السلام عليك و رحمة الله و بركاته
الأخ ابن الجلفة
chouan
غمرت موضوعك في آثار التضحية و العطاء على النفس و الروح، في حين عرجت على صلب الموضوع تعريجا، و مررت عليه مرورا خفيفا، فكنت كالزائر له.
و هذه بعض الملاحظات على موضوعك:
قولك: (( ولعل أقصى درجات الحب هي التضحية )) التعبير لا يستقيم فرق بين درجات الحب و آثاره فأعلى و أقصى درجات الحب هي الخلة، و أعلى و أقصى درجات آثار الحب هي موافقة المحبوب لا التضحية.
و قولك: (( ولم يشهد التاريخ قديما أو حديثا أناسا أحبوا إلههم وابتغوا إليه الوسيلة كصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم )) هذا التركيب لا يصح و وجه ذلك أن ((يشهد)) فعل مضارع و كل فعل مضارع فهو متضمن لمصدر يسمى المصدر المستكن و ذلك المصدر سبق نفي و هو نكرة و القاعدة تقول: ((كل نكرة سبقت بنفي أو نهي أو شرط أو استفهام فهي تفيد العموم)) و العموم في كلامك لا يصح.
اذا فالتعبير لا يصح و ذلك أنه: (( لم يشهد التاريخ قديما و لا حديثا أناسا أحبوا ألههم و ابتغوا أليه الوسيلة كالأنبياء و الرسل عليه الصلاة و السلام))
و في النفس شيء من جهة البلاغة و المعنى في قولك ((الحب اللامتناهي)) و قولك (( المحبة الأبدية))
و موضوعك يفتقر افتقارا كليا للخاتمة.
ثم بعد: بارك الله فيك و جزاك الله خيرا و شكر الله لك و نرجوا لك التوفيق.