ما حكم من يقول : الله في كل مكان!!؟؟ احذر فالأمر كفر - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ما حكم من يقول : الله في كل مكان!!؟؟ احذر فالأمر كفر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-15, 02:26   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

والله الى الان لا زلت اصر اين الاجابة المباشرة؟؟؟ اين كان الله قبل خلق السماء،واين سيكون بعد طيها جل جلاله؟؟؟ وما معنى قوله تعالى ـ وهو في الارض اله ـ؟؟؟الرزق في السماء والانبياء في كل سماء كما في حديث المعراج والملائكة في السماء...فأين الله من كل هذا وفي اي سماء من السموات السبع؟؟؟
ونحن ايضا حجتنا القرءان والسنة فلا داعي للتضليل يا اخت اجناد العقيدة..... كفى لمزا وغمزا
قلنا لاداعي للتأويل نعيد ونكرر فهذا منهج الاشاعرة؟؟؟؟
اجيبوا يرحمكم الله ونحن في الانتظار لطرح سلسلة اخرى من الاسئلة بناءا على ما تجيبون به.......نريدها مباشرة مباشرة مباشرة للمرة التاسعة او العاشرة.









 


قديم 2011-06-15, 02:32   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

المشبّه على تنزيه الله عن المكان والجهة.
الرد: إن اعتقاد المسلمين سلفهم وخلفهم أن الله غنيّ عن العالمين، أي مستغن عن كل ما سواه أزلاً وأبدًا فلا يحتاج إلى مكان يقوم به أو شىء يحل به أو إلى جهة، ويكفي في تنزيه الله عن المكان والحيز والجهة قوله تعالى: {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/11] فلو كان له مكان لكان له أمثال وأبعاد وطول وعرض وعمق ومن كان كذلك كان محدَثًا محتاجًا لمن حدَّه بهذا الطول وبهذا العرض وبهذا العمق، هذا الدليل من القرءان.

أما من الحديث فما رواه البخاري وابن الجارود والبيهقي بالإسناد الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان الله ولم يكن شىء غيره" ومعناه أن الله لم يزل موجودًا في الأزل ليس معه غيره لا ماء ولا هواء ولا أرض ولا سماء ولا كرسيّ ولا عرش ولا إنس ولا جن ولا ملائكة ولا زمان ولا مكان، فهو تعالى موجود قبل المكان بلا مكان، وهو الذى خلق المكان فليس بحاجة إليه؛ وهذا ما يستفاد من الحديث المذكور.

وقال الحافظ البيهقي في كتابه الأسماء والصفات: استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه تعالى بقول النبي صلى الله عليه وسلم :"أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء" وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان اهـ.

وهذا الحديث فيه الرد أيضًا على القائلين بالجهة في حقه تعالى.
وقال الإمام عليّ رضي الله عنه: "كان الله ولا مكان وهو الآنَ على ما عليه كان" رواه الإمام أبو منصور البغدادي.

وأما رفع الأيدي عند الدعاء إلى السماء فلا يدل على أن الله متحيز في جهة فوق كما أن حديث مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء" لا يدل على أن الله في جهة تحت، فلا حجة في هذا ولا في هذا لإثبات جهة فوق ولا جهة تحت لله تعالى بل الله تعالى منزه عن الجهات كلها.

وقال الإمام أبو جعفر الطحاوى المولود سنة 227هـ فى عقيدته التى ذكر أنها عقيدة أهل السنّة والجماعة: "تعالى (يعني الله) عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدعات".

وممن نقل إجماع المسلمين سلفهم وخلفهم على أن الله موجود بلا مكان الإمام النحرير أبو منصور البغدادى المتوفّى سنة 429هـ الذي قال فى كتابه "الفَرْق بين الفِرَق" طبع دار الكتب العلميّة (ص256) ما نصّه :"وأجمعوا (أي أهل السنة والجماعة) على أنّه "تعالى" لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان" اهـ بحروفه.

وقال إمام الحرمين عبد الملك الجويني المولود سنة 419هـ في كتابه الإرشاد: "مذهب أهل الحق قاطبة أن الله يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات" اهـ.

فكما صح وجود الله تعالى بلا مكان وجهة قبل خلق الأماكن والجهات، فكذلك يصح وجوده بعد خلق الأماكن بلا مكان وجهة وهذا لا يكون نفيًا لوجوده تعالى.

قال القشيري: والذي يدحض شبههم (أي للمشبهة) أن يقال لهم: قبل أن يخلق العالم أو المكان هل كان موجودا أم لا؟ فمن ضرورة العقل أن يقولوا: بلى، فيلزمه لو صح قوله لا يُعلم موجود إلا في مكان أحدُ أمرين: إما أن يقول المكان والعرش والعالم قديم (يعنى لا بداية لوجودها) وإما أن يقول الرب محدَث وهذا مآل الجهلة الحشوية، ليس القديم بالمحدَثِ والمحدَث بالقديم. اهـ.

وقد قال النووي الشافعي في شرح صحيح مسلم: قال القاضي عياض المالكي لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى:{ءأمنتم من في السماء} [سورة الملك/16] ونحوه ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم اهـ.

وكذا قال المفسرون من أهل السنة كالإمام فخر الدين الرازي في تفسيره (ج30 ص99) وأبي حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط (ج10/226) وأبي السعود في تفسيره (ج9/ص7) والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرءان (ج17 ص205) وغيرهم. وعبارة القرطبي: {ءأمنتم من في السماء} [سورة الملك] "قال ابن عباس: أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه، وقيل هو إشارة إلى الملائكة وقيل إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب" اهـ.

وقال الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه في كتابه البرهان المؤيد :"صونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من القرءان والسنة لأن ذلك من أصول الكفر" اهـ. فكيف بعد هذا البيان يسمى التأويل تعطيلاً ؟!

وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب" رواه ابن ماجه.

وهذا الحديث هو وحده لو لم يكن غيره كاف في الدلالة على جواز التأويل وناهيك به حجة.

وقد ظهر مصداق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس حيث أوّل ءايات عديدة منها قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} [سورة القلم/42] فقال :"عن شدة من الأمر". رواه الحاكم وصححه والخطابي في شرح البخاري والبيهقي في الأسماء والصفات وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح.

وكذلك من أئمة السلف من أوّل كالإمام البخاري في صحيحه في عدة مواضع، منها: في كتاب التفسير في تفسير سورة القصص قال: {كل شىء هالك إلا وجهه} [سورة القصص/82] إلا مُلكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله اهـ.

وصح أيضًا التأويل التفصيلي عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فقال في قوله تعالى: {وجآء ربك} [سورة الفجر/22] جاءت قدرته.اهـ، رواه الحافظ البيهقي في مناقب أحمد وقال: إسناد صحيح لا غبار عليه. وذكره ابن كثير في تاريخه (ج10/327).

وأما ما يتمسك به بعض الجهلة من الاستدلال بقوله تعالى: {وما يعلم تأويلَه إلا الله} [سورة ءال عمران/7] على قراءة الوقف فالجواب في رده: أن يقال المراد بالنفي في الآية عن غير الله تعالى هو العلم بوجبة القيامة ليس العلم بتأويل المتشابه في الصفات. فأما ما كان من قبيل ءاية الاستواء فيجوز للعلماء أن يعرفوه، ويؤيد هذا ما رواه مجاهد عن ابن عباس أنه قال: "أنا ممن يعلم تأويله" كما في الدر المنثور (ج2/152) وزاد المسير (ج1/354).

قال المحدث الحافظ اللغوي الفقيه الحنفي مرتضى الزبيدي في شرحه المسمى: "إتحاف السادة المتقين" نقلاً عن كتاب التذكرة الشرقية للقشيري ما نصه: وأما قول الله عز وجل {وما يعلم تأويله إلا الله} [سورة ءال عمران/7] إنما يريد به وقت قيام الساعة فإن المشركين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة أيّان مرساها ومتى وقوعها، فالمتشابه إشارة إلى علم الغيب فليس يعلم عواقب الأمور إلا الله عز وجل، ولهذا قال: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله} [سورة الأعراف/53] أي هل ينظرون إلا قيام الساعة، وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله تعالى ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله إلا الله، أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي صلى الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالى، ودعا الخلق إلى علم ما لا يُعلم، أليس الله يقول {بلسان عربي مبين} [سورة الشعراء/195] فإذًا على زعمهم يجب أن يقولوا كذَب حيث قال {بلسان عربي مبين} [سورة الشعراء/195] إذ لم يكن معلومًا عندهم وإلا فأين هذا البيان، وإذا كان بلغة العرب فكيف يدّعي أنه مما لا تعلمُهُ العرب لمّا كان ذلك الشىء عربيّا، فما قولٌ في مقال مآله إلى تكذيب الرب سبحانه". إلى أن قال: "وسر الأمر أن هؤلاء الذين يمتنعون عن التأويل معتقدون حقيقة التشبيه غير أنهم يدلسون" اهـ.

أخي المسلم
وأما قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} [سورة طه/5] فليس معنى الاستواء هنا الاستقرار والجلوس والمحاذاة ونحو ذلك لأن الله منزه عن ذلك كله وقد قال تعالى: {فأينما تولوا فثَمَّ وجه الله} [سورة البقرة/115]، فهذه الآية لا تعارض تلك بل لكل منهما معنى يليق بالله تعالى، ويوافق الآية المحكمة {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/11] فلا تعني هذه الآية أن الله في جهة الأرض كما لا تعني تلك أن الله في جهة العرش، فقد روى البيهقي عن مجاهد تلميذ ابن عباس أنه قال في تفسير {فثَمَّ وجه الله} [سورة البقرة] أي قبلة الله، فلك ـ أخي المسلم ـ أن تقول في تفسير ءاية الاستواء: استوى استواء يليق به من غير استقرار ولا محاذاة ولا جلوس ونحو ذلك كما قال الإمام مالك رضي الله عنه: "استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع" رواه البيهقي بإسناد جيد، ولك أن تقول استوى أي قهر وهذا يليق بالله لأن الله وصف نفسه فقال: {الله الواحد القهار} [سورة ص] ولا يوهم ذلك سبق المغالبة كما لا يوهم قوله تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} [سورة المجادلة] وقوله تعالى {وهو القاهر فوق عباده} [سورة الانعام] ذلك، وتخصيص العرش بالذكر في هذه الآية لكونه أكبر المخلوقات.

فعلى تفسير المشبهة الاستواء بالجلوس يجوز أن ينادى الإنسان بعبد الجالس وعبد القاعد والعياذ بالله فهل يصرحون بذلك؟! بل يصرّحون بجواز تسمية الانسان عبد القاهر وعبد القهار ـ وهذا حق ـ لأن القهر صفة مدح لله، فإذًا لِمَ يعترضون على تفسير استوى بقهر؟!.
وممن ذكر تفسير الاستواء بالقهر: عبد الله بن يحيى بن المبارك المتوفى سنة 237هـ في كتابه غريب القرءان وتفسيره.
والإمام أبو منصور الماتريدي الحنفي المتوفى سنة 333هـ في كتابه تأويلات أهل السنة والجماعة.
والزجاجي اللغوي المتوفى سنة 340هـ في كتابه اشتقاق أسماء الله.
والماوردي المتوفى سنة 450هـ في تفسيره، والأصبهاني اللغوي المتوفى سنة 502هـ في مفرداته. والفيروز ءابادى المتوفى سنة 817هـ في قاموسه.
وابن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة 597هـ في كتابه دفع شبه التشبيه.
والغزالي الشافعي المتوفى سنة 505هـ في الإحياء.
وسلطان العلماء العز بن عبد السلام الشافعيّ المتوفى سنة 066هـ في الإشارة إلى الإيجاز، ومن لا يحصى من أهل السنة.

وقد بين أبو نصر القشيري رحمه الله الشناعةَ التي تلزم نفاة التأويل وأبو نصر القشيري المتوفى سنة 514هـ هو الذي وصفه الحافظ عبد الرزاق الطبسي بإمام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري.

قال القشيري في التذكرة الشرقية: فإن قيل أليس الله يقول {الرحمن على العرش استوى} [سورة طه] فيجب الأخذ بظاهره قلنا: الله يقول أيضًا {وهو معكم أين ما كنتم} [سورة الحديد] ويقول {ألا إنه بكل شىء محيط} [سورة فصلت] فينبغي أيضًا أن نأخذ بظاهر هذه الآيات حتى يكون على العرش وعندنا ومعنا ومحيطًا بالعالم محدِقًا به بالذات في حالة واحدة، والواحد يستحيل أن يكون بذاته في حالةٍ بكل مكان قالوا: قوله تعالى: {وهو معكم} [سورة الحديد] يعني بالعلم {وبكل شىء محيط} [سورة فصلت] إحاطة العلم قلنا وقوله {الرحمن على العرش استوى} [سورة طه] قهر وحفظ وأبقى" هـ.

هذا وقد قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه :"من قال لا أعرف ربي أفي السماء هو أم في الأرض فقد كفر لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانًا ومن توهم أن للحق مكانًا فهو مشبه" اهـ.

نقل عنه ذلك الإمام ابن عبد السلام في حل الرموز وإمام أهل السنة والجماعة أبو منصور الماتريدي في شرحه على الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة وغيرهما كثير، وقال أيضًا رضي الله عنه في كتابه "الوصية" و"الفقه الأكبر": "لقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفية ولا تشبيه ولا جهة" اهـ.
وفي "الفتاوى الهندية" طبع دار صادر (ج2 ص259) ما نصه: "يكفر بإثبات المكان لله تعالى فلو قال: لا محلّ خالٍ من الله يكفر، ولو قال: الله تعالى في السماء فإن قصد به حكاية ما جاء فيه ظاهر الأخبار لا يكفر، وإن أراد به المكان يكفر" اهـ بحروفه.

وذكر العلامة الهرري في كتابه "الدليل القويم" (ص157) نقلاً عن الشيخ عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 1143 هـ ما نصه: "إن من كُفر التشبيه اعتقاد أن الله في السماء بمعنى التحيّز" اهـ.
وعلى هذا علماء الإسلام سلفًا وخلفًا وهذه عقيدة المسلمين في الحجاز وأندنوسيا وماليزيا وتركيّا والمغرب والجزائر وبلاد الشام ومصر والسودان والهند والداغستان والشيشان وبخارى وتونس واليمن والعراق وغيرهم: أن الله موجودٌ بلا مكانٍ ولا جهةٍ ولا كيف.

وأما الوهّابيّة فإنّهم يعتقدون التجسيم والتشبيه في حقّ الله تعالى فقد قال زعيمهم ابن تيمية الحرّاني في كتابه "مجموع الفتاوى" (ج4 ص374) ما نصه: "إن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجلسه ربه على العرش معه" اهـ.
وفي كتابهم المسمى "كتاب السنة" (ص75) يقولون ما نصه: "والله عز وجل على العرش والكرسي موضع قدميه"، وفى (ص76) يقولون ما نصّه عن الله تعالى: "إنه يتحرك" اهـ. ويصرحون بلفظ القعود على العرش في حق الله تعالى كما في كتابهم "بدائع الفوائد" ج4/40. هذا وقد صرح ذنبهم الجوال في بعض كتبه بنسبة الحركة والانتقال إلى الله وقال: لا يجوز أن نقول الله لا يتغير اهـ والعياذ بالله من سخافة العقل. فكل عاقل يعرف أن التغير دليل الحدوث، لذا يقول المسلمون: سبحان الله الذي يُغير ولا يتغير.











قديم 2011-06-15, 02:39   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الرد على المجسمة في شرح حديث الجارية

بسم الله الرحمن الرحيم شرح حديث الجارية الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم، والملائكة المقربين، على سيدنا محمدٍ، أشرف المرسلين، وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين، وسلام الله عليهم أجمعين.

أما بعد فقد روى مسلم والبيهقي، أن رسول الله قال: "إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء"، قيل: ومن هم الغرباء يا رسول الله، قال: "الذين يصلحون من سنتي ما أفسد الناس"، وسنة الرسول هي شريعته، أي العقيدة والأحكام.

في هذا الحديث بشارة لمن يتمسك في هذا الزمن الذي فسدت الأمة فيه بسنة الرسول، أي شريعته وهي العقيدة والأحكام. إذا قال المشبه: "إن القرءان والحديث يدلان على أن الله تعالى متحيز في جهة فوقٍ"، كيف يرد عليه؟ الرد يكون بالدليل النقلي، لأن هذه الفرقة، فرقة التشبيه تقول: "نثبت لله ما أثبت لنفسه وننفي عنه ما نفى عن نفسه"،ويريدون بكلامهم هذا أنهم يثبتون لله مشابهة الخلق. أما قولهم: "وننفي عنه ما نفى عن نفسه"، يريدون بذلك نفي تنزيه الله عن التحيز في المكان والجهة، وعن الجسمية ونحو ذلك من أوصاف الجسم، كالحركة والسكون والانتقال والانفعال إلى غير ذلك من صفات الحجم. القدماء منهم كان قسم منهم يقول: "هو حجم لطيف نور يتلألأ"، أما هؤلآء الذين في هذا العصر يقولون عن الله: "جسم كثيف"، بدليل قولهم إنه في الآخرة لما يقال لجهنم هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد إن الله تعالى يضع قدمه فيها ولا يحترق، فهذا دليل على أنهم مجسمة.

أما الرجل ما ورد على أنه صفة لله تعالى، بل ورد على معنًى ءاخر، وهو جزء من خلقه، يقال في لغة العرب: "رجل من جرادٍ" أي فوج من جرادٍ، فالحديث الذي ورد فيه ذكر الرجل مضافًا إلى الله هو حديث: "إن الله تبارك وتعالى يملأ يوم القيامة جهنم بفوجٍ من خلقه"، كانوا من أهلها في علم الله تعالى، ليس أهل النار يدخلون النار دفعةً واحدةً كلهم، لا، بل يدخل فوج، ثم بعد ذلك فوج، ثم بعد ذلك فوج، فالفوج الأخير هو الذي ورد في الحديث: "فيضع رجله فيها"، رجله معناه الفوج الأخير من خلقه الذين هم حصة جهنم. عن هذا عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "يقال لجهنم هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد؟ فيضع الجبار رجله فيها، فينزوي بعضها إلى بعضٍ، فتقول قطٍ قط"(رواه البخاري) أي اكتفيت، اكتفيت، معناه وجدت ملئي، وجدت ما يملؤني. "فينزوي بعضها إلى بعضٍ" معناه عندما يرسل الله فوجًا جديدًا، ءاخر فوجٍ، النار تتقلص، كانت تتسع ثم هي تتقلص مع هؤلاء، بأكل هؤلاء،. "رجله" معناه الفوج الأخير الذين يقدمهم للنار، تقول العرب: "رجل من جرادٍ" أي فوج من جرادٍ، أما من توهم من هذا الحديث أن لله تعالى رجلاً بمعنى عضوٍ فهو كافر مشبه لله بخلقه، لا ينفعه انتسابه إلى الإسلام، لأن من لم يعرف الله لا تصح عبادته.

كذلك رواية القدم: "فيضع فيها قدمه" معناه الشىء الذي يقدمه الله لجهنم، أئمة اللغة قالوا: القدم ما يقدمه الله تعالى للنار، ليس بمعنى أن له عضوًا فيقدم هذا العضو في النار، أي يدخله فيها، تنزه ربنا عن أن يكون له عضو. إذا أورد أحد المشبهة حديث الجارية، يقال له: هذا الحديث يخالف الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر أو ستة عشر صحابيًا، وهذا الحديث المتواتر الذي يعارض حديث الجارية، قوله عليه الصلاة والسلام: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"، هذا الحديث معناه، أنه لا يحكم بإسلام الشخص إلا بالشهادتين. وحديث الجارية فيه أن الرسول اكتفى بالحكم لإسلام الجارية التي جاء بها صاحبها ليمتحنها الرسول ليعتقها إن كانت مؤمنةً بأنها قالت: "في السماء"، ففيه أن الرسول قال لها: "أين الله؟"، قالت: "في السماء"، قال: "من أنا؟"، قالت: "رسول الله"، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".

هذا اللفظ رواه مسلم من طريق صحابيٍ واحدٍ، وبين ظاهر هذا الحديث وبين الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر صحابيًا تعارض، لأن ظاهر حديث الجارية يوهم أنه يكفي أن يقول الشخص: "الله في السماء" للحكم بالإيمان، وهذا خلاف الحق، لأن قول: "الله في السماء" عقيدة اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار، بهذا يرد عليهم. فإن قال قائل إن هذا الحديث حديث الجارية وافق عليه شراح مسلمٍ: النووي والرازي وغيرهما؟ الجواب: أن يقال، إن هؤلاء ما حملوه على الظاهر، بل أولوه، النووي والرازي وغيرهما الذين شرحوا كتاب مسلمٍ ما حملوه على الظاهر كما أنتم حملتموه على الظاهر، إنما قالوا: معنى "أين الله؟" سؤال عن عظمة الله، وليس سؤالاً عن التحيز في مكانٍ، لأنه يقال في اللغة: " أين فلان؟" بمعنى ما درجته؟ ما علو قدره؟ فإذا قال "في السماء" معناه رفيع القدر، عالي القدر، على هذا حملها هذان الشارحان، النووي والرازي، ما حملاه على الظاهر كما حمله المشبهة على الظاهر. فإن تركتم حمله على الظاهر وأولتموه كما أولوه، لم يلزمكم الكفر بالنسبة لهذه المسئلة، كما أن أولئك لما حملوه على خلاف الظاهر، وأولوه أي أخرجوه عن الظاهر، ما فسروه على الظاهر، سلموا من الكفر، أما لو حملوه على الظاهر وقالوا: هذا دليل على أن الله متحيز في السماء لكان حكمهم كحكمكم، وهو التكفير.

ثم إن كلمة "في السماء" في اللغة، تستعمل للتحيز، وتستعمل لرفعة القدر، أي علو الدرجة، الله وصف نفسه بأنه رفيع الدرجات، أي أنه أعلم من كل عالمٍ، وأقدر من كل قادرٍ، ونافذ المشيئة في كل شىءٍ، كلمة "أين" كذلك تأتي للسؤال عن الحيز والمكان، وتأتي للسؤال عن القدر والدرجة[1].

أما احتجاج هؤلآء المشبهة بآية: } ءأمنتم من في السمآء { [سورة الملك، 16]، فالجواب أن يقال لهم: } من في السمآء { المراد الملائكة، وليس المراد بكلمة } من { الله، لأن الملائكة لو أمرهم الله أن يخسفوا بالمشركين الأرض لخسفوا بهم، كذلك الآية الأخرى التي تليها، أي ريحًا شديدةً، فالملائكة هم يرسلون الريح، فالله تعالى لو أمرهم بأن يرسلوا ريحًا تبيدهم لفعلوا، هذا معنى الآيتين: } ءأمنتم من في السمآء أن يخسف بكم الأرض { والآية التي تليها: } أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبًا { [سورة الملك] أي ريحًا شديدةً، وهذه الآية تفسر بما ورد في الحديث الصحيح: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، ووردت رواية صحيحة أخرى: "ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء"، هذه الرواية فسرت قول الله تعالى: } من في السمآء { المذكورة في الآية أن المراد بـقوله تعالى: } من في السمآء { الملائكة، لأن الله لا يعبر عنه بأهل السماء، إنما يعبر بأهل السماء عن الملآئكة، لأنهم سكانها، أي سكان السموات، بهذا يجاب عن تمسك المشبهة بالاحتجاج بهاتين الآيتين.



[1] كذلك كلمة "أكبر" تأتي للتعبير عن كبر الحجم وتأتي لغير ذلك، فلما نقول: "الله أكبر"، معناه الله أقوى من كل قادرٍ وأعلم من كل عالمٍ، ليس معناه أن الله شىء ضخم أخذ مساحةً كبيرة.












قديم 2011-06-15, 02:45   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي القوافل الجارية في شرح حديث الجارية

حمد لله القدوس المتعال، المنـزه عن النظير والمثال، وتعالت عظمته عن الإحاطة والشمول، لا تحده الحدود والجهات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريـك لـه خلق الخلـقَ بقدرته وهدى لتوحيده من شاء من خلقه، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه. والصلاة والسلام على صفيه من خيرة خلقه وخليله بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيله حق جهاده وبعد:
لقد وصلنا إلى زمن تطلع فيه الجهل برأسه وتطاول بعنقه وتكثر بخيله ورجله فاشتغل بعض الجماعات بنشره ونصرته وتـزيـينه وأيدت باطلها بالشبه الملبسات والفرى المختلَقات حتى انطلى تزييفها على بعض ضـعفاء العقول لأخذهم بالظاهر المتبادر الى الذهن من أيات وأحاديث الصفات فسموها بالصفات تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ولم يلتفتوا إلى النـصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث ومن ذلك أخذهم بظاهر حديث الجارية لإثباتهم الجهة والحيز لله تعالى الله المتعال عما يقوله الظالمون علوا كبيرا. فرأيـت أن أجمعَ رسالة أبين فيها ما قاله أهل السنة والجماعة المشهود لهم بالحفظ والعلم في معنى حديث الجارية أسميتها: القوافل الجارية بشرح حديث الجارية
وأما تمسك المشبهة والحشوية القائلين بالجهة لله تعالى وهي جهة العلو كما في كتب بعضهم لإثباتهم جهة العلو لله تعالى بحديث الجارية فهو تمسك باطل لا وجه له , لأن الحديث إذا حكم بصحته فهو مؤول على أنه سؤال عن المكانة والرفعة والمنزلة لا عن المكان والجهة , والحديث ليس على ظاهره , وهو الموافق للآية المحكمة {ليس كمثله شئ}.
ثم إن حديث الجارية روي بعدة ألفاظ مختلفة منها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكـبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.
ومنها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه باب تحريم الكلام في الصلاة دون كتاب الإيمان من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بـن يسار عن معاوية بن الحكم السُّلَمي قال: وكانت لي جارية ترعى غنمًا لي قِبَلَ أُحد والجوَّانية فاطَّلَعتُ ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني ءادمَ ءاسـفُ كما يأسفون لكني صككتـها صكَّـةً فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظَّمَ ذلك علي قُلتُ يا رسول الله أفلا أُعتقُها؟ قال: إئتني بها، فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟قالت أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنةٌ.
وجاء من وجه ءاخر عند الإمام مالك في الموطأ: باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة بلفظ: أين الله وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله بزيادة: أتوقنين بالبعث بعد الموت دون لفظ: فإنها مؤمنة من طريق ابن شهاب في الثانية.
وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة.:
وفي رواية لأبى داود في سننه: باب: تشميت العاطس في الصلاة، وباب: في الرقبة المؤمنة ، من طريق يزيد بن هارون قال أخبرني المسعودي عن عون بن عبد الله عن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إن عليَّ رقبة مؤمنة، فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بإصبعها، فقال لها: من أنا؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء، يعني أنت رسول الله.
وفي لفظ من طريق الحجاج بن الصواف قالت في السماء.. وفي رواية لأحمد أنها أشارت إلى السماء بإصبعها السبابة، وفي رواية لعبد الرزاق في مصنفه باب ما يجوز من الرقاب بلفظ: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء.
وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا لله؟ قالت نعم. كذا روى الدارمي في السنن بلفظ: أتشهدين من حديث الشريد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن على أمي رقبة وإن عندي جارية سوداء...الحديث.
وقد جاءت رواية: أيـن الله التي رواها عطاء بن يسار بلفظ ءاخر من طريق سعيد بن زيد عن توبة العنبري عن عطاء بن يسار قال حدثني صاحب الجارية وهي بلفظ: فمد النبي يده إليها مستفهما من في السمـاء؟ قالت الله... الحديث.
أي دون أن يقول لها لفظ أين الله الذي يتشبث به القائلون بالجهة لإثباتهم الحيز والجهة لله. وأوردها الذهبي أي رواية سعيد بن زيد في كتاب العلو وذكر سندها المزي في تحفة الأشراف , أي دون أن يقول لها أين الله وهذا اللفظ غير مذكور في هذه الرواية الثانية
وقد سعى الالباني سعيا مكشوفا أن يضعف هذه الرواية رواية سعيد بن زيد الذي هو من رجال مسلم , وذلك لينفي الاضطراب عن رواية أين الله , فقد قال متناقض العصر ومقلب الصحف والاوراق ومحدث الكتب الذي لا يحفظ ولا صحيح مسلم فضلا عن صحيح البخاري , قال في معرض رده على المحدث العلامة محمد زاهد الكوثري صديق شيخنا الحافظ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري , قال: وأنت إذا تذكرت ما بيناه لك من صحة الحديث , وإذا علمت أن حديث عطاء عن صاحب الجارية نفسه لا يصح من قبل إسناده لأنه من رواية سعيد بن زيد , فهو وإن كان في نفسه صدوقا فليس قوي الحفظ , ولذلك ضعفه جمع , بل كان يحيى بن سعيد يضعفه جدا وقد أشار الحافظ في التقريب إلى هذا فقال : صدوق له أوهام , زد على هذا أن ما جاء في روايته من ذكر اليد والاستفهام هو مما تفرد به دون كل من روى هذا الحديث من الرواة الحفاظ ومن دونهم فتفرده بذلك يعده أهل العلم بالحديث منكرا بلا ريب انتهى من مختصر العلو .
والجواب في رده هو أن سعيد بن زيد من رجال مسلم وهو ثقة وما قيل فيه لا يخرجه عن كونه ثقة محتج به هذا من جهة , ومن جهة أخرى فقد حسن هذا المتناقض حديثا فيه سعيد بن زيد , كما في إرواء الغليل له , 5-338 قال " قلت وهذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات , وفي سعيد بن زيد -وهو أخو حماد – كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله تعالى , وقال ابن القيم في الفروسية 20 وهو حديث جيد الإسناد " انتهى .
وبهذا الكلام يعلم مبلغ تناقض هذا المحدث المزعوم وتلاعبه تماشيا مع أهوائه , وسعيد بن زيد بن درهم الازدي هذا قال عباس الدوري عن يحيى بن معين ثقة وابن سعد والعجلي ثقة , ووثقه سليمان بن حرب كما قال أبو زرعة عنه , وقال عنه البخاري والدارمي صدوق حافظ وهو ثقة عند مسلم أيضا , وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ليس به بأس , وقال ابن عدي هو عندي من جملة من ينسب إلى الصدق وقال النسائي ليس بالقوي , قلت فهو عند التحقيق حسن الحديث.

ثم اعلم أن من روى حديث الجارية وهو عطاء وهو الذي روي عنه حديث معاوية بن الحكم السلمي بلفظ " أين الله " فقد روي عنه بلفظ آخر أصح منه وبسند صحيح لو قلنا بصحة حديث الجارية فقد روي بلفظ أتشهدين أن لا إله إلا الله , كما في مصنف عبد الرزاق 9-175 , وتقدم عنه بلفظ أين الله , وبلفظ الاستفهام , وقد ورد عنه بثلاثة ألفاظ , وهذا ما يقرر أن الاضطراب واقع فيه أي المتن , وأنه من تصرف الرواة وقد فعلت الرواية بالمعنى وقد نبه على ذلك العلامة الكوثري أيضا في تعليقه على الاسماء والصفات للبيهقي رحمه الله تبعا للبيهقي وغيره وهذا التنبيه في محله على ما هو مقرر في قواعد المصطلح .
وقد قدمنا أن الامام مالك رواه بسند عال عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله بجارية له سوداء الحديث بلفظ أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ قالت نعم قال أتشهدين أن محمدا رسول الله ؟ قالت نعم . قال أتوقنين بالبعث بعد الموت ؟ قالت نعم فقال رسول الله صلى الله : " أعتقها " . ورواه عبد الزاق في المصنف قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله عن رجل من الأنصار به ومن طريق رواه الإمام أحمد في المسند كما رواه غيرهم كذلك . قال الحافظ ابن حجر في التقريب عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود " ثقة فقيه ثبت " ولا يعرف بتدليس , وعنعنته محمولة على السماع وقد قال : " عن رجل من الانصار "
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 1-547 إسناد صحيح وجهالة الصحابي لا تضره " وقال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد " ظاهره الارسال لكنه محمول على الاتصال للقاء عبيد الله جماعة من الصحابة , وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 1-23 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . انتهى ونزيد في البيان والإيضاح فنقول بأن للفظ أتشهدين شواهد كثيرة , منها ما رواه الدارمي في السنن قال أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ( وهذا الاسناد بعينه حكم عليه الالباني في صحيح أبي داود بالصحة , وقال " حسن صحيح " فتنبه ) عن الشريد قال الحديث وفيه أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ فقالت نعم قال " أعتقها فإنها مؤمنة " .
وعند البزار كما في كشف الاستار وعند الطبراني من طريق سيدنا ابن عباس بلفظ أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قالت نعم قال : فأعتقها . وقد مر .
كما أن الحديث ورد بلفظ من ربك وهي رواية صحيحة الإسناد أيضًا من طريق الشريد بن سويد وهي عند ابن حبان وعند النسائي في الكبرى والصغرى من السنن وعند أحمد والطبراني والبيهقي كلهم من طريق حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن الشريد, ورواه من طريق زياد بن الربيع عن ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد, رواه ابن خزيمة في كتابه التوحيد وعند الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة بلفظ من ربك, قال الحافظ الهيثمي في مجمع البحرين في زوائد المعجمين 1-24 ورجاله موثقون .

فصل في بيان ما يصح به الإسلام وما يقبل به:
اعلم أن الكافر الذي يريد الدخول في الإسلام لا بد له من الإتيان بلفظ الشهادتين, بلفظ أشهد أو ما يعطي معناهما, كقوله لا إله إلا الله محمد رسول الله, أو أبو القاسم نبي الله أو رسول الله.
أما مجرد أن يقول الكافر المريد الدخول في الإسلام "الله في السماء" فلا يكفي ولا يكون مسلمًا.
فقد روى البخاري في صحيحه: في باب كيف يعرض الإسلام على الصبي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد " أتشهد أني رسول الله " ؟ .
وروى البخاري عن أن أنس بن مالك عن أبي هريرة وكذلك الامام مسلم في الصحيح عن أبي هريرة وجابر وعبد الله بن عمر وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم أجمعين, قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" الحديث قال الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بعد ذكره للحديث "وهو متواتر" . وزاد المناوي في شرح الجامع فقال "وهو متواتر لأنه رواه خمسة عشر صحابيًا" وفي كتاب نظم المتناثر للعلامة الكتاني ما نصه: "وفي شرح الإحياء – للمحدث الحافظ الزبيدي – رواه ستة عشر من الصحابة كما قاله العراقي. انتهى المراد منه.
وفي صحيح الامام مسلم من حديث ابن عباس أن معاذا قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله الحديث, وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أبا هريرة نعليه وقال "اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنـًا بها قلبه فبشره بالجنة الحديث
وفي الباب أحاديث كثيرة تقرر هذا الذي بيناه, ولله الحمد.
قال الشيخ محمد زاهد الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل عند ذكر حديث الجارية ما نصه: وراوي هذا الحديث عن ابن الحكم هو عطاء بن يسار وقـد اختلفت ألفاظه فيه ففي لفظ له: فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده إليها وأشار إليها مستفهمًا مَن في السماء ... الحديث، فتكون المحادثة بالإشارة على أن اللفظ يكون ضائعًا مع الخرساء الصماء فيكون اللفظ الذي أشار إليه الناظم والمؤلف لفظ أحد الرواة على حسب فهمه لا لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم ومثل هذا الحديث يصح الأخذ به فيما يتعلق بالعمل دون الاعتقاد حيث اشتمل على تشميت العاطس في الصلاة ومنع النـبي صـلى الله عليه وسلم عن ذلك ولم يخرجه البخاري في صحيحه وأخرج في جزء خلق الأفعال ما يتعلق بتشميت العاطس من هذا الحديث مقتصرًا عليه دون ما يتعلق بكون الله في السماء وبدون أي إشارة إلى أنه اختصر الحديث.اهـ
وقال الإمام النووي في شرحه على مسلم ما نصه: قوله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ قالـت في السماء، قال: من أنا قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيها مذهبان:ـ
أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه مع اعتقاد أن الله تعالى ليس كمثله شئ وتنـزيهه عن سمات المخلوقات.
والثاني: تأويله بما يليق به، فمن قال بهذا قال: كان المراد امتحانها هل هي موحدة تـقر بأن الخالق المدبر الفعال هو الله وحده وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنه منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين.اهـ
وقال العلامة أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ما نصه: وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله هذا السؤال من النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يُظهر منها ما يدلُ على أنها ليست ممن يعبُدُ الأصنام ولا الحجارة التي في الأرض، فأجابت بذلك وكأنها قالت إن الله ليس من جنس ما يكون في الأرض. وأين ظرف يسأل به عن المكان كما أن متى ظرف يُسأل به عن الزمان وهو مبنيٌ لما تضمنه من حرف الاستفهام وحُرّك لالتقاء الساكنين وخُصَّ بالفتح تخفيفا وهو خبرُ المبتدأ الواقع بعده وهو لا يصحُّ إطلاقه على الله تعالى بالحقيقة إذ الله تعالى منـزه عن المكان كما هو منـزه عن الزمان بل هو خالق الزمان والمكان ولم يـزل موجودا ولا زمان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان.
ولو كان قابلا للمكان لكان مُختصا به ويحتاج إلى مخصص ولكان فيه إما متحركا وإما ساكنا وهما أمران حادثان وما يتصف بالحوادث حادث على ما يُبسط القول فيه في علم الكلام ولَمَا صَدَقَ قوله تعالى: {ليس كمثله شئ} إذ كانت تماثله الكائنات في أحكامها والممكنات في إمكانها وإذا ثبت ذلك ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أطلقه على الله بالتوسُّع والمجاز.
وقال أيضا: وقيل في تأويل هذا الحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم سألها بأين عن الرتبة المعنوية التي هي راجعة إلى جلاله تعالى وعظمته التي بها باين كلَّ مَن نُسبت إليه الإلهية وهذا كما يقال: أين الثريا من الثرا ؟! والبصر من العمى؟! أي بعُدَ ما بينهما واختصت الثريا والبصر بالشرف والرفعة على هذا يكون قولها في السماء أي في غاية العلو والرفعة وهذا كما يقال: فلان في السماء ومناط الثريا. وهذا كما قال:
وإن بني عَوفٍ كما قد علمتم ~~ مناطُ الثُريّا قد تعالت نُجومها
أقول هذا والله ورسوله أعلم؛ والتسليم أسلم.اهـ
وقال الرازي أيضا في كتابه أساس التقديس: إن لفظ أين كما يجعل سؤالا عن المكان فقد يجعل سؤالا عن المنـزلة والدرجة يقال أين فلان من فلان فلعل السؤال كان عن المنـزلة وأشار بها إلى السماء أي هو رفيع القدر جدا.اهـ
وصفوة القول أن المتشابهات لا تؤخذ بظواهرها، وللعلماء فيها مسلكان فالسلف منهم يؤولونها تأويلا إجماليا بالإيمان بها واعتقاد أن لها معنى يليق بجلال الله وعظمته ولم يعينوا ذلك المعنى بل فوضوه إلى الله تعالى وتبارك. والخلف يؤولونها تفصيلا بتعيين معانيها بما تفهمه لغة العرب ويصرفونها عن ظاهرها أيضا كالسلف
ثم إن حديث الجارية قد حكم غير واحد بضعفه قال الحافظ البيهقي في كتابه الأسماء والصفات بعد أن ذكر الحديث بلفظ: أين الله؟ وهـذا صحيح قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى ابن أبي كثير دون قصة الجارية وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه وقد ذكرت في كتاب الظهار مـن السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث.اهـ
وكلام البيهقي هذا فيه الرد الشافي على ما ادعاه ناصر الدين الألباني حيث بتر كلام البيهقي وقلبه رأسا على عقب في تعليقه على كتاب مختصر العلو للذهبي حيث قال: والبيهقي في الأسماء والصفات قال عقبه وهذا صحيح قد أخرجه مسلم. ليوهم القارئ أن البيهقي صحح حديث الجارية بلفظ أين الله
والبيهقي كما ترون من كلامه يُصرح بأن قصة الجارية اختلف الرواة في ألفاظها وهذا إشارة منه إلى اضطراب الحديث بقولـه: وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه وقد ذكرت في كتاب الظهار مـن السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث. وقال الشيخ محمـد زاهـد الكوثري في تعليقه على الأسماء والصفات: وقصة الجارية مذكورة فيما بأيدينا من نسخ مسلم لعلها زيدت فيما بعد إتماما للحديث أو كانت نسخة المصنف ناقصة وقد أشار المصنف ـ أي البيهقي ـ إلى اضطراب الحديث بقوله: وقد ذكرت في كتاب الظهار مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث.اهـ
وقد أشار الحافظ ابن حجر أيضا في كتابه التلخيص الحبير بعد أن ذكر روايات الـحديـث إلى اضطرابه بقوله: وفي اللفظ مخالفة كثيرة. وكذلك أشار الإمام البزار إلى اضطراب الـحديث أيضا في مسنده فقال بعد أن روى الحديث: وهذا قد روي نحوه بألفاظ مختلفة.
وقد قال شيخنا المحدث عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري في تعليقه على كتاب التمهيد لابن عبد البر عن لفظ: أين الله ما نصه: رواه مسلم وأبو داود والنسائي وقد تصرف الرواة في ألفاظه فروي بهذا اللفظ كما هنا وبلفظ: من ربك؟ قالت: الله ربي، وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت نعم، وقد استوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بـحيـث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي.اهـ
وأما الحديـث المضطرب هو ما روي من وجوه مختلفة فقد قال الحافظ النووي في التقريب معرفا للحديث المضطرب ما نصه: المضطرب هو الذي يُروى على أوجه مختلفة متقاربة فإن رجحت إحدى الروايتين بحفظ راويها أو كثرة صحبته للمروي عنه أو غير ذلك فالحكم للراجحة ولا يكون مضطربا والاضطراب يوجب ضعف الحديث لإشعاره بعدم الضبط ويقع في الإسناد تارة وفي المتن أخرى وفيهما من راو أو جماعة. اهـ وقال الحافظ ابن دقيق العيد في الاقتراح: المضطرب هو ما روي من وجوه مختلفة وهو أحد أسباب التعليل عندهم وموجبات الضعف للحديث.اهـ
وقال ابن الصلاح في علوم الحديث: المضطرب من الحديث هو الذي تختلف الرواية فيه فيرويه بعضهم على وجه وبعضهم على وجه ءاخر مخالف له وإنما نسميه مضطربا إذا تساوت الروايتان أما إذا ترجحت إحداهما بحيث لا تقاومها الأخرى بأن يكون راويها أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه أو غير ذلك من وجوه الترجيحات المعتمدة فالحكم للراجحة ولا يطلق عليه حينئذ وصف المضطرب ولا له حكمه، ثم قد يقع الاضطراب في متن الحديث وقد يقع في الاسناد وقد يقع من راو واحد وقد يقع بين رواة له جماعة. والاضطراب موجب ضعف الحديث لإشعاره بأنه لم يضبط.اهـ
فقد ثبت بحسب قواعد مصطلح الحديث وتصريحات بعض أهل الحديث اضطراب متن حديث الجارية الذي في مسلم وغيره بلفظ: أين الله وهي رواية ضعيفة وأن الرواية الصحيحة رواية ابن الجارود التي جاء فيها: أتشهدين أن لا إله إلا الله قالت: نعم، قال: أتشـهدين أني رسول الله قالت: نعم، قال: أتؤمنين بالبعث بعد الموت قالت: نعم، قال: أعتقها.
وهذا معناه أنها كانت تشهد وتعترف بالشهادتين بدليل الاقرار وكانت بين قوم مسلمين ويدل على ما تقدم الإجماع على أنه لا يحكم لمن قال الله في السماء بالدخول في الإسلام والحديث المتواتر: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله.
وأما من قال بصحة حديث الجارية فإنهم حملوا لفظة: أين الله على أنه سؤال عن المكانة والمنـزلة أي أين مكانة الله عندك فأشارت إلى السماء أو قالت في السماء أي رفيع القدر والمنـزلة. فحديث الجارية عند المؤولين من المتشابه ففيه التشابه من وجهين أحدهما قولها في السماء وهذا تأويله كما في قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} فمعنى قولها في السماء العلو والارتفاع وأنه تعالى منـزه عن صفات الحوادث،و الوجه الثاني: قولـه صلى الله عليه وسلم لها: أين الله؟ فإن الله سبحانه وتعالى لا يُسأل عنه بأين فقد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح: فإن إدراك العقول لأسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لِمَ ولا كيف كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث.
قال الحافظ أبو سليمان الخطابي في شرحه على أبي داود ما نصه: وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة ولم يكن ظهر لـه من إيمانها أكثر من قولـه حين سألها أيـن الله فقالت: في السماء وسألها من أنا فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا السؤال عن أمارة الإيمان وسمة أهله وليس بسؤال عن أصل الإيمان وصفة حقيقته ولو أن كافرا يريد الانتقال من الكفر إلى دين الإسلام فوصف من الإيمان هذا القدر الذي تكلمت به الجارية لم يصر به مسلما حتى يشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويـتـبرى من دينه الذي كان يعتقده، وإنما هذا كرجل وامرأة يوجدان في بيت فيقال للرجل من هذه منك فيقول زوجتي وتصدقه المرأة فإنا نصدقهما في قولهما ولا نكشف عن أمرهما ولا نطالبهما بشرائط عقد الزوجية حتى إذا جاءانا وهما أجنبيان يريدان ابتداء عقد النكاح بينهما فإنا نطالبهما حينئذ بشرائط عقد الزوجية من إحضار الولي والشهود وتسمية المهر كذلك الكافر إذا عرض عليه الإسلام لم يقتصر منه على أن يقول إني مسلم حتى يصف الإيمان بكماله وشرائطه وإذا جاءنا من نجهل حاله بالكفر والإيمان فقال إني مسلم قبلناه وكذلك إذا رأينا عليه أمارة المسلمين من هيئة وشارة ونحوهما حكمنا بإسلامه إلى أن يظهر لنا منه خلاف ذلك.اهـ
ولأبي القاسم السهيلي على هذا الحديث كلام نفيس ومن كلامه فيما نقله الشيخ محمد الشنقيطي في كتابه استحالة المعية بالذات ما نصه: السؤال بأين ينقسم إلى ثلاثة أقسام اثنان جائزان وواحد لا يجوز:ـ
الأول: على جهة الاختبار للمسؤول ليعرف مكانه من العلم والإيمان كسؤاله عليه الصلاة والسلام للأمة.
والثاني: السؤال عن مستقر ملكوت الله تعالى وموضع سلطانه كعرشه وكرسيه وملائكته.
والثالث: السؤال بأين عن ذات الرب سبحانه وتعالى وهذا سؤال فاسد لا يجوز ولا يجاب عنه سائله، وإنما سبيل المسؤول عنه أن يبين له فساد سؤاله كما قال سيدنا علي كرم الله تعالى وجهه ورضي عنه حين سئل: أين الله؟ فقال: الذي أين الأين لا يقال فيه أيـن. كما ذكره عنه في التبصير فبين للسائل فساد سؤاله بأن الأينية مخلوقة والذي خلقها لا محالة قد كان قبل أن يخلقها ولا أينية له وصفات نفسه لا تتغير فهو بعد أن خلق الأينية على ما كان قبل أن يخلقها، وإنما مثل هذا السائل كمن سأل عن لون العلم أو طعم الظن أو الشك فيقال له من عرف حقيقة العلم أو الظن ثم سأل هذا السؤال فهو متناقض لأن اللون والطعم من صفات الأجسام وقد سألت عن غير جسم فسؤالك فاسد محال لتناقضه.اهـ وقال الرازي في أساس التقديس : وأما الخبر الثالث : فجوابه أن لفظ أين كما يجعل سؤالا عن المكان فقد يجعل سؤالا عن المنزلة والدرجة .
وفي كتاب إشارات المرام للإمام البياضي الحنفي ممزوجا بالمتن: ولا يتطرق إليه سمات الـحدوث والفناء كما أشار إليه بقوله فيه [وعليه] أي يُخرّج على أنه يدعى من أعلى ويوصف بنعوت الجلال وصفات الكبرياء [ما روي في الحديث أن رجلا] وهو عمرو بن الشريد كما رواه أبو هريرة وعبد الله بن رواحة كما بيّنه الإمام في مسنده بتخريج الحارثي وطلحة والبلخي والخوارزمي [أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمة سوداء فقال: وجب علي عتق رقبة مؤمنة] قال: إن أمي هلكت وأمرت أن أعتق عنها رقبة مؤمنة ولا أملك إلا هذه وهي جارية سوداء أعجمية لا تدري ما الصلاة أفتجزيني هذه؟ عما لزم بالوصية كما في مصنف الحافظ عبد الرزاق وليس في الروايات الصحيحة أنها كانت خرساء كما قيل [فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أمؤمنة أنت؟ قالت نعم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أين الله؟] سائلا عن المنزلة والعلو على العباد علوّ القهر والغلبة، ومشيرا أنه إذا دعاه العباد استقبلوا السماء دون ظاهره من الجهة، لكن لما كان التنـزيه عن الجهة مما يقصر عنه عقول العامة فضلا عن النساء حتى يكاد يجزم بنفي ما ليس في الجهة، كان الأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في الجهة كما في شرح المقاصد، [فأشارت إلى السماء] إشارة إلى أعلى المنازل كما يقال فلان في السماء أي رفيع القدر جدا كما في التقديس للرازي [فقال: أعتقها فإنها مؤمنة]. ثم قال: [فأشار إلى الجواب بأن السؤال والتقرير لا يدلان على المكان بالجهة لمنع البراهين اليقينية عن حقيقة الأينية]. ثم قال البياضي:ـ
الرابعة: أنه عليه الصلاة والسلام أراد امتحانها هل تُقرُّ بأن الخالق الفعال المتعالي هو الله الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما دل السؤال والتقرير كما في شرح مسلم للنووي، وإليه أشار بترتيب التخريج أنه يدعى من أعلى لا من أسفل.
الخامسة: أنها كانت أعجمية لا تقدر أن تفصح عما في ضميرها من اعتقاد التوحيد بالعبارة فتعرف بالإشارة أن معبودها إله السماء فإنهم كانوا يسمون الله إله السماء كما دل السؤال، والاكتفاء بتلك الإشارة كما في الكفاية لنور الدين البخاري.اهـ
وفي كتاب إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للإمام محمد بن خليفة الأُبي ما نصه: وقيل إنما سألها بأين عما تعتقده من عظمة الله تعالى، وإشارتها إلى السماء إخبار عن جلاله في نفسها، فقد قال القاضي عياض لم يختلف المسلمون في تأويل ما يوهم أنه تعالى في السماء كقوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء}.اهـ
ومثله في كتاب مكمل إكمال الإكمال شرح صحيح مسلم للإمام محمد السنوسي الحسني المالكي
وفي كتاب استحالة المعية بالذات وما يضاهيها من متشابه الصفات للشيخ المحدث محمد الشنقيطي ما نصه: وقال الامام المازري المالكي: وقيل وقع السؤال لها بأين لأجل أنه صلى الله عليه وسلم أراد السؤال عما تعتقده من جلالة البارئ وعظمته جل وعلا، فأشارت إلى السمـاء إخباراً عن جلالته سبحانه وتعالى في نفسها، لأنها قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين.اهـ
وقال الإمام أبو بكر بن فورك في مشكل الحديث وبيانه : إن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ استعلام لمنـزلته وقدره عندها وفي قلبها وأشارت إلى السماء فدلت بإشارتها على أنه في السماء عندها على قول القائل إذا أراد أن يخبر عن رفعة وعلو منـزلة فلان في السماء أي هو رفيع الشأن عظيم القدر كذلك قولها في السماء على طريق الإشارة إليها تنبيها عـن مكانته في قلبها ومعرفتها به وإنما أشارت إلى السماء لأنها كانت خرساء فدلت بإشارتها على مثل دلالة العبارة على نحو هذا المعنى وإذا كان كذلك لم يجز أن يحمل على غيره مما يقتضي الحد والتشبيه والتمكين في المكان والتكييف.اهـ
وقال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في شرح جامع الترمذي: أين الله؟ والمراد بالسؤال بها عنه تعالى المكانة فإن المكان يستحيل عليه.اهـ
وقال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في دفع شبه التشبيه بعد رواية حديث معاوية بن الحكم: قلت قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا يحويه السماء والأرض ولا تضمه الأقطار وإنما عرف بإشارتها تعظيم الخالق عندها.اهـ
وقال القاضي الحافظ الباجي المالكي: لعلها تريد وصفه بالعلو وبذلك يوصف كل من شأنه العلو فيقال فلان في السماء بمعنى علو حاله ورفعته وشرفه.اهـ
وقال البيضاوي: لم يرد به السؤال عن مكانه فإنه منزه عنه والرسول أعلى من أن يسأل ذلك.اهـ
وقال الإمام تقي الدين السبكي الشافعي في رده على نونية ابن قيم الجوزية الحنبلي المسمى بالسيف الصقيل: أما القول فقوله صلى الله عليه وسلم للجارية: أين الله؟ قالت في السماء وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل لأنه مشَّاء على بدعة لا يقبل غيرها.اهـ
قال الفخر الرازي الشافعي: وأما عدم صحة الاحتجاج بحديث الجارية في إثبات المكان له تعالى فللبراهين القائمة في تنـزه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات، قال الله تعالى: {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} [الأنعام:12] وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملك لله تعالى، وقال تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} [الأنعام:13] وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى فهاتان الآيتان تدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى وذلك يدل على تنـزيه الله سبحانه عن المكان والزمان.اهـ
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المالكي المفسر في كتاب التذكار في أفضل الأذكار: لأن كل من في السموات والأرض وما فيهما خلق الله تعالى وملك له وإذا كان كذلك يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض إذ لو كان في شىء لكان محصورا أو محدودا ولو كان كذلك لكان محدثا وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق وعلى هذه القاعدة قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} وقوله عليه السلام للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، ولم يُنكر عليها وما كان مثله ليس على ظاهره بل هو مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم. ا هـ
وقال العلامة ملا علي القاري الحنفي في كتابه مرقاة المفاتيح : ( فقال لها ) أي : للجارية ( رسول الله ) ( أين الله *؟ وفي رواية أين ربك ؟ أي : أين مكان حكمه وأمره وظهور ملكه وقدرته ( فقالت : في السماء ) . قال القاضي : هو على معنى الذي جاء أمره ونهيه من قبل السماء لم يرد به السؤال عن المكان , فانه منزه عنه كما هو منزه عن الزمان . وقال أيضا : فقال لها أين الله * أي أين المعبود المستحق الموصوف بصفات الكمال .
ونحوه ذكر الطيبي في شرح مشكاة المصابيح .
وقد قال الحافظ محمد بن علي بن طولون في "الاربعون في فضل الرحمة والراحمين "وبسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء وفي رواية ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "، ورواه بلفظ يرحمكم أهل السماء , الإمام عبد الله بن المبارك في مسنده والحافظ والحميدي في مسنده و الحافظ العراقي في اماليِّهِ بلفظ "يرحمكم أهل السماء .واعلم أنه لا يجوز ان يقال عن الله أهل السماء فتحمل رواية الترمذي في جامعه "يرحمكم من في السماء "على معنى الملائكة بدليل ما رواه أبو داود عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: "إذا تكلّم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجرّ السلسلة على الصفا". وعند الطبراني من حديث النواس بن سمعان مرفوعا: "إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله فإذا سمع بذلك أهل السماء....الحديث وعند ابن مردويه من حديث ابن مسعود: "إذا تكلم الله بالوحي يسمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان....الحديث. وهو في الاسماء والصفات للبيهقي وخلق أفعال العباد للبخاري .
ومما هو معروف في النحو افراد ضمير الجمع قال الله تعالى ومنهم من يستمع اليك "سورة الانعام وقوله تعالى ومنهم من يستمعون اليك "سورة يونس وقوله تعالى ومنهم من ينظر اليك "سورة يونس 43. وكذلك يحمل قوله تعالى " أأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الأرض "على الملائكة أو جبريل كما قال ابن عطية في تفسيره والرازي في تفسيره وابو حيان في تفسيره البحر والقرطبي في تفسيره الجامع والنسفي في تفسيره وغيرهم .
وفي قوله تعالى: ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله "وقوله تعالى: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} رد على مزاعمهم باثبات ان الله متحيز في السماء أو انه مستقر فيها . قلت وفي سند رواية " أين الله " هلال بن أبي ميمونة , قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال " قال أبو حاتم : شيخ يكتب حديثه . وقال النسائي : ليس به بأس .قلت وهذا اللفظ ليس به بأس من أدنى مراتب التعديل , وقول أبي حاتم شيخ يكتب حديثه في اصطلاحه لمن كان فيه ضعف كما قال الذهبي ذلك , وعليه يكون حديث هلال هذا حسنا وليس صحيحا على حسب القواعد المقررة
فرواية هلال ابن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي إسنادها حسن إلا أن المتن مضطرب من هذا الطريق أيضا . وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل دلالة واضحة في نفي المكان والجهة عن الله تعالى وذلك فيما رواه البخاري في صحيحه وابن الجارود في المنتقى والبيهقي من حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: اتى اناس من أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين فانبئنا عن بدء هذا الأمر ما كان قال: كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء ".
وفي رواية ابن الجارود واخرى للبخاري "عن أول هذا الأمر ما كان "انظر فتح الباري ج 13/ ص 420، فقوله صلى الله عليه وسلم "كان الله "اي لم يزل موجودا في الازل ليس معه غيره وقوله عليه الصلاة والسلام "وكان عرشه على الماء "اي حدث عرشه على الماء وفي الحديث ان الماء والعرش أول خلق الله وأولهما وجودا الماء، فالماء اصل لكل شيء والماء خلق من غير اصل، قال الطيبي: لفظة "كان "في الموضعين بحسب حال مدخولها، فالمراد بالاولى الازلية والقدم وبالثاني الحدوث بعد العدم وقاله الحافظ ايضا وقال الراغب: "كان "عبارة عما مضى من الزمان لكنها في كثير من وصف الله تعالى تنبىء عن معنى الازلية كقوله تعالى: (وكان الله بكل شيء عليما). قال الحافظ السيوطي في معترك الأقران وتأتي "أي كان"بمعنى الدوام والاستمرار نحو {وكان الله غفورا رحيما}.
{وكنا بكل شيء عالمين} أي لم نزل كذلك. وعلى هذا المعنى تتخرج جميع الصفات الذاتية المقترنة بكان.
قال أبو بكر الرازي: كان في القرآن على خمسة أوجه: بمعنى الأزل والأبد، كقوله:{وكان الله عليما حكيما}.اهـ2/245.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 13/421، واستدل به على ان العالم حادث لان قوله "ولم يكن شيء غيره "ظاهر في ذلك فان كل شيء سوى الله وجد بعد ان لم يكن موجودا. وقال الحافظ ابن حجر 13/416 قوله "باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم " كذا ذكر قطعتين من آيتين، وتلطف في ذكر الثانية عقب الاولى برد من توهم من قوله في الحديث "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء "ان العرش لم يزل مع الله تعالى وهو مذهب باطل "اهـ
وقد روى ابن حبان وابن ماجه من حديث أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل شيء خلق من الماء " وعند ابن حبان قال: ان الله تعالى خلق كل شيء من الماء وفي هذه الاحاديث ابين البيان واوضح برهان بأن الماء اصل كل شيء ولم يكن للعرش العظيم وجود قبل الماء لا بالجنس ولا بالنوع كما زعم في الثاني أحمد ابن تيمية الحراني وهو قول باطل .
قال الزجاج المتوفى 311 هجري والعلامة اللغوي أبو القاسم الزجاجي في كتابه اشتقاق أسماء الله قال والعلي والعالي ايضا القاهر الغالب للاشياء فقول العرب علا فلان فلانا أي غلبه وقهره كما قال الشاعر فلما علونا واستوينا عليهم تركناهم صرعى لنسر وكاسر يعني غلبناهم وقهرناهم واستولينا عليهم انتهى وقال الإمام أبو اسحق الزجاج المتوفى 311 هـ في كتابه تفسير اسماء الله الحسنى ص 60 في تفسير اسم الله الظاهر "وان اخذته من قول العرب ظهر فلان فوق السطح إذا علا، ومن قول الشاعر، وتلك شكاة ظاهر عنك عارها "
فهو من العلو والله تعالى عال على كل شيء وليس المراد بالعلو ارتفاع المحل لأن الله تعالى يجل عن المحل والمكان وانما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان أهـ. وفي كتاب عمدة الحفاظ في تفسير اشرف الالفاظ للشيخ أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي المتوفى 756 هـ 3/304 وقوله: (وهو القاهر فوق عباده) فالفوقية هنا ليست حقيقتها مراده تعالى الله عن الجهة وانما المراد ان قهره وسلطانه وقدرته استعلت على عباده فهم تحت قهره وسلطانه وقال ايضا قال بعضهم فوق تستعمل في المكان والزمان والجسم والعدد والمنزلةوذلك أضرب إلى ان قال السادس بإعتبار القهر والغلبة كقوله تعالى: (وهو القاهر فوق عباده) أهـ
قال المفسر العلامة أبو حيان في البحر المحيط : " وفي قوله " فأينما تولوا فثم وجه الله " رد على من يقول إنه في حيز وجهة , لأنه لما خير في استقبال جميع الجهات , دل على أنه ليس في جهة ولا حيز , ولو كان في حيز لكان استقباله والتوجه إليه أحق من جميع الاماكن , فحيث لم يخصص مكانا علم أنه لا في جهة ولا حيز بل جميع الجهات في ملكه وتحت ملكه .
فأي جهة توجهنا إليه فيها على وجه الخضوع كنا معظمين له ممتثلين لأمره . انتهى . قال محمد صالح عثيمين في شرح العقيدة الواسطية ص 286 : ولكن الصحيح أن المراد بالوجه هنا وجه الله الحقيقي أي إلى أي جهة تتوجهون فثم وجه الله سبحانه وتعالى لأن الله محيط بكل شيء . ولانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه , ولهذا نهى أن يبصق أمام وجهه , لان الله قبل وجهه .
وقال قبل ذلك وهو وجه قائم به تبارك وتعالى موصوف بالجلال والاكرام , وهو من الصفات الذاتية الخبرية , ونقل عن ابن تيمية ان معيه الله حقيقية تليق به انتهى . وقال أبو حيان في كلامه عن الاتيان والمجيء , فروى أبو صالح عن ابن عباس : أن هذا من المكتوم الذي لا يفسر , ولم يزل السلف في هذا وأمثاله يؤمنون ويكلون فهم معناه الى علم المتكلم به وهو الله تعالى .
وقال عند ذكر اليد : وقال قوم منهم الشعبي وابن المسيب والثوري نؤمن بها ونقر كما نصت ولا نعين تفسيرها , ولا سبق النظر فيها .

منقول كتبه أبو علي محمود منصور المعروف بالداني.
يتبع بقية البحث من هنا










قديم 2011-06-15, 02:49   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

هاهي ذي الادلة من الكتاب والسنة فلله الحمد والمنة.......لا فلسفة ولا كلام ولاخزعبلات.....فهلا اقتنعتم الان.... نريد الاجابة مباشرة لو تفضلتم.










قديم 2011-06-16, 10:31   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أجناد العقيدة مشاهدة المشاركة
جزء الله الأخ الفاضل جمال البليدي خير الجزاء .. فقد والله بينت بالبرهان وحاججت بالقرآن . فمن كان له عقل سيبصر الحق ..
وإياكم أختي الكريمة..وفقني الله وإياك لمنهج السلف الصالح .









قديم 2011-06-16, 10:53   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لحمد الله الذي كان، ولا مكان، ولا إنس، ولا جان، ولا طائر، ولا حيوان، المنفرد بوحدانيته في قدم أزليته، والدائم في فردانيته في قدس صمدانيته، ليس له سَمِي ولا وزير، ولا شبيه ولا نظير، المتفرد بالخلق والتصوير، المتصرف بالمشيئة والتقدير {ليس كمثله شيءٌ وهو السميع العليم}. له الرفعة والعلاء، والحمد والثناء، والعلو والاستواء، لا تحصره الأجســام، ولا تصوره الأوهام، ولا تقله الحوادث ولا الأجرام، ولا تحيط به العقول ولا الأفهام، له الأسماء الحسنى والشرف الأتم الأسنى، والدوام الذي لا يبيد ولا يفنى، نَصِفهُ بما وصف به نفسه من الصفات التي تُوجِب عظمته وقُدْسه، مما أنزله في كتابه، وبيَّنه رسوله صلى الله عليه وسلم في خطابه، وبعد:


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحق المر مشاهدة المشاركة
والله الى الان لا زلت اصر اين الاجابة المباشرة؟؟؟


لقد أجبناكم بأجوبة صريحة لا لبس فيها .

اقتباس:
اين كان الله قبل خلق السماء
هو الآن على مكان فكان على ما هو الآن فالعلو صفة أزلية ذاتية كالكبر والقدرة (هل هناك شرح وجواب أكثر من ذلك)) فهو عز وجل يتصف بالعلو الذاتي قبل أن يخلق السماء وبعدها.
فلما خلق السماء والعالم كله اقتضت حكمته عز وجل أن جعل العالم(بما في ذلك السماء)) في السفل فكان هو في العلو كما كان ولا يزال.
سؤالي لك هو:
لما خلق الله العالم (بما في ذلك السماء والمكان والجهة والحد والحيز...إلى آخر تلك الخزعبلات الفلسفية) هل خلقه في نفسه أم خارجا عنها؟!.


اقتباس:
،واين سيكون بعد طيها جل جلاله؟؟؟
فوقها!!!!! قال تعالى((يخافون ربهم من فوقهم)) فالله تعالى فوق كل شيء ذاتا وقدرا.

اقتباس:
وما معنى قوله تعالى ـ وهو في الارض اله
أي هو في الأرض معبود كما أنه في السماء معبود!!!!!.
((فقوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} معناها: أنه سبحانه هو ‏إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه إلا من غلبت ‏عليه الشقاوة فكفر بالله ولم يؤمن به، وهو الحكيم في شرعه وقدره العليم بجميع أعمال عباده ‏سبحانه.)))(إجابة عن أسئلة في العقيدة للشيخ ابن باز رحمه الله نقلا عن موقعه الإلكتروني .‏))
قال الجوهري "ألّه بالفتح إلاهة أي: عبده عبادة، قال: ومنه قولنا: الله. وأصله: إلاه، ‏على فِعَال، بمعنى: مفعول. بمعنى معبود، كقولنا: إمام: فِعَال بمعنى: مفعول لأنه مؤتم به. ‏والتأليهك التعبيد والتأله: التنسك والتعبد)((مختار الصحاح 22.‏))
اقتباس:
ـ؟؟؟الرزق في السماء والانبياء في كل سماء كما في حديث المعراج والملائكة في السماء...فأين الله من كل هذا وفي اي سماء من السموات السبع؟؟؟
فوق كل السموات وفوق كل المخلوقات أي فوق العرش!!!!.
فمن توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب-إن نقله عن غيره-وضال –‏إن اعتقده في ربه-وما سمعنا أحد يفهم هذا من اللفظ,ولا رأينا أحد نقله عن واحد,ولو سئل سائر ‏المسلمين هل تفهمون من قول الله ورسوله(إن الله في السماء))أن السماء تحتويه لبادر كل واحد منهم إلى ‏أن يقول ‏‎:‎‏ هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا.‏
وإذا كان الأمر هكذا ‏‎:‎فمن التكلف أن يُجْعَلْ ظاهر اللفظ شيء محال لا يفهمه الناس منه ,ثم يريد أن ‏يتأوله,بل عند الناس(إن الله في السماء) ((وهو على العرش))واحد,إذ السماء إنما يراد بها العلو,وكل ما ‏علا فهو سماء.يقال ‏‎:‎سما يسمو سموا ,أي ‏‎:‎علا يعلو علوا.‏
فإن قيل ‏‎:‎نزل المطر من السماء كان نزوله من السحاب.‏
وإذا قيل ‏‎:‎العرش والجنة في السماء,لا يلزم من ذلك أن يكون العرش داخل السموات,بل ولا الجنة.‏
والسلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا((الله في السماء)),فالمراد بالسماء ما فوق المخلوقات كلها ‏‏,والمعنى ‏‎:‎أن الله في العلو لا في السفل ,وهو العلي الأعلى,فله أعلى العلو,وهو ما فوق العرش,وليس هناك ‏غيره-العلي الأعلى سبحانه وتعالى-((لا يقولون أن هناك شيء يحويه أو يحصره,أو يكون محلا له أو ظرفا ‏ووعاء سبحانه وتعالى عن ذلك بل هو فوق كل شيء,وهو مستغن عن كل شيء وكل شيء مفتقر ‏إليه,وهو عال على كل شيء, وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته,وكل مخلوق مفتقر إليه ‏وهو غني عن العرش وعن كل مخلوق))(
مجموع الفتاوى(16/100-101).).فأما أن يكون في جوف السموات فليس هذا قول أهل ‏الإثبات,أهل العلم والسنة,ومن قال بذلك فهو جاهل,كمن يقول ‏‎:‎‏ إن الله ينزل ويبقى العرش فوقه,أو ‏يقول ‏‎:‎إنه يحصره شيء من مخلوقاته,فهؤلاء ضلال,كما أن أهل النفي ضلال(درء تعارض العقل والنقل(7/15-16).‏).‏
اقتباس:
ونحن ايضا حجتنا القرءان والسنة فلا داعي للتضليل يا اخت اجناد العقيدة..... كفى لمزا وغمزا
هات دليل واحد من الكتاب والسنة في نفي الألفاظ التي اخترعتموها(مكان-جهة-حد-حيز......))!
هات دليل واحد من الكتاب والسنة في إثبات العقيدة التي تقولون بها((أن الله لا داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت)))!

اقتباس:
قلنا لاداعي للتأويل نعيد ونكرر فهذا منهج الاشاعرة؟؟؟؟
منهج الأشاعرة لا يقتصر على التأويل(=التحريف) فقط بل لهم منهج التفويض)=التعطيل) كذلك فهل أنت مفوض أم مؤول أو بينهما!!!.
أما أهل السنة فمنهجهم واضح وهو إثبات ما أثبت الله لنفسه دون تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل.
اقتباس:
اجيبوا يرحمكم الله ونحن في الانتظار لطرح سلسلة اخرى من الاسئلة بناءا على ما تجيبون به.......نريدها مباشرة مباشرة مباشرة للمرة التاسعة او العاشرة.
أجبناكم للمرة الألف ولم تجيبوا على أسئلتنا!!!!!.










قديم 2011-06-16, 11:10   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحق المر مشاهدة المشاركة
هاهي ذي الادلة من الكتاب والسنة فلله الحمد والمنة.......لا فلسفة ولا كلام ولاخزعبلات.....فهلا اقتنعتم الان.... نريد الاجابة مباشرة لو تفضلتم.
لم تذكر أدلة في نفي صفة العلو بل ذكرت أدلة-بزعمك طبعا- في نفي المكان!!!.
وكلامنا عن علو الله تعالى وفوقيته فوق عرشه وليس عن المكان!!!.
لكن مشكلتكم أننا كلما ذكرنا لكم النصوص في إثبات العلو رحتم تتكلمون عن المكان.
وكلما ذكرنا لكم النصوص في إثبات صفة النزول الإلهي رحتم تتكلمون عن الحركة والإنتقال!!!!.
و كلما ذكرنا لكم النصوص في إثبات صفة اليد رحتم تتكلمون عن الجارحة!!!!!
أما أقفوال أئمة الأشاعرة وبعض من وقع في أخطاءهم-عن إجتها- التي اشتهدت بها فمردودة على أصحابها لأن العبرة بالدليل وبمنهج السلف الصالح ولعلي أناقش بعضها إذا تيسر لي ذلك.

وأما كلامك عن حديث الجارية وتضعيف صاحبك له فلم يأتي بجديد فقد رددت على ما ذكره في كتابي-حشد الجنود في غزو من أنكر علو العزيز الودود- يسر الله وإتمامه .وإليك ردي على صاحبك:
تفنيد الشبه الخاوية عن حديث الجارية :
https://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=87872



وأما دعوى تأويل ابن عباس لصفة الساق فقد رددت عليها في بحثي:
بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق:
https://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=82467

مع العلم أن مقالاتك المنسوخة تحتوي على الكثير من الأثار الضعيفة:
آثار ضعيفة:

الشبهة السابعة عشر ‏‎:‎‏ قال عبدُ القاهر البغداديُّ: قال عليٌّ: كانَ اللهُ ولا مكانَ، وهوَ الآنَ على ما عليهِ ‏كانَ‎.‎
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...7&postcount=29

الشبهة الثامنة عشر: احتجاجهم بقول القشيري
«قال جعفرُ الصَّادقُ: مَنْ زعمَ أنَّ الله في شيءٍ أو منْ شيءٍ أو على شيءٍ فقدْ أشركَ؛ إذ لو كانَ على شيءٍ لكانَ محمولًا، أو كانَ في شيءٍ لكانَ محصورًا، أو كانَ من شيءٍ لكانَ محدثًا» :
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...2&postcount=30

الشبهة التاسعة عشر: خلق العرش إظهارا لقدرته
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...4&postcount=31

الشبهة العشرون:احتجاجهم بأثر منسوب لعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...3&postcount=32





فالنسخ واللصق سهل جدا فلي الكثير من المقالات والأبحاث التي ترد على مقالاتك لكننا في نقاش علمي وليس في اسطبل!










قديم 2011-06-16, 12:04   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
Diblino
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرايجي مشاهدة المشاركة
السؤال :
أين الله, هل هو على عرشه أم في كل مكان, وما حكم من يقول:بإن الله في كل مكان؟


الجواب

الله سبحانه فوق العرش، فوق العلو، فوق جميع الخلق، عند أهل السنة والجماعة، هكذا جاءت الرسل بهذا عليهم الصلاة والسلام، كل الرسل جاؤوا بأن الله فوق العرش، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى،


قال تعالى: الرحمن على العرش استوى،

وقال سبحانه: أأمنتم من في السماء،

وقال جل وعلا: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه،

وقال جل وتعالى: تعرج الملائكة والروح إليه في يوم ٍ كان مقداره خمسين ألف سنة،

وقال جل وعلا: إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش،

في سبعة مواضع، صرح فيها سبحانه بأنه فوق العرش،استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في استواءهم، ولا في غير ذلك من صفاته جل وعلا،


وقال سبحانه: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير،

وقال جل وعلا: قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد،

وقال سبحانه: هل تعلم له سمياً

استفهام إنكار، يعني لا سمي له، ولا كفؤ له سبحانه وتعالى.

ولما جاء رجل من الصحابة إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -بجارية يريد أن يعتقها، قال لها النبي- صلى الله عليه وسلم -: يا جارية أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟، قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة، أخرجه مسلم في صحيحه، لما سألها: أين الله؟ قالت: في السماء، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة،

فدل ذلك على أن ربنا في السماء في العلو، فوق العرش، فوق جميع الخلق، وهذا معنى قوله سبحانه: أأمنتم من في السماء أن يخسف الله بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعملون كيف نذير، هكذا جاء في سورة الملك، وهذا إجماع أهل السنة والجماعة، أجمع الصحابة كما أجمعت الرسل عليهم الصلاة والسلام أن الله فوق العرش، أن الله في العلو جل وعلا،

ومن هذا قوله جل وعلا: وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى،

دل على أن موسى أخبره بأن الله في العلو، وأنه فوق العرش، ولهذا قال فرعون ما قال

ومن قال بأن الله في كل مكان أو ليس في العلو فهو كافر، مكذب لله ولرسوله، ومكذب لإجماع أهل السنة والجماعة، كالجهمية وأشباههم والمعتزلة هؤلاء من أكفر الناس، لإنكارهم أسماء الله وصفاته جل وعلا.




الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
المصدر
https://www.binbaz.org.sa/mat/10305





سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- : عن قول بعض الناس إذا سئل : ( أين الله ) ؟ قال : ( الله في كل مكان ) أو ( موجود ) . فهل هذه الإجابة صحيحة على إطلاقها؟



الجواب :
هذه إجابة باطلة لا على إطلاقها ولا تقييدها ، فإذا سئل : أين الله ؟ فليقل : ( في السماء ) ، كما أجابت بذلك المرأة التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم ( أين الله ؟ ) قالت : في السماء .
وأما من قال : ( موجود ) فقط . فهذا حَيْدة عن الجواب ومراوغة منه .

وأما من قال : ( إن الله في كل مكان ) وأراد بذاته ، فهذا كفر ، لأنه تكذيب لما دلت عليه النصوص ، بل الأدلة السمعية ، والعقلية ، والفطرية من أن الله – تعالى – علي على كل شيء ، وأنه فوق السماوات مستو على عرشه .




مجموع فتاوى و رسائل الشيخ ابن عثيمين ج-ص1: 132-133
أنا أؤمن أن الله تعالى في كل مكان "وهو معكم أينما كنتم"









قديم 2011-06-16, 13:00   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة diblino مشاهدة المشاركة
أنا أؤمن أن الله تعالى في كل مكان "وهو معكم أينما كنتم"
الرد من قال: الله في كل مكان.
قال الإمام أحمد رحمه الله( فقلنا لهم أنكرتم أن يكون الله على العرش وقد قال تعالى(الرحمن على العرش استوى) طه وقال (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) يونس فقالوا هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش وفي السموات وفي الأرض وفي كل مكان ولا يخلو منه مكان ولا يكون في مكان دون مكان وتلوا آية من القرآن (وهو الله في السموات وفي الأرض) الأنعام فقلنا قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظم الرب شيء فقالوا أي مكان فقلنا أجسامكم وأجوافكم وأجواف الخنازير والحشوش والأماكن القذرة ليس فيها من عظم الرب شيء وقد أخبرنا أنه في السماء فقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) الملك (أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا) الملك وقال (إليه يصعد الكلم الطيب) فاطر وقال (إني متوفيك ورافعك إلي) آل عمران وقال (بل رفعه الله إليه) النساء ، وقال (وله من في السموات والأرض ومن عنده) الأنبياء وقال (يخافون ربهم من فوقهم) النحل وقال (ذي المعارج) المعارج وقال (وهو القاهر فوق عباده) الأنعام وقال (وهو العلي العظيم) البقرة، فهذا خبر الله أخبرنا أنه في السماء ووجدنا كل شيء أسفل منه مذموما يقول الله جل ثناؤه (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) النساء (وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) فصلت ، وقلنا لهم أليس تعلمون أن إبليس كان مكانه والشياطين مكانهم فلم يكن الله ليجتمع هو وإبليس في مكان واحد وإنما معنى قول الله جل ثناؤه (وهو الله في السموات وفي الارض) يقول هو إله من في السموات وإله من في الأرض وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون العرش ولا يخلو من علم الله مكان ولا يكون علم الله في مكان دون مكان فذلك قوله (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) الطلاق.
ومن الإعتبار في ذلك: لو أن رجلا كان في يديه قدح من قوارير صاف وفيه شراب صاف كان بصر ابن آدم قد أحاط بالقدح من غير أن يكون ابن آدم القدح فالله وله المثل الأعلى قد أحاط بجميع خلقه من غير أن يكون في شيء من خلقه.
وخصلة أخرى: لو أن رجلا بنى دارا بجميع مرافقها ثم أغلق بابها وخرج منها كان ابن آدم لا يخفى عليه كم بيت في داره وكم سعة كل بيت من غير أن يكون صاحب الدار في جوف الدار فالله وله المثل الأعلى قد أحاط بجميع خلقه وعلم كيف هو وما هو من غير أن يكون في شيء مما خلق قالوا إن الله معنا وفينا فقلنا الله جل ثناؤه يقول (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض) المجادلة ثم قال (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم -يعنى الله بعلمه- ولا خمسة إلا هو -يعني الله بعلمه- سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وهو معهم -يعني بعلمه فيهم- أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) المجادلة، يفتح الخبر بعلمه ويختم الخبر بعلمه ويقال للجهمي إن الله إذا كان معنا بعظمة نفسه فقل له هل يغفر الله لكم فيما بينه وبين خلقه فإن قال نعم فقد زعم أن الله بائن من خلقه دونه وإن قال لا كفر ، إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها:
1إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه .
2 وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء .
3وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة.
إذا أردت أن تعلم أن الجهمي لا يقر بعلم الله فقل له الله يقول (ولا يحيطون بشيء من علمه) البقرة وقال (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) النساء وقال (فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) هود قال (وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) فصلت فيقال له تقر بعلم الله هذا الذي وقفك عليه بالأعلام والدلالات أم لا، فإن قال ليس له علم كفر، وإن قال لله علم محدث كفر حين زعم أن الله قد كان في وقت من الأوقات لا يعلم حتى أحدث له علما فعلم، فإن قال لله علم وليس مخلوقا ولا محدثا رجع عن قوله كله وقال بقول أهل السنة وهذا على وجوه:
قال الله جل ثناؤه لموسى (إنني معكما طه يقول في الدفع عنكما وقال (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) التوبة يقول في الدفع عنا وقال (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) البقرة يقول في النصر لهم على عدوهم وقال (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم) محمد في النصر لكم على عدوكم وقال (ولا يستخفون من الله وهو معهم) النساء يقول بعلمه فيهم وقال (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين) الشعراء يقول في العون على فرعون فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه قال هو في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباين منه فقلنا إذا كان غير مباين أليس هو مماس قال لا قلنا فكيف يكون في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباين فلم يحسن الجواب فقال بلا كيف فيخدع جهال الناس بهذه الكلمة وموه عليهم فقلنا له أليس إذا كان يوم القيامة أليس إنما هو في الجنة والنار والعرش والهواء قال بلى فقلنا فأين يكون ربنا فقال يكون في كل شيء كما كان حين كان في الدنيا في كل شيء فقلنا فإن مذهبكم إن ما كان من الله على العرش فهو على العرش وما كان من الله في الجنة فهو في الجنة وما كان من الله في النار فهو في النار وما كان من الله في الهواء فهو في الهواء فعند ذلك تبين كذبهم على الله جل ثناؤه.)) كتاب الرد على الجهمية والزنادقة.









قديم 2011-06-16, 16:27   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
الاميرال
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الاميرال
 

 

 
الأوسمة
أفضل تصميم لشهر رمضان لسنة 1433هـ_2012مـ 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير










قديم 2011-06-16, 19:06   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

روى اللالكائي من طريق مَعْدان قال : سَألْتُ سفيان الثوري عن قَولِه : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) قال : عِلْمُه .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة diblino مشاهدة المشاركة
أنا أؤمن أن الله تعالى في كل مكان "وهو معكم أينما كنتم"
تعالى الله عن هذا الكلام، كلامك هذا يجعل ابا جهل لما يعبد هبل محقا لان الهك في كل مكان بما في ذلك هبل واللت والعزى، ولا تنسى فرعون لعنه الله لما قال لهم انا ربكم كان محقا لان الله كان حائلا في احشائه في داخله، ولما تذهب الى المراحيض وهي اماكن كما تعلم داخلة في كل مكان، اكان يطاوعك قلبك تعطيل الرب جل في علاه من عرشه المجيد لجعله في تلك الاماكن القذرة، وهناك اماكن اخرى تريد نسبتها الى الله جل في علاه لانها اماكن ككل مكان، كالمزابل والاماكن القذرة التي تجتمع فيها الحشرات وكل البكتيريا الساقطة، عطلت الرب جل وعلا لتجعله في هذه الاماكن ....نسال الله الهداية والحمد لله حمدا كثيرا









قديم 2011-06-17, 14:16   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
Servole
عضو جديد
 
الصورة الرمزية Servole
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إلى أخي جمال البليد(ي) أقول لقد تعجبت كثيرا من نقلك في شرح الآية "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ [الزخرف: 84]" بقولك نقلا عن شيوخك "معناه :أنه ‏جل‎ ‎ذكره إله من في السموات وإله من في الأرض ,إله يعبد في السماء ‏وإله يعبد في الأرض‎ ‎هكذا فسره العلماء))" وأنتم أول من خطَّأ الأشاعرة والماتردية لسلوكهم نهج التفويض والتأويل فقل لي بربك أليس هذا تأويل؟ ثم لِمَ لمْ تحمل الآية على ظاهرها كما عهدناك - أنتظر الإجابة التي لا أراك تتقنها إلا بقصك ولصقك










قديم 2011-06-17, 14:37   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
مراد74
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي رد التحية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد الشبلي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اخواني واحبتي
وعليكم السلام ورحمة الله
أصلح الله حالكم ياأهل العراق









قديم 2011-06-17, 14:45   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
فيصل55
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية فيصل55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










 

الكلمات الدلالية (Tags)
لا إله إلا الله


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc