اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوت من السماء
لا هم لكم سوى التكفير.
...///...
|
أولا: التكفير حكم شرعي فقد يكون بحق وقد يكون باطلا فلا هو محمود بإطلاق ولا هو مذموم بإطلاق ودين الله تعالى بين الغالي والجافي فيه
قال النبي صلى الله عليه وسلم((أيما رجل قال لأخيه: كافر فقد باء بها أحدهما))).
وجه الدلالة من هذا الحديث:أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الكفر حق وباطلا فإن كان بحق فهو حق وإن كان باطلا فإنه يرجع للمكفر فيبوء عليه وهذا معنى قوله(فقد باء بها أحدهما))).
ثانيا: كلامك هو التكفير بعينه لأنك ظننت أن الحكم على الفعل بالكفر يستلزم الحكم على الفاعل ..والحكم على شيء فرع عن تصوره,لكن الصواب أنه ليس كل من وقع في الكفر يقع عليه الكفر أو يمعنى آخر ليس كل من فعل أو قال كفرا اصبح كافرا لأن أهل السنة يفرقون بين النوع(=الفعل) وبين المعين(=الفاعل)) .
قال اين تيمية - رحمه الله - ( فتاواه 12/487 ) :
« . . . كلّما رأوهم قالوا : ( من قال كذا فهو كافر ) , اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكلّ من قاله , ولم يتدبروا أن التكفير لـه شروط وموانع قد تنتفي في حق المُعَيّن , وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المُعَيّن إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع .
يُبيِّن هذا :
أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه » انتهى .
فائدة :
شروط التكفير أربعةٌ , تقابلها أربعٌ من الموانع ؛ وهي :
1. توفر العلم وانتفاء الجهل .
2. وتوفر القصد وانتفاء الخطإ .
3. وتوفر الاختيار وانتفاء الإكراه .
4. وانعدام التأويل السائغ , والمانع المقابل له هو : وجود التأويل السائغ .
ثالثا: الأولى لك إن كنت متباكيا على فتنة التكفير ومنصفا للطوائف والجماعات أن توجه اتهاماتك للأشاعرة أنفسهم فهم أهل الغلو في التكفير ودونك بيان ذلك:
فقد صرح كبارئهم وأقطابههم بأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر, وبعضهم خففها فقال: هو أصل الضلالة.
قال السنوسي في "شرح الكبرى": وأما من زعم أن الطريق إلى معرفة الحق هو الكتاب والسنة, ويحرم ما سواهما؛ فالرد عليه أن حجتهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي, وأيضاً فقد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع.
ويقول أيضا: أصول الكفر ستة فذكر خمسة. ثم قال: سادساً: التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية!.