سؤال إلى المشرفة النيلية بالذّات ، ومن وافقها .
هذا نصّ كلام سيّد رحمه الله وغفر له :
"لقد قال الله للملائكة: ]إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ[. (1)
وقد كان ما قاله الله، فقوله تعالى إرادة، وتوجه الإرادة ينشئ الخلق المراد، ولا نملك أن نسأل كيف تلبست نفخة الله الأزلي الباقي بالصلصال المخلوق الفاني، فالجدل على هذا النحو عبث عقلي، بل عبث بالعقل ذاته، وخروج به عن الدائرة التي يملك فيها أسباب التصور والإدراك والحكم، وكل ما ثار من الجدل حول هذا الموضوع، وكل مايثور، إن هو إلا جهل بطبيعة العقل البشري وخصائصه وحدوده، وإقحام له في غير ميدانه؛ ليقيس عمل الخالق إلى مدركات الإنسان، وهو سفه في إنفاق الطاقة العقلية، وخطأ في المنهج من الأساس، إنه يقول كيف يتلبس الخالد بالفاني، وكيف يتلبس الأزلي بالحادث، ثم ينكر أو يثبت ويعلل! بينما العقل الإنساني ليس مدعواً أصلاً للفصل في الموضوع؛ لأن الله يقول: إن هذا قد كان، ولا يقول: كيف كان؟ فالأمر إذن ثابت، ولا يملك العقل البشري أن ينفيه، وكذلك هو لا يملك أن يثبته بتفسير من عنده، غير التسليم بالنص؛ لأنه لا يملك وسائل الحكم، فهو حادث، والحادث لا يملك وسائل الحكم على الأزلي في ذاته، ولا على الأزلي في تلبسه بالحادث، وتسليم العقل ابتداء بهذه البديهية أو القضية، وهي أن الحادث لا يملك وسائل الحكم على الأزلي في أي صورة من صوره، يكفي ليكف العقل عن إنفاق طاقته سفهاً في غير مجاله المأمون."
أمران في كلام سيّد رحمه الله يتلبّسان ببعضهما ، والعقل البشريّ لا يستطيع فهم وإدراك هذا االتلبّس .
فما هما ؟