3]).
عنه أبو بكر الخلال، ذكره أبو يعلى في "إبطال التأويلات" (179و 183).
قال الذهبي في "العلو" (110): رواته ثقات.
وقال ابن القيم في "اجتماع الجيوش" (ص107-108): إسناده صحيح على شرط البخاري".
قولهما-: "قال الذهبي في "العلو" (110): "رواته ثقات"([4]).
أقول: إن النص الذي وثّق رواته الذهبي بعيد كل البعد عن النص الذي يريدان تمشيته.
فالذهبي قال في "العلو" (1/524) رقم (110):
"حديث قتادة بن النعمان سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه"، رواته ثقات، رواه أبو بكر الخلال في كتاب السنة له".
فهذا النص مع ضعف إسناده يمكن الاستئناس به؛ لأنه لائق بجلال الله وعظمته، ويؤمن بمعناه أهل السنة؛ لأنه يوافق نصوص القرآن والسنة، وإن كان الذهبي قد تساهل في قوله: رواته ثقات.
فكم هو الفرق بين النصين.
وقول المحققين :
"وقال ابن القيم في "اجتماع الجيوش" (ص107-108): إسناده صحيح([5]) على شرط البخاري".
أقول: نعم، قال الإمام ابن القيم هذا الكلام في "اجتماع الجيوش الإسلامية"، لكنه على قول قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه".
وهذا كلام يليق بجلال الله تبارك وتعالى، وإن تساهل الإمام ابن القيم في قوله: إسناده صحيح.
أما النص المنكر الذي تجهدان في تصحيحه، فقد استنكره الإمام ابن القيم، وضعّفه، وبيّن سبب ضعفه.
فقال في كتابه "شرح تهذيب السنن بحاشية عون المعبود" للعظيم آبادي (13/214):
" وأما الحديث الذي رواه الحاكم عن الأصم عن محمد بن إسحاق الصاغاني عن إبراهيم بن المنذر الحزامي عن محمد بن فليح عن أبيه عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين قال: بينما أنا جالس في المسجد إذ جاءه([6]) قتادة بن النعمان فجلس فتحدث فثاب إليه أناس ثم قال: انطلق بنا إلى أبي سعيد الخدري، فإني قد أُخبرت أنه قد اشتكى، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد الخدري، فوجدناه مستلقيا واضعاً رجله اليمنى على اليسرى فسلمنا وجلسنا، فرفع قتادة يده إلى رِجل أبي سعيد الخدري فقرصها قرصة شديدة.
فقال أبو سعيد: سبحان الله، يا ابن أم أوجعتني، قال: ذلك أردت، -فذكر حديث الاستلقاء- وقال فيه: لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل مثل هذا.
فهذا الحديث له علتان:
إحداهما- انفراد فليح بن سليمان به.
وقد قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: فليح بن سليمان لا يحتج بحديثه، وقال في رواية عثمان الدارمي: فليح بن سليمان ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
والعلة الثانية- أنه حديث منقطع، فإن قتادة بن النعمان مات في خلافة عمر، وصلى عليه عمر.
وعبيد بن حنين مات سنة خمس ومائة، وله خمس وسبعون سنة في قول الواقدي وابن بكير، فتكون روايته عن قتادة بن النعمان منقطعة والله أعلم"([7]).
هذا كلام الإمام ابن القيم –رحمه الله- في هذا الحديث المنكر.
3- قال المحققان في تعليقهما على كلام الدشتي (ص186-187):
"و- محمد بن إسحاق الصاغاني. رواه عنه الحسن بن محمد الخلال، ذكره أبو يعلى في "إبطال التأويلات" (182).
قال أبو محمد الخلال: هذا حديث إسناده كلهم ثقات، وهم مع ثقتهم على شرط الصحيحين مسلم والبخاري. "إبطال التأويلات" (ص189)".
أقول: إن كلام أبي محمد الخلال هذا لا يسلم له، فقد عرفتَ ضعف فليح وابنه مما سبق ومن كلام الإمام ابن القيم -رحمه الله-.
4- قال عادل في تعليقه على كلام الدشتي (ص187):
" ورواه البيهقي في "الأسماء" (761)؛ لكنه قال: هذا حديث منكر.
قلت: وهذا مما أملته عليه أشعريته، وقد ردّ عليه ابن القيم -رحمه الله- في "الصواعق" (4/1527) كما سيأتي".
أقول: إن الإمام ابن القيم قد ردّ هنا على الجهمية عموم تأويلاتهم، لا بخصوص حديث الاستلقاء، ثم ذكر حديث الاستلقاء أثناء هذا الرد، ولقد عرف القارئ أن الإمام ابن القيم قد ضعّف هذا الحديث.
والذي يترجح لي أن تضعيفه هو في المرحلة الأخيرة، وهو الصواب، وذكره خلال رده على الجهمية غير صواب سواء تقدّم أو تأخر.
5- قال عادل في تعليقه على كلام الدشتي (ص187):
"2- سعيد بن يسار أبو الحباب.
يرويه: ابن الأصفر، عن إبراهيم الحزامي، عن محمد بن فليح، عن أبيه، عن سالم أبي النضر،عن سعيد بن يسار أبي الحباب به. رواه الحكم بن معبد، ذكره ابن المحب في "الصفات" (1/241/أ)".
أقول: قد أسلفنا بيان فقدان إسناد أبي موسى إلى ابن الأصفر، وأسلفنا بيان ما في إسناد هذا الحديث من الاضطراب، وما في متنه من النكارة.
فمن العجائب أن يحتج هذان الرجلان بحديث هذا حاله.
6- قال المحققان([8]) في تعليقهما على كلام الدشتي (ص187):
"4- أبو النضر، يرويه ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر به.
رواه أحمد في "المسند (3/42)، قال الهيثمي في "المجمع" (8/100): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا أن أبا النضر لم يسمع من أبي سعيد.اهـ
ورواه الحارث بن أبي أسامة (زوائده/861) كلاهما عن يونس، عن ليث به.
ورواه أحمد بن منيع (المطالب العالية/2830) عن أبي العلاء الحسن، عن ليث به. قال البوصيري "المجردة" (2/158): رواه ابن منيع، والحارث، وأحمد بسند صحيح".
أقول: روى الإمام أحمد حديث أبي النضر، ولكنه غير حديث الاستلقاء، وإنما فيه النهي عن وضع إحدى الرجلين على الأخرى.
وليس فيه: إن الله استلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى.
وهذا نص الحديث عند الإمام أحمد.
قال –رحمه الله- في "المسند" (3/42):
"حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ كَانَ يَشْتَكِي رِجْلَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَخُوهُ وَقَدْ جَعَلَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَضَرَبَهُ بِيَدِه عَلَى رِجْلِهِ الْوَجِعَةِ فَأَوْجَعَهُ فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي، أَوَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رِجْلِي وَجِعَةٌ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ نَهَى عَنْ هَذِهِ".
فيرى القارئ أن الإسناد غير إسناد قتادة بن النعمان، وأن المتن غير المتن، وليس فيه ذكر استلقاء الله تعالى.
وهو كذلك في زوائد "مسند الحارث" برقم (861) إسناداً ومتناً.
وهذا مما يؤكد الضعف الشديد في لفظ الاستلقاء...الخ، الذي لا يليق بجلال الله.
فإحالتهما على مسند الإمام أحمد وزوائد مسند الحارث من المغالطات القبيحة.

7- قال عادل أو رفيقه في تعليقه على كلام الدشتي في (ص187-188):
"5- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ذكره أبو موسى كما سبق، ولم أقف عليه.
قال ابن المحب ["الصفات" (1/241ب)]: وسئل أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الشافعي عن هذا الحديث فقال: قال كثير من الحفاظ: لا يصح هذا الحديث.اهـ.
قلت: لكن كلام الحافظ أبي موسى المديني على الحديث أمتن وأقوى، حيث ذكر حديث قتادة بن النعمان، وذكر طرقه، ومن حدّث به من الحفاظ، وذكر شواهده، ثم قال: ورواة هذا الحديث من طريق قتادة وشداد عامتهم من رجال الصحيح. وانظر كلامه في المتن".
أقول: 1- قد سبق بيان أنه ليس لأبي موسى أسانيد إلى كل الرواة الذين ذكر أنهم رووا هذا الحديث عن إبراهيم بن المنذر، فكيف يكون كلامه أمتن وأقوى، وهذا واقعه؟، نعوذ بالله من الهوى.
2- إن الكثير من الحفاظ الذين ضعّفوا حديث الاستلقاء لعلى الحق والصواب، وإنهم لعلى منهج السلف في نقد إسناد هذا الحديث ومتنه المنكر الذي لا يليق بجلال الله.
3- من روى حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة؟ وما إسناده؟ وما هو لفظه؟، وفي أيٍّ من مصنفات الأئمة هو؟
فأي قيمة لرواية هذه شأنها؟
4- وقول الإمام أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي جواباً لمن سأله عن هذا الحديث المنكر، فقال: قال كثير من الحفاظ: لا يصح.
أقول: كان هذا الجواب من أبي القاسم بأن كثيراً من الحفاظ قالوا: لا يصح هذا الحديث يكفي أن يكون رادعاً لهذين المحققين ولأمثالهما أو لمن عارضه منهما بقوله قلت:
" لكن كلام الحافظ أبي موسى المديني على الحديث أمتن وأقوى".
فليس الأمر كما ذكر هذا المعارض بالهوى.
بل من أين جاءت القوة والمتانة لكلام يفقد صاحبه الأسانيد التي تَسقط المتون بدونها غاية السقوط.
إن ما ذكره أبو موسى المديني([9]) من الأسانيد التي رواها كل من ابن الأصفر ومحمد بن المبارك الصوري ومحمد بن إسحاق الصاغاني ...الخ هذه الأسانيد كلها تدور على فليح بن سليمان وابنه محمد وهما ضعيفان، وقد اضطربا فيها اضطراباً يوهن هذا الحديث، ويدل دلالة واضحة على أنه من أشد المنكرات التي يرفضها منهج السلف القائم على الكتاب والسنن الصحيحة.
هذا بالإضافة إلى أن أبا موسى ليس له أسانيد إلى ابن الأصفر ومن ذكر معه.
وأما قول أبي موسى: "وحدّث به من الحفاظ: عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو القاسم الطبراني".
فأقول: لم نجد رواية عبد الله بن أحمد لهذا الحديث، وما أظن أنه يروي هذا الحديث المنكر.
أما رواية أبي بكر بن أبي عاصم فهي في كتاب "السنة" تحت رقم (568):
فقد قال: "قال أبو إسحاق إبراهيم الحزامي، وقرأت من كتابه ثم مزقه، وقال لي واعتذر إليَّ: حلفت أن لا أراه إلا مزقته، فانقطع من طرف الكتاب عن محمد بن فليح، عن سعيد بن الحارث، عن عبد الله بن مُنين قال: بينا أنا جالس في المسجد إذ جاءه([10]) قتادة بن النعمان فجلس فتحدث ثم ثاب إليه ناس، فقال: انطلق بنا يا ابن منين([11]) إلى أبي سعيد الخدري، فإني قد أُخبرت أنه قد اشتكى، قال: فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد، فوجدناه مستلقيا رافعا إحدى رجليه على الأخرى، فسلمنا وقعدنا، فرفع قتادة يده فقرصه قرصة شديدة، قال أبو سعيد: أوجعتني، قال ذلك أردت، ألم تسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " لما قضى الله خلقه استلقى ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى ثم قال: لا ينبغي أن يفعل مثل هذا، قال أبو سعيد: نعم".
فالظاهر أن أبا إسحاق -وهو إبراهيم بن المنذر- إنما مزّق من كتابه هذا الحديث، وحلف أن لا يراه إلا مزّقه؛ لأنه في غاية النكارة.
ثم إن ابن أبي عاصم متساهل، يروي الأحاديث الضعيفة والمنكرة، ومنها هذا الحديث([12]).
والطبراني أشد تساهلاً من ابن أبي عاصم.
قال الخطيب في "الكفاية" (ص141):
"قلت: وأكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب على إرادتهم كَتْبُ الغريب دون المشهور، وسماع المنكر دون المعروف، والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من روايات المجروحين والضعفاء، حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنبا والثابت مصدوفا عنه مطرحا، وذلك كله لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم ونقصان علمهم بالتمييز وزهدهم في تعلمه، وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين والأعلام من أسلافنا الماضين "([13]).
فعلّق الحافظ ابن رجب -رحمه الله- على كلام الخطيب مؤيداً له، فقال في "شرح علل الترمذي" (1/409):
" وهذا الذي ذكره الخطيب حق، ونجد كثيراً ممن ينتسب إلى الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح، كالكتب والسنة ونحوها ، ويعتني بالأجزاء الغريبة وبمثل مسند البزار ، ومعاجم الطبراني ، أو أفراد الدارقطني ، وهي مجمع الغرائب والمناكير".
وقال ابن رجب في "شرح العلل" -أيضاً- (1/441):
" قال أبو داود : (( سمعت أحمد - وذكر له حديث بريد هذا - فقال أحمد : يطلبون حديثاً من ثلاثين وجهاً : أحاديث ضعيفة . وجعل ينكر طلب الطرق نحو هذا ، قال : شيء لا ينتفعون به . أو نحو هذا الكلام )) .
وإنما كره أحمد تطلب الطرق الغريبة الشاذة المنكرة([14]) ، وأما الطرق الصحيحة المحفوظة فإنه كان يحث على طلبها كما ذكرناه عنه في أول الكتاب".
وأما حديث شداد فقد ذكره أبو موسى بصيغة التمريض: "رُويَ"، ولم يذكر إسناده ولا متنه، ولا من خرّجه من أئمة الحديث، فلا يبعد أن يكون فيه راوٍ من المتروكين.
فكيف تجزمان بأنه من شواهد حديث قتادة بن النعمان؟، مع أنه من الجائز أن يكون في واد، وحديث قتادة في واد آخر.
ومع جواز أن يكون في إسناده متروك أو كذاب.
وقل مثل ذلك في حديث ابن عباس وكعب بن عجرة، فإنه عبّر عنهما بصيغة التمريض: "رُويَ".
وأما كعب الأحبار فأصله من أهل الكتاب، وهو يروي الإسرائليات، فإن كان قد روى هذا النص المنكر، فيجوز أن تكون روايته أصلاً لروايات كل من ذكرهم أبو موسى.
وما نُسب إلى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لم أجده في تفسير "سورة طه"، في الموضع الذي ذكره أبو موسى، ولم أجده في عدد من كتب التفسير.
ثم ما الفائدة من سرد أبي موسى لهذه الأقوال التي قامت على راويين ضعيفين.
وعلى روايات أخرى لا زمام لها ولا خطام روى ورُويَ.
ولا ينبغي للمؤمن أن يغامر في نسبة هذا الحديث الشديد النكارة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا سيما وهو في باب الاعتقاد وفي صفات الله -جلَّ وعلا-.
كتبه: ربيع بن هادي عمير المدخلي
18/1/1434 هـ
https://www.sahab.net/forums/index.ph...attach_id=1045










قديم 2012-12-20, 12:09   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
مهدي الباتني
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا يوصف الله تعالى إلا بما في كتابه المبين وبما صحَّ من سنة رسوله الصادق الأمين (الحلقة الثانية)

المنهج الحدادي يحتفي أهله بالأحاديث الواهية والمنكرة ليشغبوا بها
على جمهور أهل السنة السابقين واللاحقين، بل ليطعنوا فيهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فهذه هي الحلقة الثانية من الرد على عادل آل حمدان في تعلقه بالحديث المنكر المنسوب إلى قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-، والذي فيه: " إن الله -عزَّ وجل- لما قضى خلقه استلقى، فوضع إحدى رجليه على الأخرى".
ونحن نسير على منهج السلف الصالح في إثبات صفات الله الواردة في كتاب الله وفي سنة رسول الله الصحيحة، ولا نقبل في هذا الباب وغيره؛ خاصة أبواب الحلال والحرام الأحاديثَ المنكرة والآثار الغريبة، لاسيما إذا اشتملت على ما لا يليق بجلال الله وعزته وعظمته.
8- قال المحققان أو أحدهما في (ص188) من حاشية "إثبات الحد"، ويغلب على ظني أنه عادل آل حمدان:
"الحكم على الحديث([1]):
اختلف أهل العلم في الحكم على هذا الحديث، وممن صحح هذا الحديث:
1- أبو موسى المديني، كما نقل كلامه الدشتي.
2- الخلال في "السنة"، كما تقدّم قريباً.
3- ابن القيم في ["اجتماع الجيوش"(ص108)]، قال: إسناده صحيح على شرط البخاري.
4- الذهبي في "العلو" (110)، وقال: رواته ثقات".
أقول: لماذا أهملتَ الكثير من الحفاظ الذين ردّوا هذا الحديث المنكر والذين ذكرهم الحافظ أبو القاسم التيمي؟
وقول أبي موسى أو الدشتي:
"ورواة هذا الحديث من طريق قتادة وشداد -رضي الله عنهما- عامَّتُهم من رجال الصحيح".
أقول: إن قوله" "عامّتُهم من رجال الصحيح" لا يعد تصحيحاً، إذ من المعلوم عند أهل الحديث أن هناك فرقاً بين أن يقول المحدث: هذا حديث صحيح، فيكون جازماً بالحكم بصحته.
وبين أن يقول: رجال هذا الحديث من رجال الصحيح، أو إسناد هذا الحديث صحيح؛ لأنه كم من حديث إسناده من رجال الصحيح، وهو ينطوي على علة قادحة.
وفي كتب العلل أحاديث كثيرة، أدخلها أئمة الحديث في كتبهم، مع أن ظاهر أسانيدها الصحة، بينما هي تنطوي على علل قادحة.
بل هناك أحاديث في الصحيحين أعلّها الدارقطني وغيره.
قال ابن الصلاح -رحمه الله- في كتابه "علوم الحديث" (ص81):
" اعلم أن معرفة علل الحديث من أجلّ علوم الحديث وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب، وهي عبارة عن أسباب خفية غامضة قادحة فيه. فالحديث المعلل هو : الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن ظاهره السلامة منها، ويتطرق ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات الجامع شروط الصحة من حيث الظاهر. ويستعان على إدراكها بتفرد الراوي وبمخالفة غيره له مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن على إرسال في الموصول، أو وقف في المرفوع، أو دخول حديث في حديث، أو وهم واهم بغير ذلك، بحيث يغلب على ظنه ذلك، فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه . وكل ذلك مانع من الحكم بصحة ما وجد ذلك فيه".
أقول: فكيف بحديث مداره على شخصين مضعّفَين، وهما فليح بن سليمان وابنه محمد، ومتنه واضح النكارة؟
ولو ادعى العشرات أنه صحيح وهذا حاله فلا تقبل دعواهم.
وقوله: "2- الخلال في "السنة"".
أقول: لا يوجد هذا الحديث في "السنة" للخلال، وأظن أن الذي عزا إليه هذا الحديث واهم، فكيف وقد عرف القارئ المنصف الفطن ضعف إسناد هذا الحديث ونكارة متنه؟
فإن أصرَّ عادل على هذه النسبة إلى الخلال، فليبرز لنا نص تصحيحه من كتاب "السنة" للخلال.
وأقول: إن قولك: " ابن القيم في ["اجتماع الجيوش"(ص108)]، قال: إسناده صحيح على شرط البخاري" ، لمن المغالطات والتلبيسات الشنيعة.
فابن القيم -رحمه الله- إنما قال هذا القول في الحديث المنسوب إلى قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-: "لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه"، لا حديث الاستلقاء المنكر، فإنه قد ضعّفه –رحمه الله-، مع أن قوله: " إسناده صحيح على شرط البخاري" فيه تساهل.
وقولك: " الذهبي في "العلو" (110)، وقال: رواته ثقات" مغالطة أخرى.
فالذهبي إنما قال هذا في كلام هذا نصه: "حديث قتادة بن النعمان سمع النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: "لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه" رواته ثقات، ورواه أبو بكر الخلال في كتاب "السنة" له.
فلم يصحح النص الذي فيه إن الله استلقى على ظهره، ووضع إحدى رجليه على الأخرى.
ثم إن في قوله: "رواته ثقات" تساهل.
فقد قال في فليح بن سليمان في "الكاشف" (2/125):
"قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي".
وقال في "الكاشف" (2/211) في محمد بن فليح: "ليّنه ابن معين".
أقول: بل قال ابن معين: "فليح بن سليمان ليس بثقة ولا ابنه"، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/59).
وقال أبو زرعة في فليح: "واهي الحديث هو وابنه محمد"، "سؤالات البردعي لأبي زرعة رقم (112).
ولا أستبعد أن عادلاً يعرف هذا في فليح وابنه.
ثم أقول: وهذا اللفظ مع ضعف إسناده يدعمه نصوص لا تحصى من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، منها سبع آيات تنص على استواء الله على عرشه: ( الرحمن على العرش استوى)، ( خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)، إلى آخر الآيات، ومنها آيات الصعود إليه تعالى، وآيات النـزول منه -جل وعلا-.
وقد ألّف ابن القيم كتابه القيم " اجتماع الجيوش الإسلامية" لإثبات علو الله على مخلوقاته، واستوائه على عرشه، و" الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" لإثبات علو الله واستوائه على عرشه.
وألّف الذهبي كتاب " العلو للعلي الغفار".
فلو جاء حديث ضعيف ضعفه محتمل لإثبات استواء الله على عرشه وعلوه عليه وعلى سائر خلقه لمشاه أهل الحديث.
أما مثل هذا الحديث المنكر في الاستلقاء الذي تريدان تمشيته وتصحيحه، فهذا منكما مخالف لمنهج السلف ومقاصدهم النبيلة.
9- قال المحققان([2]) في (ص188-189) من حاشية "إثبات الحد لله":
" ومما يشهد لهذا الحديث:
1- حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يستلقِيَنَّ أحدكم ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى". [رواه مسلم (2099)].
2- حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يثني الرجل إحدى رجليه على الأخرى.
[رواه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/277)، وابن حبان في "صحيحه" (5554)].
3- حديث شداد بن أوس -رضي الله عنه-، كما تقدم.
4- أثر ابن عباس -رضي الله عنهما- عن إسماعيل بن راشد([3]) قال: استلقيت فرفعت إحدى رجلي على ركبتي، فرماني سعيد بحصيات، ثم قال: إن ابن عباس كان ينهى عن هذا.
رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ( 5572) و( 5573).
5- حديث كعب بن عجرة -رضي الله عنه -.
رواه ابن أبي شيبة (5574)، وابن المحب في "الصفات" (1/241/أ) .
ورواه خشيش بن أصرم، ذكره ابن المحب في "الصفات" (1/241/أ)، ورواه الطحاوي في "شرح المعاني" (6881)([4]) .
ورواه الحكم بن معبد، ذكره ابن المحب في " الصفات" (1/241/أ).وإسناده صحيح، وله حكم الرفع.
ولفظها: عن أبي وائل قال: كان الأشعث، وجرير بن عبد الله، وكعب قعوداً، فرفع الأشعث إحدى رجليه على الأخرى وهو قاعد.
فقال له كعب بن عُجرة : ضعها، فإنه لا يصلح لبشر".
أقول: 1- إن كل هذه الأحاديث من حديث جابر إلى حديث كعب بن عجرة، ليس فيها أي شهادة لما في حديث قتادة من الكلام المنكر، ألا وهو قوله: " إن الله -عزّ وجل- لما قضى خلقه استلقى، ووضع إحدى رجليه على الأخرى".
فسردهما لهذه الأحاديث في غير موضعه، بل هو من المغالطات.
فهي في واد، ولفظ الاستلقاء ووضع إحدى الرجلين على الأخرى المنسوبان إلى الله تعالى في واد آخر.
2- وأقول: إن حديث جابر -رضي الله عنه- صحيح، وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حسن، ولكنهما لا يشهدان لذلك الحديث الشديد النكارة .
3- ثم لماذا تأخذ ما ترى أنه لك، وتهمل ما ترى أنه عليك؛ شأن أهل الأهواء؟
ألم تعلم أن البخاري ومسلماً والترمذي والنسائي والطحاوي وغيرهم قد رووا عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد بن عاصم المازني أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- مستلقياً في المسجد، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.
قال الإمام البخاري- رحمه الله – في كتاب "الصلاة" حديث (475):
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى.
ثم قال: وَعَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ.
ثم رواه في كتاب "اللباس" حديث (5969) باب "الاستلقاء ووضع الرجل على الأخرى".
قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ به.
ثم رواه في كتاب "الاستئذان"، باب "الاستلقاء" حديث (6287).
قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ به.
وقال الإمام مسلم في كتاب "اللباس والزينة" حديث (2100):
"حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن عمه أنه: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-([5]) مستلقياً في المسجد واضعاً إحدى رجليه على الأخرى".
أقول: لا أستبعد أن المحقق لكتاب الدشتي قد رأى هذا الحديث على الأقل في صحيح مسلم، ولكنه أغفله انتصاراً لرأيه، وهذا من كتمان الحق الذي ذم الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – أهله أشد الذم.
وقد تكلم العلماء فيما يظهر من تعارض بين عمل النبي -صلى الله عليه وسلم – وما يفيده من جواز الاستلقاء ووضع إحدى الرجلين على الأخرى، وبين نهيه -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
فقال الطحاوي -رحمه الله- في "شرح معاني الآثار" (4/279) بعد أن ساق أحاديث النهي عن الاستلقاء وأحاديث الإباحة:
" فاحتمل أن يكون أحد الأمرين قد نسخ الآخر، فلما وجدنا أبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، وهم الخلفاء الراشدون المهديون، على قربهم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلمهم بأمره، قد فعلوا ذلك بعده، بحضرة أصحابه جميعاً، وفيهم الذي حدَّث بالحديث الأول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الكراهة، فلم ينكر ذلك أحد منهم، ثم فعله عبد الله بن مسعود وابن عمر وأسامة بن زيد وأنس بن مالك -رضي الله عنهم- فلم ينكر عليهم منكر.
ثبت بذلك أن هذا هو ما عليه أهل العلم، من هذين الخبرين المرفوعين، وبطل بذلك ما خالفه لما ذكرنا وبينا".
وقال المعلِّق على "سنن أبي داود":
"قال الشيخ (يعني الخطابي) يشبه أن يكون إنما نهى عن ذلك من أجل انكشاف العورة، إذ كان لباسهم الأزر، دون السراويلات. والغالب: أن أزرهم غير سابغة، والمستلقي إذا رفع إحدى رجليه على الأخرى مع ضيق الإزار لم يسلم أن ينكشف شيء من فخذه، والفخذ عورة.
فأما إذا كان الإزار سابغاً، أو كان لابسه عن التكشف متوقياً، فلا بأس به، وهو وجه الجمع بين الخبرين، والله أعلم" . انظر "سنن أبي داود" (5/187) الحاشية على حديث (4865) .
وأعتقد أن عادلاً اطلع على الأقل على كلام الطحاوي.
وأما أثر ابن عباس -رضي الله عنهما- فلا يثبت عنه، إذ في الإسناد إليه إسماعيل بن راشد السلمي، وهو مجهول، إذ لم يرو إلا عن سعيد بن جبير، ولم يرو عنه إلا حصين بن عبد الرحمن السلمي فقط.
انظر "التأريخ" للإمام البخاري (1/353) رقم (1114)، و"الجرح والتعديل" للإمام ابن أبي حاتم (1/169) رقم (567).
وأما أثر كعب بن عجرة -رضي الله عنه- فلا نستطيع أن نقول: له حكم الرفع:
1- لأنه لا يتحدث عن أمر غيبي، وإنما تحدث عن أمر من مسارح الاجتهاد.
2- أعتقد أن هذا الصحابي الجليل لو رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل هذا، أو بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعله.
وأن الخليفتين الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- فعلا ذلك، لما استنكر هذا الفعل قائلاً: "ضعها، فإنه لا يصلح لبشر".
وهذه آثار عن الصحابة وغيرهم تفيد جواز وضع إحدى الرجلين على الأخرى:
قال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/408-410):
" فِي الرَّجُلِ يَجْلِسُ وَيَجْعَلُ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
25897- حَدَّثَنَا ابْن عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِد ، قَدْ وَضَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
25898- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دُخلَ عَلَى عُمَرَ أَو رُئِي مُسْتَلْقِيًا وَاضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
25899- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ([6]) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّهُ رَأَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ جَالِسًا وَاضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
25900- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أُسَامَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَضْطَجِعُ فَيَضَعُ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
25901- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كان ابْنُ عُمَرَ يَسْتَلْقِي عَلَى قَفَاهُ وَيَضَعُ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى لاَ يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا ، وَيَفْعَلُهُ وَهُوَ جَالِسٌ لاَ يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا.
25902- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْرَائِيلَ ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : إنَّمَا يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ أَهْلُ الْكِتَابِ ، وَقَالَ عَامِرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : لاَ بَأْسَ به.
25903- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ الغَسِيل ، قَالَ : حدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، أَنَّ بِلاَلاً فَعَلَهُ : وَضَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
25904- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانَا يَفْعَلاَنِهِ.
25905- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ([7]) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فِي الأَرَاكِ مُسْتَلْقِيًا وَاضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ : {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.
25906- حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عِمْرَانَ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ - قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسًا وَاضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى .
25907- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْعَوَّامِ ، عَنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا مِجْلَزٍ عَنِ الرَّجُلِ يَجْلِسُ ، وَيَضَعُ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فَقَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ ، إنَّمَا هُوَ شَيْءٌ كَرِهَتْهُ الْيَهُودُ ، قَالُوا : إِنَّهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى يَوْمَ السَّبْتِ فَجَلَسَ تِلْكَ الْجِلْسَةَ.
25908- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، أَنَّ هَارُونَ بْنَ رِئَابٍ ، قَالَ لَهُ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرِهِ وَاضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى : يُكْرَهُ هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ قَالَ : لاَ.
25909- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَاضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
25910- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ إسْرَائِيلَ ، قَالَ : قيلَ لَهُ : أَرَأَيْت الشَّعْبِيَّ يَضَعُ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ؟ قَالَ : نَعَمْ".
وقال ابن أبي شيبة عقب هذا الباب:
"من كرِه أن يضع إحدى رِجليهِ على الأخرى.
25911- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أبي إسْمَاعِيلَ رَاشِدٍ ، قَالَ : اسْتَلْقَيْت فَرَفَعْت إحْدَى رِجْلَيْ عَلَى رُكْبَتِي ، فَرَمَانِي سَعِيدٌ بِحَصَيَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : إنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَنْهَى عَنْ هَذَا([8]).
25912- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي هِلاَلٍ([9]) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَضْطَجِعَ وَيَضَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
25913- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيل ، عَنْ وَاصِلٍ ، أَنَّ جَرِيرًا جَلَسَ وَوَضَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : ضَعْهَا ، فهذَا لاَ يَصْلُحُ لِبَشَرٍ.
25914- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ ، أَنَّ كَعْبًا ، قَالَ لَهُ : ضَعْهَا ، فَإِنَّ هَذَا لاَ يَصْلُحُ لِبَشَرٍ.
25915- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنْ حَبِيبٍ ، قَالَ : رَآنِي مُحَمَّدٌ وَقَدْ وَضَعْت رِجْلِي هَكَذَا وَوَضَعَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى ، قَالَ : فَقَالَ : ارْفَعْهَا ، قَدْ تَوَاطَؤُوا عَلَى الْكَرَاهِيَةِ لَهَا ، قَالَ : فَذَكَرْت ذلك لِلْحَسَنِ ، قَالَ : فكَانَتِ الْيَهُودُ يَكْرَهُونَهُ فَخَالَفَهُمَ الْمُسْلِمُونَ.
25916- حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ حَسَنٍ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُ كان يكره أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ فَيَضَعَ عَقِبَهُ عَلَى فَخِذِهِ وقال : هُوَ التَّوَرُّكُ.
25917- حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ حَسَنٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّهُ نَهَى عَنْهُ.
25918- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ([10]) ، عَنْ طَاوُوسٍ ، أَنَّهُ كَرِهَ التَّرَبُّعَ وَقَالَ : جِلْسة مُهْلِكة".
أقول بعد هذا: إنه قد تقدّم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعمر وعثمان -رضي الله عنهما- وابن عمر وابن مسعود وأنس وغيرهم كانوا يفعلونه، كما تقدّم الجمع بين النهي والجواز.
وتقدّم في الحلقة الأولى اشتراط أئمة الإسلام -رحمهم الله- الصحة لقبول ما يروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتحذيرهم من رواية وتتبع الأحاديث الضعيفة، ومن هؤلاء الأئمة الإمام أحمد –رحمه الله-.
وأعيد القول بأن الإمام أحمد -رحمه الله- يشترط الصحة لقبول الأحاديث التي تروى في أبواب العقائد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل" (2/29-31):
"كلام الخلال في كتاب "السنة"
وقال أبو بكر الخلال في كتاب "السنة": ( أخبرني يوسف بن موسى أن أبا عبدالله - يعني أحمد بن حنبل - قيل له : أهل الجنة ينظرون إلى ربهم عز وجل ويكلمونه ويكلمهم ؟ قال: نعم، ينظر وينظرون إليه، ويكلمهم ويكلمونه، كيف شاء وإذا شاء ).
قال: ( وأخبرني عبد الله بن حنبل قال : أخبرني أبي حنبل بن إسحاق قال : قال عمي : نحن نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء وكما شاء، بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد، فصفات الله له ومنه، وهو كما وصف نفسه { لا تدركه الأبصار} بحد ولا غاية { وهو يدرك الأبصار } ( سورة الأنعام : 103 ) هو عالم الغيب والشهادة وعلام الغيوب، ولا يدركه وصف واصفٍ، وهو كما وصف نفسه، وليس من الله شيء محدود، ولا يبلغ علم قدرته أحد، غلب الأشياء كلها بعلمه وقدرته وسلطانه { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ( سورة الشورى : 11 )، وكان الله قبل أن يكون شيء، والله هو الأول وهو الآخر، ولا يبلغ أحد حدَّ صفاته.
قال : وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم، قال : سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تُروى"إن الله تبارك وتعالى ينـزل كل ليلة إلى السماء الدنيا" و "إن الله يرى" و "إن الله يضع قدمه" وما أشبه هذه الأحاديث، فقال أبو عبد الله : نؤمن بها، ونصدِّق بها، ولا كيف ولا معنى - أي لا نكيِّفها ولا نحرِّفها بالتأويل، فنقول : معناها كذا- ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، إذا كان بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء".
وقال أبو القاسم اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" رقم (2090):
"أنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال: أنا عثمان بن أحمد قال: نا حنبل قال: قلت: لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- ما يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الشفاعة فقال: هذه أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر، وكل ما روي عن النبي –صلى الله عليه وسلم- بأسانيد جيدة نؤمن بها ونقر. قلت له: وقوم يخرجون من النار، فقال: نعم، إذا لم نقر بما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودفعناه رددنا على الله أمره، قال الله -عز وجل-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، قلت: والشفاعة؟، قال كم حديث يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الشفاعة والحوض، فهؤلاء يكذبون بها ويتكلون، وهو قول صنف من الخوارج، وإن الله تعالى لا يخرج من النار أحدا بعد إذ أدخله، والحمد لله الذي عدل عنا ما ابتلاهم به"([11]).
اعرف أيها الفطن الشحيح بدينه منهج الإمام أحمد، ألا تراه يشترط للإيمان بصفات الله أن يكون منصوصاً عليها في كتاب الله، ومنصوصاً عليها في سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الثابتة بالأسانيد الصحيحة، ويقول: ولا نتعدى ذلك.
فهو لا يقبل في هذا الباب الأحاديث الضعيفة ولا أقوال البشر المخالفة للكتاب أو السنة، وهذا منهج أساطين أئمة الإسلام، رحمهم الله وأعلى منازلهم في دار النعيم.
10- قال المحققان([12]) في (ص189) من حاشية "إثبات الحد لله":
" 6- حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-، وقد مضى.
ورواه إسحاق بن راهويه بمعنى حديث قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-.
ذكره ابن المحب في "الصفات" (1/237/ب)".
أقول: لا يُعرف نص حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-، وقد رجعنا إلى تفسير قول الله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى) من سورة طه، كما أشار إلى ذلك الدشتي، فلم نجده بعد تفتيش عدد من كتب التفسير، كتفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي والدر المنثور للسيوطي.
لكني وجدت نصاً عنه وهو الآتي:
قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله- في كتاب "الرد على الجهمية" (ص77) رقم (35):
"حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، قال: ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله تعالى فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه".
وأورده في كتاب "النقض" برقم (140).
ورواه الإمام ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" برقم (138، 139).
ورواه أبو الشيخ في كتاب "العظمة" (2/688-689)، برقم (279).
قال: حدثنا الوليد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا حجاج، حدثنا حماد، عن عاصم به.
وأورده الحافظ الذهبي في "كتاب العلو" (1/417)، رقم (67) بإسناده إلى عبد الرحمن ابن مهدي عن حماد بن سلمة به.
فإن كان المراد بحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- هذا النص، فيقال: إن هذا النص في واد، ولفظ الاستلقاء ووضع إحدى الرجلين على الأخرى في واد آخر، وما هكذا يا سعد تورد الإبل.



11- قال المحققان([13]) في (ص189) من حاشية "إثبات الحد لله":
"7- أثر كعب الأحبار -رحمه الله-.
تفسير ابن جرير (21/501)، وابن أبي شيبة (5574)([14]).
[وانظر: تفسير ابن أبي حاتم (2/2608)، و"العظمة" لأبي الشيخ (2/234)]".
أقول: أثر كعب أورده ابن جرير في تفسيره.
قال -رحمه الله- في "تفسير سورة الشورى" (25/7):
حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا حسين بن محمد، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس، قال: جاء رجل إلى كعب فقال: يا كعب أين ربنا؟ فقال له الناس: دقّ الله تعالى، أفتسال عن هذا؟ فقال كعب: دعوه، فإن يك عالما ازداد، وإن يك جاهلا تعلّم. سألتَ أين ربنا، وهو على العرش العظيم متكئ، واضع إحدى رجليه على الأخرى، ومسافة هذه الأرض التي أنت عليها خمس مئة سنة، ومن الأرض إلى الأرض مسيرة خمس مئة سنة، وكثافتها خمس مئة سنة، حتى تمّ سبع أرضين، ثم من الأرض إلى السماء مسيرة خمس مئة سنة ، وكثافتها خمس مئة سنة ، والله على العرش متكئ ، ثم تفطر ([15]) السماوات.
ثم قال كعب: اقرءوا إن شئتم(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ).... الآية".
أقول: 1- أثر كعب هذا إسناده ضعيف جداً، ومتنه منكر جداً.
إذ في إسناده محمد بن قيس، قال فيه الذهبي في "المغني" (2/626): محمد بن قيس، شيخ أبي معشر السندي، قال ابن معين: ليس بشيء . وقواه غيره".
وقال ابن حجر في "التقريب": ضعيف.
وفيه أبو معشر، قال ابن سعد: "كان كثير الحديث ضعيفاً، وقال أبو داود أيضا له أحاديث مناكير وذكره ابن البرقي فيمن احتملت روايته في القصص ولم يكن متين الرواية وقال الساجي منكر الحديث وكان أميا صدوقا إلا أنه يغلط وقال ابن نمير كان لا يحفظ الأسانيد وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالمتين عندهم وقال الدارقطني ضعيف وقال الخليلي أبو معشر له مكان في العلم والتاريخ وتاريخه احتج به الأئمة وضعفوه في الحديث وكان ينفرد بأحاديث أمسك الشافعي عن الرواية عنه وتغير قبل أن يموت بسنتين تغيرا شديدا وقال أبو نعيم روى عن نافع وابن المنكدر وهشام بن عروة ومحمد بن عمرو الموضوعات لا شيء([16]).
قال الحافظ ابن حجر: أفحش فيه القول فلم يصب وصفه". "تهذيب التهذيب" (10/422).
وفي "التقريب": "ضعيف أسن واختلط".
وأما نكارة المتن:
ففي قوله: " والله على العرش متكئ".
وفي قوله عن الله: "واضع إحدى رجليه على الأخرى".
2- لا يبعد أن يكون هذا الأثر من روايات كعب الإسرائيلية، بل هو واضح أنه من الإسرائيليات، وكعب مع حسن إسلامه يروي البلايا.
قال الإمام البخاري –رحمه الله- في "صحيحه" حديث رقم (7361):
"وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ وَذَكَرَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ".
وقال الحافظ الذهبي –رحمه الله- في "تذهيب التهذيب" (7/453-455) رقم (5695) في ترجمة كعب الأحبار:
"أسلم في خلافة الصديق، ويقال: في خلافة عمر، ويقال: أدرك الجاهلية.
أرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وروى عن عمر وصهيب (س)، وعائشة، وبث كثيراً من الإسرائيليات.
روى عنه: أبو هريرة (د ت س)، وابن عباس (فق)، وابن عمر، ومعاوية (خ)، وابن امرأته تُبَيع (س)، وأبو سلام ممطور (قد)، وأبو رافع الصائغ (د)، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وخالد بن معدان، وعبد الرحمن بن مغيث (س)، وطائفة.
وكثير من هؤلاء لم يلقه بل أرسل عنه".
وقال الذهبي -أيضاً- في "سير أعلام النبلاء"(3/ 489) -بعد الثناء على كعب-:
"وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر -رضي الله عنه-، فجالس أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ عجائب، ويأخذ السنن عن الصحابة، وكان حسن الإسلام، متين الديانة، من نبلاء العلماء".
وقال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة النمل (10/413) بعدما أورد طائفة من الأخبار في قصة ملكة سبأ مع نبي الله سليمان:
"والأقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب، مما يوجد في صحفهم، كروايات كعب ووهب - سامحهما الله تعالى - فيما نقلا إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الأوابد والغرائب والعجائب، مما كان وما لم يكن، ومما حرف وبدل ونسخ. وقد أغنى الله سبحانه عن ذلك بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ، ولله الحمد والمنة".
وهذا نص أثر كعب الذي أحال به عادل إلى تفسير ابن أبي حاتم.
قال -رحمه الله- في "تفسيره" (2/492-493) برقم (2608):
"حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، ثنا الليث ، حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال ، عن عمر مولى غفرة ، أن كعبا ، ذكر علو الجبار فقال : إن الله تعالى جعل ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة ، وكثف السماء مثل ذلك ، وما بين كل سمائين مثل ذلك ، وكثفها مثل ذلك ، ثم خلق سبع أرضين ، فجعل ما بين كل أرضين ، مابين سماء الدنيا والأرض ، وكثف كل أرض مثل ذلك ، وكان العرش على الماء ، فرفع الماء حتى جعل عليه العرش ، ثم ذهب بالماء حتى جعله تحت الأرض السابعة ، فما بين أعلى الماء الذي على السماء إلى أسفله (كما بين أسفله)([17]) كما بين السماء العليا إلى الأرض السفلى، وذلك مسيرة أربع عشرة ألف([18]) سنة ، ثم خلق خلقاً لعرشه ، جاثية ظهورهم ، فهم قيام في الماء لا يجاوز أقدامهم ، والعرش فوق جماجمهم ، ثم ذهب الجبار تعالى علوا حتى ما يستطيعون أن ينظروا إليه فيقول: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)".
أقول: في هذا الإسناد أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة.
وفيه عمر بن عبد الله المدني مولى غُفرة، قال فيه الحافظ الذهبي: عامة حديثه مرسل، ضعّفه النسائي ووثّقه ابن سعد.
وقال الحافظ ابن حجر:ضعيف وكان كثير الإرسال.
فهذا الأثر المنسوب إلى كعب في غاية النكارة، وهو وإن كان في إسناده ضعف لكن إسرائيليته واضحة جداً، وليت ابن أبي حاتم لم ينقله غفر الله له.
ومع ذلك فليس فيه شاهد للحديث المنسوب إلى قتادة بن النعمان كما يوهم ذلك المحققان أو عادل.
وقال أبو الشيخ في كتاب "العظمة" (2/610-612) رقم (234):
"حدثنا الوليد بن أبان، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، أن زيد بن أسلم حدثه، عن عطاء بن يسار، أنه قال: أتى كعباً -يعني رجل- وهو في نفر فقال: يا أبا إسحاق! حدثني عن الجبار تبارك وتعالى فأعظم القوم، فقال كعب: دعوا الرجل، فإنه إن كان جاهلاً لتعلم، وإن كان عالماً ازداد علماً، ثم قال كعب: أخبرك أن الله تعالى خلق سبع سماوات، ومن الأرض مثلهن، ثم جعل تبارك وتعالى ما بين كل سمائين كما بين السماء الدنيا والأرض، وجعل كثفها مثل ذلك، ثم رفع العرش فاستوى عليه، فما من السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل العلافي أول ما يرتحل من ثقل الجبار تبارك وتعالى فوقهن. قال أبو صالح: العلافي: الجديد يريد".
وفي إسناد هذا الأثر الإسرائيلي المنكر أبو صالح تقدم الكلام فيه.
ولفظ "الأطيط" لم يرد في أي حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والآثار التي يذكر فيها هذا اللفظ أعتقد أن أصلها هذا الأثر ونحوه من روايات كعب الأحبار، والحمل فيه على كعب أكثر من الحمل على رواته.
ومع هذا فلا شاهد فيه للحديث المنسوب إلى قتادة بن النعمان -رضي الله عنه- من قريب ولا من بعيد، كما يرى القارئ.
وفي أثر كعب عند ابن أبي حاتم زيادات فيها غرابة جداً، وليس فيه ذكر الأطيط الموجود في رواية أبي الشيخ ، ومع كل ذلك فليس في هذين النصين أي شاهد للحديث المنسوب إلى قتادة ابن النعمان -رضي الله عنه-، والذي فيه: " إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى فوضع إحدى رجليه على الأخرى".
وإذا عرف المسلم أن كعب الأحبار وهو أفضل مسلمة أهل الكتاب قد بثَّ كثيراً من الإسرائيليات العجيبة والمنكرة والغريبة، ولا يبعد أن يكون الحديث المنسوب إلى قتادة ابن النعمان من هذه الإسرائيليات المأخوذة عن كعب، فيجب الحذر أشد الحذر من رواياته، ولا سيما ما يرويه فيما يتعلق بصفات الله -جل وعلا- وأفعاله المقدسة، وكذلك يجب الحذر من مرويات أهل الكتاب المنكرة والغريبة والمحرفة.
ومما يلفت أنظار أهل السنة أن عادلاً يحتفي بهذه الآثار الإسرائيلية الباطلة، ويستشهد بها فيما يتعلق بصفات الله، وهذا انطلاق منه من ذلك المنهج الحدادي القائم على الجهل والهوى.
فائدتان:
الأولى - قال الذهبي -رحمه الله- في كتاب "العلو" (1/414-416) معلقاً على كلمة "الأطيط":
" والأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل وللعرش، ومعاذ الله أن نعدّه صفة لله، ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت([19]).
وقولنا في هذه الأحاديث: إننا نؤمن بما صح منها، وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره، فأما ما في إسناده مقالٌ، أو اختلف العلماء في قبوله وتأويله فإننا لا نتعرض له بتقرير، بل نرويه في الجملة ونبين حاله، وهذا الحديث إنما سقناه لما فيه مما تواتر من علو الله فوق عرشه مما يوافق آيات الكتاب".
فاشترط الذهبي للإيمان بهذه الأحاديث شرطين: الأول صحتها، والثاني اتفاق السلف عليها، وهذا هو المنهج الحق، وقد أسلفنا عن كثير من أئمة السلف اشتراط الصحة في الأحاديث المسندة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أما التعلق بالأحاديث المنكرة والإيمان بما دلّت عليه، فليس من منهج السلف في شيء، وإنما يتشبث بها أهل الأهواء.
الفائدة الثانية- قال الذهبي -رحمه الله- في "سير أعلام النبلاء" (21/160-161)، في ترجمة عبد المغيث بن زهير:
"...ولعبد المغيث غلطات تدل على قلة علمه: قال مرة: مسلم بن يسار صحابي، وصحح حديث الاستلقاء، وهو منكر، فقيل له في ذلك، فقال: إذا رددناه، كان فيه إزراء على من رواه!"([20]).
أصخ إلى قول الذهبي في حديث الاستلقاء إنه حديث منكر.
وأزيد الأمر تأكيداً، فأقول:
ما زعمه المحققان أو عادل من أن أثر([21]) كعب بمعنى حديث قتادة بن النعمان، فليس الأمر كذلك، كما هو واضح، فليس في أثر كعب ذكر الاستلقاء وإنما فيه الاتكاء، والاتكاء يغاير الاستلقاء، نعم يتفقان في قولهما : "يضع إحدى رجليه على الأخرى"، ففي أثر كعب إضافة منكر إلى منكر عند من يعظم الله ولا يعتقد إلا ما ورد من صفات الله في كتابه، وما وردَّ من صحيح سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى.
ثم يظهر لي أن الأحاديث التي جاء فيها الاستلقاء والأطيط والاتكاء إنما أصلها أحاديث كعب الأحبار الإسرائيلية، وبرأ الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- منها.
وقد نقل أهل العلم عن كعب نصاً فيه إثبات علو الله على عرشه، وأنه فوق عباده.
فقد روى أبو الشيخ في كتاب "العظمة" (2/625-626) رقم (244).
قال: "حدثنا الحسن بن علي بن نصر، حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا أبو صفوان الأموي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن كعب الأحبار -رحمه الله تعالى- قال: قال الله -عز وجل- أنا الله فوق عبادي، وعرشي فوق جميع خلقي، وأنا على العرش أدبر أمر عبادي، لا يخفى عليَّ شيء من أمر عبادي في سمائي وأرضي وإن حجبوا عني([22]) فلا يغيب عنهم علمي، وإليَّ مرجع كل خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي، أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي، وأعذب من شئت منهم بعقابي".
وفي إسناده نعيم بن حماد الخزاعي، قال الحافظ ابن حجر: صدوق، يخطئ كثيراً.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (6/7) بإسناده إلى نعيم بن حماد به.
وأورده الحافظ الذهبي -رحمه الله- في كتاب "العرش" (2/187-188).
وقال: رواه أبو الشيخ الأصبهاني وابن بطة العكبري وغيرهما بإسناد صحيح من حديث أبي صفوان الأموي أحد رجال مسلم، واسمه عبد الله بن سعد بن عبد الملك بن مروان، عن يونس بن زيد، فذكره".
وأورده في كتاب "العلو" (2/863) برقم (287)، وقال: رواته ثقات.
وقد عرفت أن في إسناده نعيم بن حماد، وهو صدوق يخطئ كثيراً، وقال الذهبي في "الميزان": في حديثه لين.
وأورده الإمام ابن القيم -رحمه الله- في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص129-130).
فقال -رحمه الله-: "(قول كعب الأحبار رحمه الله تعالى):
قال الليث بن سعد حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن زيد بن أسلم حدثه عن عطاء بن يسار قال: أتى رجل كعباً، وهو في نفر، فقال: يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار، فأعظم القوم قوله، فقال كعب: دعوا الرجل، فإن كان جاهلاً تعلّم، وإن كان عالماً ازداد علماً، ثم قال كعب: أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن، ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين السماء الدنيا والأرض، وكثفهن مثل ذلك، ثم رفع العرش فاستوى عليه.
وقال نعيم بن حماد: أخبرنا أبو صفوان الأموي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال: قال الله في التوراة: أنا الله فوق عبادي، وعرشي فوق جميع خلقي، وأنا على عرشي، أدبر أمور عبادي، لا يخفى عليَّ شيء من أمر عبادي في سمائي ولا في أرضي، وإليَّ مرجع خلقي، فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي، أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي، وأعاقب من شئت بعقابي".
ولم يتعرض الإمام ابن القيم لإسنادي هاتين الروايتين بتصحيح ولا تضعيف.
أما الأول فلم يذكر إسناده إلى الليث بن سعد، وسيأتي الكلام عليه.
وأما الثاني ففي إسناده نعيم بن حماد، وقد عرف القارئ حاله.
ومع هذا فلا نكارة في متنيهما، ولا حرج من نقلهما للاستئناس بهما، ولأنهما لا يخالفان نصاً من كتاب الله ولا من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل هما موافقان لنصوص الكتاب والسنة في إثبات علو الله، واستوائه على عرشه.
ولا يصح الاستشهاد بهما لدعم الحديث المنسوب إلى قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-، الذي فيه وصف الله بما لا يليق بجلاله.
بل هما يدلان على شدة ضعف الحديث المنسوب إلى قتادة بن النعمان -رضي الله عنه- وشدة ضعف أثر كعب السابق الذي فيه نسبة الاتكاء إلى الله تعالى، والزعم أنه وضع إحدى رجليه على الأخرى.
هذا، وعلى المؤمن حقاً الذي يُعظِّم الله -جل وعلا-، ويعزر رسوله ويوقره أن يحذر كل الحذر من الأخذ بالأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة في مجالات العقيدة وفروع الشريعة، وأن يتمسك بنصوص الكتاب ونصوص السنة الصحيحة في عقيدته وعبادته وأخلاقه وفي كل شئون حياته، ويعض عليها بالنواجذ.
وحيث أن مقالي هذا يتعلق بالكلام على حديث ضعيف، استدل به من لا يُفرِّق بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة على إثبات صفة لله لا تليق بجلاله وعظمته.
مخالفاً بذلك منهج جمهور السلف الذين لا يصفون الله -جل وعلا- إلا بما وصف به نفسه، أو بما ثبت وصحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى من صفات الكمال والجلال من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل، على أساس قول الله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، أي ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله.
فقد نفى الله عن نفسه كل أنواع المماثلة والمشابهة.
وأثبتَ لنفسه السمع المحيط بكل المسموعات، والبصر المحيط بكل المبصرات، والعلم المحيط بكل المعلومات، لا يخفى عليه شيء في الأرضين ولا في السماوات.
وهو على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماوات، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)، وهو العلي الأعلى.
دلَّ على علوه على جميع مخلوقاته واستوائه على عرشه نحو ألف دليل، كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-، وقد ألّف في إثبات علو الله كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية على المعطلة والجهمية"، وكتاب "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة".
وألّفَ الحافظ الذهبي كذلك في إثبات علو الله واستوائه على عرشه كتابين: كتاب "العرش"، وكتاب "العلو للعلي الغفار".
وللسلف الصالح مؤلفات كثيرة في العقائد عموماً، وفي إثبات علو الله واستوائه على عرشه على وجه الخصوص.
ومنها مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، ومنها "الواسطية" و"الحموية" و"التدمرية".
ومنها "درء تعارض العقل والنقل"، و" بيان تلبيس الجهمية"، يثبت فيها صفات الله -جل وعلا-، ويرد على الجهمية ومن سار على نهجهم في تعطيل صفات الله.
رحم الله سلفنا الصالح وجزاهم بما عملوا أحسن الجزاء، وأسكنهم فسيح جناته، وألحقنا بهم عملاً وجزاء ومصيراً، إن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
6/2/1434هـ

المنهج الحدادي يحتفي أهله بالأحاديث الواهية والمنكرة ليشغبوا بها على جمهور أهل السنة السابقين واللاحقين، بل ليطعنوا فيهم.doc




[1] - أي حديث الاستلقاء المذكور آنفاً.

[2] - أو عادل.

[3] - إسماعيل بن راشد السلمي ، قال فيه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/169): "إسماعيل بن راشد السلمي وهو إسماعيل بن أبي إسماعيل أخو محمد بن أبي إسماعيل، روى عن سعيد بن جبير روى عنه حصين بن عبد الرحمن السلمي، يعد في الكوفيين" ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول عنده.


[4] - لم أجده في هذا الموضع، ووجدته برقم (6741).

[5] - ورواه أبو داود في "سننه" حديث (4866)، والترمذي في "سننه" حديث (2765)، وابن حبان في "صحيحه" حديث (5552).

[6] - في رواية سفيان بن حسين عن الزهري ضعف.

[7] - جابر هنا وفي الأثر رقم (25902) هو الجعفي، وهو رافضي، وقد وثّقه جماعة، والظاهر أن سفيان روى عنه قبل أن يظهر رفضه.

[8] - تقدّم بيان ضعف هذا الأثر لجهالة إسماعيل بن راشد.

[9] - قال الحافظ ابن حجر: صدوق، فيه لين، وقال النسائي: ليس بالقوي، ووثّقه أبو داود، وتكلم فيه عدد من الأئمة، وقال ابن عدي بعد أن ذكر له أحاديث كلها أو عامتها غير محفوظة: وله غير ما ذكرت، وفي بعض رواياته ما لا يوافقه عليه الثقات، وهو ممن يكتب حديثه."تهذيب التهذيب" (9/196).

[10] - ليث -في هذا الأثر والذي قبله- هو ابن أبي سليم، وهو ممن اختلط فلم يتميز حديثه قبل الاختلاط من حديثه بعد اختلاطه.

[11] - مشهور جداً عن الإمام أحمد وأهل الحديث اشتراط الصحة لقبول الأحاديث المتعلقة بصفات الله وسائر العقائد، والمتعلقة بالحلال والحرام، وقد مضى نقل هذا عن أئمة السلف، فهل يلتزم الحداديون هذا المنهج؟

[12] - أو عادل.

[13] - أو عادل.

[14] - رجعتُ إلى الموضع الذي أحال عليه عادل، فلم أجد هذا الأثر عن كعب.

[15] - قول كعب: "ثم تفطر السماوات"، يخالف قول الله تعالى: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ).

[16] - والكلام فيه كثير.

[17] - كذا، والظاهر أنها ألفاظ مقحمة.

[18] - في الأصل: "أربع عشرة ألفا سنة".

[19] - انتبه لقول الذهبي هذا في لفظ الأطيط.

[20] - أقول: إن هذا لقول عجاب، كيف يصحح حديثاً باطلاً خشية الإزراء على من رواه؟ فماذا سيقول غداً إذا سئل عن تصحيح كلام باطل نُسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

[21] - وقد عرف القارئ أن أثر كعب قد جاء على وجوه مختلفة.

[22] - هذه الجملة معناها غير صحيح، فإن الله لا يحجب علمه وبصره شيء.










قديم 2012-12-20, 13:09   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
كشيدة جلالي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية كشيدة جلالي
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 هل انت محروم












قديم 2012-12-20, 20:18   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










B18

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

....

..اما محمدبن عبد الله فهذا الذي حمل السيف على الخلافة الاسلامية، بدعاء انهم مشركون وكفرة، وقتل من المسلمين بدعواه الكثير الكثير، وارهاب اليوم نسخة طبق الاصل على مكان عليه شيخك.
-رغم ان الشرك في بلاد الحرميين دعوى غير مؤسسة لمخالفتها الاحاديث الشريفة التي تروى ان الشيطان ياس ان يعبد في ارضكم وغير ، من نصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم ام شيخك ودعواه ، والمتحدث يدعوك لقرات التاريخ وموضوعي ((المشبه)) حتى تعلم على اي عقيدة تموت.


وقال الشيخ محمَّد البشير الإبراهيمي -رحمه الله- في السياق ذاته:


«ويقولون عنَّا إنَّنا وهَّابيُّون، كلمةٌ كثر تردادها في هذه الأيَّام الأخيرة


حتَّى أنْسَتْ ما قبلها من كلماتٍ: عبداويِّين وإباضيِّين وخوارج، فنحن بحمد الله ثابتون في مكانٍ واحدٍ وهو مستقَرُّ الحقِّ،


ولكنَّ القوم يصبغوننا في كلِّ يومٍ بصبغةٍ، ويَسِمُونَنَا في كلِّ لحظةٍ بِسِمَةٍ، وهُمْ يتَّخذون من هذه الأسماء المختلفة أدواتٍ لتنفير العامَّة منَّا وإبعادها عنَّا،



وأسلحةً يقاتلوننا بها وكلَّما كلَّتْ أداةٌ جاءوا بأداةٍ، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغَناء، وقد كان آخر طرازٍ من هذه الأسلحة المفلولة التي عرضوها في هذه الأيَّام كلمة «وهَّابي»،



ولعلَّهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها، ولعلَّهم كافأوا مبتدعها بلقب «مبدعٍ كبيرٍ»،



إنَّ العامَّة لا تعرف من مدلول كلمة «وهَّابي» إلاَّ ما يعرِّفها به هؤلاء الكاذبون،



وما يعرف منها هؤلاء إلاَّ الاسم، وأشهر خاصَّةٍ لهذا الاسم وهي أنه يذيب البدع كما تذيب النار الحديد،






وأنَّ العاقل لا يدري: مِمَّ يعجب! أمِنْ تنفيرهم باسم لا يعرف حقيقتَه المخاطِبُ منهم ولا المخاطَب،


أم من تعمُّدِهم تكفيرَ المسلم الذي لا يعرفونه نكايةً في المسلم الذي يعرفونه، فقد وُجِّهتْ أسئلةٌ من العامَّة إلى هؤلاء المفترين من «علماء السنَّة!!» عن معنى «الوهَّابي»؛

فقالوا هو الكافر بالله وبرسوله، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾، أمَّا نحن فلا يعسر علينا فهمُ هذه العقدة من أصحابنا بعد أنْ فَهِمْنا جميع عُقَدهم، وإذ قد عرفْنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء، فإنَّنا لا نردُّ ما صدر منهم إلى ما يعلمون منه، ولكنَّنا نردُّه إلى ما يقصدون به،



وما يقصدون بهذه الكلمات إلاَّ تنفير الناس من دعاة الحقِّ، ولا دافِعَ لهم إلى الحشد في هذا إلاَّ أنهم موتورون لهذه الوهَّابية التي هدمتْ أنصابهم ومحتْ بِدَعَهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم -والبدعة رحِمٌ ماسَّةٌ-،




فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة «وهَّابي» تُقذف في وجه كلِّ داعٍ إلى الحقِّ إلاَّ نواحًا مردَّدًا على البدع التي ذهبتْ صرعى هذه الوهَّابية،



وتحرُّقًا على هذه الوهَّابية التي جرفتِ البدع، فما أبغض الوهَّابية إلى نفوس أصحابنا! وما أثقل هذا الاسم على أسماعهم! ولكن ما أخفَّه على ألسنتهم حين يتوسَّلون به إلى التنفير من المصلحين!




وما أقسى هذه الوهَّابية التي فجعتِ المبتدعةَ في بدعهم -وهي أعزُّ عزيزٍ لديهم-، ولم ترحم النفوسَ الولهانة بحبِّها ولم ترْثِ للعبرات المراقة من أجلها!»









قديم 2012-12-20, 20:19   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










B11 ولكن أعداء الله عندهم الكذب، وعندهم التلبيس، وعندهم البهتان، وعدم المبالاة بأمر الله ورسوله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فنصيحتي لكل مسلم أن يتقي الله، وأن يعرف الحق بدليله لا بالتقليد، وقول الجهال واتباع الجهال، ولكن بالدليل ينظر كتب القوم،ينظر ما قرروه في الدرر السنية من كتبهم فتح المجيد، كتاب التوحيد، تيسير العزيز الحميد إلى غير هذا من كتبهم وردودهم حتى يعرف الحقيقة، يعلم أنهم على الحق والهدى، وأنهم دعاة إلى توحيد الله، وإلى اتباع شريعته، وإلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله هذه دعوة الوهابية،










قديم 2012-12-21, 17:53   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










B9

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
فنصيحتي لكل مسلم أن يتقي الله، وأن يعرف الحق بدليله لا بالتقليد، وقول الجهال واتباع الجهال، ولكن بالدليل ينظر كتب القوم،ينظر ما قرروه في الدرر السنية من كتبهم فتح المجيد، كتاب التوحيد، تيسير العزيز الحميد إلى غير هذا من كتبهم وردودهم حتى يعرف الحقيقة، يعلم أنهم على الحق والهدى، وأنهم دعاة إلى توحيد الله، وإلى اتباع شريعته، وإلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله هذه دعوة الوهابية،

هذه النصيحة اتمنى ان تعمل بها انت ، لانك انت هو المقلد، والدليل نقلك الى كتب شيوخك فقط ، هل كتب التوحيد من اختصاص هؤلاء فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اما الدعوة الوهابية فانت لا تعرفها على حقيقتها او انك تتقي









قديم 2012-12-21, 21:29   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الاخ mom147
وجازه خيرا في كشف حقيقة المجسمة المشبهة
وابراز عقيدة اهل السنة والجماعة الحقيقية
فارس واحد ضد جيش ظال
والحمد لله غلبهم









قديم 2012-12-22, 10:00   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










B11 والقوم جهَّالٌ ملتخون من الجهل، وحسْبُهم هذا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

هذه النصيحة اتمنى ان تعمل بها انت ، لانك انت هو المقلد، والدليل نقلك الى كتب شيوخك فقط ، هل كتب التوحيد من اختصاص هؤلاء فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اما الدعوة الوهابية فانت لا تعرفها على حقيقتها او انك تتقي
اما أنا فأني أشهد الله أني لا أعرفها إلى ما عرفها لنا عالم الجزائر شيخ محمَّد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-:


«ويقولون عنَّا إنَّنا وهَّابيُّون، كلمةٌ كثر تردادها في هذه الأيَّام الأخيرة


حتَّى أنْسَتْ ما قبلها من كلماتٍ: عبداويِّين وإباضيِّين وخوارج، فنحن بحمد الله ثابتون في مكانٍ واحدٍ وهو مستقَرُّ الحقِّ،


ولكنَّ القوم يصبغوننا في كلِّ يومٍ بصبغةٍ، ويَسِمُونَنَا في كلِّ لحظةٍ بِسِمَةٍ، وهُمْ يتَّخذون من هذه الأسماء المختلفة أدواتٍ لتنفير العامَّة منَّا وإبعادها عنَّا،



وأسلحةً يقاتلوننا بها وكلَّما كلَّتْ أداةٌ جاءوا بأداةٍ، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغَناء، وقد كان آخر طرازٍ من هذه الأسلحة المفلولة التي عرضوها في هذه الأيَّام كلمة «وهَّابي»،



ولعلَّهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها، ولعلَّهم كافأوا مبتدعها بلقب «مبدعٍ كبيرٍ»،



إنَّ العامَّة لا تعرف من مدلول كلمة «وهَّابي» إلاَّ ما يعرِّفها به هؤلاء الكاذبون،



وما يعرف منها هؤلاء إلاَّ الاسم، وأشهر خاصَّةٍ لهذا الاسم وهي أنه يذيب البدع كما تذيب النار الحديد،






وأنَّ العاقل لا يدري: مِمَّ يعجب! أمِنْ تنفيرهم باسم لا يعرف حقيقتَه المخاطِبُ منهم ولا المخاطَب، أم من تعمُّدِهم تكفيرَ المسلم الذي لا يعرفونه نكايةً في المسلم الذي يعرفونه، فقد وُجِّهتْ أسئلةٌ من العامَّة إلى هؤلاء المفترين من «علماء السنَّة!!» عن معنى «الوهَّابي»؛ فقالوا هو الكافر بالله وبرسوله، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾، أمَّا نحن فلا يعسر علينا فهمُ هذه العقدة من أصحابنا بعد أنْ فَهِمْنا جميع عُقَدهم، وإذ قد عرفْنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء، فإنَّنا لا نردُّ ما صدر منهم إلى ما يعلمون منه، ولكنَّنا نردُّه إلى ما يقصدون به،


وما يقصدون بهذه الكلمات إلاَّ تنفير الناس من دعاة الحقِّ، ولا دافِعَ لهم إلى الحشد في هذا إلاَّ أنهم موتورون لهذه الوهَّابية التي هدمتْ أنصابهم ومحتْ بِدَعَهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم -والبدعة رحِمٌ ماسَّةٌ-،




فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة «وهَّابي» تُقذف في وجه كلِّ داعٍ إلى الحقِّ إلاَّ نواحًا مردَّدًا على البدع التي ذهبتْ صرعى هذه الوهَّابية،



وتحرُّقًا على هذه الوهَّابية التي جرفتِ البدع، فما أبغض الوهَّابية إلى نفوس أصحابنا! وما أثقل هذا الاسم على أسماعهم! ولكن ما أخفَّه على ألسنتهم حين يتوسَّلون به إلى التنفير من المصلحين!




وما أقسى هذه الوهَّابية التي فجعتِ المبتدعةَ في بدعهم -وهي أعزُّ عزيزٍ لديهم-، ولم ترحم النفوسَ الولهانة بحبِّها ولم ترْثِ للعبرات المراقة من أجلها!» (58).





وقال -رحمه الله-: «نسمع نغماتٍ مختلفةً ونقرؤها في بعض الأوقات: كلماتُ: مجسِّمة -صادرةٌ من بعض الجهات الإدارية أو الجهات الطُّرقية- تحمل عليها الوسوسة وعدم التبصُّر في الحقائق -من جهةٍ-، والتشفِّي والتشهير -من جهةٍ أخرى-، هذه النغمات هي رمي جمعية العلماء تارةً بأنها شيوعيَّةٌ، وتارةً بأنها محرَّكةٌ بيدٍ خفيَّةٍ أجنبيَّةٍ، وتارةً بأنها تعمل للجامعة الإسلامية أو العربية أو تعمل لنشر الوهَّابية، والطُّرقيون لا تهمُّهم إلاَّ هذه الكلمة الأخيرة، فهي التي تقضُّ مضاجعهم وتحرمهم لذيذ المنام، وحالُهم معها على الوجه الذي يقول فيه القائل:


فَإِذَا تَنَبَّهَ رُعْتَه وَإِذَا غَفَا * سَلَّتْ عَلَيْهِ سيوفَكَ الأَحْلاَمُ
وكيف لا يحقدون عن هادمة أنصابهم، وهازمة أحزابهم؟ فتراهم لاضطغانهم عليها يريدون أن يسبُّوها فيسبُّوننا بها من غير أن يتبيَّنوا حقيقتها أو حقيقتنا، والقوم جهَّالٌ ملتخون من الجهل، وحسْبُهم هذا»(59).


قال عبيد الله بن حنبل: "حدثني أبي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: عليكم بالسنة والحديث وينفعكم الله به، وإياكم والخوض والجدال والمراء فإنه لا يُفلح من أحب الكلام، وكل من أحدث كلاما لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة، لأن الكلام لا يدعو إلا خير، ولا أحب الكلام ولا الخوض ولا الجدال، وعليكم بالسنن والآثار والفقه الذي تنتفعون به، ودعوا الجدال والكلام وأهل الزيغ والمراء، أدركنا الناس ولا يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام، وعاقبة الكلام لا تؤول إلى خير، أعاذنا الله وإياكم من الفتن وسلمنا وإياكم من كل هلكة



فإن كنت أعلم من هذا العلم الرباني فتكلم وإلا الحق أحق أيتبع









 

الكلمات الدلالية (Tags)
ليسوا, الجزئية, حنابلة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc